أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن0%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن

مؤلف: الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
تصنيف:

الصفحات: 591
المشاهدات: 376976
تحميل: 4343

توضيحات:

أسباب نزول القرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 376976 / تحميل: 4343
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

نزل بقريش يوم بدر ، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم ، فقد عرفتم أني نبي مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم ، فقالوا : يا محمد ، لا يغرّنك أنك لقيت قوماً أغْماراً لا علم لهم بالحرب فأصبتَ فيهم فرصة ، أما والله لو قاتلناك لعرفت أنّا نحنُ الناسُ. فأنزل الله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني اليهود :( سَتُغْلَبُونَ ) تهزمون( وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ ) في الآخرة. وهذه رواية عكرمة ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس.

[٨٧]

قوله تعالى :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) . [١٨].

(١٩٣) ـ قال الكلبي : لما ظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالمدينة ، قدم عليه حَبْرَانِ من أحبار أهل الشام ، فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه : ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان ، فلما دخلا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عرفاه بالصفة والنعت ، فقالا له : أنت محمد؟ قال : نعم ، قالا : وأنت أحمد ، قال : نعم ، قالا : إنا نسألك عن شهادة ، فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك. فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : سلاني ، فقالا : أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله. فأنزل الله تعالى على نبيه :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ) فأسلم الرجلان وصدّقا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ).

[٨٨]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ ) الآية [٢٣].

اختلفوا في سبب نزولها.

١٩٤ ـ فقال السُّدِّي : دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم اليهودَ إلى الإسلام ، فقال له النعمان بن أوفي : هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بل إلى كتاب الله ، فقال : بل إلى الأحبار. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[١٩٣] الكلبي متهم بالكذب.

[١٩٤] مرسل.

١٠١

١٩٥ ـ وروى سعيد بن جبير ، وعكرمة ، عن ابن عباس قال :

دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [بيت] المِدْرَاسِ على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله ، فقال له نُعَيْم بن عمرو ، والحارث بن زيد : على أي دين أنت يا محمد؟ فقال : على ملّة إبراهيم ، قالا : إن إبراهيم كان يهودّياً ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم. فأبيا عليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

١٩٦ ـ وقال الكلبي : نزلت في قصة اللذين زنيا من خيبر ، وسؤال اليهود النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن حد الزانيين. وسيأتي بيان ذلك في سورة المائدة إن شاء الله تعالى).

[٨٩]

قوله تعالى :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ) الآية. [٢٦].

١٩٧ ـ قال ابن عباس وأنس بن مالك : لما فتح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة ، ووعد أمته مُلْكَ فارس والروم ، قالت المنافقون واليهود : هيهات! هيهات! من أين لمحمد ملك فارس والروم؟ هم أعزُّ وأمنع من ذلك ، ألم يكف محمداً مكة والمدينة حتى طمع في ملك وفارس والروم؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

١٩٨ ـ أخبرني محمد بن عبد العزيز المَرْوَزِي في كتابه ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين [الحدادي] ، أخبرنا محمد بن يحيى ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا رَوْح بن عُبادة ، حدَّثنا سعيد ، عن قتادة قال :

__________________

[١٩٥] أخرجه ابن جرير (٣ / ١٤٥) من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعكرمة به.

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١٤) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[١٩٦] الكلبي متهم بالكذب.

[١٩٧] بدون إسناد.

[١٩٨] إسناده ضعيف : قتادة لم يذكر ممن سمعه. وأخرجه ابن جرير (٣ / ١٤٨) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٤) وعزاه في الدر (٢ / ١٤) لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

١٠٢

ذكر لنا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته ، فأنزل الله تعالى :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ) الآية).

١٩٩ ـ حدَّثنا الأستاذ أبو إِسحاق الثعالبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد الوَزان ، أخبرنا محمد بن جعفر المطيري ، حدَّثنا حماد بن الحسن ، حدَّثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة ، حدَّثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، حدَّثني أبي عن أبيه ، قال :

خَطَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على الخندق يوم الأحزاب ، ثم قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً. قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسَلْمان ، وحُذَيْفَة والنُّعْمَان بن مُقْرِّن المُزَني ، وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً. فحفرنا حتى إذا كنا تحت «ذو ناب» ، أخرج الله من بطن الخندق صخرة مَرْوَة كَسَرَتْ حديدَنا وشقت علينا ، فقلنا : يا سلمان ، أرْقَ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره خبر هذه الصخرة ، فإما أن نعدل عنها ، وإِما أن يأمرنا فيها بأمره ، فإنا لا نحب أن نجاوز خَطَّه. قال : فرقي سلمان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو ضارب عليه قبة تُرْكِيّة ، فقال : يا رسول الله خرجت صخرة بيضاء مَرْوَة من بطن الخندق ، فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحيك فيها قليل ولا كثير ، فمرْنا فيها بأمرك ، فإنا لا نحب أن نجاوز خطَّك. قال : فهبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع سلمان الخندق ، والتسعة على شفة الخندق ، فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الْمِعْوَل من سلمان فضربها ضربة صدعها ، وبَرَق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْها ـ يعني المدينة ـ حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم. وَكَبَّرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تكبير فتح ، فكَبَّرَ المسلمون ، ثم ضربها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الثانية وبرق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْها ، حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، تكبير فتح ، وكبر المسلمون ، ثم ضربها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكسرها وبرق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْهَا حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم ، وكَبّرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تكبير فتح ، وكبر المسلمون ، وأخذ بيد سلمان ورقي ، فقال سلمان : بأبي أنت

__________________

[١٩٩] كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف : ضعيف ومنهم من نسبه إلى الكذب تقريب [٢ / ١٣٢].

والحديث أخرجه ابن جرير (٢١ / ٨٥) من طريق كثير به.

١٠٣

وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت شيئاً ما رأيت مثله قط. فالتفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى القوم ، فقال : رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا : نعم يا رسول الله.

قال : ضربت ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور الحِيرة ومدائن كسرى ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل ،عليه‌السلام ، أن أمتي ظاهرةٌ عليها. ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريلعليه‌السلام ، أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت ضربتي الثالثة ، فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريلعليه‌السلام أن أمتي ظاهرة عليها ، فأبشروا. فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله ، موعد صدق ، وعدنا النصر بعد الحفر. فقال المنافقون : ألا تعجبون يُمَنِّيكم ويَعِدُكُم الباطل ، ويخبركم أنه يبصر من يَثْرِبَ قُصورَ الحِيرَة ومدائنَ كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إِنما تحفرون الخندق من الفَرَقِ ، ولا تستطيعون أن تبرزوا! قال : فنزل القرآن( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ) ، وأنزل الله تعالى في هذه القصة ، قوله :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ) الآية).

[٩٠]

قوله تعالى :( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) [٢٨].

٢٠٠ ـ قال ابن عباس : كان الحجّاج بن عَمْرو ، وكَهْمَس بن أبي الحقيق ، وقيس بن زيد ـ وهؤلاء كانوا من اليهود ـ يُبَاطِنُون نفراً من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رِفَاعة بن الْمُنْذِر ، وعبد الله بن جُبير ، وسعيد بن خَيْثَمَةَ لأولئك النفر : اجتنبوا هؤلاء اليهود ، واحذروا لُزُومَهُمْ ومُبَاطَنَتَهُمْ لا يفتنوكم عن دينكم. فأبى أولئك النفر إِلا مُبَاطَنَتَهُمْ وملازمتهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٢٠٠] أخرجه ابن جرير (٣ / ١٥٢) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٤).

وعزاه في الدر (٢ / ١٦) لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم.

١٠٤

٢٠١ ـ وقال الكلبي : نزلت في المنافقين : عبد الله بن أبيّ وأصحابه ، كانوا يتولَّوْن اليهود والمشركين ، ويأتونهم بالأخبار ، ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ونهى المؤمنين عن مثل فعلهم.

٢٠٢ ـ وقال جُوَيْبر عن الضحاك عن ابن عباس : نزلت في عُبَادَةَ بن الصَّامِت الأنصاري ، وكان بَدْرِياً نَقِيباً ، وكان له حلفاء من اليهود ، فلما خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الأحزاب قال عبادة : يا نبي الله ، إن معي خمسمائة رجل من اليهود ، وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدوّ. فأنزل الله تعالى :( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ ) الآية.

[٩١]

قوله تعالى :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ ) الآية. [٣١].

٢٠٣ ـ قال الحسن ، وابن جُرَيج : زعم أقوام على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنهم يحبون الله ، فقالوا : يا محمد ، إنا نحب ربنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٠٣ م ـ وروى جُوَيْبِر ، عن الضَّحاك ، عن ابن عباس ، قال :

وقف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على قريش ، وهم في المسجد الحرام ، وقد نَصَبُوا أصنامهم ، وعلّقوا عليها بيض النعام ، وجعلوا في آذانها الشُّنُوفَ [والقِرَطَةَ] ، وهم يسجدون لها ، فقال : يا معشر قريش ، لقد خالفتم مِلَّةَ أبيكم إبراهيم وإسماعيل ، ولقد كانا على الإسلام. فقالت قريش : يا محمد إنما نعبد هذه حباً لله ليقربونا إلى الله زُلْفى. فأنزل الله تعالى :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ ) وتعبدون الأصنام لتقربكم

__________________

[٢٠١] الكلبي متهم بالكذب.

[٢٠٢] إسناده ضعيف جداً : جويبر بن سعيد ضعيف جداً [التقريب ١ / ١٣٦] والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

[٢٠٣] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية ، وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٥) لابن المنذر عن الحسن. وعزاه في الدر (٢ / ١٧) لابن جرير.

وهو عند ابن جرير (٣ / ١٥٥)

[٢٠٣١] م جويبر ضعيف جداً. ومرت ترجمته في رقم (٢٠٢)

١٠٥

إليه( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) فأنا رسوله إليكم وحجته عليكم ، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم.

٢٠٤ ـ وروى الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أن اليهود لما قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤُه ، أنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت عَرَضَها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على اليهود ، فأبوا أن يقبلوها.

٢٠٥ ـ وروى محمد بن إسحاق بن يسار ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، قال :

نزلت في نصارى نجران ، وذلك أنهم قالوا : إنما نعظِّم المسيح ونعبده حباً لله وتعظيماً له. فأنزل الله تعالى هذه الآية رداً عليهم.

[٩٢]

قوله تعالى :( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) الآية. [٥٩].

٢٠٦ ـ قال المفسرون : إنَّ وفد نجران قالوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما لك تشتم صاحبنا؟ قال : وما أقول؟ قالوا : تقول : إنه عبد ، قال : أجل إنه عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى العذراء البَتُول. فغضبوا وقالوا : هل رأيت إنساناً قط من غير أب؟ فإن كنت صادقاً فأرنا مثله. فأنزل اللهعزوجل هذه الآية.

٢٠٧ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أخبرنا سهل أبو يحيى الرازي ، أخبرنا سهل بن عثمان ، أخبرنا يحيى ووكيع ، عن مبارك ، عن الحسن قال :

جاء راهبا نجران إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعرض عليهما الإسلام ، فقال أحدهما : إنا قد أسلمنا قبلك ، فقال : كذبتما ، إنه يمنعكما عن الإسلام ثلاثة : عبادتكم الصليب ، وأكلكم الخنزير ، وقولكم : لله ولد. قالا : من أبو عيسى؟ وكان لا يعجل

__________________

[٢٠٤] الكلبي متهم بالكذب.

[٢٠٥] مرسل ـ أخرجه ابن جرير (٣ / ١٥٥) وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١٧) لابن جرير وابن إسحاق.

[٢٠٦] بدون سند.

[٢٠٧] عزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٥) لابن أبي حاتم.

١٠٦

حتى يأمره ربه ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ ) الآية).

[٩٣]

قوله تعالى :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) الآية. [٦١].

٢٠٨ ـ أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الزَّمجاري ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدَّثنا أبي ، حدَّثنا حسين ، حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن يونس ، عن الحسن ، قال :

جاء راهبا نجران إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أسلما تَسْلَما ، فقالا : قد أسلمنا قبلك ، فقال : كذبتما يمنعكما من الإسلام : [ثلاث] : سجودكما للصليب ، وقولكما : اتخذ الله ولداً ، وشربكما الخمر فقالا : ما تقول في عيسى؟ قال : فسكت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونزل القرآن :( ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ* إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ ) إلى قوله :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) الآية ، فدعاهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الملاعنة ، قال : وجاء بالحسن والحسين وفاطمة وأهله وولدهعليهم‌السلام . قال : فلما خرجا من عنده قال أحدهما للآخر : أَقْرِرْ بالجِزْية ولا تلاعنه ، فأقرَّ بالجزية. قال : فرجعا فقالا : نقرُّ بالجزية ولا نلاعنك. [فأقرا بالجزية].

٢٠٩ ـ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن الحافظ ، فيما أذن لي في روايته ، حدَّثنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ، حدَّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدَّثنا يحيى بن حاتم العسكري ، حدَّثنا بشر بن مِهْران ، حدَّثنا محمد بن دينار ، عن داود بن أبي هِنْد ، عن الشّعبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

قدم وفد أهل نجران على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : العاقب ، والسيد. فدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من

__________________

[٢٠٨] مرسل.

[٢٠٩] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٩٣ ـ ٥٩٤) وصححه ووافقه الذهبي ، ولكن ليس عند الحاكم أن الآية نزلت.

وعزاه في الدر (٢ / ٣٨) للحاكم وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.

١٠٧

الإسلام ، فقالا : هات أنبئنا ، قال : حب الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير. فدعاهما إلى المُلَاعَنَةِ فوعداه على أن يُغَادِيَاه بالغَدَاة ، فغدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة ، وبيد الحسن والحسين ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا ، فأقرا له بالخراج ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي بعثني بالحق لو فعلا لَمُطِرَ الوادي ناراً». قال جابر : فنزلت فيهم هذه الآية :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) ) قال الشعبي : أبناءنا : الحسن والحسين ، ونساءنا : فاطمة ، وأنفسنا : علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنهم .

[٩٤]

قوله تعالى( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ ) الآية. [٦٨].

٢١٠ ـ قال [ابن عباس : قال رؤساء] اليهود : والله يا محمد ، لقد علمت أنا أولى بدين إبراهيم منك ومن غيرك ، وأنه كان يهودياً ، وما بك إلا الحسد! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢١١ ـ وروى الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس ، وروى أيضاً عبد الرحمن بن غُنْم عن أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكره محمد بن إسحاق بن يَسَار ، وقد دخل حديث بعضهم في بعض.

قالوا : لما هاجر جعفر بن أبي طالب وأصحابه إلى الحبشة ، واستقرت بهم الدار ، وهاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة ، وكان من أمر بدر ما كان ـ اجتمعت قريش في دار النَّدْوَة وقالوا : إن لنا في أصحاب محمد الذين عند النَّجَاشي ثأراً بمن قُتِل منكم ببدر ، فاجمعوا مالاً وأهدوه إلى النجاشي لعله يدفع إليكم مَنْ عنده من قومكم ، ولينتدب لذلك رجلان من ذوي آرائكم. فبعثوا عمرو بن العاص ، وعمارة بن أبي

__________________

[٢١٠] بدون إسناد.

[٢١١] الكلبي ضعيف ، وحديث ابن غنم ذكره السيوطي في الدر (٢ / ٤١) وعزاه لعبد بن حميد ـ وله شاهد موصول من حديث أبي موسى : أخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٩). وصححه ووافقه الذهبي.

١٠٨

مُعَيْط ، مع الهدايا : الأدم وغيره ، فركبا البحر وأتيا الحبشة ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له وسلما عليه وقالا له : إن قومنا لك ناصحون شاكرون ، ولصلاحك محبون ، وإنهم بعثونا إليك لنحذِّرك هؤلاء القوم الذين قدموا عليك ، لأنهم قومُ رجلٍ كذّاب ، خرج فينا يزعم أنه رسول الله ، ولم يتابعه أحد منا إلا السفهاء ، وكنا قد ضيقنا عليهم الأمر ، وألجأناهم إلى شعب بأرضنا ، لا يدخل عليهم أحد ، ولا يخرج منهم أحد قد قتلهم الجوع والعطش ، فلما اشتد عليهم الأمر بعث إليك ابن عمه ليفسد عليك دينك ومُلْكك ورعيتك ، فاحذرهم وادفعهم إلينا لنكفيكهم.

قالوا : وآية ذلك أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدون لك ، ولا يحيونك بالتحية التي يحييك بها الناس ، رغبةً عن دينك وسنتك.

قال : فدعاهم النجاشي ، فلما حضروا صاح جعفر بالباب : يستأذن عليك حزبُ الله ، فقال النجاشي : مروا هذا الصائح فليعد كلامه ، ففعل جعفر ، فقال النجاشي : نعم فليدخلوا بأمان الله وذمته. فنظر عمرو بن العاص إلى صاحبه ، فقال : ألا تسمع كيف يَرْطُنُونَ بحزب الله ، وما أجابهم [به] النجاشي. فساءهما ذلك. ثم دخلوا عليه ولم يسجدوا له ، فقال عمرو بن العاص [وعمارة بن أبي معيط] : ألا ترى أنهم يستكبرون أن يسجدوا لك؟ فقال لهم النجاشي : ما يمنعكم أن تسجدوا لي وتحيوني بالتحية التي يحييني بها من أتى من الآفاق؟ قالوا : نسجد لله الذي خلقك وملَّكك ، وإِنما كانت تلك تحية لنا ونحن نعبد الأوثان ، فبعث الله فينا نبيّا صادقاً ، وأمرنا بالتحية التي يرتضيها الله لنا وهي السلام تحية أهل الجنة. فعرف النجاشي أن ذلك حق ، وأنه في التوراة والإنجيل. قال : أيكم الهاتف : يستأذن عليك حزب الله؟ قال جعفر : أنا ، قال : فتكلم ، قال : إنك ملك من ملوك أهل الأرض ، ومن أهل الكتاب ، ولا يصلح عندك كثرة الكلام ، ولا الظلم ، وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي ، فمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما ولينصت الآخر ، فتسمع محاورتنا. فقال عمرو لجعفر : تكلم ، فقال جعفر للنجاشي : سل هذا الرجل : أعبيد نحن أم أحرار؟ فإن كنا عبيداً أبقنا من أربابنا ، فارددنا إليهم. فقال النجاشي : أعبيد هم أم أحرار؟ فقال : بل أحرار كرام ، فقال النجاشي : نجوا

١٠٩

من العبودية. قال جعفر : سلهما : هل أهرقنا دماً بغير حق فيقتص منا؟ فقال عمرو : لا ، ولا قطرة. قال جعفر : سلهما : هل أخذنا أموال الناس بغير حق فعلينا قضاؤها؟ قال النجاشي : يا عمرو إن كان قنطاراً فعليَّ قضاؤه ، فقال عمرو : لا ولا قيراطاً ، قال النجاشي : فما تطلبون منهم؟ قال عمرو : كنا وهم على دين واحد ، وأمر واحد ، على دين آبائنا ، فتركوا ذلك الدين واتبعوا غيره ، ولزمناه نحن ، فبعثنا إليك قومهم لتدفعهم إلينا. فقال النجاشي : ما هذا الدين الذي كنتم عليه ، والدين الذي اتبعتموه؟ اصدقني. قال جعفر : أما [الدين] الذي كنا عليه وتركناه فهو دين الشيطان وأمره ، كنا نكفر باللهعزوجل ، ونعبد الحجارة ، وأما [الدين] الذي تحولنا إليه فدين الله الإسلام ، جاءنا به رسول من الله وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقاً له.

فقال النجاشي : يا جعفر لقد تكلمت بأمر عظيم فَعَلَى رِسْلِكَ. ثم أمر النجاشي فضرِب بالناقوس فاجتمع إليه كل قسيس وراهب ، فلما اجتمعوا عنده قال النجاشي : أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، هل تجدون بين عيسى وبين القيامة نبياً مرسلاً؟ فقالوا : اللهم نعم ، قد بشرنا به عيسى ، وقال : من آمن به فقد آمن بي ، ومن كفر به فقد كفر بي. فقال النجاشي لجعفر : ما ذا يقول لكم هذا الرجل ويأمركم به ، وما ينهاكم عنه؟ قال : يقرأ علينا كتابَ الله ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويأمر بحسن الجوار ، وصلة الرحم ، وبرّ اليتيم ، ويأمرنا أن نعبد الله وحده لا شريك له.

فقال : اقرأ علينا شيئاً مما كان يقرأ عليكم. فقرأ عليهم سورة «العنكبوت» و «الروم». ففاضت عينا النجاشي وأصحابه من الدمع ، وقالوا : يا جعفر ، زدنا من هذا الحديث الطيب. فقرأ عليهم «سورة الكهف». فأراد عمرو أن يغضب النجاشي فقال : إنهم يشتمون عيسى وأمه ، فقال النجاشي : ما يقولون في عيسى وأمه؟ فقرأ عليهم جعفر سورة «مريم» ، فلما أتى على ذكر مريم وعيسى رفع النجاشي نفثة من سواك قدر ما يقذى العين ، وقال : والله ما زاد المسيح على ما تقولون هذا. ثم أقبل على جعفر وأصحابه فقال : اذهبوا فأنتم سُيُومٌ بأرضي.يقول : آمنون ، من سبكم أو آذاكم غرم ، ثم قال : أبشروا ولا تخافوا ، ولا دهورة

١١٠

اليوم على حزب إبراهيم. قال عمرو : يا نجاشي ومن حزب إبراهيم؟ قال : هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاءوا من عنده ومن اتبعهم. فأنكر ذلك المشركون وادعوا في دين إبراهيم ، ثم ردّ النجاشي على عمرو وصاحبه المال الذي حَمُلوه ، وقال : إنما هديتكم إليّ رشوة فاقبضوها ، فإن الله ملّكني ولم يأخذ مني رشوة.

قال جعفر : وانصرفنا وكنا في خير دار ، وأكرم جوار. وأنزل اللهعزوجل ذلك اليوم في خصومتهم في إِبراهيم على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بالمدينة ، قوله تعالى :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) [أي] على ملته وسنته ،( وَهذَا النَّبِيُ ) يعني محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ،( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) .

((٢١٢) ـ أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الوراق ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجَزَرِي ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدَّثنا أبو سعيد الأشج ، حدَّثنا وكيع ، عن سفيان بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي الضحى ، عن عبد الله قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن لكل نبي ولاةً من النبيين ، وأنا وَلِيِّي منهم أبي وخليلُ ربي إبراهيم. ثم قرأ :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ ) الآية.

[٩٥]

قوله تعالى :( وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ) الآية. [٦٩].

٢١٣ ـ نزلت في معاذ بن جبل [وحُذَيفة] وعمار بن ياسر ، حين دعاهم اليهود إلى دينهم. وقد مضت القصة في سورة البقرة.

[٩٦]

قوله تعالى :( وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) الآية. [٧٢].

__________________

[٢١٢] أخرجه الترمذي (٢٩٩٥) مكرر ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٢ ، ٥٥٣) وصححه ووافقه الذهبي ـ وأخرجه ابن جرير (٣ / ٢١٨).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ٤٢) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم.

[٢١٣] بدون إسناد.

١١١

٢١٤ ـ قال الحسن والسدي : تواطأ اثنا عشر حَبراً من يهود خيبر [وقرى عُرَيْنة] وقال بعضهم لبعض : ادخلوا في دين محمد أولَ النهار باللسان دون الاعتقاد ، واكفروا به في آخر النهار ، وقولوا : إنا نظرنا في كتبنا ، وشاورنا علماءنا ، فوجدنا محمداً ليس بذلك ، وظهر لنا كذبه ، وبطلان دينه ، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم وقالوا : إنهم أهل كتاب ، وهم أعلم به منا ، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأخبر [به] نبيَّه محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمؤمنين.

٢١٥ ـ [و] قال مجاهد ، ومقاتل ، والكلبي ، هذا في شأن القبلة ، لما صرفت إلى الكعبة ، شق ذلك على اليهود لمخالفتهم ، فقال كعب بن الأشرف وأصحابه : آمنوا بالذي أنزل على محمد من أمر الكعبة ، وصلُّوا إليها أولَ النهار ، ثم اكفروا بالكعبة آخرَ النهار ، وارجعوا إِلى قبلتكم الصخرة ، لعلهم يقولون : هؤلاء أهل كتاب وهم أعلم منا. فربما يرجعون إلى قبلتنا. فحذَّر الله تعالى نبيه مكرَ هؤلاء ، وأطلعه على سرهم ، وأنزل :( وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) الآية.

[٩٧]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية. [٧٧]

٢١٦ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أخبرنا حاجب بن أحمد ،

__________________

[٢١٤] مرسل.

[٢١٥] مرسل.

[٢١٦] أخرجه البخاري في كتاب الشرب والمساقاة (٢٣٥٨) وفي كتاب الأشخاص (٢٤١٧) وفي كتاب الرهن (٢٥١٦) وفي كتاب الشهادات (٢٦٦٧) و (٢٦٧٧) وفي كتاب التفسير (٤٥٥٠) وفي الأيمان والنذور (٦٦٦٠ ، ٦٦٦٧) ، وفي الأحكام (٧١٨٤).

وأخرجه مسلم في الإيمان (٢٢٠ ، ٢٢٢ / ١٣٨) ص ١٢٢ ـ ١٢٣.

وأبو داود في الأيمان والنذور (٣٢٤٣).

والترمذي في التفسير (٢٩٩٦) وفي البيوع (١٢٦٩) وقال حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٨٢) وفي القضاء من الكبرى.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠ / ١٨٠) وابن جرير (٣ / ٢٢٩) وذكره السيوطي في لباب

١١٢

أخبرنا محمد بن حماد ، أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن شفيق ، عن عبد الله ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من حلف على يمين وهو فيها فاجرٌ ، ليقطع بها مال امرئ مسلم ، لَقي الله وهو عليه غضبانُ. فقال الأَشْعَثُ بن قَيْس : فيَّ والله [نزلت] ، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني ، فقدمته إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ألك بينةٌ؟ قلت : لا. فقال لليهودي : أتحلف؟ فقلت : [يا رسول الله] إذن يحلف فيذهب بمالي. فأنزل اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

رواه البخاري عن عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش.

٢١٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المِهْرجاني ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو القاسم البَغَوي ، حدَّثني محمد بن سليمان ، حدَّثنا صالح بن عمر عن الأعمش ، عن شَقِيق ، قال : قال عبد الله :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقطعَ بها مالاً ، لقَي الله وهو عليه غضبانُ ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) إلى آخر الآية. فأتى الأشعث بن قيس ، فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا كذا وكذا. قال : لَفِيَّ نزلت ، خاصمت رجلاً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ألك بينة؟ قلت : لا. قال : فيحلف قلت : إذاً يحلفُ قالعليه‌السلام : من حلف على يمين هو فيها فاجرٌ ، ليقتطع بها مالاً ، لقيَ الله وهو عليه غضبان ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

رواه البخاري عن حَجَّاج بن مِنْهَال ، عن أبي عَوَانة.

__________________

النقول (ص ٥٧) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٤٤) لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب وأحمد في مسنده.

[٢١٧] انظر السابق.

١١٣

ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع ، وعن ابن نمير ، عن أبي معاوية ، كلهم عن الأعمش).

٢١٨ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن الشَّاذياخي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا عبد الرزّاق ، حدَّثنا سفيان ، عن منصور والأعمش ، عن أبي وائل ، قال : قال عبد الله :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يحلف رجل على يمين صبر ، ليقتطع بها مالاً فاجراً ، إلا لقي الله وهو عليه غضبان. قال : فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

قال : فجاء الأشعث ، وعبد الله يحدثهم ، قال : فيَّ نزلت وفي رجل خاصمته في بئر ، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألك بينة؟ قلت : لا ، قال : فليحلف لك ، قلت إذاً يحلف ، قال : فنزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

٢١٩ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكَّي ، أخبرنا محمد بن المكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدَّثنا علي بن عبد الله ، سمع هشيماً يقول : أخبرنا العَوَّام بن حَوْشَب ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن أبي أَوْفَى :

أن رجلاً أقام سلعة في السوق فحلف لقد أعطى بها ما لم يعطه ، ليوقع فيها رجلاً من المسلمين ، فنزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) إلى آخر الآية.

__________________

[٢١٨] انظر (٢١٦)

[٢١٩] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٥١) وأخرجه في كتاب الشهادات (٢٦٧٥).

وعزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٨) للبخاري.

ونقل عن الحافظ ابن حجر قوله : لا منافاة بين الحديثين (حديث الأشعث وحديث عبد الله بن أبي أوفى) بل يحمل على أن النزول كان بالسببين معاً وعزاه في الدر (٢ / ٤٤) لعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم.

١١٤

٢٢٠ ـ وقال الكلبي : إن ناساً من علماء اليهود أُولي فاقة ، أصابتهم سَنة ، فاقتحموا إلى كعب بن الأشرَف بالمدينة ، فسألهم كعب : هل تعلمون أن هذا الرجل ـ رسولَ الله ـ في كتابكم؟ قالوا : نعم ، وما تعلمه أنت؟ قال : لا ، قالوا : فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال [كعب] : لقد حَرَمَكم الله خيراً كثيراً ، لقد قَدِمْتُم علي وأنا أريد أن أبركم وأكسو عيالكم ، فحرمَكم الله وحرَم عيالكم. قالوا : فإنه شُبِّهَ لَنَا ، فَرُوَيْداً حتى نلقاه. فانطلقوا فكتبوا صفةً سوى صفته ، ثم انتهوا إلى نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلموه وسألوه ، ثم رجعوا إلى كعب ، وقالوا : لقد كنا نرى أنه رسول الله ، فلما أتيناه إذا هو ليس بالنعت الذي نُعِتَ لنا ، ووجدنا نعته مخالفاً للذي عندنا. وأخرجُوا الذي كتبوا ، فنظر إليه كعب ففرح ومارَهُمْ وأنفق عليهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٢٠ م ـ وقال عكرمة : نزلت في أبي رافع وكِنَانَةَ بن أبي الحقيق ، وحيي بن أَخْطَب ، وغيرهم من رؤساء اليهود ، كتبوا ما عهد الله إليهم في التوراة ، من شأن محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبدّلوه وكتبوا بأيديهم غيره ، وحلفوا أنه من عند الله لئلا يفوتهم الرّشا والمآكل التي كانت لهم على أتباعهم.

[٩٨]

قوله تعالى :( ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ ) الآية. [٧٩].

٢٢١ ـ قال الضحاك ومقاتل : نزلت في نصارى نَجْرَان حين عبدوا عيسى. وقوله :( لِبَشَرٍ ) يعني عيسى( أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ ) يعني الإنجيل.

٢٢٢ ـ وقال ابن عباس في رواية الكلبي وعطاء : إن أبا رافع اليهودي

__________________

[٢٢٠] الكلبي ضعيف.

[٢٢٠١] م عزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٨) لابن جرير ، ونقل عن الحافظ قوله : الآية محتملة ولكن العمدة في ذلك ما ثبت في الصحيح.

[٢٢١] مرسل.

[٢٢٢] أخرجه ابن جرير (٣ / ٢٣٢) من طريق ابن إسحاق قال ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال ثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس به.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨) ـ وأخرجه البيهقي في الدلائل (٥ / ٣٨٤) ـ وعزاه في الدر (٢ / ٤٦) لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في الدلائل.

١١٥

والرِّبِّيس من نصارى نَجْرَان ، قالا : يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك رباً؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : معاذ الله أن يُعبد غير الله أو نأمر بعبادة غير الله ، ما بذلك بعثني ، ولا بذلك أمرني. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٢٣ ـ وقال الحسن : بلغني أن رجلاً قال : يا رسول الله ، نُسلِّم عليك كما يسلم بعضنا على بعض ، أفلا نسجد لك؟ قال : لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ، ولكن أكرموا نبيكم ، واعرفوا الحق لأهله. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٩٩]

قوله تعالى :( أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ ) . [٨٣].

٢٢٤ ـ قال ابن عباس : اختصم أهل الكتابين إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم ، كل فرقة زعمت أنها أولى بدينه ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : كلا الفريقين بريءٌ من دين إبراهيم. فغضبوا وقالوا : والله ما نرضى بقضائك ، ولا نأخذ بدينك ، فأنزل الله تعالى( أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ ) .

[١٠٠]

قوله تعالى :( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) الآية. [٨٦].

٢٢٥ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أخبرنا [أبو] محمد بن حيان ، أخبرنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا علي بن عاصم ، عن خالد وداود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :

__________________

[٢٢٣] مرسل ـ عزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨) لعبد الرزاق في تفسيره وعزاه في الدر (٢ / ٤٦) لعبد بن حميد.

[٢٢٤] بدون إسناد.

[٢٢٥] صحيح : أخرجه النسائي في الصغرى في كتاب تحريم الدم (٧ / ١٠٧).

وفي التفسير (٨٥) وابن جرير (٣ / ٢٤٠).

والحاكم في المستدرك (٢ / ١٤٢) وصححه ووافقه الذهبي ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٤٩) لابن حبان والبيهقي في سننه.

١١٦

أن رجلاً من الأنصار ارتد فلحق بالمشركين ، فأنزل الله تعالى :( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) إلى قوله :( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) فبعث بها قومه إليه ، فلما قُرِئت عليه قال : والله ما كذبني قومي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا كذب رسول الله على الله ، واللهعزوجل أصدق الثلاثة. فرجع تائباً فقبل منه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتركه

٢٢٦ ـ وأخبرنا أبو بكر ، أخبرنا أبو محمد ، أخبرنا أبو يحيى ، حدَّثنا سهل ، عن يحيى بن أبي زائدة ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

ارتد رجل من الأنصار عن الإسلام ولحق بالشرك ، فندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل لي من توبة ، فإني قد ندمت؟ فنزلت( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) حتى بلغ( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) فكتب بها قومه إليه ، فرجع فأسلم.

٢٢٦ م ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، أخبرنا أبو بكر بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، حدَّثنا أحمد بن سيّار ، حدَّثنا مُسَدَّد بن مُسَرْهَد ، حدَّثنا جعفر بن سليمان ، عن حميد الأعرج عن مجاهد ، قال :

كان الحارث بن سُوَيد قد أسلم ، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم لحق بقومه وكفر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) إلى قوله :( فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث : والله إنك ما علمت لصَدُوق ، وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصْدَقُ منك ، وإِنَّ الله لأَصْدَقُ الثلاثة. ثم رجع فأسلم إسلاماً حسناً.

[١٠١]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) . [٩٠].

__________________

[٢٢٦] انظر الحديث السابق.

[٢٢٦١] م ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لعبد الرزاق ، وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٩) لعبد الرزاق ومسدد وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٣ / ٢٤١).

وذكر الحافظ ابن حجر هذه القصة في الإصابة (١ / ٢٨٠) في ترجمة الحارث بن سويد.

١١٧

٢٢٧ ـ قال الحسن ، وقتادة ، وعطاء الخراساني : نزلت في اليهود ، كفروا بعيسى والإنجيل ، ثم ازدادوا كفراً ببعثة محمد والقرآن.

٢٢٨ ـ وقال أبو العالية : نزلت في اليهود والنصارى ، كفروا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته ، ثم ازدادوا كفراً بإقامتهم على كفرهم.

[١٠٢]

قوله تعالى :( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) . [٩٣].

٢٢٩ ـ قال أبو رَوْق والكَلْبي : نزلت حين قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا على ملّة إبراهيم ، فقالت اليهود : كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها! فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان ذلك حلالاً لإبراهيم ، فنحن نُحِلُّه. فقالت اليهود : كل شيء أصبحنا اليوم نحرِّمه فإنه كان محرماً على نوح وإبراهيم حتى انتهى إلينا. فأنزل اللهعزوجل تكذيباً لهم :( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) الآية.

[١٠٣]

قوله تعالى :( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ) الآية. [٩٦].

٢٣٠ ـ قال مجاهد : تفاخر المسلمون واليهود ، فقالت اليهود : بيت المقدس

__________________

[٢٢٧] مرسل ، وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية : قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس : أن قوماً أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا لهم ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزلت هذه الآية( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ ) .

وقال ابن كثير : إسناده جيد.

[٢٢٨] مرسل.

[٢٢٩] بدون سند.

وأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٢) عن ابن عباس : أن إسرائيل أخذه عرق النسا فجعل إن شفاه الله أن لا يأكل لحماً فيه عروق قال فحرمته اليهود فنزلت ( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) ....

وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

[٢٣٠] مرسل.

١١٨

أفضل وأعظم من الكعبة ، لأنه مُهَاجَرُ الأنبياء ، وفي الأرض المقدسة. وقال المسلمون : بل الكعبة أفضل. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٠٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً ) الآية. [١٠٠].

٢٣١ ـ أخبرنا أبو عَمْرو القَنْطَرِي فيما أذن لي في روايته ، أخبرني محمد بن الحسين الحدادي قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا المُؤَمَّل بن إِسماعيل ، حدَّثنا حماد بن زيد ، حدَّثنا أيوب ، عن عكرمة قال :

كان بين هذين الحيين من الأوس والخزْرَج قتال من الجاهلية ، فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألَّف الله بين قلوبهم ، وجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج ، فأنشد شعراً قاله أحد الحيين في حربهم ، فكأنهم دخلهم من ذلك ، فقال الحي الآخرون قد قال شاعرنا في يوم كذا : كذا وكذا ، فقال الآخرون : وقد قال شاعرنا في يوم كذا : كذا وكذا. [قال] فقالوا : تعالوا نرد الحرب جَذَعاً كما كانت ، فنادى هؤلاء يا آل أوس ، ونادى هؤلاء يا آل خزرج. فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال ، فنزلت هذه الآية ، فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حتى قام بين الصفّين فقرأها ورفع صوته ، فلما سمعوا صوته أنصتوا [له] وجعلوا يستمعون إليه فلما فرغ ألقوا السلاح ، وعانق بعضهم بعضاً. وجَثَوْا يبكون).

٢٣٢ ـ وقال زيد بن أَسْلَم : مرشَاس بن قيس اليهودي ـ وكان شيخاً فدعَا في الجاهلية ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من الأوس والخزرج في مجلس [قد] جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من جماعتهم وَأُلْفَتِهِمْ ، وصلاح ذات بينهم في

__________________

[٢٣١] مرسل ، عزاه السيوطي في الدر (٢ / ٥٨) لابن المنذر ، وأورده في اللباب (ص ٥٩)

[٢٣٢] مرسل. أخرجه ابن جرير (٤ / ١٦).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ٥٧) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

١١٩

الإسلام ، بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة ، فقال : قد اجتمع مَلأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار. فأمر شاباً من اليهود كان معه ، فقال : اعمد إِليهم فاجلس معهم ، ثم ذَكِّرْهُم [بيوم] بعاث وما كان قبله ، وأنشدْهم بعض ما كانوا تَقَاوَلُوا فيه من الأشعار. وكان بُعاث يوماً اقتتلت فيه الأوس والخَزْرَج ، وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج. ففعل فتكلّم القومُ عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا ، حتى تواثب رجلان من الحيين : أوس بن قَيْظِي أحد بني حارثة من الأوس ، وجبّار بن صخر ، أحد بني سلمة من الخزرج. فتقاولا ، وقال أحدهما لصاحبه : إن شَئت [والله] رددتها [الآن] جذعة ، وغضب الفريقان جميعاً وقالا : قد فعلنا ، السلاح السلاح موعدكم الظاهرة. وهي حرة ، فخرجوا إليها ، وانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم ، فقال : يا معشر المسلمين أَبدَعْوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ، بعد أن أكرمكم الله بالإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، وألّف بينكم ، فترجعون إلى ما كنتم عليه كُفَّاراً؟ الله الله! فعرف القوم أنها نَزْغَةٌ من الشيطان ، وكيد من عدوهم ، فألقوا السلاح من أيديهم ، وبَكَوْا وعانق بعضهم بعضاً ، ثم انصرفوا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سامعين مطيعين ، فأنزل اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني الأوس والخزرج( إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) يعني شاساً وأصحابه( يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ ) .

قال جابر بن عبد الله : ما كان [من] طالع أكرهَ إلينا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأومى إلينا بيده ، فكففنا وأصلح الله تعالى ما بيننا ، فما كان شخص أحبَّ إلينا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فما رأيت [قط] يوماً أقبحَ ولا أوْحَش أوّلاً ، وأطيبَ آخِراً من ذلك اليوم.

[١٠٥]

قوله تعالى :( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ) الآية. [١٠١].

١٢٠