الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة0%

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة مؤلف:
المحقق: مشتاق مظفر
الناشر: دليل ما
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 496

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مشتاق مظفر
الناشر: دليل ما
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 28916
تحميل: 5394

توضيحات:

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 28916 / تحميل: 5394
الحجم الحجم الحجم
الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

مؤلف:
الناشر: دليل ما
العربية

بطاعته، والمثوى في خدمته، فإن توفّيتني قبل ذلك فاجعلني ممّن يكرّ في رجعته، ويملّك في دولته، ويمكّن في أيّامه »(١) .

الثالث والعشرون بعد المائة : ما رووه(٢) أيضاً في زيارة اُخرى لهعليه‌السلام : « وإن أدركني الموت قبل ظهورك، فأتوسّل بك إلى الله أن يصلّي على محمّد وآله(٣) ، وأن يجعل لي كرّة في ظهورك، ورجعة في أيّامك، لأبلغ من طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك فؤادي »(٤) .

الرابع والعشرون بعد المائة : ما رووه أيضاً في زيارة اُخرى لهعليه‌السلام : « اللهمّ أرنا وجه وليّك الميمون في حياتنا وبعد المنون، اللهمّ إنّي أدين لك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة »(٥) .

الخامس والعشرون بعد المائة : ما رووه أيضاً في الزيارات عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: « من دعا الله أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله من قبره وأعطاه بكلّ كلمة ألف حسنة »(٦) ثمّ ذكر الدعاء.

السادس والعشرون بعد المائة : ما رواه الشيخ أبو الفتح الكراجكي في «كنز الفوائد »: عن محمّد بن العبّاس بن مروان - وهو ثقة(٧) - عن علي بن عبدالله بن أسد، عن إبراهيم بن محمّد، عن أحمد بن معمّر، عن محمّد بن الفضيل، عن

____________

١ - مصباح الزائر: ٤٢٤، ولم أعثر عليها في المزارين الآخرين، وعن المصباح في البحار ٥٣: ٩٥/١٠٨.

٢ - في « ح، ش »: ما رواه.

٣ - في « ط » والمصدر: على محمّد وآل محمّد.

٤ - المزار للشهيد الأوّل: ٢٢٨، مصباح الزائر: ٤٣٨، وعن المصباح في البحار ٥٣: ٩٥/١٠٩.

٥ و ٦ - مصباح الزائر: ٤٤٥.

٧ - في « ط »: ثقة ثقة.

٣٠١

الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس في قوله تعالى( إِن نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (١) قال: « هذه نزلت فينا وفي بني اُميّة، يكون لنا عليهم دولة، فتذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة وهواناً بعد عزّ »(٢) .

السابع والعشرون بعد المائة: ما رواه الحسن بن سليمان نقلاً من كتاب « المشيخة » للحسن بن محبوب: عن محمّد بن سلام، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: في قوله تعالى( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (٣) قال: « هو خاصّ لأقوام في الرجعة بعد الموت، ويجري في القيامة »(٤) .

الثامن والعشرون بعد المائة: ما رواه سعد بن عبدالله في رسالته في « أنواع آيات القرآن » برواية ابن قولويه على ما نقل عنه قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « نزل جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية هكذا: (فإنّ للظالمين آل محمّد حقّهم عذاباً دون ذلك)(٥) يعني عذاباً(٦) في الرجعة »(٧) .

التاسع والعشرون بعد المائة: ما رواه العيّاشي في « تفسيره » على ما نقل عنه: عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى( فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ قُلُوبُهُم مُنكِرَةٌ ) (٨) يعني: « لا يؤمنون بالرجعة أنّها حقّ »(٩) .

__________________

١ - سورة الشعراء ٢٦: ٤.

٢ - تأويل الآيات ١: ٣٨٦/١.

٣ - سورة غافر ٤٠: ١١.

٤ - مختصر البصائر: ٤٦٢/٥١٩.

٥ - سورة الطور ٥٢: ٤٧. والآية هكذا( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذلِكَ ).

٦ - (عذاباً) لم يرد في « ح ».

٧ - وعن رسالة سعد بن عبدالله في البحار ٥٣: ١١٧/١٤٤.

٨ - سورة النحل ١٦: ٢٢.

٩ - تفسير العيّاشي ٢: ٢٥٧/ضمن حديث ١٤.

٣٠٢

وعن أبي حمزة، عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله(١) .

الثلاثون بعد المائة : ما رواه الكراجكي في «كنز الفوائد »: عن محمّد بن العبّاس، عن علي بن محمّد، عن أبي جميلة، عن الحلبي.

وعن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الفضل بن عبّاس، عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قوله تعالى( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ) قال: « في الرجعة »( وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ) (٢) قال: « لا يخاف من مثلها إذا رجع »(٣) .

أقول : الظاهر أنّ المراد بـ( ربّهم ) : صاحبهم(٤) وهو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ليعود إليه ضمير يخاف، ويناسب التفسير لما في تفسير قوله تعالى( وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً ) (٥) أنّ المراد بالربّ: الصاحب وأنّه عليّعليه‌السلام (٦) .

الحادي والثلاثون بعد المائة: ما رواه الصدوق في «معاني الأخبار »: عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن محمّد بن علي، عن سفيان، عن فراس، عن الشعبي، قال: قال ابن الكوّا لعليعليه‌السلام : يا أمير المؤمنين أرأيت قولك: العجب كلّ العجب بين جمادى ورجب؟ قالعليه‌السلام : « ويحك يا أعور هو جمع أشتات، ونشر أموات، وحصد نبات، وهنات بعد هنات، مهلكات مبيرات، لست أنا ولا أنت هناك »(٧) .

أقول: حمل الصدوق آخر الحديث على التقية. فقال: إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام

____________

١ - تفسير العيّاشي ٢: ٢٥٧/ذيل حديث ١٤. وكان في الإيقاظ المطبوع: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٢ - سورة الشمس ٩١: ١٥.

٣ - تأويل الآيات ٢: ٨٠٤/ضمن حديث ١.

٤ - (صاحبهم) لم يرد في « ط ».

٥ - سورة الفرقان ٢٥: ٥٥.

٦ - من قوله: (لما في تفسير) إلى هنا لم يرد في « ط ».

٧ - معاني الأخبار: ٤٠٦/٨١.

٣٠٣

اتّقى ابن الكوّا في هذا الحديث؛ لأنّه كان غير محتمل(١) لأسرار آل محمّدعليهم‌السلام (٢) . « انتهى ».

ويمكن أن يكون إشارة إلى رجعة بعض الشيعة وأعدائهم في زمن المهديعليه‌السلام ، وإنّ ذلك يكون بين جمادى ورجب، وأمّا رجعة أمير المؤمنينعليه‌السلام فهي متأخِّرة عن هذه الرجعة كما يأتي، ولعلّها لا تكون بين جمادى ورجب، فلا حاجة إلى التأويل بالحمل على التقية(٣) .

وقد تقدّم ما يدلّ على مضمون الباب(٤) . ويأتي ما يدلّ عليه، فإنّ أحاديث هذه الأبواب كلّها متعاضدة في الدلالة على صحة الرجعة(٥) ، وقد عرفت(٦) وجه إفراد هذا الباب عمّا بعده والله الموفّق.

__________________

١ - في « ط »: متحمّل.

٢ - معاني الأخبار: ٤٠٧ - قال مصنّف هذا الكتاب.

٣ - إلى هنا ينتهي ما سقط من « ك ».

٤ - في « ك »: ذلك. بدل من: مضمون الباب.

٥ - (على صحة الرجعة) أثبتناه من « ك ».

٦ - في « ك » زيادة: سابقاً.

٣٠٤

الباب العاشر

في ذكر جملة من الأخبار المعتمدة الواردة في الإخبار بالرجعة

لجماعة من الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام

الحديث الأوّل : ممّا يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه في كتاب «من لا يحضره الفقيه » - في باب المتعة - بطريق القطع والجزم من غير حوالة على سند حيث قال: قال الصادقعليه‌السلام : « ليس منّا من لم يؤمن بكرّتنا، ويستحلّ متعتنا »(١) .

أقول : هذا الضمير الموضوع للمتكلِّم ومعه غيره دالّ بطريق الحقيقة على دخول الصادقعليه‌السلام في الرجعة، ومعه جماعة من أهل العصمةعليهم‌السلام أو الجميع، ولا خلاف في وجوب الحمل على الحقيقة مع عدم القرينة.

الثاني : ما رواه الشيخ الجليل رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في «المصباح الكبير » - في أعمال يوم الجمعة(٢) -: عن الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام أنّه قال: « من أراد أن يزور قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحججعليهم‌السلام وهو في بلده فليغتسل يوم الجمعة - إلى أن قال -: وليقل:

____________

١ - من لا يحضره الفقيه ٣: ٢٩١/١٣٨٤.

٢ - في « ك » زيادة: حيث قال: زيارة الأئمةعليهم‌السلام في يوم الجمعة، روي.

وكذلك المصدر. من دون ذكر: حيث قال.

٣٠٥

السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته(١) ، السلام عليك أيّها النبي المرسل، والوصي المرتضى، والسيّدة الكبرى، والسيّدة الزهراء، والسبطان المنتجبان، والأولاد والأعلام، والاُمناء المستخزنون، جئت انقطاعاً(٢) إليكم وإلى آبائكم وولدكم الخلف على بركة الحقّ، فقلبي لكم سلم، ونصرتي لكم معدّة حتّى يحكم الله بدينه، فمعكم معكم لا مع عدوّكم، إنّي من القائلين بفضلكم، مقرّ برجعتكم، لا اُنكر لله قدرة، ولا أزعم إلا ما شاء الله »(٣) الحديث.

الثالث : ما رواه الشيخ أيضاً في «المصباح » - في أعمال رجب - قال(٤) : زيارة رواها ابن عيّاش قال: حدّثني خير(٥) بن عبدالله، عن مولاه - يعني أبو القاسم الحسين بن روح - قال: زرْ أيّ المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول:

« الحمد لله الذي أشهدنا مشهد(٦) أوليائه في رجب، وأوجب علينا من حقّهم ما قد وجب، وصلّى الله على محمّد المنتجب، وعلى أوصيائه الحجب - إلى أن قال -: والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حتّى العود إلى حضرتكم، والفوز في كرّتكم، والحشر في زمرتكم »(٧) .

الرابع : ما رواه رئيس المحدّثين أبو جعفر ابن بابويه في «الفقيه وعيون الأخبار » ورئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في « التهذيب » بأسانيدهما الصحيحة:

__________________

١ - قوله: (السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته) لم يرد في « ح ».

٢ - في « ط »: حيث انقطع.

٣ - مصباح المتهجد: ٢٥٣.

٤ - في « ح، ش، ك »: حيث قال.

٥ - في « ك »: جُبير.

٦ - في « ط »: مشاهد.

٧ - مصباح المتهجد: ٧٥٥ - ٧٥٦.

٣٠٦

عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن موسى بن عبدالله النخعي(١) ، عن الإمام علي بن محمّدعليهما‌السلام في الزيارة الجامعة يقول فيها: « اُشهد الله واُشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به - إلى أن قال -: معترف بكم، مؤمن بإيابكم، مصدِّقٌ برجعتكم، منتظرٌ لأمركم، مرتقبٌ لدولتكم ».

ثمّ قال: « ونصرتي لكم معدّة، حتّى يُحيي الله دينه بكم، ويردّكم في أيّامه، ويظهركم لعدله، ويمكِّنكم في أرضه ».

ثمّ قال: « فثبّتني الله أبداً ما بقيت على موالاتكم، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهديكم، ويحشر في زمرتكم، ويكرّ في رجعتكم، ويملّك في دولتكم، ويشرّف في عافيتكم، ويمكَّن في أيّامكم، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم »(٢) .

أقول : قد عرفت أنّ الحمل على الحقيقة واجب متعيّن في أمثال هذه الألفاظ إجماعاً مع عدم القرينة كما هنا.

الخامس : ما رواه الشيخ وابن بابويه أيضاً بالسند السابق بعد الزيارة الجامعة في زيارة الوداع قال: « إذا أردت الإنصراف فقل: السلام عليكم(٣) سلام مودِّع - إلى أن قال -: السلام عليكم حشرني الله في زمرتكم، وأوردني حوضكم، وجعلني من حزبكم، وأرضاكم عنّي، ومكّنني في دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملّكني في أيّامكم »(٤) .

____________

١ - في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : موسى بن عمران النخعي.

٢ - من لا يحضره الفقيه ٢: ٣٧٠/١٦٢٥، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٧٥ - ٢٧٦/١، التهذيب ٦: ٩٨ - ٩٩/١٧٧.

٣ - في « ح »: عليك.

٤ - من لا يحضره الفقيه ٢: ٣٧٥، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٧٨، التهذيب ٦: ١٠١.

٣٠٧

السادس : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب «عيون الأخبار » - في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في وجه دلائل الأئمّةعليهم‌السلام والردّ على الغلاة والمفوّضة - قال: حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني أحمد بن علي الأنصاري، عن الحسن بن الجهم - في حديث طويل - أنّ المأمون قال لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : ما تقول في الرجعة؟ فقال الرضاعليه‌السلام : « إنّها لحقّ، قد كانت في الاُمم السالفة وقد نطق بها القرآن، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في الاُمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة. وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريمعليه‌السلام فصلّى خلفه.

وقالعليه‌السلام : إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، قيل: يا رسول الله ثمّ يكون ماذا؟ قال: ثمّ يرجع الحقّ إلى أهله » فقال المأمون: فما تقول في القائلين بالتناسخ؟ فقال: « من قال بالتناسخ فهو كافر مكذِّب بالجنّة »(١) الحديث.

أقول: رجعة عيسىعليه‌السلام قد صرّح بها في هذا الحديث وغيره، بل تواترت، وفي القرآن ما يدلّ على وفاته كقوله:( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) (٢) وقوله تعالى( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) (٣) وغير ذلك والأحاديث فيه كثيرة، وإن كان بعض العامّة ينكر وفاته فليس بمعتبر، وما ذاك إلا لإفراطهم في إنكار الرجعة.

وقوله: « ثمّ يرجع الحقّ إلى أهله » يدلّ على رجعة الأئمّةعليهم‌السلام ، مضافاً إلى

____________

١ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٠١ - ٢٠٢.

٢ - سورة المائدة ٥: ١١٧.

٣ - سورة آل عمران ٣: ٥٥.

٣٠٨

التصريحات الكثيرة، ولو كان المراد خروج المهديعليه‌السلام وحده لما كان من قسم الرجعة لما عرفت من معناها، وصرّح به صاحب « الصحاح والقاموس » وغيرهما(١) .

وقد عرفت أيضاً أنّ الطبرسي ذكر أنّ ذلك تأويل صدر من بعضهم ثمّ حكم بأنّه مخالف لإجماع الإمامية(٢) ، والتصريحات(٣) المنافية لهذا التأويل البعيد أكثر من أن تحصى، ثمّ إنّ الحكم بعدها ببطلان التناسخ يدلّ على عود الروح في الرجعة إلى بدنها الحقيقي لا إلى بدن آخر، وإلا لكان تناسخاً قطعاً.

السابع : ما رواه ابن بابويه في «عيون الأخبار » - في باب ما حدّث به هرثمة بن أعين من وفاة الرضاعليه‌السلام -: عن تميم بن عبدالله القرشي، عن أبيه، عن محمّد بن مثنّى(٤) ، عن محمّد بن خلف الطاطري(٥) ، عن هرثمة بن أعين، عن الرضاعليه‌السلام - في حديث طويل - قال: « إنّ المأمون سيقول لك وأنت تغسلني: أليس زعمتم أنّ الإمام لا يغسّله إلا إمام؟ فأجبه وقل له: إنّ الإمام لا يجب أن يغسّله إلا إمام، فإن تعدّى متعدّ فغسّل الإمام لم تبطل إمامته، ولا إمامة الذي بعده، ولو ترك الرضا بالمدينة لم يغسّله إلا ابنه ظاهراً مكشوفاً، ولا يغسّله الآن إلا هو من حيث يخفى(٦) »(٧) .

____________

١ - الصحاح ٣: ١٢١٦، القاموس المحيط ٣: ٣٦ - رجع.

٢ - مجمع البيان ٧: ٤٣٠ - ٤٣١.

٣ - في « ش » زيادة: البعيدة.

٤ - في المصدر: محمّد بن يحيى.

٥ - في « ك »: الطاهري.

٦ - في « ط »: إلا من حيث هو يخفى.

٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٠٠ - ٢٠١/١.

٣٠٩

أقول : هذا المعنى قد ورد في الأحاديث كثيراً، وهو يؤيّد الأحاديث الكثيرة الواردة في الأخبار برجعة الحسين ليغسّل المهديعليهما‌السلام .

الثامن : ما رواه الكليني - في باب زيارة الحسينعليه‌السلام -: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن نعيم بن الوليد، عن يوسف الكناسي(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « إذا أتيت قبر الحسينعليه‌السلام - ثمّ ذكر الزيارة بطولها - تقول فيها: اُشهدكم أنّي بكم مؤمن، وبإيابكم موقن - إلى أن قال -: والعن قتلة الحسينعليه‌السلام ، اللهمّ اجعلنا ممّن ينصره وتنتصر(٢) به، وتمنَّ عليه بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة »(٣) .

ورواه أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في « المزار » بالسند الذي يأتي ذكره، عقيب هذا الحديث إن شاء الله(٤) .

التاسع : ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور بالسند السابق يقول فيه أبو عبداللهعليه‌السلام : « إذا أردت أن تودّعه فقل: السلام عليك ورحمة الله وبركاته أستودعك الله(٥) - إلى أن قال -: اللهمّ لا تجعله آخر العهد منّا ومنه، اللهمّ ابعثه مقاماً محموداً تنصر به دينك، وتقتل به عدوّك، وتبير(٦) به من نصب حرباً لآل

____________

١ - في الكافي: يونس الكناسي، وكذا مرآة العقول ١٨: ٢٩١/١، وما في المتن هو الصحيح، كما صرّح به السيِّد الخوئي، وهو الموافق للوافي ١٤: ١٤٩/٣ والوسائل ١٤: ٤٨٣/١، ومن لا يحضره الفقيه ٢: ٣٦٠/١٦١٥، قائلاً: وقد أخرجت في كتاب الزيارات أنواعاً من الزيارات واخترت هذه لهذا الكتاب لأنّها أصحّ الروايات عندي من طريق الرواية.

٢ - في المطبوع و « ط، ك »: وينتصر به، وما في المتن من « ش، ح » والمصدر.

٣ - الكافي ٤: ٥٧٢/١.

٤ - كامل الزيارات: ٢٢٢/٣.

٥ - (وأستودعك الله) لم يرد في « ط ».

٦ - البور: الهلاك. الصحاح ٢: ٥٩٧ - بور - وتبير أي تهلك.

٣١٠

محمّد، فإنّك وعدت ذلك وأنت لا تخلف الميعاد، والسلام عليك(١) ورحمة الله وبركاته، أشهد أنّكم نجباء شهداء، جاهدتم في الله وقُتلتم على منهاج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٢) .

ورواه الشيخ الثقة الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب المزار المسمّى بـ «كامل الزيارة »: عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد مثله(٣) .

وأورد هذا الحديث في الباب الثامن والثمانين في وداع قبر الحسينعليه‌السلام ، وأورد الحديث الذي قبله في الباب الذي قبله بهذا السند.

العاشر : ما رواه الكليني أيضاً - في باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بأمر من الله -: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصمّ، عن أبي عبدالله البزّاز(٤) ، عن حريز، عن أبي عبداللهعليه‌السلام في حديث قال: « إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدّته، فإذا انقضى ما فيها ممّا أمر به عرف أنّ أجله قد حضر، فأتاه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينعى إليه نفسه، وأخبره بما له عند الله.

وإنّ الحسينعليه‌السلام قرأ صحيفته التي اُعطيها وفسّر له ما يأتي، وبقى أشياء لم تقض فخرج للقتال، وكانت تلك الأشياء التي بقيت، أنّ الملائكة سألت الله في نصرته فأذن لها، فمكثت تستعدّ للقتال وتتأهّب لذلك حتّى قتل، فنزلت وقد انقطعت مدّته وقُتلعليه‌السلام ، فقالت الملائكة: يا ربّنا أذنت لنا في الإنحدار، وأذنت لنا

____________

١ - في « ط »: عليكم.

٢ - الكافي ٤: ٥٧٥.

٣ - كامل الزيارات: ٢٦٦/١ - باب ٨٤.

٤ - في « ك »: البزّار.

٣١١

في نصره وقد قبضته؟

فأوحى الله إليهم: أن الزموا قبره حتّى تروه، وقد خرج فانصروه، وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته، فإنّكم قد خصّصتم بنصرته وبالبكاء عليه، فبكت الملائكة حزناً على ما فاتهم من نصرته، فإذا خرج يكونون أنصاره »(١) .

ورواه الثقة الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه - في الباب السابع والعشرين من كتاب «المزار » - قال: حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصري، عن عبدالله بن عبد الرحمن، قال: حدّثنا أبو عبيدة البزّاز(٢) ، عن حريز، قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام وذكر مثله(٣) .

الحادي عشر : ما رواه الكليني أيضاً في أواسط «الروضة »: عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن القاسم البطل، عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ ) (٤) قال: « قتل علي بن أبي طالبعليه‌السلام وطعن الحسنعليه‌السلام »( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ) قال: « قتل الحسينعليه‌السلام »( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا ) فإذا جاء نصر الحسينعليه‌السلام ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْس شَدِيد فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ ) يبعثهم الله قبل خروج القائمعليه‌السلام فلا يَدَعون وتراً لآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا قتلوه( وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ) (٥) خروج

____________

١ - الكافي ١: ٢٨٣.

٢ - في « ك »: البزّار.

٣ - كامل الزيارات: ٩٢/١٧.

٤ و ٥ - سورة الإسراء ١٧: ٤ - ٥.

٣١٢

القائمعليه‌السلام ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) (١) خروج الحسينعليه‌السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض الذهب، لكلّ بيضة وجهان.

المؤدّون إلى الناس: إنّ هذا الحسينعليه‌السلام قد خرج حتّى لا يشكّ فيه المؤمنون، وإنّه ليس بدجّال ولا شيطان، والحجّة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين أنّه الحسينعليه‌السلام جاء الحجّة الموت، فيكون الذي يغسّله ويكفّنه ويحنّطه ويلحده في حفرته الحسين بن عليعليه‌السلام ، ولا يلي الوصي إلاّ وصي »(٢) .

ورواه ابن قولويه في «المزار » - في الباب الثامن عشر فيما نزل(٣) من القرآن في قتل الحسينعليه‌السلام ، وانتقام الله له ولو بعد حين - قال: حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز(٤) ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن موسى بن سعدان الحنّاط، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي، عن صالح بن سعد، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله إلى قوله:( وكان وَعْدَاً الله مفعولاً ) (٥) .

أقول : وإنّما ترك آخر الحديث؛ لأنّه لا يدلّ على مضمون الباب، وهذه عادته كما قرّر في أوّل كتابه وفيما أورده كفاية هنا.

واعلم أنّ بعض الأصحاب المعاصرين استشكل هذا الحديث جدّاً والذي ظهر لي في حلّ إشكاله وجوه:

أحدها : إنّه قد تقرّر أنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، وأنّه لا يعلم جميع معانيه

____________

١ - سورة الإسراء ١٧: ٦.

٢ - الكافي ٨: ٢٠٦/٢٥٠.

٣ - في « ط » والمطبوع: نزلت. وما في المتن أثبتناه من « ش، ح، ك ».

٤ - في « ك »: الرزّاد، وفي « ط »: الرازي.

٥ - كامل الزيارات: ٦٠/١.

٣١٣

إلاّ الأئمّةعليهم‌السلام ، فلعلّ ما ذكر معناه الباطني، وظاهره غير مراد.

وثانيها : إنّه قد تقرّر أيضاً بالأحاديث الكثيرة، أنّ بعض الآيات أو أكثرها قد اُريد به معنيان فصاعداً، بل سبعون معنىً، فلعلّ هذه الآية المراد منها ظاهرها، والمعنى المروي أيضاً وغيرهما.

وثالثها : أن يكون لفظ بني إسرائيل في الآية كناية عن هذه الاُمّة، لمشابهتهم لهم في أكثر الأحوال أو كلّها كما مرّ، ويكون استعارة، فلا يكون المراد بها ظاهرها أصلاً.

ورابعها : أن يكون المراد بها ظاهرها، وتكون في حكم بني إسرائيل، ويكون الحديث الوارد في تفسيرها المذكور هنا إشارة إلى الأحاديث السابقة: « إنّ كلّ ما كان في بني إسرائيل يكون في هذه الاُمّة مثله، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » فكأنّه قال: ظاهر الآية واضح، ومعناها الذي يفهم منها مراد، ونظير هذا الأمر في هذه الاُمّة(١) ما ذكرنا، ثمّ أورد الوقائع المشابهة للوقائع السابقة في بني إسرائيل والله أعلم(٢) .

وخامسها (٣) : وهو أقرب ممّا سبق، أن تكون الآية خطاباً لهذه الاُمّة في قوله( لتفسدنّ ) و( لتعلنّ ) و( بعثنا عليكم ) و( رددنا لكم ) وغيرها. ويكون المراد إنّا قضينا إلى(٤) بني إسرائيل في كتابهم أنّكم لابدّ أن تفعلوا هذه الأفعال يعني أخبرناكم(٥) بأحوالكم وما تفعلون، وما يكون عاقبة اُموركم والله أعلم.

__________________

١ - قوله: (في هذه الاُمّة) لم يرد في « ط ».

٢ - (والله أعلم) أثبتناه من « ط ».

٣ - هذه الفقرة الخامسة أثبتناها من « ش، ح ».

٤ - في « ح »: في.

٥ - في « ح »: أخبرناهم.

٣١٤

الثاني عشر : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « الخصال » - في باب العشرة -: عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم، عن أبي عبدالله الورّاق، عن محمّد بن عبدالله بن الفرج(١) ، عن علي بن بنان المقري، عن محمّد بن سابق، عن زائدة، عن الأعمش، عن فرات القزّاز، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « إنّكم لا ترون الساعة حتّى تروا قبلها عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدجّال، ودابّة الأرض، وخروج عيسى بن مريم، وخروج يأجوج ومأجوج »(٢) الحديث.

أقول : يأتي إن شاء الله ما يدلّ صريحاً على أنّ دابة الأرض أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وتقدّم ما يدلّ على ذلك أيضاً.

الثالث عشر : ما رواه رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في «المصباح الكبير » - في ذكر قنوت الوتر - قال: ويستحبّ أن يزاد هذا الدعاء « الحمد لله شكراً لنعمائه » - وذكر شكاية طويلة من أحوال الغيبة والدعاء لصاحب الزمان بتعجيل الفرج والخروج - إلى أن قال: « اللهمّ وشرّف(٣) بما استقلّ به من القيام(٤) بأمرك لدى مواقف المسار مقامه، وسرّ نبيك محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برؤيته ومن تبعه على دعوته » ثمّ قال: « وردّ عنه من سهام المكاره ما يوجّهه أهل الشنآن إليه وإلى شركائه في أمره، ومعاونيه على طاعة ربّه »(٥) الدعاء.

____________

١ - في المصدر والبحار: أبو عبدالله الورّاق محمّد بن عبدالله بن الفرج، وفي « ح »: محمد بن الفرج.

٢ - الخصال: ٤٤٩/٥٢، وعنه في البحار ٦: ٣٠٤/٣.

٣ - في « ك »: ويشرّف، وفي « ش »: وتشرّف.

٤ - في « ك »: القائم.

٥ - مصباح المتهجّد: ١٣٧ و ١٤١.

٣١٥

الرابع عشر : ما رواه الشيخ أيضاً في «المصباح » - في أدعية الصباح والمساء - في الدعاء الكامل المعروف بدعاء الحريق يقول في آخره: « اللهمّ صلِّ على محمّد وأهل بيته الطاهرين وعجِّل اللهمّ فرجهم وفرجي، وفرج كلّ(١) مهموم(٢) من المؤمنين، اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وارزقني نصرهم وأشهدني أيّامهم واجمع بيني وبينهم في الدنيا والآخرة، واجعل عليهم منك واقية حتى لا يخلص إليهم إلا بسبيل خير وعلى من معهم وعلى شيعتهم ومحبّيهم وأوليائهم »(٣) الدعاء.

ورواه الكفعمي في «مصباحه » في الفصل الرابع عشر(٤) .

الخامس عشر : ما رواه أيضاً في «المصباح » - في الصلوات(٥) المرغّب في فعلها يوم الجمعة في صلاة اُخرى لفاطمةعليها‌السلام - قال: روى إبراهيم بن عمر الصنعاني، عن أبي عبداللهعليه‌السلام - ثمّ ذكر كيفيّة الصلاة والدعاء بعدها - إلى أن قال: « وأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفرِّج عن محمّد وآل محمّد وتجعل فَرَجي مقروناً بفرَجِهم »(٦) الدعاء.

أقول : ومثل هذا كثير جدّاً في الأدعية، والحمل على الحقيقة الذي هو واجب قطعاً مع عدم قرينة المجاز، يدلّ على الرجعة، ويؤيّد التصريحات الكثيرة جدّاً.

السادس عشر : ما رواه أيضاً في «المصباح » - في دعاء كلّ يوم من شهر

____________

١ - في المطبوع زيادة: مؤمن.

٢ - في المصدر: وفرّج عن كلّ مهموم.

٣ - مصباح المتهجد: ٢٠١.

٤ - مصباح الكفعمي ١: ١٧٩ - ١٨٠.

٥ - في « ط »: الصلاة.

٦ - مصباح المتهجد: ٢٦٦ - ٢٦٧.

٣١٦

رمضان بعد ما ذكر الصلاة على النبي(١) والأئمّةعليهم‌السلام واحداً واحداً(٢) - قال: « اللهمّ صلِّ على ذريّة نبيّك، اللهمّ اخلف محمّداً في أهل بيته، اللهمّ مكِّن لهم في الأرض، اللهمّ اجعلنا من عددهم ومددهم، وأنصارهم على الحقّ في السرّ والعلانية، اللهمّ اطلب بذحلهم(٣) ووترهم ودمائهم، وكفّ عنّا وعنهم وعن كلّ مؤمن ومؤمنة بأس كلّ طاغ وباغ »(٤) الدعاء.

أقول : معلوم أنّ ضمير « مكِّن لهم » عائد إلى الجميع فهو كآية الوعد باستخلافهم وتمكينهم، والحمل على الحقيقة كما عرفت دالّ على الرجعة مع عدّة من القرائن، كسؤال كفّ البأس عنهم وغير ذلك، مع التصريحات الكثيرة التي لاتحصى.

السابع عشر: ما رواه الشيخ أيضاً في «المصباح » - في أعمال ذي القعدة في دعاء يوم الخامس والعشرين منه -: « اللهمّ داحي الكعبة وفالق الحبّة - إلى أن قال -: وأشهدني أولياءَك عند خروج نفسي وحلول رمسي، اللهمّ عجِّل فرج أوليائك واردد عليهم مظالمهم وأظهر بالحقّ قائمهم ».

ثمّ قال: « اللهمّ صلِّ عليه وعلى آبائه واجعلنا من صحبه وابعثنا في كرّته حتّى نكون في زمانه من أعوانه »(٥) .

ورواه الكفعمي في «مصباحه »(٦) وكذا أكثر الأدعية المذكورة هنا(٧) . ودلالتها

__________________

١ - (النبي) لم يرد في « ك ».

٢ - في « ح »: واحداً بعد واحد.

٣ - الذحل: الثأر. الصحاح ٤: ١٧٠١ - ذحل.

٤ - مصباح المتهجد: ٥٦٥.

٥ - مصباح المتهجد: ٦١١ - ٦١٢.

٦ - مصباح الكفعمي ٢: ٤٥٨ - ٤٦٠.

٧ - في « ك »: نصّاً. بدل من: هنا.

٣١٧

على المراد بملاحظة ضمائر الجمع والحمل على الحقيقة والقرائن والتلويحات فهي مؤيِّدة للتصريحات.

الثامن عشر : ما رواه أيضاً في «المصباح » - في زيارة الحسينعليه‌السلام يوم عرفة -: « أشهد أنّك الإمام البرّ التقي وأنّ الأئمّة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى اُشهد الله وملائكته وأنبياءَه ورسله أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن »(١) الزيارة.

أقول : هذا أوضح دلالة في رجعتهمعليهم‌السلام فإنّ الإياب: الرجوع، وليس المراد القيامة قطعاً؛ لعدم إفادته، وعدم اختصاص الإقرار بالزائر أصلاً(٢) .

التاسع عشر : ما رواه الشيخ أيضاً في «المصباح » - في زيارة العبّاس بن عليعليه‌السلام - يقول فيها: « أشهد أنّك قُتلت مظلوماً، وأنّ الله منجز لكم ما وعدكم، جئتك يابن أمير المؤمنين وقلبي لكم مسلّم، ورأيي لكم تبع، ونصرتي لكم معدّة، حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوّكم، إنّي بكم وبإيابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين - إلى أن قال -: جمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه »(٣) .

ورواه الشيخ أيضاً في « التهذيب »(٤) .

ورواه الثقة الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في « المزار » - في باب زيارة العبّاسعليه‌السلام - قال: حدّثني أبو عبدالرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين

__________________

١ - مصباح المتهجد: ٦٦٤.

٢ - هذا القول لم يرد في نسخة « ش، ح، ط ».

٣ - مصباح المتهجد: ٦٦٨ - ٦٦٩.

٤ - التهذيب ٦: ٦٦ - ٦٧.

٣١٨

العسكري(١) ، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن مروان، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال الصادقعليه‌السلام ، ثمّ أورد الزيارة(٢) .

أقول: الإياب: الرجعة، وهو إشارة إلى رجوع الحسينعليه‌السلام والسبعين الذين قتلوا معه ومن جملتهم العبّاسعليه‌السلام .

العشرون : ما رواه أيضاً في «المصباح » - في زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام - يقول فيها: « أتيتك انقطاعاً إليك وإلى وليّك الخلف من بعدك على الحقّ فقلبي لك(٣) مسلّم وأمري لك(٤) متّبع ونصرتي لك(٥) معدّة - إلى أن قال -: اللهمّ لا تخيّب توجّهي إليك برسولك وآل رسولك، أنت مننت عليَّ بزيارة أمير المؤمنين وولايته ومعرفته فاجعلني ممّن ينصره وينتصر به ومُنَّ عليَّ بنصره لدينك في الدنيا والآخرة »(٦) .

ورواه الشيخ الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب « المزار » - في باب زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام - قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد فيما ذكره في كتابه الذي سمّاه: «الجامع » قال: روي عن أبي الحسنعليه‌السلام أنّه كان يقول

__________________

١ - في المطبوع: ابو عبد الله أحمد بن الحسين العسكري. وفي « ح، ش، ط، ك »: أبو عبد الرحمن ...، وما في المتن أثبتناه من المصدر. وهو الموافق للكتب الرجالية. وهو المعروف بالزعفراني والمصري.

انظر رجال الطوسي: ٥٠٢/٦٥، معجم رجال الحديث ٥: ٣٤١/١٠١١٥.

٢ - كامل الزيارات: ٢٧٠/١.

٣ - في « ط »: لكم.

٤ و ٥ - في « ط »: لكم.

٦ - مصباح المتهجد: ٦٨٧ - ٦٨٨.

٣١٩

عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) . ثمّ ذكر الزيارة بطولها.

ورواه الكفعمي في «المصباح » في الفصل الحادي والأربعين(٢) .

الحادي والعشرون : ما رواه الشيخ أيضاً في «التهذيب » وفي «المصباح » - في زيارة الأربعين من أعمال صفر - قال: أخبرنا جماعة، عن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدّثنا محمّد بن علي بن معمّر، عن علي بن محمّد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضّال جميعاً، عن سعدان بن مسلم، عن صفوان بن مهران، قال: قال لي مولاي الصادقعليه‌السلام في زيارة الأربعين تقول: « السلام على الحسين الشهيد المظلوم - إلى أن قال -: أشهد أنّك الإمام البرّ التقي وأنّ الأئمّة من ولدك كلمة التقوى، أشهد أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي وأمري لأمركم متّبع ونصرتي لكم معدّة حتّى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم »(٣) .

الثاني والعشرون : ما رواه الشيخ أيضاً في «المصباح » - في عمل شعبان - قال: اليوم الثالث منه فيه ولد الحسين بن عليعليه‌السلام : خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني - وكيل أبي محمّدعليه‌السلام - « إنّ مولانا الحسين بن عليعليه‌السلام ولد يوم الخميس لثلاث مضين من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء: اللهمّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته، بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها، ولما يطأ لابتيها، قتيل العبرة وسيّد الاُسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرّة، المعوّض من قتله أنّ الأئمّة من نسله، والشفاء في تربته،

____________

١ - كامل الزيارات: ٤١ - ٤٢/٢.

٢ - مصباح الكفعمي: ٤٧٩.

٣ - التهذيب ٦: ١١٣/٢٠١، مصباح المتهجد: ٧٣٠ - ٧٣١.

٣٢٠