سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله8%

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله مؤلف:
المحقق: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 694

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 694 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 358138 / تحميل: 8965
الحجم الحجم الحجم
سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

المذعنين ـ بأن التعاليم الإسلامية الرفيعة التي انقذت العالم من ذلك الوضع المأساوي لم تكن أبداً وليدة الفكر البشريّ وان نسيم الوحدة ، الناعشة ، ونغمة السلام الّتي يهدف إليه الإسلام ويسعى إلى تحقيقه واقراره في الحياة البشرية ليس لها من مصدر إلا الغيب ، إذ كيف يمكن القول بان الإسلام الّذي يعترف حتّى للحيوانات بحق العيش والحياة نابع من تلك البيئة المغرقة في القسوة والوحشية ، وناشئ من ذلك المحيط المفحم بروح الانتقام والتشفي.

لقد أبطل الإسلامُ جميع تلك المجادلات العقيمة والمناقشات التافهة حول مشيئة عيسى وشخصيته ، وقال في نعته ووصفه : « ما المَسِيحُ بنُ مريمَ إلاّ رسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْله الرُّسُلُ واُمَّه صِدِّيقةٌ كانا يأكُلان الطّعام »(١) .

إن هذه الآية انهت الكثير من أبحاث رجال الكنيسة الباطلة الخاوية حول « الروح » و « المسيح » ودمه ، وشخصيته ، وحقيقته ، كما ان الإسلام بفضل التعاليم الرفيعة ، واحياء السجايا والملكات الفاضلة انقذ البشرية من المنازعات ، الفارغة ، والمذابح الفضيعة.

أوضاع إيران إبان عَهد الرسالة :

إن ما دفعَنا إلى دراسة أوضاع الإمبراطورية الرومية هو نفسه يحتم علينا أيضا دراسة اوضاع إيران يومذاك.

لقد صادف ظهورُ الإسلام وبعثة الرسول الكريم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( ٦١١ ميلادية ) عهد السلطان الإيراني خسرو برويز ( ٥٩٠ ـ ٦٢٨ م ) ، وفي عهد « خسرو برويز » هذا هاجر رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مكة إلى المدينة ( الجمعة ١٦ جولاي ٦٢٢ ) ، وصارت هذه الواقعة مبدء للتاريخ الإسلامي.

في هذه الأَيام كانت الدولتان العظيمتان ( الروم الشرقية وايران

__________________

١ ـ المائدة : ٧٥.

١٠١

الساسانية ) تسيطران على معظم مناطق العالم المتحضر ، ولم تزل هاتانَ الدولتان في نزاع مستمر وصراع دائم على مناطق النفوذ حتّى بعد ظهور الإسلام.

فقد بدأت حروب ايران والروم الطويله من عهد السلطان الإيراني أنوشيروان ( ٥٣١ ـ ٥٨٩ م ) واستمرَّت إلى عهد الملك « خسرو برويز » واستغرقت اربعاً وعشرين عاماً من الزمان(١) .

وقد سبَب تحمل « ايران » و « الروم » للخسائر الكبرى ، في الارواح والثروات خلال هذه المعارك الطويلة في إضعاف تينك الدولتين ، وتعطيل وشلّ قواهما بحيث لم يبق منهما إلاّ شبحُ دولتين لا اكثر.

ولكي نقف على الوضع العام في ايران آنذاك من جهاته المختلفة ، وابعاده المتنوعة وبصورة أفضل ، يجب ان نلقي نظرة فاحصة على وضع الحكومات الّتي توالت على سدة القيادة الايرانية بعد حكم « انوشيروان » وحتّى بداية دخول المسلمين.

البَذخ والتَرف في البلاط الساساني :

كانت حياة الملوك الساسانيين تتسم عموماً بالبذخ والترف ، والتشريفات الطويلة العريضة ، وكان البلاطُ الساساني الفخم جداً يخلب ببريقه ، بريق العيون ، ويسحر الافئدة والعقول.

وكان للايرانيين في عهد الساسانيين لواء يُعرف ب‍ « درفش كاوياني » اي العلم الكاوياني نسبة إلى كاوه وهو بطل قومي إيراني اُسطوري ، وقد كانوا يحملونه معهم في الحروب ، أو ينصبونه فوق قصورهم اثناء إحتفالات الساسانيين الكبرى ، وقد كان هذا اللواء موشحاً ومزيناً بأغلى أنواع المجوهرات بلغت قيمتها التقديرية ـ حسب قول بعض الكتاب : « ٠٠٠ / ٢٠٠ / ١ » درهماً ( أو ما يعادل

__________________

١ ـ تاريخ علوم وادبيات در ايران ص ٣ و ٤ وايران در زمان ساسانيان ص ٢٦٧ ( باللغة الفارسية ).

١٠٢

٠٠٠ / ٣٠ پوند ).

وقد بلغت مجموعة المجوهرات والاشياء الثمينة والتصاوير والرسوم المحيرة للعقول الّتي كانت تكتضُّ بها قصور الساسانيين من حيث الاهمية والقيمة حداً سحرت العيون وخلبَت الالباب.

ولو أننا أردنا أن نقف على عجائب ما في تلك القصور ، وما كانت تحتوي عليه من غرائب الاشياء لكفانا أن نلقي نظرة واحدة إلى السجّادة البيضاء والكبيرة التي كانت مفروشة في احدى صالات بعض تلك القصور ، وهي السجّادة الّتي كانت تدعى بالفارسية ب‍ « بهارستان كسرى » وهو بساط كانوا يُعدوّنه للشتاء إذا ذهبت الرياحين ، فكانوا إذا أرادُوا الشرب وتعاطي الخمر فرشوه ، وشربوا عليه فكأنهم في رياض وكان هذا البساط ستيناً في ستين أرضُه بذهب ووشيُه بفصُوص ، وثمره بجوهر وورقه بحرير »(١) !!

وقيل أيضاً أن هذا البساط كان مئة وخمسين ذراعاً في سبعين ذراع وكان منسوجاً من خيوط الذهب والمجوهرات الغالية جداً!!

وقد كان « خسرو برويز » أكثر الملوك الساسانيين ميلا إلى الترف ، والبذخ ، واتخاذ الزينة ، وقد بلَغَت عددُ نسائه وجواريه عدة الآف.

يقول حمزة الاصفهاني في كتاب « سنيّ ملوك الارض » واصفاً حالة الترَف والبذخ الّتي كان يعيشُها كسرى برويز : ثلاثة آلاف امرأة ، واثنا عشر.

وجاء في تاريخ الطبري : أن « كسرى(٢) برويز » كان قد جمع من الأموال ما لم يجمع أحدٌ من الملوك ، وكان أرغب الناسِ في الجواهر والأواني(٣) .

__________________

١ ـ تاريخ الطبري ج ٢ ، ص ١٣٠.

وجاء في تاريخ الطبري : كانت هذه السجّادة ستين ذراعاً في ستين ذراعاً ، بساطاً واحداً مقدار جريب فيه طرق كالصور ، وفصوصٌ كالأنهار وخلال ذلك كالدَّير وفي حافاته كالأَرض المرزوعة والأَرض المبقلة بالنبات في الربيع من الحرير على قضبان الذهب ، ونواره بالذَهب والفضّة!!

٢ ـ سنيّ ملوك الارض والأنبياء : ص ٤٢٠.

٣ ـ تاريخ الطبري : ج ١ ، ص ٦١٦.

١٠٣

الوضع الاجتماعي في ايران :

لم يكن الوضعُ الإجتماعي في عهد الساسانيين بأفضل من الوضع السياسي آنذاك أبداً ، فقد بلغ الاختلاف الطبقي الّذي كان سائداً في ايران منذ زمن بعيد اشدَّه واقوى درجاته ، واسوء حالاته في العهد الاختلاف الساساني.

فطبقة النبلاء والكهنة كانت تتميز على بقية الطبقات تميزاً كاملا ، فهم يختصون بجميع المناصب الاجتماعية الحساسة والعليا ، بينما حُرم الكسبة والمزارعون وبقية أبناء الشعب من كافة الحقوق الاجتماعية ، ولم يكن لهم من واجب ودور في النظام إلا دفع الضرائب الثقيلة والمشاركة في الحروب.

يكتب أحدُ الكتّاب الإيرانيين وهو الاستاذ سعيد نفيسي في هذا الصعيد قائلا :

ان ما كان يثير روح النفاق بين الايرانيين اكثر هو سياسة التمايز الطبقي القاسي جداً الّذي كان الساسانيون يتبعونها في التعامل مع الشعب ، وكان لها جذورٌ في العهود والحضارات السابقة ، ولكنها بلغت ذورتها في العهد الساساني بالذات!!

ففي الدرجة الاُولى كان للعائلات السبع من النبلاء ، ثم للطبقات الخمس إمتيازاتٌ خاصة حُرمَتْ منها عامة أبناء الشعب.

فالملكية كانت محصورة ـ تقريباً في تلك العائلات السبع مع العلم أن الشعب في العهد الساساني كان يقاربُ عدد نفوسه مائة وأربعين مليوناً في حين لا يبلغ عددُ كل واحد من تلك العائلات الممتازة والمتميّزة في شؤونها مائة ألف شخص ، فيكون مجموعُها سبع مائة ألف(١) .

وإذا افترضنا أنَّ حراسَ الحدود وأمراءهم والمُلاك الذين كانوا يتمتعون هم الآخرون بشيء من حق الملكية كان يبلغ عددهم أيضاً سبع مائة ألف أيضاً فيكون حق التملك والمالكية حينئذ خاصاً بمليون ونصف من مجموع مائة

__________________

١ ـ تاريخ اجتماعي ايران : ج ٢ ، ص ٦ ـ ٢٤ ( باللغة الفارسية ).

١٠٤

واربعين مليوناً ، فقد كانت تلك الزمرة القليلة هي الّتي تملك ، وأما الآخرون وهم الاكثرية الساحقة فقد كانوا محرومين من هذا الحق الطبيعي الموهوب لهم من جانب اللّه أساساً وأصلا.

لقد كان الكسبة والفلاحون الذين كانوا محرومين من جميع الحقوق ، والإمتيازات ولكنّهم كانوا يتحمَّلون نفقات حياة البذخ والرفاهية الّتي كان يرفل فيها النُبلاء والأشراف والطبقات العليا ، لا يأملون خيراً وراء استمرار هذه الاوضاع ، ودوامها ، ولهذا كثيراً ما كان المزارعون والفلاحون والطبقات الدنيا من الشعب يغادرون أعمالهم ، ومزارعهم ويلجأون إلى الأديرة فراراً من الضرائب الباهضة والاتاوات القاصمة للظهور ، المبددة للثروات(١) .

يقول مؤلف كتاب « ايران في عهد الملوك الساسانيين »(٢) .

إن حروب إيران ـ الروم الطويلة بدأت من عهد حكومة الملك الإيراني انوشيروان ( ٥٣١ ـ ٥٨٩ م ).

وخلاصة القول أنه كان في الامبراطورية الساسانية يملك أقلية صغيرة تقلّ نسبتُها عن ٥ / ١ % ( واحد ونصف بالمائة ) من مجموع الشعب كل شيء بينما كان اكثر من ( ٨٩ % ) من الشعب الإيراني محرومين من حق الحياة تماماً كالعبيد.

حَقٌّ التعلّم خاصُ بالطبقات الممتازة!! :

في العهد الساساني كان ابناء الاغنياء والبيوتات الرفيعة هم وحدهم الذين يتمتعون بحق التعليم ، بينما كان عامة جماهير الشعب ، والطبقات الوسطى والدنيا محرومين من تحصيل العلوم واكتسابها.

وقد كانت هذه المنقصة بادية وواضحة في عصور ايران التاريخية جداً بحيث ذكرها الشعراء الكبار في ملاحمهم ودواوينهم الملكية المعروفة بالرغم من ان

__________________

١ ـ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين : ٧٠ و ٧١.

٢ ـ إيران في عهد الساسانيين : ص ٤٢٤.

١٠٥

الهدف من تلك الملاحم والدواوين كان هو الحماسة ، والتفاخر بالبُطولات وتجييش العواطف ، بعد مدح الملوك والامراء.

فها هو « الفردوسي »(١) الشاعر الملحمي الفارسي المعروف ، بل اشهر شعراء ايران قد ذكر في شاهنامته ( وهي الملحمة الشعرية الّتي يذكر فيها أمجاد ملوك الفرس في قرابة ستين ألف بيت ) قصة في هذا الصدد تعتبر أفضل شاهد على ما قلناه.

وقد وقعت هذه القصة في زمن « أنو شيروان » ، أي في الوقت الّذي كانت الامبراطورية الساسانية تمرُّ فيه بعهدها الذهبي.

وهذه القصة تشهد بأن اكثرية الشعب في عهد هذا الملك أيضاً كانت محرومة من حق التعلم ، وممنوعة عن اكتساب الثقافة.

يقول الفردوسي : لقد أبدى حذّاء استعداده لتحمّل نفقات الجيش الإيراني ـ في حربه مع الروم ـ بدفع ما يحتاجون إليه من ذهب وفضة.

ومع أن السلطة في عهد « انوشيروان » كانت بحاجة ماسة إلى مساعدات مالية كبيرة إذ كان يتعين عليها أن تجهز ما يقرب من ثلاثمائة الف مقاتل قد اصيبوا بالمجاعة وقلة العتاد ، بحيث أدى ذلك إلى وقوع بعض الاعتراضات ، وإلى ظهور الفوضى في الجنود ، ممّا أدى بدوره إلى قلق الملك الإيراني « أنوشيروان ».

والتخوف من مضاعفات هذه الحالة ، وآثاره السيئة في قتاله للروم ، ولذلك بادر إلى استدعاء وزيره المحنك « بزرجمهر » للتشاور معه في المخلص من ذلك الوضع المحرج ، ثم امره بالتوجه إلى منطقة « مازندران » وجمع الاموال اللازمة من سكانها.

ولكن « بزرجمهر » حذَّر الملك من مغبّة هذا العمل ، وأضاف بأن هذا من شأنه أن يضاعف من الخطر ثم اقترح جمع الاموال اللازمة عن طريق القروض الشعبية فاستحسن « انوشيروان » اقتراحه وأمره باتخاذ الترتيبات اللازمة على

____________

١ ـ راجع للتعرف السريع على شخصية هذا الشاعر : الموسوعة العربية الميسرة : ص ١٢٨٦.

١٠٦

التو فيرسل الوزير مندوبين له إلى المدن الإيرانية ليكلم التجار واصحاب الثروة في الامر.

فيبدى الحذّاء المذكور استعداده لتحمل كل نفقات الجيش لوحده الاّ انه اشترط ذلك بان يسمحوا لولده الوحيد الراغب في تحصيل العلم جداً ان يتعلم.

فاستحقر الوزير شرطه ووعده بالانجاز ، والسماح لولده بالتعلم وتحصيل العلم ، ثم عرض الامر على الملك انوشيروان وهو يأمل في ان يتجاوب الملك مع رغبة الحذّاء وطلبه الصغير إذا ما قيس بما سيعطيه من اموال طائلة في تلك الاوضاع الحرجة.

ولكن الملك استشاط غضباً لهذا الطلب ، ونهر الوزير قائلا : دع هذا ، ما أسوأ ما تطلبه ، ان هذا لا يمكن ان يكون ، لان ابن الحذّاء بخروجه من وضعه الطبقي يهدم التقليد الطبقّي المتبع ، فينفرط بذلك عقد الدولة ، ويكون ضرر هذا المال علينا اكثر من نفعه ، وشره اكثر من خيره.

ثم إنّ الفردوسي يعمد إلى شرح المنطق الميكافيلي حكاية عن لسان انوشيروان إذ يقول ناظما ذلك في ابيات(١) :

وإذا اصبح ابن الحذّاء عالماً كاتباً عارفاً فعندما يجلس ولدنا على مسند الحكم والسلطنة واحتاج إلى كاتب ، فانه سيضطر إلى الاستعانة بابن ذلك الحذّاء ـ الكاتب ـ ( وهو من عامة الشعب ومن ابناء الطبقة الدنيا وفي حين جرت عادتنا إلى الآن على أن نستعين بابناء الاشراف والنبلاء لا أبناء الطبقة الدنيا )!!!

وإذا حصل ابن الحذّاء وبائع الاحذية على العلم والمعرفة أعاره العلم والمعرفة حينئذ عيوناً بصيرة ، وآذاناً سميعة فيرى حينئذ ما يجب أن لا يراه ،

__________________

١ ـ وإليك هذه الأبيات باللغة الفارسية :

چو بازارگان بچه گردد دبير

هنرمند وبا دانش وياد گير

چو فرزند ما برنشند به تخت

دبيرى ببايدش پيروز بخت

هنر بايد از مرد موزه فروش

سپارد بدو چشم بينا وگوش

بدست خردمند مرد نژاد

نماند جز از حسرت وسرد باد

١٠٧

ويسمع ما يجب أن لا يسمعه ، وحينئذ لا يبقى لأبناء الملوك إلا الحسرة والتأسف(١) .

وهكذا يعيد الملك دراهم الحذّاء المسكين إليه رافضاً طلبه ويعود الحذاء خائباً وهو يتوسل بما يتوسل به المستضعفون والمحرومون المظلومون وهو الدعاء والضراعة إلى اللّه في الليل وفي هذا قال الفردوسي : عاد مبعوث الملك بدراهم الحذاء إليه فاصيب الحذاء لذلك بغمّ شديد ثم لما جن الليل تضرع الحذاء إلى اللّه وشكا إليه الملك طالباً عدالته(٢) .

والعجيب هو أن يصف البعض هذا السلطان بالعادل وهو الّذي لم يعالج أسوأ مشكلة في المجتمع الإيراني أيام حكمه وسلطانه وهي المشكلة الثقافية ، بل تسبب في أن يصاب الشعبُ الإيراني بالمزيد من المشاكل الاجتماعية وغيرها.

فقد وأد ودفن في القبور احياء ما يقرب من ثمانين الف انسان ( اومائة الف كما قيل ) في حادثة واحدة ، وهي فتنة مزدك ، حتّى أنه ظنَّ انه قد قضى على جذور تلك الفتنة وهو لا يعلم أنها لم تُستأصل لأن مثل هذه الأساليب القمعية انما تقضي فقط على المسبَّب دون السبب وتكافح المجرم لا الجرم.

لقد كان السبب الحقيقي وراء تلك الفتنة هو الظلم الاجتماعي ، والاختلاف الطبقيّ ، واحتكار الثروة ، والمنصب على أيدي طبقة خاصّة وحرمان الاكثرية الساحقة من الشعب وغير ذلك من المفاسد وكان عليه لو أراد الاصلاح أن يعالج هذه الاُمور ليأتي على المشكلة من أساسها ، ولكنه بدل ذلك كان يريد ـ بالقهر والقمع وفي ظلّ الحراب والسياط ـ أن يظهر الناس انفسهم بمظهر الراضي وعن السلطة ، الموافق على تصرفاتها ، وأحوالها وأوضاعها السيئة!!!

ومن هنا نعرف بطلان الحديث المرويّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

١ ـ راجع شاهنامه ( باللغة الفارسية ) وتاريخ اجتماعي ايران : ص ٦١٨.

٢ ـ

فرستاده برگشت وشد بادرم

دل كفشگر زان درم پر زغم

شب آمد ، غمى شد ز گفتار شاه

خروش جرس خواست از بارگاه

١٠٨

الّذي قال فيه : « وُلدتُ في زمن الملك العادل » ويقصد به انوشيروان(١) .

صفحةٌ سوداءٌ من جرائم خسرو برويز :

ومن جرائم الملك خسرو برويز ومظالمه المنكرة ما فعله بوزيره الشهير « بزرجمهر » الّذي خدم البلاط الشاهنشاهي الايرانيّ ثلاثة عشر عاماً وكان ذلك موجباً لشهرته في البلاد وحسن صيته بين الناس.

فقد عَمَدَ هذا الملك إلى سجن الوزير المذكور ، والنكاية به ، وقدكتب إلى الوزير المسجون رسالة يقول فيها : إنَّ حظَّك مِنَ العلم والمعرفة أنه عرضك للقتل!!

فاجابه « بزرجمهر » بقوله : « فقد انتفعتُ بعلمي مادام قد حالفني الحظُ ، وحيث عاكسني الآن ، فانّني اصبر وأنتفعُ بصبري ، فإذا فاتني فعلُ خير كثير فانني سعيدٌ لأنَّني لم أرتكب كذلك شرّاً كثيراً وإذا ما سلبني منصب الوزارة فاني في الوقت نفسه قد استرحت كذلك من غم الحيف بالناس ، فلا ابالي بما أنا فيه ».

ولما بلغَت هذه الرسالة إلى الملك « برويز » استشاط غضباً ، وأمر بقطع شفتي الوزير ، وجَدْع أنفه ، وعندما عرف الوزيرُ بهذا الأمر الظالم قال : أجل أن شفتي تستحقان اكثر من هذا.

فسأله خسرو برويز : ولماذا؟ فقال : لأنهما وصفتاك عند العامة والخاصة بما لا تستحق من الأوصاف ، واعطتاك ما ليس فيك من الخصال ، فامالتا اليك القلوب ، ورغَّبتا فيك النفوس ، والافئدة ، وآشاعتا عنك أمجاداً لم تستحقها ، يا اسوأ الملوك وأظلم الحكام ، تقتلني الآن بسوء الظن بعد أن كنت على يقين من وفائي ، وصدقي ، واخلاصي ، وسلامتي ، فمن بعد هذا يأمل في عدلك ، ومن بعد هذا يثق بقولك؟!

__________________

١ ـ راجع في هذا المجال : تذكرة الموضوعات لابن الجوزي ، اللئالي المصوغة في الاحاديث الموضوعة للسيوطي ، وكذا مجمع الزوائد للهيثمي.

١٠٩

فازداد « خسرو برويز » لسماع هذه الكلمات الساخنة غضباً على غضب ، وأمر من فوره بقتل الوزير ، فضرب عنقه في التوّ(١) .

وتلك هي معاملة ذلك الملك الموصوف زوراً بالعادل مع اقرب مقربيه ، واكثر معاونيه إخلاصاً ، ووفاء له فكيف كانت تُرى معاملته مع سائر أفراد الرعية وبقية أفراد الشعب؟؟

حكم التاريخ في الملوك الساسانيين :

لقد اتخذ الحكام الساسانيُّون في عهودهم وحكوماتهم سياسة خشنة قاسية ، وقد أخضعوا الناس بسلطانهم بالسيف والعنف.

كانوا يفرضون على الناس ضرائب ثقيلة وأتاوات باهضة قاصمة للظهور ، ولهذا السبب كان عامة الشعب الايراني غير راضين على حكمهم وسيرتهم ، ولكنهم خوفاً على نفوسهم ، ما كانوا يتمكنون من الاعلان من استيائهم هذا بل لم يكن لأرباب الفكر والرأي والعارفين بالامور شأن ولا قيمة في البلاط الشاهنشاهي.

لقد بلغ الاستبدادي لدى الحكام الساسانيين حداً لم يستطع معه أحدٌ من إظهار رأيه ، ولم يجرأ احد على إبداء أية ملاحظة في شأن من الشؤون.

لقد بلغت القوة بخسرو برويز حداً عجيباً وصفه الثعالبي بقوله :

قيل لخسرو برويز ( كسرى ) دعونا فلانا الوالي فتباطأ عن الامتثال ، فأمر الملك من فوره قائلا ان كان يصعب عليه مجيئه ببدنه كله ، فاننا يكفينا شيء منه ، فليؤتى براسه فحسب(٢) .

__________________

١ ـ يذكر الفردوسي الشاعر الملحمي هذه القصة في شاهنامته المعروفة عند ذكر وقائع انوشيروان اثناء حربه مع الروم ( ج ٦ ، ص ٢٥٧ ـ ٢٦٠ ).

٢ ـ ايران در عهد ساسانيان : ص ٣١٨.

١١٠

الفوضى في الحكومة الساسانية :

وممّا يجب ان لا نغفل عن ذكره هو ما تعرضت له الحكومة الساسانية في اواخر عهدها من الفوضى الادراية ، وتفاقم الهرج والمرج في جهازها الحكومي.

فقد دبّ الصراع والنزاع ونشب التنافس الحاد بين الامراء ، والاعيان وقاده الجيش في ذلك العهد وذهب كلُ فريق يختار أميراً من أبناء العائلة المالكة ، ويقوم بتصفية الطائفة الاُخرى الّتي اختارت أميراً آخر.

وعندما فكّر العرب المسلمون في فتح إيران كانت العائلة الساسانية المالكة قد بلغت ذروة الضَعف والانقسام.

وممّا يدل على ذلك تعاقبُ ما يقرب من(١٤) ملكاً على مسند الحكم والسلطان خلال مدّة اربعة اعوام من مقتل الملك « خسرو برويز » وجلوس شيرويه مجلسه وحتّى آخر ملك من ملوك بني ساسان.

وهذا يعني أن حكومة إيران انتقلت خلال مدة لا تتجاوز اربعة اعوام من يد إلى يد اُخرى ( ١٤ مرة )!! ومن الواضح ما يلحق باية دولة ومملكة تتعرض ل‍(١٤) انقلاب يُقتل فيه ملك ، ويحل محله ملك آخر في مثل هذه المدة القصيرة.

فقد كان كلُ حاكم يتسلَّم زمام الحكم ويستولي على عرش السلطان يعمد إلى قتل واغتيال كل من كان يطمع في العرش ، ولا يتورع في سبيل إرساء قواعد حكمه من ارتكاب كل ما يراه ضرورياً ، فكان الأب يقتل ابنه ، والابنُ يقتل أباه ، وربما يقتل الاخ إخوته ، والزوجة زوجها وهكذا

فقد قتل « شيرويه » أباه(١) للحصول على مقعد الحكم والسلطان ، كما أباد اربعين شخصاً من أبناء الملك « خسرو برويز » اي إخوته!!(٢) .

وكان « شهر براز » يقتل كل من لا يثق به ، وقد أدّى هذا إلى أن يقضي على كل أبناء سلالته من الامراء الساسانيين ممّن كان قد تسنَّم عرش السلطان

__________________

١ ـ الكامل في التاريخ : ج ١ ، ص ٢٩٦.

٢ ـ تاريخ اجتماعي ايران : ج ٢ ، ص ١٥ ـ ١٩.

١١١

والملوكية قبله ، رجلا كان ذلك أم إمراة ، صغيراً كان ام كبيراً ، لكيلا يبقى في الوجود من يطمع في السلطان أو يدّعيه!!

وصفوة القول : أن الفوضى السياسية بلغت في أواخر العهد الساساني حداً بحيث كانوا يجلسون فيه الأطفال والصبيان والنساء على اريكة الحكم ، ثم يثورون عليهم ويقتلونهم بعد ايام أو أشهر ويحلون محلَّهم أشخاصاً آخرين!!

وعلى هذا فإن الدولة الساسانية رغم قوتها الظاهرية كانت آخذة في الانحطاط والانحلال وسائرة نحو التمزق والفناء.

الفوضى الدينية في ايران الساسانيين :

لقد كان أهم عامل للفوضى الّتي كانت تعاني منها الاوضاع في العهد الساساني هو الاختلاف في المعتقدات الدينية الّتي كانت سائدة آنذاك.

فحيث أن « اردشير بن بابك » مؤسس السلسلة الساسانية كان ابن مؤبد ( وهو رجل دين زردشتي ) وقيّماً على بيت نار وقد تمكن من السلطان بفضل الموابدة فانه اجتهد في الترويج لدين آبائه في ايران.

وفي عهد الساسانيين كان الدين الرسمي والشائع في أوساط الشعب الإيراني هو الدين الزرادشتي ، ولما كانت السلالة الساسانية قد توصلت إلى الحكم بواسطة الموابدة ـ كما أسلفنا ـ لذلك كان الموابدة والقيمون على بيوت النار ( ونعني بهم رجال الدين الزرادشتي ) يحظون بمكانة كبرى لدى البلاط الساساني إلى درجة أنهم أصبحوا يشكّلون في أواخر العهد الساساني أقوى طبقة ، وأشد الاجنحة نفوذاً في المجتمع الإيراني آنذاك.

ولقد كان الحكام الساسانيّون دائماً ممَّن رشحهم للحكم الموابدة ورجال الدين الزردشتي المجوسي ، ولذلك كان الحكام يأتمرون بأوامرهم ، ولو أن أحداً منهم خالف الموابدة عارضوه أشدَّ المعارضة ، وسحبوا عنه تأييدهم ودَعْمهمْ ، ولهذا اجتهد الملوك الساسانيون في كسب رضا الموابدة ، والعناية بهم اكثر من غيرهم من الطبقات ، وقد تسبَّبت عناية اُولئك الملوك بالموابدة وحمايتهم لهم في تزايد

١١٢

عددهم ، يوماً بعد يوم.

وقد كان الساسانيون يستغلون رجال الدين المجوس أكبر استغلال لتثبيت قواعد حكمهم ، وتقوية مواقعهم في السلطان ولذلك أقاموا في مختلف مناطق القطر الإيراني العريض بيوت النار ، ( وهي معابد المجوس ) جاعلين في كل واحد من هذه المعابد ثلة كبيرة من الموابدة كسدنة.

فقد كتب المؤرخون يقولون : ان « خسرو برويز » شيد بيتاً للنار عظيماً ووكل به ( ١٢ الف ) هيربد ( وهو منصب خاص ورتبة خاصة في نظام القيادة الدينية المجوسية ) لينشدوا فيه الاناشيد الدينية ، ويؤدوا الطقوس والشعائر المجوسيّة!!(١) .

وعلى هذا الاساس كان الدين المجوسي دين البلاط ، وكان رجاله في خدمة الملوك.

هذا وقد اجتهد الموابدة ـ بكل ما في وسعهم ـ في إبقاء الطبقات الكادحة والمحرومة من ابناء الشعب الإيراني في حالة من الركود والجمود وحالة عدم الاحساس بالآلام والرضا بالأمر الواقع.

ولقد تسببت الصلاحياتُ الواسعة والحريات المطلقة المخولة إلى الموابدة في ابتعاد الناس عن الدين المجوسي والنفور منه ، فجماهير الشعب كانت تبحث لنفسها عن غير ما يتدين به الأشراف من عقيدة ودين.

يقول مؤلف كتاب « تاريخ اجتماعي ايران » وقد سعى الشعب الإيراني ـ في المآل ـ إلى ان يتخلص من ضغوط الاشراف والموابدة واضطهادهم ، ولهذا ظهر بيت الزردشتيين في قبال الدين الرسمي « المزدية الزردشتية » الّذي كان دين البلاط كما عرفنا ، وكان يدعى : بهدين ( اي الدين الافضل ) مذهبان آخران(٢) .

اجل وبسبب ضغوط الاشراف وتشددات الموابدة في العهد الساساني ظهرت في ايران مذاهب مختلفة الواحد تلو الآخر ، وقد حاول « مزدك » ومِنْ قبله « ماني » ان يوجدا بأنفسهِما تحولا في الاوضاع الدينية وفي العقائد والمؤسسات ،

__________________

١ ـ تاريخ تمدن ساساني : ج ١ ، ص ١ ( بالفارسية ).

٢ ـ تاريخ اجتماعي ايران : ج ٢ ، ص ٢٠.

١١٣

ألاّ أنهما منيا بالفشل في هذا السبيل(١) .

فحوالي سنة ( ٤٩٧ ميلادية ) قام « مزدك » ، وألغى المالكية الانحصارية ( الخاصة ) ، ونسخ عادة تعدد الزوجات ، ونظام الحريم وكان ذلك في مقدمة برامجه الاصلاحية ، وقد لقيت أفكاره هذه تأييداً قوياً من قِبل الطبقات المحرومة المسحوقة الّتي فجرت بقيادة « مزدك » ثورة كبرى ، وانقلاباً هائلا في المجتمع الإيراني.

ولقد كانت هذه الثورات والانتفاضات الشعبية لأجل أن يتوصل الناس إلى حقوقهم المشروعة ، الممنوحة لهم من قبل اللّه خالقهم وبارئهم.

ولقد قوبل مذهب « مزدك » باعتراض شديد من قِبَل الموابدة ، وامراء الجيش ، وجرّ إلى فتنة كبيرة ، وإلى تردي الاوضاع في ايران آنذاك.

كما ان المذهب الزردشتي قد فقد ـ في أواخر العهد الساساني ـ حقيقته بصورة كاملة ، ووصل الأمر بعبادة النار وتقديسها إلى درجة أنهم كانوا يحرِّمون الدقّ على حديدة محماة اكتسبت لون النار ولهيبها بمجاورتها لها.

وبكلمة واحدة ؛ لقد كانت اكثر المعتقدات الزردشتية المجوسية تتألف من الخرافات والأساطير ، وقد أعطت حقائق هذا الدين ـ في هذا العهد ـ مكانها لحفنة من الشعائر الجوفاء ، والطقوس الفارغة ، الّتي أضاف إليها الموابدة سلسلة من التشريفات الطويلة العريضة تثبيتاً لمواقعهم ، ودعماً لمكانتهم في المجتمع الإيراني يومئذ.

لقد بلغت سيطرة الخرافات والاساطير البعيدة عن العقل والمنطق على هذه العقيدة ، ورسوخها في هذا الدين حداً أقلق حتّى رجال الدين الزردشتي انفسهم أيضاً ، وقد كان بين الموابدة أنفسهم من أدرك منذ البداية تفاهة الطقوس والشعائر الزردشتية الجوفاء فتخلى عنها.

__________________

١ ـ المذهب المانوي هو المذهب الزردشتي الخليط بالمسيحية ، فقد اخترع ماني من مسلك قومي وآخر اجنبي مذهباً جديداً ثالثاً.

١١٤

هذا من جانب

ومن جانب آخر كان قد انفتح على الشعب الإيراني منذ أيام الملك « أنوشيروان » فما بعد طريق التفكير ، والتأمل ، والتحقيق ، وممّا قد قوّى هذا الامر ما حصل من اتصالات بين العقائد الزردشتية والمعتقدات المسيحية وغيرها من العقائد والاديان وما تحقق من تلاقح بينها نتيجة تسلل الثقافة اليونانية والهندية ، وغيرها إلى الوسط الإيراني ، وتسبب كل ذلك في يقظة الشعب الإيراني ، ولذلك اصبح يعاني من هذه الخرافات والاساطير الّتي كانت الديانة الزردشتية تعج بها اكثر من أي وقت مضى.

وعلى أية حال فان الفساد الّذي ظهر في أوساط رجال الدين الزردشت ، وتطرق الخرافات والاساطير الواهية الكثيرة إلى المعتقدات الزردشتية تسَبّبَ في حصول مزيد من التشتت والاختلاف والتشرذم في آراء الشعب الإيراني وعقيدته.

ومع ظهور هذا الاختلاف وعلى أثر إنتشار المذاهب المتنوعة ظهر روح الشك والتردد لدى الطبقة المفكرة والمثقفة ، وسرت منهم إلى بقية الاصناف والفئات ممّا أدى ذلك إلى أن يفقد جماهير الشعب ثقتها وايمانها القطعي ، واعتقادها الكامل السابق بتلك المعتقدات.

وهكذا استشرى الهرج والمرج وعمَّت الفوضى واللادينية كل مناطق إيران والمجتمع الإيراني ، كما رسم « برزويه » الطبيب الشهير في العهد الساساني حيث صوّر نموذجاً كاملا عن الاختلاف الاعتقادي والتشرذم الفكري ، وبالتالي اضطراب الأوضاع الإيرانية في العهد الساساني ، في مقدمة « كليلة ودمنة ».

الحروبُ الإيرانية الروميّة :

لقد انقذ « بزرجمهر » ـ الوزير الإيراني الشهير الّذي كان يحتل مكان الصدارة في حكومة « انوشيروان » وكان موصوفاً بالتدبير والكفاءة العالية ـ ايران من الاخطار الّتي احدقت بها في اكثر الاحايين ، ولكن علاقته بالسلطان

١١٥

( انوشيروان ) كانت تتأثر احياناً بسعاية الساعين ووشاية الوشاة الذين كانوا يوغرون صدر الملك ضدّه فيستصدرون منه قراراً بحبسه وسجنه.

وقد أوغرّ هؤلاء السعاة والواشون أنفسُهم صدرَ « انوشيروان » ضد امبراطور الروم ، وألّبوه عليه ، وشجّعوه على توسيع رقعة نفوذه ، وتوسيع حدود بلاده واضعاف سيطرة منافسه الخطير ، متجاهلا وثيقة « الصلح الخالد » الّتي عقدها مع الروم واتفق فيها الجانبان على عدم التعرض بعضهم لبعض.

وأدى هذا التحريض بأنوشيروان إلى مهاجمة الروم ، واشتعلت على اثرها نيران الحرب ، واستطاع جنود ايران ان يفتحوا سورية ( وقد كانت مستعمرة رومية ) في مدة قصيرة تقريباً ، وحرق انطاكية ونهب آسيا الصغرى.

وبعد عشرين عاماً من القتال وسفك الدّماء ، والكرّ والفر بين الروم وايران وبعد أن فقد الجانبان قدراتهم وطاقاتهم في تلك المعارك الطاحنة ، وبعد الخسائر العظيمة الّتي تحمّلهما الطرفان إضطرّا إلى عقد وثيقة الصلح مرة ثانية ، وحدّدوا حدود بلادهما ، ومناطق نفوذهما كما كانت عليه في السابق شريطة أن تدفع دولة الروم كل عام ما يعادل ( عشرين الف ) دينار إلى دولة ايران.

ومِنَ الواضح الّذي لا يخفى ولا يحتاج إلى البيان أن حروباً طويلة الامد تدور رحاها بعيداً عن مركز الدولة من شأنها ان تأتي بالنتائج السيئة والتبعات الثقيلة على اقتصاد الشعب المحارب ، وصناعته وتوجه إلى هذه الجوانب ضربات قوية ، لا تزول آثارها إلاّ بعد زمان طويل خاصة مع ملاحظة الوسائل والأدوات في تلك العصور.

ومهما يكن فان هذه الحروب ، وهذه الحملات المكلفة هيأت المقدمات الموجبة لسقوط الحكومة الإيرانية الحتمي.

فان آثار هذه المعارك لم تَزُل بعد إلاّ وقد نشبت حرب اُخرى دامت سبعة اعوام فان « تي باريوس » امبراطور الروم بعد ان تسنم عرش السلطان هدد بحملاته الكبيرة استقلال الدولة الإيرانية بدافع الانتقام.

وفي الأثناء ـ وقبل ان يتضح موقف الطرفين وموقعهما في تلك المعارك من

١١٦

الهزيمة أو الانتصار ـ مات « انوشيروان » وخلفه في إدراة البلاد ابنه « خسرو برويز ».

وقد حمل هذا الأخير على الروم ايضاً ، وذلك عام(٦١٤) بحجج معينة ، وفتح في أول حملة من حملاته : بلاد الشام وفلسطين وأفريقية ونَهب اورشليم ، وأحرق كنيسة القيامة ومزار السيّد المسيحعليه‌السلام وهدم المدن ، ودمرها.

وقد انتهت هذه الحرب بعد مقتل تسعين الف من النصارى لصالح الإيرانيين.

في مثل هذه المرحلة الّتي كان فيها العالمُ المتحضر آنذاك يحترق ـ في نيران الحروب والظلم ، بُعِث رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالرسالة الإسلامية ، وبلغ نداؤه المحيي للنفوس والعقول سمع البشرية ، وقام يدعو الناس إلى الصلح والسلم ، وإلى النظم والامن.

ولقد أدّى انهزامُ الروميين المتدينين ، المؤمنين باللّه على أيدي المجوس الكفار ، عبدة النار ، إلى ان يتفاءل اهل مكة الوثنيون بهذا الحدث ، ويحدّثوا ( ويمنّوا ) أنفسهم بالانتصار على المسلمين المؤمنين باللّه عما قريب ، وانطلقوا يرددون هذه الاُمنية أمام المسلمين وهم يحاولون بها إضعاف معنويّاتهم ، وزعزعة إيمانهم ، الامر الّذي أقلق المسلمين.

ولم يتخذ النبيُصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم موقفاً تجاه هذه الظاهرة انتظاراً لما سينزل به عليه الوحيُ إلى ان نزلت آيات في هذا المجال هي الآيات الاُولى من سورة الروم الّتي تقول : «الم ، غُلِبَتِ الرُّوْم في أدْنى الأَرْض وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غلَبهِمْ سَيَغْلِبُونَ في بِضْع سنين للّه الأمرُ منْ قبْل وَمن بَعْد وَيَوْمئذ يَفْرَحُ الْمُؤمِنُونَ بَنَصْر اللّه يَنصُرُ مِنْ يَشاء وَهُوَ الْعَزيزُ الرَّحيمُ. وَعَدَ اللّهِ لا يُخْلِفُ اللّه وَعْدَهُ وَلكِنَّ اكْثَر النّاسِ لا يَعْلَمُون »(١) .

وقد تحقّقت نبوءة القرآن هذه حول الروم في عام ( ٦٢٧ ميلادية ) حيث

__________________

١ ـ الروم : ١ ـ ٦.

١١٧

استولى « هرقل » على « نينوى » في حملة واحدة.

وعلى أيّة حال كانت الدولتان المتنافستان تطويان الدقائق والساعات الأخيرة من حياتهما فيما تستعدّان من ناحية اخرى لتجميع القوى ، والتهيؤلشن حملات جديدة ، وخوض حروب ومعارك اُخرى ولكن حيث أن الارادة الالهية كانت قد تعلقت بأن يسطع على تلك المنطقتين نورُ التوحيد وتنتعش نفوسُ الروميين والفرس الذابلة الميتة بنسائم الإسلام الناعشة ، واشعته الهادية ، لذلك لم يلبث أن قُتِل « خسرو برويز » على يدي ابنه « شيرويه » الّذي لم يُدْم سلطانه بعد اغتياله لأبيه اكثر من ثمانية أشهر ، ثم سادت ايران بعد « شيرويه » فوضى شاملة خلال اربعة اشهر ، حيث تناوب على مسند الحكم حُكامٌ وامراء عديدون أربعة منهم من النساء ، إلى أن أنهى الجيشُ الاسلاميّ بحملاته الناجحة هذه الاوضاع ، ووضع نهاية لهذا الصراع السياسي الحادّ الّذي استمرّ خمسين عاماً والّذي ساعد بدوره على تقدم الفتوحات الإسلامية.

١١٨

٤

أسلاف رسول الإسلام (ص)

١ ـ بطل التوحيد : إبراهيم الخليلعليه‌السلام

إن الهدف من استعراض حياة النبيّ العظيم إبراهيم الخليلعليه‌السلام هو التعريف بأجداد النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأسلافه ، لانتهاء نسبه الشريف إلى النبيّ إسماعيل بن إبراهيمعليهما‌السلام ، وحيث ان لهاتين الشخصيتين العظيمتين وبعض أسلاف النبيّ العظام نصيبٌ هامٌّ في تاريخ العرب والإسلام ، لهذا ينبغي الحديث عن أحوالهم بصورة مختصرة ، خاصَّة أنَّ حوادث التاريخ الإسلامي ترتبط ارتباطاً كاملا ـ كحلقات سلسلة واحدة ـ بالحوادث السابقة ، أو المقارنة لبزوغ الإسلام.

فعلى سبيل المثال تُعْتَبر كفالة « عبد المطلب » لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحمايته له ، وجهود « ابي طالب » ودفاعه الطويل عن النبيّ ، وعظمة الهاشميين وسموّ مقامهم واخلاقهم ، وجذور معاداة الأمويين لهم ، الاسس والقواعد الموضوعية لحوادث التاريخ الإسلامي ، ولهذا كان لابدّ من تخصيص فصل كامل في التاريخ الإسلامي لهذه الابحاث.

إنّ في حياة حامل راية التوحيد النبيّ « إبراهيم الخليل »عليه‌السلام نقاطاً مشرقة وبارزة جداً.

فجهاده العظيم في سبيل ارساء قواعد التوحيد واقتلاع جذور الوثنية ممّا

١١٩

لا ينسى.

وهكذا حواره اللطيف والزاخر بالمعاني مع عَبَدة النجوم والكواكب في عصره والّذي ذكره القرآن الكريم لمعرفتنا ، افضل واسمى درس توحيدي لطلاب الحقيقة وبغاة الحق.

مولد إبراهيم :

لقد وُلدَ بطَلُ التوحيد في بيئة مظلمة كانت تسربلها ظلمات الوثنية ، وعبادة البشر في بيئة كان الإنسان فيها يخضع لأَصنام نحتها بيديه ، كما يخضع لكواكب ونجوم.

لقد وُلد حامل لواء التوحيد « إبراهيم الخليل »عليه‌السلام في « بابل » الّذي يعدّها المؤرخون إحدى عجائب الدنيا السبع ، ويذكرون حولها قصصاً واموراً كثيرة تنبئ عن عظمتها وأهمية حضارتها ، فيقول « هيردوتس » المؤرخ المعروف ـ مثلا ـ : لقد كانت بابل بنية بشكل مربَّع طول كل ضلع من اضلاعه الاربعة ( ١٢٠ فرسخاً ) ومحيطه ( ٤٨٠ فرسخاً )(١) .

إنَّ هذا الكلام مهما كان مبالغاً فيه إلاّ أنه على كل حال يكشف عن حقيقة لا تقبل الإنكار ، إذا ما ضُمَّ إلى ما كتبه الآخرون عن تلك المدينة التاريخية.

غير اننا لا نرى من تلك المدينة اليوم ومن مناظرها الجميلة ، وقصورها الرائعة ، إلاّ تلاّ من التراب في منطقة بين « دجلة » و « الفرات » ، فالموت يخيّم على كل تلك المنطقة ، اللّهم الا عندما يكسر علماء الآثار بتنقيباتهم جدار الصمت أحياناً ، بحثاً عن آثار تلك المدينة ، ويستخرجون بقاياها الموقوف على معالم من حضارة اصحابها وسكانها.

لقد فتح رائد التوحيد ومُرسي اركانه « إبراهيم الخليل »عليه‌السلام عينيه

__________________

١ ـ قاموس الكتاب المقدّس ، مادّة بابل.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

الحسين بن مصعب

ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (ع)(١١٥) هكذا: الحسين ابن مصعب. وفي أصحاب الصادق (ع) (١٦٩ / ٧٠): الحسين ابن مصعب بن مسلم البجلي الكوفي. ص ١٧٠ / ٨٦: الحسين بن مصعب الهمداني الكوفي. وص ١٨٤ / ٣٢٢: الحسين بن مصعب الهمداني. وذكره البرقي أيضا في أصحثجابه (ع)(٢٦) قائلا: حسين بن مصعب الهمداني، كوفي. وروى عن الحسين بن مصعب عن أبي عبدالله (ع) جماعة: منهم محمد بن أبي عمير كما في الخصال ج ١ / ١٢٨، والتهذيب ج ٦ / ٣٥٠، وغيره، ومحمد بن زياد بن عيسى كما في روضة الكافي(٢١٧)، وبهلول كما في الخصال ج ١ / ٧٤ وذكرناهم في الطبقات. وذكره الشيخ في الفهرست(٥٨) وقال: له كتاب، أخبرنا عدة من أصحابنا عن التلعكبري عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن عمر بن كيسبة عن الطاطري عن محمد بن زياد عنه. قلت: طريقه ضعيف بأحمد بن عمر بن كسيبة المهمل في الرجال. نعم روى الشيخ والجاشي كتب جماعة عنه عنهم. وكناه الشيخ في الفهرست بأبي الملك، ولقبه بالهندي في ترجمة علي بن الحسن الطاطري(٩٢). روى أحمد بن عمر بن كيسبة عن جماعة: م نهم علي بن الحسن الطاطري الثقة الواقفي المتعصب في مذهبه كثيرا كما في ترجمته من الفهرست(٩٢)، وأيضا(١١٥)، و(٦٥)، ومواضع بن النجاشي،

٤٤١

ومنهم محمد بن بكر بن جناح كما في ترجمة محمد بن اسحاق من النجاشي.

وروى عنه علي بن محمد بن الزبير القرشي (الفهرست ٦٩)، و ٩٢، وأحمد بن محمد بن عقدة في مواضع من الفهرست والنجاشي. الحسين بن معاذ بن مسلم الانصاري الهرا الكوفي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع)(١٦٩). قلت: وكان معاذ أبوه ابن عم محمد بن الحسن بن أبي سارة مولى الانصار الرواسي الذي تأتي ترجمته رقم(٨٨٥) وهناك قول: النجاشي: وابن عم محمد بن الحسن معادبن مسلم بن أبي سادة، وهم أهل بيت فضل وأدب، وعلى معاذ، ومحمد تفقه الكسائي علم العرب إلى أن قال: وهم ثقات لايطعن عليهم بشئ. وعلى هذا فالحسين بن معاذ يعد من الفضلاء الثقات الذين لا يطعن عليهم، وتأتي ترجمة معاذ ومسلم في محله. وفي معاني الاخبار(١٢٢) باسناده عن أبي أحمد عبدالعزيز بن بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري عن الحسين بن معاذ عن سليمان بن داود.

الحسين بن موسى بن جعفر (ع)

ذكره علماء الانساب والمفيد وغيره في أولاد موسى بن جعفر (ع) وقال المفيد في الارشاد(٣٠٣): ولكل واحد من ولد أبي الحسن موسىعليه‌السلام فضل ومنقبة مشهورة، وكان الرضاعليه‌السلام المقدم

٤٤٢

عليهم في الفضل حسب ما ذكرناه.

واختلف علماء الانساب في عقب الحسين بن موسى (ع) وانه هل أعقب وبقي أو انقرض أو لم يعقب.

روى الحسين عن أبيه ابي الحسن موسى (ع) ابراهيم عن عقبة، وابراهيم بن اسحاق الاحمر الكافي ج ٢ / ٢٢٢ في الحناء بعد النورة). وروى عن أمه عن أبيه (ع) عنه أحمد بن محمد (قرب الاسناد(١٤١)، والكافي ج ١ / ١٤ في وجوب الغسل يوم الجمعة) وروى عن أم احمد بنت موسى عنه (ع) ايضا كما في الكافي ج ١ / ١٤. وذكرناه في طبقات أصحابه (ع). وروى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ما يدل على امامته (ع) من الاخبار بالمغيبات كما في عيون أخبار الرضا (ع) ج ٢ / ٢٠٨ وروى عن أبي جعفر الجوادعليه‌السلام ففي الكشي ترجمة علي بن جعفر (ع)(٢٦٩): حدثني نصر بن الصباح البلخي قال حدثني اسحاق بن محمد البصري أبويعقوب قال حدثني أبوعبدالله الحسين ابن موسى بن جعفر (ع) قال: كنت عند أبي جعفر (ع) بالمدينة وعنده علي بن جعفر (ع) وأعرابي من أهل المدينة جالس فقال الاعرابي: من هذا الفتى؟ وأشار بيده إلى أبي جعفر (ع) قلت: هذا وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال يا سبحان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد مات منذ مائتي سنة كذا وكذا سنة وهذا حديث كيف يكون هذا وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت: هذا وصي علي بن موسى وعلي وصي موسى ابن جعفر (ع) الحديث.

تنبيه: قال في مجمع الرجال ج ٢ / ١٩١: الحسين بن علي بن موسى ابن جعفرعليهما‌السلام ، سيذكر انشاء الله في علي بن جعفر، وفي ص ٢٠١: كش الحسين بن موسى بن جعفر (ع) أبوعبدالله (ع).

٤٤٣

سيذكر انشاء الله في علي بن جعفر. ثم علق على (الحسين بن موسى) بقوله: بن على الخ ظ.

يريد سقوطه وفي ترجمة علي بن جعفر روى الحديث المتقدم عن الكشي كما ذكرناه ثم استظهر سقوط (ابن علي) أيضا. وهذا منهرحمه‌الله غريب فلم يكن لعلي بن موسى بن جعفر (ع) ولد غير أبي جعفر الجواد (ع) يسمى بالحسين أو غيره فلاحظ.

الحسين بن موسى الهمداني

ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع)(١٧٠) وقال: كوفي. وفي ص ١٨٣: الحسين بن موسى، كوفى. وقال البرقي في أصحابه (ع)(٢٦): الحسين بن موسى كوفي. وقال الشيخ في أصحاب الكاظم (ع)(٣٤٨): الحسين بن موسى واقفي. وفي أصحاب الرضا (ع)(٣٧٣): الحسين موسى. قلت: يمكن اتحاد الجميع ولا شاهد عليه كما انه لا تميز فلا حظ.

الحسين بن الهذيل

ذكره الشيخ في الفهرست(٥٧) وقال: له روايات. ثم قال: الحسينبن مهران. له كتاب، رواهما حميد عن عبدالله بن أحمد بن نهيك عنهما. قلت لايبعد كون الطريق معلقا على طريقه إلى الحسين بن ايوب قبلهما هكذا: أخبرنا به أحمد بن عبدون عن أبي طالب الانباري عن حميد بن زياد الخ. وحينئذ موثق بحميد الواقفي الثقة. وقال في باب من لم يرو عنهم (ع) من رجاله(٤٦٤): الحسن ابن هذيل روى عنه حميد. قلت والظاهر ان (الحسن مصحف الحسين)

٤٤٤

هذا آخر باب الحسن والحسين من كتاب تهذيب المقال والحمد لله رب العالمين والصلوة والسلام على محمد وآله الطاهرين ويليه الجزء الثالث أوله: (ومن هذا الباب اسحاق)

٤٤٥

الفهرس

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال ٣

٤ - باب الحسن والحسين -٧١ - الحسن بن علي بن فضال كوفي(١) ٥

٧٢ - الحسن بن علي بن أبي حمزة ١٥

٧٣ - الحسن بن أبي قتادة علي بن محمد بن عبيد بن حفص بن حميد ١٨

٧٤ - الحسن بن محمد بن سهل النوفلي ١٩

٧٥ - الحسن بن راشد الطفاوي ٢٠

٧٦ - الحسين بن يزيد بن محمد بن عبدالملك النوفلي(٢) ٢١

٧٧ - الحسين بن أبي سعيد هاشم ابن حيان المكاري أبوعبدالله(١) ٢٥

٧٨ - الحسين بن بسطام ٢٨

٧٩ - الحسن بن علي بن زياد الوشابجلي ٣٠

٨٠ - الحسن بن علي بن النعمان ٣٨

٨١ - الحسن بن علي بن بقاح(١) ٤٠

٨٢ - الحسن بن الحسين بن اللؤلؤى ٤٢

٨٣ - الحسن بن محمد بن سماعة أبومحمد الكندي الصيرفي(١) ٤٤

٨٤ - الحسن بن موسى الخشاب ٥٣

٨٥ - الحسين بن عبيد الله السعدي أبوعبدالله إبن عبيد الله بن سهل ٥٦

٨٦ - الحسن بن خرزاد ٥٩

٨٧ - الحسين بن إشكيب ٦٠

٨٨ - الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي ٦٢

٨٩ - الحسين بن موسى بن السالم الخياط أبو عبدالله ٦٣

٩٠ - الحسن بن علي بن يقطين بن موسى ٦٥

٩١ - الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ٦٧

٤٤٦

٩٢ - الحسن بن عطية الحناط ٦٨

٩٣ - الحسن بن رباط البجلي ٧١

٩٥ - الحسن بن زياد العطار(١) ٧٥

٩٦ - الحسن بن السري الكاتب الكرخي(١) ٧٨

٩٧ - الحسن بن قدامة الكناني الحنفي ٩٨ - الحسين بن زيدان الصرمي ٩٩ - الحسن بن علي بن أبي عقيل أبومحمد العماني الحذا ٨٣

١٠٠ - الحسن بن محمد بن أحمد الصفار البصري أبوعلي ٨٦

١٠١ - الحسن بن محمد النهاوندي ١٠٢ - الحسن بن متيل ٨٩

١٠٣ - الحسن بن علي أبومحمد الحجال ١٠٤ - الحسن بن محمد الحضرمي ابن أخت أبي مالك الحضرمي(٣) ٩٠

١٠٥ - الحسن بن علي بن أبي المغيرة الزبيدي الكوفي ٩١

١٠٦ - الحسن بن صالح الاحول ١٠٧ - الحسن بن علي بن سبرة(٢) ٩٤

١٠٨ - الحسن بن الجهم بن بكير عن أعين أبومحمد الشيباني ٩٥

١٠٩ - الحسن بن الدبرقان أبوالخزرج(١) ٩٧

١١٠ - الحسن بن الحسين العرني النجار ٩٨

١١١ - الحسن بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحرث بن المطلب ١٠١

١١٣ - الحسن بن الحسين السكوني ١١٤ - الحسين بن زيد علي بن الحسين (ع) أبوعبدالله(٤) ١٠٢

١١٥ - الحسين بن علوان الكلبي ١١٠

١١٦ - الحسين بن أبي العلاء الخفاف أبوعلي الاعور ١١٤

١١٧ - الحسين بن أحمد المنقري التميمي أبوعبدالله ١١٩

١١٨ - الحسين بن عثمان بن شريك بن عدي العامري الوحيدي(١) ١٢٤

٤٤٧

١١٩ - الحسين بن نعيم الصحاف مولى بني أسد(٢) ١٢٥

١٢٠ - الحسين بن حمزة الليثي الكوفي إبن بنت أبي حمزة الثمالي(٢) ١٢٨

١٢١ - الحسين بن عثمان الاحمسي البجلي ١٣٢

١٢٢ - الحسين بن المختار أبوعبدالله القلانسي(١) ١٣٣

١٢٣ - الحسين بن حماد بن ميمون العبدي ١٣٦

١٢٤ - الحسين بن ثور بن أبي فاخته سعيد بن حمران ١٣٧

١٢٥ - الحسين بن أبي غندر ١٤١

١٢٦ - الحسين بن مهران بن محمد بن أبى نصر السكونى(٢) ١٤٢

١٢٧ - الحسين بن عمر بن سلمان ١٤٥

١٢٨ - الحسين بن المبارك ١٤٦

١٢٩ - الحسين بن سيف بن عميرة أبوعبدالله النخعي(١) ١٤٧

١٣٠ - الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب إبن سعد بن نوفل بن الحرث ١٤٩

١٣١ - الحسن بن موفق ١٥٣

١٣٢ - الحسن بن عمرو بن منهال بن مقلاص ١٥٤

١٣٣ - الحسين بن عبيد الله بن حمران الهمداني المعروف بالسكوني ١٣٤ - الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين إبن علي ابن ١٥٥

١٣٥ - الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران ١٦٥

١٣٦ - الحسن بن العباس بن الحريش الرازي أبوعلي(١) ١٧٩

١٣٧ - الحسن بن خالد بن محمد بن علي البرقي ابوعلي أخو محمد بن خالد(١) ١٨٢

١٣٨ - الحسن بن ظريف بن ناصح(٢) ١٨٣

١٣٩ - الحسن بن أبي عثمان المقلب سجادة أبومحمد ١٨٤

١٤٠ - الحسن بن عنبسة الصوفي(١) ١٤١ - الحسن بن علي الزيتوني الاشعري أبومحمد ١٨٧

١٤٢ - الحسن بن محمد بن جمهور العمي أبومحمد بصري(١) ١٨٨

١٤٣ - الحسن بن احمد بن ريذويه القمي ١٤٤ - الحسن بن عبدالصمد بن محمد بن عبيد الله الاشعري ١٩١

٤٤٨

١٤٥ - الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة البجلي ١٩٢

١٤٦ - الحسن بن موسى ابومحمد النوبختي(١) ١٩٤

ابوجعفر محمد بن علي بن نوبخت المنجم ١٩٧

اسماعيل بن علي بن نوبخت ابوسهل النوبختي ١٩٨

ابوجعفر بن علي بن نوبخت العباس بن اسماعيل بن ابي سهل بن نوبخت ٢٠٠

محمد بن العباس بن اسماعيل كبرياء النوبختي ٢٠١

علي بن العباس بن اسماعيل ابوالحسن النوبختي ٢٠٢

الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن اسماعيل ٢٠٣

اسحاق الكاتب النوبختي احمد بن ابراهيم النوبختي ٢٠٤

عبدالله بن ابراهيم ابوجعفر النوبختي احمد بن عبدالله ابوعبدالله النوبختي ٢٠٥

علي بن احمد النوبختي ابن زهومة ابي علي بن جعفر النوبختي ٢٠٦

ابومحمد الحسن بن يحيى النوبختي ٢٠٧

١٤٧ - الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن جعفر بن عبيد الله ابن الحسين ٢١٨

١٤٨ - الحسن بن حمزة بن علي بن عبدالله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن... علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ابومحمد الطبري(١) ٢٢٩

١٤٩ - الحسن بن احمد بن محمد بن الهيثم العجلي أبومحمد ٢٣٧

١٥٠ - الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد ابن علي بن أبي طالب (ع)(٣) ٢٣٨

١٥١ - الحسين بن شاذويه أبوعبدالله الصفار ٢٤٢

١٥٢ - الحسين بن محمد بن علي الازدي ابوعبدالله ٢٤٣

١٥٣ - الحسين بن علي ابوعبدالله المصري(٢) ٢٤٤

١٥٤ - الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر الاشعري القمي ابوعبدالله(١) ٢٤٦

١٥٥ - الحسين بن القاسم بن محمد بن ايوب ابن سمعون ابوعبدالله الكاتب(٢) ٢٥٢

١٥٦ - الحسين بن عنبسة الصوفي(٢) ٢٥٣

١٥٧ - الحسين بن حمدان الحضيني الجنبلاى ابوعبدالله(٤) ٢٥٣

١٥٨ - الحسين بن محمد بن الفرزدق بن بحير بن زياد الفزارى ابوعبدالله المعروف بالقطعي(٢) ٢٥٤

٤٤٩

١٥٩ - الحسين بن خالويه ابو عبدالله النحوى(٢) ٢٥٥

١٦٠ - الحسين بن علي سفيان بن خالد ابن سفيان ابوعبدالله البزوفري ٢٦٠

١٦١ - الحسين بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي أبوعبدالله ٢٦٣

١٦٢ - الحسين بن علي الحزاز القمي أبوعبدالله ٢٧٥

١٦٣ - الحسين بن أحمد بن المغيرة أبوعبدالله البوشنجي ٢٧٦

١٦٤ - الحسين بن عبيد الله بن ابراهيم الغضائري ابوعبدالله(٢) ٢٧٧

١٦٥ - الحسين بن علي بن الحسين بن محمد ابن يوسف الوزير أبوالقاسم المغربي ٢٨٦

١٦٦ - الحسين بن محمد بن جعفر الخالع ٢٩٠

تذييل باب الحسن والحسين ٢٩٢

الحسن بن أيوب بن نوح الحسن بن حبيش الاسدي الكوفي ٢٩٤

الحسن بن الحسين الانباري ٢٩٦

شهوده مع عمه الحسين (ع) يوم الطف ٣٠٣

تزوجه بنت عمه الحسين (ع) ٣٠٤

توليه صدقات امير المؤمنين (ع) ٣٠٥

تجنبه عن دعوى الامامة ٣٠٧

مولده ووفاته ٣٠٩

الحسن بن راشد أبوعلي البغدادي مولى آل المهلب ٣١١

الحسن بن راشد مولى بني العباس ابومحمد الكوفي البغدادي الوزير ٣١٥

الحسن بن سهل بن عبدالله اخو الفضل ٣١٧

الحسن بن شاذان الواسطي الحسن الشريعي ابومحمد الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي ٣١٨

الحسن بن صدقة المدائني أخو مصدق بن صدقة ٣٢٥

الحسن بن عباد الحسن بن عبدالله القمي ٣٢٦

الحسن بن عبدالله ابوعلي عم الرافعي الحسن بن علوية أبومحمد القماص ٣٢٧

الحسن بن علي الحضرمي الحسن بن علي الحناط الحسن بن علي الاصغر بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب (ع) الملقب بالافطس ٣٢٨

٤٥٠

الحسن بن علي الكلبي الحسن بن علي الوجناء النصيبي الحسن بن علي أبومحمد الهمداني ٣٢٩

الحسن بن عمار الحسن بن عمار الدهان الحسن بن عمارة الكوفي ٣٣٠

الحسن بن عمر بن زيد ٣٣٢

الحسن بن الفضل بن زيد اليماني الحسن بن القاسم ٣٣٣

الحسن بن القاسم بن العلاء ٣٣٧

الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب أبوعلي البجلي السراد، ويقال له الزراد ٣٣٩

مكانته السامية ٣٤٦

مناقشات ونوادر في رواياته ٣٤٧

الحسن بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن أشناس أبوعلي البزاز ٣٥١

الحسن بن محمد بن بابا القمي ٣٥٣

الحسن بن محمد الداعي بالخبر الحسن بن محمد السراج الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي ٣٥٤

الحسن بن محمد بن عمران الحسن بن محمد بن الوجناء أبومحمد النصيبي ٣٥٦

الحسن بن مسكان ابن أخي جابر الجعفي ٣٥٨

الحسن بن موسى الحناط الكوفي ٣٥٩

الحسن بن النضر القمي ٣٦٠

الحسن بن النضر ابوعوان الابرش ٣٦٢

الحسن بن النظرة ٣٦٣

الحسن بن هارون الدينوري ٣٦٣

الحسن بن هارون بن عمران ابومحمد الهمداني ٣٦٤

الحسن البصرى وحديثه ٣٦٩

اعجاب البصرى بعلمه ٣٦٩

إفتاء الحسن البصري برأيه ٣٧١

الحسن بن يعقوب القمي الحسين بن إبراهيم بن احمدبن هشام المؤدب المكتب ٣٧٢

الحسين بن ابراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط الحسين بن ابراهيم القزويني ٣٧٤

٤٥١

الحسين بن أبي الخطاب الحسين بن احمد بن أبان القمي ٣٧٥

الحسين بن ادريس القمي الاشعرى ٣٧٦

الحسين بن احمد بن الحسن الرقي ٣٧٨

الحسين بن أحمد الحلبي الحسين بن احمد بن خيران ٣٧٩

الحسين بن أحمد بن سفيان القزويني الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني ٣٨٠

الحسين بن أحمد بن ظبيان الحسين بن أحمد بن عامر الاشعرى ٣٨١

الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد أبوعبدالله الاشناني الدارمي البلخي الحسين بن أسد البصري ٣٨٢

الحسين بن ايوب ٣٨٣

الحسين بن بشار ٣٨٤

الحسين بن بشر الاسدي ٣٩٠

الحسين بن بشير ٣٩١

الحسين بن الحسن الحسيني أبوعبدالله الاسود الرازي ٣٩٢

الحسين بن الحسن الافطس بن علي الاصغرإبن علي إبن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن علي ابن أبي طالب (ع) أبوالفضل العلوي ٣٩٣

الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي ٣٩٤

الحسين بن الحسن الفارسي القمي ٣٩٥

الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه القمي الحسين بن الحسن بن محمد ٣٩٦

الحسين بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الحسين بن الحكم ٣٩٧

الحسين بن خالد الصيرفي ٣٩٨

الحسين الخراساني الحباز الحسين بن روح بن أبي بحر أبوالقاسم النوبختي ٤٠٠

المؤهلين للسفارة بعد اختياره ٤٠٨

محبسه ٤٠٩

طبقته ومن روى عنه ٤١٠

الحسين بن زياد ٤١١

الحسين بن شداد بن رشيد الجعفي الكوفي الحسين بن عبد ربه ٤١٢

٤٥٢

الحسين بن عبدالله النيشابورى ٤١٤

الحسين بن عبدالملك بن عمرو الاحول الحسين بن عبيد الله بن علي الواسطي الحسين بن عبيد الله القمي المحرر ٤١٥

الحسين بن عثمان بن زياد الرواسي أخو حماد الناب ٤١٦

الحسين بن على بن ابراهيم العلوي الحسين الاصغر أبوعبدالله بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ٤١٨

طبقته ٤٢٥

مولده ووفاته ٤٢٧

الحسين بن علي الخواتيمي الحسين بن علي الزعفراني ٤٢٨

الحسين بن علي بن يقطين ٤٢٩

الحسين بن عمر بن يزيد ٤٣٠

الحسين بن عمرو بن ابراهيم الهمداني ٤٣٤

ابوعلي الحسين بن الفرج أبي قتادة البغدادي ٤٣٥

الحسين بن قياما الواسطي الصيرفي ٤٣٦

الحسين بن كيسان الحسين بن مالك القمي ٤٣٨

الحسين بن محمد بن سليمان الحسين بن مخارق السلولي ٤٣٩

الحسين بن محلد بن إلياس الحسين بن مسكان ٤٤٠

الحسين بن مصعب ٤٤١

الحسين بن موسى بن جعفر (ع) ٤٤٢

الحسين بن موسى الهمداني الحسين بن الهذيل ٤٤٤

الفهرس ٤٤٦

٤٥٣

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694