الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب0%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب

مؤلف: ابن حمزة الطوسي
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف:

الصفحات: 697
المشاهدات: 169671
تحميل: 5137

توضيحات:

الثاقب في المناقب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 169671 / تحميل: 5137
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

١٠ - فصل:

في ظهور آياته في معان شتى

وفيه: اثنا عشر حديثا

٤٥٣ / ١ - عن العبّاس بن السندي الهمداني، عن بكير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : عمّتي(١) تشتكي من ريح بها. فقال: « ائتني بها ».

فأتيته بها فدخلت عليه فقال لها: « ما تشتكين؟ » قالت: ركبتي جعلت فداك، فمسح بيده الشريفة على ركبتيها من وراء الثياب، وتكلّم بكلام، فخرجت ولم تجد من الوجع شيئا.

٤٥٤ / ٢ - عن أبي هاشم الجعفري، قال: دخلت معه بستانا ذات يوم فقلت له: جعلت فداك، إنّي مولع بأكل الطين فادع الله تعالى لي، فسكت ثمّ قال بعد أيّام: « يا أبا هاشم، قد أذهب الله عنك أكل الطين ».

قال أبو هاشم: فما شيء أبغض إليّ منه.

__________________

١ - دلائل الإمامة: ٢١٣، الخرائج والجرائح ١: ٣٧٦ / ٣ مثله، كشف الغمة ٢: ٣٦٦.

(١) في ك، م: ابنة عمي.

٢ - الكافي ١: ٤١٤ / ذيل حديث ٥، ارشاد المفيد: ٣٢٦، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٩٠، كشف الغمة ٢: ٣٦١.

٥٢١

٤٥٥ / ٣ - عن علي بن أسباط، قال: خرجت مع أبي جعفرعليه‌السلام من الكوفة وهو راكب على حمار، فمر بقطيع غنم، فتركت شاة الغنم وعدت إليه وهي ترغو(١) فاحتبسعليه‌السلام ، وأمرني أن أدعو الراعي إليه، ففعلت، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « أيّها الراعي، إنّ هذه الشاة تشكوك وتزعم أن لها رجلين وأنك تحيف(٢) عليها بالحلب، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا، فإن كففت من ظلمها، وإلاّ دعوت الله تعالى أن يبتر عمرك ».

فقال الراعي: إنّي أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّدا رسول الله، وأنّك وصيه، أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « نحن خزّان الله على علمه وغيبه وحكمته، وأوصياء أنبيائه، وعباد مكرمون ».

٤٥٦ / ٤ - عن محمّد بن الفرج، قال: كتب إليّ أبو جعفرعليه‌السلام : « احمل إليّ الخمس، فإني لست آخذ منكم سوى عامي هذا » فقبضعليه‌السلام في تلك السنة.

٤٥٧ / ٥ - عن يوسف بن زياد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، قال: جاء رجل إلى محمّد بن علي بن موسىعليهم‌السلام فقال: يا ابن رسول الله، إنّ أبي قد مات، وكان له ألف دينار، ففاجأه

__________________

٣ - عنه في مدينة المعاجز: ٥٣٤.

(١) الرغاء: صوت ذوات الخف « لسان العرب - رغا - ١٤: ٣٢٩ ».

(٢) الحيف: الظلم والجور « لسان العرب - حيف - ٩: ٦٠ ».

٤ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٨٩، إعلام الورى: ٣٣٥، مدينة المعاجز: ٥٣٥.

٥ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٦٥ / ٥ عن أبي هاشم الجعفري، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٩١.

٥٢٢

الموت، ولست أقف على ماله، ولي عيال كثيرة، وأنا من مواليكم فاغنني، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « إذا صلّيت العشاء الآخرة فصلّ على محمّد وآل محمّد مائة مرّة، فإنّ أباك يأتيك ويخبرك بأمر المال ».

ففعل الرجل ذلك فأتاه أبوه في منامه فقال: يا بني مالي في موضع كذا فخذه. فذهب الرجل فأخذ الألف دينار وأبوه واقف فقال يا بني اذهب إلى ابن رسول الله (ص) فأخبره بأنّي قد دللتك عليه، فإنّه كان أمرني بذلك، فجاء الرجل وأخبره بالمال وقال: الحمد لله الذي أكرمك واصطفاك.

٤٥٨ / ٦ - عن أبي الصلت الهروي، قال: حضرت مجلس الإمام محمّد بن علي بن موسىعليهم‌السلام ، وعنده جماعة من الشيعة وغيرهم، فقام إليه رجل وقال: يا سيدي، جعلت فداك. فقالعليه‌السلام : « لا تقصّر واجلس ».

ثمّ قام إليه آخر فقال: يا مولاي، جعلت فداك. فقال: « إن لم تجد أحدا فارم بها في الماء، فإنّها تصل إليه ».

قال: فجلس الرجل، فلمّا انصرف من كان في المجالس قلت له: جعلت فداك، رأيت عجبا! قال: « نعم، تسألني عن الرجلين؟ » قلت: نعم يا سيدي.

قال: « أمّا الأول فإنّه قام يسألني عن الملاّح يقصّر في السفينة؟ قلت: لا، لأنّ السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها؛ والآخر قام يسألني عن الزكاة إن لم يصب أحدا من شيعتنا فإلى من يدفعه؟ فقلت له: إن لم تصب لها(١) أحدا فارم بها في الماء، فإنّها تصل إلى أهلها »

__________________

٦ - عنه في مدينة المعاجز: ٥٣٤.

(١) في ص، ك: تجد.

٥٢٣

٤٥٩ / ٧ - عن صالح بن عطية الأضخم قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفرعليه‌السلام الوحدة، فقال لي: « إنّك لا تخرج من الحرم حتّى تشتري جارية ترزق منها ابنا ». فقلت: تشير إليّ؟ قال: « نعم » وركب إلى النخّاس ونظر إلى جارية فقال: « اشترها » فاشتريتها، فولدت محمّدا.

٤٦٠ / ٨ - عن عمران بن محمد الأشعري قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقضيت حوائجي وقلت له: إنّ أم الحسين تقرئك السلام وتسألك ثوبا من ثيابك تجعله كفنا لها. قال: « قد استغنت عن ذلك ». فخرجت ولست أدري ما معنى ذلك، حتى أتى الخبر بأنّها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما، أو أربعة عشر يوما.

٤٦١ / ٩ - عن ابن أورمة قال: إنّ المعتصم دعا جماعة من وزرائه وقال: اشهدوا لي على محمّد بن علي بن موسى الرضا زورا واكتبوا بأنّه أراد أن يخرج.

ثمّ دعاه فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ. فقال: « والله ما فعلت شيئا من ذلك ».

قال: إنّ فلانا وفلانا شهدوا عليك. وأحضروا فقالوا: نعم، هذه الكتاب أخذناها من بعض غلمانك.

قال: وكان جالسا في [ بهو ] فرفع أبو جعفرعليه‌السلام يده وقال: « اللهم إن كانوا كذبوا عليّ فخذهم ».

قال: فنظرنا إلى ذلك البهو يرجف ويذهب ويجيء، وكلما قام

__________________

٧ - إثبات الوصية: ١٩١، الخرائج والجرائح ٢: ٦٦٦ / ٧، فرج المهموم: ٢٣٢، مدينة المعاجز: ٥٣٤ / ٧٢.

٨ - إثبات الوصية: ١٩١، عيون المعجزات: ١٢٤.

٩ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٧٠ / ١٨، مدينة المعاجز: ٥٣٣ / ٥٧.

٥٢٤

واحد وقع، فقال المعتصم: يا ابن رسول الله، تبت ممّا قلت، فادع ربّك أن يسكّنه. فقال: « اللهم سكّنه، وإنّك تعلم بأنّهم أعداؤك وأعدائي ».

٤٦٢ / ١٠ - عن محمّد بن ميمون، قال: كنت مع الرضاعليه‌السلام بمكّة قبل خروجه إلى خراسان، قال: فقلت له: إنّي أريد أن أتقدّم إلى المدينة، فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، فتبسّم وكتب، وحضرت إلى المدينة، وقد كان ذهب بصري، فأخرج الخادم أبا جعفرعليه‌السلام إلينا فحمله من المهد، فتناول الكتاب وقال لموفق الخادم: « فضّه وانشره » ففضه ونشره بين يديه، فنظر فيه، ثمّ قال: « يا محمد، ما حال بصرك؟ » قلت: يا ابن رسول الله، اعتلت عيناي فذهب بصري كما ترى.

قال: فمدّ يده ومسح بها على عيني، فعاد بصري إليّ كأصحّ ما كان، فقبّلت يده ورجله، وانصرفت من عنده وأنا بصير، والمنّة الله.

٤٦٣ / ١١ - عن محمد بن عمر(١) بن واقد الرازي قال: دخلت على أبي جعفر محمّد الجواد بن الرضاعليهم‌السلام ومعي أخي به بهق شديد، فشكا إليه ذلك البهق، فقال: « عافاك الله مما تشكو » فخرجنا من عنده وقد عوفي، فما عاد إليه ذلك البهق إلى أن مات.

قال محمّد بن عمر: وكان يصيبني وجع في خاصرتي في كل أسبوع، فيشتد ذلك بي أياما، فسألته أن يدعو لي بزواله عنّي، فقال: « وأنت، فعافاك الله » فما عاد إلى هذه الغاية.

__________________

١٠ - إثبات الوصية: ٢٠٣، الخرائج والجرائح ١: ٣٧٢ / ١، كشف الغمة ٢: ٣٦٥.

١١ - الخرائج والجرائح: ١: ٣٧٧ / ٥، كشف الغمة ٢: ٣٦٧.

(١) في ر، ش، ص، ك: عمران. وفي الخرائج وكشف الغمة: عمير.

٥٢٥

٤٦٤ / ١٢ - عن إسماعيل بن عباس الهاشمي، قال: جئت إلى أبي جعفرعليه‌السلام يوم عيد فشكوت إليه ضيق المعاش فرفع المصلّى، فأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها، فخرجت بها إلى السوق فكان فيها ستة عشر مثقالا(١) من الذهب.

__________________

١٢ - الخرائج والجرائح ١: ٣٨٣ / ١٢، كشف الغمة ٢: ٣٦٨، الصراط المستقيم ٢: ٢٠٠ / ٨، مدينة المعاجز: ٥٣١ / ٤٩.

(١) في ك، م: سبعة عشر دينارا.

٥٢٦

الباب الثالث عشر

في آيات أبي الحسن علي النقيعليه‌السلام

وفيه ستة فصول

٥٢٧

٥٢٨

١ - فصل:

في بيان ظهور آياته في إحياء الموتى

وفيه: حديث واحد

٤٦٥ / ١ - عن محمّد بن حمدان، عن إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكل، فأهدي له خمسون غلاما من الخزر، فأمرني أن أتسلمهم وأحسن إليهم، فلمّا تمّت سنة كاملة كنت واقفا بين يديه إذ دخل عليه أبو الحسن علي بن محمّد النقيعليهما‌السلام ، فلمّا أخذ مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلمّا بصروا بأبي الحسنعليه‌السلام سجدوا له بأجمعهم، فلم يتمالك المتوكل أن قام يجرّ رجليه حتّى توارى خلف الستر، ثمّ نهض أبو الحسنعليه‌السلام .

فلمّا علم المتوكل بذلك خرج إليّ وقال: ويلك(١) يا بلطون، ما هذا الذي فعل هؤلاء الغلمان؟ فقلت: لا والله، ما أدري. قال: سلهم. فسألتهم عمّا فعلوا فقالوا: هذا رجل يأتينا كل سنة فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيّام، وهو وصي نبي المسلمين. فأمرني بذبحهم، فذبحتهم عن آخرهم.

فلمّا كان وقت العتمة صرت إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، فإذا

__________________

١ - عنه مدينة المعاجز: ٥٥١ / ٦٠.

(١) في ر: ويحك.

٥٢٩

خادم على الباب فنظر إليّ، فلمّا بصر بي قال: « ادخل » فدخلت، فإذا هو -عليه‌السلام - جالس فقال: « يا بلطون ما صنع القوم؟ » فقلت: يا ابن رسول الله ذبحوا والله عن آخرهم، فقال لي: « كلهم؟ » فقلت: إي والله.

فقالعليه‌السلام : « أتحب أن تراهم؟ » قلت: نعم، يا ابن رسول الله. فأومأ بيده أن ادخل الستر، فدخلت فإذا أنا بالقوم قعود وبين أيديهم فاكهة يأكلون.

٥٣٠

٢ - فصل:

في بيان ظهور آياته مع الماء والشجر

وفيه: حديث واحد

٤٦٦ / ١ - عن يحيى بن هرثمة، قال: أنا صحبت(١) أبا الحسنعليه‌السلام من المدينة إلى سرّ من رأى في خلافة المتوكل، فلمّا صرنا ببعض الطريق عطشنا عطشا شديدا، فتكلمنا، وتكلم الناس في ذلك، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : « الآن نصير إلى ماء عذب فنشربه ».

فما سرنا إلاّ قليلا حتّى صرنا إلى تحت شجرة ينبع منها ماء عذب بارد، فنزلنا عليه وارتوينا وحملنا معنا وارتحلنا، وكنت علّقت سيفي على الشجرة فنسيته.

فلمّا صرت غير بعيد في بعض الطريق ذكرته، فقلت لغلامي: ارجع حتّى تأتيني بالسيف، فمرّ الغلام ركضا، فوجد السيف وحمله ورجع متحيرا، فسألته عن ذلك فقال لي: إنّي رجعت إلى الشجرة، فوجدت السيف معلقا عليها، ولا عين ولا ماء ولا شجر، فعرفت الخبر، فصرت إلى أبي الحسنعليه‌السلام فأخبرته بذلك، فقال: « احلف أن لا تذكر ذلك لأحد » فقلت: نعم.

__________________

١ - عنه مدينة المعاجز: ٥٥١ / ٦١.

(١) في ش، ص: أشخصت.

٥٣١

٣ - فصل:

في بيان معجزاته في الحجر والرمل

وفيه: ثلاثة أحاديث

٤٦٧ / ١ - عن أبي هاشم الجعفري، قال: خرجت مع أبي الحسنعليه‌السلام إلى سرّ من رأى نتلقى بعض القادمين فأبطئوا، فطرح لأبي الحسنعليه‌السلام غاشية السرج فجلس عليها، فنزلت عن دابّتي وجلست بين يديه وهو يحدّثني، فشكوت إليه قصور يدي، فأهوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا وناولني منه كفّا وقال: « اتسع بهذا يا أبا هاشم، واكتم ما رأيت » فجئت به معي، ورجعنا فأبصرته فإذا هو يتقد كالنيران ذهبا أحمر.

فدعوت صائغا إلى منزلي، وقلت له: اسبك لي هذا فسبكه وقال لي: ما رأيت ذهبا أجود منه، وهو كهيئة الرمل، فمن أين لك هذا؟ فما رأيت أعجب منه! قلت: هذا شيء كان عندنا قديما تدّخره لنا عجائزنا على طول الأيّام.

٤٦٨ / ٢ - وعنه قال: حججت سنة حج فيها بغا، فلمّا صرت

__________________

١ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٧٣، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٠٩، قطعة منه، إعلام الورى: ٣٦٠، الصراط المستقيم ٢: ٢٠٥ / ١٩، مدينة المعاجز: ٥٤٤ / ٣٣.

٢ - عنه مدينة المعاجز: ٥٥١ / ٦٢.

٥٣٢

إلى المدينة إلى باب أبي الحسنعليه‌السلام وجدته راكبا في استقبال بغا، فسلّمت عليه فقال: « امض بنا إذا شئت ». فمضيت معه حتّى خرجنا من المدينة، فلمّا أصحرنا التفت إلى غلامه وقال: « اذهب فانظر في أوائل العسكر ». ثمّ قال: « انزل بنا يا أبا هاشم ».

قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئا وأنا أستحيي منه، وأقدّم وأؤخر.

قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم سليمان، فنظرت فإذا في آخر الأحرف مكتوب: « خذ » وفي الآخر « اكتم » وفي الآخر « اعذر » ثمّ اقتلعه بسوطه وناولنيه فنظرت، فإذا بنقرة(١) صافية فيها أربعمائة مثقال، فقلت: بأبي أنت وأمّي، لقد كنت شديد الحاجة إليها، وأردت كلامك وأقدّم وأؤخر، والله أعلم حيث يجعل رسالته، ثمّ ركبنا.

٤٦٩ / ٣ - وعنه قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام فكلّمني بالهندية، فلم أحسن أن أردّ عليه، وكان بين يديه ركوة ملأى حصا، فتناول حصاة واحدة فوضعها في فيه مليا، ثمّ رمى بها إليّ فوضعتها في فمي، فو الله ما رجعت من عنده حتى تكلّمت بثلاث وسبعين لسانا، أولها الهندية.

__________________

(١) النقرة: القطعة المذابة، وقيل السبيكة « لسان العرب - نقر - ٥: ٢٢٩ ».

٣ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٧٣ / ٢، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٠٨. إعلام الورى: ٣٤٣، الأنوار البهية: ٢٢٧.

٥٣٣

٤ - فصل:

في بيان ظهور آياته في الإعلام عن آجال الناس

وفيه: سبعة أحاديث

٤٧٠ / ١ - عن حسين الأسباطي، قال: قدمت على أبي الحسن عليعليه‌السلام بالمدينة فقال: « ما خبر الواثق عندك؟ » قلت: جعلت فداك، خلّفته في عافية، أنا من أقرب الناس عهدا به منذ عشرة أيام، فقال: « إنّ الناس يقولون إنّه مات ». فعلمت أنّه يعني نفسه.

ثمّ قال: « ما فعل جعفر؟ » قلت: تركته أسوأ الناس حالا في السجن، قال: فقال: « أما إنّه صاحب الأمر ».

فقال: « ما فعل ابن الزيّات؟ » قلت: الناس معه والأمر أمره، قال: « أما إنّه شؤم عليه ».

ثمّ سكت وقال: « لا بد أن تجري مقادير الله وأحكامه » فأخبر أن مات الواثق، وقعد المتوكل جعفر، وقتل ابن الزيّات، قلت: متى جعلت فداك؟ قال: « بعد خروجك بستة أيام ».

٤٧١ / ٢ - عن محمّد بن الفرج الرّخّجي، قال إنّ أبا الحسن

__________________

١ - الكافي ١: ٤١٦ / ١، ارشاد المفيد: ٣٢٩، الخرائج والجرائح ١: ٤٠٧ / ١٣، إعلام الورى: ٣٤١، روضة الواعظين: ٢٤٤.

٢ - الكافي ١: ٤١٨، ارشاد المفيد: ٣٣٠، كشف الغمة ٢: ٣٨٠، إعلام الورى: ٣٤١.

٥٣٤

عليه‌السلام كتب إليّ: « يا محمّد، اجمع أمرك، وخذ حذرك ».

قال: فأنا(١) في جمع أمري لست أدري ما الّذي أراد حتّى ورد عليّ رسول، وحملني من وطني مصفدا بالحديد، وضرب على كلّ ما أملك.

فمكثت في السجن ثماني سنين، ثمّ ورد عليّ الكتاب منه وأنا في السجن: « يا محمد بن الفرج، لا تنزل في ناحية الجانب الغربي ».

فقرأت الكتاب، فقلت في نفسي. يكتب إليّ أبو الحسنعليه‌السلام بهذا وأنا في السجن؟! إنّ هذا لعجب.

فما مكثت إلاّ أيّاما يسيرة حتّى أفرج عنّي، وخليت قيودي، وخلّي سبيلي، فكتبت إليه بعد خروجي أسأله أن يسأل الله تعالى أن يردّ عليّ ضيعتي، فكتب إليّ: « سوف تعود إليك، وترد عليك، وما يضرّك أن لا تردّ عليك ».

قال علي بن محمد النوفلي: فلمّا شخص محمّد بن الفرج الرّخّجي إلى العسكر كتب له بردّ ضيعته، فلم يصل الكتاب حتّى مات.

٤٧٢ / ٣ - عن أبي يعقوب قال: رأيت أبا الحسنعليه‌السلام مع أحمد بن الخصيب يتسايران، وقد قصر أبو الحسنعليه‌السلام عنه، فقال له ابن الخصيب: سر جعلت فداك. فقال له أبو الحسنعليه‌السلام : « أنت المتقدم » فما لبثنا إلاّ أربعة أيام حتّى وقع الدّهق(٢) على ساق ابن الخصيب وقتل.

__________________

(١) في ر: فانّي.

٣ - إرشاد المفيد: ٣٣١، كشف الغمة ٢: ٣٨٠، إعلام الورى: ٣٤٢، الكامل في التاريخ للطبري ١١: ٦٥.

(٢) الدهق: خشبتان يغمز بهما الساق « لسان العرب - غمز - ١٠: ١٠٦ ».

٥٣٥

٤٧٣ / ٤ - عن الحسن بن محمّد بن جمهور، قال: كان لي صديق مؤدب ولد(١) بغا أو وصيف - الشكّ منّي - فقال لي: قال الأمير [ عند ] منصرفه من دار الخلافة: حبس أمير المؤمنين هذا الذي يقولون له ابن الرضا اليوم ودفعه إلي علي بن كركر، فسمعته يقول: « أنا أكرم على الله من ناقة صالح( تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ) (٢) ليس يفصح بالآية ولا بالكلام، أيّ شيء هذا؟

قال: قلت: أعزك الله تعالى توعدك أنظر ما يكون بعد ثلاثة أيّام.

فلمّا كان من الغد أطلقه واعتذر إليه، فلمّا كان اليوم الثالث وثب عليه باغر وبغلون أوتامش وجماعة معهم، فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة.

٤٧٤ / ٥ - عن سعيد بن سهل البصري الملقّب بالملاح قال: حدث لبعض أولاد الخلفاء وليمة، فدعانا مع أبي الحسنعليه‌السلام ، فدخلنا فلمّا رأوه أنصتوا إجلالا له، وجعل شابّ في المجالس لا يوقّره، وجعل يلعب ويضحك، فأقبل عليه وقال: « يا هذا، أتضحك ملء فمك وتذهل عن ذكر الله تعالى وأنت بعد ثلاثة أيّام من أهل القبور؟! » فقلنا. هذا دليل حتى ننتظر ما يكون.

قال: فأمسك الفتى وكفّ عمّا هو فيه، وطعمنا وخرجنا، فلمّا كان بعد يوم اعتلّ الفتى ومات في اليوم الثالث من أول النهار، ودفن في آخره.

__________________

٤ - إعلام الورى: ٣٤٦.

(١) في ش: ولدي.

(٢) سورة هود الآية: ٦٥.

٥ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤١٤، إعلام الورى: ٣٤٦.

٥٣٦

٤٧٥ / ٦ - وعنه، قال: اجتمعنا أيضا في وليمة لبعض أهل سرّ من رأى وأبو الحسنعليه‌السلام معنا، فجعل رجل يلعب(١) ، ويمزح ولا يرى له إجلالا فأقبل على جعفر وقال: « إنّه لا يأكل من هذا الطعام، وسوف يرد عليه من خبر أهله ما ينغص عيشه » فقدّمت المائدة فقال: ليس بعد هذا خبر وقد بطل قوله، فو الله لقد غسل الرجل يده وأهوى إلى الطعام فإذا غلامه قد دخل من باب البيت يبكي وقال له: الحق أمّك فقد وقعت من فوق البيت وهي إلى الموت أقرب.

فقال جعفر: قلت: والله لا وقفت بعد هذا، وقطعت عليه أنّه الإمام.

٤٧٦ / ٧ - عن أبي يعقوب قال: رأيت محمّد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشية من العشايا وقد استقبل أبا الحسنعليه‌السلام ، فنظر إليه نظرا شافيا، واعتلّ محمّد بن الفرج من الغد، فدخلت عليه عائدا بعد أيّام من علته، فحدّثني أنّ أبا الحسنعليه‌السلام أنفذ إليه بثوب ورأيته مدرجا تحت رأسه. قال: وكفّن والله فيه.

__________________

٦ - مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤١٥، إعلام الورى: ٣٤٧.

(١) في ر، ك، م: يعبث.

٧ - ارشاد المفيد: ٣٣١، كشف الغمة ٢: ٣٨٠، إعلام الورى: ٣٤٢.

٥٣٧

٥ - فصل:

في ظهور آياته من الإخبار بالغائبات

وفيه: ستة أحاديث

٤٧٧ / ١ - عن المنتصر بن المتوكل قال: زرع والدي الآس في بستان وأكثر منه، فلمّا استوى الآس كلّه وحسن، أمر الفراشين أن يفرشوا له على دكان في وسط البستان وأنا قائم على رأسه، فرفع رأسه إليّ وقال: يا رافضي، سل ربّك الأسود(١) عن هذا الأصل الأصفر ماله من بين ما بقي من هذا البستان قد اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّه ليس يعلم الغيب.

فأصبحت [ وغدوت ] إلى أبي الحسنعليه‌السلام من الغد وأخبرته بالأمر، فقال: « يا بني، امض أنت واحفر الأصل الأصفر فإن تحته جمجمة نخرة، واصفراره لبخارها ونتنها ».

قال: ففعلت ذلك فوجدته كما قالعليه‌السلام ، ثمّ قال لي: « يا بني لا تخبرن أحدا بهذا الأمر إلاّ لمن يحدّثك بمثله ».

٤٧٨ / ٢ - عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت بالمدينة حين مرّ

__________________

١ - عنه مدينة المعاجز: ٥٥١ / ٦٣.

(١) في م: ألا يرد.

٢ - الخرائج والجرائح ٢: ٦٧٤ / ٤، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٠٨، كشف الغمة ٢: ٣٩٧، الأنوار البهية: ٢٢٧.

٥٣٨

بها بغا أيّام الواثق في طلب الأعراب، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : « اخرجوا بنا حتّى ننظر إلى لغة هذا التركي ». فمر بنا تركي وكلّمه أبو الحسنعليه‌السلام بالتركية، فنزل عن فرسه وقبّل حافر دابته.

قال: فحلف التركي وقلت له: ما قال الرجل لك؟ قال: هذا نبي؟ فقلت: هذا ليس نبيّا.

قال: دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك، وما علمه أحد إلى الساعة.

٤٧٩ / ٣ - عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي، قال: سمعت من سعيد الصغير الحاجب قال: دخلت على سعيد بن صالح الحاجب فقلت: يا أبا عثمان قد صرت من أصحابك، وكان سعيد يتشيع. فقال: هيهات، قلت: بلى والله. فقال: وكيف ذلك؟

قلت: بعثني المتوكل وأمرني أن أكبس على علي بن محمّد بن الرضاعليهم‌السلام فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك فوجدته يصلّي، فبقيت قائما حتّى فرغ، فلما انفتل من صلاته أقبل عليّ وقال: « يا سعيد لا يكفّ عنّي جعفر - أي المتوكّل الملعون - حتّى يقطع إربا إربا! اذهب واعزب » وأشار بيده الشريفة، فخرجت مرعوبا، ودخلني من هيبته ما لا أحسن أن أصفه، فلمّا رجعت إلى المتوكل سمعت الصيحة والواعية، فسألت عنه فقيل: قتل المتوكل، فرجعنا وقلت بها(١) .

٤٨٠ / ٤ - عن عبد الله بن طاهر، قال: خرجت إلى سر من رأى لأمر من الأمور أحضرني المتوكل، فأقمت مدة ثمّ ودعت وعزمت على الانحدار إلى بغداد، فكتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام أستأذنه في

__________________

٣ - عنه مدينة المعاجز: ٥٥٢ / ٦٤.

(١) أي بالإمامة.

٤ - عنه مدينة المعاجز: ٥٥٢ / ٦٥.

٥٣٩

ذلك وأودعه، فكتب لي: « فإنك بعد ثلاث يحتاج إليك ويحدث أمران ».

فانحدرت واستحسنته، فخرجت إلى الصيد ونسيت ما أشار إلي أبو الحسنعليه‌السلام ، فعدلت إلى المطيرة(١) وقد صرت إلى مصري وأنا جالس مع خاصتي ( إذ ثمانية فوارس )(٢) يقولون. أجب أمير المؤمنين المنتصر، فقلت: ما الخبر؟ فقالوا: قتل المتوكل، وجلس المنتصر، واستوزر أحمد بن محمد بن الخصيب، فقمت من فوري راجعا.

٤٨١ / ٥ - عن الطيب بن محمد بن الحسن بن شمون قال: ركب المتوكل ذات يوم وخلفه الناس وركب آل أبي طالب إلى أبي الحسنعليه‌السلام ليركبوا بركوبه فخرج في يوم صائف شديد الحر، والسماء صافية(٣) ما فيها غيم، وهوعليه‌السلام معقود ذنب الدابة بسرج جلود طويل وعليه ممطر وبرنس، فقال زيد بن موسى بن جعفر لجماعة آل أبي طالب: انظروا إلى هذا الرجل يخرج مثل هذا اليوم كأنه وسط الشتاء، قال: فساروا جميعا فما جاوزوا الجسر ولا خرجوا عنه حتى تغيمت السماء وأرخت عزاليها كأفواه القرب، وابتلت ثياب الناس، فدنا منه زيد بن موسى بن جعفر وقال: يا سيدي، أنت قد علمت أنّ السماء قد تمطر فهلا أعلمتنا فقد هلكنا وعطبنا.

٤٨٢ / ٦ - عن موسى بن جعفر البغدادي قال: كانت لي حاجة

__________________

(١) في ش: المسطرة. وفي ص: المطرة. والمطيرة: قرية من نواحي سامراء، معجم البلدان ٥: ١٥١.

(٢) في ر، ش، ص: إذا بمائة فارس.

٥ - عنه مدينة المعاجز: ٥٥٢ / ٦٨.

(٣) في ر: نقيّة.

٦ - عنه مدينة المعاجز: ٥٥٢ / ٦٩.

٥٤٠