الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب8%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 198669 / تحميل: 7690
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

فقلت: « الله ورسوله أعلم ».

فقال (ص): « أمّا الهاتف فحبيبي جبرئيلعليه‌السلام ، وأمّا الإبريق فمن الجنّة، وأمّا الماء فثلث من المشرق، وثلث من المغرب، وثلث من الجنّة ». فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا رسول الله، الله يقرئك السلام ويقول لك: أقرئ عليّاً السلام مني، وقل: إنّ فضة كانت حائضا.

فقال النبيّ (ص): « منه السلام، وإليه يردّ السلام، وإليه يعود طيب الكلام »(١) . ثمّ التفت إلى عليّعليه‌السلام فقال: « حبيبي عليّ، هذا جبرئيل أتانا من عند ربّ العالمين، وهو يقرئك السلام ويقول: إنّ فضة كانت حائضا. فقال عليّعليه‌السلام : « اللهمّ بارك لنا في فضّتنا ».

وآياتهعليه‌السلام أكثر من أن تحصى، أو يحصرها كتاب، أو يتضمنها خطاب، وقد اقتصرنا على القليل مخافة التطويل.

__________________

(١) في م: السلام.

٢٨١

٢٨٢

الباب الرابع

في آيات سيدة النساء فاطمة الزهراءعليها‌السلام

وفيه ستة فصول

٢٨٣

٢٨٤

١ - فصل:

في ذكر آياتها وهي في بطن أمّها

وفيه: حديثان

٢٤٤ / ١ - عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: لمّا تزوجت خديجة بنت خويلد، رسول الله (ص) هجرها نسوان مكّة، وكنّ لا يكلمنها، ولا يدخلن عليها، فلمّا حملت(١) بالزهراء فاطمةعليها‌السلام كانت إذا خرج رسول الله (ص) من منزلها تكلمها فاطمة الزهراء في بطنها من ظلمة الأحشاء، وتحدّثها وتؤانسها، فدخل رسول الله (ص) فقال لها: « يا خديجة من تكلمين؟ » قالت: يا رسول الله، إنّ الجنين الذي أنا حامل به إذا أنا خلوت به في منزلي كلّمني، وحدّثني من ظلمة الأحشاء.

فتبسّم رسول الله (ص) ثمّ قال: « يا خديجة، هذا أخي جبرئيلعليه‌السلام يخبرني أنّها ابنتي، وأنّها النسمة الطاهرة المطهّرة، وأنّ الله تعالى أمرني أن أسمّيها ( فاطمة ) وسيجعل الله تعالى من ذرّيتها أئمة يهتدي بهم المؤمنون ».

__________________

١ - أمالي الصدوق: ٤٧٥، المناقب لابن شهرآشوب ٣: ٣٤٠، روضة الواعظين: ١٤٣، كلها مع اختلاف فيه، الخرائج والجرائح ٢: ٥٢٤ / ١، دلائل الإمامة: ٨، ينابيع المودة: ١٩٨، ملحقات احقاق الحق ١٩: ٤، معالم الزلفى: ٣٩٠ نحوه.

(١) في م: حبلت.

٢٨٥

ففرحت خديجة بذلك، فلمّا أن حضر وقت ولادتها أرسلت إلى نسوان مكّة أن: يتفضلن ويحضرن ولادتي ليلين منّي ما تلي النساء من النساء، فأرسلن إليها: يا خديجة، أنت عصيتنا ولم تقبلي منّا قولنا، وتزوجت فقيراً لا مال له، فلسنا نجيء إليك، ولا نلي منك ما تلي النساء من النساء.

فاغتمّت خديجة رضي الله عنها غمّاً شديداً، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة كأنّهن من نسوة قريش، فقالت إحداهن: يا خديجة، لا تحزني فأنا آسية بنت مزاحم، وهذه صفيّة(١) بنت شعيب.

وفي رواية أخرى: كلثم بنت عمران أخت موسىعليه‌السلام - وهذه سارة زوجة إبراهيمعليه‌السلام .

وهذه مريم بنت عمرانعليه‌السلام ؛ وقد بعثنا الله تعالى إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء. وجلسن حولها، ووضعت الزهراء فاطمةعليها‌السلام طاهرة ومطهرة.

٢٤٥ / ٢ - قال ابن عبّاس: لمّا سقطت فاطمة الزهراء إلى الأرض أزهرت الأرض، وأشرقت الفلوات، وأنارت الجبال والربوات، وهبطت الملائكة إلى الأرض ونشرت أجنحتها في المشرق والمغرب، وضربت عليها سرادقات وحجب البهاء، وكنفتها بأظلة السماء، وغشي أهل مكّة ما غشيهم من النور، ودخل رسول الله (ص) إلى خديجة وقال: « يا خديجة، لا تحزني، إن كان قد هجرك نسوان مكّة ولن يدخلن عليك، فلينزلن عندك اليوم نسوان بهجات عطرات غنجات، ينقدح في أعلاهن

__________________

(١) في ك: صفوراً.

٢ - أمالي الصدوق: ٤٧٥ / ١، روضة الواعظين: ١٤٤. دلائل الامامة: ٨، مناقب ابن شهرآشوب ٣: ٣٤٠ ( نحوه وفيه عن الصادقعليه‌السلام ). العدد القوية: ٢٢٢ / ١٥، غاية المرام: ١٧٧ / ٥٣، معالم الزلفى: ٣٩١، ملحقات احقاق الحق ١٩: ٤، ينابيع المودة: ١٩٨.

٢٨٦

نور يستقبل استقبالاً ويلتهب التهاباً، وتفوح منهن رائحة تسرّ أهل مكّة جميعاً » فسلمت الجواري فأحسن وحيين فأبلغن - في حديث طويل - حتّى وليت كلّ واحدة من حملها وغسلها - في الطشت الذي كان معهن - وتفشها بالمنديل وتخليقها وتقميطها(١) ، فلمّا فرغن عرجن إلى السماء مثنيات عليها.

وفي رواية أخرى أنّ المرأة التي بين يدي خديجة غسّلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشدّ بياضاً من اللبن، وأطيب رائحة من المسك والعنبر، فلفّتها بواحدة، وقنعتها بالثانية(٢) ، ثمّ استنطقتها فنطقتعليها‌السلام بالشهادة، فقالت: « أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ أبي محمّداً رسول الله، وأنّ علياً سيّد الأوصياء، وولدي سادة الأسباط » ثمّ سلّمت عليهن وسمّت كلّ واحدة منهن باسمها، وأقبلن فضحكن إليها.

وتباشرت الحور العين، وبشّر أهل السماوات بعضهم بعضاً بولادة فاطمةعليها‌السلام ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة، مطهرة، زكية ميمونة، بورك لك فيها، وفي نسلها.

فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدرّ عليها، وكانتعليها‌السلام تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر، وتنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة.

__________________

(١) في ك، م: وتقميصها.

(٢) في ر: بأخرى.

٢٨٧

٢ - فصل:

في بيان آياتها بإنزال الملك من السماء بتزويجها

وفيه: حديث واحد

٢٤٦ / ١ - عن الأعمش، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله (ص): « كنت يوماً جالساً في المسجد إذ هبط عليَّ ملك له عشرون رأساً، فوثبت لأقبّل رأسه، فقال: مه يا أحمد، أنت أكرم على الله تعالى من أهل السماوات وأهل الأرض أجمعين. وقبّل الملك رأسي ويدي، فظننته جبرئيلعليه‌السلام ، فقلت: حبيبي جبرئيل، ما هذه الصورة التي لم تهبط عليَّ بمثلها؟ قال: ما أنا بجبرئيل، ولكني ملك، يقال لي ( محمود ) وبين كتفي مكتوب: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله.

وفي رواية: عليّ وليّه ووصيّه.

بعثني أن أزوج النور من النور. قلت: مَن النور؟ قال: فاطمة من عليّ، وهذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وإسماعيل صاحب سماء الدنيا، وسبعون ألفاً من الملائكة قد حضروا ».

__________________

١ - أمالي الصدوق: ٤٧٤ / ١٩، مناقب ابن المغازلي: ٣٤٤ / ٣٩٦، دلائل الإمامة: ١٩ قطعة منه، روضة الواعظين: ١٤٦ قطعة منه، مناقب الخوارزمي: ٢٤٥، مائة منقبة لابن شاذان: ٦١ منقبة ١٥ عنه معالم الزلفى: ٤١١، مدينة المعاجز: ١٥٨ / ٤٣٦، كشف الغمة ١: ٣٥٢.

٢٨٨

فقال النبيّ (ص) لعليّعليه‌السلام : « قد زوجتك على ما زوجك الله من فوق سبع سماوات، فخذها إليك ».

ثمّ التفت النبيّ (ص) إلى محمود وقال: « منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ » قال: من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام.

قال: فناوله جبرئيل قدحاً فيه خلوق من خلوق الجنّة، وقال: حبيبي يا محمّد، مر فاطمة أن تلطخ رأسها وبدنها من هذا الخلوق.

فكانت فاطمةعليها‌السلام إذا حكّت رأسها أو بدنها شمّ أهل المدينة رائحة الخلوق.

٢٨٩

٣ - فصل:

في بيان(*) آياتها مع الرحى

وفيه: ثلاثة أحاديث

٢٤٧ / ١ - عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « بعث رسول الله (ص) إلى فاطمةعليها‌السلام بمكيال فيه تمر مع أبي ذررحمه‌الله تعالى.

قال أبو ذر: فأتيت الباب، وقلت: السلام عليكم. فلم يجبني أحد، فظننت أن فاطمةعليها‌السلام بحال الرحى فلم تسمع، ففتحت الباب وإذا فاطمةعليها‌السلام نائمة والحسين يرتضع، والرحى تدور.

قال أبو ذر: فأتيت رسول الله (ص)، فقلت: يا رسول الله، أتوب إلى الله ممّا صنعت إني أتيت أمراً عظيماً.

فقال رسول الله (ص): « وما أتيت يا أبا ذر؟ » فقصّ عليه ما كان، فقال رسول الله (ص): « ضعفت فاطمة فأعانها الله على دهرها ».

٢٤٨ / ٢ - عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، قال: « بعث رسول

__________________

(*) في ع، ك: ظهور.

١ - مناقب ابن شهرآشوب ٣: ٣٣٧ نحوه، الخرائج والجرائح ٢: ٥٢٧ قطعة منه، ملحقات احقاق الحق ١٠: ٣١٦ نحوه.

٢ - مناقب ابن شهرآشوب ٣: ٣٧٣، دلائل الإمامة: ٤٨،

٢٩٠

الله (ص) سلمانرضي‌الله‌عنه إلى فاطمةعليها‌السلام لحاجة.

قال سلمان: وقفت بالباب وقفة حتّى سلّمت فسمعت فاطمة تقرأ القرآن خفاء، والرحى تدور من بر، ما عندها أنيس.

قال: فعدت إلى رسول الله (ص) وقلت: يا رسول الله، رأيت أمراً عظيماً. فقال: « وما هو يا سلمان؟ تكلم بما رأيت ».

قلت: وقفت بباب ابنتك يا رسول الله، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من خفاء، والرحى تدور من بر، وما عندها أنيس! فتبسّم (ص) وقال: « يا سلمان إن ابنتي فاطمةعليها‌السلام ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً إلى ما شاء، ففزعت لطاعة ربّها، فبعث الله ملكاً اسمه روفائيل(١) - وفي موضع آخر: رحمة - فأدار لها الرحى، فكفاها الله مؤونة الدنيا والآخرة ».

٢٤٩ / ٣ - عن أسامة بن زيد، قال: افتقد رسول الله (ص) ذات يوم عليّاً، فقال: « اطلبوا إليّ أخي في الدنيا والآخرة، اطلبوا إليّ فاصل الخطوب، اطلبوا إليّ المحكّم في الجنّة في اليوم المشهود اطلبوا إليّ حامل لوائي في المقام(٢) المحمود ».

قال أسامة: فلما سمعت من رسول الله (ص) ذلك بادرت إلى باب عليّ، فناداني رسول الله (ص) من خلفي: « يا أسامة، عجّل عليَّ بخبره » وذلك بين الظهر والعصر، فدخلت فوجدت عليّاً كالثوب(٣) الملقى لاطياً بالأرض، ساجداً يناجي الله تعالى، وهو يقول: « سبحان الله الدائم، فكّاك المغارم، رزّاق البهائم، ليس له في ديمومته ابتداء، ولا زوال ولا انقضاء » فكرهت أن أقطع عليه ما هو فيه حتّى يرفع

__________________

(١) في ع: روقايل.

٣ - عنه في معالم الزلفى: ٤١٥.

(٢) في م: اليوم.

(٣) في ص: كالتراب.

٢٩١

رأسه، وسمعت أزيز الرحى فقصدت نحوها لأسلّم على فاطمة وأخبرها بقول رسول الله (ص) في بعلها، فوجدتها راقدة على شقّها الأيمن، مخمرة وجهها بجلبابها - وكان من وبر الإبل - وإذا الرحى تدور بدقيعها، وإذا كفّ يطحن عليها برفق، وكفّ أخرى تلهي الرحا، لها نور، لا أقدر أن أملي عيني منها، ولا أرى إلاّ اليدين(١) بغير أبدان، فامتلأت فرحا بما رأيت من كرامة الله لفاطمةعليها‌السلام .

فرجعت إلى رسول الله (ص) وتباشير الفرح في وجهي بادية، وهو في نفر(٢) من أصحابه، قلت: يا رسول الله، انطلقت أدعو عليّاً، فوجدته كذا وكذا، وانطلقت نحو فاطمةعليها‌السلام فوجدتها راقدة على شقّها الأيمن، ورأيت كذا وكذا!

فقال: « يا أسامة، أتدري من الطاحن، ومن الملهي لفاطمة؟ إنّ الله قد غفر لبعلها بسجدته سبعين مغفرة، واحدة منها لذنوبه ما تقدّم منها وما تأخر، وتسعة وستين مذخورة لمحبّيه، يغفر الله بها ذنوبهم يوم القيامة، وإنّ الله تعالى رحم ضعف فاطمة لطول قنوتها بالليل، ومكابدتها للرحى والخدمة في النهار، فأمر الله تعالى وليدين من الولدان المخالدين أن يهبطا في أسرع من الطرف، وإنّ أحدهما ليطحن، والآخر ليلهي رحاها.

وإنّما أرسلتك لترى وتخبر بنعمة الله علينا، فحدِّث، يا أسامة لو تبديا لك لذهب عقلك من حسنهما، وإنّما سألتني خادماً فمنعتها(٣) ، فأخدمها الله بذلك سبعين ألف ألف وليدة في الجنّة، الذين رأيت منهن، وإنا من أهل بيت اختار الله لنا الآخرة الباقية على الدنيا الفانية ».

__________________

(١) في ع: الأيدي.

(٢) في ص، ع: جماعة.

(٣) في ش: فرفضتها.

٢٩٢

٤ - فصل:

في بيان ظهور آياتها مع القدر والنار

وفيه: حديث واحد

٢٥٠ / ١ - عن حمّاد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: سألني الحجّاج بن يوسف عن حديث عائشة، وحديث القدر التي رأت فاطمة بنت رسول الله (ص) وهي تحركها بيدها، قلت: نعم، أصلح الله الأمير، دخلت عائشة على فاطمةعليها‌السلام وهي تعمل للحسن والحسينعليهما‌السلام حريرة بدقيق ولبن وشحم، في قدر، والقدر على النار يغلي ( وفاطمة صلوات الله عليها )(١) تحرك ما في القدر بإصبعها، والقدر على النار يبقبق(٢) ، فخرجت عائشة فزعة مذعورة، حتّى دخلت على أبيها، فقالت: يا أبه، إنّي رأيت من فاطمة الزهراء أمرا عجيبا، رأيتها وهي تعمل في القدر، والقدر على النار يغلي، وهي تحرك ما في القدر بيدها! فقال لها: يا بنية، اكتمي، فإنّ هذا أمر عظيم.

فبلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فصعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: « إنّ الناس يستعظمون ويستكثرون ما رأوا من القدر والنار، والذي بعثني بالرسالة واصطفاني بالنبوة، لقد حرّم الله تعالى النار على لحم

__________________

(١) في راء وهي.

(٢) البقبقة: حكاية صوت القدر في غليانه « تاج العروس - بق - ٦: ٢٩٧ ».

٢٩٣

فاطمة ودمها وشعرها وعصبها، وفطم من النار ذرّيتها وشيعتها، إنّ من نسل فاطمة من تطيعه النار والشمس والقمر والنجوم والجبال، وتضرب الجنّ بين يديه بالسيف، وتوافي إليه الأنبياء بعهودها، وتسلّم إليه الأرض كنوزها، وتنزّل عليه من السماء بركات ما فيها، الويل لمن شك في فضل فاطمة، لعن الله من يبغض بعلها ولم يرض بإمامة ولدها، إنّ لفاطمة يوم القيامة موقفا، ولشيعتها موقفا، وإنّ فاطمة تدعى فتلبي(١) ، وتشفع فتشفّع على رغم كلّ راغم ».

__________________

(١) في ش، ص، ع: وتكسى.

٢٩٤

٥ - فصل:

في بيان آياتها فيما أنزل عليها من السماء

وفيه: ثلاثة أحاديث

٢٥١ / ١ - عن زينب بنت عليّعليهما‌السلام ، قالت: صلّى رسول الله (ص) صلاة الفجر، ثمّ أقبل بوجهه الكريم على عليّعليه‌السلام ، فقال: « هل عندكم طعام؟ » فقال: « لم آكل منذ ثلاثة أيّام طعاما، وما تركت في منزلي طعاماً ».

قال: « امض بنا إلى فاطمة » فدخلا عليها وهي تتلوى من الجوع، وابناها معها، فقال: « يا فاطمة، فداك أبوك، هل عندك طعام؟ » فاستحيت فقالت: « نعم » فقامت وصلّت؛ ثمّ سمعت حسّا فالتفتت فإذا بصحفة ملأى ثريداً ولحماً، فاحتملتها فجاءت بها ووضعتها بين يدي رسول الله (ص)، فجمع عليّاً وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وجعل عليّ يطيل النظر إلى فاطمة، ويتعجّب، ويقول: « خرجت من عندها وليس عندها طعام، فمن أين هذا؟ »

ثمّ أقبل عليها فقال: « يا بنت رسول الله،( أَنَّى (١) لَكِ هذا؟ ) »

__________________

١ - مناقب ابن شهرآشوب ٣: ٣٣٩، باختصار، عنه معالم الزلفى: ٤٠٦، عنه مدينة المعاجز: ٥٤ / ١٠٩.

(١) في ع: من أين.

٢٩٥

قالت:( هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (١) .

فضحك النبي (ص) وقال: « الحمد لله الذي جعل في أهلي نظير زكريا ومريم إذ قال لها:( أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٢) ».

فبينما هم يأكلون إذ جاء سائل بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت، أطعموني ممّا تأكلون. فقال (ص): « اخسأ اخسأ » ففعل ذلك ثلاثا، وقال عليّعليه‌السلام : « أمرتنا أن لا نرد سائلاً، من هذا الذي أنت تخسأه؟ » فقال: « يا عليّ، إنّ هذا إبليس، علم أنّ هذا طعام الجنّة، فتشبّه بسائل لنطعمه منه ».

فأكل النبيّ (ص) وعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام حتّى شبعوا، ثمّ رفعت الصفحة، فأكلوا من طعام الجنّة في الدنيا.

٢٥٢ / ٢ - عن جابر بن عبد الله الأنصاريّرضي‌الله‌عنه ، قال: إنّ رسول الله (ص) أقام أيّاما لم يطعم فيها طعاما حتّى شقّ عليه ذلك، فطاف(٣) في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهن شيئاً، فأتى فاطمةعليها‌السلام ، فقال: « يا بنية، هل عندك شيء آكله، فإنّي جائع؟ » قالت: « لا والله ».

فلمّا خرج بعثت جارية لها برغيفين وبضعة لحم، فأخذته ووضعته في جفنة وغطّت عليها وقالت: « والله لأوثرن بها رسول الله (ص) على نفسي، وعلى غيري ». وكانوا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسناً وحسيناً إلى رسول الله (ص).

فرجع إليها، فقالت: « قد أتاني الله بشيء فخبّأته لك » فقال:

__________________

(١) سورة آل عمران / الآية: ٣٧.

(٢) سورة آل عمران / الآية: ٣٧.

٢ - الخرائج والجرائح ٢: ٥٢٨، مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٣٣٩، قطعة منه، مقتل الخوارزمي: ٥٨، فرائد السمطين ٢: ٥١، نحوه.

(٣) في ر: فصار يدور.

٢٩٦

« هلمي يا بنية » فكشف الجفنة، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرت إليها بهتت، وعرفت أنّه من عند الله تعالى، فحمدت الله تعالى، وصلّت على أبيها، وقدّمته إليه، فلمّا رآه حمد الله وقال:( أَنَّى لَكِ هذا؟ ) » قالت:( هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (١) .

فبعث رسول الله (ص) إلى عليّ، ثمّ أكل رسول الله (ص) وعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وجميع أزواج النبيّ (ص) حتّى شبعوا.

قالت فاطمةعليها‌السلام : « وبقيت الجفنة كما هي، فأوسعت منها على الجيران، وجعل الله فيها بركة وخيراً كثيراً ».

٢٥٣ / ٣ - عن عاصم بن الأحول، عن زر بن حبيش، عن سلمان الفارسيّرضي‌الله‌عنه ، قال: خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله (ص) فلقيني(٢) عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال لي: « يا سلمان، جفوتنا بعد وفاة رسول الله (ص)؟ ».

فقلت: حبيبي يا أمير المؤمنين، مثلك لا يخفى عليه، غير أنّ حزني على رسول الله (ص) هو الذي منعني من زيارتكم. فقال لي: « يا سلمان، ائت منزل فاطمة فإنّها إليك مشتاقة، وتريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنّة.

قال سلمان: قلت: يا أمير المؤمنين أتحفت(٣) بتحفة من الجنّة بعد وفاة رسول الله (ص)؟! » قال: « نعم يا سلمان ».

قال: فهرولت هرولة إلى منزل فاطمةعليها‌السلام ، وقرعت

__________________

(١) سورة آل عمران / الآية: ٣٧.

٣ - الخرائج والجرائح ٢: ٥٣٣، مهج الدعوات: ٦، معالم الزلفى: ٤٠٦.

(٢) في ش، ص، ع: فرأيت.

(٣) في ر: أتتحفي.

٢٩٧

الباب، فخرجت إليَّ فضّة فأذنت لي، فدخلت وإذا فاطمة جالسة، وعليها عباءة قد اعتجرت(١) بها واستترت، فلمّا رأتني قالت: « يا سلمان، اجلس واعقل واعلم أنّي كنت جالسة بالأمس مفكّرة في وفاة رسول الله (ص)، والحزن يتردد في صدري، وقد كنت رددت باب حجرتي بيدي، فانفتح من غير أن يفتحه أحد، وإذا أنا بأربع(٢) جواري، فدخلن عليَّ، لم ير الراؤن بحسنهن ونظارة وجوههن، فلمّا دخلن قمت إليهن مستنكرة لهن، فقلت: أنتن من أهل المدينة أم من أهل مكّة؟ فقلن: لا من أهل المدينة، ولا من أهل مكّة، ولا من أهل الأرض، نحن من الحور العين، أرسلنا إليك ربّ العالمين يا ابنة رسول الله لنعزّيك بوفاة رسول الله (ص) ».

قالت فاطمةعليها‌السلام : « فقلت لإحداهن: ما اسمك؟ قالت: ذرّة. قلت: حبيبتي لِمَ سمّيت ذرّة؟ قالت: سمّيت ذرة لأبي ذر الغفاريّ، صاحب أبيك رسول الله (ص).

فقلت للأخرى: وأنت ما اسمك؟ قالت: أنا سلمى. فقلت: لِمَ سمّيت سلمى؟ قالت: لأني لسلمان الفارسيّ، صاحب رسول الله (ص).

وقلت للأخرى: ما اسمك؟ قالت: مقدودة. فقلت: حبيبتي، ولِمَ سمّيت مقدودة؟ قالت: لأنّي للمقداد بن الأسود الكنديّ، صاحب رسول الله (ص).

فقلت للأخرى: ما اسمك؟ قالت: عمّارة. قلت: ولِمَ سمّيت عمّارة؟ قالت: لأنّي لعمّار بن ياسر، صاحب رسول الله (ص).

فأهدين إليّ هدية، أخبأت لك منها » ثمّ أخرجت لي طبقاً

__________________

(١) اعتجرت: لفت رأسها. « النهاية ٣: ١٨٥ ».

(٢) في ك، م: بثلاث.

٢٩٨

أبيض، فيه رطب أكبر من الخشكنانج(١) ، أبيض من الثلج، وأذكى من المسك، وأعطتني منها عشر(٢) رطبات، عجزت عن حملها، فقالت: « كلهن عند إفطارك، وعد إليَّ بعجمهن ».

قال سلمان: فخرجت من عندها أريد منزلي، فما مررت بأحد ولا بجمع من أصحاب رسول الله (ص) إلاّ قالوا: يا سلمان، رائحة المسك الأذفر معك.

قال سلمان: كتمت أنّ معي شيئاً حتّى أتيت منزلي، فلمّا كان وقت الإفطار أفطرت عليهن، فلم أجد لهن عجماً، فغدوت(٣) إلى فاطمة، وقرعت الباب عليها، فأذنت لي بالدخول، فدخلت وقلت: يا بنت رسول الله؛ أمرتني أن آتيك بعجمته، وأنا لم أجد لها عجماً! فتبسّمت، ولم تكن ضحكتعليها‌السلام .

ثمّ قالت: « يا سلمان، هي من نخيل غرسها الله تعالى لي في دار السلام بدعاء علمنيه أبي رسول الله (ص) كنت أقوله غدوة(٤) وعشيّة » قلت: علميني الكلام سيدتي.

قالت: « إن سرّك أن تلقى الله تعالى وهو عنك راض غير غضبان، ولا تضرّك وسوسة الشيطان ما دمت حيّاً، فواظب عليه ».

وفي رواية أخرى: « إن سرّك أن لا تمسّك الحمّى ما عشت في دار الدنيا، فواظب عليه، » فقال سلمان: فقلت: علميني. قالتعليها‌السلام :

« بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور،

__________________

(١) الخشكنانج: خبزة تصنع من خالص دقيق الحنطة وتملأ بالسكر واللوز أو الفستق وتقلى، فارسية. « المعجم الوسيط ١: ٢٣٦ ».

(٢) في ك، م: خمس.

(٣) في ص: فعدت.

(٤) في م: بكرة.

٢٩٩

بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رق منشور، والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور بقدر مقدور على نبيّ محبور، الحمد لله(١) الذي هو بالعز مذكور، وبالخير مشهور، وعلى السرّاء والضرّاء مشكور »(٢) .

قال سلمان: فتعلمته، وقد لقّنت أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكّة ممّن بهم علل الحمّى، وكلّهم برئوا بإذن الله تعالى.

وفي رواية أخرى: في شكوى ووسوسة الشيطان، وقد نزلعليها‌السلام الرزق من السّماء، وكثيراً ما تدور الرحى في بيتها وهي نائمة أو مشتغلة بأمر آخر، والرّواية فيها متظافرة.

__________________

(١) في ش، ص، ع، م: بسم الله.

(٢) إلى هنا وقد انتهت مقابلتي مع نسخه (ع) والباقي ساقط.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

٤١ - ( باب تأكد استحباب الاكثار من الصلاة في المسجد الحرام، واختياره على جميع المساجد، وعدم اجزاء ركعة فيه وفي امثاله عن اكثر من ركعة، اداء وقضاء، وان تضاعف ثوابها )

٣٩١٠ / ١ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام انه قال: « النافلة في المسجد الحرام الأعظم تعدل عمرة مبرورة، وصلاة فريضة تعدل حجّة متقبلة ».

٣٩١١ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « صحّ الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: الصلاة في المسجد الحرام، تعدل مائة الف صلاة ».

٣٩١٢ / ٣ - البحار: وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن علي الجبعي، نقلا عن خطّ الشهيد (ره)، عن الصادق عليه‌السلام: « من صلّى في المسجد الحرام صلاة واحدة، قبل الله منه كلّ صلاة صلّاها، وكلّ صلاة يصليها إلى أن يموت، والصلاة فيه بمائة الف صلاة ».

٣٩١٣ / ٤ - عوالي اللآلي: قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « مكّة حرم الله وحرم رسوله، الصلاة فيها بمائة الف صلاة »، الخبر.

____________________________

الباب - ٤١

١ - الجعفريات ص ٧٢.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: لم نجده في النسخة المتداولة، وأخرجه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ عن بعض نسخ الفقه الرضوي.

٣ - البحار ج ٩٩ ص ٢٣١.

٤ عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢٨ ح ١١٨.

٤٢١

٣٩١٤ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ومن صلّى في المسجد الحرام صلاة واحدة، كتب الله له الفي الفي صلاة وخمسمائة الف صلاة ».

٣٩١٥ / ٦ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن، محمّد عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام مائة الف صلاة ».

٤٢ - ( باب جواز استدبار المصلّي في المسجد للمقام، واستحباب اختيار الصلاة في الحطيم، ثم المقام الأول، ثم الحجر، ثم ما دنا من البيت )

٣٩١٦ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « اكثر الصلاة في الحجر، وتعمّد تحت الميزاب، وادع عنده كثيرا، وصلّ في الحجر على ذراعين من طرفه ممّا يلي البيت، فانه موضع شبير وشبر ابني هارون، وان تهيّأ لك ان تصلّي صلواتك كلّها عند الحطيم (فافعل) (١)، فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض، والحطيم ما بين الباب والحجر الاسود، وهو الموضع الذي فيه تاب الله على آدم عليه‌السلام، وبعده الصلاة في الحجر افضل، وبعده ما بين الركن العراقي و (باب البيت) (٢)، وهو الموضع

____________________________

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

الباب - ٤٢

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٢٨، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٣٠ ح ٤.

(١) ليس في المصدر

(٢) في المصدر: الباب.

٤٢٢

الذي كان فيه المقام، في عهد ابراهيم عليه‌السلام إلى عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وبعده خلف المقام الذي هو الساعة، وما قرب من البيت فهو أفضل ».

٣٩١٧ / ٢ - البحار: وجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجبعي (١)، نقلا من خطّ الشهيد، عن الصادق عليه‌السلام: « ان تهيّأ لك ان تصلي صلواتك كلّها الفرائض وغيرها، عند الحطيم فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض، وهو ما بين [ باب ] (٢) البيت والحجر الاسود، وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم عليه‌السلام، وبعده الصلاة في الحجر أفضل، وبعد الحجر ما بين الركن العراقي وباب البيت، وهو الموضع الذي كان فيه المقام، وبعده خلف المقام حيث هو الساعة، وما قرب من البيت فهو أفضل ».

٣٩١٨ / ٣ - الشيخ الطبرسي في اعلام الورى: روى ان أبا جهل عاهد الله ان يفضخ رأسه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بحجر، إذا سجد في صلاته، فلما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يصلي وسجد، وكان إذا صلّى (صلّى) (١) بين الركنين - الاسود واليماني -، وجعل الكعبة بينه وبين الشام، الخبر.

____________________________

٢ - البحار ج ٩٩ ص ٢٣١ ح ٧.

(١) جاء في هامش المخطوط: جدّ شيخنا البهائي (منه قدّس سرّه).

(٢) أثبتناه من البحار، وكان في هامش المخطوط بدلاً من كلمة « البيت »: « الباب - خ ل » (منه قدّس سرّه).

٣ - اعلام الورى ص ٢٩.

(١) ليس في المصدر.

٤٢٣

٤٣ - ( باب عدم كراهيّة صلاة الفريضة في الحجر، وأنّه ليس فيه شئ من الكعبة )

٣٩١٩ / ١ - محمّد بن مسعود العياشي: عن محمّد بن مروان، قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « كنت مع أبي في الحجر، فبينا هو قائم يصلّي، إذ اتاه رجل »، الخبر

٣٩٢٠ / ٢ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن طاووس الفقيه قال: رأيت في الحجر زين العابدين عليه‌السلام يصلّي ويدعو، الخبر.

٤٤ - ( باب أن من سبق إلى مسجد، أو مشهد، أو نحوهما، فهو أحق بمكانه يومه وليلته، وان خرج يتوضّأ )

٣٩٢١ / ١ - البحار: نقلا من كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه، عن أحمد بن علي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلى مكان، فهو احقّ به إلى الليل ».

٣٩٢٢ / ٢ - جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه، عن

____________________________

الباب - ٤٣

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٠ ح ٦.

٢ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ١٤٨.

الباب - ٤٤

١ - البحار ج ١٠٤ ص ٢٥٦ ح ١٤، بل عن جامع الأحاديث للقمي ص ١٣ وأخرجه في البحار ج ٨٣ ص ٣٥٦ عن الكافي ج ٢ ص ٤٨٥ ح ٧.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٣٠ ح ٤.

٤٢٤

محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع، عن بعض اصحابه، يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال: قلت: نكون بمكّة أو بالمدينة أو بالحائر، أو بالمواضع التي يرجى فيها الفضل، فربما يخرج الرجل يتوضّأ، فيجئ آخر فيصير مكانه، قال: « من سبق إلى موضع، فهو أحقّ به يومه وليلته ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، مثله (١)

٣٩٢٣ / ٣ - دعائم الإسلام: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام انه قال: « سوق المسلمين كمسجدهم، الرجل احق بمكانه حتى يقوم (من مكانه) (١)، أو تغيب الشمس ».

٤٥ - ( باب استحباب الاكثار من الصلاة في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، خصوصاً بين القبر والمنبر، وفي بيت علي وفاطمة عليهما‌السلام، واختياره على المسجد الحرام، وأن الصلاة في المدينة مثل الصلاة في سائر البلدان )

٣٩٢٤ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « صحّ الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌. انه قال: الصلاة في المسجد الحرام، تعدل مائة الف صلاة، وفي مسجدي هذا تعدل الف صلاة، » وقد روي خمسين الف صلاة

____________________________

(١) كامل الزيارات ص ٣٣١ ح ١٠.

٣ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٨

(١) في المصدر: منه

الباب - ٤٥

١ - نقله المجلسي في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ عن بعض نسخ الفقه الرضوي

٤٢٥

وقال في موضع آخر: « ثم تصلّي عند اسطوانة التوبة، وعند الحنانة، وفي الروضة، وعند المنبر (١)، اكثر ما قدرت من الصلاة فيها ».

٣٩٢٥ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام، مائة الف صلاة، والصلاة في مسجد المدينة، عشرة آلاف صلاة ».

وروى الجزء الأخير في موضع آخر وزاد، قال جعفر بن محمّد عليهما‌السلام: « وافضل موضع يصلّى فيه منه، ما قرب من القبر » (١).

٣٩٢٦ / ٣ - جعفر بن محمّد بن قولويه في المزار: عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسوي، عن عبدالله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام في حديث: « واكثر من الصلاة في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

٣٩٢٧ / ٤ - عوالي اللآلي: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « صلاة في مسجدي هذا (١)، أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلّا المسجد الحرام »

____________________________

(١) في البحار: المتبرك.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٣ - كامل الزيارات ص ١٦ ح ٢، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٥١ ح ١٩.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٥ ح ١٢٦.

(١) هذا، ليس في المصدر.

٤٢٦

٤٦ - ( باب حدّ مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

٣٩٢٨ / ١ - كتاب محمّد بن المثنى: عن جعفر بن محمّد بن شريح، عن ذريح المحاربي، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن حدّ المسجد، فقال: « من الاسطوانة التي (١) عند رأس [ القبر ] (٢) إلى الاسطوانتين من وراء المنبر عن يمين القبلة، وكان من وراء المنبر طريق تمرّ فيه الشاة أو يمرّ الرجل منحرفا » وزعم أن ساحة المسجد إلى البلاطة (٣) من المسجد، وسألته عن بيت علي عليه‌السلام، فقال: « إذا دخلت من الباب فهو من عضادته اليمين (٤) إلى ساحة المسجد، وكان بينه وبين بيت نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ خوخة (٥) ».

٤٧ - ( باب استحباب الصلاة في مساجد المدينة، وخصوصاً مسجد قبا )

٣٩٢٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه

____________________________

الباب - ٤٦

١ - كتاب محمّد بن المثنى ص ٨٨.

(١) في المصدر: إلى.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) وفيه: البلاط.

(٤) وفيه: اليمنى.

(٥) الخوخة: فتحة بين دارين لم ينصب عليها باب (لسان العرب - خوخ - ج ٣ ص ١٤).

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٤٢٧

قال: « ومن المشاهد بالمدينة التي ينبغي أن يؤتى إليها، ويشاهد (١) ويصلّي فيها ويتعاهد (٢)، مسجد قبا، وهو المسجد الذي اسس على التقوى، ومسجد الفتح (٣)، ومشربة ام ابراهيم، وقبر حمزة، وقبور الشهداء ».

٣٩٣٠ / ٢ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليه‌السلام، عن قوله تعالى: ( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) (١)، قال: « مسجد قبا، وامّا قوله ( أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ) (٢) قال: يعني من مسجد النفاق، وكان على طريقه إذا أتى مسجد قبا، فقام فينضح بالماء والسدر، ويرفع ثيابه عن ساقيه، ويمشي على حجر في ناحية الطريق، ويسرع المشي ويكره ان يصيب ثيابه منه شئ، فسألته هل كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يصلّي في مسجد قبا؟ قال: نعم، قال (٣) منزله على (٢) سعد بن خيثمة الانصاري »، الخبر.

٣٩٣١ / ٣ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه كان يأتي قبا راكبا وماشيا، فيصلّي فيه ركعتين.

____________________________

(١) في المصدر: وتشاهد

(٢) وفيه: وتعاهد

(٣) وفيه زيادة: ومسجد الفضيخ

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١١ ح ١٣٦

(١، ٢) التوبة ٩: ١٠٨

(٣) في المصدر: كان

(٤) ذكر الشيخ المصنف قدس سره في هامش المخطوط (ظ - بخط المجلسي - ره - كان نزل على)

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤١ ح ٥٢

٤٢٨

وباقي أخبار الباب، يأتي في ابواب المزار من كتاب الحج، ان شاء الله تعالى.

٤٨ - ( باب استحباب الصلاة في مسجد براثا )

٣٩٣٢ / ١ - ابن الشيخ الطوسي (ره) في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن بلال، عن اسماعيل بن علي بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عيسى بن حميد الطائي، عن أبيه حميد بن قيس، عن علي بن الحسين [ بن علي بن الحسين يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي بن الحسين ] (١) عليهم‌السلام قال: « إن امير المؤمنين عليه‌السلام، لمّا رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء، فقال للناس: انّها الزوراء، فسيروا وجنّبوا عنها، فانّ الخسف اسرع إليها من الوتد في النخالة - إلى أن قال - فلما أتى يمنة السواد، وإذا هو براهب في صومعة له، فقال له: يا راهب انزل هاهنا، فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك، قال: ولم؟ قال: لأنها لا ينزلها الّا نبى أو وصي نبي بجيشه، يقاتل في سبيل الله عزّوجلّ، هكذا نجد في كتبنا، فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام: انا وصيّ سيّد الأنبياء، وسيّد الأوصياء، فقال له الراهب: فأنت إذاً أصلع قريش، ووصيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌؟ فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام: أنا ذلك.

فنزل الراهب إليه، فقال خذ عليَّ شرائع الإسلام، انّي وجدت

____________________________

الباب - ٤٨

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٠٢

(١) مابين المعقوفتين أثبتناه من المصدر

٤٢٩

في الانجيل نعتك، وانك تنزل ارض براثا بيت مريم، وارض عيسى عليه‌السلام، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: قف ولا تخبرنا بشئ، ثم أتى موضعاً، فقال: الكزوا هذا فلكزه فأتى أميرالمؤمنين عليه‌السلام موضعاً فلكزه (٢) برجله عليه‌السلام فانبجست عين خرّارة، فقال: هذه عين مريم التي أنبعت لها، ثم قال: اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا، فكشف فإذا بصخرة بيضاء، فقال عليه‌السلام: على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها، وصلّت هاهنا، فتصبب أميرالمؤمنين عليه‌السلام الصخرة، وصلّى إليها، واقام هناك اربعة أيام يتمّ الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة ثم قال: ارض براثا هذه بيت مريم عليها‌السلام هذا الموضع المقدس صلّى فيه الأنبياء، قال أبوجعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام: ولقد وجدنا أنّه صلّى فيه ابراهيم قبل عيسى عليهما‌السلام ».

٤٩ - ( باب استحباب الصلاة في بيت المقدس، واستحباب اختيار الصلاة في المسجد الأعظم على مسجد القبيلة، واختيارها على مسجد السوق )

٣٩٣٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام مائة الف صلاة، والصلاة في مسجد

____________________________

(٢) اللكز: الضرب الشديد (القاموس المحيط ج ٢ ص ١٩٧).

الباب - ٤٩

١ دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨ باختلاف.

٤٣٠

المدينة عشرة آلاف صلاة، والصلاة في مسجد (١) بيت المقدس الف صلاة، والصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة [ والصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، والصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة ] (٢) وصلاة الرجل وحده في بيته صلاة واحدة ».

٣٩٣٤ / ٢ - جامع الأخبار: عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « صلاة في (مسجد الكوفة) (١) الف صلاة، وصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة، وصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، وصلاة في مسجد السوق اثنا عشر صلاة، وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة ».

٣٩٣٥ / ٣ - السيد فضل الله الراوندي في النوادر: عن أبي المحاسن، عن أبي عبدالله بن عبدالصمد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن المثنى، عن عفان بن مسلم، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعا - إلى أن قال -: ومن البقاع اربعا - إلى أن قال عليه‌السلام -: وامّا خيرته من البقاع فمكّة، والمدينة، وبيت المقدس، وفار التنور بالكوفة، وان الصلاة بمكّة بمائة الف، وبالمدينة بخمس وسبعين الف صلاة، وببيت المقدس بخمسين الف صلاة، وبالكوفة بخمس وعشرين الف صلاة ».

____________________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - جامع الأخبار ص ٨٣.

(١) في المصدر: بيت المقدس.

٣ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٤٧ ح ٣٤.

٤٣١

٥٠ - ( باب حكم الوقوف على المساجد )

٣٩٣٦ / ١ - الشيخ الأقدم الحسن بن محمّد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق، في كتاب قم، عن كتاب مونس الحزين في معرفة الحق واليقين للصدوق، عن الشيخ العفيف الصالح الحسن بن مثلة الجمكراني، عن الحجّة (صلوات الله عليه) - في حكاية طويلة - وفيها امره عليه‌السلام ببناء المسجد في جمكران - إلى أن قال: -: قال عليه‌السلام له: « إذهب إلى السيد أبي الحسن، وقل له يجئ ويحضره أي الحسن بن مسلم، وكان عنده بعض المنافع من الاملاك الموقوفة، ويطالبه بما اخذ من منافع تلك السنين، ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد، ويتمّ ما نقص منه من غلّة رهق ملكنا بناحية اردهال، ويتمّ المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد، ليجلب غلّته كلّ عام ويصرف على عمارته »، الخبر

قلت: جمكران على فرسخ من قم، والمسجد موجود إلى الآن، ورهق قرية من توابع قم على عشرة فراسخ من طرف كاشان، وهي إلى الآن معمورة

____________________________

الباب - ٥٠

١ - تاريخ قم: الأصل منه باللغة العربية مفقود لا أثر له ظاهراً، وترجمته باللغة الفارسية المطبوعة، وتجد الرواية كاملة في كتاب « جنة المأوى » للشيخ المصنف « قده »، المطبوع ضمن البحار ج ٥٣ ص ٢٣٠ الحكاية الثامنة.

٤٣٢

٥١ - ( باب كراهة جعل المساجد طرقاً والمرور بها، حتى يصلّى ركعتين )

٣٩٣٧ / ١ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ولا تتخذوا المساجد طرقا ».

وروي: ان من الجفاء ان تمرّ بالمسجد ولا تصلّي فيه

٥٢ - ( باب استحباب سبق الناس في الدخول إلى المساجد، والتأخر عنهم في الخروج منها )

٣٩٣٨ / ١ - الشيخ الطوسي (ره) في اماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دنيّ، عن أبي الحرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا أبا ذر طوبى لاصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنّة، الا [ و ] (١) هم السابقون إلى المساجد بالاسحار وغيرها ».

٣٩٣٩ / ٢ - الصدوق في معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد البزنطي، عن

____________________________

الباب - ٥١

١ - لبّ اللباب: مخطوط

 الباب - ٥٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٢

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - معاني الاخبار ص ١٦٨

٤٣٣

مفضّل بن سعيد، عن ابي جعفر عليه‌السلام، قال: جاء اعرابي احد بني عامر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فسأله - وذءر حديثا طويلا يذكر في اخره - انّه سأله الأعرابي عن الصليعاء والقريعاء وخير بقاع الأرض، وشرّ بقاع الأرض، فقال: بعد أن أتاه جبرئيل، فاخبره أنّ الصليعاء الأرض السبخة، التي لا تروى ولا تشبع مرعاها، والقريعاء الأرض التي لا تعطي بركتها، ولا يخرج ينعها، ولا يدرك ما انفق فيها، وشرّ بقاع الأرض الاسواق، وهو ميدان ابليس يغدو برايته، ويضع كرسيه، ويبثّ ذريّته، فبين مطفف في قفيز، أو طائش في ميزان، أو سارق في ذراع، أو كاذب في سلعة، فيقول: عليكم برجل مات أبوه وابوكم حيّ، فلا يزال (١) مع اول من يدخل، وآخر من يرجع، وخير البقاع المساجد، واحبّهم إليه تعالى اوّلهم دخولا، وآخرهم خروجا، الخبر.

٣٩٤٠ / ٣ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن علي عليه‌السلام قال: « السابق من دخل المسجد قبل الاذان، والمقتصد من دخله بعد الاذان، والظالم من دخله بعد الاقامة ».

٣٩٤١ / ٤ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن أبي رافع قال: سال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ جبرئيل: أيّ البقاع احبّ إلى الله تعالى؟ فقال: ما ادري وسوف أسأل ربّي، ثم مكث ما شاء الله ثم اتاه، فقال: سألت ربّي اي البقاع أحب إليه؟ واي البقاع ابغض إليه؟ فقال: احب البقاع إليّ المساجد، واحبّ أهلها اليّ أوّلهم دخولا فيها، وآخرهم خروجا منها.

____________________________

(١) في المصدر زيادة: الشيطان

٣ - لب اللباب: مخطوط

٤ - درر اللآلي ج ١ ص ٩

٤٣٤

٥٣ - ( باب وجوب تعظيم المساجد )

٣٩٤٢ / ١ - العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: عن محمّد بن احمد بن شاذان، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمّد بن زياد، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « ملعون ملعون من لم يوقّر المسجد، تدري (١) يا يونس لم عظم الله المسجد (٢)؟ وانزل هذه الآية: ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ) (٣)؟ كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم اشركوا بالله تعالى، فأمر الله سبحانه وتعالى نبيّه ان يوحّد الله فيها ويعبده ».

٥٤ - ( باب نوادر ما يتعلق باحكام المساجد )

٣٩٤٣ / ١ - أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الداعي، والبحار عن اعلام الدين للديلمي: عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من توضأ ثم خرج إلى المسجد، فقال حين يخرج من بيته: بسم الله (الذي خلقني فهو يهدين) (١) هداه الله إلى

____________________________

الباب - ٥٣

١ - كنز الفوائد ص ٦٣.

(١) في المصدر: أتدري.

(٢) وفيه: حق المساجد.

(٣) الجن ٧٢: ١٨.

 الباب - ٥٤

١ - عدة الداعي ص ٢٨٢، ورواه في البحار ج ٨٤ ص ٣٠ ح ٦ عن اعلام الدين: ص ١١٣.

(١) الآية وما يليها من سورة الشعراء ٢٦ (٧٨ - ٨٥).

٤٣٥

الصواب للايمان (٢).

وإذا قال: والذي هو يطعمني ويسقين، اطعمه الله عزّوجلّ من طعام الجنّة، وسقاه من شراب الجنّة.

وإذا قال: وإذا مرضت فهو يشفين جعله الله عزّوجلّ كفارة لذنوبه.

وإذا قال: والذي يميتني ثم يحيين اماته الله تعالى موتة (٣) الشهداء، واحياه حياة السعداء، وإذا قال: والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين، غفر الله عزّوجلّ (خطاه كلّه) (٤)، وان كان اكثر من زبد البحر.

وإذا قال: رب هب لي حكما والحقني بالصالحين وهب الله له حكما والحقه بصالح من مضى، وصالح من بقي.

فإذا قال واجعل لي لسان صدق في الآخرين، كتب الله عزّوجلّ في (٥) ورقة بيضاء: ان فلان بن فلان من الصادقين.

وإذا قال: واجعلني من ورثة جنّة النعيم، اعطاه الله عزّوجلّ منازل في الجنّة، وإذا قال: واغفر لابوي (٦) غفر الله لأبويه ».

٣٩٤٤ / ٢ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن: عن علي بن الحكم، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « من دخل سوق جماعة ومسجد (١) أهل

____________________________

(٢) في المصدر: من الايمان.

(٣) وفيه: ميتة.

(٤) وفيه: خطاياه كلها.

(٥) في المصدر: له.

(٦) في المصدر: لأبي، وزيادة، أنه كان من الضالين.

٢ - المحاسن ص ٤٠ ح ٤٨، وعنه في البحار ج ٧٦ ص ١٧٣ ح ٦.

(١) في المصدر: أو مسجد.

٤٣٦

نصب (٢)، فقال مرّة واحدة: أشهد أن لا اله إلّا الله وحده لا شريك له، والله اكبر كبيرا، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة واصيلا، ولا حول ولا قوّة الّا بالله (٣) وصلّى الله على محمّد وأهل بيته، عدلت حجّة مبرورة ».

٣٩٤٥ / ٣ - ابن الشيخ الطوسي في مجالسه: عن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن اسماعيل بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن علي بن دعبل، عن الرضا، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: « كان الصادق عليه‌السلام، يقول إذا خرج إلى الصلاة:

اللهم اني أسألك بحق السائلين بك، وبحق مخرجي هذا، فإنّي لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، ولكن خرجت ابتغاء رضوانك، واجتناب سخطك، فعافني بعافيتك من النار ».

٣٩٤٦ / ٤ - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه‌السلام: « إذا بلغت باب المسجد، فاعلم انك قد قصدت باب ملك عظيم، لما يطأ بساطه الّا المطهرون، ولا يؤذن لمجالسته الّا الصديقون، فهب القدوم إلى بساطه هيبة الملك، فانك على خطر عظيم ان غفلت، فاعلم انه قادر على ما يشاء، من العدل والفضل معك وبك، فان عطف عليك برحمته وفضله، قبل منك يسير الطاعة، واجزل لك عليها ثوابا كثيرا، وان طالبك باستحقاق الصدق والاخلاص عدلا بك، حجبك وردّ طاعتك وان كثرت، وهو فعال لما يريد، واعترف بعجزك

____________________________

(٢) هكذا في المصدر، وكان في الأصل المخطوط: أهل مسجد، والظاهر أنه تصحيف.

(٣) وفيه زيادة: العلي العظيم.

٣ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٨١.

٤ - مصباح الشريعة ص ٨٦ باختلاف في اللفظ.

٤٣٧

وتقصيرك وانكسارك، وفقرك بين يديه، فانّك قد توجّهت للعبادة والمؤانسة به، واعرض اسرارك عليه، ولتعلم انه لا يخفى عليه أسرار الخلق أجمعين وعلانيتهم، وكن كافقر عباده بين يديه، واخل قلبك عن كلّ شاغل يحجبك عن ربّك، فانه لا يقبل الّا الاطهر والاخلص، وانظر من ايّ ديوان يخرج اسمك، فان ذقت حلاوة مناجاته، ولذيذ مخاطباته، وشربت بكأس رحمته وكراماته، من حسن اقباله عليك وإجابته، فقد صلحت لخدمته، فادخل فلك الإذن والأمان، وإلّا فقف وقوف من انقطع عنه الحيل، وقصر عنه الأمل، وقضى عليه الأجل، فان علم الله عزّوجلّ من قلبك صدق الإلتجاء إليه، نظر إليك بعين الرأفة والرحمة واللطف، ووفّقك لما يحبّ ويرضى، فإنه كريم يحب الكرامة لعباده المضطرين إليه، المحترقين على بابه لطلب مرضاته، قال تعالى: ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (١).

٣٩٤٧ / ٥ - تفسير العسكري عليه‌السلام: في قوله تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ ) (١): « هي مساجد خيار المؤمنين بمكّة، منعوهم من التعبد فيها، بأن ألجأوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى الخروج عن مكّة ».

٣٩٤٨ / ٦ - أمين الإسلام الطبرسي في مجمع البيان، والجوامع: في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ) (١)، الآية، روي ان بني

____________________________

(١) النمل ٢٧: ٦٢

٥ - تفسير العسكري عليه‌السلام ص ٢٣٠ باختلاف، عنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٤٠

(١) البقرة ٢: ١١٤

٦ - مجمع البيان ج ٣ ص ٧٢ باختصار والجوامع ج ٢ ص ٨٤

(١) التوبة ٩: ١٠٧

٤٣٨

عمرو بن عوف، لمّا بنوا مسجد قبا، وصلّى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، حسدتهم اخوتهم بنوا غنم بن عوف وقالوا: نبني مسجدا نصلّي فيه، ولا نحضر جماعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قبا، وقالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو يتجهز إلى تبوك: انا نحبّ ان تأتينا فتصلي لنا فيه، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: انّي على جناح سفر، ولمّا انصرف من تبوك نزلَتْ، فارسل من هدم المسجد، واحرقه وامر ان يتخذ مكانه كناسة، يلقى فيها الجيف والقمامة.

٣٩٤٩ / ٧ - علي بن ابراهيم في تفسيره: عن محمّد بن جعفر، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن عباد بن يعقوب، عن محمّد بن يعقوب، عن جعفر الاحول، عن منصور، عن أبي ابراهيم عليه‌السلام، قال: « لما خافت بنو اسرائيل جبابرتها، أوحى الله إلى موسى وهارون ( أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١)، قال: امروا ان يصلّوا في بيوتهم ».

٣٩٥٠ / ٨ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمرو بن شمر، وعمر بن سعد، ومحمّد بن عبيد الله (١)، عن رجل من الانصار، عن الحارث بن كعب، عن عبدالرحمن بن عبيد ابي الكنود (٢)، قال لما اراد علي عليه‌السلام الشخوص من النخيلة قام في الناس وخطبهم،

____________________________

٧ - تفسير القمي ج ١ ص ٣١٤

(١) يونس ١٠: ٨٧

٨ - وقعة صفين ص ١٣١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٥ ح ٣٠

(١) في المصدر: عبدالله

(٢) في المصدر: بن أبي الكنود، والصحيح: بن الكنود « راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٣٣٧ ورجال الشيخ ص ٥٣ »

٤٣٩

وساق الحديث إلى قوله: فخرج عليه‌السلام حتى جاز حدّ الكوفة، صلّى ركعتين، قال نصر: وحدثني اسرائيل بن يونس، عن أبي اسحاق السبيعي، عن عبدالرحمن بن يزيد، انّ عليا عليه‌السلام صلّى بين القنطرة والجسر ركعتين.

٣٩٥١ / ٩ - محمّد بن المشهدي في المزار: اخبرني الشيخ الجليل مسلم بن نجم البزاز الكوفي، عن احمد بن محمّد المقري، عن عبدالله بن حمدان المعدل، عن محمّد بن اسماعيل، عن ابي نعيم حمزة الزيّات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدالرحمن بن الاسود الكاهلي.

وأخبرنا الفقيه الجليل العالم ابو المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الحلبي املاء من لفظه، واراني المسجد، وروي لي هذا الخبر عن رجاله، عن الكاهلي، قال: قال: ألا تذهب بنا إلى مسجد أميرالمؤمنين عليه‌السلام فنصلّي فيه؟ قلت: وأيّ المساجد هذا؟ قال: مسجد بني كاهل وانه لم يبق منه سوى اسّه واسّ مأذنته، قلت: حدثني بحديثه، قال: صلّى علي بن أبي طالب عليه‌السلام بنا في مسجد بني كاهل الفجر فقنت بنا، فقال: « اللهم انّا نستعينك » إلى آخر ما يأتي في باب القنوت.

ثم قال (١): وروي عن عبدالله بن يحيى الكاهلي، انه قال: صلّى بنا أبوعبدالله عليه‌السلام في مسجد بني كاهل الفجر، فجهر في السورتين، وقنت قبل الركوع، وسلّم تجاه القبلة.

ورواه الشهيد (ره) في مزاره، عن حبيب بن أبي ثابت،

____________________________

٩ - المزار الكبير ص ١٣٩، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٢ ح ٢٧

(١) نفس المصدر ص ١٤١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٣

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697