طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب0%

طرف من الأنباء والمناقب مؤلف:
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 653

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف: ابو القاسم علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس حلّی (سيد بن طاووس)
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الناشر: انتشارات تاسوعاء
تصنيف:

الصفحات: 653
المشاهدات: 189224
تحميل: 3928

توضيحات:

طرف من الأنباء والمناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 189224 / تحميل: 3928
الحجم الحجم الحجم
طرف من الأنباء والمناقب

طرف من الأنباء والمناقب

مؤلف:
الناشر: انتشارات تاسوعاء
العربية

وفي تقريب المعارف (٣٣٠) روى قولهعليه‌السلام : ولئن تقمّصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحقّ وهما يعلمان، وركباها ضلالة، واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، وبئس ما لأنفسهما مهّدا، يتلاعنان في محلّهما، ويبرأ كلّ منهما من صاحبه بقوله:( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) (١) .

وفي الخصال ( ٣٧٤ - ٣٧٥ ) بسنده عن جابر الجعفي، عن الباقرعليه‌السلام في المواطن الّتي امتحن الله بها أوصياء الأنبياء، وقد بيّنها عليّعليه‌السلام لرأس اليهود، وكان فيما قالهعليه‌السلام : وقد قبض محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّ ولاية الأمّة في يده وفي بيته، لا في يد الألى تناولوها ولا في بيوتهم وصيّرها شورى بيننا، وصيّر ابنه فيها حاكما علينا، وأمره أن يضرب أعناق النفر الستّة الّذين صيّر الأمر فيهم إن لم ينفّذوا أمره وهو في الاختصاص ( ١٦٣ - ١٨١ ).

وفي الاحتجاج ( ج ١؛ ٢٥٦ ) قال عليّعليه‌السلام في جملة احتجاجه على الزنديق في الآيات المتشابهة: وأتى [ أي عمر ] من أمر الشورى، وتأكيده بها عقد الظلم والإلحاد، والغي والفساد، حتّى تقرّر على إرادته ما لم يخف على ذي لبّ موضع ضرره وعنه في البحار ( ج ٩٨؛ ١٢٤ ). وانظر العقد الفريد ( ج ٥؛ ٣٣ ) وقول معاوية: إنّه لم يشتّت بين المسلمين ولا فرّق أهواءهم ولا خالف بينهم إلاّ الشورى.

وفي كتاب الإمام عليّعليه‌السلام الّذي كتبه للناس بعد احتلال معاوية لمصر - حيث قال له أصحابه « بيّن لنا ما قولك في أبي بكر وعمر » -: فلمّا مضىصلى‌الله‌عليه‌وآله لسبيله تنازع المسلمون الأمر بعده، فو الله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر على بالي أنّ العرب تعدل هذا الأمر بعد محمّد عن أهل بيته صلوات الله عليهم، ولا أنّهم منحّوه عنّي من بعده، فما راعني إلاّ انثيال الناس على أبي بكر، وإجفالهم إليه ليبايعوه فلمّا احتضر بعث إلى عمر فولاّه حتّى إذا احتضر قلت في نفسي: لن يعدلها عنّي، فجعلني سادس ستّة اللهمّ إنّي أستعديك على قريش، فإنّهم قطعوا رحمي، وأصغوا إنائي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي حقّا كنت

__________________

(١) الزخرف؛ ٣٨.

٤٢١

أولى به منهم فسلبونيه وانظر هذا الكتاب في الإمامة والسياسة ( ج ١؛ ١٧٤ - ١٧٩ ) والغارات لأبي هلال الثقفي ( ١٩٩ - ٢١٢ ). وانظر احتجاج الإمام الصادقعليه‌السلام على المعتزلة في ضلالة الشورى وبطلانها، في الاحتجاج ( ج ٢؛ ٣٦٢ - ٣٦٣ ) والكافي ( ج ٥؛ ٢٣ - ٢٤ ).

وفي أمالي الطوسي ( ٥٠٦ - ٥٠٧ ) بسنده عن هاشم بن مساحق، عن أبيه: أنّه شهد يوم الجمل، وأنّ الناس لمّا انهزموا اجتمع هو ونفر من قريش فيهم مروان، فقال بعضهم لبعض: والله لقد ظلمنا هذا الرجل ونكثنا بيعته على غير حدث كان منه، ثمّ لقد ظهر علينا فما رأينا رجلا أكرم سيرة ولا أحسن عفوا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منه، فتعالوا ندخل عليه ولنعتذرنّ ممّا صنعنا، قال: فدخلنا عليه، فلمّا ذهب متكلّمنا يتكلّم، قال: انصتوا أكفكم، إنّما أنا رجل منكم، أنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله قبض وأنا أولى الناس به وبالناس؟ قالوا: اللهمّ نعم، قال: فبايعتم أبا بكر وعدلتم عنّي ثمّ إنّ أبا بكر جعلها لعمر بعده، وأنتم تعلمون أنّي أولى الناس برسول الله وبالناس من بعده فلمّا قتل جعلني سادس ستّة ...

وفي بحار الأنوار ( ج ٢٨؛ ٣٧٥ ) نقل عن تلخيص الشافي قوله: وروى زيد بن عليّ ابن الحسينعليهما‌السلام ، قال: كان عليّعليه‌السلام يقول: بايع الناس - والله - أبا بكر وأنا أولى بهم منّي بقميصي هذا، فكظمت غيظي ثمّ إنّ أبا بكر هلك واستخلف عمر فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي، ثمّ إنّ عمر هلك وجعلها شورى، وجعلني فيها سادس ستة كسهم الجدّة، فقال: اقتلوا الأقل، فكظمت غيظي ...

وسيأتي أنّ مؤامرة الشورى لم تكن بأقلّ شرّا من مؤامرة السقيفة، وأنّهما كانتا مؤامرتين لقتل عليّعليه‌السلام ، إضافة إلى المؤامرة الّتي دبّراها مع خالد بن الوليد ففشلت، وسيأتي ذلك في الطّرفة الثانية والعشرين عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ إنّ القوم يأتمرون بعدي على قتلك، يظلمون ويبيّتون على ذلك ».

ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب وآيات، قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم وأبلغت ما أرسلت به إليكم

لقد نزلت الآيات القرآنية المباركة بكثرة كاثرة في عليّعليه‌السلام خصوصا، وأهل البيتعليهم‌السلام عموما، كقوله تعالى في آية المباهلة:( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ

٤٢٢

تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) (١) ، وقوله تعالى:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) ، وكقوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (٣) ، وقد مرّ عليك تخريجها وأنّ الحبل هو عليّ وأهل البيت.

وقد روى الخطيب في تاريخ بغداد ( ج ٦؛ ٢٢١ ) وابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ٢؛ ٤٣١ ) وابن حجر في الصواعق المحرقة (٧٦) بسنده عن ابن عبّاس، قال: نزلت في عليّ ثلاثمائة آية.

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ( ج ١؛ ٥٢ ) عن مجاهد، قال: نزلت في عليّ سبعون آية لم يشركه فيها أحد.

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ٢؛ ٤٢٨ ) بسنده عن ابن عبّاس، قال: ما أنزل الله من آية فيها( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) دعاهم فيها، إلاّ وعليّ بن أبي طالب كبيرها وأميرها.

وفي كتاب فضائل أحمد المخطوط ( ج ١؛ ١٨٨ / الحديث رقم ٢٢٥ ) بسنده عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: سمعته يقول: ليس من آية في القرآن( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا * ) إلاّ وعليّ رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن وما ذكر عليّا إلاّ بخير. ومثله عن ابن عبّاس في كفاية الطالب ( ١٣٩ - ١٤١ ) ومفتاح النجا المخطوط (٦٠).

واستقصاء الآيات النازلة في عليّ وأهل بيتهعليهم‌السلام خارج عن نطاق هذه الوريقات، فإنّه يحتاج إلى مجلّدات وأسفار. وقد استقصى الكثير منها صاحب عبقات الأنواررحمه‌الله . وانظر المجلّد الثالث من كتاب قادتنا، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، ففيهما الكثير من الآيات النازلة في عليّ وأهل البيتعليهم‌السلام .

__________________

(١) آل عمران؛ ٦١.

(٢) الأحزاب؛ ٣٣.

(٣) آل عمران؛ ١٠٣.

٤٢٣

لا ترجعنّ بعدي كفّارا مرتدّين متأوّلين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السنّة بالهوى

سيأتي ما يتعلّق بهذا المطلب في الطّرفة الحادية والعشرين، فإنّها معقودة لبيان هذا الغرض. لكنّنا نذكر هنا بعض ما جاء من الروايات في ابتداعهم بالهوى وتغييرهم السنّة.

ففي إرشاد المفيد (٦٥) قال: وروى إسماعيل بن عليّ العمّي، عن نائل بن نجيح، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: انقطع شسع نعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدفعها إلى عليّعليه‌السلام يصلحها، ثمّ مشى في نعل واحدة غلوة أو نحوها، وأقبل على أصحابه وقال: إنّ منكم من يقاتل على التأويل كما قاتل معي على التنزيل، فقال أبو بكر: أنا ذاك يا رسول الله؟ قال: لا، فقال عمر: فأنا يا رسول الله؟ قال: لا، فأمسك القوم ونظر بعضهم إلى بعض، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكنّه خاصف النعل، وأومأ بيده إلى عليّ بن أبي طالب، وإنّه يقاتل على التأويل إذا تركت سنّتي ونبذت وحرّف كتاب الله وتكلّم في الدين من ليس له ذلك، فيقاتلهم عليّ على إحياء دين الله. وهذه الرواية في كشف اليقين (١٣٩).

وفي أمالي الطوسي ( ٦٥ - ٦٦ ) وأمالي المفيد ( ٢٨٨ - ٢٩٠ ) بسندهما عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: لمّا نزلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) (١) فقال لي: يا عليّ، لقد جاء نصر الله والفتح يا عليّ، إنّ الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي، كما كتب عليهم جهاد المشركين معي، فقلت: يا رسول الله، وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون أن « لا إله إلاّ الله وأني رسول الله » وهم مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني، فقلت: فعلى م نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن « لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله »؟ فقال: على إحداثهم في دينهم، وفراقهم لأمري، واستحلالهم دماء عترتي وكأنّك بقوم قد تأوّلوا القرآن وأخذوا بالشبهات، فاستحلّوا الخمر بالنبيذ، والبخس بالزكاة، والسّحت بالهديّة.

__________________

(١) الفتح؛ ١.

٤٢٤

وفي تفسير القمّي ( ج ١؛ ٨٥ ) بسنده عن الأصبغ بن نباتة، أنّ عليّاعليه‌السلام قال: فما بال قوم غيّروا سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعدلوا عن وصيّته في حقّ عليّ والأئمّةعليهم‌السلام ...

وفي الكافي ( ج ٨؛ ٥٩ ) بسنده إلى سليم، قال: خطب أمير المؤمنين فحمد الله وأثنى عليه ثمّ صلّى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال: قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله متعمّدين لخلافه، ناقضين لعهده، مغيّرين لسنته ....

وفي أبواب الجنان المخطوط ( ٣١٤ - ٣١٦ ) عن حذيفة، قال: فلمّا توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأيته [ أي عمر ] قد أثار الفتن، وأظهر كفره القديم، وارتدّ عن الإسلام وغصب الخلافة وحرّف القرآن وأبدع في الدين وغيّر الملّة ...

وفي مصباح الكفعمي (٥٥٢) دعاء عليّعليه‌السلام بالدعاء المعروف بدعاء صنمي قريش، وفيه: اللهمّ العن صنمي قريش اللهمّ العنهم بعدد كلّ منكر أتوه، وحقّ أخفوه اللهمّ العنهم بكلّ آية حرّفوها، وفريضة تركوها، وسنّة غيّروها.

وفي بحار الأنوار ( ج ٨؛ ٢٥١ ) نقلا عن كتاب قديم، أنّ الصادقعليه‌السلام كان يقول في دعائه: اللهمّ وضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعذابك على اللّذين كفرا نعمتك، وخوّنا رسولك وغيّرا أحكامه وبدّلا سنّته، وقلّبا دينه ....

وقال الشيخ الصدوق في الخصال (٦٠٧) في ذكره لخصال من شرائع الدّين: وحبّ أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة، ومن الّذين ظلموا آل محمّد وأسّسوا الظلم، وغيّروا سنّة رسول الله ...

القرآن إمام هدى، وله قائد، يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولي الأمر بعدي عليّ

مرّ بيان أنّ علم القرآن يجب أخذه من عليّ وأهل بيتهعليهم‌السلام ؛ لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علّم عليّا كلّ العلوم، وعلوم القرآن على وجه الخصوص، وعلّمه عليّ الأئمّةعليهم‌السلام من بعده، مرّ

٤٢٥

كلّ ذلك في الطّرفة السادسة عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فمن عمي عليه من عمله شيء لم يكن علمه منّي ولا سمعه فعليه بعلي بن أبي طالب، فإنّه قد علم كلّ ما قد علمته؛ ظاهره وباطنه، ومحكمه ومتشابهه ».

ونزيد هنا بعض الأحاديث في ذلك، منها: ما في كتاب سليم بن قيس (١٩٥) من كتاب لعليّعليه‌السلام كتبه لمعاوية، يقول فيه: يا معاوية إنّ الله لم يدع صنفا من أصناف الضلالة والدعاة إلى النار إلاّ وقد ردّ عليهم واحتجّ عليهم في القرآن، ونهى عن اتّباعهم، وأنزل فيهم قرآنا ناطقا؛ علمه من علمه وجهله من جهله، إنّي سمعت رسول الله يقول: ليس من القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن، وما من حرف إلاّ وله تأويل( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) الراسخون نحن آل محمّد، وأمر الله سائر الأمّة أن يقولوا( آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٢) وأن يسلّموا إلينا، وقد قال الله:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٣) هم الّذين يسألون عنه ويطلبونه ....

وفي بشارة المصطفى (٣١) بسنده عن الرضا، عن الكاظم، عن الصادق، عن الباقر، عن السجاد، عن الحسين السبط، عن عليّعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيلعليه‌السلام ، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الله جلّ جلاله، أنّه سبحانه قال: أنا الله لا إله إلاّ أنا، خلقت الخلق بقدرتي واصطفيت عليّا فجعلته له أخا ووصيّا ووزيرا ومؤدّيا عنه من بعده إلى خلقي وعبادي، ويبيّن لهم كتابي ....

وفي روضة الواعظين (٩٤) روى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبة الغدير: معاشر الناس، تدبّروا القرآن، وافهموا آياته ومحكماته، ولا تتّبعوا متشابهه، فو الله لهو مبيّن لكم نورا واحدا، ولا يوضّح تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده، ومصعده إليّ وشائل بعضده، ومعلمكم

__________________

(١) آل عمران؛ ٧.

(٢) آل عمران؛ ٧.

(٣) النساء؛ ٨٣.

٤٢٦

أنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، وهو عليّ بن أبي طالب، أخي ووصيّي، وموالاته من الله تعالى أنزلها عليّ.

وقريب منه في التهاب نيران الأحزان (١٦) حيث فيه قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس، تدبّروا القرآن، وافهموا آياته، وانظروا لمحكمه، ولا تتّبعوا متشابهه، فو الله لا يبيّن لكم زواجره، ولا يوضّح لكم تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده، وشائل بعضده الخ.

وأمّا أنّ عليّا هو الوليّ بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

فهو ممّا لا يرتاب فيه عند الإماميّة، حتّى أنّه يذكر على نحو الاستحباب في الأذان، وربّما مال بعض الأعلام إلى جزئيّته، لكنّ ما نذكره هنا هو ما ورد في صحاح ومسانيد وكتب العامّة.

ففي سنن الترمذيّ ( ج ٢؛ ٢٩٧ ) روى بسنده عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جيشا، واستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب، فمضى في السريّة فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا: إذا لقينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرناه بما صنع عليّ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّموا عليه ثمّ انصرفوا إلى رحالهم، فلمّا قدمت السريّة سلّموا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقام أحد الأربعة، فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله، ثمّ قام الثاني، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثمّ قام الثالث، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثمّ قام الرابع، فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والغضب يعرف في وجهه، فقال: ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! إنّ عليّا منّي وأنا منه، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي. وروى هذا الحديث بأدنى اختلاف أحمد في مسنده ( ج ٤؛ ٤٣٧ ) وأبو داود الطيالسي في مسنده ( ج ٣؛ ١١١ ) وأبو نعيم في حليته ( ج ٦؛ ٢٩٤ ) والنسائي في خصائصه ( ٩٧ - ٩٨ ) عن عمران بن حصين، والمحبّ الطبريّ في الرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٧١ ) وقال: « خرّجه الترمذيّ وأبو حاتم وخرّجه أحمد »، وهو

٤٢٧

في كنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٤ ) بطريقين، ثمّ قال: « أخرجه ابن أبي شيبة »، وفي ( ج ٦؛ ٣٩٩ ) وقال: « أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وصحّحه ».

وفي خصائص النسائي ( ٩٨ - ٩٩ ) بسنده عن بريدة الأسلمي، قال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليّا على جيش آخر، وقال: إن التقيتما فعلي على الناس، وإن تفرّقتما فكلّ واحد منكما على جنده، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، وظفر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة، فاصطفى عليّ جارية لنفسه من السبي، وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي، وأمرني أن أنال منه، قال: فدفعت الكتاب إليه ونلت من عليّ، فتغيّر وجه رسول الله، وقال: لا تبغضنّ يا بريدة عليّا، فإنّ عليّا منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي.

ورواه أحمد في مسنده ( ج ٥؛ ٣٥٦ ) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٢٧ ) وقال: « رواه أحمد والبزاز باختصار »، والمتّقي في كنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٤ ) ثمّ قال: « أخرجه ابن أبي شيبة »، وفي ( ج ٦؛ ١٥٥ ) وقال: « أخرجه الديلمي عن عليّ »، والمنّاوي في كنوز الحقائق (١٨٦) وقال: « أخرجه الديلمي ولفظه: أن عليّا وليّكم من بعدي ».

وفي مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٢٨ ) بسنده عن بريدة، روى ما يقاربه، وفي آخره زيادة: « فقلت يا رسول الله بالصحبة إلاّ بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا، قال: فما فارقته حتّى بايعته على الإسلام » قال الهيثميّ بعد نقله: رواه الطبراني في الأوسط.

وفي تاريخ بغداد ( ج ٤؛ ٣٣٩ ) روى بسنده عن عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سألت الله فيك خمسا، فأعطاني أربعا ومنعني واحدة؛ سألته فأعطاني فيك أنّك أوّل من تنشقّ الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين من بعدي. ورواه المتقي في كنز العمّال ( ج ٦؛ ٣٩٦ ) وقال: « أخرجه ابن الجوزي »، وذكره في ( ج ٦؛ ١٥٩ ) وقال: « أخرجه الخطيب والرافعي عن عليّ ».

وفي مسند أبي داود الطيالسي ( ج ١١؛ ٣٦٠ ) روى بسنده عن ابن عبّاس: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّعليه‌السلام : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي.

٤٢٨

وفي الرياض النضرة ( ج ٢؛ ٢٠٣ ) عن عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس عند ابن عبّاس إذ أتاه سبعة رهط، فقالوا: يا بن عبّاس، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلو من هؤلاء، قال: بل أقوم معكم - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: فانتدبوا يتحدّثون، فلا أدري ما قالوا، قال: فجاء [ ابن عبّاس ] ينفض ثوبه ويقول: أفّ وتفّ، وقعوا في رجل له عشر وقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. قال المحبّ الطبري: « أخرجه بتمامه أحمد، والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، قال: وأخرج النسائي بعضه ». وذكر هذا الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٩٩ ) وقال: « رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ».

وفي أسد الغابة ( ج ٥؛ ٩٤ ) في ترجمة وهب بن حمزة، أنّه قال: صحبت عليّاعليه‌السلام من المدينة إلى مكّة، فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأشكونّك إليه، فلمّا قدمت لقيت رسول الله، فقلت: رأيت من عليّ كذا وكذا، فقال: لا تقل هذا، فهو أولى الناس بكم بعدي. ذكر هذا الحديث المنّاوي في فيض القدير (٣٥٧) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٠٩ ) وقال: « رواه الطبراني »، وهو في الإصابة ( ج ٣؛ ٦٤١ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٥ ).

ويدلّ على ذلك أيضا ما مرّ من حديث يوم العشيرة، عند نزول قوله تعالى( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) ، فإنّ فيه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليّكم بعدي؟ قال عليّعليه‌السلام : فمددت يدي، وقلت: أنا أبايعك - وأنا يومئذ أصغر القوم - فبايعني على ذلك. وانظر النصّ الّذي نقلناه هنا في كنز العمال ( ج ٦؛ ٤٠١ ) عن عليّ، ثمّ قال المتّقي الهنديّ: « أخرجه ابن مردويه ».

كما يدلّ على هذا المطلب قوله تعالى:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) ، فإنّ عليّاعليه‌السلام هو المتصدّق بخاتمه راكعا.

__________________

(١) الشعراء؛ ٢١٤.

(٢) المائدة؛ ٥٥.

٤٢٩

انظر تفسير هذه الآية في تفسير الفخر الرازي، والكشاف للزمخشري، وتفسير ابن جرير الطبريّ، والدّر المنثور للسيوطي، وأسباب النزول للواحدي ( ١٣٣ - ١٣٤ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٣١٩ ) و ( ج ٧؛ ٣٠٥ ) ومجمع الزوائد ( ج ٧؛ ١٧ ) وذخائر العقبى ( ٨٨، ١٠٢ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ٢٢٧ ).

عليّ وارث علمي وحكمتي وسرّي وعلانيتي وما ورثه النبيّون من قبلي، وأنا وارث ومورّث

في مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٨٨ ) عن تفسير جابر بن يزيد، عن الإمام الصادقعليه‌السلام - في تفسير قول تعالى( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (١) - قال: فكانت لعليّ من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية في الدّين، والولاية في الرحم، فهو وارثه كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت وارثي. وقريب منه في مناقب ابن شهرآشوب أيضا ( ج ٢؛ ١٦٨ ) عن تفسير جابر بن يزيد.

وفي أمالي الصدوق (٢٥٢) بسنده عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ ابن أبي طالب: يا عليّ، أنت صاحب حوضي، وصاحب لوائي، ومنجز عداتي، وحبيب قلبي، ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ومثله في بشارة المصطفى (٥٤) بسنده عن ابن عبّاس أيضا.

وفي بشارة المصطفى (١٨) بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المخالف على عليّ بن أبي طالب بعدي كافر عليّ نور الله في بلاده، وحجّته على عباده، عليّ سيف الله على أعدائه، ووارث علم أنبيائه ...

وفي إثبات الوصيّة (١٠٥) قال: فلمّا كان الوقت الّذي قبض فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فوضع إزاره سترا على وجهه، ولم يزل يناجيه بكلّ ما كان وما هو كائن

__________________

(١) الأحزاب؛ ٦.

٤٣٠

إلى يوم القيامة، ثمّ مضى وقد سلّم إليه جميع مواريث الأنبياء والنور والحكمة.

وفي الخرائج والجرائح (١٩٤) نقل ما روي عن حكيم بن جبير وجماعة، قالوا: شهدنا عليّا على المنبر، وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله، ورثت نبي الرحمة ...

وفي تفسير فرات ( ٢٢٦ - ٢٢٧ ) بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن في مسجد المدينة فقال عليّعليه‌السلام : لقد انقطع ظهري وذهب روحي عند ما صنعت بأصحابك ما صنعت، غيري، فإن كان من سخطة بك عليّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : والّذي بعثني بالحقّ ما أنت منّي إلاّ بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي، وما أخّرتك إلاّ لنفسي، فأنا رسول الله وأنت أخي ووارثي، قالعليه‌السلام : وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورثت الأنبياء من قبلي، قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم ....

ونقل آية الله السيّد الميلاني في كتاب قادتنا ( ج ٢؛ ٢٤ ) عن الشنقيطي قوله: « أخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقيّ في الأربعين الطوال حديث مؤاخاة الصحابة »، وساق الحديث قريبا ممّا أوردناه عن فرات. وانظر كشف اليقين ( ٢٠٠ - ٢٠٥ ) وهو في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ( ج ٢؛ ٦٣٨ / الحديث ١٠٨٥ ) و ( ج ٢؛ ٦٦٦ / الحديث ١١٣٧ ) وانظر العمدة لابن البطريق ( ٢٣١ - ٢٣٢ ) وهو في المختار من مسند فاطمة (١٣٢) نقلا عن أحمد وابن عساكر، وفي (١٤٣) نقلا عن أحمد في كتاب مناقب عليّ، وهو في تذكرة الخواص (٢٣).

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ١١٤ ) نقلا عن كتاب المناقب للخوارزمي (٤٢) بسنده عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ نبي وصي ووارث، وإنّ عليّا وصيّي ووارثي. وهو ينابيع المودّة ( ج ٢؛ ٥، ٥٩ ).

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٣٩ ) نقلا عن كتاب العمدة لابن البطريق (٢٣٤) عن عبد الله ابن بريدة، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ نبي وصي ووارث، وإنّ وصيّي ووارثي عليّ بن أبي طالب. وانظر مناقب ابن المغازلي ( ٢٠٠ - ٢٠١ ) وتاريخ دمشق ( ج ٣؛ ٥ / الحديث ١٠٢١ ) وكفاية الطالب (٢٦٠) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٨٨ ) نقلا عن السمعاني في الفضائل.

٤٣١

وفي ينابيع المودّة ( ج ١؛ ٧٨ ) قال: وفي المناقب، عن جعفر الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام قال: كان عليّعليه‌السلام يرى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الرسالة الضوء، ويسمع الصوت، وقال له: لو لا إنّي خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوّة، فإن لم تكن نبيّا فإنّك وصي نبي ووارثه، بل أنت سيّد الأوصياء وإمام الأتقياء. ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٣؛ ٢١٠ ).

وفي ينابيع المودّة أيضا (٨٤) قال: وفي المناقب، عن مقاتل بن سليمان، عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن عليّعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ، أنت منّي بمنزلة شيث من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم - كما قال تعالى:( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) (١) - وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، وأنت وصيّي ووارثي، وأنت أقدمهم سلما، وأكثرهم علما ....

وروى أحمد في الفضائل من كتاب المناقب المخطوط / الحديث ١٧٢ بإسناده عن أنس، قال: قلنا لسلمان: سل النبي من وصيّه؟ فقال له سلمان: يا رسول الله، من وصيّك؟ فقال: يا سلمان، من كان وصي موسى؟ فقلت: يوشع بن نون، قال: فإنّ وصيّي ووارثي - يقضي ديني وينجز موعدي - عليّ بن أبي طالب.

وفي مناقب ابن المغازلي ( ٢٣٧ - ٢٣٩ ) بإسناده عن جابر بن عبد الله، قال: لمّا قدم عليّ ابن أبي طالب بفتح خيبر، قال له النبي: يا عليّ لو لا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبي بعدي وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني، وأنت تنجز وعدي وروى مثله الكنجي في كفاية الطالب ( ٢٦٤ - ٢٦٥ ) بسنده عن زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّعليهم‌السلام . ورواه الخوارزمي في مناقبه

__________________

(١) البقرة؛ ١٣٢.

٤٣٢

(٩٦) مختصرا عن الناصر للحقّ بإسناده، ونقله عن المناقب القندوزيّ في ينابيع المودّة ( ج ١؛ ١٣٠ ) والفتّال النيسابوريّ في روضة الواعظين ( ١١٢ - ١١٣ ).

والأحاديث في أنّ عليّا حاز مواريث الأنبياء عن طريق توريث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاه كثيرة جدّا، وربّما يعسر استقصاؤها، وفيما أوردناه منها مقنع للطالب، وقد مرّ تخريجات الطّرفة الثانية، وفيها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث العشيرة: « يا بني عبد المطّلب، هذا أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي »، والطّرفة السابعة وفيها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ، يا أخا محمّد، أتنجز عداة محمّد، وتقضي دينه، وتأخذ تراثه؟ قالعليه‌السلام : نعم، بأبي أنت وأمّي » والطّرفة الثامنة، وفيها بيان علّة أنّ عليّا ورث ابن عمّه دون عمّه العبّاس. وانظر في وراثة الأئمّة علم آدم وجميع العلماء، وعلم أولي العزم، بصائر الدرجات ( ١٣٤ - ١٣٧ ) و ( ١٣٨ - ١٤١ / الباب الأوّل والثالث من الجزء الثالث ) والكافي ( ج ١؛ ٢٢٣ - ٢٢٦ في « أنّ الأئمّة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الّذين من قبلهم » ).

وأمّا وراثتهعليه‌السلام سرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلانيته:

ففي الكافي ( ج ٢؛ ١٧٨ / الحديث ١٠ ) بسنده عن الرضاعليه‌السلام ، قال: قال أبو جعفر: ولاية الله أسرّها إلى جبرئيل، وأسرّها جبرئيل إلى محمّد، وأسرّها محمّد إلى عليّ، وأسرّها عليّ إلى من شاء الله.

وفي المناقب لابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٣٠ ) نقلا عن أمالي الصدوق (٤٤٠) بسنده، قال: قال محمّد بن المنذر [ المنكدر ]: سمعت أبا أمامة يقول: كان عليّ إذا قال شيئا لم نشكّ فيه، وذلك أنّا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: خازن سرّي بعدي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وفي بشارة المصطفى (٣٢) بسنده عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : أنا مدينة الحكمة وأنت بابها لأنّك منّي وأنا منك، لحمك لحمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي ....

وفي مناقب ابن المغازليّ (٧٣) بسنده عن عبيد الله بن عائشة، قال: حدّثني أبي، قال: كان عليّ بن أبي طالب مبثّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وموضع أسراره.

٤٣٣

وفي كفاية الطالب (٢٩٣) بسنده عن سلمان، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : صاحب سرّي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . وهو في تاريخ دمشق ( ج ٢؛ ٣١١ ) بسنده عن سلمان، ونقله المنّاوي في كنوز الحقائق (٨٣) وقال: « أخرجه الديلمي ».

وفي كفاية الطالب أيضا ( ٢٩٢ - ٢٩٣ ) بسنده عن أبي سعيد الخدريّ، عن سلمان، قال: قلت: يا رسول الله، لكلّ نبي وصي، فمن وصيّك؟ قال: فإنّ وصيّي وموضع سري، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب. وهو في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١١٣ ) وتهذيب التهذيب ( ج ٣؛ ١٠٦ ) وكنز العمال ( ج ٦؛ ١٥٤ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٧٨ ) وتحفة المحبين (١٨٦) من النسخة الخطيّة.

وفي تحفة المحبين المخطوط (١٨٦) روى مؤلفه محمّد بن رستم، بإسناده عن أبي هريرة، عن سلمان، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ وصيّي وموضع سرّي، وخليفتي على أهلي، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب.

عليّ أخي ووارثي

لقد مرّت الأخوّة والوارثة في التخريجات السابقة، ولزيادة ذلك، انظر مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٨٤ - ١٨٩ / فصل في « الأخوة مع النبي » ) وكشف اليقين ( ٢٠٠ - ٢٠٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٢٦ - ٣٣٠ « في ذكر المؤاخاة له » ) وتصريحات الإمام عليّعليه‌السلام بذلك مبثوثة في كتب المناقب والمسانيد والتواريخ والتراجم.

وسنذكر هنا بعض المصادر العاميّة في أنّ عليّا أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن ذلك ما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ٢؛ ٢٨٧ ) قال: وروى عثمان بن سعيد، عن عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، قال: خطب عليّعليه‌السلام ، فقال في أثناء خطبته: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلاّ كذب، ورثت نبي الرحمة، ونكحت سيّدة نساء هذه الأمّة، وأنا خاتم الوصيين.

وانظر سنن الترمذيّ ( ج ٢؛ ٢٩٩ ) وسنن ابن ماجة ( ج ١؛ ١٢ ) ومستدرك الحاكم

٤٣٤

( ج ٣؛ ١٤، ١١١، ١٢٦، ١٥٩ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٢؛ ٥٦ ) وخصائص النسائي (٤٦) وكنز العمال ( ج ٦؛ ٣٩٤ ) وقال: « أخرجه ابن أبي شيبة والنسائي في الخصائص، وابن أبي عاصم في السنّة، والعقيلي والحاكم وأبو نعيم في المعرفة »، وهو في الكنز أيضا ( ج ٦؛ ٣٩٦ ) ( ج ٧؛ ١١٣ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٥٥، ١٦٧، ٢٢٦ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٣٤ ) وقال: « رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح »، وطبقات ابن سعد ( ج ٨؛ ٢٣ - ٢٤ ) ومسند أحمد ( ج ١؛ ١٥٩ ) وذخائر العقبى (٩٢) وحلية الأولياء ( ج ٧؛ ٢٥٦ ) وتاريخ بغداد ( ج ١٢؛ ٢٦٨ ) والصواعق المحرقة ( ٧٤ - ٧٥ ) وكنوز الحقائق (٢٧). وانظر تخريجات الأخوّة في فضائل الخمسة ( ج ١؛ ٣٦٥ - ٣٧٩ ) وقادتنا ( ج ١؛ ٣٧٧ - ٣٩٤ ) والغدير ( ج ٣؛ ١١١ - ١٢٥ ) وانظر أيضا ما تقدّم في الطّرفة الثانية والطّرفة السابعة والطّرفة الثامنة في أنّه أخو النبي بتنصيصهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ووزيري

في كتاب سليم بن قيس (٧٣) قال سليم: وحدّثني عليّعليه‌السلام أنّه قال: كنت أمشي مع رسول الله فقال: فأبشر يا عليّ، فإنّ حياتك وموتك معي، وأنت أخي، وأنت وصيّي، وأنت صفيّي، ووزيري، ووارثي، والمؤدّي عنّي، وأنت تقضي ديني، وتنجز عدتي، وأنت تبرئ ذمّتي، وتؤدّي أمانتي ...

وفي أمالي المفيد (٦١) بسنده عن مطرف الإسكاف، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي، وخير من أترك بعدي، يقضي ديني، وينجز بوعدي، عليّ بن أبي طالب.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ١٨٦ ): الأربعين، عن الخوارزمي، قال أبو رافع: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله التفت إلى عليّ، فقال: أنت أخي في الدنيا والآخرة، ووزيري، ووارثي.

وفي أمالي الصدوق (١٦٩) بسنده عن الباقر، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام قال: قال رسول الله: إنّ عليّ بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي، وحجّة الله وحجّتي وهو أخي،

٤٣٥

وصاحبي، ووزيري، ووصيّي، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، ووليّه وليّي، وعدوّه عدوّي.

وفي كشف الغمّة ( ج ١؛ ٨٠ ) عن ابن عبّاس، قال: نظر عليّ يوما في وجوه الناس، فقال: إنّي لأخو رسول الله ووزيره، ولقد علمتم أنّي أوّلكم إيمانا بالله عزّ وجلّ ورسوله، ثمّ دخلتم في الإسلام بعدي رسلا رسلا.

وفي أمالي الطوسي ( ١٠٤ - ١٠٦ ) بسنده عن عبد الله بن العبّاس، في حديث طويل فيه: إنّ الله سبحانه كلّم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال ابن عبّاس: فقلت يا رسول الله بم كلّمك ربّك؟ قال: قال لي: يا محمّد، إنّي جعلت عليّا وصيّك، ووزيرك، وخليفتك من بعدك ونقله الأربلي في كشف الغمّة ( ج ١؛ ٣٨٠ ) عنه.

وفي تقريب المعارف (١٩٢) نقل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام : أنت أخي، ووصيّي، ووزيري، ووارثي، والخليفة من بعدي.

وفي كتاب اليقين (٢٢٦) عن ابن جرير الطبريّ الإمامي، بسنده عن الصادق، عن آبائه، عن عليّعليهم‌السلام ، في حديث طويل فيه: أنّ جبرئيل قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد، ونجا من تولّى عليّا وزيرك في حياتك؛ ووصيّك عند وفاتك، ونجا عليّ بك، ونجوت أنت بالله عزّ وجلّ.

وفي فرائد السمطين ( ج ١؛ ٣١١ ) بإسناده عن عليّ بن نزار بن حيّان مولى بني هاشم، عن جدّه، قال: سمعت عليّا يقول: لأقولنّ قولا لم يقله أحد قبلي، ولا يقوله أحد بعدي إلاّ كذّاب، أنا عبد الله، وأخو رسوله، ووزير نبي الرحمة، ونكحت سيّدة نساء هذه الأمّة، وأنا خير الوصيين.

وفي مناقب الخوارزمي (٦٢) بإسناده عن سلمان الفارسي، أنّه سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ أخي، ووزيري، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب. ورواه محمّد بن رستم، عن سلمان وعن أنس في تحفة المحبّين (١٨٥).

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ١؛ ١١٦ / الحديث ١٥٧ ) بإسناده عن أنس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ خليلي، ووزيري، وخير من أخلف بعدي، يقضي ديني، وينجز

٤٣٦

موعودي، عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وانظر ما ورد فيه لفظ « الوزير » في مجمع الزوائد ( ج ٩؛ ١٢١ ) وأسنى المطالب (١٤) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥؛ ٣٢ ) وتوضيح الدلائل في تصحيح الفضائل (٤٠٩) وينابيع المودّة ( ج ١؛ ٦٢ ) ونور الأبصار (٧٠). وانظر تخريجاته من طرق العامّة في فضائل الخمسة ( ج ١؛ ٣٨٠ - ٣٨٤ ) وقادتنا ( ج ١؛ ٣٩٥ - ٣٩٩ ).

ويدلّ عليه ما تقدّم في الطّرفة الثانية؛ وقد نقل مضمونها أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف (١٩٣) فقال: خبر الدار، وهو: جمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لبني هاشم أربعين رجلا، فيهم من يأكل الجذعة ويشرب الفرق، وصنع لهم فخذ شاة بمدّ من قمح وصاع من لبن، فأكلوا بأجمعهم وشربوا، والطعام والشراب بحاله، ثمّ خطبهم، فقال بعد حمد الله والثناء عليه: إنّ الله تعالى أرسلني إليكم يا بني هاشم خاصّة، وإلى الناس عامّة، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر وينصرني، يكن أخي، ووصيّي، ووزيري، ووارثي، والخليفة من بعدي؟ فأمسك القوم، وقام عليّعليه‌السلام : فقال: أنا أوازرك يا رسول الله على هذا الأمر، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اجلس فأنت أخي ووصيّي ووزيري ووارثي والخليفة من بعدي.

وانظر ما مرّ في صدر الطّرفة التاسعة من الخبر الّذي روته أمّ سلمة لمولاها الّذي كان ينتقص عليّا، ففيه قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي، هذا عليّ بن أبي طالب، وزيري في الدنيا، ووزيري في الآخرة ». انظره في اليقين (٦٠٧) وأمالي الصدوق ( ٣١١ - ٣١٢ ) وأمالي الطوسي ( ٤٢٤ - ٤٢٦ ) وبشارة المصطفى ( ٥٨ - ٥٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١؛ ٤٠٠ - ٤٠١ ) ومناقب الخوارزمي ( ٨٨ - ٩٠ ).

ويدلّ عليه ما في كتاب الله العزيز من قوله تعالى:( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) (١) ، مع قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث المنزلة: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي، فيكون عليّ وزيرا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

(١) طه؛ ٢٩ - ٣١.

٤٣٧

وفي نهج الحقّ وكشف الصدق (٢٢٩) قال العلاّمة: وفي مسند أحمد: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى: اجعل لي وزيرا من أهلي، عليّا أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري.

وروى هذا الخبر في الرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٦٣ ) وذخائر العقبى (٦٣) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ١٢؛ ٢٦ ) ونور الأبصار (٧٧) والدّر المنثور ( ج ٤؛ ٢٩٥ ) وهو في شواهد التنزيل ( ج ١؛ ٤٧٨ - ٤٨٤ ) بعدّة طرق وأسانيد. وانظر تخريجاته في هوامش شواهد التنزيل، وانظر ما في شرح النهج ( ج ١٣؛ ٢١٠ - ٢١٢ ).

وأميني

في كتاب مائة منقبة لابن شاذان ( ١٠١ - ١٠٢ ) بسنده عن عليّعليه‌السلام ، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله جلّ جلاله يقول: عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي، ونوري في بلادي، وأميني على علمي، لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا أدخل الجنّة من أنكره وإن أطاعني. وهو في ذخائر العقبى (٧٧) وكنز العمال ( ج ١١؛ ٦٠٣ / الحديث ٣٢٩١١ ) وهو في غاية المرام ( ٥١٢ / الحديث ١٩ ).

وفي تفسير فرات (٤٩٦) بسنده عن عبد الله بن مسعود، قال: غدوت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الّذي قبض فيه، فدخلت المسجد والناس أحفل ما كانوا، كأنّ على رءوسهم الطير، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب حتّى سلّم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتغامز به بعض من كان عنده، فنظر إليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ألا تسألون عن أفضلكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفضلكم عليّ بن أبي طالب، أقدمكم إسلاما، وأوفركم إيمانا، وأكثركم علما، وأرجحكم حلما، وأشدّكم لله غضبا، وأشدّكم نكاية في الغزو والجهاد، فقال له بعض من حضر: يا رسول الله، وإنّ عليّا قد فضلنا بالخير كلّه؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أجل، هو عبد الله، وأخو رسول الله، فقد علّمته علمي، واستودعته سرّي، وهو أميني على أمّتي، فقال بعض من حضر: لقد فتن عليّ رسول الله حتّى لا يرى به شيئا، فأنزل الله الآية( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ

٤٣٨

بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) (١) .

وانظر شواهد التنزيل ( ج ٢؛ ٣٥٦ - ٣٥٨ ) ففيه ثلاثة أحاديث في تفسير الآية، وكلّها فيها تصريح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ عليّاعليه‌السلام أمينه في أمّته أو على أمّته.

وفي بصائر الدرجات (٩١) بسنده عن الصادقعليه‌السلام - في قول الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (٢) - قال: أخرج الله من ظهر آدم ذريّته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذّرّ، فعرّفهم نفسه، ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربّه، ثمّ قال:( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، قالُوا بَلى ) (٣) [ قال ]: وإنّ هذا محمّدا رسولي، وعليّ أمير المؤمنين خليفتي وأميني. ومثله في تفسير فرات ( ١٤٨ - ١٤٩ ) بسنده عن الصادقعليه‌السلام أيضا.

وفي أمالي الطوسي ( ٥٤٤ - ٥٤٥ ) بسنده عن محمّد بن عمّار بن ياسر، قال: سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة يقول: رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله آخذا بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال له: يا عليّ أنت أخي، وصفيّي، ووصيّي، ووزيري، وأميني ...

وفي كتاب اليقين ( ٤٢٤ - ٤٢٧ ) نقلا عن كتاب أخبار الزهراءعليها‌السلام لأبي جعفر بن بابويه، بسنده عن ابن عبّاس، قال: لمّا زوّج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا فاطمةعليهما‌السلام تحدّثن نساء قريش وغيرهنّ، وعيّرنها ثمّ إنّ قريشا تكلّمت في ذلك، وفشا الخبر فبلغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر بلالا فجمع الناس، وخرج إلى مسجده، ورقى منبره يحدّث الناس بما خصّه الله من الكرامة، وبما خصّ به عليّا وفاطمةعليهما‌السلام ، فقال: معاشر الناس، عليّ أخي في الدنيا والآخرة، ووصيّي، وأميني على سرّي وسرّ ربّ العالمين، ووزيري، وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي، لا يتقدّمه أحد غيري، وهو خير من أخلف بعدي ....

وفي كتاب اليقين ( ٢٨٨ - ٢٩٣ ) نقلا عن محمّد بن العبّاس بن مروان الثقة، بسنده عن عليّعليه‌السلام ، وزيد بن عليّ، قال: قال رسول الله [ وفيه حديث المعراج، وفيه يقول آدمعليه‌السلام

__________________

(١) القلم؛ ٥، ٦.

(٢) الأعراف؛ ١٧٢.

(٣) الأعراف؛ ١٧٢.

٤٣٩

للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ]: يا محمّد احتفظ بالوصي - ثلاث مرّات - عليّ بن أبي طالب، المقرّب من ربّه، الأمين على حوضك، صاحب شفاعة الجنّة قال: فقال لي: يا محمّد، فخررت ساجدا، وقلت: لبّيك ربّ العزّة لبّيك، قال: فقيل لي: يا محمّد، ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفّع، يا محمّد أنت حبيبي، وصفيّي، ورسولي إلى خلقي، وأميني في عبادي، من خلّفت في قومك حين وفدت إليّ؟ قال: فقلت: من أنت أعلم به منّي، أخي، وابن عمّي، وناصري، ووزيري، وعيبة علمي، ومنجز عداتي ...

وفي كشف اليقين ( ١٧ - ٢١ ) عن كتاب بشائر المصطفى، بسنده عن يزيد بن قعنب، في حديث طويل في ولادة عليّ في الكعبة، فيه في نهاية الحديث: وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله يلي أكثر تربيته، وكان يطهّر عليّا في وقت غسله، ويجره اللبن عند شربه، ويحرّك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويحمله على صدره، ويقول: هذا أخي، ووليّي، وناصري، وصفيّي، وذخري، وكهفي، وصهري، ووصيّي، وزوج كريمتي، وأميني على وصيّتي، وخليفتي، وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكّة وشعابها وأوديتها.

وفي حلية الأولياء ( ج ١؛ ٦٦ ) بسنده عن أنس بن مالك، قال: بعثني النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي برزة الأسلمي، فقال له - وأنا أسمع -: يا أبا برزة، إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب، فقال: « إنّه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة، عليّ بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وبيد عليّ مفاتيح خزائن رحمة ربّي ». ونقله عنه في شرح النهج ( ج ٩؛ ١٦٨ ) في الخبر الثالث من الأخبار الأربعة والعشرين الّتي انتخبها في فضائل عليّ.

هذا، والأئمّة كلّهمعليهم‌السلام أمناء الله وأمناء رسوله، ففي الكافي ( ج ١؛ ٣٨٥ - ٣٨٧ ) بسنده عن الصادقعليه‌السلام في خبر طويل - فيه بيان علّة سقوط الإمام من بطن أمّه رافعا رأسه إلى السماء - قال فيه: وأمّا رفعه رأسه إلى السماء، فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش، من قبل ربّ العزّة، من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه، يقول: يا فلان بن فلان، اثبت تثبت، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي، وموضع سرّي، وعيبة علمي، وأميني على

٤٤٠