الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب8%

الثاقب في المناقب مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 697

الثاقب في المناقب
  • البداية
  • السابق
  • 697 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 198679 / تحميل: 7690
الحجم الحجم الحجم
الثاقب في المناقب

الثاقب في المناقب

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

الذراع منها وقال: يا رسول الله لا تأكلني، فإنّي مسمومة ».

٦٥ / ٣ - عنهعليه‌السلام ، قال: « إنّ اليهود أتت امرأة منهم يقال لها: عبدة، فقالوا: يا عبدة، لقد علمت أنّ محمداً قد هدم ركن بني إسرائيل، وهدم ركن اليهود، وقد جاءك الملأ من بني إسرائيل بهذا السمّ له، فهم جاعلون لك جعلاً على أن تسمّيه في هذه الشاة.

فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها، ثمّ جمعت الرؤساء في بيتها، وأتت رسول الله (ص)، وقالت: يا محمّد قد علمت ما يجب لي، وقد حضرني(١) رؤساء اليهود فزرني بأصحابك. فقام (ص)، ومعه عليّعليه‌السلام ، وأبو دجانة، وأبو أيوب، وسهل بن حُنيف، وجماعة من المهاجرين والأنصار، فلمّا دخلوا وأخرجوا الشاة شدّت اليهود آنافها بالصوف، وقاموا على أرجلهم وتوكأوا على عصيهم، فقال لهم رسول الله (ص): اقعدوا؛ فقالوا: إنّا إذا زارنا نبي لم يقعد منّا أحد، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذّى به. وكذبت اليهود عليها لعنة الله، إنّما فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه.

فلمّا وضعت الشاة بين يديه،صلى‌الله‌عليه‌وآله تكلّمت كتفها فقال: مه يا محمّد لا تأكلني، فإنّي مسمومة، فدعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عبدة، فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: قلت: إن كان نبيّاً صادقاً لم يضرّه، وإن كان كاذباً أرحت قومي منه.

فهبط جبرئيلعليه‌السلام ، فقال: الله يقرئك السلام، يقول: قل: بسم الله الذي يسمّيه به كل مؤمن، وبه عزّ كلّ مؤمن، وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرضوان، وبقدرته التي خضع لها كلّ جبار عنيد، وانتكس كلّ شيطان مريد، من شرّ السمّ، والسحر،

__________________

٣ - أمالي الصدوق: ١٨٦ / ٢، روضة الواعظين: ٦١، مناقب ابن شهر أشوب ١: ٩١.

(١) في ع: حضرت.

٨١

واللمم، بسم الله العليّ الملك الفرد، الذي لا إله إلاّ هو( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً ) (١) .

فقال النبيّ (ص) ذلك، وأمر أصحابه، فتكلّموا به، ثمّ قال: كلوا. ثم أمرهم أن يحتجموا ».

٦٦ / ٤ - عن يزيد بن أبي حبيب، قال: أقبلت امرأة ومعها ابن لها، وهو ابن شهر، حتّى جاءت رسول الله (ص) فاكفهرّت عليه بوجهها، فقال الغلام من حجرها: السلام عليك يا رسول الله؛ السلام عليك يا محمّد بن عبد الله، قال: فأنكرت الأم ذلك من ابنها، فقال رسول الله (ص): « فما يدريك أني رسول الله، وأنّي محمّد بن عبد الله؟ ».

قال: علّمنيه ربّ العالمين، والروح الأمين جبرئيلعليه‌السلام ، وهو قائم على رأسك ينظر إليك. فقال جبرئيلعليه‌السلام : يا محمّد هذا تصديق لك بالنبوة، ودلالة لنبوتك كي يؤمن بك بقية قومك.

قال رسول الله (ص): « ما اسمك يا غلام؟ ».

قال: سمّوني عبد العزى، وأنا به كافر، فسمّني يا رسول الله.

قال: « أنت عبد الله ».

قال: يا رسول الله، ادع الله عزّ وجل أن يجعلني من خدمك في الجنّة.

فقال جبرئيلعليه‌السلام : ادع الله عزّ وجلّ يعطيه ما سأل.

قال الغلام: السعيد من آمن بك، والشقيّ من كذبك، ثمّ شهق

__________________

(١) سورة الإسراء / الآية: ٨٢.

٤ - أورد قطعة منه ابن شهرآشوب في مناقبه ١: ١٠١، عن محمد بن إسحاق.

٨٢

شهقة فمات، فأقبلت الأمّ عليه، وقالت: يا رسول الله، فداك أبي وأمي، لقد كنت مكذّبة بك إلى لدن ما رأيت من آيات نبوّتك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّك رسول الله، يا أسفي على ما فات منّي.

فقال لها: « أبشري، فو الذي ألهمك الإيمان، إنّي لأنظر إلى حنوطك وكفنك مع الملائكة » فما برحت حتّى شهقت وفاضت نفسها، فصلَّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عليهما ودفنها جميعاً.

٨٣

٩ - فصل:

في ظهور آياته من درور(*) اللبن من ضرع الشاة التي ما بها لبن

وفيه: ثلاثة أحاديث

٦٧ / ١ - عن زر بن حبيش(١) عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط، فمرّ بي رسول الله (ص) وأبو بكر، فقال لي: « يا غلام هل من لبن؟ » قلت: نعم، ولكن مؤتمن. فقال: « فهل من شاة لم يقربها الفحل؟ »(٢) .

قال: فأتيته بشاة فمسح ضرعها بيده الشريفة فنزل اللبن، فحلبه في إناء، فشرب، وسقى أبا بكر، ثمّ قال للضرع: « اقلص » فقلص.

قال: ثمّ لقيته بعد ذلك، فقلت: يا رسول الله، علّمني من هذا القول.

__________________

(*) في ش، ص: درّ.

١ - الخصائص الكبرى ١: ٢٠٣.

(١) في ك، م: ذر بن حبش، وفي ش: ذرين بن حبش، وما أثبتناه هو الصواب، راجع « معجم رجال الحديث ٧: ٢١٧، أسد الغابة ٢: ٢٠٠، تهذيب التهذيب ٣: ٢٧٧، تقريب التهذيب ١: ٢٥٩ / ٣٣، والاصابة في تمييز الصحابة ٢: ٣٦٩ ضمن ترجمة عبد الله بن مسعود ».

(٢) في ع: الفحول.

٨٤

قال: فمسح رأسي وقال: « يرحمك الله، إنّك عليم معلّم مكرّم ».

٦٨ / ٢ - عن محرز بن هديد، قال إنّه سمع هشاماً - أخا معبد - قبل البطحاء، أنّ النبيّ (ص) لمّا خرج مهاجراً من مكّة، هو وأبو بكر وعامر ابن فهيرة(١) ، ودليلهما اللّيثي عبد الله بن أريقط(٢) مرّوا على خيمة أم معبد، وكانت امرأة جلدة، برزة تحتبي(٣) بفناء الخيمة، تسقي وتطعم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرمّلين(٤) مسنتين فقالت: لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم(٥) القرى.

فنظر رسول الله (ص) إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: « ما هذه الشاة يا أم معبد؟ » قالت: شاة خلفها الجاهد عن الغنم.

فقال: « هل بها من لبن؟ » قالت: هي أجاهد من ذلك.

__________________

٢ - دلائل النبوة ٢: ٤٣٦ / ٢٣٨، المستدرك للحاكم ٣: ٩، مجمع الزوائد ٦: ٥٨، الخصائص الكبرى ١: ٤٤٦، سيرة ابن هشام ٢: ١٣٢، الطبقات الكبرى ١: ٢٣٠. سيرة الحلبي ٢: ٤٧، اعلام الورى: ٣٢، كشف الغمة ١: ٢٤.

(١) في ك، م: عامر بن مهيرة، وما أثبتناه هو الصحيح، راجع « الاصابة ٢: ٢٥٦ ».

(٢) في ر، ك، م: عبد الله بن أرهط، وما أثبتناه هو الصحيح، راجع « الاصابة ٢: ٢٧٤ ».

(٣) الاحتباء: هو أن يضم الانسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشده عليها، وقد يكون باليدين. « لسان العرب - حبا - ١٤: ١٦١ ».

(٤) وكان القوم مرمّلين: أي نفد زادهم. « النهاية ٢: ٢٦٥ » وفي ع: مزملين، ومسنتين: أي مجدبتين.

(٥) في ر، م، ك، ع: ما أعوزكم.

٨٥

قال: « أتأذنين لي أن أحلبها ». قالت: نعم بأبي أنت وأمي إن كان بها لبن فاحلبها.

فدعا رسول الله (ص) بالشاة، فمسح بيده على ضرعها، وسمّى الله تعالى، ودعا لها في شأنها فتفاجَّت(١) عليه، ودرّت.

فدعا بإناء يُربض الرهط(٢) ، فحلب فيها شخباً حتّى علاه الثمال، ثمّ سقاها حتّى رويت، وسقى أصحابه حتّى رووا، ثمّ شرب آخرهم شرباً، وقال (ص) « ساقي القوم آخرهم شربا »، فشربوا جميعاً عللاً بعد نهل، حتّى أراضوا ثمّ حلب ثانياً عوداً على بدء، حتّى امتلأ الإناء، فغادره عندها وارتحلوا عنها.

وفي الحديث طول مع اختلاف الروايات.

٦٩ / ٣ - عن قيس بن النعمان السكونيّ، قال: لما انطلق النبيّ (ص)، وأبو بكر مستخفيين في الغار، مرّا بعبد يرعى غنماً قال: واستسقياه من اللبن، فقال: والله ما لي شاة تحلب، غير أن هنا عناقاً(٣) حملت أوّل السنة، وما بقي لها لبن.

فقال النبيّ (ص): « ائتنا بها »، فأتى بها، فدعا لها بالبركة، ثمّ حلب عساً(٤) وسقى أبا بكر، ثمّ حلب أخرى وسقا الراعي وشرب، فقال العبد: بالله من أنت؟! فو الله ما رأيت مثلك قط!

__________________

(١) تفاجّت الناقة: أي فرجت رجليها للحلب. « لسان العرب - فجج - ٢: ٣٣٩ ».

(٢) يربض الرهط: أي يرويهم حتى يثقلهم فيناموا لكثرة اللبن الذي شربوه. « لسان العرب - ربض - ٧: ١٥١ ».

٣ - البداية والنهاية ٣: ١٩٢.

(٣) العناق: الأنثى من ولد المعز قبل استكمالها الحول. « مجمع البحرين - عنق - ٥: ٢١٩ ».

(٤) العس: القدح الكبير الضخم. « لسان العرب - عسس - ٦: ١٤٠ ».

٨٦

فقال (ص): « أتراك إن خبّرتك تكتم ». فقال: نعم.

فقال: « إنّي محمّد رسول الله » فقال: أنت الذي تزعم قريش أنّه صابئ(١) .

فقال: « إنّهم ليقولون ذلك ». قال: فإنّي أشهد أنّك رسول الله، وأنّ ما جئت به حقّ.

__________________

(١) الصابئ: هو الذي خرج من دين إلى دين آخر. « الصحاح - صبا - ١: ٥٩ ».

٨٧

١٠ - فصل:

في بيان ظهور آياته في الاستسقاء وإظلال السحاب عليه، وغيره

وفيه: خمسة أحاديث

٧٠ / ١ - عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال لابنه إسماعيل: « يا بنيّ حدثنا » قال إسماعيل: كانت السماء تمطر بغير سحاب، فتنبت الأرض من ساعتها، فيرعى فيها رسول الله (ص) عناقه.

وفي ذلك آيتان.

٧١ / ٢ - وعن عليّعليه‌السلام ، وروى أيضاً غيره أنّ النبيّ (ص) كان ذات يوم جالساً في المسجد، إذ جاءه أعرابي ووقف عليه، وقال: ما لنا بعير يربط(١) ولا صبي يصيح(٢) . ثمّ أنشأ يقول:

[ أتيناك يا خير البرية كلّها

لترحمنا مما لقينا من الأزل ]

أتيناك والعذراء يدمى لبانها

وقد شغلت(٤) أم الصبي عن الطفل

__________________

١ - ...

٢ - أمالي المفيد: ٣٠١ / ٣، أمالي الطوسي ١: ٧٢، وقطعة منه في إعلام الورى: ٣٧.

(١) في م: نشط، وفي ع: نيط.

(٢) في م: مصلح.

(٣) ما بين المعقوفتين اثبتناه من المصدرين.

(٤) في ر، ك، م: ذهلت.

٨٨

وألقى بكفّيه الفتى استكانة

من الجوع ضعفاً(١) ما يمرّ ولا يحل

ولا شيء مما يأكل الناس عندنا

سوى الحنظل العامى والعلهز(٢) والغسل(٣)

وليس لنا إلاّ إليك فرارنا

وأين فرار الناس إلاّ إلى الرّسل

فقام النبيّ (ص) يجرّ رداءه، حتّى صعد المنبر، وقلب الرداء، وخطب وقال: « اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً غدقاً غير رائث(٤) ولا لابث نافعا غير ضار، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيي به الأرض بعد موتها ».

قال: فو الله ما ردّ يده إلى نحره، حتّى ألقت السماء بأرواقها(٥) وجاء أهل البطحاء يصيحون: الغرق الغرق يا رسول الله، فرفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الربا والآكام(٦) ، وبطون الأودية، وأصول الشجر.

قال: فانجابت السحابة عن المدينة، حتّى أحدق بها كالإكليل، فتبسّم رسول الله (ص) حتّى بدت نواجذه.

وفي الحديث طول، وفي ذلك أيضاً آيتان.

__________________

(١) في ر، ك، م: هوناً.

(٢) العلهز: وبر يخلط بدماء الحَلَم. كانت العرب في الجاهلية تأكله في الجدب « لسان العرب - علهز - ٥: ٣٨١ ».

(٣) الغسل: الرديء والرذل من كل شيء « لسان العرب - غسل - ١١: ٥١٩ ». وفي جميع النسخ: الغمر، وما في المتن أثبتناه من البحار.

(٤) غير رائث: غير بطيء « لسان العرب - ريث - ٢: ١٥٧ ».

(٥) أرواقها: أي الحت بالمطر والوبل وجدّت « لسان العرب - روق - ١٠: ١٣٢ ».

(٦) الإكام: جمع أكمة وهي الرابية « لسان العرب - أكم - ١٢: ٢١ »، وفي م، ك، ع، ر: الاهضام.

٨٩

٧٢ / ٣ - عن ابن عبّاس، قال: قالت حليمة: انفلت منّي رسول الله (ص)، فغافلت عنه، فذهب إلى البهم مع أخته الشيماء قبل البهم على الماء، فخرجت أطلبه، حتّى وجدته على الماء، فقلت: أفي هذا الحرّ؟!

فقالت أخته: فما وجد أخي حرّاً، رأيت غمامة تظلل عليه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، حتى انتهى إلى هذا الموضع. فقالت أمّها: أعوذ بالله من شرّ ما أحذر على ابني.

٧٣ / ٤ - [ عن ] عليّعليه‌السلام ، قال: « إنّ الغمامة كانت تظلّله من يوم ولد، إلى أن قبض في حضره وأسفاره ».

٧٤ / ٥ - عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة، قال: استسقى رسول الله (ص) يوم الجمعة، فقال: « اللّهم اسقنا » فقلت: يا رسول الله، إن التمر في المربد. وما في السماء سحابة نراها.

فقال رسول الله (ص): « اللّهم اسقنا »، قالها ثلاثاً، وقال في الثالثة: « حتّى يقوم أبو لبابة عرياناً يسد ثعلب مربده(١) بإزاره ».

قال: فاستهلّت(٢) السماء، وأمطرت مطراً شديداً، وصلّى بنا رسول الله (ص).

قال: فأطافت الأنصار بأبي لبابة يقولون: يا أبا لبابة، والله لن تقلع حتّى تقوم أنت فتسد ثعلب مربدك بإزارك، فأقلعت السحابة.

__________________

٣ - الفضائل لشاذان بن جبرائيل: ٣٠، نحوه.

٤ - مناقب ابن شهرآشوب ١: ١٢٤، مرسلاً.

٥ - زاد المعاد ١: ١٢٦، دلائل النبوة ٢: ٥٧٨.

(١) المربد: موضع يجفف فيه التمر، والثعلب: ثقبه الذي يسيل منه ماء المطر « النهاية ١: ٢١٣ ».

(٢) في ك: فانهلت.

٩٠

١١ - فصل:

في ظهور آياته في طاعة الشجر والحجر له

وفيه: ثمانية أحاديث

٧٥ / ١ - حمّاد بن عثمان ومخلد(١) بن عبد الله جميعاً، قالا: سمعنا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن من الناس من يؤمن بالكلام، ومنهم من لا يؤمن إلاّ بالنظر، إنّ رسول الله (ص) أتاه رجل، فقال له: أرني آية. فقال (ص) لشجرتين: اجتمعا، فاجتمعتا، ثمّ قال: تفرقا. فافترقتا، فرجعت كلّ واحدة منهما إلى مكانها ».

٧٦ / ٢ - وعنهعليه‌السلام ، قال: « لمّا سار رسول الله (ص) إلى حصن بني قريظة، حال النخل بينه وبين الحصن، فقال (ص) للنخل بيده كذا، فذهبت النخل يميناً وشمالاً، حتّى بدا له الحصن ».

٧٧ / ٣ - عن عليّعليه‌السلام ، قال: « لقد بعث رسول الله (ص) يوم بطحاء إلى شجرة(٢) فأجابت، ولكلّ غصن منها تسبيح، وتهليل، وتقديس.

__________________

١ - بصائر الدرجات: ٢٧٣ / ١.

(١) في ص، ع، وهامش ك، ر: مجالد، وما أثبتناه هو الصحيح، راجع « معجم رجال الحديث ١٨: ١٠٥، ١٠٦ ».

٢ - تفسير القمي ٢: ١٩٠.

٣ - الاحتجاج: ٢٢٥.

(٢) في شن زيادة: قاصداً.

٩١

ثمّ قال لها: انشقّي. فانشقّت نصفين، ثمّ قال لها: التزقي، فالتزقت، ثمّ قال لها: اشهدي. فشهدت له بالنبوّة، ثمّ قال لها: ارجعي إلى مكانك بالتسبيح، والتهليل، والتقديس. ففعلت.

وكان موضعها جنب الجزّارين بمكّة.

وفي ذلك عدّة آيات من الذهاب، والمجيء، والانشقاق، والالتزاق، والتسبيح، والشهادة بالنبوة.

٧٨ / ٤ - عن أبي بكر قال لعمر: أما تذكر ونحن منصرفون من الغزوة الفلانية، وقد أراد النبيّ (ص) أن يقضي حاجته، وكان مكشوفاً، فدعا بشجرة وكانت بالبعد، فانقلعت بأصولها وعروقها، فأقبلت إليه (ص) فوقفت في وجهه، فقام خلفها حتّى عمل ما أراد، ثمّ قال لها: « ارجعي إلى موضعك ». فرجعت إلى موضعها؟!.

٧٩ / ٥ - وروي أنّه (ص) في غزوة الطائف مرّ بين طلح(١) وهو وَسِنٌ(٢) من النوم، فاعترضته سدرة، فانشقّت له نصفين، فمرّ بين نصفيها، وبقيت السدرة على ساقين إلى زماننا هذا، تسمى سدرة النبيّ (ص).

٨٠ / ٦ - عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « كان رسول الله (ص) في موضع، ومعه رجل من الصحابة، فأراد قضاء حاجته، فقال للرجل: ائت الاثنتين - يعني النخلتين - فقل لهما: اجتمعا فاجتمعتا، فاستتر رسول الله (ص) بهما، فقضى حاجته، فجاء الرجل إلى ذلك

__________________

٤ - بصائر الدرجات: ٢٧٤ / ٤.

٥ - الخرائج والجرائح ١: ٢٦، وابن شهرآشوب في مناقبه ١: ١٣٤.

(١) الطلح: شجر الموز أو شجر عظيم كثير الشوك. « مجمع البحرين - طلح - ٢: ٣٩٢ ».

(٢) أي نعسان « مجمع البحرين - وسن - ٦: ٣٢٦ ».

٦ - بصائر الدرجات: ٢٧٦ / ٩.

٩٢

الموضع، فلم ير شيئاً ».

٨١ / ٧ - وروى أبو الجارود العبدي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام ، قال: « لمّا صعد النبي (ص) الغار، فطلبه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، خشية أن يغتاله المشركون، وكان النبيّ (ص) في حراء، وعليّ على ثبير فبصر به النبيّ (ص) فقال: مالك يا عليّ؟

فقال: بأبي أنت وأمّي، إنّي خشيت أن يغتالك المشركون.

فقال النبيّ (ص): ناولني يدك يا علي. فزحف الجبل حتّى تخطى عليّعليه‌السلام برجله الجبل الآخر، ثمّ رجع إلى قراره، والمنّة لله ».

٨٢ / ٨ - عن أبي بكر، قال: كنت مع النبيّ (ص) في الغار، وسمعت أصوات قريش، فخفت وقلت: قد جاءوا ليقتلوك ويقتلوني معك. فرفس جانب الغار(١) رفسة، فانفجر عن بحر عجاج فيه سفائن من فضة، فرأيت جعفر بن أبي طالب يقوم في سفينة وقال لي: « قد قربت سفائن الفضة(٢) إن جاءوا من هاهنا خرجنا من هاهنا ».

__________________

٧ - بصائر الدرجات: ٤٢٧ / ٩.

٨ - بصائر الدرجات: ٤٤٢ / ١٣، ١٤ مثله.

(١) في ر زيادة: فسمعت.

(٢) في ع زيادة: قال.

٩٣

١٢ - فصل:

في ظهور آياته في إحياء الموتى

وفيه: ثلاثة أحاديث

٨٣ / ١ - عن عليّعليه‌السلام ، قال: « ولقد سألته قريش إحياء ميت، كفعل عيسىعليه‌السلام ، فدعاني ثمّ وشّحني ببردة السحاب، ثمّ قال: انطلق يا عليّ مع القوم إلى المقابر، فأحى لهم بإذن الله، من سألوك من آبائهم، وأمّهاتهم، وأجدادهم، وعشائرهم.

فانطلقت معهم، فدعوت الله تبارك وتعالى باسمه الأعظم، فقاموا من قبورهم ينفضون التراب عن رءوسهم بإذن الله تعالى، جلّت عظمته ».

٨٤ / ٢ - عن مسمع بن عبد الملك كردين، وابن عمرويه(١) ، قال: إنّ رسول الله (ص) كان قاعداً، وهو يذكر اللّحم وقرمه(٢) ، إليه، فقام رجل من الأنصار وله عناق، فانتهى إلى امرأته، فقال لها: هل لك من غنيمة باردة؟ قالت: وما ذلك؟

قال: إنّي سمعت رسول الله (ص) يذكر اللّحم ويشتهيه.

__________________

١ - رواه ابن شهرآشوب في مناقبه ١: ٢٢٦، مثله.

٢ - بصائر الدرجات: ٢٩٣ / ٤.

(١) الظاهر أنه تصحيف: سمعت من يرويه، كما في بصائر الدرجات.

(٢) القرم: شدة شهوة اللحم حتّى لا يصبر عنه: « مجمع البحرين - قرم - ٦: ١٣٧ ».

٩٤

قالت: خذها، ولم يكن عندهم غيرها، وكان رسول الله (ص) يعرفها، فلمّا جاء بها ذبحت وشويت، ثم وضعها (ص) بين يدي أصحابه، ثمّ قال: « كلوا ولا تكسروا عظماً » فأكل وأكلوا، ورجع الأنصاري، وإذا هي على بابه تلعب.

٨٥ / ٣ - عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت كنت عند رسول الله (ص) في نصف النهار إذ أقبل ثلاثة من أصحابه، فقالوا: ندخل يا رسول الله؟ فصير ظهري إلى ظهره، ووجهه إليهم.

فقال الأوّل منهم: يا محمّد، زعمت أنّك خير من إبراهيم، وإبراهيمعليه‌السلام اتَّخذه الله خليلاً، فأي شيء اتّخذك؟

وقال الثاني: زعمت أنّك خير من موسى، وموسى كلّمه الله عزّ وجل تكليماً، فمتى كلّمك؟

وقال الثالث: زعمت أنّك خير من عيسى، وعيسى أحيا الموتى، فمتى أحييت ميتاً؟

وفي الحديث طول وجواب ثمّ قال لعليّعليه‌السلام : « قم يا حبيبي، فالبس قميصي هذا، فانطلق بهم إلى قبر يوسف بن كعب، فأحيه لهم بإذن الله تعالى محيي الموتى ».

فأتى بهم إلى البقيع، حتّى أتى إلى قبر دارس، فدنا منه، ثمّ تكلّم بكلمات فتصدّع القبر، ثم ركله برجله وقال: « قم بإذن الله تعالى محيي الموتى »، فإذا شيخ ينفض التراب عن رأسه ولحيته، وهو يقول: يا أرحم الراحمين. ثمّ التفت إلى القوم كأنّه عارف بهم، وهو يقول: أكفر بعد الإيمان! أنا يوسف بن كعب، صاحب الأخدود، أماتني الله منذ ثلاثمائة عام.

وفي الحديث طول، اقتصرت على الموضع المقصود.

__________________

٣ - مدينة المعاجز: ٩٨: ٢٥٢، اثبات الهداة ١: ٢٦٢ / ٩٢ نحوه، وبإسناده عن الرضاعليه‌السلام .

٩٥

٩٦

١٣ - فصل:

في ظهور آياته في ظهور النور

وفيه: ستة أحاديث

٨٦ / ١ - عن حيان بن عمير(١) عن قتادة بن ملحان، قال: « أتيت رسول الله (ص) لأبايعه، فمسح يده على وجهي، فكان لوجهي بريق، حتّى أن المارّ ليمرّ في الطريق، فينظر في وجهي كأنّما ينظر في مرآة، فأقول: هذه من بركة يد رسول الله (ص).

٨٧ / ٢ - عن أبي عون الدوسي قال: لمّا أسلم طفيل بن عمرو الدوسي، قال: يا رسول الله، إنّي امرؤ مطاع في قومي، وأنا راجع إليهم، وداعيهم إليك، فقال (ص): « اللهم اجعل له آية ».

قال: فخرج إلى قومه، حتّى إذا كان بثنية(٢) تطلعه على

__________________

١ - الاصابة ٥: ٢٢٩، تهذيب التهذيب ٨: ٣٥٧،

(١) في ر: أمير بن حيان. وفي ش، م: أمير بن حنان، وفي ص، ع: عمير بن حيان، وفي ك: أمير بن بصيان، وما أثبتناه هو الصحيح، راجع « تهذيب الكمال ٧: ٤٧٢، تهذيب التهذيب ٣: ٦٧ » وانظر مصادر التخريج.

٢ - أسد الغابة ٣: ٥٤، ابن الجوزي في الوفا ١: ٢٠٤، سيرة الحلبي ١: ٣٦٤، ومضمونه في الاصابة ٢: ٢٢٥، مناقب ابن شهرآشوب ١: ١١٨.

(٢) الثنية: الطريق العالي في الجبل. « مجمع البحرين - ثنا - ١: ٧٧ ».

٩٧

الحاضر، وقع نور بين عينيه مثل المصباح، فقال: اللّهم في غير وجهي، فإنّي أخشى أن يظنّوا بي أنّها مثله وقعت في وجهي لفراق دينهم. فتحول النور إلى وسطه كالقنديل المعلّق.

٨٨ / ٣ - عن أنس بن مالك، قال: إن عبّاد بن بشر، وأسيداً(١) كانا عند النبيّ (ص) في ليلة ظلماء حندس(٢) ، فخرجا من عنده فأضاءت عصا أحدهما مثل السراج، فكانا يمشيان بضوئها، فلمّا أرادا أن يفترقا إلى منازلهما، أضاءت عصا هذا وعصا هذا.

٨٩ / ٤ - عن محمد بن حمزة الأسلمي(٣) عن أبيه، قال: كنّا مع النبيّ (ص) في سفر، فتفرقنا في ليلة ظلماء؛ فأضاءت أصابعي حتّى جمعوا عليها ظهورهم(٤) ، وما هلك منهم أحد، وإنّ أصابعي لتنير(٥) .

٩٠ / ٥ - عن قتادة بن النعمان، قال: أتيت النبيّ (ص) في ليلة مطيرة، أحببت أن أصلّي معه، فأعطاني (ص) عرجونا، وقال: « خذه فإنّه سيضيء لك أمامك عشرا، فإذا أتيت بيتك فإنّ الشيطان قد

__________________

٣ - اسد الغابة ٣: ١٥١، مستدرك الحاكم ٣: ٢٨٨، مسند أحمد بن حنبل ٣: ١٣٨، ١٩٠، ٢٧٢.

(١) في جميع النسخ: أسد، وما أثبتناه هو الصحيح، انظر مصادر تخريج الحديث.

(٢) الحندس: الليل الشديد الظلمة. « الصحاح - حندس - ٣: ٩١٦ »، وفي م: حدس.

٤ - تاريخ البخاري ٢: ٤٦ / ١٧٣، تهذيب تاريخ دمشق ٤: ٤٥١.

(٣) زاد في ر: ابن سليمان، والظاهر أنّه تصحيف ( سلامان ) جدَّه الأعلى.

انظر تهذيب الكمال: ٧ / ٣٣٣.

(٤) في ش، ص، ع، ك: ظهرهم وأراد بالظهور ما يركب عليه.

(٥) في ص، ع، وهامش ك: لتبين.

٥ - الخرائج والجرائح ١: ٣٤ / ٣٥.

٩٨

خلفك، فانظر في الزاوية عن يسارك حتّى تدخل، فأعله به حتّى يسبقك ».

فدخلت، فنظرت حيث قال النبيّ (ص)، فإذا سواد، فعلوته به حتّى سبقني به، فقالت أهلي: ما تصنع؟! فإذا بضبع.

٩١ / ٦ - عن أبي هريرة، قال: بينما نحن نصلّي مع رسول الله (ص) العشاء، وكان إذا سجد وثب الحسن والحسينعليهما‌السلام على ظهره فإذا أراد أن يركع أخذهما أخذاً رفيقاً، حتّى يضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتّى قضى رسول الله (ص) صلاته فانصرف، ووضعهما على فخذيه.

قال: فقمت إليه وقلت: يا رسول الله، ألا أذهب بهما؟ فقال: « لا ».

قال: فبرقت لهما برقة، فقال: « الحقا بأمّكما » فما زالا في ضوئها حتّى دخلا.

__________________

٦ - مسند أحمد بن حنبل ٢: ٥١٣، مستدرك الحاكم ٣: ١٦٧، مجمع الزوائد ٩: ١٨١.

٩٩

١٤ - فصل:

في بيان ظهور آياته من الإخبار بالغائبات

وفيه: ستة أحاديث

اعلم أنّ هذا الباب لو استقصيناه، لاحتاج إلى مجلّدة ضخمة، ولكن اقتصرنا على طرف منه.

٩٢ / ١ - عن محمّد بن عليّ بن عتاب، قال: خرجت في الهزيمة مع عبد الله بن عزيز، فلمّا صرت بطوس أتيت قبر أبي الحسن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ، فإذا أنا بشيخ كبير هرم، فسألني عن أهل الري، فأخبرته بما نالهم وبما رأيت فيهم، وبهدم السور، فقال: حدّثني صاحب هذا القبر، عن أبيه عن، جدّه، عن آبائه، عن النبيّ (ص) أنه قال: « كأنّي بأهل الري وقد وليهم رجل يقال له ( عبد الله بن عزيز ) فيؤسر، فيؤتى به طبرستان، فيضرب عنقه في يوم النحر، ويرفع رأسه على خشبة ويطرح بدنه في بئر ».

قال: فرجعت إلى الري وابن عزيز في البلد، فحدّثته الحديث فتغير لون وجهه، وقال لي: قد يكون اسم يوافق اسماً، وأرجو أن يكفيني الله ذلك، ولا بدّ من مناصحة من استكفانا أمره.

قال: فكرهت ذلك وندمت على قولي حتّى تبيّن ذلك في

__________________

١ - مسند الإمام الرضاعليه‌السلام ١: ٢٤٧ / ٤٦٩.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

ومنه يظهر أنّ تعريفهعليه‌السلام لتلك الفقرات هو تعريف خاصّ ، يجب ملاحظته في فهم كلامهعليه‌السلام في المقام.

٤ ـ وأخيراً : توجد في نفس نهج البلاغة كلمات وخطب أُخرى تصرّح باحتمال تواجد الحقّ مع القلّة ، مثل : «لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله »(١) ، أو« إنّ هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلّة »(٢) .

وعليه ، فيجب أن نفهم كلام الإمامعليه‌السلام في المقام بشكل يتّفق مع كلماته وخطبه في سائر الموارد.

( محمّد ـ أمريكا ـ )

لم يذكر فيه كسر ضلع الزهراء :

س : إذا ثبتت مسألة كسر ضلع الزهراء عليها‌السلام عند علمائنا الأجلاّء ، فلماذا لم يرد ذكرها في نهج البلاغة؟ علماً أنّ الإمام علي عليه‌السلام ذكر معظم ما جرى له في حياته في خطبه المجموعة في نهج البلاغة؟

ج : أوّلاً : إنّ الشريف الرضيقدس‌سره جمع خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ورسائله وكلماته القصار ، وكان نظره إلى الجانب الأدبي والبلاغي في كلامهعليه‌السلام ، ولم يجمع كُلّ كلام الإمامعليه‌السلام ، حتّى أنّه لم يورد في بعض الأحيان الخطبة بأكملها ، بل أورد قسماً منها.

وعليه ، فلا يرد الإشكال إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في نهج البلاغة صريحاً ، مع أنّه أشارعليه‌السلام إلى مظلومية الزهراءعليها‌السلام بإشارات يفهمها اللبيب ، وبعبارات بليغة ، وجمل ظريفة ، حيث قالعليه‌السلام ـ عند دفن فاطمةعليها‌السلام ، كالمناجي به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند قبره ـ :

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٠ / ٢٦١.

٢ ـ المصدر السابق ٩ / ٩٥.

٤٤١

« السَلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللهِ عَنّي وَعَن ابنَتِكَ النازِلَة في جِوارِكَ ، وَالسَريعَةِ اللِحاقِ بِكَ! قَلَّ يا رَسولَ الله عَن صَفِيّتِكَ صَبري ، وَرَقّ عَنها تَجَلُدي ، إلاّ أنَّ فِي التَأسّي لي بِعَظيمِ فُرقَتِكَ ، وَفَادِحِ مُصيبَتِكَ مَوضِعَ تَعَزّ ، فلقد وَسّدتُكَ في مَلحودةِ قَبرك ، وفاضَت بينَ نَحري وصَدري نفسُكَ ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فَلَقَد استُرجِعت الوَديعة ، وأخذتِ الرَهينة!

أمّا حُزني فَسَرمَدٌ ، وأمّا لَيلي فَمُسَهّدٌ ، إلى أن يَختارَ اللهُ لي دارك التي أنتَ بِها مُقيم ، وسَتُنَبئكَ ابنتُكَ بِتَضافُرِ أُمّتك عَلَى هَضمِها ، فَأحفِها السُؤالَ ، واستَخبِرها الحالَ ، هذا وَلَم يَطُلِ العَهدُ ، ولَم يَخلُ مِنكَ الذكر ، والسلام عليكما سَلامَ مُودّعٍ ، لا قالٍ ولا سَئمٍ ، فإن أنصَرِف فَلا عَن مَلالةٍ ، وَإن أُقِم فلا عَن سُوء ظَنّ بما وَعَدَ اللهُ الصابِرينَ »(١) .

وفي الختام ننبّهك إلى عدّة نقاط :

١ ـ ليست كُلّ الخطب قد وصلت إلينا ، لأنّ أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام وشيعتهم ـ وعلى مرّ العصور ـ كانوا مظلومين مقهورين ، وفي حالة تقية ، وكذلك الأيادي الأثيمة دمّرت الكثير من تراث أهل البيتعليهم‌السلام .

وبناء عليه إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام الواصلة إلينا ، فإنّ هذا لا يعني أنّهمعليهم‌السلام لم يذكروا هذه المسألة في خطبهم ، بالأخصّ مع تصريحهمعليهم‌السلام إلى هذا المطلب في أحاديثهم ورواياتهم الواصلة إلينا.

٢ ـ إنّ مقام الخطبة غير مقام الكلام والحديث ، ففي الخطبة تراعى المسائل البلاغية والإشارات إلى المطالب التي لم يمكن التصريح بها ، لأنّ الخطبة تكون في الملأ العام ، وهذا بخلاف الأحاديث الخاصّة ، والتي تقال لخواص الأصحاب.

٣ ـ إنّ من أكثر المسائل التي حاول النواصب طمسها وامحاءها هي مسألة مظلومية الزهراءعليها‌السلام ، لأنّها المصداق البارز للتبرّي الذي بُني عليه التشيّع بعد

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٠ / ٢٦٥.

٤٤٢

التولّي ، وكذلك هو الدليل القاطع على فضائح القوم ، فحاول الخصم بكُلّ جهده أن لا تصل هذه الحقائق.

فبعد هذا ، كُلّ ما وصل إلينا من مصاديق مظلومية الزهراءعليها‌السلام فهو من المعجزات ، وبسبب تضحيات العلماء ، الذين ضحّوا بكُلّ شيء لأجل إيصال هذه الحقائق.

( علي ـ ـ )

الخطبة الشقشقية في مصادر سنّية :

س : ناقشي صديق سنّي حول الخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأنّها لا صحّة لها لعدم وجود خلاف بين الإمام والخلفاء ، ولم تذكرها كتب علماء أهل السنّة القدماء ، فهل بإمكانكم تزويدي بمصادر الخطبة في كتب السنّة.

ج : إنّ الخطبة الشقشقية من خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام المشهورات ، وقد روتها العامّة والخاصّة ، وشرحوها ، وضبطوا ألفاظها من دون غمز في متنها ، ولا طعن في أسانيدها.

وتكاد أن تكون هذه الخطبة هي الباعث الأوّل ، والسبب الأكبر لمحاولة تزييف نهج البلاغة بإثارة الشبهات الواهية حوله ، وتوجيه الاتهامات الباطلة لجامعه الشريف الرضي بوضعها ، وما علموا أنّ هذه الخطبة بالخصوص مثبّتة في مصنّفات العلماء المشهورة ، وخطوطهم المعروفة قبل أن تلد الرضي أُمُّه ، وإليك طائفة من علماء السنّة الذين رووها ، أو استشهدوا ببعض مقاطعها.

١ ـ الإنصاف في الإمامة لابن قبة الرازي ، كان من المعتزلة ، ومن تلامذة أبي القاسم البلخي شيخ المعتزلة ، ثمّ انتقل إلى مذهب الإمامية.

٤٤٣

٢ ـ أبو القاسم البلخي الكعبي ، المتوفّى سنة ٣١٧ هـ ، إمام البغداديين من المعتزلة ، له تصانيف تضمّن بعضها كثيراً من الخطبة الشقشقية ، كما شهد لنا بذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(١) .

٣ ـ العقد الفريد لابن عبد ربّه المالكي ، المتوفّى سنة ٣٢٨ هـ ، كما نقل ذلك العلامة المجلسي في البحار(٢) .

ويؤيّد ما نقله المجلسي : أنّ القطيفي ـ في كتاب الفرقة الناجية ـ نصّ على أنّها في الجزء الرابع من العقد الفريد ، ثمّ جاءت الأيدي الأمينة على ودائع العلم! فحذفتها عند النسخ أو عند الطبع ، وكم لهم من أمثالها.

٤ ـ المغني للقاضي عبد الجبار المعتزلي ، المتوفّى ٤١٥ هـ.

٥ ـ نثر الدرر ، وكتاب نزهة الأديب للوزير أبي سعيد الآبي ، المتوفّى ٤٢٢ هـ.

٦ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي(٣) .

٧ ـ تذكرة الخواص لابن الجوزي : ١٣٣.

هذا ، وأنّ كتب الأدب ومعاجم اللغة ، لا تخلو من ذكر الخطبة الشقشقية :

أ ـ مجمع الأمثال للميداني ١ / ٣٦٩.

ب ـ النهاية لابن الأثير(٤) .

ج ـ لسان العرب لابن منظور في مادّة شقشق(٥) .

د ـ تاج العروس للزبيدي(٦) .

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٠٥.

٢ ـ بحار الأنوار ٢٩ / ٥٠٦.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٥١.

٤ ـ النهاية لابن الأثير ٢ / ٤٩٠.

٥ ـ لسان العرب ١٠ / ١٨٥.

٦ ـ تاج العروس ٦ / ٣٩٨.

٤٤٤

( يوسف العاملي. المغرب )

حول عبارة خطرك يسير :

س : جاء في نهج البلاغة في باب حكم أمير المؤمنين عليه‌السلام عبارة هي : وخطرك يسير ـ أي الدنيا ـ ووجدت في كتاب آخر : وخطرك كبير ، فما هو الأصل؟

ج : بحسب المصادر الموجودة عندنا العبارة المذكورة هكذا : « وخطرك يسير »(١) ، ووردت عبارة : « وخطرك حقير »(٢) ، كنسخة أُخرى من عبارة : خطرك يسير.

نعم ، ووردت عبارة : « وخطرك كبير » في بعض المصادر(٣) .

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ٢٢٤ ، خصائص الأئمّة : ٧١ ، روضة الواعظين : ٤٤١ ، شرح الأخبار ٢ / ٣٩٢ ، مناقب آل أبي طالب ١ / ٣٧١ ، عدة الداعي : ١٩٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٤ / ٤٠١ ، ينابيع المودّة ١ / ٤٣٨.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ٢٢٦.

٣ ـ كشف الغمّة ١ / ٧٦ ، بحار الأنوار ٧٥ / ٢٣.

٤٤٥
٤٤٦

الوحدة الإسلامية :

( عبد الحميد صالح المعراج ـ السعودية ـ )

تتحقّق بالتمسّك بوصية الرسول :

س : كيف يتمّ التقريب بين المذهب السنّي والمذهب الشيعي؟ بحيث نتوصّل إلى وحدة باطنية ووحدة ظاهرية ، حيث يتمّ الإقناع لكُلّ من السنّي والشيعي ، بحيث لا يبقى مجال لينكر أحدهما على الآخر ، وبالتالي يعيش كُلّ منهما في سعادة واطمئنان وسلام.

ج : إنّ التمسّك بوصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الحلّ الوحيد لإيجاد التقريب ، والتوصّل إلى الوحدة الباطنية ، وذلك يتمّ ببحث أُمور :

١ ـ ما هي وصية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأُمّته؟ الجواب : حديث الثقلين.

٢ ـ هل جاء في حديث الثقلين « الكتاب والعترة » أو « الكتاب والسنّة »؟ الجواب : ورد في حديث الثقلين « الكتاب والعترة » ، كما ورد به الكثير من الأخبار الصحيحة في الصحاح والمسانيد المعتبرة(١) ، وأمّا ما ورد من الوصية

__________________

١ ـ أُنظر : فضائل الصحابة : ١٥ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٢٨ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٩٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٣ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٥ ، المعجم الأوسط ٤ / ٣٣ و ٥ / ٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٦ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ و ١٨٢ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٣٣ ، نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، كنز العمّال ١ / ١٧٢ و ١٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٢ ، المحصول ٤ / ١٧٠ ، الإحكام للآمدي ١ / ٢٤٦ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، علل الدارقطني ٦ / ٢٣٦ ، أنساب الأشراف : ١١١ و ٤٣٩ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ ، السيرة

٤٤٧

بالكتاب والسنّة ، فهو حديث ضعيف صرّح بضعفه كبار محدّثي علماء القوم(١) .

٣ ـ من هم أهل البيت؟ الجواب : ورد في تفسير آية التطهير أنّهم : النبيّ وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

٤ ـ هل النساء من أهل البيت؟ حيث يستدلّ بسياق الآية على دخولهن في مصداق أهل البيت؟ الجواب : السياق حجّة إذا لم يرد دليل آخر يخالفه ويخرجه عن السياق ، ولكن الروايات المعتبرة خصّصت أهل البيت بهؤلاء ، وأخرجت غيرهم ، حيث أنّ أُمّ سلمة سألت النبيّ : وأنا منهم؟ فأجاب : «إنّك على خير »(٢) .

وبعد كُلّ هذا ، فإنّ التمسّك بوصية النبيّ لأُمّته خير طريق لإيجاد الوحدة.

( عمر بن محمّد ـ السعودية ـ سنّي )

مطلوبة بين المسلمين :

س : الحقيقة أنّكم إخواننا في الإسلام ، ونحن الآن في عصر العولمة والتقدّم ، ولعلّنا نستفيد من هذا التقدّم بدفع عجلة الانصهار الطائفي إلى الأمام ، أعني لابدّ للشيعة والسنّة أن يكونوا على قلب واحد لمواجهة الآفة الكبرى أمريكا وإسرائيل ، نحن يا أخواني نعبد الله ، ونحجّ ونصوم ، وقبلتنا

__________________

النبوية لابن كثير ٤ / ٤١٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٥ و ٩٩ و ١٠٥ و ١١٢ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٤٩ و ٢ / ٤٣٢ و ٤٣٨ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، النهاية لابن الأثير ١ / ٢١١ و ٣ / ١٧٧ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨ و ١١ / ٨٨ ، تاج العروس ٧ / ٢٤٥.

١ ـ كنز العمّال ١ / ١٨٧ ، العلل ١ / ٩ ، الضعفاء الكبير ٢ / ٢٥١ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ٦٩.

٢ ـ مسند أبي يعلى ١٢ / ٤٥٦ ، المعجم الكبير ٣ / ٥٣ ، شواهد التنزيل ٢ / ١١٥ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٤٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٣.

٤٤٨

واحدة ، وأنا في الحقيقة يا إخواني لا أفرّق بين المذهبين ، لماذا هذا التراشق والتشكيك بالدين بينكم وبين السنّة؟

أتمنّى أن يأتي اليوم الذي نكون به في خندق واحد ضدّ أمريكا واليهود ، دعونا نعمل للأجيال القادمة ، نزرع لهم الحبّ والوآم قبل أن نزرع الحقد.

في عام ١٩٤٨ م دفعت السفارة البريطانية للكتّاب من الشيعة والسنّة لتأليف كتب معادية للطرفين ، والهدف هو إشعال الفتنة بين المسلمين ، نتمنّى من الله العزيز الحكيم أن يصفّي القلوب ، وتذوب الشوائب ، ويرتفع علم الإسلام خفّاقاً رغماً عن أمريكا ، مع تحياتي للجميع.

ج : نحن نعتقد بالوحدة الإسلامية ، وأنّ المسلمين بأمسّ الحاجة إلى التقارب والاتحاد ، بالأخصّ في وقتنا الحاضر ، ولكن هذا لا يعني ترك الحوار الهادئ الهادف للوصول إلى الحقيقة في المسائل العلمية ، فإنّ الأُمم والحضارات والمدارس الفكرية لا يمكن أن تصل إلى مرحلة الترقّي إلاّ بالتقارب الفكري والحوار الهادف.

فالوحدة مطلوبة ، والحوار الهادف مطلوب أيضاً ، بشرط أن لا يخرج الحوار عن أُسسه العلمية.

( رضا ـ البحرين ـ )

تتحقّق بالحوار الهادف :

س : ما هو رأيكم في التقريب بين المذاهب الإسلامية؟ وما هو المطلوب ، تقريب المذاهب أم توحيدها؟ وما الذي يترتّب على ذلك؟

ج : الآية القرآنية الواردة في الوحدة :( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) (١) ، ورد في تفسيرها عند الشعية والسنّة : أنّ المراد بحبل الله هو الكتاب والعترة ، وذلك يفهم بوضوح عند مراجعة حديث الثقلين المتواتر : «إنّي

__________________

١ ـ آل عمران : ١٠٣.

٤٤٩

تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً ».

فالوحدة الحقيقية : التمحور حول الكتاب والعترة ، والتمسّك بهما ، وأخذ معالم الدين منهما ، ولا يمكن أن نفرّق بينهما «لن يفترقا » ، ولن تفيد التأبيد ، يعني إلى يوم قيام الساعة.

هذا ، وإنّ العقل يحتّم على جميع المسلمين : أن يتركوا المنابزات بالألقاب ، والسباب والشتائم ، وكُلّ شيء يكون سبباً للنفرة ، ويتّحد المسلمون في قبال العدو المشترك ، الذي لا يفتأ عن العمل للإحاطة بالمسلمين.

ومع كُلّ هذا ، فإنّ الاختلاف في الرأي حقيقة ثابتة لا يمكن إنكارها ، ولكن كيف نتعامل مع هذا الاختلاف؟

الوحدة الإسلامية والتقارب يحتّمان على الجميع ، أن يجلسوا على طاولة الحوار الهادف الهادئ لبحث الاختلافات قربة إلى الله تعالى ، متجنّبين عن كُلّ ما يسبّب النفرة ، فإن توصّلوا إلى حلّ فهو المطلوب ، وإلاّ فالاختلاف لا يفسد للودّ قضية.

فالوحدة والتقارب يعني ترك النزاع والالتجاء إلى البحث العلمي الموضوعي المبتني على أُسس علمية.

( أُسامة ـ الأردن ـ سنّي )

لتحقيقها نظرتان :

س : الأحبة في الله ، أعرّفكم بنفسي ، فأنا شافعي من مدرسة فقهية مجدّدة في الأردن ، معجب بجهودكم المباركة ، مبغض لكُلّ نصب وتجسيم وتفريق بين المسلمين ، تخلّصت بفضل الله من التعصّب ، غير أنّي أتمنّى منكم بيان جهودكم في التقريب.

أرجو أن تواصلوني بنصائحكم من أجل توصيل الفائدة للسنّة المعتدلين.

٤٥٠

ج : إنّ للتقريب نظرتان : نظرة تقول : بأن يتّحد المسلمون فيما اتفقوا عليه ، ويتركوا فيما اختلفوا فيه لا يبحثونه بالمرّة ، ونظرة تقول : بأن يتّحد المسلمون فيما اتفقوا عليه ويكون سبباً لتقاربهم ، وأمّا فيما اختلفوا فيه فيجلسون على طاولة الحوار الهادف الهادئ متقرّبين بذلك إلى الله تعالى فيتحاوروا ، فإذا توصّلوا إلى نتيجة فيما اختلفوا فيه فهو المطلوب ، وإذا لم يتوصّلوا إلى حلّ فيما اختلفوا فيه ، فتبقى إخوتهم ومحبّتهم ويواصلوا الحوار.

وهذه النظرية الثانية هي التي يركّز عليها المركز ، وبنى منهجه على وفقها ، وكلّنا أمل في أن يدوم الاتصال فيما بيننا.

٤٥١
٤٥٢

الوضوء :

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

ما ورد في كيفيته من كتاب الغارات لا يعتمد عليه :

س : طالعت كتاب الغارات للثقفي ، فوجدت فيه طريقة الوضوء ، فكان الحديث عن الإمام علي عليه‌السلام يشرح فيه طريقة الوضوء ، وفي الحديث طريقة الوضوء جاءت مطابقة لطريقة وضوء أهل السنّة ، فما هي الحقيقة حول هذا الحديث؟

ج : إنّ الرواية المذكورة في كتاب الغارات لا يمكن الاعتماد عليها(١) ، وذلك لمعارضتها لروايات متواترةٍ صحيحة تصف الوضوء على طريقة الإمامية المتعارفة المتبعة ، لذا فهي ساقطة عن الاعتبار ، وقد روى هذه الرواية الشيخ المفيدقدس‌سره في أماليه بنفس السند(٢) ، إلاّ أنّ نصّها يؤكّد طريقة وضوء الإمامية خلاف النصّ الوارد في كتاب الغارات ، ممّا جعل المحقّق النوريقدس‌سره ـ صاحب المستدرك على الوسائل ـ أن يعتبر ما ورد في نصّ كتاب الغارات هو من تصحيف العامّة ، أي من تحريفهم(٣) .

لذا فلا طعن في سندها ، إلاّ أنّ نصّها مخالف لروايات متواترة تعارضها ، وبذلك فلا يعتنى بهذه الرواية ولا الأخذ بها ، فإنّ وضوء الإمامية قد وردت فيه روايات صحيحة صريحة متواترة فضلاً عن إجماع الطائفة دون معارض.

__________________

١ ـ الغارات ١ / ٢٤٤.

٢ ـ الأمالي للشيخ المفيد : ٢٦٠.

٣ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٣٠٦.

٤٥٣

( الكويت ـ ـ )

كيفيته :

س : كيف يتم الوضوء؟

ج : إنّ الوضوء يتمّ بعدّة أُمور :

أوّلاً : غسل الوجه ، ما بين قصاص الشعر إلى طرف الذقن طولاً ، وما اشتملت عليه الإصبع الوسطى والإبهام عرضاً ، والابتداء بأعلى الوجه إلى الأسفل ، ولا يجوز العكس.

ثانياً : غسل اليدين من المرفقين إلى أطراف الأصابع ، ولا يصحّ العكس.

ثالثاً : مسح مقدّم الرأس بما بقي من بلل اليد ، بمقدار ثلاثة أصابع مضمومة عرضاً ، وقدر إصبع طولاً ، وأن يكون المسح من الأعلى إلى الأسفل بباطن الكفّ اليمنى.

رابعاً : مسح القدمين من أطراف الأصابع إلى الكعبين.

( سامي مراد ـ الكويت ـ )

غسل اليد من المرفق :

س : قال الله تعالى في آية الوضوء :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ) (١) .

فأرجو أن توضّحوا لي : لماذا يكون وضوؤنا إلى الأصابع؟ وليس إلى المرافق؟ كما في الآية ، أي إنّنا عندما نريد أن نتوضّأ نغسل أيدينا من المرافق إلى الأصابع؟

ج : قال تعالى :( فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ) ، والأيدي جمع يد ، وهي العضو الخاصّ الذي به القبض والبسط والبطش وغير ذلك ، وهو : ما

__________________

١ ـ المائدة : ٦.

٤٥٤

بين المنكب وأطراف الأصابع ، وبما أنّ المعظم من مقاصد اليد تحصل بما دون المرفق إلى أطراف الأصابع ، سُمّي هذا المقطع باليد أيضاً ، فصار اللفظ بذلك مشتركاً ، كالمشترك بين الكلّ والأبعاض ، وهذا الاشتراك هو الموجب لذكر القرينة المعيّنة إذا أُريد به أحد المعاني ، ولذلك قيّد تعالى قوله :( وَأَيْدِيَكُمْ ) بقوله :( إِلَى الْمَرَافِقِ ) ، ليتعيّن أنّ المراد غسل اليد التي تنتهي إلى المرافق.

فتبيّن : أنّ قوله تعالى :( إِلَى الْمَرَافِقِ ) قيد لقوله :( أَيْدِيَكُمْ ) ، فيكون الغسل المتعلّق بها مطلقاً غير مقيّد بالغاية ، يمكن أن يبدأ فيه من المرفق إلى أطراف الأصابع ، وهو الذي يأتي به الإنسان طبعاً إذا غسل يده في غير حال الوضوء من سائر الأحوال ، أو يبدأ من أطراف الأصابع ويختم بالمرفق ، لكن الأخبار الواردة من طريق أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام تفتي بالنحو الأوّل دون الثاني ، وبعبارة أسهل نقول :

١ ـ إنّ لفظ الأيدي في الآية الشريفة مشترك بين كونه ما بين المنكب وأطراف الأصابع ، أو ما بين المرفق وأطراف الأصابع.

٢ ـ هذا الاشتراك يحتاج إلى قرينة تعيّنه.

٣ ـ قوله تعالى :( إِلَى الْمَرَافِقِ ) قرينة على تعيين المراد من اليد ، فقوله تعالى :( إِلَى الْمَرَافِقِ ) قيد لقوله تعالى :( وَأَيْدِيَكُمْ ) ، لا قيداً لقوله تعالى :( فاغْسِلُواْ ) ، ولا معنى لكونه قيداً لهما جميعاً.

٤ ـ وبعد هذا ، فإنّ الآية غير ناظرة إلى أنّ الغسل من أين يبدأ فيه ، فحينئذ يرجع فيه إلى السنّة.

٥ ـ إنّ الأُمّة أجمعت على صحّة وضوء من بدأ في الغسل بالمرافق وانتهى إلى أطراف الأصابع ، وهذا يؤيّد مدّعانا من الاستفادة من الآية القرآنية.

٤٥٥

( جنيد عباس ـ غانا ـ )

كيفية وضوء رسول الله :

س : من فضلكم كيف كان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله يتوضّأ؟ لأنّي أرى بعض المسلمين يفعلون شيئاً ، وآخرون يفعلون شيئاً آخر ، لذلك أُريد البيان الكامل منكم.

ج : روى الشيخ الكلينيقدس‌سره عن زرارة وبكير أنّهما سألا أبا جعفرعليه‌السلام عن وضوء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدعا بطشت ، أو تور فيه ماء ، فغمس يده اليمنى ، فغرف بها غرفة ، فصبّها على وجهه ، فغسل بها وجهه ، ثمّ غمس كفّه اليسرى ، فغرف بها غرفة ، فأفرغ على ذراعه اليمنى ، فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكفّ ، لا يردّها إلى المرفق ، ثمّ غمس كفّه اليمنى ، فأفرغ بها على ذراعه اليسرى من المرفق ، وصنع بها مثل ما صنع باليمنى ، ثمّ مسح رأسه وقدميه ببلل كفّه ، لم يحدث لهما ماء جديداً(١) .

__________________

١ ـ الكافي ٣ / ٢٥.

٤٥٦

وطئ الزوجة من الدبر :

( عبد الله ـ الكويت ـ سنّي ـ ٢٥ سنة ـ دبلوم تجارة )

محلّ نقاش عند أهل السنّة :

س : في البداية أودّ أن أقول : بأنّني لم أجد موقعاً في الإنترنت مثل موقعكم هذا ، حيث أنّني من محبّي معرفة الإسلام الحقّ ، وهذا الموقع وضّح لي الكثير من الأشياء ، التي كانت تخفى عليّ أنا ، المهمّ أحبّ أن أقول : بأنّني سنّي المذهب حتّى الآن ، ولكن أحبّ أن أوضّح لكم بعض الأُمور ، أنا اقتنعت من مذهب الشيعة ، حيث أنّني فهمت الكثير من هذا الموقع ، وجزاكم الله خيراً ، حيث أنّني لم أكن أعرف معنى السجود على التربة ، وجمع الصلوات ، والخمس ، وزواج المتعة.

المهمّ أنّ موضوعي ليس زواج المتعة ، بل هو بعض الفتاوى التي تصدر من مراجع الشيعة ، مثل ما يلي : علماء الشيعة يجوّزون في الزواج أن يدخل الرجل بزوجته من الدبر ، وهذا متّفق عليه عند المراجع كُلّهم ، أنا أعلم بأنّه مكروه كراهية شديدة ، والمرأة إن رفضت لا تعتبر ناشزة ، ولكن هل هذا جائز فعلاً؟ أعني بذلك أنّه هل توجد أدلّة تبيّن لنا ـ نحن الباحثون عن الحقّ ـ لماذا هذا جائز عند الشيعة ، وليس جائز عند السنّة؟

وهل يوجد من علماء السنّة من الأوّلين إلى الآن ، من جوّز الدخول على المرأة من الدبر؟ وإن كان يوجد فأرجو ذكر أسمائهم ، حيث أنّه هناك آية قرآنية تبيّن فيها أن تأتي المرأة من ما أمرنا الله ، أو ليس هذا اجتهاد مقابل النصّ

٤٥٧

القرآني؟ أرجو التوضيح ، لأنّ الشيعة هم ينادون بأنّهم يندّدون ويبغضون من يجتهد مقابل النصّ ، مثل عمر بن الخطّاب.

آسف على الإطالة ، ولكنّي أبحث عن الحقّ ، وقد أُعجبت بمذهب أهل البيت ، ولكن رأيت من يمثّل أهل البيت لهم فتاوى غريبة ، كالتي ذكرتها ، وأنا أُريد أن أسير في طريق أهل البيت ، ولكن يوجد فتاوى كالتي ذكرتها ، والمزيد ما لم أذكره أجد فيه غرابة واجتهاد مقابل النصّ القرآني.

على العموم أنا إنسان في طريق الاستبصار ، فقد فهمت كُلّ عقائد أهل البيت ، ولكنّي أعجب من فتاوى العلماء الذين سوف يكون واحد منهم مرجعي ، فأرجو منكم التوضيح التام للأمر الذي ذكرته ، وسوف يكون بيننا تواصل إن شاء الله تعالى.

ج : إنّ موضوع إتيان النساء في أدبارهنّ مختلف فيه عند الشيعة ، فمنهم من يفتي بكراهته ، ومنهم من يحرّمه ، ولكُلّ من الفريقين أدلّة ونصوص قرآنية وروائية لا مجال لنا أن نتعرّض لسردها وتأييدها أو ردّها ، ولكن نشير إلى الآية التي ذكرتموها ، وهي :( فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ) (١) ، فلا يظهر المراد منها على وجه تختصّ بالقُبل ، كما هو ظاهر للمتأمّل ، بل كما يجوز هذا الوجه ، يحتمل أيضاً أن يكون المراد هو حلّية مطلق الإتيان ، ورفع الحظر الذي كان في حالة الحيض.

ثمّ إنّ المتتبّع المنصف يرى أنّ الموضوع هو محلّ النقاش عند السنّة أيضاً ، فعلى سبيل المثال نذكر هنا هذه الرواية التي تجوّز هذا الأمر عندهم : عن أبي سعيد : أنّ رجلاً أصاب امرأته في دبرها ، فأنكر الناس ذلك عليه ، وقالوا : نعيّرها ، فأنزل الله عزّ وجلّ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) (٢) .

__________________

١ ـ البقرة : ٢٢٢.

٢ ـ البقرة : ٢٢٣.

٤٥٨

قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أنّ وطئ المرأة في دبرها جائز ، واحتجّوا في ذلك بهذا الحديث ، وتأوّلوا هذه الآية على إباحة ذلك(١) .

وأخيراً : لابأس أن نشير إلى نقطة هامّة في المقام ، وهو أنّه في طريق البحث عن العقيدة والمذهب الصحيح لا ينبغي أن نتحقّق في المواضيع الهامشية ، بل يجب علينا أن نبحث في الأُسس والأركان ، ثمّ إنّ رضينا وقنعنا بها نقبل بالتفاصيل بصورة عامّة.

ولا يعقل أن نتساءل في كُلّ مورد عن الأدلّة والتفاصيل ، بل نرجع فيها إلى ذوي الخبرة والاختصاص ، فالمسائل والفروع الفقهية هي محلّ بحث ونقاش حتّى الآن ، وهذا لا يخدش في أصل العقيدة والمذهب بعد ما أثبتنا صحّته بالدلائل العقلية والنقلية.

( عبد الله ـ الكويت ـ سنّي ـ ٢٥ سنة ـ دبلوم تجارة )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : السلام عليكم يا أتباع الحقّ ، في الحقيقة أنّني استلمت ردّكم على سؤالي ، وأنا أشكركم جدّاً على جهدكم المتواصل ، لتوصيل مذهب أهل البيت للناس ، ولكن للأسف قليل من الناس من يعرف قدر أهل بيت رسول الله ، المهمّ أنّني قرأت الإجابات ، وإنّني أصارحكم بأنّني لم اقتنع بشكل كامل ، ولكن أصبحت الصورة أوضح والحمد لله.

ولكن مشكلتي هي أنّني لا أملك الوقت الكامل لأطّلع على الكتب التي وضعتم عناوينها ورقم صفحاتها ، وذلك بسبب عملي الطويل وبقائي خارج البيت ، وهذا الموضوع بالنسبة لي مهمّ جدّاً ، فلو تكرّمتم أن تكتبوا لي النصوص الموجودة في الكتب السنّية التي ذكرتموها عن إتيان المرأة في الدبر.

__________________

١ ـ شرح معاني الآثار ٣ / ٤٠ ، جامع البيان ٢ / ٥٣٧ ، فتح الباري ٨ / ١٤١ ، فيض القدير ١ / ٨٨ ، نيل الأوطار ٦ / ٣٥٥ ، الدرّ المنثور ١ / ٢٦٥ ، فتح القدير ١ / ٢٢٩.

٤٥٩

ج : نذكر لكم بعض النصوص المشار إليها في جوابنا لكم ؛ ففي مجال إتيان النساء في أدبارهنّ ، أخرج البخاري عن ابن عمر في آية( فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) (١) ، أنّه قال : يأتيها في الدبر(٢) .

ونقل الطبري عن نافع قال : « كان ابن عمر إذا قرئ القرآن لم يتكلّم ، قال : فقرأت ذات يوم هذه الآية( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) فقال : أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قلت : لا ، قال : نزلت في إتيان النساء في أدبارهنّ »(٣) .

وعن أبي سعيد الخدري : « أنّ رجلاً أصاب امرأته في دبرها ، فأنكر الناس ذلك عليه ، وقالوا : نعيّرها ، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية ، وعلّقه النسائي عن هشام بن سعيد عن زيد : وهذا السبب في نزول هذه الآية مشهور »(٤) .

وعن أبي سعيد الخدري قال : أبعر رجل امرأته على عهد رسول الله ، فقالوا : أبعر فلان امرأته ، فأنزل الله( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ) (٥) .

وعن مالك قال : « ما أدركت أحداً أقتدي به في ديني يشكّ في أنّه حلال ، يعني وطء المرأة في دبرها ، ثمّ قرأ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ ) ، قال : فأيّ شيء أبين من هذا وما أشكّ فيه »(٦) .

وأخرج ابن جرير في كتاب النكاح من طريق ابن وهب عن مالك : أنّه مباح(٧) .

__________________

١ ـ البقرة : ٢٢٣.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ١٦٠ ، فتح الباري ٨ / ١٤١ ، عمدة القاري ١٨ / ١٥٤.

٣ ـ جامع البيان ٢ / ٥٣٥ ، صحيح البخاري ٥ / ١٦٠ ، عمدة القاري ١٨ / ١٥٣ ، أحكام القرآن لابن العربي ١ / ٢٣٨ ، الجامع لأحكام القرآن ٣ / ٩١ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٢٦٩.

٤ ـ فتح الباري ٨ / ١٤٢.

٥ ـ مسند أبي يعلى ٢ / ٣٥٥.

٦ ـ أحكام القرآن للجصّاص ١ / ٤٢٦ ، المجموع ١٦ / ٤٢٠ ، المغني لابن قدامة ٨ / ١٣١ ، عمدة القاري ١٨ / ١٥٥ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٢٧٢.

٧ ـ الدرّ المنثور ١ / ٢٦٦.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697