رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام0%

رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام مؤلف:
المحقق: الشيخ محمد تقي التّستري
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 123

  • البداية
  • السابق
  • 123 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 11559 / تحميل: 4053
الحجم الحجم الحجم
رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

مؤلف:
العربية

رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

تأليف

العلامة المحقق الشيخ محمد تقي التستريقدس‌سره

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمّد وآله الطاهرين

أمّا بعد ، فإنّ أصحابنا رضوان الله عليهم وإن صنّفوا في أحوال المعصومينعليهم‌السلام مختصرا ومتوسّطا ومطوّلا ، لكن لم أقف فيما وصل إلينا من كتبهم من ذكر جوامع أحوالهم ، فإن كان فيما لم يصل فلعلّ ، فذكر النجاشي في محمّد بن همّام شيخ الشيعة ومتقدّمهم : أنّ له « كتاب الأنوار » في تاريخ الأئمّةعليهم‌السلام وفي الحسن بن عليّ بن الحسن بن عمر بن عليّ السجّادعليه‌السلام أبي محمّد الأطروش : أنّ له « كتاب أنساب الأئمّة ومواليدهم » إلى صاحب الأمرعليهم‌السلام وفي إسماعيل النوبختي : أنّ له « كتاب الأنوار في تواريخ الأئمّة » وفي إسماعيل الدعبلي : أنّ له « كتاب تاريخ الأئمّةعليهم‌السلام » وفي أحمد العاصمي : أنّ له « كتاب مواليد الأئمّة وأعمارهم » وأحببت جمعها فصنّفت ذلك ، وما توفيقي إلاّ بالله ، عليه توكّلت وإليه انيب.

فصل في مواليدهم عليهم السلام

أمّا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

فقال الشيخان ومن تأخّر عنهما : إنّه السابع عشر من ربيع الأوّل ، استنادا إلى خبر إسحاق العلوي العريضي عن الهاديعليه‌السلام رواه الشيخ في تهذيبه ومصباحه(١) وأشار إلى مضمونه المفيد في مقنعته(٢) والخبر مشتمل على دلالة لهعليه‌السلام بإخباره

__________________

(١) التهذيب ٤ : ٣٠٥ ح ٤ ، مصباح المتهجّد : ٨٢٠.

(٢) المقنعة : ٤٥٧.

٣

الراوي قبل سؤاله بأنّه جاء ليسأل عن صيام أيّام السنة. وإلى مرفوع المصباح عنهمعليهم‌السلام : من صام يوم السابع عشر من ربيع الأوّل كتب الله له صيام سنة(١) .

لكنّه مع إرساله غير دالّ على أنّه يوم مولدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإنّما دلّ على خصوصيّة في صوم يوم السابع عشر منه ، فلعلّها من جهة اخرى ، فنقل ابن طاوس في إقباله عن كتاب « شفاء الصدور » لأبي بكر النقّاش ، يقال : اسري بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ليلة سبع عشر من ربيع الأوّل قبل الهجرة بسنة ، قال السيّد : فإن صحّ ما ذكره من الإسراء في الليلة المذكورة فينبغي تعظيمها ومراعاة حقوقها(٢) . وتفسير المفيد له في المسارّ والحدائق(٣) والفتّال في الروضة(٤) بالمولود ، لا حجّية فيه. كما أنّ الخبر المشتمل على زيارة الصادقعليه‌السلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام في يوم السابع عشر(٥) غير دالّ على كونه مولدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما لا يخفى ، ولو كان هو دالاّ لكان ما نقله الإقبال عن بعض كتب أصحابنا من العجم : أنّه يستحبّ أن يصلّى في الثاني عشر من ربيع الأوّل ركعتين ، في الاولى الحمد مرّة وقل يا أيّها الكافرون ثلاثا الخ(٦) أيضا دالاّ على أنّ تلك الصلاة كانت لكون مولدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه ، كما هو محتمل لو كان صحّ ما ذكره من العمل.

وذهب الكليني صريحا(٧) والصدوقان والقمّيان وابن أبي عمير وأبان بن عثمان ظاهرا إلى أنّه الثاني عشر منه كما هو المشهور بين العامّة أيضا ـ فروى الصدوق في الإكمال ( في باب خبر يوسف اليهودي ) عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده ، قال : لمّا بلغ عبد الله بن عبد المطّلب ( إلى أن قال ) فولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأوّل يوم الاثنين الخبر(٨) وبه قال المسعودي في إثباته وإن

__________________

(١) مصباح المتهجّد : ٧٩١.

(٢) إقبال الأعمال : ٦٠١.

(٣) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٠ ، ونقل عن حدائقه في البحار ١٥ : ٢٥١ ، ح ٤.

(٤) روضة الواعظين : ٧٠.

(٥) إقبال الأعمال : ٦٠٨.

(٦) إقبال الأعمال : ٥٩٩.

(٧) الكافي ١ : ٤٣٩.

(٨) كمال الدين : ١٩٦.

٤

تردّد في يوم اسبوعه ، فقال : روي مع طلوع الفجر من يوم الاثنين ، وروي يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل(١) . وذهب في مروجه إلى أنّه ثامنه.(٢)

والمشهور عند العامّة أيضا الثاني عشر ، ونقل ابن عبد ربّه عن بعضهم أنّه قال : لليلتين خلتا منه(٣) .

وممّا ذكرنا يظهر لك ما في نسبة المجلسي السابع عشر إلى اتّفاق الإماميّة سوى الكليني.(٤) وما في قول العاملي : إنّ سبعة أحاديث وردت في صوم السابع عشر مولدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥) وزيادة المستدرك عليه خبرين(٦) فإنّا لم نقف على نصّ من القدماء على السابع عشر قبل المفيد.

والأصل في الأخبار التسعة الخبران اللذان أشرنا إليهما مع عدم دلالة الثاني. مع أنّه قال في الإقبال : قد روينا في كتاب « التعريف للمولد الشريف » عدّة مقالات أنّ اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل كانت ولادة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فصومه احتياطا للعبادة بما يبلغ الجهد إليه(٧) انتهى ، هذا.

وكما اختلف في يوم مولدهصلى‌الله‌عليه‌وآله اختلف في وقت الحمل بهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنقل الإقبال عن كتاب نبوّة ابن بابويه ذكره حديثا أنّه كان ليلة الجمعة لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الآخرة(٨) . وقال الكليني : وحملت به في أيّام التشريق عند الجمرة الوسطى ، وكانت في منزل عبد الله بن عبد المطّلب ، وولدته في شعب أبي طالب في دار محمّد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل الخ(٩) . وهو وهم ، لأنّه يستلزم أن يكون الحمل بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة أشهر أو سنة وثلاثة أشهر ، اللهمّ

__________________

(١) إثبات الوصيّة ٩٧.

(٢) مروج الذهب ٢ : ٢٧٤.

(٣) الاستيعاب ١ : ٣٠.

(٤) البحار ١٥ : ٢٤٨.

(٥) قاله في فهرس الوسائل ، راجع ج ٧ ص ٢١.

(٦) مستدرك الوسائل ٧ : ٥٢١.

(٧) إقبال الأعمال : ٥٩٩.

(٨) إقبال الأعمال : ٦٢٣.

(٩) الكافي ١ : ٤٣٩.

٥

إلاّ أن يؤوّل بكونه مبنيّا على النسيء ، بأن يكون حجّ أهل الجاهليّة في عام ولادتهصلى‌الله‌عليه‌وآله في جمادى الآخرة ، وإلاّ فلا يكون ما ذكره منطبقا إلاّ على ما ذهب إليه بعض العامّة من أنّ مولده في شهر رمضان كما ذكره المجلسي(١) .

ويمكن أن يؤوّل بوجه آخر ، فإنّ نصّه(٢) هكذا :

ولد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لاثني عشر مضت من ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال ، وروي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة ، وحملت به إلخ بأن يكون قوله : « وحملت به » تتمّة قوله : وروي إلخ لا إنشاء منه.

وتبيّن ممّا نقلنا الاختلاف في يوم اسبوعه هل هو الاثنين أو الجمعة؟ وفي وقت يومه هل عند طلوع الفجر أو مع الزوال؟ هذا.

وكذلك اختلف في مبعثهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

فالمشهور أنّه السابع والعشرون من رجب ، ونقل الإقبال عن ابن بابويه في مقنعه أنّه قال : أنّه الخامس والعشرون(٣) .

قلت : ما نقله عن المقنع موجود في باب فضل الصوم منه. ونقل الإقبال عن ابن بابويه أيضا في مرشده أنّه قال ، قال محمّد بن أحمد بن يحيى في جامعه : وجدت في كتاب ولم أروه : أنّ في خمسة وعشرين من رجب بعث الله محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله فمن صام ذلك اليوم كان له كفّارة مائتي سنة(٤) .

وقال : ذكر مصنّف كتاب « دستور المذكّرين »(٥) عن مولانا عليّعليه‌السلام قال : « من صام يوم خمسة وعشرين من رجب كان كفّارة مائتي سنة » انتهى(٦) والمعوّل على المشهور.

وروى ثواب الأعمال في باب ثواب صوم رجب عن سعد باسناده عن

__________________

(١) بحار الأنوار ١٥ : ٢٤٨.

(٢) يعني نصّ الكليني.

(٣) المقنع : ٢٠٧.

(٤) إقبال الأعمال : ٦٦٨.

(٥) دستور المذكّرين ومنشور المتعبّدين للحافظ محمّد بن أبي بكر المديني ( راجع الذريعة ٨ : ١٦٦ ) ولا يوجد عندنا هذا الكتاب.

(٦) نقل عنه السيّد في الإقبال : ٦٦٨.

٦

الرضاعليه‌السلام بعث الله محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لثلاث مضين من شهر رجب الخبر. ثمّ قال : قال سعد بن عبد الله : كان مشايخنا يقولون : إنّ ذلك غلط من الكتّاب ، وأنّه لثلاث بقين من رجب(١) .

وروى العيون ( في بابه الثالث والثلاثين عن الرضاعليه‌السلام في خبر العلل رواها الفضل عنه ) فإن قال فلم جعل الصوم في شهر رمضان ـ إلى أن قال ـ وفيه نبّئ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الخبر(٢) . ولم أقف على من قال به.

وأمّا مولد أمير المؤمنينعليه‌السلام

فالمشهور أنّه الثالث عشر من رجب لثلاثين سنة بعد عام الفيل صرّح به المفيد في إرشاده(٣) والرضيّ في خصائصه(٤) والشيخ في تهذيبه(٥) وابن عيّاش(٦) وعليّ بن محمّد المالكي(٧) .

وفي خبر عن صفوان الجمّال عن الصادقعليه‌السلام أنّه كان لسبع خلون من شعبان(٨) .

وقال المفيد في مسارّه : في الثالث والعشرين منه(٩) .

وقال المسعودي في إثبات الوصيّة في النصف من شهر رمضان(١٠) .

واختلف في سنته ، فالمشهور أنّه بثلاثين عاما بعد عام الفيل ، صرّح به الكليني(١١) والشيخان(١٢) وجمع آخر. وقال بعضهم بأقلّ(١٣) وبعضهم بأكثر(١٤) .

وعليه يتفرّع الخلاف في سنّهعليه‌السلام وقت مبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى الأشهر

__________________

(١) ثواب الأعمال : ٨٣.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١١٦ ، الباب ٣٤.

(٣) الإرشاد : ٩.

(٤) خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام : ٤.

(٥) التهذيب ٦ : ١٩.

(٦) عنه في مصباح المتهجّد : ٨٠٥.

(٧) الفصول المهمّة : ٣٠.

(٨) مصباح المتهجّد : ٨٥٢.

(٩) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٩.

(١٠) إثبات الوصيّة : ١١٦.

(١١) الكافي ١ : ٤٥٢.

(١٢) التهذيب ٦ : ١٩ ، الإرشاد : ٩.

(١٣) ذكرهما ابن صبّاغ ، ولم يعيّن قائلهما ، راجع الفصول المهمّة : ٣٠.

(١٤) ذكرهما ابن صبّاغ ، ولم يعيّن قائلهما ، راجع الفصول المهمّة : ٣٠.

٧

عندنا عشر. واثنتي عشرة على ما ذهب إليه ابن عيّاش(١) ورواه عتّاب بن اسيد(٢) .

وعن الحسن البصري أنّه ابن خمس عشرة(٣) . وعن أبي نضرة ابن أربع عشرة(٤) .

وعن بعض العامّة الجاحدين لفضيلة أسبقيّة إيمانهعليه‌السلام أنّه ابن سبع(٥) مع أنّه خلاف متواتر الأخبار وما شاع عنهعليه‌السلام لمّا بلغه طعن أعدائه فيه بعدم سياسته للحرب « لقد بلغني أنّ قوما يقولون : إنّ ابن أبي طالب رجل شجاع ، لكن لا بصيرة له بالحرب ، لله أبوهم! وهل أحد أبصر بها منّي؟ لقد قمت فيها وما بلغت العشرين ، وها أنا ذا قد ذرّفت على الستّين ، ولكن لا رأي لمن لا يطاع »(٦) .

وعليه أيضا يتفرّع الخلاف في سنّه عند وفاته ، فالأشهر عندنا أنّه ابن ثلاث وستين ، ثمّ ابن خمس وستّين. وعند العامّة أقلّ أو أكثر.

وأمّا مولد الصدّيقة صلوات الله عليها

فكان في العشرين من جمادى الآخرة كما صرّح به المفيد في مسارّه(٧) ونقل عن حدائقه(٨) وصرّح به الشيخ في مصباحه(٩) ورواه الطبري الإمامي عن الصادقعليه‌السلام (١٠) ولم نقف على مخالف صريح وإن سكت كثير.

واختلف في سنته فالكليني قال : بعد النبوّة بخمس سنين(١١) وكذلك المسعودي في الإثبات(١٢) .

وذهب المفيد في الكتابين إلى أنّه بعدها باثنتين(١٣) .

__________________

(١) عنه الشيخ في مصباح المتهجّد : ٨٠٥.

(٢) الاستيعاب ٣ : ١٠٩٤ ، الرقم ١٨٥٥.

(٣) البحار ٣٨ : ٢٣٩.

(٤) البحار ٣٨ : ٢٨١.

(٥) راجع البحار ٣٨ : ٢٧٧.

(٦) نهج البلاغة : ٧١ ، الخطبة ٢٧ ، مع تفاوت.

(٧) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٤.

(٨) لا يوجد عندنا.

(٩) مصباح المتهجّد : ٧٩٣.

(١٠) دلائل الإمامة : ١٠.(١١) الكافي ١ : ٤٥٨.(١٢) إثبات الوصيّة : ١٣٣. (١٣) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٤ ، ولا يوجد عندنا حدائقه.

٨

والصحيح الأوّل ، كما رواه ابن الخشّاب ـ على نقل الكشف(١) ـ عن شيوخه مرفوعا عن الباقرعليه‌السلام والطبري الإمامي مسندا عن الصادقعليه‌السلام (٢) والكليني صحيحا عن الباقرعليه‌السلام (٣) .

وذهب العامّة كمحمّد بن إسحاق وأبي نعيم(٤) وأبي الفرج إلى أنّها كانت قبل النبوّة حين تبني قريش الكعبة ، ورواه الأخير بإسناده عن الصادقعليه‌السلام (٥) . والتعويل على رواية الخاصّة.

ولا يبعد أنّهم قالوا بكون مولدها قبل النبوّة إنكارا لما ورد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : « أشمّ من فاطمة رائحة الجنّة » لأنّ انعقادها كان من فاكهة الجنّة ليلة المعراج.

وأمّا مولد المجتبىعليه‌السلام

فقال الكليني : في شهر رمضان(٦) وقال المفيد في إرشاده : في ليلة النصف منه(٧) وفي مسارّه في يوم النصف منه(٨) وبه قال الزبير بن بكّار في أنسابه(٩) ورواه الخطيب عن أحمد بن عبد الله البرقي منهم(١٠) . ولم أقف على من صرّح بكونه في غير شهر رمضان. لكن ينافيه ما هو المشهور : من كون ولادة الحسينعليه‌السلام في شعبان مع ورود الخبر بأنّه كان بينهما ستّة أشهر وعشرا(١١) وإنّما ينطبق على ما ذهب إليه الشيخ في التهذيب : من كون ولادة الحسينعليه‌السلام في آخر ربيع الأوّل(١٢) . ولعلّه لم يصحّ ذلك عند المفيد حيث جعل تولّد الحسنعليه‌السلام في شهر رمضان والحسينعليه‌السلام في شعبان.

__________________

(١) كشف الغمّة ١ : ٤٤٥.

(٢) دلائل الإمامة : ١٠.

(٣) الكافي ١ : ٤٥٧.

(٤) نقل عنهما في بحار الأنوار ( ٨ : ٤٣ ) من بعض كتب المخالفين.

(٥) مقاتل الطالبيّين : ٣٠.

(٦) الكافي ١ : ٤٦١.

(٧) الإرشاد : ١٨٧.

(٨) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٢٤.

(٩) لم نعثر عليه في جمهرة أنسابه.

(١٠) تاريخ بغداد ١ : ١٣٨ ، الرقم ٢.

(١١) الكافي ١ : ٤٦٣.

(١٢) التهذيب ٦ : ٤١.

٩

وفي خبر العيون : فلمّا كان بعد حول ولد الحسينعليه‌السلام (١) .

واختلف في سنته ، فقال في التهذيب : في سنة اثنتين(٢) وكذا الكليني ونسب الثلاث إلى الرواية(٣) . وقال المفيد في إرشاده ومسارّه(٤) والمسعودي في إثباته : في ثلاث(٥) ورواه الخطيب عن البرقي(٦) وبه قال ابن بكّار ، ومصعب الزبيري(٧) .

وأمّا مولد الحسينعليه‌السلام

فقال المفيد في الإرشاد : إنّه ولد خامس شعبان(٨) استنادا إلى ما في زيادات المصباح في أواخر الكتاب ، فيه : عن الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنّه ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع(٩) . وبه قال أبو الفرج في المقاتل(١٠) .

وقال المفيد في مسارّه : لثلاث من شعبان(١١) وبه قال الشيخ في مصباحيه وأماليه(١٢) وبه قال ابن عيّاش والحسين بن عليّ بن سفيان البزوفري(١٣) استنادا إلى ما خرج إلى القاسم بن العلاء وكيل أبي محمّدعليه‌السلام أنّ مولانا الحسينعليه‌السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان الخبر(١٤) وهو المفهوم من الحسن بن إسماعيل الّذي روى عنه الشيخ عن ابن عيّاش.

وقال في التهذيب : ولد آخر شهر ربيع الأوّل(١٥) ووجهه ما اشير إليه في أخيهعليه‌السلام .

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٥ ، الباب ٣١ ، ح ٥.

(٢) التهذيب ٦ : ٣٩.

(٣) الكافي ١ : ٤٦١.

(٤) الإرشاد : ١٨٧ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٢٤.

(٥) إثبات الوصيّة : ١٣٣.

(٦) تاريخ بغداد ١ : ١٤٠ ، الرقم ٢.

(٧) جمهرة أنساب قريش ، نسب قريش : ٤٠.

(٨) الإرشاد : ١٩٨.

(٩) مصباح المتهجّد : ٨٥٢.

(١٠) مقاتل الطالبيّين : ٥١.

(١١) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٦١.

(١٢) مصباح المتهجّد : ٨٢٨ ، ولم نعثر عليه في أماليه.

(١٣) راجع المصدر المتقدّم.

(١٤) مصباح المتهجّد : ٨٢٦.

(١٥) التهذيب ٦ : ٤١.

١٠

واختلف في سنته كما فهمت ثمّة ، فقال الكليني والشيخ في التهذيب : إنّه في ثلاث(١) .

والمفيد وأبو الفرج في أربع(٢) استنادا إلى خبر الحسين بن زيد المتقدّم. لكنّه ضعيف السند.

وفي نسخة الإثبات : روي أنّ فاطمةعليها‌السلام ولدت الحسنعليه‌السلام أوّل النهار وولدت الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم ، لأنّها كانت طاهرة مطهرة ولم يصبها ما يصيب النساء وكان الحمل به ستّة أشهر(٣) . والظاهر أنّ قوله : « وولدت إلخ محرّف « وحملت بالحسينعليه‌السلام الخ » بشهادة تعليله ، ولورود أخبار بوجود ستّة أشهر بينهما(٤) وعدم قول أحد بكون ولادتهما في يوم واحد.

وأمّا مولد السجّادعليه‌السلام

فاختلف في يومه وشهره ، فقال المفيد في مسارّه وحدائقه والشيخ في مصباحيه وصاحب المناقب ومؤلّف إعلام الورى ومصنّف تاريخ الغفاري في النصف من جمادى الاولى(٥) .

وقال الفتّال في روضة الواعظين : لتسع خلون من شعبان(٦) .

وقال في الفصول المهمّة والدروس وكشف الغمّة : في خامس شعبان(٧) .

واختلف في سنته ، فقال الكليني ، والمفيد في إرشاده ومسارّه والشيخ في تهذيبه والفتّال وابن الخشّاب ، وفي الفصول ، والدروس والكشف والمناقب

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٦٣ ، التهذيب ٦ : ٤١.

(٢) الإرشاد : ١٩٨ ، مقاتل الطالبيّين : ٥١.

(٣) إثبات الوصيّة : ١٣٩ ، وفي هذه النسخة : حملت.

(٤) بحار الأنوار ٤٣ : ٢٣٧. باب ولادتهماعليهما‌السلام .

(٥) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٢ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٢ ، المناقب ٤ : ١٧٥ ( وفيه جمادى الآخرة ) ، إعلام الورى : ٢٥١ ( وفيه جمادى الآخرة ) ولا يوجد عندنا حدائق المفيد ، وتاريخ الغفاري.

(٦) روضة الواعظين : ٢٠١.

(٧) الفصول المهمّة : ٢٠١ ، الدروس ٢ : ١٢ ، كشف الغمّة ٢ : ٧٣.

١١

وإعلام الورى والتذكرة : إنّه في سنة ثمان وثلاثين(١) ورواه ابن الخشّاب عن الصادقعليه‌السلام (٢) وبه قال في إثبات الوصيّة(٣) .

وقال المفيد في حدائقه والشيخ في مصباحيه في ستّ وثلاثين(٤) . وقيل : في سبع وثلاثين. وقيل : في خمس وثلاثين. ولم أقف على قائلهما.

والتعويل على الأوّل ، فروى الكليني صحيحا ـ على الأصحّ في ابن سنان ـ عن الصادقعليه‌السلام أنّه قبض وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين سنة إلخ(٥) فإنّه لا ينطبق إلاّ عليه.

وقال عليّ بن أحمد الكوفي في استغاثته : إنّه في سنة إحدى وثلاثين ، حيث جعل سنّه يوم الطفّ ثلاثين. ونقل عن الزيديّة وأنساب العامّة أنّه كان ذلك اليوم من أبناء سبع سنين في قول بعضهم ، وأربع سنين في قول آخر(٦) . ولا عبرة بقوله ونقله ممّا تفرّد به بعد قول أئمّة الرجال ـ ابن الغضائري والشيخ والنجاشي ـ : إنّ في كتبه تخليطا.

واختلف في أنّه الأكبر سنّا أو أخاه المقتول ، فقال ابن بكّار وابن قتيبة وابن جرير وابن أبي الأزهر والجنابذي ومصعب الزبيري والدينوري والبلاذري والمزني والعمري وأبو الفرج الأصبهاني وصاحب الزواجر من العامّة ، وابن همّام صاحب الأنوار والمسعودي صاحب المروج وأبو الفضل الصابوني وابن إدريس الحلّي من الخاصّة إنّه عليّ الأصغر(٧) .

وذهب المفيد وعليّ بن أحمد الكوفي في استغاثته والشيخ في رجاله وابنا

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٦٦ ، الإرشاد : ٢٣ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٣ ، التهذيب ٦ : ٧٧ ، روضة الواعظين : ٢٠١ ، الفصول المهمّة : ٢٠١ ، الدروس ٢ : ١٢ ، كشف الغمّة ٢ : ٧٣ ، المناقب ٤ : ١٧٥ ، إعلام الورى : ٢٥١ ، تذكرة الخواصّ : ٣٢٤.

(٢) عنه في كشف الغمّة ٢ : ١٠٥.

(٣) إثبات الوصيّة : ١٤٥.

(٤) مصباح المتهجّد : ٧٩٢ ، وعن حدائق الرياض السيّد في الإقبال : ٦٢١.

(٥) الكافي ١ : ٤٦٨.

(٦) الاستغاثة : ٨٤.

(٧) السرائر ١ : ٦٥٥ ، ونقل عن المذكورين أيضا.

١٢

طاوس ـ عليّ وأحمد ـ والعلاّمة في الخلاصة وابن داود في رجاله إلى أنّه عليّ الأكبر(١) استنادا إلى أنّ الواجب بمقتضى الخبر الصحيح كون الإمام أكبر ولد أبيه(٢) ولذا ضلّ جمع في عبد الله بن جعفر الصادقعليه‌السلام وهم الفطحيّة ، لكن يشترط فيه عدم العاهة وكان ذا عاهة. وإلى ما رواه الإقبال عن مختصر المنتجب في زيارات عاشوراء زيارة ، وفيها : « وعلى ولدك عليّ الأصغر الّذي فجعت به »(٣) والمراد به « ابن ليلى » على المشهور من انحصار التسمية بهما.

لكن الظاهر صحّة القول الأوّل ، والمسلّم من حديث اشتراط الأكبر حين الاستخلاف ، ولم يكن « ابن ليلى » ذاك الوقت حيّا ، والزيارة غير مسندة إلى معصوم.

وقد صرّح أبو الفرج بأنّ المقتول ولد في خلافة عثمان(٤) ولا خلاف في أنّ السجّادعليه‌السلام ولد في خلافة جدّه في أوّله أو أوسطه. وقال أيضا : إنّ يزيد لمّا قال للسجّادعليه‌السلام ما اسمك؟ فقال له : عليّ ، فقال : أو لم يقتل الله عليّا؟ قال قد كان لي أخ أكبر منّي يسمّى عليّا فقتلتموه.

وفي أنساب قريش الزبيري : أنّ ابن زياد لمّا قال للسجّادعليه‌السلام : أو لم يقتل الله عليّا؟ قال : كان لي أخ يقال له : عليّ ، أكبر منّي ، قتله الناس(٥) .

هذا ، وأمّا خبر الخصال عن سليم في الأئمّة الاثني عشر « فابنه عليّ بن الحسين الأكبر »(٦) فالظاهر أنّ « الأكبر » كان حاشية ممّن عقيدته ذلك ، فخلط بلفظ الخبر ، فالكليني والنعماني والشيخ رووا الخبر بدونه(٧) كما أنّ الظاهر أنّ « الأصغر » في الزيارة المتقدّمة كان كذلك.

__________________

(١) الإرشاد : ٢٥٣ ، الاستغاثة : ٨٤ ، رجال الطوسي : ١٠٢ ، الخلاصة : ٩١ ، رجال ابن داود : ٢٤٠. ولم نظفر بمأخذ ما نسبه إلى ابني طاوس.

(٢) الكافي ١ : ٢٨٤.

(٣) إقبال الأعمال : ٥٧٢.

(٤) مقاتل الطالبيّين : ٥٣.

(٥) نسب قريش : ٥٨.

(٦) الخصال : ٤٧٧ ، أبواب الاثني عشر ، ح ٤١.

(٧) الكافي ١ : ٥٢٩ ، الغيبة للنعماني : ٦٠ ، الغيبة للشيخ : ٩١.

١٣

وخالف كمال الدين بن طلحة الإجماع فوصفهعليه‌السلام بالأوسط(١) زاعما أنّ الرضيع هو الأصغر مع أنّه مسمّى بعبد الله بالاتّفاق ، والمسمّى بعليّ ينحصر بهعليه‌السلام وبابن ليلى.

وأمّا مولد الباقرعليه‌السلام

فقال المفيد في المسارّ : إنّه كان في أوّل يوم من رجب يوم الجمعة ، ناسبا له إلى رواية جابر الجعفي(٢) وبه قال في تاريخ الغفاري(٣) .

وقال في كشف الغمّة وفي الدروس : ثالث صفر(٤) .

واختلف في سنته أيضا ، فقال الكليني والمفيد في إرشاده ومسارّه والشيخ في تهذيبه وغيره : سنة سبع وخمسين(٥) ويشهد له خبر الكافي والمسارّ.

وقال المسعودي في إثبات الوصيّة : سنة ثمان وخمسين(٦) .

وفي خبر سنة ستّ وخمسين(٧) . والعمل على المشهور.

وأمّا قول عليّ بن أحمد الكوفي في استغاثته : إنّه كان يوم الطفّ ابن خمس عشرة(٨) فلا عبرة به ، كما عرفت في السجّادعليه‌السلام .

وروى النعماني في ذيل خبر اختلاف الأحاديث في باب الاثني عشر عن سليم بن قيس : أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقبل على الحسينعليه‌السلام وقال سيولد محمّد بن عليّ في حياتك فاقرأه منّي السلام(٩) : وحديث جابر في ذلك معروف(١٠) .

__________________

(١) لم يصرّح بلفظ « الأوسط » نعم يستفاد من كلامه ، راجع مطالب السئول : ٢٦٨.

(٢) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٦.

(٣) عنه في البحار ٤٦ : ٢١٧.

(٤) كشف الغمّة ٢ : ١١٧ ، الدروس ٢ : ١٢.

(٥) الكافي ١ : ٤٦٩ ، الإرشاد : ٢٦٢ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٧ ، التهذيب ٦ : ٧٧.

(٦) إثبات الوصيّة : ١٥٠.

(٧) كشف الغمّة ٢ : ١٣٦.

(٨) الاستغاثة : ٨٣.

(٩) الغيبة للنعماني : ٥١.

(١٠) الغيبة للنعماني : ٤٢.

١٤

وقال في المناقب : إنّهعليه‌السلام أوّل من اجتمعت له ولادة الحسن والحسينعليهما‌السلام (١) .

قلت : إنّ عبد الله وإبراهيم والحسن بني الحسن بن المثنّى من فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام فهم أيضا اجتمعت لهم ولادتهما.

وأمّا مولد الصادقعليه‌السلام

فالقدماء لم يتعرّضوا لشهره ، وقال في تاريخ الغفاري والمناقب والدروس :

في سابع عشر ربيع الأوّل(٢) . وكذلك كشف الغمّة في موضع ، وقال في موضع آخر : في غرّة رجب(٣) .

وأمّا سنته : فاتّفق الكليني والشيخان والنوبختي وغيرهم على أنّه سنة ثلاث وثمانين(٤) ورواه الأوّل بإسناده عن أبي بصير ـ وابن الخشّاب كذلك ـ عن ابن سنان. وقال في إثبات الوصيّة : إنّه روي عن العالمعليه‌السلام (٥) .

وذهب كشف الغمّة إلى أنّه عام ثمانين عام الجحاف(٦) ونقله المناقب عن الحافظ عبد العزيز(٧) . ولا عبرة به.

وأمّا مولد الكاظمعليه‌السلام

فلم يعيّن أحد شهره ، وإنّما قال الكلّ : إنّه ولد بالأبواء بين مكّة والمدينة سنة ثمان وعشرين ومائة ، صرّح به الكليني والمفيد والمسعودي في الإثبات

__________________

(١) المناقب ٤ : ٢٠٨.

(٢) المناقب ٤ : ٢٨٠ ، الدروس ٢ : ١٢ ، ونقل عن تاريخ الغفاري. البحار ٤٧ : ٢.

(٣) لم نعثر عليه في كشف الغمّة ، نقله في البحار عن مصباح الكفعمي ، وذكر المصحّح في ذيل الصفحة : لم نقف في مصباح الكفعمي على ما نقله الشيخ المجلسي رحمه‌الله راجع البحار ٤٧ : ٢.

(٤) الكافي ١ : ٤٧٢ ، الإرشاد : ٢٧١ ، التهذيب ٦ : ٧٨ ، فرق الشيعة : ٦٦.

(٥) الكافي ١ : ٤٧٥ ، إثبات الوصيّة : ١٥٤ ، ونقل عن ابن الخشّاب كشف الغمّة ٢ : ١٨٧.

(٦) كشف الغمّة ٢ : ١٦١.

(٧) بل نقله كشف الغمّة عن الحافظ عبد العزيز ، ولم نعثر عليه في المناقب.

١٥

والشيخ(١) وغيرهم. وعن الحميري روايته في دلائله عن محمّد بن سنان(٢) وكذا عن ابن الخشّاب روايته عنه(٣) .

وإنّما قال الكليني والنوبختي : وقال بعضهم : سنة تسع وعشرين ومائة(٤) والمسعودي : وروي في سنة تسع وعشرين(٥) ونسب الكشف إلى ابن الخشّاب روايته عن ابن محبوب(٦) .

وأمّا مولد الرضاعليه‌السلام

فروى العيون بإسناده عن غياث بن اسيد عن جماعة من أهل المدينة : يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة بعد وفاة أبي عبد اللهعليه‌السلام بخمس سنين(٧) .

وفي تاريخ الغفاري والروضة : لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة(٨) وبه قال الكفعمي والدروس(٩) .

ونقل الكشف عن ابن طلحة حادي عشر ذي الحجّة(١٠) على ما في نسخة البحار.

وأمّا سنته : فقال الكليني والشيخان سنة ثمان وأربعين ومائة(١١) سنة وفاة الصادقعليه‌السلام .

وظاهر الصدوق كونه سنة ثلاث وخمسين ، بخمس بعد وفاتهعليه‌السلام كما عرفت

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٧٦ ، الإرشاد : ٢٨٨ ، إثبات الوصيّة : ١٦١ ، التهذيب ٦ : ٨١.

(٢) عنه في كشف الغمّة ٢ : ٢٤٥.

(٣) عنه في كشف الغمّة ٢ : ٢٣٧.

(٤) الكافي ١ : ٤٧٢ ، فرق الشيعة : ٨٤.

(٥) إثبات الوصيّة : ١٦١.

(٦) كشف الغمّة ٢ : ٢٣٧.

(٧) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٨.

(٨) روضة الواعظين : ٢٣٦ ، وعن تاريخ الغفاري بحار الأنوار ٤٩ : ١٠ ح ١٩.

(٩) مصباح الكفعمي : ٥٢٣ ، الدروس ٢ : ١٤.

(١٠) كشف الغمّة ٢ : ٢٥٩.

(١١) الكافي ١ : ٤٨٦ ، الإرشاد : ٣٠٤ ، التهذيب ٦ : ٨٣.

١٦

من روايته ، وبه صرّح في إثبات الوصيّة(١) ونسبه ابن الخشّاب إلى رواية محمّد بن سنان(٢) وهو المفهوم عن ابن همّام على نقل المناقب(٣) ونقله الكشف عن كمال الدين ابن طلحة والحافظ عبد العزيز(٤) وقد صرّح الكليني : بأنّ في تاريخه اختلافا(٥) .

وقال النوبختي : إنّه في سنة إحدى وخمسين ومائة ، وقال بعضهم في سنة ثلاث وخمسين ومائة(٦) .

وأمّا مولد الجوادعليه‌السلام

فاتّفق الكليني والمفيد والشيخ في التهذيب والمسعودي في الإثبات وابن الخشّاب وغيرهم على أنّه في شهر رمضان(٧) إلاّ أنّ الكافي والإرشاد والتهذيب أطلقوه. وعيّنه المسارّ وتاريخ الغفاري في النصف منه(٨) والمسعودي وابن الخشّاب والروضة وإعلام الورى والمناقب ومحمّد بن طلحة في التاسع عشر(٩) .

وتفرّد ابن عيّاش ـ على ما نقل الشيخ في المصباح ـ على أنّه في رجب في العاشر ( ووافقه المبيدي في فواتحه ) وقال : ورد عن الناحيةعليه‌السلام إلى أبي القاسم دعاء : اللهمّ إنّي أسألك بالمولودين في رجب محمّد بن عليّ الثاني إلخ(١٠) .

قلت : إنّ ابن عيّاش خلط في آخر عمره ، ولعلّه حرّف الدعاء ، وأنّه كان

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٨ ، إثبات الوصيّة : ١٧١.

(٢) نقل عن ابن الخشّاب في كشف الغمّة ٢ : ٢٨٤.

(٣) المناقب ٤ : ٣٦٧.

(٤) كشف الغمّة ٢ : ٢٥٩ و ٢٦٧.

(٥) الكافي ٢ : ٤٨٦.

(٦) فرق الشيعة : ٨٦.

(٧) الكافي ١ : ٤٩٢ ، الإرشاد : ٣١٦ ، التهذيب ٦ : ٩٠ ، إثبات الوصيّة : ١٨٣ ، نقل عن ابن خشّاب ، كشف الغمّة ٢ : ٣٦٢.

(٨) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٢٤ ، ونقل تاريخ الغفاري ، في البحار ٥٠ : ١٥.

(٩) إثبات الوصيّة : ١٨٣ ، روضة الواعظين : ٢٤٣ ، إعلام الورى : ٣٢٩ ( وفيه لسبع عشرة ) ، المناقب ٤ : ٣٧٩ ، مطالب السئول : ٣٠٣ ( وفيه تاسع شهر رمضان ) نقل عن ابن الخشّاب ، كشف الغمّة ٢ : ٣٦٢.

(١٠) مصباح المتهجّد : ٨٠٥.

١٧

« محمّد بن عليّ الأوّل » فتقدّم أنّ ولادة الباقرعليه‌السلام كان في رجب.

وكيف كان ، فلا خلاف في سنته ، سنة خمس وسبعين ومائة.

وأمّا مولد الهاديعليه‌السلام

ففي الكافي والإرشاد والتهذيب والروضة : أنّه في النصف من ذي الحجّة(١) .

وفي مسارّ الشيعة : أنّه في السابع والعشرين منه(٢) ونسبه في المصباحين إلى الرواية(٣) .

وذهب المسعودي في الإثبات وابن الخشّاب وابن طلحة إلى أنّه في رجب(٤) ونسبه الكافي إلى الرواية(٥) ورواه الخطيب عن سهل بن زياد(٦) .

وعيّنه ابن عيّاش ـ على نقل المصباح ـ في موضع في اليوم الثاني منه ، وفي آخر في الخامس(٧) .

وإبراهيم بن هاشم ـ على نقل الكشف(٨) ـ لثلاث عشرة ليلة منه. وبه صرّح النوبختي في فرقه(٩) .

وأمّا سنته : ففي الكافي وفي الإرشاد والمسارّ وفي التهذيب في سنة اثنتي عشرة ومائتين.

وقال إبراهيم بن هاشم ـ على نقل الكشف(١٠) ـ والمسعودي في الإثبات

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٩٧ ، الإرشاد : ٣٢٧ ، التهذيب ٦ : ٩٢ ، روضة الواعظين : ٢٤٦.

(٢) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٢.

(٣) مصباح المتهجّد : ٧٦٧.

(٤) إثبات الوصيّة : ٢٠٥ ، مطالب السئول : ٣٠٧ ، ونقل عن ابن الخشّاب ، كشف الغمّة ٢ : ٣٨٤.

(٥) الكافي ١ : ٤٩٧.

(٦) تاريخ بغداد ١٢ : ٥٧ ، الرقم ٦٤٤٠.

(٧) مصباح المتهجّد : ٨٠٥.

(٨) بل على نقل الشيخ ، راجع مصباح المتهجّد : ٨١٩.

(٩) فرق الشيعة : ٩٢.

(١٠) بل على نقل الشيخ ، راجع مصباح المتهجّد : ٨١٩.

١٨

وابن عيّاش ، وابن الخشّاب ، ومحمّد بن طلحة ، والحافظ عبد العزيز ، والنوبختي :

إنّه في سنة أربع عشرة ومائتين ، ونسبه الكليني إلى الرواية ، ورواه الخطيب عن سهل بن زياد(١) .

وأمّا مولد العسكريعليه‌السلام

فلا خلاف في أنّه في شهر ربيع الآخر ، كما عن الحميري في دلائله(٢) وصرّح به الكليني والنوبختي ، والمفيد في إرشاده ومسارّه وحدائقه ، والشيخ في تهذيبه ومصباحيه(٣) والمتأخّرون(٤) .

وإنّما اختلف في يومه فالمفيد في مسارّه وحدائقه والشيخ في مصباحيه عيّناه في العاشر ، والمناقب وإعلام الورى في الثامن(٥) . والكفعمي في الرابع(٦) .

وأمّا سنته : فالحميري والكليني والنوبختي والشيخان والمناقب والإعلام وغيرهم قالوا : إنّه في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

وروى الخطيب عن سهل بن زياد سنة إحدى وثلاثين ومائتين(٧) .

وقال في الإثبات وابن الخشّاب ومحمّد بن طلحة والحافظ عبد العزيز : في سنة إحدى وثلاثين ومائتين(٨) . والمعوّل على الأوّل.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ : ٥٧.

(٢) نقل عنه في البحار ٥٠ : ٢٣٧.

(٣) الكافي ١ : ٥٠٣ ، فرق الشيعة : ٩٥ ، الإرشاد : ٣٣٥ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٢ ، التهذيب ٦ : ٩٢ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٢ ، ونقله عن حدائق المفيد السيّد في الإقبال : ٦١٨.

(٤) إعلام الورى : ٣٤٩ ، المناقب ٤ : ٤٢٢ ، الدروس ٢ : ١٥.

(٥) مسارّ الشّيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٢ ، لا يوجد عندنا حدائق المفيد ، نقله عنه ، إقبال الأعمال : ٦١٨. مصباح المتهجّد : ٧٩٢ ، المناقب ٤ : ٤٢٢ ، إعلام الورى : ٣٤٩.

(٦) مصباح الكفعمي : ٥٢٣.

(٧) تاريخ بغداد ٧ : ٣٦٦ ، الرقم ٣٨٨٦.

(٨) إثبات الوصيّة : ٢٠٧ ، مطالب السئول : ٣٠٩ ، وعن ابن الخشّاب والحافظ عبد العزيز في كشف الغمّة ٢ : ٤٠٣ ، ٤١٥.

١٩

وأمّا مولد الحجّةعليه‌السلام

فقال الكليني وشيخه عليّ بن محمّد ، والمفيد في إرشاده ومسارّه ، والشيخ في مصباحه ، والكراجكي في نصف شعبان(١) . ورواه الإكمال عن موسى بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن الكاظمعليه‌السلام عن حكيمة(٢) وغيبة الشيخ عن موسى بن محمّد ابن جعفر ، وعن أبي عبد الله المطهّري عن حكيمة(٣) . وهداية ابن حمدان وإثبات المسعودي عن جماعة من الشيوخ(٤) منهم علاّن الكليني وموسى بن محمّد وأحمد بن جعفر.

ولعلّ « موسى بن محمّد بن جعفر » في إسناد الغيبة محرّف « موسى بن محمّد ابن القاسم بن حمزة » كما في الإكمال ، أو محرّف « موسى بن محمّد وأحمد بن جعفر » كما في الهداية والإثبات.

وقال الفضل بن شاذان في غيبته المنقولة عن خطّ العاملي عن خطّ بعض المحدّثين : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسين بن عبد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال : سمعت أبا محمّد يقول : قد ولد وليّ الله وحجّته على عباده وخليفته من بعدي مختونا ، ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس وخمسين ومائتين ، عند طلوع الفجر ، وكان أوّل من غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائكة المقرّبين بماء الكوثر والسلسبيل ، ثمّ غسلته عمّتي حكيمة الخبر(٥) .

وروى ابن حمدان أيضا : أنّه في ثامن شعبان(٦) وبه قال الحسن بن محمّد

__________________

(١) الكافي ١ : ٥١٤ ، روى عن عليّ بن محمّد ، إثبات الوصيّة : ٢١٨ ، الإرشاد : ٣٤٦ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٦١ مصباح المتهجّد : ٨٤٢ ، ولم نقف على ذكر يوم ولادتهعليه‌السلام في كنز الكراجكي ، نعم ذكر سنته ، انظر كنز الفوائد ٢ : ١١٤.

(٢) كمال الدين : ٤٢٤.

(٣) كتاب الغيبة : ١٤١.

(٤) روى عن حسين بن حمدان في البحار ٥١ : ٢٥ ( لكن فيه : لثلاث خلون من شعبان ) إثبات الوصيّة : ٢١٨.

(٥) عن كتاب إثبات رجعته الحرّ العاملي في إثبات الهداة : ١٣٩ ح ٦٨٣.

(٦) الهداية : لا يوجد عندنا.

٢٠