طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب0%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف: ابو القاسم علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس حلّی (سيد بن طاووس)
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف:

الصفحات: 653
المشاهدات: 189160
تحميل: 3928

توضيحات:

طرف من الأنباء والمناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 189160 / تحميل: 3928
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

فقال له: فبأمر من الله أوصيت أم بأمرك؟!

أكّد رسول الله ولاية عليّ ٧ وإمامته في مواضع شتّى، وفي مناسبات مختلفة، أوّلها بيعة الدار، وأخذصلى‌الله‌عليه‌وآله يؤكد الأمر تأكيدا عظيما قبيل وفاته والتحاقه بربّه، فأخذ على المسلمين عموما والمهاجرين خصوصا البيعة لعلي والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، فأخذ عليهم البيعة وأمرهم بالتسليم بذلك قبل حجّة الوداع وبعدها كما في كتاب سليم بن قيس (١٦٧) وفي غدير خمّ كما في تفسير القمّي ( ج ١؛ ١٧٣، ٣٨٩ ) وإرشاد القلوب (٣٣١) وفي المدينة في نخيل بني النجّار كما في إرشاد القلوب ( ٣٢٥، ٣٢٦ ) واليقين (٢٧٢) وعند دخولهما على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيته أو في بيت عليّعليه‌السلام كما في الكثير من المصادر الآتي سردها، وعند ما كان عليّ مريضا فجاءوا لعيادته كما في اليقين (٣١٢) وعند ما دعاصلى‌الله‌عليه‌وآله تسعة رهط للبيعة فيهم الشيخان، وذلك قبل وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقليل كما في التحصين (٥٣٧) وعند ما كانوا ثمانين رجلا من العرب وأربعين من العجم كما في كتاب سليم بن قيس (١٦٤).

وكان الشيخان في كلّ ذلك يقولون: أمن الله ومن رسوله؟!، وفي بعضها يقولون: والله لا نسلّم له ما قال أبدا، وفي بعضها: ما أنزل الله هذا في عليّ وما يريد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه، وفي بعضها - بعد أن قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : وسألت ربّي أن يجعلك وصيّي - قالا: والله لصاع من تمر في شنّ بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربّه، بل إنّ قريشا قالت للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اعفنا من ولاية عليّ، كما في الكافي ( ج ١؛ ٤٣٤ ) إلى غير ذلك من العبارات الّتي صدرت منهما في تلك المواطن.

ففي إرشاد القلوب ( ٣٣٠، ٣٣١ ) عن حذيفة بن اليمان، قال: ورحل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأغذّ في السير مسرعا على دخول المدينة لينصب عليّا علما للناس، فلمّا كانت اللّيلة الرابعة هبط جبرئيل في آخر اللّيل فقرأ عليه( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ، وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) (١)

__________________

(١) المائدة؛ ٦٧

٣٢١

وهم الذين همّوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما تراني يا جبرئيل أغذّ في السير مجدّا فيه لأدخل المدينة فأعرض ولاية عليّ على الشاهد والغائب؟

فقال له جبرئيل: الله يأمرك أن تفرض ولاية عليّ غدا إذا نزلت منزلك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم يا جبرئيل، غدا أفعل ذلك إن شاء الله، وأمر رسول الله بالرحيل من وقته، وسار الناس معه، حتّى نزل بغدير خمّ وصلّى بالناس، وأمرهم أن يجتمعوا إليه، ودعا عليّاعليه‌السلام ، ورفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يد عليّ اليسرى بيده اليمنى، ورفع صوته بالولاء لعلي على الناس أجمعين، وفرض طاعته عليهم، وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده، وخبّرهم أنّ ذلك عن الله، وقال لهم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله.

ثمّ أمر الناس أن يبايعوه، فبايعه الناس جميعا ولم يتكلّم منهم أحد، وقد كان أبو بكر وعمر تقدّما إلى الجحفة فبعثصلى‌الله‌عليه‌وآله وردّهما، ثمّ قال لهما النبي متجهّما: يا ابن أبي قحافة ويا عمر بايعا عليّا بالولاية من بعدي، فقالا: أمر من الله ورسوله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : وهل يكون مثل هذا من غير أمر من الله ومن رسوله؟! نعم أمر من الله ومن رسوله، فبايعا وانصرفا ....

وفي إرشاد القلوب ( ٣٢٥، ٣٢٦ ) قال بريدة: كنت أنا وعمّار أخي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في نخيل بني النجّار، فدخل علينا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فسلّم، فردّ عليه رسول الله ورددنا، ثمّ قال له: يا عليّ اجلس هناك، فدخل رجال فأمرهم رسول الله بالسلام على عليّ بإمرة المؤمنين، فسلّموا وما كادوا.

ثمّ دخل أبو بكر وعمر فسلّما، فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سلّما على عليّ بإمرة المؤمنين، فقالا: الإمرة من الله ورسوله؟! فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم [ واعترض كذلك طلحة وسعد بن مالك وعثمان وأبو عبيدة ] ثمّ أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: اسمعوا وعوا، إنّي أمرتكم أن تسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، وإن رجالا سألوني عن ذلك « عن أمر الله عزّ وجلّ أو أمر

٣٢٢

رسول الله »؟ ما كان لمحمّد أن يأتي أمرا من تلقاء نفسه، بل بوحي ربّه وأمره، والّذي نفسي بيده لئن أبيتم ونقضتموه لتكفرنّ ولتفارقنّ ما بعثني به ربّي( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (١) .

وانظر تفسير القمّي ( ج ١؛ ١٧٣، ٣٨٩ ) وكتاب سليم بن قيس ( ٨٢، ٨٨، ١٦٤، ١٦٧، ٢٥١ ) والمسترشد ( ٥٨٤، ٥٨٥ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٢٩٠ ) وتقريب المعارف (٢٠٠) واليقين ( ٢٠٧، ٢٣٠، ٢٧٢، ٢٨٥، ٢٨٦، ٣٠٧، ٣٠٩، ٣١٠، ٣١٢، ٣١٦، ٣١٧، ٣٨٨، ٤٠٧ ) والتحصين ( ٥٣٧، ٥٧٤ ) وأمالي الطوسي ( ٢٨٩، ٢٩٠ ). وانظر في أقوالهم الأخرى تفسير القمّي ( ج ١؛ ٣٢٤ ) والكافي ( ج ١؛ ٢٩٥، ٤٣٤ ) و ( ج ٨؛ ٣٧٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٣٨ ).

وانظر نزول قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) (٢) في مناقب ابن شهرآشوب حيث نقله عن أبي عبيدة والثعلبي والنقّاش وسفيان بن عيينة والرازيّ والقزويني والنيسابوريّ والطبرسي والطوسي في تفاسيرهم، وأيضا عن شرح الأخبار، ثمّ قال:

ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين. وانظر فرائد السمطين ( ج ١؛ ٨٢، ٨٣ ) وشواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٣٨١ - ٣٨٥ ) ففيه خمسة أحاديث، وخصائص الوحي المبين (٥٥) نقلا عن تفسير الثعلبي والنقاش. وانظر كتاب الغدير ( ج ١؛ ٢٣٩ - ٢٤٦ ) حيث نقله عن ثلاثين مصدرا. ونفحات الأزهار ( ج ٨؛ ٣٢٥ - ٣٦٠ ).

والرواية كما في الخصائص ( ٥٥ - ٥٦ ) نقلا عن الثعلبي: سئل سفيان بن عيينة عن قول الله عزّ وجلّ( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) (٣) فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدّثني جعفر بن محمّد، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال:

لمّا كان رسول الله بغدير خمّ نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّعليه‌السلام ، فقال: من كنت

__________________

(١) الكهف؛ ٢٩

(٢) المعارج؛ ١

(٣) المعارج؛ ١

٣٢٣

مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ناقته حتّى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها، ثمّ أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في ملأ من أصحابه، فقال: يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلّي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلناه منك، وأمرتنا أن نحجّ البيت فقبلناه، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضّلته علينا، وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أم من الله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : والّذي لا إله إلاّ هو إنّه من أمر الله، فولّى الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمّد حقّا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتّى رماه الله بحجر، فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله سبحانه وتعالى( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ * مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ) (١) .

من عصاني فقد عصى الله، ومن عصى وصيّي فقد عصاني، ومن أطاع وصيّي فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله

انظر ما مرّ في الطّرفة السادسة عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وطاعته طاعة الله ورسوله والأئمّة من ولده ».

إنّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام هو العلم، فمن قصر دون العلم فقد ضلّ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار، ومن تأخر عن العلم يمينا هلك، ومن أخذ يسارا غوى

ومثله قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الطّرفة العشرين: « خلّفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين ونور الهدى وصيّي عليّ بن أبي طالب ».

في مجمع البحرين ( ج ٦؛ ١٢٣ ) قال الطريحي: وفي الحديث ذكر « الأعلام والمنار »،

__________________

(١) المعارج؛ ١ - ٣

٣٢٤

فالأعلام جمع علم؛ وهو الجبل الذي يعلم به الطريق وأعلام الأزمنة هم الأئمّةعليهم‌السلام ؛ لأنّهم يهتدى بهم، ومنه حديث يوم الغدير « وهو الذي نصب فيه أمير المؤمنينعليه‌السلام علما للناس ».

والذي يؤيّد هذا المعنى ما رواه ابن طاوس في التحصين (٦٠٩) بسند ينتهي إلى أبي ذرّرحمه‌الله أنّه قال في حقّ العترة الطاهرة: فهم فينا كالسماء المرفوعة، والجبال المنصوبة، والكعبة المستورة، والشجرة الزيتونة. ومثله في تفسير فرات ( ٨١، ٨٢ ).

وفي كتاب سليم بن قيس (٢٤٤) قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أنت علم الله الأكبر. وفي هامش النسخة « العلم هنا بمعنى الراية ».

وقال العلاّمة المجلسي في مرآة العقول - في شرح قول الإمام الرضاعليه‌السلام في الكافي ( ج ١؛ ٩٩ ) « وأقام لهم عليّا علما » -: أي علامة لطريق الحقّ. وهذا التفسير جامع للمعنيين السابقين، لأنّ الجبل هو علامة على الطريق، والراية أيضا علامة يجتمعون إليها.

ونحن نذكر ما ورد من الروايات بلفظ « العلم » ثمّ نذكر ما ورد بلفظ « الراية ».

فأمّا ما ورد بلفظالعلم:

ففي بشارة المصطفى (٥٤) بسنده عن عبد الله بن عبّاس، أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّعليه‌السلام : يا عليّ أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا، من تبعك نجا، ومن تخلف عنك هلك.

وفيه (٣١) بسنده عن الرضاعليه‌السلام ، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله سبحانه، قال: واصطفيت عليّا وجعلته العلم الهادي من الضلالة.

وفي الكافي ( ج ١؛ ٤٣٧ ) بسنده عن الباقرعليه‌السلام ، قال: إنّ الله نصب عليّا علما بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن جهله كان ضالاّ، ومن نصب معه شيئا كان مشركا، ومن جاء بولايته دخل الجنّة.

وفي أمالي الصدوق (٢٣٤) بسنده، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر أصحابي إنّ الله يأمركم

٣٢٥

بولاية عليّ والاقتداء به، فهو وليّكم وإمامكم من بعدي، لا تخالفوه فتكفروا، ولا تفارقوه فتضلّوا، إنّ الله جعل عليّا علما بين الإيمان والنفاق.

وفي إثبات الوصيّة (١١٠) قال عليّعليه‌السلام : فو الله لأقولنّ قولا لا يطيق أن يقوله أحد من خلقك، أنا علم الهدى، وكهف التقى، ومحل السخاء، وبحر الندى، وطود النهى، ومعدن العلم، والنور في ظلم الدجى.

وانظر روضة الواعظين ( ٩٠، ١٠٣ ) وكتاب سليم بن قيس (٢٤٤) وبصائر الدرجات (٤٣٣) وبشارة المصطفى (٣٣) وكشف اليقين (٢٣٠) والتحصين (٥٥١) وتفسير فرات ( ١١٨، ٢٠٦، ٢٦٥ ) وأمالي الطوسي ( ٣٦٥، ٤٨٦، ٤٨٧ ) وتفسير القمّي ( ج ١؛ ١٩٣ ) و ( ج ٢؛ ٥٧ ) والكافي ( ج ١؛ ١٩٩، ٢٠٣ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٢٣ ) و ( ج ٣؛ ١٤٧ ) وتذكرة الخواص (٥٠) ودرّ بحر المناقب (٤٥).

والأئمّةعليهم‌السلام كلّهم أعلام للهداية، ففي بصائر الدرجات (٨٣) بسنده عن الباقرعليه‌السلام ، قال: نحن أئمّة الهدى، ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى، ونحن السابقون، ونحن الآخرون، ونحن العلم المرفوع للخلق.

وفي دلائل الإمامة (١٦٩) بسنده عن أبي بصير، أنّه سأل الإمام الكاظمعليه‌السلام : بم يعرف الإمام؟ قالعليه‌السلام : بخصال؛ أمّا أوّلهن فبشيء تقدّم من أبيه فيه وعرّفه الناس، ونصبه لهم علما حتّى يكون عليهم حجّة؛ لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصّب أمير المؤمنين علما وعرّفه الناس، وكذلك الأئمّة؛ يعرّفونهم الناس وينصبونهم لهم حتّى يعرفوهم ....

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ٢٣ ) و ( ج ٣؛ ١٤٨ ) قال: وفي المناقب: خطب الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام فقال: إنّ الله أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيه دينه، وأبلج بهم باطن ينابيع علمه، فمن عرف من الأمّة واجب حقّ إمامه وجد حلاوة إيمانه، وعلم فضل طلاوة إسلامه، لأنّ الله نصب الإمام علما لخلقه، وحجّة على أهل أرضه فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسينعليه‌السلام من عقب كلّ إمام، يصطفيهم لذلك، وكلّما مضى منهم إمام نصب الله لخلقه من عقبه إماما علما بيّنا ومنارا نيّرا.

٣٢٦

وفي ينابيع المودّة ( ج ٣؛ ١٤٧ ) نقلا عن فرائد السمطين ( ج ٢؛ ٢٥٣ ) بإسناده إلى الباقرعليه‌السلام قال: ونحن العلم المرفوع للحقّ، من تمسّك بنا لحق، ومن تأخر عنّا غرق ....

وأمّا ما ورد بلفظالراية :

ففي كشف اليقين: ٢٣٠ قال العلاّمة الحلّي: ومن كتاب كفاية الطالب للحافظ أبي عبد الله الشافعي، بإسناده عن أبي بردة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عهد إليّ عهدا في عليّ، فقلت: يا ربّ بيّنه لي؟ فقال: اسمع، فقلت: سمعت، فقال: إنّ عليّا راية الهدى، وإمام الأولياء، ونور من أطاعني ....

وفي المسترشد (٦٢٧) أسند عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل، أنّه قال: إنّ عليّ بن أبي طالب راية الهدى من بعدك.

وهو كثير جدّا في المصادر الإماميّة، استغنينا عن الإطالة في تخريجاته بما مرّ بلفظ العلم، ونقتصر هنا على ما ورد في المصادر العامّة بلفظ « راية الهدى ». فانظر في ذلك تاريخ دمشق ( ج ٢؛ ١٨٨، ٢٢٩، ٣٣٩ ) وحلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٦ ) وكفاية الطالب (٧٢) ومناقب ابن المغازلي (٤٦) ومناقب الخوارزمي (٢٢٠) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ١٤٤، ١٥١، ١٥٨ ) وشرح النهج ( ج ٩؛ ١٦٧ ) والكامل لابن عدي ( ج ٧؛ ٢٦٠ ) ولسان الميزان ( ج ٦؛ ٢٣٧ ) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٨ ). وانظر خلاصة عبقات الأنوار ( ج ٥؛ ٢٨٢ ).

والأئمّةعليهم‌السلام كلهم رايات للهدى؛ ففي الإمامة والتبصرة (١٣٢) بسنده عن عبيد بن كرب، قال: سمعت عليّا يقول: إنّ لنا أهل البيت راية، من تقدّمها مرق، ومن تأخّر عنها محق، ومن تبعها لحق. ورواه الصدوق في إكمال الدين ( ٦٥٤ / الحديث ٢٣ ).

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ٢٢ ) قال: وأخرج الحافظ عمرو بن بحر في كتابه: حدّثني أبو عبيدة، عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام : أنّ عليّا خطب بالمدينة بعد بيعة الناس له، وقال: ألا إنّ أبرار عترتي، وأطايب أرومتي، أحلم الناس صغارا، وأعلمهم كبارا، ألا وإنّا أهل بيت من علم الله علمنا، وبحكم الله حكمنا، ومن قول الصادق سمعنا، فإن تتّبعوا آثارنا

٣٢٧

تهتدوا ببصائرنا، وإن لم تفعلوا يهلككم الله، ومعنا راية الحقّ، من تبعها لحق، ومن تأخّر عنها غرق، ألا وبنا يدرك كلّ مؤمن ثواب عمله، وبنا يخلع ربقة الذلّ من أعناقكم، وبنا فتح الله وبنا يختم. ومثله في الإرشاد (١٢٨) حيث قال: « ما رواه الخاصة والعامّة عنهعليه‌السلام ، وذكر ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى وغيره » ثمّ ساق الرواية المتقدّمة.

٣٢٨

الطّرفة الثانية عشر

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٧٨ ) ونقلها العلاّمة البياضي باختصار في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩١ ). وسيأتي في الطّرفة الرابعة عشر ما يتعلّق بالصحيفة المختومة.

والبيت فيه جبرئيل والملائكة معه، أسمع الحسّ ولا أرى شيئا

في نهج البلاغة ( ج ٢؛ ٧١ ) من كلام للإمام عليّعليه‌السلام قال فيه: ولقد وليت غسلهصلى‌الله‌عليه‌وآله والملائكة أعواني، فضجت الدار والأفنية، ملأ يهبط وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلّون عليه، حتّى واريناه في ضريحه. وهو في ربيع الأبرار ( ج ٥؛ ١٩٧ ).

قال ابن أبي الحديد في شرحه ( ج ١٠؛ ١٨٣ ) في شرح قوله « فضجت الدار والأفنية »: أي النازلون في الدار من الملائكة؛ أي ارتفع ضجيجهم ولجبهم، يعني أنّي سمعت ذلك ولم يسمعه غيري من أهل الدار. وقال في ( ج ١٠؛ ١٨٥، ١٨٦ ): وأمّا حديث الهينمة وسماع الصوت، فقد رواه خلق كثير من المحدّثين عن عليّعليه‌السلام .

وفي نهج البلاغة أيضا ( ج ٢؛ ١٥٧، ١٥٨ ) قول عليّعليه‌السلام في الخطبة القاصعة: ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان أيس من عبادته؛ إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى، إلاّ أنّك لست بنبي، ولكنك وزير وإنّك لعلى خير.

٣٢٩

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٨ ) قال: وفي المناقب، عن جعفر الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: كان عليّعليه‌السلام يرى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت. ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٣؛ ٢١٠ ) أيضا، عند شرحه لقولهعليه‌السلام في نهج البلاغة ( ج ٢؛ ١٥٧ ) « ولقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله يجاور في كلّ سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشمّ ريح النبوّة ».

وفي بصائر الدرجات (٣٤١) بسنده عن الصادقعليه‌السلام ، قال: إنّ عليّا كان يوم بني قريظة وبني النضير، كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدّثانه.

وانظر سماع عليّ صوت الملائكة عند موت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وتغسيله ودفنه في أمالي الطوسي (٥٤٧) وتفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢١٠ ) والتهذيب ( ج ١؛ ١٣٢ ) وحلية الأولياء ( ج ٤؛ ٧٨ ) ومستدرك الحاكم ( ج ٣؛ ٦٠ ) وتاريخ اليعقوبي ( ج ٢؛ ١١٤ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢٤٥ ).

والأئمّة الاثنا عشر كلّهم محدّثون، يسمعون الصوت ولا يرون الشخص والصورة، ففي الكافي ( ج ١؛ ١٧٦ ) بإسناده عن الرضاعليه‌السلام قال: والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص.

وفي بصائر الدرجات (٣٤٣) بإسناده عن محمّد بن مسلم، قال: ذكرت المحدّث عند أبي عبد الله، قال: فقالعليه‌السلام : إنّه يسمع الصوت ولا يرى.

وفي بصائر الدرجات أيضا ( ٣٣٩، ٣٤٠ ) بسنده، عن الحكم بن عيينة، قال: دخلت على عليّ بن الحسين يوما، فقال لي: يا حكم، هل تدري ما الآية الّتي كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يعرف بها صاحب قتله ويعلم بها الأمور العظام الّتي كان يحدّث بها الناس؟

قال الحكم: فقلت في نفسي: « قد وقفت على علم عليّ بن الحسين، أعلم بذلك تلك الأمور العظام »، فقلت: لا والله لا أعلم به؛ أخبرني بها يا بن رسول الله.

٣٣٠

قالعليه‌السلام : والله قول الله:( وَما أَرْسَلْنا ) (١) ( مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ ) ولا محدّث(٢) فقلت: وكان عليّ بن أبي طالب محدّثا؟ قال: نعم، وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث.

وكتب في هامش البصائر تعليقا على هذه القراءة: قال العلاّمة المجلسي طيب الله رمسه: قوله ولا محدّث ليس في القرآن، وكان في مصحفهم. أقول: بل هو موجود في مصحفنا بناء على قراءة كما يأتي روايته آنفا المصحح. انتهى ما في الهامش.

أقول: هذه القراءة نقلت أيضا عن ابن عبّاس في معجم القراءات القرآنيّة ( ج ٤؛ ١٩١ ) في قراءة الآية (٥٢) من سورة الحجّ.

وانظر بصائر الدرجات ( ٣٤١ - ٣٤٤ / الباب السادس من الجزء السابع « في أنّ المحدّث كيف صفته وكيف يصنع به، وكيف يحدّث الأئمّة » )، وانظره أيضا في ( ٣٨٨ - ٣٩٤ ) الباب الأوّل من الجزء الثامن « في الفرق بين الأنبياء والرسل والأئمّة ومعرفتهم وصفتهم وأمر الحديث »، والكافي ( ج ١؛ ١٧٦، ١٧٧ / « باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث » ).

__________________

(١) الحجّ؛ ٥٢.

(٢) الحجّ؛ ٥٢.

٣٣١

٣٣٢

الطّرفة الثالثة عشر

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٨١، ٤٨٢ ) ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩١ ) باختصار.

وضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران

إنّ وصي موسى بن عمران هو أخوه هارون؛ بنصّ القرآن الكريم والروايات عند المسلمين، لكن لمّا مات هارون كان وصي موسى يوشع بن نون. انظر المسترشد (٥٧٤) والإمامة والتبصرة (٢٣) وإكمال الدين (٢١١) ومن لا يحضره الفقيه ( ج ٤؛ ١٧٤ ) وأمالي الصدوق (٣٢٨) وبشارة المصطفى (٨٢) عن الصدوق، وأمالي الطوسي ( ٤٤٢، ٤٤٣ ) وبشارة المصطفى (٨٣) عن الطوسي، وكفاية الأثر ( ١٤٧ - ١٥١ ) ومشارق أنوار اليقين ( ٥٨، ٥٩ ). والاختلاف في الأسماء بحسب الإعجام والنقط وتقارب الأسماء كثير جدّا فلا حظ.

وضمن واري بن برملا وصي عيسى بن مريم

الّذي في المصادر أنّ وصي عيسى هو شمعون بن حمون الصفا. انظر المسترشد ( ٢٨٣ و ٥٧٤ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ١؛ ٢٥١ ) وأمالي الصدوق (٣٢٩) وبشارة المصطفى (٨٣) وينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٧٧ ) وجميع المصادر الآنفة في وصي موسى.

٣٣٣

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٤٧، ٤٨ ) عن المسعوديّ بسنده إلى أمّ هاني، قال لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله جعل لكلّ نبي وصيّا، فشيث وصي آدم، ويوشع وصي موسى، وآصف وصي سليمان، وشمعون وصي عيسى، وعليّ وصيّي، وهو خير الأوصياء في الدنيا والآخرة.

وفي بشارة المصطفى ( ٥٧، ٥٨ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : يا عليّ أنت خليفتي على أمّتي في حياتي وبعد موتي، وأنت منّي كشيث من آدم، وكسام من نوح، وكإسماعيل من إبراهيم، وكيوشع من موسى، وكشمعون من عيسى.

فعلى هذا لعلّ واري بن برملا كان وصيّا لعيسى بعد شمعون، كما أنّ يوشع كان وصي موسى بعد هارون.

وفي تفسير القمّي ( ج ٢؛ ٤١٣، ٤١٤ ) في تفسير قوله:( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ) (١) قال: كان سببهم أنّ الذي هيّج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس، وهو آخر من ملك من حمير، تهوّد واجتمعت معه حمير على اليهوديّة، وسمّى نفسه يوسف، وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثمّ أخبر أنّ بنجران بقايا قوم على دين النصرانيّة، وكانوا على دين عيسى وعلى حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريا، فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهوديّة ويدخلهم فيها، فسار حتّى قدم نجران، فجمع من كان بها على دين النصرانيّة، ثمّ عرض عليهم دين اليهوديّة والدخول فيها، فأبوا عليه، فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كلّه، فأبوا عليه وامتنعوا من اليهوديّة والدخول فيها، واختاروا القتل، فخدّ لهم أخدودا جمع فيه الحطب وأشعل فيه النار، فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف، ومثّل بهم كلّ مثلة فقال الله:( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ ) (٢) وانظر مجمع البيان ( ج ٥؛ ٤٦٦ ).

__________________

(١) البروج: ٤.

(٢) البروج؛ ٤ و ٥

٣٣٤

هذا كلّه بناء على ما في نسخنا، وفي نسخة العلاّمة المجلسي في البحار ( ج ٢٢؛ ٤٨٢ ) ورد النص هكذا « وضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران، وعلى ما ضمن وأدّى وصي عيسى بن مريم » وعلى هذا فيكون المتبادر هو شمعون بن حمون الصفا، ويكون المراد واضحا جليّا.

ويؤيد هذا ما في ينابيع المودة ( ج ١؛ ٨٤ ) حيث قال: وفي المناقب، عن مقاتل بن سليمان، عن جعفر الصادقعليه‌السلام ، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أنت مني بمنزلة شيث من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق، من إبراهيم - كما قال تعالى( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) (١) - وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، وأنت وصيّي ووارثي ....

وما في روضة الواعظين (١٠١) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من ابراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي ....

وما في كتاب اليقين (٢٢٦) من قول جبرئيل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد، ونجا من تولّى شمعون الصّفا وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله وغيرها من الأحاديث المشبّهة وصاية علي بوصاية شمعون الصّفا.

على أنّ محمّدا أفضل النبيّين، وعليّا أفضل الوصيّين

ورد هذا الحديث بهذا اللفظ في كثير من المصادر، وورد أيضا بلفظ « سيّد الأوصياء » و « خير الأوصياء » و « أكرم الأوصياء » أو ما يقاربها من العبارات في مصادر المسلمين شيعة وسنّة.

انظر اليقين ( ١٣٨، ١٧٩، ١٨٦، ١٩٧، ٢١٩، ٢٢٧، ٣٠١، ٣٥٣، ٣٦٧ ) وأمالي المفيد

__________________

(١) البقرة ٨٨؛ ١٣٢

٣٣٥

( ٧٧، ٩٠، ١٠٥، ٣٤٦ ) وأمالي الطوسي ( ١٩٩، ٢٧٠، ٢٨٣، ٢٩٢، ٤٤٢ ) وتفسير فرات ( ١٤٣، ٥٨٦ ) والكافي ( ج ١؛ ٤٥٠ ) و ( ج ٨؛ ٤٩، ٥٠ ) وأمالي الصدوق ( ١٩، ٢٨، ٣١، ٤١، ٣٢٨، ٤٤٨، ٥١٠ ) والاحتجاج ( ج ١؛ ٦٧ ) وبشارة المصطفى ( ١٢، ٣٤ ) والخصال ( ٤١٢، ٥٧٢ - ٥٨٠، ٦٠٧ ) وشرح النهج ( ج ١٣؛ ٢١٠ ) وفرائد السمطين ( ج ١؛ ١٣٤ ) وتحفة المحبّين بمناقب الخلفاء الراشدين ( ١٨٥ / مخطوط ) وكفاية الطالب (٢١١) وميزان الاعتدال ( ج ١؛ ٤٦ ).

٣٣٦

الطّرفة الرابعة عشر

روى هذه الطّرفة بزيادة في صدرها الكليني في الكافي ( ج ١؛ ٢٨١، ٢٨٣ ) بسنده إلى عيسى بن المستفاد / كتاب الحجّة - باب « أن الأئمّة لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلاّ بعهد من الله » الحديث الرابع، ونقلها عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٤٧٩ - ٤٨١ ) ثمّ أشار إلى أن السيّد ابن طاوس رواها في الطّرف مجملة؛ وذلك لعدم نقله صدر الطّرفة.

ونقل المسعوديّ مضمونها في إثبات الوصيّة ( ١٠٤، ١٠٥ ) ورواها عن كتاب الطّرف العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩١ ) باختصار، وسيأتي في آخر هذه الطّرفة حديث هذه الصحيفة المختومة الّتي نزل بها جبرئيل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

يا عليّ توفي فيها على الصبر منك والكظم لغيظك على ذهاب حقّك

لقد أوصى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا بالصبر من بعده، وأخبره أنّ القوم سيتأمرون عليه، وأنّه لا بدّ له من الصبر، فأجاب عليّعليه‌السلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالطاعة والتسليم والصبر، وصرّح عليّعليه‌السلام في مواطن كثيرة أنّه لا يجوز وصيّة رسول الله ولا ينقضها ولو خزموه بأنفه، وصرّح أيضا أنّهعليه‌السلام إنّما سكت عن قتال القوم التزاما بوصيّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه أمره بالصبر وكظم الغيظ؛ لأنّ الأمّة حديثة عهد بالإسلام، وأنّ القتال يؤدي بهم إلى الردّة عن الإسلام.

ففي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣؛ ٢١٦ )، عن الحارث بن حصين، قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

٣٣٧

يا عليّ إنّك لاق بعدي كذا وكذا، فقالعليه‌السلام : يا رسول الله إنّ السيف لذو شفرتين، وما أنا بالقليل ولا الذليل، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : فاصبر يا عليّ، فقال عليّعليه‌السلام : أصبر يا رسول الله.

وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ١٠٥ ) في حديث زيد بن أرقم - بعد تآمر الثلاثة على صرف الخلافة عن عليّعليه‌السلام ، واستدعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاهم، فأنكروا ما قالوا - قال زيد: وقال عليّعليه‌السلام عند ذلك: ليقولوا ما شاءوا، والله إنّ قلبي بين أضلاعي، وإنّ سيفي لفي عنقي، ولئن همّوا لأهمّنّ، فقال جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل له: اصبر للأمر الّذي هو كائن، فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا بما أخبره به جبرئيل، فقالعليه‌السلام : إذن أصبر للمقادير ....

وفي التحصين (٦٠٧) بسند إلى أمّ سلمة أنّها دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت: فدخلت وعليّعليه‌السلام جاث بين يديه، وهو يقول: فداك أبي وأمّي يا رسول الله، إذا كان لدى ولدى فما تأمرني؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : آمرك بالصبر.

وفي الكافي ( ج ٨؛ ٣٣ ) بسنده إلى الإمام عليّعليه‌السلام أنّه قال في خطبته الطالوتية في المدينة: أما والبيت والمفضي إلى البيت - وفي نسخة: والمزدلفة والخفاف إلى التجمير - لو لا عهد عهده إليّ النبي الأمّي لأوردت المخالفين خليج المنيّة، ولأرسلت عليهم شآبيب صواعق الموت، وعن قليل سيعلمون.

وفي المسترشد (٤١١) بسنده عن عليّعليه‌السلام ، أنّه قال: إنّ عندي من نبي الله العهد، وله الوصيّة، وليس لي أن أخالفه، ولست أجاوز أمره وما أخذه عليّ الله، لو خزموا أنفي لأقررت سمعا وطاعة لله.

وفي المسترشد (٤١٧) في الكتاب الّذي أخرجه عليّعليه‌السلام للناس حينما سألوه عن أمره وأمر من تقدّمه ومن قاتلهعليه‌السلام ، وفيه: وكان نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إليّ فقال: يا بن أبي طالب لك ولاية أمّتي من بعدي، فإن ولّوك في عافية واجتمعوا عليك بالرضا، فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه.

وفي التهاب نيران الأحزان (٩٤) قول عليّعليه‌السلام : أوصاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحقّ، أنّ الحقّ لنا لا لغيرنا، ولكنّي أصبر حتّى آخذ بحقّي وصبرت على كظم الغيظ على شيء أمرّ من العلقم.

٣٣٨

وفي كتاب سليم بن قيس (٨٤) قول عليّعليه‌السلام لعمر: والّذي أكرم محمّدا بالنبوّة يا بن صهاك، لو لا كتاب من الله سبق، وعهد عهده إليّ رسول الله، لعلمت أنّك لا تدخل بيتي.

وانظر كتاب سليم ( ٧٢، ٨٧، ١٩٣، ٢٥١ ) وإرشاد القلوب ( ٣٨٣، ٣٩١ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ١؛ ٢٧٢ ) و ( ج ٣؛ ٢١٦، ٣٣٧ ) والخصال ( ٣٧١، ٤٦٢، ٥٧٥ ) وكفاية الأثر (١٢٤) واليقين (٣٣٧) وبشارة المصطفى (٥٨) وأمالي الطوسي (٩) وكامل الزيارات ( ٣٣٢ - ٣٣٥ ) والمسترشد ( ٣٧٠، ٣٧١ ) وشرح النهج ( ج ٦؛ ١٨ ) وأمالي المفيد (٢٢٤).

هذا، وقد دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ربّه دعوات في عليّعليه‌السلام فأجيبت كلّها، ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إلهي وسيدي فاجمع الأمّة عليه، فأبى سبحانه وقال: يا محمّد إنّه المبتلى والمبتلى به. انظر في ذلك اليقين ( ١٦٠، ٤٢٦ ) وأمالي الطوسي ( ٣٢٧، ٣٤٤، ٣٥٤ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ١٠٨ ) وبشارة المصطفى (٦٥) والتحصين ( ٥٤٣، ٥٤٥، ٦١٥ ) وحلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٦ ) ومناقب ابن المغازلي (٤٧) وكفاية الطالب (٧٣) ولسان الميزان ( ج ٦؛ ٢٣٧ ).

وسيأتي المزيد في الطّرفة السادسة والعشرين عند قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فقد أجمع القوم على ظلمكم ».

وغصب خمسك وأكل فيئك

أخبر النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا وأهل بيته بما سيحلّ بهم بعد وفاته، وكان ممّا أخبرهم أنّهم يغصبون حقّهم في الخمس الّذي نزل به كتاب الله في قوله:( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ) (١) ، وقد تحقّق إخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك، إذ غصب الشيخان هذا الحقّ من أهل البيت بشتّى الاختلافات والمعاذير.

ففي أمالي المفيد (٢٢٤) بإسناده عن عليّعليه‌السلام ، أنّه قال: إنّ أوّل ما انتقصناه بعده [ أي بعد حقّنا في الخلافة ] إبطال حقّنا في الخمس ...

__________________

(١) الأنفال؛ ٤١

٣٣٩

وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢؛ ٦٦ ) بسنده عن الباقرعليه‌السلام ، قال: لنا حقّ في كتاب الله في الخمس، فلو محوه - فقالوا: ليس من الله - أولم يعملوا به، لكان سواء.

وفي تفسير القمّي ( ج ٢؛ ٣٠٨ ) بإسناده عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى:( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) (١) في أمير المؤمنين( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) (٢) يعني في الخمس أن لا يردّوه في بني هاشم.

وقال دعبل بن عليّ الخزاعي في تائيّته العصماء الّتي أنشدها عند الإمام الرضاعليه‌السلام :

أرى فيئهم في غيرهم متقسّما

وأيديهم من فيئهم صفرات

قال ابن شهرآشوب في مناقبه ( ج ٤؛ ٣٣٨ ) أنّه لمّا بلغ دعبل هذا القول، بكى الإمام الرضاعليه‌السلام وقال له: صدقت يا خزاعي. وانظر ديوان دعبل (١٢٣).

وفي وسائل الشيعة ( ج ٩؛ ٥١٧ / الحديث ١٢٦١٥ ) عن أحدهماعليهما‌السلام ، قال: فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمّد، فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم الحديث.

وفيه أيضا ( ج ٩؛ ٥٤٩ / ١٢٦٨٨ ) عن الصادقعليه‌السلام في حديث له مع نجبة، قال فيه: يا نجبة إنّ لنا الخمس في كتاب الله، ولنا الأنفال، ولنا صفو المال، وهما والله أوّل من ظلمنا حقّنا في كتاب الله ....

وانظر وسائل الشيعة ( ج ٩؛ ٥١٢ - ٥١٣ / الحديث ١٢٦٠٦ ) و ( ج ٩؛ ٥٣٠ - ٥٣١ / الحديث ١٢٦٤٣ ) ( ج ٩؛ ٥٣٦ / الحديث ١٢٦٦١ ) و ( ج ٩؛ ٥٤٦ / الحديث ١٢٦٨١ ) ومستدرك الوسائل ( ج ٧؛ ٢٧٧ ) ومصباح الكفعمي ( ٥٥٢ / دعاء صنمي قريش ) ومرآة العقول ( ج ١؛ ١٤٤ ) وتفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢٢٥ ) وكتاب سليم بن قيس (١٣٨) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢١٠ ) وأمالي الطوسي (٩) وتفسير فرات ( ١٣٥، ٣٢٣ ) ومجمع البيان ( ج ٢؛ ٥٤٥ ) والكشاف ( ج ٢؛ ٢٢٢ ) وتفسير القرطبي ( ج ٨؛ ١٠ )

__________________

(١) محمّد؛ ٢٦

(٢) محمّد؛ ٢٦

٣٤٠