الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب8%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 198582 / تحميل: 7684
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

١

الاهداء

إليك يا صاحب المعجزات الباهرات الباقيات.

إليك يا نبي الرحمة وخاتم النبيين.

وإلى آلك الطيبين الطاهرين المعصومين الغر الميامين.

أقدم هذا الجهد المتواضع في إحياء هذا الكتاب، وكلي أمل بالله تعالى أن ينال رضاكم، وأن يكون ذخرا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إنه سميع الدعاء.

نبيل رضا علوان

٢

تقريظ

تفضّل الأخ الخطيب والشاعر الحسيني الشيخ محمّد باقر الايرواني النجفي دام توفيقه وأتحفنا بأبيات من شعره تضمّنت تاريخ صدور الكتاب.

وله منّا جزيل الشكر

من هبة المولى الكريم الواهب

فزنا بنيل الخير والمواهب

نسأله التّأييد والمزيد من

توفيقه واليسر في المطالب

فالأمر موكول له جلّ اسمه

وغالب وفوق كلّ غالب

نحمده على عظيم منّه

ان قد هدانا للطّريق الصّائب

والله قد ألهمنا حبّ الولا

لآل بيت المصطفى الأطايب

هم قادة للدّين والدّنيا معا

ومن رجاهم لم يعد بخائب

والله قد شرّفهم على الورى

وخصّهم بأشرف المراتب

وأصبحت طاعتهم مقرونة

بطاعة الله كفرض واجب

لا يشفعون في غد إلاّ لمن

والاهم رغم العدوّ النّاصبي

وها هو الكتاب خير شاهد

أتحفنا به يراع كاتب

أعني النّبيل ابن الرّضا حقّقه

ببالغ الجهد وشوق جاذب

إلى الملا أرّخته: ( قل علنا

عنوانه الثّاقب في المناقب )

١٣٠ / ١٥١

١٨٢ / ٦٣٤ / ٩٠ / ٢٢٤

المجموع ١٤١١ هجري

٣

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدمة المحقق

الحمد لله الأوّل بلا ابتداء، والآخر بعد فناء الأشياء، الوليُّ الحميد، العزيز المجيد، المتفرِّد بالملك والقدرة، الفعّال لما يريد، له الخلق والأمر.

والحمد لله الذي الخلق بقدرته، وجعلهم دليلا على إلهيّته، وبعث فيهم رسلاً مبشِّرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل، يأمرونهم بعبادته، وأيّد كلّ رسول بآيات ومعجزاتٍ جعلها دليلاً على صدق نبوّته.

وصلّى الله على محمّد خاتم الأنبياء والمرسلين، وصاحب المعجز المبين ( القرآن العظيم ) أوّل الثقلين، كتابٌ عزيزٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيم حميد.

والصلاة والسلام على آله الطيّبين، ثاني الثقلين، والمقرونين بالكتاب المبين، الهداة المهديّين، ذوي الآيات الباهرات، والمعجزات الظاهرات، ومنهل الفضائل والمكرمات، نجوم الهدى وأعلام التُقى؛ ما غرّد طير وشدا.

٤

أمّا بعد:

فقد كان الناس يطالبون كلَّ نبيّ مرسل، أو وصيٍّ، أن يريهم بعض المعجزات وخوارق العادات شرطاً لتصديقه والايمان به فذلك أثبتُ طريق إلى معرفة صدقه واثبات صحّة نبوّته ووصايته، فما هو المعجز؟

« المعجز في اللغة: ما يجعل غيره عاجزا، ثمّ تعورف في الفعل الذي يعجز القادر عن الاتيان بمثله.

وفي الشرع: هو كلِّ حادثٍ، من فعل الله، أو بأمره، او تمكينه، ناقضٌ لعادة الناس في زمان تكليف مطابق لدعوته، أو ما يجري مجراه »(١) .

فالمعجزة إذن هي برهان ساطع، ودليل قاطع، وعلامة صدق، يظهرها الله على يدي النبي أو الوصي عند دعائه أو ادعائه، يمكن للناس من خلالها التمييز بين الصادق والكاذب، ودفع الشكِّ والريب فيه، لئلا تبقى لهم حجّة في معصيته ومخالفته، وليهلك مَن هلك عن بيّنة ويحيا من حيِّ عن بيّنة.

وللمعجز أحكامٌ وشروط لا بدّ من توفّرها ومعرفتها، ذكر الشيخ المصنّف أربعة منها في مقدّمة كتابه هذا(٢) .

إذا عرفت ذلك فاعلم أنَّ أعظم معجزات الأنبياء، واشرفها منزلة وأسماها رتبة، وأوضحها دلالة هي: ( القرآن الكريم ) الذي فرض اعجازه على كلّ من سمعه على تفاوت مراتبهم في البلاغة، واختلاف مشاربهم وتباين تخصصاتهم؛ أعجزهم اسلوبه ونظمه في الايجاز والإطالة معاً؛

__________________

(١) الخرائج والجرائح ٣: ٩٧٤.

(٢) راجع ص ٤٠.

٥

علومه، حكمه، كشفه عن الغيوب الماضية وأخبار الاُمم السالفة وسير الأنبياء، وإخباره عن الحوادث الآتية والغيب؛ وامتاز ببقائه وخلوده، خاصّة وأن سائر معجزات الأنبياء كانت وقتيّة ذهبت في حينها، ولم يشاهدها إلاّ من عاصرها وحضرها، لذا فهو دليل على صدق اُولئك الرسل والأنبياء، إذ هو مصدِّق لهم، ومخبرٌ عن حالهم.

وقد وصلتنا أخبار وأحاديث هي أكثر من أن تحصى، وأوسع من أن تحوى، دخل جلّها حدّ الاشتهار، إذ جاءت مرويّة بطرق وأوجه كثيرة، وبأسانيد صحيحة مصحّحة، تحكي جميعها معجزات ودلائل النبي والأئمة من أهل بيته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، باينوا بها من سواهم، وسموا بها على سائر الأنبياء والأوصياء المتقدّمين.

فكانوا يرون أصحابهم ومواليهم ومخالفيهم خوارق العادات، ويخبرونهم بما في سرائرهم وقلوبهم من الحاجات والإرادات، وبما كانوا يفعلونه في خلواتهم، كان جلّها ظاهرا لجماعة من الناس، شاهدوه بأنفسهم في أوقات كثيرة، وتناقلوه في مجالسهم، كتظليل الغمامة على رأس الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل البعثة وبعدها، وانشقاق القمر، وردّ الشمس، وتسبيح الحصى، وحنين الجذع، وتلاوة رأس الحسينعليه‌السلام آيات من القرآن بعد ذبحه، وغير ذلك ممّا يعدّ خرقا للعادة، وملحقا بالأعلام والدلائل الباهرة الدالّة على أنّهم الحجّة العظمى على الخلق.

قال الشيخ أبو عبد الله المفيد في أوائل المقالات: « فأمّا ظهور المعجزات على الأئمة والأعلام - أي العلامات - فإنّه من الممكن الذي ليس بواجب عقلا، ولا ممتنع قياسا، وقد جاءت بكونها منهمعليهم‌السلام الأخبار على التظاهر والانتشار، وقطعت عليها من جهة السمع

٦

وصحيح الآثار، ومعي في هذا الباب جمهور أهل الإمامة »(١) .

وقد أثرى علماء الفريقين المكتبة الاسلاميّة بمؤلّفات حوت نزرا يسيرا من معجزات ودلائل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته المنتجبينعليهم‌السلام ، ومن اولئك العلماء الأعلام شيخنا عماد الدين الطوسي.

المؤلف:

هو الشيخ الفقيه المتكلّم المحدّث عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي.

وصفه معاصره الشيخ منتجب الدين علي بن بابويه في الفهرست بـ « الشيخ الإمام فقيه، عالم، واعظ »(٢) .

ووصفه الشيخ الفقيه الحسن بن علي بن محمّد الطبري ( من علماء القرن السابع ) في كتابيه الكامل البهائي ومناقب الطاهرين بـ « الشيخ الإمام، العلاّمة الفقيه، ناصر الشريعة، حجّة الإسلام عماد الدين أبو جعفر محمّد بن على بن محمّد الطوسي المشهدي » وذكر من مصنّفاته كتاب الثاقب في المناقب(٣) .

وذكره العلاّمة الخوانساري في روضات الجنّات فقال: « الشيخ الفقيه المتكلّم الأمين أبو جعفر الرابع عماد الدين محمّد بن علي بن محمّد الطوسي المشهدي، المشتهر بالعماد الطوسي المشهدي، والمكنّى عند فقهائنا الأجلّة بابن حمزة، صاحب الوسيلة، والواسطة، من المتون الفقهيّة المشهورة، الباقية إلى هذا الزمان، والمشار إلى فتاويه وخلافاته النادرة في

__________________

(١) أوائل المقالات: ٤٠.

(٢) الفهرست: ١٦٤.

(٣) روضات الجنّات ٦: ٢٦٢.

٧

كتب علمائنا الأعيان ويظهر أنّه كان في طبقة تلاميذ شيخ الطائفة، أو تلاميذ ولده الشيخ أبي علي ».

ثمّ نقل كلام الشيخ الفقيه يحيى بن سعيد الهذلي الحلّي ( من علماء القرن السابع ) في مقدّمة كتاب « نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر » قال: « قال شيخنا السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي قدّس الله روحه وقال الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الطوسي المتأخّررضي‌الله‌عنه في الوسيلة وقال الشيخ أبو يعلى سلاّر وقال الشيخ أبو الصلاح ».

قال العلاّمة الخوانساري: « قد ظهر من هذه العبارة تقدّم منزلة الرجل على منزلة مثل سلاّر وأبي الصلاح الحلبي، اللذين كانا من كبار فقهاء زمن شيخنا الطوسيرحمه‌الله ، بل قد يلوح منها مشارفته إيّاهم في الطبقة »(١) .

ابن حمزة مشترك

قال العلاّمة المتتبّع الميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء: « ابن حمزة يطلق على جماعة، وفي الأغلب الأشهر يراد منه الشيخ أبو جعفر الثاني الطوسي المتأخّر صاحب الوسيلة وغيرها في الفقه، أعني الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي، الفقيه المعروف؛ ويقال فيه ( محمّد بن حمزة ) أيضا من باب الاختصار ».

ثمّ ذكر جماعة ممّن يطلق عليهم كنية ابن حمزة.

__________________

(١) روضات الجنّات ٦: ٢٦٢ - ٢٦٦.

٨

آثاره العلميّة:

١ - التعميم: ذكره الأفندي في الرياض نقلا عن رسالة لتلميذ الشيخ حسين بن مفلح الصيمري المعمولة لذكر بعض مشايخ الشيعة(١) .

٢ - التنبيه: ذكره الأفندي نقلا عن الرسالة المذكورة، وعن بعض العلماء ولم يذكر اسمه، وسمّاه هذا الأخير: التنبّه(٢) .

وذكرهما الخوانساري في الروضات عن بعض الفهارس(٣) .

٣ - الثاقب في المناقب: وهو هذا الكتاب، وسيأتي الحديث عنه في فصل مستقل.

٤ - الرائع في الشرائع.

٥ - مسائل في الفقه.

٦ - المعجزات: عدّ الكتاب الثلاثة الأخيرة الشيخ منتجب الدين من مصنّفاته(٤) .

ولعل كتاب المعجزات هذا هو نفسه كتاب الثاقب في المناقب، لاتّحاد موضوعهما.

٧ - نهج العرفان إلى هداية الإيمان: نسب هذا الكتاب الشيخ زين الدين في رسالة الجمعة إلى عماد الدين الطبرسي، واستظهر الميرزا الأفندي « أنّه هو هذا الشيخ، فيكون الطبرسي من غلط النسّاخ، والصواب

__________________

(١) رياض العلماء ٥: ١٢٣.

(٢) المصدر السابق.

(٣) روضات الجنّات ٦: ٢٦٥.

(٤) فهرست منتجب الدين: ١٠٧.

٩

الطوسي، إذ لم يعهد عماد الدين الطبرسي »(١) .

ولكن الشيخ آقا بزرك الطهراني ذكره في الذريعة قائلا: « نهج العرفان إلى سبيل الايمان، في الفقه، لعماد الدين الطبري الحسن بن علي ابن محمّد، صاحب بضاعة الفردوس، وتحفة الأبرار، وكامل البهائي، ينقل عنه الشهيد الثاني في رسالة الجمعة »(٢) .

٨ - الواسطة: ذكره الشيخ منتجب الدين، والشيخ الطهراني في الذريعة، وقال: « من أجلّ المتون الفقهيّة المعوّل عليها »(٣) .

٩ - الوسيلة إلى نيل الفضيلة: ذكره الشيخ منتجب الدين وغيره، وقال عنه الشيخ الطهراني في الذريعة: « من المتون الفقهيّة المعوّل عليها والمنقول عنها في الكتاب الفقهيّة »(٤) .

١٠ - كتاب في قضاء الصلاة: نسبه إليه السيّد ابن طاوس في كتابه « غياث سلطان الورى » ونقل عنه(٥) .

أساتذته وشيوخه:

استظهر العلاّمة الخوانساري في روضات الجنّات من خلال كتابي الشيخ الحسن بن علي الطبرسي « مناقب الطاهرين » و « الكامل البهائي » ومن سائر ما يوجد من النقل عنه في كتب الفتاوى والاستدلال، أنّه كان

__________________

(١) رياض العلماء ٦: ١٢٣.

(٢) الذريعة ٢٤: ٤٢١.

(٣) الفهرست: ١٠٧، الذريعة ٢٥: ١١.

(٤) الفهرست: ١٠٧، الذريعة ٢٥: ٧٥، وطبع أخيرا ضمن منشورات مكتبة أية الله العظمى المرعشي - ( قده ) قم المقدّسة، بتحقيق الشيخ محمّد حسون.

(٥) انظر روضات الجنّات ٦: ٢٦٦.

١٠

في طبقة تلاميذ شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي، أو من تلاميذ ولده الشيخ أبي علي(١)

واستظهر أيضا(٢) ممّا في مقدّمة « نزهة الناظر » الذي ذكرنا نصّ عبارته، أنّه كان في طبقة الشيخ تقي الدين أبي الصلاح الحلبي ( ٣٧٤ - ٤٤٧ ه‍ ) تلميذ الشيخ الطوسي والسيّد المرتضى علم الهدى(٣) ؛ وفي طبقة الشيخ أبي يعلى سلاّر بن عبد العزيز الديلمي الذي هو من شيوخ ابن الشيخ الطوسي، والمتوفّى سنة ٤٤٨ أو ٤٦٣ ه‍(٤) .

رغم أنّه شكّك في ذلك فقال: « مع أنّه خلاف ما يظهر من الاجازة وكتب الرجال والأخبار »(٥) .

وقال الشيخ الأفندي في رياض العلماء: « وقد قال بعض العلماء في كتابه أنّهرحمه‌الله تلميذ الشيخ الطوسي وفي كونه تلميذا للشيخ الطوسي محل نظر »(٦) .

وقال في موضع آخر: « وقد يقال إنّه يروي عن الشيخ بلا واسطة، أو بواسطة، وهو الذي ينقل قوله في صلاة الجمعة بالحرمة، لا الآتي - أي أبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري - الذي كان خليفة الشيخ المفيد، كما قد يظن »(٧) .

__________________

(١) روضات الجنّات ٦: ٢٦٣.

(٢) المصدر السابق: ٢٦٦.

(٣) رجال الشيخ الطوسي: ٤٥٧.

(٤) أمل الآمل ٢: ١٢٧.

(٥) روضات الجنّات ٦: ٢٦٦.

(٦) رياض العلماء ٥: ١٢٣ و ٦: ١٧.

(٧) المصدر السابق ٦: ١٦.

١١

ولعل منشأ هذا الخلط هو اشتراك الشيخ عماد الدين وأبي يعلى بكنية « ابن حمزة »، وفي اسميهما « محمّد »، وكونهما من كبار فقهاء عصرهما، حتى أنّ بعض العلماء نسبوا كتاب « الوسيلة إلى نيل الفضيلة » إلى الشيخ أبي يعلى، رغم أنّ الشيخ عماد الدين قد نقل قول أبي يعلى في الرمي، في كتاب الحج من الوسيلة: « والرمي واجب عند أبي يعلى »(١) .

والواقع أنّه بعيد الطبقة عن هؤلاء الأعلام، لأنّه ممّن نبغ في النصف الثاني من القرن السادس الهجري، كما سيأتي بيانه.

والثابت أنّه تلميذ الشيخ الفقيه الجليل محمّد بن الحسين - أو الحسن - الشوهاني.

روى عنه في كتابه هذا قائلا: « حدّثنا شيخي أبو جعفر محمّد بن الحسين بن جعفر الشوهانيرحمه‌الله في داره بمشهد الرضاعليه‌السلام »(٢) .

وفي موضع آخر قال: « وقد سمعت شيخي أبا جعفر محمّد بن الحسن الشوهانيرضي‌الله‌عنه ، بمشهد الرضا عليه الصلاة والسلام، في داره، وهو يقرأ من كتابه، وقد ذهب عنّي اسم الراوي »(٣) .

وروى عنه أيضا في كتابه في قضاء الصلاة على ما في « غياث سلطان الورى » للسيّد ابن طاوس، قال:

« حكى ابن حمزة في كتابه في قضاء الصلاة عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسين الشوهاني أنّه كان يجوّز الاستيجار عن الميت »(٤) .

__________________

(١) سلسلة الينابيع الفقهيّة ٨: ٤٤٢.

(٢) الثاقب في المناقب: ١٢٧ ح ٤.

(٣) المصدر السابق: ٣٦٩ ح ٢.

(٤) روضات الجنّات ٦: ٢٦٦.

١٢

ويستفاد من قوله في الثاقبرحمه‌الله أنّه لم يكن حيّا حين تأليف الكتاب، والله أعلم.

ترجم له الشيخ منتجب الدين في الفهرست قائلا: « الشيخ العفيف أبو جعفر محمد بن الحسين الشوهاني، نزيل مشهد الرضا عليه وعلى آبائه الطاهرين السلام، فقيه، صالح، ثقة »(١) .

وهو يروي عن الشيخين المفيدين: أبي علي الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسي، وأبي الوفاء عبد الجبّار بن علي المقرئ الرازي، عن الشيخ الطوسي، كما ذكر ذلك تلميذه ابن شهرآشوب ( المتوفّى سنة ٥٨٨ ه‍ ) في كتابه « مناقب آل أبي طالب »(٢) .

من هذا أيضا يستفاد أنّ الشيخ عماد الدين يروي عن الشيخ الطوسي بواسطتين، وأنّه من طبقة الشيخ ابن شهرآشوب السروي.

تلاميذه والراوون عنه:

يروي عنه السيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن السيّد شمس الدين فخار بن معد الحسيني.

صرّح بذلك المحقّق الكركي في إجازته للقاضي صفي الدين عيسى، عند ذكره ابن حمزة صاحب الوسيلة، حيث قال:

« وقد رويت جميع مصنّفاته ومرويّاته بالأسانيد الكثيرة والطرق المتعدّدة؛ فمنها الطرق المتعدّدة إلى الشيخ السعيد جمال الدين أحمد بن

__________________

(١) فهرست منتجب الدين: ١٦٥ رقم ٣٩١.

(٢) المناقب ١: ١١، وراجع أيضا أمل الآمل ٢: ٢٥٩، رياض العلماء ٥: ٦١، أعيان الشيعة ٩: ٢٣٣، وقد ورد فيها اسم أبيه مكبّرا ( الحسن ) ومصغّرا ( الحسين ) موافقا لما في الثاقب

١٣

فهد، عن السيّد السعيد العالم النسّابة تاج الدين محمّد بن معيّة العلوي الحسني، عن شيخه السيّد العالم الفاضل علي بن عبد الحميد بن فخار العلوي الحسيني الموسوي، عن والده السيّد عبد الحميد، عن ابن حمزة »(١) .

من هذا يعلم أنّ ابن حمزة هو في طبقة السيّد فخّار بن معد ( المتوفّى سنة ٦٣٠ ه‍ ) ومؤلّف كتاب « الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ».

عصره:

ممّا يؤسف له أنّ كثيرا من أعلام الفكر الإسلامي لم يسجّل لهم تاريخ الميلاد أو الوفاة، ومن اولئك الذين لم يهتد لتاريخ ميلادهم ووفاتهم الشيخ عماد الدين ابن حمزة، فأهملهما من ترجم له، بل أهملوا ذكر كثير من أساتذته وشيوخه وتلامذته والراوين عنه، حيث لم نعرف الكثير منهم.

ولكن، ممّا تقدّم في فصول هذه المقدّمة تبيّن لنا أنّه عاش في القرن السادس الهجري، وألّف كتابه هذا في النصف الثاني منه.

ويؤكّد ذلك ما ذكره هو في كتابه هذا، قال بعد أن أورد حديثا: « وقد نقلت ذلك من النسخة التي انتسخها جعفر الدوريستي بخطّه، ونقلها إلى الفارسية في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، ونحن نقلناها إلى العربيّة من الفارسية ثانيا ببلدة كاشان، والله الموفّق، في مثل هذه السنة: سنة ستين وخمسمائة »(٢) .

وأورد في هذا الكتاب بعض مشاهداته، منها قصّة أنو شروان

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٨: ٧٦.

(٢) الثاقب في المناقب: ٢٣٩.

١٤

المجوسي الأصفهاني الذي بعثه خوارزمشاه ( المتوفّى سنة ٥٥١ ه‍ ) رسولا إلى السلطان سنجر بن ملكشاه السلجوقي المتوفّى سنة ( ٥٥٢ ه‍ )(١) .

مدفنه:

قال السيّد الصدر في تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام:

« لا أعرف تاريخ وفاته، غير أنّه توفّى في كربلاء، ودفن في بستان خارج البلد، وقبره اليوم معروف خارج باب النجف، رضي الله تعالى عنه »(٢) .

وأكّد ذلك الشيخ الطهراني في الثقات العيون(٣) ، وعند ذكره لمصنّفاته في الذريعة.

وقال سلمان هادي طعمة، بعد أن أثنى عليه: « ومرقده في الطريق العالم المؤدّي إلى مدينة الهنديّة - طويريج - »(٤) .

الثاقب في المناقب:

وقد ذكره في عداد مصنّفاته جلّ من ترجم له، كما ذكروا له كتابا في المعجزات، ولعله هذا.

وهو في خمسة عشر بابا، وحوى كلّ باب عدّة فصول، فالباب الأوّل في معجزات الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه خمسة عشر فصلا.

__________________

(١) المصدر السابق: ٢٠٦.

(٢) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: ٣٠٤.

(٣) الثقات العيون في سادس القرون: ٢٧٣.

(٤) تراث كربلاء: ١١٦.

١٥

والباب الثاني في بيان معجزات الأنبياء التي ذكرها الله تعالى في القرآن وبيان فضائلهم، وما جعله الله تعالى لأهل بيت نبيّنا عليه وعليهم السلام ممّا يضاهيها ويشاكلها ويدانيها، وفيه أحد عشر فصلا.

وقد ألّف معاصره الفقيه المحدّث المفسّر قطب الدين الراوندي ( المتوفّى سنة ٥٧٣ ه‍ ) كتابا في موضوع هذا الباب بالخصوص، سمّاه « الموازاة بين معجزات نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعجزات أوصيائهعليهم‌السلام ، ومعجزات الأنبياءعليهم‌السلام » حوى أربعة وأربعين فصلا، ثمّ إنّه ألحقه بكتابه « الخرائج والجرائح » وجعله الباب السابع عشر منه.

أمّا الأبواب الثلاثة عشر الاخرى فهي في معجزات فاطمةعليها‌السلام والأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام .

وأمّا الباعث له على تأليف هذا الكتاب فقد ذكره هو في المقدّمة، فقال:

« ثمّ إنّي ذكرت ذات يوم من خصائهم نتفا، ومن فضائلهم طرفا، بحضرة من هو شعبة من تلك الدوحة الغرّاء، وزهرة من تلك الروضة الغنّاء، فاستحسن واردها، واستطرف شاردها، واستحلّى مذاقها، واستوسع نطاقها، وأشار بتصنيف أمثالها، وتزويق ظلالها، وجمع ما بذّ من فوائدها، وشذّ عن فرائدها ».

فتأليفه لهذا « الثاقب » كان استجابة لرغبة ذاك السيّد الشريف، الذي لم يصرّح باسمه.

مصادر الكتاب:

استقى أحاديث وروايات كتابه هذا من طرق عديدة، منها:

- عن شيخه أبي جعفر الشوهاني، كما تقدّم.

١٦

- مشاهداته الشخصيّة لكرامات حدثت في زمانه، كحكاية أنو شروان المتقدّمة، وحكاية محمّد بن علي النيسابوري(١) .

- نقلا عن كتب ومؤلفات، كما أشار لذلك في المقدّمة: « إنّ أصحابنا رضي الله عنهم قد صنّفوا في هذا المعنى كتبا وصحفا ضخمة، وأنا ألتقط منها ما هو أروع إلى السمع، وأوقع في القلب، وأملأ للصدر »(٢) .

ومن الكتاب التي صرّح بأسمائها:

١ - كتاب بستان الكرام: للشيخ المحدّث أبي الحسن محمّد بن أحمد ابن شاذان القمّي، من أعلام القرن الرابع والخامس، نقل حديثين من جزئه السادس والثمانين(٣) .

٢ - مفاخر الرضا: للحاكم النيسابوري أبي عبد الله محمّد بن عبد الله ابن البيع الشافعي ( ٣٢١ - ٤٠٥ ه‍ ) صاحب « المستدرك على الصحيحين »(٤) .

٣ - حلية الأولياء: للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني ( ٣٣٦ - ٤٣٠ ه‍ )(٥) .

٤ - فضائل البتول: لأبي موسى(٦) .

٥ - سير الأئمة: للموليني(٧) .

__________________

(١) الثاقب: ٢٠٦.

(٢) المصدر نفسه: ٣٦.

(٣) المصدر نفسه: ٣٢٨.

(٤) المصدر نفسه: ٤٨٣ ح ١، ٤٩٦ ح ٢، ٥٤٦ ح ٦.

(٥) المصدر نفسه: ٣٥٤.

(٦) المصدر نفسه: ٥٥ ح ٤.

(٧) المصدر نفسه: ١٤٩ ح ٢.

١٧

وعلى ما أعلم فانّه لم يصلنا في هذا العصر من هذه الكتاب الخمسة إلاّ كتاب « حلية الأولياء ».

ومن أجل هذا وغيره فقد تفرّد كتابنا هذا بأحاديث نادرة كان هو المصدر لها في عصرنا الحاضر، لذا كانت مهمّة تخريج أحاديثه كلّها عسيرة جدّا، فبقيت فيه أحاديث لم نعثر لها على مصدر آخر.

النسخ المعتمدة في التحقيق:

١ - النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة سماحة البحاثة المحقق العلامة السيد محمد علي الروضاتي الأصفهاني دام مؤيدا فقد تفضل مشكورا وسمح لنا بالمخطوطة نفسها فقابلنا عليها من أولها إلى آخرها وتحتوي المخطوطة على ٢٢٩ ورقة، وكانت أصح النسخ لأن عليها تصحيح صاحب روضات الجنات ( قدس ) ومع ذلك لم أجعلها الأصل بل عملت على التلفيق بين النسخ مع تثبيت الاختلاف بين النسخ في الهامش وكانت النسخة بخط واحد وذكر في آخر صفحاتها أنه تم بعون الله تعالى وتوفيقه على يد أفقر عباد الله الغني محمد بن محمد الحراري الأتريجي كان الله له ولوالديه والمؤمنين غفورا رحيما. وقد رمزت لها بالحرف « ر ».

٢ - النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة مسجد گوهرشاد في مشهد الإمام الرضا (ع) تحت رقم ٥٤٦ العناوين مكتوبة بالقلم الأحمر، يتكون الكتاب من ١٥٢ ورقة طولها * عرضها ١٥ * ٥، ٢١ سطرا من النسخ الجيد وبخط واحد مع ختم الحاج السيد سعيد النائيني مؤسس المكتبة. وقد رمزت لها بالحرف: ك.

٣ - النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة ملك في طهران تحت

١٨

رقم ٣٧٥٦ كتبت بخط الناسخ محمد بن قسط، والعناوين مكتوبة بالقلم الأحمر من مخطوطات القرن الثاني عشر الهجري تقع النسخة في ٢٤٤ ورقة عدد الأسطر ١٥ سطرا في كل صفحة بحجم واحد ١٤ ٣٠ وقد رمزت لها بالحرف: « م ».

٤ - النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفيرحمه‌الله العامة في مدينة قم المقدسة تحت رقم (٢٨٢٣) كتبها بخط النسخ الشيخ علي الزاهد القمي، وكتب عناوينها بالخط الأسود وفي حاشيتها تصحيح وعلامات بلاغ ومقابلة بخط الناسخ وفي بدايتها ونهايتها ختم بيضوي « حسين الطباطبائي » تقع النسخة في ٢٧٢ ورقة في كل ورقة ١٥ سطرا بحجم ٢١ ١٥ سم وكانت كثيرة السقط والأغلاط وقد رمزت لها بالحرف: « ش ».

٥ - النسخة الثانية المحفوظة في خزانة مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي «رحمه‌الله » العامة في قم المقدسة رقم المجموعة (١٢٥١) عدد الأوراق ٨٣ الموجود منها إلى نهاية حياة السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام والباقي ساقط من النسخة، والنسخة من القرن الثامن أو التاسع، وقد رمزت لها بالحرف: « ع ».

٦ - النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة روضة خيري بمصر مخطوطة سنة ١٠٦٤ ه‍ تحت رقم ٥٤٥ عدد الأوراق ١٩٧، مصورة في معهد المخطوطات العربية في الكويت تحت رقم (١٣٩٧) وقد رمزت لها بالحرف: « ص ».

١٩

شكر وتقدير:

أتقدم بالشكر الجزيل الوافر لسماحة حجة الإسلام والمسلمين أستاذنا المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي « دام ظله » لما ألقاه من تشجيع في الاستمرار في تحقيق هذا الكتاب وإرشادي إلى إمكان وجود نسخ خطية جيدة آخرها نسخة صاحب الروضات في أصفهان فقد تجشم الذهاب معنا إلى أصفهان وتفضل علينا سماحة البحاثة المحقق العلامة السيد محمد علي الروضاتي الأصفهاني دام مؤيدا باعطائها ومقابلتها من أولها إلى آخرها وله منا جزيل الشكر، وكذلك أشكر الأخ عزيز الحاج رحيم الخفاف لما بذل من مشاركة في إخراج هذا السفر الجليل إلى الوجود كما أشكر الاخوة في مؤسسة بعثت لما قدموه لي من ملاحظات قيمة راجيا من الله العلي القدير أن يوفقهم لخير الدارين وخدمة الدين الحنيف.

قم المقدسة - شهر ذي الحجة - ١٤١١ ه‍.

نبيل رضا علوان

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

وقت فريضة، ارأيت لو كان عليك صوم من شهر رمضان، اكان لك ان تتطوع حتى تقتضيه »، قال، قلت: لا، قال: « فكذلك الصلاة » قال: فقايسني، وما كان يقايسني.

٤٧ - ( باب جواز قضاء الفرائض في وقت الفريضة الحاضرة ما لم يتضيق وحكم تقديم الفائتة على الحاضرة )

٣٢٦٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « من فاتته صلاة حتى دخل وقت صلاة اخرى، فان كان في الوقت سعة بدأ بالتي فاتته، وصلى التي هو منها في وقت، وان لم يكن في الوقت (١) الا مقدار ما يصلي فيه التي هو في وقتها بدأ بها، وقضى بعدها الصلاة الفائتة ».

٣٢٦٨ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نام ونسي فلم يصلّ المغرب والعشاء، قال: « ان استيقظ قبل الفجر بقدر ما يصلّيهما جميعاً يصلّيهما، وإن خاف أن يفوته أحدهما فليبدأ بالعشاء الآخرة ».

____________________________

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر زيادة: سعة.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٤ ح ٢.

١٦١

٤٨ - ( باب وجوب الترتيب بين الفرائض أداء وقضاء، ووجوب العدول بالنيّة إلى السابقة، إذا ذكرها في أثناء الصلاة أداء، وقضاء جماعة ومنفرداً )

٣٢٦٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نسي الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل صلاة العصر التي صلّى الظهر، ثم يصلّى العصر بعد ذلك ».

وعن رجل نام ونسي فلم يصلّي المغرب والعشاء - إلى أن قال -: « وإن استيقظ بعد الصبح فليصلّ الصبح، ثم المغرب، ثم العشاء، قبل طلوع الشمس ».

٣٢٧٠ / ٢ - دعائم الإسلام: وروينا عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام أنّ رجلاً سأله فقال: يابن رسول الله، ما تقول في رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى ركعتين من العصر؟ قال: « فيجعلهما الظهر (١)، ثم يستأنف العصر » قال: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء (٢)؟ قال: « يتمّ صلاته، ثم يصلّي المغرب بعد » قال له الرجل: جعلت فداك (يابن رسول الله) (٣)، ما الفرق بينهما؟ قال: « لأنّ العصر ليس بعدها صلاة، يعني لا يتنفّل بعدها، والعشاء الآخرة يصلّي بعدها ما شاء ».

____________________________

الباب - ٤٨.

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٢١٦

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر: فليجعلهما للظهر.

(٢) في المصدر زيادة: الآخرة.

(٣) ليس في المصدر.

١٦٢

٣٢٧١ / ٣ - وعنه عليه‌السلام: أنّه سئل عن رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل التي صلّى الظهر، ويصلّي العصر » قيل: فإن نسي المغرب حتى صلّى العشاء الآخرة؟ قال: « يصلّي المغرب، ثم العشاء الآخرة ».

قال في البحار في الخبر الأول: لم أر قائلاً به، وحمل على ما إذا تضيّق وقت العشاء دون العصر، وان كان التعليل يأبى عنه لمعارضته للأخبار الكثيرة، ويمكن حمله على التقيّة والتعليل ربّما يؤيده، انتهى.

٣٢٧٢ / ٤ - السيّد عليّ بن طاووس في رسالة المواسعة، عن كتاب الصلاة للحسين بن سعيد الأهوازي: عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل نسي الاُولى حتى صلّى ركعتين من العصر، قال: « فليجعلهما الاولى وليستأنف العصر » قلت: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء ثم ذكر؟ قال: « فليتم صلاته، ثم يقضي بعد المغرب » قال: قلت: جعلت فداك، متى نسي الظهر ثم ذكر وهو في العصر يجعلها الاولى ثم يستأنف، وقلت لهذا يقضي صلاته بعد المغرب؟! فقال: « ليس هذا مثل هذا، إنّ العصر ليس بعدها صلاة والعشاء بعدها صلاة ».

٣٢٧٣ / ٥ - وعن كتاب النقض على من أظهر الخلاف على أهل البيت عليهم‌السلام للحسين بن عبيد الله بن عليّ الواسطي: عن الصادق

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١ باختلاف يسير في لفظه، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

٤ - رسالة المواسعة ص ١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٩.

٥ - رسالة المواسعة ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٣٠.

١٦٣

جعفر بن محمّد عليهما‌السلام أنّه قال: « من كان في صلاة ثم ذكر صلاة اُخرى فاتته أتمّ التي هو فيها، ثم يقضي ما فاتته ».

٤٩ - ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب المواقيت )

٣٢٧٤ / ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) قال: « دلوكها زوالها، و: ( غَسَقِ اللَّيْلِ ) انتصافه، ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) صلاة الغداة، ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ».

ثم قال: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ ) قال: « صلاة الليل ».

٣٢٧٥ / ٢ - العيّاشي: عن أبي هاشم الخادم، عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام قال: « ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق ».

٣٢٧٦ / ٣ - الطبرسي في مجمع البيان: في قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ) (١). الآية عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام: « إنّهم قوم إذا حضرت الصلاة تركوا التجارة، وانطلقوا إلى الصلاة، وهم أعظم أجراً ممّن (لم) (٢) يتّجر ».

____________________________

الباب - ٤٩

١ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٥، والآيتان في سورة الاسراء ١٧: ٧٨، ٧٩.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٠ ح ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٥٩ ح ٤١.

٣ - مجمع البيان ج ٧ ص ١٤٥.

(١) النور ٢٤: ٣٧.

(٢) ليس في المصدر.

١٦٤

٣٢٧٧ / ٤ - الصدوق في الخصال: عن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، عن عمه، عن أبي إسحاق قال: أملى علينا تغلب (١) ساعات الليل: الغسق، والفحمة، والعشوة، والهداة، والسباع (٢)، والجنح، والهزيع، والفقد (٣)، والزلفة، والسحرة، والبهرة.

٣٢٧٨ / ٥ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن إسماعيل بن أبان، عن عمر بن أبان (١) الثقفي قال: سأل النصرانيّ الشاميّ الباقر عليه‌السلام عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار، أيّ ساعة هي؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس » قال النصراني: إذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أيّ ساعات هي؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام: « من ساعات الجنّة، وفيها تفيق مرضانا » فقال النصراني: أصبت.

٣٢٧٩ / ٦ - زيد النرسي في أصله: قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « إنّ الشمس تطلع كلّ يوم بين قرني شيطان إلّا صبيحة [ ليلة ] (١) القدر ».

____________________________

٤ - الخصال ص ٤٨٨ ح ٦٧.

(١) في المصدر: ثعلب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: والعقر.

٥ - تفسير القمي ج ١ ص ٩٨.

(١) في المصدر: عبدالله، ولعل الصواب: عمرو بن عبدالله الثقفي، أنظر « رجال الشيخ ص ١٢٨ رقم ٢١ ».

٦ - كتاب زيد النرسي ص ٥٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦٥

٣٢٨٠ / ٧ - عوالي اللآلي: روى خباب بن الأرت قال: ربّما شكونا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الرمضاء (١) فلم يشكنا.

٣٢٨١ / ٨ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « رحم الله عبداً قام من الليل فصلّى، وأيقظ أهله فصلّوا ».

٣٢٨٢ / ٩ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنّه قال: « لا يغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنّها العشاء، وإنّهم يعتمون بالإبل »، وذلك لأنّهم كانوا يعتمون بالحلب، أي يؤخّرون حلبها إلى أن يعتم الليل، ويسمّون الحلبة العتمة باسم عتمة الليل، وعتمته: ظلامه.

____________________________

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢ ح ٦.

(١) الرمضاء: الحجارة الحامية من حرّ الشمس (لسان العرب ج ٧ ص ١٦٠، ومجمع البحرين ج ٤ ص ٢٠٩ - رمض -).

٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٩ - دور اللآلي ج ١ ص ١١٦.

١٦٦

أبواب القبلة

١ - ( باب وجوب استقبال القبلة في الصلاة )

٣٢٨٣ / ١ - الصدوق في الخصال: عن ستة من مشايخه، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن الأعمش عن الصادق عليه‌السلام قال: « فرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجّه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء ».

ورواه في الهداية مرسلاً عنه عليه‌السلام، مثله (١).

٣٢٨٤ / ٢ - البحار، عن كتاب العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم: عن أبيه، عن جدّه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن كبار حدود الصلاة؟ فقال: « سبعة: الوضوء، والوقت، والقبلة، وتكبيرة الإفتتاح، والركوع، والسجود والدعاء ».

____________________________

أبواب القبلة

الباب - ١

١ - الخصال ص ٦٠٣ ح ٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٠ ح ١.

(١) الهداية ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٣ ح ٤.

٢ - البحار ج ٨٣ ص ١٦٣.

١٦٧

٣٢٨٥ / ٣ - القطب الراوندي في فقه القرآن: عنهما عليهما‌السلام في قوله تعالى: ( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (١) « في الفرض »، وقوله تعالى: ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٢) قالا: « هو في النافلة ».

٣٢٨٦ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، في قول الله عزّوجلّ: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) (١) قال: « أمره أن يقيمه للقبلة حنيفا، ليس فيه شئ من عبادة الأوثان ».

٣٢٨٧ / ٥ - العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام، في قول الله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « هو إلى القبلة ».

٣٢٨٨ / ٦ - وعن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام عن قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « مساجد محدثة فاُمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام ».

وأبو بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام قال: « هو إلى القبلة،

____________________________

٣ - فقه القرآن ج ١ ص ٩١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٤٩ ح ٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٤، وفي المصدر - بعد ذكر الآية - زيادة: روي عن الباقر والصادق عليهم‌السلام أنّ ذلك.

(٢) البقرة ٢: ١١٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٠ ح ٢٧

(١) الروم ٣٠: ٣٠.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠، والبحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٩.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ١٩ و ٢٠، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٠.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

١٦٨

ليس فيها عبادة الأوثان خالصاً مخلصاً ».

٢ - ( باب أنّ القبلة هي الكعبة مع القرب، وجهتها مع البعد )

٣٢٨٩ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: رأيت الأحاديث المأثورة أنّ الله تعالى أمر آدم عليه‌السلام أن يصلّي إلى المغرب، ونوحاً عليه‌السلام أنّ (١) يصلّي إلى المشرق، وإبراهيم عليه‌السلام [ أن ] (٢) يجمعهما (٣)، فلمّا بعث موسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين آدم عليه‌السلام، ولمّا بعث عيسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين نوح عليه‌السلام، ولمّا بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمره أن يحيي دين إبراهيم عليه‌السلام.

٣٢٩٠ / ٢ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن بشير في حديث سليمان مولى طربال، قال: ذكرت هذه الاهواء عند أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لا والله، ما هم على شئ ممّا جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلّا استقبال الكعبة فقط ».

٣٢٩١ / ٣ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: وفي رواية أبي الجارود، عن

____________________________

الباب - ٢

١ - فلاح السائل ص ١٢٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٧ ح ٩.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: وهي الكعبه.

٢ - المحاسن ج ١٥٦ ح ٨٩ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٨ ح ١٠.

٣ تفسير القمي ج ١ ص ١٠٥.

١٦٩

أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى: ( وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (١): « فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لما قدم المدينة وهو يصلي نحو البيت المقدس أعجب ذلك اليهود، فلمّا صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت (الله) (٢) الحرام وَجَدَت (٣) (اليهود من ذلك) (٤)، وكان صرف القبلة صلاة الظهر فقالوا: صلّى محمّد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمّد وجه النهار واكفروا آخره، يعنون القبلة، حين استقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ المسجد الحرام، لعلّهم يرجعون إلى قبلتنا ».

٣٢٩٢ / ٤ - وقال في قوله تعالى: ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (١) فان هذه الآية متقدمة على قوله: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) (٢) وانه (٣) نزل اولا: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) ثم نزل ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ ) الآية، وذلك ان اليهود كانوا يعيرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ويقولون له: انت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، من ذلك غما شديدا، وخرج

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٧٢.

(٢) لفظة الجلالة لم ترد في المصدر.

(٣) وَجَدَ عليه، يَجُد ويَجِد: غضب (لسان العرب - وجد - ج ٣ ص ٤٤٦).

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

٤ - تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦١ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣) في المصدر: لأنه.

١٧٠

في جوف الليل ينظر في آفاق السماء، وينتظر امر الله تبارك وتعالى في ذلك، فلما اصبح وحضرت صلاة الظهر، وكان في مسجد بني سالم، قد صلى بهم الظهر ركعتين، فنزل عليه جبرئيل فأخذ بعضديه، فحوله إلى الكعبة، فأنزل الله عليه: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) فصلى (ركعتين إلى بيت المقدس) (٤)، وركعتين إلى الكعبة، فقالت اليهود والسفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وتحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة اشهر، ثم حول الله عزّوجلّ القبلة إلى البيت الحرام، هكذا فيما عندنا من نسخ التفسير.

قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان (٥): عن البراء بن عازب قال: صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، نحو البيت المقدس ستة عشر، شهرا أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفنا نحو الكعبة.

اورده مسلم في الصحيح (٦).

وعن انس بن مالك: انما كان تسعة اشهر، أو عشرة اشهر.

وعن معاذ بن جبل: ثلاثة عشر شهرا.

ورواه علي بن ابراهيم (٧): بإسناده عن الصادق عليه‌السلام، قال: « تحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي

____________________________

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٥) مجمع البيان ج ١ ص ٢٢٣.

(٦) صحيح مسلم ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٢.

(٧) تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٣.

١٧١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌بمكة ثلاثة عشر سنة، إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة أشهر.

قال: ثم وجهه الله إلى الكعبة، وذلك ان اليهود - وساق كما نقلناه إلى قوله - كانوا عليها » والظاهر انه اخرجه من غير تفسيره، أو من النسخة الاخرى منه، فان لتفسيره نسختان كبيرة وصغيرة، والله العالم.

٣٢٩٣ / ٥ - محمّد بن مسعود العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لما صرف الله نبيّه إلى الكعبة عن بيت المقدس، قال المسلمون للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أرأيت صلاتنا التي كنّا نصلّي إلى بيت المقدس [ ما حالنا فيها، وما حال من مضى من أمواتنا وهم يصلّون إلى بيت المقدس ] (١)؟ فأنزل الله ( وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٢) فسمّى الصلاة إيماناً » (٣).

٣٢٩٤ / ٦ - محمّد بن ابراهيم النعماني في تفسيره: عن احمد بن محمّد بن عقدة، عن جعفر بن احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن أبيه عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق، عن

____________________________

٥ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٦٣ ح ١١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقره ٢: ١٤٣.

(٣) يأتي في الباب ١٤ ح ١ عن البحار عن تفسير سعد بن عبدالله مثله.

٦ - تفسير النعماني ص ١٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢١.

١٧٢

أميرالمؤمنين عليهما‌السلام، قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت الصلاة إلى (١) بيت المقدس، فكان في اول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس، جميع ايام مقامه بمكة، وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر، فعيّرته اليهود وقالوا: انت تابع لقبلتنا، فأنف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك منهم، فأنزل الله تعالى عليه، وهو يقلب وجهه في السماء، وينتظر الأمر: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود في هذا الموضع، ثم اخبرنا الله عزّوجلّ العلة التي من اجلها لم يحول قبلته من اول مبعثه، فقال تبارك وتعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا - إلى قوله - لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٣) فسمى سبحانه الصلاة هاهنا ايمانا ».

٣٢٩٥ / ٧ - البحار عن تفسير سعد بن عبدالله القمي، برواية ابن قولويه عنه، باسناده إلى الصادق عليه‌السلام، قال: « قال اميرالمؤمنين عليه‌السلام: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت القبلة إلى بيت المقدس، على سنة بني اسرائيل، وذلك ان الله تبارك وتعالى، اخبرنا في القرآن، انه امر موسى بن عمران ان يجعل بيته قبلة، في قوله: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١).

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ على هذا يصلي إلى بيت

____________________________

(١) في المصدر زيادة: قبلة.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤ - ١٥٠.

(٣) البقرة ٢: ١٤٣.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ٧١ ح ٣١.

(١) يونس ١٠: ٨٧.

١٧٣

المقدس، مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة اشهرا، حتى عيرته اليهود، وقالوا: انت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا، وبيوت نبينا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لذلك، واحب ان يحول الله قبلته إلى الكعبة، وكان ينظر في آفاق السماء، ينتظر امر الله، فأنزل الله عليه ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود.

٣٢٩٦ / ٨ - الطبرسي في الاحتجاج: بالاسناد إلى الإمام ابي محمّد العسكري عليه‌السلام، قال: « لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بمكة، امره الله تعالى ان يتوجه نحو البيت المقدس في صلاته، ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا امكن، وإذا لم يتمكن استقبل البيت المقدس كيف كان، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يفعل ذلك طول مقامه بها، ثلاث عشرة سنة، فلما كان بالمدينة، وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس، استقبله وانحرف عن الكعبة، سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا (١)، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما درى محمّد كيف صلى، حتى صار يتوجه إلى قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا، فاشتد ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما اتصل به عنهم، وكره قبلتهم، واحب الكعبة، فجاءه جبرئيل، فقال له رسول الله

____________________________

(٢) البقرة: ١٤٤ - ١٥٠.

٨ - الإحتجاج ص ٤٠، باختلاف بسيط في الالفاظ، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٩ ح ١٢.

(١) في هامش المخطوط: « ليس هذا الترديد في بعض النسخ، وعلى تقديره فهو إمّا من الراوي أو منه عليه‌السلام مشيراً إلى اختلاف العامّة فيه » (منه قدّس سرّه).

١٧٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا جبرئيل، لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم، فقال جبرئيل: فسل ربك ان يحولك إليها، فانه لا يردك عن طلبتك، ولا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعاؤه، صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته، فقال: اقرأ يا محمّد ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (٢)... الآيات، فقالت اليهود عند ذلك: ( مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (٣) فأجابهم الله بأحسن جواب فقال: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) (٤) وهو يملكهما، وتكليفه التحول إلى جانب، كتحويله لكم إلى جانب آخر ( يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٥) هو مصلحهم، وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم ».

٣٢٩٧ / ٩ - قال أبومحمّد عليه‌السلام: « وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقالوا: يا محمّد هذه القبلة بيت المقدس، قد صليت إليها اربع عشرة سنة، ثم تركتها الآن، افحقا كان ما كنت عليه؟ فقد تركته إلى باطل، فانما يخالف الحق الباطل، أو باطلا كان ذلك؟ فقد كنت عليه طول هذه المدة، فما يؤمننا ان تكون الآن على باطل؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: بل ذلك كان حقا وهذا حقّ، يقول الله: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (١) إذا عرف صلاحكم يا ايها العباد في استقبال (٢)

____________________________

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣، ٤، ٥) البقرة ٢: ١٤٢

٩ - الاحتجاج ص ٤١.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) في المصدر: استقبالكم

١٧٥

المشرق امركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب امركم به، وان عرف صلاحكم في غيرهما امركم به، فلا تنكروا تدبير الله في عباده، وقصده إلى مصالحكم، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قد تركتم العمل يوم السبت، ثم عملتم بعده سائر الأيام، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده، افتركتم الحق إلى الباطل والباطل إلى حق؟ أو الباطل إلى باطل؟ أو الحق إلى حق؟ قولوا كيف شئتم، فهو قول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وجوابه لكم، قالوا: بل ترك العمل في السبت حق، والعمل بعده حق، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق، ثم قبلة الكعبة في وقته حق، فقالوا: يا محمّد، أفبدا لربك فيما كان امرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس، حين (٣) نقلك إلى الكعبة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما بدا له عن ذلك، فانه العالم بالعواقب، والقادر على المصالح، لا يستدرك على نفسه غلطا، ولا يستحدث رأيا يخالف (٤) المتقدم، جل عن ذلك، ولا يقع أيضا عليه مانع يمنعه عن مراده، وليس يبدو الا لمن كان هذا وصفه، وهو عزّوجلّ متعال عن هذه الصفات علوا كبيرا.

ثم قال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ايها اليهود، اخبروني عن الله، أليس يُمرض ثم يُصح؟ ويصح ثم يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ اليس يحيي ويميت؟ (أليس يأتي بالليل في أثر النهار ثم بالنهار في أثر الليل) (٥)؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك الله تَعبَّد نبيّه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بالصلاة إلى

____________________________

(٣) في المصدر: حتى.

(٤) وفيه: بخلاف.

(٥) مابين القوسين ليس في المصدر.

١٧٦

الكعبة، بعد أن (٦) تَعبَّده بالصلاة إلى بيت المقدس، وما بدا له في الأول ثم قال: - أليس الله يأتي بالشتاء في أثر الصيف؟ والصيف في اثر الشتاء؟ ابدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك لم يبد له في القبلة.

قال، ثم قال: اليس قد الزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة؟ والزمكم في الصيف ان تحترزوا من الحر؟ فبدا له في الصيف حتى امركم بخلاف ما كان امركم به في الشتاء؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم بعده (٧) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشئ آخر، فإذا اطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه، وانزل الله ( وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٨) اي إذا توجهتم بأمره، فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا عباد الله، انتم كالمرضى والله رب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه (٩) الطبيب [ و ] (١٠) يدبره به، لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله امره تكونوا من الفائزين.

فقيل له: يابن رسول الله، فلم امر بالقبلة الاولى؟ فقال: لما قال الله عزّوجلّ: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا ) وهي بيت

____________________________

(٦) وفيه زيادة: كان.

(٧) في المصدر: تعبدكم

(٨) البقره ٢: ١١٥.

(٩) في المصدر: يعمله.

(١٠) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

المقدس ( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ) (١١) الا لنعلم ذلك منه موجودا، بعد ان علمناه سيوجد ذلك، ان هوى اهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله ان يبين متبع (١٢) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من مخالفه (١٣)، باتباع القبلة التي كرهها، ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يأمر بها، ولما كان هوى اهل المدينة في بيت المقدس، امرهم مخالفتها والتوجه إلى الكعبة، ليتبين (١٤) من يوافق محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فيما يكرهه، فهو مصدقه وموافقه.

ثم قال: ( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ) (١٥) انما كان التوجه إلى بيت المقدس، في ذلك الوقت كبيرة، الا على من يهدي الله، فعرف ان الله يُتعبّد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلي طاعته في مخالفته هواه ».

٣٢٩٨ / ١٠ - السيد الرضي (رحمه الله) في تفسيره الكبير المسمى بحقائق التأويل في قول تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ) (١) ان فيه اقوالا منها: ان يكون المراد بذلك، ان اول بيت وضع لعبادة المكلفين، قبلة لصلاتهم، وغاية لحجّهم، ومؤدّى لمناسكهم، هذا البيت الذي ببكة، وان كان من قبلة بيوت ليست هذه صفتها، وهذا القول مروي عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام.

____________________________

(١١) البقره ٢: ١٤٣.

(١٢) في المصدر: متبعي.

(١٣) وفيه: ممّن خالفه.

(١٤) وفيه: ليُبيّن،

(١٥) البقره ٢: ١٤٣.

١٠ - حقائق التأويل ص ١٧٤.

(١) آل عمران ٣: ٩٦.

١٧٨

٣٢٩٩ / ١١ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لم يعمل ابن آدم عملا، اعظم عند الله تعالى، من رجل قتل نبيا أو اماما، أو هدم الكعبة التي جعلها الله قبلة لعباده »... الخبر.

٣٣٠٠ / ١٢ - عوالي اللآلي: عن اسامة بن زيد، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قبّل الكعبة وقال: « هذه هي القبلة ».

قلت: الحق ان الكعبة هي القبلة للقريب والبعيد، وفاقا للفقيه النبيه الشيخ موسى النجفي، قال في شرح الرساله: والذي يظهر من الكتاب والسنة، انها شرفها الله، كبيت المقدس من قبل نسخه، قبلة لجميع العالم، يستوي فيها الداني والقاصي، المشاهد وغيره، المتمكن وغيره، لا يشترك معها غيرها من مسجد حرام أو حرم، الا ان الشئ كلما بعد اتسعت دائرة استقباله عرفا، وصدق عليه الاستقبال حقيقة، كاشتراك الناس في رؤية الشمس والقمر والكواكب على حد سواء، ولا عبرة بالمداقة الحكمية، وفرض الخطوط المتوازية في الصدق العرفي وكلما عسر تحريه للبعد عنه يتسامح في استقباله، ويكون صدق الاستقبال له عادة وعرفا، انما هو على حسب ما يتحراه المستقبل، من مرتبة العلم إلى الظن، إلى الشك، إلى الوهم، كما هو غير خفي، فالاتساع في القبلة في البعد من حيثية الاستقبال، لا من حيثية الاتساع بالقبلة، والا فالقبلة عين واحدة، لا زيادة فيها ولا نقص إلى آخر ما ذكره. وتبعه عليه المحقق صاحب المستند (١)، وهذا

____________________________

١١ - الغايات ص ٨٦.

١٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٧ ح ٦٤.

(١) المستند ج ١ ص ٢٥٥.

١٧٩

هو الظاهر من صاحب الجواهر في نجاة العباد (٢)، وان ذكر الشيخ الاعظم في الحاشية (٣) في هذا المقام، ما يحتاج إلى التأمل وتمام الكلام في الفقه.

٣٣٠١ / ١٣ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن اسامة بن زيد قال: دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ البيت، وخرج فوقف على باب البيت وصلى ركعتين، وقال: « هذه القبلة » واشار إليها.

٣ - ( باب استحباب التياسر لأهل العراق ومن والاهم قليلاً )

٣٣٠٢ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا اردت توجه القبلة فتياسر مثلَيْ ما تيامن، فان الحرم عن يمين الكعبة اربعة اميال، وعن يساره ثمانية (١) اميال ».

قلت: مما يجب التنبيه عليه، ان الشيخ ذكر في الأصل (٢) خبراً عن التهذيب (٣)، بهذا المضمون - إلى أن قال - ورواه الفضل بن شادان (٤) في رسالة القبلة (٥) مرسلا، عن الصادق عليه‌السلام، نحوه.

____________________________

(٢) جواهر الكلام ج ٧ ص ٣٢٢.

(٣) كتاب الصلاة للشيخ الانصاري ص ٣٢.

١٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١٣٦.

الباب - ٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٠ ح ٥.

(١) في المصدر: ثلاث.

(٢) الوسائل ج ٣ ص ٢٢٢ ذيل الحديث ٢.

(٣) التهذيب ج ٢ ص ٤٤ ح ١٤٣، الفقيه ج ١ ص ١٧٨ ح ٨٤٢، علل الشرائع ج ٢ ص ٣١٨ ح ١.

(٤) في الوسائل: أبوالفضل شاذان بن جبرئيل.

(٥) عنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٧.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697