الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب11%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 198678 / تحميل: 7690
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

ومنه يظهر أنّ تعريفهعليه‌السلام لتلك الفقرات هو تعريف خاصّ ، يجب ملاحظته في فهم كلامهعليه‌السلام في المقام.

٤ ـ وأخيراً : توجد في نفس نهج البلاغة كلمات وخطب أُخرى تصرّح باحتمال تواجد الحقّ مع القلّة ، مثل : «لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله »(١) ، أو« إنّ هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلّة »(٢) .

وعليه ، فيجب أن نفهم كلام الإمامعليه‌السلام في المقام بشكل يتّفق مع كلماته وخطبه في سائر الموارد.

( محمّد ـ أمريكا ـ )

لم يذكر فيه كسر ضلع الزهراء :

س : إذا ثبتت مسألة كسر ضلع الزهراء عليها‌السلام عند علمائنا الأجلاّء ، فلماذا لم يرد ذكرها في نهج البلاغة؟ علماً أنّ الإمام علي عليه‌السلام ذكر معظم ما جرى له في حياته في خطبه المجموعة في نهج البلاغة؟

ج : أوّلاً : إنّ الشريف الرضيقدس‌سره جمع خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ورسائله وكلماته القصار ، وكان نظره إلى الجانب الأدبي والبلاغي في كلامهعليه‌السلام ، ولم يجمع كُلّ كلام الإمامعليه‌السلام ، حتّى أنّه لم يورد في بعض الأحيان الخطبة بأكملها ، بل أورد قسماً منها.

وعليه ، فلا يرد الإشكال إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في نهج البلاغة صريحاً ، مع أنّه أشارعليه‌السلام إلى مظلومية الزهراءعليها‌السلام بإشارات يفهمها اللبيب ، وبعبارات بليغة ، وجمل ظريفة ، حيث قالعليه‌السلام ـ عند دفن فاطمةعليها‌السلام ، كالمناجي به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند قبره ـ :

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٠ / ٢٦١.

٢ ـ المصدر السابق ٩ / ٩٥.

٤٤١

« السَلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللهِ عَنّي وَعَن ابنَتِكَ النازِلَة في جِوارِكَ ، وَالسَريعَةِ اللِحاقِ بِكَ! قَلَّ يا رَسولَ الله عَن صَفِيّتِكَ صَبري ، وَرَقّ عَنها تَجَلُدي ، إلاّ أنَّ فِي التَأسّي لي بِعَظيمِ فُرقَتِكَ ، وَفَادِحِ مُصيبَتِكَ مَوضِعَ تَعَزّ ، فلقد وَسّدتُكَ في مَلحودةِ قَبرك ، وفاضَت بينَ نَحري وصَدري نفسُكَ ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فَلَقَد استُرجِعت الوَديعة ، وأخذتِ الرَهينة!

أمّا حُزني فَسَرمَدٌ ، وأمّا لَيلي فَمُسَهّدٌ ، إلى أن يَختارَ اللهُ لي دارك التي أنتَ بِها مُقيم ، وسَتُنَبئكَ ابنتُكَ بِتَضافُرِ أُمّتك عَلَى هَضمِها ، فَأحفِها السُؤالَ ، واستَخبِرها الحالَ ، هذا وَلَم يَطُلِ العَهدُ ، ولَم يَخلُ مِنكَ الذكر ، والسلام عليكما سَلامَ مُودّعٍ ، لا قالٍ ولا سَئمٍ ، فإن أنصَرِف فَلا عَن مَلالةٍ ، وَإن أُقِم فلا عَن سُوء ظَنّ بما وَعَدَ اللهُ الصابِرينَ »(١) .

وفي الختام ننبّهك إلى عدّة نقاط :

١ ـ ليست كُلّ الخطب قد وصلت إلينا ، لأنّ أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام وشيعتهم ـ وعلى مرّ العصور ـ كانوا مظلومين مقهورين ، وفي حالة تقية ، وكذلك الأيادي الأثيمة دمّرت الكثير من تراث أهل البيتعليهم‌السلام .

وبناء عليه إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام الواصلة إلينا ، فإنّ هذا لا يعني أنّهمعليهم‌السلام لم يذكروا هذه المسألة في خطبهم ، بالأخصّ مع تصريحهمعليهم‌السلام إلى هذا المطلب في أحاديثهم ورواياتهم الواصلة إلينا.

٢ ـ إنّ مقام الخطبة غير مقام الكلام والحديث ، ففي الخطبة تراعى المسائل البلاغية والإشارات إلى المطالب التي لم يمكن التصريح بها ، لأنّ الخطبة تكون في الملأ العام ، وهذا بخلاف الأحاديث الخاصّة ، والتي تقال لخواص الأصحاب.

٣ ـ إنّ من أكثر المسائل التي حاول النواصب طمسها وامحاءها هي مسألة مظلومية الزهراءعليها‌السلام ، لأنّها المصداق البارز للتبرّي الذي بُني عليه التشيّع بعد

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٠ / ٢٦٥.

٤٤٢

التولّي ، وكذلك هو الدليل القاطع على فضائح القوم ، فحاول الخصم بكُلّ جهده أن لا تصل هذه الحقائق.

فبعد هذا ، كُلّ ما وصل إلينا من مصاديق مظلومية الزهراءعليها‌السلام فهو من المعجزات ، وبسبب تضحيات العلماء ، الذين ضحّوا بكُلّ شيء لأجل إيصال هذه الحقائق.

( علي ـ ـ )

الخطبة الشقشقية في مصادر سنّية :

س : ناقشي صديق سنّي حول الخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأنّها لا صحّة لها لعدم وجود خلاف بين الإمام والخلفاء ، ولم تذكرها كتب علماء أهل السنّة القدماء ، فهل بإمكانكم تزويدي بمصادر الخطبة في كتب السنّة.

ج : إنّ الخطبة الشقشقية من خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام المشهورات ، وقد روتها العامّة والخاصّة ، وشرحوها ، وضبطوا ألفاظها من دون غمز في متنها ، ولا طعن في أسانيدها.

وتكاد أن تكون هذه الخطبة هي الباعث الأوّل ، والسبب الأكبر لمحاولة تزييف نهج البلاغة بإثارة الشبهات الواهية حوله ، وتوجيه الاتهامات الباطلة لجامعه الشريف الرضي بوضعها ، وما علموا أنّ هذه الخطبة بالخصوص مثبّتة في مصنّفات العلماء المشهورة ، وخطوطهم المعروفة قبل أن تلد الرضي أُمُّه ، وإليك طائفة من علماء السنّة الذين رووها ، أو استشهدوا ببعض مقاطعها.

١ ـ الإنصاف في الإمامة لابن قبة الرازي ، كان من المعتزلة ، ومن تلامذة أبي القاسم البلخي شيخ المعتزلة ، ثمّ انتقل إلى مذهب الإمامية.

٤٤٣

٢ ـ أبو القاسم البلخي الكعبي ، المتوفّى سنة ٣١٧ هـ ، إمام البغداديين من المعتزلة ، له تصانيف تضمّن بعضها كثيراً من الخطبة الشقشقية ، كما شهد لنا بذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(١) .

٣ ـ العقد الفريد لابن عبد ربّه المالكي ، المتوفّى سنة ٣٢٨ هـ ، كما نقل ذلك العلامة المجلسي في البحار(٢) .

ويؤيّد ما نقله المجلسي : أنّ القطيفي ـ في كتاب الفرقة الناجية ـ نصّ على أنّها في الجزء الرابع من العقد الفريد ، ثمّ جاءت الأيدي الأمينة على ودائع العلم! فحذفتها عند النسخ أو عند الطبع ، وكم لهم من أمثالها.

٤ ـ المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي ، المتوفّى ٤١٥ هـ.

٥ ـ نثر الدرر ، وكتاب نزهة الأديب للوزير أبي سعيد الآبي ، المتوفّى ٤٢٢ هـ.

٦ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي(٣) .

٧ ـ تذكرة الخواص لابن الجوزي : ١٣٣.

هذا ، وأنّ كتب الأدب ومعاجم اللغة ، لا تخلو من ذكر الخطبة الشقشقية :

أ ـ مجمع الأمثال للميداني ١ / ٣٦٩.

ب ـ النهاية لابن الأثير(٤) .

ج ـ لسان العرب لابن منظور في مادّة شقشق(٥) .

د ـ تاج العروس للزبيدي(٦) .

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٠٥.

٢ ـ بحار الأنوار ٢٩ / ٥٠٦.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٥١.

٤ ـ النهاية لابن الأثير ٢ / ٤٩٠.

٥ ـ لسان العرب ١٠ / ١٨٥.

٦ ـ تاج العروس ٦ / ٣٩٨.

٤٤٤

( يوسف العاملي. المغرب )

حول عبارة خطرك يسير :

س : جاء في نهج البلاغة في باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام عبارة هي : وخطرك يسير ـ أي الدنيا ـ ووجدت في كتاب آخر : وخطرك كبير ، فما هو الأصل؟

ج : بحسب المصادر الموجودة عندنا العبارة المذكورة هكذا : « وخطرك يسير »(١) ، ووردت عبارة : « وخطرك حقير »(٢) ، كنسخة أُخرى من عبارة : خطرك يسير.

نعم ، ووردت عبارة : « وخطرك كبير » في بعض المصادر(٣) .

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ٢٢٤ ، خصائص الأئمّة : ٧١ ، روضة الواعظين : ٤٤١ ، شرح الأخبار ٢ / ٣٩٢ ، مناقب آل أبي طالب ١ / ٣٧١ ، عدة الداعي : ١٩٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٤ / ٤٠١ ، ينابيع المودّة ١ / ٤٣٨.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ٢٢٦.

٣ ـ كشف الغمّة ١ / ٧٦ ، بحار الأنوار ٧٥ / ٢٣.

٤٤٥
٤٤٦

الوحدة الإسلامية :

( عبد الحميد صالح المعراج ـ السعودية ـ )

تتحقّق بالتمسّك بوصية الرسول :

س : كيف يتمّ التقريب بين المذهب السنّي والمذهب الشيعي؟ بحيث نتوصّل إلى وحدة باطنية ووحدة ظاهرية ، حيث يتمّ الإقناع لكُلّ من السنّي والشيعي ، بحيث لا يبقى مجال لينكر أحدهما على الآخر ، وبالتالي يعيش كُلّ منهما في سعادة واطمئنان وسلام.

ج : إنّ التمسّك بوصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الحلّ الوحيد لإيجاد التقريب ، والتوصّل إلى الوحدة الباطنية ، وذلك يتمّ ببحث أُمور :

١ ـ ما هي وصية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأُمّته؟ الجواب : حديث الثقلين.

٢ ـ هل جاء في حديث الثقلين « الكتاب والعترة » أو « الكتاب والسنّة »؟ الجواب : ورد في حديث الثقلين « الكتاب والعترة » ، كما ورد به الكثير من الأخبار الصحيحة في الصحاح والمسانيد المعتبرة(١) ، وأمّا ما ورد من الوصية

__________________

١ ـ أُنظر : فضائل الصحابة : ١٥ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٢٨ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٩٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٣ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٥ ، المعجم الأوسط ٤ / ٣٣ و ٥ / ٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٦ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ و ١٨٢ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٣٣ ، نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، كنز العمّال ١ / ١٧٢ و ١٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٢ ، المحصول ٤ / ١٧٠ ، الإحكام للآمدي ١ / ٢٤٦ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، علل الدارقطني ٦ / ٢٣٦ ، أنساب الأشراف : ١١١ و ٤٣٩ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ ، السيرة

٤٤٧

بالكتاب والسنّة ، فهو حديث ضعيف صرّح بضعفه كبار محدّثي علماء القوم(١) .

٣ ـ من هم أهل البيت؟ الجواب : ورد في تفسير آية التطهير أنّهم : النبيّ وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

٤ ـ هل النساء من أهل البيت؟ حيث يستدلّ بسياق الآية على دخولهن في مصداق أهل البيت؟ الجواب : السياق حجّة إذا لم يرد دليل آخر يخالفه ويخرجه عن السياق ، ولكن الروايات المعتبرة خصّصت أهل البيت بهؤلاء ، وأخرجت غيرهم ، حيث أنّ أُمّ سلمة سألت النبيّ : وأنا منهم؟ فأجاب : «إنّك على خير »(٢) .

وبعد كُلّ هذا ، فإنّ التمسّك بوصية النبيّ لأُمّته خير طريق لإيجاد الوحدة.

( عمر بن محمّد ـ السعودية ـ سنّي )

مطلوبة بين المسلمين :

س : الحقيقة أنّكم إخواننا في الإسلام ، ونحن الآن في عصر العولمة والتقدّم ، ولعلّنا نستفيد من هذا التقدّم بدفع عجلة الانصهار الطائفي إلى الأمام ، أعني لابدّ للشيعة والسنّة أن يكونوا على قلب واحد لمواجهة الآفة الكبرى أمريكا وإسرائيل ، نحن يا أخواني نعبد الله ، ونحجّ ونصوم ، وقبلتنا

__________________

النبوية لابن كثير ٤ / ٤١٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٥ و ٩٩ و ١٠٥ و ١١٢ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٤٩ و ٢ / ٤٣٢ و ٤٣٨ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، النهاية لابن الأثير ١ / ٢١١ و ٣ / ١٧٧ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨ و ١١ / ٨٨ ، تاج العروس ٧ / ٢٤٥.

١ ـ كنز العمّال ١ / ١٨٧ ، العلل ١ / ٩ ، الضعفاء الكبير ٢ / ٢٥١ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ٦٩.

٢ ـ مسند أبي يعلى ١٢ / ٤٥٦ ، المعجم الكبير ٣ / ٥٣ ، شواهد التنزيل ٢ / ١١٥ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٤٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٣.

٤٤٨

واحدة ، وأنا في الحقيقة يا إخواني لا أفرّق بين المذهبين ، لماذا هذا التراشق والتشكيك بالدين بينكم وبين السنّة؟

أتمنّى أن يأتي اليوم الذي نكون به في خندق واحد ضدّ أمريكا واليهود ، دعونا نعمل للأجيال القادمة ، نزرع لهم الحبّ والوآم قبل أن نزرع الحقد.

في عام ١٩٤٨ م دفعت السفارة البريطانية للكتّاب من الشيعة والسنّة لتأليف كتب معادية للطرفين ، والهدف هو إشعال الفتنة بين المسلمين ، نتمنّى من الله العزيز الحكيم أن يصفّي القلوب ، وتذوب الشوائب ، ويرتفع علم الإسلام خفّاقاً رغماً عن أمريكا ، مع تحياتي للجميع.

ج : نحن نعتقد بالوحدة الإسلامية ، وأنّ المسلمين بأمسّ الحاجة إلى التقارب والاتحاد ، بالأخصّ في وقتنا الحاضر ، ولكن هذا لا يعني ترك الحوار الهادئ الهادف للوصول إلى الحقيقة في المسائل العلمية ، فإنّ الأُمم والحضارات والمدارس الفكرية لا يمكن أن تصل إلى مرحلة الترقّي إلاّ بالتقارب الفكري والحوار الهادف.

فالوحدة مطلوبة ، والحوار الهادف مطلوب أيضاً ، بشرط أن لا يخرج الحوار عن أُسسه العلمية.

( رضا ـ البحرين ـ )

تتحقّق بالحوار الهادف :

س : ما هو رأيكم في التقريب بين المذاهب الإسلامية؟ وما هو المطلوب ، تقريب المذاهب أم توحيدها؟ وما الذي يترتّب على ذلك؟

ج : الآية القرآنية الواردة في الوحدة :( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) (١) ، ورد في تفسيرها عند الشعية والسنّة : أنّ المراد بحبل الله هو الكتاب والعترة ، وذلك يفهم بوضوح عند مراجعة حديث الثقلين المتواتر : «إنّي

__________________

١ ـ آل عمران : ١٠٣.

٤٤٩

تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً ».

فالوحدة الحقيقية : التمحور حول الكتاب والعترة ، والتمسّك بهما ، وأخذ معالم الدين منهما ، ولا يمكن أن نفرّق بينهما «لن يفترقا » ، ولن تفيد التأبيد ، يعني إلى يوم قيام الساعة.

هذا ، وإنّ العقل يحتّم على جميع المسلمين : أن يتركوا المنابزات بالألقاب ، والسباب والشتائم ، وكُلّ شيء يكون سبباً للنفرة ، ويتّحد المسلمون في قبال العدو المشترك ، الذي لا يفتأ عن العمل للإحاطة بالمسلمين.

ومع كُلّ هذا ، فإنّ الاختلاف في الرأي حقيقة ثابتة لا يمكن إنكارها ، ولكن كيف نتعامل مع هذا الاختلاف؟

الوحدة الإسلامية والتقارب يحتّمان على الجميع ، أن يجلسوا على طاولة الحوار الهادف الهادئ لبحث الاختلافات قربة إلى الله تعالى ، متجنّبين عن كُلّ ما يسبّب النفرة ، فإن توصّلوا إلى حلّ فهو المطلوب ، وإلاّ فالاختلاف لا يفسد للودّ قضية.

فالوحدة والتقارب يعني ترك النزاع والالتجاء إلى البحث العلمي الموضوعي المبتني على أُسس علمية.

( أُسامة ـ الأردن ـ سنّي )

لتحقيقها نظرتان :

س : الأحبة في الله ، أعرّفكم بنفسي ، فأنا شافعي من مدرسة فقهية مجدّدة في الأردن ، معجب بجهودكم المباركة ، مبغض لكُلّ نصب وتجسيم وتفريق بين المسلمين ، تخلّصت بفضل الله من التعصّب ، غير أنّي أتمنّى منكم بيان جهودكم في التقريب.

أرجو أن تواصلوني بنصائحكم من أجل توصيل الفائدة للسنّة المعتدلين.

٤٥٠

ج : إنّ للتقريب نظرتان : نظرة تقول : بأن يتّحد المسلمون فيما اتفقوا عليه ، ويتركوا فيما اختلفوا فيه لا يبحثونه بالمرّة ، ونظرة تقول : بأن يتّحد المسلمون فيما اتفقوا عليه ويكون سبباً لتقاربهم ، وأمّا فيما اختلفوا فيه فيجلسون على طاولة الحوار الهادف الهادئ متقرّبين بذلك إلى الله تعالى فيتحاوروا ، فإذا توصّلوا إلى نتيجة فيما اختلفوا فيه فهو المطلوب ، وإذا لم يتوصّلوا إلى حلّ فيما اختلفوا فيه ، فتبقى إخوتهم ومحبّتهم ويواصلوا الحوار.

وهذه النظرية الثانية هي التي يركّز عليها المركز ، وبنى منهجه على وفقها ، وكلّنا أمل في أن يدوم الاتصال فيما بيننا.

٤٥١
٤٥٢

الوضوء :

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

ما ورد في كيفيته من كتاب الغارات لا يعتمد عليه :

س : طالعت كتاب الغارات للثقفي ، فوجدت فيه طريقة الوضوء ، فكان الحديث عن الإمام علي عليه‌السلام يشرح فيه طريقة الوضوء ، وفي الحديث طريقة الوضوء جاءت مطابقة لطريقة وضوء أهل السنّة ، فما هي الحقيقة حول هذا الحديث؟

ج : إنّ الرواية المذكورة في كتاب الغارات لا يمكن الاعتماد عليها(١) ، وذلك لمعارضتها لروايات متواترةٍ صحيحة تصف الوضوء على طريقة الإمامية المتعارفة المتبعة ، لذا فهي ساقطة عن الاعتبار ، وقد روى هذه الرواية الشيخ المفيدقدس‌سره في أماليه بنفس السند(٢) ، إلاّ أنّ نصّها يؤكّد طريقة وضوء الإمامية خلاف النصّ الوارد في كتاب الغارات ، ممّا جعل المحقّق النوريقدس‌سره ـ صاحب المستدرك على الوسائل ـ أن يعتبر ما ورد في نصّ كتاب الغارات هو من تصحيف العامّة ، أي من تحريفهم(٣) .

لذا فلا طعن في سندها ، إلاّ أنّ نصّها مخالف لروايات متواترة تعارضها ، وبذلك فلا يعتنى بهذه الرواية ولا الأخذ بها ، فإنّ وضوء الإمامية قد وردت فيه روايات صحيحة صريحة متواترة فضلاً عن إجماع الطائفة دون معارض.

__________________

١ ـ الغارات ١ / ٢٤٤.

٢ ـ الأمالي للشيخ المفيد : ٢٦٠.

٣ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٣٠٦.

٤٥٣

( الكويت ـ ـ )

كيفيته :

س : كيف يتم الوضوء؟

ج : إنّ الوضوء يتمّ بعدّة أُمور :

أوّلاً : غسل الوجه ، ما بين قصاص الشعر إلى طرف الذقن طولاً ، وما اشتملت عليه الإصبع الوسطى والإبهام عرضاً ، والابتداء بأعلى الوجه إلى الأسفل ، ولا يجوز العكس.

ثانياً : غسل اليدين من المرفقين إلى أطراف الأصابع ، ولا يصحّ العكس.

ثالثاً : مسح مقدّم الرأس بما بقي من بلل اليد ، بمقدار ثلاثة أصابع مضمومة عرضاً ، وقدر إصبع طولاً ، وأن يكون المسح من الأعلى إلى الأسفل بباطن الكفّ اليمنى.

رابعاً : مسح القدمين من أطراف الأصابع إلى الكعبين.

( سامي مراد ـ الكويت ـ )

غسل اليد من المرفق :

س : قال الله تعالى في آية الوضوء :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ) (١) .

فأرجو أن توضّحوا لي : لماذا يكون وضوؤنا إلى الأصابع؟ وليس إلى المرافق؟ كما في الآية ، أي إنّنا عندما نريد أن نتوضّأ نغسل أيدينا من المرافق إلى الأصابع؟

ج : قال تعالى :( فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ) ، والأيدي جمع يد ، وهي العضو الخاصّ الذي به القبض والبسط والبطش وغير ذلك ، وهو : ما

__________________

١ ـ المائدة : ٦.

٤٥٤

بين المنكب وأطراف الأصابع ، وبما أنّ المعظم من مقاصد اليد تحصل بما دون المرفق إلى أطراف الأصابع ، سُمّي هذا المقطع باليد أيضاً ، فصار اللفظ بذلك مشتركاً ، كالمشترك بين الكلّ والأبعاض ، وهذا الاشتراك هو الموجب لذكر القرينة المعيّنة إذا أُريد به أحد المعاني ، ولذلك قيّد تعالى قوله :( وَأَيْدِيَكُمْ ) بقوله :( إِلَى الْمَرَافِقِ ) ، ليتعيّن أنّ المراد غسل اليد التي تنتهي إلى المرافق.

فتبيّن : أنّ قوله تعالى :( إِلَى الْمَرَافِقِ ) قيد لقوله :( أَيْدِيَكُمْ ) ، فيكون الغسل المتعلّق بها مطلقاً غير مقيّد بالغاية ، يمكن أن يبدأ فيه من المرفق إلى أطراف الأصابع ، وهو الذي يأتي به الإنسان طبعاً إذا غسل يده في غير حال الوضوء من سائر الأحوال ، أو يبدأ من أطراف الأصابع ويختم بالمرفق ، لكن الأخبار الواردة من طريق أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام تفتي بالنحو الأوّل دون الثاني ، وبعبارة أسهل نقول :

١ ـ إنّ لفظ الأيدي في الآية الشريفة مشترك بين كونه ما بين المنكب وأطراف الأصابع ، أو ما بين المرفق وأطراف الأصابع.

٢ ـ هذا الاشتراك يحتاج إلى قرينة تعيّنه.

٣ ـ قوله تعالى :( إِلَى الْمَرَافِقِ ) قرينة على تعيين المراد من اليد ، فقوله تعالى :( إِلَى الْمَرَافِقِ ) قيد لقوله تعالى :( وَأَيْدِيَكُمْ ) ، لا قيداً لقوله تعالى :( فاغْسِلُواْ ) ، ولا معنى لكونه قيداً لهما جميعاً.

٤ ـ وبعد هذا ، فإنّ الآية غير ناظرة إلى أنّ الغسل من أين يبدأ فيه ، فحينئذ يرجع فيه إلى السنّة.

٥ ـ إنّ الأُمّة أجمعت على صحّة وضوء من بدأ في الغسل بالمرافق وانتهى إلى أطراف الأصابع ، وهذا يؤيّد مدّعانا من الاستفادة من الآية القرآنية.

٤٥٥

( جنيد عباس ـ غانا ـ )

كيفية وضوء رسول الله :

س : من فضلكم كيف كان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله يتوضّأ؟ لأنّي أرى بعض المسلمين يفعلون شيئاً ، وآخرون يفعلون شيئاً آخر ، لذلك أُريد البيان الكامل منكم.

ج : روى الشيخ الكلينيقدس‌سره عن زرارة وبكير أنّهما سألا أبا جعفرعليه‌السلام عن وضوء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدعا بطشت ، أو تور فيه ماء ، فغمس يده اليمنى ، فغرف بها غرفة ، فصبّها على وجهه ، فغسل بها وجهه ، ثمّ غمس كفّه اليسرى ، فغرف بها غرفة ، فأفرغ على ذراعه اليمنى ، فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكفّ ، لا يردّها إلى المرفق ، ثمّ غمس كفّه اليمنى ، فأفرغ بها على ذراعه اليسرى من المرفق ، وصنع بها مثل ما صنع باليمنى ، ثمّ مسح رأسه وقدميه ببلل كفّه ، لم يحدث لهما ماء جديداً(١) .

__________________

١ ـ الكافي ٣ / ٢٥.

٤٥٦

وطئ الزوجة من الدبر :

( عبد الله ـ الكويت ـ سنّي ـ ٢٥ سنة ـ دبلوم تجارة )

محلّ نقاش عند أهل السنّة :

س : في البداية أودّ أن أقول : بأنّني لم أجد موقعاً في الإنترنت مثل موقعكم هذا ، حيث أنّني من محبّي معرفة الإسلام الحقّ ، وهذا الموقع وضّح لي الكثير من الأشياء ، التي كانت تخفى عليّ أنا ، المهمّ أحبّ أن أقول : بأنّني سنّي المذهب حتّى الآن ، ولكن أحبّ أن أوضّح لكم بعض الأُمور ، أنا اقتنعت من مذهب الشيعة ، حيث أنّني فهمت الكثير من هذا الموقع ، وجزاكم الله خيراً ، حيث أنّني لم أكن أعرف معنى السجود على التربة ، وجمع الصلوات ، والخمس ، وزواج المتعة.

المهمّ أنّ موضوعي ليس زواج المتعة ، بل هو بعض الفتاوى التي تصدر من مراجع الشيعة ، مثل ما يلي : علماء الشيعة يجوّزون في الزواج أن يدخل الرجل بزوجته من الدبر ، وهذا متّفق عليه عند المراجع كُلّهم ، أنا أعلم بأنّه مكروه كراهية شديدة ، والمرأة إن رفضت لا تعتبر ناشزة ، ولكن هل هذا جائز فعلاً؟ أعني بذلك أنّه هل توجد أدلّة تبيّن لنا ـ نحن الباحثون عن الحقّ ـ لماذا هذا جائز عند الشيعة ، وليس جائز عند السنّة؟

وهل يوجد من علماء السنّة من الأوّلين إلى الآن ، من جوّز الدخول على المرأة من الدبر؟ وإن كان يوجد فأرجو ذكر أسمائهم ، حيث أنّه هناك آية قرآنية تبيّن فيها أن تأتي المرأة من ما أمرنا الله ، أو ليس هذا اجتهاد مقابل النصّ

٤٥٧

القرآني؟ أرجو التوضيح ، لأنّ الشيعة هم ينادون بأنّهم يندّدون ويبغضون من يجتهد مقابل النصّ ، مثل عمر بن الخطّاب.

آسف على الإطالة ، ولكنّي أبحث عن الحقّ ، وقد أُعجبت بمذهب أهل البيت ، ولكن رأيت من يمثّل أهل البيت لهم فتاوى غريبة ، كالتي ذكرتها ، وأنا أُريد أن أسير في طريق أهل البيت ، ولكن يوجد فتاوى كالتي ذكرتها ، والمزيد ما لم أذكره أجد فيه غرابة واجتهاد مقابل النصّ القرآني.

على العموم أنا إنسان في طريق الاستبصار ، فقد فهمت كُلّ عقائد أهل البيت ، ولكنّي أعجب من فتاوى العلماء الذين سوف يكون واحد منهم مرجعي ، فأرجو منكم التوضيح التام للأمر الذي ذكرته ، وسوف يكون بيننا تواصل إن شاء الله تعالى.

ج : إنّ موضوع إتيان النساء في أدبارهنّ مختلف فيه عند الشيعة ، فمنهم من يفتي بكراهته ، ومنهم من يحرّمه ، ولكُلّ من الفريقين أدلّة ونصوص قرآنية وروائية لا مجال لنا أن نتعرّض لسردها وتأييدها أو ردّها ، ولكن نشير إلى الآية التي ذكرتموها ، وهي :( فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ) (١) ، فلا يظهر المراد منها على وجه تختصّ بالقُبل ، كما هو ظاهر للمتأمّل ، بل كما يجوز هذا الوجه ، يحتمل أيضاً أن يكون المراد هو حلّية مطلق الإتيان ، ورفع الحظر الذي كان في حالة الحيض.

ثمّ إنّ المتتبّع المنصف يرى أنّ الموضوع هو محلّ النقاش عند السنّة أيضاً ، فعلى سبيل المثال نذكر هنا هذه الرواية التي تجوّز هذا الأمر عندهم : عن أبي سعيد : أنّ رجلاً أصاب امرأته في دبرها ، فأنكر الناس ذلك عليه ، وقالوا : نعيّرها ، فأنزل الله عزّ وجلّ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) (٢) .

__________________

١ ـ البقرة : ٢٢٢.

٢ ـ البقرة : ٢٢٣.

٤٥٨

قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أنّ وطئ المرأة في دبرها جائز ، واحتجّوا في ذلك بهذا الحديث ، وتأوّلوا هذه الآية على إباحة ذلك(١) .

وأخيراً : لابأس أن نشير إلى نقطة هامّة في المقام ، وهو أنّه في طريق البحث عن العقيدة والمذهب الصحيح لا ينبغي أن نتحقّق في المواضيع الهامشية ، بل يجب علينا أن نبحث في الأُسس والأركان ، ثمّ إنّ رضينا وقنعنا بها نقبل بالتفاصيل بصورة عامّة.

ولا يعقل أن نتساءل في كُلّ مورد عن الأدلّة والتفاصيل ، بل نرجع فيها إلى ذوي الخبرة والاختصاص ، فالمسائل والفروع الفقهية هي محلّ بحث ونقاش حتّى الآن ، وهذا لا يخدش في أصل العقيدة والمذهب بعد ما أثبتنا صحّته بالدلائل العقلية والنقلية.

( عبد الله ـ الكويت ـ سنّي ـ ٢٥ سنة ـ دبلوم تجارة )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : السلام عليكم يا أتباع الحقّ ، في الحقيقة أنّني استلمت ردّكم على سؤالي ، وأنا أشكركم جدّاً على جهدكم المتواصل ، لتوصيل مذهب أهل البيت للناس ، ولكن للأسف قليل من الناس من يعرف قدر أهل بيت رسول الله ، المهمّ أنّني قرأت الإجابات ، وإنّني أصارحكم بأنّني لم اقتنع بشكل كامل ، ولكن أصبحت الصورة أوضح والحمد لله.

ولكن مشكلتي هي أنّني لا أملك الوقت الكامل لأطّلع على الكتب التي وضعتم عناوينها ورقم صفحاتها ، وذلك بسبب عملي الطويل وبقائي خارج البيت ، وهذا الموضوع بالنسبة لي مهمّ جدّاً ، فلو تكرّمتم أن تكتبوا لي النصوص الموجودة في الكتب السنّية التي ذكرتموها عن إتيان المرأة في الدبر.

__________________

١ ـ شرح معاني الآثار ٣ / ٤٠ ، جامع البيان ٢ / ٥٣٧ ، فتح الباري ٨ / ١٤١ ، فيض القدير ١ / ٨٨ ، نيل الأوطار ٦ / ٣٥٥ ، الدرّ المنثور ١ / ٢٦٥ ، فتح القدير ١ / ٢٢٩.

٤٥٩

ج : نذكر لكم بعض النصوص المشار إليها في جوابنا لكم ؛ ففي مجال إتيان النساء في أدبارهنّ ، أخرج البخاري عن ابن عمر في آية( فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) (١) ، أنّه قال : يأتيها في الدبر(٢) .

ونقل الطبري عن نافع قال : « كان ابن عمر إذا قرئ القرآن لم يتكلّم ، قال : فقرأت ذات يوم هذه الآية( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) فقال : أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قلت : لا ، قال : نزلت في إتيان النساء في أدبارهنّ »(٣) .

وعن أبي سعيد الخدري : « أنّ رجلاً أصاب امرأته في دبرها ، فأنكر الناس ذلك عليه ، وقالوا : نعيّرها ، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية ، وعلّقه النسائي عن هشام بن سعيد عن زيد : وهذا السبب في نزول هذه الآية مشهور »(٤) .

وعن أبي سعيد الخدري قال : أبعر رجل امرأته على عهد رسول الله ، فقالوا : أبعر فلان امرأته ، فأنزل الله( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ) (٥) .

وعن مالك قال : « ما أدركت أحداً أقتدي به في ديني يشكّ في أنّه حلال ، يعني وطء المرأة في دبرها ، ثمّ قرأ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ) ، قال : فأيّ شيء أبين من هذا وما أشكّ فيه »(٦) .

وأخرج ابن جرير في كتاب النكاح من طريق ابن وهب عن مالك : أنّه مباح(٧) .

__________________

١ ـ البقرة : ٢٢٣.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ١٦٠ ، فتح الباري ٨ / ١٤١ ، عمدة القاري ١٨ / ١٥٤.

٣ ـ جامع البيان ٢ / ٥٣٥ ، صحيح البخاري ٥ / ١٦٠ ، عمدة القاري ١٨ / ١٥٣ ، أحكام القرآن لابن العربي ١ / ٢٣٨ ، الجامع لأحكام القرآن ٣ / ٩١ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٢٦٩.

٤ ـ فتح الباري ٨ / ١٤٢.

٥ ـ مسند أبي يعلى ٢ / ٣٥٥.

٦ ـ أحكام القرآن للجصّاص ١ / ٤٢٦ ، المجموع ١٦ / ٤٢٠ ، المغني لابن قدامة ٨ / ١٣١ ، عمدة القاري ١٨ / ١٥٥ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٢٧٢.

٧ ـ الدرّ المنثور ١ / ٢٦٦.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

٦ - فصل:

في بيان ظهور آياته في الإخبار بآجال الناس

وفيه: خمسة أحاديث

٤٠٧ / ١ - روى الحاكم بإسناده عن سعد بن سعد أنّهعليه‌السلام نظر إلى رجل فقال: « يا عبد الله، أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه » فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيَّام.

٤٠٨ / ٢ - عن يحيى بن محمّد بن جعفر، قال: مرض أبي مرضا شديداً، فأتاه الرضاعليه‌السلام يعوده وعمّي إسحاق جالس يبكي، فالتفت إليَّ وقال: « ما يبكي عمك؟ » فقلت: يخاف عليه ممّا ترى. قال: « لا تغتم، فإنّ إسحاق سيموت قبله ».

قال: فبریء أبي محمّد، ومات إسحاق.

٤٠٩ / ٣ - عن الحسن بن بشّار، قال: قال لي الرضاعليه‌السلام : « إنّ عبد الله يقتل محمّداً » فقلت: عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون؟! قال: « نعم، عبد الله الذي بخراسان، يقتل

__________________

١ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٢٣ / ٤٣، بحار الأنوار ٤٩: ٤٣ عن العيون.

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٠٦ / ٧، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٤٠.

٣ - كشف الغمة ٢: ٣١٤، اعلام الورى: ٣١١.

٤٨١

محمّد بن زبيدة الذي هو ببغداد » فقتله، وكان كما قال.

٤١٠ / ٤ - عن موسى بن مهران، قال: قال لي الرضاعليه‌السلام وقد نظر إلى هرثمة بالمدينة فقال: « كأنّي به وقد حمل إلى مرو فضرب عنقه » فكان كما قال.

٤١١ / ٥ - عن الحسن بن علي الوشّاء، قال: كنت مع الرضاعليه‌السلام بمنى فمرّ يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك، فقال: « مساكين، ما يدرون ما يحلّ بهم في هذه السنة ».

ثمّ قال: « وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين ». وضمّ إصبعيه.

قال مسافر: فما عرفت معنى الحديث حتّى دفنّاه معه.

__________________

٤ - عيون إخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٠ / ١٤، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٣٥.

٥ - إرشاد المفيد: ٣٠٩، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٤٠، كشف الغمة ٢: ٢٧٥، باختلاف يسير.

٤٨٢

٧ - فصل:

في بيان آياته فيما أخبر به ممّا رآه في المنام

وفيه: حديثان

٤١٢ / ١ - روى الحاكم أبو عبد الله النيسابوري بإسناده في كتابه ( مفاخر الرضاعليه‌السلام ) عن أبي حبيب النباجي قال: رأيت رسول الله (ص) في المنام، وقد وافى النباج(١) ، ونزل في المسجد الذي ينزله الحاج في كل سنة، وكأني مضيت إليه، وسلّمت عليه، ووقفت بين يديه، فوجدت عنده طبقاً من خوص نخل المدينة، فيه تمر صيحاني، وكأنّه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني إيّاها، فعددته، فكان ثماني عشر، فتأوّلت أن أعيش بعد ذلك ثماني عشرة سنة، بعدد كل تمرة سنة.

فلمّا كان بعد عشرين يوماً كنت في أرض لعمي بين يدي الزراعة إذ رآني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضاعليه‌السلام من المدينة ونزوله ذلك المسجد، ورأيت الناس يسرعون(٢) إليه، فمضيت نحوه،

__________________

١ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٠ / ١٥، دلائل الإمامة: ١٨٩، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٤٢، كشف الغمة ٢: ٣٠٣.

(١) النباج: قرية في بادية البصرة على النصف من طريق مكة « معجم البلدان ٥: ٢٥٦ ».

(٢) في ر، ك، م: يسعون.

٤٨٣

فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي (ص)، وتحته حصير مثل ما كان تحت النبي (ص)، وبين يديه طبق من خوص فيه تمر صيحاني، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام فناداني، وناولني قبضة من ذلك التمر، فعددته فإذا عدده بعدد الذي ناولني رسول الله (ص)، فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، جعلني الله فداك. فقال لي: « لو زادك جدّي رسول الله لزدتك ».

٤١٣ / ٢ - عن أحمد بن علي بن الحسن الثعالبي، قال: حدّثني أبو أحمد عبد الله بن عبد الرحمن المعروف بالصفواني، قال: خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق، وأخذوا منهم رجلاً اتهموه بكثرة المال وأقاموه في الثلج، وملأوا فاه منه فانفسد فمه ولسانه حتّى لم يقدر على التكلم، ثمّ انصرف إلى خراسان وسمع بخبر أبي الحسن الرضاعليه‌السلام بنيسابور، فرأى فيما يرى النائم كأنّ قائلاً يقول له: إنّ ابن رسول الله نازل بخراسان فاسأله عن علتك ليعمل لك الدواء(١) فتنتفع به.

قال: فرأيت كأني قد قصدته وشكوتُ إليه ما كنت وقعت فيه، وأخبرته فقال لي: « خذ من الكمون والسعتر والملح ودقه، وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثاً فإنّك تعافى » فانتبه الرجل من منامه ولم يفكر فيما كان رأى في المنام حتّى ورد باب نيسابور فقيل له: إنّ علي بن موسى الرضاعليه‌السلام قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد، فوقع في نفسه أن يقصده ويصف له أمره، فدخل عليه فقال: يا ابن رسول الله، كان من أمري كيت وكيت، وقد انفسد فمي ولساني [ و ] لا أقدر على الكلام إلاّ بجاهد، فعلمني دواء أنتفع به.

__________________

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١١ / ١٦، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٤٤، باختصار، كشف الغمة ٢: ٣١٤، اعلام الورى: ٣١١.

(١) في ش، ص: ليعلمك الجواب في الدواء.

٤٨٤

فقالعليه‌السلام : « ألم أعلمك؟! فاذهب واستعمل ما وصفت لك في المنام » فقال الرجل: يا ابن رسول الله، إن رأيت أن تعيده علي. فقال لي: « خذ من الكمون والسعتر(١) والملح فدقه، وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثا تعافى » فقال الرجل: فاستعملت منه فعافاني الله تعالى.

__________________

(١) السعتر: يمضغ فيسكن وجع السن ويشفي اللثة المترهلة « القانون ١: ٣٨٤ ». وفي ر: الشعير.

٤٨٥

٨ - فصل:

في بيان آياته في الإخبار بالمغيبات

وفيه: عشرة أحاديث

٤١٤ / ١ - عن الحسين بن موسى بن جعفر، قال: كنّا حول أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ونحن شبان بني هاشم، إذ مرّ علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة، فنظر بعضنا إلى بعض، وضحكنا من هيئته، فقال الرضاعليه‌السلام : « سترونه عن قريب كثير المال والتبع » فما مضى إلاّ شهر أو نحوه حتّى ولي المدينة وحسنت حاله، وهو يمرّ بنا ومعه الخصيان والحشم.

٤١٥ / ٢ - عن عبد الله بن محمّد الهاشمي العلوي قال: دخلت على المأمون فحدّثني مليا، ثمّ أخرج من كان عنده لمكاني، فلمّا خلا المجالس دعا بماء فغسلنا أيدينا، ثمّ أتى بطعام فطعمنا، ثمّ أمر بستارة فمدّت، ثمّ أقبل على واحدة من الجواري وقال: يا بنت فلان، لما رثيت لنا من بطوس قاطناً. فأنشأت الجارية تقول شعراً:

سقيا لطوس ومن أضحى به قطنا

من عترة المصطفى ابقى لنا حزنا

__________________

١ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٠٨ / ١١، كشف الغمة ٢: ٣١٤، إعلام الورى: ٣١١.

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٢٣ / ٤٤، وقطعة منه في مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٣٣.

٤٨٦

فبكى المأمون حتّى اخضلت لحيته من دموعه، ثمّ قال: يا عبد الله، أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك أن أنصب أبا الحسن علما، فو الله لأحدّثنك بحديث، فاكتمه علي.

جئته يوماً فقلت له: جعلت فداك، آباؤك موسى بن جعفر وجعفر بن محمد ومحمّد بن علي وعلي بن الحسين والحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنينعليهم‌السلام كان عندهم علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وأنت وصي(١) القوم، وعندك علمهم، وهذه الزاهرية حظيتي ومَن لا أقدّم عليها أحداً من جواري، وقد حملت غير مرّة كل ذلك تسقط، وهي حبلى، أفلا تعلمني شيئاً أعلمها فتعالج به فلعلها تسلم؟

قال المأمون: فأطرق إطراقة ثم رفع رأسه وقال: « لا تخف من إسقاطها، فإنّها ستسلم وتلد لك غلاماً أشبه الناس بأمّه، كأنّ وجهه الكوكب الدري، وقد زاد الله في خلقه مرتين ». قلت: فما المرتان الزائدتان؟ قال: « فالأولى بيده اليمنى خنصرة زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليسرى خنصرة زائدة ليست بالمدلاة ».

فتعجبت من ذلك، ولم أزل أتوقع من الزاهرية حتّى إذا قرب أمرها جاءتني القيّمة على الجواري وعلى أمّهات الأولاد فقالت: يا سيدي، إن الزاهرية قد دنت ولادتها، فتأذن لي أن أدخل عليها القوابل؟ فأذنت لها في ذلك.

ثمّ قلت: إذا وضعت المولود فأتيني به ذكراً كان أو أنثى؛ فما شعرت إلاّ وأنا بالقابلة قد أتتني بغلام مدرج في حريرة، فكشفت عن وجهه كأنّه الكوكب الدري، أشبه الناس بأمّه، فرددت الغلام على القابلة، وقمت أسعى حافيا، وكانعليه‌السلام نزل معي في الدار،

__________________

(١) في ش، ص، ك: رئيس.

٤٨٧

فإذا هو في بيت يصلّي، فلمّا أحسّ بي خفف صلاته، فسلّمت عليه، ثمّ جئت إلى موضع سجوده فقبّلته وقلت: يا سيدي أنت الداعي المطاع، وأنا من رعيتك، فأخرجت خاتمي وجعلته في أصبعه وقلت: مرني بأمرك انتهى إلى ما تأمرني به، والله إنّه لو فعل لفعلت، ولكن لعن الله حمزة ومحمداً ابني جعفر فإنّهما قتلاه، والله ما فعلت ولا أمرت ولا دسست، وقد أمرت بقاتليه فقاتلا سرّاً. ثمّ بكى. وأبكاني؛ وكان حمزة ومحمد من بني العباس.

٤١٦ / ٣ - عن أبي هاشم الجعفري، قال: لمّا بعث المأمون رجاء بن الضحّاك لحمل أبي الحسن الرضاعليه‌السلام من المدينة إلى خراسان حمله على طريق الأهواز، ولم يمرّ به على طريق العراق والكوفة، وكنت بالشرق من إيذج فبلغني ذلك، فسرت فلقيته وقد نزل به الرجاء بن الضحاك الأهواز، فسلّمت عليه وتعرفت إليه وانتسبت، وذلك أول لقائي به وصحبتي إيّاه، فقال خيراً كثيراً، ورأيته قليلاً، وذلك زمن القيظ في الصيف، فقلت: يا سيدي وابن ساداتي، ما تجشم بك هذا الصيف؟ فقال: « هيهات يا أبا هاشم، ولكن ادع لي طبيباً من أطباء هذه البلاد، أنعت له بقلة هاهنا عسى أن يعرفها ».

فأتيته بطبيب، فنعت له بقلة فقال له الطبيب: لا أعرف على وجه الأرض أحداً يعرف اسمها غيرك، فمن أين عرفتها؟ وليست في هذه الأوطان، ولا في هذا الأوان، ولا في هذا الزمان!

قال: « فابغ لي قصب السّكّر » فقال الطبيب: هذا أدنى من الأول، ما هذا بزمان قصب السكّر، ولا يكون إلاّ في الشتاء.

قال: فقال لهعليه‌السلام : « بل هما في أرضكم هذه، وزمانكم هذا، وهذا معك فأمضيا إلى شاذروان الماء فاعبراه فيرجع لكما

__________________

٣ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٦١ / ٤.

٤٨٨

جوخان، فاقصداه فتجدان هناك رجلاً أسود في جوخان فقولا: أرنا منابت قصب السكر ومنابت الحشيشة » عن أبي هاشم فقال: « يا أبا هاشم، دونك القوم ».

فقمت معهما، فإذا أنا بالجوخان والرجل الأسود هناك، فسألناه فأومى إلى ظهره، فإذا قصب السكّر، فأخذنا منه حاجتنا ورجعنا إلى الجوخان فلم نر صاحبه فيه، فانصرفنا إلى الرضاعليه‌السلام فحمد الله كثيراً، فقال لي الطبيب(١) : من هذا؟! قلت: ويلك، ابن سيّد الأنبياء.

قال: أفعنده من أقاليد النبوة شيء؟ قلت: قد شهدت بعضها، ولكنه ليس بنبي.

قال: وهذا وصي نبي؟ قلت: أمّا هذا فنعم.

فبلغ ذلك رجاء بن الضحاك فقال لأصحابه: إن أخطأتم به طريق الكوفة والعراق فما أخطأتم هذا الموضع الذي قد أظهر فيه الأعاجيب، ولئن أقمتم بعد هذا لتمدّن إليه الرقاب. فارتحل به.

وقد ذكر الهاشمي المنصوري ذلك في دلائله عن عمّه أبي موسى، وليس فيه ذكر أبي هاشم.

٤١٧ / ٤ - عن أبي الصلت الهروي، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن الرضاعليه‌السلام إذ قال لي: « يا أبا الصلت، ادخل القبة التي فيها قبر هارون، فأتني بتراب من أربعة جوانبها »

__________________

(١) في ك زيادة: ابن.

٤ - أمالي الصدوق: ٥٢٦ / ١٧، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٤٢ / ١، الخرائج والجرائح ١: ٣٥٢ / ٨. إعلام الورى: ٣٢٦، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٢٠٨، مشارق أنوار اليقين: ٩٧، اثبات الهداة ٣: ٢٨٠ / ٩٧، روضة الواعظين: ٢٧٣ مرسلاً، كشف الغمة: ٢: ٣٣٠.

٤٨٩

قال: فمضيت وأتيته، فلمّا مثلت بين يديه قال لي: « ناولني هذا التراب الذي هو من عند قبره » فناولته، فأخذه وشمّه ثمّ رمى به وقال: « سيحفر لي في هذا الموضع، فتظهر صخرة لو جمع لها كلّ معول بخراسان لم يتهيأ قلعها ».

ثمّ قال: « سيحفر لي في هذا الموضع فأمرهم أن يحفروا لي سبع مراق إلى أسفل، وأن يشق في صخرة فإن أبوا إلاّ أن يلحدوا فأمرُهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإنّ الله عزّ وجل سيوسعه لي ما شاء، فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة، فتكلم بالكلام الذي أعلّمك فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلأ اللّحد، وترى فيه حيتانا صغارا، ففتّت لها الخبز الّذي أعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقى منها شيء ثمّ تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء ثمّ تكلم بالكلام الّذي أعلّمك، فإنّه ينضب الماء ولا يبقى منه شيء، ولا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون ».

ثمّ قالعليه‌السلام : « يا أبا الصلت، غدا أدخل إلى هذا الفاسق الفاجر، فإن أنا خرجت مكشوف الرأس فتكلم، أكلمك، وإن خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني ».

قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه، وجلس في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعليه ورداءه، وأمرني أن أتبعه حتّى دخل على المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه، فلمّا بصر بالرضاعليه‌السلام وثب إليه، وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود وقال: يا ابن بنت رسول الله، رأيت عنباً أحسن من هذا؟ فقال الرضاعليه‌السلام : « ربما يكون في الجنة أحسن منه » فقال له: كلُ منه.

٤٩٠

فقال له الرضاعليه‌السلام : « اعفني منه » فقال: لا بد من ذلك، وما يمنعك منه؟ لعلك تتهمنا بشيء؟.

فتناول العنقود وأكل منه ثمّ ناوله، فأكل الرضاعليه‌السلام منه ثلاث حبّات ثمّ رماه وقام، فقال المأمون: إلى أين؟ قال: « إلى حيث وجهتني ».

فخرجعليه‌السلام وهو مغطى الرأس، فلم أكلمه حتّى دخل الدار. والحديث طويل.

فلمّا قبضعليه‌السلام أمر المأمون بحفر قبره، فحفرت الموضع فظهر كل شيء على ما وصف الرضاعليه‌السلام ، وفعلت ما أمرني به، فلمّا رأى المأمون ما ظهر من الماء والحيتان وغير ذلك قال: لم يزل الرضاعليه‌السلام يرينا من عجائبه في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضاً. فقال له وزير كان معه: أتدري ما أخبرك به الرضاعليه‌السلام ؟ قال: لا، قال: أخبرك بأن مثلكم يا بني العباس مع كثرتكم وطول مدّتكم مثل هذه الحيتان الصغار، حتّى إذا فنيت آجالكم وانقضت أيامكم، وذهبت دياركم سلط الله تعالى عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم، قال: صدقت، وفي الحديث طول.

٤١٨ / ٥ - وروى هرثمة بن أعين ما يخالف بعضه ذلك، وهذا هو الأكثر وقد روى ذلك عن طريق العامّة أيضا.

٤١٩ / ٦ - عن جعفر بن محمّد النوفلي، قال: أتيت الرضاعليه‌السلام وهو بقنطرة أربق(١) ، فسلّمت عليه، ثمّ جلست وقلت: جعلت

__________________

٥ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٤٥ / ١.

٦ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٦ / ٢٣.

(١) أربق: بفتح الباء وقد تضم، من نواحي رامهرمز من نواحي خوزستان « معجم البلدان ٢: ١٣٧ ».

٤٩١

فداك، إنّ أناساً يزعمون أنّ أباك حي، فقال: « كذبوا لعنهم الله، لو كان حيّاً ما قسّم ميراثه، ولا نكح نساؤه، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالبعليه‌السلام ».

قال: قلت: فما تأمرني؟ قال: « عليك بابني محمد من بعدي، وأمّا أنا فإنّي غائب في وجه لا أرجع منه، فبورك قبر بطوس، وقبران ببغداد ».

قلت: جعلت فداك، قد عرفنا واحداً، فمن الثاني؟ قال: « ستعرفونه ».

ثمّ قال: « قبري وقبر هارون هكذا » وضمّ اصبعيه.

٤٢٠ / ٧ - عن حمزة بن جعفر الأرجاني، قال: خرج هارون من المسجد الحرام من باب فقالعليه‌السلام - وهو يعني هارون -: « ما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس يا طوس، ستجمعني(١) وإيّاه ».

٤٢١ / ٨ - عن أبي الحسن الطيّب، قال: لمّا توفي أبو الحسن موسىعليه‌السلام دخل أبو الحسن الرضاعليه‌السلام السوق فاشترى كلباً وديكاً وكبشاً، فلمّا كتب صاحب الخبر بذلك إلى هارون الرشيد قال: أمنا جانبه.

وكتب إليه الزبيري: إنّ علي بن موسى الرضا قد فتح بابه ودعا إلى نفسه. فقال هارون الرشيد: واعجباه، إنّ علي بن موسى قد اشترى كلباً وديكاً وكبشاً، ويكتب فيه ما يكتب.

فقال المصنف لهذا الكتابرحمه‌الله : إنّ هذا أمر عجيب حيث

__________________

٧ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٦ / ٢٤، كشف الغمة ٢: ٣١٥.

(١) في م: سيجمعني الله، سيجمعني الله وإياه.

٨ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٠٥ / ٤، كشف الغمة ٢: ٣١٥.

٤٩٢

علم إن فعل ذلك لم يجد إلى قتله سبيلاً، ولا إلى التشبث بذيله وسيلة.

٤٢٢ / ٩ - عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: كان لي جار يشرب المسكر وينتهك ما الله به أعلم.

قال: فذكرته للرضاعليه‌السلام ، وكان له محباً، فقال: « يا أبا إسحاق، أما علمت أنَّ ولي علي لم تزلّ له قدم إلاّ وتثبت له أخرى؟ ».

قال: فانصرفت، فإذا أنا بكتاب منه قد أتاني فيه حوائج له، فأمرني أن أشتريها بستين ديناراً، فقلت في نفسي: والله ما عودني أن يكتب إلي، إذ لم يكن عندي شيء، ولا أعلم له عندي شيئاً.

فلمّا كان من الليل إذا أنا برجل جاءني سكران، فدعاني من خلف الباب، فنزلت إليه فقال لي: اخرج. فقلت: لا أفعل، فى هذه الساعة ما حاجتك؟ إذ أتيت قال: فأخرج يدك وخذ هذه الصرّة، وابعث بها إلى مولاي لينفقها في الحاجة، وما يقدر أن يتكلم من السكر، فأخذت ما أعطاني وانصرفت، فنظرت وزنها فإذا هي ستون ديناراً فقلت: وهذا والله مصداق ما قال لي في ولي علي، وفي كتابه بحاجته. فاشتريت حوائجه، وكتبت إليه بفعل الرجل فكتب: « هذا من ذلك ».

٤٢٣ / ١٠ - عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: خرجت بعد مضي أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، فلمّا صرت قرب المدينة قلت لمقاتل بن مقاتل: غدا تدخل على هذا الرجل؟ قال: وأي رجل؟

قلت: علي بن موسى قال: والله لا تفلح أبداً، لم لا تقول: هو حجّة الله؟ قلت: وما يدريك؟ قال: أشهد أنّ أباه قد مات، وأنّه حجة الله

__________________

٩ - روى صدر الحديث في قرب الإسناد: ١٧١ وأمالي الطوسي ١: ١٣٢.

١٠ - عوالم الإمام الكاظم: ٥١١ / ٤.

٤٩٣

على خلقه، والله لا دخلت معك أبداً.

قال الحسين بن عمر: فلمّا كان من الغد مضيت فدخلت على الرضاعليه‌السلام بالغداة فقال: « مرحباً بك يا حسين » ثمّ أقعدني وسألني عن سفري، وعليه قميص هاروني وإزار صغير فقلت له: ما فعل أبوك؟ فقال: « مضى ».

فقلت له: جعلت فداك، أي مضي مضى؟ قال: « مضى مضي الموت ».

فقلت له: من الإمام من بعده؟ قال: « أنا الذي من خالفني كفر ».

قال: فلم أقبل منه، قال: « فأي شيء لك على أبي؟ » قلت: أنت أعلم.

قال: « لك عليه ألف دينار وهي عليَّ حتى أقضيكها » قال: فلم أقطع عليه.

ثمّ قال: « يا حسين - بعد ما سكت هنيئة - رجل معك يقال له: مقاتل بن مقاتل » قلت: جعلت فداك، هو من مواليك، فقال لي: « قل له: أصبت فالزم ».

قلت: يا مولاي هذه آية، أشهد أنّ أباك قد مضى، وأنّك الإمام من بعده.

٤٩٤

٩ - فصل:

في بيان ظهور آياته في معان شتى

وفيه: سبعة أحاديث

٤٢٤ / ١ - عن محمد بن العلاء الجرجاني، قال: حججت فرأيت علي بن موسى الرضاعليه‌السلام يطوف بالبيت، فقلت له: جعلت فداك، هذا الحديث قد روي عن النبي (ص): « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ».

قال: فقال: « نعم، حدّثني أبي، عن جدّي، عن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: قال رسول الله (ص): « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ».

قال: فقلت له: جعلت فداك، ومن مات ميتة جاهلية. قال: « مشرك ».

قال: قلت: فمن إمام زماننا؟ فإنّي لا أعرفه. قال: « أنا هو ».

فقلت له: ما علامة أستدل بها؟ قال: « تعالى إلى البيت ». وقال للغلمان: « لا تحجبوه إذا جاء ». قال: فأتيته من الغد، فسلّم عليَّ وقرّبني، وجعل يناظرني، وبين يديه صبي، وبيده رطب يأكله، فنطق الصبي وقال: الحق حق مولاي، وهو الإمام.

__________________

١ - عنه في مدينة المعاجز: ٥١٠ / ١٤٥.

٤٩٥

قال محمّد بن العلاء: فتغير لوني وغشي عليَّ، فحلّفني أشدّ الأيمان أن لا أخبر به أحداً حتّى يموت.

٤٢٥ / ٢ - عن أبي واسع محمّد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري، قال: سمعت جدّتي خديجة بنت حمدان قالت: لمّا دخل علي بن موسى الرضاعليه‌السلام نيسابور نزل محلة قرفى(١) ناحية تعرف بلاد سناباد في دار لجدّتي تعرف پسنده لأنّ الرضاعليه‌السلام ارتضاها من بين الدور. وپسنده كلمة فارسية معناها: مرضي.

فلمّا نزلعليه‌السلام دارنا زرع لوزة في جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة، وأثمرت في سنته، فعلم الناس بذلك وكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة، فمن أصابته علّة يتبارك بالتناول من ذلك اللوز مستشفياً به فعوفي.

ومن أصابه رمد جعل من ذلك اللوز على عينيه عوفي.

وكانت الحامل إذا عسرت ولادتها تناولت من ذلك اللوز فتخف عليها الولادة وتضع من ساعتها، وكان إذا أخذ القولنج دابّة من دواب الناس أخذ من قضبان تلك الشجرة فأمرّه على بطنها فتعافى، ويذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضاعليه‌السلام .

فمضت الأيّام على تلك الشجرة ويبست، فجاء جدّي حمدان فقطع أغصانها فعمي.

وروي في تلك الشجرة آيات كثيرة، ذكرها الحافظ أبو عبد الله في مؤلفه المسمى بـ ( مفاخر الرضاعليه‌السلام ) وقد اقتصرنا هنا نحن على هذا القدر.

__________________

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٣٢ / ١.

(١) في ر: قوفي، وفي العيون: الغربي.

٤٩٦

٤٢٦ / ٣ - عن عيسى بن موسى العماني، قال: دخل الرضاعليه‌السلام على المأمون فوجد فيه همّا فقال: « إنّي أرى فيك همّا؟ » قال المأمون: نعم، بالباب بدوي وأنّه قد دفع سبع شعرات يزعم أنّها من لحية رسول الله (ص)، وقد طلب الجائزة، فإن كان صادقاً ومنعت الجائزة فقد بخست شرفي، وإن كان كاذباً وأعطيته الجائزة فقد سخر بي، وما أدري ما أعمل به؟

فقال الرضاعليه‌السلام : « عليّ بالشعر ». فلمّا رآه شمّه وقال: « هذه أربع من لحية رسول الله (ص)، والباقي ليس من لحيته ». فقال المأمون: من أين قلت هذا؟ فقال: « عليّ بالنار ». فألقى الشعر في النار فاحترقت ثلاث شعرات، وبقيت الأربع التي أخرجها الرضاعليه‌السلام لم يكن للنار عليها سبيل، فقال المأمون: عليَّ بالبدوي. فلمّا مثل بين يديه أمر بضرب رقبته، فقال البدوي: ما ذنبي؟ قال: تصدق عن الشعر. فقال: أربعة من لحية رسول الله (ص)، وثلاثة من لحيتي. فتمكن الحسد في قلب المأمون.

٤٢٧ / ٤ - عن سهل بن زياد، عن علي بن محمد القاشاني، قال: أخبرني بعض أصحابنا أنّه حمل إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام مالا خطيرا فلم أره يسرّ به.

قال: فاغتممت لذلك، وقلت في نفسي: قد حملت مثل هذا المال ولم يسرّ به.

قال: فقال: « يا غلام، عليَّ بالطست والماء ». وقعد على كرسي وقال للغلام بيده: « صبّ على يدي الماء ».

قال: فصبّ على يده الماء، فجعل يسيل من بين أصابعه في

__________________

٣ - عنه في مدينة المعاجز: ٥١١ / ١٤٦.

٤ - الكافي ١: ٤١١ / ١٠، كشف الغمة ٢: ٣٠٣.

٤٩٧

الطست ذهباً، ثمّ التفت إليّ وقال لي: « من كان هكذا لا يبالي بالذي حملت ».

٤٢٨ / ٥ - عن الحسن بن منصور، عن أخيه قال: دخلت على الرضاعليه‌السلام في بيت داخل في جوف بيت [ ليلاً ]، فرفع يدهعليه‌السلام ، فإذا بها ضياء عشرة مصابيح، فاستأذن عليه رجل فخلّى يده، ثمّ أذن له.

٤٢٩ / ٦ - عن أبي إسماعيل السندي، قال: سمعت بالسند أنّ لله تعالى في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب، فدُللت على الرضاعليه‌السلام ، فقصدته، فدخلت عليه وأنا لا أحسن من العربيّة كلمة، فسلّمت عليه بالسنديّة، فردَّ عليَّ بها، فجعلت أكلّمه بالسندية وهو يجيبني بها، فقلت له: إنّي سمعت بالسند أنّ لله في العرب حجّة، فخرجت في الطلب. فقال: « أنا هو ».

ثمّ قال: « فسل عمّا تريد » فسألته عمّا أردت، فلمّا أردت القيام من عنده قلت: إنّي لا أحسن من العربية شيئاً، فادع الله أن يلهمنيها لأتكلم بها مع أهلها، فمسح بيده على شفتي، فتكلمات بالعربيّة من وقتي ببركته.

٤٣٠ / ٧ - عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابنا، قال: خرج الرضاعليه‌السلام من المدينة في السنة التي خرج فيها هارون، وهو يريد الحج، وانتهى إلى جبل عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، يقال له ( فارع ) فنظر إليه وقال: « باني فارع وهادمه يقطع إرباً إرباً » فلم

__________________

٥ - الكافي ١: ٤٠٧ / ٣، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٤٨.

٦ - الخرائج والجرائح ١: ٣٤٠ / ٥، كشف الغمة ٢: ٣٠٤، مدينة المعاجز: ٥١١ / ١٤٧، الصراط المستقيم ٢: ١٩٥ باختصار.

٧ - الكافي ١: ٤٠٧ / ٥، إرشاد المفيد: ٤٠٩، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٤٠.

٤٩٨

أدر ما معنى ذلك.

فلمّا وافى هارون نزل بذلك الموضع من الجبل، وصعد جعفر بن يحيى ذلك الموضع من الجبل، وأمر أن يا بنى له فيه مجلسٌ، فلمّا رجع من مكّة صعد إليه وأمر بهدمه، فلمّا انصرف إلى العراق قطع إرباً إرباً.

٤٩٩

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697