كامل الزيارات

كامل الزيارات0%

كامل الزيارات مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 357

كامل الزيارات

مؤلف: ابوالقاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسی بن قولويه القمی‌ (ابن قولويه)
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف:

الصفحات: 357
المشاهدات: 127157
تحميل: 7490


توضيحات:

كامل الزيارات المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 127157 / تحميل: 7490
الحجم الحجم الحجم
كامل الزيارات

كامل الزيارات

مؤلف:
الناشر: مكتبة الصدوق
العربية

فطاف كما أوحى الله إليه، ثمَّ نزل في الماء إلى أن ركبتيه فاستخرج تابوتاً فيه عظام آدم، فحمل التّابوت في جوف السَّفينة حتّى طاف بالبيت ما شاء الله تعالى أن يطوف، ثمَّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها، ففيها قال الله للأرض: « ابْلَعي ماءَكِ »(١) ، فبلعتْ ماءها من مسجد الكوفة كما بدء الماء من مسجدها وتفرَّق الجمع الّذي كان مع نوح في السّفينة، فأخذ نوحٌ التّابوت فدفنه بالغَريّ وهو قِطعة من الجبل الَّذي كلّم اللهُ عليه موسى تكليماً، وقدَّس عليه عيسى تقديساً، واتّخذ عليه إبراهيم خليلاً، واتَّخذ عليه محمّداً حبيباً، وجعله للنَّبيِّين مسكناً، والله ما سكن فيه أحدٌ بعد آبائه الطاهرين آدم ونوح اكرم من أمير المؤمنينعليهم‌السلام فإذا أردت جانب النجف فزُر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالبعليهم‌السلام فإنّك زائراً لآباء الأوَّلين، ومحمّداً خاتم النّبيّين، وعليّاً سيّد الوصيّين، فإنّ زائره تفتح له أبواب السَّماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نُوّاماً ».

٣ - حدَّثني عليُّ بن الحسين، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم، عن عثمانَ بن عيسى، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال الحسين لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبت ما جزاء مَن زارَك؟ قال: مَن زارني حيّاً أو ميّتاً أو زارَ أباك كان حقّاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه مِن ذنوبه ».

الباب الحادي عشر

( زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام)

( وكيف يزار، والدّعاء عند ذلك)

١ - حدَّثني أبو عليٍّ أحمدُ بن عليِّ بن مَهديّ قال: حدَّثني أبي: عليُّ بن صَدَقة الرَّقّيُّ قال: حدَّثني عليُّ بن موسى قال: حدَّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفرعليهم‌السلام « قال: زارَ زينُ العابدين عليُّ بن الحسينعليهما‌السلام قبرَ أمير المؤمنين عليِّ

__________________

١ - هود: ٤٤.

٤١

ابن أبي طالبعليه‌السلام ووقف على القبر فبكى، ثمَّ قال:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ المؤمنينَ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ في أرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ [ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ الْمُؤْمِنينَ ]، أشْهَدُ أنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى دَعاكَ اللهُ في جِوارِهِ وَقَبَضَكَ بِاخْتِيارِهِ، وَالْزَمَ أعْدآئَكَ الْحُجَّةَ في قَتْلِهِم إيّاك مَعَ مالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ؛ راضِيَةً بِقَضآئِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أوْلِيآئِكَ، مَحْبُوبَةً فى أرْضِكَ وَسَمآئِكَ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلأئِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِكَ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ، مُشْتاقَةً إلى فَرْحَةِ لِقآئِكَ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أوْلِيآئِكَ (١) ،مُفارِقَةً لإَخْلاقِ أعْدائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ ».

ثمّ وَضع خدّه على القبر وَقال:

اللّهُمَّ إنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ إلَيْكَ والِهَةٌ، وَسُبُلَ الرّاغِبينَ إلَيْكَ شارِعَةٌ، وَأعْلامَ الْقاصِدينَ إلَيْكَ واضِحَةٌ، وَأفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ، وَأصْواتَ الدّاعينَ إلَيْكَ صاعِدَةٌ، وَأبْوابَ الاَِْجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أنابَ إلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، والإعانة لِمَنِ اسْتَعانَ بِك مَوجُودةٌ، والإغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بكَ مبذُولةٌ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ، وَأعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأرْزاقَكَ إلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ لَهُمْ مُتواتِرَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوآئِزَ السّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّورَةٌ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ إليهم واصِلةٌ، وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ الظِّمآءِ لَدَيكَ مُتْرَعَةٌ، اللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئي، وَاقْبَلْ ثَنآئي، وأعْطِني رَجائي، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ أوْلِيآئي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهم‌السلام، إنَّكَ وَلِيُّ نَعْمآئى، وَمُنْتَهى رَجائي، وَغايَةُ مُنايَ في مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، أنْتَ إلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لإََوْلِيآئِنا، وَكُفَّ عَنّا أعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أذانا، و

__________________

١ - في بعض النّسخ: « بسنن أنبيائك ».

٤٢

أظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَأدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلَ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَىءٍْ قَديرٌ » ».

٢ - حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليدرحمه‌الله فيما ذكر من كتابه الَّذي سَمّاه « كتاب الجامع »، روي عن أبي الحسنعليه‌السلام « أنّه كان يقول عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، أشهَدُ أنَّك أوَّلُ مَظْلُومٍ؛ وَأوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتّى أَتاكَ الْيَقينُ، وَأشْهَدُ أنَّكَ لَقِيتَ اللهَ، وَأنْتَ شَهيدٌ، عَذَّبَ اللهُ قاتِلَكَ بِأنْواعِ الْعَذابِ وَجَدَّدَ عَلَيْهِ الْعَذابَ، جِئْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ؛ مُسْتَبْصِراً بِشَأنِكَ؛ مُعادِياً لإَعْدائِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ، الْقى عَلى ذلِكَ رَبّي إنْ شاءَ اللهُ تعالى، إنَّ لي ذُنُوباً كَثيرَةً فَاشْفَعْ لي عندَ رَبِّكَ يا مَولايَ، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً، وَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ جاهاً عَظيماً وَشَفاعَةً، وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالى : «وَلا يَشْفَعوُنَ إلاّ لِمَنِ ارْتَضى (١) ».

ويقول عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام أيضاً:

«الْحَمْدُ للهِ الَّذي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَمَنْ فَرَضَ الله عَلَيَّ طاعَتَهُ، رَحْمَةً مِنْهُ لي وتَطَوُّعاً مِنْهُ عَلَيَّ، وَمَنَّ عَلَيَّ بِالاِْيْمانِ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي سَيّرني في بِلادِه وحَملَني عَلى دَوابِّهِ، وطَوى لي البَعيدَ، ودَفَع عَنّي المَكروه حتّى أدخَلَني حَرَمَ أخي رَسُولِهِ فَأرانيهِ في عافِيَةٍ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي جَعَلَني مِنْ زُوّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحَمْدُ للهِ الّذي جَعَل هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهْتَدي لَوْلا أنْ هَدانَا اللهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، [وَأشْهَدُ] أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جاءَ بالحقِّ مِنْ عِنْدِه، وأشهَدُ أنَّ عليّاً عبدُالله وأخو رَسولِه، اللهمَّ عَبدُكَ وَزائِرُكَ يَتَقرَّبُ إليك بِزيارةِ قبرِ أخي نَبيِّك، وعَلى كُلِّ مأتيٍّ حقٌّ لِمَن أتاهُ وزارَهُ، وأَنْتَ خَيرُ مأتيٍّ، وأكرم مَزورٍ، وأسألُك يا اللهُ يا رَحمنُ يا رَحيمُ يا جوادُ يا واحِدُ يا أحَدُ يا فَردُ يا صَمَدُ يا مَن لم يَلِدْ ولم يُولَد ولَمْ يكنْ لَهُ كُفُواً أحدٌ، أنْ تُصلّي على محمٌدٍ وآل محمَّدٍ وأهل بَيْتِه، وأنْ تجعَلَ تُحفَتَكَ إيّايَ مِنْ زِيارتي في مَوقِفي هذا فَكاك رَقَبَتي من النّار، واجْعَلْني مِمّنْ

__________________

١ - الأنبياء: ٢٨.

٤٣

يُسارع في الخيراتِ ويَدْعُوك رَهَباً ورَغَباً، واجْعَلْني لَكَ مِن الخاشِعينَ، اللّهُمَّ إنَّكَ بَشَّرْتَني عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ فَقُلْتَ: «وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنُوا أنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ (١) »اللّهُمَّ فَإنّي بِكَ مُؤْمِنٌ وبِجَميعِ أنْبِيائِكَ مُوقِنٌ، فَلا تُوقِفني بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُني به عَلى رُؤُوسِ الاَْشْهادِ، بَلْ أوْقِفني مَعَهُمْ، وَتَوَفَّني عَلَى التَّصْديقِ بِهِمْ، فَإنَّهم عَبِيدُكَ وأنت خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَأمَرْتَني بِإتِّباعِهِم »،

ثمَّ تدنو من القبر وتقول: «السَّلامُ مِنَ اللهِ والسَّلامُ على محمّدِ بنِ عبدِالله أمين اللهِ عَلى وَحْيِه وعَزائِم أمْرِه، ومَعْدِنِ الْوَحي والتَّنزيل، والخاتَم لِما سَبَقَ والفاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَل (٢) ،وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، والشاهِدِ عَلى خَلْقِه، والسِّراج المُنِيرِ، والسَّلامُ عليه ورَحمةُ اللهِ وبركاتُه، اللّهمَّ صَلِّ على محمّد وأهل بَيتِه المظلومينَ أفضلَ وأكملَ وأرْفعَ وأشْرَفَ ما صلَّيت على أحدٍ مِنْ أنبيائِكَ ورُسُلِكَ وأصْفِيائكَ، اللّهمّ صَلِّ عَلى عَليٍّ أميرِ المؤمنينَ عَبدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ وأخي رَسُولِكَ وَوَصيِّ رَسُولِكَ، الَّذي انْتَجَبْتَه مِن خَلْقِكَ بعْدَ نَبِيِّكَ، والدَّليلِ عَلى مَنْ بعَثتُهُ بِرسالاتِكَ، وَديّان الدِّين بَعَدْلِكَ، وَفَصل قَضائِك بَين خَلْقِكَ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وبَرَكاته، اللّهم صَلِّ عَلى الاُئمَّةِ مِنْ وُلدِهِ الْقَوَّامين بأمْرِكَ مِن بَعْدِه، المُطهّرين الّذين ارْتَضَيْتَهم أنْصاراً لِدينِكَ وَحَفَظةً لِسِرِّكَ؛ وشُهداءَ عَلى خَلْقِك، وأعْلاماً لِعِبادك - وتصلّي عليهم ما استَطعْتَ - السَّلامُ على الأئمّةِ المُسْتَودِعِين، السَّلامُ على خالِصَةِ اللهِ مِنْ خَلقِه، السَّلامُ على الأئمّة المتوسِّمِينَ، السَّلامُ عَلى المؤمنِين، الّذين قامُوا بِأمْركَ، ووازَروُا أولياءَ اللهِ، وخافُوا بخَوْفِهِم، السَّلام عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُقَرَّبينَ ».

ثمَّ تقول : «السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المؤمنين ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، السَّلام عليكَ يا حَبيبَ الله، السَّلام عليكَ يا صَفْوَةَ اللهِ، السَّلامُ عليك يا وَليَّ اللهِ، السَّلام عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عليك يا عَمودَ الدِّينِ وَوارِثَ عِلْمِ الاُوَّلينَ والآخِرينَ، وصاحِبَ المِيْسَمِ (٣)

__________________

١ - يونس: ٢.

٢ - أي لمن بعده من الحججعليهم‌السلام ممّا استقبله من المعارف والعلوم والحكم. ( البحار ).

٣ - الميسم - بكسر الميم -: اسم الآلة الّتي يكوى بها ويُعْلم، وأصله الواو وجمعه مياسم ومواسم، الاُولى على اللّفظ والثّانية على الأصل.

٤٤

وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيم، أَشْهَدُ أنّك قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ، وأمَرتَ بالمَعروفِ، ونهَيتَ عَنِ المُنكرِ، واتَّبَعْتَ الرَّسولَ، وتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وجاهَدْتَ في الله حَقَّ جِهادِه، ونَصَحْتَ للهِ ولِرسُوله، وجُدْتَ بنَفْسِكَ صابِراَ مُحْتَسِباً مجاهِداً عن دينِ اللهِ، مُوَقِّياً (١) لِرَسولِ اللهِ، طالِباً ما عِندَ اللهِ، راغِباً فيما وَعَدَ اللهُ، ومَضيتَ للَّذي كنتَ عَلَيه شَهيداً وشاهِداً ومَشهُوداً، فجَزاكَ اللهُ عَن رَسولِه وعن الإسلامِ وأهْلِه أفْضَلَ الجَزاءِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، ولَعَنَ اللهُ مَن خالفَكَ، ولَعَنَ الله منِ افْتَرى عَلَيكَ وظَلَمَكَ، ولَعَنَ اللهُ مَن غَصَبَك حَقَّك، ومن بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ به، أَنَا إلى اللهِ مِنْهم بَراءٌ، لَعَنَ الله اُمّةً خالَفتْكَ؛ واُمّةً جَحَدَتْ وِلايَتَكَ؛ واُمّةً تَظاهَرَتْ عَلَيكَ؛ واُمّةً قَتَلتْكَ؛ واُمّةً حادَت عَنك وَخَذَلَتْك، والْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النّار مَثْواهُمْ، وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْروُد (٢) ، وبِئسَ وِرْدُ الوارِدِين، وبِئسَ دَرَكُ المُدْرِك، اللهمَّ العَن قَتَلَة أنبيائك وأوصياءِ أنبيائِكَ بجميع لَعَناتِكَ، وأصِلهم حرّ ناركَ، اللّهمَّ الْعَنِ الجَوابيتَ والطَّواغِيتَ والفَراعِنَةَ (٣) ؛ واللاّتَ والعُزٌَى والجِبتَ، وكلَّ نِدٍّ يُدعى مِن دُونِ اللهِ، وكلَّ مُفْتَرٍ عَلى اللهِ، اللّهمَّ الْعَنْهُمْ وأشْياعَهُم وأتْباعَهُم وأوْلِيائهم وأعْوانَهم ومُحبّ ومُحبّيهم لَعْناً كَثيراً »،

وتقول: «اللّهُمٌَ الْعَن قَتلَة أميرِ المؤمنينَ عليه‌السلام - ثلاثاً - اللّهمّ عَذِّبْهم عَذاباً أليماً لا تُعذِّبُهُ أحداً من العالَمين، وضاعِفْ عَليْهِم عَذابَكَ كما شاقُّوا وُلاةَ أمْرِكَ، وأعدّ لَهم عَذاباً لم تَحلّه بأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهمَّ وأدْخِل عَلىُ قَتَلَة أنْصارِ رَسُولِكَ، وقَتَلَة أنصار أمير المؤمنين، وعَلى قَتلةِ أنْصار الحَسَن وعلى قَتلَة أنصارِ الحُسين، وقَتَلَةَ مَن قُتل في ولاية آل مُحَمَّدٍ أجمعين عَذاباً مُضاعَفاً في

__________________

١ - على بناء التّفعيل، والتّوقية الحفظ والكلاءة. وفي بعض النّسخ: « موقناً » بالنّون، في بعضها: « موفياً » بالفاء والياء، يقال: وفي بالعهد وأوفى به. ( البحار ).

٢ - أي: بئس الورد محلّ ورودهم، والمورود تأكيد، أو المورود عليه. ( كما قاله العلاّمة المجلسيّرحمه‌الله ).

٣ - الجوابيت جمع الجبت - وهو بالكسر -: الصَّنم والكاهن والسّاحر والسِّحر، والّذي لا خير فيه. « والطّواغيت » جمع طاغوت وهو الشّيطان، والمراد هنا جميع خلفاء الجور من الفراعنة وأتباعهم.

٤٥

أسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ، لا تُخَفَّفُ عَنْهُمُ من عذابِها وَهُمْ فيهِ مُبْلِسُونَ (١) مَلْعُونُونَ، ناكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ، قَدْ عايَنُوا النَّدامَةَ وَالْخِزْيَ الطَّويلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأتْباعَهُمْ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَظاهِرِ الْعَلانِيَة (٢) في أرْضِكَ وَسَمائِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوْلِيائِكَ، وَحَبِّبْ إلَيَّ مشاهَدهم حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ وَتَجْعَلَني لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ »،

ثمَّ أجلس عند رأسهعليه‌السلام وقل:

سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَالْمُسَلِّمينَ لَكَ بِقُلُوبهم، وَالنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ؛ وَالشّاهِدينَ عَلى أنَّكَ صادِقٌ [أمينٌ] صِدّيقٌ؛ عَلَيْكَ يا مَولايَ، السَّلام مِنَ اللهِ عليكَ وعلى رُوحِكَ وبدنِكَ، أشْهَدُ أنّك طُهرٌ طاهِرٌ مُطهّرٌ (٣) ،وأشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ جَنْبُ اللهِ (٤) وأنّكَ بابُ اللهِ، وَأنَّكَ وَجْهُ اللهِ الَّذي مِنْهُ يُؤْتى، وأنّك خَليلُ اللهِ وأنّك عَبدُاللهِ، وأخُو رَسولِه وقد أتَيْتُكَ وافِداً لِعظيم حالِكَ ومَنزِلَتِكَ عِندَ اللهِ وعِندَ رُسولِه، أتَيْتُكَ زائِراً مُتَقَرِّباً إلَى اللهِ بِزِيارَتِكَ، طالباً خَلاصَ نَفْسي، مُتَعوِّذاً بِكَ مِن نارٍ اسْتَحَقّها مِثلي بما جَنَيتُهُ علىُ نَفْسي، أتَيتُك انْقِطاعاً إلَيكَ وإلى وَلَدِك الخَلَف من بَعْدِكَ عَلى بَرَكة الحَقّ، فَقَلْبي لَكَ مُسَلّم، وأمري لك متَّبعٌ، ونُصْرتي لَكَ مُعَدَّة، وأنا عَبدُاللهِ ومولاك في طاعَتِكَ، والوافِدُ إليكَ، ألتمسُ بذلك كمال المنزلةِ عندَ الله، وأنت يامَولايّ مِمَّنْ أمَرني اللهُ بطاعَتِه (٥) ،وحَثَّني عَلى بِرِّه، و

__________________

١ - المبلس: الشّديد الحسرة، وقال الفرّاء: المبلس المنقطع الحجّة. وقال الفيروزآبادي: « المُبْلِسُ: السّاكتُ على ما في نفسه، وأبْلَسَ: يئس [وانقطع]، وتحيّر ».

٢ - استسرّ: استتر. ( القاموس ) وقال العلاّمة المجلسيرحمه‌الله : قوله: « مستسرّ السَرَ »، مبالغة في الخفاء، كما أنّ « ظاهر العلانية » مبالغة في الظّهور، والغرض لعنهم على جميع الاُحوال وبجميع أنحاء اللّعن.

٣ - زاد به في الفقيه: « مِنَ طُهْرِ طاهِرٍ مَطهَّر ».

٤ - المراد بالجنب إمّا القرب فالمعنى: أنت أقرب أفراد الخلق إلى الله تعالى، مِن باب تسمية الحال باسم المحلّ، وإمّا الطّاعة فالمراد: أنّ طاعتك طاعة الله عزّوجلّ، والمراد بالباب الّذي لا يؤتى إلاّ منه، أي: لا يوصل إلى الله وإلى معرفته وعبادته إلاّ بمتابعتك، وكذا الكلام في الوجه والسّبيل.

٥ - في بعض النّسخ: « بصلته ».

٤٦

دَلَّني عَلى فَضْلِهِ، وَهَداني لِحبِّهِ، وَرَغَّبني في الوِفادَة إليه وإلى طَلَبِ الحَوائج عِنْدَهُ، أنتم أهلُ بيتٍ يَسْعَدُ مَنْ تَولاّكم، ولا يَخِيبُ مَنْ أتاكم، ولا يخسَرُ مَنْ يَهواكم، ولا يسْعَدُ مَنْ عاداكم، لا أجِدُ أحَداً أفزع إليه خَيراً لي مِنكم، أنتم أهلُ بَيتِ الرَّحمةِ، ودعائِمُ الدِّين، وأرْكانُ الاُرضِ، الشَّجرةُ الطَّيِّبةُ، اللّهمّ لا تُخَيِّب تَوَجُّهي إليكَ برسولِكَ وآل رسولِكَ (١) ، اللّهمَّ أنْتَ مَنَنْتَ عَليَّ بزيارَة مَولايَ ووِلايَته ومعرفتِه، فَاجْعَلْني مَمّنْ تَنصُرُه ويُنْتَصَرُ به، ومُنَّ عليَّ بنَصْرِكَ لِدينكَ في الدُّنيا والآخِرة، اللّهمّ أحْيِني على ما حَيي عليه عليُّ بنُ أبي طالب عليه‌السلام ، وأمِتْني على ما مات عليه عليُّ بن أبي طالب عليه‌السلام » ».

٢ - حدّثني محمّد بن يعقوبَ - عمّن حدّثه(٢) - عن سَهل بن زياد، عن محمّد بن اُورَمَة. وحدَّثني أبي، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن - اورَمة - عمّن حدّثه - عن الصادق أبي الحسن الثّالث(٣) عليه‌السلام « قال: تقول عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«السَّلام عليكَ يا وليَّ اللهِ أنتَ أوَّلُ مَظلومٍ وأوَّل مَنْ غُصِبَ حَقُّه، صَبرْتَ واحتسبتَ حتّى أتاكَ اليَقينُ، وأشهدُ أنّك لَقيتَ الله وأنتَ شَهيدٌ، عَذَّب اللهُ قاتلَكَ بأنواع العَذاب، وجَدَّدَ عليه العَذابَ، جئتُكَ عارِفاً بحقِّكَ، مُسْتَبصراً بشأنِك، مُوالياً لأوْلِيائِك، مُعادياً لأَعْدائِك ومَنْ ظَلَمَكَ، الْقى عَلىُ ذلك ربّي إن شاءَ اللهُ تعالى، [يا وليَّ اللهِ] إنَّ لي ذُنوباً كثيرةً، فَاشْفع لي إلى رَبّك، فإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعلُوماً، وإنَّ لك عِندَ اللهِ جاهاً وشَفاعةً، وقال: « لا يَشْفَعُونَ إلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُم مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُون (٤) » ».

حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز القرشيِّ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد - عن بعض أصحابنا - عن أبي الحسن الثّالث مثله.

__________________

١ - زاد به في الفقيه: « واستشفاعي بهم ».

٢ - كذا، وفي الكافي مكانه: « عدّة من أصحابنا » وهم: علي بن محمّد الرّازيّ المعروف بـ « علاّن الكليني »، ومحمّد بن أبي عبدالله الكوفيّ ساكن الرَّيّ، ومحمّد بن الحسن الصّفّار، ومحمّد بن عقيل الكوفيّ.

٣ - كذا في النّسخ.

٤ - الأنبياء: ٢٨.

٤٧

الباب الثّاني عشر

( وداع قبر أمير المؤمنين عليه السلام)

١ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد في كتاب الجامع(١) يروي عن أبي الحسنعليه‌السلام « قال: إذا أردت أن تودِّع قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فقل:

«السَّلام عليكَ ورحمةُ الله وبَركاتُه، أسْتَودِعُكَ اللهَ وأَسْتَرْعِيكَ، وأقْرَءُ عَلَيكَ السَّلامَ، آمنّا باللهِ وبِالرُّسل وبِما جاءَتْ بِه ودَعَت إليه [ودَلَّتْ عَلَيهِ] فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي إيّاهُ فَإنْ تَوَفَّيْتَني قَبْلَ ذلِكَ فَإنّي أشْهَدُ في مَماتي عَلى ما كنتُ شَهِدْتُ عَلَيْهِ في حَياتي، أشْهَدُ أنَّكمُ الأئمّة - وتسمّيهم واحداً بعد واحد - وأشهدُ أنَّ منْ قَتَلَهُمْ وحارَبَهُم مُشركونَ ومنْ رَدَّ عَلَيْهم في أسْفَلِ دَرَكٍ منَ الجَحيم وأشهَدُ أنَّ مَنْ َحارَبَهُمْ لنا أعْداءٌ وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَءاءُ، وَأنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطانِ، وَعَلى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجْمَعينَ، وَمَنْ شَرِكَ فيهِمْ وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلَهُمُ، اللّهُمَّ إنّي أسْالُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْليمِ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وآل محمّدٍ، ولا تَجْعَلْهُ آخرَ الْعَهْدِ مِن زِيارَتِه فَإنْ جَعَلتَهُ فَاحْشُرني مَعَ هؤلاءِ المُسَمِّينَ الاُئِمَّةِ، اللّهُمَّ وذَلِّلْ قُلُوبَنا بِالطّاعَةِ والمُناصَحَةِ والمَحبّةِ وَحُسْنِ المُؤازَرَةِ » »(٢) .

__________________

١ - قال العلاّمة الرّازيّقدس‌سره في الذريعة: « الجامع في الحديث » لاُبي جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ القمّيّين، والمتوفّى ٣٤٣، روى الشّيخ الطّوسي في التهذيب زيارة علي ّ بن موسى الرضاعليهما‌السلام عن الكتاب المترجم بـ « الجامع » تأليف أبي جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد، والظّاهر من السيّد ابن طاووس المتوفّى ٦٦٤ أنّ « الجامع » هذا كان عنده، قال في الإقبال في نوافل شهر رمضان: « روى عبدالله الحلبيّ في كتاب له وابن الوليد في جامعه »، بل الظّاهر من « ميرزا كمالا » صهر العلاّمة المجلسيّ أنّه كان موجوداً في عصره حيث أنّه يأمر ولده بالرّجوع إلى هذا الكتاب في المجموعة الّتي مرّت في ج ٣ ص ١٧٠ بعنوان: « بياض الكمالي » - انتهى ». أقول: الظّاهر من تسمية الكتاب أنّ كلّ ما فيه مأثور عن الأئمةعليهم‌السلام والله يعلم، لكن المولى المجلسيّ توقّف في صدور جميع أخباره عن المعصومعليه‌السلام .

٢ - زاد به في الفقيه: « وسبّح تسبيح الزّهراء فاطمة عليها السلام وهو: سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي العزّ الشّامخ المنيف، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي البهجة

٤٨

الباب الثّالث عشر

( فضل الفرات وشربه والغسل فيه)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن - عيسى(١) ، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عُمَرَ بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، عن أبيه، عن جدِّه، عن عليعليه‌السلام « قال: الماء سيّد شراب الدُّنيا والآخرة، وأربعة أنهار في الدُّنيا من الجنّة: الفُرات، والنّيل، وسَيحان، وجَيحان. الفُرات: الماء، والنّيل: العَسَل، وسَيحان: الخمر، وجَيحان: اللّبن »(٢) .

٢ - وعنه، عن أبي جميلة(٣) ، عن سليمان بن هارون أنّه « سمع أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: من شرب من ماءِ الفُرات وحَنّك به فهو محبّنا أهل البيت »(٤) .

٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الجارود(٥) ، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: لو أنْ بيننا وبين الفُرات كذا وكذا مِيلاً لذهبنا إليه واستشفينا به ».

__________________

والجمال، سبحان من تردّى بالنّور والوقار، سبحان من يرى أثر النّمل في الصفا، ووَقْعَ الطّير في الهواء ».

١ - رواية الاُشعريّ عن عيسى بن - عبدالله الهاشمي في غاية البعد، والظّاهر إمّا أن تكون الرّواية مرفوعة، أو لا بدّ من الواسطة، والظّاهر هو الحسن بن عليّ بن فضّال، كما أورد في البحار الخبر الّذي يأتي تحت رقم ٦ وفيه: « أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّعليه‌السلام ».

٢ - لعلّ المراد أنّ تلك الأسماء مشتركة بينها وبين أنهار الجنّة وفضلها لكون التّسمية بها من جهة الوحي والإلهام، ويحتمل أن يدخلها شيء من تلك الأنهار التي في الجنّة كما ورد في الفرات. ( البحار )

٣ - هو المفضّل بن صالح الأسديّ، ورواية ابن فضّال السّاقط من الخبر الماضي.

٤ - لعلّ الحكم متعلّق بمجموع الشّرب والتَّحنيك لا بكلٍّ منهما. ( البحار )

٥ - المراد به زياد بن المنذر الهَمْداني، إليه تنسب الجاروديّة منهم.

٤٩

٤ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثَعلَبة بن مَيمون، عن سليمانَ بنِ هارونَ العِجليّ « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: ما أظنُّ أحداً يُحَنّك بماءِ الفرات إلاّ أحبّنا أهل البيت، وسَألني: كم بينك وبين ماءِ الفرات، فأخبرته، فقال: لو كنتُ عنده لأحببتُ أن آتيه طَرَفي النّهار ».

٥ - وحدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشِم، عن أبيه، عن عليِّ بن الحكم، عن سليمان بن نَهِيك، عن أبي عبدالله « في قول اللهِ عزّوجلّ: «وآوَيْناهُما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِين (١) »، قال: « الرَّبوة » نجف الكوفة؛ و « المعينُ » الفُرات ».

٦ - وحدّثني عليُّ بن الحسينرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمَد بن عيسى، عن الحسن(٢) ، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عُمَرَ، عن أبيه، عن جَدّه، عن عليٍّعليه‌السلام « قال: الفُرات سَيّد المِياه في الدُّنيا والآخرة ».

٧ - وحدَّثني محمد بن عبدالله، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحميريِّ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله، عن أبيه - عمّن حدِّثه - عن حَنان بن سَدير، عن أبيه، عن حكيم بن جُبير « قال: سمعت عليِّ بن الحسين [عليهما‌السلام ] يقول: إنّ ملكاً يهبط كلَّ ليلةٍ معه ثلاث مثاقيل مسك مِن مسك الجنَّة فيطرحها في الفرات، وما مِن نهرٍ في شرق ولا في غرب أعظم بركةً منه ».

٨ - وحدَّثني عليُّ بن محمّد بن قولُوَيه، عن أحمدَ بن - إدريس، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن ابن أبي عُمَير، عن الحسين بن عثمانَ - عمّن ذكره - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: تَقْطُر في الفُرات كلَّ يوم قَطَراتُ من الجنّة ».

٩ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار، عن أبيه، عن جدِّه عليِّ

__________________

١ - المؤمنون: ٥٠.

٢ - يعني ابن عليِّ بن فضّال.

٥٠

ابن مَهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عليِّ بن الحكم، عن رَبيع بن محمّد المُسليِّ، عن عبدالله بن سليمان « قال: لمّا قَدِم أبو عبداللهعليه‌السلام الكوفةَ في زَمَن أبي العبّاس فجاءَ على دابَّته في ثِياب سَفَره حتّى وقف على جِسْر الكوفة، ثمّ قال لغلامه: اسْقني؛ فأخذ كوزَ مَلاّح فغَرَفَ له به فأسقاه فشَرِب والماءُ يسيل مِنْ شِدْقَيه وعلى لِحيته وثيابه، ثمَّ استزاده فزاده فحمد الله، ثمّ قال: نَهرُ ماءٍ ما أعظم بَرَكتُه، أما إنّه يسقط فيه كلُّ يوم سبع قَطَرات مِن الجنّة، أما لو علم النّاس ما فيه من البركة لضربوا الأخبِية على حافَتَيه، أما لولا ما يدخله من الخاطئين ما اغتمس فيه ذو عاهَةٍ إلاّ بَرِء (١) ».

١٠ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار، عن أبيه، عن جدِّه عليِّ ابن مَهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عليِّ بن الحَكَم، عن عرفة، عن رِبعيّ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « شاطيء الوادِ الأَيْمَنِ(٢) » الّذي ذكره تعالى في كتابه هو الفرات، و « الْبُقْعَةِ المبارَكَةِ(٢) » هي كربلاء، و « الشّجرة(٢) » هي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

١١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن - مَهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن ابن أبي عُمَير، عن الحسين بن عثمان(٣) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . ومحمّد بن أبي حمزة - عمّن ذكره - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: ما أظنُّ أحداً يُحنَّك بماءِ الفُرات إلاّ كان لنا شِيعةً »،

وروى ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا « قال: يجري في الفرات ميزابان من الجنّة ».

قال(٤) : قال ابن أبي عمير: ولا أعلمه إلاّ ابن سنان وقد رواه لي.

__________________

١ - في البحار: « إلاّ أبرىء ».

٢ - القصص: ٣٠، أي الجانب الأيمن من الوادي. والخبر مذكور في التّهذيب ج ٦ ص ٤٤ إلاّ قوله: « والشّجرة - إلخ ». وقوله: « عرفه، عن ربعيّ » فيه « محرمة بن ربعيّ ».

٣ - هو ابن عثمان بن شريك العامريّ الكوفيّ الثّقة. له كتاب يرويه ابن أبي عمير.

٤ - القائل ابن مهزيار ظاهراً. وليس هذه الفقرة إلى قوله: « وقد رواه لي » في البحار.

٥١

١٢ - حدَّثني محمّد بن الحسن(١) ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن العبّاس ابن معروف، عن عليِّ بن مهزيار، عن محمّد بن إسماعيل، عن حَنان بن سَدير، عن حكيم بن جُبَير الأسَديّ « قال: سمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: إنٌَ الله يهبط ملكاً كلِّ ليلة معه ثلاث مثاقيل مِن مِسْكِ الجنّة فيطْرَحُه في فُراتِكم هذا، وما من نَهر في شرق الأرض ولا في غَرْبها أعظمَ بَرَكةً منه ».

١٣ - حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن ابن فَضّال، عن ثَعلَبة بن مَيمون، عن سليمانَ ابن هارونَ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : ما أظنُّ أحداً يُحَنَّك بماءِ الفُرات إلاّ أحبّنا أهل البيت ».

١٤ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريَ، عن أبيه، عن أحمدَ بن محمّد البرقيّ، عن عبدالرّحمن بن حمّاد الكوفيّ قال: حدَّثنا عبدالله بن محمّدٍ - الحجَال، عن غالب بن عثمان، عن عُقْبَة بن خالِد « قال: ذكر أبو عبداللهعليه‌السلام الفرات قال: أما إنّه من شيعةِ عليٍّعليه‌السلام وما حُنِّك به أحدٌ إلاّ أحبَنا أهل البيت ».

١٥ - حدَّثني أبي، عن الحسن بن مَتِّيل، عن عِمرانَ بن موسى، عن أبي عبدالله الجامورانيِّ الرَّازيّ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن سَيف بن عَمِيرَة، عن صَنْدَل، عن هارون بن خارجة « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : ما أحدٌ يشرب من ماءِ الفرات ويُحَنّك به إذا وُلِدَ إلاّ أحبَّنا، لأنَّ الفُرات نهرٌ مؤمن ».

١٦ - وبإسناده، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: نَهران مؤمنان، ونهران كافران، نَهران كافران نهر بَلْخ ودِجْلَة، والمؤمِنان نِيل مصر والفُرات، فحَنِّكوا أولادَكم بماءِ الفُرات »(٢) .

__________________

١ - المراد به ابن الوليد. ومحمّد بن إسماعيل هو ابن بزيع الثّقة.

٢ - قال ابن الأثير في شرح هذا الحديث: « جعلهما مؤمنين على التّشبيه، لأنّهما يفيضان على الأرض فيَسقيان الحرث بلا مَؤونةٍ، وجعل الآخرَيْن كافِرَين لأنّهما لا يسقيان ولا يُنْتَفَع بهما إلاّ بمؤونة وكُلْفَة، فهذان في الخير والنَّفْع كالمؤمنَين، وهذان في قِلَّة النُّفع كالكافِرَين.

٥٢

الباب الرّابع عشر

( حبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين عليهما السلام والأمر بحبِّهما وثواب حبّهما)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف؛ وعبدالله ابن أبي جعفر الحميريّ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى، عن عليِّ بن الحكم؛ وغيره، عن جميل بن درَّاج، عن أخيه نوح، عن الأجلح، عن سَلَمة بن كُهَيل(١) ، عن عبدالعزيز، عن عليِّعليه‌السلام « قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ياعليُّ لقد أذْهَلَني هذان الغُلامان - يعني الحسن والحسين - أن أحبّ بعدهما أحداً [ابداً] إنَّ ربّي أمرني أن اُحِبّهما واُحبّ مَن يُحبّهما ».

٢ - حدّثني محمّد بن أحمدَ بن إبراهيمَ، عن الحسين بن عليٍّ الزّيديِّ، عن أبيه، عن عليِّ بن عبّاس؛ وعبدالسّلام بن حَرْب جميعاً قال: حدَّثنا مَن سمع بَكْرَ بن عبدالله المزنيَّ، عن عِمرانَ بن الحصَين(٢) « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لي: يا عِمرانُ إنّ لكلِّ شيءٍ موقعاً من القلبِ، وما وقع موقع هذين الغلامين مِن قلبي شيءٌ قط، فقلت: كلُّ هذا يارسولَ الله؟ قال: يا عِمران وما خَفي عليك أكثر أنّ الله أمرني بحبّهما ».

٣ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب - عمّن حدَّثه - عن سفيان الجريريّ، عن أبيه، عن ابي رافع، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي ذرّ الغفاريِّ « قال: أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بحبّ الحسن والحسينعليهما‌السلام ، فأنا اُحبّهما واُحبّ مَن يحبّهما لحبِّ رسول الله إيّاهما ».

__________________

١ - عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين عليٍّعليه‌السلام . وراويه هو أجلح بن عبدالله ابن حُجيّة ظاهراً، ويقال: اسمه يحيى والأجلح لقبه. ( من التّهذيب لابن الحجر ).

٢ - هو عمران بن حُصَين بن عبيد بن خلف، أسلم هو وأبو هريرة عامّ خيبر. روى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥٣

٤ - حدّثني أبي، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ قال: حدَّثني رجلٌ - نسيت اسمه - من أصحابنا، عن عبيدالله بن موسى، عن مُهَلْهَل العَبديّ، عن أبي هارون العبديِّ، عن رَبيعة السّعديّ، عن أبي ذرّ الغِفاريّ « قال: رأيت رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّل الحسن والحسينعليهما‌السلام وهو يقول: من أحبَّ الحسن والحسين وذرّيتهما مخلصاً لم تلفح النّار وجْهَه ولو كانت ذنوبه بِعدَدِ رَملٍ عالج إلاّ أن يكون ذَنبه ذنباً يخرجه من الإيمان ».

٥ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز القرشيِّ قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب - عَمّن ذكره - عن عليِّ بن عابس، عن الحَجّال(١) ، عن عَمْرِو بن مُرَّة، عن عبدالله بن سَلَمة، عن عُبَيدة السّلمانيِّ، عن عبدالله بن معسود « قال: قال: سمعتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: مَن كان يحبّني فليحبَّ ابنَي هذَين، فإنَّ الله أمرني بحبّهما ».

٦ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن أبيه محمّد بن عيسى، عن عبدالله بن المغِيرة، عن محمّد بن سليمانَ البزَّاز، عن عَمْرِو بنِ شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن أراد أن يتمسّك بعروة الله الوثقى الّتي قال الله تعالى في كتابه فليوال عليَّ بن أبي طالب والحسن والحسين، فإنَّ اللهَ يحبّهما مِن فوق عرشه ».

٧ - وعنه(٢) ، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه؛ وعبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ - عن رجل - عن عبّاس بن الوليد، عن ابيه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن أبغض الحسن والحسين جاءَ يوم القيامة وليس على وجهه لحمٌ، ولم تنله شفاعتي ».

٨ - وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي المغرا(٣) ، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام

__________________

١ - يعني عبدالله بن محمّد الكوفيّ الثّقة.

٢ - الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله.

٣ - المراد به حميد بن مثنّى الصّيرفيّ الثّقة.

٥٤

 « قال: سَمعتُه يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قرَّة عيني النِّساء (١) ، ورَيحانتي الحسن والحسين ».

٩ - حدّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب - عمّن ذكره - عن عليِّ بن عبّاس، عن المِنهال عن عَمرو، عن الأصبغ، عن زاذان « قال: سمعت عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام في الرُّحْبَة(٢) يقول: الحسن والحسين رَيحانتا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

١٠ - حدَّثني جماعة مشايخي منهم: أبي؛ ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن أبي عبدالله زكريّا المؤمن، عن ابن مُسكان، عن زيد مولى ابن هُبيرة(٣) « قال: « قال أبو جعفرعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خذوا بِحُجزَة هذا الأنزع، فإنّه الصّدِّيق الأكبر؛ والهادي لمن اتَّبعه، ومَن سبقه مرق(*) من دين الله، ومَن خذله محقه الله، ومَن اعتصم به فقد اعتصم بـ [ -حبل ] الله، ومَن أخذ بولايته هداه الله، ومن ترك ولايته أضله الله، ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين، وهما ابناي؛ ومَن ولد الحسين الأئمّة الهداة والقائم المهديّ، فأحبّوهم وتوالوهم، ولا تتّخذوا عدوَّهم وليجَة من دونهم، فيحلُّ عليكم غضبٌ مِن رَبّكم، وذلّة في الحياة الدُّنيا، وقد خاب مَنِ افترى ».

١١ - حدَّثني الحسين بن عليٍّ الزّعفرانيُّ بالرَّيّ قال: حدَثنا يحيى بن سليمان، عن عبدالله بن عثمان بن خَثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يَعلى بن مُرَّة « قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسيناً، حسين سِبط مِن الأسباط ».

__________________

١ - كذا في جلّ النّسخ، والصّواب: « حُبِّب إليّ من الدنيا النّساء والطّيب، وقرّة عيني في الصّلاة »، راجع بيانه مفصّلاً « الخصال » طبع مكتبتنا ص ١٦٥.

* - أي خرج.

٢ - الرّحبة - بضمّ أوّله، وسكون ثانية، وباء موحّدة -: قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحُجّاج إذا أرادوا مكّة. ( المعجم ).

٣ - يعني زيد بن يونس الشّحّام.

٥٥

١٢ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبي سعيد الحسين بن عليِّ بن زَكريّا العَدْويّ البَصريّ قال: حدَّثنا عبدالأعلى بن حمّاد النَّرسيّ قال: حدّثنا وُهَيب(١) ، عن عبدالله بن عثمان، عن سعيد بن أبي راشد، عن يَعلى العامِريّ « أنَّه خرج من عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى طعام دُعي إليه فإذا هو بحسينعليه‌السلام يلعب مع الصِّبيان فاستقبل النَّبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمامَ القوم ثمَّ بسط يديه فطَفَر الصّبيّ ههنا مرَّة، وههنا مَرَّة، وجعل رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضاحكه حتّى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنِه والاُخرى تحت قَفائه، ووضع فاهُ على فيه وقَبّله، ثمَّ قال: حسين منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسيناً، حسين سِبط من الأسباط ».

١٣ - وعنه، عن أبي سعيد قال: حدّثنا نَضْرُ بنُ عليٍّ قال: حدَّثنا عليُّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام « قال: أخذ رَسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد الحسن والحسين فقال: مَن أحبَّ هذين الغلامين وأباهما واُمِّهما فهو معي في دَرَجتي يوم القيامة ».

الباب الخامس عشر

( زيارة الحسن بن عليٍّ عليهما السلام وقبور الأئمّة عليهم السلام بالبقيع)

١ - حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم قال: حدَّثني سلمة بن الخطّاب، عن عمر بن عليٍّ، عن عمّه، عن عُمَرَ بن يزيدَ بيّاع السّابري - رفعه - « قال: كان محمّد بن عليٍّ ابن الحنفيّة يأتي قبر الحسن بن عليٍّعليهما‌السلام فيقول:

«السَّلام عليكَ يَا ابْنَ أميرِ المؤمِنينَ، وابْنَ أوَّلِ المُسْلِمينَ، وكيف لا تكون كذلك، وأنْتَ سَليل الهُدى، وحَليفُ التَّقوى، وخامِسُ أهْلِ الكِساء (٢) ،غَذَتْك يَدُ الرَّحمة، و

__________________

١ - هو وهيب بن خالد الباهليّ المعروف بـ « صاحب الكرابيس »، عامّيّ، وهو راوي عبدالله بن عثمان بن خثيم القارئ، وشيخ عبدالأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ، العامّيّ.

٢ - كذا، والمشهور أنّ الخامس منهم الحسينعليه‌السلام .

٥٦

رُبّيتَ في حِجْرِ الإسْلامِ، ورُضِعْتَ مِنْ ثَدْي الإيمانِ، فَطِبْتَ حيّاً، وَطِبتَ ميّتاً، غَيْرُ أنَّ النَّفْسَ غَيْرُ راضِيةٍ بِفِراقِكَ، وَلا شاكّةٍ في حَياتِك (١) يَرْحَمُك اللهُ »،

ثمَّ التفت إلى الحسينعليه‌السلام فقال: «يا أبا عبدِاللهِ فَعلى أبي محمّدٍ السَّلامُ »(٢) .

٢ - وعنه، عن سَلَمة، عن عبدالله بن أحمدَ، عن بكر بن صالح، عن عَمرِو بنِ هشام - عن بعض أصحابنا - عن أحَدهماعليهما‌السلام « قال: إذا أتيت قبور الأئمَّة بالبقيع فَقِفْ عندهم واجعل القبلةَ خلفَك والقبرَ بين يديك، ثمَّ تقول:

«السَّلامُ عَلَيْكُمْ أئِمَّةَ الْهُدى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ والبِرِّ والتَّقْوى، السَّلامُ عَلَيكم الْحُجَجُ على أهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ الْقَوّامينَ في الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ النَّجْوى، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ في ذاتِ اللهِ، وَكُذِّبْتُمْ، وَاُسيئَ إلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَأشْهَدُ أنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ المَهديّون، وَأنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةً، وَأنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ، وَأنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا، وَأمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَأنَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَأرْكانُ الاَْرْضِ، لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللهِ يَنْسَخُكُمْ مِنْ أصْلابِ كُلِّ مُطهَّرٍ، (٣) وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أرْحامِ الْمُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ، وَلَمْ تَشْرَكْ فيكُمْ فِتَنُ الاَْهْواءِ، طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدّينِ (٤) فَجَعَلَكُمْ في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلواتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا، إذِ اخْتارَكُمُ اللهُ لَنا، وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَكُنّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفينَ بِتَصْديقِنا إيّاكُمْ، وَهذا مَقامُ مَنْ أسْرَفَ وَأخْطَأ وَاسْتَكانَ وَأقَرَّ بِما جَنى وَرَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ، وَأنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ

__________________

١ - جاء الخبر في التّهذيب للشّيخ الطّوسيّرحمه‌الله ج ٦ ص ٤٧ وفيه: « وَلا شاكَّة في الجنان لَكَ » أي لا تشكّ الأنفس في أنّك في الجنان.

٢ - كذا في النّسخ، وفي التّهذيب: « ثمّ يلتفت إلى الحسينعليه‌السلام فيقول: « السَّلامُ عَلَيكَ ياأبا عَبْدِالله وَعَلى أبي مُحَمَّدٍ السَّلامُ ».

٣ - النّسخ في الأصل: النّقل، ونسختِ الرّيح آثار الدّار أي غيّرتها.

٤ - الدَّيّان: القهّار والقاضي والحاكم والسّايس والحاسب والمجازي الّذي لا يضيع عملاً، بل يجزي بالخير والشّرّ. ( القاموس )

٥٧

مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكى مِنَ الرَّدى، فَكُونُوا لي شُفَعاءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ إلَيْكُمْ إذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أهْلُ الدُّنْيا، وَاتَّخَذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها، يا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا يَسْهُو، وَدائِمٌ لا يَلْهُو، وَمُحيطٌ بِكُلِّ شَىْءٍ لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَني وَعَرَّفْتَني أئمَّتي، وبِما أقَمْتَني عَلَيه، إذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ، وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَمالُوا إلى سِواهُ، فكانتِ المِنَّةُ مِنكَ عَلَيَّ مَعَ أقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَني بِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ إذْ كُنْتُ عِنْدَكَ في مقام مَذْكُوراً مَكْتُوباً، فَلا تَحْرِمْني ما رَجَوْتُ، وَلا تُخَيِّبْني فيما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ »،

وداع لنفسك بما أحببتَ ».

٣ - حدّثني عليُّ بن الحسين؛ وغيرُه، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم، عن أبيه، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ، عن يزيد بن إسحاقَ شَعَر، عن الحسن بن عَطيَّة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: تقول عند قبر الحسين ما أحببتَ ».

الباب السّادس عشر

( ما نزل به جَبرئيل عليه السلام في الحسين بن عليّ عليهما السلام أنّه سيقتل)

١ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز القرشيِّ الكوفيِّ قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سِنان، عن سعيد بن يسار؛ أو غيره « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لمّا أن هبط جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتل الحسينعليه‌السلام أخذ بيد عليٍّ فخلا به مَليّاً مِن النَّهار فغلبتّهما العَبْرة، فلم يتفرَّقا حتّى هبط عليهما جبرئيلعليه‌السلام - أو قال: رسول ربّ العالمين - فقال لهما: رَبّكما يقرؤكما السّلامَ ويقول: عزمت عليكما لما صبرتما ( كذا )، قال: فصبرا ».

حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سِنان، سعيد بن يسار قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول مثله.

حدّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوبَ بن يزيدَ، عن

٥٨

محمّد بن سِنان، عن سعيد بن يَسار مثله.

٢ - حدَّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليِّ الوشّاء، عن أحمدَ بن عائذ، عن أبي سَلَمة سالم بن مُكرَم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: لمّا حَمَلتْ فاطمة بالحسين جاءَ جبرئيلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: إنَّ فاطمة سَتَلِدُ وَلداً تقتله اُمّتك مِن بعدك، فلمّا حَمَلَتْ فاطمة بالحسين كَرِهَتْ حملَه، وحين وضَعَتْه كَرِهَتْ وضعَه، ثمَّ قال أبو عبداللهعليه‌السلام : هل رأيتم في الدّنيا اُمّاً تلد غلاماً فتكرهه(١) ؟! ولكنّها كَرِهَتْهُ لأنّها عَلِمتْ أنّه سَيُقتل، قال: وفيه نزلتْ هذه الآية:« وَوَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصلُهُ ثَلثون شَهراً (٢) » ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن حمّاد، عن أخيه أحمد بن حمّاد، عن محمّد بن عبدالله، عن أبيه « قال سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: أتى جبرئيلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: السّلام عليك يا محمّد، ألا اُبشّرك بغلام تقتله اُمّتك مِن بَعدِك؟ فقال: لا حاجة لي فيه، قال: فانتهض إلى السّماء، ثمَّ عاد إليه الثّانية، فقال له مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فانعرج إلى السّماء ثمَّ انقضّ إليه الثّالثة فقال له مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فقال: إنَّ ربَّك إنّ جاعِل الوصيّة في عَقبه، فقال: نعم، ثمَّ قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل على فاطمة فقال لها: إنّ جبرئيل أتاني فبشّرني بغلام تقتله اُمتي مِن بعدي! فقالت: لا حاجة لي فيه، فقال لها إنّ ربّي جاعل الوصيّة في عقبه، فقالت: نعم إذن، قال: فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية: «حمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً » لموضع إعلام جبرئيل إياها بقتله، «فَحَمَلَتهُ كُرهاً » بأنّه مقتول، و «وَضَعَتْهُ كُرْهاً » لأنّه مقتول ».

٤ - وحَدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز قال: حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن عَمرو بن سعيد الزَّيّات قال: حدَّثني رجلٌ من أصحابنا،

__________________

١ - في الكافي: « لم تر في الدّنيا اُمٌّ تلد غلاماً تكرهه ولكنّها - إلخ ».

٢ - الأحقاف: ١٥.

٥٩

عن أبي عبداللهعليه‌السلام « أنَّ جبرئيل نزل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا محمّد إنَّ الله يقرء عليك السَّلام ويبشّرك بمولود يولد مِن فاطمةعليها‌السلام تقتله اُمّتك مِن بعدك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربّي السَّلام، لا حاجة لي في مولود [يولد مِن فاطمة] تقتله اُمّتي مِن بعدي، قال: فعرج جبرئيل إلى السّماء، ثمَّ هبط فقال له مثل ذلك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربّي السَّلام؛ لا حاجة لي في مولود تقتله اُمّتي مِن بعدي، فعرج جبرئيل إلى السَّماء ثمّ هبط فقال له: يا محمّد إنَّ ربَّك يقرئك السَّلام ويبشّرك الله جاعل في ذرّيَّته الإمامة والولاية والوصيَّة، فقال: « قد رضيت (١) ، ثمّ أرسل إلى فاطمة أنَّ الله‏ بُبشّرني بمولود يولد منك تقتله اُمّتي من بعدي، فأرسَلَتْ إليه أن لا حاجة لي في مولود يولد منّي تقتله اُمّتك مِن بعدك، فأرسل إليها أنَّ الله جاعلٌ في ذُرِّيَّته الإمامة والوصيَّة، فأرسَلتْ إليه أني قد رضيت،« فحمَلَتْهُ اُمُُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحملُهُ وَفِصلُهُ ثَلثُون شَهْراً حتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ وَبَلَغَ أربَعينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أوزِعْني أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتي أنْعَمتَ عَليَّ وَعَلى والِدَيَّ وأنْ أعْمَلَ صالِحاً تَرْضهُ وأصْلِحْ لي في ذُرِّيَّتي »، فلو أنّه قال: أصلح لي ذرّيّتي لكانت ذرّيَّته كلّهم أئمّة، ولم يرضع الحسين مِن فاطمة ولا مِن اُنثى لكنَّه كان يؤتى به النَّبيّ فيضع إبهامَه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثّلاثة فنبت لحم الحسينعليه‌السلام (٢) مِن لحم رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ودمه من دمه ولم يولد مولود لستّة أشهر إلاّ عيسى بن مريم والحسين بن عليعليهما‌السلام ».

وحدّثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبدالله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزَّيات بإسناده مثله.

٥ - حدّثني أبي؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن

__________________

١ - المراد بذلك ما قاله إبراهيم: « ومن ذرّيتي » بعد قوله: « انّي جاعلك للنّاس إماماً ».

٢ - الخبر خبر واحد مجهول، وكان فيه وهم، والظّاهر أنّ الأصل: « لكنه يؤتي به النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيضع يده في فمه فإذا مسّ إصبعه يظهر له أنّه جائع فأمر بإرضاعه، وبهذا الوجه نبت لحم الحسين - يعني بمراقبة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - »، وراوي الخبر غير معلوم، ولعلّ الزَّيّات لترديده في صحَّة اللّفظ لم يسمّ الرّاوي.

٦٠