أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن13%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 429461 / تحميل: 6423
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

كما ستعلم ذلك من تصريح السمهودي والمناوي والزرقاني.

ترجمته:

١ - السّمعاني: « والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن جعفر ابن حيان الاصبهاني المعروف بأبي الشيخ، حافظ كبير ثقة، صنّف التصانيف الكثيرة وأكثر عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب بأصبهان »(١) .

٢ - الذهبي: « أبو الشيخ حافظ إصبهان ومسند زمانه، الامام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري، صاحب التصانيف السائرة، ويعرف بأبي الشيخ وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحاً خيّراً قانتاً لله صدوقاً قال ابن مردويه: ثقة مأمون، صنّف التفسير والكتب الكثيرة - في الأحكام وغير ذلك. قال أبوبكر الخطيب: كان حافظاً ثبتاً صدوقاً قال أبو نعيم: كان أحد الأعلام وكان ثقة »(٢) .

٣ - السيوطي: « أبو الشيخ حافظ إصبهان ومسند زمانه، الامام كان مع سعة علمه وغزارة حفظه أحد الأعلام، صالحاً خيّراً صدوقاً مأموناً ثقة متقناً، صنف التفسير وغيره. مات في محرم سنة ٣٦٩ »(٣) .

هذا، وجاء في ( كفاية المتطلع ) وهو الكتاب الذي ألّفه تاج الدين الدّهان في الكتب التي يرويها الشيخ حسن العجيمي - ما نصه « كتاب أخلاق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للامام المحدّث أبي عبد الله محمد بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخرحمه‌الله تعالى: أخبر به عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي عن محمد حجازي الشعراني عن المعمر محمد أركماس عن الحافظ أحمد بن

____________________

(١). الانساب - الحياني.

(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٤٥.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣٨١.

١٠١

حجر العسقلاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن صديق الرسام قال أنا أبو محمد إسحاق بن يحيى الآمدي قال أنا أبو سفيان خليل الحافظ قال أنا ناصر بن محمد الويري قال أنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي قال أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قال أنا به مؤلفه أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان فذكره ».

والشيخ حسن العجيمي من المشايخ السبعة الذي يفتخر شاه ولي الله في ( الارشاد إلى مهمات الاسناد ) باتصال أسانيده إليهم. وعلى هذا يكون الشيخ أبو الشيخ الحياني من شيوخ مشايخ والد ( الدهلوي ).

أضف إلى ذلك: تمسك الكابلي في ( الصواقع ) وكذلك ( الدهلوي ) نفسه في ( التحفة ) برواية أبي الشيخ فمن العجيب تمسكه بروايته في مورد وإعراضه عنها في مورد آخر، وهل هذا إلّا تعصب؟!

(١٩)

رواية ابن السقاء الواسطي

قال ابن المغازلي: « قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر أحمد العطار الفقيه الشافعيرحمه‌الله - بقراءتي عليه فأقرّ به، سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطيرحمه‌الله ، نا عمر بن الحسن الصيرفيرحمه‌الله ، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد، نا عبد الرزاق قال أنا سفيان الثوري عن عبد الله ابن عثمان عن عبد الرحمن بن بهمان عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعضد علي فقال: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

____________________

(١). المناقب لابن المغازلي: ٨٠.

١٠٢

ترجمته:

١ - ابن المغازلي في ( ذيل تاريخ واسط - مخطوط ).

٢ - السمعاني في ( الأنساب - السقاء ).

٣ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٦٥ ) و ( العبر ٢ / ٣٦٥ ).

٤ - ابن ناصر الدين في ( الطبقات ).

٥ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٣٨٥ ).

٦ - البدخشاتي في ( تراجم الحفاظ - مخطوط ).

ونكتفي هنا بعبارة الذهبي في ( العبر ) حيث قال « وأبو محمد ابن السقا الحافظ عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، روى عن أبي خليفة وعبدان وطبقتهما، وما حدث إلّا من حفظه، توفي في جمادى الآخرة، وكان من كبراء أهل واسط وأولى الحشمة، رحل به أبوه »(١) .

(٢٠)

رواية أبي الليث

وروى أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي حديث مدينة العلم حيث قال:

« عن قيس بن أبي حازمرضي‌الله‌عنه قال: جاء رجل إلى معاويةرضي‌الله‌عنه فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم بها، فقال الرجل: قولك أحب إليّ من قول علي، فقال معاوية: بئسما قلت ولؤم ما جئت

____________________

(١). العبر في خبر من غبر ٣ / ٣٦٥.

١٠٣

به، لقد كرهت رجلاً كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يهزه للعلم هزاً(١) وقد قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي، ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدت عمر ابن الخطاب إذا أشكل عليه شيء فقال(٢) هاهنا علي بن أبي طالب. ثم قال للرجل - معاويةرضي‌الله‌عنه - قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان.

ويروي أن سائلاً سأل عائشة رضي الله عنها عن المسح على الخفين فقالت: سلوا عنها علي بن أبي طالب، فإنه أعلم بالسُنّة.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٣) .

ترجمته:

١ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ).

٢ - عبد القادر في ( الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١٩٦ ).

٣ - الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار - مخطوط ).

٤ - القاري في ( الأثمار الجنية في طبقات الحنفية ).

٥ - الدهان في ( كفاية المتطلع - مخطوط ).

٦ - الكاتب الجلبي في ( كشف الظنون ٤٤١ ).

وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد ( حديث الطير ).

____________________

(١). كذا.

(٢). كذا.

(٣). المجالس - مخطوط.

١٠٤

(٢١)

رواية محمد بن المظفر البغدادي

قال ابن المغازلي: « أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو الحسين محمد ابن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي، نا الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، نا محمد بن مصفا، نا حفص بن عمر العدني، نا علي بن عمرو عن أبيه عن جرير عن عليعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٠ ) و ( العبر ٣ / ١٢ ) و ( دول الإسلام ١ / ٢٣١ ).

٢ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ٤ / ٣٤ ).

٣ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٣٨٩ ).

وغيرهم وقد أوردنا ترجمته بالتفصيل في مجلد ( حديث الثقلين ).

(٢٢)

رواية ابن شاهين

قال ابن شهرآشوب: « وقال النبيعليه‌السلام بالاجماع: أنا مدينة العلم

____________________

(١). المناقب لابن المغازلي: ٨٠.

١٠٥

وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق وابراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني في ( الأنساب ).

٢ - ابن الأثير في ( الكامل حوادث: ٣٨٥ ).

٣ - الخوارزمي في ( أسماء رجال مسانيد أبي حنيفة ).

٤ - الذهبي في ( العبر ٣ / ٢٩ ).

٥ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٢ / ٤٢٦ ).

٦ - الجزري في ( طبقات القراء ١ / ٥٨٨ ).

٧ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٣٩٢ ).

٨ - الداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٢ ).

٩ - الدياربكري في ( الخميس حوادث ٣٨٥ ).

١٠ - الزرقاني في ( شرح المواهب اللدنية ١ / ١٦٦ ).

ونكتفي هنا بخلاصة ترجمته في ( تذكرة الحفاظ ) للاختصار:

« ابن شاهين، الحافظ المفيد المكثر محدّث العراق، قال ابن ماكولا: ثقة مأمون، سمع بالشام وفارس والبصرة، جمع الأبواب والتراجم، وصنّف شيئاً كثيراً. قال الأزهري: وابن شاهين ثقة عنده عن البغوي سبعمائة جزء، وقال ابن أبي الفوارس: ثقة مأمون صنّف ما لم يصنّفه أحد »(٢) .

____________________

(١). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.

(٢). تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٧.

١٠٦

(٢٣)

إثبات الصّاحب بن عباد

لقد جاء في ( المناقب ) حيث استشهد بأبيات لبعض الشعراء في علم أمير المؤمنينعليه‌السلام - ما نصه: « الصاحب:

كان النبي مدينة هو بابها

لو أثبت النصاب ذات المرسل

وله:

باب المدينة لا تبغوا سواه لها

لتدخلوها فخلّوا جانب التيه »

وقال في ذكر بعض من نظم حديث رد الشمس وأشعارهم: « الصاحب:

كان النبي مدينة العلم التي

حوت الكمال وكنت أفضل باب

ردت عليك الشمس وهي فضيلة

ظهرت فلم تستر بلف نقاب »(١)

ترجمته:

١ - الثعالبي في ( يتيمة الدهر ٣ / ٣١ - ١١٨ ).

٢ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٧٥ ).

٣ - ابو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث: ٣٨٥ ).

٤ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٣٨٥ ).

٥ - الذهبي في ( العبر - حوادث: ٣٨٥ ).

____________________

(١). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٥.

١٠٧

٦ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٣٨٥ ).

٧ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٣٨٥ ).

٨ - السيوطي في ( بغية الوعاة ١٩٦ ).

وقد ذكرنا ترجمته في مجلد ( حديث الطير ) بالتفصيل.

(٢٤)

رواية ابن شاذان السكري الحربي

رواه في كتاب ( الامالي ) حيث قال: « ثنا إسحاق بن مروان، ثنا أبي، ثنا عامر بن كثير السراج عن أبي خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، يا علي كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها».

ترجمته:

١ - السمعاني في ( الأنساب - السكري ).

٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٣٨٦ ).

٣ - الذهبي في ( العبر - حوادث: ٣٨٦ ).

وقد أوردنا ترجمته في مجلد ( حديث الطير ).

(٢٥)

رواية ابن بطة

لقد علمت من كلام ابن شهر آشوب أنه قد رواه من ستة طرق.

١٠٨

ترجمته:

١ - السمعاني في ( الأنساب - العكبري ).

٢ - الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ٦ / ٥٢٩ ).

٣ - ابن كثير في ( تاريخه ١١ / ٣٢١ ).

٤ - ابن العماد في ( شذرات الذهب ٣ / ١٢٢ ).

وغيرهم، وقد ذكرنا في مجلد ( حديث الطير ) تمسك ابن تيمية برواياته واعتماده عليها، كما ذكرنا في مجلد ( حديث التشبيه ) أن ابن بطة من شيوخ مشايخ شاه ولي الله والد ( الدهلوي )

(٢٦)

رواية الحاكم النيسابوري

لقد رواه من طرق عديدة حديث قال: « حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، ثنا أبو الصلت عبد السّلام بن صالح، ثنا أبو معاوية بن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة من العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب.

هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وأبو الصلت ثقة مأمون، فإني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش حديث أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون.

١٠٩

سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني أمام عصره ببخارا يقول: سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول - وسئل عن أبي الصلت الهروي فقال - دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت فسلّم عليه فلمـّا خرج تبعته فقلت له: ما تقول رحمك الله في أبي الصلت؟ فقال: هو صدوق، فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها؟ فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت.

حدثنا بصحة ما ذكره الامام أبو زكريا يحيى بن معين: - أبو الحسين محمد ابن أحمد بن تميم القنطري، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمد بن يحيى بن الضريس، ثنا محمد بن جعفر الفيدي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. قال الحسين بن فهم: حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية.

قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ. ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح:

حدثني أبوبكر محمد بن علي الفقيه الامام الشاشي القفال ببخارا - وأنا سألته - حدثني النعمان بن هارون البلدي - ببلد من أصل كتابه - ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان ابن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

____________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٦ - ١٢٧.

١١٠

أقول:

لقد جهد الحاكم في تصحيح هذا الحديث الشريف وسعى في تنقيحه، وصحّح سنده مرة بعد أخرى، ليوهن كيد الجاحدين ويقلع ريب المرتابين والحمد لله رب العالمين.

ولقد أخرج الحاكم حديث مدينة العلم من حديث أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أيضاً قال السيوطي: « وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(١) .

كما يعلم ذلك من ( الصواعق ) و ( العقد النبوي ) و ( النبراس ) و ( شرح المواهب ) و ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين ) و ( إسعاف الراغبين ) و ( وسيلة النجاة ) و ( مرآة المؤمنين ) و ( ينابيع المودة ).

وأخرجه من حديث ابن عمر أيضاً. قال ابن حجر: « الحديث التاسع: أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن عليرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ..»(٢) .

ويعلم ذلك أيضاً من ( العقد النبوي ) و ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين ) و ( إسعاف الراغبين ) و ( وسيلة النجاة ) و ( مرآة المؤمنين ) و ( ينابيع المودة ) كما ستقف عليه فيما بعد إنْ شاء الله تعالى.

ترجمته:

١ - أبو موسى المديني في ( المصنف المفرد - مخطوط ).

٢ - عبد الغافر الفارسي في ( تاريخ نيسابور ).

____________________

(١). تاريخ الخلفاء: ١٧٠.

(٢). الصواعق المحرقة: ٧٣.

١١١

٣ - الفخر الرازي في ( مناقب الشافعي ).

٤ - ابن الأثير في ( جامع الأصول - مخطوط ).

٥ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٠٥ ).

٦ - النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ).

٧ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ٣ / ٤٠٨ ).

٨ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر ٢ / ١٤٤ ).

٩ - الذهبي في ( تتمة المختصر ١ / ٤٥٣ ).

١٠ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر ١ / ٤٥٣ ).

١١ - الخطيب التبريزي في ( رجال المشكاة - المطبوع مع المشكاة ).

١٢ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٤٠٥ ).

١٣ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ١٥٥ ).

١٤ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٠٩ ).

١٥ - القنوجي في ( التاج المكلل ١١٣ ).

وغيرهم، وقد ذكرنا طرفاً من تراجمه في بعض المجلدات السابقة، ولعلّنا نذكر بعضها الآخر في المجلّدات اللّاحقة.

هذا، بالاضافة إلى أن شاه ولي الله الدهلوي يعتبره في ( قرة العينين ) مجدد الدين على رأس القرن الرابع، ويتمسك برواياته فيه وفي ( إزالة الخفاء )، وكذلك ( الدهلوي ) نفسه في مباحث كتابه ( التحفة ).

(٢٧)

إثبات الفردوسي

لقد أرسل أبو القاسم حسن بن إسحاق الفردوسي حديث مدينة العلم

١١٢

إرسال المسلم حيث قال في ( الشاهنامه ):

چهارم على بود جفت بتول

كه او را بخوبى ستايد رسول

كه من شهر علمم عليّم درست

درست اين سخن قول پيغمبر است

گواهى دهم كين سخن را زاوست

تو گوئي دو گوشم بر آواز اوست

بدان باش كو گفت زان برمگرد

چو گفتار روايت نياور بدرد »

أقول: وهذا خير شاهد على اشتهار حديث مدينة العلم واستفاضته بين الأمة منذ العصور القديمة، بل يدل على صحته وثبوته لدى جميع المسلمين حتى المتعصبين من أهل السنة، وذلك لأن الفردوسي نظم ( الشاهنامه ) بأمر السلطان محمود ابن سبكتكين، وقد كان هذا السلطان من أشدّ الناس قياماً على الشيعة وأتباع أهل البيتعليهم‌السلام ، وكان مولعاً بعلم الحديث ومن فقهاء الشافعية، فلو كان في الحديث مجال للطعن لفعل، وهذه عبارات بعض علماء أهل السنة في الثناء عليه:

ترجمة السلطان محمود:

١ - قالابن تيمية في ( منهاج السنة ): « وأما ما ذكره من الصلاة التي لا يجيزها أبو حنيفة وفعلها عند بعض الملوك حتى رجع عن مذهبه، فليس بحجة على فساد مذهب أهل السنة، لأن أهل السنة يقولون أن الحق لا يخرج عنهم، لا يقولون أنه لا يخطئ أحد منهم، وهذه الصلاة ينكرها جمهور أهل السنة كمالك والشافعي وأحمد، والملك الذي ذكره هو محمود بن سبكتكين، وإنما رجع إلى ما ظهر عنده أنه من سنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وكان من خيار الملوك وأعدلهم، وكان من أشدّ الناس قياماً على أهل البدع لا سيّما الرافضة ».

٢ - قالابن خلكان: « وذكر إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني - المقدّم ذكره - في كتابه الذي سماه مغيث الخلق في اختيار الأحق: إن السلطان

١١٣

المحمود المذكور كان على مذهب أبي حنيفةرضي‌الله‌عنه ، وكان مولعاً بعلم الحديث، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع، وكان يستفسر الأحاديث، فوجد أكثرها موافقاً لمذهب الشافعيرضي‌الله‌عنه ، فوقع في جلده حكة فجمع الفقهاء من الفريقين في مرو والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر، فوقع الاتفاق على أن يصلّوا بين يديه ركعتين على مذهب الامام الشافعيرضي‌الله‌عنه وعلى مذهب أبي حنيفةرضي‌الله‌عنه ، لينظر فيه السلطان ويتفكر ويختار ما هو أحسنهما، فصلى القفّال المروزي - وقد تقدم ذكره - بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة من الطهارة والسترة واستقبال القبلة، وأتى بالاركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجوه الكمال والتمام وقال: هذه صلاة لا يجوز الامام الشافعي دونها رضي الله تعالى عنه.

ثم صلّى ركعتين على ما يجوز أبو حنيفةرضي‌الله‌عنه ، فلبس جلد كلب مدبوغاً، ثم لطخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في صميم الصيف في المفازة، واجتمع الذباب والبعوض، وكان وضوئه منكساً منعكساً، ثم استقبل القبلة وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء وكبّر بالفارسية، ثم قرأ آية بالفارسية دو برك سبز، ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ومن غير ركوع، وتشهد وضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: أيها السلطان هذه صلاة أبي حنيفة.

فقال السلطان: لو لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلتك، لأن مثل هذه الصلاة لا يجوّزها ذو دين، فأنكرت الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة، فأمر القفال باحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان نصرانياً كاتباً يقرأ المذهبين جميعاً، فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفال، فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة وتمسك بمذهب الشافعيرضي‌الله‌عنه . إنتهى كلام إمام الحرمين.

وكانت مناقب السلطان محمود كثيرة، وسيره من أحسن السير، ومولده ليلة عاشوراء سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتوفي في شهر ربيع الآخر وقيل حادي عشر

١١٤

صفر سنة إحدى وقيل اثنتين وعشرين وأربعمائة بغزنة،رحمه ‌الله تعالى »(١) .

٣ - الذهبي: « قال عبد الغافر الفارسي: كان صادق النية في إعلاء كلمة الله تعالى، مظفراً في غزواته، ما خلت سنة من سني ملكه عن غزوة أو سفرة، وكان ذكياً بعيد الغور موفق الرأي، وكان مجلسه مورد العلماء »(٢) .

٤ - اليافعي: بنحو ما تقدّم(٣) .

٥ - السبكي: « محمود بن سبكتكين السلطان الكبير، أبو القاسم، سيف الدولة ابن الأمير ناصر الدولة أبي منصور: أحد أئمة العدل، ومن دانت له البلاد والعباد وظهرت محاسن آثاره، وكان يلقّب قبل السلطنة سيف الدولة، وأما بعدها فلقّب يمين الدولة، وبهذا اللقب سمي الكتاب اليميني الذي صنفه أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي في سيرة هذا السلطان، وأهل خوارزم وما والاها يعتنون بهذا الكتاب ويضبطون ألفاظه أشد من عناية أهل بلدنا بمقامات الحريري.

كان هذا السلطان إماماً عادلاً شجاعاً مفرطاً فقيهاً سمحاً جواداً سعيداً مؤيّداً، وقد اعتبرت فوجدت أربعة لا خامس لهم في العدل بعد عمر بن عبد العزيزرضي‌الله‌عنه - إلّا أن يكون بعض الناس لم تطل لهم مدة ولا ظهرت عنهم آثاره ممتدة وهم: السلطان محمود والوزير نظام الملك - وبينهما في الزمان مدة - وسلطان وملك في بلدنا هما السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فاتح بيت المقدس، وقبله الملك نور الدين محمود بن زنكي الشهيد »(٤) .

هذا، وقد ترجم الفردوسي: دولت شاه السمرقندي في ( تذكرة الشعراء: ٥٧ ) وذكر بعض أحواله مع السلطان محمود بن سبكتكين بالتفصيل فليراجع.

____________________

(١). وفيات الأعيان ٢ / ٨٤.

(٢). العبر - حوادث: ٤٢١.

(٣). مرآة الجنان - حوادث: ٤٢١.

(٤). طبقات الشافعية للسبكي ٥ / ٣١٤ - ٣٢٧.

١١٥

(٢٨)

رواية أبي بكر ابن مردويه

رواه من حديث أمير المؤمنينعليه‌السلام قائلاً: « عن عليرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ».

ومن حديث ابن عباس حيث قال: « عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب ».

وتظهر روايته له من حديث ابن عباس من عبارة الشوكاني الآتية إن شاء الله تعالى.

ترجمته:

١ - ياقوت الحموي ( معجم البلدان ٢ / ٣٤٦ ).

٢ - الذهبي ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢١٢ ) و ( العبر - حوادث: ٤٥٨ ).

٣ - ابن كثير ( التاريخ - حوادث: ٤٥٨ ).

٤ - السيوطي ( طبقات الحفاظ ٤٤٦ ).

٥ - الزرقاني ( شرح المواهب اللدنية ١ / ٦٨ ).

(٢٩)

رواية أبي نعيم الاصبهاني

لقد رواه أبو نعيم الاصبهاني في كتاب ( معرفة الصحابة ) فقد جاء في:

١١٦

( جمع الجوامع ) « أنا مدينة العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة عن علي »(١) .

وقال السيوطي أيضاً: « الحديث السادس عشر: عنه - أي عن علي كرّم الله وجهه -: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في المعرفة »(٢) .

كما تعلم روايته الحديث في ( المعرفة ) من ( الاكتفاء ) و ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين )، وقد أوردها نور الدين السليماني في ( الدر اليتيم ) كما ستعرف إن شاء الله تعالى.

كما ذكر أبو نعيم معنى حديث مدينة العلم في جملة ألقاب سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وذلك يدل على ثبوته بلا ريب، وهذا نص كلامه بترجمة الامامعليه‌السلام :

« سيّد القوم، محبّ المشهود ومحبوب المعبود، باب مدينة الحكم [ العلم ] والعلوم، ورأس المخاطبات ومستنبط الاشارات، راية المهتدين ونور المطيعين، وولي المتقين وإمام العادلين، أقدمهم إجابة وإيماناً، وأقومهم قضية وإيقاناً، وأعظمهم حلماً وأوفرهم علماً، علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، قدوة المتقين، وزينة العارفين، المنبي عن حقائق التوحيد، المشير إلى لوامع علم التفريد، صاحب القلب العقول واللسان السئول، والاذن الواعي والعهد الوافي، فقأ عيون الفتن، ووقى من فنون المحن، فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودمغ المارقين، الأخيشن في دين الله، المموس في ذات الله»(٣) .

ترجمته:

١ - الفخر الرازي في ( مناقب الشافعي ).

____________________

(١). جمع الجوامع ١ / ٣٨٨.

(٢). القول الجلي في مناقب علي: ٣٥.

(٣). حلية الأولياء ١ / ٦١.

١١٧

٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٣٠ ).

٣ - الخوارزمي في ( أسماء رجال مسانيد أبي حنيفة ).

٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٦ ).

٥ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث ٤٣٠ ).

٦ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٩٢ ) و ( العبر ٣ / ١٧٠ ) و ( دول الإسلام حوادث ٤٣٠ ).

٧ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٤٣٠ ).

٨ - الخطيب التبريزي في ( أسماء رجال المشكاة - المطبوع مع المشكاة ٣ / ٨٠٥ ).

٩ - الصفدي في ( الوافي بالوفيات ٧ / ٨١ ).

١٠ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث ٤٣٠ ).

١١ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ١٨ ).

١٢ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٤٧٤ ).

١٣ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٢٣ ).

١٤ - الشعراني في ( لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ).

١٥ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث: ٤٣٠ ).

١٦ - القنوجي في ( التاج المكلل: ٣١ ).

١٧ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

وغيرهم كما سيأتي في بعض مجلّدات الكتاب.

قالابن خلكان: « الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق ابن موسى بن مهران الاصبهاني الحافظ المشهور، صاحب كتاب حلية الأولياء، كان من أعلام المحدثين وأكابر الحفاظ الثقات، أخذ عن الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به، وكتابه الحلية من أحسن الكتب، وله كتب تاريخ إصبهان نقلت

١١٨

منه »(١) .

وفي ( العبر ) « تفرَّد بالدنيا بعلوّ الإِسناد، مع الحفظ والاستبحار من الحيث وفنونه وصنّف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار »(٢) .

(٣٠)

رواية أحمد بن المظفر الفقيه الشافعي

رواه باسناده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما تقدّم عن ( المناقب ) لابن المغازلي، وستقف عليه فيما بعد أيضاً إنْ شاء الله تعالى.

ترجمته:

ترجم لهالذهبي (٣) كما تظهر جلالته من رواية ابن المغازلي عنه ووصفه إيّاه بالفقيه الشافعي في مواضع عديدة من كتابه ( المناقب ).

(٣١)

رواية أبي الحسن الماوردي

وقد رواه أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي المعروف بالماوردي على ما نقل عنه ابن شهر آشوب حيث قال: « وقال

____________________

(١). وفيات الأعيان ١ / ٢٦.

(٢). العبر في خبر من غبر ٣ / ١٧٠.

(٣). نفس المصدر.

١١٩

النبيعليه‌السلام بالاجماع: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق، والخطيب التاريخي من ثلاثة طرق، ويحيى بن معين من طريقين. وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبو منصور السكري »(١) .

ترجمته:

١ - السمعاني: « أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري المعروف بالماوردي، من أهل البصرة سكن بغداد، وكان من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك، قال الخطيب كتبت عنه وكان ثقة »(٢) .

٢ - ابن الأثير: « وكان إماماً وله تصانيف كثيرة، منها الحاوي وغيره في علوم كثيرة، وكان عمره ستاً وثمانين سنة »(٣) .

٣ - ابن خلكان: « كان من وجوه الفقهاء الشافعية وكبارهم وكان حافظاً للمذهب، وله فيه كتاب الحاوي الذي لم يطالعه أحد إلّا وشهد له بالتبحر والمعرفة التامة بالمذهب، وفوّض إليه القضاء ببلدان كثيرة »(٤) .

٤ - الذهبي: « وكان إماماً في الفقه والأصول والتفسير، بصيراً بالعربية »(٥) .

٥ - اليافعي: « الامام النحرير والبحر الكبير أقضى القضاة »(٦) .

____________________

(١). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.

(٢). الأنساب - الماوردي. ملخّصاً.

(٣). الكامل في التاريخ - حوادث: ٤٥٠. ملخّصاً.

(٤). وفيات الأعيان ١ / ٣٢٦.

(٥). العبر في خبر من غبر - حوادث: ٤٥٠.

(٦). مرآة الجنان - حوادث: ٤٥٠.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

لي موالي من اليهود ، كثير عددهم ، حاضرٌ نَصْرُهم ، وإِني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية اليهود وآوي إلى الله ورسوله. فقال عبد الله بن أبيّ : إني رجل أخاف الدوائر ، ولا أبرأ من ولاية اليهود. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أبا الحباب ، ما بَخِلْتَ به من ولاية اليهود على عُبَادة بن الصامت فهو لك دونه ، فقال : قد قبلت. فأنزل الله تعالى فيهما :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) إلى قوله تعالى :( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) يعني : عبد الله بن أبيّ( يُسارِعُونَ فِيهِمْ ) في ولايتهم( يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ ) الآية.

[١٩٠]

قوله تعالى :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) . [٥٥].

٣٩٦ ـ قال جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سَلّام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إن قوماً من قُرَيْظَة والنّضِير قد هجرونا وفارقونا ، وأقسموا أن لا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل. وشكا ما يلقى من اليهود ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء).

٣٩٦ م ـ ونحو هذا. قال الكلبي ، وزاد : بأن آخر الآية [نزل] في علي بن أبي طالب ، لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة).

٣٩٧ ـ أخبرنا أبو بكر التَّميمى قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ،

__________________

[٣٩٦] بدون إسناد

[٣٩٦١] م الكلبي متهم بالكذب.

[٣٩٧] محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح هذا الإسناد أطلق عليه العلماء سلسلة الكذب.

انظر (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ٣١٢ ، ٣١٤)

٢٠١

قال : حدَّثنا الحسين بن محمد بن أبي هريرة ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا محمد [بن] الأسود ، عن محمد بن مروان ، عن محمد [ابن] السَّائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس. قال :

أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا ، فقالوا : يا رسول الله ، إن منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ولا متحدث ، وإن قومنا لَمَّا رأَوْنا آمنّا بالله ورسوله وصَدّقناه ـ رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ، ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا. فقال لهم النبيعليه‌السلام :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية. ثم إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، فنظر سائلاً فقال : هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال : نعم خاتم من ذهب ، قال من أعْطَاكَهُ؟ قال : ذلك القائم ، وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب. فقال : على أي حال أعطاك؟ قال : أعطاني وهو راكع. فكَبَّرَ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قرأ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) .

[١٩١]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً ) . [٥٧].

٣٩٨ ـ قال ابن عباس : كان رفَاعَة بن زيد وسُوَيد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا ، وكان رجال من المسلمين يُوَادُّنَهُمَا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٩٢]

قوله تعالى :( وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ) [٥٨].

٣٩٩ ـ قال الكلبي : كان منادي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إِذا نادى إلى الصلاة فقام المسلمون إليها ، قالت اليهودي : قاموا لا قاموا ، صلوا لا صلوا ، ركعوا لا ركعوا ،

__________________

[٣٩٨] أخرجه ابن جرير (٦ / ١٨٧).

وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٤) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٣٩٩] الكلبي ضعيف ، وقد مرت ترجمته في رقم (١٠)

٢٠٢

على طريق الاستهزاء والضحك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٠٠ ـ وقال السُّدّي : نزلت في رجل من نصارى المدينة ، كان إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن محمداً رسول الله ، قال : حُرِّق الكاذب. فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم وأهله نيام ، فتطايرت منها شرارة ، فأَحرقت البيت فاحترق هو وأهله.

٤٠٠ م ـ وقال آخرون : إن الكفار لما سمعوا الأذان حسدوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين على ذلك [فدخلوا على رسول الله] وقالوا : يا محمد لقد أبدعت شيئاً لم نسمع به فيما مضى من الأمم [الخالية] فإن كنت تدّعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياءَ من قبلك ، ولو كان في هذا [الأمر] خير كان أولى الناس به الأنبياءُ والرسلُ من قبلك ، فمن أين لك صياح كصياح العير؟ فما أقبح من صوت وما أسمج من كفر!! فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأنزل( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً ) الآية.

[١٩٣]

قوله تعالى :( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ ) . [٥٩].

٤٠١ ـ قال ابن عباس : أتى نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ، فقال : أومن( بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ ) إلى قوله :( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ، فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا : والله ما نعلم أهل دين أقل حظاً في الدنيا والآخرة منكم ، ولا دينا شراً من دينكم فأنزل الله تعالى :( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) إلى قوله :( فاسِقُونَ ) .

__________________

[٤٠٠] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٤) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٠٠] م بدون إسناد.

[٤٠١] بدون إسناد.

٢٠٣

[١٩٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) . [٦٧]

٤٠٢ ـ قال الحسن : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : لما بعثني الله تعالى برسالته ضِقْتُ بها ذَرْعاً ، وعرفت أن من الناس مَنْ يُكَذِّبني. وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يهاب قريشاً واليهود والنصارى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

٤٠٣ ـ أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصَّفَّار ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المَخْلِدي ، قال : أخبرنا محمد بن حَمْدُون بن خالد ، قال : حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحلْوانِي ، قال : حدَّثنا الحسن بن حماد سِجَّادة ، قال : أخبرنا علي بن عابس ، عن الأعمش ، وأبي الحَجَّاب عن عطية ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

نزلت هذه الآية :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) يوم «غَدِير خُمّ» في علي بن أبي طالب ،رضي‌الله‌عنه .

[١٩٥]

قوله تعالى :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) الآية. [٦٧].

٤٠٤ ـ قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : سهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة ، فقلت :

__________________

[٤٠٢] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٨) لأبي الشيخ ، وذكره في اللباب ص ١٠٩.

[٤٠٣] إسناده ضعيف : علي بن عابس ضعيف (تقريب ٢ / ٣٦٥) وعطية بن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً تقريب (٢ / ٢٤)

[٤٠٤] بدون إسناد.

والحديث المروي عن عائشة في هذا الشأن يختلف سياقه عن هذا تماماً. فأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٣) عن عائشة أنها قالت : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٤٦) بلفظ الحاكم وقال : هذا حديث غريب وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق ولم يذكروا فيه عن عائشة.

والحديث الذي فيه ذكر سعد بن أبي وقاص وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد (٢٨٨٥) وفي كتاب التمني (٧٢٣١) وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة (٤٠ / ٢٤١٠) ص ١٨٧٥ وأخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٥٦) وكل هذه الأحاديث ليس فيها ذكر الآية.

٢٠٤

يا رسول الله ما شأنك؟ قال : أَلَا رَجُلٌ صالح يحرسنا الليلة؟ فقالت : فبينما نحن في ذلك سمعت صوت السلاح ، فقال : من هذا؟ قال : سعد وحُذَيفَة ، جئنا نحرسك. فنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى سمعت غطيطه ، ونزلت هذه الآية ، فأخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه من قُبَّة أدَمٍ ، وقال : انصرفوا يا أيها الناس فقد عصمني الله.

٤٠٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : حدَّثنا محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدَّثنا محمد بن العلاء ، قال : حدَّثنا الحمَّاني قال : حدَّثنا النضر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُحْرَسُ ، وكان يرسل معه أبو طالب [كل يوم] رجالاً من بني هاشم يحرسونه ، حتى نزلت عليه هذه الآية :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) إلى قوله :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) قال : فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه ، فقال : يا عم ، إن الله تعالى قد عصمني من الجن والإنس).

[١٩٦]

قوله تعالى :( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ) الآيات إلى قوله :( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا ) . [٨٢ : ٨٦].

نزلت في النجاشي وأصحابه.

٤٠٦ ـ قال ابن عباس : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بمكة ، يخاف على أصحابه من المشركين ، فبعث جعفر بن أبي طالب ، وابن مسعود ، في رهط من أصحابه إلى النجاشي ، وقال : «إنه ملك صالح ، لا يَظلم ولا يُظلم عنده أحدٌ ، فاخرجوا إليه حتى يجعل الله للمسلمين فرجاً». فلما وردوا عليه أكرمهم وقال لهم : تعرفون

__________________

[٤٠٥] إسناده ضعيف : النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز : متروك [تقريب ٢ / ٣٠٢] وأخرجه الطبراني [ج ١١ ص ٢٥٦ رقم ١١٦٦٣].

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٧) : وفيه النضر بن عبد الرحمن وهو ضعيف. وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٨) للطبراني وأبي الشيخ وأبي نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر.

وذكره في اللباب (ص ١١٠)

[٤٠٦] بدون إسناد.

٢٠٥

شيئاً مما أنزل عليكم؟ قالوا : نعم ، قال : اقرأوا. فقرءوا وحوله القِسِّيسُون والرّهبان ، فكلما قرأوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق ، قال الله تعالى :( ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ، وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ) الآية.

٤٠٧ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن حمدون بن الفضل ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو صالح كاتب الليث ، قال : حدَّثني الليث ، قال : حدَّثني يونس [عن] ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب وعُرْوَة بن الزبير وغيرهما ، قال :

بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عَمْرَو بن أُميَّة الضَّمْري ، وكتب معه كتاباً إلى النجاشي ، فقدم على النجاشي ، فقرأ كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه ، فأرسل إلى الرهبان والقِسِّيسِينَ فجمعهم ، ثم أمر جعفراً أن يقرأ عليهم القرآن ، فقرأ سورة «مريم»عليها‌السلام ، فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع ، وهم الذين أنزل فيهم :( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ) إلى قوله :( فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) .

٤٠٨ ـ وقال آخرون : قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة هو وأصحابه ، ومعهم سبعون رجلاً ، بعثهم النجاشي وفداً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عليهم ثياب الصوف ، اثنان وستون من الحبشة ، وثمانية من أهل الشام ، وهم : بحيرا الراهب وأَبْرَهَة ، وإدريس ، وأشرف ، وتمام ، وقيتم ، ودريد وأيمن. فقرأ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة «يس» إلى آخرها ، فبكوا حين سمعوا القرآن ، وآمنوا وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى. فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات).

٤٠٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد العدل ، قال : حدَّثنا زاهر بن أحمد ، قال :

__________________

[٤٠٧] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٢) لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية والواحدي.

[٤٠٨] بدون إسناد.

[٤٠٩] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٢) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ.

٢٠٦

أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدَّثنا علي بن الجَعْد ، قال : حدَّثنا شريك عن سالم ، عن سعيد بن جُبَيْر في قوله تعالى :( ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً ) قال : بعث النَّجَاشي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من خيار أصحابه ثلاثين رجلاً ، فقرأ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة «يس» فبكوا ، فنزلت هذه الآية.

[١٩٧]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ) . [٨٧].

٤١٠ ـ أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال : حدَّثنا الحسين بن نصر بن سفيان ، قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا أبو عاصم ، عن عثمان بن سعد ، قال أخبرني عِكْرَمَة ، عن ابن عباس :

أن رجلاً أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : إني إذا أكلت هذا اللحم انتشرت إلى النساء ، وإني حرَّمت عليَّ اللحمَ. فنزلت :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ) ونزلت :( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً ) الآية.

٤١١ ـ وقال المفسرون : جلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوماً ، فذكّر الناس ، ووصف القيامة ، ولم يزدهم على التخويف ، فَرق الناس وبكَوْا ، فاجتمع عشرة من الصحابة

__________________

[٤١٠] إسناده ضعيف : عثمان بن سعد ضعيف [تقريب ٢ / ٩] والمجروحين لابن حبان (٢ / ٩٦).

والحديث أخرجه الترمذي (٣٠٥٤) وقال : حسن غريب ورواه بعضهم عن عثمان بن سعد مرسلاً ، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة مرسلاً أ. ه.

وأخرجه الطبراني في الكبير [ج ١١ ص ٣٥٠ رقم ١١٩٨١] والطبري في تفسيره (٧ / ٩) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٠٧) لابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وابن مردويه ، لباب النقول ص ١١١.

[٤١١] أخرجه ابن جرير (٧ / ٧) عن قتادة.

وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٧) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وذكره في لباب النقول ص ١١٢.

٢٠٧

في بيت عثمان بن مَظْعُون الجُمَحِي ، وهم : أبو بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وأبو ذَرٍ الغِفَاري ، وسالم مولى أبي حُذَيْفَةَ ، والمِقْداد بن الأَسْوَد ، وسَلْمان الفارِسي ، ومَعْقِل بن مُقرَّن. واتفقوا على أن يصوموا النهار ، ويقوموا الليل ، ولا يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم ، ولا الوَدَك [وَلَا يَقْرَبُوا النِّسَاءَ وَالطِّيب ، ويَلْبِسُوا الْمُسوحَ ويَرْفُضُوا الدُّنْيَا وَيَسِيحُوا فِي الأَرْضِ] ويترهبوا ويَحُبُّوا المَذَاكِيرَ. فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجمعهم ، فقال : أَلَمْ أُنبَّأَ أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟ فقالوا : بلى يا رسول الله وما أردنا إلا الخير ، فقال : [لهم] : إني لم أُوْمَرْ بذلك ، إِنّ لأنفسكم عليكم حقاً ، فصوموا وأفطروا ، وقوموا وناموا ، فإني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وآكل اللحم والدَّسَم ، ومَنْ رَغِبَ عن سُنَّتي فليس مني. ثم خرج إلى الناس وخَطَبَهُمْ فقال : ما بَالُ أَقوامٍ حرّموا النساءَ والطعام ، والطِّيب والنوم ، وشهواتِ الدنيا؟ أما إني لست آمركم أن تكونوا قِسِّيسِينَ ولا رهباناً ، فإنه ليس في ديني ترْكُ اللحم والنساء ، ولا اتخاذ الصوامع ، وإن سِيَاحَةَ أمتي الصوم ، ورَهْبانيتَهَا الجهادُ ، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وحُجُّوا واعْتَمِرُوا ، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وصوموا رمضان ، فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد ، شدَّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم ، فأولئك بقاياهم في الدِّيارَاتِ والصَّوَامع ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقالوا : يا رسول الله ، كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ وكانوا حلفوا على ما عليه اتفقوا ، فأنزل الله تعالى :( لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ) الآية).

[١٩٨]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ ) الآية. [٩٠].

٤١٢ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر المُطَّوِّعي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : حدَّثنا أحمد بن علي المَوْصِلي ، قال : حدَّثنا أبو

__________________

[٤١٢] هذا جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (٤٣ / ١٧٤٨) ص ١٨٧٧ ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٢) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٣١٥) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والنحاس.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ١٨١ ، ١٨٥) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٥)

٢٠٨

خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا الحسن أبو موسى ، قال : حدَّثنا زُهَير ، قال : حدَّثنا سِمَاك بن حَرْب ، قال : حدَّثني مُصْعَب بن سعد بن أبي وَقّاص ، عن أبيه ، قال :

أتَيْتُ على نفر من المهاجرين [والأنصار] ، فقالوا : تعالى نطعمك ونسقيك خمراً ، وذلك قبل أن تحرّم الخمر ، فأتيتهم في حُشٍ ـ والحُشُّ : البستان ـ فإذا رأس جَزُور مشوي عندهم ودَنّ من خمر ، فأكلت وشربت معهم ، وذكرتُ الأنصار والمهاجرين ، فقلت : المهاجرونَ خيرٌ من الأنصار ، فأخذ رجل [أحد] لحِيي الرأس [فضربني به] فجَذَعَ أنفي ، فأتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فأنزل الله فِيّ [يعني نفسه] شأنَ الخمرِ :( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) الآية.

رواه مسلم ، عن أبي خَيْثَمَة.

٤١٣ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان العدل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا خلف بن الوليد ، قال : حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي مَيْسَرَة ، عن عمر بن الخطاب ، قال :

اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً. فنزلت الآية التي في البقرة :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) فدُعي عُمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية التي في النساء :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ

__________________

[٤١٣] في إسناده أبي إسحاق السبعي : مدلس وقد عنعنه ، أخرجه الترمذي (٣٠٤٩ ـ ٣٠٤٩ م) وقال : وقد روي عن إسرائيل هذا الحديث مرسل.

وأخرجه أبو داود في الأشربة (٣٦٧٠) والنسائي في الأشربة (٨ / ٢٨٦) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٨) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٢).

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١ / ٥٣) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٥) بلفظ مختلف عن عمر بن الخطاب أنه قال : لما نزل تحريم الخمر قال عمر رضي‌الله‌عنه : اللهم بين لنا في الخمر إلخ.

وعزاه في الدر (٢ / ٢٥٢) لابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة.

٢٠٩

سُكارى ) فكان منادي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أقام الصلاة ينادي لا يقربَنَّ الصلاة سكران ، فدعي عمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت هذه الآية :( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) فدُعِي عمر فقرئت عليه فلما بلغ :( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) قال عمر : انتهينا [انتهينا].

وكانت تحدث أشياء يكرهها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بسبب شرب الخمر قبل تحريمها ، منها قصة علي بن أبي طالب مع حمزةرضي‌الله‌عنهما . وهي ما :

٤١٤ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن أبي خالد ، قال : حدَّثنا يوسف بن موسى المَرْوَزِيّ ، قال : حدَّثنا أحمد بن صالح ، قال : أخبرنا عَنْبَسَة ، قال : أخبرنا يوسف ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني علي بن الحسين : أن حسين بن علي أخبره : أن علي بن أبي طالب قال :

كانت لي شَارِفٌ من نصيبي من المَغْنَم يوم «بدر» ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أعطاني شَارِفاً من الخُمْس ، ولما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وَاعَدْت رجلاً صَوَّاغاً من بَني قينُقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذْخر أردت أن أبيعه من الصَّوَّاغِين فأستعين به في وليمة عرسي ، فبينما أنا أجمع لشارفيّ [متاعاً] من الأقتاب والغَرَائِرِ والحِبال ، وشارفاي مناختان إلى جنب حُجْرَة رجل من الأنصار ـ أقْبَلْتُ فإذا أنا بشارفيّ قد أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهما وبُقِرَت خَوَاصِرُهما ، وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عَيْنَيَّ حين رأيت ذلك المنظر ، وقلت من فعل هذا؟ فقالوا : فعله حمزة [ابن عبد المطلب] وهو في البيت في شَرْبٍ من الأنصار غنّت قينة فقالت في غنائها :

ألا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّوَاءِ

وهُنَّ مُعَقَّلَاتٌ بالفِنَاء

ضَعِ السِّكِّيَن في اللِّبَّاتِ مِنْهَا

فَضَرِّجْهُنَّ حمزة بالدِّمَاء

__________________

[٤١٤] أخرجه البخاري في البيوع (٢٠٨٩) وفي الخمس (٣٠٩١) وفي كتاب الشرب والمساقاة (٢٣٧٥) وفي المغازي (٤٠٠٣) وفي اللباس (٥٧٩٣) وأخرجه مسلم في الأشربة (١ ، ٢ / ١٩٧٩) ص ١٥٦٨ ، ١٥٦٩. وأبو داود في الخراج والإمارة (٢٩٨٦) وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ١٥٣ ، ٣٤١)

٢١٠

وأطْعِمْ مِنْ شَرَائِحِهَا كَبَاباً

مُلَهْوَجَةً على وَهَجِ الصَّلَاءِ

فَأَنْتَ أَبَا عُمَارَةٍ المُرَجَّى

لِكَشْفِ الضُّرِّ عَنَّا والبَلَاءِ

فوثب إلى السيف فاجْتَبَّ أسْنِمَتهما ، وبقَرَ خَوَاصِرَهما ، وأخذ من أكبادهما. قال علي : فانطلقت حتى أدخل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده زَيْدُ بن حَارثة. قال : فعرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي أتيت له فقال : مالك؟ فقلت : يا رسول الله ، ما رأيت كاليوم ، عَدا حمزة على نَاقَتيَّ فاجْتبَّ أسنمتهما ، وبقر خَوَاصِرَهما ، وهما هو ذا في بيت معه شَرْبٌ.

قال : فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بردائه ، ثم انطلق يمشي ، فاتبعت أثره أنا وزيد بن حارثة ، حتى جاء البيت الذي هو فيه ، فاستأذن فأُذِنَ له ، فإذا هم شَرْبٌ ، فطفق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يلوم حمزة فيما فعل ، فإذا حمزة ثَمِلٌ مُحْمَرَّةٌ عيناه ، فنظر حمزة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم صعَّد النظر [فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر] فنظر إلى وجهه ثم قال : وهل أنتم إلا عَبِيدُ أبي؟ فعرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه ثَمِلٌ ، فَنكَصَ على عَقِبَيْهِ القَهْقَرَى فخرج وخرجنا.

رواه البخاري عن أحمد بن صالح. وكانت هذه القصة من الأسباب الموجبة لنزول تحريم الخمر.

[١٩٩]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية. [٩٣].

٤١٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المُطَّوِّعي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : أخبرنا أبو يَعْلي ، قال : أخبرنا أبو الربيع سليمان بن داود العَتَكَي ، عن حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، قال :

__________________

[٤١٥] أخرجه البخاري في المظالم (٢٤٦٤) وفي التفسير (٤٦٢٠) وأخرجه مسلم في الأشربة (٣ / ١٩٨٠) ص ١٥٧٠.

وأبو داود في الأشربة (٣٦٧٣) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٦)

٢١١

كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة ، وما شرابهم إلا الفَضِيخ والبُسْرُ والتمر ، وإذا مناد ينادي [ألا] إن الخمر قد حرمت ، قال : فَجَرَتْ في سكك المدينة. فقال أبو طلحة : اخرج فأرقها ، قال : فأرقتها. فقال بعضهم : قُتِلٍ فلان وقُتِل فلان ، وهي [في] بطونهم. قال : فأنزل الله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية.

رواه مسلم عن أبي الربيع.

ورواه البخاري عن أبي نعمان ، كلاهما عن حمّاد.

٤١٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكّي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : حدَّثنا أبو خليفة ، قال : حدَّثنا أبو الوليد ، قال : حدَّثنا شُعْبة ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق ، عن البَرَاء بن عَازِب ، قال :

مات [أناس] من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهم يشربون الخمر ، فلما حرمت قال أناس : كيف لأصحابنا؟ ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت هذه الآية :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية.

[٢٠٠]

قوله تعالى :( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ) الآية. [١٠٠].

٤١٧ ـ [أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشَّاذْياخِي ، قال :] أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبيد الله [البَيِّع] قال : أخبرني محمد بن القاسم المؤدب [قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الرَّازِي] قال : حدَّثنا إدريس بن علي الرَّازي ، قال : حدَّثنا يحيى بن الضرَيس قال : حدَّثنا سفيان عن محمد بن سُوقَة عن محمد بن المُنْكَدِر ، عن جابر ، قال :

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن اللهعزوجل حرّم عليكم عبادة الأوثان ، وشرب الخمر ،

__________________

[٤١٦] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٥١) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٥)

[٤١٧] عزاه السيوطي في اللباب (ص ١١٤) للأصبهاني في الترغيب والواحدي.

٢١٢

والطعن في الأنساب ، ألا إن الخمر لُعِنَ شاربُها وعاصرُها وساقيها وبائعها وآكل ثمنها. فقام إليه أعرابي فقال : يا رسول الله ، إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي فاعْتَقَبْتُ من بيع الخمر مالاً ، فهل ينفعني ذلك المال إِن عملت فيه بطاعة الله؟ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن أنفقته في حجٍ أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة ، إِنَّ الله لا يقبل إلا الطيب. فأنزل الله تعالى تصديقاً لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ) [فالخبيث : الحرام].

[٢٠١]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) الآية. [١٠١].

٤١٨ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكّي ، قال : أخبرنا محمد بن مَكِّي ، قال : حدَّثنا محمد بن يوسف ، قال : حدَّثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : حدَّثنا الفضل بن سهل ، قال : حدَّثنا أبو النَّضْر ، قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا أبو جُوَيْرِيَةَ ، عن ابن عباس ، قال :

كان قوم يسألون النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم استهزاء ، فيقول الرجل : [مَنْ أبى؟ ويقول الرجل] تضل ناقته : أين ناقتي؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) حتى فرغ من الآيات كلها.

٤١٩ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِيُّ قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال :

__________________

[٤١٨] أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٢٢) والطبراني في الكبير [ج ١٢ ص ١٣٧] وأخرجه ابن جرير (٧ / ٥٢) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٣٤) لابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٤١٩] في إسناده ضعف وانقطاع : عبد الأعلى بن عامر ضعفه يحيى بن معين وضعفه أبو زرعة (المجروحين لابن حبان ٢ / ١٥٥).

والانقطاع : أبو البختري لم يسمع من علي. قال ذلك الحافظ ابن حجر في ترجمته في التهذيب ، ونقل المزي في تحفة الأشراف (١٠١١١) عن الترمذي أنه قال بعد أن روى الحديث : سمعت محمداً يقول : أبو البختري لم يسمع علياً والحديث رواه الترمذي في الحج (٨١٤) وفي التفسير (٣٠٥٥) وابن ماجة في الحج (٢٨٨٤) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٤) وتعقبه الذهبي : عبد الأعلى هو ابن عامر ضعفه أحمد.

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٣٣٥) لأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه.

٢١٣

حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا منصور بن وَرْدَان الأسدي قال : حدَّثنا علي بن عبد الأعلى ، عن أبيه ، عن أبي البَخْتَرِيَّ ، عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، قال :

لما نزلت هذه الآية :( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) قالوا : يا رسول الله في كل عام؟ فسكت ثم قالوا : أفي كل عام؟ فسكت ، ثم قال في الرابعة : لا ، ولو قلت : نعم لوجبت ، فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) .

[٢٠٢]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) الآية. [١٠٥].

قال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

٤٢٠ ـ كتَب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إِلى أهل هَجَر ـ وعليهم مُنْذِر بن سَاوَى ـ يدعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا فليؤَدُّوا الجزية. فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب واليهود والنصارى والصابئين والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام. وكتب إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأقبل منهم الجزية». فلما قرأ عليهم كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أسلمت العرب ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية ، فقال منافقو العرب : عجباً من محمد ، يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، ولا يقبل الجزية إِلا من أهل الكتاب ، فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر مَا رَدَّ على مشركي العرب! فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) يعني من ضل من أهل الكتاب.

[٢٠٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ) الآية. [١٠٦].

__________________

[٤٢٠] إسناده ضعيف لضعف الكلبي.

٢١٤

٤٢١ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الغازي ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو يعلى ، قال : حدَّثنا الحارث بن شريح ، قال : حدَّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال : حدَّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال :

كان تميم الداري وعَدِيّ بن بَدَّاء يختلفان إلى مكة : فصحبهما رجل من قريش من بني سهم ، فمات بأرض ليس بها أحد من المسلمين ، فأوصى إليهما بتركته ، فلما قدما دفعاها إلى أهله ، وكتما جَاماً كان معه من فضة مُخَوَّصاً بالذهب ، فقالا لم نره. فأتى بهما إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاستحلفهما بالله ما كتما ولا اطلعا ، وخلى سبيلهما. ثم إن الجام وجد عند قوم من أهل مكة ، فقالوا : ابتعناه من تميم الدَّارِي وعدي بن بَدَّاء. فقام أولياء السَّهمي فأخذوا الجام ، وحلَّف رجلان منهم بالله : إن هذا الجام جام صاحبنا ، وشهادتنا أحق من شهادتهما ، وما اعتدينا. فنزلت هاتان الآيتان :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ) إلى آخرها.

__________________

[٤٢١] أخرجه البخاري في الوصايا (٢٧٨٠) وأبو داود في القضايا (٣٦٠٦) والترمذي في التفسير (٣٠٦٠) وقال : حسن غريب.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠ / ١٦٥).

والطبراني في الكبير (١٢ / ٧١) وابن جرير (٧ / ٧٥).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٤٢) لابن المنذر والنحاس وأبي الشيخ وابن مردويه.

٢١٥

سورة الأنعام

[٢٠٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ ) الآية. [٧].

٤٢٢ ـ قال الكلبي : إن مشركي مكة قالوا : يا محمد ، والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ، ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله. فنزلت هذه الآية.

[٢٠٥]

قوله تعالى :( وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) الآية. [١٤].

٤٢٣ ـ قال الكلبي عن ابن عباس :

إن كفار مكة أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا محمد ، إنا قد علمنا أنه إنما يحملك على ما تدعونا إليه الحاجة ، فنحن نجعل لك نصيباً في أموالنا حتى تكون أغنانا رجلاً ، وترجع عما أنت عليه. فنزلت هذه الآية.

[٢٠٦]

قوله تعالى :( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً ) الآية. [١٩].

__________________

[٤٢٢] الكلبي ضعيف.

[٤٢٣] الكلبي ضعيف.

٢١٦

٤٢٤ ـ قال الكلبي : إن رؤساء مكة قالوا : يا محمد ، ما نرى أحداً يصدِّقك بما تقول من أمر الرسالة ، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أن ليس لك عندهم ذكر ولا صفة ، فأرِنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٠٧]

قوله تعالى :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ) الآية. [٢٥].

٤٢٥ ـ قال ابن عباس في رواية أبي صالح : إِن أبا سفيان بن حرب ، والوليد بن المغيرة والنَّضْرَ بن الحارث ، وعُتْبَة وشَيْبَة ابني ربيعة ، وأمية ، وأبياً ابني خلف ، استمعوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا للنضر : يا أبا قُتَيْلَة ما يقول محمد؟ قال : والذي جعلها بينه ما أدري ما يقول ، إلا أني أرى تحريك شفتيه يتكلم بشيء ، وما يقول إلا أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأول ، وكان يحدث قريشاً فيستمعون حديثه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٠٨]

قوله تعالى :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) الآية. [٢٦].

٤٢٦ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ، قال : حدَّثنا علي بن حَمْشَاذ ، قال : حدَّثنا محمد بن مَنْدَة الأصفهاني ، قال : حدَّثنا بكر بن بَكَّار ، قال : حدَّثنا حمزة بن حبيب ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جُبَيْر ، عن ابن عباس في قوله :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) قال :

__________________

[٤٢٤] الكلبي ضعيف.

[٤٢٥] أبو صالح لم يسمع من ابن عباس.

[٤٢٦] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٥) وصححه ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (١٢ / ١٣٣) وأخرجه ابن جرير (٧ / ١١٠).

وزاد نسبته في الدر (٣ / ٨) للفريابي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٢١٧

نزلت في أبي طالب ، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعد عما جاء به.

وهذا قول عطاء بن دينار ، والقاسم بن مُخَيْمَرَة.

قال مقاتل : وذلك أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يريدون سوءاً بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أبو طالب :

والله لَنْ يَصِلُوا إليك بِجَمْعِهِمْ

حتَّى أوسدَ في التراب دفينا

فاصْدَعْ بأمرك ما عليك غَضَاضةٌ

وابْشِرْ وقر بذاك منك عيونا

وعرضت ديناً لا محالة أنه

مِنْ خيرِ أديانِ البَرِيَّةِ دينا

لَوْلَا الملامةُ أو حِذَارى سبَّةً

لوَجَدْتَنِي سَمْحاً بذاك مَتِينا

فأنزل الله تعالى :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ ) الآية.

٤٢٧ ـ وقال محمد بن الحَنَفِيَّة والسُّدِّي والضَّحَّاك : نزلت في كفار مكة ، كانوا ينهون الناس عن اتِّباع محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعدون بأنفسهم عنه. وهو قول ابن عباس في رواية الوالبي.

[٢٠٩]

قوله تعالى :( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ) الآية. [٣٣].

٤٢٨ ـ قال السُّدِّي : التقى الأخْنَس بن شُرَيق ، وأبو جهل بن هشام ، فقال الأخْنس لأبي جهل : يا أبا الحكم ، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس هاهنا أحد يسمع كلامك غيري. فقال أبو جهل : والله إن محمداً لصادِق ، وما كذب محمد قط ، ولكن إذا ذهب بنو قُصَيّ باللوَاء والسِّقَاية والحِجَابَة والنَّدْوَة والنُّبُوَّة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٢٧] بدون إسناد ، وقول المصنف هذا قول ابن عباس في رواية الوالبي ، فالوالبي ، هذا هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

[٤٢٨] مرسل.

٢١٨

٤٢٩ ـ وقال أبو ميسرة : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مرّ بأبي جهل وأصحابه ، فقالوا : يا محمد إنا والله ما نكذبك ، وإنك عندنا الصادق ، ولكن نكذب ما جئت به. فنزلت :( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ) .

٤٣٠ ـ وقال مقاتل : نزلت في الحارث بن عامر بن نَوْفَل بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كِلَاب ، كان يكذب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في العلانية ، وإذا خلا مع أهل بيته ، قال : ما محمد من أهل الكذب ، ولا أحسبه إلا صادقاً. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢١٠]

قوله تعالى :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) الآية. [٥٢].

٤٣١ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن مُصْعَبْ ، قال : حدَّثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدَّثنا أبو داود ، قال : حدَّثنا قيس بن الرَّبيع ، عن المِقْدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد ، قال :

نزلت هذه الآية فينا ستة : فيّ ، وفي ابن مسعود ، وصُهَيب ، وعمَّار ، والمِقْدَاد ، وبلال ، قالت قريش لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهؤلاء فاطردهم [عنك]. فدخل قلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من ذلك ما شاء الله أن يدخل ،

__________________

[٤٢٩] مرسل. وعزاه في الدر (٣ / ١٠) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير.

[٤٣٠] مرسل.

[٤٣١] في إسناده قيس بن الربيع : قال الحافظ في التقريب : صدوق تغير لما كبر وله ترجمة في المجروحين (٢ / ٣١٦).

والحديث له طرق من غير طريق قيس بن الربيع.

أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٤٥ ، ٤٦ / ٢٤١٣) ص ١٨٧٨ وابن ماجة في الزهد (٤١٢٨) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٣٨٦٥) للنسائي في المناقب في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير (٧ / ١٢٨) ، وأخرجه عبد بن حميد (١٣١ منتخب) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٣) للفريابي وأحمد والحاكم وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل.

٢١٩

فأنزل الله تعالى عليه :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) الآية. رواه مسلم عن زهير بن حرب ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن المقدام.

٤٣٢ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن ، قال : أخبرنا أبو بكر بن [أبي] زكريا الشيباني ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدَّثنا أبو صالح الحسين بن الفرج ، قال : حدَّثنا محمد بن مقاتل المَرْوَزِي ، قال : حدَّثنا حكيم بن زيد ، قال : حدَّثنا السّدّي ، عن أبي سعيد ، عن أبي الكنود ، عن خَبَّاب بن الأرتّ ، قال :

فينا نزلت ، كنا ضعفاء عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغداة والعشي ، فعلَّمنا القرآن والخير ، وكان يخوفنا بالجنة والنار ، وما ينفعنا ، وبالموت والبعث ، فجاء الأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيميّ وعُيَيْنَة بن حِصْن الفَزَارِي ، فقالا : إنا من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك. قال : نعم ، قالوا : لا نرضى حتى نكتب بيننا كتاباً ، فأتى بأَدِيمِ ودواة ، فنزلت هؤلاء الآيات :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) إلى قوله تعالى :( وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) .

٤٣٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرَّازِي ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا أسباط بن محمد ، عن أشعث ، عن كُرْدُوس ، عن ابن مسعود ، قال :

__________________

[٤٣٢] إسناده حسن : أبو سعيد هو أبو سعيد الأزدي ويقال أبو سعد قارئ الأزد قال الحافظ في التقريب (٢ / ٤٢٦) : مقبول وأبو الكنود : هو عبد الله بن عامر قال الحافظ في التقريب : مقبول (تقريب ٢ / ٤٦٦).

والحديث أخرجه ابن ماجة في الزهد (٤١٢٧) وابن جرير (٧ / ١٢٧) وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٣ / ١٣) لابن أبي شيبة وأبي يعلى وحلية الأولياء وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٤٣٣] إسناده ضعيف : أشعث هو أشعث بن سوار : قال الحافظ في التقريب ضعيف ، وله ترجمة في المجروحين (١ / ١٧١).

والحديث أخرجه الطبراني (١٠ / ٢٦٨) وفي إسناده أشعث أيضاً.

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ١٢) لابن حنبل وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591