سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله7%

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله مؤلف:
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 778

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 778 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 459110 / تحميل: 9709
الحجم الحجم الحجم
سيد المرسلين صلى الله عليه وآله

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

بطل من أبطالهم ورأسوه عليهم ، وهو عمرو بن عبد ود العامري ليشدّوا به أزرهم ، ويحققوا بسببه ما كانوا يأملونه من الظفر.

وعلى هذا الاساس كانت معركة الأحزاب مواجهة كاملة بين كل الكفر وكلّ الايمان ، وخاصة عند ما تبارز بطل الاسلام وبطل الكفر وتواجها في ساحة القتال.

ولقد كان الخندق الذي احتفره المسلمون سلفا من عوامل إخفاق المشركين ، وكان العدوّ يحاول أن يعبر هذا الخندق فتطيف فرسانهم به ليل نهار ولكن دون جدوى ، لانهم كانوا يواجهون في كل مرة سهام الحرس الذي وكلهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحراسة الخندق ، ورصد محاولات العدو لاجتيازه وافشالها فورا ، وأيضا بفضل تدابير النبي القائد نفسه.

كان الشتاء وبرده القارص في تلك السنة وتناقص الطعام ، والعلف يهدد جيش المشركين ، وأنعامهم ، وخيولهم فاستقرض حيي بن أخطب من بني قريظة عشرين بعيرا محملة شعيرا وتمرا وتبنا تقوية لقريش ، ولكن دورية من المسلمين صادفتها في أثناء الطريق فصادرتها وأتوا بها الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتوسع بها أهل الخندق(١) .

وذات يوم من أيام الانتظار وراء الخندق كتب أبو سفيان الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا يقول فيه : إني احلف باللات والعزى لقد سرت إليك في جمعنا وإنّا نريد ألاّ نعود إليك أبدا حتى نستأصلكم فرأيتك قد كرهت لقاءنا ، وجعلت مضايق وخنادق ، فليت شعري من علمك هذا؟ فان نرجع عنكم فلكم منّا يوم كيوم احد تبقر فيه النساء(٢) .

فكتب إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من محمّد رسول الله إلى أبي سفيان بن حرب أمّا بعد فقديما غرّك بالله الغرور ، أما ما ذكرت أنك سرت

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٢ ص ٣٢٣.

(٢) المغازي : ج ٢ ص ٤٩٢.

٢٦١

إلينا في جمعكم ، وانك لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا فذلك أمر الله يحول بينك وبينه ، ويجعل لنا العاقبة وليأتينّ عليك يوم تدافعني بالراح ، ولياتينّ عليك يوم أكسر فيه اللات والعزّى واساف ، ونائلة ، وهبل حتى اذكّرك ذلك »(١) .

ولقد وقعت إجابة الرسول الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التي كانت تنبئ عن قوة إرادته وشدة عزيمته ، وتصميمه القاطع موقع السهم في قلب زعيم المشركين ، وحيث إن قريش كانت تعتقد بصدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانّها اصيبت بهذا الرد الحاسم في عزيمتها ونفسيتها ، ولكنها مع ذلك لم تكفّ عن مواصلة عدوانها.

وذات ليلة عزم « خالد بن الوليد » على أن يعبر بجماعته الخندق ولكنه اضطرّ الى التراجع عند ما واجه مقاومة شجاعة من مائتين من المسلمين بامرة « اسيد بن حضير » وقد كلّفهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقيام على شفير الخندق ، ودفع المشركين ومنعهم من العبور!!

ثم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن ليغفل عن تقوية عزائم المقاتلين المسلمين ورفع معنوياتهم ، ولهذا كان يهيّئهم بخطبه الحماسية ، وكلماته المشجعة ، الحاثة على الجهاد والاستقامة والدفاع عن حياض العقيدة والايمان ، والذود عن صرح الحرية ، والعدل.

فقد وقف ذات يوم خطيبا في اجتماع كبير من المسلمين وقال ـ بعد أن حمد الله وأثنى عليه ـ.

« أيّها النّاس إذا لقيتم العدوّ فاصبروا واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السيوف »(٢) .

أبطال من العرب يعبرون الخندق :

لبس خمسة من شجعان المشركين هم : « عمرو بن عبد ود العامري » ، « عكرمة

__________________

(١) امتاع الاسماع : ج ١ ص ٢٣٩ و ٢٤٠.

(٢) السيرة الحلبية : ج ٢ ص ٣٢٣.

٢٦٢

بن أبي جهل » ، « هبيرة بن وهب » ، « نوفل بن عبد الله » ، و « ضرار بن الخطاب » لامة الحرب ، ووقفوا أمام بني كنانة في غرور عجيب ، وقالوا : تهيّأوا يا بني كنانة للحرب ، فستعلمون من الفرسان اليوم؟

ثم ضربوا خيولهم فعبرت بهم الخندق من مكان ضيق قد أغفله المسلمون ، ولكنهم بادروا إلى محاصرة تلك الثغرة ومنع غيرهم من العبور.

وكان الموضع الذي وقف فيه اولئك الشجعان الخمسة الذي عبروا الخندق للمبارزة يقع بين الخندق وجبل سلع حيث تمركز جنود الاسلام(١) .

ثم أخذوا يدعون المسلمين إلى البراز ، في كبرياء وغرور كبيرين ، وهم يقطعون ذلك الموضع جيئة وذهابا بخيولهم!!

بيد أنّ أشجع اولئك الخمسة وأجرأهم وأعرفهم بفنون القتال وهو : « عمرو بن عبد ود العامري » تقدم ، وأخذ يرتجز داعيا المسلمين الى النزال والبراز قائلا :

ولقد بححت من النداء

بجمعكم هل من مبارز

ووقفت إذ جبن المشجّع

موقف البطل المناجز

إنّي كذلك لم أزل

متسرّعا نحو الهزاهز

إن السماحة والشجا

عة في الفتى خير الغرائز

فأحدثت نداءات عمرو الرهيبة حالة من الرعب ، والوجل الشديدين في معسكر المسلمين ، وسكت الجميع ، ولم ينبسوا ببنت شفة رهبة وخوفا منه.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أيكم يبرز إلى عمرو أضمن له الجنة »؟

وقد قالها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث مرات ، وفي كلّ مرة يقوم عليّعليه‌السلام ويقول : انا له يا رسول الله ، والقوم ناكسوا رءوسهم(٢) او كأنّ المسلمين يومئذ على رءوسهم الطير لمكان عمرو وشجاعته ، كما يقول الواقدي(٣) .

__________________

(١) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٣٩ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٨.

(٢) تاريخ الخميس : ج ١ ص ٤٨٦.

(٣) المغازي : ج ٢ ص ٤٧٠.

٢٦٣

ولا بدّ أن تحلّ هذه المشكلة بيد عليعليه‌السلام فارس ميادين الحرب المقدام ، وكان كذلك ، فلما أبدى عليّعليه‌السلام استعداده الكامل لمقاتلة عمرو أعطاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيفه وعممه بيده ، ووجّهه صوب عمرو وقد دعا له قائلا : اللهم أعنه عليه. وقال أيضا :

« اللهم إنّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر ، وحمزة بن عبد المطلب يوم احد ، وهذا أخي علي بن أبي طالب ربّ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين »(١) .

فبرز عليّعليه‌السلام إلى عمرو يهرول في مشيته ، مبادرا إليه دون ابطاء ، وهنا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلمته الخالدة في تلك المواجهة :

« برز الإيمان كله إلى الشرك كلّه »(٢) وارتجزعليه‌السلام قائلا :

لا تعجلنّ فقد أتاك

مجيب صوتك غير عاجز

ذونيّة وبصيرة

والصدق منجي كل فائز

إني لأرجو أن اقيم

عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى

ذكرها عند الهزاهز

وقد كان عليّعليه‌السلام مسربلا بالحديد لا يرى منه إلاّ عيناه من تحت المغفر ، فأراد عمرو أن يعرف من برز إليه فقال : من أنت؟

قال : أنا عليّ بن أبي طالب.

فقال عمرو : إنّي أكره أن اريق دمك ، والله إن أباك كان لي صديقا ونديما ، ما أمن ابن عمك حين بعثك إليّ أن اختطفك برمحي هذا فأتركك شائلا بين السماء والأرض لا حيّ ولا ميت.

فقال عليّعليه‌السلام : لكنني ما أكره والله أن أهريق دمك ، وقد علم ابن

__________________

(١) كنز الفوائد : ص ١٣٧.

(٢) تاريخ الخميس : ج ١ ص ٤٨٦ و ٤٨٧ ، بحار الأنوار ، ج ٢٠ ص ٢١٥.

٢٦٤

عمي أنّك إن قتلتني دخلت الجنة ، وأنت في النّار ، وإن قتلتك فانت في النّار وأنا في الجنة.

فضحك عمرو وقال مستهزئا : كلتاهما لك يا عليّ ، تلك إذا قسمة ضيزى. ( أي ناقصة جائرة ).

يقول ابن أبي الحديد : كان شيخنا أبو الخير يقول اذا مررنا في القراءة عليه بهذا الموضع : والله ما أمر عمرو بن عبد ود علياعليه‌السلام بالرجوع إبقاء عليه ، بل خوفا منه ، فقد عرف قتلاه ببدر واحد ، وعلم أنه إن ناهصه قتله ، فاستحيا أن يظهر الفشل فأظهر الإبقاء ، وإنه لكاذب فيه(١) .

ثم إن علياعليه‌السلام ذكّر عمرا بعهد قطعه على نفسه فقال له :

يا عمرو إنّك كنت تقول في الجاهلية : لا يدعوني أحد الى واحدة من ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة.

قال عمرو : أجل ، فهاتها يا عليّ.

قال : تشهد أن لا إله الاّ الله ، وانّ محمّدا رسول الله ، وتسلم لرب العالمين.

فقال عمرو : نحّ عني هذا.

قال عليّعليه‌السلام : فالثانية أن ترجع إلى بلادك ، فان يك محمّد صادقا فأنتم أعلى به عينا وان يك غير ذلك كفتكم ذؤبان العرب أمره.

فقال عمرو في غرور عجيب : اذا تتحدّث نساء قريش بذلك ، وينشد الشعراء فيّ أشعارها اني جبنت ، ورجعت على عقبي في الحرب ، وخذلت قوما رأسوني عليه.

فقال له عليعليه‌السلام : فالثالثة أن تنزل إليّ فانك راكب وأنا راجل ، حتى انابذك.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٩ ص ٢٠.

٢٦٥

فقال عمرو : هذه خصلة ما ظننت أن أحدا من العرب يسومني عليها ، ثم وثب عن فرسه ، ولكي يرعب عليّاعليه‌السلام عرقب قوائم فرسه على عادة العرب في الجاهلية(١) .

تصاول البطلين :

وهنا بدأ تصاول شديد بين البطلين ، وارتفعت بينهما عجاجة حجبت الرؤية ، وانما كان الناس يسمعون فقط صوت اصطكاك السيوف والدروع الحديدية وغيرها ، وبعد فترة من التصاول بين ذينك البطلين العملاقين ضرب « عمرو » « أمير المؤمنين عليا »عليه‌السلام بالسيف على رأسه ، فاتقاه عليعليه‌السلام بالدرقة فقطعها ، وشجّت الضربة رأسه ففاجأه عليّعليه‌السلام بضربة قوية على ساقيه فقطعهما جميعا ، ثم انكشفت العجاجة فنظر المسلمون فاذا عليّعليه‌السلام على صدر عدوّ الله يريد أن يذبحه. وارتفع صوت عليّ بالتكبير من بين العجاجة يعلن عن انتصاره ، ومقتل عمرو.

فألقى هلاك فارس العرب الاكبر « عمرو بن عبد ود » رعبا عجيبا في نفوس بقيه الابطال والشجعان الذين عبروا معه الخندق ، فهربوا راجعين الى معسكرهم ، إلاّ « نوفل » الذي سقط فرسه في الخندق ، وهوى هو إلى الارض بشدة ، فرماه حرس الخندق بالحجارة فقال : قتلة أجمل من هذا ، ينزل إليّ بعضكم فأقاتله ، فنزل إليه عليّعليه‌السلام فضربه حتى قتله في الخندق(٢) .

فهيمن الخوف والرعب على كل أرجاء المعسكر العربي المشرك ، وبهت أبو سفيان أكثر من غيره.

ثم إنه كان يتصور أن المسلمين سيمثّلون بجسد « نوفل » انتقاما لحمزة الذي

__________________

(١) المغازي : ج ٢ ص ٤٧٠ و ٤٧١.

(٢) بحار الأنوار ، ج ٢٠ ص ٢٥٦ ، تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٤٠.

٢٦٦

مثل به في احد ، فبعث إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من يشتري جثته بعشرة آلاف فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

« هو لكم ، لا ناكل ثمن الموتى »(١) .

قيمة هذه الضربة :

لقد قتل عليّعليه‌السلام ـ حسب الظاهر ـ رجلا شجاعا لا أكثر ، بيد أنه بضربته لعمرو وبقتله إياه أحيا ـ في الحقيقة ـ كل من أرعبته نداءات عمرو المهدّدة ، من المسلمين ، والقى رعبا كبيرا في نفوس جيش قوامه ( ٠٠٠ / ١٠ ) رجل تعاهدوا وتعاقدوا على محو الاسلام واستئصال الحكومة الاسلامية الفتية. ولو أن الانتصار كان يحالف عمرا لعرفنا حينئذ قيمة هذه التضحية الكبرى التي قام بها عليّعليه‌السلام .

وعند ما عاد عليّعليه‌السلام ظافرا منتصرا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين ».

وقيل إنه قال :

« لو وزن اليوم عملك بعمل جميع امة محمّد لرجح عملك على عملهم وذاك أنه لم يبق بيت من المشركين إلا وقد دخله ذل بقتل عمرو ، ولم يبق بيت من المسلمين إلاّ وقد دخله عز بقتل عمرو »(٢) .

وبذلك كشف عن أهمية الضربة التي أوقعها عليعليه‌السلام بعمرو في تلك الواقعة.

لما ذا التنكر لهذا الموقف؟

ويحق لنا هنا أن نستغرب تنكر بعض المؤرخين أو تجاهلهم لهذا الموقف

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ٢٠ ص ٢٠٥.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٢١٦ ، مستدرك الحاكم : ج ٣ ص ٣٢.

٢٦٧

العظيم الذي أدى إلى هزيمة المشركين ، والاحزاب في معركة الخندق هزيمة نكراء ، كل واحد بشكل من الاشكال وصورة من الصور :

فهذا ابن هشام رغم اسهابه في بعض الامور التاريخية ممّا لا قيمة له بعد أن يذكر مقتل « عمرو » على يد بطل الاسلام الخالد عليّعليه‌السلام من دون أن يذكر ما قاله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند مطالبة عمرو بالمنازل والمبارز ، ذكر أبياتا قالها عليّ عليه في المقام ثم يشكك في نسبتها إليهعليه‌السلام (١) .

وهكذا ابن الاثير رغم اهتمامه بالدقائق التاريخية ووصفه لكتابه بالكامل نجده يحاول التقليل من أهمية هذا الموقف بصورة اخرى وهو أن عليّا خرج ضمن مجموعة لمقاتلة عمرو وليس وحده.

ولكن المعلّقين على الطبعة المنيرية للكامل والتي أشرف عليها فضيلة الاستاذ عبد الوهاب النجار لم يرق لهم هذا الصنيع ، وأبت عليهم ضمائرهم الحرّة أن يتركوا الرواية على حالها فقالوا في الهامش : وروى السهيلي عن ابن اسحاق أن عمرا دعا المسلمين للمبارزة وعرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمر ثلاث مرات ولا يقوم إلاّ عليّ كرم الله وجهه ، وفي الثالثة قال له : انه عمرو قال : وان كان عمرا ، فنزل إليه ، وقتله وكبّر فكبّر المسلمون فرحا بقتله(٢) .

وهذا ابن تيمية يحاول التنقيص من هذه الفضيلة ولكن بالضرب على وتر آخر حيث قال ان قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شأن عليّعليه‌السلام لما قتل عمرا : « قتل عليّ لعمرو بن ود أفضل من عبادة الثقلين » من الاحاديث الموضوعة التي لم ترد في شيء من الكتب التي يعتمد عليها بسند ضعيف ، وكيف يكون قاتل كافر أفضل من عبادة الثقلين ثم قال : بل ان عمرو بن ود لم يعرف له ذكر إلاّ في هذه الغزوة.

فهو يحاول التقليل من شأن عمرو ، والايحاء بأنه لم يكن شيئا ، فلا يكون

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٢٢٥.

(٢) الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ١٢٤.

٢٦٨

لقتله أهمية.

ولكن صاحب السيرة الحلبية الذي ينقل كل هذه العبارات عن ابن تيمية يرد عليه قائلا : ويرد قوله : « ان عمرو بن ود هذا لم يعرف له ذكر إلاّ في هذه الغزوة » قول الأصل : وكان عمرو بن عبد ود قد قاتل يوم بدر حتى اثبتته الجراحة فلم يشهد يوم احد فلما كان يوم الخندق خرج معلما ( أي جعل له علامة ) ليعرف مكانه ويرى.

ويرده أيضا ما تقدم من أنه نذر أن لا يمسّ رأسه دهنا حتى يقتل محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

واستدلاله : وكيف يكون إلى آخره ، فيه نظر لان قتل هذا كان فيه نصرة للدين وخذلان الكافرين(١) .

وما قاله صاحب السيرة الحلبية عن مشاركة عمرو في معركة بدر يوافق ما جاء في الكامل لابن الاثير الجزء ٢ الصفحة ١٢٤ ويوافق أيضا ما جاء في السيرة النبويّة الجزء ٢ الصفحة ٢٢٥.

مروءة عليّعليه‌السلام وشهامته :

ولقد أحجم عليّعليه‌السلام عن سلب « عمرو بن عبد ود » درعه ، وكان درعا غالية الثمن ليس للعرب ، درع خير منها ، وقد فعل ذلك مروءة ، وترفعا ، فاعترض عليه بعض ، حتى أن عمر بن الخطاب قال له : هلا استلبته درعه فانه ليس في العرب درع مثلها؟(٢) .

ولما عرفت اخت عمرو بمقتله سألت عمن قتله ، فاخبروها بأن علياعليه‌السلام هو الذي قتله فقالت لم يعد موته إلاّ على يد كفؤ كريم ، لا رقأت دمعتي إن هرقتها عليه ، قتل الابطال ، وبارز الاقران ، وكانت منيته على يد كفؤ

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٢ ص ٣٢٠.

(٢) السيرة الحلبية : ج ٢ ص ٣٢٠.

٢٦٩

كريم من قومه ما سمعت بأفخر من هذا يا بني عامر.

ثم انشأت تقول :

لو كان قاتل عمرو غير قاتله

لكنت أبكي عليه آخر الأبد

لكنّ قاتل عمرو لا يعاب به

من كان يدعى قديما بيضة البلد(١)

وقد ذكر عليّعليه‌السلام صنيعه هذا في أبيات أنشأها يوم الخندق إذ قال :

أعليّ تقتحم الفوارس هكذا؟

عنّي وعنها خبّروا أصحابي

أرديت عمرا إذ طغى بمهنّد

صافي الحديد مجرّب قضاب

فصددت حين تركته متجدّلا

كالجذع بين دكادك وروابي

وعففت عن أثوابه ولو انّني

كنت المقطّر بزّني أثوابي(٢)

والآن حان أن نرى إلى أيّ مصير آل أمر معسكر المشركين بعد مقتل فارس العرب وشجاعها البارز.

جيش العرب يتفرق في موقفه :

لم يكن دافع جيش العرب ومن عاونهم ومالأهم من اليهود الى محاربة الاسلام واحدا ، فاليهود كانوا يخشون من اتساع رقعة الحكومة الاسلامية الفتيّة ، المتزائد ، واما دافع قريش فكان هو العداء القديم للاسلام والمسلمين. وأما قبائل « غطفان » و « فزارة » وغيرها من القبائل فلم يحرّكها إلاّ الطمع في محاصيل « خيبر » التي وعدهم بها اليهود.

فعلى هذا الاساس لم يكن محرّك « الأحزاب » المشاركة في جيش الشرك أمرا واحدا ، فقد كان محرّك الطوائف الأخيرة أمرا ماديا ، ولو أنّ هذا الهدف تحقّق عن طريق المسلمين لعادت هذه القبائل إلى أوطانها مسرورة راضية ، وخاصّة أن البرد ، وقلّة الطعام ، والعلف ، وطول مدّة المحاصرة قد أوجدت في

__________________

(١) مستدرك الحاكم : ج ٣ ص ٣٣.

(٢) المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ٣٢.

٢٧٠

نفوسهم كللا ومللا ، من جهة ، وعرّضت أنعامهم لخطر الهلاك والفناء من ناحية اخرى.

من هنا كلّف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جماعة بأن يتصلوا بهذه القبائل ( الأخيرة ) ويذكروا لهم بأنّ المسلمين مستعدّون لإعطائهم ثلث تمر المدينة إن هم تركوا قريشا وعادوا إلى ديارهم ، فأعدّوا عهدا وجاءوا به إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليمضيه ، ولكنه شاور فيه سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة قبل أن يمضيه ، فقالا : يا رسول الله إن كان أمرا من السماء فامض له ، وان كان أمرا لم تؤمر فيه فان الرأي عندنا هو السيف ، فإنهم ما طمعوا بهذا منّا قطّ في الجاهلية أن يأخذوا تمرة ، الا بشرى أو قرى ، فحين أتانا الله تعالى بك ، وأكرمنا بك ، وهدانا بك نعطي الدنيّة؟ لا نعطيهم أبدا إلاّ السيف؟

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مبيّنا علة إقدامه على مثل هذا الصلح : « إني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة ، فقلت ارضيهم ولا أقاتلهم ، الآن قد عرفت ما عندكم فكونوا على ما أنتم عليه ، فان الله تعالى لن يخذل نبيّه ، ولن يسلمه حتى ينجز له ما وعده »(١) .

فمحى سعد بن معاذ ما في الصحيفة باذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : ليجهدوا علينا(٢) .

وبهذا كشف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن صفحة اخرى من سياسته الحكيمة ، فقد كان إقدامه على ثني القبائل المتحالفة مع قريش في جيش الاحزاب باعطاء بعض التنازلات المادية ( لا المعنوية ) وتحييدها خطوة سياسية وعسكرية صحيحة ، ورائعة ، وكان مشورته مع أصحابه من الانصار ( خاصة ) عملا حكيما أيضا لانه استشار بذلك هممهم ، وشدّ من عزائمهم ، فوعدوا

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٢٢٣ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٢٥٢.

(٢) امتاع الاسماع : ج ١ ص ٢٣٦ وجاء فيه انه (ص) استشار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة خفية.

٢٧١

بالصمود والمقاومة في ذلك الظرف العصيب وعدم تقديم اية تنازلات ولهذا انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ما اراد أولا ، فكان مجموع هذه الخطوات عملا حكيما جدا ، يكشف عن حنكة سياسية عظيمة ، ودراية عسكرية عميقة.

العوامل التي فرقت كلمة « الاحزاب » :

هناك عوامل عديدة تسببت في تفرق الجيش العربي الذي زحف إلى المدينة لاجتياحها ، وانقسام الاحزاب على أنفسهم ، وإليك أبرزها :

١ ـ إن أول عامل من تلك العوامل هو تكلم مبعوثي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع سادة غطفان وفزارة ، لأن هذه المعاهدة وإن لم توقع إلاّ أنها لم تنقض ، فتسبّب ذلك في أن يختلفوا مع قريش في الرأي ، أي اجتياح المدينة وبشكل من الاشكال وان لا يقدموا على أي إجراء عسكريّ مع غيرهم انتظارا للتوقيع على تلك المعاهدة ، ولهذا كلّما طلبت القيادة القرشية منهم الهجوم الشامل اعتذروا ببعض الاعذار تملّصا من ذلك الطلب.

٢ ـ مصرع « عمرو بن عبد ود » فارس العرب الأكبر الذي كان الأغلبية في ذلك الجيش يعلّقون عليه آمالهم في الانتصار على المسلمين. فلما قتل تملّك الجميع رعب غريب وانهارت آمالهم ، وبخاصة عند ما هرب زملاؤه الشجعان من وجه عليّعليه‌السلام خوفا ، ورهبة.

٣ ـ ما لعبه « نعيم بن مسعود » الذي أسلم حديثا ، من دور في إلقاء روح الشك والفرقة بين يهود بني قريظة وجيش « الاحزاب » ، فقد قام بهذا الدور بشكل رائع ، تماما كما يفعله الجواسيس المنظّمون في عصرنا الحاضر ، بل كان ما فعله أفضل وأكبر تأثيرا وعطاء.

فقد أتى « نعيم » هذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال يا رسول الله ؛ قد أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا باسلامي ، فمرني بما شئت.

٢٧٢

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذّل عنّا ما استطعت ( أي ادخل بين القوم حتى يخذّل بعضهم بعضا ). فان الحرب خدعة ».

فخرج نعيم حتى أتى بني قريظة ، وكان لهم نديما في الجاهليّة ، فقال : يا بني قريظة قد عرفتم ودّي ، وخاصّة ما بيني وبينكم.

قالوا : صدقت ، لست عندنا بمتّهم.

فقال : إنّ قريشا وغطفان ليسوا كأنتم ، البلد بلدكم ، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره ، وان قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمّد وأصحابه ، وقد ظاهرتموهم عليه ، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره ، فليسوا كأنتم ، فان رأوا نهزة أصابوها ، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم ، وخلّوا بينكم وبين محمّد ، ولا طاقة لكم به. إن خلا بكم فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم ، على أن تقاتلوا معهم محمّدا حتى تناجزوه.

فقالوا : لقد أشرت بالرأي.

ثم خرج حتى أتى قريشا ، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش : قد عرفتم ودّي لكم ، وفراقي لمحمّد ، وانه قد بلغني أمر قد رأيت عليّ حقا أن أبلغكموه ، نصحا لكم فاكتموا عني. فقالوا : نفعل.

قال : اعلموا أنّ معشر اليهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمّد ، وقد أرسلوا إليه إنا قد ندمنا على ما فعلنا ، فهل يرضيك أن نأخذ من القبيلتين ، من قريش وغطفان رجالا من اشرافهم فنعطيكم فتضرب أعناقهم ، ثم نكون معك على من يبقى منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل إليهم : أن نعم ، فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم ، فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا.

ثم خرج حتى أتى غطفان فقال : يا معشر غطفان ، إنكم أصلي وعشيرتي ، وأحب الناس إليّ ، ولا أراكم تتهموني ، قالوا : صدقت ما أنت عندنا بمتهم ، قال

٢٧٣

فاكتموا عني ، قالوا : نفعل فما أمرك ، ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذّرهم ما حذّرهم.

وهكذا أدّى « نعيم » وظيفته بأحسن صورة ثم دخل سرا في جيش المسلمين ، واشاع بين المسلمين أنّ بني قريظة تنوي أخذ رجال من المشركين لتسليمهم الى النبي والمسلمين.

وقد كان يقصد من اشاعة هذا النبأ أن يبلغ مسامع رؤساء العرب وقادتهم.

مبعوثو قريش يمشون إلى بني قريظة :

ولما كانت ليلة السبت قرّر أبو سفيان ان يحسم الموقف بشكل من الأشكال فأرسل إلى بني قريظة جماعة من سادة قريش وغطفان فقالوا لهم : إنا لسنا بدار مقام قد هلك الخف والحافر ، فاغدوا للقتال حتى نناجز محمّدا ، ونفرغ ممّا بيننا وبينه.

فأرسل بنو قريظة إليهم : إن اليوم يوم السبت ، وهو يوم لا نعمل فيه شيئا ، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثا فأصابه ما لم يخف عليكم ، ولسنا مع ذلك بالذي نقاتل معكم محمّدا حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمّدا ، فاننا نخشى إن ضرستكم الحرب ، واشتدّ عليكم القتال أن تسرعوا إلى بلادكم وتتركونا ، والرجل في بلدنا ولا طاقة لنا بذلك منه.

فلما رجعت الرسل بما قالت بنو قريظة قالت قريش وغطفان : والله إن الّذي حدّثكم نعيم بن مسعود لحق.

فارسلوا إلى بني قريظة من يقول لهم : إنا والله لا ندفع إليكم رجلا واحدا ، فان كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا.

فقالت بنو قريظة ـ حين انتهت الرسل إليهم بهذا : إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق ، ما يريد القوم إلاّ أن يقاتلوا فان رأوا فرصة انتهزوها ، وان كان

٢٧٤

غير ذلك أسرعوا إلى بلادهم وخلّوا بيننا وبين محمّد. في بلدنا(١) .

وهكذا انسحبت بنو قريظة من الأحزاب وأوقع الله التخاذل بينهم ، وتفرّقوا ، وتمزق شملهم ، وكان ذلك من عوامل فشل الاحزاب ، وتقهقرهم ورجوعهم خائبين.

آخر العوامل لهزيمة الكفار :

لقد انضمت العوامل المذكورة إلى عامل آخر يمكن تسميته ـ في الحقيقة ـ بالامداد الغيبيّ ففرقت جماعة الاحزاب ، وشتّتّ جماعتهم وذلك العامل هو أن الله تعالى بعث عليهم فجأة الريح والعاصفة ، واشتدّ البرد ، وكان اشتداد الريح كبيرا بحيث أكفأ قدورهم ، واقتلع خيامهم ومضاربهم ، وأطفأ أضواءهم ، وأوجد حريقا في الصحراء.

وهنا أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حذيفة أن يعبر الخندق ، ويأتيه بخبر عن أحوال المشركين ومن مالأهم من الاحزاب.

يقول حذيفة : فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل ما تفعل بهم لا تقرّ لهم قدرا ، ولا نارا ولا بناء ، فسمعت أبا سفيان يقول ، وقد قام في جماعة من قريش : يا معشر قريش إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخفّ ، وأخلفتنا بنو قريظة ولقينا من شدّة الريح ما ترون ما تطمئنّ لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار ، ولا يستمسك لنا بناء ، فارتحلوا إني مرتحل.

ثم قام إلى جمله ـ وهو معقول ـ فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث ، فو الله ما أطلق مقاله إلاّ وهو قائم من شدّة الدهش والخوف!!

ولم يسفر الصبح إلاّ وأسرعت قريش وغطفان عائدين إلى بلادهم يجرّون أذيال الخيبة ، ولم يبق منهم أحد هناك.

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٣٩ ـ ٢٣١ ، تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٤٢ و ٢٤٣.

٢٧٥

وهكذا انتهت معركة الاحزاب في الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة(١) .

القرآن الكريم ومعركة الاحزاب

ولقد أشار القرآن الكريم إلى أبرز النقاط في معركة الأحزاب ( الخندق ) ضمن سبع عشرة آية وها نحن ندرجها برمتها ونشير باختصار إلى ما تضمنته من حقائق :

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً. إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا. هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً. وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً. وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً. قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً. أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً يَحْسَبُونَ

__________________

(١) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٤٤ ، امتاع الاسماع : ج ١ ص ٢٣٩.

٢٧٦

الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً. لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً. وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً ».(١) .

ويمكن تقسيم هذه الآيات الى ثلاثة أقسام :

القسم الاول وهي الآيات التي ترسم الوضع العام للمسلمين عند ما أتتهم عساكر الاحزاب.

القسم الثاني وهي الآيات التي تتعرض لذكر موقف المنافقين وضعاف الايمان.

القسم الثالث وهي الآيات التي تتعرض لذكر موقف المؤمنين الصادقين.

وإليك بيانا لمفاد هذه الآيات على وجه الاختصار.

١ ـ تبدأ هذه المجموعة من الآيات بتذكير المؤمنين ـ في الآية الاولى ـ بنعمة الله عليهم أن ردّ عنهم الجيش الذي قصد استئصالهم لو لا عناية الله ومدده العظيم ، وفي هذا إشعار قوي بأن الله هو الذي يحمي القائمين على دعوته ومنهجه من عدوان الكافرين والمتآمرين.

٢ ـ ثم تشرح الآية الثانية الحالة العسكرية الخطيرة التي كان يواجهها المسلمون ، فهم محاصرون من قبل الاعداء والمتواطئين معهم من كل جهة محاصرة

__________________

(١) الأحزاب : ٩ ـ ٢٥.

٢٧٧

ألقت الرعب في قلوب الكثيرين من أهل المدينة فزاغت الابصار هولا ، وبلغ القلوب الحناجر خوفا ، وظنّ البعض أن ما أعطاهم الله ورسوله من الوعد بالتأييد والنصرة لم يكن صحيحا.

٣ ـ ثم تحدثت الآية الثالثة عن الابتلاء والاختبار الذي أفرزه هذا الوضع الخطير ، فقد ابتلى المسلمون في هذه الواقعة ، وتملكهم خوف شديد.

٤ ـ ولكن المنافقين ، والذين في قلوبهم مرض كانوا أشد هولا وخوفا حتى أن ذلك الكرب والهول أخرج خبيئة نفوسهم ، فشككوا في وعود الله الصادقة ، وقالوا : ما وعدنا الله إلاّ غرورا ، فهو خدعنا إذ وعدنا بالغلبة على أعدائنا.

٥ ـ ولم يكتف المنافقون باشاعة هذه التشكيكات بين المسلمين بل دعوا أهل المدينة إلى الانسحاب من الميدان إلى داخل المدينة ، وبالتالي حرّضوهم على ترك الصفوف. واحتجوا لذلك بالخوف على النساء والصبيان من كيد الاعداء قائلين : « بيوتنا عورة » وهم لا يريدون إلاّ الفرار جبنا وخوفا.

٦ ـ ثم تكشف الآية السادسة والسابعة عن حقيقة ما في نفوس اولئك المنافقين ، فهم لا يريدون الانسحاب إلى داخل المدينة للمحافظة على الذراري والصبيان ، انما هو نقض العهد ، وخلف الوعد وفقدان الايمان القلبي فهم اذا دخل عليهم العدوّ المدينة وطلبوا منهم الرجوع عن الاسلام لرجعوا إلى الكفر دون تأخير. ولكن الله سيسألهم عن العهد الذي أعطوه من قبل بأن يثبتوا امام العدو ، وكان عهد الله مسئولا ».

٧ ـ ثم إن الله تعالى يوبخهم ـ في الآية في الآيات اللاحقة ـ على موقفهم المتخاذل هذا ، ويقول لهم : بأن الفرار والانسحاب لن ينجيهم من الموت ان كان مقدّرا عليهم ، وحتى لو عاشوا أياما فلن يعيشوها في خير وأمان.

كما ويقول لهم : بأن الله لا يخفى عليه ما يقومون به من تخذيل وعرقلة لمسيرة الاسلام الصاعدة ، ولا تخفى عليه سبحانه مواقفهم في أوقات المحنة ، من كف الايدى عن مساعدة المؤمنين ، أو سلقهم بألسنتهم وتحميلهم عوامل المحنة والشدة ،

٢٧٨

حتى بعد الانتصار.

وهنا يبدو ويبرز دور المنافقين ، وتظهر حالاتهم العجيبة في الحرب والسلم.

فهم يخافون خوفا شديدا ، وهم يظنون بالله ظن السوء وهم يشيعون الخوف وروح الهزيمة في الناس وهم ينسحبون ويدعون إلى الانسحاب من الصفوف وهم مستعدون في كل وقت للارتداد والرجوع عن الاسلام الى الكفر ، وهم بالتالي اشحة بخلاء ، في نفوسهم كزازة على المسلمين كزازة بالجهد وكزازة بالمال وكزازة بالعواطف والمشاعر على السواء.

٨ ـ إنهم لكونهم لم تخالط قلوبهم بشاشة الايمان ولم يهتدوا بنوره يفقدون الشجاعة والقوة حتى بعد ذهاب عوامل الخوف والهول.

فهم ما يزالون يرتعشون ، ويتخاذلون ، ويأبون أن يصدقوا أن الاحزاب قد ذهبت وولّت مهزومة. ويودون لو أن الاحزاب دخلت المدينة أن لا يكونوا فيها مبالغة في النجاة من الأهوال!!

٩ ـ ولكن في مقابلة هذا الفريق المتخاذل الجبان يرسم القرآن الكريم في الآيات ٢١ إلى ٢٥ صورة المؤمنين الصادقين وفي مقدمتهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القدوة الحسنة لجميع المسلمين في جميع الحالات والظروف.

فان هذه الجماعة المؤمنة الصادقة لما رأت الاحزاب قالت : هذا ما وعدنا الله ورسوله ، هذا الهول لا بد أن يجيء فيه النصر فهو وعد الله الصادق المحقق.

فصمدوا وصدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فجزاهم الله بصدقهم إذ ردّ الذين كفروا بغيظهم ، لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال ، وكان الله قويا عزيزا خلافا لما ظنه المنافقون ، وتوهموه.

وقد كانت هذه الواقعة في منظور القرآن الكريم امتحانا عظيما ، واختبارا دقيقا للنفوس والقلوب وهو امتحان لا بد منه حتى يتميز الصادق عن المنافق ، والموفون بعهدهم والناقضون له.

كما أن هذه الواقعة وما جاء حولها من الآيات كشفت عن أن وعود الله

٢٧٩

صادقة ومحققة اذا توفرت شرائطها ، ومقدماتها ، ومنها استخدام الوسائل الطبيعية المناسبة ، والاتكال على الله واستمداد العون منه.

وفي هذه الآيات إشارة إلى دور ما يسمى الآن بالطابور الخامس وإلى خطورة الشائعات السيئة في المجتمع ، وبخاصة في ظروف الحرب.

كما أن فيها اشارة إلى كيفية مواجهة هذه الشائعات والتعامل مع فعاليات هذا الفريق الخطر.

ولقد لا حظنا خلال ما مضى من السيرة كيف أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يبطل بتكتيكاته العسكرية مفعول تلك النشاطات التخريبية والمضرة.

فقد كان يعتمد اسلوب الدعاء ، والذكر ، والتشجيع ، والتكبير ، وارسال الدوريات العسكرية والعمل المباشر والمشاركة الفعلية في عمليات الدفاع والحراسة وما شاكل ذلك ممّا ذكرناه وممّا لم تسع هذه الدراسة لذكره.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

60 - اسماعيل القصير بن إبراهيم بز

كوفي. ثقة(1)

____________________

(1) وفي نسخة (بزة) وفي اصحاب الصادق (ع) ص 147 / 96: اسماعيل بن ابراهيم بن بزة القصير الكوفي. ونحوه في لسان الميزان ج 1 / 392 وقال: روى عن جعفر الصادق (ع) روى عنه علي بن ابن الحسن. وله مسند كثير الفوائد قاله النجاشي.قلت: لم احضر له رواية عن ابي عبدالله (ع) بل روى عن الرجال عنه (ع) فروى عن الحكم بن عتيبة عنه (ع) كما في اصول الكافي ج 2 / 444. وعن ابن بكير عنه (ع) كما في زيادات صوم التهذيب ج 4 / 322 / 989 والكافي ج 1 / 192. وعمن ذكره عن ابي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (ع) كما في أول مكاسب التهذيب ج 6 / 321 والكافى ج 1 / 350. نعم الطبقة تقتضي كونه من اصحابه (ع) فقد روى عنه محمد بن ابي عمير، ومحمد بن خالد البرقي واسماعيل بن مهران. ثم إن ظاهر سقوط (له كتاب) بعد قوله (ثقة) الا ان النسخ خالية عنه بل في حاشية نسخة الخزاعي التصريح بخلو النسخ المنقولة عنه ايضا.

٣٨١

حدثنا حميد قال حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك قال حدثنا علي ابن الحسن قال حدثنا اسماعيل به(1)

____________________

(1) موثق بحميد وعلي بن الحسن الطاطري الواقفيين الثقتين على كلام في احمد بن جعفر شيخ التلعكبري والحسين شيخ الماتن ولا يبعد سقوط (قال حدثنا محمد بن ابي عمير) عن نسخ المتن بقرينة رواية ابن أبي عمير عن اسماعيل بن ابراهيم في اصول الكافي ج 2 / 444 ورواية علي بن الحسن الطاطري عن ابن ابي عمير كثيرا. وفى الفهرست ص 14: اسماعيل القصير.له كتاب، اخبرنا به عدة من أصحابنا عن هارون بن موسى التلعكبري عن ابن عقدة عن احمد بن عمر بن كيسبة عن الطاطري عن محمد بن زياد عنه.قلت: طريقه ضعيف بأحمد بن عمر المجهول حاله، نعم روى كتب كثير من أصحابنا وأصولهم ذكره النجاشي والشيخ في الفهرست وكناه في الفهرست بابي الملك ولقبه بالنهدى كما في ترجمة علي بن الحسن الطاطري ص 92 روى عن الطاطري ومحمد بن بكر بن جناح وغيرهما وروى عنه ابن عقدة كثيرا وعلي بن محمد بن الزبير القرشي ومحمد بن عبدالله بن غالب وغيرهم.

٣٨٢

61 - اسماعيل بن همام بن عبدالرحمن بن أبي عبدالله - ميمون البصري

مولى كندة(1) وإسماعيل يكنى ابا همام(2) روى اسماعيل عن(3) الرضا عليه السلام(4) .

____________________

(1) كونه مولى كندة صريح الشيخ في اصحاب الرضا (ع) وروى في التهذيب ج 9 ص 209 في الوصية المبهمة عن اسماعيل بن همام الكندي عنه (ع) وايضا عن ابي همام. ولكن في اصحاب الصادق (ع) من رجال البرقي ص 24 عبدالرحمن بن ابي عبدالله من اهل البصرة عربي من كندة.وفى رجال الشيخ ص 230 / 127: مولى بني شيبان وأصله كوفي. وفى الكشي ص 200: وابوعبدالله رجل من أهل البصرة وروى الصدوق في باب إنقضاء مشي الماشي في الحج من الفقيه ص 252 باسناده عن الحسين بن سعيد عن اسماعيل بن همام المكي عن ابي الحسن الرضا (ع).

(2) كما صرح به البرقي والشيخ وفيما رواه الصدوق في الوصية بالعتق ص 531 وفي التهذيب ج 3 / 328 وغيره.

(3) وعده البرقي في اصحاب الكاظم (ع) ص 51 قال: ابوهمام وهو اسماعيل بن همام. وروى الشيخ في الاستبصار ج 1 / 143 في الصحيح عن يعقوب عن أبي همام عن ابي الحسن الاول عليه السلام في الحائض الحديث. ورواه في التهذيب ايضا ج 1 / 398 / 1241 وقد ذكرناه في طبقات اصحابه (ع).

(4) وعده الشيخ ايضا في أصحابه ص 368 / قائلا: اسماعيل ابن همام مولى لكندة وهو ابوهمام. وروى عنه كثيرا روى جماعة من اجلة اصحابنا عنه (ع) مثل يعقوب بن يزيد واحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن مهزيار واحمد بن علي ومحمد بن عيسى وغيرهم ذكرناهم في الطبقات. وروى ابوهمام اسماعيل بن همام عن محمد بن سعيد بن غزوان كما في التهذيب ج 3 / 328 وغيره وعن الحسن بن زياد وغيرهما.تنبيه: ذكر في جامع الرواة رواية التلعكبري عن اسماعيل بن همام هذا عن مواضع من الفهرست.وليس كذلك فلا تصح رواية التلعكبري المتوفى(385) عن مثله ممن كان من اصحابي الكاظم والرضا عليهما السلام بل المراد به محمد بن ابي بكر همام بن سهيل الاسكافي من مشايخ التلعكبري المتوفى سنة 336 كما يأتي في ترجمته(1034).

٣٨٣

ثقة هو(1) وأبوه(2) وجده(3) .

____________________

(1) ويؤمى إلى ذلك رواية أجلة اصحابنا وثقاتهم عنه.

(2) وعلى توثيق الماتن له عول من تأخر.

(3) قال ابوعمرو الكشي ص 200: سألت محمد بن مسعود عن عبدالرحمن بن ابي عبدالله، فذكر عن علي بن الحسن بن فضال: انه عبدالرحمن بن ميمون الذي في الحديث. وابوعبدلله رجل من اهل البصرة. اسمه ميمون. وعبدالرحمن هو ختن الفضيل بن يسار وذكره البرقي في اصحاب الصادق ص 24 قائلا: عبدالرحمان بن ابي عبدالله من اهل البصرة. عربي من كندة.وايضا الشيخ ص 230 / 127 قائلا: عبدالرحمان بن ابي عبدالله البصري مولى بني شيبان وأصله كوفي إلى ان قال: وكان عبدالرحمان هذا ختن الفضيل بن يسار. قلت ويأتي في ترجمة الفضيل: انه عربي بصري صميم وروى ايضا عنه كما يأتي.قال في الخلاصة ص 113 في ترجمته قال علي بن احمد العقيقي: انه روى عن ابي عبدالله (ع) سبعمائة مسألة وهو بصري اصله من الكوفة. ونحوه في رجال ابن داود ص 222.قلت: روى عبدالرحمن بن ابي عبدالله البصري عن ابي عبدالله عليه السلام كثيرا روى جماعة من أجلة اصحابنا عنه عنه (ع) مثل الحسن بن محبوب السراد وأبان بن عثمان وحماد بن عثمان وحماد بن عيسى والفضيل بن يسار وصفوان بن يحيى وعبدالله بن سنان وغيرهم من أجلة أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام ذكرناهم في الطبقان وإكثار رواية أمثالهم عنه يؤمي إلى جلالته في الطائفة. وفي جملة من الاخبار ما يدل على جلالته وتمسكه بأهل البيت (ع) اوردناها في أخبار الرواة. =

٣٨٤

____________________

= وروى عن ابي الحسن موسى عليه السلام ايضا روى عنه عنه (ع) اسماعيل بن همام ابوهمام كما في وجوه الصيام من التهذيب ج 4 / 298 باسناد موثق وصاج 2 / 133 وياسين الضرير وغيرهما ويطول بذكرهم وإليك بكتابنا في الطبقات. ثم ان الظاهر اختصاص توثيق الماتن لجد اسماعيل بن همام بأبي همام عبدالرحمن بن ابي عبدالله ولا يشمل جده الاعلى - ابا عبدالله ميمون البصري الشيباني ولم اجد له توثيقا او مدحا صريحا نعم روى حديث الغدير وغيره من فضائل علي (ع) وذكر البرقي في أصحاب اميرالمؤمنين (ع) ص 4: ميمون بن مهران. وايضا الشيخ ص 58 / 9 وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 235 ميمون (ت، س، ق) مولى عبدالرحمن بن سمرة.ثم روى عنه عن زيد بن أرقم حديث الغدير، وحديث المنزلة، وحديث سد الابواب الشارعة في المسجد الا باب علي (ع). ثم انه لم تطب الذهبي نفسه كما في امثال المقام الا بأن يضعفه بروايته المناكير ثم ذكره هذه الروايات. وأمره إلى الله تعالى ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

وقال الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص 230 عند ذكر إبنه عبدالرحمن: واسم ابي عبدالله ميمون، حدث عنه سلمة بن كهيل فيقول: عن ابي عبدالله الشيباني، وكثير النوا إيضا عن ابي عبدالله، وحدث عنه ايضا خالدا الحذاء، وشعبة، وعوف بن أبي جميلة فسموه كلهم ميمون، روى عن عبدالله بن عباس، وعبدالله بن عمر، والبراء بن عازب، وعبدالله بن بريدة، الخ.

٣٨٥

له كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا سعد وأحمد بن إدريس قالا حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي همام(1)

____________________

(1) كالصحيح على اشكال باحمد بن محمد بن يحيى وبمحمد بن علي شيخ الماتن. وفي الفهرست في الكني ص 187: ابوهمام له مسائل اخبرنا بها جماعة عن ابي المفضل عن ابن بطة عن احمد بن محمد بن عيسى عنه. قلت: طريقه ضعيف بابي المفضل وبابن بطة على كلام يأتي في ترجمتهما.وروى الصدوق (ره) في المشيخة(251) عن ابيه (رض) عن سعد ابن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا عن احمد بن محمد بن عيسى وابراهيم بن هاشم جميعا عن ابي همام اسماعيل بن همام. قلت: طريقه صحيح رجاله الثقات الاعلام.

٣٨٦

62 - إسماعيل بن علي العمى ابوعلي البصري

أحد أصحابنا البصريين ثقة. له كتب، منها ما اتفقت عليه العامة بخلاف الشيعة من أصول الفرائض(1)

____________________

(1) ولا يبعد نسبته مع أحمد بن إبراهيم العمى الآتي ترجمته(238).ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) ص 452 وبعد قوله البصري قال: له كتب ذكرناها في الفهرست وفيه ص 12: اسماعيل بن علي العمى ابوعلي البصري أحد شيوخنا البصريين ثقة له كتب كثيرة، منها كتاب ما اتفقت عليه العامة للشيعة من اصول الفرائض، أخبرنا به احمد بن عبدون، قال أخبرنا ابوطالب الانباري قال اخبرنا ابوبشر احمد بن ابراهيم، قال حدثنا عبدالعزيز بن يحيى بن احمد قال سمعت إسماعيل بن علي يقرأ هذا الكتاب. قلت: الطريق صحيح على الاقوى بناء‌ا على وثاقة احمد بن عبدون من مشايخ النجاشي. ثم ان ظاهر الشيخ ان كتابه في المسائل الاتفاقية بين الفريقين ونحوه في المعالم. وظاهر المتن انه في المسائل الخلافية بينهما.وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 1 ص 423 الا انه قال (القمي) بدل (العمى) وقال: سمع من نائل بن نجيح الخ. قلت: وذكر في جامع الرواة رواية محمد بن ابي عمير عنه عن الفضيل بن يسار عن موضعين من الكافي. وليس بصحيح، فان الظاهر ان المذكور فيهما وهو (اسماعيل البصري) اسماعيل بن همام المتقدم بقرينة رواية ابن ابي عمير عنه وروايته عن الفضيل بن يسار، مع انه لا تصح روايه ابن ابي عمير بن اصحاب بن يحيى الجلودي المتوفي بعد الثلاثين والثلاثمائة.

٣٨٧

63 و 64 - إسماعيل بن علي، وإسماعيل بن ابي عبدالله(1)

ذكر أصحابنا ان لهما كتاب خطب، قال الحسين بن عبيدالله اخبرنا احمد بن جعفر قال حدثنا أحمد بن ادريس عن عبدالله بن محمد ابن عيسى عن أبيه عنهما(2) .

65 - إسماعيل بن شعيب العريشي(3)

له كتاب في الطب، أخبرنا محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن الكاظم (ع) عمن يروى عنه عبدالعزيز

____________________

(1) ذكره في جامع الرواة وقال: عنه ابومحمد الرازي في يب في باب فضل المساجد.قلت روى في التهذيب ج 3 ص 349 عن احمد ابن محمد عن محمد بن حسان الرازي عن ابي محمد الرازي عن اسماعيل ابن ابي عبدالله عن ابيه عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الحديث. والمراد به إسماعيل بن ابي عبدالله الصادق (ع) الذي مات في حياته (ع) وهذا لا يروى عنه محمد بن عيسى الذي لم يدركه اصلا.

(2) كالضعيف بعبدالله بن محمد بن عيسى الملقب ببنان فلم يوثق وان قيل بحسن حاله على كلام في الحسين وشيخه.

(3) ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) ص 452 وزاد: قليل الحديث ثقة روى عنه عبدالله بن جعفر.

وفى الفهرست ص 11 قليل الحديث إلا انه ثقة سالم فيما يرويه وله كتب منها كتاب الطب الخ وكتابه في المعالم.

٣٨٨

محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن إسماعيل به(1) .

66 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن هلال المخزومي ابومحمد(2)

أحد أصحابنا ثقة فيما يرويه(3) قدم العراق وسمع أصحابنا منه(4) مثل أيوب بن نوح، والحسن بن معاوية، ومحمد بن الحسين وذكره بتوثيقه

____________________

(1) كالصحيح على اشكال باحمد بن محمد ومحمد بن علي كما تقدم وفي الفهرست أخبرنا به الحسين بن عبيدالله عن احمد بن محمد الخ.

(2) ذكره الشيخ في الفهرست ص 12 / 35 نحوه ونشير إلى اختلافه للمتن وفيمن لم يرو عنهم (ع) ص 452 زاد: مكي.

(3) وفى الفهرست: وجه اصحابنا المكيين كان ثقة فيما يرويه: قلت: ولعله سقطت كلمة من نسخ المتن وصحفت فان التنبيه على كونه احد اصحابنا فقط في هذا الكتاب كما ترى ويظهر من مواضع من هذه الترجمة ومنها طريقه إلى كتبه - انها كانت مأخوذة من الفهرست فليتأمل.

(4) وفى الفهرست: اصحابنا بها منه ايوب الخ وزاد بعد ابن فضال: وأحمد أخوه، وعاد إلى مكة وقام بها وقلت الرواية عنه بسبب ذلك وله كتب منها كتاب الخ. وفيمن لم يرو عنهم (ع): روى عن ايوب بن نوح ونظرائه. قلت: الظاهر ان الاصح ما في المتن وفي الفهرست فلاحظ، وفي الكافى في مناكحة الاكراد ج 2 / 12: علي بن ابراهيم عن اسماعيل بن محمد المكي عن علي بن الحسين عن عمرو بن عثمان الخ. ورواه ايضا في التهذيب.

٣٨٩

وعلي بن الحسن بن فضال. له كتاب التوحيد. كتاب المعرفة. كتاب الصلاة. كتاب الامامة.كتاب التجمل والمروة.قال ابن الجنيد: حدثنا احمد بن محمد العاصمي قال حدثنا محمد بن اسماعيل بن محمد عن ابيه(1) وقال الحسين بن عبيدالله حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قال حدثنا علي بن احمد العقيقي عنه بكتبه كلها(2) قال ابن نوح: كان اسماعيل بن محمد يلقب قنبرة(3)

____________________

(1) وفي الفهرست: اخبرنا بكتبه احمد بن عبدون، قال حدثنا ابوعلي محمد بن احمد بن الجنيد قال حدثنا الخ. قلت: الطريق ضعيف بمحمد بن اسماعيل المهمل.

(2) وفي الفهرست: وأخبرنا الحسين بن عبيدالله واحمد بن عبدون جميعا عن الحسن بن محمد الخ.

قلت: وهو ضعيف ايضا بالحسن بن يحيى الذي يأتي تضعيفه في ترجمته(147) وبالعقيقي الذي ذكره الشيخ في الفهرست وفين لم يرو عنهم (ع) وضعفه هو وغيره بما في احاديثه من التخليط والمناكير.

(3) ظاهر الشيخ وغيره: ان قنبرة غير المكي المخزومي فقد ذكره فيمن لم يرو عنهم (ع) ص 452 / قال: إسماعيل بن محمد قمي يعرف بقنبرة. وفي الفهرست / 15 / 48: اسماعيل بن محمد.من أهل قم، يقال له قنبرة، له كتب كثيرة منها كتاب المعرفة. وفي المعالم ص 9 اسماعيل بن محمد القمي من كتبه كتاب المعرفة. وقال ابن النديم في الفهرست ص 287: قنبرة، واسمه اسماعيل بن محمد من اهل قم. وله من الكتب كتاب المعرفة.له جلالة في الدنيا (والدين خ) يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب. قلت: التصريح بانه قمي يمنع عن الجزم بالاتحاد وكلام ابن نوح ايضا غير ظاهر فيه، مع ان المكي انما دخل العراق ولم يعلم انه دخل (ايران) وخاصة (قم المشرفة) من بلادها كي ينسب اليها نزولا فلاحظ.

٣٩٠

67 - إسماعيل بن علي بن إسحق بن أبي سهل بن نوبخت(1)

كان شيخ المتكلمين من أصحابنا وغيرهم.

____________________

(1) وذكره الشيخ في الفهرست / 12 / 36 مثله وقال: ابوسهل كان شيخ المتكلمين من اصحابنا ببغداد ووجههم، ومتقدم النوبختيين في زمانه وذكره في كتاب الغيبة ص 127: من وجوه الشيعة والاكابر في اخبار السفير الثالث عند ذكر جماعة منهم وكناه بأبي سهل.وأشار إلى وجاهته ومنزلته في أنفس الناس ومحله من العلم والادب عندهم في ص 247 في اخبار الحسين بن منصور الحلاج وانه رضى الله عنه كشف أمره واحدوثته حتى شهر أمره عند الصغير والكبير وتنفر الجماعة عنه وقد اوردناه وما يدل على فضل ابي سهل في اخبار الرواة.قال ابن النديم في الفهرست ص 265: ابوسهل اسماعيل بن علي بن نوبخت من كبار الشيعة، وكان ابوالحسن الناشئ يقول: انه استاذه وكان فاضلا عالما متكلما، وله مجلس يحضره جماعة المتكلمين الخ. وذكر ما جرى بينه وبين رسول محمد بن علي الشلغماني المعروف بابن ابي الغراقر حين ما يدعوه إلى الفتنة. وقال في الحسن ابن موسى النوبختي: آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده (ع) في كتاب الانسان الظاهر. وذكره في مواضع من كتابه.وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 1 / 424 وقال: البغدادي كان من وجوه المتكلمين ثم ذكر كتبه وقال اخذ عنه ابوعبدالله بن النعمان المعروف بالمفيد شيخ الشيعة في زمانه وغيره.

ولم تطب نفس الخطيب البغدادي بان يذكره مع جلالته وشهرته كغيره من اعلام الشيعة ورؤسائهم البغداديين في تاريخه مع أنه قد أكثر فيه من ذكر الكذابين والوضاعين ومن يستقبح ذكره في الكتب كما لا يخفى على المتتبع.

٣٩١

صنف كتبا كثيرة(1) منها كتاب الاستيفاء في الامامة. كتاب التنبيه في الامامة. قرأته على شيخنا ابي عبدالاله رحمه الله كتاب الجمل في الامامة. كتاب الرد على محمد بن الازهر في الاماة(2) . كتاب الرد على اليهود. كتاب في الصفات الرد على ابي العتاهية في التوحيد في شعره(3) كتاب الخصوص والعموم والاسماء والاحكام.

____________________

(1) ونحوه في الفهرست مع تفاوت نشير اليه.

(2) ولم يذكر في الفهرست كتاب الجعل وكتاب الرد على ابن الازهر. ومحمد بن الازهر لعله الجوزجاني الذي ضعفه الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 467، أو محمد بن أحمد بن مزيد النحوي البوشنجي صاحب كتاب اخبار عقلاء المجانين الذي ذكره ابن النديم ص 217.

(3) وفي الفهرست: كتاب الرد على أبي العتاهية في التوحيد. شعر. وهو الاظهر الاصح وابوالعتاهية من الشعراء الذين عمل اخبارهم وشعرهم جماعة ذكره ابن النديم في فهرسته ص 233.وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 245: اسماعيل بن القاسم ابوالعتاهية. شاعر زمانه.ثم ضعفه وقال: ما علمت أحدا يحتج بابي العتاهية.

٣٩٢

والرد على ابن الراوندي(1) . كتاب الانوار في تواريخ الائمة (ع). كتاب الرد على الواقفة. كتاب الرد على الغلاة. كتاب التوحيد. كتاب الارجا. كتاب النفي والاثبات. مجالسه مع ابي علي الجبائي بالاهواز(2) كتاب في استحالة رؤية القديم. كتاب الرد على المجبرة في المخلوق(3) مجالس ثابت بن أبي قرة(4) كتاب النقض على عيسى ابن أبان في الاجتهاد(5) نقض مسألة أبي عيسى الوراق في قدم

____________________

(1) وهو ابوالحسين احمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق الراوندي من أهل مرو الروذ ولم يكن في نظرائه في زمنه أحذق منه بالكلام ولا أعرف بدقيقه وجليله وكان في أول أمره حسن السيرة جميل المذهب كثير الحياء ثم إنسلخ من ذلك بأسباب عرضت ذكرها ابن النديم مع كتبه في الكفريات ومن نقض عليها ورجوعه وتوبته عند موته وتفصيل ذلك في فهرسته ص 254.

(2) اسمه محمد بن عبدالوهاب بن سلام من معتزلة البصرة. وهو الذي ذلل الكلام وسهله وإليه إنتهت رئاسة البصريين في زمانه توفي سنة 303 ذكر ترجمته ابن النديم في الفهرست ص 256.

(3) وفي الفهرست: زاد: والاستطاعة.

(4) وفي الفهرست: كتاب مجالس ثابت بن أبي قرة بن ابي سهل ولعله ابوعلي الذي ذكره ابن النديم ص 402 وقال: وكان منجم العلوي البصري.

(5) هو عيسى بن ابان بن صدقة ابوموسى الفقيه القاضي صاحب كتاب إثبات القياس كتاب اجتهاد الرأي وغير ذلك وهو المتوفى سنة 220 ذكره ابن النديم ص 303.

٣٩٣

الاجسام(1) كتاب الاحتجاج لنبوة النبي صلى الله عليه وآله. كتاب حدوث العالم.

68 - إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمن

ابن عبدالله بن بديل بن ورقا الخزاعي ابن أخي دعبل. كان بواسط مقامه، وولي الحسبة بها(2)

____________________

(1) وزاد في الفهرست: مع اثباته الاعراض. ولم يذكر الكتابين الاخيرين وقال: وزاد محمد بن اسحق النديم على هذه الكتب في فهرسته: كتاب الرد على الطاطري في الامامة كتاب نقص مسألة الشافعي.

كتاب الخواطر. كتاب المعرفة. كتاب تثبيت الرسالة. كتاب حدوث العالم. كتاب الرد على أصحاب الصفات. كتاب الحكاية والمحكي. كتاب نقض نعت الحكمه لابن الراوندي (وفي فهرسته نقض كتاب بعث الحكمة على الراوندي) كتاب نقض التاج على ابن الراوندي ويعرف بكتاب الشبك.كتاب نقض اجتهاد الرأي على ابن الراوندي كتاب الصفات.قلت: ذكره ابن النديم ص 265 كما ذكر وزاد: كتاب الرد على عيسى بن أبان في اللباس. كتاب الرد على من قال بالمخلوق. كتاب إبطال القياس.

(2) ونحوه في الفهرست ص 13 إلى آخر الترجمة وايضا عن ابن الغضائري وذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) ص 452 وقال: يكنى ابا القاسم اخبرنا عنه هلال الحفار. ويظهر من الخطيب في ترجمة دعبل ان أصله كوفي. وذكره الخطيب في تاريخه ج 6 / 306 بنسبه وكنيته ومن حدث عنه وهم جماعة قال وروى عن أبيه عن أخيه دعبل أحاديث مسندة عن مالك بن أنس و. و. الخ.وذكر جماعة من روى عنه وعنهم هلال بن محمد الحفار وذكر ان جماعة سمعوا منه ببغداد في درب رباح وقال: وكان غير ثقة. وعنه قال: ولدت في سنة تسع وخمسين ومائتين. ثم قال توفي بواسط في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 1 / 421 وحكى عن الدار قطني انه اخرج عنه في غرائب مالك ولم يكن مرضيا وذكر سماعه من أبيه سنة اثنتين وسبعين ومأتين. وقال: متهم. يأتي بأوابد.

وذكره الذهبي في ميزان الاعتدلال ج 1 / 238 وقال: متهم يأتي بأوابد.

وقال الخطيب في تاريخه ج 8 ص 383 ترجمة أخيه دعبل: وقد روى عنه أحاديث مسندة عن مالك بن أنس وعن غيره. وكلها باطلة، نراها من وضع إبن أخيه إسماعيل بن الدعبلي فانها لا تعرف الا من جهته وروى عنه قصيدته التي أولها: مدارس آيات الخ. قلت هذه قصيدته التي أنشدها دعبل الخزاعي في مجلس ابي الحسن الرضا عليه السلام ذكرها أصحابنا والجمهور ورواها أصحابنا عن غير طريقه ايضا كما في العيون ج 2 ص 263 وغيره.

٣٩٤

وكان مختلطا يعرف منه وينكر(1) له كتاب تاريخ

____________________

(1) وفى الفهرست: مختلط الامر في الحديث الخ. وعن ابن الغضائري: كان كذابا وضاعا لا يلتفت إلى ما رواه عن ابيه عن الرضا عليه السلام ولا غير ذلك ولا ما صنف. قلت: ويأتي في ترجمة أبيه علي(726) قول الماتن: ما عرف حديثه الا من قبل ابنه اسماعيل. ويأتي ايضا سماعه عنه ببغداد سنة اثنتين وسبعين ومأتين حديث دخوله مع أخيه دعبل علي أبي الحسن الرضا (ع) وما خلعه من قميصه وخاتمه والدراهم. ويظهر من المتن وغيره ان التضعيف نشأ مما قيل ان في حديثه تخليط ولذلك يعرف ذلك منه وقد عرفته من كلام الخطيب ثم ينسب وضع مارواه من المنكرات وما فيه غلو وتخليط إلى اسماعيل. وعليه ينكر ولم أقف في كلام أصحابنا على ذكر مارواه من المنكرات.نعم في كلام العامة الذين هم الاصل في تضعيفه ظاهرا والله العالم: إشارة إلى مارواه عن مالك والى مارواه من فضائل اهل البيت عليهم السلام والى شعر دعبل وحديث القميص وما اخبر به مما يستفيد من ذلك بقم مما يدل على فضائلهم (ع).

٣٩٥

الائمة (ع) وكتاب النكاح(1) .

____________________

(1) وفي الفهرست: وله كتاب تاريخ الائمة (ع)، اخبرنا عنه برواياته كلها الشريف ابومحمد المحمدي، وسمعنا هلال الحفار يروى عنه مسند الرضا عليه السلام وغيره فسمعناه منه وأجاز لنا باقي رواياته قلت: اما الشريف المحمدي الحسن بن احمد بن مشايخ النجاشي فيأتي الكلام فيه في ترجمته(150) وتقدم في مشايخه. واما هلال ابن محمد الحفار ابوالفتح المتوفي سنة أربع عشرة واربعمائة فهو من مشايخ شيخ الطائفة العامة كما روى عنه في كتبه وعده العلامة رحمه الله في اجازته لبني زهرة من مشايخه من العامة. وهو من مشايخ الخطيب البغدادي ذكر ترجمته في تاريخه ج 14 / 75.

٣٩٦

69 - اسماعيل بن أبان(1)

اخبرني ابوالعباس أحمد بن علي بن نوح قال حدثنا محمد بن علي بن هشام قال حدثنا علي بن محمد ما جيلويه عن احمد بن محمد البرقي عن اسماعيل بكتابه، وباخبار علي بن النعمان، وبكتاب موت المؤمن والكافر(2) .

____________________

(1) ذكر البرقي في اصحاب الصادق (ع) ص 28: اسماعيل بن أبان الحناط.وايضا الشيخ ص 154 / 243 ولكن فيه: الخياط.قلت: لم أحضر له رواية عن ابي عبدالله (ع) نعم روى إسماعيل بن اسحق عنه عن غياث عنه (ع) في باب طلاق الحامل من الفقيه ج 4 / 445 وايضا ابراهيم بن محمد الثقفي عنه عن صالح بن ابي الاسود كما في اصول الكافي ج 2 / 207 ولعله لذلك لم يذكره الماتن في عداد من روى عنه (ع)

(2) حسن كالضعيف على اشكال بمحمد بن علي بن هشام فلم يوثق الا انه استفيد حسن حاله من رواية الصدوق عنه مترضيا عنه على كلام بمحمد بن علي ما جيلويه من مشايخ الصدوق الذي روى عنه كثيرا مترحما عليه. ثم ان الموجود في نسخ الكتاب وما حكى عند هو علي بن محمد ما جيلويه الا ان الصحيح محمد بن علي وهو من مشايخ الصدوق (ره). وفي الفهرست ص 14 / 40: اسماعيل بن ابان له كتاب أخبرنا به ابن ابي جيد عن محمد بن الحسن عن محمد بن ابي القاسم عن محمد ابن على الصيرفي عنه. وايضا(44) اسماعيل بن ابان له كتاب رويناه بالاسناد الاول عن حميد عن ابراهيم بن سليمان عنه.قلت: ظاهره وان كان تعددهما الا انه لا ميز بينهما والامر سهل بعد عدم ثبوت وثاقته. وطريقه الاول ضعيف بالصيرفى الضعيف والثاني موثق بحميد بناء‌ا على وثاقة ابن عبدون في الاسناد الاول.

٣٩٧

70 - اسماعيل بن جابر الجعفي(1)

____________________

(1) وفي لسان الميزان ج 1 ص 397: اسماعيل بن جابر بن يزيد الجعفي.ذكره الطوسي في رجال الشيعة، وقال علي بن الحكم: كان من نجباء اصحاب الباقر (ع) وروى عن الصادق والكاظم (ع) روى عنه عثمان بن عيسى ومنصور بن يونس وغيرهما.قلت: روى في اصول الكافى في فرض إطاعة الائمة (ع) ج 1 ص 188 عن محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن أبان عن عبدالله بن سنان عن اسماعيل بن جابر قال قلت لابي جعفر (ع): أعرض عليك ديني الذى أدين الله عزوجل به؟ ثم عرضه وفي آخره فقال (ع): هذا دين الله ودين ملائكته. وفي ج 2 / 405 باب المستضعف: الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن اسماعيل الجعفي قال سألت أبا جعفر (ع) عن الدين إلى أن قال قلت: جعلت فداك فأحدثك بديني الذي انا عليه؟ فقال: بلى فقلت اشهد ان لا اله الا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عندالله وأتولاكم وأبرء من عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم فقال: ما جهلت شيئا هو والله الذي نحن عليه إلى ان قال ثم قال: ارأيت ام ايمن؟ فاني اشهد انها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.وفى ج 1 ص 158 باب الجبر والقدر عن عثمان بن عيسى عن اسماعيل بن جابر حديث ما جرى بينه وبين الرجل الذي يتكلم في القدر والناس مجتمعون عليه في مسجد المدينة ثم حكايته لابي عبدالله عليه السلام وفيه إيماء بعلمه بالكلام. وفى ج 1 ص 125 باب النوافل عن عبدالله بن الوليد الكندي عن اسماعيل بن جابر او عبدالله بن سنان قال قلت: لابي عبدالله (ع) اني أقوم آخر الليل وأخاف الصبح قال اقرء الحمد واعجل واعجل. =

٣٩٨

____________________

= وروى الشيخ في التهذيب ج 2 ص 126 عن حماد عنه ما يشير إلى تعاهده لنوافل الليل. بل إلى أنه يهمه مافاته من النوافل على مارواه ايضا قبل ذلك ص 12 في الصحيح عن مرازم قال سأل إسماعيل بن جابر ابا عبدالله (ع) فقال اصلحك الله ان علي نوافل كثيرة فيكف اصنع فقال اقضها الخ. ورواه في الكافي ج 1 ص 126 وروى بعده في الصحيح عن ابان بن عثمان عن اسماعيل الجعفي قال: قال ابوجعفر (ع) إلى ان قال قلت: ولم تأمرني ان أوتر وترين في ليلة واحدة فقال عليه السلام احدهما قضاء.ويحتمل كون المراد باسماعيل الجعفي في الرواية الاخيرة اسماعيل بن عبدالرحمن كما يأتي.وغير ذلك مما يؤمي إلى وضوح طريقته وحسن سلوكه. ويظهر من الاخبار إختصاصه بأبي عبدالله (ع) وعنايته له. فروى في التهذيب ج 3 ص 234 في الصلاة في السفر من زياداته عن الحسين بن القاسم بن محمد عن رفاعة بن موسى عن اسماعيل بن جابر قال كنت مع ابي عبدالله عليه السلام حتى اذا بلغنا بين العشائين قال يا اسماعيل امض مع الثقل والعيال حتى الحقك وكان ذلك عند سقوط الشمس فكرهت ان انزل فاصلي وأدع العيال وقد امرني أن أكون معهم فسرت ثم لحقني أبوعبدالله (ع) فقال: يا إسماعيل هل صليت المغرب بعد؟ فقلت: لا. فنزل عن دابته فأذن وأقام وصلى المغرب وصليت معه وكان من الموضع الذي فارقته إلى الموضع الذى لحقني ستة أميال. وفى الكشي ص 131: حدثنا محمد بن مسعود قال حدثني علي بن الحسن قال حدثني ابن أورمة عن عثمان بن عيسى عن اسماعيل بن جابر قال أصابني لقوة في وجهي فلما قدمنا المدينة دخلت على أبي عبدالله عليه السلام قال ما الذي أراه بوجهك؟ قال فقلت: فاسدة ريح. قال فقال لي: إئت قبر النبي صلى الله عليه وآله فصل عنده ركعتين ثم ضع يدك على وجهك ثم قل الحديث =

٣٩٩

____________________

= وفي آخره فما عاودت الا مرتين حتى رجع فما عاد إلى الساعة.واما ما رواه الكشي ص 113 عن محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح قال سمعت أبا عبدالله (ع) يقول يا ابا الصباح هلك المترئسون في أديانهم منهم زرارة وبريد ومحمد بن مسلم واسماعيل الجعفي وذكر آخر لم أحفظه ورواه ايضا في ص 131 وص 156. فهو قاصر سندا بجبرئيل بن أحمد فلم يوثق. ودلالة على القدح بما يمنع الاعتماد به والعمل بخبره فقد جعل فيه عدلا لمثل زرارة من أمناء ابي جعفر (ع) على حلال الله وحرامه كما رواه الكشي. والهلاك انما يكون ذما، اذا كان أخرويا لا أمرا دنيويا باعتبار ما خيف على زرارة ونظرائه من اعلام الشيعة ولذلك ورد في زرارة وأقرانه ذموما كثيرة حقنا لدمائهم، على ان الترئس وان استلزم حب الرئاسة الا انه لا ينافى الوثاقة في النقل والرواية كما هو ظاهر وذكرنا في الشرح على الكشي شواهد حمل ماورد في ذم هؤلاء على التقية هذا مضافا إلى إحتمال كون المراد باسماعيل الجعفي فيه: اسماعيل بن عبدالرحمن الجعفي الآتى فلاحظ. وقد وثق الشيخ اسماعيل بن جابر الخثعمي قائلا: ثقة ممدوح له اصول. ويأتي كلامه وقال في الخلاصة(8) إسماعيل بن جابر الجعفى الكوفى ثقة ممدوح، وما ورد فيه من الذم فقد بينا ضعفه في كتابنا الكبير وكان من اصحاب الباقر (ع) وحديثه اعتمد عليه. وقال ابن داود في رجاله(55) اسماعيل بن جابر (جخ) الخثعمي الكوفى ابومحدم القرشى ثقة ممدوح، له اصول قر، ق (جش): عوض الخثعمى: الجعفى.قلت: وروى عن اسماعيل بن جابر ابن قولويه في كامل الزيارات(78) وغيره ممن ظاهره ذكر رواية الثقات في كتابه وروى عنه صفوان وابن ابى عمير ممن تقدم في المقدمة: انه لا يروى الا عن الثقات

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778