سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله11%

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله مؤلف:
المحقق: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 694

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 694 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 358069 / تحميل: 8965
الحجم الحجم الحجم
سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

*إقرأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلق خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ عَلَق إقْرأ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ الَّذي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ . ( العلق / ١ ـ ٥ ).

*ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إنْ هُوَ اِلاّ وَحْيٌ يُوحى عَلَّمهُ شَديدُ القُوى ذو مَرَّة فَاسْتَوى وَهُوَ بالافُقِ الاَْعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدلّى فَكانَ قَاب قَوسَيْنِ أوْ أدْنى فَأَوحى إلى عَبْدِهِ ما أوْحى ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رأى أو قتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى ولَقَدْ رآهُ نَزلَةً أُخرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأوى إذْ يَغْشى السِّدرَةَ ما يَغْشى ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبَّه الْكُبرى . ( النجم / ٢ ـ ١٧ ).

*وَلَو تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الاَْقاوِيلِ لأَخَذْنا مِنْهُ بِالَيمينِ ثُمَّ لَقَطعْنا مِنْهُ الْوَتينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحد عَنْهُ حاجِزينَ . ( الحاقة / ٤٤ ـ ٤٧ ).

*وَما عَلَّمْناهُ الشِّعرَ وَما يَنْبَغي لَهُ إنْ هُوَ إلاّ ذِكْرٌ وَقُرآنٌ مُبينٌ . ( يس / ٦٩ ).

*وَيَقُولُونَ أنَّنا لَتارِكُوا آلهَتِنا لِشاعِر مَجْنُون بَلْ جاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الُمُرْسَلينَ . ( الصافات / ٣٦ ـ ٣٧ ).

*إنَّهُ لَقَوْلُ رَسول كَريمْ وَما هوَ بَقَولِ شاعر قَليلا ما تُؤْمنُونَ . ( الحاقة / ٤٠ ).

*وَما هُوَ عَلى الغَيْبِ بِضَنين . ( التكوير / ٢٤ ).

*سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى . ( الاعلى / ٦ ).

*فَسَيكْفِيَكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ . ( البقرة / ١٣٧ ).

*وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ . ( المائدة / ٦٧ ).

*وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالوا . ( التوبة / ٧٤ ).

*إنّا كَفيْناكَ الْمُسْتَهْزئِينَ . ( الحجر / ٩٥ ).

*وَإنْ كادوا لَيَفْتِنونَكَ عِنَ الَّذي أوْحَيْنا إليْكَ لَتَفْتَرى عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإذاً لاتَّخَذُوكَ خَليلا وَلَوْلا أنْ ثَبَّتناكَ لَقَدْ كِدْتَّ تَركَنُ إليْهِمْ شيئاً قَليلا . ( الاسراء / ٧٣ ـ ٧٤ ).

*أَلَيْسَ اللّهُ بَكاف عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذينَ مِنْ دُونِهِ . ( الزمر / ٣٦ ).

*وَأصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإنَّكَ بأَعْيُنِنا . ( الطور / ٤٨ ).

*تِلْكَ آياتُ اللّه نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالحَقِّ وَمَا اللّهُ يُريدُ ظُلْماً لِلْعالَمينَ . ( آل عمران / ١٠٨ ).

*اتْلُ ما أوحِيَ إليْكَ مِنَ الكِتابِ . ( العنكبوت / ٤٥ ).

*واتَّبِع ما يُوحى إليْكَ مِنْ رَبِّكَ . ( الاحزاب / ٢ ).

*وَأنْذِر عَشيرَتِكَ الأقْرَبينَ . ( الشعراء / ٢١٤ ).

٢١

*فَاصْدَعْ بِما تُؤمرُ . ( الحجر / ٩٤ ).

*قلْ يا ايُّها النّاسُ إنَّما انا لَكُمْ نَذيرٌ مُبينٌ . ( الحج / ٤٩ ).

*وَإنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إلى صِراط مُستَقيم . ( المؤمنون / ٧٣ ).

*تَبارَكَ الَّذي نَزَّلَ الْفُرقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمينَ نَذيراً . ( الفرقان / ١ ).

*وَما أرْسَلْناكَ إلاّ مُبَشِّراً وَنَذيراً . ( الفرقان / ٥٦ ).

*وَما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأنْتَ فِيهِمْ . ( الأنفال / ٣٣ ).

*لَقد جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ . ( التوبة / ١٢٨ ).

*بِالْمؤمِنينَ رَؤوف رَحيمٌ . ( التوبة / ١٢٨ ).

*وَما أرسَلْناكَ إلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ . ( الأنبياء / ١٠٧ ).

*إنَّكَ لَعلى هُدىً مُسْتَقيم . ( الحج / ٦٧ ).

*نَزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرينَ . ( الشعراء / ١٩٣ ).

*إنّا أرسَلْناكَ بِالحَقِّ بَشيراً وَنَذيراً وَلا تُسئلُ عَنْ أصْحابِ الْجَحيم . ( البقرة / ١١٩ ).

*كَما أَرسَلْنا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُم آياتِنا وَيُزكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكم الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونوا تَعْلَمُونَ . ( البقرة / ١٥١ ).

*لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلى الْمؤمِنينَ إذْ بَعثَ فيهِمْ رَسولا مِنْ انْفُسِهمْ يَتلْو عَليْهِمْ آياتِهِ وَيُزكِّيْهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وَإنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلال مُبينْ . ( آل عمران / ١٦٤ ).

*هُوَ الَّذي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقَّ لَيُظْهِرَهُ عَلى الدّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللّهِ شَهيداً. مُحمَّدٌ رَسُولُ اللّه . ( الفتح / ٢٨ ـ ٢٩ ).

*يا ايُّها النَّبِيُّ إنَّا أرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذيراً وَداعِياً إلى اللّهِ بِإذْنِهِ وَسِراجاً مُنيراً . ( الاحزاب / ٤٦ ).

*وَما أرْسَلْناكَ إلاّ كافَّةً لِلنَّاسِ بَشيراً وَنَذيراً . ( سبأ / ٢٨ ).

*قُلْ إنَّما أعِظُكُمْ بِواحِدَة أنْ تَقُوموا للّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّة إنْ هُوَ إلاّ نَذيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذاب شَديد . ( سبأ / ٤٦ ).

*فَفِرّوا إلى اللّهِ إنّي لَكُم مِنْهُ نَذيرٌ مُبينٌ . ( الذاريات / ٥٠ ).

*وَأرْسَلْناكَ لِلنّاسِ رَسُولا وَكَفى باللّهِ شَهيداً . ( النساء / ٧٨ ).

*وَأنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظيماً . ( النساء / ١١٣ ).

٢٢

*إنّا أوْحَينا إليْكَ كَما أوْحَينا إلى نُوح والنَّبِيينَ مِنْ بَعْدِهِ . ( النساء / ١٦٣ ).

*لكن اللّه يَشْهَدُ بِما أنزَلَ إليْكَ أنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ والْملئكَةُ يَشْهَدونَ وَكَفى بِاللّهِ شَهيداً . ( النساء ١٦٦ ).

*ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحد مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسولَ اللّه وَخاتَمَ النَّبِيَّينَ . ( الاحزاب / ٤٠ ).

*قُلْ يا أيّها الناسُ إنّي رَسُولُ اللّه إلَيْكُم جَميعاً . ( الاعراف / ١٥٨ ).

*وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إنَّ الْعِزَّة للّهِ جَميعاً هُوَ السَّميعُ الْعَلِيمُ . ( يونس / ٦٥ ).

*فَلعَلَّكَ تاركٌ بَعْض ما يُوحى إليْكَ وَضائِقٌ بِه صَدرُكَ أنْ يَقُولوا لَوْلا أُنزلَ عَليْهِ كَنْزٌ أوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إنّما أنْتَ نَذيرُ وَاللّهُ عَلى كُلِّ شيء وَكِيلٌ . ( هود / ١٢ ).

*وَكُلاّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ انْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فؤَادَكَ وَجاءَكَ في هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤمِنينَ . ( هود / ١٢٠ ).

*وَلَقَدِ اسْتُهزئ بِرُسلُ مِنْ قَبْلِكَ فَأَملَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَروا ثُمَّ اخَذْتُهُمْ فَكَيفَ كانَ عِقابِ . ( الرعد / ٣٢ ).

*لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما متَّعْنا بِهِ أزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحزْنْ عَلَيْهِمْ . ( الحجر / ٨٨ ).

*وَلَقَد نَعْلم ُ انَّكَ يَضيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولونَ فَسبِّح بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السّاجِدينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتى يَأتِيكَ الْيَقينُ . ( الحجر / ٩٩ ).

*وَأُصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إلاّ بِاللّه وَلا تَحزَنْ عَلَيْهمْ وَلا تَكُ في ضَيْق مِمّا يَمْكُرونَ إنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقوْا والَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ . ( النحل / ١٢٨ ).

*فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلى آثارِهِمْ إنْ لَمْ يُؤمنُوا بِهذا الْحَديثِ أسفاً . ( الكهف / ٦ ).

*فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولونَ . ( طه / ١٣٠ ).

*وَإنْ يُكَذِّبُوكَ فَقدْ كَذَّبتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح وَعادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إبْراهيمَ وَقَوْمُ لُوط وَأصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّب مُوسى فَأَمْلَيتُ لِلْكافِرينَ ثُمَّ أخذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِير . ( الحج / ٤٢ ـ ٤٤ ).

*وَكذلِكَ جَعلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الُمجْرِمينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادياً وَنَصيراً . ( الفرقان / ٣١ ).

*لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ ألاّ يَكُونوا مُؤمِنينَ . ( الشعراء / ٣ ).

*وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ في ضَيْق مِمّا يَمْكُرُونَ . ( النحل / ١٢٧ ).

*فَاصْبِر إنَّ وَعْدَ اللّه حَقٌّ وَلا يستَخِفَّنَّكَ الَّذينَ لا يُوقِنونَ . ( الروم / ٦٠ ).

*وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ . ( لقمان / ٢٣ ).

٢٣

*وَاِنْ يُكَذِّبوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبلِكَ وَإلى اللّه تُرجَعُ الاُمورُ . ( فاطر / ٤ ).

*سُبْحانَ الَّذي أسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسجِدِ الْحرامِ إلى الْمَسْجِدِ الاَْقْصا الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إنَّهُ هُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ . ( الأسراء / ١ ).

*فَلا تَذهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسرات إنَّ اللّهَ عَليمٌ بِما يَصْنَعُونَ . ( فاطر / ٨ ).

*وَإنْ يُكَذبوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّناتِ وَبالزُّبرِ وَبِالكِتابِ الْمُنيرِ . ( فاطر / ٢٥ ).

*فَلا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إنّا نَعلَمُ ما يُسرّونَ وَما يُعلِنُونَ . ( يس / ٧٦ ).

*وَلَقَدْ سَبقَتْ كلِمَتُنا لِعبادِنا الْمُرسَلينَ إنَّهُمْ لَهُم الْمنصُورونَ . ( الصافات / ١٧١ ـ ١٧٢ ).

*وَإنْ جُنْدنا لَهُمُ الْغالِبُونَ فَتوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حين وابْصرْهُمْ فَسوْفَ يُبْصِرُونَ . ( الصافات / ١٧٣ ـ١٧٥ ).

*وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتّى حين وَاَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ . ( الصافات / ١٧٨ ـ ١٧٩ ).

*إصْبِرْ عَلى ما يَقولونَ . ( ص / ١٧ ).

*ألَيْسَ اللّه بِكاف عَبدَه وَيخوَّفونَكَ بِالَّذينَ مِنْ دونِهِ . ( الزمر / ٣٦ ).

*فَاصبِرْ إنَّ وَعْدَاللّه حَقٌ . ( المؤمن / ٥٥ ).

*وَلا تَطرُد الَّذينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدوَةِ والعَشيِّ يُريدونَ وَجْهَهُ ما عَليْكَ مِنْ حِسابِهمْ مِنْ شَيء وَما مِنْ حِسابِكَ عَليْهِمْ مِنْ شَيء فَتطرُدِهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظالِمينَ . ( الانعام / ٥٢ ).

*وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدوة والعشيِّ يُريدونَ وَجْههُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُريدُ زينَة الحَيوة الْدُّنيا وَلا تُطِعْ مَنْ اغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرنا وَاتَّبعَ هَويهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً . ( الكهف / ٢٨ ).

*إنَّما المُؤمنونَ الَّذينَ آمنوا بِاللّهِ وَرَسُوله وإذا كانوا مَعَهُ عَلى أمر جامِع لَمْ يَذهَبُوا حتّى يَسْتأذنوهُ إنَّ الَّذينَ يَستأذوننكَ أُولئكَ الَّذينَ يُؤمِنُونَ باللّه وَرَسُولِهِ فإذا اسْتأذنوك لِبَعْضِ شَأنِهِم فَأذَن لِمَنْ شِئتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ اللهَ إنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحيمٌ لا تَجْعلُوا دُعاءَ الرَّسول بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعلَمُ اللّهُ الذينَ يَتَسلَلَّونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَليَحْذِر الَّذينَ يُخالِفُونَ عَنْ أمْره انْ تُصبيَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصيبَهُمْ عَذابٌ أليمٌ . ( النور / ٦٢ ـ ٦٣ ).

*يا ايُّها الَّذينَ آمنوا لا تَدْخُلوا بُيوتَ النَّبيَّ إلاّ أَنْ يُؤذَنَ لَكُمْ إلى طعام غَيْرَ ناظرينَ إناهُ ولكنْ إذ دُعيتُمْ فَادْخُلوا فَإذا طعِمْتُمْ فَانْتشِروا وَلا مُسْتأنِسينَ لِحَديث إنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤذي النَّبيَّ فَيستَحِي مِنْكُمْ وَاللّهُ لا يَسْتَحِي مِنَ الحَقِّ وَإذا سألُتموهُنَّ مَتاعاً فَسئلوهُنَّ مِنْ وَراء

٢٤

حِجاب ذلِكُمْ أَطهَرُ لِقلُوبِكُمْ وَقلُوبِهِنَّ وما كان لَكُمْ أَنْ تُؤذوا رَسولَ اللّهِ وَلا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أبداً إنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللّهِ عَظيماً . ( الاحزاب / ٥٣ ).

*يا ايها الَّذينَ آمنوا لا تُقدِّموا بَيْنَ يَدي اللّهِ وَرَسُولِهِ وَاتقُوا اللّهَ إنَّ اللّهَ سَميعٌ عَليمٌ يا ايُّها الَّذينَ آمنوا لا تَرْفعوا أصْواتَكُمْ فَوقَ صَوت النَّبيِّ ولا تَجْهروا لهُ بِالْقَولِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعض أنْ تَحْبَطَ أعمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشعُرونَ إنَّ الذَّين يَغضُّونَ أصواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ أُولئِكَ الَّذينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلوبَهْمْ لِلتَّقوى لَهُمْ مَغْفِرةٌ وَأجرٌ عظيمٌ إنَّ الَّذينَ يُنادونكَ مِنْ وَراءِ الحُجراتِ أكثرُهُمْ لا يعقِلُونَ وَلَو أنَّهُمْ صَبَروا حتَّى تَخرُجَ إليْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللّهُ غَفورٌ رَحيمٌ . ( الحجرات / ١ ـ ٥ ).

*وَاعْلَموا أَنَّ فيكُمْ رَسولَ اللّهِ لَو يُطيعُكُمْ في كَثير مِنَ الأَمْر لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللّهَ حَبَّبَ إليْكُمْ الإيمانَ وَزَيَّنَهُ في قُلوبِكُمْ وَكَرَّه إليْكُمُ الكُفْرَ وَالفُسوقَ وَالْعِصيانَ أُولئكَ هُمُ الرّاشِدُونَ . ( الحجرات / ٧ ).

*وَإنَّك لَعلى خُلُق عَظيم . ( القلم / ٤ ).

*وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلمُؤْمِنينَ . ( الحجر / ٨٨ ).

*وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَن اتَّبَعكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ . ( الشعراء / ٢١٥ ).

*لَقدْ جاءَكُمْ رَسولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَليْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤمنينَ رَؤُوفٌ رَحيمٌ . ( التوبة / ١٢٩ ).

*فَبِما رَحْمَة مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَليظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَولِكَ . ( آل عمران / ١٥٩ ).

*لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذكَرَ اللّهَ كَثيراً . ( الاحزاب / ٢١ ).

*قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمْ اللّه وَيَغْفِرْلَكُمْ ذنوبَكُمْ وَاللّهُ غَفورٌ رَحيمٌ . ( آل عمران / ٣١ ).

*فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لايَجِدوا في أنْفُسِهِمْ حَرجاً مِمَّا قَضيْتَ وَيُسَلِّموا تَسليماً . ( النساء / ٦٥ ).

*إنَّ اللّهَ وَملائكتهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبيِّ يا أيُّها الَّذينَ آمنُوا صَلُّوا عَليْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً . ( الاحزاب / ٥٦ ).

*إنَّا أعْطيناكَ الْكَوثَر فَصلِّ لِرَبِّكَ وانْحَر إنَّ شانِئكَ هُوَ الأَبْتَرْ . ( الكوثر / ١ ـ ٢ ).

٢٥

*إنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِببَ عَنْكُمْ الْرِّجْسَ أَهلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً . ( الاحزاب / ٣٣ ).(١)

__________________

١ ـ ولقد بحث سماحة الاستاذ العلامة المحقّق الشيخ جعفر السبحاني صاحب هذه المحاضرات حول جميع هذه الآيات ونظائرها في دراسة عميقة وشاملة في الجزء السابع من موسوعته « مفاهيم القرآن ».

٢٦

١

شبه الجزيرة العربية

أو مَهْد الحضارة الإسلامية

الجزيرةُ العَربية هي في الحقيقة شبهُ جزيرة كبيرة وتقع في الجنوب الغربي من اسيا ، وتبلغ مساحتُها ثلاثة ملايين كيلومتر مربع ، أي ضِعف مساحة إيران ، وستة أضعاف فرنسا ، وعشرة أضعاف إيطاليا ، وثمانين ضِعف سويسرة.

ويَحدُّ شبه الجزيرة ـ هذا الّذي هو اشبه ما يكون بمستطيل غير متوازي الاضلاع ـ من الشمال فلسطين وصحراءُ الشام ، ومن المشرق الحيرةُ ودجلة والفرات والخليج الفارسي ، ومن الجنوب المحيط الهندي وخليج عمان ، ومن المغرب البحر الأحمر.

وعلى هذا يحاصر هذه الجزيرة من المغرب والجنوب البحر ، ومن الشمال والشرق الصحراء ، والخليج.

وقد جرت العادة بتقسيم هذه المنطقة من القديم إلى ثلاثة اقسام :

١ ـ القسم الشمالي والغربي ويسمى بالحجاز.

٢ ـ القسم المركزي والشرقي ويسمى بصحراء العرب.

٣ ـ القسم الجنوبي ويسمى باليمن.

وتُشكّل داخلَ شبه الجزيرة هذا صحاري كبيرة ، ومناطق شاسعة رملية حارة ، وغير قابلة للسكنى تقريباً ، ومن جملة هذه الصحاري صحراء « بادية

٢٧

سماوة » الّتي تسمى اليوم بصحراء « النفوذ » وصحراء اُخرى واسعة الاطراف تمتد إلى الخليج الفارسيّ يُطلق عليها اليوم إسم « الربع الخالي » وقد كان يسمى قسمٌ من هذه الصحاري سابقاً بالأحقاف ، ويسمى القسم الآخر بالدهناء.

وعلى أثر هذه الصحاري تشكل ثُلث مساحة شبه الجزيرة هذا أراضي خالية من الماء والعشب وغير قابلة للسكنى ، اللهم إلاّ بعض ما يحصل من المياه بسبب تساقط الامطار ، في قلب الصحاري فيتجمع حولها بعض القبائل العربية بعض الوقت ، ويرعون فيها ابلهم وانعامهم ردحاً قليلا من الزمن.

وأمّا حالة المناخ في شبه الجزيرة العربية ، فالهواء في الصحاري والأَراضي المركزية ( الوسطى ) حارٌ وجافٌ جداً ، وفي السواحل مرطوبٌ ، وفي بعض النقاط معتدلٌ ، وبسبب رداءة الطقس هذه لا يتجاوز عدد سكانه خمسة عشر مليون نسمة.

وتوجد في هذه الجزيرة سلسلة جبال تمتد من الجنوب إلى الشمال ، ويقارب ارتفاع أعلى قممها ٢٤٧٠ متراً.

وقد كانت معادن الذهب والفضة والاحجار الكريمة تشكل مصادر الثروة في شبه الجزيرة هذا منذ القديم ، وكان سكانها يعتنون ـ من بين الانعام والحيوانات ـ بتربية الابل والفرس اكثر من غيرهما ، ومن بين الطيور بالحمام والنعامة اكثر من الطيور الاُخرى.

بيد أن اكبر مصدر للثروة في الجزيرة العربية اليوم يأتي عن طريق استخراج النفط.

وتعتبر مدينة « الظهران » الّذي يسميه الاوربيون بالدهران المركز النفطي الرئيسي في هذه الجزيرة ، ويقع هذا البلد في ناحية الاحساء الّتي تقع في المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية على حدود الخليج الفارسي.

ولكي يتعرف القارئ الكريم على الأَوضاع في شبه الجزيرة العربية هذا بنحو اكثر تفصيلا فاننا نعمد إلى شرح الاقسام الثلاثة المذكورة :

١ ـ « الحجاز » وهي المنطقة الّتي تشكل القسم الشمالي والغربي من الجزيرة

٢٨

العربية وتمتد أراضيها على ساحل البحر الاحمر ابتداء من فلسطين وحتّى حدود اليمن.

والحجاز بعد هذا منطقة جبلية ، وذات صحار قاحلة ، واراض حجرية ، وصخرية ، يكثر فيها الحصى.

ولقد كانت هذه المنطقة ـ في التاريخ ـ اكثر شهرة من غيرها ، ومن المعلوم أنَّ هذه الشهرة جاءت بسبب جملة من العوامل المعنوية والدينية ، فهي الآن تضمّ بين جوانحها بيت اللّه الحرام « الكعبة المعظمة » ، قبلة ملايين المسلمين ، ومهوى افئدتهم.

وقد كانت البقعةُ الّتي تقوم عليها بنية « الكعبة المعظمة » تحظى منذ سنوات مديدة قبل بزوغ الإسلام باحترام العرب وغيرهم ، ولهذا حَرَّموا القتال حول الكعبة تعظيماً لها ، حتّى إذا جاء الإسلام أقَرَّ للكعبة ولما حولها ، مثل ذلك الاحترام ، والتعظيم أيضاً.

ومن أهمّ مُدُن الحجاز : « مكة » و « المدينة » و « الطائف » ، وكان للحجاز منذ القديم ميناءان هما : ميناء « جدة » الّذي يستخدمه أهل مكة ، وميناء « ينبع » الّذي يستخدمه أهلُ المدينة ، في سَدِّ الكثير من إحتياجاتهم ويقع هذان الميناءان على ساحل « البحر الاحمر ».

مَكةُ المعظمة :

وهيَ من أَشهر مُدُن العالم وأكثر المُدُن الحجازية سُكاناً ، وترتفع عن سطح البحر بما يقارب ٣٠٠ متراً.

وإذ تقع مدينة « مكة » بين سلسلتين من الجبال لذلك فانها لاتُرى من بعيد ، ويقطنها اليوم حوالي (١٥٠) ألفاً من السكان.

تاريخ مكة :

يبدأ تاريخ « مكة المكرمة » من زمن النبي إبراهيم الخليلعليه‌السلام ، فقد

٢٩

أسكن هذا النبيُّ ولده « اسماعيل » مع اُمه « هاجر » في ارض مكة ، فنشأ اسماعيل هناك ، وتزوج من القبائل الّتي سكنت على مقربة من تلك المنطقة.

ثم إن إبراهيمعليه‌السلام بنى وبأمر من اللّه تعالى البيت الحرام « الكعبة ».

وتقول بعض الروايات الصحيحة إن الكعبة بنيت على يد النبيّ نوحعليه‌السلام وأن ابراهيمعليه‌السلام جدّد بناءها.

وهكذا نشأت وبعد هذا تاسست مدينة مكة.

وتتكون نواحي « مكة » من أراض سبخة شديدة الملوحة بحيث لا تكون قابلة للزراعة اصلا ، حتّى أن بعض المستشرقين يذهب إلى أنه لا يوجد أية منطقة في العالم في رداءة أوضاعها الجغرافية والمحيطية والطبيعية مثل هذه المنطقة.

المَدينةُ المنوَّرةُ :

وهي مدينة تقع في شمال مكة وتبعد عنها ب‍ : ٩٠ فرسخاً تقريباً ، وتحيط بها بساتين ومزارع ونخيل وافرة ، وأرضها أكثر صلاحية لغرس الاشجار والزرع.

وكانت المدينة المنورة تسمى قبل الإسلام ب‍ « يثرب » ، وبعد أن هاجر إليها رسول الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سُمّيت بمدينة الرسول ، ثم اُطلقت عليها لفظة « المدينة » مجردة تخفيفاً.

ويحدثنا التاريخ أن العمالقة كانوا أول من سكن هذه الديار ، ثم خلف العمالقة طائفة اليهود ، والأوس والخزرج الذين سُمِّي المسلمون منهم بالأَنصار في ما بعد.

هذا وقد سلمت الحجاز ـ على عكس سائر المناطق ـ من طمع الطامعين وغزو الغزاة والفاتحين ، ولم نشاهد فيها أي شيء من آثار حضارة الامبراطوريتين العظيمتين انذاك قبل الإسلام : الروم والفرس ، وذلك لأنها إذ كانت تتألَّف من أراض قاحلة مجدبة غير قابلة للسكنى والعيش لم تحظ باهتمام أحد من اُولئك الفاتحين حتّى يفكر في تسيير العساكر ، وتجييش الجيوش لفتحها ليعود بعد تحمّل آلاف المشاكل الّتي تستلزمها عملية الاستيلاء على أراضي تلك المنطقة

٣٠

خالي الوفاض صفر اليدين.

وللوقوف على هذه الحقيقة اقرأ القصة التالية التي نقلها « ديودرس ».

عندما دخل ديمتريوس القائد اليوناني الكبير « بطرا » ( وهي مدينة قديمة من مدن الحجاز ) بهدف فتح جزيرة العرب خاطبهُ سكانُ تلك المدينة قائلين :

لماذا تحاربنا أيها الملك ديمتريوس ونحن من سُكان الصحارى الّتي لا تُسدُّ فيها خلّة ، ترانا نقطن في هذه البقاع القاحلة فراراً من العبودية. إقبل هدايانا ، وارجع إلى حيث كنت ، سنكون من أوفى الاصدقاء لك ، ولكنك إذا رغبت في حصرنا حرمت كل هناءة ، ورأيت عجزك عن اكراهنا على تبديل طرق حياتنا الّتي تعوَّدناها منذ نعومة أظفارنا ، وإذا قدرت على اسر بعضنا أيقنت أنك لن تجد واحداً ممن أسرت يستطيع أن يألف حياة غير الّتي ألفناها.

هناك رأى ديمتريوس أن يقبل هديتهم وان يرضى بالمآب(١) .

٢ ـ المنطقة الوسطى والشرقية ، التي تسمى ب‍ « صحراء العرب » ومنطقة « نجد » الّتي هي جزء من هذه المنطقة أرض مرتفعة يقوم فيها بضع قُرى صغيرة معدودة.

ولقد أصبحت الرياضُ الّتي اتخذها السعوديون عاصمة لهم بعد استيلائهم من المراكز المهمة في هذه الناحية من الجزيرة.

٣ ـ المنطقة الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية ، والّتي تسمى ب‍ « اليمن » وتمتد طولا من الشمال إلى الجنوب حوالي (٧٥٠) كيلومتراً ومن الغرب إلى الشرق حوالى (٤٠٠) كيلومتراً.

وتقدر مساحة هذا البلد بستين الف ميل مربع تقريباً ، ولكنها كانت ـ قبل ذلك ـ أوسع من هذا القدر ، وقد كان قسم منها ( وهوعدن ) خلال النصف الاول من القرن الأخير تحت الانتداب البريطاني ، ومن هنا ينتهي شمالا إلى نجد ، وجنوباً إلى عدن ، وغرباً إلى البحر الأحمر وشرقاً إلى صحراء الربع

__________________

١ ـ حضارة العرب : تأليف غوستاف لوبون ص ٩١ ـ ٠٢ ترجمة عادل رتميتر.

٣١

الخالي(١) .

ومن مُدُن اليمن المعروفة مدينة « صنعاء » التاريخية العريقة ، ومن موانئها المشهورة ميناء « الحديدة » الّتي تقع على الحبر الأحمر.

ومنطقة اليمن من اكثر مناطق الجزيرة العربية خصوبة وبركة ، ولها تاريخ مشرقٌ وعريق في المدنية والحضارة ، فقد كانت اليمن مقراً لملوك تبَّع ، الذين حكموا اليمن سنيناً مديدة وكانت اليمن قبل الإسلام مركزاً تجارياً مهماً ، وكانت في الحقيقة ملتقى طرق الحجاز ، اشتهرت في العصور القديمة بمعادن الذهب ، والفضة ، والحديد ، والنحاس ، وكانت تصدر إلى خارج البلاد.

ولا تزال اثار الحضارة اليمنية القديمة باقية إلى الآن.

ولقد قام أهلُ اليمن الاذكياء باقامة أبنية وعمارات عالية وجميلة بهممهم العالية في عصور كان البشر يفقد فيها الوسائل الثقيلة ، والاجهزة المعقدة.

كان ملوك اليمن يحكمون البلاد دون أي منازع ، إلاّ أنهم رغم ذلك لم يكونوا يمتنعون عن تنفيذ مارسمه حكماء اليمن ورجالهم من انظمة وقوانين للحكم وادارة البلاد آنذاك.

ولقد سبقوا الآخرين في الزراعة والفلاحة ، وقد نظموا لإحياء الأراضي وزراعتها ، نظاماً دقيقاً للريّ طبقوا بنوده بدقة ، ولهذا كانت بلادهم تعدّ ـ آنذاك ـ من البلدان الراقية المتقدمة من هذه الناحية.

فها هو « غوستاف لوبون » المؤرخ الفرنسي المعروف يكتب حول اليمن قائلا : إنَّ بلاد العرب السعيدة من أغنى بقاع العالم(٢) .

ويكتب الادريسيّ المؤرخ المعروف الّذي كان يعيش في القرن الثاني عشر حول « صنعاء » قائلا : كانت صنعاء مقر ملوك اليمن ، وعاصمة جزيرة العرب ، وانه كان لملوكها قصر متين شهير وكانت تشتمل على بيوت مصنوعة من الحجارة

__________________

١ ـ لقد انقسمت اليمن مؤخراً إلى يمن شمالية واُخرى جنوبية لكل واحد منها نظام حكم خاصّ وحكومة خاصّة.

٢ ـ حضارة العرب : ص ٩٤.

٣٢

المنحوتة(١) .

هذه الآثار العجيبة الّتي عثر عليها المستشرقون وعلماء الآثار في تنقيباتهم الأخيرة تثبت حضارة عجيبة لليمن في عصورها القديمة وذلك في مختلف نواحيها مثل « مأرب » و « صنعاء » و « بلقيس ».

ففي مدينة مأرب ( وهي مدينة سبأ المعروفة ) كانت تقوم قصور ضخمة وصروح عالية ذوات أبواب وسقوف مزينة بالذهب ، وكانت تحتوي على أوان وصحون من الذهب والفضة ، وأسرّة كثيرة مصنوعة من المعدن والفلز(٢) .

ومن آثار « مأرب » التاريخية السدُّ المعروفُ باسم ذلك البلد والّذي لا تزال اطلاله باقية ، وهو السدّ الّذي تهدَّم بسبب السيل الّذي وصفه القرآن الكريم بالعَرِم.

فقد جاء في سورة سبأ الآية ١٥ ـ ١٩ قوله تعالى :

«لَقَدْ كانَ لِسَبَأ في مَسْكَنِهِمْ آيةٌ جَنّتانِ عَن يَمينِ وَشمال كُلُوا مِنْ رِزق ربكُمْ واشْكُروا لَهُ بلدةٌ طَيِبَةٌ وربٌّ غَفُورٌ. فأعرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيهِمْ سَيْلَ العَرم وبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتيهِمْ جَنَّتَيْن ذَواتي أكل خَمْط وأَثْل وشيء مِنْ سِدْر قَليل. ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نجازي الاّ الكفور. وَجَعَلْنا بَينَهُمْ وَبَيْنَ القُرى الَّتي باركْنا فيها قُرى ظاهرةً وَقَدَّرنا فيها السَيْرَ سِيْروُا فيها لَيالَي وأيّاماً آمِنين. فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَين أَسفارنا وَظَلمُوا أنْفُسَهُمْ فَجَعلْناهُمْ أَحاديث ومَزّقناهُمْ كُلَ ممزَّق إنّ في ذلكَ لآيات لِكلِ صَبّار شَكُور »(٣) .

__________________

١ ـ نزهة المشتاق في اختراق الآفاق على ما في حضارة العرب ، ص ٥٥.

٢ ـ حضارة العرب : ص ٩٤.

٣ ـ للوقوف على المزيد من المعلومات عن اليمن قديماً وحديثاً ، راجع الكتب المؤلفة حول جغرافية العالم الإسلامي.

٣٣

٣٤

٢

العَرَب قبلَ الإسلام

لمعرفة أوضاع العرب قبل الإسلام يمكن الرجوع إلى المصادر التالية :

١ ـ التوراة على ما فيها من تحريفات.

٢ ـ كتابات اليونانيين والروميين في القرون الوسطى.

٣ ـ الكتابات التاريخية الّتي كتبها علماء الإسلام ومؤلفوه.

٤ ـ الآثار القديمة الّتي عثر عليها المستشرقون في تنقيباتهم والّتي استطاعت من أن تكشف النقاب عن طائفة لا يُستهان بها من الحقائق في هذا الصعيد.

إلاّ انه مع وجود كل هذه المصادر والمراجع لا تزال هناك نقاطٌ كثيرةٌ عن تاريخ العرب في القرون البعيدة تعاني من الغموض.

ولكن حيث أنَّ دراسة أوضاع العرب قبل الإسلام هي من باب المقدمة في هذا الكتاب ، والهدف الاساسي إنما هو دراسة السيرة النبوية الطاهرة ، من هنا نكتفي في هذا الفصل باستعراض النقاط الخاصة والواضحة من حياة العرب قبيل الإسلام على اننا يمكننا أن نقف على وصف دقيق لحالة العرب خاصة قبيل بزوغ الإسلام من خلال مصدرين اسلاميين اساسيين هما :

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ ما ورد عن الامام عليعليه‌السلام في نهج البلاغة.

٣٥

فقد وردت في هذين المصدرين تصريحاتٌ ونصوصٌ صريحة تكشف عن ما كان عليه العرب في الجاهلية من سوء الأحوال والاوضاع والاخلاق في جميع الاصعدة والابعاد ، وسنشير إلى ابرز هذه النصوص ونقف عندها بعض الشيء ، ولكننا نستعرض قبل ذلك شيئاً من تاريخ العرب في القرون البعيدة فنقول :

إن من المسلَّم أن شبه الجزيرة العربية كان منذ أقدم العصور موطناً لقبائل كثيرة انقرض بعضها بمرور الايام ، وفي ثنايا الاحداث ، بيد ان هناك ثلاث قبائل قد تشعَّبتْ عنها أفخاذٌ وفروعٌ تحظى بشهرة اكثر من بين من سكنوا هذه المنطقة.

وهذه القبائل الاُمّ هي :

١ ـ العرب البائدة : وإنما سُميت بالبائدة لأنها أبيدت بالعذاب الالهي السماويّ أو الأرضيّ بسبب عصيانها وتمردها ، وهلكت شيئاً فشيئاً ، ولم يبق على وجه الارض من نسلهم أحد!

ولعلهم كانوا هم المعنيون بقوم « عاد » و « ثمود » الذين جاء ذكرُهم في القرآن الكريم مراراً.

٢ ـ القحطانيّون : وهم أبناء يعرب بن قحطان الذين كانوا يقطنون في « اليمن » وسائر المناطق الجنوبية من الجزيرة العربية ويُسمّون بالعرب الاُصلاء ، وهم اليمينون اليوم ، ومنهم قبائل الأوس والخزرج وهما قبيلتان كبيرتان كانتا تقطنان المدينة المنورة إبان ظهور الإسلام.

وقد كان للقحطانين حكومات كثيرة ، كما كانت لهم جهودٌ كبرى في تعمير ارض اليمن واحيائها ، وقد تركوا من ورائهم حضارات ومدنيّات لا يستهان بها.

وتوجد الآن كتابات تُقرأ بصورة علمية توضحُ إلى حدّ كبير تاريخ القحطانيين وكلُ ما يقال عن مدنيّة العرب وحضارتهم قبل الإسلام تعود في الحقيقة إلى هذه الطائفة وخاصة من سكَنَ منهم ارضَ اليمن.

٣ ـ العدنانيون : وهم أبناء اسماعيل بن ابراهيم الخليلعليه‌السلام ،

٣٦

وسوف يأتي ذكر جذور هذه الطبقة في الابحاث القادمة. وخلاصة ذلك : أن إبراهيم الخليلعليه‌السلام اُمرَان يسكن وَلده الرضيع اسماعيل مع زوجته « هاجر » ام اسماعيل في ارض مكة ، فخرج بهما ابراهيمعليه‌السلام من « فلسطين » وهبط بهما في ذلك الوادي العميق الخالي عن الماء والعشب « مكة » ثم ان يد العناية الالهية امتدت إلى تلك العائلة المهاجرة ، وجادت عليها بعين « زمزم » الّذي جلب الرواء والحياة إلى تلك المنطقة القاحلة الضامئة.

ثم تزوج إسماعيل من قبيلة « جُرهُمْ » الّتي خيّمت بالقرب من مكة ، واصاب من هذا الزواج عدداً كبيراً من الابناء ، والاحفاد ، وأحفاد الاحفاد كان من جملتهم « عدنان » الّذي ينتهي نسبه إلى النبي اسماعيل عبر عدد من الآباء والجدود.

ثم تشعَّبت ذريةُ إسماعيل إلى بطون وأفخاذ ، وعشائر وقبائل عديدة ، كان من بينها قبيلة قريش الّتي حظيت بشهرة أكبر ، ومنها عشيرة بني هاشم الّتي انحدر منها رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما ستعرف ذلك بالتفصيل ، عما قريب.

أخلاقُ العرب وتقاليدُهم العامة :

والمراد منها هو الأَخلاق والآداب الاجتماعية الّتي كانت سائدة في ذلك المجتمع ، وقد سادت بعض هذه الاخلاق والعادات والتقاليد في المجتمع العربي عامة.

ويمكن تلخيصُ ما كانَ العربُ يتمتعون به من أخلاق وصفات حسنة عامة في ما يلي :

لقد كان العرب زمن الجاهلية وبخاصة ولد « عدنان » أسخياء بالطبع ، يكرمون الضيف ، وقلّما يخونون في الامانة ، لا يغتفرون نقض العهود ، ولا يتهاونون مع من يتنكر للمواثيق ، يضحون في سبيل المعتقد ، ويتحلون بالصراحة الكاملة ، وربما وجد فيهم من تمتع بذكاء لامع ، وذاكرة خارقة يحفظ بها الأشعار والقصائد الطوال ، والخطب المفصلة.

٣٧

هذا إلى جانب براعتهم في فن الشعر والخطابة بحيث لم يسبقهم في ذلك غيرهم وإلى جانب انهم كانوا مضرب المثل في الشجاعة والجرأة ، والمهارة في الفروسية والرمي.

يرون الفرار والادبار في الحرب عاراً لازماً ، وصفة ذميمة يلام صاحبها بسببها اشد اللوم.

ولكن في مقابل ذلك كله كانوا يعانون من مفاسد أخلاقية تغطي على كل كمال عندهم ، وتنسي كل فضيلة.

ولو لا تلك الكوة المباركة الّتي فتحت عليهم من عالم الغيب ، لطويت صفحة حياتهم الإنسانية على القطع واليقين.

يعني لو لم تبزغ شمس الإسلام في أواسط القرن السادس الميلادي ، ولم تسطع اشعتها الباعثة على الحياة ، على عقولهم وقلوبهم لما رأيت اليوم من العرب العدنانيين اي اثر ، ولتكرّرت مقولة العرب البائدة مرة اُخرى!

لقد حَوَّل فقدان القيادة الرشيدة ، وغياب الثقافة الصحيحة حياة العرَب ، من جانب ، وانتشار الفساد والفحشاء من جانب آخر إلى حياة حيوانية مُزرية حتّى أن صفحات التاريخ تروي لنا أخباراً وقصصاً مفصلة عن حروب دام بعضها خمسين عاماً ، وبعضها الآخر مائة عام قد نشبت بين الاطراف العربية لأسباب طفيفة ودوافع تافهة جدا.

لقد أدى عدم سيادة النظام والقانون على الحياة العربية ، وعدم وجود حكومة قوية مسيطرة على الاوضاع ، توقف البغاة والمتمردين عند حدودهم ، إلى أن يعيش العرب ـ آنذاك ـ في صورة القبائل الرُحّل ، ويرحلوا في كل سنة إلى منطقة معينة من الصحراء التماساً للعشب والماء لانفسهم ولانعامهم ، فاذا عثروا على ماء وعُشب أو شيء من آثار الحياة نزلوا عنده ، وأنزلوا رحالهم بجواره ، فاذا سمعوا عن وجود مكان افضل استأنفوا رحلتهم الصحراوية التماساً لحياة اكثر بركة ، وعطاء ، وأوفر خصباً وأمناً.

هذه الحيرة وهذا الضياع وعدم الاستقرار كان ناتجاً من أمرين :

٣٨

الأوّل : سوء الاوضاع الجغرافية ورداءة الأحوال الطبيعية للجزيرة العربية ، وخاصة من حيث الماء والمناخ والمراعي.

والآخر : الحروب والمصادمات الدمَوية الكثيرة ، واضطراب الأحوال الاجتماعية ، الّتي كانت تُلجئ جماعات كثيرة إلى التنقل الدائم والرحيل عن الأوطان ومغادرتها ، وعدم الاستقرار في منطقة معينة.

هل كانَ للعرب حضَارةٌ قَبل الإسلام؟

يستنتج مؤلف كتاب « حضارة العرب » من دراسته لأوضاع العرب الجاهلية أن العرب كانوا أصحاب حضارة عريقة سبقت الإسلام بقرون.

فالقصور الضخمة الّتي أقاموها في مختلف نقاط ومناطق الجزيرة العربية ، والعلاقات التجارية الّتي كانت لهم مع ارقى شعوب الأَرض ، شواهد قوية على تمدنهم وحضارتهم الغابرة ، لأن قوماً أنشأوا المدن العظيمة ـ قبل الرومان بقرون كثيرة ـ وكانت علاقاتهم بارقى واكبر شعوب الأرض وثيقة ، لا يمكن عدهم همجاً ، وشعباً بلا حضارة.

ثم إنه يستدل ـ في موضع آخر من كتابه ـ على حضارة العرب الغابرة بادابهم ووحدة وكمال لغتهم إذ يقول :

« ولو كان التاريخ صامتاً إزاء حضارة لقطعنا ـ مع ذلك ـ بوجودها قبل ظهور « محمَّد » بزمن طويل ، ويكفي لتمثّلها أن نذكر أنه كان للعرب آداب ناضجة ولغة راقية.

والحق أنَّ الآداب واللغة من الاُمور الّتي لا تأتي عفواً ، وهي تتخذ دليلا على ماض طويل ، وينشأ عن إتصال اُمة بأرقى الامم اقتباسُها لما عند هذه الاُمم الراقية من التمدن إذا كانت أهلا لذلك ».

وقد خَصَّصَ المؤلفُ المذكور صفحات عديدة في كتابه لإثبات حضارة عريقة وعظيمة للعرب قبل الإسلام معتمداً في ذلك على ثلاث اُمور :

١ ـ وجود لغة راقية.

٣٩

٢ ـ وجود علاقات مع الامم الراقية.

٣ ـ وجود قصور وأبنية ضخمة ، وفخمة في اليمن كما يصفها المؤرخان المسيحيان المعروفان « هيردوتس » و « ارتميدور » اللذان كانا يعيشان قبل المسيح بقرون ، وقدامى المؤرخين المسلمين كالمسعودي(١) .

لا كلام في أنه كانت هناك في بعض مناطق الجزيرة العربية بعضُ حضارات ، ولكن الأدلة الّتي استند اليها المؤلفُ المذكورُ لا يمكن ان تكون شاهداً ودليلاً على وجود الحضارة في جميع نقاط الجزيرة العربية أبداً.

صحيح أن تكامل اللغة يسير جنباً إلى جنب مع غيره من مظاهر المدنيّة ، ولكن لا يمكن ان نعتبر اللغة العربية لغة مستقلة وغير مرتبطة باللغات الاُخرى اي العبرانية والسريانية والآشورية والكلدانية ، لأن جميع هذه اللغات ـ حسب ما يؤيده ويؤكده المتخصصون في علم اللغات ـ كانت ذات يوم ـ متحدة الأصل ، وقد تشعبت من لغة واحدة ، وفي هذه الحالة يحتمل أن تكون اللغة العربية قد حققت تكاملها عبر اللغة العبرانية أو الآشورية ، وبعد تكاملها أصبحت لغة مستقلة ، أي ان الآخرين أسهموا في تكميلها.

كما أنه لا شك أنّ وجود علاقات تجارية مع الاُمم والشعوب الراقية هو الآخر دليل على الحضارة والمدنية إلاّ أنه هل كانت جميع مناطق الجزيرة العربية تملك مثل هذه العلاقات ، أم إن اكثرها كانت محرومة من ذلك؟

هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فان وجود علاقات بين حكومتين في الحجاز وهما : « الحيرة وغسان » وبين حكومتي « الفرس » و « الروم » لا يدل أبداً على وجود حضارة في المنطقتين الحجازيتين إذ أن جميع هذه الحكومات كانت متصفة بالعمالة ، فان الكثير من البلاد الافريقية هي اليوم من مستعمرات الدول الاوربية ومع ذلك لا توجد فيها أية مؤشرات ولا أية مظاهر من الحضارة الغربية الواقعية.

__________________

١ ـ حضارة العرب : ٧٨ ـ ١٠٠.

٤٠

٤- وفي ترجمة: إبراهيم بن عبد العزيز، وأنّه مِن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، والراوين عنه.

قال ابن حجر: روى عن أبيه وجعفر الصادق، ذكره عليّ بن الحَكم في رجال الشيعة. لسان الميزان ج١ ص٧٨ رقم ٢١٤.

٥- وفي ترجمة: إبراهيم بن عيسى الخزّاز الكوفي.

قال ابن حجر: ذكره عليّ بن الحَكم وغيره في رجال الشيعة، وقال روى عن الصادق والكاظم. روى عنه الحسن بن محبوب وغيره. لسان الميزان ج ١ ص ٨٨ رقم ٢٥١.

وكيف ما كان، فيظهر أنّ الكتاب موجود عند الذهبي، أو عند ابن حجر الذي لخّص الميزان.

١٨ - عليّ بن مهزيار: القرن الثالث(١) .

قال النجاشي ( ٦٦٢ ): علي بن مهزيار الأهوازي. أبو الحسن، دروقي الأصل، مولى. كان أبوه نصرانيّاً فأسلم.

وقد قيل: إنّ علياً أيضاً أسلم وهو صغير، ومَنّ الله عليه بمعرفة هذا الأمر، وتَفقّه.

وروى عن الرضا وأبي جعفرعليهما‌السلام ، واختصّ بأبي جعفر ( ع )، وتوكّل له، وعظُم محلّه منه، وكذلك أبو الحسن الثالث ( ع )، وتوكّل لهم في

____________________

(١) اُنظر: رجال النجاشي ج٢ ص٧٤ رقم ( ٦٦٢ )، فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم ص٢٦٥ رقم ٣٧٩، رجال الطوسي ص٣٨١ و٤٠٣ و٤١٧.

٤١

بعض النواحي، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير.

وكان ثقة في روايته، لا يُطعن عليه، صحيحاً اعتقاده(١) .

وقال الطوسي ( ٣٧٩ ): جليل القدر، واسع الرواية، ثقة. له ثلاثة وثلاثون كِتاباً، مثل كتاب الحسين بن سعيد، وزيادة(٢) .

وذكره في أصحاب الإمام الرضا ( ع )، فقال: علي بن مهزيار، أهوازي، ثقة صحيح(٣) ، وفي أص-حاب الإمام الجواد ( ع )(٤) ، وفي أصحاب الإمام الهادي ( ع )، فقال: علي بن مهزيار، أهوازي، ثقة(٥) .

وله مِن كُتُب الرجال:

١ - كتاب المثالب.

٢ - كتاب الأنبياء.

٣ - رسائل عليّ بن أسباط.

٤ - وفاة أبي ذر.

٥ - حديث بدء إسلام سلمان.

١٩ - محمّد العمّي.

قال النجاشي ( ٩٠٢ ): محمّد بن جمهور أبو عبد الله العمّي، ضعيف

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٧٤.

(٢) فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم ص٢٦٥.

(٣) رجال الطوسي ص٣٨١.

(٤) رجال الطوسي ص٤٠٣.

(٥) رجال الطوسي ص٤١٧.

٤٢

في الحديث، فاسد المذهب، وقيل فيه أشياء الله أعلم بها مِن عِظمها. روى عن الرضا ( ع )(١) .

وقال الطوسي ( ٦٢٧ ): محمّد بن الحسن بن جمهور العمّي البصري له كُتُب منها:

١ - كتاب صاحب الزمان.

٢ - كتاب وقت خروج القائم ( ع ). ذكرهما الطوسي.

٢٠ - يحيى العلوي العقيقي: وُلد ٢١٤، تُوفّي ٢٧٧ ه-(٢) .

هو: يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو الحسين.

مشايخه وتلامذته:

روى يحيى بن الحسن عن الإمام الرضا ( ع )، وعن مشايخ كثيرة ذُكر منهم السمهودي أكثر مِن ثمانين شيخاً، ومنهم: ابن زبالة.

وروى عنه عدد كبير مِن المُحدِّثين، وأهل النَسب والسِيَر منهم: حفيده الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن، ومنهم أبو أسحاق إبراهيم بن إسحاق بن

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٢٢٥ رقم ٩٠٢.

(٢) اُنظر ترجمته في: رجال النجاشي ج٢ رقم ( ١١٩٠ )، فهرست كُتُب الشيعة للطوسي رقم ( ٨٠٢ و٨٠٣ و٨٠٤)، مجلّة المَجمع العِلمي العراقي ج١١، كما عن مقدّمة المناسك للحربي ص١٦٢، الذريعة ج١ ص٣٤٩ و ج٢ ص٣٧٨، الأعلام للزركلي ج٨ ص١٤٠.

٤٣

إبراهيم الحربي صاحب كتاب ( المناسك ) الذي روى عنه كثيراً في كتابه المناسك.

قال النجاشي ( ١١٩٠ ): العالم الفاضل الصدوق، روى عن الرضاعليه‌السلام صنف كُتُباً، منها: كتاب نَسب آل أبي طالب، كتاب المسجد(١) .

الشيخ الطوسي في الفهرست ترجم ثلاثة أشخاص بعنوان يحيى بن الحسن وهم:

١ - تحت رقم ( ٨٠٣ ): يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، له كتاب المناسك. عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام .

٢ - تحت رقم ( ٨٠٢ ): يحيى بن الحسن العلوي، له كتاب المسجد، تأليفه.

٣ - تحت رقم ( ٨٠٤ ): يحيى بن الحسن، له كتاب نَسب آل أبي طالب.

وممّا تقدّم عن النجاشي أن هؤلاء الثلاثة هُم رجل واحد. وذلك فإنّ كتاب نَسب آل أبي طالب، والمسجد ذكرهما النجاشي ليحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله … ولا يَضرّ كون كتاب المناسك له أيضاً بعدَ أن سَرد اسمه كما سرد اسمه النجاشي.

ويُحتمل أن يكون صاحب كتاب المسجد الذي ذكره الطوسي، وذكر سَنَده إليه، قال أخبرنا جماعة عن التلعكبري عنه. فلعلّ هذا غير المُترجَم.

فإنّ التلعكبري: هارون بن موسى التلعكبري تُوفّي ٣٨٥ه- فيُستبعد أن يروي عن المُترجَم المُتوفّى ٢٧٧ه-.

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٤١٢ رقم ١١٩٠.

٤٤

ثقافته:

يحيى بن الحسن العلوي ذو ثقافة عالية وواسعة في مُختلف الميادين، يدلّ على ذلك مؤلّفاته في الفِقه، والنَسب، والسيرة، والتاريخ، وعدد مشايخه الذين بلغوا بالعشرات، وقد أخذ عنهم ومِن مُختلف الطبقات.

مؤلّفاته:

١ - المناسك.

٢ - المسجد.

٣ - نَسب آل أبي طالب.

٤ - أخبار المدينة.

كتابه في الرجال:

كتابنَسب آل أبي طالب . الذي ذكره النجاشي والطوسي. وهو أوّل كتاب في نَسب آل أبي طالب.

قال ابن عنبه في عُمدة الطالب عنه:

يحيى النسّابة ابن الحسن بن جعفر الحجّة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدينعليهم‌السلام . ويُقال إنّه أوّل مَن جمعَ كتاباً في نَسب آل أبي طالب(١) .

ويحيى هذا هو جدّ أُمراء المدينة، الّذين كانوا يحكمونها في زمن السمهودي المُتوفّى ٩١١ه-، وهو مِن الشيوخ المؤلِّفين، له مِن الكُتُب غير

____________________

(١) عُمدة الطالب ص٣٣١. اُنظر هامش رجال النجاشي ج٢ ص٤١٢.

٤٥

المُتقدّمة كتاب حول المدينة بعنوان: أخبار المدينة.

كتابه في أخبار المدينة:

مِن أوائل الكُتب التي أُلّفت في تاريخ المدينة المُنوّرة - كما تقدّم عن السمهودي - وهو مِن الكُتب المُهمّة جدّاً التي تحدّثت عن تاريخ المدينة بشكل مُفصَّل.

فقد بحث في هجرة الرسول ونزوله قباء، ثمّ استقرار مقامه في بني النجّار، والمِربد، وبناء المسجد، وتحويل القبلة، والمنبر، ومُعتكَف الرسول، وبيوت زوجات النبي، وأبواب المسجد وتوسعته، والدور التي حوله، وزيادة الخُلفاء وخاصّة الوليد، والمؤذِّنين، والحرَس، ومواضع قبر الرسول والخُلفاء، وتجمير المسجد والبلاليع والأبواب والمُصلّى، وقباء، وبعض مساجد المدينة التي صلّى فيه(١) .

وهذا الكتاب قد اعتمده تلميذه أبو إسحاق الحربي المُتوفّى ٢٨٥ ه-، واستفاد منه كثيراً، ونقل عنه في مواضع عديدة مِن كتابه ( المناسك )(٢) .

وكذلك نقل عنه المراغي المُتوفّى ٨١٦ ه- في كتابه ( تحقيق النصرة بتلخيص معالِم دار الهجرة) في مواضع عدّة.

وأكثر مَن نقل عنه السمهودي في كتابه وفاء الوفاء بأخبار دار المُصطفى فقد بَلغت ٢١٠ مِن المواضع.

____________________

(١) مُقدّمة المناسك للحربي ص ١٦٣ عن مقال الدكتور صالح العلي مجلّة المَجمع العِلمي العراقي.

(٢) اُنظر: المناسك للحربي ص ٣٥٩ و٣٦٣ و٣٦٥ و ٣٦٦ و٣٦٧-٣٦٩ و ٣٧١ و٣٧٢ و٣٧٨ و٣٧٩ و٣٨١ و٣٨٣-٣٨٧ و٣٨٩-٣٩٥ و٣٩٧ و٤٠٣ و٤٠٤ و٤٢٥. طبع دار اليمامة بتحقيق حمد الجاسر.

٤٦

ذكره السمهودي له بهذا العنوان في كتابه وفاء الوفاء(١) .

وقد اطّلع السمهودي على عدّة نسخ مِن هذا الكتاب:

١ - النسخة التي رواها ابن المؤلِّف طاهر بن يحيى العلوي عن المدائني(٢) .

٢ - النسخة التي رواها ابن المؤلّف طاهر بن يحيى العلوي عن أبيه مُباشرة(٣) .

٣ - النسخة التي رواها حفيده الحسن بن محمّد بن يحيى(٤) .

٤ - النسخة التي رواها ابن فارس عن ابن المؤلِّف طاهر بن يحيى عن أبيه يحيى(٥) .

أقدم مَن أرّخ للمدينة:

يقول السمهودي حول أقدم مَن أرّخ للمدينة: وابن زبالة ويحيى عُمدة في ذلك، فإنّهما أقدم مَن أرّخ للمدينة؛ لأنّ ابن زبالة هو محمّد بن الحسن، أحد أصحاب الإمام مالك بن أنس، ويؤخذ مِن كلامه أنّه وضع كتابه في صَفَر سَنَة تسع وتسعين ومائة، وأمّا يحيى فهو مِن أصحاب أصحابه، وكانت وفاته سَنة سبع وسبعين ومائتين عن ثلاث وستّين سَنَة(٦) .

وقال السمهودي أيضاً: وابن زبالة وإن كان ضعيفاً، ولكن اعتضد بموافقة يحيى له، وروايته لكلامه مِن غير تعقيب(٧) .

____________________

(١) وفاء الوفاء ج١ ص٢٤٤ طبع دار الكُتب العِلمية بتحقيق محمّد محيّ الدين، وفي غيره كما عن هامش المناسك للحربي ج١ ص١٧٤ و٢٠٣ وج٢ ص ١٧ و ٤٠١.

(٢) وفاء الوفاء ج٢ ص٥٠٨.

(٣) وفاء الوفاء ج١ ص٦٨ و٢٤٤ وج٢ ص٢٩٤ و٥٥٤.

(٤) وفاء الوفاء ج١ ص٢٤٥ وج٢ ص٢٩٤.

(٥) وفاء الوفاء ج٢ ص٥٥٥.

(٦) وفاء الوفاء ج١ ص٣٥٢.

(٧) وفاء الوفاء ج١ ص٢٥٢ بواسطة مُقدّمة مناسك الحربي.

٤٧

ومع الأسف إن الكتاب مفقود، ولا يوجد إلاّ ما نُقل عنه فقط.

ولادته ووفاته:

وُلد بالمدينة المُنوّرة سَنة ٢١٤ه-، وبها نشأ، وكَتَب عنها (أخبار المدينة).

تُوفّي في سَنة ٢٧٧ه- عن ٦٣ سَنة، كما عن وفاء الوفاء، ودُفن في مكّة المُكرّمة كما عن أعيان الشيعة.

٢١ - عيسى بن مِهْراَن: القرن الثالث(١) .

هو عيسى بن مهران المستعطف، أبو موسى، وكان يسكن ببغداد. وث-قه محمّد بن جرير الطبري العامّي(٢) . ويظهر أنّه عاش في النصف الثاني مِن المائة الثالثة، حيث روى عنه أبو علي محمّد بن هارون التلعكبري المُتوفّى ٣٣٦ه- بواسطة واحدة.

له مِن الكُتب في علم الرجال:

( كتاب المُحدّثين ) كما ذكره النجاشي، والطوسي، وابن النديم.

____________________

(١) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي رقم (٨٠٥)، الفهرست للطوسي رقم (٥٢٠)، الذريعة ج١ ص ١٣٩، مصفى المقال ص ٣٤٥، لسان الميزان ج ٤ ص ٤٠٦ رقم ١٣٤٢، الفهرست لابن النديم ص٣٧٠، رجال الطوسي ص٤٨٧ رقم ( ٦٤ ) مِن حرف العين، فيمن لم يروِ عنهم، قاموس الرجال ج٨ ص٣٣٥ رقم ٥٨٢٨، تاريخ بغداد ج١١ ص١٦٧ رقم ٥٨٦٦، الكامل لابن عدي ج٦ ص٤٥٧ رقم ( ١٤٠٥ ).

ومهران: قيل بكسر الميم وقيل بفتحها.

(٢) لسان الميزان ج٤ ص٤٠٦ رقم ١٣٤٢.

٤٨

٢٢ - إبراهيم بن محمّد الثقفي: المُتوفّى ٢٨٣ه-(١) .

إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال … الثقفي أبو إسحاق، أصله كوفيّ وانتقل إلى أصفهان.

قال النجاشي ( ١٨ ): كان زيديّاً أوّلاً، ثم انتقل إلينا.

ويُقال: إنّ جماعة مِن القُميّين - كأحمد بن محمّد بن خالد - وفدوا إليه، وسألوه الانتقال إلى قُم فأبى.

وكان سَبب خروجه مِن الكوفة أنّه عَمل كتاب المعرفة وفيه المناقب والمثالب، فاستعضمه الكوفّيون، وأشاروا إليه بأن يتركه ولا يُخرجه، فقال: أيّ البلاد أبعد مِن الشيعة فقالوا: أصفهان، فحَلف أن لا أروي هذا الكتاب إلاّ بها؛ فانتقل إليها، ورواه بها، ثقة منه بصحّة ما رواه فيه(٢) .

ووث-قه ابن النديم بقوله: مِن الث-قات العُلماء المصنّفين(٣) .

له كُتُب كثيرة في مُختلف المواضيع قرابة خمسين كتاباً ذكرها النجاشي والطوسي.

كُتُبه في عِلم الرجال:

وله في عِلم الرجال خاصّة كُتُب عديدة منها:

١- أخبار المُختار.

٢- كِتاب الرِدّة.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي (١٨) ، الفهرست للطوسي (٣١) ، مصفى المقال ص٨، الذريعة ج١٠ ص٨٢، لسان الميزان ج١ ص١٠٢، قاموس الرجال ج١ ص٢٧٥-٢٨٠ رقم ( ١٨٧ )، الفهرست لابن النديم ص٣٧٢.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٩٠.

(٣) الفهرست لابن النديم ص ٣٧٢.

٤٩

٣- كِتاب مقتل عثمان.

٤- أخبار عمر.

٥- أخبار يزيد.

٦- أخبار ابن الزبير.

٧- أخبار زيد.

٨- كِتاب التوّابين.

٩- أخبار محمّد، وإبراهيم ابني عبد الله.

١٠- كِتاب فضل الكوفة، ومَن نزلها مِن الصحابة.

١١- كِتاب مَن قُتِل مِن آل أبي طالبعليه‌السلام ( آل محمّدعليهم‌السلام ).

١٢ - مقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

١٣ - قيام الحسن بن عليعليهما‌السلام .

١٤ - مقتل الحسينعليه‌السلام .

توفّي سَنة ٢٨٣ ه-.

٢٣- أحمد العلوي العقيقي: المُتوفّى ٢٨٢ه-(١) .

هو أحمد بن علي بن محمّد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، العلوي العقيقي كان مُقيماً بمكّة.

وهو يروي عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم القُمّي، ويروي عنه ابنه أبو الحسن عليّ بن أحمد العقيقي صاحب الرجال المشهور.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم (١٩٤)، الفهرست للطوسي رقم (٧٣) ، مصفى المقال ص ٥٧، الذريعة ج٣ ص٢٥٣، قاموس الرجال ج١ ص٥٣٧ رقم ( ٤٥٨ ).

٥٠

له في علم الرجال:

كِتاب ( تاريخ الرجال )، كما في رجال النجاشي والفهرست للطوسي.

٢٤- عبد الرحمان المروزي البغدادي: المُتوفّى ٢٨٣ه-(١) .

هو عبد الرحمان بن يوسف بن سعيد خراش المروزي البغدادي، الحافظ.

مدحه والثناء عليه:

قال ابن عدي، سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش حديث ( لا نُورِّث ما تركنا صدقة ).

قال: باطل.

قلت: مَن تتّهم في هذا الإسناد: رواه الزُهري، وأبو الزبير وعِكرمة بن خالد، عن مالك بن أنس بن الحدثان، أتَتَّهِم هؤلاء ؟

قال: لا، إنّما أتّهم مالك بن أوس.

وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: وحمل ابن خراش إلى بندار جُزأين صنّفهما في مثالب الشيخين؛ فجازاه بألفي درهم …

وقال ابن عدي: وسمعت أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف ب- ( ابن عقدة ) يقول: كان ابن خراش في ( الكوفة ) إذا كُتِب شيئاً مِن باب التشيُّع يقول لي: هذا لا يُنفق إلاّ عندي وعندك يا أبا العبّاس.

وقال ابن عدي: وسمعت عبد الملك بن محمّد أبا نعيم يُثني على ابن خراش هذا، وقال: ما رأيت أحفظ مِنه لا يذكر شيء مِن الشيوخ والأبواب إلاّ مرَّ فيه.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: مصفى المقال ص٢٢٥، الذريعة ج١٠ ص٨٤، لسان الميزان ج٣ ص٤٤٤، تاريخ بغداد ج١٠ ص٢٧٨ رقم ٥٣٩٨، الكامل لابن عدي ج٥ ص٥١٨ رقم الترجمة ١١٥٥، قاموس الرجال ج٦ ص١٤٨ رقم الترجمة ٤٠٨٤، الميزان للذهبي ج٤ ص٣٢٩ رقم ٥٠١٤.

٥١

وقال ابن عدي: وابن خراش هذا هو أحد مَن يُذكر بحفظ الحديث مِن حُفّاظ العراق، وكان له مَجلسُ مذاكرة لنفسه على حدة، وإنّما ذكر عنه شيء مِن التشيّع كما ذكره عبدان، فأمّا الحديث فأرجو أنّه لا يتعمّد الكذب(١) .

وقال الخطيب: كان أحد الرحّالين في الحديث إلى الأمصار بالعراق، والشام، ومصر، وخُراسان، وممَّن يُوصَف بالحفظ والمعرفة، روى عنه العبّاس بن عقدة(٢) .

وقال أبو زرعة محمّد بن يوسف الجُرْجَاني: كان خرّج مثالب الشيخين وكان رافضيّاً، وعن ابن المُنادى أن ابن خراش كان مِن المعدودين المذكورين بالحفظ والفَهم بالحديث والرجال(٣) .

وقال الذهبي: فإنّه كان حافظ زمانه، وله الرحلة الواسعة، والإطلاع الكثير والإحاطة(٤) .

ومع ذلك تحامل عليه، وعلى مذهب التشيُّع لأنّه كان يتشيَّع.

وأنت سمعت، فقد مدحه بعض عُلماء العامّة، كما قد ذمّه آخرون؛ لأنّه ألّف في المثالب، وأنكر حديث ( لا نورِّث ما تركناه صدقة )، ورموه بالتشيُّع والرفض، وهو أحد مشايخ ابن عُقدة.

له في عَلم الرجال:

( كِتاب الجرح والتعديل )

تُوفّي في خمس شهر رمضان ٢٨٣ه-.

____________________

(١) الكامل لابن عدي ج٥ ص٥١٩.

(٢) تاريخ الخطيب ج١٠ ص٣٧٩.

(٣) تاريخ بغداد ج١٠ ص٢٨٠.

(٤) الميزان للذهبي ج٤ ص٣٣٠.

٥٢

٢٥ - عليّ بن الحسن بن فضّال: ولد ٢٠٦ ه - وتُوفّي ٢٩٠ه-(١) .

هو عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال بن عمر بن أيمن ...أبو الحسن.

ذكره الطوسي في أصحاب الإمامين الهُمامين الإمام الهادي والإمام العسكريعليهما‌السلام .

وقال النجاشي ( ٦٧٤ ): كان فقيه أصحابنا بالكوفة، ووجههم، وثقتهم، وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه، سُمِع منه شيئاً كثيراً، ولم يُعثَر له على زَلّة فيه ولا ما يشينه، وقلّ ما روى عن ضعيف، وكان فطحيّاً، ولم يروِ عن أبيه شيئاً، وقال: كنت أُقابِلُهُ وسنّي ثمان عشرة سَنة، ولا أفهم إذ ذاك الروايات، ولا أستحلُّ أن أرويها عنه.

وروى عن أخَوَيه، عن أبيهما(٢) .

وقد وثذقه الطوسي بقوله: فطحيَّ المذهب، ثقة كوفيّ، كثير العِلم، واسع الأخبار، جيد التصانيف، غير مُعاند، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالإثني عشر(٣) .

وقد وث-قه الكشّي قال: سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن جماعة هو منهم، فقال: أمّا عليّ بن الحسن بن فضّال، فما لقيت بالعراق وناحية خُراسان أفقه، ولا أفضل مِن عليّ بن الحسن بالكوفة، ولم يكن كَتَب عن الأئمة -عليهم‌السلام - في كل صِنف إلاّ وقد كان عِنده، وكان أحفظ الناس، غير أنّه كان

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم ( ٦٧٤ )، الفهرست للطوسي ( ٣٩٣ )، رجال الطوسي ص٤١٩ و٤٣٣، مصفى المقال ص٢٧٤، الذريعة ج١٠ ص٩٠، قاموس الرجال ج٧ ص٤١٣ رقم ٥٠٩٢.

(٢) رجال النجاشي ج٢ ص٨٣.

(٣) فهرست كُتُب الشيعة ص ٢٧٢ رقم ( ٣٩٢ ).

٥٣

فطحيّاً يقول بعبد الله بن جعفر، ثم بأبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وكان مِن الث-قات(١) .

وله كُتُب كثيرة منها في الرجال:

١ - (كِتاب الرجال). ذكره النجاشي والطوسي في الفهرست.

٢ - الأصفياء.

٣ - المثالب.

٢٦ - أبان البَجَلي: القرن الثالث(٢) .

أبان بن محمّد البجلي، وهو المعروف بسندي البزّاز، أبو بشر، وهو ابن أخت صفوان بن يحيى. كان ثقة، وجهاً في أصحابنا الكوفيّين.

وصفوان بن يحيى تُوفّي٢١٠ه-.

والمُترجَم ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام الذي تُوفّي ٢٥٤ه-.

وقد روى عن خاله صفوان بن يحيى وغيره.

وروى عنه: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي المُتوفّى٢٧٤ أو ٢٨٠ه-، وعليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال المُتوفّى حدود (٢٩٠ه-)، ومحمّد بن الحسن الصفّار المُتوفّى ٢٩٠ه-.

____________________

(١) قاموس الرجال ج٧ ص٤١٤ عن الكشّي.

(٢) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ١٠ و ٤٩٥ )، والفهرست للطوسي برقم (٣٤٣)، ورجال الطوسي في أصحاب الإمام الهادي ص٤١٦، مُعجَم رجال الحديث ج١ ص١٧١ و ج٨ ص٣١٧، مصفى المقال ص٥، الذريعة ج١٠ ص٨٢، قاموس الرجال ج١ ص١٢٣ رقم الترجمة ٢٩.

٥٤

قال النجاشي ( ٤٩٥ ): وهو ابن أُخت صفوان بن يحيى، كان ثقة، وجهاً في أصحابنا الكوفييّن.

وله كِتاب في عِلم الرجال:

( النوادر عن الرجال ). ذكره النجاشي.

٢٧ - محمّد بن عيسى اليقطيني: القرن الثالث(١) .

قال النجاشي ( ٨٩٧ ): محمّد بن عيسى بن عُبيد بن يقطين بن موسى، مولى أسد بن خزيمة، أبو جعفر.

جليل في أصحابنا ثقة، عين، كثير الرواية، حَسِن التصنيف، روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام مُكاتبة ومُشافهة.

ثم عدّد كُتُبه إلى أن ذكر له: كِتاب (الرجال)، وذكر سَنَده إليه.

وذكره الطوسي في أصحاب الرضا والهادي والعسكريعليهم‌السلام مِن رجاله وضعَّفه، وكذلك ذكره في فهرست كُتُب الشيعة ( ٦١٢) وضعَّفه لحُسن ظنّه بابن بأبويه القُمّي، والقُمّي تبعاً لشيخه محمّد بن الحسن بن الوليد. فأصل التضعيف يرجع لابن الوليد، حيث استثناه مِن كِتاب نوادر الحكمة.

إلاّ أنّ الأكثريّة ممَّن تقدّم على ابن الوليد أو تأخّر عنه، مثل الفضل بن شاذان، وجعفر بن معروف، والكشّي، وابن نوح، والنجاشي فكُلّهم مُجمعون على جلالة قدره.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ٨٩٧ )، الفهرست للطوسي ( ٦١٢ )، رجال الطوسي ص٣٩٣ في أصحاب الرضا رقم ( ٧٦ ) وص٤٢٢ في أصحاب الهادي رقم ( ١٠ ) وص٤٣٥ في أصحاب العسكري رقم ( ٣٠ ) وص٥١١ في مَن لم يروِ عن الأئمّة رقم ( ١١١ )، قاموس الرجال ج٩ ص٤٩٩ رقم ( ٧١٤٥ ) مُعجَم رجال الحديث ج١٧ ص١١٠ - ١٢٠، مصفى المقال ص٤٢١.

٥٥

قال المُحقِّق التستري: وأمّا تحقيق حاله، فأوّل مَن ضعَّفه ابن الوليد، وتبعه ابن بأبويه لحُسن ظنّه به كما يُفهَم مِن كلام ابن نوح، ومِن قول نفسه في صوم فقيهه بأنّ كلّ خَبَر لم يُصحّحه شيخه ابن الوليد ليس عنده بصحيح، وتبع ابن بأبويه الشيخ لحُسن ظنّه به، كما يُفهم مِن تعبير فهرسته المُتقدّم، وحينئذ فكأن المضعِّف منحصر بابن الوليد، ولا يدرى ما رابه فيه - كما قال ابن نوح - بعد كونه على ظاهر العدالة ؟

ولعلّه رابه روايته القدح العظيم في زُرارة، ومحمّد بن مُسلم، ومؤمن الطاق، وأبي بصير، وبريد العجلي، وإسماعيل الجعفي وهُم أجلاّء، وكذلك في المُفضل أو روايته عن يونس، عن الرضاعليه‌السلام جواز الاغتسال والوضوء بماء الورد.

رواه الكافي في ١٢ مِن أخبار باب نوادر طهارته(١) .

وأمّا مَن تقدّم على ابن الوليد، أو مَن عاصره أو مَن تأخّر عنه - غير تابعيه مِن الفضل بن شاذان، وبورق الورع، والقتيبي، وجعفر بن معروف، والكشّي، وابن نوح، والنجاشي - مُجمعون على جلالته، ويكفي في فَضله ثناء مثل الفضل عليه، كما قاله النجاشي(٢) .

إلاّ أنّ المُعتَمد هو قول النجاشي في توثيقه؛ لأنّ سند التض-عيف هو استثناؤه مِن كِتاب ( نوادر الحكمة ).

وقال النجاشي حول ذلك: ورأيت أصحابنا يُنكرون هذا القول، ويقولون: مَن مثل أبي جعفر محمّد بن عيسى سكن بغداد؟!(٣) .

____________________

(١) الكافي ج٣ ص٧٣.

(٢) اُنظر ذلك في قاموس الرجال ج٩ ص٥٠٣.

(٣) رجال النجاشي ج ٢ ص ٢١٩.

٥٦

وقال القتيبي - محمّد بن عليّ بن قتيبة -: كان الفضل ابن شاذانرحمه‌الله يُحب العبيدي، ويُثني عليه، ويمدحه ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مِثله، وبحسبك هذا الثناء مِن الفضلرحمه‌الله (١) .

والمُترجَم روى عن أخيه جعفر بن عيسى، والحسن بن عليّ بن يقطين، وصفوان بن يحيى، وعلي بن مهزيار، ومحمّد بن أبي عُمير وغيرهم.

وروى عنه: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وعبد الله بن جعفر الحميري، وعلي بن إبراهيم بن هاشم، ومحمّد بن الحسن الصفّار وغيرهم.

٢٨ - محمّد بن عمر الواقدي: المولود ١٣٠ه-، والمُتوفّى ٢٠٧ه-(٢)

محمّد بن عمر الواقدي المَدني البغدادي مولى بني هاشم، وقيل مولى بني سهم بن أسلم المؤرّخ المشهور صاحب ( المغازي ) المُنتشر.

تشيعه:

قال ابن النديم في الفهرست: وكان يتشيَّع، حسن المَذهب، يُلزم التقيَّة. وهو الذي روى أنّ عليّاًعليه‌السلام كان مِن مُعجزات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم كالعصا لموسىعليه‌السلام ، و إحياء الموتى لعيسى بن مريمعليه‌السلام . وذكر تاريخ ولادته ووفاته.

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٢١٩.

(٢) اُنظر ترجمته: الفهرست لابن النديم، أعيان الشيعة ج١٠ ص٣٠-٣٣، مصفى المقال ص٤٢١، تهذيب الكمال ج٢٦ ص١٨٠ رقم ٥٥٠١ وهي ترجمة مُفصّلة، مُعجَم رجال الحديث ج١٧ ص٧٢ وج١ ص٢٧٤، قاموس الرجال ج٩ ص٤٩٢ رقم ( ٧١٢٨ ).

٥٧

كُتبه في الرجال:

١ - كِتاب الطبقات.

٢ - تاريخ الفقهاء.

أقول: تَشيّعه مُحتمل؛ لأنّ أكثر العامّة الّذين ترجموه لم يَنسبوه إلى التشيُّع أو الرفض.

٢٩ - إبراهيم النهاوندي: تُوفّي بعد ٢٦٩ه-.

هو إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الأحمري النهاوندي.

قال النجاشي ( ٢٠ ): كان ضعيفاً في حديثه، منهوماً.

وقال الطوسي ( ٩ ): كان ضعيفاً في حديثه، متَّهماً في دينه.

له كُتُب منها في الرجال:

١ - كِتاب مقتل الحسين بن عليعليهما‌السلام . ذكره النجاشي والطوسي.

٢ - كِتاب نفي أبي ذر عليه الرحمة. ذكره النجاشي.

٣٠ - سعد بن عبد الله الأشعري القُمّي: المُتوفّى سَنة ( ٢٩٩ أو ٣٠٠ أو ٣٠١ ه-)(١) .

قال النجاشي ( ٤٦٥ ): سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ٤٦٥ ) ورقم ( ١٠٧٢ و ١١٧١ )، فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي (٣١٦)، رجال الطوسي ص٤٧٥ في مَن لم يروِ عن الأئمّة رقم ( ٦ )، مُعجَم رجال الحديث ج٨ ص٧٤، مصفى المقال ص١٨٦، قاموس الرجال ج٥ ص٥٦ رقم الترجمة ٣١٧٦.

٥٨

القُمّي، أبو القاسم. شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها - إلى أن قال - ولقي مولانا أبا محمّدعليه‌السلام - يعني الإمام العسكريعليه‌السلام -، ثم ذكر كُتُبه ووفاته فقال: تُوفّي سعدرحمه‌الله ٣٠١ه-، وقيل سَنة ٢٩٩ه-.

وقال الطوسي في الفهرست ( ٣١٦ ): جليل القدر، واسع الأخبار، كثير التصانيف، ثقة. ثم ذكر كُتُبه.

وقال في رجاله في مَن لم يروِ عن الأئمّةعليهم‌السلام : جليل القدر، صاحب تصانيف ذكرناها في الفهرست، روى عنه ابن الوليد وغيره، روى ابن قولويه عن أبيه عنه(١) .

وله في عِلم الرجال:

١ - طبقات الشيعة. ذكره النجاشي في ترجمة محمّد بن يحيى المعيني برقم (١٠٧٢) وفي ترجمة هيثم بن عبد الله برقم (١١٧١).

٢ - فِرَق الشيعة.

٣ - كِتاب فضل أبي طالب وعبد المطلب وأبي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٤ - كِتاب فضل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥ - مناقب رواة الحديث.

٦ - مثالب رواة الحديث. ذكرها النجاشي والطوسي.

٧ - كِتاب فهرست كِتاب ما رواه ( سعد بن عبد الله ). ذكره الطوسي في الفهرست (٣١٦).

____________________

(١) رجال الطوسي ص٤٧٥.

٥٩

القَرنُ الرابع

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694