النوادر

النوادر0%

النوادر مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 102

النوادر

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي جعفر الأشعري القمي
تصنيف: الصفحات: 102
المشاهدات: 21621
تحميل: 3890

توضيحات:

النوادر
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 102 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 21621 / تحميل: 3890
الحجم الحجم الحجم
النوادر

النوادر

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

النوادر

أبي جعفر الأشعري القمي

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنينعليهما‌السلام للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢

شذرات من حياة المصنف " رحمة الله عليه "

المؤلف أبوجعفر أحمد بن محمد بن عيسى بن عبدالله بن سعد بن مالك بن الاحوص بن السائب بن مالك بن عامر الاشعري القمي. من بني ذخران بن عوف بن الجماهر بن الاشعر(١) . وذكر بعض أصحاب النسب أن أجداده بعد سعد بن مالك هكذا: ابن هاني بن عامر بن أبي عامر(٢) . وهو من أصحاب أئمة الهدى: الرضا، الجواد والهاديعليهم‌السلام (٣) . حيث روى عنهم الكثير من أحاديثهم سلام الله عليهم، كماانه عاصر الامام الحسن العسكريعليه‌السلام وبعض زمان الغيبة الصغرى، كما سيأتي بيان ذلك(٤) . قيل: وقع اسمه في إسناد " ٢٢٩٠ " رواية(٥) . كان رحمة الله عليه ذو ذكاء حاد، وبصيرة نافذة فيما يدور في مجتمعه، وبهما قدم لزعامة وإدارة بلده، فهو وجه قم، ووجيهها، وشيخها، وفقيهها. واعترف بذلك القريب والبعيد. ونورد هنا شيئا مما قيل فيه، يقول ابن حجر العسقلاني: " شيخ الرافضة بقم، له تصانيف وشهرة "(٦) .

______________________

(١) رجال النجاشي: ٦٤، فهرست الطوسي: ٢٥ رقم ٦٥، خلاصة الاقوال: ١٣، تنقيح المقال: ١ / ٩٠

(٢) رجال النجاشي: ٦٤.

(٣) المصدر السابق، ورجال الطوسي: ٣٦٦ رقم ٣، وص ٣٩٧ رقم ٦، وص ٤٠٩ رقم ٣ ورجال البرقي: ٥٩.

(٤) في ص ٨.

(٥) معجم رجال الحديث: ٢ / ٣٠٩.

(٦) لسان الميزان: ١ / ٢٦٠.

٣

وقال الشيخ الطوسي والنجاشي وابن داود(١) والعلامة الحلي: " شيخ القميين ووجههم وفقيههم غير مدافع(٢) ، وكان أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان ".

وقال الشيخ آغا برزك الطهراني: " شيخ أشاعرة قم التحفظين "(٣) وأثنى عليه الشيخ الصدوق في مقدمة كتابه " كمال الدين وتمام النعمة "(٤) " كان أحمد بن محمد بن عيسى في فضله وجلالته يروي عن أبي طالب عبدالله ابن الصلت القميرضي‌الله‌عنه ".

" وبالجملة فوثاقة الرجل متفق عليها بين الفقهاء وعلماء الرجال، متسالم عليه من غير تأمل من أحد، ولا غمز فيه بوجه من الوجوه " كما قال المامقاني في حقه(٥) .

نشأته واسرته

نشأ في بيت عريق، واسرة كريمة معروفة من أكبر بيوتات الاشعريين في قم المقدسة همة واهتماما في حفظ تراث آل بيت الرسالة منذ بدء الدعوة المحمدية إلى ما بعد غيبة إمامنا الحجة بن الحسنعليه‌السلام ، حيث كان أنجب هذا البيت الشريف ثلة من فطاحل المحدثين، ونوابغ العلماء، وعباقرة العلم، فاستحقوا بذلك كل تعظيم وتبجيل.

فأبوه: " محمد بن عيسى " وجه الاشاعرة، وشيخ القميين، له هيبة ومقام عند السلطان، لما كان يتمتع به من نفوذ الشخصية وهيبة الصحبة من آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فهو من أصحاب الامامين الرضا والجوادعليهما‌السلام (٦) .

وجده: " عيسى بن عبدالله " من أصحاب ائمة اهل البيت، الصادق، والكاظم

______________________

(١) في رجاله: ٤٣.

(٢) مدافع: بالفتح، اي لايدفعه أحد من علماء الرجال بأدنى شئ.

(٣) الذريعة: ٢٤ / ٣٢٢.

(٤) كمال الدين: ٣.

(٥) تنقيح المقال: ١ / ٩١.

(٦) رجال النجاشي: ٢٦١.

٤

والرضا عليهم آلاف التحية والثناء(١) .

روي أن الصادقعليه‌السلام قال ليونس بن يعقوب: " اذهب يا يونس، فإن بالباب رجل منا أهل البيت " قال: فجئت إلى الباب، فاذا عيسى بن عبدالله القمي جالس.. إلى أن قالعليه‌السلام : " يا يونس، عيسى بن عبدالله هو منا حي، وهو منا ميت "(٢) . وروي انهعليه‌السلام قال له: " يا عيسى بن عبدالله.. إنك منا أهل البيت "(٣) . وعمه: " عمران بن عبدالله ".

روي أن الصادقعليه‌السلام دعا له قائلا: " أسأل الله ان يصلي على محمد وآل محمد، وأن يظلك وعترتك، يوم لا ظل الا ظله "(٤) . وروي أيضا أنه دخل على الصادقعليه‌السلام فبره وبشه، فسئل عن ذلك. فقال: هذا من أهل بيت نجباء، ماأرادهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله "(٥) . وفي رواية: " هذا نجيب قوم نجباء "(٦) . ولعمران ولد يقال له: " المرزبان ".

روي أنه قال للامام الرضاعليه‌السلام : أسألك عن أهم الامور إلي؟ أمن شيعتكم أنا؟ فقال: نعم.

قال قلت له: إسمي مكتوب عندكم؟ قال: نعم(٧) . جدهم الاكبر " أبوعامر ":

_________________________

(١) رجال الشيخ الطوسي: ٢٥٨ رقم ٥٦٩، فهرست الطوسي: ١١٦ رقم ٥٠٦، رجال النجاشي: ٢٢٨. رجال البرقي: ٣٠.

(٢) رواه الكشي في رجاله: ٣٣٢ ح ٦٧٠. والمفيد في أماليه: ١٤٠ ح ٦، وفي الاختصاص: ٦٣.

(٣) رواه الكشي في رجاله: ٣٣٤، والمفيد في الاختصاص: ١٩١.

(٤) رجال الكشي: ٣٣٢، والاختصاص: ٦٣.

٥ و (٦) رجال الكشي: ٣٣٣، والاختصاص: ٦٤.

(٧) رجال الكشي: ٥٠٥ ح ٩٧١، الاختصاص: ٨٥.

٥

وهو ممن صحب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وروى عنه، وغزا معه، وعقد له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لواء‌ا في غزوة هوازن، ووجهه في طلب المشركين إلى عسكرهم، وقاتلهم حتى استشهد رضوان الله عليه، فاستخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفتح الله تبارك وتعالى لهم وقتل قاتله، وحينها قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : " اللهم اغفر لابي عامر، واجعله من أعلى امتي في الجنة ".

وفي رواية: " اللهم أعط عبدك عبيدا - أبا عامر - واجعله في الاكبرين(١) يوم القيامة "(٢) .

فكل ما فاهت به الاشداق، وحبرته الاقلام بعد هذا في وصفه وأهل بيته فهو دون شأنه وعظمته.

بعض مصادر الكتابة عن المؤلف

قام علماؤنا الافاضلقدس‌سره م في بحوثهم الرجالية، بدراسة وافية لحياة هذا المحدث الكبير في جوانبها المختلفة، وتناولوا أيضا بشئ من التفصيل حياة آل الاشعري منذ رحلتهم من اليمن، إلى مكة المكرمة، إلى المدينة المنورة، إلى الكوفة المعظمة، إنتهاء‌ا بعش آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بقم المقدسة. ونذكر هنا في هذه العجالة بعض المصادر المعنية بذلك:

١ - أعلام العرب في العلوم والادب: ١ / ١٤٣.

٢ - أعيان الشيعة: ٣ / ١٤٤.

٣ - تنقيح المقال: ١ / ٩٠.

٤ - جامع الرواة: ١ / ٦٩.

٥ - خلاصة الاقوال: ١٣.

__________________________

(١) خ ل: الاكثرين.

(٢) طبقات ابن سعد: ٢ / ١٥٠ وج ٤ / ٣٥٧، عنه تهذيب المقال: ٣ / ٢٨٦.

٦

٦ - فهرست ابن النديم: ٢٧٨.

٧ - مجمع الرجال اللقهبائي: ١ / ١٦١.

٨ - مفاخر إسلام: ١ / ٣٨٢ - ٤٢٤ (فارسي).

٩ - معالم العلماء: ٢٤.

١٠ - معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ٢ / ٣٠٣ - ٣٢٧.

١١ - حجة الاسلام السيد محمد باقر بن محمد تقي الموسوي الشفتي الاصفهاني المتوفى سنة ١٢٦٠ - في الرسالة الخاصة التي كتبها في ترجمته ضمن مجموعة رسائله الرجالية، ذكرها في الذريعة: ٤ / ١٥٢. وهناك نسخة خطية من هذه المجموعة في خزانة مخطوطات مكتبة آيه الله العظمى المرعشي النجفي مد ظله. وكان آخر باحث كتب - في ترجمته رضوان الله عليه - هوآية الله السيد محمد علي الموحد الابطحي الاصفهاني في كتابه القيم " تهذيب المقال: ٣ / ٢٨٢ - ٣١٢ " حيث تضمنت الترجمة عدة بحوث هامة وقيمة، وهي:

١ - نسبه، ونسبته، وبيته ٢ - وجاهته، ومنزلته في الطائفة ٣ - فقاهته ٤ - بصيرته بالامور السياسية، ورئاسته ٥ - نقده وتفتيشه - الرواة والروايات - ٦ - طبقته ومن أدرك من الائمةعليهم‌السلام ٧ - مشائخه ومن روى عنه ٨ - تلاميذه ومن اخذعنه ٩ - كتبه ومصنفاته ١٠ - الطرق إلى كتبه ورواياته ١١ - ولاؤه لاهل البيتعليهم‌السلام ، وولايته، خاصة للامام الحجة بن الحسن، وما رواه فيه قبل مولده. ١٢ - براء‌ته وتبريه من الباطل، ومن اعداء الله وأعداء آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وفاته قد سره لم يذكر أصحاب التراجم تاريخا محددا لوفاته رضوان الله عليه، إلا أنهم

٧

ذكروا حضوره في تشييع جنازة المحدث الكبير " البرقي " صاحب كتاب المحاسن.

قال النجاشي(١) : " قال أحمد بن الحسين - ابن الغضائري المتوفى سنة ٤١١ ه‍ - في تاريخه: توفي أحمد بن عبدالله البرقي في سنة أربع وسبعين ومائتين " ٢٧٤ ". وقال علي بن محمد بن ماجيلويه: توفي سنة ثمانين ومائتين " ٢٨٠ ".

ولعل القول الثاني أرجح لسببين: الاول: أن ابن ماجيلويه أقرب عهدا للبرقي من ابن الغضائري، لكونه ابن بنته، وقد رآه، وتأدب على يديه(٢) ، فلا شك في أنه أعلم بوفاة جده من غيره.

الثاني: أن المحدث الميرزا النوري أخرج في كتابه " دار السلام " حديثا طويلا جاء فيه لقاء البرقي لوالي مدينة الري أبي الحسن أحمد بن الحسن المادرائي الذي تولى إدارة امورها في سنة ٢٧٥ ه‍، على ما ذكره الحموي في معجم البلدان(٣) .

وإذا علمنا أن وفاة الامام الحسن العسكريعليه‌السلام كانت في ربيع الاول سنة ٢٦٠ ه‍، وأنه بهذا التاريخ بدأت الغيبة الصغرى للامام الحجة عج وفيها عين عثمان بن سعيد العمري كسفير أول لهعليه‌السلام ، ومن بعده ولده أبوجعفر محمد بن عثمان العمري الذي توفى في آخر جمادى الاولى من سنة ٣٠٤ أو ٣٠٥، وتولى هذا الامر بنحو من خمسين سنة(٤) فمما تقدم يظهر أن البرقي وأحمد بن محمد بن عيسى رحمهما الله، توفيا في زمان أبي جعفر العمريرضي‌الله‌عنه .

النوادر: " عنوان عام من مؤلفات الاصحاب في القرون الاربعة الاولى للهجرة، كان يجمع فيها الاحاديث غير المشهورة، أو التي تشتمل على أحكام غير متداولة، أو استثنائية، أو مستدركة لغيرها "(٥) . " النوادر ليست أصلا مرويا، ولا نسخة مروية، بل هي مجموعة مسائل نادرة(٦)

_________________________

(١) رجال النجاشي: ٦٠.

(٢) رجال النجاشي: ٣ / ٣٧٢.

(٣) معجم البلدان: ٣ / ١٢١.

(٤) غيبة الطوسي: ٢٢٣.

(٥و٦) الذريعة: ٢٤ / ٣١٥ - ٣١٨. وقد أفرد آيه الله السيد محمد علي الموحد الاصفهاني بحثا

٨

ويأتي أن الشيخ المجلسيرحمه‌الله اعتبر نوادر ابن عيسى " اصلا "(١) .

" والنوادر: هي التي لا عمل عليها " كما قال الشيخ المفيد في رسالته المعروفة بالرسالة العددية(٢) .تبويب الكتاب: قام بتبويب كتاب النوادر هذا " أبوسليمان داود بن كورة " كما ذكر ذلك جماعة من العلماء قدس‌سرهم(٣) .ويعد داود بن كورة أحد الرواة الخمسة عن أحمد بن محمد بن عيسى، الذين يعبر عنهم شيخنا الكلينيرحمه‌الله في " الكافي " ب‍ " عدة من اصحابنا ".

وجدير بالذكر أنه بوب أيضا كتاب المشيخة للحسن بن محبوب السراد(٤) .

نسبة كتاب النوادر: قالوا:

١ إن كتاب النوادر هذا للحسين بن سعيد الاهوازي.

٢ إنه جزء من كتاب الزهد، وانه بخط أحمد بن محمد بن عيسى.

٣ إن راويه أحمد بن محمد بن عيسى.

٤ إنه منتخب من كتب الحسين بن سعيد.

٥ إنه من الفقه المنسوب للامام الرضاعليه‌السلام .

قلنا:

١ إنه قد ذكر كل من ترجم حياة الحسين بن سعيد، مجموعة كبيرة من كتبه، ولم يذكر أي منهم أن له كتابا باسم " النوادر ".

٢ إن كتاب الزهد مطبوع، والنسخ الخطية معروفة، ولم يعهد فيها نسخة بخط أحمد كماأنه لا توجد أي رواية في الزهد تتحد مع اخرى في " النوادر "، أضف إلى أن كتاب " الزهد " كتاب زهد، والنوادر كما ترى كتاب فقهي، ومسائل شرعية بحتة.

٣ لوكان الكتاب للحسين، وأحمد روايه، لذكر اسم الاول في بداية الكتاب، أو (هوامش صفحة ٩) خاصا في كتابه القيم " تهذيب المقال: ١ / ٨٦ ٩١ " تحت عنوان: " الفرق بين الكتاب والاصل والنسخة والنوادر ".

________________________

(١) في ص ١٠.

(٢) عنه معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ١ / ٤٥.

(٣) كالنجاشي في رجاله: ١٢٠ والشيخ الطوسي في الفهرست: ٦٨ رقم ٢٧٢، وفي رجاله: ٤٧٢، وابن داود في رجاله: ٩١ رقم ٥٩٥.

(٤) راجع رجال النجاشي: ١٢٠، ومقدمة مستطرفات السرائر من تحقيقاتنا ص ١٧.

٩

بداية كل باب، وباقي أسانيد الروايات تبدأ ب‍ " عنه " كما هو المتعارف عليه.

٤ كل القرائن تدل على أنه ليس من الفقه المنسوب للامام الرضاعليه‌السلام .

٥ وأي مانع من أن يكون منتخبا من كتب الحسين بن سعيد التي بلغت ثلاثون كتابا ويروي فيها (٥٠٢٦) حديثا عن أهل البيتعليهم‌السلام ، وقد نقل أكثرها من الكتب الاربعة: الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه.

وقد تردد فخر المحدثين شيخ الاسلام المجلسيرحمه‌الله في نسبة كتاب النوادر، الذي عبر عنه ب‍ " الاصل " حيث قال في مقدمة البحار: ١ / ١٦١: " وأصل من اصول عمدة المحدثين اليشخ الثقة الحسين بن سعيد الاهوازي وكتاب الزهد، وكتاب المؤمن له أيضا.

قال: ويظهر من بعض مواضع الكتاب الاول أنه كتاب النوادر لاحمد بن محمد بن عيسى القمي، وعلى التقديرين في غاية الاعتبار ".

وقال في ص ٣٣: " وجلالة الحسين بن سعيد، وأحمد بن محمد بن عيسى، تغني عن التعرض لحال مؤلفهما، وانتساب كتاب الزهد إلى الحسين معلوم ".

وأما الاصل الآخر فكان في أوله هكذا: " أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد " ثم يبتدئ في سائر الابواب بمشائخ الحسين، وهذا مما يورث الظن بكونه منه ويحتمل كونه من أحمد لبعض القرائن كما أشرنا اليه وللابتداء به في أول الكتاب ".

نقول: إذن مع شكه وترددهقدس‌سره إعتمد عليه ووثقه ونقل عنه برمز " ين "، حيث قال في ص ٤٧ " ين: لكتابي الحسين بن سعيد، أو لكتابه والنوادر ".

ويظهر من تخريجاتنا التي استخرجناها من كتاب البحار، أن اغلب الروايات التي صدرت بهذا الرمز كانت في " الزهد " إلا نزرا يسيرا وجدناه في كتاب " النوادر ".

وأما قولهرحمه‌الله : " ثم يبتدي في سائر الابواب بمشايخ الحسين ".

فنقول: إنهما اشتركا في المشايخ، وهذا ما أكده الحر العاملي، صاحب الوسائل في الصفحة الاولى من مخطوطة آية الله السيد الحكيمقدس‌سره .

١٠

نسخ الكتاب

إعتمدنا في تحقيق الكتاب على نسختين خطيتين، وثالثة مطبوعة.

النسخة الاولى: نسخة المكتبة الرضوية في مدينة مشهد المقدسة. فرغ من استنساخها محمد مؤمن بن حاجي مظفر علي الاسفرائيني في يوم الاحد الرابع عشر من شهر محرم الحرام سنة ١٠٥٠ ه‍ في مدينة مشهد المقدسة. وهي ب‍ " ١٩٤ " ورقة، " ١٣٣ " ورقة الاولى منها هي للفقه المنسوب للامام الرضاعليه‌السلام ، والباقي لكتاب النوادر.

النسخة الثانية: هي نسخة مدرستنا، مصورة عن النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة آية الله السيد الحكيم العامة في النجف الاشرف. كتبها أبوالفتح الاسفرائيني في سنة ١٠٨٠ ه‍، ثم تملكها الشيخ محمد الحر العاملي المتوفى سنة ١١٠٤ ه‍ صاحب موسوعة " وسائل الشيعة " في سنة ١٠٨٧ ه‍.

كلمة غراء للشيخ الحر العاملي حول الكتاب: وكتبقدس‌سره عليها بخطه الشريف، اضافة إلى فهرس أبوابها: " يروي المصنف عن الحسين بن سعيد، وعن مشايخه أيضا، فانهما شريكان في المشائخ. ويروي أيضا عن أبيه كثيرا. وهو ينافي ظن من ظن أنه من كتب الحسين بن سعيد، إذ ليس له فيه رواية أصلا وأعلم أني قد وجدت لهذا الكتاب نسختين صحيحتين عليهما آثارالصحة والاعتماد، ثم إني تتبعت ما فيه من الاحاديث، فوجدت أكثرها منقولة في الكتب الاربعة، وأمثالها من الكتب المشهورة المتواترة، والباقي قد روي في الكتب المعتمدة ما يوافق مضمونه، فلا وجه للتوقف فيه.

وقد رأيت أحاديث كثيرة نقلها الشيخ، والشهيد، وابن طاووس، والحميري والطبرسي، وغيرهم، في مصنفاتهم من نوادر أحمد بن محمد بن عيسى، وتلك الاحاديث موجودة هنا.

١١

وبالجملة القرائن على اعتباره كثيرة، وليس فيه ما ينكر ولا ما يخالف الاحاديث المروية في الكتب الاربعة، ونحوها، والله أعلم، حرره محمد الحر ".

وكتب بخطه الشريف أيضا في الصفحة الاخيرة: " هذا ما وجدناه من كتاب نوارد أحمد بن عيسىقدس‌سره في نسخة معتبرة جدا، نفع الله بها.

قوبل بنسختين صحيحتين عليهما خطوط جماعة من الفضلاء، حرره محمد الحر ".

ثم تملكها الشيخ علي بن حسين آل سليمان البحراني في سنة ١٣١٥ ه‍.

" أي بعد وفاة الحر العاملي ب‍ " ٢١١ " سنة ".

وكانت أيضا في حيازة العلامة محمد السماوي كما ذكره الشيخ آغا برزك الطهراني في الذريعة: ٢٤ / ٣٢٢.

النسخة الثالثة: وهي المطبوعة على الحجر، في آخر الفقه المنسوب للامام الرضاعليه‌السلام في سنة ١٢٧٤ ه‍ ب‍ " ٢٢ " صفحة في كل صفحة " ٣٧ " سطر.

منهج التحقيق: بما أن كلتا النسختين الخطيتين، والنسخة المطبوعة لم تسلم من التحريف والتصحيف والاغلاط، فلم نعتمد على نسخة معينة منها.

لذا قمنا بمقابلة الكتاب مع الوسائل والبحار ومستدرك الوسائل، ومع امهات الاصول الحديثية المعتمدة بأسانيد ابن عيسى وغيرها التي أخرجناها في تذييل كل حديث من أحاديث هذا الكتاب.

ومن خلال ذلك أثبتنا في المتن ما رأيناه أولى من غيره مع الاشارة إلى الاختلافات في باقي النسخ وبعض المصادر والجوامع.

نسأله تعالى أن نكون ممن وفق لاحياء ثراث آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله باسلوب حسن صحيح.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

١٢

١٣

١٤

١٥

١٦

بسم الله الرحمن الرحيم

" ١ " باب فضل صوم شعبان وصلته برمضان

١ " أحمد بن محمد بن عيسى ": عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، قال: سألت عن صيام شعبان أبا عبداللهعليه‌السلام (١) ؟ فقال: حسن.

فقلت: كيف كان صيام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال: صام بعضا وأفطر بعضا(٢) .

٢ وعن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رجب: شهر الاستغفار لامتي، أكثروا فيه الاستغفار فإنه غفور رحيم.

وشعبان: شهري، إستكثروا في رجب من قول: أستغفر الله، واسألوا الله الاقالة والتوبة فيما مضى، والعصمة فيما بقي من آجالكم، وأكثروا في شعبان الصلاة على نبيكم وأهله.

ورمضان: شهرالله تبارك وتعالى، إستكثروا فيه من التهليل، والتكبير،

________________________

(١) في المخطوط والمطبوع والبحار: عن أبي عبداللهعليه‌السلام والظاهر أنه تصحيف.

(٢) عنه في البحار: ٩٧ / ٧٧ ح ٣٧ والوسائل: ٧ / ٣٦٧ ح ٢٧ وفيه: سألت أبا عبدالله عن صوم شعبان... كيف صام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

١٧

والتحميد، والتمجيد، والتسبيح، وهو ربيع الفقراء.

وإنما جعل الله(١) الاضحى لتشبع المساكين من اللحم، فأظهروا(٢) من فضل ما أنعم الله به عليكم على عيالاتكم وجيرانكم، وأحسنوا جوار نعم الله عليكم، وواصلوا(٣) إخوانكم,وأطعموا الفقراء [ و ] المساكين من إخوانكم , فإنه من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا.

وسمي شهر رمضان: شهر العتق، لان لله في كل يوم وليلة ستمائة عتيق، وفي آخره مثل ما أعتق فيما مضى.

وسمي شهر شعبان: شهر الشفاعة، لان رسولكم يشفع لكل من يصلي عليه فيه، وسمي [ شهر ](٤) رجب: شهر الله الاصب، لان الرحمة على امتي تصب صبا فيه ويقال: الاصم، لانه نهي فيه عن قتال المشركين، وهو من الشهور الحرم(٥) .

٣ وعنه عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: صوم شعبان ورمضان [ متتابعين ](٦) - والله - توبة من الله(٧) .

________________________

(١) هكذا في البحار: ٩٧، وفي المطبوع والمخطوط والبحار: ٩٦: فيه، وفي الوسائل: وانما جعل الاضحى.

(٢) في الوسائل: فاطعموا.

(٣) في المطبوع والمخطوط: وتواسلوا والظاهر أنه تصحيف، وفي البحار: وتواصلوا.

(٤) من المطبوع والبحار.

(٥) أورد قطعة منه في البحار: ٩٦ / ٣٨١ ح ٦ والوسائل: ٧ / ٢٣٠ ح ٢٩ وأورده بتمامه في البحار: ٩٧ / ٧٧ ح ٣٨ والوسائل: ٧ / ٣٨١ ح ١٠ وأخرج قطعة منه في الوسائل: ١٠ / ١٧٤ ح ١٠ والبحار: ٩٩ / ٢٩٦ ١٥ عن علل الشرائع ص ٤٣٧ ح ١.

(٦) من الكافي.

(٧) عنه في البحار: ٩٧ / ٧٨ ح ٣٩ وأخرجه في البحار: ٩٧ / ٧٥ ح ٢٨ عن الثواب ص ٨٤ ح ٦ والبحار: ١٠٤ / ٣٧٩ ح ٥٣ عن العياشي: ١ / ٢٦٦ ح ٢٣٥ وفي الوسائل: ٧ / =

١٨

٤ - وعن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكثر الصوم في شعبان، يقول: إن أهل الكتاب تنحسوا [ به ] فخالفوهم(١) .

٥ - وعن علي بن النعمان، عن زرعة بن محمد، عن سماعة، قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن صوم شعبان: أصامه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال: نعم، ولم يصمه كله(٢) .

قلت: فكم أفطر منه؟ قال: أفطر، فأعدتها وأعادها ثلاث مرات، لا يزيدني على أن أفطر منه.

ثم سألته في العام المقبل عن ذلك، فأجابني بمثل ذلك.

قال: فسألته عن فصل ما بين ذلك يعني بين شعبان ورمضان؟ فقال: فصل.

فقلت: متى؟ قال: إذا جزت النصف ثم أفطرت منه يوما فقد فصلت(٣) .

٦ - قال زرعة: ثم أخبرني سماعة، عن أبي الحسنعليه‌السلام أنه قال: إذا أفطرت منه يوما فقد فصلت في أوله أو(٤) في آخره(٥) .

٧ - ومثله عن ابن النعمان(٦) عن زرعة، عن المفضل، عن أبي عبداللهعليه‌السلام

______________________

= ٣٦٨ ح ١ عن الكافي: ٤ / ٩١ ح ١ والثواب والتهذيب: ٤ / ٣٠٧ ح ١ والاستبصار: ٢ / ١٣٧ ح ١ بأسانيدهم عن أحمد بن محمد بن عيسى... والفقيه: ٢ / ٩٣ ح ١٨٢٥ والمقنعة ص ٥٩ مرسلا، وأورده في فضائل الاشهر الثلاثة ص ٦٠ ح ٤١ باسناده عن محمد بن أبي عمير.

(١) عنه في الوسائل: ٧ / ٣٦٧ ح ٢٨ والبحار: ٩٧ / ٧٨ ح ٤٠، ومابين المعقوفين من الوسائل.

(٢) في الاصل: يصم كله، وفي البحار: ولم يصلها، يعني: لم يصل صوم شعبان بصوم رمضان.

(٣) عنه في البحار: ٩٧ / ٧٨ ح ٤١ والوسائل: ٧ / ٣٦٧ ح ٢٩.

(٤) في الاصل والبحار: و، وما أثبتناه من الوسائل، وهو الصحيح.

(٥) عنه في البحار: ٩٧ / ٧٨ ذ ح ٤١ والوسائل: ٧ / ٣٦٧ ح ٣٠.

(٦) في الاصل والبحار عن النعمان، وما أثبتناه من الوسائل، ولا يوجد فيمن روى =

١٩

و [ قال ](١) ، كان أبي يفصل بين شعبان ورمضان بيوم، وكان علي بن الحسينعليهما‌السلام يصل ما بينهما ويقول: صيام شهرين متتابعين - والله - توبة من الله(٢) .

" ٢ " باب ما يكره للصائم في صومه

٨ - وعنه(٣) ، عن سماعة، قال: سألت عن رجل كذب في رمضان، قال: أفطر، وعليه قضاؤه، فقلت: فما كذبته التي أفطر بها؟ قال: يكذب على الله وعلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) .

٩ - وعن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إذا أصبحت صائما، فليصم(٥) سمعك معك وبصرك من الحرام

______________________

= عن زرعة " النعمان " بل ابنه وهو أبوالحسن علي بن النعمان الاعلم النخعي.

(١) أثبتناه من الوسائل.

(٢) عنه في البحار: ٩٧ / ٧٨ ذح ٤١ والوسائل: ٧ / ٣٦٧ ح ٣١ وأخرجه في الوسائل: ٧ / ٣٦٩ ح ٦ عن الفقيه: ٢ / ٩٣ ح ١٨٢٧ والثواب ص ٨٤ ح ٧ وفي البحار: ٩٧ / ٧٥ ح ٢٩ عن الثواب باسناده عن زرعة مع اختلاف يسير.

(٣) في ح ٥ وهو الاقرب: علي بن النعمان، عن زرعة بن محمد، عن سماعة وفي ح ١ - أول الباب المتقدم -: أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران واليه ارجع الضمير في الوسائل، وفي البحار: أرجع الضمير إلى زرعة وأحمد بن محمد بن عيسى يروي تارة عن عثمان بن عيسى مباشرة واخرى بواسطة الحسين بن سعيد فلاحظ معجم رجال السيد الخوئي: ج ٢ / ٣١٠.

(٤) عنه في البحار: ٩٦ / ٢٧٦ ح ٢٣ وأخرج في الوسائل: ٧ / ٢٠ ح ١ عنه وعن التهذيب: ٤ / ١٨٩ ح ٣ باسناده عن سماعة مثله.

(٥) في التهذيب: فليصم معك سمعك.

٢٠