آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم0%

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 250

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد مرتضى الرضوي
تصنيف: الصفحات: 250
المشاهدات: 18244
تحميل: 4988

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 250 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 18244 / تحميل: 4988
الحجم الحجم الحجم
آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كان الإسلام تأثَّموا (1) مِن التجارة فأنزل الله: (ليس عليكم جناح في مواسم الحج) (2) .

قرأ ابن عباس كذا. (صحيح البخاري: 2/11 باب الأسواق التي كانت في الجاهلية، فتبايع بهم الناس في الإسلام، تفسير الطبري: 2/166 الطبعة الأُولى ببولاق مصر).

* * *

قوله تعالى: ( ... مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ... )

قال السيوطي في تفسير قوله تعالى: ( ... مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ... ) :

أخرج عبيد بن حميد، وابن الأنباري في المصاحف عن الشعبي قال:

في قراءة أُبي بن كعب : مثل نور المؤمن كمشكاة.

وأخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله:

( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ... ) .

يقول: مثل نور مَن آمن بالله كمشكاة.

قال: وهي النقرة يعني: الكوَّة.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس مثل نوره قال:

هي خطأ مِن الكاتب:

هو أعظم مِن أنْ يكون نوره مثل نور المشكاة.

قال:

____________________

(1) قال ابن الأثير: وفي حديث معاذ: (فأخبر بها عند موته تأثُّماً) أي تجنُّباً للإثم، يُقال: تأثَّم فلان إذا فعل فعلاً خرج به مِن الإثم، كما يُقال: تحرَّج إذا فعل ما يخرج به مِن الحرج.

النهاية في غريب الحديث والأثر: 1/24.

(2) قال الطبري: فأنزل الله (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً مِن ربِّكم في مواسم الحجِّ) .

٢٠١

مثل نور المؤمن كمشكاة.

(الدر المنثور: 5/48).

* * *

( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً... )

قرأ أُبيُّ بن كعب:

ولا تقربوا الزنى إنَّه كان فاحشة، ومقتاً وساء سبيلاً، إلاَّ مَن تاب فإنَّ الله كان غفوراً رحيماً.

فذكر لعمر فأتاه فسأله عنها فقال: أخذتها مِن في رسول الله (صلّى الله عليه وسلم)، وليس لك عمل إلاَّ الصفق بالبقيع. (أخرجه المتَّقي الهندي في منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد: 2/43 طبعة مصر).

( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا... )

أخرج سعيد بن منصور، وأحمد، والبخاري في تاريخه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أشته، وابن الأنباري معاً في (المصاحف)، والدار قطني في (الإفراد)، والحاكم وصحَّحه، وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنَّه سأل عائشة:

كيف كان رسول الله يقرأ هذه الآية؟:

والذين يؤتون ما أتوا، أو الذين يؤتون ما آتوا.

فقالت: أيَّتهما أحبُّ إليك؟!

قلت: والذي نفسي بيده، لأحداهما أحبُّ إليَّ مِن الدنيا جميعاً.

قالت: أيُّهما؟

قلت: الذين يؤتون ما أتوا.

فقالت: أشهد أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) كذلك كان

٢٠٢

يقرأها، وكذلك أُنزلت، ولكنَّ الهجَّاء حرَّف. (الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور: 5/12).

(وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب)

قال الحافظ السيوطي:

وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عساكر، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنّه كان يقرأ هذا الحرف:

(وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ بن أبي طالب) .

(الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور: 5/192).

(وسل مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا)

قال الحاكم النيسابوري:

حدَّثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ، قال: حدَّثنا عبد الله بن محمد بن غزوان، قال: حدَّثنا محمد بن فضيل، قال: حدَّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله، قال: قال النبي (صلّى الله عليه وسلم): يا عبد الله، أتاني مَلك فقال: يا محمد، وسل (1) مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا على ما بعثوا؟) .

قال: على ولايتك، وولاية عليّ بن أبي طالب.

قال الحاكم: تفرَّد به علي بن جابر عن محمد بن خالد، عن محمد بن فضيل، ولم نكتبه إلاَّ عن (ابن) مظفر، وهو عندنا حافظ ثقة مأمون.

____________________

(1) وفي القرآن الكريم في سورة الزخرف آية 45 ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا... ) .

(2) معرفة علوم الحديث ص 96 طبع المكتب التجاري بيروت.

٢٠٣

(يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون)

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال:

كنَّا نقرأ سورة نُشبِّهها بإحدى المسبِّحات ما نسيناها، غير أنِّي حفظت منها:

يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون، فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة. (انظر: الدر المنثور في التفسير بالمأثور: 1/105، 6/386 طبعة مصر).

وأخرج مسلم، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في الدلائل كما في (الدرُّ المنثور) عن أبي موسى الأشعري قال:

كنَّا نقرأ سورة نُشبِّهها في الطول، والشدَّة ببراءة، فأنسيتها غير أنِّي حفظت منها...

وكنَّا نقرأ سورة نُشبِّهها بإحدى المسبِّحات أوّلها:

(سبَّح لله ما في السَّموات والأرض) فأنسانيها، غير أنِّي حفظت منها:

(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. (الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور: 1/105).

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... )

قال العلاَّمة جلال الدين السيوطي:

وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري قال:

نزلت هذه الآية:

٢٠٤

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... ) (1) على رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) يوم (غدير خم) في علي بن أبي طالب (2) .

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال:

كنَّا نقرأ على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم):

يا أيُّها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك مِن ربِّك أنَّ عليّاً مولى المؤمنين، وإنْ لم تفعل فما بلَّغت رسالته، والله يعصمك من الناس (3) .

* * *

____________________

(1) سورة المائدة: الآية 67.

(2) تفسير الدرِّ المنثور: 2/298.

(3) المصدر نفسه: 2/ 298.

٢٠٥

المؤلِّف: هذه النصوص المتقدِّمة لا تهتمُّ بها الشيعة الإمامية ولا تحفل بها، وتغضُّ النّظر عنها، بلْ تُهملها ولا تنظر إليها بنظر الاعتبار؛ لصراحتها في تحريف القرآن، وإنَّ الاعتقاد بتحريف القرآن يجرُّ إلى الطعن بالقرآن، والطعن بالقرآن يجرُّ إلى الكفر، وفي إلزام الأئمَّة الاثني عشر شيعتهم على التمسُّك بهذا القرآن المتداول بأيدي المسلمين، والأخذ بما فيه وعرض أحاديثهم (عليهم السلام) عليه للأخذ بما يوافقه، والترك لما يُخالفه دليل على عدم نقصه وقوله تعالى:

( لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ... ) ، و ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) فيهما المزيد مِن الكفاية في عدم إطراء النقص، والتحريف عليه.

وأتينا بمجوعة مِن آراء علمائنا الأعلام الشيعة الإمامية مِن القرن الثالث الهجري حتَّى العصر الحاضر (القرن الخامس عشر) تُثبت عدم الزيادة والنقيصة في القرآن الكريم.

وكما أنَّنا أوردنا نصوص بعض جهابذة وأعلام أبناء السنَّة، الواردة في تحريف القرآن الكريم، نقلناها مِن صحاحهم ومسانيدهم.

ومِن أدعياء الإسلام وحثالة رجال هذا العصر، مَن ينسب أحاديث تحريف القرآن إلى الشيعة الإمامية، وهم أمثال:

الباكستاني: إحسان إلهي ظهير (1) ، والبحريني: محمد مال الله (2) ، وعبد الله محمد الغريب (3) ، وإبراهيم الجبهان (4) ، وأحمد محمد التركماني (5) .

____________________

(1) مؤلِّف: الشيعة وأهل البيت طبع بباكستان على نفقة الوهابيّين.

(2) مؤلِّف: الشيعة وتحريف القرآن طبع بالقاهرة وبيروت.

(3) مؤلِّف: وجاء دور المجوس طبع بالقاهرة عام 1981 مطبعة 14 قصر اللؤلؤة بالفجالة.

(4) مؤلِّف: تبديد الظلام وتنبيه النيام طبع الرياض، في المملكة العربية السعودية.

(5) مؤلِّف: تعريف بمذهب الشيعة الإمامية طبع الجزائر عام 1983 م.

وهذه الكتب وغيرها يقوم الوهابيون بجميع نفقات طبعها ونشرها وتوزيعها.

٢٠٦

فإنَّ هؤلاء الجهَّال ينسبون التحريف إلى الشيعة الإمامية، مع العلم أنَّ الأحاديث الواردة في التحريف التقطناها مِن صحاحهم، ومسانيدهم وتفاسيرهم، وأوردناها في هذا الكتاب ليقف عليها القارئ النبيل وليحكم (بعد الاطِّلاع الكامل، والوقوف على المصادر) على إحدى الطائفتين برأيه الثاقب.

وقال العلاَّمة المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي (طاب ثراه):

وعن الشيخ البهائي رحمه الله قال:

وما اشتهر بين الناس مِن إسقاط اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض المواضع مثل قوله تعالى:

( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... ) (في عليّ) فهو غير معتبر عند العلماء (1) .

- يقصد علماء الشيعة الإمامية -

____________________

(1) انظر مقدِّمة آلاء الرحمان ص 17 المطبوعة في أوائل تفسير شبَّر بمصر عام 1385 هـ.

٢٠٧

2

نُبَذ مِن الأحاديث الواردة

في تحريف القرآن

مُلتقطة مِن صحاح العامَّة ومسانيدهم

قال الله تعالى:

( ... وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ... )

المائدة: 13

يقول المؤلِّف:

وإلى القارئ الكريم ذكر طرف مِن المصادر، التي اعتمدت عليها أبناء السنَّة كالصحاح الستَّة، والمسانيد وغيرها مِن عصر البخاري حتَّى العصر الحاضر، والتي أوردت أحاديث تحريف القرآن فيها، ولنبدأ بصحيح البخاري لكونه أصحَّ كتاب عند أبناء السنَّة بعد كتاب الباري.

٢٠٨

٢٠٩

آية الرجم: والشيخ والشيخة إذا زنيا.

أخرج البخاري (1) : عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله قال:

حدَّثني ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كنت أُقرئ عبد الرحمان بن عوف، فلمَّا كان آخر حجَّة حجّها عمر فقال عبد الرحمان بمنى:

لو شهدت أمير المؤمنين أتاه رجل قال: إنَّ فلاناً يقول: لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلاناً (2) .

فقال عمر: لأقومنَّ العشيَّة فأُحذِّر هؤلاء الرَّهط، الذين يُريدون أنْ يغصبوهم.

قلت: لا تفعل؛ لأنَّ الموسم يجمع رعاع الناس يغلبون على

____________________

(1) هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري. ولِد ببخارى سنة (194هـ) وتوفِّي سنة (256 هـ) ولم يعقِّب ولداً ذكراً. وقال: خرَّجت كتابي هذا مِن زهاء (قدر) ستمئة ألف حديث، وما وضعت حديثاً إلاَّ وصلّيت ركعتين. وصنّفه في ستَّة عشر سنة، وسمعه منه تسعون ألف رجل. انظر: (التاج الجامع للأصول 1/15).

(2) قال ابن أبي الحديد: قال شيخنا أبو القاسم البلخي، قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ: إنَّ الرجل الذي قال:

لو قد مات عمر لبايعت فلاناً: عمار بن ياسر. انظر (شرح نهج البلاغة: 1/123 طبعة مصر).

٢١٠

مجلسك، فأخاف أنْ لا ينزلوها على وجهها فيُطار بها كلَّ مُطَّيِّر، فأمهل حتَّى تقدم المدينة دار الهجرة، ودار السنَّة فتخلص بأصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) مِن المهاجرين والأنصار فيحفظوا مقالتك، وينزلوها على وجهها.

فقال: والله، لأقومنَّ به في أوّل مقام أقومه بالمدينة.

قال ابن عباس: فقدمنا المدينة فقال:

إنَّ الله بعث محمّداً (صلّى الله عليه وسلّم) بالحق، وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل آية الرَّجم (1) .

وأخرج البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

كنت أُقرئ رجالاً مِن المهاجرين منهم: عبد الرحمان بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى، وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجَّة حجَّها، إذ رجع إليَّ عبد الرحمان بن عوف، فقال: لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين فقال:

يا أمير المؤمنين، هل لك في فلان يقول:

لو مات عمر لقد بايعت فلاناً؟! فو الله، ما كانت بيعة أبي لك إلاَّ فلتة (2) فتمَّت، فغضب عمر ثمَّ قال (3) :

____________________

(1) صحيح البخاري مشكول 4/265 باب ما ذكر النبي (صلّى الله عليه وسلم) وحضَّ على اتِّفاق أهل العلم. شرح نهج البلاغة: 1/122 طبعة مصر.

(2) قال ابن الأثير: ومنه حديث عمر (إنَّ بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرَّها) ، ومثل هذه البيعة جديرة بأنْ تكون مهيجة للشرِّ والفينة.. والفلتة كلُّ شيء فُعِل مِن غير روية. (النهاية في غريب الحديث والأثر: 3/467).

(3) وأورد ابن الأثير هذا الحديث باختلاف يسير وفيه: فقال عمر: إنِّي لقائم العشيَّة في الناس أُحذِّرهم هؤلاء الرهط الذين يُريدون أنْ يغتصبوا الناس أمرهم. انظر: (الكامل في التاريخ 2/326 ط. بيروت). و (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/123 الطبعة الأولى بمصر).

٢١١

إنِّي إنْ شاء الله لقائم العشيَّة في النَّاس فمُحذِّرهم هؤلاء الذين يُريدون أنْ يغصبوهم أمورهم.

قال عبد الرحمان: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل؛ فإنَّ الموسم يجمع رعاع النّاس، وغوغاءهم، فإنَّهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أنْ تقوم فتقول مقاله يطَّيَّرها عنك كلُّ مطَّيَّر، وأنْ لا يعوها، وأنْ لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتَّى تقدم المدينة فإنَّها دار الهجرة، والسنَّة فتخلص بأهل الفقه، وأشراف الناس فتقول ما قلت مُتمكِّناً، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها.

فقال عمر: أما والله، إنْ شاء الله لأقومنَّ بذلك في أول مقام أقومه بالمدينة.

قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجَّة، فلمَّا كان يوم الجمعة قال: عجَّلنا الرواح حين زاغت الشمس حتّى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمسُّ ركبتي ركبته فلم أنشب (1) أنْ خرج عمر بن الخطاب، فلمَّا رأيته مقبلاً قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل:

ليقولَنَّ العشيَّة مقالة لم يقلها منذ استخلف، فأنكر عليَّ وقال:

ما عسيت أنْ يقول ما لم يقل قبله، فجلس عمر على المنبر، فلمَّا سكت المؤذَّنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثمَّ قال:

أمَّا بعد: فإنِّي قائل لكم مقالة قد قُدِّر لي أنْ أقولها، لا أدري لعلَّها بين أجلي، فمَن عقلها، ووعاها، فليحدِّث بها حيث انتهت إليه

____________________

(1) نشب بعضهم في بعض: أي دخل وتعلَّق. يقال: نشب في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص منه، ولم ينشب أنْ فعل كذا: أي لم يلبث. راجع: (النهاية لابن الأثير: 5/52).

٢١٢

راحلته، ومَن خشي أنْ لا يعقلها فلا أُحلُّ لأحد أنْ يكذب عليَّ:

إنَّ الله بعث محمّداً (صلّى الله عليه وسلّم) بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان ممَّا أُنزِل آية الرجم فقرأناها، ووعيناها، رجم رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) ورجمنا بعده، فأخشى إنْ طال بالناس زمان أنْ يقول قائل: والله، ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلُّوا بترك فريضة أنزلها الله.

والرجم في كتاب الله حق على مَن زنى إذا أحصن مِن الرجال، والنساء إذا قامت البيِّنة، أو كان الحبل، أو الاعتراف.

ثمَّ إنَّا كنَّا نقرأ مِن كتاب الله:

أنْ لا ترغبوا عن آبائكم فإنَّه كفر بكم أنْ ترغبوا عن آبائكم (1) أو إنْ كفراً بكم أنْ ترغبوا عن آبائكم.

  ثمَّ إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: (لا تُطروني كما أُطري عيسى بن مريم، وقولوا: عبد الله ورسوله...) الخ (2).

وأخرج الزمخشري عن زرٍّ قال: قال لي أُبي بن كعب (رضي الله عنه):

كم تعدُّون سورة الأحزاب؟

____________________

(1) إلى هنا ذكره الطبري في تاريخه: 3/199 ضمن حديث السقيفة في حوادث السنة الحادية عشر، الطبعة الأُولى طبع المطبعة الحسينّية بمصر عام 1326هـ وأورده الإمام أحمد في المسند: 1/55 مِن الطبعة الأُولى طبعة القاهرة.

(2) صحيح البخاري مشكول: 4/179 باب رجم الحبلى مِن الزنا إذا أُحصنت. وأورده القسطلاني في (إرشاد الساري) في نفس الباب 10/20، 21 مِن الطبعة السادسة مطبعة الأميرية ببولاق مصر(عام 1305هـ)، وأورده ابن الأثير الجزري في (جامع الأصول): 4 / 475، 478 رقم الحديث 2077 طبع مصر وأشرف على الكتاب الأستاذ الكبير الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الجامع الأزهر (عام 1370هـ).

٢١٣

قلت: ثلاثاً وسبعين آية.

قال: فو الذي يحلف به أُبيُّ به كعب، إنْ كانت لتعدل سورة البقرة، أو أطول، ولقد قرأنا منها آية الرجم (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم) . (تفسير الكشَّاف: 3/248 طبعة مصر، الدرُّ المنثور: 5/179).

وأخرج البخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر:

لقد خشيت أنْ يطول بالناس زمان حتَّى يقول قائل: لا نجد الرجم في كتاب الله، فيضلُّوا بترك فريضة أنزلها الله، ألا وإنَّ الرجم حقٌّ على مَن زنى وقد أُحصن إذا قامت البيِّنة أو كان الحمل أو الاعتراف (1) .

وأخرج المتَّقي الهندي عن زرٍّ قال:

قال أُبيُّ بن كعب: يا زرُّ، كأيَّن تقرأ سورة الأحزاب.

قال: ثلاثاً وسبعين آية.

قال: إنْ كانت لتُضاهي سورة البقرة، أو هي أطول مِن سورة البقرة، وإنْ كنَّا لنقرأ فيها آية الرجم.

وفي لفظ: وإنَّ في آخرها، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتَّة نكالاً مِن الله والله عزيز

____________________

(1) صحيح البخاري مشكول: 4/179 باب الاعتراف بالزنا، صحيح مسلم: 3/1317 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، مسند الإمام أحمد 1/40 الطبعة الأُولى بمصر (عام 1313هـ)، صحيح الترمذي بحاشية ابن العربي المالكي: 5/204 الطبعة الأُولى بمصر (عام 1350 هـ)، باب ما جاء في تحقيق الرجم.

وقال محمد فؤاد عبد الباقي في (الموطأ 2/623) هذا مختصر مِن خُطبة لعمر طويلة، قالها في آخر عمره (رضي الله عنه).

رواها البخاري بتمامها في 86 كتاب الحدود - 31 باب رجم الحبلى مِن الزنا إذا أُحصنت.

٢١٤

حكيم. (منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد: 1/43).

وأخرج مسلم (1) عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنَّه سمع ابن عباس يقول:

قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):

إنَّ الله بعث محمداً (صلّى الله عليه وسلم) بالحق، وأنزل عليه الكتاب. فكان ممَّا أنزل عليه آية الرجم (2) قرأناها، ووعيناها، وعقلناها، فرجم رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) ورجمنا بعده، فأخشى، إنْ طال بالناس زمان أنْ يقول قائل:

ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلُّوا بترك فريضة أنزلها الله.

وإنَّ الرجم في كتاب الله حقٌّ على مَن زنى إذا أحصن، مِن الرجال والنساء، إذا قامت البيِّنة، أو كان الحبل، أو الاعتراف (3) .

____________________

(1) هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري. ولِد (سنة 204هـ) أربع ومئتين، وتوفِّي (سنة 261هـ) إحدى وستِّين ومئتين. وقال رحمه الله: صنَّفت كتابي هذا مِن ثلاثمئة ألف حديث مسموعة. ولو اجتمع أهل الحديث وكتبوا فيه مئتي سنة فمدارهم على هذا السند، وعدد ما فيه أربعة آلاف حديث.

وفضَّله بعضهم على البخاري. فقد قال الحافظ النيسابوري الشيخ الحاكم: ما تحت أديم السّماء أصحُّ مِن كتاب مسلم. ووافقه علماء المغرب. وهذا مسلم بالنسبة إلى قلَّة تكراره، وحسن وضعه فإنَّه يستوفي الوارد في الموضوع ثمَّ لا يعود له بخلاف البخاري. ولكنَّ جمهور الحفَّاظ، وأهل الإتقان، والغوص في أسرار الحديث على أنَّ البخاري أفضل. انظر: (التاج الجامع للأصول 1/15).

(2) قال الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في هامش صحيح مسلم: (فكان ممَّا أُنزل عليه آية الرجم) أراد بآية الرجم: الشيخ والشيخة، فارجموهما البتَّة.

(3) صحيح مسلم: 3/1317 رقم الحديث 1691 باب الحدود، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي صحيح البخاري مشكول: 4/179، مسند الإمام أحمد: 1/40 الطبعة الأُولى المصرية صحيح الترمذي بحاشية ابن العربي المالكي: 5/204 الطبعة الأُولى بمصر (عام1350هـ) باب ما جاء في تحقيق الرجم، وأورده النووي في شرح صحيح =

٢١٥

وأخرج السيوطي عن عاصم بن أبي النجود عن زرِّ بن حبيش قال:

قال لي أُبي كأين تعدُّ سورة الأحزاب.

قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثاً وسبعين آية.

قال: إنْ كانت لتعدل سورة البقرة، وإنْ كنَّا لنقرأ فيها آية الرجم.

قلت: وما آية الرجم؟!

قال: إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتَّة نكالاً مِن الله والله عزيز حكيم.

وأخرج السيوطي عن مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل أنَّ خالته قالت:

لقد أقرأنا رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) آية الرجم:

الشيخ والشيخة فارجموهما البتَّة بما قضيا مِن اللَّذَّة (1) .

وأخرج النيسابوري عن عمر أنَّه قال:

كنَّا نقرأ آية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتَّة نكالاً مِن الله والله عزيز حكيم. (تفسير النيسابوري بهامش تفسير الطبري: 1/361، 362 ط بولاق).

قال السيوطي: وأخرج أحمد، والنسائي عن عبد الرحمان بن عوف، أنّ عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول:

____________________

= مسلم 7/212، 213 بهامش (إرشاد الساري)، وأورده الحافظ ابن ماجة في السنن: 2/853 والحديث برقم 2553 مِن كتاب الحدود 9 باب الرجم، طبعة مصر، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وأورده الإمام مالك في الموطأ: 2/623 الحديث برقم 8 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي وأورده الدميري في (حياة الحيوان 2/266 الطبعة الأُولى (عام 1306هـ). تفسير المنار: 5/26 طبع مصر).

(1) الإتقان في علوم القرآن: 2/25، 26.

٢١٦

ألا وإنَّ أُناساً يقولون ما بال الرجم، وفي كتاب الله الجلد، وقد رجم النبي (صلّى الله عليه وسلم)، ورجمنا بعده، ولولا أنْ يقول قائلون، ويتكلَّم متكلِّمون: إنَّ عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه، لأثبتُّها كما نزلت.

وأخرج النسائي، وأبو يعلى عن كثير بن الصلت قال: كنَّا عند مروان، وفينا زيد بن ثابت، فقال زيد ما تقرأ: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتَّة.

قال مروان: ألا كتبتها في المصحف؟!

قال: ذكر ذلك، وفينا عمر بن الخطاب قال: أشفيكم مِن ذلك فكيف؟

قال: جاء رجل إلى النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال: يا رسول الله، أنبئني آية الرجم قال: (لا أستطيع الآن) (1) .

وقال الإمام مالك (2) : حدَّثني مالك عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيَّب؛ أنَّه سمعه يقول:

لمَّا صدر عمر بن الخطاب مِن منى، أناخ بالأبطح. ثمَّ كوَّم كومة بطحاء ثمَّ طرح عليها رداءه، واستلقى. ثمَّ مدَّ يده إلى السّماء فقال:

____________________

(1) الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور: 5/180 طبعة مصر.

(2) هو مالك بن أنس. ولِد سنة(93) مِن الهجرة على أصحِّ الأقوال. بدأ مالك يطلب العلم صغيراً، فأخذ عن كثيرين مِن علماء المدينة، ولعلَّ أشدَّهم في تكوين عقليَّته العلميَّة التي عُرف بها هو: أبو بكر عبد الله بن يزيد، المعروف بابن هرمز المتوفَّى (سنة 148هـ). إنَّ المهدي ولي الخلافة العباسية سنة (158هـ) في وقت كان مالك في نحو الخامسة والستِّين مِن عمره أي إنَّه كان في أواخر سنيِّ حياته. وأنَّ المهدي وهو أمير روى عن مالك: الموطِّأ.

انظر: الموطِّأ المجلد الأول ص (طي) بعد مقدِّمة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، للأستاذ الدكتور محمد كامل حسين، أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب، جامعة فؤاد الأول.

٢١٧

اللَّهمَّ كبرت سنيِّ، وضعفت قوَّتي، وانتشرت رعيَّتي. فأقبضني إليك غير مضيِّع ولا مفرِّط. ثمَّ قدم المدينة فخطب الناس فقال:

أيُّها الناس، قد سُنَّت لكم السنن، وفُرضت لكم الفرائض، وتُركتم على الواضحة. إلاَّ أنْ تضلُّوا بالناس يميناً وشمالاً. وضرب بإحدى يديه على الأُخرى.

ثمَّ قال: إيَّاكم أنْ تهلكوا عن آية الرجم، أنْ يقول قائل: لا نجد حدَّين في كتاب الله، فقد رجم رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) ورجمنا. والذي نفسي بيده، لولا أنْ يقول الناس:

زاد عمر في كتاب الله لكتبتها: (الشيخ والشيخة فارجموهما البتَّة) .

فإنَّا قد قرأناها.

قال مالك: قال يحيى بن سعيد: قال سعيد بن المسيّب: فما انسلخ ذو الحجَّة حتَّى قُتل عمر. رحمه الله.

قال يحيى: سمعت مالكاً يقول:

قوله: الشيخ والشيخة، يعني الثيِّب والثيِّبة فارجموهما البتَّة (1) .

قال العلاَّمة الكبير المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي (قدس سره):

ويا للعجب! كيف رضي هؤلاء المحدِّثون لمجد القرآن وكرامته، أنْ يُلقى هذا الحكم الشديد على الشيخ والشيخة، بدون أنْ يذكر السبب وهو زناهما أقلَّاً فضلاً عن شرط الإحصان.

____________________

(1) موطَّأ الإمام مالك: 2/824.

٢١٨

وإنَّ قضاء الشهوة أعمُّ مِن الجُماع، والجُماع أعمُّ مِن الزنا، والزنا يكون كثيراً مع عدم الإحصان.

سامحنا مَن يزعم أنَّ قضاء الشهوة كناية عن الزنا، بلْ زِدْ عليه كونه مع الإحصان. ولكنَّا نقول:

ما وجه دخول الفاء في قوله: (فارجموهما) وليس هناك ما يصحِّح دخولها مِن شرط، أو نحوه لا ظاهر، ولا على وجه يصحُّ تقديره. وإنَّما دخلت الفاء على الخبر في قوله في سورة (النور):

( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا... ) ، لأنَّ كلمة (اجلدوا) بمنزلة الشرط. وليس الرجم الجزاء للشيخوخة، ولا: الشيخوخة سبباً له.

نعم: الوجه في دخول الفاء هو الدلالة على كذب الرواية.

ولعلَّ في رواية سليمان سقطاً بأنْ تكون صورة سؤاله: هل يقولون في القرآن رجم؟!!

وكيف يرضى لمجده، وكرامته في هذا الحُكم الشديد أنْ يقيِّد الأمر بالشيخ والشيخة؟! مع إجماع الأمَّة على عمومه لكلِّ زانٍ مُحصن بالغ الرشد مِن ذكر وأنثى. وأنْ يُطلق الحكم بالرجم مع إجماع الأمَّة على اشتراط الإحصان فيه.

وفوق ذلك يؤكِّد الإطلاق، ويجعله كالنَّصِّ على العموم بواسطة التعليل بقضاء اللذَّة والشهوة الذي يشترك فيه المحصن وغير المحصن، فتبصَّر بما سمعته مِن التدافع، والتهافت، والخلل في رواية هذه المهزلة (1) ؟!!

____________________

(1) انظر: تفسير شبَّر ص 15 طبعة مصر (عام 1358هـ).

٢١٩

وقال العلاَّمة البلاغي (طاب ثراه):

هذا وممَّا يُصادم هذه الروايات، ويُكافحها ما روي مِن أنَّ علياً (ع) لمَّا جلد شراحة الهمدانية يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة قال: (أجلدها بكتاب الله، وأرجمها بسنَّة رسوله)، كما رواه أحمد، والبخاري، والنسائي وعبد الرزاق في (الجامع) والطحاوي، والحاكم في (مستدركه) وغيرهم... فعلي (ع) يشهد بأنَّ الرجم مِن السنَّة لا مِن الكتاب (1) .

آية الرجم ورضاع الكبير

قال الراغب الإصبهاني (2) :

قالت عائشة: لقد نزلت آية الرجم، ورضاع الكبير (3) في رقعة

____________________

(1) المصدر السابق ص 15، 16.

(2) هو أبو القاسم حسين بن محمد بن المفضل الإصبهاني، الفاضل المتبحِّر الماهر في اللغة والعربيّة والحديث، والشعر والأدب، مِن مؤلَّفاته: المفردات في غريب القرآن، أفانين البلاغة، المحاضرات الذريعة إلى مكارم الشريعة. انظر: (الكنى والألقاب للقمي 2/268 طبع النجف الأشرف العراق).

(3) موطِّأ الإمام مالك: جاءت سهلة بنت سهيل، وهي امرأة أبي حذيفة - وهي امرأة عامر بن لؤي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) فقالت: يا رسول الله، كنَّا نرى سالماً ولداً يدخل عليَّ وأنا فُضُل (*) وليس لنا إلاَّ بيت واحد. فماذا ترى في شأنه؟ فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وسلم): (أرضعيه خمس رضعات) ، فيحرم بلبنها، وكانت تراه ابناً مِن الرضاعة. فأخذت بذلك عائشة أمُّ المؤمنين فيمَن كانت تحبُّ أنْ يدخل عليها مِن الرجال فكانت تأمر أختها أمَّ كلثوم بنت أبي بكر الصدِّيق، وبنات أخيها. أنْ يُرضعن مَن أحبَّت أنْ يدخل عليها مِن الرجال.

انظر موطَّأ الإمام مالك: 2/605 كتاب الرضاع، باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر، طبعة مصر بتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي. الإصابة في تمييز الصحابة 2/7 الطبعة الأُولى (عام 1328هـ) مطبعة السعادة بجوار محافظة مصر - القاهرة.

(*) فُضُل: أي مكشوفة الرأس والصورة. وقيل: عليَّ ثوب واحد لا إزار تحته. عن هامش موطِّأ الإمام مالك 2/606.

٢٢٠