أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن13%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428057 / تحميل: 6395
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

نزل بقريش يوم بدر ، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم ، فقد عرفتم أني نبي مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم ، فقالوا : يا محمد ، لا يغرّنك أنك لقيت قوماً أغْماراً لا علم لهم بالحرب فأصبتَ فيهم فرصة ، أما والله لو قاتلناك لعرفت أنّا نحنُ الناسُ. فأنزل الله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني اليهود :( سَتُغْلَبُونَ ) تهزمون( وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ ) في الآخرة. وهذه رواية عكرمة ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس.

[٨٧]

قوله تعالى :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) . [١٨].

(١٩٣) ـ قال الكلبي : لما ظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالمدينة ، قدم عليه حَبْرَانِ من أحبار أهل الشام ، فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه : ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان ، فلما دخلا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عرفاه بالصفة والنعت ، فقالا له : أنت محمد؟ قال : نعم ، قالا : وأنت أحمد ، قال : نعم ، قالا : إنا نسألك عن شهادة ، فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك. فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : سلاني ، فقالا : أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله. فأنزل الله تعالى على نبيه :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ) فأسلم الرجلان وصدّقا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ).

[٨٨]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ ) الآية [٢٣].

اختلفوا في سبب نزولها.

١٩٤ ـ فقال السُّدِّي : دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم اليهودَ إلى الإسلام ، فقال له النعمان بن أوفي : هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بل إلى كتاب الله ، فقال : بل إلى الأحبار. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[١٩٣] الكلبي متهم بالكذب.

[١٩٤] مرسل.

١٠١

١٩٥ ـ وروى سعيد بن جبير ، وعكرمة ، عن ابن عباس قال :

دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [بيت] المِدْرَاسِ على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله ، فقال له نُعَيْم بن عمرو ، والحارث بن زيد : على أي دين أنت يا محمد؟ فقال : على ملّة إبراهيم ، قالا : إن إبراهيم كان يهودّياً ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم. فأبيا عليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

١٩٦ ـ وقال الكلبي : نزلت في قصة اللذين زنيا من خيبر ، وسؤال اليهود النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن حد الزانيين. وسيأتي بيان ذلك في سورة المائدة إن شاء الله تعالى).

[٨٩]

قوله تعالى :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ) الآية. [٢٦].

١٩٧ ـ قال ابن عباس وأنس بن مالك : لما فتح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة ، ووعد أمته مُلْكَ فارس والروم ، قالت المنافقون واليهود : هيهات! هيهات! من أين لمحمد ملك فارس والروم؟ هم أعزُّ وأمنع من ذلك ، ألم يكف محمداً مكة والمدينة حتى طمع في ملك وفارس والروم؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

١٩٨ ـ أخبرني محمد بن عبد العزيز المَرْوَزِي في كتابه ، أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين [الحدادي] ، أخبرنا محمد بن يحيى ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا رَوْح بن عُبادة ، حدَّثنا سعيد ، عن قتادة قال :

__________________

[١٩٥] أخرجه ابن جرير (٣ / ١٤٥) من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعكرمة به.

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١٤) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[١٩٦] الكلبي متهم بالكذب.

[١٩٧] بدون إسناد.

[١٩٨] إسناده ضعيف : قتادة لم يذكر ممن سمعه. وأخرجه ابن جرير (٣ / ١٤٨) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٤) وعزاه في الدر (٢ / ١٤) لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

١٠٢

ذكر لنا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته ، فأنزل الله تعالى :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ) الآية).

١٩٩ ـ حدَّثنا الأستاذ أبو إِسحاق الثعالبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد الوَزان ، أخبرنا محمد بن جعفر المطيري ، حدَّثنا حماد بن الحسن ، حدَّثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة ، حدَّثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، حدَّثني أبي عن أبيه ، قال :

خَطَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على الخندق يوم الأحزاب ، ثم قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً. قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسَلْمان ، وحُذَيْفَة والنُّعْمَان بن مُقْرِّن المُزَني ، وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً. فحفرنا حتى إذا كنا تحت «ذو ناب» ، أخرج الله من بطن الخندق صخرة مَرْوَة كَسَرَتْ حديدَنا وشقت علينا ، فقلنا : يا سلمان ، أرْقَ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره خبر هذه الصخرة ، فإما أن نعدل عنها ، وإِما أن يأمرنا فيها بأمره ، فإنا لا نحب أن نجاوز خَطَّه. قال : فرقي سلمان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو ضارب عليه قبة تُرْكِيّة ، فقال : يا رسول الله خرجت صخرة بيضاء مَرْوَة من بطن الخندق ، فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحيك فيها قليل ولا كثير ، فمرْنا فيها بأمرك ، فإنا لا نحب أن نجاوز خطَّك. قال : فهبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع سلمان الخندق ، والتسعة على شفة الخندق ، فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الْمِعْوَل من سلمان فضربها ضربة صدعها ، وبَرَق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْها ـ يعني المدينة ـ حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم. وَكَبَّرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تكبير فتح ، فكَبَّرَ المسلمون ، ثم ضربها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الثانية وبرق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْها ، حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، تكبير فتح ، وكبر المسلمون ، ثم ضربها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكسرها وبرق منها برق أضاء ما بين لَابَتَيْهَا حتى لكأن مصباحاً في جوف بيت مظلم ، وكَبّرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تكبير فتح ، وكبر المسلمون ، وأخذ بيد سلمان ورقي ، فقال سلمان : بأبي أنت

__________________

[١٩٩] كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف : ضعيف ومنهم من نسبه إلى الكذب تقريب [٢ / ١٣٢].

والحديث أخرجه ابن جرير (٢١ / ٨٥) من طريق كثير به.

١٠٣

وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت شيئاً ما رأيت مثله قط. فالتفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى القوم ، فقال : رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا : نعم يا رسول الله.

قال : ضربت ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور الحِيرة ومدائن كسرى ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل ،عليه‌السلام ، أن أمتي ظاهرةٌ عليها. ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريلعليه‌السلام ، أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت ضربتي الثالثة ، فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريلعليه‌السلام أن أمتي ظاهرة عليها ، فأبشروا. فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله ، موعد صدق ، وعدنا النصر بعد الحفر. فقال المنافقون : ألا تعجبون يُمَنِّيكم ويَعِدُكُم الباطل ، ويخبركم أنه يبصر من يَثْرِبَ قُصورَ الحِيرَة ومدائنَ كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إِنما تحفرون الخندق من الفَرَقِ ، ولا تستطيعون أن تبرزوا! قال : فنزل القرآن( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ) ، وأنزل الله تعالى في هذه القصة ، قوله :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ) الآية).

[٩٠]

قوله تعالى :( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) [٢٨].

٢٠٠ ـ قال ابن عباس : كان الحجّاج بن عَمْرو ، وكَهْمَس بن أبي الحقيق ، وقيس بن زيد ـ وهؤلاء كانوا من اليهود ـ يُبَاطِنُون نفراً من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رِفَاعة بن الْمُنْذِر ، وعبد الله بن جُبير ، وسعيد بن خَيْثَمَةَ لأولئك النفر : اجتنبوا هؤلاء اليهود ، واحذروا لُزُومَهُمْ ومُبَاطَنَتَهُمْ لا يفتنوكم عن دينكم. فأبى أولئك النفر إِلا مُبَاطَنَتَهُمْ وملازمتهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٢٠٠] أخرجه ابن جرير (٣ / ١٥٢) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٤).

وعزاه في الدر (٢ / ١٦) لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم.

١٠٤

٢٠١ ـ وقال الكلبي : نزلت في المنافقين : عبد الله بن أبيّ وأصحابه ، كانوا يتولَّوْن اليهود والمشركين ، ويأتونهم بالأخبار ، ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ونهى المؤمنين عن مثل فعلهم.

٢٠٢ ـ وقال جُوَيْبر عن الضحاك عن ابن عباس : نزلت في عُبَادَةَ بن الصَّامِت الأنصاري ، وكان بَدْرِياً نَقِيباً ، وكان له حلفاء من اليهود ، فلما خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الأحزاب قال عبادة : يا نبي الله ، إن معي خمسمائة رجل من اليهود ، وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدوّ. فأنزل الله تعالى :( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ ) الآية.

[٩١]

قوله تعالى :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ ) الآية. [٣١].

٢٠٣ ـ قال الحسن ، وابن جُرَيج : زعم أقوام على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنهم يحبون الله ، فقالوا : يا محمد ، إنا نحب ربنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٠٣ م ـ وروى جُوَيْبِر ، عن الضَّحاك ، عن ابن عباس ، قال :

وقف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على قريش ، وهم في المسجد الحرام ، وقد نَصَبُوا أصنامهم ، وعلّقوا عليها بيض النعام ، وجعلوا في آذانها الشُّنُوفَ [والقِرَطَةَ] ، وهم يسجدون لها ، فقال : يا معشر قريش ، لقد خالفتم مِلَّةَ أبيكم إبراهيم وإسماعيل ، ولقد كانا على الإسلام. فقالت قريش : يا محمد إنما نعبد هذه حباً لله ليقربونا إلى الله زُلْفى. فأنزل الله تعالى :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ ) وتعبدون الأصنام لتقربكم

__________________

[٢٠١] الكلبي متهم بالكذب.

[٢٠٢] إسناده ضعيف جداً : جويبر بن سعيد ضعيف جداً [التقريب ١ / ١٣٦] والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

[٢٠٣] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية ، وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٥) لابن المنذر عن الحسن. وعزاه في الدر (٢ / ١٧) لابن جرير.

وهو عند ابن جرير (٣ / ١٥٥)

[٢٠٣١] م جويبر ضعيف جداً. ومرت ترجمته في رقم (٢٠٢)

١٠٥

إليه( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) فأنا رسوله إليكم وحجته عليكم ، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم.

٢٠٤ ـ وروى الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أن اليهود لما قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤُه ، أنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت عَرَضَها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على اليهود ، فأبوا أن يقبلوها.

٢٠٥ ـ وروى محمد بن إسحاق بن يسار ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، قال :

نزلت في نصارى نجران ، وذلك أنهم قالوا : إنما نعظِّم المسيح ونعبده حباً لله وتعظيماً له. فأنزل الله تعالى هذه الآية رداً عليهم.

[٩٢]

قوله تعالى :( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) الآية. [٥٩].

٢٠٦ ـ قال المفسرون : إنَّ وفد نجران قالوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما لك تشتم صاحبنا؟ قال : وما أقول؟ قالوا : تقول : إنه عبد ، قال : أجل إنه عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى العذراء البَتُول. فغضبوا وقالوا : هل رأيت إنساناً قط من غير أب؟ فإن كنت صادقاً فأرنا مثله. فأنزل اللهعزوجل هذه الآية.

٢٠٧ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أخبرنا سهل أبو يحيى الرازي ، أخبرنا سهل بن عثمان ، أخبرنا يحيى ووكيع ، عن مبارك ، عن الحسن قال :

جاء راهبا نجران إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعرض عليهما الإسلام ، فقال أحدهما : إنا قد أسلمنا قبلك ، فقال : كذبتما ، إنه يمنعكما عن الإسلام ثلاثة : عبادتكم الصليب ، وأكلكم الخنزير ، وقولكم : لله ولد. قالا : من أبو عيسى؟ وكان لا يعجل

__________________

[٢٠٤] الكلبي متهم بالكذب.

[٢٠٥] مرسل ـ أخرجه ابن جرير (٣ / ١٥٥) وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١٧) لابن جرير وابن إسحاق.

[٢٠٦] بدون سند.

[٢٠٧] عزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٥) لابن أبي حاتم.

١٠٦

حتى يأمره ربه ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ ) الآية).

[٩٣]

قوله تعالى :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) الآية. [٦١].

٢٠٨ ـ أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الزَّمجاري ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدَّثنا أبي ، حدَّثنا حسين ، حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن يونس ، عن الحسن ، قال :

جاء راهبا نجران إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أسلما تَسْلَما ، فقالا : قد أسلمنا قبلك ، فقال : كذبتما يمنعكما من الإسلام : [ثلاث] : سجودكما للصليب ، وقولكما : اتخذ الله ولداً ، وشربكما الخمر فقالا : ما تقول في عيسى؟ قال : فسكت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونزل القرآن :( ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ* إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ ) إلى قوله :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ) الآية ، فدعاهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الملاعنة ، قال : وجاء بالحسن والحسين وفاطمة وأهله وولدهعليهم‌السلام . قال : فلما خرجا من عنده قال أحدهما للآخر : أَقْرِرْ بالجِزْية ولا تلاعنه ، فأقرَّ بالجزية. قال : فرجعا فقالا : نقرُّ بالجزية ولا نلاعنك. [فأقرا بالجزية].

٢٠٩ ـ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن الحافظ ، فيما أذن لي في روايته ، حدَّثنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ، حدَّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدَّثنا يحيى بن حاتم العسكري ، حدَّثنا بشر بن مِهْران ، حدَّثنا محمد بن دينار ، عن داود بن أبي هِنْد ، عن الشّعبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

قدم وفد أهل نجران على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : العاقب ، والسيد. فدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من

__________________

[٢٠٨] مرسل.

[٢٠٩] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٩٣ ـ ٥٩٤) وصححه ووافقه الذهبي ، ولكن ليس عند الحاكم أن الآية نزلت.

وعزاه في الدر (٢ / ٣٨) للحاكم وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.

١٠٧

الإسلام ، فقالا : هات أنبئنا ، قال : حب الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير. فدعاهما إلى المُلَاعَنَةِ فوعداه على أن يُغَادِيَاه بالغَدَاة ، فغدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة ، وبيد الحسن والحسين ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا ، فأقرا له بالخراج ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي بعثني بالحق لو فعلا لَمُطِرَ الوادي ناراً». قال جابر : فنزلت فيهم هذه الآية :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) ) قال الشعبي : أبناءنا : الحسن والحسين ، ونساءنا : فاطمة ، وأنفسنا : علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنهم .

[٩٤]

قوله تعالى( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ ) الآية. [٦٨].

٢١٠ ـ قال [ابن عباس : قال رؤساء] اليهود : والله يا محمد ، لقد علمت أنا أولى بدين إبراهيم منك ومن غيرك ، وأنه كان يهودياً ، وما بك إلا الحسد! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢١١ ـ وروى الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس ، وروى أيضاً عبد الرحمن بن غُنْم عن أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكره محمد بن إسحاق بن يَسَار ، وقد دخل حديث بعضهم في بعض.

قالوا : لما هاجر جعفر بن أبي طالب وأصحابه إلى الحبشة ، واستقرت بهم الدار ، وهاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة ، وكان من أمر بدر ما كان ـ اجتمعت قريش في دار النَّدْوَة وقالوا : إن لنا في أصحاب محمد الذين عند النَّجَاشي ثأراً بمن قُتِل منكم ببدر ، فاجمعوا مالاً وأهدوه إلى النجاشي لعله يدفع إليكم مَنْ عنده من قومكم ، ولينتدب لذلك رجلان من ذوي آرائكم. فبعثوا عمرو بن العاص ، وعمارة بن أبي

__________________

[٢١٠] بدون إسناد.

[٢١١] الكلبي ضعيف ، وحديث ابن غنم ذكره السيوطي في الدر (٢ / ٤١) وعزاه لعبد بن حميد ـ وله شاهد موصول من حديث أبي موسى : أخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٩). وصححه ووافقه الذهبي.

١٠٨

مُعَيْط ، مع الهدايا : الأدم وغيره ، فركبا البحر وأتيا الحبشة ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له وسلما عليه وقالا له : إن قومنا لك ناصحون شاكرون ، ولصلاحك محبون ، وإنهم بعثونا إليك لنحذِّرك هؤلاء القوم الذين قدموا عليك ، لأنهم قومُ رجلٍ كذّاب ، خرج فينا يزعم أنه رسول الله ، ولم يتابعه أحد منا إلا السفهاء ، وكنا قد ضيقنا عليهم الأمر ، وألجأناهم إلى شعب بأرضنا ، لا يدخل عليهم أحد ، ولا يخرج منهم أحد قد قتلهم الجوع والعطش ، فلما اشتد عليهم الأمر بعث إليك ابن عمه ليفسد عليك دينك ومُلْكك ورعيتك ، فاحذرهم وادفعهم إلينا لنكفيكهم.

قالوا : وآية ذلك أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدون لك ، ولا يحيونك بالتحية التي يحييك بها الناس ، رغبةً عن دينك وسنتك.

قال : فدعاهم النجاشي ، فلما حضروا صاح جعفر بالباب : يستأذن عليك حزبُ الله ، فقال النجاشي : مروا هذا الصائح فليعد كلامه ، ففعل جعفر ، فقال النجاشي : نعم فليدخلوا بأمان الله وذمته. فنظر عمرو بن العاص إلى صاحبه ، فقال : ألا تسمع كيف يَرْطُنُونَ بحزب الله ، وما أجابهم [به] النجاشي. فساءهما ذلك. ثم دخلوا عليه ولم يسجدوا له ، فقال عمرو بن العاص [وعمارة بن أبي معيط] : ألا ترى أنهم يستكبرون أن يسجدوا لك؟ فقال لهم النجاشي : ما يمنعكم أن تسجدوا لي وتحيوني بالتحية التي يحييني بها من أتى من الآفاق؟ قالوا : نسجد لله الذي خلقك وملَّكك ، وإِنما كانت تلك تحية لنا ونحن نعبد الأوثان ، فبعث الله فينا نبيّا صادقاً ، وأمرنا بالتحية التي يرتضيها الله لنا وهي السلام تحية أهل الجنة. فعرف النجاشي أن ذلك حق ، وأنه في التوراة والإنجيل. قال : أيكم الهاتف : يستأذن عليك حزب الله؟ قال جعفر : أنا ، قال : فتكلم ، قال : إنك ملك من ملوك أهل الأرض ، ومن أهل الكتاب ، ولا يصلح عندك كثرة الكلام ، ولا الظلم ، وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي ، فمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما ولينصت الآخر ، فتسمع محاورتنا. فقال عمرو لجعفر : تكلم ، فقال جعفر للنجاشي : سل هذا الرجل : أعبيد نحن أم أحرار؟ فإن كنا عبيداً أبقنا من أربابنا ، فارددنا إليهم. فقال النجاشي : أعبيد هم أم أحرار؟ فقال : بل أحرار كرام ، فقال النجاشي : نجوا

١٠٩

من العبودية. قال جعفر : سلهما : هل أهرقنا دماً بغير حق فيقتص منا؟ فقال عمرو : لا ، ولا قطرة. قال جعفر : سلهما : هل أخذنا أموال الناس بغير حق فعلينا قضاؤها؟ قال النجاشي : يا عمرو إن كان قنطاراً فعليَّ قضاؤه ، فقال عمرو : لا ولا قيراطاً ، قال النجاشي : فما تطلبون منهم؟ قال عمرو : كنا وهم على دين واحد ، وأمر واحد ، على دين آبائنا ، فتركوا ذلك الدين واتبعوا غيره ، ولزمناه نحن ، فبعثنا إليك قومهم لتدفعهم إلينا. فقال النجاشي : ما هذا الدين الذي كنتم عليه ، والدين الذي اتبعتموه؟ اصدقني. قال جعفر : أما [الدين] الذي كنا عليه وتركناه فهو دين الشيطان وأمره ، كنا نكفر باللهعزوجل ، ونعبد الحجارة ، وأما [الدين] الذي تحولنا إليه فدين الله الإسلام ، جاءنا به رسول من الله وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقاً له.

فقال النجاشي : يا جعفر لقد تكلمت بأمر عظيم فَعَلَى رِسْلِكَ. ثم أمر النجاشي فضرِب بالناقوس فاجتمع إليه كل قسيس وراهب ، فلما اجتمعوا عنده قال النجاشي : أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى ، هل تجدون بين عيسى وبين القيامة نبياً مرسلاً؟ فقالوا : اللهم نعم ، قد بشرنا به عيسى ، وقال : من آمن به فقد آمن بي ، ومن كفر به فقد كفر بي. فقال النجاشي لجعفر : ما ذا يقول لكم هذا الرجل ويأمركم به ، وما ينهاكم عنه؟ قال : يقرأ علينا كتابَ الله ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويأمر بحسن الجوار ، وصلة الرحم ، وبرّ اليتيم ، ويأمرنا أن نعبد الله وحده لا شريك له.

فقال : اقرأ علينا شيئاً مما كان يقرأ عليكم. فقرأ عليهم سورة «العنكبوت» و «الروم». ففاضت عينا النجاشي وأصحابه من الدمع ، وقالوا : يا جعفر ، زدنا من هذا الحديث الطيب. فقرأ عليهم «سورة الكهف». فأراد عمرو أن يغضب النجاشي فقال : إنهم يشتمون عيسى وأمه ، فقال النجاشي : ما يقولون في عيسى وأمه؟ فقرأ عليهم جعفر سورة «مريم» ، فلما أتى على ذكر مريم وعيسى رفع النجاشي نفثة من سواك قدر ما يقذى العين ، وقال : والله ما زاد المسيح على ما تقولون هذا. ثم أقبل على جعفر وأصحابه فقال : اذهبوا فأنتم سُيُومٌ بأرضي.يقول : آمنون ، من سبكم أو آذاكم غرم ، ثم قال : أبشروا ولا تخافوا ، ولا دهورة

١١٠

اليوم على حزب إبراهيم. قال عمرو : يا نجاشي ومن حزب إبراهيم؟ قال : هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاءوا من عنده ومن اتبعهم. فأنكر ذلك المشركون وادعوا في دين إبراهيم ، ثم ردّ النجاشي على عمرو وصاحبه المال الذي حَمُلوه ، وقال : إنما هديتكم إليّ رشوة فاقبضوها ، فإن الله ملّكني ولم يأخذ مني رشوة.

قال جعفر : وانصرفنا وكنا في خير دار ، وأكرم جوار. وأنزل اللهعزوجل ذلك اليوم في خصومتهم في إِبراهيم على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بالمدينة ، قوله تعالى :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) [أي] على ملته وسنته ،( وَهذَا النَّبِيُ ) يعني محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ،( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) .

((٢١٢) ـ أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الوراق ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجَزَرِي ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدَّثنا أبو سعيد الأشج ، حدَّثنا وكيع ، عن سفيان بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي الضحى ، عن عبد الله قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن لكل نبي ولاةً من النبيين ، وأنا وَلِيِّي منهم أبي وخليلُ ربي إبراهيم. ثم قرأ :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ ) الآية.

[٩٥]

قوله تعالى :( وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ) الآية. [٦٩].

٢١٣ ـ نزلت في معاذ بن جبل [وحُذَيفة] وعمار بن ياسر ، حين دعاهم اليهود إلى دينهم. وقد مضت القصة في سورة البقرة.

[٩٦]

قوله تعالى :( وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) الآية. [٧٢].

__________________

[٢١٢] أخرجه الترمذي (٢٩٩٥) مكرر ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٢ ، ٥٥٣) وصححه ووافقه الذهبي ـ وأخرجه ابن جرير (٣ / ٢١٨).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ٤٢) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم.

[٢١٣] بدون إسناد.

١١١

٢١٤ ـ قال الحسن والسدي : تواطأ اثنا عشر حَبراً من يهود خيبر [وقرى عُرَيْنة] وقال بعضهم لبعض : ادخلوا في دين محمد أولَ النهار باللسان دون الاعتقاد ، واكفروا به في آخر النهار ، وقولوا : إنا نظرنا في كتبنا ، وشاورنا علماءنا ، فوجدنا محمداً ليس بذلك ، وظهر لنا كذبه ، وبطلان دينه ، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم وقالوا : إنهم أهل كتاب ، وهم أعلم به منا ، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأخبر [به] نبيَّه محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمؤمنين.

٢١٥ ـ [و] قال مجاهد ، ومقاتل ، والكلبي ، هذا في شأن القبلة ، لما صرفت إلى الكعبة ، شق ذلك على اليهود لمخالفتهم ، فقال كعب بن الأشرف وأصحابه : آمنوا بالذي أنزل على محمد من أمر الكعبة ، وصلُّوا إليها أولَ النهار ، ثم اكفروا بالكعبة آخرَ النهار ، وارجعوا إِلى قبلتكم الصخرة ، لعلهم يقولون : هؤلاء أهل كتاب وهم أعلم منا. فربما يرجعون إلى قبلتنا. فحذَّر الله تعالى نبيه مكرَ هؤلاء ، وأطلعه على سرهم ، وأنزل :( وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) الآية.

[٩٧]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية. [٧٧]

٢١٦ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أخبرنا حاجب بن أحمد ،

__________________

[٢١٤] مرسل.

[٢١٥] مرسل.

[٢١٦] أخرجه البخاري في كتاب الشرب والمساقاة (٢٣٥٨) وفي كتاب الأشخاص (٢٤١٧) وفي كتاب الرهن (٢٥١٦) وفي كتاب الشهادات (٢٦٦٧) و (٢٦٧٧) وفي كتاب التفسير (٤٥٥٠) وفي الأيمان والنذور (٦٦٦٠ ، ٦٦٦٧) ، وفي الأحكام (٧١٨٤).

وأخرجه مسلم في الإيمان (٢٢٠ ، ٢٢٢ / ١٣٨) ص ١٢٢ ـ ١٢٣.

وأبو داود في الأيمان والنذور (٣٢٤٣).

والترمذي في التفسير (٢٩٩٦) وفي البيوع (١٢٦٩) وقال حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٨٢) وفي القضاء من الكبرى.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠ / ١٨٠) وابن جرير (٣ / ٢٢٩) وذكره السيوطي في لباب

١١٢

أخبرنا محمد بن حماد ، أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن شفيق ، عن عبد الله ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من حلف على يمين وهو فيها فاجرٌ ، ليقطع بها مال امرئ مسلم ، لَقي الله وهو عليه غضبانُ. فقال الأَشْعَثُ بن قَيْس : فيَّ والله [نزلت] ، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني ، فقدمته إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ألك بينةٌ؟ قلت : لا. فقال لليهودي : أتحلف؟ فقلت : [يا رسول الله] إذن يحلف فيذهب بمالي. فأنزل اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

رواه البخاري عن عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش.

٢١٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المِهْرجاني ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو القاسم البَغَوي ، حدَّثني محمد بن سليمان ، حدَّثنا صالح بن عمر عن الأعمش ، عن شَقِيق ، قال : قال عبد الله :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقطعَ بها مالاً ، لقَي الله وهو عليه غضبانُ ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) إلى آخر الآية. فأتى الأشعث بن قيس ، فقال : ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا كذا وكذا. قال : لَفِيَّ نزلت ، خاصمت رجلاً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ألك بينة؟ قلت : لا. قال : فيحلف قلت : إذاً يحلفُ قالعليه‌السلام : من حلف على يمين هو فيها فاجرٌ ، ليقتطع بها مالاً ، لقيَ الله وهو عليه غضبان ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

رواه البخاري عن حَجَّاج بن مِنْهَال ، عن أبي عَوَانة.

__________________

النقول (ص ٥٧) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٤٤) لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب وأحمد في مسنده.

[٢١٧] انظر السابق.

١١٣

ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع ، وعن ابن نمير ، عن أبي معاوية ، كلهم عن الأعمش).

٢١٨ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن الشَّاذياخي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا عبد الرزّاق ، حدَّثنا سفيان ، عن منصور والأعمش ، عن أبي وائل ، قال : قال عبد الله :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يحلف رجل على يمين صبر ، ليقتطع بها مالاً فاجراً ، إلا لقي الله وهو عليه غضبان. قال : فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

قال : فجاء الأشعث ، وعبد الله يحدثهم ، قال : فيَّ نزلت وفي رجل خاصمته في بئر ، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألك بينة؟ قلت : لا ، قال : فليحلف لك ، قلت إذاً يحلف ، قال : فنزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) الآية.

٢١٩ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكَّي ، أخبرنا محمد بن المكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدَّثنا علي بن عبد الله ، سمع هشيماً يقول : أخبرنا العَوَّام بن حَوْشَب ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن أبي أَوْفَى :

أن رجلاً أقام سلعة في السوق فحلف لقد أعطى بها ما لم يعطه ، ليوقع فيها رجلاً من المسلمين ، فنزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) إلى آخر الآية.

__________________

[٢١٨] انظر (٢١٦)

[٢١٩] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٥١) وأخرجه في كتاب الشهادات (٢٦٧٥).

وعزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٨) للبخاري.

ونقل عن الحافظ ابن حجر قوله : لا منافاة بين الحديثين (حديث الأشعث وحديث عبد الله بن أبي أوفى) بل يحمل على أن النزول كان بالسببين معاً وعزاه في الدر (٢ / ٤٤) لعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم.

١١٤

٢٢٠ ـ وقال الكلبي : إن ناساً من علماء اليهود أُولي فاقة ، أصابتهم سَنة ، فاقتحموا إلى كعب بن الأشرَف بالمدينة ، فسألهم كعب : هل تعلمون أن هذا الرجل ـ رسولَ الله ـ في كتابكم؟ قالوا : نعم ، وما تعلمه أنت؟ قال : لا ، قالوا : فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال [كعب] : لقد حَرَمَكم الله خيراً كثيراً ، لقد قَدِمْتُم علي وأنا أريد أن أبركم وأكسو عيالكم ، فحرمَكم الله وحرَم عيالكم. قالوا : فإنه شُبِّهَ لَنَا ، فَرُوَيْداً حتى نلقاه. فانطلقوا فكتبوا صفةً سوى صفته ، ثم انتهوا إلى نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلموه وسألوه ، ثم رجعوا إلى كعب ، وقالوا : لقد كنا نرى أنه رسول الله ، فلما أتيناه إذا هو ليس بالنعت الذي نُعِتَ لنا ، ووجدنا نعته مخالفاً للذي عندنا. وأخرجُوا الذي كتبوا ، فنظر إليه كعب ففرح ومارَهُمْ وأنفق عليهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٢٠ م ـ وقال عكرمة : نزلت في أبي رافع وكِنَانَةَ بن أبي الحقيق ، وحيي بن أَخْطَب ، وغيرهم من رؤساء اليهود ، كتبوا ما عهد الله إليهم في التوراة ، من شأن محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبدّلوه وكتبوا بأيديهم غيره ، وحلفوا أنه من عند الله لئلا يفوتهم الرّشا والمآكل التي كانت لهم على أتباعهم.

[٩٨]

قوله تعالى :( ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ ) الآية. [٧٩].

٢٢١ ـ قال الضحاك ومقاتل : نزلت في نصارى نَجْرَان حين عبدوا عيسى. وقوله :( لِبَشَرٍ ) يعني عيسى( أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ ) يعني الإنجيل.

٢٢٢ ـ وقال ابن عباس في رواية الكلبي وعطاء : إن أبا رافع اليهودي

__________________

[٢٢٠] الكلبي ضعيف.

[٢٢٠١] م عزاه السيوطي في اللباب (ص ٥٨) لابن جرير ، ونقل عن الحافظ قوله : الآية محتملة ولكن العمدة في ذلك ما ثبت في الصحيح.

[٢٢١] مرسل.

[٢٢٢] أخرجه ابن جرير (٣ / ٢٣٢) من طريق ابن إسحاق قال ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال ثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس به.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨) ـ وأخرجه البيهقي في الدلائل (٥ / ٣٨٤) ـ وعزاه في الدر (٢ / ٤٦) لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في الدلائل.

١١٥

والرِّبِّيس من نصارى نَجْرَان ، قالا : يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك رباً؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : معاذ الله أن يُعبد غير الله أو نأمر بعبادة غير الله ، ما بذلك بعثني ، ولا بذلك أمرني. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٢٣ ـ وقال الحسن : بلغني أن رجلاً قال : يا رسول الله ، نُسلِّم عليك كما يسلم بعضنا على بعض ، أفلا نسجد لك؟ قال : لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ، ولكن أكرموا نبيكم ، واعرفوا الحق لأهله. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٩٩]

قوله تعالى :( أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ ) . [٨٣].

٢٢٤ ـ قال ابن عباس : اختصم أهل الكتابين إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم ، كل فرقة زعمت أنها أولى بدينه ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : كلا الفريقين بريءٌ من دين إبراهيم. فغضبوا وقالوا : والله ما نرضى بقضائك ، ولا نأخذ بدينك ، فأنزل الله تعالى( أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ ) .

[١٠٠]

قوله تعالى :( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) الآية. [٨٦].

٢٢٥ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، أخبرنا [أبو] محمد بن حيان ، أخبرنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا علي بن عاصم ، عن خالد وداود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :

__________________

[٢٢٣] مرسل ـ عزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨) لعبد الرزاق في تفسيره وعزاه في الدر (٢ / ٤٦) لعبد بن حميد.

[٢٢٤] بدون إسناد.

[٢٢٥] صحيح : أخرجه النسائي في الصغرى في كتاب تحريم الدم (٧ / ١٠٧).

وفي التفسير (٨٥) وابن جرير (٣ / ٢٤٠).

والحاكم في المستدرك (٢ / ١٤٢) وصححه ووافقه الذهبي ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٨).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٤٩) لابن حبان والبيهقي في سننه.

١١٦

أن رجلاً من الأنصار ارتد فلحق بالمشركين ، فأنزل الله تعالى :( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) إلى قوله :( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) فبعث بها قومه إليه ، فلما قُرِئت عليه قال : والله ما كذبني قومي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا كذب رسول الله على الله ، واللهعزوجل أصدق الثلاثة. فرجع تائباً فقبل منه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتركه

٢٢٦ ـ وأخبرنا أبو بكر ، أخبرنا أبو محمد ، أخبرنا أبو يحيى ، حدَّثنا سهل ، عن يحيى بن أبي زائدة ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

ارتد رجل من الأنصار عن الإسلام ولحق بالشرك ، فندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل لي من توبة ، فإني قد ندمت؟ فنزلت( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) حتى بلغ( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) فكتب بها قومه إليه ، فرجع فأسلم.

٢٢٦ م ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، أخبرنا أبو بكر بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، حدَّثنا أحمد بن سيّار ، حدَّثنا مُسَدَّد بن مُسَرْهَد ، حدَّثنا جعفر بن سليمان ، عن حميد الأعرج عن مجاهد ، قال :

كان الحارث بن سُوَيد قد أسلم ، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم لحق بقومه وكفر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) إلى قوله :( فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث : والله إنك ما علمت لصَدُوق ، وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصْدَقُ منك ، وإِنَّ الله لأَصْدَقُ الثلاثة. ثم رجع فأسلم إسلاماً حسناً.

[١٠١]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) . [٩٠].

__________________

[٢٢٦] انظر الحديث السابق.

[٢٢٦١] م ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لعبد الرزاق ، وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٩) لعبد الرزاق ومسدد وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٣ / ٢٤١).

وذكر الحافظ ابن حجر هذه القصة في الإصابة (١ / ٢٨٠) في ترجمة الحارث بن سويد.

١١٧

٢٢٧ ـ قال الحسن ، وقتادة ، وعطاء الخراساني : نزلت في اليهود ، كفروا بعيسى والإنجيل ، ثم ازدادوا كفراً ببعثة محمد والقرآن.

٢٢٨ ـ وقال أبو العالية : نزلت في اليهود والنصارى ، كفروا بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته ، ثم ازدادوا كفراً بإقامتهم على كفرهم.

[١٠٢]

قوله تعالى :( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) . [٩٣].

٢٢٩ ـ قال أبو رَوْق والكَلْبي : نزلت حين قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا على ملّة إبراهيم ، فقالت اليهود : كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها! فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان ذلك حلالاً لإبراهيم ، فنحن نُحِلُّه. فقالت اليهود : كل شيء أصبحنا اليوم نحرِّمه فإنه كان محرماً على نوح وإبراهيم حتى انتهى إلينا. فأنزل اللهعزوجل تكذيباً لهم :( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) الآية.

[١٠٣]

قوله تعالى :( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ) الآية. [٩٦].

٢٣٠ ـ قال مجاهد : تفاخر المسلمون واليهود ، فقالت اليهود : بيت المقدس

__________________

[٢٢٧] مرسل ، وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية : قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس : أن قوماً أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا لهم ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزلت هذه الآية( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ ) .

وقال ابن كثير : إسناده جيد.

[٢٢٨] مرسل.

[٢٢٩] بدون سند.

وأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٢) عن ابن عباس : أن إسرائيل أخذه عرق النسا فجعل إن شفاه الله أن لا يأكل لحماً فيه عروق قال فحرمته اليهود فنزلت ( كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ) ....

وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

[٢٣٠] مرسل.

١١٨

أفضل وأعظم من الكعبة ، لأنه مُهَاجَرُ الأنبياء ، وفي الأرض المقدسة. وقال المسلمون : بل الكعبة أفضل. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٠٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً ) الآية. [١٠٠].

٢٣١ ـ أخبرنا أبو عَمْرو القَنْطَرِي فيما أذن لي في روايته ، أخبرني محمد بن الحسين الحدادي قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا المُؤَمَّل بن إِسماعيل ، حدَّثنا حماد بن زيد ، حدَّثنا أيوب ، عن عكرمة قال :

كان بين هذين الحيين من الأوس والخزْرَج قتال من الجاهلية ، فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألَّف الله بين قلوبهم ، وجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج ، فأنشد شعراً قاله أحد الحيين في حربهم ، فكأنهم دخلهم من ذلك ، فقال الحي الآخرون قد قال شاعرنا في يوم كذا : كذا وكذا ، فقال الآخرون : وقد قال شاعرنا في يوم كذا : كذا وكذا. [قال] فقالوا : تعالوا نرد الحرب جَذَعاً كما كانت ، فنادى هؤلاء يا آل أوس ، ونادى هؤلاء يا آل خزرج. فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال ، فنزلت هذه الآية ، فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حتى قام بين الصفّين فقرأها ورفع صوته ، فلما سمعوا صوته أنصتوا [له] وجعلوا يستمعون إليه فلما فرغ ألقوا السلاح ، وعانق بعضهم بعضاً. وجَثَوْا يبكون).

٢٣٢ ـ وقال زيد بن أَسْلَم : مرشَاس بن قيس اليهودي ـ وكان شيخاً فدعَا في الجاهلية ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من الأوس والخزرج في مجلس [قد] جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من جماعتهم وَأُلْفَتِهِمْ ، وصلاح ذات بينهم في

__________________

[٢٣١] مرسل ، عزاه السيوطي في الدر (٢ / ٥٨) لابن المنذر ، وأورده في اللباب (ص ٥٩)

[٢٣٢] مرسل. أخرجه ابن جرير (٤ / ١٦).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ٥٧) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

١١٩

الإسلام ، بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة ، فقال : قد اجتمع مَلأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار. فأمر شاباً من اليهود كان معه ، فقال : اعمد إِليهم فاجلس معهم ، ثم ذَكِّرْهُم [بيوم] بعاث وما كان قبله ، وأنشدْهم بعض ما كانوا تَقَاوَلُوا فيه من الأشعار. وكان بُعاث يوماً اقتتلت فيه الأوس والخَزْرَج ، وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج. ففعل فتكلّم القومُ عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا ، حتى تواثب رجلان من الحيين : أوس بن قَيْظِي أحد بني حارثة من الأوس ، وجبّار بن صخر ، أحد بني سلمة من الخزرج. فتقاولا ، وقال أحدهما لصاحبه : إن شَئت [والله] رددتها [الآن] جذعة ، وغضب الفريقان جميعاً وقالا : قد فعلنا ، السلاح السلاح موعدكم الظاهرة. وهي حرة ، فخرجوا إليها ، وانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم ، فقال : يا معشر المسلمين أَبدَعْوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ، بعد أن أكرمكم الله بالإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، وألّف بينكم ، فترجعون إلى ما كنتم عليه كُفَّاراً؟ الله الله! فعرف القوم أنها نَزْغَةٌ من الشيطان ، وكيد من عدوهم ، فألقوا السلاح من أيديهم ، وبَكَوْا وعانق بعضهم بعضاً ، ثم انصرفوا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سامعين مطيعين ، فأنزل اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني الأوس والخزرج( إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) يعني شاساً وأصحابه( يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ ) .

قال جابر بن عبد الله : ما كان [من] طالع أكرهَ إلينا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأومى إلينا بيده ، فكففنا وأصلح الله تعالى ما بيننا ، فما كان شخص أحبَّ إلينا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فما رأيت [قط] يوماً أقبحَ ولا أوْحَش أوّلاً ، وأطيبَ آخِراً من ذلك اليوم.

[١٠٥]

قوله تعالى :( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ) الآية. [١٠١].

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

سورة الحجر

[٢٧٣]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ) . [٢٤].

٥٥٢ ـ أخبرنا نصر بن أبي نصر الواعظ ، قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن نُصَير الرَّازي ، قال : أخبرنا [محمد بن أيوب الرازي ، قال : أخبرنا] سعيد بن منصور قال : حدثنا نوح بن قيس الطَّاحي ، قال : حدثنا عمرو بن مالك ، عن أبي الجَوْزَاء ، عن ابن عباس ، قال :

__________________

[٥٥٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٢٢) وقال : وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عباس وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح.

وأخرجه النسائي في المجتبى (٢ / ١١٨) وفي التفسير (٢٩٣) وابن ماجة (١٠٤٦) والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٥٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ١٧١).

وأخرجه ابن جرير (١٤ / ١٨) من طريق جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء ، ولم يذكر ابن عباس ، وهي الرواية التي أشار إليها الترمذي. وأخرجه ابن جرير (١٤ / ١٨) عن ابن عباس.

وأخرجه البيهقي في السنن (٣ / ٩٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٩٦) للطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه.

٢٨١

كانت تصلي خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم امرأة حسناء في آخر النساء ، فكان بعضهم يتقدم إلى الصف الأول لئلا يراها ، وكان بعضهم يكون في الصف المؤخر ، فإذا ركع قال هكذا ـ ونظر من تحت إبطه ـ فنزلت :( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ) .

٥٥٣ ـ وقال الربيع بن أنس : حرّض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصف الأول في الصلاة ، فازدحم الناس عليه ، وكان بنو عُذْرَة دُورُهم قاصيةٌ عن المسجد ، فقالوا : نبيع دورنا ونشتري دوراً قريبة من المسجد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٧٤]

قوله تعالى( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ ) [٤٧].

٥٥٤ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني محمد بن سليمان بن خالد الفحام قال : أخبرنا علي بن هاشم ، عن كثير النَّوَّاء ، [أنه] قال :

قلت لأبي جعفر : إن فلاناً حدثني عن علي بن الحسينرضي‌الله‌عنهما : أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعليرضي‌الله‌عنهم :( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) قال : والله إنها لفيهم أنزلت [وفيمن تنزل إلا فيهم؟] قلت : وأي غل هو؟ قال : غِلّ الجاهلية ، إن بني تَيْم وعَدِي وبني هاشم ، كان بينهم في الجاهلية [غل] ، فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا فأخذتْ أبا بكر الخاصِرةُ ، فجعل عليٌّ يسخن يده فيكمد بها خَاصِرَة أبي بكر ، فنزلت هذه الآية.

[٢٧٥]

قوله تعالى :( نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) . [٤٩].

__________________

[٥٥٣] مرسل.

[٥٥٤] في إسناده كثير النواء : ضعيف [تقريب ٢ / ١٣١] وعزاه السيوطي في الدر (٤ / ١٠١) لابن أبي حاتم وابن عساكر.

٢٨٢

٥٥٥ ـ روى ابن المبارك بإسناده عن رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال :

طلع علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من الباب الذي يدخل منه ، بنو شَيْبَةَ ، ونحن نضحك ، فقال : ألا أراكم تضحكون! ثم أدبر حتى إذا كان عند الحِجْر رجع إلينا القَهْقَرَى ، فقال : إني لما خرجت جاء جبريلعليه‌السلام ، فقال : يا محمد يقول الله تعالىعزوجل : لم تُقَنِّط عبادي؟( نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .

[٢٧٦]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) . [٨٧].

٥٥٦ ـ قال الحسين بن الفضل : إن سبع قوافل وافت من بُصْرَى وأذْرِعَات ليهود قُرَيْظَة والنَّضِير في يوم واحد ، فيها أنواع من البَزِّ وأوعية الطِّيب والجواهر وأمتعة البحر ، فقال المسلمون : لو كانت هذه الأموال لنا لتقوينا بها فأنفقناها في سبيل الله. فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال : لقد أعطيتكم سبع آيات هي خير لكم من هذه السبع القوافل. ويدل على صحة هذا قوله تعالى على أثرها :( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ ) الآية.

__________________

[٥٥٥] ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه ابن جرير (١٤ / ١٠٢) بإسناده من طريق ابن المبارك عن مصعب بن ثابت.

ومصعب بن ثابت : قال الحافظ في التقريب : لين الحديث وعلى ذلك يكون الإسناد ضعيف.

وعزاه في الدر (٤ / ١٠٢) لابن جرير وابن مردويه.

[٥٥٦] مرسل.

٢٨٣

سورة النحل

[٢٧٧]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( أَتى أَمْرُ اللهِ ) الآية. [١].

٥٥٧ ـ قال ابن عباس : لما أنزل الله تعالى :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) قال الكفار بعضهم لبعض : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت ، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن. فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا :ما نرى شيئاً ، فأنزل الله تعالى :( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة. فلما امتدت الأيام قالوا : يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به ، فأنزل الله تعالى :( أَتى أَمْرُ اللهِ ) فوثب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورفع الناس رؤوسهم ، فنزل :( فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) فاطمأنوا. فلما نزلت هذه الآية قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين ـ وأشار بإصبعه ـ إن كادت لتسبقني.

٥٥٨ ـ وقال الآخرون : الأمر هاهنا : العذاب بالسيف. وهذا جواب النضر بن الحارث حين قال :( اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ) يستعجل العذاب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٥٥٧] بدون إسناد.

[٥٥٨] بدون إسناد.

٢٨٤

[٢٧٨]

قوله تعالى :( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) . [٤].

٥٥٩ ـ نزلت الآية في أبيّ بن خَلَف الجُمَحِيّ حين جاء بِعَظْمٍ رَمِيمٍ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمد ، أَتُرَى الله يُحيِي هذا بعد ما قد رمَّ؟

نظير هذه الآية قوله تعالى في سورة يس :( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) إلى آخر السورة ، نازلة في هذه القصة.

[٢٧٩]

قولهعزوجل :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ ) الآية. [٣٨].

٥٦٠ ـ قال الربيع بن أنس ، عن أبي العالية :

كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين ، فأتاه يتقاضاه ، فكان فيما تكلم به : والذي أرجوه بعد الموت ، فقال المشرك : وإنك لتزعم أنك تُبعث بعد الموت ، فأقسمُ بالله لا يبعث الله مَن يموت ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٨٠]

قولهعزوجل :( وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ) الآية. [٤١].

٥٦١ ـ نزلت في أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بمكة : بلال ، وصُهَيب ، وخَبَّاب ، وعمّار ، و [أبي] جَنْدَل بن سُهَيل ، أخذهم المشركون بمكة فعذّبوهم وآذوهم ، فبوَّأهم الله تعالى المدينة بعد ذلك.

__________________

[٥٥٩] بدون إسناد.

[٥٦٠] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٤ / ٧٣) وعزاه في الدر (٤ / ١١٨) لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

وانظر رقم (٦١٠)

[٥٦١] بدون إسناد.

٢٨٥

[٢٨١]

قولهعزوجل :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ ) الآية. [٤٣].

٥٦٢ ـ نزلت في مشركي مكة ، أنكروا نبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً ، فهلّا بعث إلينا ملكاً!.

[٢٨٢]

قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً ، هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ* وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [٧٥ ، ٧٦].

٥٦٣ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو بكر بن الأنباري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر ، قال : حدثنا عفان ، قال :حدثنا وهيب ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم ، عن إبراهيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

نزلت هذه الآية :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ ) في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سراً وجهراً ، ومولاه أبو الجَوْزاء ، الذي كان ينهاه. ونزلت :( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ ) . فالأبكم منهما الكَلُّ على مَوْلَاهُ ، هو : أسيد بن أبي العيص. والذي( يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) هو : عثمان بن عفان.

__________________

[٥٦٢] ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه ابن جرير (١٤ / ٧٥) بإسناده فيه عن ابن عباس. وفي إسناده عنده بشر بن عمارة وهو ضعيف ، ومن طريق الضحاك عن ابن عباس ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

وعزاه في الدر (٤ / ١١٨) لابن جرير وابن أبي حاتم.

[٥٦٣] في إسناده وهيب بن خالد ثقة ثبت تغيّر قبل موته.

وعزاه في الدر (٤ / ١٣٥) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.

٢٨٦

[٢٨٣]

قولهعزوجل :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ) الآية. [٩٠].

٥٦٤ ـ أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا شعيب بن محمد البَيْهَقي ، قال : أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : أخبرنا أبو الأزْهَر ، قال : حدثنا روْح بن عُبادة عن عبد الحميد بن بهرام ، قال : حدثنا شَهْر بن حَوْشَب ، قال : حدثنا عبد الله بن عباس ، قال :

بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بِفناء بيته بمكة جالساً ، إذ مر به عثمان بن مَظْعُون ، فكَشَرَ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : ألا تجلس؟ فقال : بلى. فجلس إليه مستقبِلَه ، فبينما هو يحدثه إذْ شَخَصَ بصره إلى السماء ، فنظر ساعة وأخذ يَضَعُ بَصَرَه حتى وضع على يمينه في الأرض ، ثم تَحَرَّف عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره ، فأخذ يُنْغِضُ رأسَه كأنه يسْتَفْقِه ما يقال له ، ثم شَخص بصرُه إلى السماء كما شخص أول مرة ، فأتْبَعَهُ بصرَه حتى توارى في السماء ، وأقبل على عثمان كجلسته الأولى ، فقال : يا محمد ، فيما كنت أجالسك وآتيك ، ما رأيتك تفعل فَعْلَتَك الغداة. قال : وما رأيتني فعلت؟ قال : رأيتك شخص بصرك إلى السماء ، ثم وضعته حين وضعته على يمينك ، فتَحَرَّفْتَ إليه وتركتني ، فأخذت تُنْغِضُ رأسَك كأنك تستفقه شيئاً يقال لك. قال : أوَفَطِنْتَ إلى ذلك؟ قال عثمان : نعم. قال : أتاني رسول الله جبريلُ آنفاً وأنت جالس. [قال : رسول الله؟ قال : نعم] قال : فما ذا قال لك؟ قال : قال لي :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [قال عثمان] : فذلك حين استقر الإيمان في قلبي ، وأحببت محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

[٥٦٤] إسناده حسن : أخرجه أحمد (١ / ٣١٨) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٤٨) وقال : رواه أحمد والطبراني وشهر وثّقه أحمد وجماعة وفيه ضعف لا يضر وبقية رجاله ثقات. وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وقال عنه : إسناد جيد متصل قد بين فيه السماع المتصل.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٢٨) للبخاري في الأدب المفرد والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه.

والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (٩ / ٢٧) و (١٠ / ٣٣٣)

٢٨٧

[٢٨٤]

قوله تعالى :( وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ ) . [١٠١].

٥٦٥ ـ نزلت حين قال المشركون : إن محمداً يسخر بأصحابه ، يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غداً ، أو يأتيهم بما هو أهونُ عليهم ، وما هو إلا مفتر يقولُه من تِلْقاء نفسه. فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي بعدها.

[٢٨٥]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ) الآية [١٠٣].

٥٦٦ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المُزكي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمدان الزاهد ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو هشام الرِّفاعي ، قال : حدثنا ابن فضيل ، قال : حدثنا حُصَين عن عبد الله بن مسلم ، قال : كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر ، اسم أحدهما : يَسارٌ ، والآخر جَبر ، وكانا [صَيْقَلَيْن] يقرآن كتباً لهما بلسانهما ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما ، فكان المشركون يقولون : يتعلم منهما. فأنزل الله تعالى فأكذبهم :( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) .

[٢٨٦]

قولهعزوجل :( مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ ) الآية. [١٠٦].

٥٦٧ ـ قال ابن عباس : نزلت في عمَّار بن يَاسِر ، وذلك أن المشركين أخذوه

__________________

[٥٦٥] بدون إسناد.

[٥٦٦] أخرجه ابن جرير (١٤ / ١٢٠) ، وذكره الحافظ في الإصابة (٢ / ٤٤٧) في ترجمة عبيد الله بن مسلم الحضرمي ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٦٣) ومدار هذا الأثر على حصين بن عبد الرحمن : قال الحافظ في التقريب : ثقة تغير حفظه في الآخر.

[٥٦٧] أخرجه ابن جرير (١٤ / ١٢٢) من طريق العوفي عن ابن عباس والعوفي هو عطية بن سعد وهو صدوق يخطئ كثيراً كان شيعياً مدلساً.

وعزاه في الدر (٤ / ١٣١) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٢٨٨

وأباه ياسراً ، وأمه سمية ، وصُهَيْباً ، وبلالاً ، وخَبَّاباً ، وسالماً ـ [فعذبوهم] فأما سُمَيَّة فإنها ربطت بين بعيرين ووُجِئَ قُبُلُهَا بحربة ، وقيل لها : إِنك أسلمت من أجل الرجال. فقتلت ، وقتل زوجها ياسر ، وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام. وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ، فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بأن عماراً كفر ، فقال : كلا إن عماراً مليء إيماناً من قَرْنه إلى قدمه ، واختلط الإيمانُ بلحمه ودمه! فأتى عمار رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يبكي ، فجعل رسول اللهعليه‌السلام يمسح عينيه ويقول : «إِنْ عادوا لك فعُدْ لهم بما قلت»! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٦٨ ـ وقال مجاهد : نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا ، فكتب إليهم المسلمون بالمدينة : أن هاجروا ، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا. فخرجوا يريدون المدينة ، فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم مُكْرَهين. وفيهم نزلت هذه الآية.

[٢٨٧]

قوله تعالى :( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ) الآية [١١٠].

٥٦٩ ـ قال قتادة : ذُكِرَ لنا أنه لما أنزل الله تعالى قَبْلَ هذه الآية : أنّ أهلَ مكة لا يقبل منهم إسلام حتى يهاجروا ، كتب بها أهلُ المدينة إلى أصحابهم من أهل مكة ، فلما جاءهم ذلك خرجوا ، فلحقهم المشركون فردوهم. فنزلت :( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) فكتبوا بها إليهم. فتبايعوا بينهم على أن يخرجوا ، فإن لحق بهم المشركون من أهل مكة قاتلوهم حتى ينجوا أو يلحقوا بالله ، فأدركهم المشركون فقاتلوهم ، فمنهم من قُتل ومنهم من نجا ، فأنزل اللهعزوجل :( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا ) .

[٢٨٨]

قولهعزوجل :( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) الآية. [١٢٥].

__________________

[٥٦٨] مرسل.

[٥٦٩] مرسل.

٢٨٩

٥٧٠ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا الحكم بن موسى ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن عبد الملك بن أبي غَنِيّة ، عن الحكم بن عُتَيْبَة عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال :

لما انصرف المشركون عن قتلى أحد ، انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأى منظراً ساءه ، ورأى حمزَةَ : قد شُقَّ بطنه ، واصْطُلِمَ أنفُه ، وجُدِعَت أذناه. فقال : لو لا أن تحزن النساء أو تكون سنة بعدي ، لتركته حتى يبعثه الله تعالى من بطون السباع والطير ، لأقتلن مكانه سبعين رجلاً منهم. ثم دعا ببردة فغطّى بها وجهَه فخرجت رجلاه ، فجعل على رجليه شيئاً من الإذْخر ، ثم قدمه وكبر عليه عشراً ، ثم جعل يُجاءُ بالرجل فيوضَعُ وحمزةُ مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة ، وكان القتلى سبعين. فلما دُفنوا وفُرغ منهم ، نزلت هذه الآية :( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) إلى قوله تعالى :( وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ ) فصَبَر ولم يُمَثِّل بأحد.

٥٧١ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : حدثنا أبو العباس

__________________

[٥٧٠] ضعيف : إسماعيل بن عياش إذا حدث عن الشاميين حديثه مستقيم وإذا حدث عن الحجازيين والعراقيين خلط ما شئت ، وفي هذا الحديث يروي عن عبد الملك وهو من أصبهان فتكون الرواية ضعيفة ، وهناك علة ثانية في هذا الحديث وهي : الحكم بن عتيبة : قال الحافظ في التقريب (١ / ١٩٢) ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس.

والحديث أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٣ / ٢٨٧) وابن سعد (٣ / ١ / ٧) من طريق مقسم عن ابن عباس وليس عندهما سبب النزول ، وأخرجه الدارقطني (٤ / ١١٦) وابن سعد (٣ / ١ / ٨) والبغوي في شرح السنة (٥ / ٣٦٩) من حديث أنس وليس عندهم سبب النزول.

[٥٧١] فات المصنفرحمه‌الله وضع ترجمة هنا ، والحديث في إسناده صالح بن بشير المري قال الحافظ في التقريب : ضعيف [تقريب ١ / ٣٥٨].

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ١٩٧) وسكت عليه وقال الذهبي : صالح واه.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ١١٩) وقال : رواه البزار والطبراني وفيه صالح بن بشير المزني وهو ضعيف.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٣٥) لابن سعد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٢٩٠

أحمد بن محمد بن عيسى الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا بشر بن الوليد الكِنْدي ، قال : حدثنا صالح المُري قال : حدثنا سليمان التيمِي عن أبي عثمان النَّهْدِي ، عن أبي هريرة ، قال :

أشرف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم على حمزة فرآه صريعاً ، فلم ير شيئاً كان أوجع لقلبه منه ، وقال : والله لأقتلن بك سبعين منهم. فنزلت :( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ )

٥٧٢ ـ أخبرنا أبو حسان المزكي ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق [حدثنا موسى بن إسحاق] قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدثنا قيس عن [ابن] أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم قُتِل حمزة ومُثِّل به : لئن ظفرت بقريش لأمثّلنّ بسبعين رجلاً منهم ، فأنزل اللهعزوجل :( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بل نصبر يا رب.

٥٧٣ ـ قال المفسرون : إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أحد من تَبْقِيرِ البُطُون وقطع المَذَاكِيرِ والمثلة السيئة ، قالوا حين رأوا ذلك : لئن أظفرنا الله عليهم لنزيدن على صنيعهم ، ولنُمَثِّلنّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ، ولنفعلن ولنفعلن. ووقف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على عمه حمزة وقد جدعوا أنفه [وأذنه] وقطعوا مَذَاكِيرَه وبقرُوا بطنه ، وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها ثم اسْتَرَطْتَها لتأكلها ، فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها ، فبلغ ذلك نبيَّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أما إنها لو أكلتها لم تدخل النار أبداً ، حمزُة أكرمُ على الله من

__________________

[٥٧٢] في إسناده ثلاثة علل : * منقطع : الحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث وعدها يحيى القطان وهذا ليس فيها [تهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٣] الحماني متهم بسرقة الحديث [تقريب ٢ / ٣٥٢].

قيس بن الربيع : صدق تغير لما كبر ، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.

وعزاه في الدر (٤ / ١٣٥) لابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٥٧٣] يتفق مع ما سبق.

٢٩١

أن يدخل شيئاً من جسده النار. فلما نظر رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى حمزةَ ، نظر إلى شيء لم ينظر [قط] إلى شيء كان أوجع لقلبه منه ، فقال : رحمة الله عليك ، إنك كنت ما علمتُ : وصُولاً للرحم ، فعّالاً للخيرات ، ولو لا حزنُ مَنْ بَعدَك عليك لسرني أن أدعك حتى تُحشر من أجْوَاف شتى ، أما والله لئن أظفرني الله تعالى بهم لأمثلن بسبعين منهم مكانك. فأنزل الله تعالى :( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بلى نصبر ، وأمسك عما أراد ، وكَفَّرَ عن يمينه.

قال الشيخ أبو الحسن : ونحتاج أن نذكرها هنا مقتل حمزة :

٥٧٤ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكي ، قال : أخبرنا محمد بن مكي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الجُعْفِيّ ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حُجَيْنُ بن المُثَنَّى ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا والدي ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : حدثني أبي ، عن محمد بن إسحاق ، حدثنا عبد الله بن الفضل بن عيّاش بن أبي ربيعة ، عن سليمان بن يَسَار ، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، قال :

خرجت أنا وعُبيد الله بن عَدِي بن الخِيَار ، فمررنا بحمْص ، فلما قَدِمناها قال لي عُبيد الله بن عدي : هل لك أن تأتيَ وَحْشِياً نسأله كيف كان قتله حمزة؟ فقلت له : إن شئت [فخرجنا نسأل عنه] فقال لنا رجل : أما إنكما ستجدانه بفناء داره ، وهو رجل قد غلب عليه الخمر ، فإن تجداه صاحياً تجدا رجلاً عريباً [وتجدا] عنده بعض ما تريدان. فلما انتهينا إليه سلّمنا عليه فرفع رأسه ، قلنا : جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة رحمة الله عليه ، فقال : أما إني سأحدثكما كما حدَّثْتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حين سألني عن ذلك : كنت غلاماً لجُبَيْر بن مُطْعِم بن عَدِي بن نَوْفَل ، وكان عمه طُعَيْمَة بن عدي قد أُصيب يوم بدر ، فلما سارت قريش إلى أحد ، قال لي جُبَير بن

__________________

[٥٧٤] أخرجه البخاري في المغازي (٤٠٧٢) وأحمد في مسنده (٣ / ٥٠١)

٢٩٢

مطعم : إن قتلت حمزة عمّ محمد بِعَمِّي طعيمَة فأنت عتيق. قال : فخرجت وكنت حَبشِياً أقذف بالحربة قذْفَ الحبشة قلَّما أخطئ بها شيئاً ، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة [وأتبّصره] حتى رأيته في عُرْض الجيش مثل الجَمَل الأوْرَق يهدُّ الناس بسيفه هداً ما يقوم له شيء ، فو الله إني لأتَهَيَّا له وأستتر منه بحجر أو شجر لِيَدْنُوَ مني ، إذ تَقَدَّمَنِي إليه سِباعُ بن عبد العُزَّى ، فلما رآه حمزة رحمة الله عليه قال : ها [هنا] يا ابن مُقَطِّعَةِ البُظُور ، قال : ثم ضربه فو الله ما أخطأ رأسه ، وهَزَزْتُ حربتي حتى إِذا [ما] رضيت منها دَفَعْتُها إِليه ، فوقعت في ثُنَّتِه حتى خرجت من بين رجليه ، فذهب لِيَنُوءَ نحوي فغُلب وتركته حتى مات ، ثم أتيته فأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى الناس فقعدت في العسكر ، ولم يكن لي بغيره حاجة ، إنما قتلته لأعتق ـ فلما قدمت مكة أُعْتِقْتُ ، فأقمت بها حتى فشا فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رسلاً ، وقيل لي : إِن محمداً لا يهيج الرسل. قال : فخرجت معهم حتى قدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآني قال [لي] أنت وحشي؟ قلت : نعم قال : أنت قتلت حمزة؟ قلت : قد كان من الأمر ما قد بلغك ، قال : فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني. [فخرجت] قال : فلما قُبِضَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخرج الناس إلى مسيلمةَ الكذاب ـ قلت : لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافىءَ به حمزة. فخرجت مع الناس ، وكان من أمره ما كان.

٢٩٣

سورة بني إسرائيل

[٢٨٩]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ) الآية [٢٩].

٥٧٥ ـ أخبرنا أبو الحسن ، محمد بن عبد الله بن علي بن عِمْرَان ، قال : أخبرنا أبو علي [ابن] أحمد الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيلي المحَامِلي ، قال : حدثنا زكرياء بن يحيى الضرير ، قال : حدثنا سليمان بن سفيان الجُهَنيّ ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحْوص ، عن عبد الله قال :

جاء غلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : إن أمي تسألك كذا وكذا ، فقال : ما عندنا اليوم شيء ، قال : فتقول : لك اكسني قميصك ، قال : فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسراً ، فأنزل الله سبحانه وتعالى :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) الآية.

٥٧٦ ـ وقال جابر بن عبد الله : بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قاعداً فيما بين أصحابه ، أتاه صبي فقال : يا رسول الله ، إن أمي تَسْتَكْسِيكَ دِرْعاً. ولم

__________________

[٥٧٥] إسناده ضعيف : سليمان بن سفيان الجهني ضعيف [تقريب ١ / ٣٢٥] مجروحين [١ / ٣٢٥] وفي إسناده : قيس بن الربيع مرت ترجمته في (٥٧٢). الدر (٤ / ١٧٨) وعزاه لابن جرير.

[٥٧٦] بدون إسناد.

٢٩٤

يكن عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلَّا قميصه ، فقال للصبي : من ساعة إلى ساعة يظهر [كذا] فعُدْ [إلينا] وقتاً آخر ، فعاد إِلى أمه ، فقالت : قل له : إن أمي تستكسيك القَمِيصَ الذي عليك ، فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم داره ، ونزع قميصه وأعطاه ، وقعد عرياناً ، فأذن بلال للصلاة فلم يخرج ، فشغل قلوب الصحابة ، فدخل عليه بعضهم فرآه عرياناً. فأنزل تبارك وتعالى هذه الآية.

[٢٩٠]

قولهعزوجل :( وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) . [٥٣]

٥٥٧ ـ نزلت في عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، وذلك أن رجلاً من العرب شتمه ، فأمره الله تعالى بالعفو.

٥٧٨ ـ وقال الكلبي : كان المشركون يؤذون أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالقول والفعل ، فشكوا ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٩١]

قوله تعالى :( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ) الآية. [٥٩].

٥٧٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : [حدثنا] عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

__________________

[٥٧٧] بدون إسناد.

[٥٧٨] الكلبي ضعيف.

[٥٧٩] أخرجه النسائي في التفسير (٣١٠) وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٥٨).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٦٢) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (١٥ / ٧٤) ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٦٧.

وزاد نسبته في الدر (٤ / ١٩٠) للبزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختار.

وهو عند البزار (٢٢٢٥ ـ كشف) والبيهقي في الدلائل (٢ / ٢٧١ ، ٢٧٢)

٢٩٥

سأل أهلُ مكة النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أن يجعل لهم الصفا ذهباً ، وأن يُنَجِّي عنهم الجبال فيزرعون. فقيل له : إن شئت أن تستأني بهم لعلنا نَجْتَبِي منهم ، وإن شئت [أن] تؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم ، قال : لا ، بل أسْتَأْني بهم. فأنزل اللهعزوجل :( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ) الآية.

٥٧٩ م ـ وروينا قول الزبير بن العوام في سبب نزول هذه الآية ، عند قوله :( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ ) .

[٢٩٢]

قولهعزوجل :( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) الآية. [٦٠].

٥٨٠ ـ أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ ، قال : حدثنا محمد بن محمد الفقيه ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين القَطان ، قال : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن زُرَيْر ، قال : حدثنا حفص بن عبد الرحمن ، عن محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن عَبَّاد بن حُنَيف ، عن عِكْرَمَة ، عن ابن عباس ، أنه قال :

لما ذكر الله تعالى الزَّقُومَ [في القرآن] خُوِّف به هذا الحي من قريش ، فقال أبو جهل : هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد؟ قالوا : لا ، قال : الثريد بالزبد ، أما والله لئن أمكننا منه لنتزقمنه تَزَقُّماً! فأنزل الله تبارك وتعالى :( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) يقول : المذمومة ،( وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) .

[٢٩٣]

قوله تعالى :( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) الآية. [٧٢].

__________________

[٥٧٩] م انظر رقم (٥٥٠)

[٥٨٠] في إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه ..

وعزاه في الدر (٤ / ١٩١) لابن إسحاق وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث وذكره في لباب النقول ص ١٦٧.

٢٩٦

٥٨١ ـ قال عطاء عن ابن عباس : نزلت في وفد ثَقِيفٍ ، أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسألوا شططاً وقالوا : مَتَّعْنا باللّاتِ سنةً ، وحَرَّم وادينا كما حَرَّمتَ مكة : شحرَها وطيرَها ووحشَها. [وأكثروا في المسألة] ، فأبى ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يجبهم. فأقبلوا يُكررون مسألتهم ، وقالوا : إنا نحب أن تعرف العرب فضلنا عليهم ، فإن كرهتَ ما نقول ، وخشيتَ أن تقول العرب : أعطيتَهم ما لم تُعطِنا ـ فقل : الله أمرني بذلك. فأمسك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عنهم ، وداخلهم الطمع ، فصاح عليهم عمر : أما ترون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أمسك عن جوابكم كراهيةً لما تجيئون به؟ وقد همَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن يعطيهم ذلك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٨٢ ـ وقال سعيد بن جبير : قال المشركون للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا نكف عنك إلا بأن تلم بآلهتنا ولو بطرف أصابعك ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما عليَّ لو فعلت ، والله يعلم أني كاره ، فأنزل الله تعالى هذه الآية :( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) إلى قوله :( نَصِيراً ) .

٥٨٣ ـ وقال قتادة : ذُكِرَ لنا أن قريشاً خَلَوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذاتَ ليلة إلى الصبح ، يكلمونه ويفخمونه ويسوِّدونه ويقاربونه ، فقالوا : إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس ، وأنت سيدنا وابن سيدنا. وما زالوا به حتى كاد يُقارِبهُم في بعض ما يريدون ، ثم عصمه الله تعالى عن ذلك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٩٤]

قوله تعالى :( وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ ) الآية. [٧٦].

٥٨٤ ـ قال ابن عباس : حسدت اليهود مقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ، فقالوا : إن

__________________

[٥٨١] بدون إسناد.

[٥٨٢] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٥ / ٨٨) ، وعزاه في الدر (٤ / ١٩٤) لابن جرير وابن أبي حاتم.

وذكره في لباب النقول ص ١٦٨.

[٥٨٣] مرسل.

[٥٨٤] بدون إسناد ، وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية تعليقاً على من قال إنها نزلت في اليهود : وهذا القول ضعيف لأن الآية مكية وسكنى المدينة بعد ذلك.

٢٩٧

الأنبياء إنما بعثوا بالشام ، فإن كنت نبياً فالحق بها ، فإنك إن خرجت إليها صدَّقناك وآمنا بك. فوقع ذلك في قلبه لما يحب من إسلامهم ، فرحل من المدينة على مرحلة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٨٥ ـ وقال عبد الرحمن بن غنم : إن اليهود أتوا نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إن كنت صادقاً أنك نبي [الله] فالحق بالشام ، فإن الشام أرض المَحْشِر والمَنْشرِ وأرض الأنبياء. فصدَّق ما قالوا ، وغزا غزوة «تَبُوكَ» لا يريد بذلك إلا الشام. فلما بلغ «تَبُوكَ» أنزل الله تعالى :( وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ ) .

٥٨٦ ـ وقال مجاهد وقتادة والحسن : همَّ أهل مكة بإخراج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، فأمره الله تعالى بالخروج. وأنزل هذه الآية إخباراً عما هَمُّوا به.

[٢٩٥]

قوله تعالى :( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) الآية. [٨٠].

٥٨٧ ـ قال الحسن : إن كفار قريش لما أرادوا أن يوثقوا نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويخرجوه من مكة ، أرادَ اللهُ تعالى بقاء أهل مكة ، وأمر نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يخرج مهاجراً إلى المدينة ، ونزل قوله تعالى :( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) .

__________________

[٥٨٥] بدون إسناد ، ورد ابن كثير هذا وقال : والأظهر أن هذا ليس بصحيح فإن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يغز تبوك عن قول اليهود وإنما غزاها امتثالاً لقوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ) إلخ. [انظر تفسير هذه الآية عند ابن كثير].

[٥٨٦] بدون إسناد.

[٥٨٧] مرسل ، وأخرجه ابن جرير بإسناده عن الحسن (١٥ / ١٠٠) وله شاهد من قول ابن عباس : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة ثم أُمر بالهجرة فنزلت عليه( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي ) الآية ، أخرجه الترمذي (٣١٣٩) وقال : هذا الحديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن جرير (١٥ / ١٠٠) وأخرجه أحمد (١ / ٢٢٣) والحاكم (٣ / ٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٩٨) لابن المنذر والطبراني وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.

٢٩٨

[٢٩٦]

قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) الآية. [٨٥].

٥٨٨ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي ، قال : أخبرنا محمد بن بشر بن العباس ، أخبرنا أبو لبيد محمد بن أحمد بن بشر ، حدثنا سويد عن سعيد ، حدثنا علي بن مُسْهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

إني لمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في حرث بالمدينة ، وهو متكئ على عِسيبٍ ، فمر بنا ناس من اليهود ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فقال بعضهم : لا تسألوه فيستقبلكم بما تكرهون ، فأتاه نفر منهم فقالوا [له] : يا أبا القاسم ما تقول في الروح؟ فسكت ثم قام فأمسك بيده على جبهته ، فعرفت أنه ينزل عليه. فأنزل الله عليه :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) رواه البخاري ، ومسلم جميعاً ، عن عمر بن حَفْص بن غِيَاث ، عن أبيه ، عن الأعمش.

٥٨٩ ـ وقال عكرمة عن ابن عباس : قالت قريش لليهود : أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فنزلت هذه الآية.

__________________

[٥٨٨] أخرجه البخاري في العلم (١٢٥) وفي التفسير (٤٧٢١) وفي الاعتصام (٧٢٩٧) وفي التوحيد (٧٤٥٦ ، ٧٤٦٢) وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين (٣٢ ، ٣٣ / ٢٧٩٤) ص ٢١٥٢ والترمذي في التفسير (٣١٤١) وقال : هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في التفسير (٣١٩).

وأخرجه أحمد (١ / ٣٨٩ ، ٤٤٤) وابن جرير (١٥ / ١٠٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٩٩) لابن حبان وابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل.

[٥٨٩] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٤٠) وقال : حسن صحيح غريب.

وأخرجه النسائي في التفسير (٣٣٤).

وأحمد (١ / ٢٥٥) والحاكم في المستدرك (٢ / ٥٣١) وصححه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٩٩) لابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ في العظمة وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل.

٢٩٩

٥٩٠ ـ وقال المفسرون : إن اليهود اجتمعوا ، فقالوا لقريش حين سألوهم عن شأن محمد وحاله : سلوا محمداً عن الروح ، وعن فِتْيَةٍ فُقِدُوا في أوّل الزمان ، وعن رجل بلغ مشرق الأرض ومغربها ، فإن أجاب في ذلك كله فليس بنبي ، وإن لم يجب في ذلك [كلّه] فليس بنبي ، وإن أجاب في بعض ذلك وأمسك عن بعضه فهو نبي. فسألوه عنها ، فأنزل الله تعالى في شأن الفتية :( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) إلى آخر القصة ، [وأنزل في رجل الذي بلغ شرق الأرض ، وغربها :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ) إلى آخر القصة] ، وأنزل في الروح قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) الآية.

[٢٩٧]

قوله تعالى :( وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) الآية. [٩٠].

٥٩١ ـ روى عكرمة ، عن ابن عباس : أن عُتْبَةَ ، وشَيْبَة ، وأبا سفيان ، والنَّضْرَ بن الحارث ، وأبا البَخْتَرِي ، والوليد بن المُغِيرَة ، وأبا جهل ، وعبد الله بن أبي أميّة ، وأمَيّة بن خلف ، ورؤساء قريش ـ اجتمعوا عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض : ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه. فبعثوا إليه : أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك ، فجاءهم سريعاً ـ وهو يظن أنه بدا [لهم] في أمره بدَاء ، وكان عليهم حريصاً يحب رشدهم ، ويعز عليه عنَتُهمْ ـ حتى جلس إليهم فقالوا : يا محمد ، إنا والله لا نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما

__________________

[٥٩٠] انظر الحديثين السابقين.

[٥٩١] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه ابن جرير (١٥ / ١١٠) من طريق محمد بن إسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس فذكره.

وعزاه في الدر (٤ / ٢٠٢) لابن جرير وابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وأخرجه ابن جرير (١٥ / ١١١) من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة مولى ابن عباس عنه به مع اختلاف بسيط.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591