دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق0%

دروس في الاخلاق مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 279

دروس في الاخلاق

مؤلف: الشيخ علي المشكيني
الناشر: نشر الهادي
تصنيف:

الصفحات: 279
المشاهدات: 60951
تحميل: 5222

توضيحات:

دروس في الاخلاق
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 279 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 60951 / تحميل: 5222
الحجم الحجم الحجم
دروس في الاخلاق

دروس في الاخلاق

مؤلف:
الناشر: نشر الهادي
العربية

وأن من عرف الله خافه ، ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا(١) .

وأن الذين يقولون : نرجوا ولا يعملون يترجّحون في الأماني كذبوا ليسوا براجين(٢) .

وأن من رجا شيئاً طلبه ، ومن خاف من شيء هرب منه(٣) .

وأن من شدة العبادة الخوف من الله(٤) .

وأن حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب(٥) .

وأن المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه ، فلا يصبح ولا يمسي إلا خائفاً وإن كان محسناً ، ولا يصلحه إلا الخوف(٦) .

وأنه لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً(٧) .

وأنه لا ينال المؤمن خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه ورجائه(٨) .

وأن خير الناس عند الله أخوفهم لله(٩) .

وأن من اجتنب شهوة من مخافة الله حرم الله عليه النار(١٠) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٦٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٥٧.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٩٠.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٦٩ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص١٧٣ ـ معالم الزلفى : ج١ ، ص١٣.

٥ ـ الحقائق : ص١٦٥ ـ المحجة البيضاء : ج٧ ، ص٢٨٢ ـ نور الثقلين : ج٣ ، ص١٧٧.

٦ ـ المحجة البيضاء : ج٥ ، ص٣٥٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٧ ، ص١٦٩.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٧١ ـ الوافي : ج٤ ، ص٢٩١ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص١٧٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ، ص٣٦٥.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٨٨.

٩ ـ مستدرك الوسائل : ج١١ ، ص٢٣٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٧٨.

١٠ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٧٨.

٨١

وأنه كفى بخشية الله علماً(١) .

وأن الله تعالى قال : «وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة »(٢) .

وأن سلمان قال : أبكتني ثلاث : فراق الأحبة ، والهول عند غمرات الموت ، والوقوف بين يدي رب العالمين(٣) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٧٩.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ المحاسن : ص٦٣ ـ الخصال : ص٣٢٦ ـ بحار الأنوار ، ج٢٢ ، ص٣٦٠ و ج٧٠ ، ص٣٨٦ و ج٧١ ، ص٢٦٦ و ج٧٣ ، ص٩٤ و ج٧٨ ، ص٤٥٤.

٨٢

الدرس الثاني عشر

في حسن الظن بالله تعالى

حسن الظن بالله ملازم لرجائه ، أو هو علة لتحققه ، وقد ذكر مدحه في النصوص ، ووردت في حسنه ولزوم تحصيله الحثوث ، وذلك لئلا يغلب على المؤمن حالة الخوف فيترجّح على رجائه ، أو يحصل له اليأس من روح الله لكثرة ما أوعد الله في كتابه من العذاب والنار على الكافرين والعاصين مع الغفلة عما وعده تعالى في كتابه من الرحمة والمغفرة والجنة للمؤمنين المطيعين أو يحصل له ذلك من وساوس الخناس ، من الجنة والناس.

ويمكن أن يكون ذلك إرشاداً إلى حسن غلبة حالة الرجاء على الخوف ، لأن الله سبقت رحمته غضبه وعفوه عقابه ، وسيأتي ما يظهر منه الأمر.

وقد ورد في آيات من الكتاب الكريم ، كقوله تعالى في ذم كل منافق :( الظانين بالله ظن السوء ) (١) وقوله فيهم أيضاً :( ويظنون بالله غير الحق ظن

__________________

١ ـ الفتح : ٦.

٨٣

الجاهلية ) (١) . وفي الآيتين توضيح للمنافقين بأنهم ظنوا أن الله لا ينصر رسوله فاللازم للانسان أن يظن بالله ما يناسب مقامه تعالى. وقوله تعالى :( نبّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) (٢) وقوله تعالى :( إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) (٣) ففي الآيتين إرشاد إلى لزوم الرجاء وحسن الظن. وقوله تعالى :( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع ) (٤) أي : فليعلق حبلاً بسقف بيته وسماء داره وليجعله على عنقه ليقطع نفسه. والآية تنهى عن قطع الرجاء وترك حسن الظن. وقوله تعالى :( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) (٥) فتوصيف الرب بالكرم تلقين للانسان أن يقول : غرني كرمك يا رب ففيه حث على تحسين الظن بالكريم تعالى.

وورد في النصوص أنه ، أحسن الظن بالله فإن الله يقول : «أنا عند حسن ظن عبدي المؤمن بي إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً »(٦) .

وأن حسن الظن بالله أن لا ترجوا إلا الله ، ولا تخاف إلا ذنبك(٧) .

وأنه ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له(٨) .

وأنه لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظنه ، لأنه يستحي أن يكون عبده قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه ، فيجب حسن الظن بالله

__________________

١ ـ آل عمران : ١٥٤.

٢ ـ الحجر : ٤٩.

٣ ـ الرعد : ٦.

٤ ـ الحج : ١٥.

٥ ـ الانفطار : ٦.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٧٢ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٦٦.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٧٢ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص١٨١ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص٣٦٧ ـ نور الثقلين : ج٥ ، ص٩١.

٨ ـ بحار الأنوار ، ج٦ ، ص٢٨ و ج٧٠ ، ص٣٩٩.

٨٤

والرغبة إليه(١) . وفي منظومة المحقق بحر العلوم في حكم المحتضر :

وليحسن الظن بربًّ ذي منن

فإنه في ظن عبده الحسن

__________________

١ ـ رياض السالكين : ج٢ ، ص٤٧٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٧٢.

٨٥

٨٦

الدرس الثالث عشر

في الصّدق ووجوبه وموارد استثنائه

الصدق في اللغة : المطابقة ويقابله الكذب وهو : اللا مطابقة. وكثر استعماله في مطابقة الكلام الإخباري للمخبر به ، أو لاعتقاد المخبر أو لكليهما ، بل قد قيل : إن هذا هو معناه الحقيقي وغيره مجاز ، ويستعمل الصدق في الاعتقاد المطابق للواقع وفي الفعل الموافق للقول ، وفي كل فعل خارجي إذا وقع على النحو الذي يترقب ويليق. فيقال : صدق في ظنه ، وصدق في وعده ، وصدق في قتاله وعطائه.

والصديق : كثير الصدق أو من لم يكذب قط ، أو من لا يقدر على الكذب إلا بعسر ؛ لاعتياده بالصدق. والصديقون : قوم من الناس يتلون تلو الأنبياء كما قيل. والمراد بالبحث هنا : الصدق في الكلام أو ملكة الصدق فيه. ويقع الكلام في غيره أيضاً بالمناسبة.

٨٧

وقد ورد في الكتاب الكريم أن( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ) (١) أي : صدقهم فيما اعتقدوا وتكلموا وعملوا. وقال تعالى :( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) (٢) وهذا صدق في العمل على طبق العهد.

وورد في النصوص : أن الله لم يبعث نبياً إلا بصدق الحديث وأداء الأمانة ،(٣) أي : كان النبي المبعوث متلبساً بالصدق في كلامه ، أو أن وجوب الصدق في الحديث كان من أحكام شريعته.

وورد أنه : لا تغتروا بصلاة الرجل وصيامه حتى تختبروه بصدق الحديث(٤) .

وأن : من صدق لسانه زكى عمله(٥) .

وأنه : يجب تعلم الصدق قبل الحديث ،(٦) أي : قبل مطلق الكلام ، أو قبل نقل الرواية عن أهل البيت :.

وأن علياًعليه‌السلام بلغ ما بلغ به عند النبي الأعظم بصدق الحديث(٧) . فيجب على كل أحد أن يلتزم به.

وأن الصادق في القول أول من يصدقه الله تعالى حيث يعلم أنه صادق ، ثم

__________________

١ ـ المائدة : ١١٩.

٢ ـ الأحزاب : ٢٣.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٤ ـ وسائل الشيعة : ج١٣ ، ص٢٢٣ ـ بحار الأنوار : ج١١ ، ص٦٧ و ج٧١ ، ص٢ و ج٧٥ ، ص١١٦.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٤ ـ الوافي : ج٤ ، ص٤٢٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٢.

٥ ـ الكافي : ج٨ ، ص٢١٩ ـ الخصال : ص٨٨ ـ بحار الأنوار : ج٦٩ ، ص٣٨٥ و ج٧١ ، ص٣ و ج١٠٣ ، ص٢٢٥.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٤ ـ وسائل الشيعة : ج٨ ص٥١٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٥.

٨٨

تصدقه نفسه فيعلم أنه صادق(١) .

وأن الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقاً ،(٢) أي : من الصادقين.

وأن زينة الحديث الصدق(٣) .

وأن الأحسن من الصدق : قائله(٤) .

وأنه : ألزموا الصدق فإنه منجاة(٥) .

وأنه : ثلاث يقبح فيهن الصدق : النميمة ، وإخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه ، وتكذيبك الرجل عن الخبر(٦) .

وأن المسلم إذا سئل عن مسلم فصدق وأدخل على ذلك المسلم مضرّةً كتب من الكاذبين ، وإذا كذب فأدخل عليه منفعة كتب عند الله من الصادقين(٧) .

وأنه : يحرم الصدق ويجب الكذب عند التقية ، وقد ذكر في بابها.

__________________

١ ـ نفس المصدر السابق.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص١٠٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٦ ـ مستدرك الوسائل : ج٨ ، ص٤٥٦.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٩ و ١٧.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٩.

٥ ـ نفس المصدر السابق.

٦ ـ نفس المصدر السابق.

٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص١١.

٨٩

٩٠

الدرس الرابع عشر

في الشكر

الشكر في اللغة : الثناء ، يقال : شكرته أو شكرت له ، أي : أثنيت عليه. أو هو بمعنى : الكشف ؛ لأنه مقلوب كشر بمعنى : كشف ، والمراد هنا : مقابلة نعمة المنعم بالنية أو القول أو الفعل ، ومعنى الأول : القصد إلى تعظيم صاحبها وتمجيده وتحميده ويلازم ذلك عرفانه بذاته وصفاته ومقامه والتفكر في علل إنعامه وإحسانه ليعرف كيفية شكره ومقدار ما يجب عليه عقلاً من مقابلة نعمته والعزم على القيام بذلك مهما تيسر.

ومعنى الثاني : إظهار ذلك بلسانه بما يناسب مقام المنعم ومقدار النعمة.

ومعنى الثالث : إستعمال ما وصل إليه من النعمة فيما أراده المنعم ، إن علم كون البذل لغرض خاص أو اشترط عليه مصرفاً معيناً. وأن لا يصرفها في خلاف رضاه أو في مخالفته ومضادته. هذا في الشكر بنحو الإطلاق ، وأما شكر المنعم تعالى فهو من أوجب الواجبات العقلية ، ولا يمكن الإتيان بشيء من شكر نعمه تعالى إلا

٩١

بصرف نعم كثيرة أخرى منه تعالى ، فإن جميع أسباب القيام بالشكر : من العقل والقلب واللسان والجوارح كلها نعم مبذولة من ناحيته تعالى ، والأفعال الصادرة بها أيضاً تصدر بنصرته وإمداده.

فكلما قال الشاكر : لك الشكر احتاج ذلك إلى شكر. وكلما قال : لك الحمد وجب أن يقول كذلك : لك الحمد. وعلى هذا فحقيقة الشكر تنتهي إلى العجز عن الشكر ، ويكون آخر مراتب الشكر هو الاعتراف بالعجز عن الشكر ، فقد ورد : أن الله أوحى إلى موسى « أشكرني حق شكري ، فقال : يا رب كيف ذلك وليس من شكر إلا وأنت أنعمت به عليّ ، فقال : الآن شكرتني حين علمت ذلك »(١) .

وفي الباب آيات ونصوص : فقد ورد في الذكر الحكيم قوله تعالى :( واشكروا لي ولا تكفرون ) (٢) وقوله تعالى :( فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ) (٣) وقوله تعالى :( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) (٤) وقوله تعالى :( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) (٥) .

وورد : أن إبراهيم( كان شاكراً لأنعمه ) (٦) .

وأن نوحاً( كان عبداً شكوراً ) (٧) .

وأنه( من شكر فإنما يشكر لنفسه ) (٨) .

__________________

١ ـ الوافي : ج٤ ، ص٣٥٠ ـ بحار الأنوار : ج١٣ ، ص٣٥١ ـ نور الثقلين : ج٤ ، ص٢٠١.

٢ ـ البقرة : ١٥٢.

٣ ـ الأعراف : ٦٩.

٤ ـ ابراهيم : ٧.

٥ ـ ابراهيم : ٣٤ والنحل : ١٨.

٦ ـ النحل : ١٢١.

٧ ـ الإسراء : ٣.

٨ ـ النمل : ٤٠.

٩٢

وأن الله أسبغ نعمه على الناس ظاهرة وباطنة ،(١) ليأكلوا من رزق ربهم ويشكروا له(٢) .

وأنه :( إن تشكروا يرضه لكم ) (٣) .

وفي النصوص الواردة : الطاعم الشاكر أجره كأجر الصائم المحتسب(٤) ( والمحتسب : الذي يأتي بعمله لوجه الله )

وما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزيادة(٥) .

وقالت عائشة : يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفلا أكون عبداً شكوراً؟(٦) .

وفي التوراة مكتوب : أشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنه لا زوال للنعماء إذا شكرت ، ولا بقاء لها إذا كفرت. والشكر زيادة في النعم وأمان من الغير(٧) .

والمعافي الشاكر له من الأجر ما للمبتلى الصابر. والمعطي الشاكر له من الأجر كالمحروم القانع(٨) .

وقوله تعالى :( وأما بنعمة ربك فحدث ) (٩) معناه : حدث بما أعطاك الله

__________________

١ ـ وهذا مضمون الآية الشريفة رقمها ٢٠ من سورة لقمان.

٢ ـ هذا مضمون الآية الشريفة رقمها ١٥ من سورة سبأ.

٣ ـ الزمر : ٧.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٢٢.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٤ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٥٤٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٢٢ و ٤١.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٢٤ ـ المحجة البيضاء : ج٢ ، ص٣٨٩ ـ مستدرك الوسائل : ج١١ ، ص٢٤٧.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٢٨.

٨ ـ نفس المصدر السابق.

٩ ـ الضحى : ١١.

٩٣

ورزقك وأحسن اليك وهداك ،(١) وهذا خطاب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولجميع أمته.

وحد الشكر الذي إذا فعله العبد كان شاكراً أن يحمد على كل نعمة في أهل ومال يؤدى كل حق في المال(٢) .

ومن حمد الله على النعمة فقد شكرها وكان الحمد أفضل من تلك النعمة وأعظم وأوزن(٣) ( أي : التوفيق على الحمد نعمة أخرى أفضل من الأولى ).

وما أنعم الله على عبد نعمة صغرت أو كبرت فقال : الحمد لله إلا أدى شكرها(٤) .

ومن عرفها بقلبه فقد أدى شكرها ،(٥) أي : عرف منعمها وقدرها.

وسعة الدنيا وتتابع النعم على الإنسان لا يكون إستدراجاً مع الحمد(٦) .

وإذا ورد على الإنسان أمر يسره فليقل : الحمد لله على هذه النعمة ، وإذا ورد أمر يغتم به فليقل : الحمد لله على كل حال(٧) .

وإذا نظرت إلى المبتلى بالمرض أو المعصية فقل في نفسك : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني بالعافية(٨) . أو فقل : اللهم لا أسخر ولا أفخر ، ولكن أحمدك عظيم نعمائك عليّ(٩) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٢٩.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٢٩.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣١.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٢ ـ نور الثقلين : ج١ ، ص١٥.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ٣٢.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ٣٢.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٧ ـ الامالي : ج١ ، ص٤٩ ـ وسائل الشيعة : ج٢ ، ص٨٩٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٣ و ٤٧ و ج٩٣ ، ص٢١٤.

٨ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤.

٩ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٤.

٩٤

وينبغي أن تسجد لله عند تجدد كل نعمة سجدة(١) .

ويقول الله تعالى لعبده يوم القيامة : أشكرت فلاناً؟ ( واسطة النعمة ) فيقول : بل شكرتك ، فيقول : لم تشكرني إذ لم تشكره ، فأشكركم لله أشكركم للناس(٢) .

ومن لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله(٣) .

ولا يضر للانسان شيء مع الشكر عند النعمة(٤) .

ومن أعطى الشكر أعطي الزيادة(٥) لقوله تعالى :( لئن شكرتم لأزيدنك ) (٦) .

وما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله بلسانه إلا أمر له بالمزيد ولا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد(٧) .

وأعظم شكر النعمة اجتناب المحارم(٨) .

وكل نعمة إذا لم تشكر تصير وبالاً(٩) .

ومن احتمل الجفاء ولم ينكره ولم يبغضه لم يشكر النعمة(١٠) .

وإذا رأى الإنسان صرف البلاء عنه فعليه الشكر له(١١) .

__________________

١ ـ تلخيص الخلاف : ج١ ، ص١٤٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٥.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٣٨.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٤.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٠.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٥ ـ الوافي : ج٤ ، ص٣٤٦ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٠.

٦ ـ ابراهيم : ٧.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٥ ـ الوافي : ج٤ ، ص٣٤٦ ـ وسائل الشيعة : ج٤ ، ص١١٩٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٠ و ٥٢.

٨ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٠.

٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤١.

١٠ ـ الخصال : ص١١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٢.

١١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٣.

٩٥

وكل نعمة قصر العبد عن شكره فللّه عليه حجة فيه(١) .

ومن أتي إليه معروف فليكافئ ، فإن عجز فليثن به ، وإن كل لسانه فليعرفه وليحب المنعم ، وإلا كفر النعمة(٢) .

ويجب إحسان جوار النعم مخافة أن تنتقل إلى الغير ، وإذا انتقلت تشهد على صاحبها بما عمل فيها ولم ترجع فإنه قل ما أدبر شيء فأقبل(٣) .

ومن لم يعلم فضل نعم الله إلا في مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودنا عذابه(٤) .

والشكر يدفع العذاب(٥) لقوله تعالى :( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) (٦) .

وضغطة القبر كفارة من تضييع النعم(٧) .

وعليك في كل نفس من أنفاسك شكر(٨) . وأدناه أن لا تعصي المنعم ولا تخالفه بنعمته.

ونعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر(٩) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٦.

٢ ـ مجمع الفائده والبرهان : ج٤ ، ص٢٨٩ ـ مجمع البحرين : ج١ ، ص٧٦.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٧.

٤ ـ الامالي : ج٢ ، ص١٠٥ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص١٩ وج٧١ ، ص٤٩.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٤٩.

٦ ـ النساء : ١٤٧.

٧ ـ الامالي : ج١ ، ص٤٣٤ ـ ثواب الاعمال : ص٢٣٤ ـ علل الشرائع : ص٣٠٩ ـ بحار الأنوار : ج٦ ، ص٢٢١ و ج٧١ ، ص٥٠.

٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٥٢.

٩ ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج٦ ، ص١٧٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٥٣ وج٨٧ ، ص٣٦٥.

٩٦

الدرس الخامس عشر

في الصبر

عرفه المحقق الطوسيقدس‌سره بأنه : حبس النفس عن الجزع عند المكروه. وعرفه الراغب في مفرداته بأنه : الامساك في ضيق ، يقال : صبرت الدابة : حبستها بلا علف ، والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع ـ انتهى.

والأولى تعريفه بأنه : ملكة قوة وصلابة في النفس تفيد عدم تأثرها عند المكاره ، وعدم تسليمها للأهواء ، ويسهل عليها القيام بما يقتضيه العقل ويطلبه الشرع ، فيسهل للصابر حبس النفس عند المصائب عن إضطراب القلب وشكاية اللسان وحركات الأعظاء على خلاف ما ينبغي. وعند المحرمات والشهوات عن الوقوع في العصيان ، وعند الفرائض حملها على الطاعة والانقياد. وعلى هذا يدخل تحتها عدة من الصفات وتكون من مصاديقها : كالشجاعة في الحروب ، ويضادها الجبن ، وقوة الكتمان ويضادها الإذاعة ، والتقوى عن المحارم ويضادها الفسق. والجود عن النفس والمال ويضادها البخل ، وهكذا.

٩٧

وتحصل هذه القوة بالممارسة على الأمور الشاقة ، وحمل النفس عليها عملاً بقضاء العقل وحكم الشرع ، وأكثر موارد استعماله في الكتاب والسنة هو الصبر على المكاره وإن لم يكن في غيره أيضاً قليلاً.

فقد ورد في الكتاب العظيم قوله تعالى :( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) (١) و( اصبروا وصابروا ) (٢) ( فاصبر على ما يقولون ) (٣) ( فاصبر إن وعد الله حق ) (٤) ( ولربك فاصبر ) (٥) ( فاصبر لحكم ربك ) (٦) ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) (٧) ( وتواصوا بالصبر ) (٨) ( استعينوا بالصبر ) (٩) ( وبشرّ الصابرين ) (١٠) ( والله يحب الصابرين ) (١١) ( إن الله مع الصابرين ) (١٢) ( إني جزيتهم اليوم بما صبروا ) (١٣) ( ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) (١٤) ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) (١٥) ( ونعم أجر العاملين الذين صبروا ) (١٦)

__________________

١ ـ لقمان : ١٧.

٢ ـ آل عمران : ٢٠٠.

٣ ـ ق : ٣٩.

٤ ـ غافر : ٥٥ و٧٧ والروم : ٦٠.

٥ ـ المدثر : ٧.

٦ ـ القلم : ٤٨.

٧ ـ النحل : ١٢٧.

٨ ـ العصر : ٣.

٩ ـ البقرة : ٤٥.

١٠ ـ البقرة : ١٥٥.

١١ ـ آل عمران : ١٤٦.

١٢ ـ البقرة : ١٥٣.

١٣ ـ المؤمنون : ١١١.

١٤ ـ النحل : ٩٦.

١٥ ـ الفرقان : ٧٥.

١٦ ـ العنكبوت : ٥٨.

٩٨

( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) (١) . وغير ذلك من الآيات الشريفة.

وورد في النصوص : عليك بالصبر في جميع أمورك ، فإن الله بعث محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله فأمره بالصبر ، فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فأنزل الله :( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) (٢) فصبر في جميع أحواله حتى قاتل أعداءه ، فقتلهم الله على أيدي رسول الله وأحبائه ، وجعله ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة فمن صبر واحتسب ، لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله عينه في أعدائه(٣) .

والصبر رأس الإيمان ، فلا إيمان لمن لا صبر له(٤) .

والحرّ حرّ في جميع أحواله ، إن نابته نائبة صبر لها ، وإن تتراكب عليه المصائب لم تكسره ، كما صبر يوسف الصديق فجعل الله الجبار العاتي عبداً له. فالصبر يعقب خيراً ، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم بالصبر تؤجروا(٥) .

والجنة محفوفة بالمكاره فمن صبر عليها في الدنيا دخل الجنة(٦) .

والصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد. فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور(٧) .

والإنسان إن صبر على المصائب يغتبط ، وإن لا يصبر ينفذ الله مقاديره راضياً

__________________

١ ـ الإنسان : ١٢.

٢ ـ الأنعام : ٣٤.

٣ ـ الكافي : ج٢ ، ص٨٨ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٦٠ و ٦١ ـ الصافي : ج٣ ، ص١٢٤ ـ نور الثقلين : ج٥ ، ص١١٧.

٤ ـ الكافي : ج٢ ، ص٨٧ ـ وسائل الشيعة : ج٢ ، ص٩٠٣ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص١٨٣ و ج٧١ ، ص٦٧ و٩٢.

٥ ـ الكافي : ج٢ ، ص٨٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٦٩ ـ مجمع البحرين : ج٢ ، ص١٧٧.

٦ ـ الكافي : ج٢ ، ص٨٩ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٤٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٧٢.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٧٣.

٩٩

كان أم كارهاً(١) .

والصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة حسن جميل ، وأحسن منه الصبر على الطاعة ، وأحسن من ذلك ، الصبر على المعصية والوقوف عند ما حرم الله عليك(٢) .

وإذا فسد الزمان فصبر المؤمن على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وعلى البغضة وهو يقدر على المحبة ، وعلى الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقاً ممن صدق به(٣) .

وقد عجز من لم يعد لكل بلاء صبراً(٤) .

ولا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان(٥) .

ومن لم ينجه الصبر أهلكه الجزع(٦) .

وقال مولانا السجاد للباقرعليهما‌السلام حين وفاته : أوصيك بما أوصاني به أبي : إصبر على الحق وإن كان مراً(٧) .

والله إذا أخذ من عبده نعمة قسراً فصبر أعطاه الله ثلاثاً لو أعطى واحدة منها ملائكته لرضوا(٨) ، وذلك قوله تعالى :( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) (٩) .

__________________

١ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٠ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٧٤.

٢ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩١ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص١٨٧ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٧٧ وج٧٨ ، ص٤٣ وج٨٢ ، ص١٣٩.

٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٩٣.

٤ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٩٤ ـ مستدرك الوسائل : ج٢ ، ص٤٢٣.

٥ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٩٥ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٥٣.

٦ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٨٩ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٠٩ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٩٦ وج٨٢ ، ص١٣٤.

٧ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩١ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٧٦.

٨ ـ الكافي : ج٢ ، ص٩٣ ـ بحار الأنوار : ج٧١ ، ص٧٩.

٩ ـ البقرة : ١٥٧.

١٠٠