أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن10%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428185 / تحميل: 6395
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

مر الملأ من قريش على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنده خباب بن الأرَتّ وصُهَيب وبلال وعمّار ، فقالوا : يا محمد ، رضيت بهؤلاء؟ أتريد أن نكون تبعاً لهؤلاء؟ فأنزل الله تعالى :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) .

٤٣٤ ـ وبهذا الإسناد قال : حدَّثنا عبيد الله عن [أبي] جعفر ، عن الرّبيع قال :

كان رجال يسبقون إلى مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومنهم بلال [وعمار] وصهيب وسلمان ، فيجيء أشراف قومه وسادتهم وقد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون إليه. فقالوا : صهيب رومي وسلمان فارسي ، وبلال حبشي ، يجلسون عنده ونحن نجيء فنجلس ناحية! وذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالوا : إنا سادة قومك وأشرافهم ، فلو أدنيتنا منك إذا جئنا. فهمّ أن يفعل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٣٤ م ـ وقال عكرمة : جاء عُتْبَة بن ربيعة ، وشَيْبة بن ربيعة ، ومُطْعِم بن عَدِي ، والحارث بن نَوْفَل ، في أشراف بني عبد مناف من أهل الكفر ، إلى أبي طالب فقالوا : لو أن ابن أخيك محمداً يطرد عنه مَوَالينا وعبيدنا وعُسَفَائنَا ـ كان أعظم في صدورنا ، وأطوع له عندنا ، وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقنا له. فأتى أبو طالب النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحدثه بالذي كلموه ، فقال عمر بن الخطاب : لو فَعَلْتَ ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون؟ وإلام يصيرون من قولهم؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أقبل عمر بن الخطاب يعتذر من مقالته.

[٢١١]

قوله تعالى :( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) الآية. [٥٤].

٤٣٥ ـ قال عكرمَة : نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن طردهم ، فكان إذا رآهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بدأهم بالسلام ، وقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام.)

__________________

[٤٣٤] مرسل. الدر (٣ / ١٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٣٥] مرسل.

٢٢١

٤٣٦ ـ وقال ماهان الحنفي : أتى قوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إنا أصبنا ذنوباً عظاماً ، إخَالُه ردّ عليهم بشيء ، فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الآية :( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا ) .

[٢١٢]

قوله تعالى :( قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ) الآية. ٥٧.

٤٣٧ ـ قال الكلبي : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، ورؤساء قريش ، كانوا يقولون : يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به ، استهزاء منهم ، فنزلت هذه الآية.

[٢١٣]

قوله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ) الآية. [٩١].

٤٣٨ ـ قال ابن عباس في رواية الوَالبي :

قالت اليهود : يا محمد ، أنزل الله عليك كتاباً؟ قال نعم ، قالوا : والله ما أنزل الله من السماء كتاباً ، فأنزل الله تعالى :( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ ) .

٤٣٩ ـ وقال محمد بن كَعْب القرظي :

أمر الله محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف يجدونه مكتوباً في كتبهم؟ فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب الله ورسوله ، وقالوا : «ما أنزل الله على بشر من شيء» ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٣٦] مرسل.

[٤٣٧] الكلبي ضعيف.

[٤٣٨] الوالبي لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير من طريق الوالبي (٧ / ١٧٧) ، والوالبي هو : علي بن أبي طلحة.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٢٩) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

[٤٣٩] مرسل ، الدر (٣ / ٢٩)

٢٢٢

٤٤٠ ـ وقال سعيد بن جُبَيْر : جاء رجل من اليهود يقال له : مالك بن الصيّف ، فخاصم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ وكان حبراً سميناً ، فغضب وقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فقال له أصحابه الذين معه : ويحك ولا على موسى؟ فقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

[٢١٤]

قوله تعالى :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ ) الآية. [٩٣].

٤٤١ ـ نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي ، كان يسجع ويتكهن ، ويدعي النبوة ، ويزعم أن الله أوحى إليه.

[٢١٥]

قوله تعالى :( وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) الآية. [٩٣].

٤٤٢ ـ نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح ، كان قد تكلم بالإسلام ، فدعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم يكتب له شيئاً ، فلما نزلت الآية التي في المؤمنين [١٢ ـ ١٤]( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ ) أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) عجِب عبدُ الله من تفصيل خلق الإنسان فقال( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هكذا أُنزلت عليّ ، فشك عبد الله حينئذ ، وقال : لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إليّ كما أُوحِيَ إليه ، ولئن كان كاذباً لقد

__________________

[٤٤٠] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ١٧٦) ، الدر (٣ / ٢٩) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، لباب النقول (ص ١٢٠)

[٤٤١] عزاه في اللباب (ص ١٢٠) لابن جرير عن عكرمة.

وعزاه في الدر (٣ / ٣٠) لعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج ، ابن جرير (٧ / ١٨١)

[٤٤٢] عزاه في اللباب (ص ١٢٠) لابن جرير عن عكرمة. ابن جرير (٧ / ١٨١)

٢٢٣

قلت كما قال. وذلك قوله :( وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) وارتد عن الإسلام. وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.

٤٤٢م ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله [بن نعيم] ، قال : حدَّثني محمد بن يعقوب الأموي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال حدَّثني شرحبيل بن سعد ، قال :

نزلت في عبد الله بن سعد بن سَرْح ، قال : سأنزل مثل ما أنزل الله ، وارتد عن الإسلام ، فلما دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مكة [فر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده ، حتى إذا اطمأن أهل مكة] أتى به عثمان رسول اللهعليه‌السلام ، فاستأمن له.

[٢١٦]

قوله تعالى :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ ) [١٠٠].

٤٤٣ ـ قال الكلبي : نزلت هذه الآية في الزنادقة ، قالوا : إن الله تعالى وإبليس أخَوَان ، والله خالق الناس والدواب [والأنعام] ، وإبليس خالق الحيات والسباع والعقارب. فذلك قوله تعالى :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ ) .

[٢١٧]

قوله تعالى :( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) . [١٠٨].

٤٤٤ ـ قال ابن عباس في رواية الوالبي : قالوا : يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجونّ ربّك. فنهى الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدواً بغير علم.

__________________

[٤٤٢١] م مرسل ، أخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ٤٥) ، الدر (٣ / ٣٠)

[٤٤٣] الكلبي ضعيف.

[٤٤٤] الوالبي هو علي بن أبي طلحة : لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٧) ، وزاد نسبته في الدر (٣ / ٣٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٢٢٤

٤٤٥ ـ وقال قتادة : كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم ، فنهاهم الله تعالى أن يَسْتَسِبُّوا لربهم قوماً جهلة لا علم لهم بالله.

٤٤٦ ـ وقال السّدّي : لما حضرت أبا طالب الوفاةُ ، قالت قريش : انطلقوا فلندخل على هذا الرجل ، فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه ، فإنا نستحي أن نقتله بعد موته ، فتقول العرب : كان يمنعه فلما مات قتلوه! فانطلق أبو سفيان ، وأبو جهل والنَّضر بن الحارث ، وأمية وأبيّ ابنا خلف ، وعقْبَة بن أبي مُعَيْط ، وعمرو بن العاص ، والأسود بن البَخْتَرِي ، إلى أبي طالب فقالوا : أنت كبيرنا وسيدنا ، وإن محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا ، فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ، ولنَدَعْه وإلَهه. فدعاه فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له أبو طالب : هؤلاء قومك وبنو عمك ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما ذا تريدون؟ فقالوا : نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك. فقال أبو طالب : قد أنصفك قومك فاقبل منهم. فقال رسول اللهعليه‌السلام : أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم مُعْطِيَّ كلمةً إن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم؟ قال أبو جهل : نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها فما هي؟ قال : قولوا لا إله إلا الله. فأبوا واشمأزوا. فقال أبو طالب : قل غيرها يا ابن أخي ، فإن قومك قد فزعوا منها. فقال : يا عم ، ما أنا بالذي أقول غيرها ، ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها! فقالوا : لتكفن عن شتمك آلهتنا. أو لنشتمنك ونشتم من يأمرك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢١٨]

قوله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ) الآيات إلى قوله تعالى :( وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) . [١٠٩ : ١١١].

٤٤٧ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب

__________________

[٤٤٥] ابن جرير (٧ / ٢٠٧) ، وعزاه في الدر (٣ / ٣٨) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٤٦] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٧)

[٤٤٧] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ٢١٠) ، الدر (٣ / ٣٩) واللباب ص ١٢١ وعزاه فيهما لابن جرير.

٢٢٥

الأموي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدّثنا يونس بن بكير ، عن أبي مَعْشَر ، عن محمد بن كَعْب ، قال :

كلمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قريشٌ ، فقالوا : يا محمد [إنك] تخبرنا أن موسىعليه‌السلام كانت معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عَشْرَة عيناً ، وأن عيسىعليه‌السلام كان يحيي الموتى ، وأن ثمود كانت لهم ناقة ، فائتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيُّ شيء تحبون أن آتيكم به؟ فقالوا : تجعل لنا الصَّفَا ذهباً. قال : فإن فعلت تصدقوني؟ قالوا : نعم ، والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعين. فقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو ، فجاءه جبريلعليه‌السلام وقال : إن شئتَ أصبح الصفا ذهباً ، ولكني لم أرسل آية فلم يُصَدَّق بها إلا أنزلت العذاب ، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اتركهم حتى يتوب تائبهم. فأنزل الله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ) إلى قوله :( ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

[٢١٩]

قوله تعالى :( وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ) الآية. [١٢١]

٤٤٨ ـ قال المشركون : يا محمد ، أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها؟ قال : الله قتلها ، قالوا : فتزعم أن ما قتلتَ أنت وأصحابك حلال ، وما قتل الكلبُ والصقر حلال ، وما قتله الله حرام؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٤٩ ـ وقال عِكْرِمَة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش ـ وكانوا أولياءهم في الجاهلية ، وكانت بينهم مكاتبة ـ إن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ، ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال ، وما ذبح الله فهو حرام. فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٤٨] الدر (٣ / ٤٢) وعزاه لأبي داود في الناسخ والمنسوخ.

[٤٤٩] ابن جرير (٨ / ١٣) ، وهو مرسل.

٢٢٦

[٢٢٠]

قوله تعالى :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ) الآية. [١٢٢].

٤٥٠ ـ قال ابن عباس : يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل ، وذلك أن أبا جهل رمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بفرث ، وحمزة لم يؤمن بعد ، فأُخْبِرَ حمزةُ بما فعل أبو جهل ، وهو راجع من قَنْصه وبيده قوس ، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا يعلى ، أما ترى ما جاء به : سفه عقولنا ، وسب آلهتنا ، وخالف آباءنا؟! قال حمزة : ومَنْ أَسَفْهُ منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٥١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، والوليد بن أبان ، قالا : حدَّثنا أبو حاتم ، قال : حدَّثنا أبو تقي قال : حدَّثنا بقية بن الوليد ، قال : حدَّثنا مُبَشِّر بن عُبيد عن زيد بن أسلم ، في قولهعزوجل :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) قال : عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ( كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ) قال : أبو جهل بن هشام.

__________________

[٤٥٠] بدون سند.

[٤٥١] مرسل ، الدر (٣ / ٤٣) وعزاه لابن أبي حاتم وابن المنذر وأبي الشيخ.

٢٢٧

سورة الأعراف

[٢٢١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) الآية. [٣١].

٤٥٢ ـ أخبرنا سعيد بن محمد العدل ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدَّثنا الحسن بن حماد الوراق ، قال : أخبرنا أبو يحيى الحِمَّاني ، عن نصر بن الحسن [الحداد] عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت ، عراة حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة ، فتعلق على سُفْلَتِهَا سُيوراً مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحُمُر من الذّباب ، وهي تقول :

اليومَ يَبْدُوا بَعْضُه أو كلُّهُ

ومَا بَدَا مِنْه فَلَا أُحِلّهُ

فأنزل الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) فأمروا بلبس الثياب.

٤٥٢١ م ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن

__________________

[٤٥٢] انظر الحديث الآتي.

[٤٥٢] م أخرجه مسلم في التفسير (٢٥ / ٣٠٢٨) ص ٢٣٢٠.

٢٢٨

عبد الله الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب المعقلي ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدَّثنا أبو داود الطَّيَالسي ، قال : حدَّثنا شُعْبَة عن سَلَمَة بن كُهَيْل ، قال : سمعت مُسْلِماً البَطِينِ يحدث عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة ، وعلى فرجها خرقة ، وهي تقول

اليوم يبدو بعضه أو كلّهُ

وما بدا منه فلا أُحلّهُ

فنزلت( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) ونزلت( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ ) الآيتان.

رواه مسلم عن بُنْدَار ، عن غُنْدَر ، عن شُعْبَة.

٤٥٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدَّثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب ، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن ، قال :

كانوا إذا حجوا فأفاضوا من منى لا يصلح لأحد منهم في دينهم الذي اشترعوا أن يطوف في ثوبيه ، فأيهم طاف ألقاهما حتى يقضي طوافه ، وكان أتقى فأنزل الله تعالى فيهم :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) إلى قوله تعالى :( لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) أنزلت في شأن الذين يطوفون بالبيت عراة.

__________________

وأخرجه النسائي في الحج (٥ / ٢٣٣) وفي التفسير (٢٠٢).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٩) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ـ والبيهقي في السنن (٢ / ٢٢٣ ، ٥ / ٨٨).

وأخرجه ابن جرير (٨ / ١١٨ ـ ١١٩).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٢٣).

وعزاه في الدر (٣ / ٧٨) لمسلم والنسائي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن.

[٤٥٣] مرسل.

٢٢٩

٤٥٣ م ـ قال الكلبي : كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام إِلا قوتاً ، ولا يأكلون دَسَماً في أيام حجهم ، يعظمون بذلك حجَّهم ، فقال المسلمون : يا رسول الله ، نحن أحق بذلك ، فأنزل الله تعالى :( وَكُلُوا ) أي اللحم والدَّسَمَ( وَاشْرَبُوا ) .

[٢٢٢]

قوله تعالى :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ) الآية. [١٧٥]

٤٥٤ ـ قال ابن مسعود : نزلت في بلعم بن أبره ـ رجل من بني إسرائيل ـ وقال ابن عباس وغيره من المفسرين : هو بلعم بن باعورا.

٤٥٥ ـ وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين يقال له : بَلْعَم ، وكان يعلم اسم الله الأعظم ، فلما نزل بهم موسىعليه‌السلام ، أتاه بنو عمه وقومه وقالوا : إن موسى رجل حديد ، ومعه جنود كثيرة ، وإنه إن يَظْهَرْ علينا يهلكنا ، فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه. قال : إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي. فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك قوله( فَانْسَلَخَ مِنْها ) .

٤٥٦ ـ وقال عبد الله بن عَمْرو بن العاص وزيد بن أسْلَم : نزلت في أمَيّة ابن أبي الصَّلْت الثَّقفي ، وكان قد قرأ الكتب ، وعلم أن الله مُرْسِلُ رسولاً في ذلك

__________________

[٤٥٣] م الكلبي ضعيف.

[٤٥٤] أخرجه النسائي في التفسير (٢١٣) وابن جرير (٩ / ٨٢).

وأخرجه الطبراني في الكبير (٩ / ٢٤٩) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٥) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

[٤٥٥] مرسل ، الدر المنثور (٣ / ١٤٥) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٤٥٦] أخرجه النسائي في التفسير (٢١٢ ، ٢١٤) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي.

وأخرجه ابن جرير (٩ / ٨٣) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٥) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وعزاه في الدر (٣ / ١٤٦) لعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه.

٢٣٠

الوقت ، ورجا أن يكون هو ذلك الرسول ، فلما أرسل محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . حسده وكفر به.

٤٥٧ ـ وروى عِكْرِمَة عن ابن عباس في هذه الآية ، قال :

هو رجل أعطى ثلاث دعوات يستجاب له فيها ، وكانت له امرأة يقال لها : البَسُوسُ ، وكان له منها ولد ، وكانت له مُحِبَّة ، فقالت : اجعل لي منها دعوة واحدة ، قال : لك واحدة ، فما ذا تأمرين؟ قالت : ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل. فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه ، وأرادت شيئاً آخر ، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نَبَّاحة ، فذهبت فيها دعوتان ، وجاء بنوها فقالوا : ليس لنا على هذا قرار ، قد صارت أمنا كلبة نباحة يعيرنا بها الناس ، فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها. فدعا الله ، فعادت كما كانت ، وذهبت الدعوات الثلاث. وهي البسوس ، وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال : «أشأم من البسوس».

[٢٢٣]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ) [١٨٧].

٤٥٨ ـ قال ابن عباس : قال جَبَل بن أبي قُشير وشَمْوال بن زيد ـ وهما من اليهود ـ يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبياً ، فإنا نعلم متى هي؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٥٩ ـ وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا وبينك قرابة ، فأسِرَّ إلينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ ) .

٤٦٠ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الورّاق ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : حدَّثنا أبو يَعْلَى ، قال : حدَّثنا عُقْبَة بن مكرم ، قال : حدَّثنا يونس ، قال : حدَّثنا عبد الغفار بن القاسم ، عن أبان بن لقيط ، عن قرظة بن حسان ، قال :

__________________

[٤٥٧] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٣ / ١٤٥) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٥٨] أخرجه ابن جرير (٩ / ٩٤)

[٤٥٩] ابن جرير (٩ / ٩٣)

[٤٦٠] أخرجه أبو يعلى في مسنده (١٣ / ١٩٩) وقال محققه : إن كان عبد الغفار بن قاسم هو أبو مريم الأزدي فهو متروك أ. ه.

٢٣١

سمعت أبا موسى في يوم جمعة على منبر البصرة يقول : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الساعة وأنا شاهد ، فقال : لا يعلمها إلا الله لا يُجَلِّيها لوقتها إلا هو ، ولكن سأحدثكم بأَشْرَاطِها وما بين يديها ، إن بين يديها ردماً من الفتن وهَرْجاً ، فقيل : وما الهَرْج يا رسول الله؟ قال : هو بلسان الحبشة : القتل ، وأن تجف قلوب الناس ، وأن تلقى بينهم المناكرة فلا يكاد أحد يعرف أحداً ، ويرفع ذوو الحجى ، وتبقى رَجَاجَة من الناس لا تعرف معروفاً ولا تُنْكِرُ منكراً.

[٢٢٤]

قوله تعالى :( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا ) الآية. [١٨٨].

٤٦١ ـ قال الكلبي : إن أهل مكة قالوا : يا محمد ، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتري فتربح؟ وبالأرض التي يريد أن تجدب فترحل عنها إلى ما قد أخصب؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٢٥]

قوله تعالى :( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ) إلى قوله تعالى :( وَهُمْ يُخْلَقُونَ ) . [١٨٩].

٤٦٢ ـ قال مجاهد : كان لا يعيش لآدم وامرأته ولد ، فقال لهما الشيطان : إذا ولد لكما ولد فسمياه عبد الحارث ، وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحارث ، ففعلا فذلك قوله تعالى :( فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ ) الآية.

__________________

قلت : ذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٣٢٤) وقال : رواه الطبراني وفيه من لم يُسم. وفاته عزو الحديث لأبي يعلى أ. ه.

وذكره السيوطي في الدر (٣ / ١٥٠) وعزاه للطبراني وابن مردويه.

[٤٦١] الكلبي ضعيف.

[٤٦٢] ابن جرير (٩ / ١٠٠) وقد ورد في ذلك حديث مرفوع أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٧) وقال عقبه : هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٤٥) وصححه ووافقه الذهبي.

٢٣٢

[٢٢٦]

قوله تعالى :( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) . [٢٠٤].

٤٦٣ ـ أخبرنا أبو منصور المَنْصُورِي [قال : حدَّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدَّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدَّثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، حدَّثنا الأَوْزَاعِي] ، قال : أخبرنا عبد الله بن عامر ، قال : حدَّثني زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة في هذه الآية :( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ ) قال :

نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في الصلاة.

٤٦٤ ـ وقال قتادة : كانوا يتكلمون في صلاتهم في أول ما فُرِضت ، كان الرجل يجيء فيقول لصاحبه : كم صليتم؟ فيقول كذا وكذا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٦٥ ـ وقال الزُّهْرِي : نزلت في فتى من الأنصار كان رسول اللهعليه‌السلام كلما قرأ شيئاً قرأ هو ، فنزلت هذه الآية.

٤٦٦ ـ وقال ابن عباس : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ في الصلاة المكتوبة ، وقرأ أصحابه وراءه رافعين أصواتهم ، فخلطوا عليه. فنزلت هذه الآية.

٤٦٧ ـ وقال سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وجماعة : نزلت في الإنْصَات للإمام في الخطبة يوم الجمعة.

__________________

قلت : في إسناده عند الترمذي وعند الحاكم : عمر بن إبراهيم قال الحافظ في التقريب في حديثه عن قتادة ضعف ، والحسن البصري مدلس.

والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره (٩ / ٩٩) وأخرجه ابن جرير من قول سمرة (٩ / ٩٩).

وقد تكلم على هذا الحديث الدكتور محمد بن محمد أبو شهبة في كتابه (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) فانظره هناك ص ٢٠٩ ـ ٢١٥.

[٤٦٣] أخرجه ابن جرير (٩ / ١١٠)

[٤٦٤] مرسل ، ابن جرير (٩ / ١١١) ، لباب النقول (ص ١٢٤) وزاد نسبته في الدر (٣ / ١٥٦) لعبد بن حميد وأبي الشيخ.

[٤٦٥] مرسل ابن جرير (٩ / ١١٠) ، لباب النقول (ص ١٢٤) ، الدر (٣ / ١٥٦)

[٤٦٦] بدون إسناد.

[٤٦٧] ابن جرير (٩ / ١١٢) ، الدر (٣ / ١٥٧) وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ كلهم عن مجاهد.

٢٣٣

سورة الأنفال

[٢٢٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) الآية. [١].

٤٦٨ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِيُّ ، قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثَّقَفِي ، عن سعد بن أبي وقَّاص ، قال :

لما كان يوم بدر قتل أخي عُمَير ، وقَتَلتُ سعيد بن العاص ، فأخذت سيفه ،

__________________

[٤٦٨] إسناده صحيح : أبو معاوية هو محمد بن خازم ، قال الحافظ في التقريب : ثقة ، وأبو إسحاق الشيباني هو : سليمان بن أبي سليمان : ثقة.

ومحمد بن عبيد الله الثقفي : قال الحافظ في التقريب : ثقة ، وقد أخرجه من نفس الطريق أحمد في مسنده (١ / ١٨٠) وابن أبي شيبة (١٢ / ٣٧٠) وسعيد بن منصور (٢٦٨٩) وله طريق آخر وهي طريق مصعب بن سعد عن أبيه :

أخرجه أحمد (١ / ١٧٨ ، ١٨١ ، ١٨٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٩) وعبد بن حميد (١٣٢ منتخب) وابن جرير (٩ / ١١٧) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٩١) وانظر الحديث رقم (٤١٢) وتحفة الأشراف (٣٩٣٠).

وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٢٥ ، الدر (٣ / ١٥٨)

٢٣٤

وكان يسمى ذَا الكِيْفَة ، فأتيت به النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : اذهب فاطرحه في القَبَضِ ، قال : فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله ، من قتل أخي ، وأخذ سَلَبي ، فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة «الأنفال» ، فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اذهب فخذ سيفك.

٤٦٩ ـ وقال عكرمة ، عن ابن عباس : لما كان يوم «بدر» وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَنْ فَعَلَ كذا وكذا فله كذا وكذا ، فذهب شبان الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات ، فلما كانت الغنيمة جاء الشباب يطلبون نَفَلَهُم ، فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرَّايات ، ولو انهزمتهم لكنا لكم رِدْءاً فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) فقسمها بينهما بالسوية.

٤٧٠ ـ أخبرنا أبو بكر [ابن] الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا يحيى بن [أبي] زائدة عن ابن أبي الزِّناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن سليمان بن موسى الأَشْدق ، عن مَكْحُول ، عن أبي سلام الباهلي ، عن أبي أَمامة البَاهِلي ، عن عُبادَةَ بن الصَّامِت ، قال :

لما هزِم العدو يوم «بدر» واتبعتهم طائفة يقتلونهم ، وأحدقت طائفة برسول

__________________

[٤٦٩] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه مسنداً أبو داود في الجهاد (٢٧٣٧ ، ٢٧٣٨ ، ٢٧٣٩) والنسائي في التفسير في الكبرى والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٦) وصححه ووافقه الذهبي. وابن جرير (٩ / ١١٦) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٩١). وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٥٩) لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

وذكره في لباب النقول (ص ١٢٥)

[٤٧٠] في إسناده : سليمان بن موسى الأشدق : قال البخاري : عنده مناكير وقال النسائي : أحد الفقهاء وليس بالقوي في الحديث وقال أبو حاتم : محله الصدق وفي حديثه بعض الاضطراب وقال الحافظ في التقريب : في حديثه بعض لين وخلط قبل موته بقليل والحديث أخرجه الحاكم (٢ / ٣٢٦) من طريق الحارث بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي أمامة به وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٥٩) : لأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في السنن.

٢٣٥

اللهعليه‌السلام ، واستولت طائفة على العسكر والنهب. فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم ، قالوا : لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم [الله] وهزمهم ، وقال الذين أحْدقُوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله ما أنتم بأحق به منا ، نحن أحدقنا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا ينال العدو منه غِرَّة ، فهو لنا ، وقال الذين استولوا على العسكر والنهب : والله ما أنتم بأحقَّ به منا ، نحن أخذناه واستولينا عليه فهو لنا. فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ) فقسمه رسول اللهعليه‌السلام بالسوية.

[٢٢٨]

قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) . [١٧]

٤٧١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد البَيّاع ، قال : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْرَاني ، قال : حدَّثني جدي ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامِي ، قال : حدَّثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عُقْبَة ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، قال :

أقبل أبيّ بن خَلَف يوم «أحد» إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يريده ، فاعترض له رجال من المؤمنين ، فأمرهم رسول اللهعليه‌السلام فخلوا سبيله ، فاستقبله مُصْعَب بن عُمَيْر ـ أحد بني عبد الدَّار ـ ورأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ترقوة أبيّ من فُرْجَة بين سابِغَة البَيْضة والدرع ، فطعنه بحربته ، فسقط أبيّ عن فرسه ، ولم يخرج من طعنته دم ، وكسر ضلعاً من أضلاعه ، فأتاه أصحابه ، وهو يخور خوار الثور ، فقالوا له : ما أعجزك! إنما هو خدش ، فقال : والذي نفسي بيده ، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المَجَازِ لماتوا أجمعين. فمات أُبيُّ إلى النار ، فسحقاً لأصحاب السعير ، قبل أن يقدم مكة. فأنزل الله تعالى في ذلك :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

٤٧٢ ـ وروى صَفْوَان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جُبَير : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

[٤٧١] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٧) وصححه ووافقه الذهبي ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٢٦.

[٤٧٢] مرسل ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٢٧)

٢٣٦

يوم «خيبر» دعا بقوس ، فأُتِيَ بقوس طويلة ، فقال : جيئوني بقوس غيرها. فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [على] الحصن فأَقبل السهم يهوي حتى قتل كِنانة بن أبي الحُقَيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

وأكثر أهل التفسير [على] أن الآية نزلت في رمي النبيعليه‌السلام القَبْضَة من حَصْبَاءَ الوادي يوم «بدر» حين قال للمشركين : شاهت الوجوه ، ورماهم بتلك القبضة ، فلم تبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء.

٤٧٣ ـ قال حَكِيم بن حِزَام : لما كان يوم «بدر» سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طَسْت ، ورمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تلك الحصاة فانهزمنا. فذلك قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

[٢٢٩]

قوله تعالى :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) . [١٩].

٤٧٤ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد [بن الحسن] الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدَّثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : حدَّثني عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر ، قال : كان المستفتح أبا جهل ، وإنه قال حين التقى بالقوم : اللهم أينا كان

__________________

[٤٧٣] أخرجه الطبراني في الكبير (٣ / ٢٠٣) وذكره الهيثمي في المجمع (٦ / ٨٤) وقال : إسناده حسن.

وأخرجه ابن جرير (٩ / ١٣٦).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٧٤) لابن أبي حاتم وابن مردويه. وذكره في لباب النقول (ص ١٢٧)

[٤٧٤] أخرجه النسائي في التفسير (٢٢١) والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٨) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن جرير (٩ / ١٣٨) وأحمد في مسنده (٥ / ٤٣١) مختصراً ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٧٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وابن مندة والبيهقي في الدلائل.

٢٣٧

أقطع للرحم ، وأتانا بما لم نعرف ـ فأَحِنْه الغداة. وكان ذلك استفتاحه ، فأنزل الله تعالى [في ذلك] :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) إلى قوله تعالى :( وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) . رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن القطيعي ، عن ابن ابن حنبل ، عن أبيه ، عن يعقوب.

٤٧٥ ـ وقال السُّدِّي والكَلْبي : كان المشركون حين خرجوا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين ، وأهْدَى الفئتين ، وأكرم الحزبين ، وأفضل الدينين. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٧٦ ـ وقال عكرمة : قال المشركون : اللهم لا نعرف ما جاء به محمدعليه‌السلام ، فافتح بيننا وبينه بالحق. فأنزل الله تعالى :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) الآية.

[٢٣٠]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ ) الآية. [٢٧].

٤٧٧ ـ نزلت في أبي لُبَابَة بن عَبد المُنْذِر الأنصاري ، وذلك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حاصر يهود قُرَيْظَة إحدى وعشرين ليلة ، فسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الصُّلْحَ على ما صالح عليه إِخوانهم من بني النضير ، على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذْرِعَات وأرِيحا ، من أرض الشام. فأبى أن يعطيهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن مُعَاذ ، فأبوا وقالوا : أرسل إلينا أبا لُبَابَةَ ، وكان مناصحاً لهم لأن ماله وعياله وولده كانت عندهم ، فبعثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتاهم ، فقالوا : يا أبا لبابة ، ما ترى؟ أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه : إنه الذبح فلا تفعلوا. قال أبو لبابة : والله ما زالت قدماي حتى علمت أن قد خنتُ الله ورسوله. فنزلت فيه هذه الآية. فلما نزلت شدّ نفسه على سَارِيَةٍ من سَوَارِي المسجد وقال : والله لا

__________________

[٤٧٥] مرسل ، والكلبي ضعيف.

[٤٧٦] مرسل.

[٤٧٧] أخرجه ابن جرير مرسلاً (٩ / ١٤٦) عن عبد الله بن أبي قتادة. وعزاه في الدر (٣ / ١٧٨) لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن جرير.

٢٣٨

أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي. فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مَغْشِيَّاً عليه ، ثم تاب الله تعالى عليه فقيل له : يا أبا لُبَابة ، قد تِيبَ عليك ، فقال : لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم هو الذي يحلني ، فجاءه فحله بيده ، ثم قال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصَبْتُ فيها الذنب وأن أنْخَلِع من مالي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يجزيك الثلث أن تتصدق به.

[٢٣١]

قوله تعالى :( وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ) الآية. [٣٢ ، ٣٣].

٤٧٨ ـ قال أهل التفسير : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، وهو الذي قال : إن كان ما يقوله محمد حقاً ، فأمطر علينا حجارة من السماء.

٤٧٩ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الشيباني ، قال : حدَّثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا عُبَيْد الله بن معاذ ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا شعبة ، عن عبد الحميد صاحب الزيادي ، سمع أنس بن مالك يقول :

قال أبو جهل : اللهُمَّ إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت :( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) الآية.

رواه البخاري عن أحمد بن النضر.

ورواه مسلم عن عبد الله بن معاذ.

__________________

[٤٧٨] ذكر ذلك ابن جرير (٩ / ١٥٢) عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر والسدي.

[٤٧٩] أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٤٨ ـ ٤٦٤٩) ومسلم في صفات المنافقين (٣٧ / ٢٧٩٦) ص ٢١٥٤.

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ١٨٠) للبخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، وفاته عزو الحديث لمسلم.

وقد فات المصنف رحمه‌الله كتابة ترجمة لهذه الآية.

٢٣٩

[٢٣٢]

قوله تعالى :( وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ ) الآية. [٣٥].

٤٨٠ ـ أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو النَّيْسَابُورِي ، قال : أخبرنا حمزة بن شبيب المعمري ، قال : أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه ، قال : حدَّثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى قال : حدَّثنا عمرو ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا قُرَّة ، عن عطية ، عن ابن عمر ، قال :

كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ـ ووصف الصفق بيده ـ ويصفرون ، ووصف صفيرهم ، ويضعون خدودهم بالأرض. فنزلت هذه الآية.

[٢٣٣]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) الآية [٣٦].

٤٨١ ـ قال مقاتل والكلبي : نزلت في المُطْعِمِينَ يوم «بدر» وكانوا اثنى عشر رجلاً : أبو جهل بن هشام ، وعُتْبة وشَيْبة ابنا ربيعة ، ونُبَيْه ومُنَبَّه ابنا حجَّاج ، وأبو البَخْتَرِي بن هشام ، والنَّضْر بن الحارث ، وحَكِيم بن حِزَام ، وأُبيّ بن خلَف ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نَوْفَل ، والعباس بن عبد المطلب ، وكلهم من قريش ، وكان يطعم كلّ واحد منهم كل يوم عشر جرائر.

٤٨١١ م ـ وقال سعيد بن جُبَيْر وابن أبْزَى : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، استأجر يوم أحد ألفين من الأحَابِيش يقاتل بهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سوى من استحباب له من العرب ، وفيهم يقول كَعْبُ بن مالك :

__________________

[٤٨٠] ضعيف : في إسناده : عطية بن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً.

أخرجه ابن جرير (٩ / ١٥٧) ، وزاد نسبته في الدر (٣ / ١٨٣) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

[٤٨١] مرسل.

[٤٨١١] م أخرجه ابن جرير (٩ / ١٥٩) عن سعيد بن جبير ، وابن أبي أبزى (٩ / ١٦٠) وعزاه في الدر (٣ / ١٨٤) لابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

أدخلت على قومك لقد شتمت الآباء ، وعِبْتَ الدين ، وسفّهت الأحلام ، وشتمت الآلهة ، وفرَّقت الجماعة ، وما بقي أمر قبيح إلا وقد جِئتَهُ فيما بيننا وبينك ، فإن كنت إنما جئت [بهذا] لتطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا ما تكون به أكثرنا مالاً ، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سوّدناك علينا ـ وإن كنت تريد ملكاً ملّكناك علينا ، وإن كان هذا الرّئيُّ الذي يأتيك تَرَاهُ قد غلب عليك ـ وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ـ بذلنا أموالنا في طلب الطِّبِّ لك حتى نُبرئك منه أو نعذر فيك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَا بي ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ، ولكن اللهعزوجل بعثني إليكم رسولاً ، وأنزل عليَّ كتاباً ، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً ، فبلّغتكم رسالة ربي ، ونصحت لكم ، فإن تقبَلوا مني ما جئتكم به فهو حظّكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردُّوه عليّ أصْبِر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم. قالوا [له] : يا محمد ، فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا [عليك] فقد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلاداً ، ولا أقل مالاً ، ولا أشد عيشاً منا ، فسَلْ لنا ربك. الذي بعثك بما بعثك ـ فليسيِّر عنا هذه الجبال التي ضيَّقت علينا ، ويبسط لنا بلادنا ، ويجر فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا مَنْ مضى من آبائنا ، وليكن ممن يبعث لنا منه قُصَيّ بن كلاب ، فإنه كان شيخاً صدوقاً ، فنسألهم عما تقول : أحق هو [أم باطل؟ فإن صنعت ما سألناك صدَّقناك ، وعرَفنا به منزلتك عند الله ، وأنه بعثك رسولاً كما تقول. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما بهذا بعثت ، إنما جئتكم من عند الله سبحانه بما بعثني به ، فقد بلّغتكم ما أرسلت به [إليكم] ، فإن تقبلوه فهو حظَّكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردُّوه أصبر لأمر الله ، قالوا : فإن لم تفعل هذا فسل ربك أن يبعث ملكاً يصدّقك ، وسله فليجعل لك جناناً وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة يُغْنِيكَ بها عما نراك [تبتغي] فإنك تقوم في الأسواق [كما نقوم] وتلتمس المعاش [كما نلتمسه ، حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم]. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : [ما أنا بفاعل] ، وما أنا بالذي يسأل ربه هذا ، وما بعثت إليكم بهذا ، ولكن الله تعالى بعثني بشيراً ونذيراً. قالوا : فأسقط علينا كِسَفاً من السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ذلك إلى الله إن شاء فعل. فقال قائل منهم : لن نؤمن لك حتى تأتي بالله

٣٠١

والملائكة قبيلا. وقال عبد الله بن أمَيّة المخزومي ـ وهو ابن عاتكة بنت عبد المطلب ابنُ عمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً وترقى فيه ، وأنا أنظر حتى تأتيها وتأتي بنسخة منشورة معك ، ونفر من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول. فانصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهله حزيناً لما فانه من متابعة قومه ، ولما رأى من مباعدتهم منه. فأنزل الله تعالى :( وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) الآيات.

٥٩٢ ـ أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، قال : حدثنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا هشيم عن عبد الملك بن عمير ـ عن سعيد بن جبير ـ قال : قلت له ، قوله :( وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) نزلت في عبد الله بن أبي أُميَّة؟ قال : زعموا ذلك.

[٢٩٨]

قوله تعالى :( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ) الآية. [١١٠].

٥٩٣ ـ قال ابن عباس : تهجَّدَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة بمكة ، فجعل يقول في سجوده : يا رحمن يا رحيم ، فقال المشركون : كان محمد يدعو إلهاً واحداً ، فهو الآن يدعو إِلهين اثنين : الله والرحمن ، ما نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة ـ يعنون مسيلمة الكذاب ـ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٤ ـ وقال ميمون بن مِهْرَان : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يكتب في أول ما أوحي

__________________

[٥٩٢] أخرجه ابن جرير (١٥ / ١١١) ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٠٣) لسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٥٩٣] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه ابن جرير (١٥ / ١٢١) قال : حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين. قال : ثني محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد عن أبي الجوزاء عن ابن عباس به.

قلت : الحسين هو الحسين بن داود ولقبه سُنيد وهو ضعيف (له ترجمة في التقريب ١ / ٣٣٥) وعلى ذلك فالإسناد ضعيف.

[٥٩٤] مرسل.

٣٠٢

إليه : «باسمك اللهم» حتى نزلت هذه الآية :( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم». فقال مشركو العرب : هذا الرحيم نعرفه ، فما الرحمن؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٥ ـ وقال الضحاك : قال أهل الكتاب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّك لَتُقِلُّ ذِكْرَ الرحمن ، وقد أكثر الله في التوراة هذا الاسم! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٩٩]

قولهعزوجل :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) الآية. [١١٠].

٥٩٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا والدي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا عبد الله بن مطيع ، وأحمد بن مَنِيع ، قالا : حدثنا هُثَيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) قال :

نزلت ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مختف بمكة : فكانوا إذا سمعوا القرآن سَبّوا القرآن ، ومن أنزله ، ومن جاء به. فقال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ) أي بقراءتك ، فيسمعَ المشركون فيَسُبُّوا القرآن ،( وَلا تُخافِتْ بِها ) عن أصحابك فلا يسمعوا ،( وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ) رواه البخاري عن مُسَدَّد ، ورواه مسلم ،

__________________

[٥٩٥] بدون إسناد.

[٥٩٦] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٢٢) وفي التوحيد (٧٤٩٠ ، ٧٥٢٥ ، ٧٥٤٧).

وأخرجه مسلم في الصلاة (١٤٥ / ٤٤٦) ص ٣٢٩.

والترمذي في التفسير (٣١٤٦) وقال : حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٣٢٠).

والنسائي في المجتبى (٢ / ١٧٨).

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٣ ، ٢١٥) والطبراني في الكبير (١٢ / ٥٥).

وابن جرير في تفسيره (١٥ / ١٢٣) والبيهقي في السنن (٢ / ١٨٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٠٦) لسعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه.

٣٠٣

عن عَمْر النَّاقد ، كلاهما عن هُشَيم.

٥٩٧ ـ وقالت عائشةرضي‌الله‌عنها : نزلت هذه الآية في التشهد ، كان الأعرابي يجهر فيقول : التحيات لله والصلوات والطيبات ، يرفع بها صوته ، فنزلت هذه الآية.

٥٩٨ ـ وقال عبد الله بن شداد : كان أعراب [من بني تميم إذا سلّم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من صلاته قالوا : اللهم ارزقنا مالاً وولداً ، ويجهرون. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن مُبَشِّر الواسِطي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن حرب ، قال : حدثنا أبو مروان [عن] يحيى بن أبي زكريا الغسَّاني ، عن هشام بن عروة [عن أبيه] عن عائشةرضي‌الله‌عنها في قوله تعالى :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) ، قالت : إنها أنزلت في الدعاء.

__________________

[٥٩٧] بدون إسناد.

[٥٩٨] ابن جرير (١٥ / ١٢٢)

[٥٩٩] أخرجه مسلم في كتاب الصلاة (١٤٦ / ٤٤٧) ص ٣٢٩.

والنسائي في التفسير (٣٢١) والبيهقي في السنن (٢ / ١٨٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٠٧) للبخاري وأبي داود في الناسخ والبزار وسعيد بن منصور وابن نصر وابن مردويه. وأخرجه ابن جرير (١٥ / ١٢٢)

٣٠٤

سورة الكهف

[٣٠٠]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ ) الآية. [٢٨].

٦٠٠ ـ حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، إملاء في «دار السُّنة» يوم الجمعة بعد الصلاة ، في شهور سنة عشر وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى بن عَبْدَوَيْه الحِيرِي قال : حدثنا محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي ، قال : حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني ، قال : حدثنا سليمان بن عطاء الحراني ، عن مسلمة بن عبد الله الجُهني ، عن عمه ابن مشجعة بن ربعي الجهني ، عن سلمانَ الفارسي ، قال :

جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : عُيَيْنَة بن حِصْن ، والأقرَع بن حابِس ، وذَوُوهم ، فقالوا : يا رسول الله ، إنك لو جلست في صدر المجلس ونحيّت عنا هؤلاء وأرْوَاحَ جِبَابِهم ـ يعنون سَلْمَان ، وأبا ذَرّ ، وفقراء المسلمين ، وكانت عليهم جِبَاب الصوف ولم يكن عليهم غيرها ـ جَلَسْنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك! فأنزل الله تعالى :( وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ

__________________

[٦٠٠] إسناده ضعيف : سليمان بن عطاء : قال البخاري : منكر الحديث وقال ابن حبان : شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة فلست أدري التخليط منه أم من مسلمة بن عبد الله [المجروحين ١ / ٣٢٥].

وعزاه السيوطي في الدر (٤ / ٢١٩) لابن مردويه وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب.

٣٠٥

لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً* وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) حتى بلغ ،( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً ) يتهددهم بالنار ، فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله تعالى قال : الحمد لله الذي لم يُمتْنِي حتى أمرني أن أصْبر نفسي مع رجال من أمتي ، معكم المحيا ، ومعكم الممات.

[٣٠١]

قوله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) الآية. [٢٨].

٦٠١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازي ، قال : حدثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا أبو مالك ، عن جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) قال :

نزلت في أمية بن خلف الجُمَحِي ، وذلك أنه دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أمر كَرِهَهُ : من طرد الفقراء عنه ، وتقريب صَنَادِيدِ أهل مكة ، فأنزل الله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) يعني مَن خَتَمْنَا على قلبه عن التوحيد ،( وَاتَّبَعَ هَواهُ ) يعني الشركَ.

[٣٠٢]

قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ) الآية. [٨٣].

٦٠٢ ـ قال قتادة : إن اليهود سألوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذي القرنين ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات.

__________________

[٦٠١] إسناده ضعيف جداً : جويبر بن سعيد قال الحافظ في التقريب : ضعيف جداً ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

وعزاه في الدر (٤ / ٢٢٠) لابن مردويه.

[٦٠٢] مرسل.

٣٠٦

[٣٠٣]

قوله تعالى :( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ) . [١٠٩].

٦٠٣ ـ قال ابن عباس : قالت اليهود لما قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) : كيف وقد أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراةَ فقد أوتِيَ خيراً كثيراً؟ فنزلت :( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ) الآية.

[٣٠٤]

قوله تعالى :( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ ) الآية. [١١٠].

٦٠٤ ـ قال ابن عباس : نزلت في جُنْدُب بن زهير العامري ، وذلك أنه قال : إني أعمل العمل لله ، فإذا اطلع عليه سرني ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله تعالى طيّب لا يقبل إلا الطيب ولا يقبل ما شورِك ، فيه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٠٥ ـ وقال طاوس : قال رجل : يا نبي الله ، إني أحب الجهاد في سبيل الله ، وأحب أن يرى مكاني! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٠٥ م ـ وقال مجاهد : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : إني أتصدق ، وأصل الرَّحم ، ولا أصنع ذلك إلا لله سبحانه وتعالى ، فيذكر ذلك مني وأُحمد عليه ، فيسرني ذلك وأعجب به. فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يقل شيئاً ، فأنزل الله تعالى :( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) .

__________________

[٦٠٣] انظر الحديث رقم (٥٨٩)

[٦٠٤] عزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لابن مندة وأبي نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح.

قلت : هذا الإسناد أطلق عليه الحفاظ : سلسلة الكذب ، انظر الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ١٥٦.

[٦٠٥] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٦ / ٣٢) وعزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لعبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الإخلاص وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس (٤ / ٣٢٩).

وقال السيوطي : أخرجه الحاكم وصححه والبيهقي موصولاً عن طاوس عن ابن عباس.

[٦٠٥] م مرسل ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لهناد في الزهد.

٣٠٧

سورة مريم

[٣٠٥]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) الآية. [٦٤].

٦٠٦ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن حمويه ، أخبرنا أبو بكر محمد بن معمر الشامي ، أخبرنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الرُّسْعَنِيّ قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا المغيرة قال : حدثنا عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا جبريلُ ، ما يمنعُك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ قال فنزلت :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) الآية كلها. قال : كان هذا الجواب لمحمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

[٦٠٦] أخرجه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٨) وفي التفسير (٤٧٣١) وفي التوحيد (٧٤٥٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٣١٥٨) وقال : هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه النسائي في التفسير (٣٣٩).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٣١ ، ٢٣٣ ، ٣٥٧).

وابن جرير في تفسيره (١٦ / ٧٨) ، والطبراني في الكبير (١٢ / ٣٣) وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٦١١).

وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٧٨) لمسلم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

٣٠٨

رواه البخاري عن أبي نعيم عن [عمر بن] ذر.

٦٠٧ ـ وقال مجاهد : أبطأ المَلَكُ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم أتاه فقال : لعلِّي أبطأتُ ، قال : قد فعلتَ ، قال : ولم لا أفعلُ ، وأنتم لا تَتَسوَّكُون ، ولا تَقُصُّون أظفاركم ، ولا تُنَقُّونَ بَرَاجِمُكُمْ؟ قال :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) قال مجاهد : فنزلت هذه الآية.

٦٠٨ ـ وقال عكرمة ، والضّحاك ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي : احتبس جبريلعليه‌السلام [عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] ، حين سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والرُّوح ، فلم يدر ما يجيبهم ، ورجا أن يأتيه جبريلعليه‌السلام بجواب [ما سألوه] فأبطأ عليه ، فشقَّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مشقّة شديدة ، فلما نزل جبريلعليه‌السلام ، قال له : أبطأت عليَّ حتى ساء ظني. واشتقت إليك. فقال جبريلعليه‌السلام : إني كنت إليك أشْوَق ولكني عبد مأمورٌ : إذا بعثتُ نزلتُ ، وإذا حُبِست احتَبَستُ ، فأنزل الله تعالى :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ )

[٣٠٦]

قوله تعالى :( وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ) الآيات. [٦٦].

٦٠٩ ـ قال الكلبي : نزلت في أبيّ بن خَلَف. حين أخذ عِظاماً بالية يفتها بيده ، ويقول : زعم لكم محمد أنا نبعث بعد ما نموت.

[٣٠٧]

قوله تعالى :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ) الآيات. [٧٧].

٦١٠ ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال :

__________________

[٦٠٧] مرسل ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٧٩) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٠٨] مرسل.

[٦٠٩] الكلبي متهم بالكذب.

[٦١٠] أخرجه البخاري في البيوع (٢٠٩١) وفي الإجارة (٢٢٧٥) وفي الإشخاص (٢٤٢٥)

٣٠٩

أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : حدثنا عبد الله بن هاشم ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش عن أبي الضُّحَى ، عن مَسْرُوق ، عن خبَّاب بن الأرَت ، قال :

كان لي دين على العاص بن وائل : فأتيته أتقاضاه ، فقال : لا والله حتى تكفر بمحمد. فقلت : لا والله ، لا أكفر بمحمدٍ حتى تموتَ ثم تبعث. قال : إني إذا مِتُّ ثم بُعثتُ ، جئتني وسيكون لي ثمَّ مالٌ وولدٌ فأعطيك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦١١ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الزاهد ، قال : أخبرنا البَغَوِيّ قال : حدثنا أبو خَيْثَمَة ، وعلي بن مسلم ، قالا : حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي الضُّحى ، عن مسروق ، عن خبَّاب ، قال :

كنت رجلاً قَيْناً ، وكان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه ، فقال [لي] : لا أقضيك حتى تكفر بمحمدعليه‌السلام . فقلت : لا أكفر حتى تموتَ وتُبعثَ. فقال : وإني لمبعوث بعد الموت؟ فسوف أقضيك إذا رَجَعْتُ إلى مالي. قال : فنزلت فيه :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً )

رواه البخاري عن الحُمَيْدِي ، عن سُفْيان.

ورواه مسلم عن الأشَجِّ ، عن وكيع ، كلاهما عن الأعمش.

٦١٢ ـ وقال الكلبي ومقاتل :

كان خبَّاب بن الأرَتِّ قيْناً ، وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي ، وكان

__________________

وفي التفسير (٤٧٣٢ ، ٤٧٣٣ ، ٤٧٣٤ ، ٤٧٣٥).

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٣٥ ، ٣٦ / ٢٧٩٥) ص ٢١٥٣.

والترمذي في التفسير (٣١٦٢) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٣٤٢).

وأحمد في مسنده (٥ / ١١٠ ، ١١١) والطبراني في الكبير (٤ / ٦٦ ، ٦٧) وابن جرير (١٦ / ٩١).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٨٣) لسعيد بن منصور والبيهقي في الدلائل وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦١١] انظر السابق.

[٦١٢] انظر السابق.

٣١٠

العاص يُؤخِّرُ حقه ، فأتاه يتقاضاه ، فقال العاص : ما عندي اليوم ما أقضيك. فقال [خباب] : لست بمفارقك حتى تقضيني ، فقال العاص : يا خباب ، ما لك؟ ما كنت هكذا! وإن كنت لحسن الطلب. قال خباب : ذاك أني كنت على دينك ، فأما اليوم فأنا على الإسلام مفارقٌ لدينك! قال : أو لستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً؟ قال خباب : بلى ، قال : فأخرني حتى أقضيك في الجنة ـ استهزاء ـ فو الله لئن كان ما تقول حقاً إني لأفْضَلُ فيها نَصِيباً منك. فأنزل الله تعالى :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ) يعني العاص ، الآيات.

٣١١

سورة طه

[٣٠٨]

بسم الله الرحمن والرحيم

قولهعزوجل :( طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) [١ ـ ٢].

٦١٣ ـ قال مقاتل : قال أبو جهل ، والنَّضْر بن الحارث للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنك لشَقِيُّ بترك ديننا ، وذلك لما رأياه من طول عبادته و [شدة] اجتهاده فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦١٤ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا أبو يحيى ، قال : حدثنا العسكري ، قال : حدثنا أبو مالك عن جُوَيْبِر عن الضحاك ، قال :

لما نزل القرآن على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قام هو وأصحابه فصلّوا ، فقال كفار قريش : ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى به. فأنزل الله تعالى :( طه ) يقول : يا رجلُ :( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

[٣٠٩]

قولهعزوجل :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ) الآية. [١٣١].

__________________

[٦١٣] مرسل.

[٦١٤] مرسل ، الدر (٤ / ٢٨٩) وعزاه لابن أبي حاتم.

وقد مرت ترجمة جويبر بن سعيد في الحديث رقم (٦٠١)

٣١٢

٦١٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثَّعْلَبِي ، قال : أخبرنا شُعَيب بن محمد البَيْهَقي قال : أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : حدثنا أبو الأزهر ، قال : حدثنا روح ، عن موسى بن عُبَيْدة الرَّبَذِي ، قال : أخبرني يزيد عن عبد الله بن قُسَيْط ، عن أبي رافع مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أن ضيفاً نزل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدعاني فأرسلني إلى رجل من اليهود يبيع طعاماً : يقول لك محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : [إنه] نزل بنا ضيف ولم يُلْفَ عندنا بعض الذي يُصْلِحُه ، فبعني كذا وكذا من الدقيق ، أو أسلفني إلى هلال رجب ، فقال اليهودي : لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن ، قال : فرجعت إليه فأخبرته ، فقال : والله إني لأمين في السماء ، أمين في الأرض ، ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه ، اذهب بدرعي. فنزلت هذه الآية تعزيةً له عن الدنيا :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ ) الآية.

__________________

[٦١٥] إسناده ضعيف : موسى بن عبيدة الرَّبذي ضعيف [تقريب ٢ / ٢٨٦] وقد أخرجه ابن جرير (١٦ / ١٦٩) من طريق موسى بن عبيدة ، وأخرجه أيضاً من طريق الحسين بن داود وهو ضعيف ، وقد مرت ترجمته هنا في الحديث رقم (٥٩٣)

٣١٣

سورة الأنبياء

[٣١٠]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ) الآية. [١٠١].

٦١٦ ـ أخبرنا [أبو عمر] بن أحمد بن عمرو الماوردي ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد بن نصر الرَّازي ، قال : أخبرنا محمد بن أيوب ، قال : أخبرنا علي بن المديني ، قال : حدثنا يحيى بن نوح ، قال : حدثنا أبو بكر [بن] عيّاش ، عن عاصم ، قال : أخبرني أبو رُزَين عن [أبي] يحيى ، عن ابن عباس ، قال :

آية لا يسألني الناس عنها ، لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها ، أو جهلوها فلا يسألون عنها؟ قيل : وما هي؟ قال : لما نزلت :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ) شق على قريش ، فقالوا : يشتم آلهتنا؟ فجاء ابن الزَّبَعْرَى فقال : ما لكم؟ قالوا : يشتم آلهتنا ، قال : فما قال؟ قالوا : قال :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ) قال : ادْعُوهُ لي ، فلما دُعِي

__________________

[٦١٦] أخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ١٥٣).

وذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٦٩) وقال : فيه عاصم بن بهدلة وقد وثق وضعفه جماعة أ. ه.

قلت أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس مثله (١٧ / ٧٧).

من طريق عطاء بن السائب ، وعطاء اختلط.

٣١٤

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : يا محمد ، هذا شيء لآلهتنا خاصةً ، أو لكل من عُبِدَ من دون الله؟ قال : [لا] بل لكل من عبد من دون الله! فقال ابن الزِّبَعْرَى : خُصِمتَ وربِّ هذه البنية ـ يعني الكعبة ـ ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون؟ وأن عيسى عبد صالح؟ [وأن عزيراً عبد صالح؟ قال : بلى قال] : فهذه بنو مليح ، يعبدون الملائكة ، وهذه النصارى يعبدون عيسى ، وهذه اليهود يعبدون عُزَيراً. قال : فصاح أهل مكة ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ) الملائكة وعيسى وعزيرعليهم‌السلام :( أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ ) .

٣١٥

سورة الحج

[٣١١]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) الآية [١١].

٦١٧ ـ قال المفسرون نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، مهاجرون من باديتهم ، وكان أحدهم إذا قدم المدينة : فإن صحَّ بها [جسمه] ، ونُتِجَتْ فَرَسُه مُهْراً حسناً ، وولدت امرأته غلاماً ، وكَثُرَ ماله وماشيته رضي عنه واطمأن ، وقال : ما أصبْتُ منذ دخلت في ديني هذا إلا خيراً ، وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته جارية ، وأُجْهِضَتْ رِمَاكُه ، وذهب ماله ، وتأخرت عنه الصَّدَقَةُ أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبتَ منذ كنتَ على دينك هذا إلا شرّاً ، فينقلبُ عن دينه. فأنزل الله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) الآية.

٦١٨ ـ وروى عطية ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

__________________

[٦١٧] أخرج البخاري في التفسير (٤٧٤٢) من حديث ابن عباس قال :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) قال : كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال : هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء ـ وعزاه في الدر (٤ / ٣٤٦) للبخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦١٨] إسناده ضعيف : عطية بن سعد بن جنادة العوفي ، قال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً.

٣١٦

أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالإسلام ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أقِلْنِي : فقال : إن الإسلام لا يُقالُ قال : إني لم أصب في ديني هذا خيراً : أذْهَبَ بصري ومالي وولدي. فقال : «يا يهودي ، إن الإسلام يَسْبِكُ الرِّجالَ كما تَسْبِكُ النَّارُ خَبَثَ الحديد والفضة والذهب» ، قال : ونزلت :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) .

[٣١٢]

قوله تعالى :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) الآية. [١٩].

٦١٩ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكِّي ، قال : أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف ، قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : حدثنا عمر بن مرزوق ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجْلَز ، عن قيس بن عُبادٍ قال :

سمعت أبا ذَرّ يقول : أقسم بالله لنزلت هذه الآية :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) في هؤلاء الستة : حمزة ، وعُبَيْدَةُ ، وعلي بن أبي طالب ، وعُتْبَة ، وشَيْبَةُ والوليد بن عتبة.

رواه البخاري ، عن حجّاج بن مِنْهال ، عن هُشَيم ، عن أبي هاشم.

__________________

وللحديث شاهد ضعيف من حديث جابر أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣ / ٣٦٨) والميزان ترجمة رقم (٦٥٠٣)

[٦١٩] أخرجه البخاري في المغازي (٣٩٦٦ ، ٣٩٦٨ ، ٣٩٦٩) وفي التفسير (٤٧٤٣).

وأخرجه مسلم في التفسير (٣٤ / ٣٠٣٣) ص ٢٣٢٣.

والنسائي في التفسير (٣٦١).

وابن ماجة في الجهاد (٢٨٣٥).

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١١٩٧٤) للنسائي في المناقب في الكبرى والنسائي في السير في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (١٧ / ٩٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣٤٨) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣١٧

٦٢٠ ـ أخبرنا أبو بكر [ابن] الحرث قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان قال : حدثنا هلال بن بشر ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب ، قال : حدثنا سليمان التَّيْمِيّ ، عن أبي مجلز عن قيس بن عباد ، عن علي قال :

فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) إلى قوله :( الْحَرِيقِ ) .

٦٢٠ م ـ وقال ابن عباس هم أهل الكتاب ، قالوا للمؤمنين : نحن أولى بالله منكم ، وأقدم منكم كتاباً ، ونبينا قبل نبيكم ، وقال المؤمنون : نحن أحق بالله ، آمنا بمحمدعليه‌السلام ، وآمنا بنبيكم ، وبما أنزل الله من كتاب ، فأنتم تعرفون نبينا ثم تركتموه ، وكفرتم به حسداً. وكانت هذه خصومتهم [في ربهم] ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. وهذا قول قتادة.

[٣١٣]

قوله تعالى :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) الآية. [٣٩].

٦٢١ ـ قال المفسرون : كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلا يزالون يجيئون من بين مضروب ومَشْجُوج ، فشكوهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [فيقول لهم : اصبروا فإني لم أومر بالقتال ، حتى هاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ]. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٢٢ ـ وقال ابن عباس :

__________________

[٦٢٠] أخرجه البخاري في المغازي (٣٩٦٥ ـ ٣٩٦٧) وفي التفسير (٤٧٤٤) والنسائي في التفسير (٣٦٢) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١٠٢٥٦) للنسائي في السير في الكبرى.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣٤٨) لابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي.

[٦٢٠١] م ذكره المصنف بدون إسناد. وقد أخرجه ابن جرير (١٧ / ٩٩) بإسناد عن ابن عباس من طريق عطية العوفي [انظر ترجمته في رقم ٦١٨].

[٦٢١] بدون إسناد.

[٦٢٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٧١) وقال : هذا حديث حسن.

وأخرجه النسائي في التفسير (٣٦٥)

٣١٨

لما أخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، قال أبو بكررضي‌الله‌عنه : إنا لله [وإِنا إليه راجعون] لنهلكن ، فأنزل الله تعالى :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) قال أبو بكر : فعرفت أنه سيكون قتال.

[٣١٤]

قوله تعالى :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) الآية. [٥٢].

٦٢٣ ـ قال المفسرون : لما رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تولي قومه عنه ، وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به ، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه ، وذلك لحرصه على إيمانهم. فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله ، وأحب يومئذٍ أن لا يأتيه من الله تعالى شيء ينفرون عنه ، وتمنى ذلك ، فأنزل الله تعالى سورة( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) فقرأها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بلغ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه ويتمناه : «تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى» فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ، ومضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها ، وسجد في آخر السورة ، فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين ، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبو أُحَيْحَة سعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها ، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرّقت قريش وقد سرّهم ما سمعوا ، وقالوا : قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر ، وقالوا : قد عرفنا أن

__________________

وأخرجه في الجهاد (٦ / ٢).

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢١٦) وابن جرير (١٧ / ١٢٣).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٦٦ ، ٢٤٦) ، (٣ / ٧) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

[٦٢٣] ذكر ذلك السيوطي في الدر (٤ / ٣٦٧) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية ، وقد ذكر لها السيوطي طرقاً كثيرة وكلها مرسلة ومنقطعة والله أعلم.

وقد نقد هذه القصة كثير من النقاد انظر (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ٣١٤ ـ ٣٢٢)

٣١٩

الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لها محمد نصيباً فنحن معه. فلما أمسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه جبريلعليه‌السلام فقال : «ما ذا صنعت؟ تَلَوْتَ على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه ، وقلت ما لم أقل لك». فحزن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقالت قريش : ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله ، فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه.

٦٢٤ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو بكر [محمد] بن حيان قال : حدثنا أبو يحيى الرّازي ، قال : حدثنا سهل العسكري ، قال : أخبرنا يحيى ، عن عثمان بن الأسود ، عن سعيد بن جُبير ، قال :

قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) فألقى الشيطان على لسانه «تلك الغَرَانِيقُ العُلَى و [إن] شفاعتهن ترتجى» ففرح المشركون بذلك وقالوا : قد ذكر آلهتنا. فجاء جبريلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : اعرض عليَّ كلام الله. فلما عرض عليه قال : أما هذا فلم آتك به ، هذا من الشيطان ، فأنزل الله تعالى :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) .

__________________

[٦٢٤] انظر السابق.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591