أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن6%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428053 / تحميل: 6395
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

فجئنا إلى مَوج من البحر وَسْطَهُ

أحابِيشُ منهم حاسِرٌ وَمُقَنَّعُ

ثلاثةُ آلافٍ ونَحْنُ نَصِيَّةٌ

ثَلَاثُ مِئينَ إِنْ كَثُرْنَا فأرْبَعُ

٤٨٢ ـ وقال الحكم بن عُتَيبة : أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية [من الذهب] ، فنزلت فيه [هذه] الآية.

٤٨٣ ـ وقال محمد بن إسحاق عن رجاله : لما أصيب قريش يوم بدر فرجع فَلّهُم إلى مكة ، ورجع أبو سفيان بعيرهم ـ مشى عبد الله بن أبي ربيعة ، وعِكْرِمة بن أبي جهل ، وصَفْوان بن أمَيّة ، في رجال من قريش أُصِيبَ آباؤُهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر ، فكلّموا أبا سفيان بن حرب ، ومن كانت له في تلك العير تجارة ، فقالوا : يا معشر قريش ، إن محمداً قد وَتَرَكُم وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال الذي أَفْلَتَ على حربه ، لعلنا ندرك منه ثأراً بمن أُصيب منا. ففعلوا ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

[٢٣٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [٦٤]

٤٨٤ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدَّثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ، قال : حدَّثنا صفْوَان بن المغلس ، قال : حدَّثنا إسحاق بن بشر ، قال : حدَّثنا خلف بن خليفة عن [أنس بن] أبي هاشم الرّماني عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

أسلم مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تسعة وثلاثون رجلاً ، ثم إن عمر أسلم فصاروا

__________________

[٤٨٢] عزاه في الدر (٣ / ١٨٤) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٨٣] أخرجه ابن جرير (٩ / ١٦٠).

وعزاه في الدر (٣ / ١٨٤) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

[٤٨٤] إسناده ضعيف : إسحاق بن بشر الكاهلي : قال ابن حبان في المجروحين (١ / ١٣٥) : كان يضع الحديث على الثقات. والحديث أخرجه الطبراني (١٢ / ٦٠) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٢٨) وقال : فيه إسحاق بن بشر الكاهلي وهو كذاب. وعزاه في الدر (٣ / ٢٠٠) للطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه.

٢٤١

أربعين ، فنزل جبريلعليه‌السلام بقوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

[٢٣٥]

قوله تعالى :( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) الآية [٦٧]

٤٨٥ ـ قال مجاهد : كان عمر بن الخطاب يرى الرأي فيوافق رأيه ما يجيء من السماء ، وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، استشار في أسَارَى بدر ، فقال المسلمون : يا رسول الله بنو عمك افدهم. فقال عمر لا يا رسول الله اقتلهم. قال فنزلت هذه الآية :( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) .

٤٨٦ ـ وقال ابن عمر : استشار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في الأسارى أبا بكر ، فقال : قومك وعشيرتك ، خلَّ سبيلهم. واستشار عمر فقال : اقتلهم. فَفَادَاهمْ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأَنزل الله تعالى :( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) إلى قوله تعالى :( فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً ) قال : فلقي النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عمر ، فقالَ : كاد أن يصيبنا في خِلَافِكَ بلاء.

٤٨٧ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحِيرِي ، قال : أخبرنا حاجب بن

__________________

[٤٨٥] هذا الأثر يتفق مع قول عمر بن الخطاب : وافقت ربيعزوجل في ثلاث إلخ أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٤)

[٤٨٦] ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه مسنداً الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٢٩) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله : صحيح على شرط مسلم.

قلت : في إسناده إبراهيم بن مهاجر : قال يحيى القطان : لم يكن بقوي ، وضعفه يحيى بن معين وقال ابن حبان في الضعفاء والمجروحين (١ / ١٠٢) : كثير الخطأ تستحب مجانبة ما انفرد من الروايات.

وقال ابن عدي : هو عندي أصلح من إبراهيم الهجري وحديثه يكتب في الضعفاء.

وعلى ذلك : هذا الحديث لا يصل إلى درجة الصحة.

والحديث عزاه السيوطي في الدر (٣ / ٢٠٢) لأبي نعيم في الحلية والحاكم.

[٤٨٧] أخرجه الترمذي في الجهاد (١٧١٤) وفي التفسير (٣٠٨٤) وقال : حسن ، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.

٢٤٢

أحمد ، قال : حدَّثنا محمد بن حماد ، قال : حدَّثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن عمرو بن مُرَّة ، عن أبي عُبيدة ، عن عبد الله ، قال :

لما كان يوم بدر وجيء بالأسارى ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟

فقال أبو بكر : يا رسول الله قومك وأهلك ، استبقهم واسْتَأْنِ بهم ، لعل اللهعزوجل [أن] يتوب عليهم.

وقال عمر : كذّبوك وأخرجوك ، فقدِّمهم فاضرب أعناقهم.

وقال عبد الله بن رَوَاحَة : يا رسول الله انظر وادياً كثيرَ الحطب فأدخلهم فيه ، ثم أضرم عليهم ناراً. فقال العباس : قطعت رحمك.

فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يجبهم ثم دخل ، فقال ناس : يأخذ بقول أبي بكر ، وقال ناس : يأخذ بقول عمر ، وقال ناس : يأخذ بقول عبد الله ، ثم خرج عليهم فقال :

إن اللهعزوجل لَيُلينُ قلوبَ رجال فيه حتى تكون ألينَ من اللَّبَن ، وإن اللهعزوجل لَيُشَدِّدُ قلوبَ رجال فيه حتى تكون أشدّ من الحجارة ، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم ، قال :( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى ، قال :( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .

وإن مثلك يا عمر كمثل موسى ، قال :( رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ ) ومثلك يا عمر كمثل نوح ، قال :( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً ) .

__________________

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٨٣) والحاكم (٣ / ٢١) وصححه ووافقه الذهبي ، والطبراني في الكبير (١٠ / ١٧٧) : وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٨٧) وقال : أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ورجاله ثقات ، وعزاه لأبي يعلى وأحمد والطبراني.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٢٠١) لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٢٤٣

ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنتم اليوم عَالة ، أنتم اليوم عَالة ، فلَا ينْقَلِبَنَّ منهم أحدٌ إلا بفداء أو ضرب عنق. قال : فأنزل اللهعزوجل :( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) إلى آخر الآيات الثلاث.

٤٨٨ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا أبو نُوح قُرَاد ، قال : حدَّثنا عَكْرِمة بن عمار ، قال : حدَّثنا سِمَاكٌ الحنَفيِ أبو زُمَيْل ، قال : حدَّثني ابن عباس ، قال : حدَّثني عمر بن الخطاب ، قال :

لما كان يوم بدر والتقوا ، فهزم الله المشركين وقُتِلَ منهم سبعون رجلاً وأسر [منهم] سبعون رجلاً ـ استشار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر وعمر وعلياً ، فقال أبو بكر : يا نبي الله ، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان ، وإني أرى أن تأخذ منهم الفِدْية ، فيكونَ ما أخذنا منهم قُوَّةَ لنا على الكفار ، وعسى الله أن يَهْدِيَهُمْ [للإسلام] ، فيكونوا لنا عضداً. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال : قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكنني من فلان ـ قريب لعمر ـ فأضرب عنقه ، وتمكن علياً من عَقِيل فيضرب عنقه ، وتمكن حمزة من فلان ـ أخيه ـ فيضرب عنقه ، حتى يعلم اللهعزوجل أنه ليس في قلوبنا هَوَادَة للمشركين ، هؤلاء صَنَادِيدهُم وأئمتهم وقادتهم. فَهَوِيَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فأخذ منهم الفداء. فلما كان من الغد قال عمر : غدوت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا هو قاعد وأبو بكر الصديق وإذا هما يبكيان ، فقلت : يا رسول الله ، أخبرني ما ذا يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت [لبكائكما]. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُكَ مِن الفداء ، لقد عُرِضَ عليَّ عذابُكم

__________________

[٤٨٨] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٥٨ / ١٧٦٣) ص ١٣٨٣.

وأبو داود في الجهاد (٢٦٩٠) مختصراً.

والترمذي في التفسير (٣٠٨١) مختصراً.

وأحمد في مسنده (١ / ٣٠ ، ٣٢).

والطحاوي في مشكل الآثار (٤ / ٢٩١).

والبيهقي في الدلائل (٣ / ١٣٧)

٢٤٤

أدنى من هذه الشجرة ـ لشجرة قريبة ـ وأنزل اللهعزوجل :( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) إلى قوله :( لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ ) من الفداء( عَذابٌ عَظِيمٌ ) .

رواه مسلم في الصحيح عن هَنّاد بن السَّرِيّ ، عن ابن مبارك ، عن عكرمة ابن عمار.

[٢٣٦]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى ) الآية [٧٠].

٤٨٩ ـ قال الكلبي : نزلت في العباس بن عبد المطلب ، وعقيِل بن أبي طالب ، ونوفل بن الحارث وكان العباس أُسِرَ يوم بدر ومعه عشرون أوقية من الذهب ، كان خرج بها معه إلى بدر ليطعم بها الناس ، وكان أحد العشرة الذين ضَمِنُوا إطعام أهل بدر ، ولم يكن بلغته النَّوْبَةُ حتى أُسر ، فأُخذتْ معه وأخذها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم منه. قال : فكلمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجعل لي العشرين الأوقية الذهب التي أخذها مني فداء ، فأبى عليَّ وقال : أما شيء خرجت تستعين به علينا فلا. وكلفني فداء ابن أخي عَقِيل بن أبي طالب عشرين أوقية من فضة فقلت له : تركتني والله أسأل قريشاً بكفي والناس ما بقيت ، قال : فأين الذهب الذي دفعته إلى أمِّ الفَضْل [قبل] مخرجك إلى بدر ، وقلت لها : إن حدث بي حدث في وجهي هذا فهو لك ولعبد الله والفضل وقُثَم؟ قال : فقلت : وما يدريك؟ قال : أخبرني الله بذلك. قلت : أشهد إِنك لصادق ، وإني قد دفعت إليها بالذهب ولم يطلع عليه أحد إلا الله ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال العباس : فأعطاني الله خيراً مما أخذ مني ـ كما قال ، عشرين عبداً كلهم يَضْرِبُ بمال كثير مكان العشرين الأوقية ، وأنا أرجو المغفرة من ربي.

__________________

[٤٨٩] الكلبي ضعيف.

٢٤٥

سورة براءة

[٢٣٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى :( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ) [١٢].

٤٩٠ ـ قال ابن عباس : نزلت في (أبي سفيان بن حرب ، والحارث بن هشام ، وسُهَيل بن عمرو ، وعكرِمة بن أبي جهل ، وسائر رؤساء قريش الذين نقضوا العهد) ، وهم الذين هَمُّوا بإخراج الرسول).

[٢٣٨]

قوله تعالى :( ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ ) [١٧].

٤٩١ ـ قال المفسرون : لما أسر (العباس يوم بدر) أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره بالله وقطيعته الرحم ، وأغلظ عَلِيّ له القولَ. فقال العباس : ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا؟ فقال له (عليّ) : ألكم محاسن؟ قال : نعم ، إِنا لنعمر (المسجد الحرام) ، ونَحْجُبُ (الكعبة) ، ونسقي الحاج ، ونفك العَانِي. فأنزل اللهعزوجل رداً على العباس :( ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ ) الآية].

__________________

[٤٩٠] بدون إسناد.

[٤٩١] بدون إسناد.

٢٤٦

[٢٣٩]

قوله تعالى :( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) الآية [١٩]

٤٩٢ ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبيرحمه‌الله ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد الوَزَّان ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد [بن جعفر] بن عبد الله المُنادِي ، قال : أخبرنا أبو داود سليمان بن الأشعث ، قال : حدثنا أبو توبة الرَّبيع بن نافع الحلبي ، قال : حدثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، عن أبي سلام ، قال : حدثنا النعمان بن بشير ، قال :

كنت عند منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أسقي الحَاجَّ ، وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أَعْمُرَ المسجد الحرام ، وقال آخر : الجهاد في سبيل اللهِ أفضل مما قلتم. فزجرهم (عمر) وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو يوم الجمعة. ولكّني إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما اختلفتم فيه. ففعل ، فأنزل الله تعالى :( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) إلى قوله تعالى :( وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .

رواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني ، عن أبي توبة).

٤٩٣ ـ وقال ابن عباس في رواية الوالبي : قال (العباس بن عبد المطلب) حين أسر (يوم بدر) : لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد ، لقد كنا نَعْمُرُ (المسجدَ

__________________

[٤٩٢] أخرجه مسلم في الإمارة (١١١ / ١٨٧٩) ص ١٤٩٩.

وأخرجه أحمد في مسنده (٤ / ٢٦٩) وابن جرير (١٠ / ٦٧).

وزاد نسبته في الدر (٣ / ٢١٨) لأبي داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه.

قلت : لم أجده في أبي داود.

[٤٩٣] الوالبي هو : علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير (١٠ / ٦٧) وزاد نسبته في الدر (٣ / ٢١٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم.

٢٤٧

الحرام) ، ونسقي الحاج ، ونفك العاني. فأنزل الله تعالى :( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) الآية.

٤٩٤ ـ وقال الحسن والشّعبي والقُرَظي : نزلت الآية في (علي ، والعباس ، وطلحة ابن شَيْبَة) : وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه [ولو أشاء بتُّ فيه] وإِليَّ ثيابُ بَيْته. وقال العباس : أنا صاحب السِّقَاية والقائم عليها. وقال علي : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٩٥ ـ وقال ابن سيرين ومُرّة الهمداني : قال (علي للعباس) : ألا تهاجر؟ ألا تلحق بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ فقال : ألست في [شيء] أفضل من الهجرة؟ ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر (المسجد الحرام)؟ فنزلت هذه الآية [ونزل قوله تعالى :( الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا ) الآية].

[٢٤٠]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ ) الآية. [٢٣]

٤٩٦ ـ قال الكلبي : لما أُمِرَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم (بالهجرة إلى المدينة) ، جعل الرجل يقول لأبيه وأخيه وامرأته : إنا قد أمرنا بالهجرة ، فمنهم من يسرع إلى ذلك ويعجبه ، ومنهم من تتعلق به زوجته وعياله وولده فيقولون : ننشدك الله أن تدعنا إلى غير شيء فتضيعنا فنضيع ، فيرقّ فيجلس معهم ويدع الهجرة. فنزل قول الله تعالى يعاتبهم :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ ) الآية.

ونزل في الذين تخلفوا بمكة ولم يهاجروا قوله تعالى :( قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ ) إلى قوله :( فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ ) يعني القتال وفتح مكة.

__________________

[٤٩٤] مرسل.

[٤٩٥] مرسل.

[٤٩٦] الكلبي ضعيف.

٢٤٨

[٢٤١]

ـ قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ ) . [٣٤].

نزلت في العلماء والقراء من (أهل الكتاب) ، كانوا يأخذون الرّشا من سِفْلتهم ، وهي : المآكل التي كانوا يصيبونها من عوامهم.

[٢٤٢]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ ) الآية. [٣٤]

٤٩٧ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقري ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : حدَّثنا محمد بن نصير ، قال : حدَّثنا عمرو بن زُرَارَة ، قال : حدَّثنا هشيم ، قال : حدَّثنا حصين ، عن زيد بن وَهْب ، قال :

مررت بالرَّبَذَةِ فإذا أنا بأبي ذَرّ ، فقلت له : ما أنزلك منزلك هذا؟ قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية :( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ ) فقال معاوية : نزلت في أهل الكتاب ، فقلت : نزلت فينا وفيهم ، وكان بيني وبينه كلام في ذلك ، وكتب إلى عثمان يشكوني فكتب إليَّ عثمان : أن اقدم المدينة. فقدمتها فكثر الناس عليَّ حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك ، فذكرتُ ذلك لعثمان ، فقال : إن شئت تَنَحَّيْتَ وكنتَ قريباً ، فذلك الذي أنزلني هذا المنزل ، ولو أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبِشِيَّاً لسمعت وأطعت ...

رواه البخاري عن قُتَيْبة ، عن جَرير ، عن حُصَين.

ورواه أيضاً عن علي ، عن هُشَيم.

والمفسرون أيضاً مختلفون : فعند بعضهم : أنها في أهل الكتاب خاصة).

__________________

[٤٩٧] أخرجه البخاري في الزكاة (١٤٠٦) وفي التفسير (٤٦٦٠).

وأخرجه النسائي في التفسير (٢٣٨)

٢٤٩

٤٩٨ ـ وقال السدي : هي في أهل القبلة).

٤٩٩ ـ وقال الضحاك : هي عامة في أهل الكتاب والمسلمين).

٥٠٠ ـ قال عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) قال : يريد من المؤمنين).

٥٠١ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار ، قال : حدَّثنا سليمان بن أيوب الطَّبَرَانِي ، قال : حدَّثنا محمد بن داود بن صدقة ، قال : حدَّثنا عبد الله بن مُعافى ، قال : حدَّثنا شَرِيك ، عن محمد بن عبد الله المُرادِي ، عن عمرو بن مُرَّة ، عن سالم بن أبي الجَعْد ، عن ثَوْبان ، قال :

لما نزلت :( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : تباً للذهب والفضة ، قالوا : يا رسول الله فأي المال نكنز؟ قال : قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وزوجةً صالحةً.

[٢٤٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا ) الآية [٣٨].

٥٠٢ ـ نزلت في الحث على (غزوة «تَبُوك») وذلك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما رجع

__________________

[٤٩٨] عزاه في الدر (٣ / ٣٢٣) لابن أبي حاتم.

[٤٩٩] عزاه في الدر (٣ / ٣٢٣) لأبي الشيخ.

[٥٠٠] بدون إسناد.

[٥٠١] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٩٤) وقال : هذا الحديث حسن ، سألت محمد بن إسماعيل فقلت له : سالم بن أبي الجعد سمع ثوبان؟ فقال : لا.

قلت : قال الحافظ في تهذيب التهذيب عن أحمد : لم يسمع سالم من ثوبان ولم يلقه بينهما معدان بن أبي طلحة وليست هذه الأحاديث بصحاح. والحديث أخرجه أحمد في مسنده (٥ / ٢٧٨ ، ٢٨٢) وأخرجه ابن جرير في تفسيره (١٠ / ٨٤).

وزاد نسبته في الدر (٣ / ٢٣٢) لابن ماجة وابن أبي حاتم وابن شاهين وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية. وفاته عزو الحديث لابن جرير.

[٥٠٢] أخرجه ابن جرير (١٠ / ٩٤) عن مجاهد.

وعزاه في الدر (٣ / ٢٣٧) لسنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن مجاهد.

٢٥٠

من الطائف وغزوة حُنَين ، أمر بالجهاد لغزو الروم ، وذلك في زَمان عسرة من الناس وجَدْبٍ من البلاد ، وشدة من الحر ، حين أخرفت النخل وطابت الثمار. فعظم على الناس غزو الروم ، وأحبوا الظلال ، والمقام في المساكن والمال ، وشق عليهم الخروج إلى القتال. فلما علم الله تَثَاقُل الناس أنزل هذه الآية].

[٢٤٤]

قوله تعالى :( انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً ) . [٤١].

نزلت في الذين اعتذروا بالضَّيْعَة والشغل وانتشار الأمر ، فأبى الله تعالى أن يعذرهم دون أن ينفروا ، على ما كان منهم.

٥٠٣ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن علي ، قال : حدَّثنا يحيى بن يحيى ، قال أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن ابن جدعان [وهو علي بن زيد] عن أنس ، قال :

قرأ أبو طلحة( انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً ) فقال : ما أسمع الله عَذَر أحداً فخرج مجاهداً إلى الشام حتى مات.

٥٠٤ ـ وقال السُّدّي : جاء المِقْدَادُ بن الأَسْوَد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان عظيماً سميناً ، فشكا إليه وسأله أن يأذن له ، فنزلت فيه :( انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً ) .

فلما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس ، فنسخها الله تعالى وأنزل :( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى ) الآية.

ثم أنزل في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين قوله تعالى :( لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً ) الآية ، وقوله تعالى :( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً ) وذلك أن

__________________

[٥٠٣] في إسناده : علي بن زيد بن جدعان : قال الحافظ في التقريب : ضعيف وذكره ابن حبان في المجروحين (٢ / ١٠٣).

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ٢٤٦) لابن سعد وابن أبي عمر في مسنده وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه.

وفات السيوطي عزو الحديث لابن جرير (١٠ / ٩٧)

[٥٠٤] مرسل ، وعزاه في الدر (٣ / ٢٤٦) لابن حاتم وأبي الشيخ عن السد.

٢٥١

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما خرج ضرب عسكره على ثَنَّيةِ الوَدَاع ، وضرب (عبد الله بن أُبَيّ) عَسْكَرَه على ذي جُدَّة أسفلَ من ثَنِيَّةِ الوَدَاع ، ولم يكن بأقل العسكرين ، فلما سار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تخلف عنه عبد الله بن أبيّ فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب. فأنزل الله تعالى يعزّي نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً ) الآية.

[٢٤٥]

قوله تعالى :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي ) الآية. [٤٩].

٥٠٥ ـ نزلت في (جَدّ بن قَيْس المنافق) ، وذلك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لَمَا تجهز (لغزوة تبوك) قال له : يا أبا وَهْب ، هل لك في جِلَادِ بني الأصْفَر تتخذ منهم سراري ووُصَفَاء؟ فقال : يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء ، وإني أخشى إن رأيت بنات [بني] الأصفر أن لا أصبر عنهن ، فلا تفتني بهن ، وائذن لي في القعود عنك فأعينَك بمالي ، فأعرض عنه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : قد أذنت لك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

فلما نزلت هذه الآية قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لبني سلمة. وكان الجد منهم ـ : من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا : الجَدُّ بن قيس ، غير أنه بخيل جبان. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وأي داء أدْوَى من البخل ، بل سيدكم الفتى الأبيض ، الجَعْدُ : بِشْرُ بن البَرَاء بن معرور». فقال فيه حسان بن ثابت :

وقال رسول الله والحق لا حق

بمن قال منا : مَن تعدون سيدا

فقلنا له : جدُّ بن قيس على الذي

نبخله فينا وإن كان أنكدا

فقال : وأيّ الداء أدْوَى مِنَ الذي

رميتم به جَدَّاً وعَالَى بها يدَا

وسوَّد بشر بن البرَاءِ بجودِه

وحُقَّ لبشر ذي الندا أن يُسَوَّدَا

__________________

[٥٠٥] ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه الطبراني (١٢ / ١٢٢) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٣٠) وقال فيه يحيى الحماني وهو ضعيف.

قلت في إسناده أيضاً : بشر بن عمارة وهو ضعيف.

وزاد نسبته في الدر (٣ / ٢٤٧) لابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.

وأخرجه ابن جرير (١٠ / ١٠٤) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.

قلت : هذا فيه انقطاع : علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.

٢٥٢

إذا ما أتاه الوفد أنهب ماله

وقال : خذوه إنه عائد غدا

وما بعد هذه الآية كلها للمنافقين إلى قوله تعالى :( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ ) الآية [٦٠].

[٢٤٦]

قوله تعالى :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ) الآية. [٥٨].

٥٠٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثَّعْلبي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن حامد ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال حدَّثنا عبد الرزاق ، قال : حدَّثنا مَعْمَر ، عن الزُّهْرِي ، عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقسم قسماً ، إذ جاءه ابن ذي الخُوَيْصِرَة التَّمِيمِي ، وهو حرْقُوص بن زُهَير أصل الخوارج ، فقال : اعدل فينا يا رسول لله ، فقال : ويلك ، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ فنزلت :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ) الآية. رواه البخاري عن عبد الله بن محمد ، عن هشام عن معمر.

٥٠٧ ـ وقال الكلبي : نزلت في المؤلفة قلوبهم ، وهم المنافقون ، قال رجل

__________________

[٥٠٦] أخرجه البخاري في كتاب المناقب (٣٦١٠) وفي كتاب الأدب (٦١٦٣) وفي كتاب استتابة المرتدين (٦٩٣٣).

وأخرجه مسلم في الزكاة (١٤٨ / ١٠٦٤) ص ٧٤٤.

وأخرجه النسائي في التفسير (٢٤٠).

وزاد المزي في تحفة الأشراف (٤٤٢١) للنسائي في فضائل القرآن.

وأخرجه ابن ماجة في السنة (١٦٨).

وأخرجه ابن جرير (١٠ / ١٠٩).

وأخرجه أحمد في مسنده (٣ / ٥٦) والبيهقي في السنن (٨ / ١٧١).

وعزاه في الدر (٣ / ٢٥٠) للبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه.

وفاته عزو الحديث لأحمد والبيهقي.

[٥٠٧] الكلبي ضعيف ، وما ذكره مر في الحديث السابق.

٢٥٣

[منهم] يقال له : أبو الجَوَّاظ ، للنبيعليه‌السلام : لم تقسم بالسوية ، فأنزل الله تعالى( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ) .

[٢٤٧]

قوله تعالى :( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ) الآية [٦١].

نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويقولون [فيه] ما لا ينبغي ، فقال بعضهم : لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقعَ بنا ، فقال الجلاس بن سويد : نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فإنما محمد أذن سامعة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٠٨ ـ وقال محمد بن إسحاق بن يسار وغيره : نزلت في رجل من المنافقين يقال له : نَبْتَل بن الحارث ، وكان رجلاً أدلم أحمر العينين ، أسفع الخدين ، مشوه الخلقة. وهو الذي قال [فيه] النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أراد أن ينظر الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث. وكان ينم بحديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المنافقين ، فقيل له :

لا تفعل ، فقال : إنما محمد أذن مَنْ حدَّثه شيئاً صدَّقه ، نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٠٩ ـ وقال السّدّي : اجتمع ناس من المنافقين ـ فيهم جُلَاس بن سُوَيد بن الصامت ، ووديعة بن ثابت ـ فأرادوا أن يقعوا في النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعندهم غلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس ، فحَقَرُوه فتكلموا وقالوا : [والله] لئن كان ما يقوله محمد حقاً لنحن شر من الحمير. [فغضب الغلام فقال : والله إن ما يقول محمد حق وإنكم لشر من الحمير] ثم أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره ، فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامراً كذاب ، وحلف عامر أنهم كذبة ، وقال : اللهم لا تفرَّق بيننا حتى تبيَّن صِدْقَ

__________________

[٥٠٨] أخرجه ابن جرير (١٠ / ١١٦) عن ابن إسحاق ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٥٣) وعزاه لابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٥٠٩] مُرسل. وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ٢٥٣) لابن أبي حاتم.

٢٥٤

الصادق من كذب الكاذب. فنزلت فيهم( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ) ونزل قوله تعالى :( يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ ) .

[٢٤٨]

قوله تعالى :( يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ ) الآية [٦٤].

٥١٠١ م ـ قال السُّدِّي : قال بعض المنافقين : والله لوددت أني قُدِّمت فَجُلِدْتُ مائة ولا ينزل فينا شيء يفضحنا ، فأنزل الله هذه الآية.

٥١٠ م ـ وقال مجاهد : كانوا يقولون القول بينهم ، ثم يقولون : عسى الله أن لا يفشي علينا سرنا.

[٢٤٩]

قوله تعالى :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ) الآية. [٦٥].

٥١١ ـ قال قتادة : بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة تبوك ، وبين يديه ناس من المنافقين ، إذ قالوا : أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات هيهات له ذلك ، فأطلع الله نبيه على ذلك فقال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : احبسوا عليَّ الرَّكْبَ ، فأتاهم فقال : قلتم كذا وكذا ، فقالوا : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥١٢ ـ قال زَيْد بن أَسْلَم ، ومحمد بن كعب : قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ، ولا أكذب ألْسُناً ، ولا أجبن عند

__________________

[٥١٠١] مرسل.

[٥١٠] م مرسل.

[٥١١] مرسل ، وعزاه في الدر (٣ / ٢٥٤) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

وأخرجه ابن جرير (١٠ / ١١٩)

[٥١٢] بدون إسناد.

٢٥٥

اللقاء ـ يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ـ فقال له عوْفُ بن مالك : كذبت ، ولكنك منافق ، لأخْبِرَنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فذهب عوف ليخبره ، فوجد القرآن قد سبقه ، فجاء ذلك الرجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد ارتحل وركب ناقته ، فقال : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ، ونتحدث بحديث الركب نقطع به عنا الطريق.

٥١٣ ـ أخبرنا أبو نصر محمد [بن محمد] بن عبد الله الجَوْزَقِي ، أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر ، حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني ، حدثنا محمّد بن ميمون الخياط ، حدثنا إسماعيل بن داود المهْرَجَاني ، حدثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :

رأيت عبد الله بن أبيّ يسير قدَّام النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم والحجارة تَنْكُبُه وهو يقول : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :( أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ ) .

[٢٥٠]

قوله تعالى :( يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا ) الآية. [٧٤].

٥١٤ ـ قال الضحاك : خرج المنافقون مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى تبوك فكانوا إذا خلا بعضهم إلى بعضه سبوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ، وطعنوا في الدين ، فنقَل ما قالوا حذيفةُ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال [لهم] رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغني عنكم؟ فحلفوا ما قالوا شيئاً من ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية إكذاباً لهم.

٥١٥ ـ وقال قتادة : ذكر لنا أن رجلين اقتتلا ، رجل من جُهَيْنَة ورجل من

__________________

[٥١٣] إسناده ضعيف : إسماعيل بن داود : ضعيف ، ذكره ابن حبان في المجروحين [١ / ١٢٩] وذكر هذا الحديث من منكراته.

وعزاه في الدر (٣ / ٢٥٤) لابن المنذر وابن أبي حاتم والعقيلي في الضعفاء وأبي الشيخ وابن مردويه والخطيب في رواة مالك.

[٥١٤] مرسل ، الدر (٣ / ٢٥٩) وعزاه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٥١٥] مرسل ، الدر (٣ / ٢٥٨) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٢٥٦

غفار ، فظهر الغِفَارِيّ على الجُهَيْنيّ ، فنادى عبد الله بن أبيّ : يا بني الأوْس ، انصروا أخاكم فو الله ما مَثلُنَا ومثَلُ محمد إلا كما قال القائل : سمَّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْك ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعَزُّ منها الأذل ، فسمع بها رجل من المسلمين ، فجاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره فأرسل إليه ، فجعل يحلف بالله ما قال : فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٥١]

قوله تعالى :( وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ) [٧٤].

٥١٦ ـ قال الضحاك : هموا أن يدفعوا [النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] ليلة العَقَبَة ، وكانوا قوماً قد أجمعوا على أن يقتلوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهم معه. فجعلوا يلتمسون غِرّته ، حتى أخذ في عَقَبَة ، فتقدَّم بعضهم ، وتأخر بعضهم ، وذلك كان ليلاً ، قالوا : إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي ، وكان قائده في تلك الليلة عمّار بن ياسر ، وسائقه حُذَيفة ، فسمع حُذَيفة وقع أخفاف الإبل ، فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين ، فقال : إليكم [إليكم] يا أعداء الله ، فأمسكوا ومضى النبيعليه‌السلام حتى نزل منزلة الذي أراد ، فأنزل الله تعالى قوله :( وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ) .

[٢٥٢]

قوله تعالى :( وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا ) [٧٥].

٥١٧ ـ أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر ، قال : حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الجوْنيّ ، قال :

__________________

[٥١٦] مرسل.

[٥١٧] إسناده ضعيف جداً : معان بن رفاعة السلامي : قال ابن حبان : منكر الحديث [مجروحين ٣ / ٣٦] ، القاسم بن عبد الرحمن : منكر الحديث [مجروحين ٢ / ٢١١] ، علي بن يزيد أبي عبد الملك : ضعيف والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (٨ / ٢٦٠) والبيهقي في الدلائل (٥ / ٢٨٩) وابن جرير (١٠ / ١٣٠) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٣١ ـ ٣٢) وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٢٦٠) للحسن بن سفيان وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والعسكري في الأمثال وابن مندة والباوردي وأبي نعيم في معرفة الصحابة وابن مردويه وابن عساكر.

٢٥٧

حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا محمد بن شعيب ، قال : حدثنا معاذ بن رفاعة السّلامي ، عن أبي عبد الملك علي بن يزيد ، أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن،عن أبي أمامة الباهلي :

أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ويحك يا ثعلبة ، قليلٌ تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ، ثم قال مرة أخرى : أما تَرْضى أن تكون مثلَ نبي الله ، فو الذي نفسي بيده ، لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهباً لسالت. فقال : والذي بعثك بالحق [نبياً] لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً لأوتِيَنَّ كلَّ ذي حق حقه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم ارزق ثعلبة مالاً. فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل وادياً من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ، ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلوات إلا الجمعة ، وهي تنمو كما ينمو الدود ، حتى ترك الجمعة ـ فسأل رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ما فعل ثعلبة؟ فقال : اتخذ غنماً وضاقت عليه المدينة ، وأخبره بخبره ، فقال : يا ويح ثعلبة ـ ثلاثاً ـ وأنزل اللهعزوجل :( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها ) وأنزل فرائض الصدقة ، فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلين على الصَّدقَة ـ رجلاً من جُهَيْنَةَ ورجلاً من بني سليم ـ وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة ، وقال لهما : مُرا بثعلبة وبفلان ـ رجل من بني سليم ـ فخذا صدقاتهما. فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول اللهعليه‌السلام فقال ثعلبة : ما هذه إلا جزية! ما هذه إلا أخت الجزية! ما أدري ما هذا! انطلقا حتى تَفْرُغَا ثم تعودا إليَّ. فانطلقا وأخبرا السلمي ، فنظر إلى خِيَارِ أسْنَان إبله فعزلها للصدقة ، ثم استقبلهم بها ، فلما رأوها قالوا : ما يجب هذا عليك ، وما نريد أن نأخذ هذا منك. قال : بل يخذوه ، فإن نفسي بذلك طَيِّبَة ، وإنما هي إبلي. فأخذوها منه ، فلما فرغا من صدقتهما رجعا حتى مَرَّا بثعلبة ، فقال : أروني كتابكما [حتى] أنظر فيه ، فقال : ما هذه إلا أخت الجزية! انطلقا حتى أرى رأْيي. فانطلقا حتى أتيا النبيعليه‌السلام ، فلما رآهما قال : يا ويح ثعلبة ، قبل أن يكلمهما ، ودعا للسُّلَمِيّ ، بالبركة. وأخبروه بالذي صنع ثعلبة ، والذي صنع السلمي ، فأنزل اللهعزوجل :( وَمِنْهُمْ مَنْ

٢٥٨

عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَ ) إلى قوله تعالى :( وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ ) وعند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من أقارب ثعلبة ، فسمع ذلك فخرج حتى أتى ثعلبة فقال : ويحك يا ثعلبة ، قد أنزل الله تعالى فيك كذا وكذا. فخرج ثعلبة حتى أتى النبيعليه‌السلام فسأله أن يقبل منه صدقته ، فقال : إن الله قد منعني أن أقبل [منك] صدقتك ، فجعل يَحْثُو التراب على رأسه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هذا عملك! قد أمرتك فلم تطعني. فلما أبي أن يقبل منه شيئاً رجع إلى منزله. وقُبِضَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يقبل منه شيئاً ، ثم أتى أبا بكر حين استخْلِفَ فقال : قد علمت منزلتي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وموضعي من الأنصار ، فاقبل صدقتي ، فقال : لم يقبلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا أقبلها؟ فقُبِضَ أبو بكر وأبى أن يقبلها. فلما ولي عمر بن الخطاب أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، اقبل صدقتي. فقال : لم يقبلها رسول اللهعليه‌السلام ، ولا أبو بكر وأنا أقبلها منك؟ فلم يقبلها. وقُبِضَ عمر ثم ولي عثمان فأتاه فسأله أن يقبل صدقته ، فقال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يقبلها ولا أبو بكر ولا عمر وأنا أقبلها [منك]؟ فلم يقبلها عثمان ، وهلك ثعلبة في خلافة عثمان.

[٢٥٣]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ ) الآية. [٧٩].

٥١٨ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا أبو علي الفقيه ، أخبرنا أبو علي محمد بن سليمان المالكي ، قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العِجْلي ، حدثنا شُعْبَة ، عن سليمان عن أبي وائل ، عن أبي مسعود ، قال :

__________________

[٥١٨] أخرجه البخاري في الزكاة (١٤١٥) وفي التفسير (٤٦٦٨) وأخرجه مسلم في الزكاة (٧٢ / ١٠١٨) ص ٧٠٦.

وأخرجه النسائي في الزكاة (٥ / ٥٩) وأخرجه في التفسير (٢٤٣) وأخرجه ابن ماجة في الزهد (٤١٥٥) ببعضه. وابن جرير (١٠ / ١٣٦).

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ٢٦٢) للبخاري ومسلم وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.

٢٥٩

لما نزلت آية الصدقة [كنا نُحَامِل ، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير ، فقالوا : مرائي ، و] جاء رجل فتصدق بصاع فقالوا : إن الله لغني عن صاع هذا ، فنزلت :( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ) رواه البخاري عن أبي قُدَامة : عُبيد الله بن سعيد ، عن أبي النعمان.

٥١٩ ـ وقال قتادة ، وغيره : حث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصدقة ، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم ، وقال : يا رسول الله ، ما لي ثمانية آلاف جئتك بنصفها فاجعلها في سبيل الله ، وأمسكت نصفها لعيالي. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت ـ فبارك الله في مال عبد الرحمن حتى إنه خلَّف امرأتين يوم مات فبلغ ثُمْنُ ماله لهما مائةً وستين ألف درهم ـ وتصدق يومئذٍ عاصم بن عَدِي بن العَجْلان بمائة وسق من تمر ، وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع من تمر وقال : يا رسول الله بت ليلتي أجر بالجرير الماء حتى نلت صاعين من تمر ، فأمسكت أحدهما لأهلي وأتيتك بالآخر ، فأمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن يَنْثُرَهُ في الصدقات ، فلمزهم المنافقون وقالوا : ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء ، وإن كان الله ورسوله غنيين عن صاع أبي عقيل ، ولكنه أحب أن يذكر نفسه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٥٤]

قوله تعالى :( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً ) الآية. [٨٤].

٥٢٠ ـ حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ إملاء ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن نصر ، أخبرنا يوسف بن عاصم الرَّازي ، حدثنا العباس بن

__________________

[٥١٩] مرسل.

[٥٢٠] أخرجه البخاري في كتاب الجنائز (١٢٦٩) وفي كتاب اللباس (٥٧٩٦) وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥ مكرر / ٢٤٠٠) ص ١٨٦٥ وفي صفات المنافقين وأحكامهم (٤ / ٢٧٧٤) ص ٢١٤١ والترمذي في التفسير (٣٠٩٨) والنسائي في المجتبى في الجنائز (٤ / ٣٧) وفي التفسير (٢٤٤) وابن ماجة في الجنائز (١٥٢٣) والبيهقي في السنن (٣ / ٤٠٢) ، (٨ / ١٩٩) وفي الدلائل (٥ / ٢٨٧) وأخرجه ابن جرير (١٠ / ١٤١).

وزاد نسبته في الدر (٣ / ٢٦٦) لابن أبي حاتم وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.

٢٦٠

الوليد النَّرْسِي ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا عُبَيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال :

لما توفي عبد الله بن أُبيّ ، جاء ابنه إلى رسول الله صلوات الله عليه ، وقال : أعطني قميصك حتى أكفنه فيه ، وصلّ عليه ، واستغفر له. فأعطاه قميصه ، ثم قال : آذني حتى أصلي عليه ، فآذنه. فلما أراد أن يصلي عليه جَذَبَهُ عمرُ بن الخطاب ، وقال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟ فقال : أنا بين خِيرَتَيْن ، أسْتَغْفِرْ لهم أو لَا أسْتَغْفِر. فصلى عليه ، ثم نزلت عليه هذه الآية :( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ) فترك الصلاة عليهم.

رواه البخاري عن مسدد.

ورواه مسلم عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد ، كلاهما عن يحيى بن سعيد.

٥٢١ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النَّصرابَاذِي ، أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي [قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي] عن محمد بن إسحاق ، حدثنا الزُّهْري ، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود ، عن ابن عباس ، قال :

سمعت عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، يقول : لما توفي عبد الله بن أبيّ دُعِيَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم للصلاة عليه ، فقام إليه يريد الصلاة ، فلما وقف عليه تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله ، أعلى عدوِّ الله عبد الله بن أبيّ القائل يوم كذا كذا وكذا؟ ـ أعدّد أيامه ـ ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتبسم ، حتى إذ أكثرت عليه ، قال : أخِّرْ عَني يا عمر ، إني خُيِّرت فاخترت ، قد قيل لي :

__________________

[٥٢١] أخرجه البخاري في الجنائز (١٣٦٦) وفي التفسير (٤٦٧١) ومعلقا في التفسير (عقب ٤٦٧١) وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٣٠٩٧) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٢٤٥) وفي الجنائز (٤ / ٦٧).

وأحمد في مسنده (١ / ١٦) والبغوي في تفسيره (٢ / ٣١٦).

وأخرجه البيهقي في السنن (٨ / ١٩٩)

٢٦١

( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ) لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له ، لزدت. قال : ثمصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومشى معه ، فقام على قبره حتى فرغ منه. قال : فعجبت لي وجراءتي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واللهُ ورسولُه أعلم ، قال : فو الله ما كان إلا يسيراً حتى نزل :( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ) الآية [قال] : فما صلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره ، حتى قبضه الله تعالى.

قال المفسرون : وكُلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما فُعِل بعبد الله بن أبي ، فقال : وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله ، والله إني كنت أرجو أن يُسْلِمَ به ألف من قومه.

[٢٥٥]

قوله تعالى :( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) الآية. [٩٢].

٥٢٢ ـ نزلت في البكائين ، وكانوا سبعة : معقِل بن يَسار ، وصَخْر بن خنيس وعبد الله بن كَعْب الأنصاري ، وعُلْبة بن زيد الأنصاري ، وسالم بن عُمَيْر ، وثَعْلَبَة بن غَنَمة ، وعبد الله بن مُغَفَّل. أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا نبي الله ، إن اللهعزوجل قد ندبنا إلى الخروج معك ، فاحملنا على الخرق المرْقُوعَة والنِّعال المَخْصُوفَة ، نغزو معك. فقال : لا أجد ما أحملكم عليه ، فتولَّوْا وهم يبكون.

٥٢٣ ـ وقال مجاهد : نزلت في بني مُقَرِّن : مَعْقِل وسُوَيْد والنُّعْمَان.

[٢٥٦]

قوله تعالى :( الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً ) الآية. [٩٧].

نزلت في أعاريبَ من أسد وغطفان ، وأعاريبَ من أعراب حاضري المدينة.

__________________

[٥٢٢] بدون إسناد ، وأخرجه ابن جرير (١٠ / ١٤٦) عن محمد بن كعب القرظي.

[٥٢٣] أخرجه ابن جرير (١٠ / ١٤٥ ـ ١٤٦) وعزاه في الدر (٣ / ٢٦٨) لابن سعد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٢٦٢

[٢٥٧]

قوله تعالى :( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ) الآية. [١٠١].

٥٢٤ ـ قال الكلبي : نزلت في جهينة ، ومزينة ، وأشْجَع ، وأسْلَم ، وغِفَار ،( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ) يعني عبد الله بن أبي ، وجَدَّ بن قيس ، ومُعَتب بن قشير والجُلَاس بن سُوَيد ، وأبا عامر الراهب.

[٢٥٨]

قوله تعالى :( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ) الآية. [١٠٢].

٥٢٥ ـ قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلفوا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة «تبوك» ، ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكِنِّ والظِّلال مع النساء ، ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه في الجهاد! والله لنوثقن أنفسنا بالسَّوارِي فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو [الذي] يطلقنا ويعذرنا. وأوْثَقُوا أنفسهم بسواري المسجد. فلما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرَّ بهم فرآهم فقال : من هؤلاء؟ قالوا : هؤلاء تخلّفوا عنك ، فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم حتى أومر بإطلاقهم ، ولا أعذرهم حتى يكون الله هو يعذرهم ، وقد تخلفوا عني ورغبوا بأنفسهم عن الغزو مع المسلمين. فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلوات الله عليه فأطلقهم ، وعذرهم ، فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله ، هذه أموالنا التي خَلَّفَتْنَا عنك ، فتصدَّق بها عنَّا وطهّرنا واستغفر لنا ، فقال : ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً ، فأنزل اللهعزوجل :( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها ) الآية. [١٠٣].

__________________

[٥٢٤] الكلبي ضعيف ، وقد مرت ترجمته في رقم (١٠)

[٥٢٥] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٣ / ٢٧٢) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. وأخرجه ابن جرير (١١ / ١٠) من طريق الوالبي عن ابن عباس ، والوالبي هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

٢٦٣

وقال ابن عباس : كانوا عشرة رَهْطٍ.

[٢٥٩]

قوله تعالى :( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ ) الآية. [١٠٦].

٥٢٦ ـ نزلت في كَعْب بن مالك ، ومُرَارَة بن الربيع ، أحد بني عمرو بن عوف ، وهلال بن أمية من بني واقف ، تخلّفوا عن غزوة تبوك ، وهم الذين ذكروا في قوله تعالى :( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ) الآية.

[٢٦٠]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ* لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً ) [١٠٧ ، ١٠٨].

٥٢٧ ـ قال المفسرون : إن بني عَمْرو بن عَوْف ، اتخذوا مسجد قُبَاء ، وبعثوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يأتيهم ، فأتاهم فصلى فيه ، فحسدهم إخوتهم بنو غُنْم بن عوف ، وقالوا : نبني مسجداً ونرسل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليصلي فيه كما صلى في مسجد إخواننا ، وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام. وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية وتنصّر ولبس المُسُوح ، وأنكر دين الحنيفية لمَّا قَدِم رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وعاداه ، وسماه النبيعليه‌السلام : أبا عامر الفاسق ، وخرج إلى الشام ، وأرسل إلى المنافقين : أن [أعدوا و] استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح ، وابنوا لي مسجداً فإني ذاهب إلى قيصر ، فآتي بجند الروم ، فأُخرج محمداً وأصحابَه ، فبنوا [له] مسجداً إلى جنب مسجد قُباء ، وكان الذين بنوه اثني عشر

__________________

[٥٢٦] أخرجه ابن جرير (١١ / ١٦) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهو لم يسمع منه. وأخرجه عن مجاهد (١١ / ١٧).

وعزاه في الدر (٣ / ٢٧٦) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٥٢٧] أخرجه ابن جرير (١١ / ١٧) من طريق ابن إسحاق عن الزهري وغيره.

وأخرجه (١١ / ١٩) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وعلى هذا لم يسمع من ابن عباس.

٢٦٤

رجلاً : خِذَام بن خالد ، ومن داره أخرج مسجد الشقاق وثَعْلَبة بن حاطِب ومُعَتب بن قُشَير ، وأبو حَبِيبَة بن الأزعر وعبَّاد بن حُنَيف وجارية بن عامر وابناه مجمع وزيد ، ونَبْتَل بن حارث [وبحْزَج] وبِجَاد بن عثمان ، ووديعة بن ثابت. فلما فرغوا منه أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إنا [قد] بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية ، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه. فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم ، فنزل عليه القرآن ، وأخبره اللهعزوجل خبر مسجد الضرار وما هموا به. فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مالك بن الدُّخْشُم ، ومَعْن بن عَدِيّ ، وعامر بن السَّكَن ، ووَحْشِيَّاً قاتل حمزة ، وقال لهم : انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهلُه ، فاهدموه وأحرقوه. فخرجوا ، وانطلق مالك وأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه ناراً ، ثم دخلوا المسجد وفيه أهله ، فحرقوه وهدموه ، وتفرق عنه أهله. وأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتخذ ذلك كناسة تلقى فيها الجيف والنتن والقمامة.

ومات أبو عامر بالشك وحيداً غريباً.

٥٢٨ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدثنا [أبو] العباس بن إسماعيل بن عبد الله بن مِيكَال ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهْوَازِيّ ، أخبرنا إسماعيل بن زكريا ، حدثنا داود بن الزّبْرِقان ، عن صخر بن جُوَيْرِية عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ، عن أبيها ، قال :

إن المنافقين عرضوا المسجد يبنونه ليُضَاهِئُوا به مسجد قُباء ، وهو قريب منه ، لأبي عامر الراهب ، يرْصُدُونَهُ إذا قَدِمَ ليكون إمامهم فيه. فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله إنا [قد] بنينا مسجداً فصل فيه حتى نتخذه مصلى. فأخذ ثوبه ليقوم معهم ، فنزلت هذه الآية :( لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً ) .

[٢٦١]

قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) الآية. [١١١].

__________________

[٥٢٨] إسناده ضعيف : داود بن الزبرقان متروك [المجروحين ١ / ٢٨٨].

٢٦٥

٥٢٩ ـ قال محمد بن كعب القُرَظِيّ : لما بايعت الأنصار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ليلة العَقَبة بمكة ، وهم سبعون نفساً ـ قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، فقال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم. قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما ذا لنا؟ قال : الجنة ، قالوا : رَبحَ البيعُ ، لا نُقِيلُ ولا نَسْتَقِيلُ. فنزلت هذه الآية.

[٢٦٢]

قوله تعالى :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ) الآية. [١١٣].

٥٣٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشِّيرازِيّ ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهَرَوِيّ ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخُزَاعي ، حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرني شُعَيب ، عن الزُّهرِي ، عن سعيد بن المُسَيّب ، عن أبيه ، قال :

لما حضر أبا طالب الوفاةُ ، دخل عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمَيَّة ، فقال : أي عم ، قل معي : لا إله إلا الله [كلمةً] أُحَاجّ لك بها عند الله. فقال أبو جهل وابن أبي أمية : يا أبا طالب ، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة

__________________

[٥٢٩] أخرجه ابن جرير (١١ / ٢٧) عن محمد بن كعب القرظي.

وعزاه في الدر (٣ / ٢٨٠) لابن جرير.

[٥٣٠] أخرجه البخاري في الجنائز (١٣٦٠) وفي مناقب الأنصار (٣٨٨٤) وفي التفسير (٤٦٧٥) و (٤٧٧٢).

وأخرجه مسلم (٣٩ / ٢٤) ص ٥٤ ، وأخرجه النسائي في المجتبى (٤ / ٩٠) وفي التفسير (٢٥٠) وابن جرير (١١ / ٣٠).

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥ / ٤٣٣).

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ٢٨٢) للبخاري ومسلم وابن أبي شيبة وابن جرير والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

وفاته عزو الحديث لمسند أحمد.

٢٦٦

عبد المطلب ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأستغفِرَنَّ لك مَا لَمْ أَنْهَ عنك فنزلت :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) .

رواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن معمر.

ورواه مسلم عن حَرْمَلة ، عن ابن وهب ، عن يونس ، كلاهما عن الزهري.

٥٣١ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو النَّيْسابُورِي ، أخبرنا الحسن بن علي بن مُؤَمِّل ، أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري ، أخبرنا محمد بن عبد الوهاب قال : أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا موسى بن عبيدة ، قال : أخبرنا محمد بن كعب القرظي ، قال :

بلغني أنه لَمّا اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها ، قالت له قريش : يا أبا طالب ، أرسل إلى ابن أخيك فيُرسلُ إليك من هذه الجنة التي ذكرها ما يكون لك شفاءً! فخرج الرسولُ حتى وجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر جالساً معه ، فقال : يا محمد ، إن عمك يقول [لك] : إني كبير ضعيف سقيم ، فأرسل إليَّ من جَنَّتِكَ هذه التي تذكر ، من طعامها وشرابها شيئاً يكون لي فيه شفاء. فقال أبو بكر : إن الله تعالى حرّمها على الكافرين ، فرجع إليهم الرسول فقال : بلّغت محمد الذي أرسلتموني به ، فلم يُحْرِ إليَّ شيئاً ، وقال أبو بكر : إن الله حرَّمها على الكافرين ، فحملوا أنفسهم عليه ، حتى أرسل رسولاً من عنده فوجده الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إِن الله حرَّم على الكافرين طعامَها وشرابَها.ثم قام في أثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب فوجده مملوءاً رجالاً ، فقال : خلّوا بيني وبين عمي ، فقالوا : ما نحن بفاعلين ، ما أنت أحق به منا ، إن كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك. فجلس إليه فقال : يا عم ، جُزِيتَ عَنّي خيراً [كفلتني صغيراً وحُطْتني كبيراً جزيت عني خيراً] يا عم ، أعني على نفسك بكلمة واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة. قال : وما هي يا ابن أخي؟ قال : قل : لا إله إلَّا الله ، وحده

__________________

[٥٣١] إسناده ضعيف : موسى بن عبيدة ضعيف [مجروحين ٢ / ٢٣٤] وله ترجمة في التاريخ الصغير (٢ / ٨٧)

٢٦٧

لا شريك له. فقال : إِنك لي ناصح ، والله لو لا أن تُعَيِّرَني قريش عنه. فيقال : جَزعَ عمُّك من الموت ، لأقررت بها عينك. قال : فصاح القوم : يا أبا طالب ، أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ. فقال : لا تحدِّث نساء قريش أن عمَّك جزع عند الموت ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني ، واستغفر له بعد ما مات ، فقال المسلمون : ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوِي قراباتنا؟ قد استغفر إبراهيم لأبيه ، وهذا محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم يستغفر لعمه ، فاسْتَغْفَرُوا للمشركين حتى نزل :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى ) .

٥٣٢ ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الحرَّاني ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُعَيم ، حدثنا محمد بن يعقوب الأموي ، حدثنا بحر بن نصر ، حدثنا ابن وهب ، أخبرنا ابن جُرَيج ، عن أيوب بن هانئ ، عن مسروق بن الأجْدَع ، عن عبد الله بن مسعود ، قال

خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ينظر في المقابر وخرجنا معه ، فأمرنا فجلسنا ، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً ، ثم ارتفع [نجيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] باكياً فبكينا لبكائه ، ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب ، فقال : يا رسول الله ، ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا؟ فجاء فجلس إلينا فقال : أفزعكم بكائي؟ فقلنا : نعم [يا رسول الله]. فقال : إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وَهْب ، وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي فيه فاستأذنته في الاستغفار لها فلم يأْذن لي فيه ، ونزل قوله تعالى :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ* وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ ) فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرِّقة ، فذلك الذي أبكاني.

__________________

[٥٣٢] إسناده ضعيف : ابن جريج مدلس وقد عنعنه ، أيوب بن هانئ قال الحافظ في التقريب : صدوق فيه لين ، وقال في تهذيب التهذيب : قال ابن معين ضعيف.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٣٦) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله : أيوب بن هانئ ضعيف.

٢٦٨

[٢٦٣]

قوله تعالى :( وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ) الآية. [١٢٢].

٥٣٣ ـ قال ابن عباس في رواية الكلبي :

لما أنزل الله تعالى عيوب المنافقين لتخلفهم عن الجهاد ، قال المؤمنون : والله لا نتخلف عن غزوة يغزوها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا سَرِيَّة أبداً. فلما أمرَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالسَّرَايا إلى العدو ، نفر المسلمون كافَّة ، وتركوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وحده بالمدينة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٥٣٣] الكلبي ضعيف ، له ترجمة في المجروحين (٢ / ٢٥٣)

٢٦٩

سورة يونس

[٢٦٤]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ ) الآية. [٢].

٥٣٤ ـ قال ابن عباس : لما بعث الله تعالى محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم رسولاً ، أنكرت [عليه] الكفار وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسولُه بشراً مثل محمد. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٦٥]

قوله تعالى :( وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ) الآية. [١٥].

٥٣٥ ـ قال مجاهد : نزلت في مشركي مكة. وقال مقاتل : وهم خمسة نفر : عبد الله بن أبي أُميَّة المخزومي ، والوليد بن المُغِيرة ، ومُكْرَز بن حفص ، وعمرو ابن عبد الله بن أبي قيس العامري ، والعاصي بن عامر ، قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعُزَّى.

٥٣٦ ـ وقال الكلبي : نزلت في المستهزئين ، قالوا : يا محمد ، ائت بقرآن غير هذا فيه ما نسألُك.

__________________

[٥٣٤] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٣ / ٢٩٩) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه. وهو عند ابن جرير (١١ / ٥٨) بسند فيه بشر بن عمارة وهو ضعيف.

[٥٣٥] بدون إسناد.

[٥٣٦] الكلبي متهم بالكذب.

٢٧٠

سورة هود

[٢٦٦]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ) الآية. [٥].

٥٣٧ ـ نزلت في الأخْنَس بن شُرِيق ، وكان رجلاً حلو الكلام ، حلو المنظر يلْقَى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بما يحب ، ويطْوي بقلبه ما يكره. وقال الكلبي : كان يجالس النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيظهر له أمراً يسرُّه ، ويضمر في قلبه خلاف ما يظهر ، فأنزل الله تعالى :( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ) يقول : يُكْمِنُون ما في صدورهم من العداوة لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

[٢٦٧]

قوله تعالى :( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) الآية. [١١٤].

٥٣٨ ـ أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ،

__________________

[٥٣٧] الكلبي ضعيف.

[٥٣٨] أخرجه مسلم في كتاب التوبة (٤٢ / ٢٧٦٣) ص ٢١١٦ وأبو داود في كتاب الحدود (٤٤٦٨) والترمذي في كتاب التفسير (٣١١٢) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٩١٦٢) للنسائي في الرجم في الكبرى.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٤٤٥) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٤١) وابن جرير (١٢ / ٨٠ ، ٨١).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٣٥٢) لعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

٢٧١

قال : حدثنا إبراهيم بن علي ، قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سِمَاك ، عن إبراهيم ، عن علقمة الأسود ، عن عبد الله ، قال :

جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة ، وإني أصبت منها ما دُونَ أن آتيها ، فأنا هذا فاقض فِيَّ بما شئت. قال : فقال عمر : لقد سترك الله لو ستَرْتَ نَفسَك ، فلم يرد عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [شيئاً]. فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً فدعاه ، فتلا عليه هذه الآية ، فقال رجل : يا رسول الله هذا له خاصة؟ قال : لا ، بل للناس كافة.

رواه مسلم عن يحيى [بن يحيى].

ورواه البخاري من طريق يزيد بن زُرَيع.

٥٣٩ ـ أخبرنا عمر بن أبي عمرو ، أخبرنا محمد بن مكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا بشر بن يزيد بن زُرَيع ، قال : حدثنا سليمان التّيمِي عن أبي عثمان النّهْدي ، عن ابن مسعود.

أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر ذلك له ، فأنزل الله تعالى هذه الآية :( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ) إلى آخر الآية. فقال الرجل : إلي هذه؟ قال : لمن عمل بها من أمتي.

٥٤٠ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب

__________________

[٥٣٩] أخرجه البخاري في الصلاة (٥٢٦) وفي التفسير (٤٦٨٧) وذكره معلقاً في ترجمة الباب ٢٦ من كتاب الحدود.

وأخرجه مسلم في كتاب التوبة (٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ / ٢٧٦٣) ص ٢١١٥ ـ ٢١١٦.

والترمذي في كتاب التفسير (٣١١٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٢٦٨).

وابن ماجة في الصلاة (١٣٩٨) وفي الزهد (٤٢٥٤) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٩٣٧٦) للنسائي في الرجم في الكبرى وفي الصلاة في الكبرى.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٨٥ ، ٤٣٠) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٤١) وابن جرير (١٢ / ٨١) ـ وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٣٥٢) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن حبان.

[٥٤٠] أخرجه من هذا الطريق النسائي في التفسير (٢٦٨) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف للنسائي

٢٧٢

الأموي ، قال : حدثنا العباس الدَّوْرِي ، حدثنا أحمد بن حنبل المَرْوَزِيّ ، قال : حدثنا [محمد] بن المبارك ، قال : حدثنا سُوَيد ، قال : أخبرنا عثمان بن مَوْهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي اليسر بن عَمْرو ، قال :

أتتني امرأة ـ وزوجها بَعَثَهُ النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم في بَعْث ـ فقالت : بعني بدرهم تمراً ، قال : فأعجبتني فقلت : إن في البيت تمراً هو أطيب من هذا فالحقيني. فغمزتها وقبّلتها ، فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقصصت عليه الأمر ، فقال : خنت رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بهذا. وأطرق عني ، فظننت أني من أهل النار ، وأن الله لا يغفر لي أبداً. فأنزل الله تعالى :( أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ ) الآية. فأرسل إليّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتلاها عليّ.

٥٤١ ـ أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد السِّجْزِي ، قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرَّازِي ، قال : أخبرنا علي بن عثمان ، وموسى بن إسماعيل ، وعبيد الله بن عاصم ـ واللفظ لعلي ـ قالوا : أخبرنا حماد بن سَلَمة ، قال : حدثنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس :

أن رجلاً أتى عمر فقال له : إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدَّوْلَجَ ، فأصبت منها كل شيء إلا الجماع ، قال : ويحك بَعْلها مُغَيَّبٌ في سبيل الله؟ قلت : أجل ، قال : ائت أبا بكر. [فأتاه] فقال [مثل] ما قال لعمر ، ورد عليه مثل ذلك ، وقال : ائت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فاسأله. فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بعلها مغيب في سبيل الله؟ فقال : نعم. فسكت عنه ، ونزل القرآن :( أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) فقال الرجل : ألي خاصّةً يا رسول الله أم للناس عامة؟

__________________

في الرجم في الكبرى (تحفة ١١١٢٥) وله طريق آخر عند الترمذي فقد أخرجه في التفسير (٣١١٥) من طريق قيس بن الربيع ، وقال الترمذي : قيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره ومن طريق قيس أخرجه الطبراني في الكبير (١٩ / ١٦٥) وابن جرير (١٢ / ٨٢)

[٥٤١] إسناده ضعيف : علي بن زيد ضعيف. ويوسف بن مهران لين الحديث. والحديث أخرجه أحمد (١ / ٢٤٥ ، ٢٦٩) والطبراني في الكبير (١٢ / ٢١٥) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٣٨) وقال : علي بن زيد سيئ الحفظ ثقة.

٢٧٣

فضرب عمر صَدْرَه وقال : لا ولا نَعْمَةَ عينٍ ، ولكن للناس عامةً. فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : صدق عمر.

٥٤٢ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد الطوسِيّ ، قال : حدثنا علي بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحَامِلي ، قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا جرير ، عن عبد الملك بن عُمَير ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ بن جبل

أنه كان قاعداً عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاءه رجل فقال : يا رسول الله ، ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له ، فلم يدع شيئاً يصيبه الرجل من امرأته إلا قد أصابه منها ، إلا أنه لم يجامعها؟ فقال : توضأ وضوأ حسناً ثم قم فصل. قال : فأنزل الله تعالى هذه الآية :( أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ) إلى آخرها فقال معاذ بن جبل. أهي له [خاصة] أم للمسلمين عامة؟ فقال : بل هي للمسلمين عامة.

٥٤٣ ـ أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزِّيادي قال : أخبرنا حاجب بن أحمد ، قال : أخبرنا [الأستاذ أبو] عبد الرحيم بن مُنيب ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السِّينَاني قال : حدثنا سفيان الثَّوْري ، عن سِمَاك بن حَرب ، عن إبراهيم عن عبد الرحمن ابن يزيد عن ابن مسعود ، أنه قال :

جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني [قد] أصبت مِن امرأة غير أني لم آتها. فأنزل الله تعالى :( أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) .

__________________

[٥٤٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١١٣) وقال : هذا حديث ليس إسناده بمتصل ، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ وروى شعبة هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسل والمرسل أخرجه النسائي في الكبرى ، تحفة الأشراف (١١٣٤٣) وأخرجه أحمد في مسنده (٥ / ٢٤٤).

وأخرجه عبد بن حميد (١١٠ منتخب) وابن جرير (١٢ / ٨١) موصولاً ومرسلاً.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٣٥٢) لأبي الشيخ والدارقطني والحاكم وابن مردويه.

[٥٤٣] أخرجه من هذا الطريق الترمذي في التفسير (٣١١٢ مكرر) والنسائي في الرجم في الكبرى (تحفة ٩٣٩٣) والطبراني في الكبير (١٠ / ٢٥٥) وانظر رقم (٥٣٨ ، ٥٣٩)

٢٧٤

سورة يوسف

[٢٦٨]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) الآية. [٣].

٥٤٤ ـ أخبرنا عبد القاهر بن طاهر ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلي ، قال : حدثنا عمرو بن محمد القرشي ، قال : حدثنا خلّاد بن مسلم الصفّار ، عن عمرو بن قيس المُلائي ، عن عمرو بن مُرة ، عن مُصْعب بن سعد ، عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله تعالى :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) قال :

أنزل القرآن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتلاه عليهم زماناً ، فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت. فأنزل الله تعالى :( الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ) إلى قوله :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) الآية ، فتلاه عليهم زماناً فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا ، فأنزل اللهُ تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً ) قال : كل ذلك

__________________

[٥٤٤] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٤٥) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبري في تفسيره (١٢ / ٩٠).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣) لإسحاق بن راهويه والبزار وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه.

٢٧٥

تؤمَرون بالقرآن ، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي زكريا العَنْبَري ، عن محمد بن عبد السلام ، عن إسحاق بن إبراهيم.

٥٤٥ ـ وقال عَوْن بن عبد الله : مَلَّ أصحاب رسول الله ملَّةً فقالوا : يا رسول الله ، حدثنا : فأنزل الله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) الآية. قال : ثم إنهم مَلُّوا ملَّةَ أخرى فقالوا : يا رسول الله فَوْقَ الحديثِ ودُونَ القرآنِ ـ يعنون القصص ـ فأنزل الله تعالى :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) فأرادوا الحديث ، فدلهم على أحسن الحديث ، وأرادوا القصص ، فدلهم على أحسن القصص.

__________________

[٥٤٥] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٢ / ٩٠) بإسناد فيه المسعودي ، والمسعودي اختلط.

٢٧٦

سورة الرعد

[٢٦٩]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ ) [١٣].

٥٤٦ ـ أخبرنا نصر بن أبي نصر الواعظ ، قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن نصير ، قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرازي ، قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب قال : حدثني علي بن أبي سارة الشَّيْبَاني ، قال : حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعث رجلاً مَرَّةً إلى رجل من فراعنة العرب ، فقال : اذهب فادعه لي ، فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك. قال : اذهب فادعه لي.قال : فذهب إليه ، فقال : يدعوك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : وما الله؟ أَمِنْ ذهب هو أو من فضة أو من نحاس؟ قال : فرجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره وقال : قد أخبرتك

__________________

[٥٤٦] صحيح المتن ، ضعيف الإسناد ، ضعيف الإسناد لضعف علي بن أبي سارة الشيباني ، قال الحافظ في التقريب : ضعيف [تقريب ٢ / ٣٧] وله ترجمة في المجروحين لابن حبان (٢ / ١٠٤).

ولكن للحديث طريق حسن فقد أخرجه أبو يعلى (٦ / ٨٧ ـ ٨٨) وابن أبي عاصم في السنة (١ / ٣٠٤) والبزار (٢٢٢١ كشف) ثلاثتهم من طريق ديلم بن غزوان وهو ثقة ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٤٢) وأخرجه النسائي في التفسير (٢٧٩) وابن جرير في تفسيره (١٣ / ٨٤) من طريق علي بن أبي سارة به ، وزاد نسبته في الدر (٤ / ٥٢) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني في الأوسط وابن مردويه.

٢٧٧

أنه أعتى من ذلك قال لي كذا وكذا. فقال : ارجع إليه الثانية فادعه. فرجع إليه فأعاد عليه مثل الكلام الأول ، فرجع إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره ، فقال : ارجع إليه ، فرجع الثالثة ، فأعاد عليه مثل ذلك الكلام ، فبينما هو يكلمني إذ بعث الله سحابة حِيَال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحْف رأسه ، فأنزل الله تعالى :( وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ ) .

٥٤٧ ـ وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جُرَيج وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامِر بن الطُّفَيْل ، وأرْبَدَ بن ربيعة ، وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، هذا عامر بن الطُّفَيْل قد أقبل نحوك. فقال : دعه فإن يرد الله به خيراً يهده. فأقبل حتى قام عليه ، فقال : يا محمد ، ما لي إن أسلمت؟ قال : لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم. قال : تجعل لي الأمر [من] بعدك ، قال : لا ، ليس ذلك إليَّ إنما ذلك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء. قال : فتجعلني على الوبر ، وأنت على المَدَرَ. قال : لا ، قال : فما ذا تجعل لي؟ قال : أجعل لك أعِنَّةَ الخيل تغزو عليها ، قال : أوليس ذلك إليَّ اليوم؟وكان أوصى [إلى] أربد بن ربيعة : إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف ، فجعل يخاصم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويراجعه ، فدار أرْبَدُ خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليضربه ، فاخترط من سيفه شبراً ، ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سلَّه وجعل عامر يُومِئُ إليه ، فالتفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأى أرْبَدَ وما يصنع بسيفه ، فقال : اللهم اكفنيهما بما شئت ، فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ، وولى عامر هارباً وقال : يا محمد دعوتَ ربك فقتل أربد ، والله لأملأنها عليك خيلاً جُرْداً ، وفتياناً مرداً. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يمنعك الله تعالى من ذلك وأبْنَاءُ قَيْلَة ـ يريد الأوس والخزرج ـ فنزل عامر بيت امرأة سلُوليّة ، فلما أصبح ضمَّ عليه سلاحه فخرج وهو يقول : واللات [والعُزَّى] لئن أصْحَرَ محمد إِليَّ وصاحبُه ـ يعني ملك الموت ـ لأنْفِذَنَّهما برمحي. فلما رأى الله تعالى [ذلك] منه ،

__________________

[٥٤٧] بدون إسناد.

٢٧٨

أرسل ملكاً فلطمه بجناحه فأذْرَاه في التراب ، وخرجت على ركبتيه غُدَّة في الوقت [عظيمة] كغُدَّة البعير ، فعاد إلى بيت السّلُولِيَّة وهو يقول : غُدَّة كغُدَّة البعير ، وموت في بيت السلولية! ثم مات على ظهر فرسه ، وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة :( سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ ) حتى بلغ( وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ ) (١)

[٢٧٠]

قوله تعالى :( وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ ) [٣٠].

٥٤٨ ـ قال أهل التفسير : نزلت في صلح الحُدَيْبِيَة حين أرادوا كِتابَ الصلح ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [لعلي] اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة ـ يعنون مسيلمة الكذاب ـ اكتب : باسمك اللهم. وهكذا كانت [أهل] الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

٥٤٩ ـ وقال ابن عباس في رواية الضّحّاك : نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا ) الآية فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال :( قُلْ ) لهم : إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته( هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) .

[٢٧١]

قوله تعالى :( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ ) الآية. [٣١].

٥٥٠ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي ، قال أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال : أخبرنا أبو يعلَى قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن

__________________

[٥٤٨] أخرجه ابن جرير (١٣ / ١٠١) عن قتادة.

[٥٤٩] الضحاك لم يسمع من ابن عباس.

[٥٥٠] إسناده ضعيف : عبد الجبار بن عمر الأيلي ضعيف : [تقريب ١ / ٤٦٦] و (مجروحين ٢ / ١٥٨)

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٨٥) وقال : رواه أبو يعلى من طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم وكلاهما وثق وقد ضعفهما الجمهور.

٢٧٩

سلمة الأنصاري ، حدثنا خلف بن تميم ، عن عبد الجبار بن عمر الأيْلِي ، عن عبد الله بن عطاء ، عن جدته أم عطاء مولاة الزبير ، قالت : سمعت الزبير بن العَوَّام يقول :

قالت قريش للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : تزعم أنك نبي يوحى إليك ، وأن سليمان سخرت له الريح [والجبال] ، وأن موسى سخر له البحر ، وأن عيسى كان يحيي الموتى ، فادع الله أن يُسَيِّرَ عنا هذه الجبال ، ويفجِّر لنا الأرض أنهاراً فنتخذها محارث فنزرع ونأكل ، وإلا فادع الله أن يحيي لنا مَوْتَانا فنكلّمهم ويكلمونا ، وإلا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف ، فإنك تزعم أنك كهيئتهم. فبينما نحن حوله إذ نزل عليه الوحي ، فلما سُرّي عنه قال : والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ، ولو شئت لكان ، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة [ولا يؤمن مؤمنكم] ، فاخترت باب الرحمة [وأن يؤمن مؤمنكم] وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم ، أنه يعذبكم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين. فنزلت :( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها ) [حتى قرأ ثلاث آيات] ، ونزلت :( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) الآية.

[٢٧٢]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً ) . [٣٨].

٥٥١ ـ قال الكلبي : عيرت اليهود رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالت : ما نرى لهذا الرجل همة إلا النساء والنكاح ، ولو كان نبياً كما زعم لشغله أمره النبوة عن النساء. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٥٥١] الكلبي متهم بالكذب.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591