الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب2%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 198703 / تحميل: 7690
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الباب السادس

في بيان آيات السبط الشهيد

أبي عبد الله الحسين بن عليّعليهما‌السلام

وفيه عشرة فصول

٣٢١

١ - فصل:

في ظهور آياته من إحضار النبي ومن ظهور آياته

بعد موت رسول الله

وفيه: حديث واحد

٢٦٦ / ١ - عن جابر بن عبد اللهرضي‌الله‌عنه ، قال: لمّا عزم الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، على الخروج إلى العراق أتيته فقلت له: أنت ولد رسول الله (ص)، وأحد سبطيه، لا أرى إلاّ أنّك تصالح كما صالح أخوك الحسن، فإنّه كان موفقاً راشداً.

فقال لي: « يا جابر، قد فعل أخي ذلك بأمر الله وأمر رسوله، وإنّي أيضاً أفعل بأمر الله وأمر رسوله، أتريد أن أستشهد لك رسول الله (ص) وعليّاً وأخي الحسن بذلك الآن؟ » ثمّ نظرت فإذا السّماء قد انفتح بابها، وإذا رسول الله وعليّ والحسن وحمزة وجعفر وزيد نازلين عنها حتّى استقروا على الأرض، فوثبت فزعاً مذعوراً.

فقال لي رسول الله (ص): « يا جابر، ألم أقل لك في أمر الحسن قبل الحسين: لا تكون مؤمنا حتّى تكون لأئمتك مسلّما، ولا تكن معترضا؟ أتريد أن ترى مقعد معاوية ومقعد الحسين ابني ومقعد يزيد قاتله لعنه الله؟ » قلت: بلى يا رسول الله.

فضرب برجله الأرض فانشقّت وظهر بحر فانفلق، ثمّ ضرب

__________________

١ - عنه في معالم الزلفى: ٩٠ / ٤٨.

٣٢٢

فانشقت هكذا حتّى انشقت سبع أرضين وانفلقت سبعة أبحر، فرأيت من تحت ذلك كله النار، فيها سلسلة قرن فيها الوليد بن مغيرة وأبو جهل ومعاوية الطاغية ويزيد، وقرن بهم مردة الشياطين، فهم أشدّ أهل النّار عذاباً.

ثمّ قال (ص): « ارفع رأسك » فرفعت، فإذا أبواب السّماء متفتحة، وإذا الجنّة أعلاها، ثمّ صعد رسول الله (ص) ومن معه إلى السّماء، فلمّا صار في الهواء صاح بالحسين: « يا بني الحقني » فلحقه الحسينعليه‌السلام ، وصعدوا حتّى رأيتهم دخلوا الجنّة من أعلاها، ثم نظر إليَّ من هناك رسول الله، وقبض على يد الحسين، وقال: « يا جابر، هذا ولدي معي هاهنا، فسلّم له أمره، ولا تشك لتكون مؤمنا »(١) .

قال جابر: فعميت عيناي إن لم أكن رأيت ما قلت من رسول الله (ص).

__________________

(١) في ر، ك، م: موقناً.

٣٢٣

٢ - فصل:

في بيان ظهور آياته في إبراء الأبرص(*)

وفيه: حديث واحد

٢٦٧ / ١ - عن صالح بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية بن ربعي على امرأة من بني والبة [ يقال لها: حبابة الوالبية ](٢) قد احتز(٣) وجهها من السُّجود، فقال عباية: يا حبابة، هذا ابن أخيك.

قالت: أي أخ؟ قال: صالح بن ميثم.

قالت: ابن أخي والله حقّاً، يا ابن أخي، ألا أحدّثك حديثاً سمعته من الحسين بن عليّعليهما‌السلام ؟ قلت: بلى يا عمّة.

قالت: كنت زوّارة للحسينعليه‌السلام فحدث بين عيني وضح(٤) ، فشق ذلك عليّ، واحتبست عنه أيّاما، فسأل عنّي: « ما

__________________

(*) في م: المريض.

١ - بصائر الدرجات: ٢٩٠ / ٦، بتفصيل، دلائل الإمامة: ٧٧، باختلاف فيه، وعنه في مدينة المعاجز: ٢٣٩ / ٢١.

(٢) من ر، ك.

(٣) احتز: غلظ وصلب. « لسان العرب - حزز - ٥: ٣٣٥ » وفي المصادر: احترق.

(٤) الوضح: هو بالتحريك البرص. « مجمع البحرين - وضح - ٢: ٤٢٤ ».

٣٢٤

فعلت حبابة الوالبيّة؟ » فقالوا: إنّها حدث بها وضح(١) بين عينيها. فقال لأصحابه: « قوموا بنا » فقام حتّى دخل عليّ وأنا في مسجدي هذا

فقال: « يا حبابة، ما الَّذي أبطأ بك عليَّ؟ » فقلت: يا ابن رسول الله، ما ذاك الّذي منعني إلاّ وضح حدث بين عيني، فكرهت إتيانك.

فنظر إلى فكشفت القناع، وتفل عليه، فقال: « يا حبابة، أحدثي(٢) لله شكرا، فإنّ الله قد درأه عنك » قالت: فخررت ساجدة لله تعالى.

وقال: « يا حبابة، ارفعي رأسك وانظري في مرآتك » قالت فرفعت رأسي ونظرت في المرآة، فلم أحس منه شيئاً، فحمدت الله تعالى، فنظر إليَّ وقال: « يا حبابة، نحن وشيعتنا على الفطرة، وسائر الناس منه براء ».

__________________

(١) في ش، ص: حدث.

(٢) في ر: اسجدي.

٣٢٥

٣ - فصل:

في بيان ظهور آياته في اسوداد الشعر بعد ما ابيض

وفيه: حديث واحد

٢٦٨ / ١ - عن أبي خالد الكابليّ، قال: سمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: « دخلت نصرة الأزديّة على الحسينعليه‌السلام ، فقال لها: « يا نصرة، ما الذي أبطأ بك عليَّ؟ فقالت له: يا ابن رسول الله، شيء عرض لي في مفرق رأسي، وكثر منه غمّي، وطال منه همّي.

فقال: أدني منّي. فدنت منه، فوضع أصبعه على أصل البياض فصار كالقار، فقال: ائتوها بمرآة. فأتيت بها، فنظرت في المرآة، فإذا البياض قد اسودَّ، فسرّت بذلك، وسرّ الحسينعليه‌السلام لسرورها ».

__________________

١ - بصائر الدرجات: ٢٩٠ / ٣ مع اختلاف فيه، عنه مدينة المعاجر: ٢٤٦ ح ٦٥.

٣٢٦

٤ - فصل:

في ظهور آياته مع الماء

وفيه: ثلاثة أحاديث

٢٦٩ / ١ - عن محمّد بن سنان، قال: سُئل عليّ بن موسى الرضاعليهما‌السلام عن الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، وأنّه قتل عطشاناً، قال: « مه، من أين ذلك؟! وقد بعث الله تعالى إليه أربعة أملاك من عظماء الملائكة، هبطوا إليه وقالوا له: الله ورسوله يقرءان عليك السلام، ويقولان: اختر إن شئت إمّا تختار الدنيا بأسرها وما فيها ونمكنك من كلّ عدو لك، أو الرفع إلينا.

فقال الحسينعليه‌السلام : [ على الله ] وعلى رسول الله السلام، بل الرفع إليه. ودفعوا إليه شربة من الماء فشربها، فقالوا له: أما إنّك لا تظمأ بعدها أبداً ».

٢٧٠ / ٢ - وعنه، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: « هبط على الحسينعليه‌السلام ملك وقد شكا إليه أصحابه العطش؛ فقال: إنّ الله تعالى يقرئك السلام ويقول: هل لك من حاجة؟ فقال الحسينعليه‌السلام : هو السلام ومن ربّي السلام. وقال: قد شكا إليّ أصحابي - ما هو أعلم به منّي - من العطش. فأوحى الله تعالى إلى

__________________

١ - عنه في معالم الزلفى: ٩١ ومدينة المعاجز: ٢٤٤ / ٤٩.

٢ - عنه في مدينة المعاجز: ٢٤٤ / ٥٠، معالم الزلفى: ٩٢.

٣٢٧

الملك: قل للحسين: خطّ لهم بإصبعك خلف ظهرك يرووا. فخطّ الحسين بإصبعه السبابة فجرى نهر أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، فشرب منه هو وأصحابه، فقال الملك: يا ابن رسول الله، تأذن لي أن أشرب منه، فإنّه لكم خاصّة، وهو الرحيق المختوم الذي( خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ ) (١) .

فقال الحسينعليه‌السلام : إن كنت تحب أن تشرب منه فدونك ».

وقد كتبت الحديثين(٢) من الجزء السادس والثمانين من كتاب ( البستان )(٣) من تصنيف محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان.

٢٧١ / ٣ - عن أبي إبراهيم موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال: « خرج الحسن والحسينعليهما‌السلام من منزلهما إلى المسجد، ثمّ قال الحسن للحسين: يا أخي، اذهب بنا إلى الخلاء.

فانطلقا حتّى أتيا إلى العجوة(٤) ، وولّى كلّ واحد منهما ظهره إلى

__________________

(١) سورة المطففين / الآية: ٢٦.

(٢) في ك، م: الخبرين.

(٣) بستان الكرام: للشيخ أبي الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان الفقيه القميّ، من أعلام القرن الرابع والخامس من مشايخ العلامة الكراجكي، وهو صاحب كتاب « مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين ع ».

وقد ذكر هنا المؤلف، فقال: وقد كتبت الحديثين من الجزء السادس والثمانين من كتاب « البستان » فيظهر أنه كتاب كبير والله العالم ببقية أجزاءه. « الذريعة ٣: ١٠٧ / ٣٤٩ ».

٣ - الخرائج والجرائح ٢: ٨٤٥ / ٦١، مدينة المعاجز: ٢٤٦ / ٦٦.

(٤) العجوة: هي ضرب من أجود التمر. « مجمع البحرين - عجا - ١: ٢٨٣ » وفي ر، ك، م: الفجوة، والفجوة: هي الفرجة بين الشيئين. « مجمع البحرين - فجا - ١: ٣٢٦ ».

٣٢٨

صاحبه فرمى الله تعالى بينهما جداراً يستتر به أحدهما عن صاحبه، فلمّا قضيا حاجتهما ذهب الجدار، وصار في موضعه عين ماء فتوضأ(١) ومضيا بعد الفراغ من الوضوء - في حديث طويل -

ثمّ قال الحسنعليه‌السلام للحسينعليه‌السلام : أتدري ما مثلنا الليلة؟ إنّي سمعت رسول الله وهو يقول: إنّ مثلكما مثل يونس بن متى إذا أخرجه الله من بطن الحوت فألقاه الله على جنب البحر، وأنبت عليه شجرة من يقطين، وأخرج له عيناً من تحتها، فكان يأكل من اليقطين، ويشرب من ماء العين.

فأخرج الله تعالى لنا الليلة عينا من ماء؛ وسمعت جدّي رسول الله (ص) وهو يقول: أمّا العين فهي لكم، وأمّا اليقطين فأنتم عنه أغنياء.

وقال الله تعالى في يونس:( وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ ) (٢) وأمّا نحن فسيحتج الله بنا على أكثر من ذلك، ويمتعون إلى حين ».

__________________

(١) زاد في ر: وقضيا ما أرادا من الوضوء.

(٢) سورة الصافات الآيتان: ١٤٧ - ١٤٨.

٣٢٩

٥ - فصل:

في بيان ظهور آياته في إظهار موضع قبره بكربلاء لأمّ سلمة

وفيه: حديث واحد

٢٧٢ / ١ - عن الباقر صلوات الله عليه قال: « لمّا أراد الحسين صلوات الله عليه الخروج إلى العراق بعثت إليه أمّ سلمة رضي الله عنها، وهي التي كانت ربّته، وكان أحبّ الناس إليها، وكانت أرق الناس عليه، وكانت تربة الحسين عندها في قارورة دفعها إليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقالت: « يا بني، أتريد أن تخرج؟ فقال لها: يا أمه، أريد أن أخرج إلى العراق.

فقالت: إنّي أذكّرك الله تعالى أن تخرج إلى العراق. قال: ولم ذلك يا أمه.

قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: « يقتل ابني الحسين بالعراق، وعندي يا بني تربتك في قارورة مختومة دفعها إليَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

١ - إثبات الوصية: ٢٦٢، الخرائج والجرائح ١: ٢٥٣، اعلام الورى: ٢١٩، عيون المعجزات: ٦٩، قطعة منه، الهداية الكبرى: ٢٠٢، الصراط المستقيم ٢: ١٧٩، حلية الأبرار ١: ٦٠٠، مدينة المعاجز: ٢٤٣، معالم الزلفى: ٩١.

٣٣٠

فقال: يا أمّاه، والله إنّي لمقتول، وإنّي لا أفرُّ من القدر والمقدور، والقضاء المحتوم، والأمر الواجب من الله تعالى.

فقالت: وا عجباه، فأين تذهب وأنت مقتول؟

فقال: يا أمه، إن(١) لم أذهب اليوم ذهبت غداً، وإن لم أذهب غداً لذهبت بعد غد، وما من الموت - والله يا أمه - بد، وإنّي لأعرف اليوم والموضع الذي أقتل فيه، والساعة التي أقتل فيها، والحفرة التي أدفن فيها، كما أعرفك، وأنظر إليها كما أنظر إليك.

قالت: قد رأيتها؟! قال: إن أحببت أن أريك مضجعي ومكاني ومكان أصحابي فعلت. فقالت: قد شئتها.

فما زاد أن تكلّم بسم الله، فخفضت له الأرض حتّى أراها مضجعه، ومكانه ومكان أصحابه، وأعطاها من تلك التربة، فخلطتها مع التربة التي كانت عندها، ثمّ خرج الحسين صلوات الله عليه، وقد قال لها: إنّي مقتول يوم عاشوراء.

فلمّا كانت تلك الليلة التي صبيحتها قُتِل الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما فيها أتاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام أشعث باكيا مغبرا، فقالت: يا رسول الله، مالي أراك باكيا مغبرا أشعث؟! فقال: دفنت ابني الحسينعليه‌السلام وأصحابه الساعة.

فانتبهت أمّ سلمة رضي الله عنها فصرخت بأعلى صوتها، فقالت: وا ابناه. فاجتمع أهل المدينة وقالوا لها: ما الذي دهاك؟ فقالت: قتل ابني الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما. فقالوا لها: وما علمك [ بذلك ]؟

قالت: أتاني في المنام رسول الله صلوات الله عليه باكياً أشعث

__________________

(١) في ر: لئن.

٣٣١

أغبر، فأخبرني أنّه دفن الحسين وأصحابه الساعة. فقالوا: أضغاث أحلام قالت: مكانكم، فإنّ عندي تربة الحسينعليه‌السلام ، فأخرجت لهم القارورة فإذا هي دم عبيط »(١) .

__________________

(١) في ك، زيادة: ( لعن الله من قتله ومن عاون عليه ومن أشار ورضي، لعنة يستغيث منها أهل النار وفي النار.

٣٣٢

٦ - فصل:

في بيان ظهور آياته بعد الموت

وفيه: أحد عشر حديثاً

٢٧٣ / ١ - عن المنهال بن عمرو، قال: أنا والله رأيت رأس الحسين صلوات الله عليه على قناة يقرأ القرآن بلسان ذلق ذرب يقرأ سورة الكهف حتّى بلغ:( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) (١) فقال رجل: ورأسك - والله - أعجب يا ابن رسول الله من العجب.

٢٧٤ / ٢ - وعنه، قال: أدخل رأس الحسين صلوات الله عليه دمشق على قناة، فمرّ برجل يقرأ سورة الكهف وقد بلغ هذه الآية( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) (٢) فأنطق الله تعالى الرأس، فقال: أمري أعجب من أمر أصحاب الكهف والرقيم.

__________________

١ - الخرائج والجرائح ٢: ٥٧٧ / ١، عوالم الإمام الحسينعليه‌السلام : ٤١٢ / ٧، الخصائص للسيوطي ٢: ٢١٦، مقتل الحسينعليه‌السلام للسيّد المقرم: ٣٣٣، اثبات الهداة ٢: ٥٨١ / ٣٢.

(١) سورة الكهف الآية: ٩.

٢ - الخرائج والجرائح ٢: ٥٧٧ / ١. الصراط المستقيم ٢: ١٧٩ / ٧، عوالم الإمام الحسينعليه‌السلام : ٤١٢ / ٧، عنه مدينة المعاجز: ٢٧٤ / ٧٢.

(٢) سورة الكهف الآية: ٩.

٣٣٣

٢٧٥ / ٣ - عن مصقلة الطحّان، قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول: « لمّا قتل الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما أقامت امرأته الكلبيّة مأتماً، وبكت وأبكت عليه النساء والخدم، حتّى جفّت دموعهنّ، وذهبت، فبينما هي كذلك إذ رأت جارية من جواريها تبكي وتسيل دموعها، فدعتها وقالت لها: مالكِ أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت: إنّي لمّا أصابني الجاهد شربت شربة سويق ».

قال: « فأمرت، فأتيت بالطعام والأسوقة، فأكلت، وشربت، وأطعمت، وسقت، وقالت: إنّما نريد نتقوى بذلك على البكاء على الحسين صلوات الله عليه ».

قال: « وأهدي إلى الكلبيّة جزر(١) لتستعين بها على مأتم الحسين صلوات الله عليه وآله، فقالت: لسنا في عرس، فما نصنع بها؟ فأخرجت من الدار، فلمّا خرجت من الدار لم يحسَّ لها بحس كأنّما طرن بين السماء والأرض، ولم ير لهن بعد خروجهن من الدار أثر ».

٢٧٦ / ٤ - عن أحمد بن الحسين(٢) : قال كنت بنينوى، فإذا أنا ببقرة شاردة على وجهها، والناس خلفها يعدون حتّى جاءت إلى القبر، فبركت عليه، والتزمته ثمّ رجعت مبادرة حتّى جاءت إلى باب مغلق فنطحته ففتحته، فخرج منها ولدها - أي عجلها - فقيل: إن عجلها(٣)

سرق، ولم يدر أصحابه أين هو، حتّى وقفت هي عليه.

__________________

٣ - الكافي ١: ٤٦٦ ح ٩، مدينة المعاجز: ٢٤٠ عنه.

(١) في بعض النسخ والكافي: جواري، وأبدل وما يتعلق بها من الضمائر، وما في المتن من ر، والجزر: ما يصلح لأن يذبح من الشاء. انظر المعجم الوسيط ١: ١٢٠ ( جزر ).

٤ -

(٢) في ر: الحسن.

(٣) في ر: العجل.

٣٣٤

٢٧٧ / ٥ - عن يعقوب بن سليمان، قال: سمرت ذات ليلة أنا ونفر، فتذاكرنا مقتل الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما، فقال رجل من القوم: ما تلبّس أحد بقتله إلاّ أصابه بلاء في أهله وماله ونفسه.

قال شيخ من القوم: والله أنا ممّن شهد قتله، وأعان عليه، فما أصابني(١) إلى الساعة أمر أكرهه(٢) . فمقته القوم، وتغيّر السراج وكاد دهنه يطفأ، فقام الرجل إليه ليصلحه، فأخذت النار بإصبعه، فنفخها فأخذت بلحيته، فخرج يبادر إلى الماء وألقى بنفسه في النهر، وجعلت النار ترفرف على رأسه فإذا أخرجه أحرقته(٣) حتّى مات لعنه الله.

٢٧٨ / ٦ - عن السديّ، قال كنا عنده إذ جاءه رجل ريحه ريح القطران(٤) ، فقال السديّ: تبيع القطران؟ قال: لا. قال: فما هذه الريح(٥) ؟.

قال: أخبركم(٦) ، لا والله لا أبيع القطران، إلاّ أنّي كنت مع عمر بن سعد لعنه الله في عسكره أبيعهم(٧) الحديد، فلمّا أصيب الحسين صلوات الله عليه كنت في العسكر قريباً فرأيت في المنام إذا جاء رسول الله (ص) وعليّ صلوات الله عليه كان معه، وهو يسقي أصحاب الحسين، فقلت: اسقني يا عليّ، فأبى، فقلت: يا رسول

__________________

٥ - عقاب الأعمال: ٢٥٩ / ٧، أمالي الطوسيّ ١: ١٦٤، عنه في مدينة المعاجز. ٢٦٥ / ١٤١.

(١) في ر: أصابه.

(٢) في ر: يكرهه.

(٣) زاد في ر: فلمّا خرج أحرقته.

٦ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٥٩، مدينة المعاجز: ٢٦٥ / ١٤٠.

(٤) زاد في ر: فإذا أنا برجليه؟

(٥) في ر: فما هذا القطران.

(٦) في ر: أخبرك.

(٧) في ر: أبيع.

٣٣٥

الله، قل لعليّ يسقيني، فقال: « اسقه يا عليّ ».

فقال: « يا رسول الله، إنّ هذا ممّن أعان علينا ». فقال: « ما فعلت؟ » فقلت: بلى، قد كنت أبيعهم الحديد.

فقال لي رسول الله (ص): « فعلت »؟ قلت: نعم.

قال: « يا عليّ اسقه قطراناً ». فناولني قدحا ملئ قطرانا فشربته، فمكثت ثلاثة أيّام أبول القطران، وهذه ريحه قد بقيت.

فقال السديّ: اشرب من ماء الفرات، وكل من خبز البر، فما أراك تلقى محمّداً (ص).

٢٧٩ / ٧ - عن إدريس بن عبد الله الأزديّ، قال: لمّا قتل الحسين صلوات الله عليه أراد القوم أن يوطئوه الخيل، فقالت فضّة لزينبعليها‌السلام : يا سيّدتي، إنّ سفينة مولى رسول الله (ص) ركب البحر، فانكسرت السفينة، فوقع إلى الجزيرة، فإذا هو بأسد، فقال: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله (ص). فهمهم السبع بين يديه حتّى أوقفه على الطريق، وأسد رابض في ناحية، فدعيني أمضي إليه، فأعلمه ما هم صانعون.

فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث. فرفع رأسه ثمّ قالت له: أتدري ما يريدون أن يصنعوا بأبي عبد الله صلوات الله عليه؟! يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره.

فمشى الأسد حتّى وضع يده على جسمه، فأقبلت الخيل، فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد لعنه الله: فتنة، فلا تثيروها.

فانصرفوا.

٢٨٠ / ٨ - عن أبي رجاء العطارديّ، قال: كان لي جار من بني

__________________

٧ - الكافي ١: ٣٨٧ / ٧، مدينة المعاجز: ٢٤٠ عنه.

٨ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٥٨، نحوه، عنه مدينة المعاجز: ٢٦٥ / ١٣٨.

٣٣٦

الجهم، فلمّا قتل الحسين صلوات الله عليه قال: أترون الفاسق بن الفاسق؟ فرماه الله عزّ وجلّ بكوكبين من نار، فطمسا بصره.

٢٨١ / ٩ - عن سيّار بن الحكم، قال: انتهبت الناس ورساً(١) من عسكر الحسين، يوم قتل الحسين، فما تطيّبت به امرأة إلاّ برصت.

٢٨٢ / ١٠ - وروي أنّ إسحاق الحضرميّ الملعون الزنديق لعنه الله أخذ قميصه صلوات الله عليه فلبسه فبرص.

٢٨٣ / ١١ - عن سفيان بن عُيينة، قال: حدّثتني جدّتي، قالت: لمّا قتل الحسين بن عليّ صلوات الله عليه ساقوا إبلا عليها ورس، فلمّا نحرت رأين لحومها مثل العلقم، ورأينا الورس رماداً، وما رفعنا حجراً إلاّ وجدنا تحته دماً عبيطاً.

وليس بين الخبرين تناقض فإنّه ذكر في الأوّل: أن الورس إذا استعملته امرأة برصت، وذكر في الثاني: أنّه صار رماداً لأن ما وقع إلى قومها صار رماداً، وما وقع إلى قوم سيّار من استعمله برص.

__________________

٩ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٥٦، عنه مدينة المعاجز: ٢٦٤ ح ٣١.

(١) نبات يشبه الزعفران ينفع الكلف والبهق والحكة. « لسان العرب - ورس - ٦: ٢٥٤. جامع مفردات الأدوية ٤: ١٩١ ».

١٠ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٥٧.

١١ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٥٦، ٦١. مقتل الخوارزمي: ٩٠.

٣٣٧

٧ - فصل:

في بيان آياته مع فطرس الملك

وفيه: حديث واحد

٢٨٤ / ١ - عن إبراهيم بن شعيب الميثميّ، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إنّ الحسين صلوات الله عليه لمّا ولد أمر الله تعالى جبرئيلعليه‌السلام أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله (ص) ببشارة من الله تعالى ومن جبرئيل ».

قال: « فهبط جبرئيلعليه‌السلام ، فمرّ على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له: ( فطرس ) وكان من الحملة، بعثه الله تعالى في شيء فأبطأ عليه، فكسر جناحيه وألقاه في تلك الجزيرة، فعبد الله تعالى فيها سبع مائة عام حتّى ولد الحسينعليه‌السلام ، فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل، أين تريد؟ قال: إنّ الله تعالى أنعم على محمّد (ص) نعمة فبعثني(١) أهنيه من الله عزّ وجلّ ومني. قال: يا جبرئيل، احملني معك لعلّ محمّدا يدعو لي، فحمله جبرئيل ».

__________________

١ - بصائر الدرجات: ٦٨، كامل الزيارات: ٦٦، أمالي الصدوق: ١١٨ / ٨، الخرائج والجرائح ١: ٢٥٢، اثبات الوصيّة، ١٦١، مناقب ابن شهرآشوب ٣: ٢٢٨، بشارة المصطفى: ٢١٨، روضة الواعظين: ١٨٦، مدينة المعاجز: ٢٦٤ / ١٣٢.

(١) في ر: فبُعثتُ.

٣٣٨

قال: « فلما دخل جبرئيل على النبيّ (ص) هنّاه من الله تعالى ومن نفسه، وأخبره بحال فطرس، فقال النبيّ (ص): « تمسّح بهذا المولود، وعد إلى مكانك.

فتمسّح فطرس بالحسينعليه‌السلام وارتفع وقال: يا رسول الله، أما إنّ أمّتك ستقتله، وله عليَّ مكافأة ألاّ يزوره زائر إلاّ أبلغته عنه، ولا يسلّم عليه مسلّم إلا بلّغته عنه، سلامه، ولا يصلّي عليه مصلّ إلاّ أبلغته صلاته. ثمّ ارتفع ».

٣٣٩

٨ - فصل:

في بيان ظهور آياته في إجابة الدعاء

وفيه: ثلاثة أحاديث

٢٨٥ / ١ - عن الصادق صلوات الله عليه، قال: « لمّا تهيّأ الحسينعليه‌السلام للقتال أمر بإضرام النار في الخندق(١) الذي حول عسكره، ليقاتل القوم من وجه واحد، فأقبل رجل من عسكر ابن سعد لعنه الله، يقال له: ( ابن أبي جويرية المزنيّ )(٢) فلمّا نظر إلى النار تتقد صفق بيده ونادى: يا حسين، ويا أصحاب الحسين، أبشروا بالنار، فقد تعجّلتموها في الدنيا.

فقال الحسين صلوات الله عليه: مَن الرجل؟ فقيل: ابن أبي جويرية المزني(٣) .

فقال صلوات الله عليه: اللّهمّ أذقه عذاب النار في الدنيا قبل الآخرة. فنفر به فرسه، فألقاه في تلك النار فاحترق ».

٢٨٦ / ٢ - وعنه صلوات الله عليه، قال: « ثمّ برز من عسكر

__________________

١ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٥٦، قطعة منه، روضة الواعظين: ١٨٥، عيون المعجزات: ٦٥، مدينة المعاجز: ٢٤١ ح ٣١ باختلاف.

(١) في ر، ك، م: الحفيرة.

(٢) في م: ابن أبي حويرثة المري.

(٣) في م: ابن أبي حويرثة المري.

٢ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٥٦، عنه مدينة المعاجز: ٢٤١ ح ٣٣.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697