كامل الزيارات

كامل الزيارات0%

كامل الزيارات مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 357

كامل الزيارات

مؤلف: ابوالقاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسی بن قولويه القمی‌ (ابن قولويه)
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف:

الصفحات: 357
المشاهدات: 128735
تحميل: 7570


توضيحات:

كامل الزيارات المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 128735 / تحميل: 7570
الحجم الحجم الحجم
كامل الزيارات

كامل الزيارات

مؤلف:
الناشر: مكتبة الصدوق
العربية

عن عليِّ بن محمّد الحُضَيْنيّ (١) ، عن عليِّ بن عبدالله بن مَروان، عن إبراهيم بن عُقْبَة « قال: كتبت إلى أبي الحسن الثّالثعليه‌السلام أسأله عن زيارة قبر أبي عبدالله، عن زيارة قبر أبي الحسن وأبي جعفرعليهم‌السلام، فكتب إليَّ: أبو عبدالله المقدّم (٢) ، وهذا أجمع وأعظم أجراً ».

١٢ - حدَّثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ « قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام (٣) عمّن زار النَّبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله قاصداً؟ قال: له الجنّة، ومن زار قبر أبي الحسنعليه‌السلام فله الجنَّة ».

الباب المائة

( زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر وأبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهم السلام)

١ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيّ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد - عمّن ذكره - عن أبي الحسنعليه‌السلام « قال: تقول ببغداد:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّة اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَدا لله في شَأْنِهِ (٤) ،أتَيتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ، فَأشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَولايَ »، قال: وَادْعُ اللهَ واسأل حاجتك، قال:

__________________

١ - الحُضَين - بالحاء المهملة المضمومة والضّاد المعجمة المفتوحة - بنوه بطن من بني رقّاش من بكر بن وائل من العدنانيّة، أبوها أبو ساسان حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة - إلى آخر النّسب. ( الأمينيّ - ره - )

٢ - قوله عليه السلام: « المقدّم » أي الحسين عليه السلام أقدم وأفضل، أو المعنى أنَّ زيارته فقط أفضل من زيارة كلٍّ من المعصومين عليهم السلام، ومجموع زيارتهما أجمع وأفضل، أو المعنى أنّ زيارة الحسين عليه السلام أولى بالتّقديم. ثمّ إن أضفت إلى زيارته عليه السلام زيارتهما عليهما السلام كان أجمع وأعظم أجراً. ( مرآة العقول ) والخبر مذكور في الكافي، راجع ج ٤ ص ٥٨٣ ح ٣.

٣ - يعني الثّاني عليه السلام .

٤ - في بعض نسخ التّهذيب: « يا مريد الله » من الإرادة، وفي بعضها: « بدأ الله » بالهمزة، أي: أراد الله إمامته. ( ملاذ الأخيار ) وفي قوله: « يا من بدا لله في شأنه » كلام، راجع مرآة العقول ج ١٨ ص ٣٠٤.

٣٢١

وسلّم بهذا على أبي جعفر محمّد بن عليّعليهما‌السلام (١) .

وقال: إذا أردت زيارة موسى بن جعفر؛ ومحمّد بن عليٍّعليهم‌السلام فاغتسل وتنظّف والبس ثوبيك الطّاهرَين، وزُرْ قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمّد بن عليٍّ بن موسى الرّضاعليهم‌السلام، وقل حين تصير عند قبر موسى بن جعفرعليهما‌السلام :

«السَّلام عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلماتِ الأَرضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بدا لله في شَأنِهِ، أتَيْتُكَ زائِراً، عارفاً بحقِّكَ، مُعادياً لاُعْدائِكَ، مُوالياً لأولِيائِكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَولايَ ».

ثمَّ سل حاجتك(٢) ، ثمَّ سلّم على أبي جعفر محمّد بن عليِّ الجوادعليهما‌السلام بهذه الأحرف، وابدء بالغسل وقل:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليِّ الإمام الْبَرِّ التَّقيِّ الرَّضيِّ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوقَ الأرَضِينَ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، صَلاةً كَثِيرةً تامّةً زاكِيَةً مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُترادِفَةً، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أولِيائِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المُؤمِنينَ (٣) ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ النَّبيِّينَ وَسُلالَةَ الْوَصيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله في ظُلُماتِ الأَرض، أتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُعادِياً لأَعدْائِكَ، مُوالِياً لأولِيائِكَ، فَأشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مولايَ ».

ثمّ سل حاجتك(٢) فإنّها تقضى إن شاء الله تعالى،

قال: وتقول عند قبر أبي الحسنعليه‌السلام ببغداد، ويجزىء في المَواطِنَ كلّها(٤)

__________________

١ - إلى هنا مرويّ في الكافي ( ج ٤ ص ٥٧٨ )، وما بعده مكرّرٌ، ولعلّ التّكرار في كلام ابن قولُويه من جهة اختلاف الأسانيد. كما أشار إليه في البحار.

٢ - أي: سل من الله حاجتك، فإنّه عليه السلام يشفع لك عنده تعالى.

٣ - في بعض النّسخ: « يا وارث النّبيّين ».

٤ - هذه الزّيارة مرويّ في الكافي ( ج ٤ ص ٥٧٩ ) مسنداً إلى قوله: « للمؤمنين والمؤمنات »، وفي التّهذيب ج ٦ ص ١١٥.

٣٢٢

أن تقول: «السَّلامُ عَلى أوْلياءِ اللهِ وَأصفِيائِهِ، السَّلامُ عَلى اُمناءِ اللهِ وَأحِبّائِهِ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ، السَّلامُ عَلى محالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ الله، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلىَ اللهِ، السَّلامُ عَلى المُسْتَقرِّينَ في مَرْضاتِ اللهِ، السَّلامُ عَلَى المخْلَصِينَ في طاعَةِ اللهِ (١) ، السَّلامُ عَلى الأدِلاءِ عَلى اللهِ، السَّلامُ عَلى الَّذِينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالىَ اللهَ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَى اللهَ، وَمَن عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُم فَقَدْ تَخَلّى مِنَ اللهِ، اُشْهِدُ اللهَ أنّي مُسلِم لُكُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤمِنٌ بِسِرّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُمْ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجنِّ والإنْسِ، وَأبْرَءُ إلىَ اللهِ مِنْهُمْ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ »

وهذا يجزىء في المشاهد كلِّها، وتكثر من الصَّلاة على محمَّدٍ وآله، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرء من أعدائهم، وتخيّر لنفسك مِن الدُّعاء وللمؤمنين وللمؤمنات.

الباب الحادي والمائة

( ثواب زيارة أبي الحسن عليِّ بن موسى الرِّضا عليه السلام بطوس)

١ - حدَّثني جماعة مشايخي، عن سعد، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن داودَ الصِّرْميِّ(٢) ، عن أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام « قال: سمعته يقول: مَن زارَ قبر أبي فله الجنَّة ».

٢ - حدّثني الحسن بن عبدالله، عن أبيه عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن داود الصِّرْميِّ، عن أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام « قال: سمعته يقول: مَن زارَ قبر أبي فَلَهُ

__________________

١ - في الكافي والتّهذيب: « على الممحّصين »، وقال الجوهريّ: « مَحَصْتُ الذّهبَ بالنّار، إذا خلّصته ممّا يشُوبه، والتّمحيص: الابتلاء والاختبار ». وفي العيون كما في المتن.

٢ - الظّاهر كونه داود بن مافنّة الصّرميّ - بكسر الصّاد المهملة -، كوفيّ، روى عن الرّضا عليه السلام، يكنّى أبا سليمان.

٣٢٣

الجنَّة ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله قال: حدَّثني عليُّ بن إبراهيم الجعفريُّ، عن حَمدان الدِّيوانيِّ(١) « قال: دخلت على أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام فقلت: ما لِمن زارَ أباك بطوس؟ فقالعليه‌السلام : مَن زارَ قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر(٢) ، قال حَمدان: فلقيتُ بعد ذلك أيّوب بنَ نوح بن دُرَّاج فقلت له: يا أبا الحسين إنّي سمعت مولاي أبا جعفرعليه‌السلام يقول: مَن زار قبر أبي بطوس غَفَرَ الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فقال أيّوب: وأزيدك فيه؟ قلت: نَعَم، قال: سمعته يقول: ذلك - يعني أبا جعفر - وأنّه إذا كان يوم القيامة نصب له مِنبرٌ بحذاء مِنبرِ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يفرغ النّاس من الحساب »(٣) .

٤ - قال أبيرحمه‌الله : قال سعد: حدَّثني عليُّ بن الحسين النّيسابوريّ الدَّقّاق قال: حدَّثني أبو صالِح شعيب بن عيسى قال: حدَّثني صالِح بن محمّد الهَمْدانيُّ قال: حدَّثني إبراهيمٌ بنُ إسحاقَ النَّهاونديُّ « قال: قال أبو الحسن الرِّضاعليه‌السلام : مَن زارَني على بُعدِ داري وشَطونِ(٤) مَزاري، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطِن حتّى اُخلّصِه من أهوالها: إذا تطايرت الكُتُبُ يميناً وشِمالاً، وعند الصّراط، وعند الميزان ». قال سعد: وسمعته بعد ذلك من صالِح بن محمّد الهَمْدانيّ.

٥ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد، عن إبراهيم بن رَيّان قال: حدّثني يحيى بن الحسن الحُسَينيّ قال: حدَّثني عليُّ بن عبدالله بن قُطْرب، عن أبي الحسن

__________________

١ - حمدان الدّيوانيّ، قال في اللّباب: « هذه النّسبة إلى ديوان، سكّة بمرو »، رواه الصّدوق ( ره ) في الفقيه ( تحت رقم ٣١٨٩ ) عن حمدان هذا خبراً في فضل زيارة الرّضا ٧ عنه. وما في النّسخ: « الدّسواني » تصحيف.

٢ - « تقدّم وتأخّر » كلاهما فعل ماضٍ، يعني ما تقدّم منك قديماً وحديثاً. وقد مرَّ الكلام فيه في ص ١٤٩.

٣ - في بعض النّسخ: « حتّى يفرغ الله من حساب الخلائق ».

٤ - شطون على زنة فعول: البُعد.

٣٢٤

موسىعليه‌السلام « قال: مرَّ به ابنه وهو شابٌّ حَدَثٌ، وبَنوه مجتمعون عنده، فقال: إنّ ابني هذا يموت في ارض غُربة، فمن زارَه مسلّماً لأمره عارفاً بحقِّه، كان عند الله عزَّوجَلَّ كشهداء بدر ».

٦ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن يعقوبَ، عن عليِّ بن إبراهيم، عن حَمدانَ بن إسحاقَ « قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ؛ أو حكى لي عن رَجلٍ عن أبي جعفر - الشّكُّ مِن عليِّ بن إبراهيم - « قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : مَن زارَ قبر أبي بطوس غَفر الله له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر، فحَجَجت بعد الزّيارة، فلقيت أيّوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر [الثّاني]عليه‌السلام : مَن زار قبر أبي بطوس غفر الله ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر، وبنى له منبراً بحَذاء منبر رسول الله وعَلي صلوات الله عليهما حتّى يفرغ الله مِن حساب الخلائق. فرأيت أيّوب بن نوح بعد ذلك وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر! ».

٧ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً، عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغِيرَة، عن الحسين بن سَيف بن عَميرَة، عن محمّد بن أسلم الجبليِّ، عن محمّد بن سليمان « قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن رَجل حجّ حجّة الإسلام فدخل متمتّعاً بالعُمرَة إلى الحجّ، فأعانه الله على حجّه وعلى عُمرته، ثمَّ أتى المدينة فسلّم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمَّ أتاك عارفاً بحقّك يعلم أنّك حجّة الله على خلقه، وبابه الّذي يؤتى منه فسلّم عَلَيكَ(١) ، ثمَّ أتى أبا عبدالله الحسينعليه‌السلام فسلّم عليه، ثمَّ أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، ثمَّ انصرف إلى بلاده، فلمّا كان وقت الحجّ رَزَقه الله ما يحجّ به فأيّهما أفضل؟ هذا الَّذي قد حجَّ حَجّة الإسلام يرجع ويحجّ أيضاً أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك عليِّ بن موسىعليهما‌السلام فليسلّم

__________________

١ - في العيون: « ثمّ أتى أباك أمير المؤمنين عليه السلام عارفاً بحقّه يعلم أنّه حجّة الله على خلقه وبابه الّذي يؤتى منه فسلّم عليه، ثمَّ أتى أبا عبدالله عليه السلام - إلخ ». ( عيون أخبار الرضا عليه السلام، طبع مكتبة الصّدوق ج ٢ ص ٦٣٧ ) وفي الكافي مثل ما في المتن.

٣٢٥

عليه؟ قال: بل يأتي خراسان فليسلّم على أبي الحسن أفضل، وليكن ذلك في رَجب، ولكن لا ينبغي أن يفعلوا هذا اليوم، فإنَّ علينا وعليكم خَوفاً من السّلطان وشُنْعةً (١) ».

٨ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليِّ بن مَهزيار « قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ما لِمَن زار قبر الرِّضاعليه‌السلام ؟ قال: [فله] الجنَّة والله ».

٩ - حدَّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر البِزَنطيّ « قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرِّضاعليه‌السلام : أبلغ شيعتي أنَّ زيارتي تَعدل عند الله ألفَ حجّة، قال: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ألف حجّةٍ؟! قال: إي والله؛ وألف ألف حجّةٍ لمن زاره عارفاً بحقِّه »(٢) .

١٠ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وعليُّ بن الحسين؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُوَيه، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عُمَير، عن زيد النَّرْسيِّ(٣) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام « قال: مَن زار ابني هذا - وأومأ إلى أبي الحسن الرِّضا - فله الجنَّة ».

١١ - حدَّثني محمّد بن يعقوبَ؛ وعليُّ بن الحسين؛ وغيرهما، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليِّ بن مَهزيار « قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : جُعِلتُ فِداك زِيارة الرِّضا أفضل أم زيارة أبي عبدالله حسين بن عليٍّعليهما‌السلام ؟ قال:

__________________

١ - الشُّنْعة - بضمّ الشّين ثمّ السّكون -: الكراهة والفظاعة.

٢ - لأنّ زيارتهم عليهم السلام موجبة لبقاء الحجّ.

٣ - بفتح النّون وإسكان الرّاء المهملة: قرية من قرى الكوفة، تنسب إليها الثِّياب النَّرْسيَّة، ونهرٌ من أنهار الكوفة عليه عدّة قرى، حفره نَرْس بن بهرام، مأخذه من الفرات نسب إليها جمعٌ من المحدّثين بالكوفة، وزيدٌ منهم، وهو أحد أصحاب الاُصول وكتابه يوجد عندنا، رواه عنه محمّد بن أبي عمير. ( الأمينيّ - ره - )

٣٢٦

زيارَة أبي أفضل، وذلك أنَّ أبا عبداللهعليه‌السلام يزوره كلُّ النّاس، وأبي لا يزوره إلاّّ الخواصّ من الشّيعة (١) ».

وعنهمرحمهم‌الله عن عليّ بن إبراهيم، عن حَمدان بن إسحاقَ « قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ؛ أو حكى لي رجل عن أبي جعفرعليه‌السلام - الشّكّ مِن عليٍّ - يقول: وذكر مثل حديث أيّوب بن نوح، حديث المنبر.

١٢ - حدَّثني محمّد بن يعقوبَ، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن عليّ بن الحسين النّيسابوريّ، عن إبراهيم بن محمّد، عن عبدالرَّحمن بن سعيد المكّيّ، عن يحيى بن سليمان المازنيِّ(٢) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام « قال: مَن زار قبر وَلَدي كان له عند الله سبعون حَجّة مبرورة، قال: قلت: سبعين حجّة؟! قال: نَعَم؛ وسبعمائة حَجَّةٍ، قلت: سبعمائة حَجّةٍ؟ قال: نَعَم؛ وسبعين ألف حَجّة، قلت: وسبعين ألف حَجّة، قال: نَعَم؛ ورُبَّ حجَّةٍ لا تُقبل، مَن زارَه وبات عنده ليلة كان كمن زارَ اللهَ في عَرشه، قلت: كمن زارَ الله في عرشه؟! قال: نَعَم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين، أمّا الأربعة الّذين هم مِن الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام، وأمّا الأربعة الّذين هم من الآخرين فمحمّدٌ وعليُّ والحسنُ والحسينُ

__________________

١ - قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: « لعلّ هذا كان مختصّاً بذلك الزّمان، فإنّ الشّيعة كانوا لا يرغبون في زيارته عليه السلام إلاّ الخواص منهم الّذين يعرفون فضل زيارته. فعلى هذا التّعليل في كلِّ زمان يكون إمامٌ من الأئمّة أقلّ زائراً يكون ثواب زيارته أكثر. أو المعنى أنّ المخالفين أيضاً يزورون الحسين عليه السلام، ولا يزور الرّضا عليه السلام إلاّ الخواصّ وهم الشّيعة، فتكون « من » بيانيّة. أو المعنى أنّ مِن فرق الشّيعة لا يزوره إلاّ من كان قائلاً بإمامة جميع الأئمّة، فإنَّ من قال بالرّضا عليه السلام لا يتوقّف في مَن بعده، والمذاهب النّادرة الّتي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر. فالوجه في التّعليل إمّا قلّة الزّائرين أيضاً، أو أنّ حضور المخالفين يصير سبباً لقلّة فضل الزّيارة، كما يؤمي إلى التّعليل المتقدّم في نظره تعالى إلى زوّار الحسين عليه السلامقبل نظره إلى أهل الموقف ». وقال العلاّمة الأمينيّرحمه‌الله مثله.

٢ - حيّ من تميم أبوها مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ( الأميني - ره - )

٣٢٧

صلوات الله عليهم أجمعين، ثمَّ يمدُّ المِضمار (١) فيقعد معنا مَن زار قبور الأئمّة؛ ألا إنَّ أعلاهم دَرَجة وأقربهم حَبْوة (٢) مَن زار قبرَ وَلَدي عليٍّ -عليه‌السلام ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله قال: حدَّثني عليُّ بن الحسين النّيسابوريّ [قال: حدَّثني إبراهيم بن رئاب] بهذا الإسناد مثله.

الباب الثّاني والمائة

( زيارة قبر أبي الحسن الرِّضا عليه السلام)

١ - حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سَلَمةَ بنِ الخطّاب، عن عبدالله ابن أحمد(٣) ، عن بكر بن صالِح، عن عَمرو بن هِشام - عن رجل من أصحابنا - « قال: إذا أتيت الرّضا عليُّ بن موسىعليهما‌السلام فقل:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بْنِ مُوسى الرِّضا المرْتَضى، الإمام التَّقيّ النَّقيّ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوقَ الأرضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، الصِّدِّيقِ الشَّهيدٍ، صَلاةً كَثيرة نامِية زاكيّة مُتواصِلَةً مُتِواتِرَةً مُترادِفَةً، كَأفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أولِيائِكَ ».

وروي(٤) عن بعضهم قال: إذا أتيت قبر عليِّ بن موسى الرِّضا بطوس

__________________

١ - المضمار مَيدان السِّباق، والّذي يضمر فيه الخيل، ولعلّه كناية عن المجلس عبّر به عنه لسعته، وفي بعض النّسخ: « المِطمار »، والمطمار والمطمر خيط للبنّاء يقدّر به. وقد ورد في كثير من الأخبار في مثل هذا المقام هذه اللّفظة، وهذا أظهر. ولعلّ مدّه ليدخل فيه مَن كان مِن أوليائهم ويخرج عنه مخالفوهم، وفي بعض نسخ الكافي: « الطّعام ». ( ملاذ الأخيار )

٢ - الحبوة: العطيّة، والحبوة أيضاً الاحتباء بالثّوب بأن يجمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها، وهنا يحتمل المعنيَين. ( البحار )

٣ - هو عبدالله بن أحمد الرّازي بقرينة بكر بن صالِح.

٤ - هذه الزّيارة نقلها شيخنا الصّدوق في الفقيه وحكاها جمع عن جامع شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد، وذكر مختصره في المزار الكبير ويظهر من الكتاب أنّها رويتْ عن الأئمَّة صلوات الله عليهم. ( الأمينيّ - ره - )

٣٢٨

فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل:

«اللّهُمَّ طَهِّرني قَلْبي، وَاشْرَحْ لي صَدْري، وَأجِرْ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي طَهُوراً وَشِفاءً [وَنُوراً] ».

وتقول حين تخرج:

«بِسْمِ اللهِ وبالله وَالَى اللهِ، وَإلىَ ابْنِ رَسُولِهِ، حَسْبي اللهُ، تَوَكَّلْتُ عَلى اللهِ، اللّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَإلَيْكَ قَصَدْتُ، وَما عِنْدَكَ أرَدْتُ ».

فإذا خرجتَ فقفْ على باب دارك وقل:

«اللّهُمَّ إلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي، وَعَليْكَ خَلَّفْتُ أهْلي وَمالي وَما خَوَّلْتَني، وَبِكَ وَثِقْتُ فَلا تَخيِّبْني يا مَنْ لا يَخيبُ مَنْ أرادَهُ، وَلا يَضيعُ مَنْ حَفِظَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاحْفَظني بِحفْظِكَ، فَإنَّهُ لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَ ».

فإذا وافيت سالماً إن شاءَ الله فاغتسل وقل حين تغتسل:

«اللّهُمَّ طَهِّرْني، وَطَهِّرْ قَلْبي، وَاشْرَحْ لي صَدْري، وَأجِرْ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ، وَالثَّناءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنَّ قُوَّة دِيني (١) التّسْليمُ لأمْرِكَ وَالاِتِّباع لِسُنَّةِ نَبيِّكَ، وَالشَّهادَةُ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي شِفاءً وَنُوراً، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ».

ثمّ البس ثيابك، وامش حافياً، وعَلَيْكَ السَّكينةُ والوَقار، بالتّكبير والتّهليل والتّسبيح والتّحميد والتّمجيد(٢) ، وقصِّر خُطاك وقل حين تدخل:

«بِسْمِ اللهِ وَبِالله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عَليّاً وَليُّ الله ».

ثمَّ اشِرْ إلى قبره، واستقبل وجهه بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

__________________

١ - في بعض نسخ العيون: « أنّ قوام ديني »، والقِوام - بالكسر -: نظام الأمر وعماده وملاكُه الَّذي يقوم به. وهو أظهر بالمقام.

٢ - التَّمجيد ذكَره تعالى بالمجد - وهو العظمة - والثَّناء عليه، وأخصّ الأذكار به: « لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِالله ». ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )

٣٢٩

«أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأولين والآخرين، وأنه الأنبياءِ وَالمرْسَلينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبيِّكَ وَسَيِّدٍ خَلْقِكَ أجْمَعين، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحْصائِها غَيرُكَ، اللُّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَليِّ بْنِ أبي طالِبٍ عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ الَّذي انْتَجَبْتَهُ لَعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لمنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّانِ يَومِ الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَضائِكَ بَين خَلْقِكَ، وَالمهَيْمنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطَمَةَ بِنْتِ نَبيِّكَ؛ وَزَوجَةِ وَليِّكَ، وَاُمِّ السِّبْطَين الحَسَنِ والحُسَينِ سَيِّديْ شَبابِ أهْل الجنَّةِ، الطُّهْرَةِ الطّاهِرَةِ المُطهَّرَةِ، النَّقيَّةِ (١) الرَّضيَّةِ الزَّكيَّةِ، سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ وَسَيِّدَة نِساء أهْل الجنَّةِ مِنَ الخلْقِ أجْمَعِينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَين سِبْطي نَبيِّكَ وَسَيِّدَي شَبابِ أهْل الجنَّةِ، القائِمَين في خَلْقِكَ، وَالَّدالَّين عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّاني الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَصْلَي (٢) قَضائِكَ بَينَ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بِنِ الحسَين [سيّد العابِدينَ] عَبْدِكَ، القائِمِ في خَلْقِكَ، وَخَليفَتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّان الدِّينِ بَعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِك بَينَ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ صَلًّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ وَوَليِّ دينِكَ، وَخَليفَتِكَ في أرْضِكَ، باقِرِ عِلْمِ النَّبيِّين، القائِمِ بَعَدْلِكَ وَالدَّاعي إلى دينكَ وَدين آبائِهِ الصّادِقينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ، عَبْدِكَ وَوَليْ دِينِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ أجمعِينَ الصّادِقِ البارِّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَر الكاظِم الْعَبْدِ الصّالحِِ، وَلِسانِكَ في خَلْقِكَ، النّاطِقِ بِعِلْمِكَ، وَالحُجَّةِ عَلى بَريَّتِكَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليّ بن مُوسى الرِّضا الرَّضيّ المُرْتَضى، عَبْدِكَ وَوَليّ دِينكَ، الِقائِمِ بِعَدْلِكَ، والدَّاعي إلى دينِكَ، وَدينِ آبائِهِ الصّادقِين، صَلاةً لا يَقْدر عَلى إحْصائِها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ وَعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ،

__________________

١ - في بعص النّسخ: « التّقية ».

٢ - في جلّ النّسخ: « وفصل قضائك »، وفي العيون والفقيه مثل ما في المتن.

٣٣٠

القائمَينِ بِأمْرِكَ وَالمؤَدِّيينِ عَنْكَ وَشاهِدَيكَ عَلى خَلْقِكَ وَدَعائِم دِينكَ وَالقِوام عَلى ذلِكَ، صَلاةً لا يَقوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسَن بْنِ عَليٍّ، الْعامِلِ بِأمْرِكَ، والْقائِمِ في خَلْقِكَ، وَحُجَّتِكَ المُؤدِّي عَنْ نَبيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ، المخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ، الدّاعي إلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ، وَوَليِّكَ الْقائمِ في خَلْقِكَ، صَلاةً نامِيةً باقِيةً، تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ [بها]، وَتَجْعَلُنا مَعَهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِزيارَتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ، وَاُوالي وَليَّهُمْ، وَاُعادِي عَدُوَّهُمْ، فَأرْزُقني بِهِمْ خَيرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَاصْرِف عَنّي هَمَّ نَفْسي في الدُّنيا والآخِرَة (١) ، وَأهْوالَ يَومِ الْقيامَةِ ».

ثم تجلس عندَ راسه وتقول:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظَلُماتِ الأرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلْيْكَ يا وارثَ نُوحِ نَبيِّ الله، السَّلام عَلَيْكَ ياوارثَ إبراهيمَ خَليلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله، السَّلام عَلَيْكَ يا وارِثَ أمير المؤمنينَ عَليِّ بْنِ أبي طالب وَليِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَي شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليِّ بْن الحُسَين سَيِّدِ الْعابِدين (٢) ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدِ بِنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ الأوَّلينَ وَالآخِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ البارِّ التَّقيِّ النَّقيّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى بْنِ جَعفَر الْكاظِم، السَّلام عَلَيْكَ أيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ البارُّ التَّقيّ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبَا الحَسَنِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ ».

__________________

١ - في العيون: « واصرف عنّي بهم شرّ الدُّنيا والآخرة ».

٢ - في بعض النّسخ: « زين العابدين ».

٣٣١

ثمَّ تَنكبّ على القبر وتقول:

«اللّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ (*) مِنْ أرْضي، وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحمتِكَ، فلا تخيِّبْني وَلا تَرُدَّني بِغَيرِ قَضاءِ حَوائِجي، وَارْحَمْ تَقَلُّبي عَلى قَبرِ ابْنِ أخِي نَبيِّكَ وَرَسُولِكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بِأبي أنْتَ وَاُمّي أتَيْتُكَ زائراً وافِداً عائِذاً مما جَنَيْتُ بِهِ عَلى نَفْسي، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري، فَكُنْ لي شَفيعاً إلى رَبِّكَ يَومَ فَقْري وَفاقَتي، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَحمُوداً، وَأنْتَ عِنْدَ اللهِ وَجيهٌ في الدُّنْيا والآخِرَةِ »؛

ثمَّ ترفع يدك اليمنى وتبسط اليُسرى على القبر وتقول:

«اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِمُوالاتِهِمْ، وأتَوَلّى آخِرَهُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَهُمْ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُم (١) ،اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِين بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ، وَاتَّهَمُوا نَبِيِّكَ، وَجَحَدوا آياتك، وَسَخرُوا بإمامِكَ، وَحَملُوا النّاسَ عَلى أكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيهِمْ وَالبَراءةِ مِنْهُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ »؛

ثمَّ تحوِّل عند رجليه وتقول:

«صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ، صَلى الله عَلَيْكَ وَعلى رُوحِكَ وَبَدنِكَ، صَبرتَ وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالأيْديِ وَالألْسُنِ »،

ثمَّ أبتهل(٢) باللَّعْنَةِ على قاتل أمير المؤمنين، وباللّعنة على قتلة الحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمَّ تحوَّل نحو رأسه من خَلْفه وصلِّ رَكعتين، تقرء في إحديهما « يس »، وفي الاُخرى « الرَّحمن »، وتجتهد في الدُّعاء لنفسك والتَّضرُّع، وأكثر من الدُّعاء لوالديك ولإخوانك المؤمنين، وأقم عنده ما شئت، وليكن صلاتك عند القبر إن شاء الله ».

* * * * *

__________________

١ - الوليجة: مَن تتّخذه معتمداً مِن غير أهلك، أي أبرء من كلّ مَن لم يحذو حذوهم، ولم يقل بإمامتهم.

٢ - قال في النّهاية: وفي حديث الدّعاء: « والابتهال أن تمدّ يديك جميعاً »، وأصله التّضرّع والمبالغة في السّؤال - انتهى.

* - أي قصدت.

٣٣٢

الباب الثّالث والمائة

( زيارة أبي الحسن عليِّ بن محمَّدٍ الهادي)

( وأبي محمَّدٍ الحسن بن عليٍّ العسكريّ عليهم السلام بـ « سُرَّ مَن رأى »)

١ - روي عن بعضهمعليهم‌السلام أنّه قال: « إذا أردت زيارة أبي الحسن الثّالث عليِّ بن محمّد وأبي محمّد الحسن بن عليٍّعليهم‌السلام تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبريهما؛ وإلاّ أومأتَ بالسَّلام مِن عند الباب الَّذي على الشّارع الشّباك(١) تقول:

«السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَليي الله، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتي الله، السَّلامُ عَلَيكُما يا نُورَي اللهِ في ظُلُمات الأرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَدا للهِ في شَأْنِكُما، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حَبيبَي اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا إمامَي الْهُدى، أتَيتُكُما عارفاً بحقِّكُما، مُعادِياً لأعْدائِكُما، مُوالياً لأوْلِيائكُما، مُؤمِناً بما آمَنْتُما بِهِ، كافِراً بما كَفَرتما بِهِ، محقِّقاً لما حقَّقْتُما، مُبْطلاً لما أبْطَلْتُما، أسْأَلُ الله رَبي وَرَبَّكُما أنْ يجعَلِ حَظّي مِنْ زيارَتِكُما الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأنْ يَرزُقَني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار، ويرزقني شَفاعَتَكُما وَمُصاحِبَتَكُما، وَيعرِّفَ بيْني وَبَيْنَكُما، وَلا يَسْلُبَني حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصّالحينَ، وَأن لا يجعَلهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زيارَتِكُما، وَيحشُرَني مَعَكُما في الجنَّةِ بِرَحْمَتِهِ، اللّهُمَّ ارْزُقْني حُبَّهما وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهما، اللّهمَّ الْعَنْ ظالمي آل مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اللّهُمَّ الْعَنِ الأوَّلينَ مِنْهُمْ وَالآخِرين، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ، وأبْلِغْ بِهِمْ

____________

١ - قال شيخ الطائفة رحمه الله: « هذا الّذي ذكره من المنع من دخول الدّار هو الأحوط والأولى، لأنّ الدّار قد ثبت أنّها ملكَ للغير، ولا يجوز لنا أن نتصرّف فيها بالدّخول فيها ولا غيره إلاّ بإذن صاحبها، ولم ينقطع العذر لنا بإذنهم عليهم السلام في ذلك، فينبغي التّوقّف في ذلك والامتناع منه، ولو أنّ أحداً يدخلها لم يكن مأثوماً خاصّة إذا تأوّل في ذلك ما روي عنهم عليهم السلام من أنّهم جعلوا شيعتهم في حلٍّ من مالهم، وذلك على عمومه، وقد روي في ذلك أكثر من أن يحصى ».

٣٣٣

وَبِأشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعيهِمْ، أسْفَلَ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيم، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدير، اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ وَليِّكَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهمْ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ »؛

وتجتهد في الدُّعاء لنِفسك ولوالديك وتخيّر مِنَ الدُّعاء، فإن وصلت إليهم صلّى الله عليهما فَصَلِّ عند قبرهما رَكعتين، وإذا دخلت المسجد وصلّيت دعوت الله بما أحببت، إنّه قريبٌ مجيبٌ، وهذا المسجد إلى جانب الَّدار وفيه كان يصلّيان - عليهما الصّلاة والسّلام(١) .

* * * * *

__________________

١ - ذكر الصّدوق هذه الزّيارة بعينها في الفقيه إلاّ أنّه أسقط قوله: « السّلام عليكما يا من بدا في شأنكما »، ثمّ قال: « وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك وصلّ عندهما لكلِّ زيارة ركعتين ركعتين، وإن لم تصلّ إليهما دخلت بعض المساجد وصلّيت لكلّ إمامٍ لزيارته ركعتين، وادعو الله بما أحببت إنّ الله قريبٌ مجيبٌ ».

وقال الشّيخ المفيد - قدّس الله روحه - على ما ينسب إليه من كتاب المزار: « إذا وردت مشهدهما صلّى الله عليهما فاغتسل لزّيارة، ثمّ امض حتّى تقف على باب القبّة واستأذن وادخل مقدِّماً رجلك اليُمنى وقف على قبريهما وقل: « ثمّ ذكر الزيّارة بعينها إلاّ أنّه بدّل قوله: « يا من بدا لله في شأنكما » بقوله: « يا أميني الله »، ثمّ ذكر الوداع، ثمّ قال: « ثمّ اخرج ووجهك القبرين على أعقابك ».

أقول: أمّا « البداء » في أبي محمّد الحسن عليهم السلام فقد مضى في باب النّصّ عليه أخبار كثيرة [البحار ج ٥٠ ص ٢٣٩] بأنّ البداء قد وقع فيه وفي أخيه الّذي كان أكبر منه ومات قبله، كان في موسى وإسماعيل، وأمّا في أبيه عليهم السلام فلم نر فيه شيئاً يدلّ على البداء، فلعلّه وقع فيه شيء من هذا القبيل، أو من القيام بالسّيف أو غيرهما، أو نسب هذا البداء إلى الأب أيضاً، لا التّنصيص على الإمامة يتعلّق به. وأمّا الدّخول في الدّار للزّيارة فالأظهر جوازه لما ذكره الشّيخ رحمه الله، ولرواية ابن قولويه هذه، ولما سيأتي في الزّيارات الجامعة من الوقوف عند القبر واللّصوق به والانكباب عليه، ولِعَمل القُدماء الأصحاب وأرباب النُّصوص منهم، تجويزهم ذلك، والله يعلم. ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )

٣٣٤

الباب الرّابع والمائة

( زيارةٌ لجميع الأئمَّة)

صلوات الله عليهم أجمعين

١ - حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عِمرانَ، عن هارونَ بن مسلم، عن عليّ بن حَسّان « قال: سُئل الرِّضاعليه‌السلام في إتيان قبر أبي الحسنعليه‌السلام (١) فقال: صَلّوا في المساجد حوله ويجزىء في المواضع كلّها أن تقول:

«السَّلامُ عَلى أوَلِياءِ اللهِ وَأصْفيائِهِ، السَّلامُ عَلى اُمَناءِ اللهِ وَأحِبَائِهِ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، السَّلام عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْر الله وَنَهْيِهِ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلى اللهِ، السَّلامُ عَلى المسْتَقَرِّينَ في مَرضاتِ اللهِ، السَّلامُ عَلى المُمَحِّصِينَ في طاعَةِ اللهِ (٢) ،السَّلامُ عَلى الَّذينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالى الله، وَمَن عاداهُم فَقَدْ عَادَى الله، وَمَن عَرفَهُم فَقَد عَرَفَ اللهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ الله، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخلّى مِنَ اللهِ، اُشْهِدُ الله أنّي سِلْمٌ لَمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لَمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُم، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آل مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ، وَأبْرَءُ إلى اللهِ مِنْهُمْ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ »،

هذا يجزىء في الزيّارات كلّها، وتكثر من الصَّلاة عَلى محمَّدٍ وآله، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرءَ من أعدائهم وتخيّر لنفسك من الدُّعاء وللمؤمنين والمؤمنات ».

__________________

١ - يعني أباه موسى بن جعفر عليهما السلام .

٢ - قوله: « الممحّصين » تقدّم الكلام فيه في ص ٣١٨.

٣٣٥

٢ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن محمّد بن يحيى العطّار، وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ جميعاً، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمران، عن عليِّ بن حَسّان، عن عُروةَ بن إسحاق ابن أخي شعيب العَقرقوفيّ عمّن ذكره - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: تقول إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ويجزئك عند قبر كلِّ إمامٍعليهم‌السلام:

«السَّلام عَلَيْكَ مِنَ اللهِ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِاللهِ أمِينِ اللهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أمْرِهِ، الخاتَمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِح لَما اسْتُقْبَلَ (١) ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالَّدليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَكُتُبِكَ، وَدَيّانَ الدِّين بَعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنِ خَلْقِكَ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».

وتقول في زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ - إلى آخره - ».

وفي زيارة فاطمةعليها‌السلام : «أمَتِكَ وَبِنْتِ رَسُولِكَ - إلى آخره - ».

وفي زيارة سائر الأئمّة: «أبْناءِ رَسُولِكَ »، على ما قلت في النَّبيّ أوَّلَ مرَّةٍ حتّى تنتهي إلى صاحبك، ثمّ تقول:

«أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَبابُ الهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالحُجَّةُ الْبالِغَةُ عَلى مَنْ فيها وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، وَأَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ مِنْ طينَةٍ واحِدَةٍ، طابَتْ وَطَهُرَتْ مِنْ نُورِ الله وَمِنْ رَحْمَتِهِ، وَاُشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي لَكُمْ تَبَعٌ بِذاتِ نَفْسي وَشرائِعِ دِيني وَخَواتِيم عَمَلي، اللّهُمَّ فأتْمِمْ لي ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمرْتَ بِهِ، وَقُمْتَ بحقِّهِ غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنِ، فَجزاكَ اللهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَلَكَ، وأنْتَ مَعْدِنُهُ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ، وَ

__________________

١ - تقدّم معناه في ص ٣٩ و ٢٢١.

٣٣٦

دَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحسَنَةِ، وَعَبَدْتَ رَبَّكَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ».

ثمَّ تقول: «السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُسَوِّمينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُنْزَلينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُرْدِفينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ في هذَا الحرَم بِإذْنِ اللهِ مُقيمُونَ ».

ثمّ تقول: «اللّهُمَّ الْعَنِ اللَّذَيْنِ بَدَّلا نِعْمَتَكَ، وَخَالَفا كِتابَكَ، وَجَحَدا آياتِكَ، وَاتَّهَما رَسُولَكَ، احْشُ قُبُورَهُما وَأجْوافَهُما ناراً وَأَعَدَّ لَهُما عَذاباً أليماً، وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما إلى جَهَنَّمِ زُرْقاً (١) ،وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما يَومَ الْقيامَةِ عَلى وُجُوهِهِم عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً، مَأواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قَبرْ ابْنِ نَبيِّكَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ، فَإنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ وَأنْتَ الرَّبُّ الَّذِي لا تُخلِفُ الميعادَ ».

وكذلك تقول عند قُبور كلَّ الأئمَّةعليهم‌السلام، وتقول عند كلِّ إمام زُرْته إن شاء الله تعالى:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلام عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المؤْمِنينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبيِّينَ وَسُلالَةِ الْوَصِيِّينَ، وَالشَّهيدَ يَومِ الِّدينِ، أشْهَدُ أنَّكَ وَآباءَكَ الَّذينَ كانُوا مِنْ قَبلِكَ، وَأبْناءَكَ الَّذينَ مِنْ بَعْدِكَ مَواليَّ وَأولِيائي وَأئِمَّتي، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ أصْفياءُ اللهِ وَخَزِنَتُهُ وَحُجَّتُهُ الْبالِغةُ، انْتَجَبَكُمْ بِعِلْمِهِ أنْصاراً لِدينِهِ، وَقُوَّاماً بِأَمِرِهِ، وَخُزَّاناً لِعِلْمِهِ، وَحَفَظةً لِسِرِّهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَمعْدِناً لِكَلِماتِهِ، وَأرْكاناً لِتَوحِيدِهِ، وَشُهُوداً عَلى عِبادِهِ، وَاسْتَودَعَكُمْ خَلْقَهُ، وَأورَثَكُم كِتابَه، وَخَصَّكُمْ بِكَرائِمِ التَّنْزِيل، وَأعْطاكُمُ التَّأَويلَ، جَعَلَكُمْ تابُوتَ (٢) حِكْمَتِهِ وَمَناراً في بِلادِهِ، وَضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ نُورِهِ، وَأجْرى فيكُمْ مِنْ عِلْمِهِ، وَعصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَأذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ، وَبِكُمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ، وَاجْتَمَعَتِ الْفُرقَةُ، وَأئْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ، وَلَزِمَتِ الطّاعَةُ المفْترضَةُ،

__________________

١ - أي عمياً.

٢ - التّابوت: الصّندوق من الخشب.

٣٣٧

وَالمَودَّةُ الواجِبَةُ، فَأنْتُمْ أوْلِياؤُهُ النُّجَباءُ، وَعِبادُهُ المكْرَمُونَ، أتَيْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشأْنِكَ، مُعادِياً لأعْدائِكَ، مُوالِياً لأوْليائِكَ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، أتَيْتُكَ وافِداً زائِراً عائذاً مُسْتَجِيراً ممّا جَنَيْتَ عَلىُ نَفْسي، وَاحْتَطَبْتُ عَلىُ ظَهْري، فَكُنْ لي شَفِيعاً، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً، وأنْتَ عِنْدَاللهِ وَجِيهٌ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما اُنْزِلَ عَلَيْكُمْ، وأتَوَلّى آخِرَكُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَكُمْ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ، وَكَفَرتُ بالجبِتِ وَالطّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزْى ».

الباب الخامس والمائة

( فضل زيارة المؤمنين وكيف يُزارون)

١ - حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر الرَّزّاز القُرَشيّ الكوفيُّ، عن خاله محمَّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عَمرِو بن عثمان الرَّازيِّ « قال: سمعت أبا الحسن الأوّلعليه‌السلام يقول: مَن لم يقدر أن يزورنا فليزرْ صالحِي موالينا يُكتَب له ثوابُ زيارَتنا، ومَن لم يَقدِرْ على صًلَتنا فَلْيَصلْ صالِحي موالينا يُكتَب له ثوابُ صِلَتنا ».

٢ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد، عن الحسن بن مَتِّيل، عن محمّد بن عبدالله بن مِهرانَ، عن عَمْرِو بن عثمانَ « قال: سمعت الرِّضاعليه‌السلام يقول: مَن لم يقدر على صِلَتنا فليَصِلْ على صالِحي مَوالينا يُكتب له ثواب صِلتنا، ومن لم يقدِرْ على زيارتنا فليزر صالِحي موالينا يُكتب له ثوابُ زيارتنا ».

٣ - حدَّثني أبي؛ ومحمّد بن يعقوبَ؛ وجماعَة مشايخيرحمهم‌الله عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى « قال: كنت بفَيْد(١) فمشيتُ مع عليِّ بن بِلال إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بَزيع قال: فقال لي عليُّ بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرِّضاعليه‌السلام : مَن أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على

__________________

١ - فَيْد - بالفتح ثمّ السّكون -: بُلَيدة في نصف طريق مكّة من الكوفة، ينزل بها الحاجّ قال الزّجاجيّ: سميت فَيْد بفيد بن حام وهو أوّل مَن نزلها. ( من المعجم )

٣٣٨

القبر وقرء «إنّا أنْزَلْنَاه (١) » سبع مرّات، أمن يوم الفزع الأكبر ».

٤ - حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجَوهَريّ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمرانَ « قال: كنت بفَيْد فقال محمّد بن عليِّ بن بلال: مُرَّ بنا إلى قبر محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع، فذهبنا إلى عند قبره فقال محمّد بن عليِّ: حدَّثني صاحبُ هذا القبر عن الرِّضاعليه‌السلام أنّه مَن زار قبر أخيه المؤمن فاستقبل القِبلة ووضع يَده على القبر وقرء: «إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْر » سبع مرّات أمن مِن الفزع الأكبر ».

٥ - وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ، عن محمّد بن أحمدَ، عن عليِّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عَمْرو، عن أبان(٢) ، عن عبدالرَّحمن بن أبي عبدالله « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام كيف أضع يدي عَلى قُبور المؤمنين؟ فأشارَ بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل القِبلة ».

٦ - وعنه، عن محمّد بن أحمدَ، عن موسى بن عمر[ان]، عن عبدالله الحجّال عن صَفوانَ الجمّال « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: كان رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخرج في مَلأ مِن النّاس مِن أصحابه كُلَّ عشيَّة خميس إلى بَقيع المَدَنيّين فيقول - ثلاثاً -: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الدِّيارِ » - وثلاثاً - «رَحِمَكُمُ الله »، ثمَّ يلتفت إلى أصحابه ويقول: هؤلاء خيرُ منكم، فيقولون: يارسول الله ولِم؟ آمَنُوا وآمَنّا، وجاهَدُوا وجاهَدْنا؟ فيقول: إنَّ هؤلاءِ آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظُلم، ومَضوا على ذلك وأنَا لَهُمْ على ذلك شَهيدٌ، وأنتم تَبقون بعدي، ولا أدري ما تُحدثون بعدي ».

٧ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مَسعَدَةَ بن زِياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام « قال: دخل عليُّ أمير المؤمنين مقبرةً - ومعه أصحابه - فنادى:

«يا أهْلَ التُرْبَةِ وَيا أهْلَ الغُرْبَةِ، وَيا أهْلَ الخُمُودِ، وَيا أهْلَ الهُمُود (٣) ،أمّا أخْبارُ

__________________

١ - المراد تمام السّورة.

٢ - يعني بن عثمان الأحمر.

٣ - خَمَدَتِ النّار، خُمْداً وخُموداً: سكن لَهَبُها. والهُمُود: الموت. ( القاموس )

٣٣٩

ما عِنْدَنا: فَأمّا أمْوالُكُمْ قَدْ قُسِّمَتْ، وَنِساؤُكُمْ قَدْ نُكِحَتْ، وَدُورُكُمْ قَدْ سُكِنَتْ، فَما خَبَرُ ما عِنْدَكُمْ؟!! »، ثمَّ التفت إلى أصحابه وقال: أما واللهِ لَو يُؤذَنُ لهم في الكلام لقالوا: لم يُتَزَوَّد مثل التَّقْوى زادٌ [خَيرُ الزَّاد التَّقْوى] ».

٨ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن، عن الحسن بن مَتِّيل، عن سَهل بن زياد، عن محمَّد بن سِنان، عن إسحاقَ بن عَمّار، عن أبي الحسنعليه‌السلام « قال: قلت له: المؤمن يَعلم بمن يَزورُ قبره؟ قال: نَعَم؛ ولا يَزال مستأنساً بِه ما زالَ عندَه، فإذا قام وانصرف مِن قبره دَخَله مِن انصرافه عن قبره وَحْشَةٌ ».

٩ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن سِنان « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : كيف اُسلّم عَلى أهل القُبور؟ قال: نَعَم؛ تقول: «السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمُسْلِمين، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (١) وَنَحْنُ إن شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ».

حدَّثني أبيرحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اُورَمَةَ عن عبدالله بن سِنان قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام - وذكر مثله -.

١٠ - حدَّثني الحسن بن عبدالله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عَمْرو بن أبي المِقدام، عن أبيه « قال: مَرَرتُ مع أبي جعفرعليه‌السلام بالبَقيع فمررنا بقبر رَجلٍ من أهل الكوفة مِن الشِّيعة، فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : جُعلتُ فِداك هذا قبرُ رَجل من الشِّيعة، قال: فوقف عليه وقال: «اللّهمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ، وَآمِنْ رَوعَتَهُ، وَأَسْكنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغَنى بِها عَنْ رحمة من سًواكَ، وألْحِقْهُ بمن كانَ يَتَولاهُ » ».

١١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النَّضر بن سُويد، عن القاسم بن سليمانَ، عن جرَّاح المدائنيِّ « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام : كيف التّسليم على أهل القبور؟ قال: تقول: « السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ، رَحِمَ اللهُ المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ وَالمسْتأْخِرينَ، وَإنّا إنْ

__________________

١ - أي أنتم متقدّم لنا.

٣٤٠