سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله8%

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله مؤلف:
المحقق: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 694

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 694 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 358050 / تحميل: 8965
الحجم الحجم الحجم
سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ليخرجنَّ نبيُّ فَليكسرن أصنامكم(١) .

وكتب ابن هشام يقول : كان اليهود يقولون للعرب : إنه قد تقارب زمان نبيّ يُبعث الآن نقتلكم معه قتلَ عاد وارم.

وكتب يقول أيضاً : وكانت الاحبار من اليهود ، والرهبان من النصارى والكهّان من العرب قد تحدثوا بأمر رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل مبعثه.

هذه الكلمات تُصوِّر انقضاء عهد الوثنية في نظرهم إلى درجة أن بعض القبائل أجابت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما بُعثَ ، ودعاهم اللّه ، بينما احجمت اليهودُ عن الايمان به وبرسالته وبقيت على كفرها وجحودها لنبوته الّتي طالما بشرت بها.

وقد نزل فيهم قولُه تعالى : «وَلَمّا جاءهُمْ كتابٌ مِنْ عِنْدِ اللّه مُصدِّقٌ لِما مَعهمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلى الَّذينَ كَفرُوا فَلمّا جَاءهُمْ ما عَرفُوا كَفرُوا به فَلعْنَةُ اللّه عَلى الكافِرين »(٢) (٣) .

أعمدةُ الوثنيّة تهتزُّ :

ولقد شهدَ أحدُ أعياد قريش حادثاً غريباً كان في نظر العقلاء وأصحاب الفكر الثاقب منهم بمثابة جرس إنذار اذِن باقتراب سقوط دولة الوثنيين ، وإنهيار صروح الوثنيّة وعبادة الأصنام ، وانقراضها.

فقد اجتمعت قريش يوماً في عيد لهم عند صنم من أصنامهم كانوا يعظمونه وينحرون له ، ويعكفون عنده ، فتنحّى أربعةٌ ممن عُرفوا بالعلم ناحية ، وأخذوا يتحدَّثون سرّاً ، وأخذوا ينتقدون عبادة الأوثان والأصنام ، وما عليه قومهم من فساد العقيدة.

فقال بعضهم لبعض : واللّه ما قومكم على شيء ، لقد اخطأوا دين أبيهم

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٥ ، ص ٢٣١.

٢ ـ السيرة النبوية : ج ١ ص ٢٢١.

٣ ـ البقرة : ٨٩.

٢٨١

إبراهيم!! ما حَجرٌ نُطيف به لا يسمعُ ولا يبصرُ ، ولا يضرُ ولا ينفعُ ، يا قوم التمسوا لأنفسكم ديناً

وكان هؤلاء الأربعة هم :

١ ـ « ورقة بن نوفل » الَّذي اختار النصرانية بعد أن طالعَ كُتُبَها ، واتصل بأهلها.

٢ ـ « عبيداللّه بن جَحش » الّذي أسلمَ عند ظهور الإسلام ، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة.

٣ ـ « عثمان بن الحويرث » الّذي قدم على قيصر ملك الروم ، فتنصَّر.

٤ ـ « زيد بن عمرو بن نفيل » الّذي اعتزل الأوثان ، وقال : اعبدُ رب إبراهيم(١) .

إن ظهور مثل هذا الاستنكار والجحد للأوثان والوثنية لا يعني أبداً أنَّ دعوة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت تعقيباً لدعوة هذه الجماعة ، واستمراراً لها!!

كيف يمكن أنْ نعتبر دعوة رسول اللّه العالمية مع ما انطوت عليه من أهداف كبرى ، واستندت إليه من معارف وأحكام لا تُحصى ، ردّة فعل لمثل هذا الحادث الصغير وتعبيراً عن مثل هذا الاستنكار المحدود؟

إن الحنيفية وهي سُنّة إبراهيم ودينه لم تكن قد مُحِيت كليّاً في الحجاز بعد ايام بعثة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بل كان هناك لا يزال بعض الأحناف ( وهم الذين كانوا على دين إبراهيمعليه‌السلام ) منتشرين في أنحاء الجزيرة العربية ، إلاّ أن ذلك لا يعني أنّهم كانوا قادرين على التظاهر بعقيدتهم بين الناس ، أو قيادة حركة ، أو تربية أفراد على نهجهم ، أو أن توجُّهاتهم التوحيدية كانت من القوة بحيث تستطيع أن تكون مصدر إلهام لقيم ومعارف وتعاليم وأحكام لِشخصيّة مثل رسول الإسلام « محمَّد »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فلم يُنقَل عن هؤلاء سوى بعض الإعتقادات المعدودة المحدودة مثل الاعتقاد

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٢٥.

٢٨٢

بالمعاد واليوم الآخر ، وشيء بسيط من البرامج الأخلاقية ، وحتّى ما نقل عنهم من ابيات توحيدية لا يمكن تأكيد انتسابها إليهم ، وانْ لم يمكن نفي ذلك أيضاً(١) .

فهل يمكن والحال هذه أن نعتبر الثقافة الإسلامية العظيمة ، والمعارف العقلية العالية ، والقوانين والتشريعات المفصلة ، والانظمة الأَخلاقية والسياسية والإقتصادية الإسلامية ، الشاملة الكاملة ، كنتيجة لمتابعة اُولئك النفر المعدود من « الأحناف » الموحدين المنتشرين في انحاء مختلفة من بلاد الحجاز الذين كانت جلُ عقائدهم تتألف من مجرد الاعتقاد بوجود اللّه ، واليوم الآخر وقضية أو قضيتين من قضايا الأخلاق؟!

نموذج آخر عن ضَعف قريش :

لم يكن يمض على عُمر فتى قريش اكثر من خمس وثلاثين عاماً يومَ واجه اختلافاً كبيراً بين قريش ، فأزال بحكمته ذلك التخاصم ، ولقد كشفت هذه الحادثة عن مدى الإحترام الّذي كان فتى قريش « محمَّد » يحظى به لدى قريش ، كما وتكشف عن قوة اعتقادهم بصدقه وأمانته.

واليك تفصيل هذه الحادثة :

إنحدر سيلٌ رهيب من جبال مكة المرتفعة نحو بيت اللّه المعظم « الكعبة المقدسة » فلم يسلم من هذا السيل بيت في مكة حتّى الكعبة المعظمة ، الّتي تصدَّعتْ جدرانُها تصدعاً كبيراً بفعل ذلك السيل.

فعزمت قريشٌ على تجديد تلك البِنية المعظمة ، ولكنها تهيّبت ذلك ، وترددت في هدم الكعبة ، فأقدم « الوليد بن المغيرة » وهدمَ ركنين منها على شيء من الخوف ، فانتظر أهلُ مكة أن يحل به أمرٌ ، ولكنهم لما رأوا « الوليد » لم يصبه

__________________

١ ـ ولقد نقل ابن هشام في كتابه : السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٢٢ ـ ٢٣٢ طائفة من الأبيات والقصائد التوحيدية هذه ؛ والّتي جاء في مطلع إحداها ما أنشده زيدُ بن عمرو بن نفيل :

أرَبّاً واحِداً أمْ أَلفُ ربٍّ

أدِينُ إذا تُقُسِمت الاُمورُ؟

عزلتُ اللات والعزّى جميعاً

كذلِكَ يفعل الجَلْد الصبُور ( البصير )

٢٨٣

غضب من الآلهة ، اطمأنوا إلى أنه لم يرتكب قبيحاً ، وأنه عمل ما فيه رضى آلهتهم ، فاقدَمُوا جميعاً على هدم ما تبقى من الكعبة ، واتفق أن تحطّمت سفينة قادمة من « مصر » في تجارة لروميّ عند ميناء « جدة » بفعل الرياح والعواصف ، فعلمت بذلك قريش ، وأرسلت رجالا يبتاعون أخشابها ليستخدموها في بناء الكعبة المعظمة ، وأوكلوا أمر نجارتها إلى نجّار قِبطيّ محترف كان يقطن « مكة ».

ولما ارتفعت جدران الكعبة إلى قامة الرجل ، وآن الأوان لوضع الحجر الأسود في محله من الركن وقع الاختلاف بين زعماء قريش ، وتنازعوا في من يتولّى وضع الحجر الاسود في مكانه.

وتحالفت قبيلة « بني عبد الدار » مع « بني عَديّ » على أن يمنعوا من أن ينال هذا الفخار غيرُهم ، وعمدوا إلى اناء مملوء بالدم فوضعوا أيديهم فيه تاكيداً لذلك الميثاق.

من هنا تأخرت عملية البناء وتوقّفت خمسة أيام بلياليها ، وكاد أن تنشب بينهم حربٌ دامية ، وربما طويلة ، فقد اجتمعت طوائف مختلف من قريش في المسجد الحرام وهي تنتظر حادثة خطيرة ، فعمد ـ في الأخير ـ شيخ من شيوخ قريش يدعى « أبو اُميّة بن مغيرة المخزومي » من زعماء قريش وقال : يا معشر قريش ، إجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول مَن يدخل من باب هذا المسجد(١) يقضي بينكم فيه » فقبلوا برايه اجمع ، فكان أول داخل عليه فتى قريش « محمَّد »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما رأوه قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمَّد.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هلم اليّ ثوباً ، فأخذ الحجَر ووضعه فيه ثم قال :

« لتأخذْ كلُ قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوهُ جميعاً »

ففعلوا حتّى إذا بغوا به موضعه من الركن وضعهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو بيده مكانه ، وبهذا حال دون وقوع حوادث دامية كادت أن تقع بسبب تنازع قريش ، واختلافها ، وحلَّ الوفاق محل الشقاق بعد أن رضي الكلُ بحكمه.

__________________

١ ـ وفي رواية : أول من يدخل باب الصفا.

٢٨٤

وإلى قضية التحكيم هذه يشير « هبيرة بن أبي وهب » في أبيات صوَّرت هذه الحادثة التاريخية الكبرى ، إذ قال :

تشاجَرَتِ الأحياء في فَصْل خطةٍ

جرت بينهم بالنَحس مِن بعد أسعد

تلاقَوابها بالبُغض بعد مَودَّة

وأوقد ناراً بينهم شرّموقد

فلما راينا الأمر قد جدَّ جدُّه

ولم يبقَ شيء غيرُ سلّ المهند

رضينا وقلنا العدل أولُ طالع

يجيء من البطحاء من غير موعد

ففا جأَنا هذا الامينُ محمَّدٌ

فقلنا رضينا بالأمين محمَّد

بخير قريش كلِها أمس شيمة

وفي اليوم مع ما يُحدثُ اللّه في غد

فجاء بأمر لم ير الناس مثلَه

أعمَّ وارضى في العواقب والبَدِ

وتلك يدٌ منهُ علينا عظيمةٌ

يروبُ لها هذا الزمان ويعتدي(١)

أمينُ قَريشُ يَكْفُلُ عَليّاً :

أجدبت مكةُ وضواحيها سنة من السنين ، وقل فيها الماء ، وأصابت الناس أزمة شديدة ، وكان أبو طالبعليه‌السلام كثير العيال ، فعزم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أن يساعد عمه أبا طالب ، ويخفف عنه عبء العيال ، فانطلق إلى عمه العباس وقال له : « إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصابَ الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه فلنخفّفْ من عياله آخذ من بنيه رجلا وتأخذ أنتَ رَجلا ».

فكفل العباسُ جعفراً ، وكفل رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياعليه‌السلام .

يقول أبو الفرج الاصفهاني المؤرخ المعروف في هذا الصدد :

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٩ وفروع الكافي : ج ٤ ، ص ٢١٧ و ٢١٨ ، والجدير بالذكر أنهم قالوا عند تجديد بناء الكعبة : « يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها مِن كسبكم إلاّ طيّبا ، لا يدخلُ فيها مهر بغيّ ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة أحد للناس » ( البداية والنهاية : ج ٢ ، ص ٣٠١ ) ولا شك أنّ هذه من بقايا تعاليم الأنبياء الّتي بقيت بينهم ولم تمح بالمرة.

٢٨٥

وكان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ « علياً » من أبيه وهو صغير في سنة اصابت قريشاً وقحط نالهم ، وأخذ حمزة جعفراً وأخذ العباس طالباً ليكفوا اباهم مؤونتهم ويخففوا عنهم ثقلهم ، وأخذ هو ( أي ابو طالب ) عقيلا لميله كان إليه فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« اخترتُ مَن اختار اللّه لي عليكم : علياً »(١) .

إن هذه الحادثة وإن كانت في ظاهرها تعني ان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اقدم على هذا الأمر ليساعِدَ عمَّه أبا طالب في تلك الازمة ، لكن الهدف الأعلى والأخير كان أمراً آخر وهو أنْ : يتربّى عليعليه‌السلام في حجر النبي ، ويغتذي من مكارم اخلاقه ويتبعه في كريم افعاله.

ولقد اشار الإمام عليُّعليه‌السلام نفسُه إلى هذا الموضوع بقوله :

« وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعي مِنْ رَسُول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقَرابَةِ القريبَة وَالمَنزِلَةِ الخَصيْصَة وضعني في حجره وَأنا ولَد يَضمُّنِي إلى صَدْرهِ وَيَكنفُني في فِراشِه وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبعُهُ اتّباعَ الفَصِيْل أَثر امِّه يَرفَعُ لِي في كُلِّ يَوْم مِنْ أخْلاقِهِ عَلَماً وَيأمُرُني بالإقتداء بِه »(٢) .

ايمان النبي وآبائه وكفلائه قبل الإسلام :

تدلُ الدلائل التاريخيّة ، القوية ، فضلا عن الأدلة العقلية والمنطقية على أن النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يعبُدْ غير اللّه تعالى منذ وُلِدَ من اُمّة ، والى أن رحل إلى ربه ، بل وكان كفلاؤه مثل عبد المطلب وأبي طالب مؤمنون موحِّدُونَ هم أيضاً

ايمان جده عبد المطّلب :

وأما عبد المطلب كفيل النبيّ الأوَّل فلا ننسى أنه عند ما قصد « أبرهة » هدم

____________

١ ـ مقاتل الطالبيين : ص ٢٦ ، الكامل في التاريخ : ج ١ ، ص ٣٧ ، السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٤٥ ـ ٢٤٧ باب ( ذكر أن عليّ بن ابي طالب رضي اللّه عنه اول ذكر أسلم ).

٢ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢.

٢٨٦

الكعبة في جيش الفيل ، نزل في جوف الليل إلى الكعبة وأخذ بحلقة بابها يَدْعوا اللّه ويقول مناجياً اللّه سبحانه.

« اللّهم أنيسَ المُسْتَوحشِين ، ولا وحشة مَعكَ فالبيتُ بَيْتُكَ ، والحرم حرمك والدارُ دارُك ، ونحنُ جيرانُكَ ، انَك تمْنَعُ عَنْه ما تشاء ، وربّ الدّار اُولى بالدّار ».

ثم أنشأَ يقول :

يا ربّ لا أرجُو لَهُمْ سِواكا

ياربِّ فاْمنَعْ مِنْهُمُو حِماكا

إنَ عَدُوَّ الْبيْت مَنْ عاداكا

إمنَعْهُمُو إن يُخربوا فناكا(١)

وهذا يكشف بوضوح عن ايمان عبد المطلب بالله تعالى ، وتوكله عليه سبحانه ، وانه كان الرجل الموحد الّذي لا يلتجئ في المصائب والمكاره إلى غير كهف اللّه ، ولا يعرف الاّ باب اللّه على عكس ما كانت الوثنية عليه فان قومه كانوا يستغيثون بالاصنام المنصوبة حول الكعبة.

وممّا يدل على ايمانه ايضاً توسله لكشف غمته باللّه سبحانه فقد تتابعت على قريش سنون جدب ذهبت بالأموال ، واشرفت الانفس واجتمعت قريش لعبد المطلب ، وعَلَوا جبل ابي قبيس ومعهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محمَّد وهو غلام فتقدم عبد المطلب وقال : لاهم ( اي اللّهم ) هؤلاء عبيدك واماؤك وبنو امائك ، وقد نزل بنا ما ترى ، وتتابعت علينا هذه السنون فذهبت بالظلف والخف والحافر ، فاشرفت على الانفس فأذهِب عنا الجدب ، وائتنا بالحياء والخصب ، فما برحوا حتّى سالت الأودية ، وفي هذه الحالة تقول رقيقة :

بشيبة الحمد اسقى اللّه بلدتنا

وقد عدمنا الحيا وا جلوّذ المطر

إلى أن تقول :

مبارك الاُم يستسقى الغمام به

ما في الانام له عدل ولا خطر

__________________

١ ـ راجع القصة ومصادرها في ص ١٦١ من هذا الكتاب ، ولعبدالمطلب مواقف اُخرى مشابهة ، وعديدة ، راجع بصددها مفاهيم القرآن : ج ٥ ، ص ١٣٦ ـ ١٤٠.

٢٨٧

وإلى هذه الواقعة يشير ابو طالب في قصيدة أولها :

ابونا شفيع الناس حين سقوا به

من الغيث رجاس العشير بكور

ونحن ـ سنين المحل ـ قام شفيعنا

بمكة يدعو والمياه تغور(١)

وقد نقل الشهرستاني هذه الواقعة في كتابه « الملل والنحل » قال : وممّا يدل على معرفته ( أي عبد المطلب ) بِحال الرسالة وشرف النبوة ان اهل مكة لما أصابهم ذلك الجدب العظيم ، وامسك السحاب عنهم سنتين أمر ابا طالب ابنه ، ان يُحضر المصطفى محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاحضره ابو طالب ، وهو رضيع في قماط ، فوضعه على يديه واستقبل الكعبة ، ورماه إلى السماء ، وقال : يا رب بحق هذا الغلام ، ورماه ثانياً وثالثاً وكان يقول : بحق هذا الغلام اسقنا غيثاً مغيثاً دائماً هطلا ، فلم يلبث ساعة أن السحاب وجه السماء وأمطر ، حتّى خافوا على المسجد ، وقال ايضاً : وببركة ذلك النور كان عبد المطلب يأمر أولاده بترك الظلم والبغي ، ويحثهم على مكارم الاخلاق ، وينهاهم عن دنيات الاُمور.

وكان يقول في وصاياه : « انه لن يخرج من الدنيا ظلوم حتّى ينتقم اللّه منه وتصيبه عقوبة » ، إلى ان هلك رجل ظلوم حتف انفه لم تصبه عقوبة ، فقيل لعبد المطلب في ذلك ، ففكر وقال : ان وراء هذه الدار داراً يجزى فيها المحسن باحسانه ويعاقب فيها المسيء باساءته(٢) .

ان توسل عبد المطلب باللّه سبحانه وتوليه عن الاصنام والاوثان ، والتجاءه إلى رب الارباب آية توحيده الخالص ، وايمانه باللّه وعرفانه بالرسالة الخاتمة ، وقداسة صاحبها ، فلو لم يكن له الاّ هذه الوقائع لكفت في البرهنة على ايمانه باللّه ، وتوحيده له.

وقد اعترف المؤرخون لعبد المطلب بهذا فقد قال اليعقوبي : « ورفض عبد المطلب عبادة الاوثان والاصنام ، ووحدَ اللّه عزّ وجلّ ووفى بالنذر ، وسنّ سنناً نزل القرآن باكثرها ، وجاءت السنة الشريفة من رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ١٣١ ـ ١٣٣.

٢ ـ الملل والنحل : ج ٢ ، ص ٢٤٨ و ٢٤٩.

٢٨٨

بها ، وهي الوفاء بالنذر ، ومائة من الابل في الدية ، وان لا تنكح ذاتُ محرم ، ولا تؤتى البيوت من ظهورها وقطع يد السارق ، والنهي عن قتل الموؤدة ، وتحريم الخمر ، وتحريم الزنا ، والحدّ عليه ، والقرعة ، وان لا يطوف احد بالبيت عرياناً ، واضافة الضيف وان لا ينفقوا إذا حجوا الاّ من طيب اموالهم ، وتعظيم الاشهر الحُرُم ، ونفي ذوات الرايات(١) .

هذا وعن اُم أيمن « رضي اللّه عنها » قالت : كنتُ أحضن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( اي اقوم بتربيته وحفظه ) ، فغفلت عنه يوماً فلم ادر الاّ بعبد المطلب قائماً على رأسي يقول « يا بركة ».

قلت : لبيك.

قال : أتدرين اين وجدتُ إبني؟

قلت : لا ادري.

قال : وجدته مع غلمان قريباً من السدرة ، لا تغفلي عن ابني ، فان أهل الكتاب يزعمون انه نبيّ هذه الاُمة ، وأنا لا آمن عليه منهم(٢) .

وكان عبد المطلب لا يأكل طعاماً الاّ يقول عليّ بابني ( اي احضروه ) ويجلسه بجنبه ، وربما اقعده على فخذه ، ويؤثره بأطيب طعامه.

ثم انه لما بلغ أجله اوصى إلى ابي طالب برسول اللّه وقال له : قد خلّفت في ايديكم الشرف العظيم الّذي تطؤون ، به رقاب الناس وقال له أيضاً :

اُوصيك يا عبد منافٍ بعدي

بمفرد بعد ابيه فرد

فارقهُ وهو ضجيع المهد

فكنت كالاُم له في الوجد

تدنيه من أحشائها والكبد

فانت من أرجى بنيي بعدي

لدفع ضيم أو لشدّ عقدِ(٣)

هذا هو عبد المطلب ، وتعوذه ببيت اللّه الحرام ، ومواقفه بين قومه ، وكلماته في

__________________

١ ـ تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ، ص ٩ في بعض ما عدّه المؤرخ المذكور نظر.

٢ ـ سيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٦٤.

٣ ـ تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ، ص ١٠.

٢٨٩

المبدأ والمعاد وعطفه وحنانه على رسول الإسلام ، واهتمامه برسالة خاتم النبيين ، وهي بمجموعها من اقوى الشواهد على توحيده ، وايمانه باللّه ، واعترافه برسالة الرسول الكريم.

إيمان كفيله وعمه أبي طالب :

وهكذا كان حال كفيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الثاني ابو طالبعليه‌السلام ، فان له مواقفَ بارزة وكثيرة قبل البعثة النبوية ، وبعدها تكشف عن عمق أيمان شيخ الاباطح ، وتوحيده.

ومن تلك المواقف استسقاؤه برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في صباه :

فقد اصاب مكة قحطٌ شديدٌ في سنة من السنين فطلبت قريش من « أبي طالب » أن يستسقي لها فخرج ومعه غلامٌ ـ وهو رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ كأنه شمسُ دجن تجلّت عنها سحابة قتماء وحوله اُغيلمةٌ ، فأخذه « أبو طالب » فألصق ظهره بالكعبة ، ولاذ الغلام باصبعه ( أي أشاربها إلى السماء ) وما في السماء قزعة ، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا ، وأغدق ، واغدودق وانفجر له الوادي ، واخصب البادي والنادي.

ففي ذلك يقول ابو طالب ـ في مدح رسول اللّه ـ :

وابيضُ يُستَسقى الغمامُ بوجهه

ثمالُ اليتامى عِصْمةٌ لِلأرامِلِ

يَلُوذُ بِهِ الهُلاكُ مِن آلِ هاشِم

فَهُمْ عِنْدهُ في نَعمة وَفَواضِل

وميزانُ عَدْل لا يَخيسُ شعيرة

ووَزّانُ صِدْق وزنُه غير هائل(١)

وكل هذا يعرب عن توحيد كفيلي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الخالص ، وايمانهما باللّه تعالى ، ولو لم يكن لهما إلاّ هذين الموقفين لكفياهما دليلا وبرهاناً على كونهما مؤمنين موحدِين.

__________________

١ ـ شرح البخاري للقسطلاني : ج ٢ ، ص ٢٢٧ ، المواهب اللدنية : ج ١ ، ص ٤٨ ، السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ١٢٥ ، وللتوسع راجع الغدير : ج ٧ ، ص ٣٤٥ و ٣٤٦ ، وقد ذكرنا مواقف ابي طالب الايمانية عند البحث عن شخصيته فراجع.

٢٩٠

كما ان ذلك يدل ايضاً على أن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نشأ وترعرع ونما في بيت كانت الديانة السائدة فيه هي توحيد اللّه ، وعبادته وحده ورفض الاصنام والاوثان.

إيمان والدَي النبي الاكرم :

لقد نقلت عن عبد اللّه والد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلمات وابيات تدل على ايمانه ومن ذلك ما نقله اهل السير عندما عرضت فاطمة الخثعمية نفسها عليه فقال رداً عليها :

أما الحرامُ فالمماتُ دونَه

والحِلّ لاحِلّ فاستبينُه

يحمي الكريمُ عرضَه ودينَه

فكيفَ بالأمر الّذي تبغينه(١)

وقد روي عن النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال : « لم أزلْ اُنقل من أصلاب الطاهرين إلى أحرام الطاهرات » ولعل فيه ايعازاً إلى طهارة آبائه وامهاته من كل دنس وشرك(٢)

واما الوالدة فيكفي في اثبات ايمانها ما رواه الحفاظ عنها عند وفاتها فانها ( رضي اللّه عنها ) خَرجت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو ابن خمس أوست سنين ونزلت بالمدينة تزور أخوال جده وهم بنو عدي بن النجار ومعها ام ايمن « بركة » الحبشية ، فاقامت عندهم ، وكان الرسول بعد الهجرة يذكر اموراً حدثت في مقامه ويقول : « ان اُمي نزلت في تلك الدار ، وكان قوم من اليهود يختلفون وينظرون إليّ فنظر اليَّ رجلٌ من اليهود فقال : يا غلام ما اسمك؟ فقلت : أحمد ، فنظر إلى ظهري ، وسمعته يقول : هذا نبي هذه الاُمة ، ثم راح إلى اخوانه فاخبرهم فخافت اُمّي عليَّ فخرجنا من المدينة ، فلما كانت بالابواء توفيت ودُفنت فيها.

وروى ابو نعيم في دلائل النبوة عن اسماء بنت رهم قالت : شهدت آمنة اُمّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علتها الّتي ماتت بها ، ومحمَّدعليه‌السلام غلام يفع

__________________

١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٤٦.

٢ ـ سيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٥٨.

٢٩١

( اي يافع ) له خمس سنين عند رأسها فنظرت إلى وجهه وخاطبته بقولها :

إن صحَّ ما أبصرتُ في المنام

فانت مبعوثٌ إلى الانام

فاللّه انهاكَ عن الاصنام

ان لا تواليها مع الاقوام

ثمّ قالت : كل حي ميت وكل جديد بال ، وكل كبير يفنى ، وانا ميتة وذكري باق وولدتُ طهراً.

وقال الزرقاني في شرح المواهب نقلا عن جلال الدين السيوطي تعليقا على قولها : وهذا القول منها صريح في انها كانت موحِّدة إذ ذكرت دين ابراهيمعليه‌السلام ، وبشرت ابنها بالاسلام من عند اللّه ، وهل التوحيد شيء غير هذا ، فان التوحيد هو الاعتراف باللّه وانه لا شريك له ، والبراءة من عبادة الاصنام(١) .

ونلفت نظر القارئ الكريم هنا إلى ما قاله المرحوم الشيخ المفيد في كتابه « اوائل المقالات » في هذا الصدد :

اتفقت الإمامية على أن آباء رسول اللّه من لدن آدم إلى عبد اللّه بن عبد المطلب مؤمنون باللّه عزّ وجلّ موحدون له ، واحتجوا في ذلك بالقرآن والاخبار قال اللّه عزّ وجلّ : « الّذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين »(٢) .

ثمَّ إنّ هنا سؤالين هما :

١ ـ هل كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل البعثة مُوحِّداً؟

٢ ـ بماذا وبأيّ دين كان يتعبَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل البعثة؟

واليك الحديث في هاتين الجهتين :

ايمان النبي باللّه وتوحيده قبل البعثة :

إنَ الدلائل التاريخية ـ بالاضافة إلى البراهين العقلية والكلامية ـ تدل على انهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان قبل ان يبعثه اللّه بالإسلام ، مؤمناً باللّه ، موحّداً إياه ، لم يعبد وثناً قط ، ولم يسجد لصنم أبداً ، وان ذلك من المسلمات.

____________

١ ـ الاتحاف للشبراوي : ص ١٤٤ ؛ سيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٥٧.

٢ ـ اوائل المقالات : ص ١٢ و ١٣.

٢٩٢

وهذا الامر وان كان أمراً مسلماً وواضحاً كوضوح الشمس إلا اننا نذكر بعض ما جاء في التاريخ الثابت الصحيح ليقترن ذلك الاتفاق بأصحّ الدلائل التاريخية :

اما بغضه للأَصنام وتجنبه للاوثان وما يكون من هذا القبيل فإليك بعض ما ذكره التاريخ الصحيح في هذا المجال :

١ ـ جاء في حديث طويل : انَ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما تم له ثلاث سنين قال يوماً لوالدته ( لمرضعته ) حليمة السعدية : ما لي لا أرى أخَويَّ بالنهار ، قالت له : يا بُنيّ انّهما يرعَيان غُنَيْمات.

قال : فما لي لا أخرج معهما ، قالت له : أتحبُ ذلك؟ قال : نعم ، فلما اصبَحَ محمَّد دهّنته ( تقول حليمة ) وكحّلته وعلّقتُ في عنقه خيطاً فيه جِزعٌ يمانيّ ، فنزعه ثم قال لاُمّه :

« مَهْلا يا امّاهُ فَاِنَّ مَعِيَّ مَنْ يَحفظني »(١) .

٢ ـ روي ان « بحيرا » الراهب قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفرته الاولى مع عمّه أبي طالب إلى الشام : يا غلام اسألك بحق اللات والعزى الا أخبَرْتَني عما اسألك ، فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« لا تسأَلْنِي باللات والعُزّى فواللّه ما ابغَضتُ شَيئاً بغضَهُما » قال الراهب : باللّه الا أخْبَرْتني عما أسالك عنه ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سَلْني عمّا بدالك(٢) .

٣ ـ روي أنه قد وقع بين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين رجل تلاح في سفرته الثانية إلى الشام للتجارة بأموال خديجة مع غلامها « ميسرة » بعد أن باعصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سلعته ، فقال له الرجل : إحلِفْ باللات والعزى ، فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

١ ـ المنتقى ، الباب الثاني من القسم الثاني ـ للكازروني كما في البحار : ج ١٥ ، ص ٣٩٢.

٢ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٥٤ ، السيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٨٢.

٢٩٣

« ما حلفتُ بهما قطُّ ، وإنّي لأمُرُّ فاُعرِضُ عنهما ».

وفي رواية اُخرى :

« إليكَ عَني ثكلتْكَ امُّكُ فما تكلمت العربُ بكلمة اثقلَ عليَّ من هذه الكلمة ».

فقال الرجل : القولُ قولك. ثم قال لميسرة : هذا واللّه نبيُّ(١) .

واما عبادته للّه تعالى فقد أجمع المؤرخون على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يخلو بحراء كل عام شهراً يعبد فيه اللّه تعالى.

وقد قال الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالبعليه‌السلام في هذا المجال :

« وَلَقَدْ كانَ يُجاورُ في كلِّ سَنة بحراء ، فاراه وَلا يراهُ غيري »(٢) .

حتّى أن جبرئيل وافاهُ بالرسالة في ذلك المكان ، وفي تلك الحال.

وقد صَرَّح بهذا أصحابُ الصحاح الستة أيضاً إذ قالوا :

« وَكانَ يخلو بحراء فيتحنّثُ فيه ، وهو التعبد في الليالي ذوات العدد »(٣) .

كما ان الإمام اميرالمؤمنينعليه‌السلام وصف هذا المقطع من حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله :

« ولقد قرَن اللّه بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لدُنْ أنْ كان فطيماً أعظم مَلك من ملائكته يسلكُ به طريق المكارم ، ومحاسنَ أخلاق العالم ، ليله ونهاره »(٤) .

وجاء في الأخبار أنَّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجّ قبل البعثة حجات عديدة وكان يأتي بمناسكها على وجه صحيح بعيداً عن أعين قريش.

قال الإمامُ الصادقُعليه‌السلام : في حديث ابن أبي يعفور :

« حج رَسُولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشر حجَّات مُستتراً في كُلِّها »(٥) .

وفي رواية : عشرين حجة(٦) .

__________________

١ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٥٦ ، بحار الأنوار : ج ١٦ ، ص ١٨.

٢ ـ نهج البلاغة : قسم الخطب ، الخطبة ١٩٢.

٣ ـ صحيح البخاري : ج ١ ، ص ٢ ، صحيح مسلم باب الايمان ، مسند أحمد : ج ٦ ، الحديث ٢٣٣.

٤ ـ نهج البلاغة : قسم الخطب ، الخطبة رقم ١٩٢.

٥ و ٦ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ، ص ٨٨ أبواب وجوب الحج.

٢٩٤

والسبب في هذا الاستتار هو أن قريش كانت قد اسقطت بعض مناسك الحج ، والعمرة ، فكانت تؤدّي الحج بصورة غير صحيحة وربما غيرت أشهر الحج احياناً لبعض الاعتبارات السياسية والمادية ، وهو ما سمي بالنسيء وقد مرّ بيانه(١) .

ان هذه الوقائع وغيرها ـ وهي ليست بقليلة اصدق دليل على إيمانهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتوحيده ، إذ كيف يمكن أن يتنكَّب مثل هذه الشخصية الّتي نشأت وترعرعت في ذلك البيت الطاهر ، وقرن اللّه به ملكاً يتولاه بالتربية والهداية عن جادة التوحيد.

ثم أن ممّا لا ريب فيه أن الرسول الخاتمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو افضل من جميع الأنبياء والمرسلين بنص القرآن الكريم.

وقد صرح القرآن بان بعض الانبياء بلغوا درجة النبوة في الصغر ، أو الصبا ، ونزلت عليهم الكتب في تلك الفترات.

فَمثلا يقول القرآن الكريم عن يحيى بن زكريا : «يا يَحيى خُذ الكِتابَ بقوَّة وآتيْناهُ الحُكمَ صَبِي »(٢) .

ثم يقول عن « عيسى بن مريم » عندما كان في المهد وكان وجوه القوم من بني اسرائيل قد استنكروا ولادته من غير اب ، وطلبوا من « مريم البتول » ان توضح لهم الامر ، وتبين لهم كيف حملت بعيسى؟!! فاشارت إلى المسيحعليه‌السلام أن كلِّموه وهو آنذاك في المهد لم يمض على ولادته سوى ايام معدودات ؛ فنطق المسيح بفصاحة كبيرة وقال : «إنّي عَبْدُ اللّه آتانيَ الكِتابَ وَجَعَلنِي نَبيّاً. وَجَعلنِي مُباركاً أين ما كُنْتُ وَأوصَاني بالصَلاة والزَّكاةِ ما دُمْتُ حَي »(٣) .

لقد بيَّن وليد « مريم » للناس اُصول دينه وفُروعه في فترة الطفولة والرضاعة ، وأعلن لهم عن توحيده وايمانه باللّه سبحانه.

__________________

١ ـ راجع الصفحة ٨٣ و ٨٤ من هذا الكتاب.

٢ ـ مريم : ١٢.

٣ ـ مريم : ٣٠ و ٣١.

٢٩٥

فهل يرضى ضميرك أيها القارئ الكريم أن يكون « يحيى » و « المسيح »عليهما‌السلام مؤمنين معلنين عن توحيدهما ، وإيمانهما منذ طفولتهما ، وصباهما ، ويكون أفضل الأنبياء والمرسلين ، وأشرف الخلق أجمعين إلى سِنّ الأربعين على غير إيمان ، وتوحيد ، مع أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان مشتغلا بالتعبّد في جبل « حراء » عند نزول ملاك الوحي عليه لأول مرة؟

واليك بعض ما قاله المؤرخون ، والعلماء في هذا المجال استكمالا لهذا المبحث : قال ابن هشام : كان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة يطعم من جاءه من المساكين فاذا قضى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره ، الكعبة ، قبل أن يدخل بيته ، فيطوفُ به سبعاً أو ما شاء اللّه من ذلك ، ثم يرجع إلى بيته حتّى إذا كان الشهر الّذي أراد اللّه تعالى به فيه ما أراد من كرامته من السنة الّتي بعثه اللّه تعالى فيها ، وذلك الشهر شهر رمضان ، خرج رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى « حراء » كما كان يخرج لجواره ومعه اهله حتّى إذا كانت الليلة الّتي اكرمه اللّه فيها برسالته ورحم العباد بها جاءه جبرئيلعليه‌السلام بامر اللّه تعالى(١) .

وقال العلامة المجلسي : قد ورد أخبار كثيرة انهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يطوف ، وانه كان يعبد اللّه في حراء وانه كان يراعي الآداب المنقولة من التسمية والتحميد عند الاكل وغيره ، وكيف يجوّز ذو مسكة من العقل على اللّه تعالى ان يهمل افضل انبيائه اربعين سنة بغير عبادة؟ والمكابرة في ذلك سفسطة(٢) .

فايمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتوحيده قبل البعثة ، اذن ، أمرٌ مسلمٌ لا شبهة فيه ، ولا غبار عليه.

ولكن بعض الكُتاب من المسيحيين ومن تبعهم ، من المستشرقين وغيرهم ، أبوا إلاّ أن ينتقصوا النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فادّعوا ضلالَهُ قبل البعثة ،

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٣٦.

٢ ـ بحار الأنوار : ج ١٨ ، ص ٢٨٠.

٢٩٦

وإنه كان على غير إيمان ، أو توحيد ، واستدلّوا لزعمهم الباطل هذا بما توهّموا أنه يدلّ على دعواهم من الآيات القرآنية ، وأبرزها الآيات التالية :

١ ـ «ألم يَجدكَ يتيماً فآوى. وَوَجَدك ضالاّ فَهَدى »(١) .

٢ ـ «وثيابَكَ فَطهِّر. وَالرُّجْزَ فاهْجُرْ »(٢) .

٣ ـ «وكذلِكَ أوْحَينا إلَيْكَ رُوْحاً مِنْ أمْرنا ما كُنْتَ تَدري ما الكِتابُ ولا الإيمانُ وَلكِنْ جَعلَناهُ نُوراً نَهْدي بِه مَنْ نَشاء مِنْ عِبادِنا وإنَّكَ لَتهْدي إلى صِراط مستقيم »(٣) .

٤ ـ «قُلْ لَوشاء اللّه مَا تَلَوتُه عَليْكُمْ وَلا أدريكُمْ بِهِ فَقدْ لَبِثْتُ فِيْكُمْ عُمراً مِنْ قَبلِه أفَلا تَعْقِلُون »(٤) .

٥ ـ «وَما كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقى إلَيْكَ الْكِتابُ إلاّ رَحْمة مِنْ رَبِّك »(٥) .

لقد استدل المستشرقون ومن لفّ لفهم ومن سبقهم أو لحقهم من المخطّئة بهذه الآيات على ضلال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل البعثة ، وسلب الايمان عنه ، ولكنها لا تدل على ما يريدون ، ولاجل تسليط الضوء على مقاصدهم نبحث عنها واحدة واحدة.

الايةُ الاُولى : الهداية بعد الضلالة :

ذكرالمفسرون لقوله تعالى : «وَوَجدَكَ ضالا فهدى » الّذي يشعر بهداية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد الضلالة احتمالات عديدة ، في معرض الاجابة على استدلال من استدل به لاثبات ضلال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل البعثة ولكن الحق ان يقال : أنّ الضال يُستعمل في عرف اللغة في موارد :

١ ـ الضالّ : من الضلالة ضدّ الهداية والرشاد.

٢ ـ الضالّ : من ضلّ البعير إذا لم يعرف مكانه.

__________________

١ ـ الضحى : ٦ و ٧.

٢ ـ المدّثر : ٤ و ٥.

٣ ـ الشورى : ٥٢.

٤ ـ يونس : ١٦.

٥ ـ القصص : ٨٦.

٢٩٧

٣ ـ الضالّ : من ضلّ الشيء إذا ضؤل وخفى ذكره.

وتفسير الآية بأيّ واحدة من هذه المعاني لا يثبت ما يدعيه الذين يتمسكون بها لأثبات ضلال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل البعثة.

أما المعنى الأول فهو المقصود في كثير من الآيات قال سبحانه : «غَيْر المَغضوب عَليهم وَلا الضالّين »(١) .

لكن الضلالة على نوعين :

النوع الأول ما تكون الضلالة فيه أمراً وجودياً في النفس يوجب ظلمة النفس ومنقصتها ، مثل الكفر والشرك والنفاق ، والضلالة بهذا المعنى قابلة للزيادة والنقصان قال سبحانه : «إنّما النَسِيء زيادةٌ في الكُفْر »(٢) .

النوع الثاني ما تكون الضلالة فيه أمراً عدَمياً ، وذلك عندما تكون النفس فاقدة للرشاد ، وعندئذ يكون الإنسان ضالا بمعنى أنه غيرُ واجد للهداية من عند نفسه ، وذلك كالطفل الّذي اشرف على التمييز وكاد أن يعرف الخير والشر ، ويميز بين الصلاح والفساد فهو آنذاك ضالٌّ بمعنى أنه غير واجد للنور الّذي يهتدي به في سبل الحياة لا بمعنى كينونة ظلمة الكفر والفسق في نفسه وروحه.

والمراد من الضالّ في قوله تعالى «وَوَجدكَ ضالا فَهَدى » لو كان ما يضادد الهداية فهو يهدف إلى النوع الثاني ، فيكون المعنى انك في ابان عمرك كنت غير واجد للهداية من عند نفسك فهداك اللّه إلى اسباب السعادة وعرفك عوامل الشقاء ، وهو اشارة إلى قانون الهي عام في حياة البشر انبياء واناساً ماديين ، وهو ان هداية كل إنسان بل كل ممكن مكتسبة من اللّه قال سبحانه : «قالَ رَبُّنا الَّذي أعطى كُلَّ شيء خلْقَهُ ثمّ هَدى »(٣) .

وعلى هذا الاساس فالآية تهدف إلى ذكر النعم الّتي انعم اللّه بها على نبيه الحبيب منذ ان استعد لها فآواه بعد ما صار يتيماً ، وافاض عليه الهداية بعد ما كان

__________________

١ ـ الفاتحة : ٧.

٢ ـ التوبة : ٣٧.

٣ ـ طه : ٥٠ ، وراجع الآيات : ٢ و ٣ من سورة الأعلى و ٤٣ من سورة الأعراف و ٧٨ من سورة الشعراء وغيرها.

٢٩٨

فاقداً لها بحسب ذاته ، وبحكم طبيعته ، ويعود زمن هذه العناية الربانية بنبيه إلى مطلع حياته ، واوليات عمره وايام صباه بقرينة ذكر ذلك بعد الايواء الّذي تحقق باليتم ، وتمّ بجده عبد المطلب فوقع في كفالته إلى ثمانية سنين ، ويؤيد ذلك قولُ امام المتقين علي بن ابي طالبعليه‌السلام : « ولقد قَرنَ اللّه بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من لَدنْ أن كانَ فطيماً أعظمَ مَلك من ملائكته يسلكُ به طريقَ المكارم ، ومحاسنَ أخلاق العالم ليله ونهاره »(١) .

وصفوة القول أن المراد بكونه ضالا هو أن لازم كون النبي ممكناً بالذات هو كونه فاقداً في ذاته لكل كمال وجمال ، مفاضاً عليه كل جميل من جانب اللّه تعالى وهذا هو اشارة إلى مقتضى التوحيد الافعالي واين هذا من الضلالة المساوقة للكفر أو الشرك أو الفسق والعصيان؟!

ثم ان من المحتمل ان تكون الضلالة في الآية مأخوذة من « ضلّ الشيء إذا لم يُعرف مكانه » وفي الحديث « الحكمة ضالّة المؤمن » اي مفقودته ، لا ضدّ الهداية والرشاد ، فيكون الضالّ بهذا المعنى منطبقاً على ما نقله أهلُ السير والتواريخ عن ما جرى للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ايام صباه يوم ضلّ في شعاب مكة ، وهو صغير فمنّ اللّه عليه إذ ردّه إلى جدّه ، وقصته معروفة في كتب السير والتاريخ(٢) ولو لا رحمة اللّه سبحانه لادركه الهلاك ومات عطشاً أو جوعاً فشملتهُ العناية الالهية.

أو أن تكون الضلالة في الآية مأخوذة من « ضلّ الشيء إذا خفي وغاب عن الأعين » فالانسان الضال هو الإنسان المخفي ذكره ، المسنيّ اسمُه لا يعرفه إلا القليل من الناس ، ولا يهتدي كثير منهم إليه.

ولو كان هذا هو المقصود ، كان معناه حينئذ انه سبحانه رفع ذكره ، وعرّفه

__________________

١ ـ نهج البلاغة : من الخطبة ١٧٨ والمسماة بالقاصعة : ص ١٨٢.

٢ ـ لاحظ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ١٣١ وغيره ، وفي هذه القصة يروي عن حيدة بن معاوية العامري سمعت شيخاً يطوف بالبيت وهو يقول :

ياربّ ردّ راكبي محمَّداً

أردده ربّي واصطنع عندي يدا

٢٩٩

للناس بعد ما كان خاملا ذكره منسياً اسمُه.

ويؤيد هذا الاحتمال قوله سبحانه في سورة الانشراح الّتي نزلت لتحليل ما ورد في سورة الضحى قائلا : «المْ نشرَح لَك صَدرَك. وَوَضْعْنا عَنْكَ وزرَك. الّذي أنقَضَ ظهرَكَ. وَرَفَعْنا لَكَ ذِكرَك »(١) .

فرفع ذِكْره في العالم عبارة عن هداية الناس إليه ورفع الحواجز بينه ، وبينهم وعلى هذا فالمقصود من « الهداية » هو هداية الناس إليه لا هدايته بعد ضلال ، فكأنه قال : فوجدك ضالا ، اي خاملا ذكرك ، باهتا اسمُك ، فهدى الناس اليك ، وسيّر ذكرك في البلاد.

وإلى ذلك يشير الإمام الرضاعليه‌السلام على ما في خبر ابن الجهم بقوله : « قال اللّه عزّ وجلّ لنبيه محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألم يجدك يتيماً فآوى » يقول «ألم يَجدْكَ » وحيداً فآوى إليك الناسَ «وَوَجَدكَ ضالاّ » يعني عند قومك «فَهَدى » أي هَداهُمْ إلى معرفَتِك »(٢) . قال الاستاذ الشيخ محمَّد عبده في هذا المجال :

لقد بُغِّضتْ إليه ( أي إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) الوثنيّةُ من مبدأ عمره فعاجلته طهارةُ العقيدة ، كما بادره حسنُ الخليقة ، وما جاء في الكتاب من قوله : «وَوَجدَكَ ضالاّ فَهدى » لا يُفهَم منه أنه كان على وثنية قبلَ الاهتداء إلى التوحيد ، أو على غير السبيل القويم ، قبل الخلق العظيم حاشَ للّه ، إنّ ذلكَ لهوَ الإفكُ المُبِين(٣) .

الآية الثانية : الامر بهجر الرجز

استدلّوا بقول اللّه تعالى « والرُجْزَ فاهجُرْ » على وجود ارضية لعبادة الصنم

__________________

١ ـ الإنشراح : ١ ـ ٤.

٢ ـ بحار الأنوار : ج ١٦ ، ص ١٤٢.

٣ ـ رسالة التوحيد للشيخ محمَّد عبده : ص ١٣٥ و ١٣٦.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

ثمّ زاد الثاني : له كتاب إنّا أنزلناه في ليلة القدر ، وهو كتاب ردي‌ء الحديث مضطرب الألفاظ ، أخبرنا أجازه محمّد بن علي القزويني ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه(1) .

ونقلصه تضعيفه عنغض أيضا.

وفيست : له كتاب ثواب قراءة إنّا أنزلناه(2) ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن إسحاق بن سعيد ، عنه(3) .

وفيتعق : قال جدّي : روى الكتاب الكليني ، وأكثره من الدقيق(4) ، لكنّه مشتمل على علوم كثيرة ، ولمّا لم تصل إليه أفهام بعض ردّوه بأنّه مضطرب الألفاظ. والذي يظهر بعد التتبّع أنّ أكثر الأخبار الواردة عن الجواد والهادي والعسكريعليهم‌السلام لا تخلو من اضطراب ، تقيّة أو اتّقاء ، لأنّ أكثرها مكاتبة ، ولمّا كان أئمّتنا أفصح فصحاء العرب عند المؤالف والمخالف ، فلو اطّلعوا على أخبارهم كانوا يجزمون بأنّها ليست منهم ، ولذا لا يسمّون غالبا ويعبّر عنهم بالفقيه وبالرجل(5) ، انتهى.

وبالجملة : مع أنّ الكليني قال في أوّل كتابه ما قال لم يذكر في باب شأن إنّا أنزلناه سوى روايته وكتابه ، وأيضا روى كتابه أحمد بن محمّد بن عيسى مع أنّه صدر منه في البرقي وغيره ما صدر ، وكذا محمّد بن الحسن وغيره من القمّيّين ، وقد أشرنا إلى الأمر في ذلك في إبراهيم بن هاشم وإسماعيل بن‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 60 / 138.

(2) في نسخة « ش » زيادة : في ليلة القدر.

(3) الفهرست : 53 / 197 ، وفيه بدل سعيد : سعد.

(4) الدقيق : الأمر الغامض. لسان العرب : 10 / 101.

(5) روضة المتّقين : 14 / 352.

٤٠١

مرار وفي الفوائد(1) .

قلت : ويؤيّد ما ذكراه عدم تضعيف الشيخرحمه‌الله إيّاه مع ذكره في كتابيه ، ولو كان ضعّف(2) كتابه بهذه المثابة لما خفي عليه مع وجوده عنده وحضوره لديه.

وفيمشكا : ابن عبّاس بن الحريش(3) ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وأحمد بن إسحاق بن سعد(4) .

745 ـ الحسن بن العبّاس الحريشي :

له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ـ أي : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ـ عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه ،ست (5) .

وفي موضعين من لم : الحسن بن العبّاس(6) .

وهذا يقتضي التعدّد ، وفيه تأمّل.

قلت : في اقتضاء هذا التعدّد تأمّل واضح.

746 ـ الحسن بن عبد السلام :

روى عنه التلعكبري إجازة أجازها له على يدي إسماعيل بن يحيى العبسي ، وكان يروي عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 101.

(2) في نسخة « ش » : صنّف.

(3) في نسخة « ش » : حريش.

(4) هداية المحدّثين : 40.

(5) الفهرست : 49 / 169 ، وورد الإسناد في الفهرست : 49 / 168.

(6) رجال الشيخ : 462 / 2 ، وفيه : الحسن بن العباس الحريشي. ولم نجده في نسختنا من رجال الشيخ إلاّ في هذا الموضع ، إلاّ أنّ القهبائي في مجمعه : 2 / 119 نقل ذلك عنه مرتين.

٤٠٢

ونظرائهما كتب القمّيّين ، لم(1) .

747 ـ الحسن بن عبد الصمد بن محمّد :

ابن عبيد الله الأشعري ، شيخ ، ثقة ، من أصحابنا ،صه (2) ، د(3) .

وفيجش : الحسين(4) ، ويأتي.

وفيتعق : في الوجيزة لم يذكر إلاّ الحسن مكبّرا(5) (6) .

أقول : وكذا في النقد(7) و(8) الحاوي(9) وفي نسخة صحيحة عندي من جش.

748 ـ الحسن بن عبد الله :

في الإرشاد أنّه من العبّاد الأتقياء ، كذا في النقد(10) ،تعق (11) .

أقول : في موضع منه أنّه من الزهّاد ، وكان أعبد أهل زمانه ، وكان يتّقيه السلطان لجدّه في الدين واجتهاده ، وكان من أصحاب أبي إبراهيم موسى بن جعفرعليه‌السلام واهتدى بهدايته ، ولزم منهاج الأئمّةعليهم‌السلام بتعليمه‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 468 / 37.

(2) الخلاصة : 44 / 42.

(3) رجال ابن داود : 74 / 430 ، وفيه : من أصحابنا القميين ، وبدل عبيد الله : عبد الله ؛ و : شيخ ، لم ترد فيه.

(4) رجال النجاشي : 62 / 146 ، وفيه : الحسن.

(5) الوجيزة : 188 / 488.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 101.

(7) نقد الرجال : 91 / 83.

(8) في نسخة « ش » : وفي.

(9) حاوي الأقوال : 47 / 160.

(10) نقد الرجال : 91 / 84 ، وفيه : الأتقياء الأخيار.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 102.

٤٠٣

وإظهار كرامته(1) ، انتهى.

وفي الوجيزة : ممدوح(2) .

749 ـ الحسن بن عبيد الله القمّي :

يرمى بالغلو ،صه (3) .

وفيدي : الحسين(4) ، ويأتي.

وفيتعق : لم يذكره في الوجيزة إلاّ مصغّرا(5) (6) .

أقول : وكذا في النقد(7) . ويأتي عنصه الحسين أيضا(8) ، فتأمّل.

750 ـ الحسن بن عبد الواحد الزربي :

أبو أحمد ، في ترجمة الشيخرحمه‌الله ما يشير إلى جلالته(9) ،تعق (10) .

751 ـ الحسن بن عرفة :

في ترجمة سعد بن عبد الله عنجش أنّه كان من وجوه الطائفة ،تعق (11) .

__________________

(1) الإرشاد : 2 / 223 ، باختلاف يسير.

(2) الوجيزة : 188 / 489.

(3) الخلاصة : 212 / 5 ، وفيها : الحسن بن عبد الله.

(4) رجال الشيخ : 413 / 19.

(5) الوجيزة : 195 / 562.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 102.

(7) نقد الرجال : 106 / 78.

(8) الخلاصة : 216 / 8.

(9) نقلا عن الخلاصة : 148 / 46 ، وفيها : أنّه أحد الّذين تولوا غسل الشيخ الطوسي ودفنه.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 102 ، وفيها بدل أبو أحمد : أبو محمّد.

(11) لم نعثر على هذا الكلام في التعليقة ، كما أنّه لم يظهر من النجاشي في ترجمة سعد : 177 / 467 كونه من وجوه الطائفة ، بل يظهر كونه من وجوه العامّة كما سينبّه عليه المصنّف.

٤٠٤

أقول : الظاهر من تلك الترجمة كونه من علماء(1) العامّة ، بل رأيت من صرّح به أيضا ، فلاحظ وتأمّل.

752 ـ الحسن بن عطيّة الحنّاط :

ـ بالحاء المهملة ـ المحاربي الكوفي ، مولى ثقة وأخواه أيضا محمّد وعلي كلّهم رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهو الحسن بن عطيّة الدغشي ـ بالدال المهملة والشين المعجمة ـصه (2) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد بعد الدغشي : المحاربي ، أبو ناب ، من ولده عليّ بن إبراهيم بن الحسن ، روى عن أبيه عن جدّه(3) ، ما رأيت أحدا من أصحابنا ذكر له تصنيفا(4) .

وفيست : له كتاب رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه.

والإسناد : ابن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد(5) .

وفيكش : ما روي في أبي ناب الدغشي الحسن بن عطيّة وأخويه علي ومالك ابني عطيّة :

قال محمّد بن مسعود : سألت عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبي ناب الدغشي ، قال : هو الحسن بن عطيّة وعليّ بن عطيّة ومالك بن عطيّة ، إخوة كوفيّون ، وليسوا بالأحمسيّة ، فإنّ في الحديث مالك الأحمسي ، والأحمس‌

__________________

(1) في النسخ الخطّية : وجوه ( خ ل ) ، وفي النسخة الحجرية : من وجوه العلماء العامة.

(2) الخلاصة : 42 / 21.

(3) في نسخة « ش » زيادة : وزاد.

(4) رجال النجاشي : 46 / 93.

(5) الفهرست : 51 / 187 ، وورد الإسناد في الفهرست : 50 / 177.

٤٠٥

بطن من بجيلة(1) .

أقول : فيمشكا : ابن عطيّة الحنّاط الثقة ، عنه أحمد بن ميثم ، وابن أبي عمير(2) .

753 ـ الحسن بن علوان الكلبي :

مولاهم ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام هو وأخوه الحسين ، وكان الحسين عاميّا ، وكان الحسن أخصّ بنا وأولى ،صه (3) .

وفيجش : الحسين بن علوان الكلبي مولاهم كوفي عامّي ، وأخوه الحسن يكنّى أبا محمّد ثقة ، رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وليس للحسين(4) كتاب ، والحسن أخصّ بنا وأولى ، روى الحسين عن الأعمش وهشام بن عروة ، وللحسين كتاب تختلف رواياته ، هارون بن مسلم ، عنه به(5) .

ويأتي مع الحسين إن شاء الله.

وفيتعق : في الوجيزة : في توثيق العلاّمة نظر(6) .

ولعلّ وجهه أنّ الظاهر منجش كون التوثيق لأخيه الحسين ، لذكره في ترجمته. لكنّ الظاهر رجوعه إلى الحسن كما لا يخفى على الذوق السليم ، ويؤيّد : قول ابن عقدة : إنّ الحسن أوثق من أخيه الحسين وأحمد عند أصحابنا(7) ، ويؤيّد : قوله في الحسين : إنّه عامّي ، وفيه : إنّه أخصّ بنا.

__________________

(1) رجال الكشّي : 367 / 684.

(2) هداية المحدّثين : 40.

(3) الخلاصة : 43 / 33.

(4) كذا في النسخ الخطّية ، وفي المصدر : الحسن ، وهو الصحيح كما سيأتي.

(5) رجال النجاشي : 52 / 116.

(6) الوجيزة : 188 / 491.

(7) الخلاصة : 216 / 6.

٤٠٦

وعلى هذا هل هو ثقة أو موثّق؟

يؤيّد الثاني قوله : أخصّ بنا ، ويأتي في الألقاب في الكلبي ما له دخل(1) .

وفي تخصيص النسبة إلى العامّة بالحسين إشعار بعدم كونه عامّيّا ، وقول ابن عقدة ربما يؤيّده ، إذ الظاهر من روايات الحسين أنّه زيدي أو شديد الاعتقاد بزيد ، وربما يطلق على الزيديّة أنّهم من العامّة كما في عمرو بن خالد(2) ، ويظهر من الإستبصار في باب المسح على الرجلين(3) ، ولعلّ الوجه أنّهم في الفروع منهم.

وبالجملة : لا يظهر من قوله أنّ الحسن أوثق وأحمد عند الاثني عشريّة ، بل الظاهر عند الزيديّة.

وقوله : ليس للحسين كتاب ، ثمّ قوله : للحسين كتاب ، بينهما تدافع ، والظاهر أنّ أحدهما الحسن وأنّه الأوّل ، لما يأتي عنست : أنّ للحسين كتابا(4) .

أقول : قوله دام ظلّه : ربما يطلق على الزيديّة ، الظاهر إطلاقه على البتريّة منهم ، لأنّهم منهم.

هذا ، وذكرهما كليهما في الحاوي في الموثّقين(5) ثمّ في الضعاف(6) ، فتأمّل.

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 407.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 244.

(3) الاستبصار 1 : 65 / 196.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 102.

(5) حاوي الأقوال : 202 / 1054 و 203 / 1059.

(6) حاوي الأقوال : 246 / 1358 و 249 / 1380.

٤٠٧

وفيمشكا : ابن علوان الثقة ، عنه هارون بن مسلم(1) .

754 ـ الحسن بن علويّة :

أبو محمّد القمّاص.

فيكش في ترجمة يونس بن عبد الرحمن : وجدت بخطّ محمّد بن شاذان بن نعيم في كتابه : سمعت أبا محمّد القمّاص الحسن بن علويّة الثقة يقول : سمعت الفضل بن شاذان ، الحديث(2) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(3) ، فتأمّل.

755 ـ الحسن بن علي بن أبي حمزة :

واسم أبي حمزة سالم البطائني مولى الأنصار ، أبو محمّد ، واقفي.

قالكش : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : سألت عليّ بن فضّال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، قال : كذّاب ملعون.

وحكى أبو الحسن حمدويه بن نصير عن بعض أشياخه أنّه قال : الحسن بن علي بن أبي حمزة رجل سوء.

قالغض : إنّه واقف ابن واقف ، ضعيف في نفسه ، وأبوه أوثق منه.

وقال عليّ بن فضّال : إنّي لأستحي من الله أن أروي عن الحسن بن علي ، وحديث الرضاعليه‌السلام فيه مشهور ،صه (4) .

وفيجش : محمّد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن الكشي قال : قال محمّد بن مسعود : سألت عليّ بن فضّال عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة البطائني ، فطعن عليه. وكان أبوه قائد أبي بصير يحيى بن‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 40 ، وفيها : هارون بن موسى.

(2) رجال الكشّي : 485 / 917.

(3) الوجيزة : 188 / 492.

(4) الخلاصة : 212 / 7.

٤٠٨

القاسم. ورأيت شيوخنارحمهم‌الله يذكرون أنّه كان من وجوه الواقفة(1) .

وفيكش في ترجمة شعيب العقرقوفي : الحسن بن عليّ بن أبي حمزة كذّابع (2) . وفي موضع آخر أنّه رجل سوء كما ذكرهصه (3) .

وفيتعق : قوله : كذّاب ملعون ، يأتي في أبيه على وجه يظهر أنّه بالنسبة إليه(4) ، مع تصريح العلاّمة به(5) .

وقال جدّي : الطعون باعتبار مذهبه الفاسد ، ولذا روى عنه مشايخنا لثقته في النقل(6) (7) .

أقول : يأتي في أبيه أنّ ما ذكره عليّ بن فضّال فيه لا في أبيه ، وذكرهطس أيضا فيه(8) .

وقوله :ع ، أي ملعون ، وقيل : غال ، وهو وهم.

وقول المقدّس التقيرحمه‌الله : لثقته في النقل ، بعد قولكش : كذّاب ، وقول عليّ بن فضّال : كذّاب ملعون ، وقوله : إنّي لأستحي من الله أن أروي عنه ، فيه ما فيه.

وقول العلاّمة : وحديث الرضاعليه‌السلام فيه مشهور ، تأمّل فيه فإنّه يتراءى لي أنّ حديثهعليه‌السلام المشهور في أبيه لا فيه كما يظهر من ترجمة‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 36 / 73.

(2) رجال الكشّي : 442 / 831 ، وفيه : كذّاب غال.

(3) رجال الكشّي : 552 / 1042.

(4) منهج المقال : 223 نقلا عن الكشّي : 404 / 756.

(5) الخلاصة : 231 / 1.

(6) روضة المتّقين : 14 / 94.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 103.

(8) أورد ابن طاوس كلام علي بن فضّال في ترجمة الابن : 129 / 96 ثمّ أورده في ترجمة الأب : 353 / 245 مصرّحا بأنّه في حق الابن لا الأب.

٤٠٩

أبيه(1) .

756 ـ الحسن بن علي بن أبي عثمان :

يلقّب بالسجّادة ، يكنّى أبا محمّد ، من أصحاب أبي جعفر محمّد الجوادعليه‌السلام ، غال ، ضعيف في عدد(2) القمّيّين.

قال كش : على السجّادة لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين ، ولقد كان من العليائيّة الّذين يقعون في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليس له في الإسلام نصيب ،صه (3) .

وفيجش : ابن أبي عثمان الملقّب سجّادة ، أبو محمّد ، كوفي ، ضعّفه أصحابنا ، وذكر أنّ أباه عليّ بن أبي عثمان(4) روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام . له كتاب نوادر ، الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن جعفر بن سفيان ، عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد الله بن سهيل ـ في حال استقامته ـ ، عنه(5) .

وفيكش : قال نصر بن الصبّاح : قال لي السجّادة الحسن بن عليّ بن أبي عثمان يوما : ما تقولون(6) في محمّد بن أبي زينب ومحمّد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ ص ـ أيّهما أفضل؟ قلت له : قل أنت ، قال : بل محمّد بن أبي زينب الأسدي ؛ إنّ الله عزّ وجلّ عاتب في القرآن محمّد بن عبد الله ـ ص ـ في مواضع ولم يعاتب محمّد بن أبي زينب.

__________________

(1) انظر : رجال الكشّي : 443.

(2) في المصدر : عداد.

(3) الخلاصة : 212 / 4.

(4) في نسخة « ش » : علي بن عثمان.

(5) رجال النجاشي : 61 / 141 ، وفيه بدل سهيل : سهل.

(6) في المصدر : ما تقول.

٤١٠

ثمّ قال : قال أبو عمرو : على(1) السجّادة. إلى آخر ما ذكرهصه (2) .

وفيج (3) ودي (4) : غال.

وفيتعق : في الأمالي : اسم أبي عثمان حبيب(5) (6) .

757 ـ الحسن بن علي بن أبي عقيل :

أبو محمّد العماني الحذّاء ، فقيه ، متكلّم ، ثقة ، له كتب في الفقه والكلام ، منها : كتاب المتمسّك بحبل آل الرسول ـ صلوات الله عليهم ـ كتاب مشهور في الطائفة ، وقيل(7) : ما ورد الحاجّ من خراسان إلاّ طلب واشترى منه نسخا.

وسمعت شيخنا أبا عبد اللهرحمه‌الله يكثر الثناء على هذا الرجلرحمه‌الله ، أخبرنا عن أبي القاسم جعفر بن محمّد ، قال : كتب إليّ الحسن بن أبي عقيل يجيز لي كتاب المتمسّك وسائر كتبه.

وقرأت كتابه المسمّى بكتاب الكرّ والفرّ على شيخنا أبي عبد الله ، وهو كتاب في الإمامة مليح الوضع مسألة وقلبها وعكسها ،جش (8) .

وفيصه بعد العماني ما لفظه : هكذا قالجش ، وقال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : الحسن بن عيسى أبو علي المعروف بابن أبي عقيل العماني ، وهما عبارة عن شخص واحد يقال له : ابن أبي عقيل العماني. وبعد‌

__________________

(1) على ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) رجال الكشّي : 571 / 1082.

(3) رجال الشيخ : 400 / 11.

(4) رجال الشيخ : 413 / 12.

(5) أمالي الصدوق : 202 / 1.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 103.

(7) في النسخ : وقل ، وما أثبتناه من المصدر.

(8) رجال النجاشي : 48 / 100 ، وفيه : كتب إليّ الحسن بن علي بن أبي عقيل.

٤١١

مشهور : عندنا ، ونحن نقلنا أقواله في كتبنا الفقهيّة ، وهو من جملة المتكلّمين وفضلاء الإماميّةرحمهم‌الله (1) .

وفيست : ابن عيسى أبو علي المعروف بابن أبي عقيل العماني ، له كتب وهو من جملة المتكلّمين ، إمامي المذهب ، فمن كتبه : كتاب المتمسّك بحبل آل الرسول ـ صلوات الله عليهم ـ في الفقه وغيره ، كبير حسن ، وكتاب الكر والفرّ في الإمامة ، وغير ذلك(2) .

758 ـ الحسن بن علي :

أبو محمّد الحجّال ، من أصحابنا القمّيّين ، ثقة ، كان شريكا لمحمّد ابن الحسن بن الوليد في التجارة ، له كتاب الجامع في أبواب الشرائع(3) ، كبير.

وسمي(4) الحجّال لأنّه كان دائما يعادل الحجّال الكوفي الذي كان يبيع الحجل ، فسمّي به ،صه (5) .

وزادجش : أخبرنا شيخنا أبو عبد اللهرحمه‌الله ، عن جعفر بن محمّد ، عنه(6) .

أقول : فيمشكا : ابن علي أبو محمّد الحجّال الثقة ، عنه جعفر بن محمّد بن قولويه(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 40 / 9 ، ولم يرد فيها التوثيق.

(2) الفهرست : 54 / 203.

(3) في المصدر : الشريعة.

(4) في نسخة « م » : يسمى.

(5) الخلاصة : 42 / 28.

(6) رجال النجاشي : 49 / 104.

(7) هداية المحدّثين : 190.

٤١٢

759 ـ الحسن بن علي بن أبي المغيرة :

الزبيدي ، الكوفي ، ثقة هو وأبوه روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : وهو يروي كتاب أبيه عنه ، وله كتاب مفرد ، سعيد بن صالح عنه به(2) .

وفيست : له كتاب ، ابن عبدون ، عن الأنباري ، عن حميد ، عن ابن نهيك ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن أبي المغيرة ، عنه سعيد بن صالح وابن نهيك ، وهو عن أبيه(4) .

760 ـ الحسن بن علي ابن بنت إلياس :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان ، ويأتي بعنوان ابن علي بن زياد الوشاء.

761 ـ الحسن بن علي بن بقّاح :

بالموحّدة والقاف المشدّدة والمهملة ، كوفي ثقة ، مشهور ، صحيح الحديث ، روى عن أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (5) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب نوادر(6) .

وفيست في معاذ بن ثابت ما يدلّ على أنّه ابن علي بن يوسف‌

__________________

(1) الخلاصة : 43 / 29.

(2) رجال النجاشي : 49 / 106.

(3) الفهرست : 51 / 182 ، وفيه : له كتاب رويناه بالإسناد الأوّل عن حميد.

وذكر الإسناد في ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة ، الفهرست : 50 / 177.

(4) هداية المحدّثين : 190.

(5) الخلاصة : 41 / 18.

(6) رجال النجاشي : 40 / 82.

٤١٣

ومعروف بابن بقاح(1) .

762 ـ الحسن بن علي بن الحسن :

ابن عمر بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو محمّد الأطروش ، كان يعتقد الإمامة ،صه (2) .

وزادجش : وصنّف فيها كتبا ، منها : كتاب في الإمامة صغير ، وآخر كبير ، كتاب فدك والخمس ، كتاب الطلاق ، كتاب مواليد الأئمّةعليهم‌السلام وأنسابهم إلى صاحب الأمرعليه‌السلام (3) . وبعد(4) الأطروش :رحمه‌الله (5) .

وفيتعق : في الوجيزة : فيه مدح ، ويقال : إنّه ناصر الحق الذي اتّخذه الزيديّة إماما(6) ، انتهى.

وفي النقد ما نسبه إلى القيل(7) .

ولعلّ المدح كونه صنّف في الإمامة ، أو ترحّمجش عليه ، وهو بعيد وإن كان هو من أمارات الجلالة ، لكن فيه ما فيه ، فتأمّل(8) .

أقول : لا غبار فيه أصلا ، فإنّ ظاهرجش بل صريحه(9) أنّه من العلماء الإماميّة ومصنّفي الاثني عشريّة ، وأيّ مدح يفوق عليه ، مع أنّه دام ظلّه‌

__________________

(1) الفهرست : 168 / 755.

(2) الخلاصة : 215 / 18 ، وفيها : الأطرش.

(3) في المصدر : كتاب أنساب الأئمّة ومواليدهم إلى صاحب الأمرعليه‌السلام .

(4) في نسخة « ش » : وبعده.

(5) رجال النجاشي : 57 / 135.

(6) الوجيزة : 189 / 499.

(7) نقد الرجال : 93 / 99.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 103.

(9) في نسخة « ش » : تصريحه.

٤١٤

يكتفي في المدح من أوّل الكتاب إلى آخره بالترحّم فقط ، وعنده أنّ الفقاهة تستلزم الوثاقة ، فما بالهما معا لا يفيدان مدحا! فتدبّر.

ثمّ إنّ هذا الرجل ـ كما ذكر ـ هو الناصر للحقّ المشهور ، وهو جدّ السيّدين المرتضى والرضي ـ رضي الله عنهما ـ الأعلى لأمّهما.

قال ابن أبي الحديد عند ذكر نسب الرضيرضي‌الله‌عنه : أمّ الرضي أبي الحسن فاطمة بنت أحمد(1) بن الحسن الناصر الأصم صاحب الديلم ، وهو أبو محمّد الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام (2) ، شيخ الطالبيّين وعالمهم وزاهدهم وأديبهم وشاعرهم ، ملك بلاد الديلم والجبل ، ويلقّب(3) بالناصر للحق ، وجرت له حروب عظيمة مع السامانيّة ، وتوفّي بطبرستان سنة أربع وثلاثمائة وسنّه تسع وسبعون سنة(4) ، انتهى.

والظاهر سقوط اسم من أوّل كلامه واسمين من وسط كلامه وكلامجش أيضا ؛ فإنّ الذي ذكره السيّدرضي‌الله‌عنه نفسه في شرح المسائل الناصريّة أنّ والدته بنت أبي محمّد الحسن بن أحمد بن أبي محمّد الحسن بن علي ابن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسينعليهما‌السلام (5) ، وسنذكر عنجخ أيضا مثله.

قال السيّدرضي‌الله‌عنه بعد ذكر ما ذكرناه عنه : والناصر كما تراه من‌

__________________

(1) في المصدر : فاطمة بنت الحسين بن أحمد.

(2) في المصدر : أبو محمّد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

(3) في نسخة « م » : وتلقّب.

(4) شرح نهج البلاغة : 1 / 32.

(5) يظهر من هذا أنّ الساقط من كلام النجاشي اسم واحد لا اسمين.

٤١٥

ارومتي ، وغصن من أغصان دوحتي. ثمّ أخذ يصف أجداده المذكورين ويمدحهم إلى أن قال : وأمّا أبو محمّد الناصر الكبير وهو الحسن بن علي ، ففضله في علمه وزهده وفقهه أظهر من الشمس الباهرة(1) ، وهو الذي نشر الإسلام في الديلم حتّى اهتدوا به بعد الضلالة وعدلوا بدعائه عن الجهالة ، وسيرته الجميلة أكثر من أن تحصى وأظهر من أن تخفى. إلى آخر كلامه زيد في إكرامه وإكرامه(2) .

وكلّما ذكره في الكتاب المذكور ترضّى عنه أو ترحّم عليه ، وربما قال : كرّم الله وجهه.

ويأتي عن الصدوق أنّه كلّما يذكره يقول : قدّس الله روحه ، وهو ظاهر بل صريح في كونه عنده أيضا إماميّا.

وفي نسختي منجخ في لم : الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، الناصر للحق ،رضي‌الله‌عنه (3) .

وهو كما ترى يدلّ على ذلك أيضا ، فلا أدري كيف ينسب إلى الزيديّة؟! ورأيت تصريحجش أيضا بكونه من الإماميّة ، وينادي به أيضا ملاحظة(4) أسامي كتبه ، ولعلّه كان زيديّا فرجع ، ويكون كتب المسائل الناصريّة المعروفة وهو يومئذ زيدي ، والله العالم.

هذا ، والحسن بن عليّ الناصر الذي سيذكره فيتعق عن الصدوق(5)

__________________

(1) في نسخة « ش » : الزاهرة.

(2) الجوامع الفقهية ـ الناصريات ـ : 214.

(3) رجال الشيخ : 412 / 4 ، في أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام ولم نعثر عليه في لم.

(4) في نسخة « ش » : فلاحظ.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 106.

٤١٦

هو هذا كما لا يخفى.

763 ـ الحسن بن عليّ بن الحسين :

ابن موسى بن بابويه ، أخو الصدوقرحمه‌الله ، غير مذكور في الكتابين ، ويأتي مع أخيه الحسين.

764 ـ الحسن بن علي الحنّاط :

الرازي ، فاضل ، لم(1) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(2) . ولم أره في الحاوي ، فتأمّل.

765 ـ الحسن بن علي الخزّاز :

هو ابن عليّ بن زياد الوشاء(3) ، ويأتي.

766 ـ الحسن بن عليّ بن داود :

في النقد : من أصحابنا المجتهدين ، شيخ جليل ، من تلامذة الإمام العلاّمة المحقّق الشيخ نجم الدين أبي القاسم الحلّيرحمه‌الله والإمام المعظّم فقيه أهل البيت جمال الدين ابن طاوسرحمه‌الله ، له أزيد من ثلاثين كتابا نظما ونثرا ، وله في علم الرجال كتاب معروف حسن الترتيب إلاّ أنّ فيه أغلاطا كثيرة ، غفر الله له(4) ، انتهى ،تعق (5) .

أقول : في مل بعد نقل ذلك : وكأنّه أشار إلى اعتراضه على العلاّمة وتعريضاته به ونحو ذلك(6) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 462 / 6 ، وفيه : الخيّاط.

(2) الوجيزة : 190 / 508.

(3) في نسخة « م » بدل الخزاز : الخرّاز.

(4) نقد الرجال : 93 / 102.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 104.

(6) أمل الآمل : 2 / 72.

٤١٧

قلت : ليس الأمر كما ذكره ، بل مرادهرحمه‌الله ما في كتابه من الخبط وعدم الضبط ، فإنّك تراه كثيرا ما يقول :جش ، والذي ينبغي :كش ، أو يقول :كش ، وهوجخ ، أو يقول :جخ ، وليس فيه منه أثر ، وربما يستنبط المدح بل الوثاقة ممّا لا رائحة منه فيه ، وربما يستنبطه من مواضع أخر وينسبه إليها ، إلى غير ذلك. ولعلّ خطّهرحمه‌الله كان رديئا ، وكان كلّ ناسخ يكتب حسب ما يفهمه منه ، ولم تعرض النسخة عليه ، فبقيت سقيمة ولم تصحّح.

وأمّا اعتراضاته وتعريضاته فهي في تراجم الكلمات لا غير ، وهو مصيب في جلّها إن لم نقل كلّها كما يظهر منضح وغيره ، فلا اعتراض عليه من جهتها ولا هي أغلاط ، فافهم.

هذا ، وذكره الشهيدرحمه‌الله في إجازته لابن نجدة فقال : الشيخ الإمام سلطان الأدباء ملك النظم والنثر المبرز في النحو والعروض ، تقيّ الدين أبو محمّد الحسن بن داودرحمه‌الله (1) .

وفي إجازة الشهيد الثاني للشيخ حسين بن عبد الصمد : تقيّ الدين الحسن بن عليّ بن داود الحلّي ، صاحب التصانيف الغزيرة والتصنيفات(2) الكثيرة التي من جملتها كتاب الرجال ، سلك فيه مسلكا لم يسبقه إليه أحد من الأصحاب. إلى آخره(3) .

وسلوكه كذلك أنّه رتّبه على حروف المعجم في الأسماء وأسماء الآباء.

وكان مولدهرحمه‌الله على ما ذكره في رجاله خامس جمادى الآخرة‌

__________________

(1) البحار : 104 / 196.

(2) في المصدر : والتحقيقات.

(3) البحار : 105 / 153.

٤١٨

سنة سبع وأربعين وستمائة(1) .

767 ـ الحسن بن عليّ بن زكريّا :

البزوفري العدوي من عدي الرباب ، ضعيف جدّا ، قالهغض ، وروى نسخة عن محمّد بن صدقة عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وروى عن خراش عن أنس ، وأمره أشهر من أن يذكر ،صه (2) .

768 ـ الحسن بن عليّ بن زياد :

الوشاء ، بجلي كوفي ، قالكش : يكنّى بأبي محمّد الوشّاء ، وهو ابن بنت إلياس الصيرفي ، خزّاز ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، وكان من وجوه هذه الطائفة ،صه ،جش (3) ، إلاّ أنّ فيصه : خيّران(4) .

وفيجش : أبو عمرو ، بدلكش ، وزاد : روى عن جدّه إلياس ، قال : لمّا حضرته الوفاة قال لنا : اشهدوا عليّ ـ وليست ساعة الكذب هذه الساعة ـ لسمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : والله لا يموت عبد يحبّ الله ورسوله ـصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ويتولّى الأئمّة ـعليهم‌السلام ـ فتمسّه النار ، ثمّ أعاد الثانية والثالثة من غير أن أسأله. أخبرنا بذلك عليّ بن أحمد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الوشّاء.

أخبرني ابن شاذان ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن عليّ الوشّاء ، فسألته أن يخرج لي كتاب العلاء بن‌

__________________

(1) رجال ابن داود : 75 / 439.

(2) الخلاصة : 215 / 16.

(3) رجال النجاشي : 39 / 80.

(4) الخلاصة : 41 / 16 ، وفيها : خيّر. وفي الهامش : في نسخة : خيّران ، وفي نسخة معتمدة : خزّاز.

٤١٩

رزين القلاء وأبان بن عثمان الأحمر ، فأخرجهما إليّ ، فقلت له : أحبّ أن تجيزهما لي ، فقال لي : يا رحمك الله وما عجلتك ، اذهب فاكتبهما واسمع من بعد ، فقلت : لا آمن الحدثان ، فقال : لو علمت أنّ هذا الحديث يكون(1) له هذا الطلب لاستكثرت منه ، فإنّي أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كلّ يقول : حدّثني جعفر بن محمّدعليه‌السلام .

وكان هذا الشيخ عينا من عيون هذه الطائفة.

وله كتب ، منها : ثواب الحجّ والمناسك والنوادر ، يعقوب بن يزيد عنه بها.

وله مسائل الرضاعليه‌السلام ، أحمد بن محمّد بن عيسى عنه بها.

وفيدي : ابن عليّ الوشّاء(2) .

وزادست : الكوفي ، ويقال : الخزّاز ، ويقال له : ابن بنت إلياس ، له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه به(3) .

وفيضا : ابن عليّ الخزّاز ، يعرف بالوشّاء(4) .

وأمّا فيكش فلم أجده.

وفي العيون : أبيرضي‌الله‌عنه ، عن سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أبو الخير(5) صالح بن أبي حمّاد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، قال : كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع على أبي الحسن الرضا عليه‌

__________________

(1) في نسخة « م » : ويكون.

(2) رجال الشيخ : 412 / 2.

(3) الفهرست : 54 / 202.

(4) رجال الشيخ : 371 / 5.

(5) في نسخة « م » : أبو الحسن ( خ ل ).

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694