دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق0%

دروس في الاخلاق مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 279

دروس في الاخلاق

مؤلف: الشيخ علي المشكيني
الناشر: نشر الهادي
تصنيف:

الصفحات: 279
المشاهدات: 60944
تحميل: 5222

توضيحات:

دروس في الاخلاق
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 279 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 60944 / تحميل: 5222
الحجم الحجم الحجم
دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق

مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
العربية

وأن من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه(١) .

وأن الإعجاب يمنع من الازدياد(٢) .

وأن عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله(٣) .

وأنه : من المهلكات(٤) .

وأنه : لا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله ، فإن الله لا يعبد حق عبادته(٥) .

وأنه قال الله تعالى : « إن من عبادي من يسألني الشيء من طاعتي لا حبه فأصرف ذلك عنه ؛ لكيلا يعجبه عمله »(٦) .

وأنه : قل يا رب لا تخرجني من التقصير ، فكل عمل تريد به الله فكن فيه مقصراً عند نفسك(٧) .

__________________

١ ـ معاني الأخبار : ص٢٤٤ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ص٤٦٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣١٦.

٢ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٦٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣١٦.

٣ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢١٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣١٧.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٢١.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٧٢ ـ وسائل الشيعة : ج١ ، ص٧١ ، بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٢٢.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٢٢.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٧٣.

٢٠١

٢٠٢

الدرس السابع والثلاثون

في الشكوى إلى الله وإلى الناس

الشكوى والشكاية : مصدران من : شكى يشكوا إلى زيد : تظلم إليه ، وأخبره بسوء الحوادث ، فالمخبر شاك وزيد مشكو إليه ، والمخبر عنه مشكو منه ، والإخبار شكاية. والشكوى إن كانت إلى الله تعالى أو إلى عبده المؤمن فهي حسن جميل ، سواء كانت من ظلم الناس أو مكاره الدهر. وأن كانت من الله ومن الحوادث الراجعة إليه تعالى ، فإن كانت إلى المؤمن فلا ذم ، وأن كانت إلى غيره فهي مذمومة. وقد ورد في الكتاب الكريم قول يعقوبعليه‌السلام :( إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله ) (١) .

وورد في النصوص : أنه : من شكى إلى أخيه فقد شكى إلى الله ، ومن شكى إلى غير أخيه فقد شكى الله(٢) .

وأن أبغض الكلام إلى الله التحريف ، وهو قول الرجل : إني مجهود ، ومالي ، وما عندي(٣) .

__________________

١ ـ يوسف : ٨٦.

٢ ـ وسائل الشيعة : ج٢ ، ص٦٣٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٢٥ وج٨١ ، ص٢٠٧.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٢٥.

٢٠٣

وأنه : إذا ضاق المسلم فلا يشكون ربه وليشك إلى ربه الذي بيده مقاليد الأمور وتدبيرها(١) . وأنه : من لم يرض بما قسم الله له من الرزق وبث شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ، وهو عليه غضبان ، إلا أن يتوب(٢) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٢٦.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه : ج٤ ، ص١٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٢٦.

٢٠٤

الدرس الثامن والثلاثون

في اليأس من روح الله والأمن من مكره

روح الله تعالى هو : رحمته وفرجه وإحسانه في الدنيا ، وشفاعتة أنبيائه وملائكته ، وغفرانه وجنته في الآخرة. والمكر : أخذه في الدنيا بنحو الإستدراج وغيره ، وعقابه في الآخرة.

ويظهر من النص والفتوى تحريم الأمرين ، وقد عدهما أصحابنا في الفقه من المعاصي الكبيرة ، وظاهرهما كون نفس الحالتين معصية محرمة فتحرم التسبيب لحدوثهما ، ويجب السعي في إزالتهما لو اتفق حصولهما بالتأمل والتفكر في مفاد النصوص الواردة فيه ، في الكتاب والسنة والعقل الحاكم بقبحهما بعد ملاحظة سعة رحمة الله تعالى وشمول عفوه وغفرانه ، وبعد التوجه إلى قدرته وسطوته وما يقتضيه ذنوب عباده ، ولو لم يقدر على التأمل في ذلك فعليه أن يراجع أهله من علماء الدين ورواة الأحاديث وحملة العلوم والمعارف الاسلامية ، وأطباء النفوس من علماء الأخلاق وغيرهم.

٢٠٥

وقد قال تعالى :( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ،(١) وقال :( فلا تكن من الفانطين ...قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) (٢) ، وقال :( والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي ) ،(٣) وقال :( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ) ،(٤) وقال :( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) .(٥)

وروي : أن الله يبعث المقنطين يوم القيامة مغلّبة وجوههم ، يعني : غلبة السواد على البياض ، فيقال لهم : هؤلاء المقنطون من رحمة الله(٦) .

__________________

١ ـ يوسف : ٨٧.

٢ ـ الحجر : ٥٥ ـ ٥٦.

٣ ـ العنكبوت : ٢٣.

٤ ـ الزمر : ٥٣.

٥ ـ الأعراف : ٩٩.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٢ ، ص٥٥ وج٧٢ ، ص٣٣٨.

٢٠٦

الدرس التاسع والثلاثون

في الدنيا وحبها وذمها

هنا أمور : الأول : الدنيا في اللغه : اسم تفضيل مؤنث ادنى ، تستعمل تارة بمعنى : الأقرب زماناً أو مكاناً ، ويقابله الأبعد ، وأخرى بمعنى : الأرذل والأخس ، ويقابله الخير ، وثالثة بمعنى الأقل ويقابله : الأكثر. والكلمة تطلق بمعانيها على هذه الدنيا في مقابل الآخرة ، فإنها الأقرب وجوداً والأرذل جوهراً قيمةً ، والأقل كماً وكيفاً.

وقد استعمل في الكتاب الكريم في كل من المعاني.

والدنيا المصطلح عليها عند الشرع وأهله لها إطلاقات ثلاثة :

أحدها : الدنيا المستعملة مطلقة في مقابل الآخرة ، وهي : عبارة عن كل ما يرتبط بالانسان وله مساس به قبل موته في هذا العالم مما هو في داخل وجوده : كتصوراته وتصديقاته وأقواله وأفعاله ، ومما هو خارج عنه متأصلاً كان ، كمآكله وملابسه ومسكانه ، أو غير متأصل ، كمناصبه وولاياته ونحوها ، وتقابله الآخرة

٢٠٧

على نحو الاطلاق ، وهي : العالم المحيط به بعد موته.

وثانيها : الدنيا المذمومة ، وهي أخص من الأولى ، فإنها عبارة عنها ، أو عن بعض مصاديقها مع انطباق بعض العناوين عليها وعروض بعض الحالات والإضافات لها كما ستعرف.

وثالثها : الدنيا الممدوحة ، وسيأتي ذكرها في ضمن الروايات. والكلام هنا في القسم الثاني ، وهو : الدنيا التي نطق الكتاب الكريم بذمها وتحقيرها ، وحثت النصوص المتواترة على تركها والإعراض عنها. وهذا القسم يشمل جميع ما يتعلق بالانسان من تنعّماته وانتفاعاته ، وما يسعى في تحصيله من علومه وفنونه ومناصبه ، وما يحصله ويعده لنفسه من أمواله وأولاده وكل ما يملكه ويدخره لينتفع به ، كل ذلك إذا حصلت من الوجه المحرم ، أو كانت مقدمة للحرام ، أو لوحظت بنحو الاصالة في الحياة ، وكانت مبلغ علم الإنسان ومنتهى همته ، فتطلق على الحياة المقرونة بجميع ذلك والمشتملة عليها حياة الدنيا ، وعلى نفس تلك الأمور عرض الحياة وزينتها ومتاعها وحطامها وما أشبهها من التعابير القرآنية.

وظواهر الكتاب والسنة بعضها مسوق لبيان حال اشتغال الإنسان بها وذم حبها ، وتزينها في القلب ورضا الإنسان بها ، وطمأنينته إليها وإيثارها على الآخرة وابتغائها والفرح بها واستحبابها ، أي : ترجيحها على الآخرة والإشراف بها وكونها لعباً ولهواً وتفاخراً وتكاثراً ، وغير ذلك من التعابير الكاشفة عن حالات الإنسان ونفسياته المتعلقة بها والمذمومة في الشرع.

وبعضها مسوق لبيان ما يرجع إلى حال نفس أعراضها وأمتعتها. وأنها حقيرة صغيرة ، وأنها غرارة ملهية فانية زائلة ، وأنها تنفد ولا تبقى ، وأنها متاع قليل ، ونحو ذلك من التعابير ، فمن الطائفة الاولى قوله تعالى :( زين للناس حب

٢٠٨

الشهوات ) (١) أي : زين نفس شهوات الدنيا ومشتهياتها ، وقال :( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ) (٢) أي : نفس الحياة أو ما يقارنها مما عرفت آنفاً ، وقال :( ومن كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء ) (٤) وقال :( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ) (٥) وقال :( ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ) (٦) وقال :( وفرحوا بالحياة الدنيا ) (٧) وقال :( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا ) (٨) وقال :( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة ) (٩) وقال :( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ) (١٠) .

ومن الطائفة الثانية قوله :( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) (١١) وقال تعالى في توضيح مشتهيات الدنيا من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث :( ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) (١٢) وقال :( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما

__________________

١ ـ آل عمران : ١٤.

٢ ـ البقرة : ٢١٢.

٣ ـ آل عمران : ١٥٢.

٤ ـ الإسراء : ١٨.

٥ ـ الشورى : ٢٠.

٦ ـ يونس : ٧.

٧ ـ رعد : ٢٦.

٨ ـ النازعات : ٣٧ ـ ٣٨.

٩ ـ النحل : ١٠٧.

١٠ ـ الحديد : ٢٠.

١١ ـ التوبة : ٣٨.

١٢ ـ آل عمران : ١٤.

٢٠٩

عند الله خير ) (١) وغير ذلك من الآيات.

وورد في النصوص : أن حب الدنيا رأس كل خطيئة(٢) ، فالشقاء والشرور والخطايا والمفاسد كلها مطوية تحت عنوان الدنيا ، وذمائم الخصال ورذائلها محوية في صفة حبّها والميل إليها.

وأنه : ما فتح الله على عبد باباً من أمر الدنيا إلا فتح عليه من الحرص مثله. وأن(٣) من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه جعل الله الفقر بين عينيه(٤) ( أي : كلما صرف همه وعمره في تحصيلها زاده الله حرصاً وحاجة وفقرا ).

وأن : أبعد ما يكون العبد من الله إذا لم يهمه إلا بطنه وفرجه(٥) .

وأن : من كثر اشتباكه بالدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها(٦) .

وأن للدنيا شعباً منها : الكبر ، وهو : أول ما عصى الله ، والحرص ، وهو : عصيان آدم وحواء ، والحسد وهو : معصية ابن آدم(٧) .

وأن الله قال : «جعلت الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ما كان فيها لي ، وأن عبادي زهدوا في الدنيا بقدر علمهم ، وسائر الناس رغبوا فيها بقدر جهلهم ، وما من أحد عظمها فقرت عينه فيها ولا يحقرها أحد إلا انتفع بها »(٨) .

( قال المجلسيقدس‌سره : قوله : ( ملعون ما فيها إلا ما كان فيها لي ) هذا معيار كامل

__________________

١ ـ القصص : ٦٠.

٢ ـ الخصال : ص٢٥ ـ المحجة البيضاء : ج٥ ، ص٣٥٣ ـ الوافي : ج٥ ، ص٨٨٩ ـ بحار الأنوار : ج٥١ ، ص٢٥٨ وج٧٨ ، ص٥٤.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣١٩ ـ الوافي : ج٥ ، ص٨٩٦ ـ بحار الأنوار ـ ج٧٣ ، ص١٦.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣١٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٧.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣١٩ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣١٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٨.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٢٠ ـ الوافي : ج٥ ، ص٨٩٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٥٤.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣١٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٩.

٨ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣١٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢١.

٢١٠

للدنيا الملعونة وغيرها ، فكلما كان في الدنيا يوجب القرب إلى الله من المعارف والعلوم الحقة والطاعات ، وما يتوصل به إليها من المعيشة بقدر الضرورة والكفاف ، فهي من الآخرة وليست من الدنيا ، وكلما يصير سبباً للبعد عن الله والاشتغال عن ذكره ويلهي عن درجات الآخرة وكمالاتها ، وليس الغرض فيه القرب منه تعالى والوصول إلى رضاه ، فهي الدنيا الملعونة ـ انتهى. وقد عرفت من يؤيد ذلك.

وأن الشيطان يدبر ابن آدم في كل شيء ، فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته(١) . ( يدبر ، أي : يتعقبه ويمشي خلفه ، وأعياه ، أي : أعيا ابن آدم الشيطان ، وجثم له : لزم مكانه ، والمراد : أنه يقدر على إغوائه من جهة المال ).

وأن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم(٢) .

وأن مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القز كلما أزداد من القز على نفسها لفاً كان أبعد من الخروج حتى تموت غماً(٣) .

وأنه : ما ذئبان ضاريان في غنم بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المؤمن(٤) .

وأن من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال : هم لا يفنى ، وأمل لا يدرك ، ورجاء لا ينال(٥) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣١٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٢.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣١٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٣.

٣ ـ الكافي : ج٢ ص١٣٤ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣١٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٣ و٦٨.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣١٥ ـ الوافي : ج٥ ، ص٨٤٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٧٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٤.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٢٠ ـ الخصال : ص٨٨ ـ الوافي : ج٥ ، ص٨٩٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٤ وج٧٨ ، ص٢٥٠.

٢١١

وأن الدنيا دار فناء وزوال ، وأهل الدنيا أهل غفلة ، والمؤمنون هم الفقهاء ، أهل فكرة وعبرة ، لم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا ، ولم يعمهم ما رأوا من الزينة ، وأهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم معونة ، قوالون بأمر الله ، قوامون على أمر الله(١) .

وأن الدنيا مدبرة والآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا(٢) .

وأن اليوم عمل ولا حساب ، والآخرة حساب ولا عمل(٣) .

وأن من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات(٤) .

وأن من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصّره عيوب الدنيا داءها ودواءها ، وأخرجه من الدنيا سالماً إلى دار السلام(٥) .

وأن الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له ، وشهواتها يطلب من لا فهم له ، وعليها يعادي من لا علم له ، وعليها يحسد من لا فقه له ، ولها يسعى من لا يقين له(٦) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٣٦.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣١ ـ المحجة البيضاء : ج٥ ، ص٣٦٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣١٤ وج٧٣ ، ص٤٣.

٣ ـ كنز الفوائد : ج١ ، ص٢٧٩ ـ غر الحكم ودرر الكلم : ج٢ ، ص٥٠٣.

٤ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٥ ، ص٣٢٨ ـ المحجة البيضاء : ج٧ ، ص٢٨٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٧ ، ص١٧١.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٢٨ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣١٠ ـ بحار الأنوار : ج٢ ، ص٣٣ وج٧٣ ، ص٤٨.

٦ ـ الوافي : ج١ ، ص٧٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٢.

٢١٢

وأنه : إذا أراد الله بعبد خيراً زهده في الدنيا وبصره عيوبها(١) .

وأنه إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله ، وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط ، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله(٢) .

وأن في طلب الدنيا إضراراً بالآخرة ، وفي طلب الآخرة إضراراً بالدنيا ، فأضروا بالدنيا فإنها أحق بالاضرار(٣) .

وأن ملكاً ينادي كل يوم ابن آدم لد للموت واجمع للفناء وابن للخراب(٤) .

وأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مالي والدنيا ، إنما مثلي ومثلها كمثل راكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها ، ثم راح وتركها(٥) .

وأنه قال الله تعالى : يا موسى ، لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين ، ولو وكلتك إلى نفسك تنظر إليها ، إذاً لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها ، واعلم : أن كل فتنة بدؤها حب الدنيا ولا تغبط أحداً بكثرة المال ، فإن مع كثرة المال تكثر الذنوب لواجب الحقوق ، ولا برضى الناس عنه حتى تعلم أن الله راض عنه ، ولا بطاعة الناس له فإن طاعة الناس على غير الحق هلاك له ولمن اتبعه(٦) .

وأن مثل الدنيا كمثل الحية ، ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع ، يحذرها الرجل العاقل ، ويهوى إليها الصبي الجاهل(٧) .

وأن من اتقى الله رفع عقله عن أهل الدنيا ، فبدنه مع أهل الدنيا وقلبه وعقله

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣٠ ـ الوافي : ج٤ ، ص٣٩١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٥٥.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٥٦.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٦١.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٦٤.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٦٨ ـ الأنوار النعمانية : ج٣ ، ص١٠٤.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٧٣.

٧ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١١٩ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٦ ، ص١٣٨ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣١٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٧٥.

٢١٣

يعاين الآخرة ، فقذر حرامها وجانب شبهاتها(١) .

وأن الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله(٢)

وأنه : لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا أصابوا دنياهم(٣) .

وأن الدنيا دار منى لها الفناء ، ولأهلها منها الجلاء(٤) .

وأن أغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال(٥) .

وأن أعظم الناس خطراً من لم يجعل للدنيا عنده خطراً(٦) .

وأن من رمى ببصره إلى ما في يدي غيره كثر همه ولم يشف غيظه ، ومن لم يعلم أن الله عليه نعمة إلا في مطعم أو ملبس فقد قصر عمله ودنا عذابه(٧) .

وأن كل شيء تصيب من الدنيا فوق قوتك فإنما أنت فيه خازن لغيرك(٨) .

وأنه : ما الدنيا والآخرة إلا ككفتي الميزان ، فأيهما رحج ذهب بالآخر(٩) .

وأنه : ما أعطي أحد منها حفنة إلا أعطي من الحرص مثليها ، وما تعب أولياء الله في الدنيا للدنيا ، بل تعبوا في الدنيا للآخرة(١٠) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٧٥.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣٦ ـ المحجة البيضاء : ج٥ ، ص٣٦٧.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٣٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٨٠.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٦٨ وج٧٣ ، ص١١٩.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢٤ وج٧٣ ، ص٨٨.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٨٨ ـ نزهة الناظر : ص٩٤.

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٨٩ ـ دار السلام : ج٤ ، ص٢٠٨.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٠.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٢.

١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٢ و٩٣.

٢١٤

وقال المسيحعليه‌السلام : إنما الدنيا قنطرة ، فاعبروها ولا تعمروها(١) .

وأنه : من يئس مما فات أراح بدنه ، ومن قنع بما أوتي قرت عينه(٢)

وأنه : ما تنالون في الدنيا نعمة تفرحون بها إلا بفراق أخرى تكرهونها ، إنا خلقنا للبقاء لا للفناء ، ولكنكم من دار تنقلون ، فتزودوا لما أنتم صائرون إليه ، حيها بعرض موت وصحيحها بعرض سقم ، وملكها مسلوب ، وعزيزها مغلوب(٣) .

وأن من صفت له دنياه فإتهمه في دينه(٤) .

وأن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً في الآخرة(٥) .

وأنها سجن المؤمن وجنة الكافر(٦) .

وأنه : خذ من حياتك لموتك ، ومن صحتك لسقمك ، فإنه لا تدري ما اسمك غداً(٧) .

وأنها فناء وعناء ، وعبر وغير(٨) .

وأنه : كان مكتوباً في لوح اليتيمين : عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالاً بعد حال كيف يطمئن إليها؟!(٩)

__________________

١ ـ المحجة البيضاء : ج٦ ، ص١٢ ـ بحار الأنوار : ج١٤ ، ص٣١٩ وج٧٣ ، ص١١٩.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٤.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٦٦ و٩٧.

٤ ـ الأمالي : ج١ ، ص٢٨٦ ـ وسائل الشيعة : ج٢ ، ص٩١٠ وج٨ ، ص٤٨٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٨.

٥ ـ الأمالي : ج١ ، ص٣٥٦ ـ وسائل الشيعة : ج١٦ ، ص٤٠٩ وج١٧ ، ص١٤ ـ بحار الأنوار : ج٦٦ ، ص٣٣٣ وج٧٣ ، ص٩٩.

٦ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣١٦ ـ بحار الأنوار : ج٦٧ ، ص٨٠ وج٦٨ ، ص٢٢١ ـ مرآة العقول : ج٧ ، ص٣.

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٩.

٨ ـ الأمالي : ج٢ ، ص٥٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٩ وج٧٨ ، ص٢٢.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٩٤ و١٠٢.

٢١٥

وأنه : لا يجد ريح الجنة جعظري ، وهو : الذي لا يشبع من الدنيا(١) .

وأن الكاظم ٧ قال عند رؤية قبر : إن شيئاً كان هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله. وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره(٢) .

وأن من عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار(٣) .

وأن المسجون : من سجنته دنياه عن آخرته(٤) .

وأن آخر نبي يدخل الجنة سليمان بن داودعليه‌السلام ، وذلك لما أعطي في الدنيا(٥) .

وأنها قد أصبحت كالعروس المجلوة ، والقلوب إليها تائقة ، وهي لأزواجها كلهم قاتلة ، فلا الباقي بالماضي معتبر ، ولا الآخر بسوء أثرها على الأول مزدجر ، ولا اللبيب فيها بالتجارب منتفع ، والناس لها طالبان : طالب ظفر بها فاغتر ، وآخر لم يظفر بحاجته ففارقها بغرته وأسفه ، فارتحلا جميعاً بغير زاد ، والسار فيها غار ، والنافع فيها ضار ، ولو كان خالقها لم يخبر عنها ولم يأمر بالزهد عنها لكانت وقائعها وفجائعها قد أنبهت النائم ، وكيف وقد جاء عنها من الله زاجر؟! وقد صغرها الله أن يجعل خيرها ثواباً للمطيعين وعقوبتها عقاباً للعاصين(٦) .

ومما يدل على دناءتها : أن الله زواها عن أوليائه اختياراً ، وبسطها لأعدائه اختباراً ، والله لو أنها كانت سهل المنال بلا تعب ونصب غير أن ما أخذ منها لزمه

__________________

١ ـ الصافي : ج٥ ، ص٢١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٠٣.

٢ ـ معاني الأخبار : ص٣٤٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٣١٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٠٣ وج٧٨ ص٣٢٠.

٣ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٨٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٠٣.

٤ ـ الوافي : ج٤ ، ص٢٦ ـ بحار الأنوار : ج٦٧ ، ص٨١ وج٧٣ ، ص١٠٥ ـ مرآة العقول : ج٧ ، ص٣.

٥ ـ بحار الأنوار : ج١٤ ، ص٧٤ وج٧٣ ، ص١٠٧.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٠٨ إلى ١١٠.

٢١٦

حق الله والشكر عليه والمحاسبة به ، لكان يحق على العاقل أن لا يتناول منها إلا قوته خوفاً من السؤال والعجز عن الشكر ، فكيف بمن تجشم في طلبها؟(١)

وأنه : أنزل الساعة الماضية من الدنيا والساعة التي أنت فيها منزلة الضيفين نزلا بك فظعن الراحل عنك بذّمة إياك فإحسانك إلى الثاوي يمحو إساءتك إلى الماضي(٢) .

وأنه : ما الدنيا في جنب الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع؟(٣) .

وأن الدنيا دار ما أخذه الناس منها لها ، أخرجوا منها وحوسبوا عليه ، وما أخذوه منها لغيرها قدموا عليه وأقاموا فيه(٤) .

وأن من أبصر بها بصرته ، ومن أبصر إليها أعمته(٥) .

وأن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة ، ومرارة الآخرة حلاوة الدنيا(٦) .

وأنه : لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل يزداد كل يوم إحساناً ، ورجل يتدراك سيّئته بتوبةٍ(٧) .

وأن مثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان ، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى(٨) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١١٠ و١١١.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١١٢.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١١٩.

٤ ـ نفس المصدر السابق.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٠ ـ مجمع البحرين : ج٣ ، ص٢٢٥.

٦ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٢٥١ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٣ ، ص٣٩٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١١٩ وج٨٢ ، ص١٤٤.

٧ ـ الخصال : ص٤١ ـ بحار الأنوار : ج٢ ، ص٢٦٣ وج٢٧ ، ص١٦٧ ـ نور الثقلين : ج٢ ، ص٢٦١.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٢.

٢١٧

وأنهما عدوّان متفاوتان فمن أحب الدنيا أبغض الآخرة وأنّهما بمنزلة المشرق والمغرب والماشي بينهما كلما قرب من واحد بعد من الآخر(١) .

وأنها دار هانت على ربها ، فخلط خيرها بشرها وحلوها بمرها لم يرضها لأوليائه ولم يضنّ بها على أعدائه(٢) .

وأن يومك جملك ، إذا أخذت برأسه أتاك ذنبه(٣) .

وأنه لا تدخل في الدنيا دخولاً يضر بآخرتك ، ولا تتركها تركاً تكون كلاً على الناس(٤) .

وأن من ازداد في الله علماً وازداد للدنيا حبّاً ازداد من الله بعداً ، وازداد الله عليه غضباً(٥) .

وأن قوله تعالى :( إن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) (٦) أكثر من ثلثي الناس(٧) .

وأن الله يعطيها من يحب ويبغض ولا يعطى دينه إلا من يحب(٨) .

وأن أهلها كركب يسار بهم وهم نيام(٩) .

وأنها دار ممر إلى دار مقر(١٠) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٩.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٣.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٤.

٤ ـ نفس المصدر السابق.

٥ ـ نفس المصدر السابق.

٦ ـ التوبة : ٥٨ .

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٥.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٧.

٩ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٦٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٨.

١٠ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٣٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٣٠.

٢١٨

وأن الناس أبناء الدنيا ، ولا يلام الرجل على حب أمه(١) .

وأن من هوانها على الله أن لا يعصى إلا فيها ، ولا ينال ما عنده إلا بتركها(٢) .

وأنها خلقت لغيرها ولم تخلق لنفسها(٣) .

وأن في حلالها حساب وفي حرامها عقاب(٤) .

وأن ابليس خاطب الدرهم والدينار وقال : ما أبالى من بني آدم إذا أحبوكما أن لا يعبدوا وثناً ، حسبي من بني آدم أن يحبوكما(٥) .

وأما الدنيا الممدوحة التي يمكن سلب اسم الدنيا عنها فقد عرفت أنها كلما كان من هذه الدنيا لله تعالى ، وفي طريق الوصول إلى رضاه ، ولازم ذلك أن لا يكون تحصيله وحفظه وصرفه والانتفاع به إلا عن طريق سوّغه الشرع وأباحه أو أحبه وندب إليه.

فقد ورد : أنه : قيل للصادقعليه‌السلام : إنا لنحب الدنيا ، فقال : تصنع بها ماذا؟ قال أتزوج منها وأحج بها وأنفق على عيالي وأنيل أخواني وأتصدق ، قال لي : ليس هذا من الدنيا ، هذا من الآخرة(٦) .

وأن قوله تعالى :( ولنعم دار المتقين ) (٧) أريد به الدنيا(٨) .

__________________

١ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٢ ، ص٦٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٣١.

٢ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٣٨٥ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٢ ، ص٦٢٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٣٢.

٣ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٤٦٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٣٣.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٨ ، ص٢٣ و٣٧.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٣٧.

٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٨.

٧ ـ النحل : ٣٠.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٠٧.

٢١٩

وأنه : نعم العون : الدنيا على الآخرة(١) .

وأن الدنيا ثلاثة أيام يوم مضى بما فيه ، ويوم أنت فيه ، ويوم لا تدري أنت من أهله. أما اليوم الماضي فحكيم مؤدب ، وأما اليوم الذي أنت فيه فصديق مودع ، وأما غداً فإنما في يديك منه الأمل(٢) .

وأن من المأثور عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أن الدنيا دار غنى لمن تزود منها ، مسجد أنبياء الله ، ومهبط وحيه ، ومسكن أحبائه ، ومتجر أوليائه ، إكتسبوا فيها الرحمة وربحوا منها الجنة ، فمن ذا يذم الدنيا وقد نادت بانقطاعها ومثّلث ببلائها البلاء وشوقت بسرورها إلى السرور. أيها المغرور بغرورها : متى غرتك بنفسها ، أبمصارع آبائك ، أم بمضاجع أمهاتك(٣) . والكلام الشريف طويل ، أخذنا منه شيئاً قليلاً روماً للإختصار.

__________________

١ ـ الكافي : ج٥ ، ص٧٢ ـ من لا يحضره الفقيه : ج٣ ، ص١٥٦ ـ وسائل الشيعة : ج١٢ ، ص١٧ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٢٧.

٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١١١ و١١٢ ـ مستدرك الوسائل : ج١٢ ، ص١٤٩.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص١٠٠.

٢٢٠