أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن13%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428366 / تحميل: 6397
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أخبرنا جعفر بن عَوْن ، حدَّثنا هشام بن سعيد ، قال : حدَّثنا زيد بن أَسْلم :

أن مَرْوَان بن الحكم كان يوماً وهو أمير على المدينة عنده أبو سعيد الخُدْرِي ، وزيد بن ثابت ، ورافع بن خُدَيْجٍ ، فقال مروان : يا أبا سعيد ، أرأيت قوله تعالى :( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا ) والله إنا لنفرح بما أتينا ، ونحب أن نحمد بما لم نفعل؟ فقال أبو سعيد : ليس هذا في هذا ، إنما كان رجال في زمن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يتخلفون عنه وعن أصحابه في المغازي ، فإذا كانت فيهم النكبة وما يكرهون فرحوا بتخلفهم ، فإذا كان فيهم ما يحبون حلفوا لهم ، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.

٢٨٢ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون ، أخبرنا أبو حامد بن الشرقيّ ، قال : حدَّثنا أبو الأزهر ، قال : حدَّثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني ابن أبي مليكة : أن علقمة بن وقاص أخبره أن مروان قال لرافع بوابه : اذهب إلى ابن عباس ، وقل له : لئن كان [كل] امرئ منا فرح بما أتي ، وأحب أن يحمد بما لم يفعل عذَّب ـ لنعذبن أجمعين. فقال ابن عباس : ما لكم ولهذا؟ إنما دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اليهود فسألهم عن شيء ، فكتموه إياه وأخبروه بغيره ، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه فيما سألهم ، وفرحوا بما أَتوا من كتمانهم إِياه. ثم قرأ ابن عباس :( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ) رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى عن هشام ، ورواه مسلم عن زهير بن حرب عن حجاج ، كلاهما عن ابن جُرَيج.

__________________

[٢٨٢] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٦٧).

ومسلم في كتاب صفات المنافقين (٨ / ٢٧٧٨) ص ٢١٤٣.

والترمذي في التفسير (٣٠١٤).

والنسائي في التفسير (١٠٦) وابن جرير (٤ / ١٣٨).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٩) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

وذكره السيوطي في اللباب (ص ٦٧).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٠٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم.

والطبراني والبيهقي في الشعب.

١٤١

٢٨٣ ـ وقال الضحاك : كتب يهود المدينة إلى يهود العراق واليمن ومَنْ بلغهم كتابهم من اليهود في الأرض كلها : أن محمداً ليس نبي الله ، فاثبتوا على دينكم ، وأجمعوا كلمتكم على ذلك. فأجمعت كلمتهم على الكفر بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والقرآن. ففرحوا بذلك. وقالوا : الحمد لله الذي جمع كلمتنا ، ولم نتفرق ، ولم نترك ديننا ، وقالوا : نحن أهل الصوم والصلاة ونحن أولياء الله. وذلك قول الله تعالى :( يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا ) بما فعلوا( وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا ) يعني بما ذكروا من الصوم والصلاة والعبادة.

[١٢٩]

قوله تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) الآية. [١٩٠].

٢٨٤ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقري ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العنبري ، حدَّثنا أحمد بن نجدة ، حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، أخبرنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

أتت قريش اليهودي ، فقالوا : ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا : عصاه ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا : كيف كان عيسى فيكم؟ فقالوا : يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : أدع لنا ربك يجعل [لنا] الصفا ذهباً. فأنزل الله تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ ) .

[١٣٠]

قوله تعالى :( فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ) الآية. [١٩٥].

__________________

[٢٨٣] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ١٠٩) لعبد بن حميد وابن جرير.

[٢٨٤] في إسناده : يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو متهم بسرقة الحديث.

وأخرجه النسائي في تفسيره (٣١٠) وذكره السيوطي في اللباب (ص ٦٩) قال الحافظ في الفتح (٨ / ٢٣٥) : فيه إشكال من جهة أن هذه السورة مدنية وقريش من أهل مكة ، ويحتمل أن يكون سؤالهم لذلك بعد أن هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة ولا سيما في زمن الهدنة أ. ه.

١٤٢

٢٨٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النَّصْرَابَادِي ، أخبرنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن سوار ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سلمة بن عمر بن أبي سَلَمة ـ رجل من ولد أم سلمة ـ قال :

قالت أم سلمة : يا رسول الله ، لا أَسْمَعُ الله ذَكَرَ النساءَ في الهجرة بشيء. فأنزل الله تعالى :( فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) الآية. رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي عون محمد بن أحمد بن ماهان ، عن محمد بن علي بن زيد ، عن يعقوب بن حميد ، عن سفيان.

[١٣١]

قوله تعالى :( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ ) . [١٩٦].

٢٨٦ ـ نزلت في مشركي مكة ، وذلك أنهم كانوا في رخاء ولين من العيش ، وكانوا يَتّجِرُونَ ويتنعمون ، فقال بعض المؤمنين : إن أعداء الله فيما نرى من الخير ، وقد هلكنا من الجوع والجهد. فنزلت هذه الآية.

[١٣٢]

قوله تعالى :( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ ) الآية. [١٩٩].

٢٨٧ ـ قال جابر بن عبد الله ، وأنس ، وابن عباس ، وقتادة :

__________________

[٢٨٥] أخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٣٠٢٣).

وأخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٠) من طريق مجاهد عن أم سلمة وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن جرير (٤ / ١٤٣).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٩) وزاد نسبته لعبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وزاد نسبته في الدر (٢ / ١١٢) لابن المنذر والطبراني.

[٢٨٦] بدون سند.

[٢٨٧] حديث جابر بن عبد الله أخرجه ابن جرير (٤ / ١٤٦) وفي إسناده عنده أبو بكر الهذلي ، قال الحافظ في التقريب [٢ / ٤٠١] : متروك.

١٤٣

نزلت في النجاشي ، وذلك [أنه] لما مات نعاه جبريل ،عليه‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في اليوم الذي مات فيه. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه : اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم. فقالوا : ومن هو؟ فقال : النجاشي ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى البَقِيع ، وكُشِفَ له من المدينة إلى أرض الحبشة ، فأبصر سرير النجاشي ، وصلى عليه ، وكبّر أربع تكبيرات ، واستغفر له ، وقال لأصحابه : استغفروا له. فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على عِلْجٍ حَبَشِيّ نَصْرَاني ، لم يره قط ، وليس على دينه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٨٨ ـ أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف ، حدَّثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر إملاء ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن سنان الواسطي ، أخبرنا أبو هانئ محمد بن بكار الباهلي ، حدَّثنا المُعْتَمِر بن سليمان ، عن حميد ، عن أنس قال :

قال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه : قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي ، فقال بعضهم لبعض : يأمرنا أن نصلي على عِلْج من الحبشة! فأنزل الله تعالى :( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ) الآية.

٢٨٩ ـ وقال مجاهد وابن جريج وابن زيد : نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلّهم.

[١٣٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا ) الآية. [٢٠٠].

__________________

[٢٨٨] في إسناده حميد بن أبي حميد الطويل : قال الحافظ في التقريب : ثقة مدلس ، والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٦٨٨) والبزار (٨٣٢ كشف).

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣ / ٣٨) وقال : رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني ثقات أ. ه.

وعزاه في الدر (٢ / ١١٣) للنسائي والبزار وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وقد أخرجه النسائي في التفسير (١٠٨)

[٢٨٩] مرسل.

١٤٤

٢٩٠ ـ أخبرنا سعيد بن أبي عمرو الحافظ ، أخبرنا أبو علي الفقيه ، حدَّثنا محمد بن معاذ المَالِيني. حدَّثنا الحسين بن الحسن بن حرب المروزي ، حدَّثنا ابن المبارك ، أخبرنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، حدَّثني داود بن صالح ، قال :

قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : يا ابن أخي ، هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) ؟ قال : قلت : لا ، قال : إنه يا ابن أخي لم يكن في زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم غَزْو يُرابطُ فيه ، ولكن انتظار الصلاة خلف الصلاة. رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي محمد المزني ، عن أحمد بن نجدة ، عن سعيد بن منصور ، عن ابن المبارك.

__________________

[٢٩٠] مرسل : أخرجه ابن جرير (٤ / ١٤٨) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠١) من حديث أبي هريرة وصححه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ١١٣) لابن المبارك وابن المنذر والبيهقي في الشعب.

١٤٥

سورة النساء

١٣٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قولهعزوجل :( وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ ) الآية. [٢].

٢٩١ ـ قال مقاتل والكلبي : نزلت في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم ، فلما بلغ اليتيم ، طلب المال فمنعه عمه ، فترافعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية. فلما سمعها العم قال : أطعنا الله وأطعنا الرسول ، نعوذ بالله من الحُوبِ الكبير. فدفع إليه ماله ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من يُوقَ شُحَّ نفسه ورجع به هكذا فإنه يَحُلُّ دَارَه. يعني جَنَّتَه. فلما قَبَضَ الفتى ماله أنفقه في سبيل الله تعالى ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ثبت الأجر وبقي الوزر ، فقالوا : يا رسول الله ، قد عرفنا أنه ثبت الأجر ، فكيف بقي الوزر وهو ينفق في سبيل الله؟ فقال : ثبت الأجر للغلام ، وبقي الوزر على والده.

[١٣٥]

قوله تعالى :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى ) الآية. [٣].

٢٩٢ ـ أخبرنا أبو بكر التَّمِيميّ ، أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدَّثنا أبو

__________________

[٢٩١] مرسل.

[٢٩٢] أخرجه البخاري في كتاب الشركة (٢٤٩٤) وفي كتاب التفسير (٤٥٧٤)

أخرجه مسلم في كتاب التفسير (٧ / ٣٠١٨) ص ٢٣١٤.

١٤٦

يحيى ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة في قوله تعالى :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا ) الآية ، قالت :

أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ، ولها مال ، وليس لها أحد يخاصم دونها ، فلا يُنْكِحُها حُبّاً لِمَالها وَيَضرُّ بها ويسيء صحبتها ، فقال الله تعالى :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ ) يقول : ما أحللت لكم ودع هذه. رواه مسلم عن أبي كُرَيب ، عن أبي أسامة ، عن هشام.

٢٩٣ ـ وقال سعيد بن جُبَير ، وقتادة ، والربيع ، والضّحاك ، والسّدي :

كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ، ويترخصون في النساء ويتزوجون ما شاءوا ، فربما عدلوا ، وربما لم يعدلوا ، فلما سألوا عن اليتامى ونزلت آية اليتامى :( وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ ) الآية ـ أنزل الله تعالى أيضاً :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى ) الآية.

يقول : وكما خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى ، فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن ، فلا تتزوجوا أكثر مما يمكنكم القيام بحقهن ، لأن النساء كاليتامى في الضعف والعجز. وهذا قول ابن عباس في رواية الوَالبي.

[١٣٦]

قوله تعالى :( وَابْتَلُوا الْيَتامى ) الآية. [٦].

٢٩٤ ـ نزلت في ثابت بن رفاعة وفي عمه وذلك أن رفاعة توفي وترك ابنه ثابتاً وهو صغير ، فأتى عم ثابت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ، ومتى أدفع إليه ماله؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

وأخرجه ابن جرير (٤ / ١٥٥) والنسائي في تفسيره (١١٠).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١١٨) للبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن.

[٢٩٣] انظر السابق.

[٢٩٤] الدر (٢ / ١٢٢) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة.

١٤٧

١٣٧

قوله تعالى :( لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ ) الآية. [٧].

٢٩٥ ـ قال المفسرون : إن أوس بن ثابت الأنصاري توفي وترك امرأة يقال لها : أم حُجَّة وثلاث بنات له منها ، فقام رجلان : هما ابنا عم الميت ووصياه ، يقال لهما : / سُوَيْد وعَرْفَجَة ، فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته ولا بناته شيئاً ، وكانوا في الجاهلية لا يُوَرِّثُون النساء ولا الصغير وإن كان ذكراً ، إنما يورثون الرجال الكبار ، وكانوا يقولون : لا يُعطى إِلا من قاتل على ظهر الخيل وحاز الغنيمة. فجاءت أم حُجَّة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله إن أوس بن ثابت مات وترك عليَّ بنات وأنا امرأته ، وليس عندي ما أنفق عليهن ، وقد ترك أبوهن مالاً حسناً وهو عند سُوَيد وعَرْفَجَة ، لم يعطياني ولا بناته من المال شيئاً ، وهن في حجري ، ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأساً. فدعاهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالا : يا رسول الله ، ولدها لا يركب فرساً ، ولا يحمل كلّا ، ولا يُنْكي عدواً. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم انصرفوا حتى أَنظر ما يحدث الله لي فيهن. فانصرفوا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٣٨]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ) الآية. [١٠].

٢٩٦ ـ قال مقاتل بن حيان : نزلت في رجل من غطفان يقال له : مَرْثَد بن زيد ، وَلِيَ مالَ ابن أخيه وهو يتيم صغير فأكله ، فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.

[١٣٩]

قوله تعالى :( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ ) الآية. [١١].

٢٩٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا الحسن بن أحمد

__________________

[٢٩٥] الدر (٢ / ١٢٢) ، لباب النقول ص ٧٠.

وقد ذكر هذه القصة الحافظ ابن حجر في الإصابة (١ / ٨٠) في ترجمة أوس بن ثابت.

[٢٩٦] إصابة (٣ / ٣٩٧) في ترجمة مرثد بن زيد الغطفاني.

[٢٩٧] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٧٧).

١٤٨

المخلدي ، أخبرنا المُؤَمَّل بن الحسن بن عيسى ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال : حدَّثنا حجاج عن ابن جريج ، قال : أخبرني ابن المُنْكَدِر ، عن جابر قال :

عادني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر في بني سلمة يمشيان ، فوجدني لا أعقل ، فدعا بماء فتوضأ ثم رش عليَّ منه فأفقت ، فقلت : كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت :( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) الآية.

رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام.

ورواه مسلم عن محمد بن حاتم ، عن حجاج كلاهما عن ابن جريج.

٢٩٨ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، قال : أخبرنا علي بن

__________________

ومسلم في الفرائض (٦ / ١٦١٦) ص ١٢٣٥.

والنسائي في التفسير (١١١) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٣٠٦٠)

للنسائي في الطهارة والفرائض في الكبرى.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٦ / ٢١٢).

وأخرجه أبو داود في الفرائض (٢٨٨٦) والترمذي في التفسير (٣٠١٥) والنسائي في التفسير (١٥٤) وابن ماجة في الجنائز (١٤٣٦) وفي الفرائض (٢٧٨) من طريق سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر به.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٣) من طريق عمرو بن أبي قيس عن محمد بن المنكدر به وقال الحاكم : هذا إسناد صحيح.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٧٠).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٢٤) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٢٩٨] صحيح : أخرجه أبو داود في الفرائض (٢٨٩١ ـ ٢٨٩٢).

والترمذي في الفرائض (٢٠٩٢) وقال : هذا حديث صحيح.

وابن ماجة في الفرائض (٢٧٢٠).

وأحمد في مسنده (٣ / ٣٥٢) والحاكم في المستدرك (٤ / ٣٣٤ ، ٣٤٢) وصححه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن (٦ / ٢٢٩).

وأورده السيوطي في لباب النقول (ص ٧١).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٢٥) لابن سعد وابن أبي شيبة ومسدد وأبي داود الطيالسي وابن أبي عمرو وابن منيع وابن أبي أسامة وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن حبان.

١٤٩

عمر بن مهدي قال : حدَّثنا يحيى بن صاعد ، قال : حدَّثنا أحمد بن المقدام ، قال : حدَّثنا بشر بن المفضل قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

جاءت امرأة [إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] بابنتين لها فقالت : يا رسول الله ، هاتان بنتا ثابت بن قيس ـ أو قالت سعد بن الرَّبيع ـ قتل معك يوم أحد ، وقد اسْتَفَاءَ عمهما مالهما وميراثهما ، فلم يدع لهما مالاً إلا أخذه ، فما ترى يا رسول الله؟ فو الله ما ينكحان أبداً إلا ولهما مال. فقال : يقضي الله في ذلك ، فنزلت سورة النساء وفيها :( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) إلى آخر الآية ، فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ادع لي المرأة وصاحبها ، فقال لعمهما : أعطهما الثلثين ، وأعط أمهما الثمن ، وما بقي فلك.

[١٤٠]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ) الآية. [١٩].

٢٩٩ ـ أخبرنا أبو بكر الأصفهاني ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد الأصفهاني ، قال : حدَّثنا أبو يحيى قال : حدَّثنا سهل بن عثمان قال : حدَّثنا أسباط بن محمد ، عن الشيباني ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال أبو إسحاق الشيباني ـ وذكره عطاء بن الحسين السُّوَائي ولا أظنه ذكره إلا عن ابن عباس في هذه الآية( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ) قال :

__________________

وللحافظ ابن حجر تعليق على هذا الحديث والذي قبله : انظر الفتح (٨ / ٢٤٤) شرح الحديث رقم (٤٥٧٧)

[٢٩٩] أخرجه البخاري في التفسير (٤٥٧٩).

وفي الإكراه (٦٩٤٨).

وأخرجه أبو داود في النكاح (٢٠٨٩).

والنسائي في التفسير (١١٤) وأخرجه ابن جرير (٤ / ٢٠٧) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص) ٧٢) وأخرجه البيهقي في السنن (٧ / ١٣٨) وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٣١) لابن المنذر وابن أبي حاتم.

١٥٠

كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته ، إن شاء بعضهم تزوجها ، وإن شاءوا زوجوها ، وإن شاءوا لم يزوجوها ، وهم أحق بها من أهلها. فنزلت هذه الآية في ذلك. رواه البخاري في التفسير عن محمد بن مقاتل ، ورواه في كتاب الإكراه عن حسين بن منصور ، كلاهما عن أسباط.

٣٠٠ ـ قال المفسرون : كان أهل المدينة في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا مات الرجل وله امرأة ، جاء ابنه من غيرها أو قريبه من عَصَبَتِهِ ، فألقى ثوبه على تلك المرأة فصار أحقّ بها من نفسها ومن غيره ، فإن شاء أن يتزوجها تزوَّجَها بغير صداق إلا الصداق الذي أصدقها الميت ، وإن شاء زوّجها غيره وأخذ صداقها ولم يعطها شيئاً ، وإن شاء عَضَلَهَا وضَارَّهَا لتفتدي منه بما ورثت من الميت ، أو تموت هي فيرثها ، فتوفي أبو قيس بن الأَسْلَت الأنصاري ، وترك امرأته كُبَيْشَة بنت معن الأنصارية فقام ابن له من غيرها يقال له : حصن ، وقال مقاتل : اسمه قيس بن أبي قيس ، فطرح ثوبه عليها فَوَرِث نكاحها ، ثم تركها فلم يقربها ولم ينفق عليها ، يضارها لتفتدي منه بمالها ، فأتت كبيشة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن أبا قيس توفي وورث ابنه نكاحي ، وقد أضرّ بي وطوّل عليّ ، فلا هو ينفق عليّ ولا يدخل بي ، ولا هو يخلي سبيلي. فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك أمر الله. قال : فانصرفت ، وسمعت بذلك النساء في المدينة ، فأتين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقلن : ما نحن إلا كهيئة كبيشة غير أنه لم ينكحنا الأبناء ، ونكحنا بنو العم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٤١]

قوله تعالى :( وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ) الآية. [٢٢].

٣٠١ ـ نزلت في حصن بن أبي قيس ، تزوج امرأة أبيه : كبيشة بنت معن.

__________________

[٣٠٠] ابن جرير (٤ / ٢٠٧).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٧٢) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم بإسناد حسن.

وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٨ / ٢٤٧) شرح الحديث رقم (٤٥٧٩) وذكره في الإصابة (٤ / ١٦٢) ترجمة أبي قيس بن الأسلت.

[٣٠١] أخرجه ابن جرير عن عكرمة (٤ / ٢١٧).

الدر (٢ / ١٣٤) وعزاه لابن أبي حاتم والفريابي وابن المنذر والطبراني.

١٥١

وفي الأسود بن خلف ، تزوج امرأة أبيه. وصفوان بن أمية بن خلف ، تزوج امرأة أبيه : فَاخِتة بنت الأسود بن المطلب. وفي مَنْظُور بن زبّان تزوج امرأة أبيه : مليكة بنت خارجة.

٣٠٢ ـ وقال أشعث بن سَوَّار : توفي أبو قيس ـ وكان من صالحي الأنصار ـ فخطب ابنُه قيس امرأة أبيه ، فقالت : إني أعدك ولداً ، ولكني آتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أستأمره. فأتته فأخبرته ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٤٢]

قوله تعالى :( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) [٢٤].

٣٠٣ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن البُنَانِي قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال : أخبرنا أبو يعلى ، قال : أخبرنا عمرو الناقد ، قال : أخبرنا أبو أحمد الزبيري قال : حدَّثنا سفيان ، عن عثمان البَتِّي ، عن أبي الخَليل ، عن أبي سعيد الخُدْري قال :

أصبنا سبايا يوم أَوطاسَ لهنَّ أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ، فسألنا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت :( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) فاستحللناهن.

__________________

[٣٠٢] البيهقي في السنن (٧ / ١٦١) من طريق أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت الأنصاري وقال البيهقي : هذا مرسل.

وقال السيوطي في الدر (٢ / ١٣٤) : عند ابن أبي حاتم : عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار.

قلت : أشعث بن سوار ضعيف (تقريب ١ / ٧٩) و (المجروحين ١ / ١٧١)

[٣٠٣] أخرجه مسلم في الرضاع (٣٥ ، ٣٥ مكرر / ١٤٥٦) ص ١٠٨٠.

وأخرجه الترمذي في النكاح (١١٣٢) وقال : هذا حديث حسن. وفي التفسير (٣٠١٧).

والنسائي في التفسير (١١٧) وأخرجه أحمد في مسنده (٣ / ٧٢).

وأخرجه ابن جرير (٥ / ٣).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٧٣).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٣٧) للطيالسي والفريابي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي يعلي وابن أبي حاتم والطحاوي وابن حبان والبيهقي في السنن.

١٥٢

٣٠٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، أخبرنا عبد الرحيم ، عن أشعث بن سَوَّار ، عن عثمان البَتِّي ، عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد قال :

لما سبا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل أوطَاس قلنا : يا نبي الله ، كيف نقع على نساء قد عرفنا أنسابهن وأزواجهن؟ فنزلت هذه الآية :( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) ).

٣٠٥ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى بن عمْرَوَيْه ، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدَّثنا مسلم بن الحجاج ، حدَّثني عبيد الله بن عمر القَوَارِيري ، حدَّثنا يزيد بن زرَيع ، حدَّثنا سعيد بن أبي عَرُوبَةَ عن قتادة ، عن أبي صالح أبي الخليل ، عن أبي علقمة الهاشمي ، عن أبي سعيد الخدري :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين بعث جيشاً إلى أوطَاس ، ولقي عدواً فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا ، وكان ناس من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، تحرَّجُوا من غِشْيَانِهِنّ من أجل أزواجهن من المشركين ، فأنزل الله تعالى في ذلك( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) .

[١٤٣]

قوله تعالى :( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) [٣٢].

__________________

[٣٠٤] انظر السابق.

[٣٠٥] أخرجه مسلم في الرضاع (٣٣ ، ٣٤ / ١٤٥٦) ص ١٠٧٩.

وأبو داود في النكاح (٢١٥٥).

والترمذي في النكاح (١١٣٢ مكرر) وفي التفسير (٣٠١٦).

والنسائي في النكاح (٦ / ١١٠).

وفي التفسير (١١٦).

وأحمد في مسنده (٣ / ٨٤) والبيهقي في السنن (٩ / ١٢٤) وأخرجه ابن جرير (٥ / ٣) وانظر رقم (٣٠٣)

١٥٣

٣٠٦ ـ أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم الصّوفي ، أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن سوَّار ، أخبرنا قُتَيْبَة ، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَةَ ، عن ابن أبي نُجَيح ، عن مجاهد ، قال :

قالت أم سلمة : يا رسول الله ، يغزو الرجال ولا نغزو ، وإنما لنا نصف الميراث. فأنزل الله تعالى :( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) .

٣٠٧ ـ أخبرنا محمد بن عبد العزيز : أن محمد بن الحسين أخبرهم عن محمد بن يحيى بن يزيد ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عَتَّابُ بن بَشِير ، عن خُصيف ، عن عكرمة :

أن النساء سألن الجهاد فقلن : وَدِدْنَا أن الله جعل لنا الغزو فنصيب من الأجر ما يصيب الرجال. فأنزل الله تعالى :( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) .

٣٠٨ ـ وقال قتادة والسدي : لما نزل قوله تعالى :( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) قال الرجال : إنا لنرجو أن نُفَضِّل على النساء بحسناتنا في الآخرة كما فضَّلنا عليهن في الميراث ، فيكون أجرنا على الضعف من أجر النساء ، وقالت النساء : إنا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال في الآخرة ، كما لنا الميراث على النصف من نصيبهم في الدنيا. فأنزل الله تعالى :( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) .

__________________

[٣٠٦] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٢٢) وقال : هذا حديث مرسل.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٥) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهد من أم سلمة ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٥ / ٣٠) وذكره السيوطي في اللباب (ص ٧٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ١٤٩) لعبد بن حميد وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم.

[٣٠٧] إسناده ضعيف : عتاب بن بشير : قال الإمام أحمد : أحاديث عتاب عن خصيف منكرة وكذا قال ابن عدي [تهذيب التهذيب ترجمة عتاب بن بشير].

خصيف بن عبد الرحمن : مختلف فيه.

[٣٠٨] مرسل.

١٥٤

١٤٤

قوله تعالى :( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ ) الآية [٣٣].

٣٠٩ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الفارسي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن حمويه الهَرَوِيّ ، قال أخبرنا علي بن محمد الخُزَاعي ، قال : حدَّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، قال : أخبرني شُعَيب بن أبي حمزة ، عن الزّهري ، قال : قال سعيد بن المسيب :

نزلت هذه الآية :( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ ) في الذين كانوا يَتَبَنَّوْنَ رجالاً غير أبنائهم ويورِّثونهم. فأنزل الله تعالى فيهم أن يُجْعَلَ لهم نَصِيبٌ في الوصية ، ورَدَّ اللهُ تعالى الميراثَ إلى الموالي من ذوي الرَّحم والعَصَبَةِ ، وأبى أن يجعل لِلْمُدّعَيْنَ ميراثاً ممن ادعاهم وتبناهم ، ولكن جعل [لهم] نصيباً في الوصية.

[١٤٥]

قوله تعالى :( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ) الآية. [٣٤].

٣١٠ ـ قال مقاتل : نزلت هذه الآية في سعد بن الرَّبِيع ، وكان من النُقَبَاء ، وامرأته حَبِيبَة بنت زَيد بن أبي زهير وهما من الأنصار ، وذلك أنها نَشَزَتْ عليه فلطمها ، فانطلق أبوها معها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أَفْرَشْتُهُ كريمتي فلطمها! فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لتقتص من زوجها. وانصرفت مع أبيها لتقتص منه ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ارجعوا ، هذا جبريلعليه‌السلام أتاني. وأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أردنا أمراً وأراد الله أمراً ، والذي أراد الله خير» ، ورفع القصاص.)

__________________

[٣٠٩] مرسل : أخرجه ابن جرير (٥ / ٣٥).

وله شاهد صحيح موصول عن ابن عباس : أخرجه البخاري في الكفالة. (٢٢٩٢) وفي التفسير (٤٥٨٠) وفي الفرائض (٦٧٤٧).

وأبو داود في الفرائض (٢٩٢٢) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٥٥٢٣) للنسائي في الفرائض في الكبرى.

[٣١٠] مرسل ـ الإصابة (٢ / ٢٧)

١٥٥

٣١١ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، قال : حدَّثنا زياد بن أيوب ، قال : حدَّثنا هشيم قال : حدَّثنا يونس عن الحسن :

أن رجلاً لطم امرأَته فخاصمته إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء معها أهلها فقالوا : يا رسول الله ، إِن فلاناً لطم صاحبتنا. فجعل رسول الله يقول : القصاص القصاص. ولا يقضي قضاء ، فنزلت هذه الآية :( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أَردنا أَمراً وأَراد الله غيره.

٣١٢ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، قال : حدَّثنا سهل العسكري ، قال : حدَّثنا علي بن هاشم ، عن إسماعيل ، عن الحسن ، قال :

لما نزلت آية القصاص بين المسلمين لطم رجل امرأته ، فانطلقت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إن زوجي لطمني فالقصاص ، قال : القصاص ، فبينا هو كذلك أَنزل الله تعالى :( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أردنا أمراً فأبى الله تعالى [إلا غيرَه]. خذ أيها الرجل بيد امرأَتك.

[١٤٦]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ) [٣٧].

٣١٣ ـ قال أكثر المفسرين : نزلت في اليهود [حين] كتموا صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يبينوها للناس ، وهم يجدونها مكتوبة عندهم في كتبهم.

٣١٣١ م ـ وقال الكلبي : هم اليهود ، بخلوا أن يصدقوا من أتاهم بصفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونعته في كتابهم.

__________________

[٣١١] مرسل.

[٣١٢] مرسل. الدر (٢ / ١٥١) لباب (ص ٧٤)

[٣١٣] بدون إسناد.

[٣١٣١] م الكلبي ضعيف.

١٥٦

٣١٤ ـ وقال مجاهد : الآيات الثلاث إلى قوله :( عَلِيماً ) نزلت في اليهود.

٣١٥ ـ وقال ابن عباس ، وابن زيد : نزلت في جماعة من اليهود ، كانوا يأتون رجالاً من الأنصار يخالطونهم وينصحونهم ويقولون لهم : لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر ، فأنزل الله تعالى :( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ) .

[١٤٧]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) الآية. [٤٣].

نزلت في أناس من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كانوا يشربون الخمر ويحضرون الصلاة وهم نَشَاوَى ، فلا يدرون كم يصلون ولا ما يقولون في صلاتهم.

٣١٦ ـ أخبرنا أبو بكر الأصفهاني ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا أبو عبد الرحمن الأَفْرِيقي قال : حدَّثنا عطاء ، عن أبي عبد الرحمن ، قال :

صنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ، ودعا أناساً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فطعموا وشربوا ، وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض القوم فصلى بهم المغرب فقرأ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) فلم يُقمْها ، فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ ) .

__________________

[٣١٤] بدون إسناد.

[٣١٥] بدون إسناد ، الدر (٢ / ٢٦٢) ، لباب النقول (ص ٧٥)

[٣١٦] إسناده ضعيف : عطاء بن السائب اختلط ، وله علة أخرى وهي أنه مرسل. وله شاهد بإسناد صحيح موصول : أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٧) من طريق سفيان عن عطاء وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقد سمع سفيان من عطاء قبل الاختلاط. وأخرجه ابن جرير (٥ / ٦١) من طريق سفيان به.

١٥٧

[١٤٨]

قوله تعالى :( فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) . [٤٣].

٣١٧ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن علي الذُّهْلِي ، قال : حدَّثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك بن أنس ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنها قالت :

خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في بعض أسفاره ، حتى إذا كنا بالبَيْدَاء أو بِذَاتِ الجَيْش ، انقطع عقد لي فأقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على التماسه ، وأقام الناس معه ، وليسوا على ماء وليس معهم ماء ، فأتى الناس إلى أبي بكر ، فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وبالناس معه [وليسوا على ماء] وليس معهم ماء. فجاء أبو بكر ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واضعٌ رأسه على فخذي قد نام ، فقال : أَحَبَسْتِ رسولَ الله والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟ قالت : فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على فخذي ، فنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى أصبح على غير ماء ، فأنزل الله تعالى آية التيمم فتيمموا ، فقال أسيد بن حضير ـ وهو أحد النقباء ـ : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. قالت عائشة : فبعثنا البعير الذي

__________________

[٣١٧] أخرجه البخاري في التيمم (٣٣٤).

وفي كتاب النكاح (٥٢٥٠) مختصراً.

وأخرجه في فضائل الصحابة (٣٦٧٢) وفي كتاب التفسير (٤٦٠٧). وأخرجه في الحدود (٦٨٤٤) مختصراً.

وأخرجه مسلم في كتاب الحيض (١٠٨ / ٣٦٧) ص ٢٧٩.

والنسائي في الطهارة (١ / ١٦٣).

وفي التفسير (١٢٧).

وأخرجه مالك في الموطأ في كتاب الطهارة رقم ٨٩ (ص ٥٣).

وأخرجه ابن جرير (٥ / ٦٩) مختصراً.

والبيهقي في السنن الكبرى (١ / ٢٠٤)

١٥٨

كنت عليه فوجدنا العقد تحته. رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس ، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى : كلاهما عن مالك.

٣١٨ ـ أخبرنا أبو محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدَّثنا أبي ، عن أبي صالح ، عن ابن شهاب ، قال : حدَّثني عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ ، عن ابن عباس ، عن عَمّار بن يَاسِر ، قال :

عرّس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بذات الجيش ، ومعه عائشة زوجته ، فانقطع عقد لها من جذع ظَفَار فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر ، وليس مع الناس ماء [فتغيّظ عليها أبو بكر وقالت : حبست الناس]. فأنزل الله تعالى على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قصة التطهُّر بالصَّعيد الطَّيب ، فقام المسلمون فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ، فلم يقبضوا من التراب شيئاً ، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ، وبطون أيديهم إلى الآباط.

قال الزهري : وبلغنا أن أبا بكر قال لعائشة : والله إنك ما علمتُ لمباركة.

[١٤٩]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ) الآية [٤٩].

٣١٩ ـ قال الكلبي : نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بأطفالهم ، وقالوا : يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب؟ قال : لا ، فقالوا : والذي نحلف به ، ما نحن إلا كهيئتهم ، ما من ذنب نعمله بالنهار إلا كُفّرَ عنا بالليل ، وما من

__________________

[٣١٨] أخرجه أبو داود في الطهارة (٣٢٠).

والنسائي في الطهارة (١ / ١٦٧) في الصغرى.

وأحمد في مسنده (٤ / ٢٦٣) والبيهقي في السنن (١ / ٢٠٨).

وأخرجه ابن جرير (٥ / ٧٢).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١٦٧) لابن جرير والبيهقي.

[٣١٩] الكلبي ضعيف.

١٥٩

ذنب نعمله بالليل إلا كُفّر عنا بالنهار. فهذا الذي زكوا به أنفسهم.

[١٥٠]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) . [٥١].

٣٢٠ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا والدي ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدَّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدَّثنا سفيان عن عمرو ، عن عكرمة ، قال :

جاء حُيَيّ بن أخْطَب ، وكَعْبُ بن الأشْرَف إلى أهل مكة ، فقالوا لهم : أَنتم أهل الكتاب ، وأهل العلم القديم ، فأخبرونا عنا وعن محمد. قالوا : ما أنتم وما محمد؟ قالوا : نحن ننحر الكَوْمَاءَ ، ونَسْقِي اللبن على الماء ، ونَفك العُناة ، ونصل الأرحام ، ونَسْقِي الحَجِيج ، وديننا القديم ، ودين محمد الحديث. قالوا : بل أنتم خير منه وأهدى سبيلاً ، فأنزل الله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ ) إلى قوله تعالى :( وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً ) .

٣٢١ ـ وقال المفسرون : خرج كعب بن الأشرف في سبعين راكباً من اليهود إلى مكة بعد وقعة أُحد ، ليحالفوا قريشاً على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فنزل كعب على أبي سفيان ، ونزلت اليهود في دور قريش ، فقال أهل مكة : إنكم أهل كتاب ، ومحمد صاحب كتاب ، ولا نأمن أن يكون هذا مكراً منكم ، فإن أردت أن نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين ، وآمن بهما. فذلك قوله :( يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) ثم قال كعب لأهل مكة : ليجيءْ منكم ثلاثون ومنا ثلاثون ، فنلزق أكبادنا بالكعبة ونعاهد رب البيت لنجهدن على قتال محمد. ففعلوا ذلك ، فلما فرغوا قال أبو سفيان لكعب : إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ، ونحن أميون لا نعلم ، فأيّنا أهدى طريقاً وأقرب إلى الحق ، أنحن أم

__________________

[٣٢٠] مرسل ، عزاه في الدر (٢ / ١٧١) لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٣٢١] بدون إسناد.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

مكة بما ينزل فيهم من القرآن ، فكتب الآية التي نزلت :( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) فلما قرأها المسلمون قال حبيب بن ضَمْرَة اللَّيْثي لبنيه ، وكان شيخاً كبيراً : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لا أهتدي إلى الطريق. فحمله بنوه على سرير متوجهاً إلى المدينة ، فلما بلغ «التَّنْعِيمَ» أشْرَفَ على الموت فصفّق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك يد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . ومات حميداً. فبلغ خبره أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : لو وَافَى المدينة ، لكان أتم أجراً. فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.

٣٥٨ ـ أخبرنا أبو حسان المُزَنيُّ ، قال : أخبرنا هارون بن محمد بن هارون ، قال : أخبرنا إسحاق بن محمد الخُزَاعي ، قال : حدَّثنا أبو الوليد الأَزْرَقِي ، قال : حدَّثنا جدّي ، قال : حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة ، عن عَمْرِو بن دِينار ، عن عِكْرَمَة ، قال :

كان بمكة ناس قد دخلهم الإسلام ولم يستطيعوا الهجرة ، فلما كان يوم بدر وخُرِجَ بهم كَرْهاً قتلوا ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) إلى قوله تعالى :( عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) إلى آخر الآية. قال فكتب بذلك من كان بالمدينة إلى من بمكة ممن أسلم ، فقال رجل من بني بكر وكان مريضاً : / أخرجوني إلى «الرَّوْحَاء». فخرجوا به فخرج يريد المدينة ، فلما بلغ «الحَصْحَاص» مات ، فأنزل الله تعالى :( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ) .

[١٦٦]

قوله تعالى :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) [١٠٢].

٣٥٩ ـ أخبرنا الأستاذ أبو عثمان الزَّعْفَرَاني المقري سنة خمس وعشرين ،

__________________

[٣٥٨] مرسل ، عزاه في الدر (٢ / ٢٠٨) لابن جرير وسنيد ، وانظر البخاري (٤٥٩٦) ، وانظر السابق.

[٣٥٩] أخرجه أبو داود في الصلاة (١٢٣٦) والنسائي في الصلاة (٣ / ١٧٦) وأحمد في مسنده (٤ / ٥٩) والحاكم (١ / ٣٣٧) وصححه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن (٣ / ٢٥٦) وأخرجه ابن جرير (٥ / ١٥٦ ، ١٦٤) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢١١) لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني والطبراني وعبد بن حميد.

١٨١

قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السدي ، سنة ثلاث وستين ، قال : أخبرنا أبو سعيد الفضل بن محمد الجزري بمكة في المسجد الحرام ، سنة أربع وثلاثمائة ، قال : أخبرنا علي بن زياد اللَّحجيّ ، قال : حدَّثنا أبو قُرَّة موسى بن طارق ، قال : ذكر سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : أخبرنا أبو عَيّاش الزُّرَقي ، قال :

صلينا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الظهر ، فقال المشركون : / قد كانوا على حال لو كنا أصبنا منهم غرة ، قالوا : تأتي عليهم صلاة هي أحبُّ إليهم من آبائهم. قال : وهي العصر. قال : فنزل جبريلعليه‌السلام بهؤلاء الآيات بين الأولى والعصر :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) وهم بِعُسْفَان ، وعلى المشركين خالد بن الوليد ، وهم بيننا وبين القبلة. وذكر صلاة الخوف.

٣٦٠ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد الضَّبِّي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، عن النَّضْر [أبي عمر] ، عن عِكْرَمَة ، عن ابن عباس ، قال :

خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلقي المشركين بِعُسْفان ، فلما صلى رسول اللهعليه‌السلام الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه ، قال بعضهم لبعض : كان هذا فرصة لكم ، لو أغرتم عليهم ما علموا بكم حتى تُوَاقِعُوهُم. فقال قائل منهم : فإنّ لهم صلاة أخرى هي أحبّ إليهم من أهليهم وأموالهم ، فاستعدوا حتى تغيروا عليهم فيها. فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) إلى آخر الآية ، وأَعْلَمَ ما ائتمر به المشركون ، وذكر صلاة الخوف.

[١٦٧]

قوله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ) ...

__________________

[٣٦٠] إسناده ضعيف : النضر هو النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز قال الحافظ في التقريب : متروك تقريب [٢ / ٣٠٢].

١٨٢

الآية ، إلى قوله تعالى :( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً ) [١٠٥ : ١١٦].

٣٦١ ـ أنزلت كلها في قصة واحدة ، وذلك أن رجلاً من الأنصار يقال له : طعمة بن أُبَيْرق ، أحد بني ظفر بن الحارث ، سرق درعاً من جار له يقال له : قتادة بن النعمان ، وكانت الدرع في جراب فيه دقيق ، فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب ، حتى انتهى إلى الدار وفيها أثر الدقيق. ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له : زيد بن السمين ، فالتمست الدرع عند طُعْمَة فلم توجد عنده ، وحلف لهم والله ما أخذها وما له به من علم. فقال أصحاب الدرع : بلى والله قد أَدْلَجَ علينا فأخذها ، وطلبنا أثره حتى دخل داره ، فرأينا أثر الدقيق. فلما أن حلف تركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهوا إلى منزل اليهودي ، فأخذوه فقال : دفعها إِليَّ طُعْمَةُ بن أُبَيْرِق ، وشهد له أناس من اليهود على ذلك ، فقالت بنو ظفر. وهم قوم طعمة ـ : انطلقوا بنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكلموه في ذلك وسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا : إن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبريء اليهودي ، فهمَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يفعل ـ وكان هواه معهم ـ وأن يعاقب اليهودي ، حتى أنزل الله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ ) الآية كلها. وهذا قول جماعة من المفسرين).

[١٦٨]

قوله تعالى :( لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ ) . [١٢٣]

٣٦٢ ـ أخبرنا أبو بكر التميمي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى قال : حدَّثنا سهل ، قال : حدَّثنا علي بن مسهر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، قال :

__________________

[٣٦١] بدون إسناد.

وأخرج الترمذي في التفسير (٣٠٣٦) في حديث طويل ما يؤيد ذلك وقال : هذا حديث غريب.

وأخرج الحاكم مثله (٤ / ٣٨٥) وصححه وأقره الذهبي.

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢١٥) وفي لباب النقول (ص ٩٢)

[٣٦٢] مرسل.

١٨٣

جلس أهل الكتاب ـ أهل التوراة وأهل الإنجيل ـ وأهل الأديان ، كل صنف يقول لصاحبه : نحن خير منكم. فنزلت هذه الآية.

٣٦٢١ م ـ وقال مَسْرُوق وقَتادَة : احتج المسلمون وأهل الكتاب ، فقال أهل الكتاب : نحن أهدى منكم : نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، ونحن أولى بالله منكم. وقال المسلمون : نحن أهدى منكم ، وأولى بالله : نبينا خاتم الأنبياء وكتابنا يقضي على الكتب التي قبله. فأنزل الله تعالى هذه الآية. ثم أفْلَجَ الله حجةَ المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان ، بقوله تعالى :( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) ، وبقوله تعالى :( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ) الآيتين.

[١٦٩]

قوله تعالى :( وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) [١٢٥].

اختلفوا في سبب اتخاذ الله إبراهيم خليلاً :

٣٦٣ ـ فأخبرنا أبو سعيد النَّضْرَوِبيّ قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين السّرّاج ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحضْرَمِيّ ، قال : حدَّثنا موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ ، قال : حدَّثنا ابن لَهيعَة عن أبي قَبِيل ، عن عبد الله ، عن عمر ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا جبريلُ لم اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟ قال : لإطعامه الطعامَ ، يا محمدُ].

٣٦٤ ـ وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبْزَى :

__________________

[٣٦٢١] م مرسل.

[٣٦٣] أبو قبيل اسمه حُيي بن هانئ : ذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان يخطئ وذكره الساجي في الضعفاء له وحكى عن ابن معين أنه ضعفه تهذيب التهذيب [٣ / ٦٤].

وله ترجمة في التاريخ الصغير (٢ / ١١) وقال الحافظ في التقريب [١ / ٢٠٩] : صدوق يهم.

والحديث عزاه في الدر (٢ / ٢٣٠) للبيهقي في الشعب.

[٣٦٤] بدون إسناد.

١٨٤

دخل إبراهيم منزله فجأة ، فرأى ملك الموت في صورة شاب لا يعرفه ، قال له إبراهيم : بإذن من دخلت؟ فقال : بإذن رب المنزل. فعرفه إبراهيمعليه‌السلام ، فقال له ملك الموت : إن ربك اتخذ من عباده خليلاً ، قال إبراهيم : ومَن ذلك؟ قال : وما تصنع به؟ قال : أكون خادماً له حتى أموت ، قال : فإنه أنت.

٣٦٥ ـ وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : أصاب الناس سنة جهدوا فيها فحشروا إلى باب إبراهيمعليه‌السلام يطلبون الطعام ، وكانت الميرة لهم كل سنة من صديق له بمصر ، فبعث غلمانه بالإبل إلى خليله بمصر يسأله الميرة ، فقال خليله : لو كان إبراهيم إنما يريده لنفسه احتملنا ذلك له ، وقد دخل علينا ما دَخَلَ على الناس من الشدة. فرجع رُسُلُ إبراهيم فمروا ببطْحَاء فقالوا : لو احتملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنّا قد جئنا بميرة ، إنا لنستحيي أن نمر بهم وإبلنا فارغة. فملئوا تلك الغَرائرَ رملاً. ثم إنهم أتوا إِبراهيمعليه‌السلام وسَارَة نائمة ، فأعلموه ذلك ، فاهتم إبراهيمعليه‌السلام بمكان الناس ، فغلبته عيناه فنام ، واستيقظت سارة فقامت إلى تلك الغرائر ففتقتها فإذا هو [دقيق] أجود حُوَّارَى يكون ، فأمرت الخبازين فخبزوا وأطعموا الناس واستيقظ إبراهيمعليه‌السلام فوجد ريح الطعام ، فقال : يا سَارَةُ ، من أين هذا الطعام؟ قالت : من عند خليلك المصري ، فقال : بل من عند الله خليلي ، لا من عند خليلي المصري. فيومئذ اتخذ الله إبراهيم خليلاً.

٣٦٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكّي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد الجُوزي قال : حدَّثنا إبراهيم بن شريك ، قال : أخبرنا أحمد بن يونس قال : حدَّثنا أبو بكر بن عَيَّاش ، عن أبي المُهلَّب الكِنَانِي عن عُبَيْد الله بن زَمْر ، عن علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أُمَامَة ، قال :

__________________

[٣٦٥] إسناد ضعيف لضعف الكلبي ، انظر ترجمة الكلبي في رقم (١٠)

[٣٦٦] إسناده ضعيف جداً : أبو المهلب اسمه مُطَّرِح بن يزيد ضعيف [تقريب ٢ / ٢٥٣] وعبيد الله بن زحر : ضعيف [مجروحين ٢ / ٦٢] وعلي بن يزيد الألهاني : ضعيف [مجروحين ٢ / ١١٠].

والحديث أخرجه الطبراني [ج ٨ ص ٢٣٧ رقم ٧٨١٦] ـ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٤٥ وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.

١٨٥

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ، وإنه لم يكن نبيّ إلا له خليل ، ألا وإن خليلي أبو بكر».

٣٦٧ ـ وأخبرني الشريف أبو إسماعيل بن الحسن النقيب ، قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن حماد ، قال : أخبرنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل التّرْمِذي ، قال : أخبرنا سعيد بن أبي مَرْيم ، قال : حدَّثنا مسلمة(١) ، قال : حدثني زيد بن وَاقِد ، عن القاسم بن مُخَيْمَرَة عن أبي هريرة ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتخذ الله إبراهيم خليلاً ، وموسى نجيّاً ، واتخذني حبيباً. ثم قال : وعزتي [وجلالي] لأوثِرَنّ حبيبي على خليلي ونَجِيِّي».

[١٧٠]

قوله تعالى :( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ ) الآية. [١٢٧].

٣٦٨ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدَّثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت :

__________________

[٣٦٧] إسناده ضعيف جداً : مسلمة بن علي الخشني : ذكره ابن حبان في المجروحين [٣ / ٣٣] وقال الحافظ في التقريب : متروك [تقريب ٢ / ٢٤٩] وعزاه في الدر (٢ / ٢٣١) للحكيم في نوادر الأصول والبيهقي في الشعب وضعفه وابن عساكر والديلمي.

وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.

[١] في الأصل : سلمة والصواب مسلمة ، كما ورد في كتب الرجال.

[٣٦٨] أخرجه البخاري في النكاح (٥٠٦٤) مختصراً.

ومسلم في التفسير (٦ / ٣٠١٨) ص ٢٣١٣.

وأبو داود في النكاح (٢٠٦٨).

وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٩٤.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٥ / ١٩٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٣٢) لابن أبي حاتم.

١٨٦

ثم إن الناس استفتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [بعد هذه الآية فيهن] فأنزل الله تعالى هذه الآية :( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ ) الآية ، قالت : والذي يتلى عليهم في الكتاب الآية الأولى التي قال فيها :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى ) قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : وقال الله تعالى في الآية الأخرى :( وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ ) رغبةَ أحدكم عن يتيمته التي تكون في حِجْرِه حين تكون قليلة المال والجمال ، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقِسْط من أجل رغبتهم عنهن.

رواه مسلم عن حَرْمَلَة ، عن ابن وَهْب.

[١٧١]

قوله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ ) الآية. [١٢٨].

٣٦٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى قال : حدَّثنا سهل ، قال : حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام ، عن عروة ، عن عائشة في قول الله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً ) إلى آخر الآية : نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلا يَسْتَكْثِرُ منها ويريد فراقها ، ولعلها أن تكون لها صحبة ، ويكون لها ولد ، فيكره فراقها ، وتقول له : لا تطلقني وأمسكني وأنت في حل من شأني. فأنزلت هذه الآية.

رواه البخاري عن محمد بن مقاتل ، عن ابن المبارك.

ورواه مسلم عن أبي كُريْب ، عن أبي أسامة ، كلاهما عن هشام.

__________________

[٣٦٩] أخرجه البخاري في المظالم (٢٤٥٠) وأخرجه في الصلح (٢٦٩٤) وفي التفسير (٤٦٠١) وفي النكاح (٥٢٠٦) من طرق عن هشام بن عروة به وأخرجه مسلم في كتاب التفسير (١٤ / ٣٠٢١) ص ٢٣١٦ من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن هشام به.

وأخرجه ابن جرير (٥ / ١٩٧) وأخرجه البيهقي في السنن (٧ / ٢٩٦) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٢٣٢) لابن أبي شيبة وابن المنذر.

١٨٧

٣٧٠ ـ أخبرنا أبو بكر الحيري ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا الربيع ، قال : أخبرنا الشافعي ، قال أخبرنا ابن عُيَيْنَة ، عن الزُّهْرِي ، عن ابن المُسيِّب :

أن بنت محمد بن مَسْلَمَة كانت عند رَافِع بن خَديج فكره منها أمراً إما كبراً وإما غيره ، فأراد طلاقها ، فقالت : لا تطلقني وأمسكني واقسم لي ما بدا لك. فأنزل الله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً ) .

[١٧٢]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ) الآية. [١٣٥].

٣٧١ ـ رَوَى أسباط عن السُّدِّي قال : نزلت في النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اختصم إليه غني وفقير ، وكان ضِلَعُهُ مع الفقير ، رأى أن الفقير لا يظلم الغني ، فأبى الله تعالى ، إلا أن يقوم بالقسط في الغنيّ والفقير ، فقال :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ) حتى بلغ( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما ) .

[١٧٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ) الآية. [١٣٦]

٣٧٢ ـ قال الكلبي : نزلت في عبد الله بن سَلّام ، وأسد وأُسَيْد ابني كعب ، وثَعْلَبة بن قيس وجماعة من مُؤْمِني أهل الكتاب ، قالوا : يا رسول الله ، إنا نؤمن بك وبكتابك ، وبموسى والتوراة وعُزَيْر ، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل : فأنزل الله تعالى هذه الآية.)

__________________

[٣٧٠] مرسل ، وقد أخرجه البيهقي في السنن (٧ / ٢٩٦) وعزاه في الدر (٢ / ٢٣٢) للشافعي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبيهقي. وذكره في لباب النقول ص ٩٥ ـ.

وله شاهد موصول عن رافع بن خديج أخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٨) وصححه ووافقه الذهبي.

[٣٧١] بدون إسناد.

[٣٧٢] الكلبي ضعيف.

١٨٨

[١٧٤]

قوله تعالى :( لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ) الآية. [١٤٨].

٣٧٣ ـ قال مجاهد : إن ضيفاً تضيّف قوماً فأساءوا قراه فاشتكاهم ، فنزلت هذه الآية رخصة في أن يشكو.

[١٧٥]

قوله تعالى :( يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً ) الآية. [١٥٣].

٣٧٤ ـ نزلت في اليهود ، قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن كنت نبياً فائتنا بكتاب جملة من السماء ، كما أتى به موسى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٧٦]

قوله تعالى :( لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ ) الآية. [١٦٦].

٣٧٥ ـ قال الكلبي : إن رؤساء أهل مكة أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : سألنا عنك اليهود فزعموا أنهم لا يعرفونك ، فائتنا بمن يشهد لك أن الله بعثك إلينا رسولاً. فنزلت هذه الآية :( لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ ) .

[١٧٧]

قوله تعالى :( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) الآية. [١٧١].

٣٧٦ ـ نزلت في طوائف من النصارى حين قالوا : عيسى ابن الله ، فأنزل الله تعالى :( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ) الآية.

__________________

[٣٧٣] مرسل ـ وعزاه في الدر (٢ / ٢٣٧) لابن جرير وابن المنذر وعبد الرزاق عن مجاهد.

وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٩٦) لهناد بن السري في كتاب الزهد.

[٣٧٤] بدون إسناد.

[٣٧٥] بدون إسناد.

[٣٧٦] بدون إسناد.

١٨٩

[١٧٨]

قوله تعالى :( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ ) الآية. [١٧٢].

٣٧٧ ـ قال الكلبي : إِن وفد نَجْران قالوا : يا محمد تعيب صاحبنا! قال : ومن صاحبكم؟ قالوا : عيسى ، قال : وأي شيء أقول فيه؟ قالوا : تقول : إنه عبد الله ورسوله ، فقال لهم : إنه ليس بعار لعيسى أن يكون عبداً لله ، قالوا : فنزلت :( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ) الآية.

[١٧٩]

قوله تعالى :( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) الآية. [١٧٦].

٣٧٨ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، قال : حدَّثنا زاهر بن أحمد ، قال : حدَّثنا الحسين بن محمد بن مَصْعَب ، قال : حدَّثنا يحيى بن حَكيم ، قال : حدَّثنا ابن أبي عَدِيّ عن هِشَام بن [أبي] عبد الله ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال :

اشتكيت فدخل عليَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعندي سبع أخوات ، فنفخ في وجهي فأفقت ، فقلت : يا رسول الله ، أوصي لأخواتي بالثلثين قال : احبس فقلت : الشطر؟ قال : احبس. ثم خرج فتركني قال : ثم دخل عليّ وقال لي : يا جابر إني لا أراك تموت في وجعك هذا ، إن الله قد أنزل فبين الذي لأخواتك [جعل لأخواتك] الثلثين.

وكان جابر يقول : نزلت هذه الآية فيّ :( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) .)

__________________

[٣٧٧] بدون إسناد.

[٣٧٨] أخرجه أبو داود في كتاب الفرائض (٢٨٨٧).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف (٢٩٧٧) لأبي داود والنسائي في الكبرى في كتاب الفرائض وفي كتاب الطب.

وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ٢٣١) وقد سبق برقم (٢٩٧)

١٩٠

سورة المائدة

[١٨٠]

قوله تعالى :( لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ ) الآية. [٢].

٣٧٩ ـ قال ابن عباس : نزلت في الحُطَم ـ واسمه شريح بن ضُبَيْعَة الكِندي ـ أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من اليمامة إلى المدينة ، فخلَّف خيلَه خارج المدينة ، ودخل وحده على النبيعليه‌السلام ، فقال : إِلَامَ تدعو الناس؟ قال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة. فقال : حسن ، إلا أن لي أمراء لا أقطع أمراً دونهم ، ولعلي أسلم وآتي بهم. وقد كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال لأصحابه : يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان. ثم خرج من عنده ، فلما خرج قال رسول اللهعليه‌السلام : «لقد دخل بوجه كافر ، وخرج بِعَقَبِي غادر ، وما الرجل بمسلم». فمر بِسَرْحِ المدينة فاستقاه ، فطلبوه فعجزوا عنه ، فلما خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عام القَضِيَّةِ ، سمع تلبية حُجَّاج اليمامة فقال لأصحابه : هذا الحُطَم وأصحابه. وكان قد قلَّد ما نهب من سرح المدينة وأهداه إلى الكعبة. فلما توجهوا في طلبه ، أنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ ) يريد ما أُشْعِرَ لله ، وإِن كانوا على غير دين الإسلام.)

__________________

[٣٧٩] بدون إسناد.

١٩١

٣٨٠ ـ وقال زيد بن أسْلَم : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه بالحُدَيْبِيَةِ حين صدّهم المشركون عن البيت ، وقد اشتد ذلك عليهم ، فمر بهم ناس من المشركين يريدون العُمْرَة ، فقال أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : نصد هؤلاء كما صدَّنا أصحابهم. فأنزل الله تعالى :( لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ ) أي ولا تعتدوا على هؤلاء العُمَّار ، أنْ صدَّكم أصحابهم.

[١٨١]

قوله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية. [٣].

نزلت هذه الآية يوم الجمعة ، وكان يوم عرفة ، بعد العصر في حجة الوَدَاع ، سنة عشر والنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [واقف] بعرفات على ناقته العَضْبَاء.

٣٨١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدَان العَدْل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا جعفر بن عَوْن ، قال : أخبرني أبو عُمَيْس عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شِهاب قال :

جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً ، فقال : فأي آية هي؟ قال :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )

__________________

[٣٨٠] بدون إسناد.

[٣٨٠] مرسل.

[٣٨١] أخرجه البخاري في الإيمان (٤٥) وفي المغازي (٤٤٠٧) وفي التفسير (٤٦٠٦) وفي الاعتصام (٧٢٦٨)

وأخرجه مسلم في التفسير (٣ ، ٤ ، ٥ / ٣٠١٧) ص ٢٣١٢ ، ٢٣١٣. والترمذي في التفسير (٣٠٤٣) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي في الإيمان (٨ / ١١٤) وفي الحج (٥ / ٢٥١).

وأخرجه عبد بن حميد (٣٠ منتخب) والبيهقي في سننه (٣ / ١٨١) وأحمد في مسنده (١ / ٢٨ ، ٣٩) وأخرجه ابن جرير (٦ / ٥٣)

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٥٨) للحميدي وابن حبان وابن المنذر.

١٩٢

فقال عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والساعة التي نزلت فيها على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عشية يوم عرفة ، في يوم جمعة. رواه البخاري عن الحسن بن صباح ، ورواه مسلم عن عَبْد بن حُمَيْد ، كلاهما عن جَعْفَر بن عَوْن.

٣٨٢ ـ أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشَّاذِيَاخي ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن مُصْعَب ، قال : حدَّثنا يحيى بن حَكِيم ، قال : حدَّثنا أبو قُتَيْبَة ، قال : حدَّثنا حمَّاد ، عن عمّار بن أبي عمّار ، قال :

قرأ ابن عباس هذه الآية ومعه يهودي :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) فقال اليهودي : لو نزلت هذه [الآية] علينا في يوم لاتخذناه عيداً ، فقال ابن عباس : فإنها نزلت في عيدين اتفقا في يوم واحدٍ : يوم جمعة وافَقَ ذلك يوم عرفة.

[١٨٢]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ ) الآية. [٤].

٣٨٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثني [يحيى] بن أبي زائدَةَ ، عن موسى بن عُبَيدة ، عن أَبَان بن صالح ، عن القَعْقَاع بن حكيم ، عن سَلْمَى أُمِّ رافع ، عن أبي رَافِع قال

أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بقتل الكلاب ، فقال الناس : يا رسول الله ما أُحِلَّ لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وهي :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا

__________________

[٣٨٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٤٤) وصححه.

والطبراني في الكبير (١٢ / ١٨٤ رقم ١٢٨٣٥) وأخرجه ابن جرير (٦ / ٥٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٥٨) للطيالسي وعبد بن حميد والبيهقي في الدلائل.

[٣٨٣] ضعيف : في إسناده موسى بن عبيدة وهو ضعيف.

وله طريق آخر أخرجه الحاكم (٢ / ٣١١) وصححه ووافقه الذهبي ، قلت : لكن في إسناد الحاكم محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه.

١٩٣

أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ) رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي بكر بن بَالَوَيْه ، عن محمد بن شاذان ، عن مُعَلّى بن منصور ، عن ابن أبي زائدة.

وذكر المفسرون شرح هذه القصة ، قالوا :

قال أبو رافع : جاء جبريلعليه‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستأذن عليه فأذن له فلم يدخل ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : قد أذنا لك يا جبريل فقال : أجل يا رسول الله ، ولكنا لا ندخل بيتاً فيه صورةٌ ولا كلبٌ. فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جَرُو.

قال أبو رافع : فأَمرني أن لا أدع كلباً بالمدينة إلا قتلته ، حتى بلغت «العَوَالي» فإذا امرأة عندها كلب يحرسها ، فرحمتها فتركته ، فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبرته ، فأمرني بقتله ، فرجعت إلى الكلب فقتلته. فلما أمر رسول الله بقتل الكلاب ، جاء ناس فقالوا : يا رسول الله ، ما ذا يَحِلُّ لنا من هذه الأُمَّةِ التي تقتلها؟ فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في اقتناء الكلاب التي ينتفع بها ، ونهى عن إمساك ما لا تقع فيه منها ، وأمر بقتل الكَلْب الكَلِب والعَقُور وما يضر ويؤذي ، ورفع القتل عما سواهما ، وما لا ضرر فيه).

٣٨٤ ـ وقال سعيد بن جبير : نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم ، وزيد بن المُهَلْهِلْ الطائيين ـ وهو زيد الخيل الذي سماه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الخير [وذلك أنهما جاءا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] فقالا : يا رسول الله ، إنا قوم نصيد بالكلاب والبُزَاةِ ، وإن كلاب آل ذريح وآل [أبي] جُوَيْرِيَة تأخذ البقر والحُمُر والظباء والضّبّ ، فمنه ما ندرك ذكاته ، ومنه ما يقتل فلا ندرك ذكاته ، وقد حرم الله الميتة فما ذا يحل لنا منها؟ فنزلت :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ) يعني : الذبائح( وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ ) يعني : وصيد ما علمتم من الجوارح ، وهي الكَوَاسِبُ من الكلاب وسباع الطير.

__________________

[٣٨٤] عزاه في الدر (٢ / ٢٦٠) لابن أبي حاتم ، وذكره في لباب النقول (ص ١٠٠)

١٩٤

[١٨٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) الآية. [١١].

٣٨٥ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا أبو لُبَابَةَ محمد بن المهدي المِيهَنِي ، قال : حدَّثنا عمّار بن الحسن ، قال : حدَّثنا سَلَمَة بن الفضْل ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق ، عن عَمْرِو بن عبيد ، عن الحسن البصري ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري :

أن رجلاً من محارب ، يقال له : غَوْرَث بن الحارث ، قال لقومه من بني غطفان ومحارب : ألا أقتل لكم محمداً؟ قالوا : نعم وكيف تقتله؟ قال : أفتك به. قال : فأقبل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو جالس وسيفه في حِجْرِه ، فقال : يا محمد أَنْظُر إلى سيفك هذا؟ قال : نعم. فأخذت فاستله ، ثم جعل يَهُزُّهُ ويهم به فيكْبِتُه اللهعزوجل ، ثم قال : يا محمد أما تخافني؟ قال : لا ، قال : ألا تخافني وفي يدي السيف؟ قال : يمنعني الله منك. ثم أغمد السيف وردّه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى :( اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) .

٣٨٦ ـ أخبرنا أحمد بن إبراهيم الثّعَالبي ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عبد الرَّزَّاق ، عن مَعْمَر ، عن الزُّهْرِي ، عن أبي سلمة ، عن جابر :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل منزلاً ، وتفرق الناس في العِضَاه يستظلون تحتها ، فعلَّق النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سلاحه على شجرة ، فجاء أعرابي إلى سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أقبل عليه فقال : من يمنعك مني؟ قال : الله. قال الأعرابي مرتين أو ثلاثاً : [من يمنعك مني؟] والنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : الله فَشَامَ الأعرابي السيف ، فدعا النبيعليه‌السلام

__________________

[٣٨٥] إسناده ضعيف : محمد بن إسحاق مدلس والحسن البصري مدلس.

[٣٨٦] أخرجه البخاري في المغازي (٤١٣٩) ومسلم في الفضائل (١٣ / ٨٤٣) ص ١٧٨٦.

وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ٣١٩) من طريق أبي سلمة وسنان بن أبي سنان عن جابر.

تنبيه : هذا الحديث ليس فيه أنه سبب نزول الآية ، والله أعلم.

١٩٥

أصحابه ، فأخبرهم خبر الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه.

٣٨٧ ـ وقال مُجَاهِد ، والكَلْبي ، وعِكْرِمَة : قَتَلَ رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلين من بني سليم وبين النبيعليه‌السلام وبين قومهما مُوَادَعَةٌ ، فجاء قومهما يطلبون الدية ، فأتى النبيعليه‌السلام ومعه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، فدخلوا على كعب بن الأشرف وبني النضير يستعينهم في عقلهما ، فقالوا : [نعم] يا أبا القاسم ، قد آن لك أن تأتينا وتسألنا حاجة ، اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا ، فجلس هو وأصحابه فخلا بعضهم ببعض وقالوا : إنكم لم تجدوا محمداً أقرب منه الآن ، فمن يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه؟ فقال عمر بن جِحَاش بن كعب : أنا ، فجاء إلى رحا عظيمة ليطرحها عليه ، فأَمسك الله تعالى يده ، وجاء جبريلعليه‌السلام ، وأخبره بذلك ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٨٤]

قوله تعالى :( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ) [٣٣].

٣٨٨ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله المَخْلِدي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن نجيد ، قال : أخبرنا مسلم ، قال : حدَّثنا عبد الرحمن بن حماد ، قال : حدَّثنا سعيد بن أبي عَروبة ، عن قتادة ، عن أنس :

أن رهطاً من عُكْل وعُرَيْنَةَ أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا كنا

__________________

[٣٨٧] بدون إسناد.

[٣٨٨] أخرجه البخاري في المغازي (٤١٩٢).

وفي الطب (٥٧٢٧).

وأخرجه مسلم في القسامة (١٣ م / ١٦٧١) ص ١٢٩٨ والنسائي في الطهارة (١ / ١٥٨).

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١١٧٦) للنسائي في الحدود والطب في الكبرى ...

وقول قتادة : ذُكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم ليس عند البخاري ومسلم ولا عند النسائي وظاهره مبني للمجهول وأنه ليس من قول أنس.

وعلى ذلك يمكن القول : أن الحديث صحيح وأن سبب النزول ليس بصحيح ، والله أعلم.

١٩٦

أهل ضرْع ، ولم نكن أهل ريف ، فاسْتَوْخَمْنَا المدينة. فأَمر لهم رسول اللهعليه‌السلام بِذَوْد [وراع ، وأمرهم] أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها. [فلما صحوا ، وكانوا بناحية الحرّة] ، قتلوا راعي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستاقوا الذَّوْد ، فبعث رسول اللهعليه‌السلام في آثارهم ، فأتى بهم ، فَقَطَّعَ أيديَهم وأرجلهم ، وسَمَلَ أعينهم. فتركوا في الحَرَّة حتى ماتوا على حالهم.

قال قتادة : ذُكِرَ لنا أن هذه الآية نزلت فيهم :( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً ) إلى آخر الآية. رواه مسلم [عن محمد بن المثنى] عن عبد الأَعْلَى ، عن سعيد ، إلى قول قتادة.

[١٨٥]

قوله تعالى :( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ) [٣٨].

٣٨٩ ـ قال الكلبي : نزلت في طعمة بن أُبيْرق سارق الدرع. وقد مضت قصته.

[١٨٦]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) الآيات. [٤١ : ٤٧].

٣٩٠ ـ حدَّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحِيرِيّ إملاء ، قال : أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي ، قال : حدَّثنا محمد بن حماد الأَبيورْدِي ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مُرَّة ، عن البَرَاء بن عَازب ، قال :

__________________

[٣٨٩] سبق برقم (٣٦١)

[٣٩٠] أخرجه مسلم في كتاب الحدود (٢٨ / ١٧٠٠) ص ١٣٢٧ ، وأبو داود في الحدود (٤٤٤٧ ـ ٤٤٤٨) والنسائي في التفسير (١٦٤) وابن ماجة في الحدود (٢٥٥٨) وأحمد في مسنده (٤ / ٢٨٦) وابن جرير في تفسيره (٦ / ١٥٠) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٤٦) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٨٢) للنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه ـ وذكره في لباب النقول ص ١٠٦.

١٩٧

مرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيهودي مُحَمَّماً مجلوداً ، فدعاهم فقال : أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا : نعم ، قال : فدعا رجلاً من علمائهم فقال : أَنْشُدُكَ الله الذي أنزل التوراة على موسى ، هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال : لا ، ولو لا أنك نَشَدْتَني لم أخبرك ، نجد حدّ الزاني في كتابنا الرّجم ، ولكنه كثر في أشرافنا ، فكنا إِذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحدّ ، فقلنا : تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع ، فاجتمعنا على التَّحْمِيمِ والجلد ، مكان الرجم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه. فأمر به فرجم. فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) إلى قوله :( إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ ) . يقولون : ائتوا محمداً ، فإن أفتاكم بالتَّحْمِيمِ والجلد فخذوا به ، وإن أفتاكم بالرجم فاحْذروا. إلى قوله تعالى :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) قال : في اليهود. إلى قوله :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) قال : في النصارى. إلى قوله :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) . قال : في الكفار كُلّهَا.

رواه مسلم عن يحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية.

٣٩١ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق ، قال : أخبرنا أبو الهيثم أحمد بن محمد بن غَوْث الكندي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمِيّ ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعْمَش ، عن عبد الله بن مُرَّة ، عن البَرَاء بن عَازِب ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أنه رجم يهودياً ويهودية ثم قال :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) ،( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ،( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) ، قال : نزلت كلها في الكفار.

رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة.

__________________

[٣٩١] انظر السابق.

١٩٨

[١٨٧]

قوله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ ) [٤٤].

٣٩٢ ـ أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عبد الرّزاق ، قال : حدَّثنا مَعْمَر ، عن الزُّهْرِي ، قال : حدَّثني رجل من مُزَيْنَةَ ، ونحن عند سعيد بن المُسَيِّب ، عن أبي هريرة ، قال :

زنى رجل من اليهود وامرأة ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي مبعوث للتخفيف ، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله ، وقلنا : فُتْيا نبي من أنبيائك! فأتوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو جالس في المسجد مع أصحابه ، فقالوا : يا أبا القاسم ، ما ترى في رجل وامرأة زنيا؟ فلم يكلمهم حتى أتى بيت مِدْرَاسِهِمْ فقام على الباب فقال : أنشدُكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، ما تَجِدُونَ في التوراة على مَنْ زنى إذا أُحْصِن؟ قالوا يُحَمَّمُ [وجهه] ويُجبَّهُ ويجلد ـ والتَّجْبِيةُ : أن يحمل الزانيان على حمار وتَقابَلَ أقفيتهما ويطاف بهما ـ قال : وسكت شاب منهم ، فلما رآه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سكت ، أَلَظَّ به في النَّشْدَة ، فقال : اللهم إذ أُنْشَدْتَنا ، فإنا نَجِدُ في التوراة الرَّجْم. فقال النبيعليه‌السلام : فما أول ما أرخصتم أمر اللهعزوجل ؟ قال : زنى رجل ذو قرابة مِنْ ملك من ملوكنا ، فأخر عنه الرجم ، ثم زنى رجل في أسْرَةٍ من الناس ، فأراد رجمه فحال قومه دونه فقالوا : لا ترجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه ، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فإني أحكم بما في التوراة ، فأمر بهما فرجما.

__________________

[٣٩٢] أخرجه أبو داود في الصلاة (٤٨٨) مختصراً.

وأخرجه في الأقضية (٣٦٢٤ ـ ٣٦٢٥) مختصراً.

وأخرجه في الحدود (٤٤٥٠ ـ ٤٤٥١) بتمامه.

وأخرجه ابن جرير (٦ / ١٦١).

والواضح من السياق أنه قول الزهري : «فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم» ليس من قول أبي هريرة ولم يذكر الزهري من بلَّغه ذلك.

وعلى ذلك فإنه لا يصلح للاحتجاج به كسبب نزول.

١٩٩

قال الزُّهْرِي : فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم :( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ) . فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم.

٣٩٣ ـ قال مَعْمَر : أخبرني الزُّهْرِي ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : شهدت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أمر برجمهما ، فلما رُجِمَا رأيته يَجْنَأُ بيده عنها ليقيها الحجارة.

[١٨٨]

قولهعزوجل :( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ) الآية [٤٩].

٣٩٤ ـ قال ابن عباس : إن جماعة من اليهود ، منهم كعب بن أسد وعبد الله بن صُورِيَا ، وشَأْس بن قيس ، قال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نَفْتِنُه عن دينه. فأتوه فقالوا : يا محمد ، قد عرفت أنّا أحبار اليهود وأشرافهم ، وأنا إِن اتبعناك اتبعنا اليهود ولن يخالفونا ، وإنّ بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ، ونحن نؤمن بك ونصدقك. فأبى ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى فيهم :( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ) .

[١٨٩]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ ) الآية. [٥١].

٣٩٥ ـ قال عطية العَوْفي : جاء عُبَادَة بن الصَّامت ، فقال : يا رسول الله ، إن

__________________

[٣٩٣] أخرجه البخاري في المناقب (٣٦٣٥) وفي الحدود (٦٨٤١) وأخرجه مسلم في كتاب الحدود (٢٧ / ١٦٩٩) ص ١٣٢٦ وأبو داود في الحدود (٤٤٤٦) والترمذي في الحدود (١٤٣٦) مختصراً كلهم من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر.

وأخرجه مالك في الموطأ كتاب الحدود حديث رقم (١)

[٣٩٤] بدون إسناد.

[٣٩٥] مرسل. وأخرجه ابن جرير (٦ / ١٧٧) ، وزاد نسبته في الدر (٢ / ٢٩١) لابن أبي شيبة ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٠٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591