أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن10%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428615 / تحميل: 6400
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

جلال الدين المحلّي: «( وَهُوَ كَلٌ ) ثقيل( عَلى مَوْلاهُ ) ولي أمره »(١) .

وقال الواحدي: «( أَنْتَ مَوْلانا ) أي ناصرنا والذي يلي علينا أمورنا »(٢) .

وقال النيسابوري: « قوله:( وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ ) أصله: من الغلظ الذي هو نقيض الحدّة، يقال: كلّ السكين إذا غلظت شفرته، وكلّ اللّسان إذا غلظ فلم يقدر على الكلام، وكلّ فلان عن الكلام إذا ثقل عليه ولم ينبعث فيه، وفلان كلٌّ على مولاه أي ثقيل وعيال على من يلي أمره ويعوله »(٣) .

وقال: «( أَنْتَ مَوْلانا ) وليّنا في رفع وجودنا وناصرنا في نيل مقصودنا »(٤) .

ومن الواضح: أن ( ولى الأمر ) مثل ( متولي الأمر ) كلاهما بمعنى ( الامام، الحاكم، الرئيس ). فلو كان ( المولى ) في حديث الغدير بمعنى ( ولي الأمر ) لتم استدلال الشيعة به على معتقدهم.

إنكار ولي الله الدهلوي

إلّا أن الشّاه ولي الله الدهلوي أنكر(٥) مجيء ( المولى ) بمعنى ( ولي الأمر ). وذلك من أصدق الشواهد على دلالة حديث الغدير على هذا التقدير أيضاً، ولا ريب في أن هذا الإِنكار مكابرة واضحة وتعصب مقيت، وما أوردنا من كلمات علماء القوم كاف لإِبطاله.

٥ - مجيء ( المولى ) بمعنى ( المليك )

فهل يا ترى لم يلحظ شاه ولي الله تفسير الجلالين؟! أو لم يقف على تصريح

____________________

(١). إزالة الخفا عن سيرة الخلفاء.

(٢). تفسير الجلالين: ٣٦٢.

(٣). التفسير الوسيط - مخطوط.

(٤). تفسير النيسابوري ١٤ / ٩٩.

(٥). المصدر ٣ / ١١٣.

١٠١

البخاري بمجيء ( المولى ) بمعنى ( المليك ) وهو مرادف ( وليّ الأمر )؟!

قال البخاري في كتاب التفسير: « باب:( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً ) وقال معمر: موالي: أولياء ورثة عاقد أيمانكم، هو مولى اليمين وهو الحليف. والمولى أيضاً: ابن العم. والمولى: المنعم المعتق والمولى: المعتق. والمولى: المليك. والمولى: مولى في الدين »(١) .

إنّ مجيء ( المولى ) بمعنى ( المليك ) أيضاً كاف لثبوت مطلوب الشيعة من حديث الغدير، لأن ( المليك ) و ( ولي الأمر ) في المعنى واحد، وانْ كان لأحدٍ من المكابرين شك من هذا الترادف ننقل له كلمات شراح البخاري في شرح كلامه المذكور:

قال بدر الدين العيني: « إنّ لفظ المولى يأتي لمعان كثيرة، وذكر منها خمسة معان الرابع: يقال للمليك المولى، لأنه يلي أمور الناس »(٢) .

وقال شهاب الدين القسطلاني: « والمولى: المليك، لأنه يلي أمور الناس »(٣) .

إذنْ يقال للمليك المولى لأنه يلي أمور الناس، فالمولى يستعمل بمعنى ( ولي الأمر ) و ( متولي الأمر ) أيضاً قطعاً.

على أن هذا المعنى ثابت بوضوح من كلمات اللغويين، فقد قال الجوهري « والملكوت من الملك كالرهبوت من الرهبة، يقال: له ملكوت العراق وملكوت العراق أيضاً، مثال الترقوة. وهو الملك والعز، فهو مليك وملك وملك، مثال فخذ وفخذ. كأن الملك مخفف من ملك والملك مقصور من مالك أو مليك، والجمع: الملوك والأملاك، والاسم: الملك، والموضع: المملكة، وتملّكه أي ملكه قهراً،

____________________

(١). صحيح البخاري ٨ / ١٩٩ بشرح ابن حجر.

(٢). عمدة القاري ١٨ / ١٧٠.

(٣). إرشاد الساري ٧ / ٧٧.

١٠٢

ومليك النحل: يعسوبها »(١) .

وقد ترجم اللّغويون المترجمون للّغات العربية إلى الفارسية لفظة ( الملك ) بـ ( شاه ) و ( پادشاه) كما لا يخفى على من راجع ( صراح اللغة ) و ( منتهى الأرب في لغات العرب ).

ثم إنّ المراد من « معمر » في كلام البخاري هو ( أبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي ) وبه صرّح ابن حجر العسقلاني في الشرح حيث قال: « ومعمر هذا بسكون المهملة - وكنت أظنه معمر بن راشد. إلى أن رأيت الكلام المذكور في المجاز لأبي عبيدة واسمه معمر بن المثنى، ولم أره عن معمر بن راشد، وإنما أخرج عبد الرزاق عنه في قوله:( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ ) قال: الموالي الأولياء الأب والأخ والإِبن وغيرهم من الغصبة، وكذا أخرجه إسماعيل القاضي في الأحكام من طريق محمد بن ثور عن معمر. وقال أبو عبيدة:( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ ) أولياء [ و ] ورثة( وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمانُكُمْ ) فالمولى ابن العم، وساق ما ذكره البخاري وأنشد في المولى ابن العم:

مهلاً بني عمّنا مهلاً موالينا.

وممّا لم يذكره وذكره غيره من أهل اللغة: المولى: المحب. والمولى الجار. والمولى: الناصر. والمولى: الصهر. والمولى: التابع. والمولى: الولي »(٢) .

فظهر أن المراد من ( معمر ) هو ( أبو عبيدة اللغوي معمر بن المثنى ).

وقد نقل ابن حجر عن اللغويين مجيء ( المولى ) بمعنى ( الولي ).

( المولى ) بمعنى ( الأولى ) من حديثٍ في الصحيحين

بل إنّ دلالة ( المولى ) على الأولوية في التصرف ثابتة بوضوح من حديث

____________________

(١). الصحاح - ولي.

(٢). فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٨ / ١٩٩.

١٠٣

أخرجه الشيخان عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا نصه فيهما:

قال البخاري: « حدّثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو عامر، ثنا فليح عن هلال ابن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ما من مؤمن إلّا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، إقرأوا إنْ شئتم:( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) فأيّما مؤمن مات وترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه »(١) .

وأخرجه مرّةً أخرى في كتاب التفسير في تفسير سورة الأحزاب(٢) .

وقال مسلم بن الحجاج: « حدثني محمد بن رافع قال: نا شبابة قال: حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: والذي نفس محمد بيده إنْ على الأرض من مؤمن إلّا وأنا أولى الناس به، فأيّكم ترك ديناً أو ضياعاً فأنا مولاه وأيّكم ترك مالاً فإلى العصبة من كان »(٣) .

فهذا الحديث ظاهر في كون ( المولى ) بمعنى ( الأولى بالتصرف ) لأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال أولاً: « ما من مؤمن إلّا وأنا أولى به » ثمّ فرّع على ذلك قوله: « فأيّما مؤمن » فظهر أنّ المراد من قوله بالتالي: « فأنا مولاه » هو الأولويّة التي نصّ عليها واستدل عليها بالآية الكريمة.

وفي شرح القسطلاني في كتاب التفسير بشرح قوله: « وأنا مولاه » ما نصه « أي: وليّ الميت أتولى عنه أموره »(٤) . وظاهره أن المراد من ( المولى ) في هذا الحديث هو ( متولي الأمر ).

وشرح بعضهم بمعنى ( القائم بالمصالح ) و ( ولي الأمر )، ففي شرح شمس الدين الكرماني: « وقضاء دين المعسر كان من خصائصهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،

____________________

(١). صحيح البخاري ٣ / ١٥٥ باب في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس.

(٢). المصدر ٨ / ٤٢٠ بشرح ابن حجر.

(٣). صحيح مسلم. كتاب الفرائض.

(٤). إرشاد الساري ٧ / ٢٨٠.

١٠٤

وذلك كان من خالص ماله، وقيل: من بيت المال. وفيه: إنه قائم بمصالح الأمة حيّاً وميّتاً وولي أمرهم في الحالين »(١) .

وقال النووي: « ومعنى هذا الحديث: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أنا قائم بمصالحكم في حياة أحدكم وموته، وأنا وليّه في الحالين، فإنْ كان عليه دين قضيته من عندي إنْ لم يخلف وفاء، وإنْ كان له مال فهو لورثته لا آخذ منه شيئاً، وإنْ خلّف عيالاً محتاجين ضائعين فليأتوا إليّ فعليّ نفقتهم ومؤنتهم »(٢) .

فالمولى إذن هو ( وليّ الأمر ) و ( متولي الأمر ) و ( القائم بمصالح المتولى عليه ).

وفي شرح ابن حجر العسقلاني: « فأنا مولاه. أي: وليّه »(٣) . وهو يريد ( ولي الأمر ) قطعاً.

اعتراف الرازي بمجيء ( المولى ) بمعنى ( ولي الأمر )

ولقد بلغ مجيء ( المولى ) بمعنى ( ولي الأمر ) في الثبوت والشهرة حدّاً بحيث لم يتمكّن الرازي مع كثرة تعصبه من إنكاره وجحده، بل لقد أثبته إذْ قال في ( نهاية العقول ): « وأما قول الأخطل ع: فأصبحت مولاها من الناس بعده. وقوله: ع: لم يأشروا فيه إذا كانوا مواليه. وقوله: موالي حق يطلبون به.

فالمراد بها: الأولياء. و مثله قولهعليه‌السلام : مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله. أي: أولياء الله ورسوله. و قولهعليه‌السلام : أيّما امرأة تزوّجت بغير إذن مولاها. والرواية المشهورة مفسّرة له. وقوله:( ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) أي وليّهم وناصرهم( وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ ) أي لا ناصر لهم. هكذا روي عن ابن عباس ومجاهد وعامة المفسرين ».

ومن الواضح أن المراد من ( الولي ) في هذا المقام هو ( وليّ الأمر ).

____________________

(١). الكواكب الدراري ٢٣ / ١٥٩ كتاب الفرائض.

(٢). المنهاج في شرح صحيح مسلم هامش - إرشاد الساري. كتاب الفرائض.

(٣). فتح الباري ١٢ / ٧.

١٠٥

فظهر أنّ شاه ولي الله الدهلوي أكثر تعصباً وأشدّ عنادا من الفخر الرازي الشهير بالعناد والتعصّب.

٦ - مجيء ( المولى ) بمعنى ( الرئيس ).

وقال الفخر الرازي: « أما قوله:( لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) فالمولى هو الولي والناصر، والعشير الصاحب والمعاشر. واعلم أن هذا الوصف بالرؤساء أليق، لأنّ ذلك لا يكاد يستعمل في الأوثان، فبيّن تعالى أنّهم يعدلون عن عبادة الله تعالى الذي يجمع خير الدنيا والآخرة إلى عبادة الأصنام وإلى طاعة الرؤساء. ثمّ ذمّ الرؤساء بقوله: لبئس المولى. المراد به ذم من انتصر بهم والتجأ اليهم »(١) .

فظهر أنّ ( المولى ) يأتي بمعنى ( الرئيس ) وهو و ( ولي الأمر ) و ( متولّي الأمر ) واحد كما لا يخفى.

وممن قال بمجيء ( المولى ) بمعنى ( ولي الأمر )

جماعة من مشاهير العلماء ومحققي اللغويين كالأنباري حيث قال: « والمولى في اللغة ينقسم إلى ثمانية أقسام أولهنّ: المولى المنعم المعتق، ثم المنعم عليه المعتق، والمولى: الولي، والمولى: الأولى بالشيء »(٢) .

وقد أورد كلام الأنباري هذا ابن البطريق - يحيى بن الحسن الحلي المتوفى سنة ٦٠٠ - قائلاً: « وقال أبوبكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بتفسير المشكل في القرآن في ذكر أقسام المولى: إنّ المولى: الولي. والمولى: الأولى بالشيء. واستشهد على ذلك بالآية المقدّم ذكرها، وببيت لبيد أيضاً:

كانوا موالي حق يطلبون به

فأدركوه وما ملّوا ولا تعبوا »(٣)

____________________

(١). تفسير الرازي ٢٣ / ١٥.

(٢). مشكل القرآن: ولي.

(٣). العمدة لابن بطريق: ٥٥.

١٠٦

وكالسجستاني العزيزي حيث قال:( مَوْلانا ) أي وليّنا. والمولى على ثمانية أوجه: المعتق والمعتق والولي والأولى بالشيء وابن العم والصهر والجار والحليف »(١) .

وكأبي زكريا ابن الخطيب التبريزي إذ قال: « المولى عند كثير من الناس هو ابن العم خاصة وليس هو هكذا، ولكنه الولي وكلّ ولي للإنسان فهو مولاه، مثل: الأب والأخ وابن الأخ والعم وابن العم، وما وراء ذلك من العصبة كلهم. ومنه قوله:( إِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي ) وممّا يبيّن ذلك - أي المولى كلّ ولي - حديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل. أراد بالمولى الوليّ. وقال عزّ وجلّ:( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ) أفتراه إنما عنى ابن العم خاصة دون سائر أهل بيته؟ ويقال للحليف أيضاً مولى »(٢) .

وكالفيروزآبادي: « والمولى: المالك والعبد والمعتق والمعتق والصاحب والقريب كابن العم ونحوه والجار والحليف والابن والعم والنّزيل والشريك وابن الأخت والولي والرب والناصر والمنعم والمنعم عليه والمحب والتابع والصهر »(٣) .

وكأبي ليث السمرقندي حيث قال:( أَنْتَ مَوْلانا ) يعني وليّنا وحافظنا »(٤) .

وقال أيضاً:( بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ ) يقول: أطيعوا الله تعالى فيما يأمركم. هو مولاكم يعني وليّكم وناصركم »(٥) .

وكالثعلبي حيث قال: «( أَنْتَ مَوْلانا ) أي ناصرنا وحافظنا ووليّنا وأولى

____________________

(١). نزهة القلوب: ٢٠٩.

(٢). غريب الحديث: ولي.

(٣). القاموس: ولي.

(٤). تفسير أبي الليث - مخطوط.

(٥). المصدر.

١٠٧

بنا »(١) .

وكالواحدي: «( بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ ) ناصركم ومعينكم. أي فاستغنوا عن موالاة الكفار فلا تستنصروهم، فإنّي وليّكم وناصركم »(٢) .

وكالبغوي: «( أَنْتَ مَوْلانا ) ناصرنا وحافظنا ووليّنا »(٣) .

وكابن الجوزي: «( وَاللهُ مَوْلاكُمْ ) أي وليّكم وناصركم »(٤) .

وكالقمولي: ( وَاللهُ مَوْلاكُمْ ) أي وليّكم وناصركم »(٥) .

وكالنيسابوري: «( بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) أي وليّهم وناصرهم »(٦) .

فهؤلاء وغيرهم يفسّرون ( المولى ) بـ ( الوليّ )، وحيث أنّهم يفسّرون ( الوليّ ) بـ ( ولي الأمر ) ( ومتولي الأمر ) فإنه يكون معنى ( المولى ) هو ( مولى الأمر ) و ( متولّي الأمر ).

وقد جاء تفسير ( الولي ) بمعنى ( وليّ الأمر ) في تفسير الرازي حيث قال: « قوله تعالى:( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) فيه مسألتان. المسألة الأولى: الولي فعيل بمعنى فاعل من قولهم: ولي فلان الشيء يليه ولاية فهو وال وولي. وأصله من الولي الذي هو القرب، قال الهذلي: عدت عواد دون وليك تشغب. ومنه يقال: داري تلي دارها أي تقرب منها، ومنه يقال للمحب المعاون: ولي لأنه يقرب منك بالمحبة والنصرة ولا يفارقك، ومنه الوالي لأنه يلي القوم بالتدبير والأمر والنهي ومنه المولى »(٧) .

____________________

(١). تفسير الثعلبي - مخطوط.

(٢). التفسير الوسيط للواحدي - مخطوط.

(٣). معالم التنزيل ١ / ٢٦٥.

(٤). زاد المسير ٨ / ٣٠٧.

(٥). تكملة تفسير الرازي.

(٦). تفسير النيسابوري ٢٦ / ٢٤.

(٧). تفسير الرازي ٧ / ١٨.

١٠٨

وجاء تفسير ( الولي ) بمعنى ( متولي الأمر ) في تفسير النيسابوري حيث قال:( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) أي متولي أمورهم وكافل مصالحهم. فعيل بمعنى فاعل. والتركيب يدل على القرب. فالمحب وليّ، لأنّه يقرب منك بالمحبّة والنصرة، ومنه الوالي لأنه يلي القوم بالتدبير »(١) .

* * *

____________________

(١). تفسير النيسابوري ٣ / ٢١.

١٠٩

حديث الغدير بلفظ:

« من كنت وليّه فعليٌّ وليّه »

وقد جاء في كثير من طرق حديث الغدير لفظ « من كنت وليّه فعلي وليّه » بدل « من كنت مولاه فعليّ مولاه » وهذا دليل على مجيء ( المولى ) بمعنى ( الولي ) ومجيء ( المفعل ) بمعنى ( الفعيل ). وإليك نصوص بعض الأخبار المشتملة على ذلك:

(١)

رواية أحمد بن حنبل

لقد جاء في مسند أحمد ما نصّه: « حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا وكيع ثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلّى

١١٠

الله عليه وسلّم: من كنت وليّه فعليّ وليّه »(١) .

وفيه: « حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سرية قال لمـّا قدمنا قال: كيف رأيتم صحابة صاحبكم؟ قال: فإمّا شكوته أو شكاه غيري. قال: فرفعت رأسي وكنت رجلاً مكباباً، قال: فرأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد احمرّ وجهه قال وهو يقول: من كنت وليّه فعليّ وليّه »(٢) .

وفيه: « حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه: أنه مرَّ على مجلس وهم يتناولون من علي، فوقف عليهم فقال: إنه قد كان في نفسي على علي شيء، وكان خالد بن الوليد كذلك، فبعثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في سريّة عليها علي وأصبنا سبياً، قال: فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه. فقال خالد بن الوليد: دونك. قال: فلمـّا قدمنا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جعلت أحدّثه بما كان. ثم قلت: إن علياً أخذ جارية من الخمس. قال: وكنت رجلاً مكباباً. قال فرفعت رأسي فإذا وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد تغيّر فقال: من كنت وليّه فعلي وليّه»(٣) .

(٢)

رواية النسائي

وقال النسائي: « ذكر قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت وليّه فعلي وليّه.

____________________

(١). مسند أحمد ٥ / ٣٦١.

(٢). المسند ٥ / ٣٥٠.

(٣). المصدر ٥ / ٣٥٨.

١١١

أنبأنا محمد بن المثنى قال ثنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة عن سليمان قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: لمـّا رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خمٍ أمر بدوحات فقممن، ثم قال: كأنّي قد دعيت فأجبت، وإني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. ثم قال:

ان الله مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليّه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنه.

أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن سعيد بن عمير عن ابن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستعمل علينا عليّاً، فلما رجعنا سألنا: كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فإمّا شكوته أنا أو شكاه غيري، فرفعت رأسي وكنت رجلاً من مكة [ مكباباً ] وإذا وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد احمرّ فقال: من كنت وليّه فعليّ وليّه »(١) .

« أخبرنا أحمد بن عثمان [ البصري أبو الجوزاء ] قال ثنا ابن عثمة - وهو محمد ابن خالد البصري - عن عائشة بنت سعد عن سعد قال: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: نعم صدقت يا رسول الله. ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: من كنت وليّه فهذا وليّه، وإن الله ليوالي من والاه ويعادي من عاداه.

أخبرنا زكريّا بن يحيى قال حدثنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير عن مهاجر

____________________

(١). الخصائص ٩٣ - ٩٤.

١١٢

ابن مسمار قال أخبرتني عائشة بنت سعد عن سعد قال: كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطريق مكة وهو متوجه إليها، فلمـّا بلغ غدير خم وقف للناس، ثم ردّ من تبعه ولحقه من تخلّف، فلمـّا اجتمع الناس إليه قال: أيها الناس من وليّكم؟ قالوا: الله ورسوله - ثلاثاً - ثم أخذ بيد علي فأقامه ثم قال: من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

« أخبرنا الحسين بن حريث المروزي قال أخبرنا الفضل بن موسى عن الأعمش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال قال علي كرّم الله وجهه في الرحبة: أنشد الله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: إن الله وليي وأنا وليّ المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره. قال فقال سعيد: فقام إلى جنبي ستة. وقال زيد بن يثيع من عندي ستة - وقال عمرو ذو مرّ: أحب من أحبه وأبغض من أبغضه. و ساق الحديث »(٢) .

« أنبأنا يوسف بن عيسى أنبأنا الفضل بن موسى قال ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال قال عليرضي‌الله‌عنه في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: الله وليي وأنا ولي المؤمنين ومن كنت وليّه فهذا وليّه »(٣) .

____________________

(١). الخصائص: ١٠١.

(٢). المصدر: ١٠٣.

(٣). المصدر: ١٠٣.

١١٣

(٣)

رواية ابن ماجة

وقال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني: « ثنا علي بن محمد نا أبو الحسين أخبرني حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجته التي حج، فنزل في بعض الطريق، فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال فهذا ولي من أنا مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

(٤)

رواية الطبري

وأخرج محمد بن جرير الطبري أحاديث عديدة متضمنة للفظ ( الولي ) بدلاً عن ( المولى ) وقد روى القاري هذه الأحاديث، وإليك ذلك:

« عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: لمـّا رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع فنزل غدير خم أمر بدوحات فقممن. ثم قال: فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني

____________________

(١). سنن ابن ماجة ١ / ٤٣.

١١٤

فيهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. ثم قال: إن الله مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلّا قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.ابن جرير.

أيضاً عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك. ابن جرير »(١) . « عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كنت وليه فعلي وليه. ابن جرير »(٢) .

« عن بريدة قال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سرية واستعمل علينا علياً، فلما جئنا سألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فإمّا شكوته أنا وإمّا شكاه غيري، فرفعت رأسي وكنت رجلاً مكباباً إذا حدّثت الحديث أكببت، فإذا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد احمرَّ وجهه فقال: من كنت وليّه فإنّ عليّاً وليّه، فذهب الذي في نفسي عليه فقلت: لا أذكره بسوء - ابن جرير »(٣) .

(٥)

رواية الحاكم النيسابوري

وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: « حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد ابن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا يحيى بن حماد، وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه وأبو بكر أحمد بن جعفر البزاز قالا:

____________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٠٤.

(٢). كنز العمال ١٣ / ١٠٥.

(٣). المصدر ١٣ / ١٣٥.

١١٥

حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن حماد. وثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا خلف ابن سالم المخرمي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش قال ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي‌الله‌عنه قال:

لمـّا رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، ثم قال: كأنّي قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض. ثم قال: الله عزّ وجلّ مولاي وأنا وليّ كل مؤمن، ثم أخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليّه. اللهم وال من والاه. وذكر الحديث بطوله.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله. شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضاً صحيح على شرطهما »(١) .

(٦)

رواية الخطيب الخوارزمي

وروى الموفق بن أحمد المعروف بأخطب خوارزم حديث الغدير بسنده عن الحاكم النيسابوري كما تقدم مضيفاً اليه: « فقلت: أنت سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنه »(٢) .

____________________

(١). المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٠٩.

(٢). مناقب الخوارزمي: ٩٣.

١١٦

(٧)

رواية ابن المغازلي

ورواه علي بن محمد الجلّابي المعروف بابن المغازلي حيث قال: « أخبرنا أبو يعلى علي بن عبد الله بن العلاف البزار إذناً قال: أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك ابن حبيب البزار قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن بكر ابن عبد الرزاق، حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلّبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم حدثنا نوح بن قيس الحدّاني حدثنا الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قالت: أقبل نبي الله من مكة في حجة الوداع حتى نزلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، فأمر بالدّوحات فقمّ ما تحتهنّ من شوك، ثم نادى: الصلاة جامعة. فخرجنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم شديد الحرّ، وإنّ منّا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدة الرّمضاء، حتى انتهينا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلّى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله.

أمّا بعد أيّها الناس، فإنه لم يكن لنبيّ من العمر إلّا نصف من عمر من قبله، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد أسرعت في العشرين، ألا وإني يوشك أن أفارقكم، ألا وإني مسئول وأنتم مسئولون فهل بلّغتكم؟ فما ذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلّغت رسالته وجاهدت في سبيله وصدعت بأمره،

١١٧

وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنّا خير ما جزى نبيّاً عن أمته.

فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله؟ وأنّ الجنّة حق وأنّ النار حق وتؤمنون بالكتاب كلّه؟ قالوا: بلى. قال: فإنّي أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني، ألا وإنّي فرطكم وإنكم تبعي توشكون أن تردوا عليَّ الحوض، فأسألكم حين تلقونني عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما. قال: فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان، حتى قام رجل من المهاجرين وقال: بأبي وأمي أنت يا نبيّ الله ما الثقلان؟

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الأكبر منهما كتاب الله تعالى، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فتمسّكوا به ولا تضلّوا، والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم، فإنّي قد سألت لهم اللّطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي وليّ وعدوّهما لي عدوّ.

ألا وإنّها لم تهلك أمة قبلكم حتى تتديّن بأهوائها وتظاهر على نبوّتها، وتقتل من قام بالقسط، ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليّه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قالها ثلاثاً. هذا آخر الخطبة »(١) .

____________________

(١). المناقب لابن المغازلي ١٦ / ١٨.

١١٨

(٨)

رواية الحمويني

ورواه إبراهيم بن محمد بن حمويه بسنده عن مهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد عن سعد كما تقدّم سابقاً(١) .

(٩)

رواية ابن كثير

ورواه اسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير الدمشقي عن النّسائي في سننه ثم قال: « تفرّد به النسائي من هذا الوجه. قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح. وقال ابن ماجة

وكذلك رواه عبد الرزّاق عن معمر عن علي بن جدعان عن عدي عن البرّاء »(٢) .

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٧٠.

(٢). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩.

١١٩

(١٠)

رواية ولي الله الدهلوي

ورواه شاه ولي الله الدهلوي عن الحاكم النيسابوري « من طريق سليمان الأعمش عن حبيب عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم »(١) .

أقول: إلى هنا ظهر:

أوّلاً: إن ( المفعل ) يأتي بمعنى ( الفعيل ).

وثانياً: إن ( المولى ) يأتي بمعنى ( الولي ).

وثالثاً: إنّ هذه الأحاديث - ولا سيّما حديث سعد - تدلّ على الامامة بوضوح، لأن الامام هو ( ولي الأمر ) و ( المتصرف في الأمر ) وهو المراد من ( الولي ) في هذه الأحاديث قطعا، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سأل الأصحاب: « من وليّكم » فقالوا: « الله ورسوله »، فلو كان المراد من ( الولي ) هو ( المحبّ ) لم يكن لحصر الولاية بالله ورسوله معنى.

ثم إنهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أن أثبت هذه الولاية لله ورسوله وشهد القوم بذلك قال « من كان الله ورسوله وليّه فإنّ هذا وليّه » أي: فمن كان الله ورسوله المتصرّف في أمره فإن علياً هو المتصرّف في أمره.

٧ - مجيء ( المولى ) بمعنى ( السيد )

وقد ثبت من كلمات جماعة من أعلام القوم ومشاهيرهم مجيء لفظة ( المولى ) بمعنى ( السيد )، وممّن فسّرها بهذا المعنى وأثبته:

____________________

(١). إزالة الخفا في سيرة الخلفاء ٢ / ١١٢.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

مر الملأ من قريش على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنده خباب بن الأرَتّ وصُهَيب وبلال وعمّار ، فقالوا : يا محمد ، رضيت بهؤلاء؟ أتريد أن نكون تبعاً لهؤلاء؟ فأنزل الله تعالى :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) .

٤٣٤ ـ وبهذا الإسناد قال : حدَّثنا عبيد الله عن [أبي] جعفر ، عن الرّبيع قال :

كان رجال يسبقون إلى مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومنهم بلال [وعمار] وصهيب وسلمان ، فيجيء أشراف قومه وسادتهم وقد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون إليه. فقالوا : صهيب رومي وسلمان فارسي ، وبلال حبشي ، يجلسون عنده ونحن نجيء فنجلس ناحية! وذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالوا : إنا سادة قومك وأشرافهم ، فلو أدنيتنا منك إذا جئنا. فهمّ أن يفعل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٣٤ م ـ وقال عكرمة : جاء عُتْبَة بن ربيعة ، وشَيْبة بن ربيعة ، ومُطْعِم بن عَدِي ، والحارث بن نَوْفَل ، في أشراف بني عبد مناف من أهل الكفر ، إلى أبي طالب فقالوا : لو أن ابن أخيك محمداً يطرد عنه مَوَالينا وعبيدنا وعُسَفَائنَا ـ كان أعظم في صدورنا ، وأطوع له عندنا ، وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقنا له. فأتى أبو طالب النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحدثه بالذي كلموه ، فقال عمر بن الخطاب : لو فَعَلْتَ ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون؟ وإلام يصيرون من قولهم؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أقبل عمر بن الخطاب يعتذر من مقالته.

[٢١١]

قوله تعالى :( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) الآية. [٥٤].

٤٣٥ ـ قال عكرمَة : نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن طردهم ، فكان إذا رآهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بدأهم بالسلام ، وقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام.)

__________________

[٤٣٤] مرسل. الدر (٣ / ١٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٣٥] مرسل.

٢٢١

٤٣٦ ـ وقال ماهان الحنفي : أتى قوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إنا أصبنا ذنوباً عظاماً ، إخَالُه ردّ عليهم بشيء ، فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الآية :( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا ) .

[٢١٢]

قوله تعالى :( قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ) الآية. ٥٧.

٤٣٧ ـ قال الكلبي : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، ورؤساء قريش ، كانوا يقولون : يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به ، استهزاء منهم ، فنزلت هذه الآية.

[٢١٣]

قوله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ) الآية. [٩١].

٤٣٨ ـ قال ابن عباس في رواية الوَالبي :

قالت اليهود : يا محمد ، أنزل الله عليك كتاباً؟ قال نعم ، قالوا : والله ما أنزل الله من السماء كتاباً ، فأنزل الله تعالى :( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ ) .

٤٣٩ ـ وقال محمد بن كَعْب القرظي :

أمر الله محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف يجدونه مكتوباً في كتبهم؟ فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب الله ورسوله ، وقالوا : «ما أنزل الله على بشر من شيء» ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٣٦] مرسل.

[٤٣٧] الكلبي ضعيف.

[٤٣٨] الوالبي لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير من طريق الوالبي (٧ / ١٧٧) ، والوالبي هو : علي بن أبي طلحة.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٢٩) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

[٤٣٩] مرسل ، الدر (٣ / ٢٩)

٢٢٢

٤٤٠ ـ وقال سعيد بن جُبَيْر : جاء رجل من اليهود يقال له : مالك بن الصيّف ، فخاصم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ وكان حبراً سميناً ، فغضب وقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فقال له أصحابه الذين معه : ويحك ولا على موسى؟ فقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

[٢١٤]

قوله تعالى :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ ) الآية. [٩٣].

٤٤١ ـ نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي ، كان يسجع ويتكهن ، ويدعي النبوة ، ويزعم أن الله أوحى إليه.

[٢١٥]

قوله تعالى :( وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) الآية. [٩٣].

٤٤٢ ـ نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح ، كان قد تكلم بالإسلام ، فدعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم يكتب له شيئاً ، فلما نزلت الآية التي في المؤمنين [١٢ ـ ١٤]( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ ) أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) عجِب عبدُ الله من تفصيل خلق الإنسان فقال( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هكذا أُنزلت عليّ ، فشك عبد الله حينئذ ، وقال : لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إليّ كما أُوحِيَ إليه ، ولئن كان كاذباً لقد

__________________

[٤٤٠] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ١٧٦) ، الدر (٣ / ٢٩) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، لباب النقول (ص ١٢٠)

[٤٤١] عزاه في اللباب (ص ١٢٠) لابن جرير عن عكرمة.

وعزاه في الدر (٣ / ٣٠) لعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج ، ابن جرير (٧ / ١٨١)

[٤٤٢] عزاه في اللباب (ص ١٢٠) لابن جرير عن عكرمة. ابن جرير (٧ / ١٨١)

٢٢٣

قلت كما قال. وذلك قوله :( وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) وارتد عن الإسلام. وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.

٤٤٢م ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله [بن نعيم] ، قال : حدَّثني محمد بن يعقوب الأموي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال حدَّثني شرحبيل بن سعد ، قال :

نزلت في عبد الله بن سعد بن سَرْح ، قال : سأنزل مثل ما أنزل الله ، وارتد عن الإسلام ، فلما دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مكة [فر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده ، حتى إذا اطمأن أهل مكة] أتى به عثمان رسول اللهعليه‌السلام ، فاستأمن له.

[٢١٦]

قوله تعالى :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ ) [١٠٠].

٤٤٣ ـ قال الكلبي : نزلت هذه الآية في الزنادقة ، قالوا : إن الله تعالى وإبليس أخَوَان ، والله خالق الناس والدواب [والأنعام] ، وإبليس خالق الحيات والسباع والعقارب. فذلك قوله تعالى :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ ) .

[٢١٧]

قوله تعالى :( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) . [١٠٨].

٤٤٤ ـ قال ابن عباس في رواية الوالبي : قالوا : يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجونّ ربّك. فنهى الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدواً بغير علم.

__________________

[٤٤٢١] م مرسل ، أخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ٤٥) ، الدر (٣ / ٣٠)

[٤٤٣] الكلبي ضعيف.

[٤٤٤] الوالبي هو علي بن أبي طلحة : لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٧) ، وزاد نسبته في الدر (٣ / ٣٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٢٢٤

٤٤٥ ـ وقال قتادة : كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم ، فنهاهم الله تعالى أن يَسْتَسِبُّوا لربهم قوماً جهلة لا علم لهم بالله.

٤٤٦ ـ وقال السّدّي : لما حضرت أبا طالب الوفاةُ ، قالت قريش : انطلقوا فلندخل على هذا الرجل ، فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه ، فإنا نستحي أن نقتله بعد موته ، فتقول العرب : كان يمنعه فلما مات قتلوه! فانطلق أبو سفيان ، وأبو جهل والنَّضر بن الحارث ، وأمية وأبيّ ابنا خلف ، وعقْبَة بن أبي مُعَيْط ، وعمرو بن العاص ، والأسود بن البَخْتَرِي ، إلى أبي طالب فقالوا : أنت كبيرنا وسيدنا ، وإن محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا ، فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ، ولنَدَعْه وإلَهه. فدعاه فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له أبو طالب : هؤلاء قومك وبنو عمك ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما ذا تريدون؟ فقالوا : نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك. فقال أبو طالب : قد أنصفك قومك فاقبل منهم. فقال رسول اللهعليه‌السلام : أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم مُعْطِيَّ كلمةً إن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم؟ قال أبو جهل : نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها فما هي؟ قال : قولوا لا إله إلا الله. فأبوا واشمأزوا. فقال أبو طالب : قل غيرها يا ابن أخي ، فإن قومك قد فزعوا منها. فقال : يا عم ، ما أنا بالذي أقول غيرها ، ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها! فقالوا : لتكفن عن شتمك آلهتنا. أو لنشتمنك ونشتم من يأمرك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢١٨]

قوله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ) الآيات إلى قوله تعالى :( وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) . [١٠٩ : ١١١].

٤٤٧ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب

__________________

[٤٤٥] ابن جرير (٧ / ٢٠٧) ، وعزاه في الدر (٣ / ٣٨) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٤٦] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٧)

[٤٤٧] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ٢١٠) ، الدر (٣ / ٣٩) واللباب ص ١٢١ وعزاه فيهما لابن جرير.

٢٢٥

الأموي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدّثنا يونس بن بكير ، عن أبي مَعْشَر ، عن محمد بن كَعْب ، قال :

كلمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قريشٌ ، فقالوا : يا محمد [إنك] تخبرنا أن موسىعليه‌السلام كانت معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عَشْرَة عيناً ، وأن عيسىعليه‌السلام كان يحيي الموتى ، وأن ثمود كانت لهم ناقة ، فائتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيُّ شيء تحبون أن آتيكم به؟ فقالوا : تجعل لنا الصَّفَا ذهباً. قال : فإن فعلت تصدقوني؟ قالوا : نعم ، والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعين. فقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو ، فجاءه جبريلعليه‌السلام وقال : إن شئتَ أصبح الصفا ذهباً ، ولكني لم أرسل آية فلم يُصَدَّق بها إلا أنزلت العذاب ، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اتركهم حتى يتوب تائبهم. فأنزل الله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ) إلى قوله :( ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

[٢١٩]

قوله تعالى :( وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ) الآية. [١٢١]

٤٤٨ ـ قال المشركون : يا محمد ، أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها؟ قال : الله قتلها ، قالوا : فتزعم أن ما قتلتَ أنت وأصحابك حلال ، وما قتل الكلبُ والصقر حلال ، وما قتله الله حرام؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٤٩ ـ وقال عِكْرِمَة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش ـ وكانوا أولياءهم في الجاهلية ، وكانت بينهم مكاتبة ـ إن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ، ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال ، وما ذبح الله فهو حرام. فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٤٨] الدر (٣ / ٤٢) وعزاه لأبي داود في الناسخ والمنسوخ.

[٤٤٩] ابن جرير (٨ / ١٣) ، وهو مرسل.

٢٢٦

[٢٢٠]

قوله تعالى :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ) الآية. [١٢٢].

٤٥٠ ـ قال ابن عباس : يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل ، وذلك أن أبا جهل رمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بفرث ، وحمزة لم يؤمن بعد ، فأُخْبِرَ حمزةُ بما فعل أبو جهل ، وهو راجع من قَنْصه وبيده قوس ، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا يعلى ، أما ترى ما جاء به : سفه عقولنا ، وسب آلهتنا ، وخالف آباءنا؟! قال حمزة : ومَنْ أَسَفْهُ منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٥١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، والوليد بن أبان ، قالا : حدَّثنا أبو حاتم ، قال : حدَّثنا أبو تقي قال : حدَّثنا بقية بن الوليد ، قال : حدَّثنا مُبَشِّر بن عُبيد عن زيد بن أسلم ، في قولهعزوجل :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) قال : عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ( كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ) قال : أبو جهل بن هشام.

__________________

[٤٥٠] بدون سند.

[٤٥١] مرسل ، الدر (٣ / ٤٣) وعزاه لابن أبي حاتم وابن المنذر وأبي الشيخ.

٢٢٧

سورة الأعراف

[٢٢١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) الآية. [٣١].

٤٥٢ ـ أخبرنا سعيد بن محمد العدل ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدَّثنا الحسن بن حماد الوراق ، قال : أخبرنا أبو يحيى الحِمَّاني ، عن نصر بن الحسن [الحداد] عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت ، عراة حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة ، فتعلق على سُفْلَتِهَا سُيوراً مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحُمُر من الذّباب ، وهي تقول :

اليومَ يَبْدُوا بَعْضُه أو كلُّهُ

ومَا بَدَا مِنْه فَلَا أُحِلّهُ

فأنزل الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) فأمروا بلبس الثياب.

٤٥٢١ م ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن

__________________

[٤٥٢] انظر الحديث الآتي.

[٤٥٢] م أخرجه مسلم في التفسير (٢٥ / ٣٠٢٨) ص ٢٣٢٠.

٢٢٨

عبد الله الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب المعقلي ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدَّثنا أبو داود الطَّيَالسي ، قال : حدَّثنا شُعْبَة عن سَلَمَة بن كُهَيْل ، قال : سمعت مُسْلِماً البَطِينِ يحدث عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة ، وعلى فرجها خرقة ، وهي تقول

اليوم يبدو بعضه أو كلّهُ

وما بدا منه فلا أُحلّهُ

فنزلت( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) ونزلت( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ ) الآيتان.

رواه مسلم عن بُنْدَار ، عن غُنْدَر ، عن شُعْبَة.

٤٥٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدَّثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب ، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن ، قال :

كانوا إذا حجوا فأفاضوا من منى لا يصلح لأحد منهم في دينهم الذي اشترعوا أن يطوف في ثوبيه ، فأيهم طاف ألقاهما حتى يقضي طوافه ، وكان أتقى فأنزل الله تعالى فيهم :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) إلى قوله تعالى :( لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) أنزلت في شأن الذين يطوفون بالبيت عراة.

__________________

وأخرجه النسائي في الحج (٥ / ٢٣٣) وفي التفسير (٢٠٢).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٩) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ـ والبيهقي في السنن (٢ / ٢٢٣ ، ٥ / ٨٨).

وأخرجه ابن جرير (٨ / ١١٨ ـ ١١٩).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٢٣).

وعزاه في الدر (٣ / ٧٨) لمسلم والنسائي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن.

[٤٥٣] مرسل.

٢٢٩

٤٥٣ م ـ قال الكلبي : كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام إِلا قوتاً ، ولا يأكلون دَسَماً في أيام حجهم ، يعظمون بذلك حجَّهم ، فقال المسلمون : يا رسول الله ، نحن أحق بذلك ، فأنزل الله تعالى :( وَكُلُوا ) أي اللحم والدَّسَمَ( وَاشْرَبُوا ) .

[٢٢٢]

قوله تعالى :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ) الآية. [١٧٥]

٤٥٤ ـ قال ابن مسعود : نزلت في بلعم بن أبره ـ رجل من بني إسرائيل ـ وقال ابن عباس وغيره من المفسرين : هو بلعم بن باعورا.

٤٥٥ ـ وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين يقال له : بَلْعَم ، وكان يعلم اسم الله الأعظم ، فلما نزل بهم موسىعليه‌السلام ، أتاه بنو عمه وقومه وقالوا : إن موسى رجل حديد ، ومعه جنود كثيرة ، وإنه إن يَظْهَرْ علينا يهلكنا ، فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه. قال : إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي. فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك قوله( فَانْسَلَخَ مِنْها ) .

٤٥٦ ـ وقال عبد الله بن عَمْرو بن العاص وزيد بن أسْلَم : نزلت في أمَيّة ابن أبي الصَّلْت الثَّقفي ، وكان قد قرأ الكتب ، وعلم أن الله مُرْسِلُ رسولاً في ذلك

__________________

[٤٥٣] م الكلبي ضعيف.

[٤٥٤] أخرجه النسائي في التفسير (٢١٣) وابن جرير (٩ / ٨٢).

وأخرجه الطبراني في الكبير (٩ / ٢٤٩) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٥) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

[٤٥٥] مرسل ، الدر المنثور (٣ / ١٤٥) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٤٥٦] أخرجه النسائي في التفسير (٢١٢ ، ٢١٤) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي.

وأخرجه ابن جرير (٩ / ٨٣) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٥) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وعزاه في الدر (٣ / ١٤٦) لعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه.

٢٣٠

الوقت ، ورجا أن يكون هو ذلك الرسول ، فلما أرسل محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . حسده وكفر به.

٤٥٧ ـ وروى عِكْرِمَة عن ابن عباس في هذه الآية ، قال :

هو رجل أعطى ثلاث دعوات يستجاب له فيها ، وكانت له امرأة يقال لها : البَسُوسُ ، وكان له منها ولد ، وكانت له مُحِبَّة ، فقالت : اجعل لي منها دعوة واحدة ، قال : لك واحدة ، فما ذا تأمرين؟ قالت : ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل. فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه ، وأرادت شيئاً آخر ، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نَبَّاحة ، فذهبت فيها دعوتان ، وجاء بنوها فقالوا : ليس لنا على هذا قرار ، قد صارت أمنا كلبة نباحة يعيرنا بها الناس ، فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها. فدعا الله ، فعادت كما كانت ، وذهبت الدعوات الثلاث. وهي البسوس ، وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال : «أشأم من البسوس».

[٢٢٣]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ) [١٨٧].

٤٥٨ ـ قال ابن عباس : قال جَبَل بن أبي قُشير وشَمْوال بن زيد ـ وهما من اليهود ـ يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبياً ، فإنا نعلم متى هي؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٥٩ ـ وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا وبينك قرابة ، فأسِرَّ إلينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ ) .

٤٦٠ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الورّاق ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : حدَّثنا أبو يَعْلَى ، قال : حدَّثنا عُقْبَة بن مكرم ، قال : حدَّثنا يونس ، قال : حدَّثنا عبد الغفار بن القاسم ، عن أبان بن لقيط ، عن قرظة بن حسان ، قال :

__________________

[٤٥٧] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٣ / ١٤٥) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٥٨] أخرجه ابن جرير (٩ / ٩٤)

[٤٥٩] ابن جرير (٩ / ٩٣)

[٤٦٠] أخرجه أبو يعلى في مسنده (١٣ / ١٩٩) وقال محققه : إن كان عبد الغفار بن قاسم هو أبو مريم الأزدي فهو متروك أ. ه.

٢٣١

سمعت أبا موسى في يوم جمعة على منبر البصرة يقول : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الساعة وأنا شاهد ، فقال : لا يعلمها إلا الله لا يُجَلِّيها لوقتها إلا هو ، ولكن سأحدثكم بأَشْرَاطِها وما بين يديها ، إن بين يديها ردماً من الفتن وهَرْجاً ، فقيل : وما الهَرْج يا رسول الله؟ قال : هو بلسان الحبشة : القتل ، وأن تجف قلوب الناس ، وأن تلقى بينهم المناكرة فلا يكاد أحد يعرف أحداً ، ويرفع ذوو الحجى ، وتبقى رَجَاجَة من الناس لا تعرف معروفاً ولا تُنْكِرُ منكراً.

[٢٢٤]

قوله تعالى :( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا ) الآية. [١٨٨].

٤٦١ ـ قال الكلبي : إن أهل مكة قالوا : يا محمد ، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتري فتربح؟ وبالأرض التي يريد أن تجدب فترحل عنها إلى ما قد أخصب؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٢٥]

قوله تعالى :( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ) إلى قوله تعالى :( وَهُمْ يُخْلَقُونَ ) . [١٨٩].

٤٦٢ ـ قال مجاهد : كان لا يعيش لآدم وامرأته ولد ، فقال لهما الشيطان : إذا ولد لكما ولد فسمياه عبد الحارث ، وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحارث ، ففعلا فذلك قوله تعالى :( فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ ) الآية.

__________________

قلت : ذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٣٢٤) وقال : رواه الطبراني وفيه من لم يُسم. وفاته عزو الحديث لأبي يعلى أ. ه.

وذكره السيوطي في الدر (٣ / ١٥٠) وعزاه للطبراني وابن مردويه.

[٤٦١] الكلبي ضعيف.

[٤٦٢] ابن جرير (٩ / ١٠٠) وقد ورد في ذلك حديث مرفوع أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٧) وقال عقبه : هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٤٥) وصححه ووافقه الذهبي.

٢٣٢

[٢٢٦]

قوله تعالى :( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) . [٢٠٤].

٤٦٣ ـ أخبرنا أبو منصور المَنْصُورِي [قال : حدَّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدَّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدَّثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، حدَّثنا الأَوْزَاعِي] ، قال : أخبرنا عبد الله بن عامر ، قال : حدَّثني زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة في هذه الآية :( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ ) قال :

نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في الصلاة.

٤٦٤ ـ وقال قتادة : كانوا يتكلمون في صلاتهم في أول ما فُرِضت ، كان الرجل يجيء فيقول لصاحبه : كم صليتم؟ فيقول كذا وكذا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٦٥ ـ وقال الزُّهْرِي : نزلت في فتى من الأنصار كان رسول اللهعليه‌السلام كلما قرأ شيئاً قرأ هو ، فنزلت هذه الآية.

٤٦٦ ـ وقال ابن عباس : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ في الصلاة المكتوبة ، وقرأ أصحابه وراءه رافعين أصواتهم ، فخلطوا عليه. فنزلت هذه الآية.

٤٦٧ ـ وقال سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وجماعة : نزلت في الإنْصَات للإمام في الخطبة يوم الجمعة.

__________________

قلت : في إسناده عند الترمذي وعند الحاكم : عمر بن إبراهيم قال الحافظ في التقريب في حديثه عن قتادة ضعف ، والحسن البصري مدلس.

والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره (٩ / ٩٩) وأخرجه ابن جرير من قول سمرة (٩ / ٩٩).

وقد تكلم على هذا الحديث الدكتور محمد بن محمد أبو شهبة في كتابه (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) فانظره هناك ص ٢٠٩ ـ ٢١٥.

[٤٦٣] أخرجه ابن جرير (٩ / ١١٠)

[٤٦٤] مرسل ، ابن جرير (٩ / ١١١) ، لباب النقول (ص ١٢٤) وزاد نسبته في الدر (٣ / ١٥٦) لعبد بن حميد وأبي الشيخ.

[٤٦٥] مرسل ابن جرير (٩ / ١١٠) ، لباب النقول (ص ١٢٤) ، الدر (٣ / ١٥٦)

[٤٦٦] بدون إسناد.

[٤٦٧] ابن جرير (٩ / ١١٢) ، الدر (٣ / ١٥٧) وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ كلهم عن مجاهد.

٢٣٣

سورة الأنفال

[٢٢٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) الآية. [١].

٤٦٨ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِيُّ ، قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثَّقَفِي ، عن سعد بن أبي وقَّاص ، قال :

لما كان يوم بدر قتل أخي عُمَير ، وقَتَلتُ سعيد بن العاص ، فأخذت سيفه ،

__________________

[٤٦٨] إسناده صحيح : أبو معاوية هو محمد بن خازم ، قال الحافظ في التقريب : ثقة ، وأبو إسحاق الشيباني هو : سليمان بن أبي سليمان : ثقة.

ومحمد بن عبيد الله الثقفي : قال الحافظ في التقريب : ثقة ، وقد أخرجه من نفس الطريق أحمد في مسنده (١ / ١٨٠) وابن أبي شيبة (١٢ / ٣٧٠) وسعيد بن منصور (٢٦٨٩) وله طريق آخر وهي طريق مصعب بن سعد عن أبيه :

أخرجه أحمد (١ / ١٧٨ ، ١٨١ ، ١٨٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٩) وعبد بن حميد (١٣٢ منتخب) وابن جرير (٩ / ١١٧) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٩١) وانظر الحديث رقم (٤١٢) وتحفة الأشراف (٣٩٣٠).

وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٢٥ ، الدر (٣ / ١٥٨)

٢٣٤

وكان يسمى ذَا الكِيْفَة ، فأتيت به النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : اذهب فاطرحه في القَبَضِ ، قال : فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله ، من قتل أخي ، وأخذ سَلَبي ، فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة «الأنفال» ، فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اذهب فخذ سيفك.

٤٦٩ ـ وقال عكرمة ، عن ابن عباس : لما كان يوم «بدر» وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَنْ فَعَلَ كذا وكذا فله كذا وكذا ، فذهب شبان الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات ، فلما كانت الغنيمة جاء الشباب يطلبون نَفَلَهُم ، فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرَّايات ، ولو انهزمتهم لكنا لكم رِدْءاً فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) فقسمها بينهما بالسوية.

٤٧٠ ـ أخبرنا أبو بكر [ابن] الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا يحيى بن [أبي] زائدة عن ابن أبي الزِّناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن سليمان بن موسى الأَشْدق ، عن مَكْحُول ، عن أبي سلام الباهلي ، عن أبي أَمامة البَاهِلي ، عن عُبادَةَ بن الصَّامِت ، قال :

لما هزِم العدو يوم «بدر» واتبعتهم طائفة يقتلونهم ، وأحدقت طائفة برسول

__________________

[٤٦٩] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه مسنداً أبو داود في الجهاد (٢٧٣٧ ، ٢٧٣٨ ، ٢٧٣٩) والنسائي في التفسير في الكبرى والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٦) وصححه ووافقه الذهبي. وابن جرير (٩ / ١١٦) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٩١). وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٥٩) لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

وذكره في لباب النقول (ص ١٢٥)

[٤٧٠] في إسناده : سليمان بن موسى الأشدق : قال البخاري : عنده مناكير وقال النسائي : أحد الفقهاء وليس بالقوي في الحديث وقال أبو حاتم : محله الصدق وفي حديثه بعض الاضطراب وقال الحافظ في التقريب : في حديثه بعض لين وخلط قبل موته بقليل والحديث أخرجه الحاكم (٢ / ٣٢٦) من طريق الحارث بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي أمامة به وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٥٩) : لأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في السنن.

٢٣٥

اللهعليه‌السلام ، واستولت طائفة على العسكر والنهب. فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم ، قالوا : لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم [الله] وهزمهم ، وقال الذين أحْدقُوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله ما أنتم بأحق به منا ، نحن أحدقنا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا ينال العدو منه غِرَّة ، فهو لنا ، وقال الذين استولوا على العسكر والنهب : والله ما أنتم بأحقَّ به منا ، نحن أخذناه واستولينا عليه فهو لنا. فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ) فقسمه رسول اللهعليه‌السلام بالسوية.

[٢٢٨]

قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) . [١٧]

٤٧١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد البَيّاع ، قال : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْرَاني ، قال : حدَّثني جدي ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامِي ، قال : حدَّثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عُقْبَة ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، قال :

أقبل أبيّ بن خَلَف يوم «أحد» إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يريده ، فاعترض له رجال من المؤمنين ، فأمرهم رسول اللهعليه‌السلام فخلوا سبيله ، فاستقبله مُصْعَب بن عُمَيْر ـ أحد بني عبد الدَّار ـ ورأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ترقوة أبيّ من فُرْجَة بين سابِغَة البَيْضة والدرع ، فطعنه بحربته ، فسقط أبيّ عن فرسه ، ولم يخرج من طعنته دم ، وكسر ضلعاً من أضلاعه ، فأتاه أصحابه ، وهو يخور خوار الثور ، فقالوا له : ما أعجزك! إنما هو خدش ، فقال : والذي نفسي بيده ، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المَجَازِ لماتوا أجمعين. فمات أُبيُّ إلى النار ، فسحقاً لأصحاب السعير ، قبل أن يقدم مكة. فأنزل الله تعالى في ذلك :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

٤٧٢ ـ وروى صَفْوَان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جُبَير : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

[٤٧١] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٧) وصححه ووافقه الذهبي ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٢٦.

[٤٧٢] مرسل ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٢٧)

٢٣٦

يوم «خيبر» دعا بقوس ، فأُتِيَ بقوس طويلة ، فقال : جيئوني بقوس غيرها. فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [على] الحصن فأَقبل السهم يهوي حتى قتل كِنانة بن أبي الحُقَيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

وأكثر أهل التفسير [على] أن الآية نزلت في رمي النبيعليه‌السلام القَبْضَة من حَصْبَاءَ الوادي يوم «بدر» حين قال للمشركين : شاهت الوجوه ، ورماهم بتلك القبضة ، فلم تبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء.

٤٧٣ ـ قال حَكِيم بن حِزَام : لما كان يوم «بدر» سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طَسْت ، ورمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تلك الحصاة فانهزمنا. فذلك قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

[٢٢٩]

قوله تعالى :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) . [١٩].

٤٧٤ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد [بن الحسن] الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدَّثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : حدَّثني عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر ، قال : كان المستفتح أبا جهل ، وإنه قال حين التقى بالقوم : اللهم أينا كان

__________________

[٤٧٣] أخرجه الطبراني في الكبير (٣ / ٢٠٣) وذكره الهيثمي في المجمع (٦ / ٨٤) وقال : إسناده حسن.

وأخرجه ابن جرير (٩ / ١٣٦).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٧٤) لابن أبي حاتم وابن مردويه. وذكره في لباب النقول (ص ١٢٧)

[٤٧٤] أخرجه النسائي في التفسير (٢٢١) والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٨) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن جرير (٩ / ١٣٨) وأحمد في مسنده (٥ / ٤٣١) مختصراً ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٧٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وابن مندة والبيهقي في الدلائل.

٢٣٧

أقطع للرحم ، وأتانا بما لم نعرف ـ فأَحِنْه الغداة. وكان ذلك استفتاحه ، فأنزل الله تعالى [في ذلك] :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) إلى قوله تعالى :( وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) . رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن القطيعي ، عن ابن ابن حنبل ، عن أبيه ، عن يعقوب.

٤٧٥ ـ وقال السُّدِّي والكَلْبي : كان المشركون حين خرجوا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين ، وأهْدَى الفئتين ، وأكرم الحزبين ، وأفضل الدينين. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٧٦ ـ وقال عكرمة : قال المشركون : اللهم لا نعرف ما جاء به محمدعليه‌السلام ، فافتح بيننا وبينه بالحق. فأنزل الله تعالى :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) الآية.

[٢٣٠]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ ) الآية. [٢٧].

٤٧٧ ـ نزلت في أبي لُبَابَة بن عَبد المُنْذِر الأنصاري ، وذلك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حاصر يهود قُرَيْظَة إحدى وعشرين ليلة ، فسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الصُّلْحَ على ما صالح عليه إِخوانهم من بني النضير ، على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذْرِعَات وأرِيحا ، من أرض الشام. فأبى أن يعطيهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن مُعَاذ ، فأبوا وقالوا : أرسل إلينا أبا لُبَابَةَ ، وكان مناصحاً لهم لأن ماله وعياله وولده كانت عندهم ، فبعثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتاهم ، فقالوا : يا أبا لبابة ، ما ترى؟ أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه : إنه الذبح فلا تفعلوا. قال أبو لبابة : والله ما زالت قدماي حتى علمت أن قد خنتُ الله ورسوله. فنزلت فيه هذه الآية. فلما نزلت شدّ نفسه على سَارِيَةٍ من سَوَارِي المسجد وقال : والله لا

__________________

[٤٧٥] مرسل ، والكلبي ضعيف.

[٤٧٦] مرسل.

[٤٧٧] أخرجه ابن جرير مرسلاً (٩ / ١٤٦) عن عبد الله بن أبي قتادة. وعزاه في الدر (٣ / ١٧٨) لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن جرير.

٢٣٨

أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي. فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مَغْشِيَّاً عليه ، ثم تاب الله تعالى عليه فقيل له : يا أبا لُبَابة ، قد تِيبَ عليك ، فقال : لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم هو الذي يحلني ، فجاءه فحله بيده ، ثم قال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصَبْتُ فيها الذنب وأن أنْخَلِع من مالي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يجزيك الثلث أن تتصدق به.

[٢٣١]

قوله تعالى :( وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ) الآية. [٣٢ ، ٣٣].

٤٧٨ ـ قال أهل التفسير : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، وهو الذي قال : إن كان ما يقوله محمد حقاً ، فأمطر علينا حجارة من السماء.

٤٧٩ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الشيباني ، قال : حدَّثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا عُبَيْد الله بن معاذ ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا شعبة ، عن عبد الحميد صاحب الزيادي ، سمع أنس بن مالك يقول :

قال أبو جهل : اللهُمَّ إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت :( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) الآية.

رواه البخاري عن أحمد بن النضر.

ورواه مسلم عن عبد الله بن معاذ.

__________________

[٤٧٨] ذكر ذلك ابن جرير (٩ / ١٥٢) عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر والسدي.

[٤٧٩] أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٤٨ ـ ٤٦٤٩) ومسلم في صفات المنافقين (٣٧ / ٢٧٩٦) ص ٢١٥٤.

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ١٨٠) للبخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، وفاته عزو الحديث لمسلم.

وقد فات المصنف رحمه‌الله كتابة ترجمة لهذه الآية.

٢٣٩

[٢٣٢]

قوله تعالى :( وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ ) الآية. [٣٥].

٤٨٠ ـ أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو النَّيْسَابُورِي ، قال : أخبرنا حمزة بن شبيب المعمري ، قال : أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه ، قال : حدَّثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى قال : حدَّثنا عمرو ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا قُرَّة ، عن عطية ، عن ابن عمر ، قال :

كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ـ ووصف الصفق بيده ـ ويصفرون ، ووصف صفيرهم ، ويضعون خدودهم بالأرض. فنزلت هذه الآية.

[٢٣٣]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) الآية [٣٦].

٤٨١ ـ قال مقاتل والكلبي : نزلت في المُطْعِمِينَ يوم «بدر» وكانوا اثنى عشر رجلاً : أبو جهل بن هشام ، وعُتْبة وشَيْبة ابنا ربيعة ، ونُبَيْه ومُنَبَّه ابنا حجَّاج ، وأبو البَخْتَرِي بن هشام ، والنَّضْر بن الحارث ، وحَكِيم بن حِزَام ، وأُبيّ بن خلَف ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نَوْفَل ، والعباس بن عبد المطلب ، وكلهم من قريش ، وكان يطعم كلّ واحد منهم كل يوم عشر جرائر.

٤٨١١ م ـ وقال سعيد بن جُبَيْر وابن أبْزَى : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، استأجر يوم أحد ألفين من الأحَابِيش يقاتل بهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سوى من استحباب له من العرب ، وفيهم يقول كَعْبُ بن مالك :

__________________

[٤٨٠] ضعيف : في إسناده : عطية بن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً.

أخرجه ابن جرير (٩ / ١٥٧) ، وزاد نسبته في الدر (٣ / ١٨٣) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

[٤٨١] مرسل.

[٤٨١١] م أخرجه ابن جرير (٩ / ١٥٩) عن سعيد بن جبير ، وابن أبي أبزى (٩ / ١٦٠) وعزاه في الدر (٣ / ١٨٤) لابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591