أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن10%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428105 / تحميل: 6395
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

مر الملأ من قريش على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنده خباب بن الأرَتّ وصُهَيب وبلال وعمّار ، فقالوا : يا محمد ، رضيت بهؤلاء؟ أتريد أن نكون تبعاً لهؤلاء؟ فأنزل الله تعالى :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) .

٤٣٤ ـ وبهذا الإسناد قال : حدَّثنا عبيد الله عن [أبي] جعفر ، عن الرّبيع قال :

كان رجال يسبقون إلى مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومنهم بلال [وعمار] وصهيب وسلمان ، فيجيء أشراف قومه وسادتهم وقد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون إليه. فقالوا : صهيب رومي وسلمان فارسي ، وبلال حبشي ، يجلسون عنده ونحن نجيء فنجلس ناحية! وذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالوا : إنا سادة قومك وأشرافهم ، فلو أدنيتنا منك إذا جئنا. فهمّ أن يفعل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٣٤ م ـ وقال عكرمة : جاء عُتْبَة بن ربيعة ، وشَيْبة بن ربيعة ، ومُطْعِم بن عَدِي ، والحارث بن نَوْفَل ، في أشراف بني عبد مناف من أهل الكفر ، إلى أبي طالب فقالوا : لو أن ابن أخيك محمداً يطرد عنه مَوَالينا وعبيدنا وعُسَفَائنَا ـ كان أعظم في صدورنا ، وأطوع له عندنا ، وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقنا له. فأتى أبو طالب النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحدثه بالذي كلموه ، فقال عمر بن الخطاب : لو فَعَلْتَ ذلك حتى ننظر ما الذي يريدون؟ وإلام يصيرون من قولهم؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أقبل عمر بن الخطاب يعتذر من مقالته.

[٢١١]

قوله تعالى :( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) الآية. [٥٤].

٤٣٥ ـ قال عكرمَة : نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن طردهم ، فكان إذا رآهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بدأهم بالسلام ، وقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام.)

__________________

[٤٣٤] مرسل. الدر (٣ / ١٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٣٥] مرسل.

٢٢١

٤٣٦ ـ وقال ماهان الحنفي : أتى قوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إنا أصبنا ذنوباً عظاماً ، إخَالُه ردّ عليهم بشيء ، فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الآية :( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا ) .

[٢١٢]

قوله تعالى :( قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ) الآية. ٥٧.

٤٣٧ ـ قال الكلبي : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، ورؤساء قريش ، كانوا يقولون : يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به ، استهزاء منهم ، فنزلت هذه الآية.

[٢١٣]

قوله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ) الآية. [٩١].

٤٣٨ ـ قال ابن عباس في رواية الوَالبي :

قالت اليهود : يا محمد ، أنزل الله عليك كتاباً؟ قال نعم ، قالوا : والله ما أنزل الله من السماء كتاباً ، فأنزل الله تعالى :( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ ) .

٤٣٩ ـ وقال محمد بن كَعْب القرظي :

أمر الله محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف يجدونه مكتوباً في كتبهم؟ فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب الله ورسوله ، وقالوا : «ما أنزل الله على بشر من شيء» ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٣٦] مرسل.

[٤٣٧] الكلبي ضعيف.

[٤٣٨] الوالبي لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير من طريق الوالبي (٧ / ١٧٧) ، والوالبي هو : علي بن أبي طلحة.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٢٩) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

[٤٣٩] مرسل ، الدر (٣ / ٢٩)

٢٢٢

٤٤٠ ـ وقال سعيد بن جُبَيْر : جاء رجل من اليهود يقال له : مالك بن الصيّف ، فخاصم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى ، أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ وكان حبراً سميناً ، فغضب وقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فقال له أصحابه الذين معه : ويحك ولا على موسى؟ فقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

[٢١٤]

قوله تعالى :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ ) الآية. [٩٣].

٤٤١ ـ نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي ، كان يسجع ويتكهن ، ويدعي النبوة ، ويزعم أن الله أوحى إليه.

[٢١٥]

قوله تعالى :( وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) الآية. [٩٣].

٤٤٢ ـ نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح ، كان قد تكلم بالإسلام ، فدعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم يكتب له شيئاً ، فلما نزلت الآية التي في المؤمنين [١٢ ـ ١٤]( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ ) أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) عجِب عبدُ الله من تفصيل خلق الإنسان فقال( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هكذا أُنزلت عليّ ، فشك عبد الله حينئذ ، وقال : لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي إليّ كما أُوحِيَ إليه ، ولئن كان كاذباً لقد

__________________

[٤٤٠] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ١٧٦) ، الدر (٣ / ٢٩) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، لباب النقول (ص ١٢٠)

[٤٤١] عزاه في اللباب (ص ١٢٠) لابن جرير عن عكرمة.

وعزاه في الدر (٣ / ٣٠) لعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج ، ابن جرير (٧ / ١٨١)

[٤٤٢] عزاه في اللباب (ص ١٢٠) لابن جرير عن عكرمة. ابن جرير (٧ / ١٨١)

٢٢٣

قلت كما قال. وذلك قوله :( وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ ) وارتد عن الإسلام. وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.

٤٤٢م ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله [بن نعيم] ، قال : حدَّثني محمد بن يعقوب الأموي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال حدَّثني شرحبيل بن سعد ، قال :

نزلت في عبد الله بن سعد بن سَرْح ، قال : سأنزل مثل ما أنزل الله ، وارتد عن الإسلام ، فلما دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مكة [فر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده ، حتى إذا اطمأن أهل مكة] أتى به عثمان رسول اللهعليه‌السلام ، فاستأمن له.

[٢١٦]

قوله تعالى :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ ) [١٠٠].

٤٤٣ ـ قال الكلبي : نزلت هذه الآية في الزنادقة ، قالوا : إن الله تعالى وإبليس أخَوَان ، والله خالق الناس والدواب [والأنعام] ، وإبليس خالق الحيات والسباع والعقارب. فذلك قوله تعالى :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ ) .

[٢١٧]

قوله تعالى :( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) . [١٠٨].

٤٤٤ ـ قال ابن عباس في رواية الوالبي : قالوا : يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجونّ ربّك. فنهى الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدواً بغير علم.

__________________

[٤٤٢١] م مرسل ، أخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ٤٥) ، الدر (٣ / ٣٠)

[٤٤٣] الكلبي ضعيف.

[٤٤٤] الوالبي هو علي بن أبي طلحة : لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٧) ، وزاد نسبته في الدر (٣ / ٣٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٢٢٤

٤٤٥ ـ وقال قتادة : كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم ، فنهاهم الله تعالى أن يَسْتَسِبُّوا لربهم قوماً جهلة لا علم لهم بالله.

٤٤٦ ـ وقال السّدّي : لما حضرت أبا طالب الوفاةُ ، قالت قريش : انطلقوا فلندخل على هذا الرجل ، فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه ، فإنا نستحي أن نقتله بعد موته ، فتقول العرب : كان يمنعه فلما مات قتلوه! فانطلق أبو سفيان ، وأبو جهل والنَّضر بن الحارث ، وأمية وأبيّ ابنا خلف ، وعقْبَة بن أبي مُعَيْط ، وعمرو بن العاص ، والأسود بن البَخْتَرِي ، إلى أبي طالب فقالوا : أنت كبيرنا وسيدنا ، وإن محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا ، فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ، ولنَدَعْه وإلَهه. فدعاه فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له أبو طالب : هؤلاء قومك وبنو عمك ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما ذا تريدون؟ فقالوا : نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك. فقال أبو طالب : قد أنصفك قومك فاقبل منهم. فقال رسول اللهعليه‌السلام : أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم مُعْطِيَّ كلمةً إن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم؟ قال أبو جهل : نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها فما هي؟ قال : قولوا لا إله إلا الله. فأبوا واشمأزوا. فقال أبو طالب : قل غيرها يا ابن أخي ، فإن قومك قد فزعوا منها. فقال : يا عم ، ما أنا بالذي أقول غيرها ، ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها! فقالوا : لتكفن عن شتمك آلهتنا. أو لنشتمنك ونشتم من يأمرك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢١٨]

قوله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ) الآيات إلى قوله تعالى :( وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) . [١٠٩ : ١١١].

٤٤٧ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب

__________________

[٤٤٥] ابن جرير (٧ / ٢٠٧) ، وعزاه في الدر (٣ / ٣٨) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٤٦] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٧)

[٤٤٧] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٧ / ٢١٠) ، الدر (٣ / ٣٩) واللباب ص ١٢١ وعزاه فيهما لابن جرير.

٢٢٥

الأموي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدّثنا يونس بن بكير ، عن أبي مَعْشَر ، عن محمد بن كَعْب ، قال :

كلمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قريشٌ ، فقالوا : يا محمد [إنك] تخبرنا أن موسىعليه‌السلام كانت معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عَشْرَة عيناً ، وأن عيسىعليه‌السلام كان يحيي الموتى ، وأن ثمود كانت لهم ناقة ، فائتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيُّ شيء تحبون أن آتيكم به؟ فقالوا : تجعل لنا الصَّفَا ذهباً. قال : فإن فعلت تصدقوني؟ قالوا : نعم ، والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعين. فقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو ، فجاءه جبريلعليه‌السلام وقال : إن شئتَ أصبح الصفا ذهباً ، ولكني لم أرسل آية فلم يُصَدَّق بها إلا أنزلت العذاب ، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اتركهم حتى يتوب تائبهم. فأنزل الله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها ) إلى قوله :( ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

[٢١٩]

قوله تعالى :( وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ) الآية. [١٢١]

٤٤٨ ـ قال المشركون : يا محمد ، أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها؟ قال : الله قتلها ، قالوا : فتزعم أن ما قتلتَ أنت وأصحابك حلال ، وما قتل الكلبُ والصقر حلال ، وما قتله الله حرام؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٤٩ ـ وقال عِكْرِمَة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش ـ وكانوا أولياءهم في الجاهلية ، وكانت بينهم مكاتبة ـ إن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ، ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال ، وما ذبح الله فهو حرام. فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٤٨] الدر (٣ / ٤٢) وعزاه لأبي داود في الناسخ والمنسوخ.

[٤٤٩] ابن جرير (٨ / ١٣) ، وهو مرسل.

٢٢٦

[٢٢٠]

قوله تعالى :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ) الآية. [١٢٢].

٤٥٠ ـ قال ابن عباس : يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل ، وذلك أن أبا جهل رمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بفرث ، وحمزة لم يؤمن بعد ، فأُخْبِرَ حمزةُ بما فعل أبو جهل ، وهو راجع من قَنْصه وبيده قوس ، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا يعلى ، أما ترى ما جاء به : سفه عقولنا ، وسب آلهتنا ، وخالف آباءنا؟! قال حمزة : ومَنْ أَسَفْهُ منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٥١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، والوليد بن أبان ، قالا : حدَّثنا أبو حاتم ، قال : حدَّثنا أبو تقي قال : حدَّثنا بقية بن الوليد ، قال : حدَّثنا مُبَشِّر بن عُبيد عن زيد بن أسلم ، في قولهعزوجل :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) قال : عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ( كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ) قال : أبو جهل بن هشام.

__________________

[٤٥٠] بدون سند.

[٤٥١] مرسل ، الدر (٣ / ٤٣) وعزاه لابن أبي حاتم وابن المنذر وأبي الشيخ.

٢٢٧

سورة الأعراف

[٢٢١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) الآية. [٣١].

٤٥٢ ـ أخبرنا سعيد بن محمد العدل ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدَّثنا الحسن بن حماد الوراق ، قال : أخبرنا أبو يحيى الحِمَّاني ، عن نصر بن الحسن [الحداد] عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت ، عراة حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة ، فتعلق على سُفْلَتِهَا سُيوراً مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحُمُر من الذّباب ، وهي تقول :

اليومَ يَبْدُوا بَعْضُه أو كلُّهُ

ومَا بَدَا مِنْه فَلَا أُحِلّهُ

فأنزل الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) فأمروا بلبس الثياب.

٤٥٢١ م ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن

__________________

[٤٥٢] انظر الحديث الآتي.

[٤٥٢] م أخرجه مسلم في التفسير (٢٥ / ٣٠٢٨) ص ٢٣٢٠.

٢٢٨

عبد الله الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب المعقلي ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدَّثنا أبو داود الطَّيَالسي ، قال : حدَّثنا شُعْبَة عن سَلَمَة بن كُهَيْل ، قال : سمعت مُسْلِماً البَطِينِ يحدث عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة ، وعلى فرجها خرقة ، وهي تقول

اليوم يبدو بعضه أو كلّهُ

وما بدا منه فلا أُحلّهُ

فنزلت( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) ونزلت( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ ) الآيتان.

رواه مسلم عن بُنْدَار ، عن غُنْدَر ، عن شُعْبَة.

٤٥٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدَّثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب ، عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن ، قال :

كانوا إذا حجوا فأفاضوا من منى لا يصلح لأحد منهم في دينهم الذي اشترعوا أن يطوف في ثوبيه ، فأيهم طاف ألقاهما حتى يقضي طوافه ، وكان أتقى فأنزل الله تعالى فيهم :( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) إلى قوله تعالى :( لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) أنزلت في شأن الذين يطوفون بالبيت عراة.

__________________

وأخرجه النسائي في الحج (٥ / ٢٣٣) وفي التفسير (٢٠٢).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٩) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ـ والبيهقي في السنن (٢ / ٢٢٣ ، ٥ / ٨٨).

وأخرجه ابن جرير (٨ / ١١٨ ـ ١١٩).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٢٣).

وعزاه في الدر (٣ / ٧٨) لمسلم والنسائي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن.

[٤٥٣] مرسل.

٢٢٩

٤٥٣ م ـ قال الكلبي : كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام إِلا قوتاً ، ولا يأكلون دَسَماً في أيام حجهم ، يعظمون بذلك حجَّهم ، فقال المسلمون : يا رسول الله ، نحن أحق بذلك ، فأنزل الله تعالى :( وَكُلُوا ) أي اللحم والدَّسَمَ( وَاشْرَبُوا ) .

[٢٢٢]

قوله تعالى :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ) الآية. [١٧٥]

٤٥٤ ـ قال ابن مسعود : نزلت في بلعم بن أبره ـ رجل من بني إسرائيل ـ وقال ابن عباس وغيره من المفسرين : هو بلعم بن باعورا.

٤٥٥ ـ وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين يقال له : بَلْعَم ، وكان يعلم اسم الله الأعظم ، فلما نزل بهم موسىعليه‌السلام ، أتاه بنو عمه وقومه وقالوا : إن موسى رجل حديد ، ومعه جنود كثيرة ، وإنه إن يَظْهَرْ علينا يهلكنا ، فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه. قال : إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي. فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك قوله( فَانْسَلَخَ مِنْها ) .

٤٥٦ ـ وقال عبد الله بن عَمْرو بن العاص وزيد بن أسْلَم : نزلت في أمَيّة ابن أبي الصَّلْت الثَّقفي ، وكان قد قرأ الكتب ، وعلم أن الله مُرْسِلُ رسولاً في ذلك

__________________

[٤٥٣] م الكلبي ضعيف.

[٤٥٤] أخرجه النسائي في التفسير (٢١٣) وابن جرير (٩ / ٨٢).

وأخرجه الطبراني في الكبير (٩ / ٢٤٩) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٥) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

[٤٥٥] مرسل ، الدر المنثور (٣ / ١٤٥) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٤٥٦] أخرجه النسائي في التفسير (٢١٢ ، ٢١٤) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي.

وأخرجه ابن جرير (٩ / ٨٣) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٥) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وعزاه في الدر (٣ / ١٤٦) لعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني وابن مردويه.

٢٣٠

الوقت ، ورجا أن يكون هو ذلك الرسول ، فلما أرسل محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . حسده وكفر به.

٤٥٧ ـ وروى عِكْرِمَة عن ابن عباس في هذه الآية ، قال :

هو رجل أعطى ثلاث دعوات يستجاب له فيها ، وكانت له امرأة يقال لها : البَسُوسُ ، وكان له منها ولد ، وكانت له مُحِبَّة ، فقالت : اجعل لي منها دعوة واحدة ، قال : لك واحدة ، فما ذا تأمرين؟ قالت : ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل. فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه ، وأرادت شيئاً آخر ، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نَبَّاحة ، فذهبت فيها دعوتان ، وجاء بنوها فقالوا : ليس لنا على هذا قرار ، قد صارت أمنا كلبة نباحة يعيرنا بها الناس ، فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها. فدعا الله ، فعادت كما كانت ، وذهبت الدعوات الثلاث. وهي البسوس ، وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال : «أشأم من البسوس».

[٢٢٣]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ) [١٨٧].

٤٥٨ ـ قال ابن عباس : قال جَبَل بن أبي قُشير وشَمْوال بن زيد ـ وهما من اليهود ـ يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبياً ، فإنا نعلم متى هي؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٥٩ ـ وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا وبينك قرابة ، فأسِرَّ إلينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ ) .

٤٦٠ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الورّاق ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : حدَّثنا أبو يَعْلَى ، قال : حدَّثنا عُقْبَة بن مكرم ، قال : حدَّثنا يونس ، قال : حدَّثنا عبد الغفار بن القاسم ، عن أبان بن لقيط ، عن قرظة بن حسان ، قال :

__________________

[٤٥٧] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٣ / ١٤٥) لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٥٨] أخرجه ابن جرير (٩ / ٩٤)

[٤٥٩] ابن جرير (٩ / ٩٣)

[٤٦٠] أخرجه أبو يعلى في مسنده (١٣ / ١٩٩) وقال محققه : إن كان عبد الغفار بن قاسم هو أبو مريم الأزدي فهو متروك أ. ه.

٢٣١

سمعت أبا موسى في يوم جمعة على منبر البصرة يقول : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الساعة وأنا شاهد ، فقال : لا يعلمها إلا الله لا يُجَلِّيها لوقتها إلا هو ، ولكن سأحدثكم بأَشْرَاطِها وما بين يديها ، إن بين يديها ردماً من الفتن وهَرْجاً ، فقيل : وما الهَرْج يا رسول الله؟ قال : هو بلسان الحبشة : القتل ، وأن تجف قلوب الناس ، وأن تلقى بينهم المناكرة فلا يكاد أحد يعرف أحداً ، ويرفع ذوو الحجى ، وتبقى رَجَاجَة من الناس لا تعرف معروفاً ولا تُنْكِرُ منكراً.

[٢٢٤]

قوله تعالى :( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا ) الآية. [١٨٨].

٤٦١ ـ قال الكلبي : إن أهل مكة قالوا : يا محمد ، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتري فتربح؟ وبالأرض التي يريد أن تجدب فترحل عنها إلى ما قد أخصب؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٢٥]

قوله تعالى :( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ) إلى قوله تعالى :( وَهُمْ يُخْلَقُونَ ) . [١٨٩].

٤٦٢ ـ قال مجاهد : كان لا يعيش لآدم وامرأته ولد ، فقال لهما الشيطان : إذا ولد لكما ولد فسمياه عبد الحارث ، وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحارث ، ففعلا فذلك قوله تعالى :( فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ ) الآية.

__________________

قلت : ذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٣٢٤) وقال : رواه الطبراني وفيه من لم يُسم. وفاته عزو الحديث لأبي يعلى أ. ه.

وذكره السيوطي في الدر (٣ / ١٥٠) وعزاه للطبراني وابن مردويه.

[٤٦١] الكلبي ضعيف.

[٤٦٢] ابن جرير (٩ / ١٠٠) وقد ورد في ذلك حديث مرفوع أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٧) وقال عقبه : هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٤٥) وصححه ووافقه الذهبي.

٢٣٢

[٢٢٦]

قوله تعالى :( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) . [٢٠٤].

٤٦٣ ـ أخبرنا أبو منصور المَنْصُورِي [قال : حدَّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدَّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدَّثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، حدَّثنا الأَوْزَاعِي] ، قال : أخبرنا عبد الله بن عامر ، قال : حدَّثني زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة في هذه الآية :( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ ) قال :

نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في الصلاة.

٤٦٤ ـ وقال قتادة : كانوا يتكلمون في صلاتهم في أول ما فُرِضت ، كان الرجل يجيء فيقول لصاحبه : كم صليتم؟ فيقول كذا وكذا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٦٥ ـ وقال الزُّهْرِي : نزلت في فتى من الأنصار كان رسول اللهعليه‌السلام كلما قرأ شيئاً قرأ هو ، فنزلت هذه الآية.

٤٦٦ ـ وقال ابن عباس : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ في الصلاة المكتوبة ، وقرأ أصحابه وراءه رافعين أصواتهم ، فخلطوا عليه. فنزلت هذه الآية.

٤٦٧ ـ وقال سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وجماعة : نزلت في الإنْصَات للإمام في الخطبة يوم الجمعة.

__________________

قلت : في إسناده عند الترمذي وعند الحاكم : عمر بن إبراهيم قال الحافظ في التقريب في حديثه عن قتادة ضعف ، والحسن البصري مدلس.

والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره (٩ / ٩٩) وأخرجه ابن جرير من قول سمرة (٩ / ٩٩).

وقد تكلم على هذا الحديث الدكتور محمد بن محمد أبو شهبة في كتابه (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) فانظره هناك ص ٢٠٩ ـ ٢١٥.

[٤٦٣] أخرجه ابن جرير (٩ / ١١٠)

[٤٦٤] مرسل ، ابن جرير (٩ / ١١١) ، لباب النقول (ص ١٢٤) وزاد نسبته في الدر (٣ / ١٥٦) لعبد بن حميد وأبي الشيخ.

[٤٦٥] مرسل ابن جرير (٩ / ١١٠) ، لباب النقول (ص ١٢٤) ، الدر (٣ / ١٥٦)

[٤٦٦] بدون إسناد.

[٤٦٧] ابن جرير (٩ / ١١٢) ، الدر (٣ / ١٥٧) وعزاه لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ كلهم عن مجاهد.

٢٣٣

سورة الأنفال

[٢٢٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) الآية. [١].

٤٦٨ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِيُّ ، قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثَّقَفِي ، عن سعد بن أبي وقَّاص ، قال :

لما كان يوم بدر قتل أخي عُمَير ، وقَتَلتُ سعيد بن العاص ، فأخذت سيفه ،

__________________

[٤٦٨] إسناده صحيح : أبو معاوية هو محمد بن خازم ، قال الحافظ في التقريب : ثقة ، وأبو إسحاق الشيباني هو : سليمان بن أبي سليمان : ثقة.

ومحمد بن عبيد الله الثقفي : قال الحافظ في التقريب : ثقة ، وقد أخرجه من نفس الطريق أحمد في مسنده (١ / ١٨٠) وابن أبي شيبة (١٢ / ٣٧٠) وسعيد بن منصور (٢٦٨٩) وله طريق آخر وهي طريق مصعب بن سعد عن أبيه :

أخرجه أحمد (١ / ١٧٨ ، ١٨١ ، ١٨٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٧٩) وعبد بن حميد (١٣٢ منتخب) وابن جرير (٩ / ١١٧) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٩١) وانظر الحديث رقم (٤١٢) وتحفة الأشراف (٣٩٣٠).

وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٢٥ ، الدر (٣ / ١٥٨)

٢٣٤

وكان يسمى ذَا الكِيْفَة ، فأتيت به النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : اذهب فاطرحه في القَبَضِ ، قال : فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله ، من قتل أخي ، وأخذ سَلَبي ، فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة «الأنفال» ، فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اذهب فخذ سيفك.

٤٦٩ ـ وقال عكرمة ، عن ابن عباس : لما كان يوم «بدر» وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَنْ فَعَلَ كذا وكذا فله كذا وكذا ، فذهب شبان الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات ، فلما كانت الغنيمة جاء الشباب يطلبون نَفَلَهُم ، فقال الشيوخ : لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرَّايات ، ولو انهزمتهم لكنا لكم رِدْءاً فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) فقسمها بينهما بالسوية.

٤٧٠ ـ أخبرنا أبو بكر [ابن] الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا يحيى بن [أبي] زائدة عن ابن أبي الزِّناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث ، عن سليمان بن موسى الأَشْدق ، عن مَكْحُول ، عن أبي سلام الباهلي ، عن أبي أَمامة البَاهِلي ، عن عُبادَةَ بن الصَّامِت ، قال :

لما هزِم العدو يوم «بدر» واتبعتهم طائفة يقتلونهم ، وأحدقت طائفة برسول

__________________

[٤٦٩] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه مسنداً أبو داود في الجهاد (٢٧٣٧ ، ٢٧٣٨ ، ٢٧٣٩) والنسائي في التفسير في الكبرى والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٦) وصححه ووافقه الذهبي. وابن جرير (٩ / ١١٦) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٩١). وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٥٩) لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

وذكره في لباب النقول (ص ١٢٥)

[٤٧٠] في إسناده : سليمان بن موسى الأشدق : قال البخاري : عنده مناكير وقال النسائي : أحد الفقهاء وليس بالقوي في الحديث وقال أبو حاتم : محله الصدق وفي حديثه بعض الاضطراب وقال الحافظ في التقريب : في حديثه بعض لين وخلط قبل موته بقليل والحديث أخرجه الحاكم (٢ / ٣٢٦) من طريق الحارث بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي أمامة به وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٥٩) : لأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في السنن.

٢٣٥

اللهعليه‌السلام ، واستولت طائفة على العسكر والنهب. فلما نفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم ، قالوا : لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم [الله] وهزمهم ، وقال الذين أحْدقُوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله ما أنتم بأحق به منا ، نحن أحدقنا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا ينال العدو منه غِرَّة ، فهو لنا ، وقال الذين استولوا على العسكر والنهب : والله ما أنتم بأحقَّ به منا ، نحن أخذناه واستولينا عليه فهو لنا. فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ) فقسمه رسول اللهعليه‌السلام بالسوية.

[٢٢٨]

قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) . [١٧]

٤٧١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد البَيّاع ، قال : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشَّعْرَاني ، قال : حدَّثني جدي ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامِي ، قال : حدَّثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عُقْبَة ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، قال :

أقبل أبيّ بن خَلَف يوم «أحد» إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يريده ، فاعترض له رجال من المؤمنين ، فأمرهم رسول اللهعليه‌السلام فخلوا سبيله ، فاستقبله مُصْعَب بن عُمَيْر ـ أحد بني عبد الدَّار ـ ورأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ترقوة أبيّ من فُرْجَة بين سابِغَة البَيْضة والدرع ، فطعنه بحربته ، فسقط أبيّ عن فرسه ، ولم يخرج من طعنته دم ، وكسر ضلعاً من أضلاعه ، فأتاه أصحابه ، وهو يخور خوار الثور ، فقالوا له : ما أعجزك! إنما هو خدش ، فقال : والذي نفسي بيده ، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المَجَازِ لماتوا أجمعين. فمات أُبيُّ إلى النار ، فسحقاً لأصحاب السعير ، قبل أن يقدم مكة. فأنزل الله تعالى في ذلك :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

٤٧٢ ـ وروى صَفْوَان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جُبَير : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

[٤٧١] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٧) وصححه ووافقه الذهبي ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٢٦.

[٤٧٢] مرسل ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٢٧)

٢٣٦

يوم «خيبر» دعا بقوس ، فأُتِيَ بقوس طويلة ، فقال : جيئوني بقوس غيرها. فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [على] الحصن فأَقبل السهم يهوي حتى قتل كِنانة بن أبي الحُقَيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

وأكثر أهل التفسير [على] أن الآية نزلت في رمي النبيعليه‌السلام القَبْضَة من حَصْبَاءَ الوادي يوم «بدر» حين قال للمشركين : شاهت الوجوه ، ورماهم بتلك القبضة ، فلم تبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء.

٤٧٣ ـ قال حَكِيم بن حِزَام : لما كان يوم «بدر» سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طَسْت ، ورمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تلك الحصاة فانهزمنا. فذلك قوله تعالى :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) .

[٢٢٩]

قوله تعالى :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) . [١٩].

٤٧٤ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد [بن الحسن] الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدَّثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : حدَّثني عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر ، قال : كان المستفتح أبا جهل ، وإنه قال حين التقى بالقوم : اللهم أينا كان

__________________

[٤٧٣] أخرجه الطبراني في الكبير (٣ / ٢٠٣) وذكره الهيثمي في المجمع (٦ / ٨٤) وقال : إسناده حسن.

وأخرجه ابن جرير (٩ / ١٣٦).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٧٤) لابن أبي حاتم وابن مردويه. وذكره في لباب النقول (ص ١٢٧)

[٤٧٤] أخرجه النسائي في التفسير (٢٢١) والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٨) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن جرير (٩ / ١٣٨) وأحمد في مسنده (٥ / ٤٣١) مختصراً ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٧٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وابن مندة والبيهقي في الدلائل.

٢٣٧

أقطع للرحم ، وأتانا بما لم نعرف ـ فأَحِنْه الغداة. وكان ذلك استفتاحه ، فأنزل الله تعالى [في ذلك] :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ) إلى قوله تعالى :( وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) . رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن القطيعي ، عن ابن ابن حنبل ، عن أبيه ، عن يعقوب.

٤٧٥ ـ وقال السُّدِّي والكَلْبي : كان المشركون حين خرجوا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، أخذوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهم انصر أعلى الجندين ، وأهْدَى الفئتين ، وأكرم الحزبين ، وأفضل الدينين. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٧٦ ـ وقال عكرمة : قال المشركون : اللهم لا نعرف ما جاء به محمدعليه‌السلام ، فافتح بيننا وبينه بالحق. فأنزل الله تعالى :( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) الآية.

[٢٣٠]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ ) الآية. [٢٧].

٤٧٧ ـ نزلت في أبي لُبَابَة بن عَبد المُنْذِر الأنصاري ، وذلك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حاصر يهود قُرَيْظَة إحدى وعشرين ليلة ، فسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الصُّلْحَ على ما صالح عليه إِخوانهم من بني النضير ، على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذْرِعَات وأرِيحا ، من أرض الشام. فأبى أن يعطيهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن مُعَاذ ، فأبوا وقالوا : أرسل إلينا أبا لُبَابَةَ ، وكان مناصحاً لهم لأن ماله وعياله وولده كانت عندهم ، فبعثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتاهم ، فقالوا : يا أبا لبابة ، ما ترى؟ أننزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه : إنه الذبح فلا تفعلوا. قال أبو لبابة : والله ما زالت قدماي حتى علمت أن قد خنتُ الله ورسوله. فنزلت فيه هذه الآية. فلما نزلت شدّ نفسه على سَارِيَةٍ من سَوَارِي المسجد وقال : والله لا

__________________

[٤٧٥] مرسل ، والكلبي ضعيف.

[٤٧٦] مرسل.

[٤٧٧] أخرجه ابن جرير مرسلاً (٩ / ١٤٦) عن عبد الله بن أبي قتادة. وعزاه في الدر (٣ / ١٧٨) لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن جرير.

٢٣٨

أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي. فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مَغْشِيَّاً عليه ، ثم تاب الله تعالى عليه فقيل له : يا أبا لُبَابة ، قد تِيبَ عليك ، فقال : لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم هو الذي يحلني ، فجاءه فحله بيده ، ثم قال أبو لبابة : إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصَبْتُ فيها الذنب وأن أنْخَلِع من مالي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يجزيك الثلث أن تتصدق به.

[٢٣١]

قوله تعالى :( وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ) الآية. [٣٢ ، ٣٣].

٤٧٨ ـ قال أهل التفسير : نزلت في النَّضْر بن الحارث ، وهو الذي قال : إن كان ما يقوله محمد حقاً ، فأمطر علينا حجارة من السماء.

٤٧٩ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الشيباني ، قال : حدَّثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا عُبَيْد الله بن معاذ ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا شعبة ، عن عبد الحميد صاحب الزيادي ، سمع أنس بن مالك يقول :

قال أبو جهل : اللهُمَّ إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت :( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) الآية.

رواه البخاري عن أحمد بن النضر.

ورواه مسلم عن عبد الله بن معاذ.

__________________

[٤٧٨] ذكر ذلك ابن جرير (٩ / ١٥٢) عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر والسدي.

[٤٧٩] أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٤٨ ـ ٤٦٤٩) ومسلم في صفات المنافقين (٣٧ / ٢٧٩٦) ص ٢١٥٤.

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ١٨٠) للبخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، وفاته عزو الحديث لمسلم.

وقد فات المصنف رحمه‌الله كتابة ترجمة لهذه الآية.

٢٣٩

[٢٣٢]

قوله تعالى :( وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ ) الآية. [٣٥].

٤٨٠ ـ أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو النَّيْسَابُورِي ، قال : أخبرنا حمزة بن شبيب المعمري ، قال : أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه ، قال : حدَّثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى قال : حدَّثنا عمرو ، قال : حدَّثنا أبي ، قال : حدَّثنا قُرَّة ، عن عطية ، عن ابن عمر ، قال :

كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ـ ووصف الصفق بيده ـ ويصفرون ، ووصف صفيرهم ، ويضعون خدودهم بالأرض. فنزلت هذه الآية.

[٢٣٣]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) الآية [٣٦].

٤٨١ ـ قال مقاتل والكلبي : نزلت في المُطْعِمِينَ يوم «بدر» وكانوا اثنى عشر رجلاً : أبو جهل بن هشام ، وعُتْبة وشَيْبة ابنا ربيعة ، ونُبَيْه ومُنَبَّه ابنا حجَّاج ، وأبو البَخْتَرِي بن هشام ، والنَّضْر بن الحارث ، وحَكِيم بن حِزَام ، وأُبيّ بن خلَف ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نَوْفَل ، والعباس بن عبد المطلب ، وكلهم من قريش ، وكان يطعم كلّ واحد منهم كل يوم عشر جرائر.

٤٨١١ م ـ وقال سعيد بن جُبَيْر وابن أبْزَى : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، استأجر يوم أحد ألفين من الأحَابِيش يقاتل بهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سوى من استحباب له من العرب ، وفيهم يقول كَعْبُ بن مالك :

__________________

[٤٨٠] ضعيف : في إسناده : عطية بن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً.

أخرجه ابن جرير (٩ / ١٥٧) ، وزاد نسبته في الدر (٣ / ١٨٣) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

[٤٨١] مرسل.

[٤٨١١] م أخرجه ابن جرير (٩ / ١٥٩) عن سعيد بن جبير ، وابن أبي أبزى (٩ / ١٦٠) وعزاه في الدر (٣ / ١٨٤) لابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

سورة قد أفلح

[٣١٥]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) الآية. [١].

٦٢٥ ـ حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري إملاء ، قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطُّوسي ، قال : حدثنا محمد بن حماد الأبيوَرْدِيُّ ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا يونس بن سليم(١) ، قال : أملى [عليَ] يونُسُ الأيْلِي ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزُّبَير ، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ ، قال :

__________________

[٦٢٥] إسناده ضعيف : يونس بن سليم : قال أبو حاتم : قال أحمد بن حنبل : سألت عبد الرزاق عنه فقال : أظنه لا شيء ، وقال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين : ما أعرفه يروي عنه غير عبد الرزاق ، وقال النسائي : لا أعرفه وذكره ابن حبان في الثقات [تهذيب الكمال ج ٣ / ١٥٦٧ مخطوط] والحديث أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٧٣).

والنسائي في الصلاة في (الكبرى) ونقل عنه المزي في تحفة الأشراف قوله : هذا منكر (انظر تحفة الأشراف رقم ١٠٥٩٣).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٥٣٥) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه في موضع آخر (٢ / ٣٩٢) وقال الذهبي : سُئل عبد الرزاق عن شيخه فقال : لا أظنه شيء ، وأخرجه البيهقي في الدلائل (٥ / ٥٥) مختصراً.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٤) وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند وفي تصحيحه نظر والله أعلم ، وزاد السيوطي نسبته (٥ / ٢) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والعقيلي والضياء في المختارة.

[١] في الأصل : سليمان ، والصواب سليم كما في المراجع الأخرى.

٣٢١

سمعت عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، يقول : كان إذا أنزل الوحي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُسمع عند وجهه دَويّ كدوي النحل ، فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه قال : اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تُؤثر علينا ، [وأرضنا] وارض عنا ، ثم قال : لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ، ثم قرأ :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى عشر آيات ، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر القطيعي ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن عبد الرزاق.

[٣١٦]

قولهعزوجل :( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) [٢].

٦٢٦ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ، قال : حدثني أحمد بن يعقوب الثقفي ، قال : حدثنا أبو شعيب الحرّاني ، حدثني أبي ، حدثنا إسماعيل بن عُليَّة ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة.

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء ، فنزل :( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) .

[٣١٧]

قوله تعالى :( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) . [١٤].

٦٢٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الله بن

__________________

[٦٢٦] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٩٣) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لو لا خلاف فيه على محمد فقد قيل عنه مرسلاً ولم يخرجاه.

وقال الذهبي : الصحيح مرسل. أ. ه.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣) لابن مردويه والحاكم.

[٦٢٧] إسناده ضعيف : علي بن زيد بن جدعان : ضعيف. وللحديث أصل صحيح فقد أخرجه البخاري في الصلاة (٤٠٢) وفي التفسير (٤٩١٦) بلفظ : وافقت ربي في ثلاث وانظر تحفة الأشراف رقم

٣٢٢

محمد بن حيان ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سُوَيد بن مَنْجُوف ، قال : حدثنا أبو داود ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جُدْعَان ، عن أنس بن مالك ، قال :

قال عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : وافَقْتُ ربي في أربع : قلت : يا رسول الله لو صلينا خلف المقام ، فأنزل الله تعالى :( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) وقلت : يا رسول الله ، لو اتخذت على نسائك حجاباً ، فإنه يدخل عليك البرُّ والفاجر ، فأنزل الله تعالى :( وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ) وقلت لأزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لتَنْتَهُنَّ أوْ لَيُبَدِّلنه الله سبحانه أزواجاً خيراً منكن ، فأنزل الله :( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ ) الآية. ونزلت :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) إلى قوله تعالى :( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) فقلت : [فتبارك الله أحسن الخالقين. فنزلت] :( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) .

[٣١٨]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ ) الآية. [٧٦].

٦٢٨ ـ أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الضبّي ، قال : حدثنا أبو العباس السَّيَّاري ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن حاتم ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، قال : أخبرنا الحسين بن واقد ،

__________________

ولم يذكر الرابعة الخاصة بآية( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) .

وأخرجه أحمد (١ / ٢٣) من طريق هشيم عن حميد عن أنس بلفظ : وافقت ربي في ثلاث.

الدر (٥ / ٣) وعزاه للطيالسي وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.

[٦٢٨] أخرجه النسائي في التفسير (٣٧٢).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٩٤) وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (١١ / ٣٧٠) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٣) وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن الحسين بن واقد وثقه النسائي وغيره وضعفه أبو حاتم.

وأخرجه ابن جرير (١٨ / ٣٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٣) لابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣٢٣

قال : حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس ، قال :

جاء أبو سفيان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمد أنشدك الله والرحم ، لقد أكلنا العِلْهز ـ يعني الوبر بالدم ـ فأنزل الله تعالى :( وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) .

٦٢٩ ـ وقال ابن عباس : لما أتى ثُمَامَة بن أثال الحنفي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأسلم وهو أسير فخلى سبيله ، فلحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة ، وأخذ الله تعالى قريشاً بسني الجدْب حتى أكلوا العِلْهز فجاء أبو سفيان إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أنشُدُكَ الله والرحم أليْس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال : بلى ، فقال : قد قتلتَ الآباء بالسيف ، والأبناء بالجوع : فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٦٢٩] أخرجه ابن جرير (١٨ / ٣٤) ، وعزاه في الدر (٥ / ١٣) لابن جرير وأبي نعيم في المعرفة والبيهقي في الدلائل.

٣٢٤

سورة النور

[٣١٩]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) الآية. [٣].

٦٣٠ ـ قال المفسرون : قدم المهاجرون إلى المدينة ، وفيهم فقراء ليست لهم أموال ، وبالمدينة نساء بغايا مُسافِحَات ، يكرين أنفسهن ، وهن يومئذٍ أخْصَبُ أهل المدينة فرغب في كَسْبِهِنّ ناس من فقراء المهاجرين ، فقالوا : لو أنا تزوجنا منهن ، فعشنا معهن ، إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن ، فاستأذنوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك ، فنزلت هذه الآية : وحُرِّم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك.

٦٣١ ـ وقال عكرمة : نزلت الآية في نساء بغايا مُتَعالِنَات بمكة والمدينة ، وكُنَّ كثيرات ، ومنهن تسع صَوَاحِبُ رايات لهنّ رايات كرايات البيطار يُعْرَفْن بها : أم مهزول ، جارية السائب بن أبي السائب المخْزُومي ، وأم عُلَيْط ، جارية صفْوان بن أمية. وحَنَّة القبطية ، جارية العاص بن وائل ، ومُزْنة جارية مالك بن عَمِيلَة بن السباق ، وجلالة ، جارية سهيل بن عمرو ، وأم سويد ، جارية عمرو بن عثمان المَخْزُومي ، وشريفة ، جارية زمعة بن الأسود ، وفرسة جارية هشام بن ربيعة ، وفرْتَنَا جارية هلال بن أنس.

__________________

[٦٣٠] عزاه في الدر (٥ / ١٩) لابن أبي حاتم عن مقاتل.

[٦٣١] مرسل.

٣٢٥

وكانت بيوتهن تسمى في الجاهلية : المَوَاخِير ، لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة ، أو مشرك من أهل الأوثان ، فأراد ناس من المسلمين نكاحهن ليتخذوهن مأْكلة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ونهى المؤمنين عن ذلك ، وحرمه عليهم.

٦٣٢ ـ أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزار قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا [أحمد] بن الحسن بن عبد الجبار ، قال : حدثنا إبراهيم بن عرعرة ، قال : حدثنا معتمر عن أبيه ، عن الحَضْرَمِيِّ ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الله بن عمرو.

أن امرأة يقال لها : أم مَهْزُول كانت تُسافِح ، وكانت تشترط للذي يتزوجها أن تكفيه النفقة ، وأن رجلاً من المسلمين أراد أن يتزوجها ، فذكر ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية :( الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ) .

[٣٢٠]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ) الآية. [٦].

٦٣٣ ـ أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن

__________________

[٦٣٢] أخرجه النسائي في التفسير (٣٧٩).

وأحمد في مسنده (٢ / ١٥٩ ، ٢٢٥).

وابن جرير (١٨ / ٥٦).

والحاكم في المستدرك (٢ / ١٩٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٣ ـ ٧٤) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجال أحمد ثقات.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧ / ١٥٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٩) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي داود في ناسخه.

[٦٣٣] إسناده حسن : رواته ثقات عدا عباد بن منصور قال الحافظ في التقريب صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بآخره أ. ه.

قلت : صرح عباد بالتحديث من عكرمة عند ابن جرير (١٨ / ٦٥) فقال : سمعت عكرمة. وقد تابعه

٣٢٦

أحمد بن علي الحيري ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

لما نزلت( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ ) إلى قوله تعالى( الْفاسِقُونَ ) قال سعد بن عُبادة ، وهو سيد الأنصار : أهكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا تسمعون يا معشر الأنصار إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا : يا رسول الله ، إنه رجل غيور ، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكراً ، ولا طلّق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها ، من شدة غيرته. فقال سعد : والله يا رسول الله ، إني لأعلم أنها حق ، وأنها من عند الله ، ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لَكَاعِ قد تَفَخَّذَها رجل لم يكن لي أن أُهِيجَهُ ولا أحَرِّكَه حتى آتيَ بأربعة شهداء ، فو الله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته. فما لبِثُوا إلا يسيراً حتى جاء هلال بن أمية من أرض عشية فوجد عند أهله رجلاً ، فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يُهجْهُ حتى أصبح فَغَدا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إني جئت أهلي عَشِياً فوجدت عندها رجلاً ، فرأيت بعيني ، وسمعت بأذني ، فكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما جاء به واشتد عليه ، فقال سعد بن عبادة : الآن يضرب رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم هلالَ بن أمية ، ويبطل شهادته في المسلمين ، فقال هلال : والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مَخْرَجاً ، فقال هلال : يا رسول الله ، إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك به ، والله يعلم أني لصادق ، فو الله إنّ رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُريد أنْ يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي ، وكان إذا نزل عليه الوحي عرفوا ذلك في تَرَبُّدِ جلده ، فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي ، فنزلت( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ) الآيات كلها ، فسُرِّي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أبشر يا هلال ، فقد جعل الله لك فرجاً ومَخْرجاً ،

__________________

هشام بن حسان وهو ثقة ، انظر تحفة الأشراف رقم (٦٢٢٥) ، والحديث أخرجه أبو داود (٢٢٥٦) وليس عنده قول سعد بن عبادة.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (ص ٣٤٧) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٤).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٣٨) والبيهقي في السنن (٧ / ٣٩٤) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢١) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٣٢٧

فقال هلال : قد كنت أرجو ذلك من ربي ، وذَكَرَ باقي الحديث.

٦٣٤ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن سِنَان المقري ، قال أخبرنا أحمد بن علي بن المُثَنَّى ، قال : حدثنا أبو خَيْثَمة ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعْمَش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

إنا ليلة الجمعة في المسجد ، إذ دخل رجل من الأنصار ، فقال : لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فإن تكلم جَلَدْتُموه ، وإن قَتَلَ قتلتموه ، وإن سكت سكت على غيظٍ ، والله لأسألن عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما كان من الغد أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله فقال : لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه ، أو قَتَلَ قتلتموه ، أو سكت سكت على غيظ! فقال : اللهم افتح ، وجعل يدعو ، فنزلت آية اللعان :( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ) الآية ، فابتُلي به الرجل مِنْ بين الناس ، فجاء هو وامرأته إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فتلاعنا ، فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، فذهبت لتلتعن فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مه ، فلَعَنتْ. فلما أدبرتْ قال : لعلها أن تجيء به أسودَ جَعْداً. فجاءت به أسودَ جعداً.

رواه مسلم عن أبي خَيْثَمَة.

[٣٢١]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) الآيات [١١].

٦٣٥ ـ أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا محمد بن

__________________

[٦٣٤] أخرجه مسلم في اللعان (١٠ / ١٤٩٥) ص ١١٣٣ وأبو داود في الطلاق (٢٢٥٣) وابن ماجة في الطلاق (٢٠٦٨) وابن جرير (١٨ / ٦٦) وأحمد في مسنده (١ / ٤٤٨)

[٦٣٥] أخرجه البخاري في الشهادات (٢٦٣٧) موصولاً ومعلقاً وفي الشهادات (٢٦٦١) وفي الجهاد (٢٨٧٩) وفي المغازي (٤٠٢٥) و (٤١٤١) وفي التفسير (٤٦٩٠) و (٤٧٥٠) وفي الأيمان والنذور (٦٦٦٢ ، ٦٦٧٩) وفي الاعتصام (٧٣٦٩) وفي التوحيد (٧٥٤٥)

٣٢٨

أحمد بن علي المقرئ ، قال : أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزَّهْرَاني ، قال : حدثنا فليح بن سليمان المدني ، عن الزّهْري ، عن عُرْوَة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، وعلقمة بن وقَّاص ، وعُبَيد الله بن عَبْد الله بن عُتْبَة ، عن عائشة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا ، فبرأها الله تعالى منه. قال الزهري : وكلهم حدثني بطائفة من حديثها ، وبعضُهم كان أوْعَى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصاً ، ووعيت ، عن كلِّ واحدٍ الحديثَ الذي حدَّثني ، وبعضُ حديثهم يصدُقُ بعضاً. ذكروا أن عائشةرضي‌الله‌عنها زَوْج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد سفراً أقْرَعَ بين نسائه ، فأيتهن خَرَج سهْمُهَا خرج بها معه. قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سَهْمِي. فخرجت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذلك بعد ما نزلت آية الحجاب ، فأنا أُحْمَلُ في هَوْدَجِي وأنزل فيه مَسِيرَنا ، حتى فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من غزوه وقفل ، ودنونا من المدينة ، أذن ليلةً بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل ومشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرَّحْلِ فلمست صدري فإذا عقد من جَزْع ظَفَارِ قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون [بي] فحملوا هَوْدَجِي فرحّلُوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أني فيه ، قالت عائشة : وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يَهْبَلْنَ ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحم ، إنما يأكلن العُلْقَة من الطعام ، فلم يستنكر القوم ثِقَلِ الهَوْدَج حين رحّلُوه ورفعوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل وساروا ، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ، فجئت منازلهم وليس بها داعٍ ولا مُجِيب ، فَتَيمَمَّتُ منزلي الذي كنت فيه ، وظننت أن القوم سيفقدوني ويرجعون إليّ فبينا أنا جالسة في

__________________

وأخرجه مسلم في التوبة (٥٦ ، ٥٧ / ٢٧٧٠) ص ٢١٢٩.

وأخرجه النسائي في عشرة النساء (٤٨).

وفي التفسير (٣٨٠).

وابن جرير (١٨ / ٧١) والبيهقي في السنن (١٠ / ١٥٣) وعبد الرزاق في مصنفه (٩٧٤٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢٦) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب.

٣٢٩

منزلي غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفْوَان بن المعطَّل السُّلَمي [ثم] الذكواني قد عرّس من وراء الجيش ، فأدْلَجَ فأصبح عند منزلي ، فرأى سوادَ إنسان نائم ، فأتاني فعرفني حين رآني ، وقد كان يراني قبل أن يضرب عليَّ الحِجَابُ ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فَخَمَّرْتُ وجهي بِجِلْبَابِي ، والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا مُوغِرِينَ في نَحْرِ الظَّهِيرَة ، وهلك مَنْ هلك فيَّ ، وكان الذي تولى كِبْرَهُ منهم عبد الله بن أُبيّ ابن سَلُول ، فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدِمتها شهراً ، والناس يُفيضُون في قول أهل الإفْك ، ولا أشعر بشيء من ذلك ، ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم اللطفَ الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، إنما يدخل فيسلم ثم يقول : كيف تِيكُمْ؟ فذلك يحزنني ، ولا أشعر بالشر ، حتى خرجت بعد ما نَقهْتُ وخرجتْ معي أم مِسْطَح قِبَلَ المناصع وهو مُتَبَرَّزُنَا ، ولا نخرج إلا لَيْلاً إلى لَيْلٍ ، وذلك قبل أن نتخذ الكُنُفَ قريباً من بيوتنا ، وأمْرُنا أمْرُ العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكُنُف أن نتخذها عند بيوتنا ، فانطلقت أنا وأمّ مِسْطَح ـ وهي بنت أبي رُهْم بن عبد المطلب بن عبد مناف ، وأمها بنت صخْر بن عامر ، خالة أبي بكر الصديق وابنها مِسْطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ، فأقبلت أنا وابنة أبي رهم قِبَل بيتي حين فرغنا من شأننا فعَثَرَتْ أمُّ مِسْطَح في مِرْطِها فقالت : تَعِسَ مِسْطَح ، فقلت لها : بئسما قلت ، أتَسُبِّينَ رجلاً قد شهد بدراً؟ قالت : أي هَنَتَاه ، أو لم تسمعي ما قال؟ قلت : وما ذا قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك ، فازددت مرضاً إلى مرضي ، فلما رجعت إلى بيتي ودخل عليّ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [فسلّم] ثم قال : كيف تِيكُمْ ، قلت : تأذن لي أن آتي أبَوَيّ؟ قالت : وأنا أريد حينئذٍ أن أتيقن الخبر من قِبَلِهِمَا ، فأذن لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجئت أبَوَيّ فقلت : يا أمّاه ، ما يتحدث الناس؟ قالت : يا بنية ، هوِّني عليك ، فو الله لقلَّمَا كانت امرأة قط وَضِيئة عند رجل ولها ضرائر إلا أكْثَرْنَ عليها ، قالت : فقلت : سبحان الله أوَقَدْ تحدث أليس بهذا؟ [وبلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ قالت : نعم] قالت : فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرْقَأُ لي دمع ، ولا أكْتَحِلُ بنوم ، ثم أصبحت أبكي ، ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّ بن أبي طالب ، وأسامة بن زيد ، حين

٣٣٠

اسْتَلْبَث الوحيُ ، يستشيرهما في فِرَاقِ أهله ، فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود ، فقال : يا رسول الله هم أهلك ، وما نعلم إلا خيراً. وأما علي بن أبي طالب فقال : لم يُضَيِّق الله تعالى عليك ، والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الجارية تَصْدُقْكَ ، قالت : فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بَرِيرَة فقال : يا بريرة ، هل رأيت شيئاً يَريبك من عائشة؟ قالت بريرة : والذي بعثك بالحق إنْ رأيت عليها أمراً قط أغْمِصُه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن ، تنام عن عجين أهلها ، فتأتي الدَّاجِنُ فتأكله. قالت : فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاسْتَعْذَرَ من عبد الله بن أبي ابن سَلُول ، فقال ، وهو على المنبر : يا معشر المسلمين ، من يَعْذِرُني مِنْ رجل قد بلغني أذاه في أهلي ، فو الله ما علمتُ على أهلي إلا خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً. وما كان يدخل على أهلي إلا معي. فقام سعد بن مُعَاذ الأنصاري فقال : يا رسول الله ، أنا أعذرك منه ، إن كان من الأوْس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزْرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت : فقام سعد بن عبادة ، وهو سيد الخزرج ، وكان رجلاً صالحاً ولكن احتملْته الحمية ـ فقال لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ، فقام أسَيْد بن حُضَير ، وهو ابن عم سعد بن معاذ ، فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه ، إنك لمنافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيَّان من الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قائم على المنبر ، فلم يزل يُخَفِّضُهم حتى سكتوا وسكت. قالت : وبكيت يومي ذلك لَا يَرْقَأُ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، وأبواي يظنان أن البكاء فالِقٌ كَبِدِي. قالت : فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت عليَّ امرأةٌ من الأنصار ، فأذنت لها وجلست تبكي معي. قالت فبينا نحن على ذلك ، إِذْ دخل علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم جلس ، ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل ، وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء. قالت : فتشهَّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين جلس ، ثم قال : أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألْمَمْتِ بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب ، تاب الله عليه. قالت : فلما قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مقالته ، قَلَص دمْعِي حتى ما أحس منه قَطْرَةً فقلت لأبي : أجب عني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما

٣٣١

قال ، قال : والله ما أدري ما أقول لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي [عني] رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : والله ما أدري ما أقول لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن : والله لقد عرفت أنكم سمعتم هذا ، وقد استقر في نفوسكم فصدقتم به ، ولئن قلت لكم : إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تُصَدِّقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة ـ لتُصَدِّقُني ، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال أبو يوسف :( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ) قالت : ثم تحولت فاضطجعت على فراشي. قالَت : وأنا والله حينئذٍ أعلم أني بريئة ، وأن الله مُبْرئي بِبَراءتي ، ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحْيٌ يُتْلى ، ولشَأنِي كان أحقَر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى فيَّ بأمر يتلى ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رؤيا يبرئني الله تعالى بها. قالت : فو الله ما رَامَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم منزله ، ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحَاء عند الوحي ، حتى إنه لَيَتَحَدَّر منه مثلُ الجُمَانِ من العَرَقِ في اليوم الشاتي ، من ثقل القول الذي أنزل عليه [من الوحي] قالت : فلما سُرِّيَ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سُرِّي عنه وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم بها أن قال : أبشري يا عائشة أما والله لقد برَّأك الله ، فقالت لي أمي : قومي إليه ، فقلت : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله سبحانه وتعالى هو الذي برَّأني. قالت : فأنزل الله سبحانه وتعالى :( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) العشر الآيات : فلما أنزل الله تعالى هذه الآيات في براءتي قال [أبو بكر] الصديق ـ وكان يُنفق على مِسْطَح لقرابته وفقره ـ والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة : قالت : فأنزل الله تعالى :( وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ) إلى قوله :( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فقال أبو بكر : والله إني لأحِبّ أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مِسْطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : لا أنزعها منه أبداً ، رواه البخاري ومسلم ، كلاهما عن أبي الربيع الزّهْراني.

[٣٢٢]

قوله تعالى :( وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا ) الآية. [١٦].

٣٣٢

٦٣٦ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال : أخبرنا أبو بكر بن زكريا قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدّغُولِي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي خَيْثَمَة ، قال : حدثنا الهيْثَم بن خَارِجَة ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : سمعت عطاء الخراساني ، عن الزّهري ، عن عروة :

أن عائشةرضي‌الله‌عنها حدثته بحديث الإفك وقالت فيه : وكان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته فقالت : يا أبا أيوب ، ألم تسمع بما يتحدث الناس؟ قال : وما يتحدثون؟ فأخبرته بقول أهل الإفك ، فقال : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ، سبحانك هذا بُهْتَانٌ عظيم. قالت : فأنزل اللهعزوجل :( وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ ) .

٦٣٧ ـ أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا مَعمر ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن [ابن] أبي مُلَيْكة عن ذَكْوَان مولى عائشة.

أنه استأذن لابن عباس على عائشة ـ وهي تموت ، وعندها ابن أخيها عبدُ الله بن عبد الرحمن ـ فقال : هذا ابنُ عباس يستأذن عليك ، وهو من خير بنيك ، فقالت : دعني من ابن عباس ومن تزكيته ، فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن : إنه قارئٌ لكتاب اللهعزوجل فقيه في دين الله سبحانه ، فأذني له فليسلم عليك وليودعك! فقالت : فأذن له إن شئت؟ فأذن له ، فدخل ابن عباس وسلم ، ثم جلس فقال : أبشري يا أمَّ المؤمنين [فو الله] ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى وَنَصَب ، أو قال وصب ، فتلقى الأحبة محمداًعليه‌السلام وحزبه ، أو قال

__________________

[٦٣٦] إسناده ضعيف : عطاء الخراساني : قال الحافظ في التقريب : صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس.

وأخرجه ابن جرير (١٨ / ٧٧) من طريق محمد بن إسحاق.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.

[٦٣٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٤ / ٨ ـ ٩) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٥ / ٦٩) وأحمد في مسنده (١ / ٢٢٠ ، ٦٣٧)

٣٣٣

وأصحابه ، إلا أنْ يفارق الروح جسده ، كنتِ أحبَّ أزواج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إليه ، ولم يكن ليحب إلا طَيباً ، وأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سموات ، فليس في الأرض مسجد إلا وهو يتلى فيه آناء الليل والنهار ، وسقطت قلادتك ليلة الأبْوَاء فاحتبس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها ، أو قال [في] طلبها حتى أصبح الناس على غير ماء ، فأنزل الله تعالى :( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) الآية ، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك ، فو الله إنك لمباركة. فقالت : دعني يا ابن عباس من هذا ، فو الله لَوَدِدْتُ أني كنت نِسْياً مَنْسِياً.

[٣٢٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ) الآية. [٢٧ ، ٢٩]

٦٣٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثّعْلَبي ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد [ابن عبد الله] الدِّينوَرِي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك ، قال : أخبرنا الحسين بن سَخْتَوَيَهْ ، قال : حدَّثنا عمر بن ثور وإبراهيم بن [أبي] سفيان ، قالا : حدَّثنا محمد بن يوسف الفِرْيَابي ، قال : حدَّثنا قيس ، عن أشعث بن سوار ، عن [عدي] بن ثابت ، قال :

جاءت امرأة من الأنصار ، فقالت : يا رسول الله إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد ، لا والد ولا ولد ، فيأتي الأب فيدخل عليّ ، وإنه لا يزال يدخل عليّ رجل من أهلي وأنا على تلك الحال ، فكيف أصنع؟ فنزلت هذه الآية :( لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ) الآية.

قال المفسرون : فلما نزلت هذه الآية ، قال أبو بكر الصديقرضي‌الله‌عنه : يا رسول الله ، أفرأيت الخانات والمساكن في طرق الشام ليس فيها ساكن؟ فأنزل

__________________

[٦٣٨] إسناده ضعيف : أشعث بن سوار ضعيف [تقريب ١ / ٧٩).

وعزاه في الدر (٥ / ٣٨) للفريابي وابن جرير.

٣٣٤

الله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ) الآية.

[٣٢٤]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ ) الآية [٣٣].

٦٣٩ ـ نزلت في غلامٍ لحُوَيْطب بن عبد العُزَّى ، يقال له : صُبَيْح ، سأل مولاه أن يكاتبه ، فأبى عليه. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فكاتبه حُوَيْطب على مائة دينار ، ووهب له منها عشرين ديناراً ، فأداها ، وقتل يوم حُنَين في الحرب.

[٣٢٥]

قوله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) الآية. [٣٣].

٦٤٠ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطُّوسِي قال حدَّثنا محمد بن حمدان قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال :

كان عبد الله بن أبيّ يقول لجارية له : اذهبي فابغينا شيئاً ، فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى قوله :( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

رواه مسلم عن أبي كُرَيب ، عن أبي معاوية.

٦٤١ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا

__________________

[٦٣٩] عزاه في الدر (٥ / ٤٥) لابن السكن في معرفة الصحابة.

[٦٤٠] أخرجه مسلم في كتاب التفسير (٢٦ ، ٢٧ / ٣٠٢٩) ص ٢٣٢٠ وابن جرير (١٨ / ١٠٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٤٦) لابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والدارقطني وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦٤١] مرسل.

٣٣٥

محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن أبي أَوَيْس ، قال : حدَّثنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عمر بن ثابت :

أن هذه الآية :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) نزلت في مُعَاذَةَ ، جارية عبد الله بن أبيّ بن سَلُول.

٦٤٢ ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عياش بن الوليد ، حدَّثنا عبد الأعلى ، حدَّثنا محمد بن إسحاق ، حدَّثنا الزُّهْري ، عن عمر بن ثابت ، قال :

كانت مُعاذَة جارية لعبد الله بن أبيّ [ابن سلول] وكانت مسلمَةً ، فكان يستكرهها على البغاء ، فأنزل الله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى آخر الآية.

٦٤٣ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : حدَّثنا أبو القاسم البَغَوِيّ ، قال : حدَّثنا داود بن عمرو ، قال : حدَّثنا منصور بن [أبي] الأسود ، عن الأعمش ، عن أبي نَضرَة ، عن جابر ، قال :

كان لعبد الله بن أبيّ جاريةٌ يقال لها : مُسَيْكَةُ ، فكان يُكْرِهها على البغاء ، فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى آخر الآية.

وقال المفسرون : نزلت في مُعَاذَة ومُسَيْكَة ، جاريتي عبد الله بن أبيّ المنافق ، كان يُكرِهُهما على الزنا لضريبة يأخذها منهما ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية يؤاجرون إماءهم ، فلما جاء الإسلام قالت مُعَاذة لمسيكة : إن هذا الأمر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين : فإن يَكُ خيراً فقد استكثرنا منه ، وإن يَكُ شراً فقد آنَ لنا [أن] نَدَعَهُ. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٣ م ـ وقال مُقَاتل : نزلت في ست جوار لعبد الله بن أبيّ ـ كان يكرهُهن

__________________

[٦٤٢] مرسل.

[٦٤٣] انظر رقم (٦٤٠)

[٦٤٣١] م مرسل.

٣٣٦

على الزنا ، ويأخذ أجورهن ـ وهُنّ : مُعَاذَة ، ومُسَيْكَة ، وأمَيْمَة ، وعمْرَة ، وأَرْوَى ، وقُتَيْلَةُ. ـ فجاءت إحداهن ذات يوم بدينار ، وجاءت أخرى ببرد فقال لهما : ارجعا فازنيا ، فقالتا : والله لا نفعل ، قد جاءنا الله بالإسلام ، وحرم الزنا ، فأتيا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وَشَكَتَا إليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٤ ـ أخبرنا الحاكم أبو عمرو محمد بن عبد العزيز ـ فيما كَتَب إليَّ ـ أن أحمد بن الفضل الحدادي أخبرهم ، عن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : حدَّثنا مَعْمَر ، عن الزّهْرِي :

أن رجلاً من قريش أسِرَ يوم بدر ، وكان عند عبد الله بن أبيّ أسيراً ، وكانت لعبد الله جاريةٌ يقال لها : مُعاذة ، فكان القرشي الأسير يُرَاوِدُها عن نفسها ، وكانت تمتنع منه لإسلامها. وكان ابن أبيّ يُكرِهُها على ذلك ويضربها رَجَاء أن تحمل من القرشي ، فيطلبَ فداءَ ولده فقال الله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) إلى قوله :( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قال : أغفر لهن ما أُكْرِهْن عليه.

[٣٢٦]

قوله تعالى :( وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) الآية. [٤٨].

٦٤٥ ـ قال المفسرون : هذه الآية والتي بعدها [نزلتا] في بِشْرٍ المُنَافِق وخَصمِه اليهودي ، حين اختصما في أرض ، فجعل اليهودي يَجُرُّه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليحكم بينهما ، وجعل المنافق يَجُرُّه إلى كعب بن الأشْرَف ويقول : إن محمداً يَحيفُ علينا. وقد مضت هذه القصة عند قوله :( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ) في سورة النساء.

__________________

[٦٤٤] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٠٣).

وعزاه في الدر (٥ / ٤٧) لابن جرير وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٤٥] بدون إسناد.

٣٣٧

[٣٢٧]

قوله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) الآية. [٥٥].

٦٤٦ ـ روى الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، في هذه الآية ، قال :

مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة عَشْرَ سنين ـ بعد ما أوحى الله إليه ـ خائفاً هو وأصحابه ، يدعون إلى الله سبحانه سراً وعلانية. ثم أمر بالهجرة إلى المدينة ، وكانوا بها خائفين : يُصْبِحُون في السلاح ، ويُمْسُون في السلاح. فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، ما يأتي علينا يومٌ نأمن فيه ونضع فيه السلاح؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لن تلبثوا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملإِ العظيم مُحْتبياً ليست فيهم حديدة. فأنزل الله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى آخر الآية. فأظهر الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على جزيرة العرب ، فوضعوا السلاح وأمنوا. ثم قبض الله تعالى نبيه ، فكانوا آمنين كذلك في إمارة أبي بكر ، وعمر ، وعثمانرضي‌الله‌عنهم ، حتى وقعوا فيما وقعوا فيه ، وكفروا النعمة ، فأدخل الله تعالى عليهم الخوف ، وغيروا فغير الله [تعالى ما] بهم.

٦٤٧ ـ أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب ، قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن النَّصْرَابَاذِيّ ، قال حدثنا أحمد بن سعيد الدَّارِميّ ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، قال : حدثنا أبي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبيّ بن كعب ، قال :

قدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه المدينة ، وآوتهم الأنصار ـ رمتهم العرب عن قوس واحدة : فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ، ولا يصبحون إلا فيه ، فقالوا : أترون أنا

__________________

[٦٤٦] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٥٥) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.

[٦٤٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٠١) وصححه ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٨٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٥٥) لابن المنذر والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.

٣٣٨

نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا اللهعزوجل ؟ فأنزل الله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى قوله :( وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) يعني بالنعمة.

رواه الحاكم [أبو عبد الله] في صحيحه عن محمد بن صالح بن هانئ ، عن أبي سعيد بن شاذان ، عن الدارمي.

[٣٢٨]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) الآية. [٥٨].

٦٤٨ ـ قال ابن عباس : وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم غلاماً من الأنصار يقال له : مُدْلج بن عمرو ـ إلى عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، وقت الظهيرة ، ليدعوَه. فدخل فرأى عمر بحالةٍ كرهَ عمرُ رؤيتَه ذلك ، فقال : يا رسول الله ، وددت لو أن الله تعالى أمرنا ونهانا في حال الاستئذان. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٩ ـ وقال مقاتل : نزلت في أسماء بنت مَرْثَدِ ، كان لها غلام كبير ، فدخل عليها في وقت كرهته ، فأتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها ـ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

[٣٢٩]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ ) [٦١].

٦٥٠ ـ قال ابن عباس : لما أنزل الله تبارك وتعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ) تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج ، وقالوا : الطعام أفضل الأموال ، وقد نهى الله تعالى عن أكل

__________________

[٦٤٨] بدون سند.

[٦٤٩] عزاه في الدر (٥ / ٥٥) لابن أبي حاتم.

[٦٥٠] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٨) من طريق علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

وعزاه في الدر (٥ / ٥٨) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.

٣٣٩

المال بالباطل ، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥١ ـ وقال سعيد بن جُبَير والضّحّاك.

كان العُرجَان والعُميان يتنزهون عن مُؤاكَلَةِ الأصحاء ، لأن الناس يتقذَّرُونهم ، ويكرهون مُؤاكَلَتهم ، وكان أهل المدينة لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا أعرج ولا مريض ، تَقَذّراً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥٢ ـ وقال مجاهد : نزلت هذه الآية ترخيصاً للمرضى والزَّمْنَى في الأكل من بيوت مَنْ سَمَّى الله تعالى في هذه الآية ، وذلك أن قوماً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا إذا لم يكن عندهم ما يُطْعِمُونَهم ، ذهبوا بهم إلى بيوت آبائهم ، وأمهاتهم أو بعض من سمى الله تعالى في هذه الآية ، فكان أهل الزَّمَانَةِ يَتَحرجُون من أن يطعموا ذلك الطعام ، لأنه أطعمهم غيرُ مالِكيِه ، ويقولون : إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثنا مالك عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب : أنه كان يقول في هذه الآية.

أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم ، وكانوا يأمرونهم أن يأكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك ، فكانوا يقفون أن يأكلوا منها ، ويقولون : نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٦٥١] مرسل. أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٨) عن الضحاك.

[٦٥٢] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٩).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٥٨) لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

[٦٥٣] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٥٨) لعبد بن حميد.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591