أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن13%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428486 / تحميل: 6399
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

البصري، فقال: يا ابا عبدالله تلبس مثل هذه الثياب، في مثل هذا الموضع، وانت من على عليه‌السلام بالمكان الذي انت منه (١)، وقد علمت كيف كان لباسه، فقال له أبوعبدالله عليه‌السلام: « ويحك يا عبّاد كان علي عليه‌السلام في زمان يستقيم له فيه ما لبس (٢)، ولو لبست انا اليوم مثل لباسه لقال الناس هذا مرائي، مثل عباد » فافحم عبّاد، وتغامز به الناس من حوله، وكان يوصف بالرياء.

٣٤٨٢ / ٦ - ثقة الإسلام في الكافي: عن علي بن محمّد، عن أبي احمد بن راشد، عن بعض اهل المدائن، قال: كنت حاجا مع رفيق لي فوافينا الموقف، فإذا شاب قاعد عليه ازار ورداء، وفي رجليه نعل صفراء، قوّمت الازار والرداء بمائة وخمسين ديناراً، الخبر، (وفيه انه كان الإمام المنتظر عليه‌السلام) (١).

٣٤٨٣ / ٧ -محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن يوسف بن ابراهيم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، في خبر انه قال: « ان عبدالله بن عباس لمّا بعثه امير المؤمنين عليه‌السلام إلى الخوارج لبس افضل ثيابه، وتطيّب بأطيب طيبه، وركب افضل مراكبه، فخرج إليهم فوافقهم، فقالوا: يابن عباس بينا انت خير الناس، إذ أتيتنا في

____________________________

(١) في المصدر: فيه.

(٢) في المصدر: ما يلبس.

٦ - الكافي ج ١ ص ٢٦٨ ح ١٥.

(١) استفاد الشيخ المصنف (قدس سره) من قول الراوي في تمام الخبر (مولانا عندنا ونحن لا ندري) والّا فالرواية خاليه من هذه العبارة.

٧ - تفسير العيّاشي ج ٢ ص ١٥ ح ٣٢، وعنه في البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ١٣ والبحار ٧٩ ص ٣٠٤ ح ١٨.

٢٤١

لباس من لباس الجبابرة ومراكبهم! فتلا هذه الآية: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١)، البس وتجمّل (٢) فإنّ الله جميل يحب الجمال، وليكن من حلال ».

٣٤٨٤ / ٨ - وعن العباس بن هلال الشامي، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال: قلت جعلت فداك وما اعجب إلى الناس من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويتخشع، قال: « اما علمت ان يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم، فلم يحتج الناس إلى لباسه، وانّما احتاجوا إلى قسطه، وانّما يحتاج من الامام إلى ان إذا قال صدق، وإذا وعد انجز، وإذا حكم عدل، ان الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من حلال، وانّما حرّم الحرام قلّ أو كثر، وقد قال: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) ».

٣٤٨٥ / ٩ - وعن احمد بن محمّد عن ابي الحسن عليه‌السلام قال: « كان عليّ بن الحسين عليهما‌السلام، يلبس الثوب بخمسمائة ديناراً والمطرف بخمسين ديناراً يشتو فيه، فإذا ذهب الشتاء، باعه وتصدّق بثمنه ».

٣٤٨٦ / ١٠ - وفي خبر عمر بن علي، عن أبيه، (عن الحسين

____________________________

(١) الاعراف ٧: ٣٢.

(٢) في المصدر: أتجمل.

٨ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٥ ح ٣٣، وعنه في البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ١٤ والبحار ج ٧٩ ص ٣٠٥ ح ١٩.

(١) الاعراف ٧: ٣٢.

٩ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦ ح ٣٤، وعنه في البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ١٥ والبحار ج ٧٩ ص ٣٠٥ ح ٢٠.

١٠ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٦ ح ٣٥، وعنه في البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ١٦ =

٢٤٢

عليه‌السلام (١) انه كان يشتري الكساء الخزّ بخمسين دينارا، فإذا صاف تصدّق به، لا يرى بذلك باسا، ويقرأ (٢): ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٣).

٣٤٨٧ / ١١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « واروي انه لو كان شئ يزيد في البدن، لكان الغمز يزيد، واللين من الثياب ».

٥ - ( باب استحباب لبس الثوب الحسن من خارج، والخشن من داخل،

وكراهة العكس )

٣٤٨٨ / ١ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: عن جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدثني محمّد بن جعفر بن عبدالله، عن أبي نعيم محمّد بن احمد الانصاري، قال: وجّه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن ابراهيم المدنى، إلى أبي محمّد عليه‌السلام، ليناظره في امرهم، قال كامل: فقلت في نفسي: اسأله (١) لا يدخل الجنّة الّا من عرف معرفتي وقال بمقالتي، فلمّا دخلت عليه، نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليّ الله وحجّته، يلبس الناعم من الثياب، ويأمرنا نحن (٢) بمواساة الاخوان، وينهانا عن لبس

____________________________

= والبحار ج ٧٩ ص ٣٠٥ ح ٢٠.

(١) هكذا في الأصل المخطوط والبرهان ولم يرد ذكره في المصدر والبحار.

(٢) في المصدر: ويقول

(٣) الأعراف ٧: ٣٢

١١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٤٧

الباب - ٥

١ - اثبات الوصيه ص ٢٢٢.

(١) في المصدر زيادة: وأنا اعتقد أنّه ...

(٢) ليس في المصدر.

٢٤٣

مثله، فقال متبسّما: « يا كامل وحسر عن ذراعيه، فإذا مسح اسود خشن رقيق على جلده، فقال: هذا لله عز وجل وهذا لكم » فخجلت، الخبر.

ورواه الحضيني في كتابه عن جعفر، مثله (٣).

٦ - ( باب جواز اتخاذ الثياب الكثيرة وعدم كونه اسرافاً )

٣٤٨٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انّ رجلا سأله فقال: يابن رسول الله، هل يعدّ من السرف ان يتخذ الرجل لباسا (١) كثيرة، فيتجمّل بها، ويصون بعضها ببعض (٢)؟ فقال: « لا، ليس هذا من سرف (٣)، ان الله عزّوجلّ يقول ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ) (٤) » من سعته.

٧ - ( باب استحباب اتخاذ السراويل وما أشبهه )

٣٤٩٠ / ١ - ورام بن ابي فراس في تنبيه الخواطر: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، قال: « كنت قاعدا في البقيع، مع رسول الله

____________________________

(٣) الهداية ص ٨٧.

الباب - ٦

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٥ ح ٥٤٩.

(١) في المصدر: ثياباً.

(٢) في المصدر: من بعض.

(٣) في المصدر: السرف.

(٤) الطلاق ٦٥: ٧.

الباب - ٧

١ - تنبيه الخواطر ج ٢ ص ٧٨.

٢٤٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ في يوم دجن (١) ومطر، إذ مرّت امرأة على حمار، فوقع (٢) يد الحمار في وهدة (٣) فسقطت المرأة، فاعرض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٤)، فقالوا: يا رسول الله انّها متسرولة، قال: اللهم اغفر للمتسرولات، ثلاثا، ايّها (٥) الناس اتخذوا السراويلات، فانّها من استر ثيابكم، وحصّنوا بها نساءكم إذا خرجن ».

٨ - ( باب كراهة الشهرة في الملابس وغيرها )

٣٤٩١ / ١ - عوالي اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « من لبس ثوب شهرة في الدنيا، البسه الله ثوب مذلة في الآخرة ».

٣٤٩٢ / ٢ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الانوار: نقلاً عن المحاسن، عن أبى عبدالله عليه‌السلام، قال: « إنّ الله يبغض الشهرتين: شهرة اللباس، وشهرة الصلاة ».

٣٤٩٣ / ٣ - وعنه عليه‌السلام قال: « الشهرة، خيرها وشرّها في النار ».

٣٤٩٤ / ٤ - وعن الحسن بن علي عليهما‌السلام قال: « من لبس ثوب شهرة، كساه الله يوم القيامة ثوباً من النار ».

____________________________

(١) الدَّجنُ: ظلّ الغيم في اليوم المطير (لسان العرب ج ١٣ ص ١٤٧).

(٢) في المصدر: فهوت.

(٣) الوهدة: المكان المنخفض كأنّه حفرة (لسان العرب ج ٣ ص ٤٧٠).

(٤) في المصدر زيادة: بوجهة.

(٥) في المصدر: يا أيّها.

الباب - ٨

١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٦ ص ١٣٤.

٢ و ٣ و ٤ - مشكاة الانوار ص ٣٢٠.

٢٤٥

٩ - ( باب عدم جواز تشبّه النساء بالرجال، والرجال بالنساء، والكهول بالشباب )

٣٤٩٥ / ١ - الصدوق في الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن أبي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « لا يجوز للمرأة (١) ان تتشبّه بالرجال، لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لعن المتشبّهين من الرجال بالنساء، ولعن المتشبّهات من النساء بالرجال ».

٣٤٩٦ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « قد لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآلهسبعة: الواصل شعره، بغير شعره والمتشبّه من النساء بالرجال، والرجال بالنساء ».

٣٤٩٧ / ٣ - المفيد في مجالسه: عن أبي عبدالله (١) محمّد بن عمران المرزباني، عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكي، عن الشيخ الصالح أبي عبدالله عبدالرحمن (٢) بن محمّد بن حنبل، قال: أخبرت عن

____________________________

الباب - ٩

١ - الخصال ص ٥٨٥ ح ١٢.

(١) في المصدر: لها.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٣٣.

٣ - امالي المفيد ص ٩٤ ح ٣.

(١) في المصدر: عبيد الله وهو الصواب « راجع تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٣٥ ».

(٢) في المصدر: أبي عبدالرحمن عبدالله، وهو الصواب « راجع تاريخ بغداد ج ٩ ص ٣٧٥ وتهذيب التهذيب ج ٥ ص ١٤١ ».

٢٤٦

عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه قال: حدثنا عروة بن عبيد الله بن بشير الجعفي (٣) قال: دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه‌السلام، وهي عجوزة كبيرة وفي عنقها خرز، وفي يدها مسكتان (٤)، فقالت: يكره للنساء ان يتشبّهن بالرجال، الخبر.

٣٤٩٨ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، نهى النساء ان يكن متعطلات (١) من الحلي، أو (٢) يتشبهن بالرجال، ولعن من فعل ذلك منهن ».

١٠ - ( باب استحباب لبس البياض، وكراهة ملابس العجم، واطعمتهم، والسواد إلّا ما استثني، وعدم جواز لبس ملابس اعداء الله، وسلوك مسالكهم )

٣٤٩٩ / ١ - احمد بن محمّد الصفواني في كتاب التعريف: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « البسوا البياض، فإنّه (١) أطيب واطهر، وكفّنوا

____________________________

(٣) هكذا في الأصل المخطوط، والصحيح: عروة بن عبدالله بن قشير، كما في المصدر، راجع تقريب التهذيب ج ٢ ص ١٩ ح ١٦١، وفي نسخة: عروة بن عبدالله بن بشير، كما في جامع الرواة ج ٢ ص ٥٣٧، تنقيح المقال ج ٢ ص ٢٥١، معجم رجال الحديث ج ١١ ص ١٣٩ رقم ٧٦٦٧.

(٤) المسك، بالتحريك: الاسورة والخلاخيل من الذيل والقرون والعاج، واحدته مَسَكَة. (لسان العرب - مسك - ج ١٠ ص ٤٨٦).

٤ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦٣ ح ٥٨٠.

(١) في المصدر: معطلات.

(٢) في المصدر: ولا.

الباب - ١٠

١ - تعريف ص ٢.

(١) في المصدر: فإنّها.

٢٤٧

منها موتاكم ».

٣٥٠٠ / ٢ - دعائم الإسلام: عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « ليس من لباسكم شئ احسن من البياض فالبسوه ».

٣٥٠١ / ٣ - محمّد بن علي بن شهر آشوب في المناقب: حدثني ابن كادش في تكذيب العصابة العلوية في ادعائهم الامامة النبوية، ان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ رأى العباس في ثوبين ابيضين، فقال: « إنّه لأبيض الثوبين، وهذا جبرئيل يخبرني: أن ولده يلبسون السواد ».

٣٥٠٢ / ٤ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: اوحى الله إلى نبي، ان قل لقومك: لا تطعموا مطاعم اعدائي، ولا تشربوا مشارب اعدائي، ولا تركبوا مراكب اعدائي، ولا تلبسوا ملابس اعدائي، ولا تسكنوا مساكن اعدائي، فتكونوا اعدائي، كما كان اولئك اعدائي

١١ - ( باب استحباب لباس القطن )

٣٥٠٣ / ١ - الصفواني في كتاب التعريف: روي افضل اللباس القطن، ومنه كان لباس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌.

٣٥٠٤ / ٢ - دعائم الإسلام: عن ابي عبدالله عليه‌السلام انه قال: « رأى عليّ (صلوات الله عليه)، قوما يلبسون الصوف والشعر،

____________________________

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦١ ح ٥٧٣.

٣ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٣٠٠.

٤ - لب اللباب: مخطوط.

الباب - ١١

١ - التعريف ص ٢

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٥ ح ٥٥١.

٢٤٨

فقال: البسوا القطن فانّه [ كان ] (١) لباس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وكان افضل ما نجده (٢)، وهو لباسنا »، الخبر.

٣٥٠٥ / ٣ - الصدوق في المقنع: وعليك بلبس ثياب القطن، فإنّها (١) لباس (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ولباس الأئمة عليهم‌السلام

١٢ - ( باب استحباب لبس الكتان، والصفيق من الثياب، وكراهة لبس ثوب يشفّ )

٣٥٠٦ / ١ -احمد بن محمّد الصفواني في كتاب التعريف: روي من رقّ ثوبه رق دينه، فليكن صفيقا.

٣٥٠٧ / ٢ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « من رقّ ثوبه، رقّ دينه ».

٣٥٠٨ / ٣ - الشيخ الطوسي في اماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن

____________________________

 (١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: ما يجده.

٣ - المقنع ص ١٩٥.

(١) في المصدر: فإنّه.

(٢) في نسخة: ثياب (منه قدّه).

الباب - ١٢

١ - التعريف ص ٢.

٢ - الجعفريات ص ٢٤٢.

٣ - امالي الطوسي ج ٢ ص ١٥٢.

٢٤٩

رجاء بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن الفضيل، عن وهب، عن أبي الحرب بن أبي الاسود، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا ابا ذر البس الخشن من اللباس، والصفيق من الثياب، لئلا يجد الفخر فيك مسلكا ».

« يا ابا ذر انّي البس الغليظ، واجلس على الارض »، الخبر (١).

١٣ - ( باب كراهة لبس الأحمر، المشبع، والمزعفر، والمعصفر، إلّا للعرس والجلوس مع الأهل، وعدم تحريم الألوان مطلقاً )

٣٥٠٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن ابي عبدالله، عن آبائه عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه كره الحمرة (في اللباس) (١).

وقال على عليه‌السلام: « الزعفران لنا، والعصفر لبني اميّة ».

وعن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام (٢)، انه كان يكره اللباس الصبيغ بالعصفر، ويقول: « لا تلبسوا الحمرة، فانّها زي قارون، وهي صبغ بنى امية ».

وعن علي عليه‌السلام (٣)، انه خرج على الناس في الرحبة،

____________________________

(١) أمالي الطوسي ٢ ص ١٤٤.

الباب - ١٣

١ - دعائم الإسلام ج ص ١٦٠ ح ٥٧١.

(١) في المصدر: يعني من اللباس.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ١٦١ ح ٥٧٢.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ١٦١ ح ٥٧٤.

٢٥٠

وعليه ازار اصفر.

وعن محمّد بن علي عليهما‌السلام (٤) انه قال: « كان ابي ربّما (اشترى المطرف من الخزّ) (٥) بخمسين ديناراً - إلى ان قال عليه‌السلام - وربّما امر ان يشترى اشمونيان (٦) من ثياب مصر، فيمشقان (٧) له فيلبسهما، ويلبس ما بين ذلك، يعني ما بين الرفيع والدون، ويقول: ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٨) ».

٣٥١٠ / ٢ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن الحكم بن عيينة، قال: رأيت أبا جعفر عليه‌السلام وعليه ازار احمر قال: فاحددت النظر إليه، فقال: « يا ابا محمّد ان هذا ليس به بأس، ثم تلا: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) ».

٣٥١١ / ٣ - الصدوق في الامالي عن الحسين بن احمد بن ادريس، عن

____________________________

(٤) دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٨ ج ٥٦٣.

(٥) في المصدر: يشتري مطرف الخزّ.

(٦) نسبة إلى أشمون بانون، واهل مصر يقولون الاشمونين، وهي مدينة قديمة أزليّة عامرة آهلة غرب النيل، ذات بساتين ونخل كثير (معجم البلدان ج ١ ص ٢٠٠).

(٧) المشق والمِشق: وهو الاحمر، والثوب الممشوق والممشق: مصبوغ بامشق.. (لسان العرب - مشق - ج ١٠ ص ٣٤٥، ومجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣٦).

(٨) الاعراف ٧: ٣٢.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤ ح ٣٠.

(١) الاعراف ٧: ٣٢.

٣ - امالي الصدوق ص ١٦٧ ح ١٠. ومعاني الاخبار ص ١١٩، عنهما في البحار =

٢٥١

ابيه، عن محمّد بن الحسين ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن أبي الصهبان جميعا، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق، عن آبائه عليهم‌السلام قال: « ان اعرابيا اتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فخرج إليه في رداء ممشق، فقال: يا محمّد لقد خرجت اليّ كأنك فتى، فقال: نعم يا اعرابي انا الفتى، ابن الفتى، اخو الفتى »، الخبر.

ورواه ابن شهر آشوب في المناقب مرسلا (١).

٣٥١٢ / ٤ - الشيخ الجليل حسين بن عبدالوهاب الشعراني في عيون المعجزات: وربّما ينسب إلى السيد المرتضى، عن ابى خالد كنكر الكابلي (ره) انه قال: لقيني يحيى بن ام الطويل رفع الله درجته، وهو ابن داية زين العابدين عليه‌السلام، فاخذ بيدي وصرت معه إليه، فرأيته جالسا في بيت مفروش بالمعصفر، مكلّس الحيطان، عليه ثياب مصبغة، فلم اطل عليه الجلوس، فلمّا نهضت قال لي: « صر اليّ في غد ان شاء الله تعالى » فخرجت من عنده، وقلت ليحيى: ادخلتني إلى رجل يلبس المصبغات، وعزمت على ان لا ارجع إليه، ثم انّي فكرت في ان رجوعي إليه غير ضائر، فصرت إليه في غد، فوجدت الباب مفتوحا ولم ار احدا، فهممت الرجوع، فناداني من داخل الدار، فظننت انه يريد غيري، حتى صاح بي: « يا كنكر ادخل » وهذا اسم كانت امي سمتني به، ولا علم احد به غيري، فدخلت إليه فوجدته جالسا في بيت مطين، على حصير من البردي، وعليه قميص كرابيس، وعنده يحيى فقال لي: « يا ابا خالد انّى قريب العهد

____________________________

= ج ٤٢ ص ٦٤ ح ٦.

(١) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٨٨.

٤ - عيون المعجزات ص ٧٢.

٢٥٢

بعروس، وان الذى رأيت بالامس من رأي المرأه، ولم ارد مخالفتها »، الخبر.

٣٥١٣ / ٥ - الشيخ الكشي في رجاله: عن حمدويه، عن محمّد بن عيسى، قال: حدثني حفص أبومحمّد - مؤذّن علي بن يقطين -، عن على بن يقطين قال: رأيت أبا عبدالله عليه‌السلام في الروضة وعليه جبّة خزّ سفرجليّة.

٣٥١٤ / ٦ - عوالي اللآلي: روى زياد بن يحيى قال: حدثني بشر بن المفضل، حدثنا يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « انّ الحمرة من زينة الشيطان، والشيطان يحبّ الحمرة، ولهذا كره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ المعصفر للرجال ».

١٤ - ( باب جواز لبس الأزرق )

٣٥١٥ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي بن الحسين عليهما‌السلام، انه رئي وعليه دُرّاعة (١) سوداء، وطيلسان ازرق.

____________________________

٥ - رجال الكشي ج ٢ ص ٧٣١ رقم ٨١٤، ورواه في البحار ج ٨٣ ص ٢٣١ ح ٢٦ عن قرب الاسناد ص ٨.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٥ ح ١٤٥.

الباب - ١٤

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦١ ح ٥٧٦.

(١) الدراعة: جبّة مشقوقة المقدّم (لسان العرب - درع - ج ٨ ص ٨٢).

٢٥٣

١٥ - ( باب كراهة لبس الصوف والشعر، إلّا من علّة )

٣٥١٦ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي عبدالله عليه‌السلام انه قال: « رأى عليّ عليه‌السلام قوما يلبسون الصوف والشعر، فقال البسوا القطن، فانه لباس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وكان افضل ما نجده (١)، وهو لباسنا، ولم يكن يلبس الصوف ولا الشعر، فلا تلبسوه الّا من علّة، فان الله جميل يحب الجمال، وان يرى اثر نعمته على عبده ».

٣٥١٧ / ٢ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « وان شئت نبّأتك بامر داود خليفة الله في الأرض، كان لباسه الشعر، وطعامه الشعير - إلى ان قال -: وان شئت نبّأتك بامر ابراهيم خليل الرحمن، كان لباسه الصوف، وطعامه الشعير، وان شئت نبّأتك بامر عيسى بن مريم فهو العجب، كان يقول: ادامي الجوع، وشعاري الخوف، ولباسي الصوف »، الخبر.

٣٥١٨ / ٣ - جعفر بن احمد القمي في كتاب المانعات: عن جابر، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « الا انبئكم بخمس من كنّ فيه فليس بمتكبر: اعتقال (١) الشاة، ولبس الصوف، ومجالسة

____________________________

الباب - ١٥

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٥ ح ٥٥١.

(١) في المصدر: يجده.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٤٤٨.

٣ - المانعات ص ٦١.

(١) اعتقل شاته: وضع رجلها بين ساقه وفخذه فحلبها (لسان العرب - عقل - ج ١١ ص ٤٦٢).

٢٥٤

الفقراء، وان يركب الحمار، وان يأكل الرجل مع عياله ».

٣٥١٩ / ٤ - فقه الرضا عليه‌السلام: روى ان المسيح عليه‌السلام انه قال للحواريين: « اكلي ما تنبته الأرض للبهائم - إلى ان قال - ولبسي الشعر ».

٣٥٢٠ / ٥ - الديلمي في ارشاد القلوب: قال عيسى عليه‌السلام: « خادمي يداي، - إلى ان قال ولباسي الصوف »، الخبر.

٣٥٢١ / ٦ - ابن شهر آشوب في المناقب، وغيره في غيره، عن شقيق البلخي قال: خرجت حاجا في سنة تسع واربعين ومائة، فنزلت القادسية، فبينا انا انظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم، فنظرت إلى فتى حسن الوجه، شديد السمرة، ضعيف، فوق ثيابه ثوب من صوف، مشتمل بشملة (١)، وذكر في آخر الخبر، انه كان الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

١٦ - ( باب استحباب التواضع في الملابس )

٣٥٢٢ / ١ - الصدوق في الامالي: عن أبيه، عن علي بن ابراهيم، عن

____________________________

٤ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٥٠.

٥ - أرشاد القلوب ص ١٥٦

٦ - مناقب ابن شهر آشوب ج ٤ ص ٣٠٢، والبحار ج ٤٨ ص ٨٠ ح ١٠٢ عن كشف الغمّة ج ٢ ص ٢١٣.

(١) الشملة: كساء دون القطيفة يشتمل به، وجمعها شمال. (لسان العرب - شمل - ج ١١ ص ٣٦٨).

الباب - ١٦

١ - امالي الصدوق ص ١٩٧ ح ٥.

٢٥٥

أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام قال: « جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وقد بلى ثوبه، فحمل إليه اثنى عشر درهما فقال: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا البسه.

قال علي عليه‌السلام: فجئت إلى السوق، فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما، وجئت به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فنظر إليه، فقال: يا علي غير هذا احبّ الي، اترى صاحبه يقيلنا؟ فقلت: لا ادري، فقال: انظر.

فجئت إلى صاحبه فقلت: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قد كره هذا، يريد ثوبا دونه فاقلنا فيه، فردّ على الدراهم، فجئت بها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فمشى معي إلى السوق إلى ان قال: فاشترى قميصا باربعة دراهم!، ولبسه، وحمد الله »، الخبر.

٣٥٢٣ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام: « إذا لبس الجسد الثوب اللين طغى » ورأى بعض أصحابه عليه ثوبا خلقا مرقوعا، فقيل له في ذلك، فقال: « لا جديد لمن لا خلق له ».

٣٥٢٤ / ٣ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن فضائل احمد، قال: رئي على عليّ عليه‌السلام ازار غليظ اشتراه بخمسة دراهم.

٣٥٢٥ / ٤ - وعن الاصبغ، وابي مسعدة، والباقر عليه‌السلام: ان امير المؤمنين عليه‌السلام اتى البزّازين فقال لرجل: « بعني ثوبين »

____________________________

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٩ ح ٥٦٥.

٣ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٩٦ وعنه في البحار ج ٤٠ ص ٣٢٣ ح ٦.

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٩٧، وعنه في البحار ٤٠ ص ٣٢٤.

٢٥٦

فقال الرجل: يا امير المؤمنين عندي حاجتك، فلمّا عرفه (١) مضى، عنه فوقف على غلام فأخذ ثوبين، احدهما بثلاثة دراهم، والآخر بدرهمين، فقال: « يا قنبر خذ الذي بثلاثة » فقال: انت اولى به، تصعد المنبر وتخطب الناس، فقال: « وانت شاب ولك شره الشباب، وانا استحي من ربي ان اتفضّل عليك، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: البسوهم مما تلبسون، واطعموهم مما تأكلون » فلما لبس القميص مدّ كمّ القميص فأمر بقطعه واتخاذه قلانس للفقراء، فقال الغلام: هلّم اكفه قال: « دعه كما هو فان الامر اسرع من ذلك »، الخبر.

٣٥٢٦ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: قال علي عليه‌السلام: « ان خمسة اشياء تقع بخمسة، ولا بدّ لتلك الخمسة من النار - إلى ان قال عليه‌السلام ومن لبس المرتفع من الثياب فلا بد له من التكبّر، ولا بدّ للمتكبر من النار »، الخبر.

٣٥٢٧ / ٦ - الشيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر مرسلا: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لما اقبل عليه مصعب بن عمير وعليه اهاب كبش، قال: انظروا إلى رجل قد نوّر الله قلبه، ولقد رأيته وهو بين ابوين يغذيانه بأطيب الطعام، وألين اللباس، فدعاه حبّ الله ورسوله إلى ما ترون.

٣٥٢٨ / ٧ - ابراهيم بن محمّد الثقفي في كتاب الغارات: عن عبدالله بن

____________________________

(١) اي عرف الرجل انه امير المؤمنين عليه‌السلام.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٦ - تنبيه الخواطر ج ١ ص ١٥٤.

٧ - الغارات ج ١ ص ١٠٦، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٩٣ ح ٩.

٢٥٧

بلج البصري، عن أبي بكر بن عياش، عن ابي حصين، عن مختار التمّار، [ عن أبي مطر ] (١)، عن عليّ عليه‌السلام في حديث، أنه أتى سوق الكرابيس فإذا هو برجل وسيم، فقال: « يا هذا عندك ثوبان (٢) بخمسة دراهم » فوثب الرجل فقال: نعم يا أميرالمؤمنين، فلمّا عرفه مضى عنه وتركه، فوقف على غلام فقال له: يا غلام عندك ثوبان (٣) بخمسة دراهم »، قال: نعم عندي ثوبان (٤) احدهما خير من الآخر، واحد بثلاثة والآخر بدرهمين، قال: « هلمّهما » فقال: يا قنبر خذ الذي بثلاثة، وساق نحو ما مرّ عن المناقب.

٣٥٢٩ / ٨ - وعن يوسف بن بهلول السعدي، عن شريك بن عبدالله، عن عثمان الأعشى، عن زيد بن وهب، قال: قدم على عليّ عليه‌السلام وفد من أهل البصرة، فيهم رجل من رؤساء الخوارج يقال له: الجعدة بن نعجة، فقال له في لباسه ما يمنعك (١) ان تلبس؟ فقال: « هذا ابعد لي من الكبر، واجدر ان يقتدي بي المسلم »، الخبر.

____________________________

(١) اثبتناه من المناقب للخوارزمي ص ٧٠، والتهذيب ج ٦ ص ٣٣ ح ٦٦، وكشف الغمّة ج ١ ص ١٦٣ عن المناقب للخوارزمي، وهو الصواب، لأن مختار التمّار من الطبقة السادسة على ما ذكره أرباب التراجم، وليس له روايه عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام إلّا بواسطة (راجع هامش الحديث في الغارات). والحديث المذكور اعلاه قطعة من حديث طويل قطّعة المصنّف رحمه الله، وتأتي بقية الحديث في البابين ١٧ و ١٩ الحديثين ٦ و ٤، فلاحظ.

(٢، ٣، ٤) هذا هو الصحيح كما في المصدر والبحار، وكان في الأصل المخطوط والطبعة الحجريه: ثوبين، وهو غقط ظاهر.

٨ - الغارات ج ١ ص ١٠٧.

(١) في المخطوط: يمسك.

٢٥٨

[ كذا في النسخة، والعلّامة المجلسي نقل الخبر في البحار (٢) هكذا: (في لباسه فقال هذا ابعد) وأسقط ما بينهما.

والظاهر أنّه كان في نسخته كذلك فأسقطه من البين.

ثم إنّى وجدت الخبر في مسند ابن حنبل (٣) ونقله ابن بطريق في العمدة (٤) هكذا: حدّثنا عبدالله، حدّثني عليّ بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب قال: قدم على عليّ عليه‌السلام قوم من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجل يقال له الجعدة بن نعجة فقال له:

اتّق الله يا عليّ، فإنّك ميّت، فقال عليّ عليه‌السلام: « بل مقتول، ضربة على هذا - يخضب هذه يعني لحيته من رأسه - عهد معهود، وقضاء مقضيّ، وقد خاب من افترى ».

وعاتبه في لباسه، فقال: « ما لك واللباس؟! هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم ».

وفي العمدة: وعاتبه قوم في لباسه فقالوا: ما يمنعك أن تلبس.. إلى آخره ] (٥).

____________________________

(٢) البحار (المجلد الثامن الحجري) ص ٦٢٢.

(٣) مسند ابن حنبل ج ١ ص ٩١ ح ٥.

(٤) العمدة لابن بطريق ص ٢٣٣.

(٥) ما بين المعقوفين استدراك من المحدث النوري (قدس سره) جاء في هامش الطبعة الحجريه.

٢٥٩

١٧ - ( باب استحباب تقصير الثوب، وحدّ طول القميص وعرضه،

واستحباب تنظيف الثياب )

٣٥٣٠ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر عليه‌السلام انه سئل عن قول الله عزّوجلّ: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) (١) قال: « يعني فشمّر »، وكان اميرالمؤمنين عليه‌السلام يشمّر الإزار والقميص.

٣٥٣١ / ٢ - وعن أبي عبدالله عليه‌السلام، انه اخرج يوما إلى اصحابه، قميص أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام الذي اصيب فيه، وفيه من (١) دمه، (فنشروه وشبروه) (٢)، فأصابوا دور اسفله اثني عشر شبرا، وعرض بدنه ثلاثة اشبار، وطول كمّيه ثلاثة اشبار.

٣٥٣٢ / ٣ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من اتخذ ثوبا فلينظّفه ».

ورواه في دعائم الإسلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله (١)

____________________________

الباب - ١٧

١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٧ ح ٥٥٧.

 (١) المدثر ٧٤: ٤.

٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٧ ح ٥٥٨.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: فنشره فشبروه.

٣ - الجعفريات ص ١٥٧.

(١) دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٨ ح ٥٦٠.

٢٦٠

الوليد النَّرْسِي ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا عُبَيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال :

لما توفي عبد الله بن أُبيّ ، جاء ابنه إلى رسول الله صلوات الله عليه ، وقال : أعطني قميصك حتى أكفنه فيه ، وصلّ عليه ، واستغفر له. فأعطاه قميصه ، ثم قال : آذني حتى أصلي عليه ، فآذنه. فلما أراد أن يصلي عليه جَذَبَهُ عمرُ بن الخطاب ، وقال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟ فقال : أنا بين خِيرَتَيْن ، أسْتَغْفِرْ لهم أو لَا أسْتَغْفِر. فصلى عليه ، ثم نزلت عليه هذه الآية :( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ) فترك الصلاة عليهم.

رواه البخاري عن مسدد.

ورواه مسلم عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد ، كلاهما عن يحيى بن سعيد.

٥٢١ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النَّصرابَاذِي ، أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي [قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي] عن محمد بن إسحاق ، حدثنا الزُّهْري ، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود ، عن ابن عباس ، قال :

سمعت عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، يقول : لما توفي عبد الله بن أبيّ دُعِيَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم للصلاة عليه ، فقام إليه يريد الصلاة ، فلما وقف عليه تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله ، أعلى عدوِّ الله عبد الله بن أبيّ القائل يوم كذا كذا وكذا؟ ـ أعدّد أيامه ـ ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتبسم ، حتى إذ أكثرت عليه ، قال : أخِّرْ عَني يا عمر ، إني خُيِّرت فاخترت ، قد قيل لي :

__________________

[٥٢١] أخرجه البخاري في الجنائز (١٣٦٦) وفي التفسير (٤٦٧١) ومعلقا في التفسير (عقب ٤٦٧١) وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٣٠٩٧) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٢٤٥) وفي الجنائز (٤ / ٦٧).

وأحمد في مسنده (١ / ١٦) والبغوي في تفسيره (٢ / ٣١٦).

وأخرجه البيهقي في السنن (٨ / ١٩٩)

٢٦١

( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ) لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له ، لزدت. قال : ثمصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومشى معه ، فقام على قبره حتى فرغ منه. قال : فعجبت لي وجراءتي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واللهُ ورسولُه أعلم ، قال : فو الله ما كان إلا يسيراً حتى نزل :( وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ) الآية [قال] : فما صلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره ، حتى قبضه الله تعالى.

قال المفسرون : وكُلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما فُعِل بعبد الله بن أبي ، فقال : وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله ، والله إني كنت أرجو أن يُسْلِمَ به ألف من قومه.

[٢٥٥]

قوله تعالى :( وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) الآية. [٩٢].

٥٢٢ ـ نزلت في البكائين ، وكانوا سبعة : معقِل بن يَسار ، وصَخْر بن خنيس وعبد الله بن كَعْب الأنصاري ، وعُلْبة بن زيد الأنصاري ، وسالم بن عُمَيْر ، وثَعْلَبَة بن غَنَمة ، وعبد الله بن مُغَفَّل. أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا نبي الله ، إن اللهعزوجل قد ندبنا إلى الخروج معك ، فاحملنا على الخرق المرْقُوعَة والنِّعال المَخْصُوفَة ، نغزو معك. فقال : لا أجد ما أحملكم عليه ، فتولَّوْا وهم يبكون.

٥٢٣ ـ وقال مجاهد : نزلت في بني مُقَرِّن : مَعْقِل وسُوَيْد والنُّعْمَان.

[٢٥٦]

قوله تعالى :( الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً ) الآية. [٩٧].

نزلت في أعاريبَ من أسد وغطفان ، وأعاريبَ من أعراب حاضري المدينة.

__________________

[٥٢٢] بدون إسناد ، وأخرجه ابن جرير (١٠ / ١٤٦) عن محمد بن كعب القرظي.

[٥٢٣] أخرجه ابن جرير (١٠ / ١٤٥ ـ ١٤٦) وعزاه في الدر (٣ / ٢٦٨) لابن سعد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٢٦٢

[٢٥٧]

قوله تعالى :( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ) الآية. [١٠١].

٥٢٤ ـ قال الكلبي : نزلت في جهينة ، ومزينة ، وأشْجَع ، وأسْلَم ، وغِفَار ،( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ) يعني عبد الله بن أبي ، وجَدَّ بن قيس ، ومُعَتب بن قشير والجُلَاس بن سُوَيد ، وأبا عامر الراهب.

[٢٥٨]

قوله تعالى :( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ) الآية. [١٠٢].

٥٢٥ ـ قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلفوا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة «تبوك» ، ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكِنِّ والظِّلال مع النساء ، ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه في الجهاد! والله لنوثقن أنفسنا بالسَّوارِي فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو [الذي] يطلقنا ويعذرنا. وأوْثَقُوا أنفسهم بسواري المسجد. فلما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرَّ بهم فرآهم فقال : من هؤلاء؟ قالوا : هؤلاء تخلّفوا عنك ، فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم حتى أومر بإطلاقهم ، ولا أعذرهم حتى يكون الله هو يعذرهم ، وقد تخلفوا عني ورغبوا بأنفسهم عن الغزو مع المسلمين. فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلوات الله عليه فأطلقهم ، وعذرهم ، فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله ، هذه أموالنا التي خَلَّفَتْنَا عنك ، فتصدَّق بها عنَّا وطهّرنا واستغفر لنا ، فقال : ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً ، فأنزل اللهعزوجل :( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها ) الآية. [١٠٣].

__________________

[٥٢٤] الكلبي ضعيف ، وقد مرت ترجمته في رقم (١٠)

[٥٢٥] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٣ / ٢٧٢) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. وأخرجه ابن جرير (١١ / ١٠) من طريق الوالبي عن ابن عباس ، والوالبي هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

٢٦٣

وقال ابن عباس : كانوا عشرة رَهْطٍ.

[٢٥٩]

قوله تعالى :( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ ) الآية. [١٠٦].

٥٢٦ ـ نزلت في كَعْب بن مالك ، ومُرَارَة بن الربيع ، أحد بني عمرو بن عوف ، وهلال بن أمية من بني واقف ، تخلّفوا عن غزوة تبوك ، وهم الذين ذكروا في قوله تعالى :( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ) الآية.

[٢٦٠]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ* لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً ) [١٠٧ ، ١٠٨].

٥٢٧ ـ قال المفسرون : إن بني عَمْرو بن عَوْف ، اتخذوا مسجد قُبَاء ، وبعثوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يأتيهم ، فأتاهم فصلى فيه ، فحسدهم إخوتهم بنو غُنْم بن عوف ، وقالوا : نبني مسجداً ونرسل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليصلي فيه كما صلى في مسجد إخواننا ، وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام. وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية وتنصّر ولبس المُسُوح ، وأنكر دين الحنيفية لمَّا قَدِم رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وعاداه ، وسماه النبيعليه‌السلام : أبا عامر الفاسق ، وخرج إلى الشام ، وأرسل إلى المنافقين : أن [أعدوا و] استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح ، وابنوا لي مسجداً فإني ذاهب إلى قيصر ، فآتي بجند الروم ، فأُخرج محمداً وأصحابَه ، فبنوا [له] مسجداً إلى جنب مسجد قُباء ، وكان الذين بنوه اثني عشر

__________________

[٥٢٦] أخرجه ابن جرير (١١ / ١٦) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهو لم يسمع منه. وأخرجه عن مجاهد (١١ / ١٧).

وعزاه في الدر (٣ / ٢٧٦) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٥٢٧] أخرجه ابن جرير (١١ / ١٧) من طريق ابن إسحاق عن الزهري وغيره.

وأخرجه (١١ / ١٩) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وعلى هذا لم يسمع من ابن عباس.

٢٦٤

رجلاً : خِذَام بن خالد ، ومن داره أخرج مسجد الشقاق وثَعْلَبة بن حاطِب ومُعَتب بن قُشَير ، وأبو حَبِيبَة بن الأزعر وعبَّاد بن حُنَيف وجارية بن عامر وابناه مجمع وزيد ، ونَبْتَل بن حارث [وبحْزَج] وبِجَاد بن عثمان ، ووديعة بن ثابت. فلما فرغوا منه أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إنا [قد] بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية ، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه. فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم ، فنزل عليه القرآن ، وأخبره اللهعزوجل خبر مسجد الضرار وما هموا به. فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مالك بن الدُّخْشُم ، ومَعْن بن عَدِيّ ، وعامر بن السَّكَن ، ووَحْشِيَّاً قاتل حمزة ، وقال لهم : انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهلُه ، فاهدموه وأحرقوه. فخرجوا ، وانطلق مالك وأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه ناراً ، ثم دخلوا المسجد وفيه أهله ، فحرقوه وهدموه ، وتفرق عنه أهله. وأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتخذ ذلك كناسة تلقى فيها الجيف والنتن والقمامة.

ومات أبو عامر بالشك وحيداً غريباً.

٥٢٨ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدثنا [أبو] العباس بن إسماعيل بن عبد الله بن مِيكَال ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهْوَازِيّ ، أخبرنا إسماعيل بن زكريا ، حدثنا داود بن الزّبْرِقان ، عن صخر بن جُوَيْرِية عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ، عن أبيها ، قال :

إن المنافقين عرضوا المسجد يبنونه ليُضَاهِئُوا به مسجد قُباء ، وهو قريب منه ، لأبي عامر الراهب ، يرْصُدُونَهُ إذا قَدِمَ ليكون إمامهم فيه. فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله إنا [قد] بنينا مسجداً فصل فيه حتى نتخذه مصلى. فأخذ ثوبه ليقوم معهم ، فنزلت هذه الآية :( لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً ) .

[٢٦١]

قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) الآية. [١١١].

__________________

[٥٢٨] إسناده ضعيف : داود بن الزبرقان متروك [المجروحين ١ / ٢٨٨].

٢٦٥

٥٢٩ ـ قال محمد بن كعب القُرَظِيّ : لما بايعت الأنصار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ليلة العَقَبة بمكة ، وهم سبعون نفساً ـ قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، فقال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم. قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما ذا لنا؟ قال : الجنة ، قالوا : رَبحَ البيعُ ، لا نُقِيلُ ولا نَسْتَقِيلُ. فنزلت هذه الآية.

[٢٦٢]

قوله تعالى :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ) الآية. [١١٣].

٥٣٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشِّيرازِيّ ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهَرَوِيّ ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخُزَاعي ، حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرني شُعَيب ، عن الزُّهرِي ، عن سعيد بن المُسَيّب ، عن أبيه ، قال :

لما حضر أبا طالب الوفاةُ ، دخل عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمَيَّة ، فقال : أي عم ، قل معي : لا إله إلا الله [كلمةً] أُحَاجّ لك بها عند الله. فقال أبو جهل وابن أبي أمية : يا أبا طالب ، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة

__________________

[٥٢٩] أخرجه ابن جرير (١١ / ٢٧) عن محمد بن كعب القرظي.

وعزاه في الدر (٣ / ٢٨٠) لابن جرير.

[٥٣٠] أخرجه البخاري في الجنائز (١٣٦٠) وفي مناقب الأنصار (٣٨٨٤) وفي التفسير (٤٦٧٥) و (٤٧٧٢).

وأخرجه مسلم (٣٩ / ٢٤) ص ٥٤ ، وأخرجه النسائي في المجتبى (٤ / ٩٠) وفي التفسير (٢٥٠) وابن جرير (١١ / ٣٠).

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥ / ٤٣٣).

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ٢٨٢) للبخاري ومسلم وابن أبي شيبة وابن جرير والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

وفاته عزو الحديث لمسند أحمد.

٢٦٦

عبد المطلب ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأستغفِرَنَّ لك مَا لَمْ أَنْهَ عنك فنزلت :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) .

رواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن معمر.

ورواه مسلم عن حَرْمَلة ، عن ابن وهب ، عن يونس ، كلاهما عن الزهري.

٥٣١ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو النَّيْسابُورِي ، أخبرنا الحسن بن علي بن مُؤَمِّل ، أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري ، أخبرنا محمد بن عبد الوهاب قال : أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا موسى بن عبيدة ، قال : أخبرنا محمد بن كعب القرظي ، قال :

بلغني أنه لَمّا اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها ، قالت له قريش : يا أبا طالب ، أرسل إلى ابن أخيك فيُرسلُ إليك من هذه الجنة التي ذكرها ما يكون لك شفاءً! فخرج الرسولُ حتى وجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر جالساً معه ، فقال : يا محمد ، إن عمك يقول [لك] : إني كبير ضعيف سقيم ، فأرسل إليَّ من جَنَّتِكَ هذه التي تذكر ، من طعامها وشرابها شيئاً يكون لي فيه شفاء. فقال أبو بكر : إن الله تعالى حرّمها على الكافرين ، فرجع إليهم الرسول فقال : بلّغت محمد الذي أرسلتموني به ، فلم يُحْرِ إليَّ شيئاً ، وقال أبو بكر : إن الله حرَّمها على الكافرين ، فحملوا أنفسهم عليه ، حتى أرسل رسولاً من عنده فوجده الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إِن الله حرَّم على الكافرين طعامَها وشرابَها.ثم قام في أثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب فوجده مملوءاً رجالاً ، فقال : خلّوا بيني وبين عمي ، فقالوا : ما نحن بفاعلين ، ما أنت أحق به منا ، إن كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك. فجلس إليه فقال : يا عم ، جُزِيتَ عَنّي خيراً [كفلتني صغيراً وحُطْتني كبيراً جزيت عني خيراً] يا عم ، أعني على نفسك بكلمة واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة. قال : وما هي يا ابن أخي؟ قال : قل : لا إله إلَّا الله ، وحده

__________________

[٥٣١] إسناده ضعيف : موسى بن عبيدة ضعيف [مجروحين ٢ / ٢٣٤] وله ترجمة في التاريخ الصغير (٢ / ٨٧)

٢٦٧

لا شريك له. فقال : إِنك لي ناصح ، والله لو لا أن تُعَيِّرَني قريش عنه. فيقال : جَزعَ عمُّك من الموت ، لأقررت بها عينك. قال : فصاح القوم : يا أبا طالب ، أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ. فقال : لا تحدِّث نساء قريش أن عمَّك جزع عند الموت ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني ، واستغفر له بعد ما مات ، فقال المسلمون : ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوِي قراباتنا؟ قد استغفر إبراهيم لأبيه ، وهذا محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم يستغفر لعمه ، فاسْتَغْفَرُوا للمشركين حتى نزل :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى ) .

٥٣٢ ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الحرَّاني ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نُعَيم ، حدثنا محمد بن يعقوب الأموي ، حدثنا بحر بن نصر ، حدثنا ابن وهب ، أخبرنا ابن جُرَيج ، عن أيوب بن هانئ ، عن مسروق بن الأجْدَع ، عن عبد الله بن مسعود ، قال

خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ينظر في المقابر وخرجنا معه ، فأمرنا فجلسنا ، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً ، ثم ارتفع [نجيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] باكياً فبكينا لبكائه ، ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب ، فقال : يا رسول الله ، ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا؟ فجاء فجلس إلينا فقال : أفزعكم بكائي؟ فقلنا : نعم [يا رسول الله]. فقال : إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وَهْب ، وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي فيه فاستأذنته في الاستغفار لها فلم يأْذن لي فيه ، ونزل قوله تعالى :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ* وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ ) فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرِّقة ، فذلك الذي أبكاني.

__________________

[٥٣٢] إسناده ضعيف : ابن جريج مدلس وقد عنعنه ، أيوب بن هانئ قال الحافظ في التقريب : صدوق فيه لين ، وقال في تهذيب التهذيب : قال ابن معين ضعيف.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٣٦) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله : أيوب بن هانئ ضعيف.

٢٦٨

[٢٦٣]

قوله تعالى :( وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ) الآية. [١٢٢].

٥٣٣ ـ قال ابن عباس في رواية الكلبي :

لما أنزل الله تعالى عيوب المنافقين لتخلفهم عن الجهاد ، قال المؤمنون : والله لا نتخلف عن غزوة يغزوها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا سَرِيَّة أبداً. فلما أمرَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالسَّرَايا إلى العدو ، نفر المسلمون كافَّة ، وتركوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وحده بالمدينة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٥٣٣] الكلبي ضعيف ، له ترجمة في المجروحين (٢ / ٢٥٣)

٢٦٩

سورة يونس

[٢٦٤]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ ) الآية. [٢].

٥٣٤ ـ قال ابن عباس : لما بعث الله تعالى محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم رسولاً ، أنكرت [عليه] الكفار وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسولُه بشراً مثل محمد. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٦٥]

قوله تعالى :( وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ) الآية. [١٥].

٥٣٥ ـ قال مجاهد : نزلت في مشركي مكة. وقال مقاتل : وهم خمسة نفر : عبد الله بن أبي أُميَّة المخزومي ، والوليد بن المُغِيرة ، ومُكْرَز بن حفص ، وعمرو ابن عبد الله بن أبي قيس العامري ، والعاصي بن عامر ، قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعُزَّى.

٥٣٦ ـ وقال الكلبي : نزلت في المستهزئين ، قالوا : يا محمد ، ائت بقرآن غير هذا فيه ما نسألُك.

__________________

[٥٣٤] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٣ / ٢٩٩) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه. وهو عند ابن جرير (١١ / ٥٨) بسند فيه بشر بن عمارة وهو ضعيف.

[٥٣٥] بدون إسناد.

[٥٣٦] الكلبي متهم بالكذب.

٢٧٠

سورة هود

[٢٦٦]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ) الآية. [٥].

٥٣٧ ـ نزلت في الأخْنَس بن شُرِيق ، وكان رجلاً حلو الكلام ، حلو المنظر يلْقَى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بما يحب ، ويطْوي بقلبه ما يكره. وقال الكلبي : كان يجالس النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيظهر له أمراً يسرُّه ، ويضمر في قلبه خلاف ما يظهر ، فأنزل الله تعالى :( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ) يقول : يُكْمِنُون ما في صدورهم من العداوة لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

[٢٦٧]

قوله تعالى :( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) الآية. [١١٤].

٥٣٨ ـ أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ،

__________________

[٥٣٧] الكلبي ضعيف.

[٥٣٨] أخرجه مسلم في كتاب التوبة (٤٢ / ٢٧٦٣) ص ٢١١٦ وأبو داود في كتاب الحدود (٤٤٦٨) والترمذي في كتاب التفسير (٣١١٢) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٩١٦٢) للنسائي في الرجم في الكبرى.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٤٤٥) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٤١) وابن جرير (١٢ / ٨٠ ، ٨١).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٣٥٢) لعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

٢٧١

قال : حدثنا إبراهيم بن علي ، قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سِمَاك ، عن إبراهيم ، عن علقمة الأسود ، عن عبد الله ، قال :

جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة ، وإني أصبت منها ما دُونَ أن آتيها ، فأنا هذا فاقض فِيَّ بما شئت. قال : فقال عمر : لقد سترك الله لو ستَرْتَ نَفسَك ، فلم يرد عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [شيئاً]. فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً فدعاه ، فتلا عليه هذه الآية ، فقال رجل : يا رسول الله هذا له خاصة؟ قال : لا ، بل للناس كافة.

رواه مسلم عن يحيى [بن يحيى].

ورواه البخاري من طريق يزيد بن زُرَيع.

٥٣٩ ـ أخبرنا عمر بن أبي عمرو ، أخبرنا محمد بن مكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا بشر بن يزيد بن زُرَيع ، قال : حدثنا سليمان التّيمِي عن أبي عثمان النّهْدي ، عن ابن مسعود.

أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكر ذلك له ، فأنزل الله تعالى هذه الآية :( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ) إلى آخر الآية. فقال الرجل : إلي هذه؟ قال : لمن عمل بها من أمتي.

٥٤٠ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب

__________________

[٥٣٩] أخرجه البخاري في الصلاة (٥٢٦) وفي التفسير (٤٦٨٧) وذكره معلقاً في ترجمة الباب ٢٦ من كتاب الحدود.

وأخرجه مسلم في كتاب التوبة (٣٩ ، ٤٠ ، ٤١ / ٢٧٦٣) ص ٢١١٥ ـ ٢١١٦.

والترمذي في كتاب التفسير (٣١١٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٢٦٨).

وابن ماجة في الصلاة (١٣٩٨) وفي الزهد (٤٢٥٤) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٩٣٧٦) للنسائي في الرجم في الكبرى وفي الصلاة في الكبرى.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٨٥ ، ٤٣٠) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٤١) وابن جرير (١٢ / ٨١) ـ وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٣٥٢) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن حبان.

[٥٤٠] أخرجه من هذا الطريق النسائي في التفسير (٢٦٨) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف للنسائي

٢٧٢

الأموي ، قال : حدثنا العباس الدَّوْرِي ، حدثنا أحمد بن حنبل المَرْوَزِيّ ، قال : حدثنا [محمد] بن المبارك ، قال : حدثنا سُوَيد ، قال : أخبرنا عثمان بن مَوْهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي اليسر بن عَمْرو ، قال :

أتتني امرأة ـ وزوجها بَعَثَهُ النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم في بَعْث ـ فقالت : بعني بدرهم تمراً ، قال : فأعجبتني فقلت : إن في البيت تمراً هو أطيب من هذا فالحقيني. فغمزتها وقبّلتها ، فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقصصت عليه الأمر ، فقال : خنت رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بهذا. وأطرق عني ، فظننت أني من أهل النار ، وأن الله لا يغفر لي أبداً. فأنزل الله تعالى :( أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ ) الآية. فأرسل إليّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتلاها عليّ.

٥٤١ ـ أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد السِّجْزِي ، قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرَّازِي ، قال : أخبرنا علي بن عثمان ، وموسى بن إسماعيل ، وعبيد الله بن عاصم ـ واللفظ لعلي ـ قالوا : أخبرنا حماد بن سَلَمة ، قال : حدثنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس :

أن رجلاً أتى عمر فقال له : إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدَّوْلَجَ ، فأصبت منها كل شيء إلا الجماع ، قال : ويحك بَعْلها مُغَيَّبٌ في سبيل الله؟ قلت : أجل ، قال : ائت أبا بكر. [فأتاه] فقال [مثل] ما قال لعمر ، ورد عليه مثل ذلك ، وقال : ائت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فاسأله. فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بعلها مغيب في سبيل الله؟ فقال : نعم. فسكت عنه ، ونزل القرآن :( أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) فقال الرجل : ألي خاصّةً يا رسول الله أم للناس عامة؟

__________________

في الرجم في الكبرى (تحفة ١١١٢٥) وله طريق آخر عند الترمذي فقد أخرجه في التفسير (٣١١٥) من طريق قيس بن الربيع ، وقال الترمذي : قيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره ومن طريق قيس أخرجه الطبراني في الكبير (١٩ / ١٦٥) وابن جرير (١٢ / ٨٢)

[٥٤١] إسناده ضعيف : علي بن زيد ضعيف. ويوسف بن مهران لين الحديث. والحديث أخرجه أحمد (١ / ٢٤٥ ، ٢٦٩) والطبراني في الكبير (١٢ / ٢١٥) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٣٨) وقال : علي بن زيد سيئ الحفظ ثقة.

٢٧٣

فضرب عمر صَدْرَه وقال : لا ولا نَعْمَةَ عينٍ ، ولكن للناس عامةً. فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : صدق عمر.

٥٤٢ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد الطوسِيّ ، قال : حدثنا علي بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحَامِلي ، قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا جرير ، عن عبد الملك بن عُمَير ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ بن جبل

أنه كان قاعداً عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاءه رجل فقال : يا رسول الله ، ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له ، فلم يدع شيئاً يصيبه الرجل من امرأته إلا قد أصابه منها ، إلا أنه لم يجامعها؟ فقال : توضأ وضوأ حسناً ثم قم فصل. قال : فأنزل الله تعالى هذه الآية :( أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ) إلى آخرها فقال معاذ بن جبل. أهي له [خاصة] أم للمسلمين عامة؟ فقال : بل هي للمسلمين عامة.

٥٤٣ ـ أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزِّيادي قال : أخبرنا حاجب بن أحمد ، قال : أخبرنا [الأستاذ أبو] عبد الرحيم بن مُنيب ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السِّينَاني قال : حدثنا سفيان الثَّوْري ، عن سِمَاك بن حَرب ، عن إبراهيم عن عبد الرحمن ابن يزيد عن ابن مسعود ، أنه قال :

جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني [قد] أصبت مِن امرأة غير أني لم آتها. فأنزل الله تعالى :( أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) .

__________________

[٥٤٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١١٣) وقال : هذا حديث ليس إسناده بمتصل ، عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ وروى شعبة هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسل والمرسل أخرجه النسائي في الكبرى ، تحفة الأشراف (١١٣٤٣) وأخرجه أحمد في مسنده (٥ / ٢٤٤).

وأخرجه عبد بن حميد (١١٠ منتخب) وابن جرير (١٢ / ٨١) موصولاً ومرسلاً.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ٣٥٢) لأبي الشيخ والدارقطني والحاكم وابن مردويه.

[٥٤٣] أخرجه من هذا الطريق الترمذي في التفسير (٣١١٢ مكرر) والنسائي في الرجم في الكبرى (تحفة ٩٣٩٣) والطبراني في الكبير (١٠ / ٢٥٥) وانظر رقم (٥٣٨ ، ٥٣٩)

٢٧٤

سورة يوسف

[٢٦٨]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) الآية. [٣].

٥٤٤ ـ أخبرنا عبد القاهر بن طاهر ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلي ، قال : حدثنا عمرو بن محمد القرشي ، قال : حدثنا خلّاد بن مسلم الصفّار ، عن عمرو بن قيس المُلائي ، عن عمرو بن مُرة ، عن مُصْعب بن سعد ، عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله تعالى :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) قال :

أنزل القرآن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتلاه عليهم زماناً ، فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت. فأنزل الله تعالى :( الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ) إلى قوله :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) الآية ، فتلاه عليهم زماناً فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا ، فأنزل اللهُ تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً ) قال : كل ذلك

__________________

[٥٤٤] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٤٥) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبري في تفسيره (١٢ / ٩٠).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣) لإسحاق بن راهويه والبزار وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبي الشيخ وابن مردويه.

٢٧٥

تؤمَرون بالقرآن ، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي زكريا العَنْبَري ، عن محمد بن عبد السلام ، عن إسحاق بن إبراهيم.

٥٤٥ ـ وقال عَوْن بن عبد الله : مَلَّ أصحاب رسول الله ملَّةً فقالوا : يا رسول الله ، حدثنا : فأنزل الله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) الآية. قال : ثم إنهم مَلُّوا ملَّةَ أخرى فقالوا : يا رسول الله فَوْقَ الحديثِ ودُونَ القرآنِ ـ يعنون القصص ـ فأنزل الله تعالى :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) فأرادوا الحديث ، فدلهم على أحسن الحديث ، وأرادوا القصص ، فدلهم على أحسن القصص.

__________________

[٥٤٥] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٢ / ٩٠) بإسناد فيه المسعودي ، والمسعودي اختلط.

٢٧٦

سورة الرعد

[٢٦٩]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ ) [١٣].

٥٤٦ ـ أخبرنا نصر بن أبي نصر الواعظ ، قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن نصير ، قال : أخبرنا محمد بن أيوب الرازي ، قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب قال : حدثني علي بن أبي سارة الشَّيْبَاني ، قال : حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعث رجلاً مَرَّةً إلى رجل من فراعنة العرب ، فقال : اذهب فادعه لي ، فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك. قال : اذهب فادعه لي.قال : فذهب إليه ، فقال : يدعوك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : وما الله؟ أَمِنْ ذهب هو أو من فضة أو من نحاس؟ قال : فرجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره وقال : قد أخبرتك

__________________

[٥٤٦] صحيح المتن ، ضعيف الإسناد ، ضعيف الإسناد لضعف علي بن أبي سارة الشيباني ، قال الحافظ في التقريب : ضعيف [تقريب ٢ / ٣٧] وله ترجمة في المجروحين لابن حبان (٢ / ١٠٤).

ولكن للحديث طريق حسن فقد أخرجه أبو يعلى (٦ / ٨٧ ـ ٨٨) وابن أبي عاصم في السنة (١ / ٣٠٤) والبزار (٢٢٢١ كشف) ثلاثتهم من طريق ديلم بن غزوان وهو ثقة ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٤٢) وأخرجه النسائي في التفسير (٢٧٩) وابن جرير في تفسيره (١٣ / ٨٤) من طريق علي بن أبي سارة به ، وزاد نسبته في الدر (٤ / ٥٢) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والطبراني في الأوسط وابن مردويه.

٢٧٧

أنه أعتى من ذلك قال لي كذا وكذا. فقال : ارجع إليه الثانية فادعه. فرجع إليه فأعاد عليه مثل الكلام الأول ، فرجع إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره ، فقال : ارجع إليه ، فرجع الثالثة ، فأعاد عليه مثل ذلك الكلام ، فبينما هو يكلمني إذ بعث الله سحابة حِيَال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحْف رأسه ، فأنزل الله تعالى :( وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ ) .

٥٤٧ ـ وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جُرَيج وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامِر بن الطُّفَيْل ، وأرْبَدَ بن ربيعة ، وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، هذا عامر بن الطُّفَيْل قد أقبل نحوك. فقال : دعه فإن يرد الله به خيراً يهده. فأقبل حتى قام عليه ، فقال : يا محمد ، ما لي إن أسلمت؟ قال : لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم. قال : تجعل لي الأمر [من] بعدك ، قال : لا ، ليس ذلك إليَّ إنما ذلك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء. قال : فتجعلني على الوبر ، وأنت على المَدَرَ. قال : لا ، قال : فما ذا تجعل لي؟ قال : أجعل لك أعِنَّةَ الخيل تغزو عليها ، قال : أوليس ذلك إليَّ اليوم؟وكان أوصى [إلى] أربد بن ربيعة : إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف ، فجعل يخاصم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويراجعه ، فدار أرْبَدُ خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليضربه ، فاخترط من سيفه شبراً ، ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سلَّه وجعل عامر يُومِئُ إليه ، فالتفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأى أرْبَدَ وما يصنع بسيفه ، فقال : اللهم اكفنيهما بما شئت ، فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ، وولى عامر هارباً وقال : يا محمد دعوتَ ربك فقتل أربد ، والله لأملأنها عليك خيلاً جُرْداً ، وفتياناً مرداً. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يمنعك الله تعالى من ذلك وأبْنَاءُ قَيْلَة ـ يريد الأوس والخزرج ـ فنزل عامر بيت امرأة سلُوليّة ، فلما أصبح ضمَّ عليه سلاحه فخرج وهو يقول : واللات [والعُزَّى] لئن أصْحَرَ محمد إِليَّ وصاحبُه ـ يعني ملك الموت ـ لأنْفِذَنَّهما برمحي. فلما رأى الله تعالى [ذلك] منه ،

__________________

[٥٤٧] بدون إسناد.

٢٧٨

أرسل ملكاً فلطمه بجناحه فأذْرَاه في التراب ، وخرجت على ركبتيه غُدَّة في الوقت [عظيمة] كغُدَّة البعير ، فعاد إلى بيت السّلُولِيَّة وهو يقول : غُدَّة كغُدَّة البعير ، وموت في بيت السلولية! ثم مات على ظهر فرسه ، وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة :( سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ ) حتى بلغ( وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ ) (١)

[٢٧٠]

قوله تعالى :( وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ ) [٣٠].

٥٤٨ ـ قال أهل التفسير : نزلت في صلح الحُدَيْبِيَة حين أرادوا كِتابَ الصلح ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [لعلي] اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة ـ يعنون مسيلمة الكذاب ـ اكتب : باسمك اللهم. وهكذا كانت [أهل] الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

٥٤٩ ـ وقال ابن عباس في رواية الضّحّاك : نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا ) الآية فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال :( قُلْ ) لهم : إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته( هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) .

[٢٧١]

قوله تعالى :( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ ) الآية. [٣١].

٥٥٠ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي ، قال أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال : أخبرنا أبو يعلَى قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن

__________________

[٥٤٨] أخرجه ابن جرير (١٣ / ١٠١) عن قتادة.

[٥٤٩] الضحاك لم يسمع من ابن عباس.

[٥٥٠] إسناده ضعيف : عبد الجبار بن عمر الأيلي ضعيف : [تقريب ١ / ٤٦٦] و (مجروحين ٢ / ١٥٨)

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٨٥) وقال : رواه أبو يعلى من طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم وكلاهما وثق وقد ضعفهما الجمهور.

٢٧٩

سلمة الأنصاري ، حدثنا خلف بن تميم ، عن عبد الجبار بن عمر الأيْلِي ، عن عبد الله بن عطاء ، عن جدته أم عطاء مولاة الزبير ، قالت : سمعت الزبير بن العَوَّام يقول :

قالت قريش للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : تزعم أنك نبي يوحى إليك ، وأن سليمان سخرت له الريح [والجبال] ، وأن موسى سخر له البحر ، وأن عيسى كان يحيي الموتى ، فادع الله أن يُسَيِّرَ عنا هذه الجبال ، ويفجِّر لنا الأرض أنهاراً فنتخذها محارث فنزرع ونأكل ، وإلا فادع الله أن يحيي لنا مَوْتَانا فنكلّمهم ويكلمونا ، وإلا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف ، فإنك تزعم أنك كهيئتهم. فبينما نحن حوله إذ نزل عليه الوحي ، فلما سُرّي عنه قال : والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ، ولو شئت لكان ، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة [ولا يؤمن مؤمنكم] ، فاخترت باب الرحمة [وأن يؤمن مؤمنكم] وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم ، أنه يعذبكم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين. فنزلت :( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها ) [حتى قرأ ثلاث آيات] ، ونزلت :( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) الآية.

[٢٧٢]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً ) . [٣٨].

٥٥١ ـ قال الكلبي : عيرت اليهود رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالت : ما نرى لهذا الرجل همة إلا النساء والنكاح ، ولو كان نبياً كما زعم لشغله أمره النبوة عن النساء. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٥٥١] الكلبي متهم بالكذب.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591