غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام0%

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الإمامة
ISBN: 964-319-447-7
الصفحات: 325

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

مؤلف: السيد ثامر هاشم العميدي
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف:

ISBN: 964-319-447-7
الصفحات: 325
المشاهدات: 81080
تحميل: 3613

توضيحات:

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 325 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 81080 / تحميل: 3613
الحجم الحجم الحجم
غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
ISBN: 964-319-447-7
العربية

من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل ألله ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت ، ألا وأن شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته ، هناك يثبّت الله على هداه المخلصين ، اللهمّّ أعنهم على ذلك »(١) .

١٦ ـ وعن أبي الهيثم بن أبي حبّة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : « إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية : محمد وعلي ، والحسن ، فالرابع القائم »(٢) .

وقولهعليه‌السلام : « إذا اجتمعت ثلاثة أسماء » ، أي : من الائمة بعده ، الذين هم من وُلْدِهعليهم‌السلام .

ومن الواضح أن هذه الأسماء الثلاثة الشريفة قد اجتمعت متوالية حقا ، وشكّلت الحلقة الأخيرة من أسماء الأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام قبل القائم المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف كالآتي :

١ ـ ( محمد ) : وهو اسم الإمام التاسع المعروف بالجوادعليه‌السلام .

٢ ـ ( عليّ ) : وهو اسم الإمام العاشر المعروف بالهاديعليه‌السلام .

__________________

١ ـ كفاية الأثر / الخزاز : ٢٦٠ ، واخرجه عمّاد الدين الطبري في بشارة المصطفى : ٢٧٥ ، عن معاوية بن وهب ، قال : كنت جالسا عند جعفر بن محمدعليه‌السلام إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر ، فقال : السّلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فقال له أبو عبد الله : وعليك السّلام ورحمة الله ياشيخ ، ادْنُ مني ، فدنا منه وقبل يده وبكى الحديث.

٢ ـ إكمال الدين ١ : ٣٣٣ / ٢ باب ٣٣ ، وكتاب الغيبة / النعماني : ١٧٩ ـ ١٨٠ / ٢٦ باب ١٠ ، وإثبات الوصية / المسعودي : ٢٢٧ ، وكفاية الأثر / الخزاز القمي : ٢٨٠ ـ ٢٨١.

١٠١

٣ ـ ( الحسن ) : وهو اسم الإمام الحادي عشر المعروف بالعسكريعليه‌السلام ابن الإمام علي الهادي ابن الإمام محمد الجواد ، وهو والد الإمام القائمعليهم‌السلام .

ثانيا ـ بيان الإمام الصادقعليه‌السلام لكيفية الانتفاع بالحجة الغائبعليه‌السلام :

نطقت أحاديث أهل البيتعليه‌السلام وبصورة متواترة بأن الله تعالى لا يخلي أرضه من حجة على عباده منذ أن خلق الله آدم وإلى قيام الساعة ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الحجة ظاهرا مشهوراَ ، أو خائفاَ مستورا كما مرّ في القاعدة الرابعة من قواعد الفصل السابق.

والتسليم بهذه القاعدة يعني الاعتقاد بوجود الإمام المهديعليه‌السلام في أرض الله عزّوجلّ وإن لم يره أحد ، وهو بحد ذاته كاف لنمو الفضيلة ، وخلق جوّ من التآلف والمودّة بين المؤمنين الذين يعيشون في حالة انتظار دائم وترقّب شديد لظهورهعليه‌السلام ، الأمر الذي يؤدي إلى حفظ المجتمع المسلم من التشتّت والضياع ، ومنعه ن الانحدار وراء الشهوات ، وصونه من كل انحراف.

كما من نفس وجود الإمامعليه‌السلام فيه منافع كثيرة ترتبط بحياة الناس جميعا ، من نزول بركات السماء ، وعدم المؤاخذة بالعقاب العاجل ونحوها ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة مبينا أهميتة الحجة وهي في زمن نزوله منحصرة برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال تعالى :( وما كان الله ليعذّبهم أنت فيهم وما كان الله معذّبهم وهم يستغفرون ) (١) ، وأما بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا شكّ في منها بآله الكرامعليهم‌السلام .

__________________

١ ـ سورة الانفال : ٨ / ٣٣.

١٠٢

لقد حاول الإمام الصادقعليه‌السلام تقريب صورة الانتفاع بالإمام الحجة الغائبعليه‌السلام بمثال مادي محسوس ، ليكون ذلك أدعى إلى الإذعان والتصديق.

فعن سليمان بن مهران الأعمش ، عن الإمام الصادق ، عن أبيه الإمام الباقر ، عن أبيه الإمام على بن الحسينعليهم‌السلام ، قال : « نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة الله ولا تخلوا إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله. قال سليمان : فقلت للصادقعليه‌السلام : فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قالعليه‌السلام : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب »(١) .

وكما من السحاب لا يمنع من فوائد الشّمس الكثيرة ، ولولاها لا نعدمت الحياة ، فكذلك لا تمنع الغيبة من الفوائد العظيمة المترتّبة على وجود الإمامعليه‌السلام ، وهذا ما يفسّر لنا معنى قول الإمام الصادقعليه‌السلام : « لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت »(٢) .

جدير بالذكر من حديث الإمام الصادقعليه‌السلام المتقدم برواية الأعمش هو جزء من حديث عظيم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، برواية جابر بن عبد الله الانصاري ، قال رضي الله عنه : « لمّا منزل الله عزّوجلّ على نبيّه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( يا أيّها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر

__________________

١ ـ إكمال الدين ١ : ٢٠٧ / ٢٢ باب ٢١ ، وأمالي الصدوق : ١٥٦ ـ ١٥٧ / ١٥ مجلس / ٣٤ ، وفرائد المسطين / الجويني الشافعي ١ : ٤٥ ـ ٤٦ / ١١.

٢ ـ أصول الكافي ١ : ١٧٩ / ١٠ ، باب من الأرض لا تخلوا من حجة ، وكتاب الغيبة / النعماني : ١٣٨ / ٨ باب ٨.

١٠٣

منكم ) (١) قلت : يا رسول الله عرفنا الله ورسوله ، فمن اولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقالعليه‌السلام : « هم خلفائي يا جابر ، وأئمة المسلمين ( من ) بعدي أولهم عليّ بن أبي طالب ، ثم الحسن والحسين ، ثم عليّ بن الحسين ، ثم محمد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه منّي السّلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم عليٍّ بن موسى ، ثم محمد بن عليّ ، ثم عليّ بن محمد ، ثم الحسن بن عليّ ، ثم سميّي وكنيي حجة الله في أرضه ، وبقيّته في عباده ابن الحسن بن على ، ذاك يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان » ، قال جابر : فقلت له : يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اي والذي بعثني بالنبوَّة إنّهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها سحاب ، يا جابر هذا من مكنون سرالله ، ومخزون علمه ، فاكتمه إلاّ عن أهله »(٢) .

وتشبيه فائدة الإمام المهديعليه‌السلام في غيبته بفوائد الشمس المجللة بالسحاب يوحي إلى أمور ، قد تعرض لها العلامة المجلسي في ذيل هذا الخبر ، ولا بأس بنقلها كما هي لفائدتها.

قال رحمة الله : « بيان ـ التشبيه بالشمس المجللة بالسحاب يوحي إلى أمور :

__________________

١ ـ سورة النساء : ٤ / ٥٩.

٢ ـ إكمال الدين : ١ : ٢٥٣ / ٣ باب ٢٣.

١٠٤

الأول : إن نور الوجود والعلم والهداية ، يصل إلى الخلق بتوسّطهعليه‌السلام ؛ إذ ثبت بالأخبار المستفيضة منهم العلل الغائية لايجاد الخلق ، فلولا هم لم يصل نور الوجود إلى غيرهم ، وببركتهم والاستشفاع بهم ، والتوسل إليهم يظهر العلوم والمعارف على الخلق ، ويكشف البلايا عنهم ، فلولاهم لا ستحقّ الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب ، كما قال تعالى :( وما كان الله ليعذّبهم ومنت فيهم ) (١) ولقد جرّبنا مرارا لا نحصيها أن عند انغلاق الأمور وإعضال المسائل ، والبعد عن جناب الحقّ تعالى ، وانسداد أبواب الفيض ، لمّا استشفعنا بهم ، وتوسلنا بانوارهم ، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت ، تنكشف تلك الأمور الصعبة ، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الإيمان.

الثاني : كما من الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ـ ينتظرون في كل آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ، ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيام غيبتهعليه‌السلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره ، في كل وقت وزمان ، ولا يبأسون عنه.

الثالث : إن منكر وجودهعليه‌السلام مع وفور ظهور آثاره كمنكر وجود الشمس إذا غيبها السحاب عن الأبصار.

الرابع : إن الشمس قد تكون غيبتها في السحاب أصلح للعباد ، من ظهورها لهم بغير حجاب ، فكذلك غيبتهعليه‌السلام أصلح لهم في تلك الأزمان ؛ فلذا غاب عنهم.

الخامس : إن الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر إليها بارزة عن

__________________

١ ـ سورة الانفال : ٨ / ٣٣.

١٠٥

السحاب ، وربّما عمي بانظر إليها لضعف الباصرة عن الاحاطة بها ، فكذلك شمس ذاته المقدّسة ربّما يكون ظهوره أضرّ لبضائرهم ، ويكون سببا لعماهم عن الحق ، وتحتمل بصائرهم الإيمان به في غيبته ، كما ينظر الإنسان إلى الشمس تحت السحاب ولا يتضرر بذلك.

السادس : إن الشمس قد تخرج من السحاب وينظر إليها واحد دون واحد ، فكذلك يمكن أن يظهرعليه‌السلام في أيام غيبته لبعض الخلق دون بعض.

السابع : إنهمعليهم‌السلام كالشمس في عموم النفع ، وإنما لا ينتفع بهم من كان أعمى كما فسّر به في الأخبار قوله تعالى :( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا ) (١) .

الثامن : إن الشمس كما من شعاعها يدخل البيوت ، بقدر ما فيها من الروازن والشبابيك ، وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع ، فكذلك الخلق إنما ينتفعون بأنوار هدايتهم بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسهم ومشاعرهم التي هي روزان قلوبهم من الشهوات النفسانية ، والعلائق الجسمانية ، وبقدر ما يدفعون عن قلوبهم من الغواشي الكثيفة الهيولانية إلى أن ينتهي الأمر إلى حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب »(٢) .

__________________

١ ـ سورة الإسراء : ١٧ / ٧٢.

٢ ـ بحار الأنوار / العلاّمة المجلسي ٥٢ : ٩٣ ـ ٩٤ ذيل الحديث الثامن ، باب علّة الغيبة وكيفية انتفاع الناس بهعليه‌السلام .

١٠٦

الباب الثاني

غيبة الإمام الثاني عشرعليه‌السلام قبل حدوثها

الفصل الأول :

عناية الإمام الصادق عليه‌السلام بالغيبة ، وبيان معطياتها

الفصل الثاني :

تأكيد الإمام الصادق عليه‌السلام على غيبة الإمام المهدي عليه‌السلام ، وطولها

الفصل الثالث :

في بيان الإمام الصادق عليه‌السلام ما مطلوب في زمان الغيبة

الفص الرابع :

في بيان الإمام الصادق عليه‌السلام علل الغيبة

١٠٧
١٠٨

الفصل الأول

في العناية بالغيبة وبيان معطياتها

أولا ـ أسرار العناية بالغيبة في الحديث الشريف :

شغلت غيبة الإمام المهديعليه‌السلام قبل وبعد حلولها سنة / ٢٦٠ هـ مكانا واسعا في الفكر الشيعي ، وأخذت حيّزا كبيرا في تراثهم الروائي والكلامي ، وامتدّت آثارها بعد وفاة آخر السفراء الأربعة محمد بن علي السمري ( ت / ٣٢٩ ) ( رض ) ، لتشمل الفقه الساياسي الروائي والمستنبط معا ولعلّ في ما صنّفه محدّثوهم وأعلامهم قبل عصر الغيبة الصغرى وفي أثنائها أو بعدها ، خير دليل على مدى العناية الفائقة التي أولاها سائر أهل البيتعليه‌السلام بهذا الموضوع الخطير ؛ لأنّهمعليهم‌السلام أدركوا أنّ معنى غياب القائد هو تشتّت القاعدة ما لم يتمّ التمهيد لغيبتهعليه‌السلام بشكل مكثّف حتى يتمّ استقبالها من قبل القاعدة وهضمهم لها بشكل تدريجي ، وكأنّها حدث طبيعي ، بحيث لا ينتج عنها شرح في المذهب قد يؤدّي إلى اهتزاز عقيدة آتباعه في مالو سُكِت عن هذا الأمر وواجهه الشيعة فجأة ، ومن هنا تمّ ترويض الشيعة على قبول غيبة القائد كحقيقة آتية ولابدّ ، وكان لكلّ إمام

١٠٩

دوره الخاصّ في التمهيد لتلك الحقيقة الكبرى في تاريخ التشيّع لا سيمّا الإمام الصادقعليه‌السلام الذي كان دوره مميّزا في ذلك ؛ تبعا لما ذكرناه في ديباجة البحث من الفرصة التي سنحت له أكثر من غيره للتحليق عاليا في سماء الفكر والعقيدة حتى اصطبغ مذهب الإمامية الواسع باسمه الشريف

وقد انعكست أحاديث أهل البيتعليهم‌السلام في غيبة الإمام المهديعليه‌السلام على الفكر الشيعي بصورة واضحة جلية ، وذلك من جهة عناية هذا الفكر بتلك الأحاديث عناية فائقة ، فأفردوا لها مؤلفات عديدة ورسائل كثيرة كونت بمجموعها رؤية واضحة لطلائع التشيع حول غيبة الإمام المهديعليه‌السلام قبل ولادته بعشرات السنين. وما مزاعم الفرق الشيعية ـ التي نشأت في إطار التشيّع فجاة واندرست بعيد نشأتها بسرعة ـ بغيبة من ادعيت له الإمامة زورا ، كقول الكيسانية بغيبة محمد بن الحنفية في جبل رضوى ، وقول الواقفية بغيبة الإمام الكاظمعليه‌السلام ، إلاّ صورة معبرة عن انتشار مفهوم الغيبة في الوسط الشيعي انتشارا واسعا ، لدرجة توفرت معها للوجود الشيعي الإمامي الاثني عشري حصانة رائعة ضدّ كل الدعاوى المنحرفة التي برزت في إطاره ، حتى استطاع بفضل فلسفة الإخبار بالغيبة وتشخيص صاحبها قبل ولادته بعشرات السنين ، أن يشقّ طريفه بأمان رغم كل العواصف التي اعترضت سبيله.

ثانيا ـ الغيبة في مؤلفات الشيعة :

إنّ كتب الغيبة ، شاهدة على عناية الكفر الشيعي بها منذ اقدم العصور وإلى يومنا هذا ، من أمثال كتاب الغيبة لإبراهيم بن صالح الانماطي

١١٠

الكوفي(١) ، وكتاب ترتيب الأدلّة فيما يلزم خصوم الإمامية دفعه عن الغيبة والغائب لأحمد بن الحسين الآبي(٢) ، وكتاب الشفاء والجلاء في الغيبة لأحمد ابن على الرازي(٣) ، وكتاب الغيبة لأحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي أحد مشايخ النجاشي(٤) ، وكتاب الغيبة للسيد الحسن بن حمزة المعروف بالطبري المرعش ( ت / ٣٥٨ هـ )(٥) ، وكتاب الغيبة وذكر القائمعليه‌السلام للحسن بن محمد بن يحيى العلوي ( ت / ٣٥٨ )(٦) ، وكتاب الغيبة والحيرة لعبد الله بن جعفر الحميري من أصحاب الإمامين الهادي والعسكريعليهما‌السلام (٧) ، وكتاب الغيبة وكشف الحيرة لأبي الحسن سلامة بن محمد بن إسماعيل ( ت ـ ٣٣٩ هـ )(٨) ، وكتاب الغيبة لأبي الفضل العباس بن هشام الناشري الأسدي أحد أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ومات في إمامة الإمام الجوادعليه‌السلام سنة ٢٢٠ هـ أو قبلها بسنة واحدة(٩) ، وكتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق الأول أحد معاصري الغيبة الصغرى كلها

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ١٥ / ١٣ ، وفهرست الشيخ الطوسي : ٣٩ / ٩ ، ومعالم العلماء لابن شهر آسوب : ٥ / ٥.

٢ ـ معالم العلماء : ٢٤ / ١١٣.

٣ ـ رجال النجاشي : ٩٧ / ٢٤٠ ، وفهرست الشيخ : ٧٦ / ٩١ ، ومعالم العلماء : ٨٢ / ١٨.

٤ ـ رجال النجاشي : ٨٥ / ٢٠٦.

٥ ـ رجال النجاشي : ٦٤ / ١٥٠.

٦ ـ رجال النجاشي : ٦٤ / ١٤٩.

٧ ـ رجال النجاشي : ٢١٩ / ٥٧٣ ، وفهرست الشيخ : ١٦٧ / ٤٣٩.

٨ ـ رجال النجاشي : ١٩٢ / ٥١٤.

٩ ـ رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤١.

١١١

( ت / ٣٢٩ هـ ) وهو « مطبوع » ، وكتاب الغيبة لأبي محمد عبد الوهاب البادرائي(١) ، وكتاب أخبار القائمعليه‌السلام للشيخ على بن محمد بن إبراهيم المعروف بعلان الكليني الرازي(٢) من معاصري الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام وهو خال ثقة الإسلام الكليني الذي روى عن كتابه هذا معظم أحاديث باب مولد الحجةعليه‌السلام في اصول الكافي ، وكتاب الغيبة للشيخ النعماني تلميذ الكليني وهو « مطبوع » ، وكتاب الغيبة لعلي بن محمد ابن على أبي الحسن القلاّء(٣) ، وكتاب إزالة الران عن قلوب الاخوان في الغيبة للفقيه أبي على محمد بن أحمد المشهور بابن الجنيد(٤) ، وكتاب الغيبة وكشف الحيرة لمحمد ابن أحمد الصفواني البغدادي من مشاهير تلامذة الكليني(٥) ، وكتاب الغيبة لأبي النظر محمد بن مسعود العياشي المفسّر المشهور ( ت/ ٣٢٠ هـ )(٦) ، وكتاب الغيبة لإبراهيم بن إسحاق النهاوندي(٧) ، وكتاب أخبار المهديعليه‌السلام لعباد بن يعقوب الرواجني(٨)

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٢.

٢ ـ رجال النجاشي : ٢٦٠ / ٦٨٢.

٣ ـ رجال النجاشي : ٢٥٩ / ٦٧٩.

٤ ـ رجال النجاشي : ٣٩٣ / ١٠٥٠.

٥ ـ معالم العماء : ٩٧ / ٦٦٥.

٦ ـ رجال النجاشي : ٣٥٠ /٩٤٤ ، وفهرست الشيخ ٢١٢ /٦٠٤ ، ومعالم العلماء : ٩٩ / ٦٦٨.

٧ ـ رجال النجاشي : ١٩ / ٢١ ، وفهرست الشيخ : ٣٩ / ٩.

٨ ـ معالم العلماء : ٨٨ / ٦١٢.

١١٢

مات رحمه الله سنة ٢٥٠ هـ(١) ، أي : قبل حلول ولادة الإمام المهديعليه‌السلام بخمس سنين ، ومصنفات الشيخ المفيد في الغيبة ككتاب الغيبة ، وكتاب جوابات الفارقيين في الغيبة ، والرسائل العشر في الغيبة وهو « مطبوع » ، والنقض على الطلحي في الغيبة ، ومختصر في الغيبة كما صرح بذلك النجاشي(٢) ، وكتاب إكما الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق ( ت / ٣٨١ هـ ) وهو « مطبوع » ، وفيه من أحاديث الغيبة الكثير جدا ، وله ثلاث رسائل في الغيبة(٣) ، وكتاب المقنع في الغيبة للسيد المرتضى علم الهدى ( ت / ٤٣٦ هـ ) وهو « مطبوع » ، وكتاب الغيبة للشيخ الطوسي ( ت / ٤٦٠ هـ ) وهو « مطبوع » ، وكتاب الاستطراف في ذكر ما ورد في الغيبة في الإنصاف للكراجكي ( ت / ٤٤٩ هـ )(٤) ، وكتاب الغيبة لأبي الفرج المظفر بن على بن الحسين الحمداني(٥) ، وكتاب الغيبة لمحمد بن زيد بن على الفارسي(٦) ، وكتاب الغيبة وما جاء فيها عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمةعليهم‌السلام لتاج العلى العلوي ( ت / ٦١٠ هـ )(٧) ، وكتاب الغيبة لأبي بكر محمد بن القاسم البغدادي(٨) ،

__________________

١ ـ وصفه أهل السنة بالرفض ، وادّعى بعض الشيعة عاميته!! وهو ثقة إمامي كما حققنا ذلك في محلة.

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ ـ ٤٠٢ / ١٠٦٧.

٣ ـ رجال النجاشي : ٣٨٩ / ١٠٤٩.

٤ ـ الذريعة / آغا بزرك الطهراني ٣ : ٩٢ / ٢٩٢.

٥ ـ الذريعة ١٦ : ٨٢ / ٤٠٦.

٦ ـ الذريعة ١٦ : ٧٩ / ٤٠٠.

٧ ـ الذريعة ١٦ : ٧٥ / ٣٧٥

٨ ـ الذريعة ١٦ : ٨٠ / ٤٠٣.

١١٣

وغيرها مما لا وسع في تتبعها.

وهذه الكتب وإن ضاع أكثرها ـ لا سيما المُؤَلَّف منها قبل ولادة الإمام المهديعليه‌السلام ـ إلاّ من فيما وصل منها كفاية في الكشف عن الحقيقة التامة لمن أرادها.

ثالثا ـ علم الشيعة بالغيبة قبل حدوثها :

اتّضح ممّا تقدم من غيبة الإمام المهدي بن الإمام العسكريعليهما‌السلام كانت معلومة في الوسط الشيعي قبل حدوثها بعشرات السنين ، وذلك من خلال ما سمعوه من أهل البيتعليه‌السلام مباشرة ، ولهذا ألّفوا فيما سمعوه بهذا الخصوص كتبا عديدة ، وقد شهد غير واحد من أعلام الإمامية وأجّلائهم المشهورين على هذه الحقيقة.

قال الشيخ الصدوق : « إنّ الأئمةعليهم‌السلام قد أخبروا بغيبتهعليه‌السلام ، ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم ، واستحفظ في الصحف ، ودوّن في الكتب المؤلّفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر ، فليس أحد من اتباع الأئمةعليهم‌السلام إلاّ وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودوّنه في مصنّفاته ، وهي الكتب التي تعرف بالاصول ، مدوّنة مستحفظة عند شيعة آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين »(١) .

وإلى هذا أشار الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة ، فقال بعد استدلاله بجملة من الاخبار الموجودة في الكتب المؤلّفة قبل زمان الإمام المهديعليه‌السلام ما هذا لفظه : « موضع الاستدلال من هذه الأخبار ما تضمّن الخبر بالشيء

__________________

١ ـ إكمال الدين ١ : ١٩ ، من المقدّمة.

١١٤

قبل كونه فكان كما تضمّنه »(١) .

كما شهد بهذا أيضا ابن قبة الرازي وهو من فحول متكلمي الإمامية في عصره ، فقد نقل الشيخ الصدوق عنه قوله في هذا الخصوص : « وهذه كتبهم فمن شاء من ينظر فيها فلينظر »(٢) .

كما شهد الإربلي في كشف الغمّة ، والطبري الإمامي في دلائل الإمامة بعد نقل حديث عن الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام صريح بغيبة الإمام المهديعليه‌السلام ، بأنّهما نقلاه من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب الزرّاد(٣) والحسن بن محبوب مات رحمه الله سنة ٢٢٤ / هـ ، أي قبل زمان ولادة الإمام المهديعليه‌السلام بإحدى وثلاثين سنة ، وغير ذلك من الأحاديث الأخرى التي صرّحت بغيبة الإمام الثاني عشرعليه‌السلام قبل حدوثها على أرض الواقع بعشرات السنين ، وستأتي الإشارة إلى بعضها في مكان آخر.

على أن الاتساع الأفقي الحاصل في كل طبقة من طبقات الرواة في بعض أحاديث الغيبة حتى ينتهي الأمر هكذا إلى أحد المتقدمين من أصحاب الائمةعليهم‌السلام أو إلى من مات قبل زمان الغيبة بآماد كثيرة ، قرينة شاهدة على سماع أحاديث غيبة الإمام الثاني عشر من رواة ماتوا قبل حلولها بأزمان كثيرة ، وإلاّ فماذا يُفهم من هذا الاتساع الأفقي في كل طبقة غير صحة ما شهد به الصدوق وغيره من وجود تلك الأخبار في الكتب

__________________

١ ـ كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ١٧٣.

٢ ـ إكمال الدين : ١٠٧ ، من المقدّمة.

٣ ـ كشف الغمّة / الاربلي ٣ : ٤٥٣ ـ ٤٥٤ ، ودلائل الإمامة / الطبري : ٥٣٥ / ٥٢٠.

١١٥

المؤلفة قبل زمان الغيبة بكثير؟

وسوف يأتي ما يدل على وجود مثل هذه القرينة في أحاديث الغيبتين وغيرهما ، ومن ثم فإّّن ما في موضوع كتابنا هذا أقوى من كل شهادة على علم الشيعة بالغيبة قبل حدوثها.

رابعا ـ إخبار الإمام الصادقعليه‌السلام بالشيء قبل وقوعه ، وعلم الغيب :

إنّ ظاهرة الاخبار بالشيء قبل وقوعه كانت ظاهرة معروفة في حياة الأئمةعليهم‌السلام ، وقد أذعن لها الشيعة برمّتهم ، واعترف بهذا غيرهم أيضا.

قال ابن خلدون ( ت / ٨٠٨ هـ ) في تاريخه في الفصل الثالث والخمسين عن الإمام الصادقعليه‌السلام ما هذا لفظه : « وقد صحّ عنه أنّه كان يحذّر بعض قرابته بوقائع تكون لهم فتصحّ كما يقول ، وقد حذّر يحيى أبن عمّه زيد من مصرعه وعصاه ، فخرج وقتل بالجوزجان كما هو معروف وإذا كانت الكرامة تقع لغيرهم فما ظنّك بهم علما ودينا وآثارا من النبوّة ، وعناية من الله بالاصل الكريم تشهد لفروعه الطيّبة »(١) .

وقال أيضا : « ووقع لجعفر وأمثاله من أهل البيت كثير من ذلك ، مستندهم فيه ـ والله أعلم ـ الكشف بما كانوا عليه من الولاية ، وإذا كان مثله لا ينكر من غيرهم من الأولياء في ذويهم وأعقابهم ، وقد قال صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : ( إنّ فيكم محدّثين ) ، فهم أولى الناس بهذه الرتب الشريفة ، والكرامات الموهوبة »(٢) .

__________________

١ ـ تاريخ ابن خلدون ١ : ٥٨٩ الفصل / ٥٣.

٢ ـ تاريخ ابن خلدون ١ : ٥٩٤ ـ ٥٩٥ الفصل / ٥٣.

١١٦

وقال على بن محمد الجرجاني ( ت / ٨١٦ هـ ) في شرح المواقف لعضد الدين الايجي ( ت / ٧٥٦ هـ ) في المقصد الثاني ، مبحث العلم الواحد الحادث هل يجوز تعلّقه بمعلومين؟ ما هذا نصّه : « وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه على بن موسى رضي الله عنهما إلى المأمون : إنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك ، فقبلت منك عهدك ، إلاّ أن الجَفْرَ والجامعة يدلّان على منه لا يتمّ »(١) .

وقد نقل هذا الكلام بعينه الكاتب الحلبي المعروف بحاجي خليفه ( ت / ١٠٦٧ هـ ) ، وأضاف عليه قوله : « وكان كما قال ؛ لمن المأمون استشعر فتنة من بني هاشم ، فسمّه/ كذا في مفتاح السعادة »(٢) .

وقد زعم بعض خصوم الشيعة بمن اخبار اهل البيتعليهم‌السلام عن الإمام المهديعليه‌السلام التي يدّعي الشيعة وجودها في الكتب المؤلّفة في عصر الإمام الصادقعليه‌السلام اخبار مكذوبة نظرا لما تضمنته من علم الغيب وهو منفي عن غير الله عزّوجلّ!

وهذا جهل فضيع ، لمن العلم المنفي عن غيره تعالى هو ما كان للشخص لذاته بلا واسطة في ثبوته له ؛ لمكان الإمكان فيه ذاتا وصفة ، وكل ممكن لا يثبت له شيء من هذا العلم بلا واسطة ، وما وقع لاهل البيتعليهم‌السلام فهو ليس من العلم المنفي في شيء ؛ لمن متلقّى عن

__________________

١ ـ شرح المواقف ٦ : ٢٢.

٢ ـ كشف الظنون / حاجي خليفة ١ : ٥٩١ ـ ٥٩٢ تحت عنوان : علم الجفر والجامعة. ومفتاح السعادة كتاب الّفه طاشكبري زاده ( ت / ٩٦٨ هـ ).

١١٧

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عن الوحي ، عن الله عزّوجلّ ، ولا مانع أيضا من أن يفيضه الله تعالى عليهم ؛ لأنّهمعليه‌السلام « محدّثون » كما مرّ في كلام ابن خلدون ما يشير إلى هذا ، وفي الصحيح عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : « نحن إثنا عشر محدَّثا »(١) .

ولا مانع أيضا من القول بقول الآلوسي ( ت / ١٢٧٠ هـ ) ، بشأن علم الخواص ، قال : « إنّهم أُظْهِرُوا أو أُطلعُوا ـ بالبناء للمفعول ـ على الغيب ، أو نحو ذلك ممّا يُفهم الواسطة في ثبوت العلم لهم »(٢) .

ومن هنا يظهر بوضوح وجه المغالطة في نسبة إخبار أولياء الله بالشيء قبل حدوثه إلى علم الغيب المنفي غير الله عزّوجلّ ، هذا فضلا عمّا في تلك المغالطة من إنكار لشيء مادّي ملموس!! أعني المصنّفات الكثيرة المؤلّفة في غيبة الإمام المهديعليه‌السلام قبل ولادته ، وفيها من الاخبار الكثيرة المتواترة ما يكشف عن غائب بالتحديد وشخص أعين لا مجال للاشتباه فيه أو الترديد ، وهو ما شهد به غير واحد ممّن ذكرناه.

خامسا ـ مكونات الوحدة الموضوعية للغيبة عند الإمام الصادقعليه‌السلام :

نعني بمكونات الوحدة الموضوعية للغيبة عند الإمام الصادقعليه‌السلام :

__________________

١ ـ أصول الكافي ١ : ٥٣٤ ـ ٥٣٥ / ٢٠ ، وبصائر الدرجات : ٣١٩ / ٢ باب ٥ ، وإكمال الدين ٢ : ٣٣٥ / ٦ باب ٣٣, وعيون اخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٥٩ ـ ٦٠ / ٢٣ باب ٦.

٢ ـ تفسير روح المعاني / الألوسي ٢٠ : ١١ مبحث في : ( قل لا يعلمُ من في السّموات والأرض الغيب إلاّ الله ) سورة النمل : ٢٧ / ٦٥.

١١٨

المفردات التي اشتملت عليها أحاديث الإمام الصادقعليه‌السلام في موضوع الغيبة في معزل عمّا تقدم من أحاديثهعليهم‌السلام في تشخيص هوية الإمام الغائب ، لنرى هل كونت فيما بينها نسيجا موحّدا؟ أو كانت مجرّد أحاديث متفرقة لا يمكن صياغة عقد منها بعد ترتيبها في نظام واحد؟

ثم لو أمكن لها ذلك ، فهل استطاعت تلك الأحاديث من تتّسم بالعمق والشمول والسعة؟ أم انها انتظمت في سلكها لا غير.

وبعبارة اُخرى : هل استطاعت أحاديث الإمام الصادقعليه‌السلام ـ كما ندعيه نحن في هذه الدراسة ـ من تكوين وحدة موضوعية متجانسة كافية في مقام معرفة من هو الإمام الغائب على وجه التحديد ، وبلا أدنى حاجة إلى التماس أحاديث اُخرى عن اهل البيتعليهم‌السلام للكشف عن هوية الإمام الغائب ، أو أنها وقفت في سياقها التاريخي ولم تستوعب الاجابة على ما يحيط بغيبة الإمام الغائب من تساؤلات؟

ونود قبل بيان مكونات تلك الوحدة التوفر على مسألة مهمة تتصل اتصالا مباشرا بعلم الحديث الشريف فنقول :

اتسم أكثر الحديث الصحيح الوارد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل البيتعليهم‌السلام بمعارف غنية كثيرة ، وذات دلالات متنوعة على الرغم من مركزية الدلالة الأم في تلك الاحاديث وظهورها بشكل واضح.

ومن هنا نجد في أغلب كتب الحديث اضطرار المحدّث إلى إعادة

١١٩

الحديث الواحد في أبواب متعددة من كتابه ، وما ذاك إلاّ علامة على ذلك الغنى المطّرد في دلالة الحديث الواحد على أكثر من موضوع.

ولم تخرج أحاديث الإمام الصادقعليه‌السلام في موضوع الغيبة عن هذه القاعدة ، إذ عادة ما نجد فيها ما يشير إلى اُمور أخرى مهمة ذات صلة ثيقة بالغيبة أو بالكشف عن صاحبها الموعودعليه‌السلام ، ومن هنا جرى تصنيفها على أساس مركزية الدلالة لا على أساس ما تضمنته من عناوين اُخرى هي صالحة بالتأكيد للانطباق على عناوين اخرى من هذا البحث.

وبهذا نعود إلى مكونات الوحدة الموضوعية للغيبة عند إمامنا الصادقعليه‌السلام لنبحثها في الفصول الثلاثة المتبقية من هذا الباب ، كالآتي.

١٢٠