أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن10%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428056 / تحميل: 6395
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

سورة الحجر

[٢٧٣]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ) . [٢٤].

٥٥٢ ـ أخبرنا نصر بن أبي نصر الواعظ ، قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن نُصَير الرَّازي ، قال : أخبرنا [محمد بن أيوب الرازي ، قال : أخبرنا] سعيد بن منصور قال : حدثنا نوح بن قيس الطَّاحي ، قال : حدثنا عمرو بن مالك ، عن أبي الجَوْزَاء ، عن ابن عباس ، قال :

__________________

[٥٥٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٢٢) وقال : وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عباس وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح.

وأخرجه النسائي في المجتبى (٢ / ١١٨) وفي التفسير (٢٩٣) وابن ماجة (١٠٤٦) والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٥٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ١٧١).

وأخرجه ابن جرير (١٤ / ١٨) من طريق جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء ، ولم يذكر ابن عباس ، وهي الرواية التي أشار إليها الترمذي. وأخرجه ابن جرير (١٤ / ١٨) عن ابن عباس.

وأخرجه البيهقي في السنن (٣ / ٩٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٩٦) للطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه.

٢٨١

كانت تصلي خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم امرأة حسناء في آخر النساء ، فكان بعضهم يتقدم إلى الصف الأول لئلا يراها ، وكان بعضهم يكون في الصف المؤخر ، فإذا ركع قال هكذا ـ ونظر من تحت إبطه ـ فنزلت :( وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ) .

٥٥٣ ـ وقال الربيع بن أنس : حرّض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصف الأول في الصلاة ، فازدحم الناس عليه ، وكان بنو عُذْرَة دُورُهم قاصيةٌ عن المسجد ، فقالوا : نبيع دورنا ونشتري دوراً قريبة من المسجد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٧٤]

قوله تعالى( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ ) [٤٧].

٥٥٤ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني محمد بن سليمان بن خالد الفحام قال : أخبرنا علي بن هاشم ، عن كثير النَّوَّاء ، [أنه] قال :

قلت لأبي جعفر : إن فلاناً حدثني عن علي بن الحسينرضي‌الله‌عنهما : أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعليرضي‌الله‌عنهم :( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) قال : والله إنها لفيهم أنزلت [وفيمن تنزل إلا فيهم؟] قلت : وأي غل هو؟ قال : غِلّ الجاهلية ، إن بني تَيْم وعَدِي وبني هاشم ، كان بينهم في الجاهلية [غل] ، فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا فأخذتْ أبا بكر الخاصِرةُ ، فجعل عليٌّ يسخن يده فيكمد بها خَاصِرَة أبي بكر ، فنزلت هذه الآية.

[٢٧٥]

قوله تعالى :( نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) . [٤٩].

__________________

[٥٥٣] مرسل.

[٥٥٤] في إسناده كثير النواء : ضعيف [تقريب ٢ / ١٣١] وعزاه السيوطي في الدر (٤ / ١٠١) لابن أبي حاتم وابن عساكر.

٢٨٢

٥٥٥ ـ روى ابن المبارك بإسناده عن رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال :

طلع علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من الباب الذي يدخل منه ، بنو شَيْبَةَ ، ونحن نضحك ، فقال : ألا أراكم تضحكون! ثم أدبر حتى إذا كان عند الحِجْر رجع إلينا القَهْقَرَى ، فقال : إني لما خرجت جاء جبريلعليه‌السلام ، فقال : يا محمد يقول الله تعالىعزوجل : لم تُقَنِّط عبادي؟( نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .

[٢٧٦]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) . [٨٧].

٥٥٦ ـ قال الحسين بن الفضل : إن سبع قوافل وافت من بُصْرَى وأذْرِعَات ليهود قُرَيْظَة والنَّضِير في يوم واحد ، فيها أنواع من البَزِّ وأوعية الطِّيب والجواهر وأمتعة البحر ، فقال المسلمون : لو كانت هذه الأموال لنا لتقوينا بها فأنفقناها في سبيل الله. فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال : لقد أعطيتكم سبع آيات هي خير لكم من هذه السبع القوافل. ويدل على صحة هذا قوله تعالى على أثرها :( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ ) الآية.

__________________

[٥٥٥] ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه ابن جرير (١٤ / ١٠٢) بإسناده من طريق ابن المبارك عن مصعب بن ثابت.

ومصعب بن ثابت : قال الحافظ في التقريب : لين الحديث وعلى ذلك يكون الإسناد ضعيف.

وعزاه في الدر (٤ / ١٠٢) لابن جرير وابن مردويه.

[٥٥٦] مرسل.

٢٨٣

سورة النحل

[٢٧٧]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( أَتى أَمْرُ اللهِ ) الآية. [١].

٥٥٧ ـ قال ابن عباس : لما أنزل الله تعالى :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) قال الكفار بعضهم لبعض : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت ، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن. فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا :ما نرى شيئاً ، فأنزل الله تعالى :( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة. فلما امتدت الأيام قالوا : يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به ، فأنزل الله تعالى :( أَتى أَمْرُ اللهِ ) فوثب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورفع الناس رؤوسهم ، فنزل :( فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) فاطمأنوا. فلما نزلت هذه الآية قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين ـ وأشار بإصبعه ـ إن كادت لتسبقني.

٥٥٨ ـ وقال الآخرون : الأمر هاهنا : العذاب بالسيف. وهذا جواب النضر بن الحارث حين قال :( اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ) يستعجل العذاب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٥٥٧] بدون إسناد.

[٥٥٨] بدون إسناد.

٢٨٤

[٢٧٨]

قوله تعالى :( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) . [٤].

٥٥٩ ـ نزلت الآية في أبيّ بن خَلَف الجُمَحِيّ حين جاء بِعَظْمٍ رَمِيمٍ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمد ، أَتُرَى الله يُحيِي هذا بعد ما قد رمَّ؟

نظير هذه الآية قوله تعالى في سورة يس :( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) إلى آخر السورة ، نازلة في هذه القصة.

[٢٧٩]

قولهعزوجل :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ ) الآية. [٣٨].

٥٦٠ ـ قال الربيع بن أنس ، عن أبي العالية :

كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين ، فأتاه يتقاضاه ، فكان فيما تكلم به : والذي أرجوه بعد الموت ، فقال المشرك : وإنك لتزعم أنك تُبعث بعد الموت ، فأقسمُ بالله لا يبعث الله مَن يموت ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٨٠]

قولهعزوجل :( وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ) الآية. [٤١].

٥٦١ ـ نزلت في أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بمكة : بلال ، وصُهَيب ، وخَبَّاب ، وعمّار ، و [أبي] جَنْدَل بن سُهَيل ، أخذهم المشركون بمكة فعذّبوهم وآذوهم ، فبوَّأهم الله تعالى المدينة بعد ذلك.

__________________

[٥٥٩] بدون إسناد.

[٥٦٠] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٤ / ٧٣) وعزاه في الدر (٤ / ١١٨) لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

وانظر رقم (٦١٠)

[٥٦١] بدون إسناد.

٢٨٥

[٢٨١]

قولهعزوجل :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ ) الآية. [٤٣].

٥٦٢ ـ نزلت في مشركي مكة ، أنكروا نبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً ، فهلّا بعث إلينا ملكاً!.

[٢٨٢]

قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً ، هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ* وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [٧٥ ، ٧٦].

٥٦٣ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو بكر بن الأنباري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر ، قال : حدثنا عفان ، قال :حدثنا وهيب ، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم ، عن إبراهيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

نزلت هذه الآية :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ ) في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سراً وجهراً ، ومولاه أبو الجَوْزاء ، الذي كان ينهاه. ونزلت :( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ ) . فالأبكم منهما الكَلُّ على مَوْلَاهُ ، هو : أسيد بن أبي العيص. والذي( يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) هو : عثمان بن عفان.

__________________

[٥٦٢] ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه ابن جرير (١٤ / ٧٥) بإسناده فيه عن ابن عباس. وفي إسناده عنده بشر بن عمارة وهو ضعيف ، ومن طريق الضحاك عن ابن عباس ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

وعزاه في الدر (٤ / ١١٨) لابن جرير وابن أبي حاتم.

[٥٦٣] في إسناده وهيب بن خالد ثقة ثبت تغيّر قبل موته.

وعزاه في الدر (٤ / ١٣٥) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.

٢٨٦

[٢٨٣]

قولهعزوجل :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ) الآية. [٩٠].

٥٦٤ ـ أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا شعيب بن محمد البَيْهَقي ، قال : أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : أخبرنا أبو الأزْهَر ، قال : حدثنا روْح بن عُبادة عن عبد الحميد بن بهرام ، قال : حدثنا شَهْر بن حَوْشَب ، قال : حدثنا عبد الله بن عباس ، قال :

بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بِفناء بيته بمكة جالساً ، إذ مر به عثمان بن مَظْعُون ، فكَشَرَ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : ألا تجلس؟ فقال : بلى. فجلس إليه مستقبِلَه ، فبينما هو يحدثه إذْ شَخَصَ بصره إلى السماء ، فنظر ساعة وأخذ يَضَعُ بَصَرَه حتى وضع على يمينه في الأرض ، ثم تَحَرَّف عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره ، فأخذ يُنْغِضُ رأسَه كأنه يسْتَفْقِه ما يقال له ، ثم شَخص بصرُه إلى السماء كما شخص أول مرة ، فأتْبَعَهُ بصرَه حتى توارى في السماء ، وأقبل على عثمان كجلسته الأولى ، فقال : يا محمد ، فيما كنت أجالسك وآتيك ، ما رأيتك تفعل فَعْلَتَك الغداة. قال : وما رأيتني فعلت؟ قال : رأيتك شخص بصرك إلى السماء ، ثم وضعته حين وضعته على يمينك ، فتَحَرَّفْتَ إليه وتركتني ، فأخذت تُنْغِضُ رأسَك كأنك تستفقه شيئاً يقال لك. قال : أوَفَطِنْتَ إلى ذلك؟ قال عثمان : نعم. قال : أتاني رسول الله جبريلُ آنفاً وأنت جالس. [قال : رسول الله؟ قال : نعم] قال : فما ذا قال لك؟ قال : قال لي :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [قال عثمان] : فذلك حين استقر الإيمان في قلبي ، وأحببت محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

[٥٦٤] إسناده حسن : أخرجه أحمد (١ / ٣١٨) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٤٨) وقال : رواه أحمد والطبراني وشهر وثّقه أحمد وجماعة وفيه ضعف لا يضر وبقية رجاله ثقات. وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وقال عنه : إسناد جيد متصل قد بين فيه السماع المتصل.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٢٨) للبخاري في الأدب المفرد والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه.

والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (٩ / ٢٧) و (١٠ / ٣٣٣)

٢٨٧

[٢٨٤]

قوله تعالى :( وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ ) . [١٠١].

٥٦٥ ـ نزلت حين قال المشركون : إن محمداً يسخر بأصحابه ، يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غداً ، أو يأتيهم بما هو أهونُ عليهم ، وما هو إلا مفتر يقولُه من تِلْقاء نفسه. فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي بعدها.

[٢٨٥]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ) الآية [١٠٣].

٥٦٦ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المُزكي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمدان الزاهد ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو هشام الرِّفاعي ، قال : حدثنا ابن فضيل ، قال : حدثنا حُصَين عن عبد الله بن مسلم ، قال : كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر ، اسم أحدهما : يَسارٌ ، والآخر جَبر ، وكانا [صَيْقَلَيْن] يقرآن كتباً لهما بلسانهما ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما ، فكان المشركون يقولون : يتعلم منهما. فأنزل الله تعالى فأكذبهم :( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) .

[٢٨٦]

قولهعزوجل :( مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ ) الآية. [١٠٦].

٥٦٧ ـ قال ابن عباس : نزلت في عمَّار بن يَاسِر ، وذلك أن المشركين أخذوه

__________________

[٥٦٥] بدون إسناد.

[٥٦٦] أخرجه ابن جرير (١٤ / ١٢٠) ، وذكره الحافظ في الإصابة (٢ / ٤٤٧) في ترجمة عبيد الله بن مسلم الحضرمي ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٦٣) ومدار هذا الأثر على حصين بن عبد الرحمن : قال الحافظ في التقريب : ثقة تغير حفظه في الآخر.

[٥٦٧] أخرجه ابن جرير (١٤ / ١٢٢) من طريق العوفي عن ابن عباس والعوفي هو عطية بن سعد وهو صدوق يخطئ كثيراً كان شيعياً مدلساً.

وعزاه في الدر (٤ / ١٣١) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٢٨٨

وأباه ياسراً ، وأمه سمية ، وصُهَيْباً ، وبلالاً ، وخَبَّاباً ، وسالماً ـ [فعذبوهم] فأما سُمَيَّة فإنها ربطت بين بعيرين ووُجِئَ قُبُلُهَا بحربة ، وقيل لها : إِنك أسلمت من أجل الرجال. فقتلت ، وقتل زوجها ياسر ، وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام. وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ، فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بأن عماراً كفر ، فقال : كلا إن عماراً مليء إيماناً من قَرْنه إلى قدمه ، واختلط الإيمانُ بلحمه ودمه! فأتى عمار رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يبكي ، فجعل رسول اللهعليه‌السلام يمسح عينيه ويقول : «إِنْ عادوا لك فعُدْ لهم بما قلت»! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٦٨ ـ وقال مجاهد : نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا ، فكتب إليهم المسلمون بالمدينة : أن هاجروا ، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا. فخرجوا يريدون المدينة ، فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم مُكْرَهين. وفيهم نزلت هذه الآية.

[٢٨٧]

قوله تعالى :( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ) الآية [١١٠].

٥٦٩ ـ قال قتادة : ذُكِرَ لنا أنه لما أنزل الله تعالى قَبْلَ هذه الآية : أنّ أهلَ مكة لا يقبل منهم إسلام حتى يهاجروا ، كتب بها أهلُ المدينة إلى أصحابهم من أهل مكة ، فلما جاءهم ذلك خرجوا ، فلحقهم المشركون فردوهم. فنزلت :( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) فكتبوا بها إليهم. فتبايعوا بينهم على أن يخرجوا ، فإن لحق بهم المشركون من أهل مكة قاتلوهم حتى ينجوا أو يلحقوا بالله ، فأدركهم المشركون فقاتلوهم ، فمنهم من قُتل ومنهم من نجا ، فأنزل اللهعزوجل :( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا ) .

[٢٨٨]

قولهعزوجل :( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) الآية. [١٢٥].

__________________

[٥٦٨] مرسل.

[٥٦٩] مرسل.

٢٨٩

٥٧٠ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا الحكم بن موسى ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيَّاش عن عبد الملك بن أبي غَنِيّة ، عن الحكم بن عُتَيْبَة عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال :

لما انصرف المشركون عن قتلى أحد ، انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأى منظراً ساءه ، ورأى حمزَةَ : قد شُقَّ بطنه ، واصْطُلِمَ أنفُه ، وجُدِعَت أذناه. فقال : لو لا أن تحزن النساء أو تكون سنة بعدي ، لتركته حتى يبعثه الله تعالى من بطون السباع والطير ، لأقتلن مكانه سبعين رجلاً منهم. ثم دعا ببردة فغطّى بها وجهَه فخرجت رجلاه ، فجعل على رجليه شيئاً من الإذْخر ، ثم قدمه وكبر عليه عشراً ، ثم جعل يُجاءُ بالرجل فيوضَعُ وحمزةُ مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة ، وكان القتلى سبعين. فلما دُفنوا وفُرغ منهم ، نزلت هذه الآية :( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) إلى قوله تعالى :( وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ ) فصَبَر ولم يُمَثِّل بأحد.

٥٧١ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : حدثنا أبو العباس

__________________

[٥٧٠] ضعيف : إسماعيل بن عياش إذا حدث عن الشاميين حديثه مستقيم وإذا حدث عن الحجازيين والعراقيين خلط ما شئت ، وفي هذا الحديث يروي عن عبد الملك وهو من أصبهان فتكون الرواية ضعيفة ، وهناك علة ثانية في هذا الحديث وهي : الحكم بن عتيبة : قال الحافظ في التقريب (١ / ١٩٢) ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس.

والحديث أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٣ / ٢٨٧) وابن سعد (٣ / ١ / ٧) من طريق مقسم عن ابن عباس وليس عندهما سبب النزول ، وأخرجه الدارقطني (٤ / ١١٦) وابن سعد (٣ / ١ / ٨) والبغوي في شرح السنة (٥ / ٣٦٩) من حديث أنس وليس عندهم سبب النزول.

[٥٧١] فات المصنفرحمه‌الله وضع ترجمة هنا ، والحديث في إسناده صالح بن بشير المري قال الحافظ في التقريب : ضعيف [تقريب ١ / ٣٥٨].

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ١٩٧) وسكت عليه وقال الذهبي : صالح واه.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ١١٩) وقال : رواه البزار والطبراني وفيه صالح بن بشير المزني وهو ضعيف.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٣٥) لابن سعد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٢٩٠

أحمد بن محمد بن عيسى الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا بشر بن الوليد الكِنْدي ، قال : حدثنا صالح المُري قال : حدثنا سليمان التيمِي عن أبي عثمان النَّهْدِي ، عن أبي هريرة ، قال :

أشرف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم على حمزة فرآه صريعاً ، فلم ير شيئاً كان أوجع لقلبه منه ، وقال : والله لأقتلن بك سبعين منهم. فنزلت :( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ )

٥٧٢ ـ أخبرنا أبو حسان المزكي ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق [حدثنا موسى بن إسحاق] قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدثنا قيس عن [ابن] أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم قُتِل حمزة ومُثِّل به : لئن ظفرت بقريش لأمثّلنّ بسبعين رجلاً منهم ، فأنزل اللهعزوجل :( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بل نصبر يا رب.

٥٧٣ ـ قال المفسرون : إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أحد من تَبْقِيرِ البُطُون وقطع المَذَاكِيرِ والمثلة السيئة ، قالوا حين رأوا ذلك : لئن أظفرنا الله عليهم لنزيدن على صنيعهم ، ولنُمَثِّلنّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ، ولنفعلن ولنفعلن. ووقف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على عمه حمزة وقد جدعوا أنفه [وأذنه] وقطعوا مَذَاكِيرَه وبقرُوا بطنه ، وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها ثم اسْتَرَطْتَها لتأكلها ، فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها ، فبلغ ذلك نبيَّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أما إنها لو أكلتها لم تدخل النار أبداً ، حمزُة أكرمُ على الله من

__________________

[٥٧٢] في إسناده ثلاثة علل : * منقطع : الحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث وعدها يحيى القطان وهذا ليس فيها [تهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٣] الحماني متهم بسرقة الحديث [تقريب ٢ / ٣٥٢].

قيس بن الربيع : صدق تغير لما كبر ، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.

وعزاه في الدر (٤ / ١٣٥) لابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٥٧٣] يتفق مع ما سبق.

٢٩١

أن يدخل شيئاً من جسده النار. فلما نظر رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى حمزةَ ، نظر إلى شيء لم ينظر [قط] إلى شيء كان أوجع لقلبه منه ، فقال : رحمة الله عليك ، إنك كنت ما علمتُ : وصُولاً للرحم ، فعّالاً للخيرات ، ولو لا حزنُ مَنْ بَعدَك عليك لسرني أن أدعك حتى تُحشر من أجْوَاف شتى ، أما والله لئن أظفرني الله تعالى بهم لأمثلن بسبعين منهم مكانك. فأنزل الله تعالى :( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بلى نصبر ، وأمسك عما أراد ، وكَفَّرَ عن يمينه.

قال الشيخ أبو الحسن : ونحتاج أن نذكرها هنا مقتل حمزة :

٥٧٤ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكي ، قال : أخبرنا محمد بن مكي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الجُعْفِيّ ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حُجَيْنُ بن المُثَنَّى ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا والدي ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : حدثني أبي ، عن محمد بن إسحاق ، حدثنا عبد الله بن الفضل بن عيّاش بن أبي ربيعة ، عن سليمان بن يَسَار ، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، قال :

خرجت أنا وعُبيد الله بن عَدِي بن الخِيَار ، فمررنا بحمْص ، فلما قَدِمناها قال لي عُبيد الله بن عدي : هل لك أن تأتيَ وَحْشِياً نسأله كيف كان قتله حمزة؟ فقلت له : إن شئت [فخرجنا نسأل عنه] فقال لنا رجل : أما إنكما ستجدانه بفناء داره ، وهو رجل قد غلب عليه الخمر ، فإن تجداه صاحياً تجدا رجلاً عريباً [وتجدا] عنده بعض ما تريدان. فلما انتهينا إليه سلّمنا عليه فرفع رأسه ، قلنا : جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة رحمة الله عليه ، فقال : أما إني سأحدثكما كما حدَّثْتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حين سألني عن ذلك : كنت غلاماً لجُبَيْر بن مُطْعِم بن عَدِي بن نَوْفَل ، وكان عمه طُعَيْمَة بن عدي قد أُصيب يوم بدر ، فلما سارت قريش إلى أحد ، قال لي جُبَير بن

__________________

[٥٧٤] أخرجه البخاري في المغازي (٤٠٧٢) وأحمد في مسنده (٣ / ٥٠١)

٢٩٢

مطعم : إن قتلت حمزة عمّ محمد بِعَمِّي طعيمَة فأنت عتيق. قال : فخرجت وكنت حَبشِياً أقذف بالحربة قذْفَ الحبشة قلَّما أخطئ بها شيئاً ، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة [وأتبّصره] حتى رأيته في عُرْض الجيش مثل الجَمَل الأوْرَق يهدُّ الناس بسيفه هداً ما يقوم له شيء ، فو الله إني لأتَهَيَّا له وأستتر منه بحجر أو شجر لِيَدْنُوَ مني ، إذ تَقَدَّمَنِي إليه سِباعُ بن عبد العُزَّى ، فلما رآه حمزة رحمة الله عليه قال : ها [هنا] يا ابن مُقَطِّعَةِ البُظُور ، قال : ثم ضربه فو الله ما أخطأ رأسه ، وهَزَزْتُ حربتي حتى إِذا [ما] رضيت منها دَفَعْتُها إِليه ، فوقعت في ثُنَّتِه حتى خرجت من بين رجليه ، فذهب لِيَنُوءَ نحوي فغُلب وتركته حتى مات ، ثم أتيته فأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى الناس فقعدت في العسكر ، ولم يكن لي بغيره حاجة ، إنما قتلته لأعتق ـ فلما قدمت مكة أُعْتِقْتُ ، فأقمت بها حتى فشا فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رسلاً ، وقيل لي : إِن محمداً لا يهيج الرسل. قال : فخرجت معهم حتى قدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآني قال [لي] أنت وحشي؟ قلت : نعم قال : أنت قتلت حمزة؟ قلت : قد كان من الأمر ما قد بلغك ، قال : فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني. [فخرجت] قال : فلما قُبِضَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخرج الناس إلى مسيلمةَ الكذاب ـ قلت : لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافىءَ به حمزة. فخرجت مع الناس ، وكان من أمره ما كان.

٢٩٣

سورة بني إسرائيل

[٢٨٩]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ) الآية [٢٩].

٥٧٥ ـ أخبرنا أبو الحسن ، محمد بن عبد الله بن علي بن عِمْرَان ، قال : أخبرنا أبو علي [ابن] أحمد الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيلي المحَامِلي ، قال : حدثنا زكرياء بن يحيى الضرير ، قال : حدثنا سليمان بن سفيان الجُهَنيّ ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحْوص ، عن عبد الله قال :

جاء غلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : إن أمي تسألك كذا وكذا ، فقال : ما عندنا اليوم شيء ، قال : فتقول : لك اكسني قميصك ، قال : فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسراً ، فأنزل الله سبحانه وتعالى :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) الآية.

٥٧٦ ـ وقال جابر بن عبد الله : بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قاعداً فيما بين أصحابه ، أتاه صبي فقال : يا رسول الله ، إن أمي تَسْتَكْسِيكَ دِرْعاً. ولم

__________________

[٥٧٥] إسناده ضعيف : سليمان بن سفيان الجهني ضعيف [تقريب ١ / ٣٢٥] مجروحين [١ / ٣٢٥] وفي إسناده : قيس بن الربيع مرت ترجمته في (٥٧٢). الدر (٤ / ١٧٨) وعزاه لابن جرير.

[٥٧٦] بدون إسناد.

٢٩٤

يكن عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلَّا قميصه ، فقال للصبي : من ساعة إلى ساعة يظهر [كذا] فعُدْ [إلينا] وقتاً آخر ، فعاد إِلى أمه ، فقالت : قل له : إن أمي تستكسيك القَمِيصَ الذي عليك ، فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم داره ، ونزع قميصه وأعطاه ، وقعد عرياناً ، فأذن بلال للصلاة فلم يخرج ، فشغل قلوب الصحابة ، فدخل عليه بعضهم فرآه عرياناً. فأنزل تبارك وتعالى هذه الآية.

[٢٩٠]

قولهعزوجل :( وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) . [٥٣]

٥٥٧ ـ نزلت في عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، وذلك أن رجلاً من العرب شتمه ، فأمره الله تعالى بالعفو.

٥٧٨ ـ وقال الكلبي : كان المشركون يؤذون أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالقول والفعل ، فشكوا ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٩١]

قوله تعالى :( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ) الآية. [٥٩].

٥٧٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : [حدثنا] عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

__________________

[٥٧٧] بدون إسناد.

[٥٧٨] الكلبي ضعيف.

[٥٧٩] أخرجه النسائي في التفسير (٣١٠) وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٥٨).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٦٢) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (١٥ / ٧٤) ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٦٧.

وزاد نسبته في الدر (٤ / ١٩٠) للبزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختار.

وهو عند البزار (٢٢٢٥ ـ كشف) والبيهقي في الدلائل (٢ / ٢٧١ ، ٢٧٢)

٢٩٥

سأل أهلُ مكة النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أن يجعل لهم الصفا ذهباً ، وأن يُنَجِّي عنهم الجبال فيزرعون. فقيل له : إن شئت أن تستأني بهم لعلنا نَجْتَبِي منهم ، وإن شئت [أن] تؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم ، قال : لا ، بل أسْتَأْني بهم. فأنزل اللهعزوجل :( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ) الآية.

٥٧٩ م ـ وروينا قول الزبير بن العوام في سبب نزول هذه الآية ، عند قوله :( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ ) .

[٢٩٢]

قولهعزوجل :( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) الآية. [٦٠].

٥٨٠ ـ أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ ، قال : حدثنا محمد بن محمد الفقيه ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين القَطان ، قال : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن زُرَيْر ، قال : حدثنا حفص بن عبد الرحمن ، عن محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن عَبَّاد بن حُنَيف ، عن عِكْرَمَة ، عن ابن عباس ، أنه قال :

لما ذكر الله تعالى الزَّقُومَ [في القرآن] خُوِّف به هذا الحي من قريش ، فقال أبو جهل : هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد؟ قالوا : لا ، قال : الثريد بالزبد ، أما والله لئن أمكننا منه لنتزقمنه تَزَقُّماً! فأنزل الله تبارك وتعالى :( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) يقول : المذمومة ،( وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) .

[٢٩٣]

قوله تعالى :( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) الآية. [٧٢].

__________________

[٥٧٩] م انظر رقم (٥٥٠)

[٥٨٠] في إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه ..

وعزاه في الدر (٤ / ١٩١) لابن إسحاق وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث وذكره في لباب النقول ص ١٦٧.

٢٩٦

٥٨١ ـ قال عطاء عن ابن عباس : نزلت في وفد ثَقِيفٍ ، أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسألوا شططاً وقالوا : مَتَّعْنا باللّاتِ سنةً ، وحَرَّم وادينا كما حَرَّمتَ مكة : شحرَها وطيرَها ووحشَها. [وأكثروا في المسألة] ، فأبى ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يجبهم. فأقبلوا يُكررون مسألتهم ، وقالوا : إنا نحب أن تعرف العرب فضلنا عليهم ، فإن كرهتَ ما نقول ، وخشيتَ أن تقول العرب : أعطيتَهم ما لم تُعطِنا ـ فقل : الله أمرني بذلك. فأمسك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عنهم ، وداخلهم الطمع ، فصاح عليهم عمر : أما ترون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أمسك عن جوابكم كراهيةً لما تجيئون به؟ وقد همَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أن يعطيهم ذلك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٨٢ ـ وقال سعيد بن جبير : قال المشركون للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا نكف عنك إلا بأن تلم بآلهتنا ولو بطرف أصابعك ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما عليَّ لو فعلت ، والله يعلم أني كاره ، فأنزل الله تعالى هذه الآية :( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) إلى قوله :( نَصِيراً ) .

٥٨٣ ـ وقال قتادة : ذُكِرَ لنا أن قريشاً خَلَوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذاتَ ليلة إلى الصبح ، يكلمونه ويفخمونه ويسوِّدونه ويقاربونه ، فقالوا : إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس ، وأنت سيدنا وابن سيدنا. وما زالوا به حتى كاد يُقارِبهُم في بعض ما يريدون ، ثم عصمه الله تعالى عن ذلك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٩٤]

قوله تعالى :( وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ ) الآية. [٧٦].

٥٨٤ ـ قال ابن عباس : حسدت اليهود مقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ، فقالوا : إن

__________________

[٥٨١] بدون إسناد.

[٥٨٢] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٥ / ٨٨) ، وعزاه في الدر (٤ / ١٩٤) لابن جرير وابن أبي حاتم.

وذكره في لباب النقول ص ١٦٨.

[٥٨٣] مرسل.

[٥٨٤] بدون إسناد ، وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية تعليقاً على من قال إنها نزلت في اليهود : وهذا القول ضعيف لأن الآية مكية وسكنى المدينة بعد ذلك.

٢٩٧

الأنبياء إنما بعثوا بالشام ، فإن كنت نبياً فالحق بها ، فإنك إن خرجت إليها صدَّقناك وآمنا بك. فوقع ذلك في قلبه لما يحب من إسلامهم ، فرحل من المدينة على مرحلة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٨٥ ـ وقال عبد الرحمن بن غنم : إن اليهود أتوا نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إن كنت صادقاً أنك نبي [الله] فالحق بالشام ، فإن الشام أرض المَحْشِر والمَنْشرِ وأرض الأنبياء. فصدَّق ما قالوا ، وغزا غزوة «تَبُوكَ» لا يريد بذلك إلا الشام. فلما بلغ «تَبُوكَ» أنزل الله تعالى :( وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ ) .

٥٨٦ ـ وقال مجاهد وقتادة والحسن : همَّ أهل مكة بإخراج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، فأمره الله تعالى بالخروج. وأنزل هذه الآية إخباراً عما هَمُّوا به.

[٢٩٥]

قوله تعالى :( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) الآية. [٨٠].

٥٨٧ ـ قال الحسن : إن كفار قريش لما أرادوا أن يوثقوا نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويخرجوه من مكة ، أرادَ اللهُ تعالى بقاء أهل مكة ، وأمر نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يخرج مهاجراً إلى المدينة ، ونزل قوله تعالى :( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) .

__________________

[٥٨٥] بدون إسناد ، ورد ابن كثير هذا وقال : والأظهر أن هذا ليس بصحيح فإن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يغز تبوك عن قول اليهود وإنما غزاها امتثالاً لقوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ) إلخ. [انظر تفسير هذه الآية عند ابن كثير].

[٥٨٦] بدون إسناد.

[٥٨٧] مرسل ، وأخرجه ابن جرير بإسناده عن الحسن (١٥ / ١٠٠) وله شاهد من قول ابن عباس : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة ثم أُمر بالهجرة فنزلت عليه( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي ) الآية ، أخرجه الترمذي (٣١٣٩) وقال : هذا الحديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن جرير (١٥ / ١٠٠) وأخرجه أحمد (١ / ٢٢٣) والحاكم (٣ / ٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٩٨) لابن المنذر والطبراني وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.

٢٩٨

[٢٩٦]

قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) الآية. [٨٥].

٥٨٨ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي ، قال : أخبرنا محمد بن بشر بن العباس ، أخبرنا أبو لبيد محمد بن أحمد بن بشر ، حدثنا سويد عن سعيد ، حدثنا علي بن مُسْهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

إني لمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في حرث بالمدينة ، وهو متكئ على عِسيبٍ ، فمر بنا ناس من اليهود ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فقال بعضهم : لا تسألوه فيستقبلكم بما تكرهون ، فأتاه نفر منهم فقالوا [له] : يا أبا القاسم ما تقول في الروح؟ فسكت ثم قام فأمسك بيده على جبهته ، فعرفت أنه ينزل عليه. فأنزل الله عليه :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) رواه البخاري ، ومسلم جميعاً ، عن عمر بن حَفْص بن غِيَاث ، عن أبيه ، عن الأعمش.

٥٨٩ ـ وقال عكرمة عن ابن عباس : قالت قريش لليهود : أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فنزلت هذه الآية.

__________________

[٥٨٨] أخرجه البخاري في العلم (١٢٥) وفي التفسير (٤٧٢١) وفي الاعتصام (٧٢٩٧) وفي التوحيد (٧٤٥٦ ، ٧٤٦٢) وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين (٣٢ ، ٣٣ / ٢٧٩٤) ص ٢١٥٢ والترمذي في التفسير (٣١٤١) وقال : هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في التفسير (٣١٩).

وأخرجه أحمد (١ / ٣٨٩ ، ٤٤٤) وابن جرير (١٥ / ١٠٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٩٩) لابن حبان وابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل.

[٥٨٩] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٤٠) وقال : حسن صحيح غريب.

وأخرجه النسائي في التفسير (٣٣٤).

وأحمد (١ / ٢٥٥) والحاكم في المستدرك (٢ / ٥٣١) وصححه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ١٩٩) لابن المنذر وابن حبان وأبي الشيخ في العظمة وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل.

٢٩٩

٥٩٠ ـ وقال المفسرون : إن اليهود اجتمعوا ، فقالوا لقريش حين سألوهم عن شأن محمد وحاله : سلوا محمداً عن الروح ، وعن فِتْيَةٍ فُقِدُوا في أوّل الزمان ، وعن رجل بلغ مشرق الأرض ومغربها ، فإن أجاب في ذلك كله فليس بنبي ، وإن لم يجب في ذلك [كلّه] فليس بنبي ، وإن أجاب في بعض ذلك وأمسك عن بعضه فهو نبي. فسألوه عنها ، فأنزل الله تعالى في شأن الفتية :( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) إلى آخر القصة ، [وأنزل في رجل الذي بلغ شرق الأرض ، وغربها :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ) إلى آخر القصة] ، وأنزل في الروح قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) الآية.

[٢٩٧]

قوله تعالى :( وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) الآية. [٩٠].

٥٩١ ـ روى عكرمة ، عن ابن عباس : أن عُتْبَةَ ، وشَيْبَة ، وأبا سفيان ، والنَّضْرَ بن الحارث ، وأبا البَخْتَرِي ، والوليد بن المُغِيرَة ، وأبا جهل ، وعبد الله بن أبي أميّة ، وأمَيّة بن خلف ، ورؤساء قريش ـ اجتمعوا عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض : ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه. فبعثوا إليه : أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك ، فجاءهم سريعاً ـ وهو يظن أنه بدا [لهم] في أمره بدَاء ، وكان عليهم حريصاً يحب رشدهم ، ويعز عليه عنَتُهمْ ـ حتى جلس إليهم فقالوا : يا محمد ، إنا والله لا نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه ما

__________________

[٥٩٠] انظر الحديثين السابقين.

[٥٩١] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه ابن جرير (١٥ / ١١٠) من طريق محمد بن إسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس فذكره.

وعزاه في الدر (٤ / ٢٠٢) لابن جرير وابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وأخرجه ابن جرير (١٥ / ١١١) من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة مولى ابن عباس عنه به مع اختلاف بسيط.

٣٠٠

أدخلت على قومك لقد شتمت الآباء ، وعِبْتَ الدين ، وسفّهت الأحلام ، وشتمت الآلهة ، وفرَّقت الجماعة ، وما بقي أمر قبيح إلا وقد جِئتَهُ فيما بيننا وبينك ، فإن كنت إنما جئت [بهذا] لتطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا ما تكون به أكثرنا مالاً ، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سوّدناك علينا ـ وإن كنت تريد ملكاً ملّكناك علينا ، وإن كان هذا الرّئيُّ الذي يأتيك تَرَاهُ قد غلب عليك ـ وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ـ بذلنا أموالنا في طلب الطِّبِّ لك حتى نُبرئك منه أو نعذر فيك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَا بي ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ، ولكن اللهعزوجل بعثني إليكم رسولاً ، وأنزل عليَّ كتاباً ، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً ، فبلّغتكم رسالة ربي ، ونصحت لكم ، فإن تقبَلوا مني ما جئتكم به فهو حظّكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردُّوه عليّ أصْبِر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم. قالوا [له] : يا محمد ، فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا [عليك] فقد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلاداً ، ولا أقل مالاً ، ولا أشد عيشاً منا ، فسَلْ لنا ربك. الذي بعثك بما بعثك ـ فليسيِّر عنا هذه الجبال التي ضيَّقت علينا ، ويبسط لنا بلادنا ، ويجر فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا مَنْ مضى من آبائنا ، وليكن ممن يبعث لنا منه قُصَيّ بن كلاب ، فإنه كان شيخاً صدوقاً ، فنسألهم عما تقول : أحق هو [أم باطل؟ فإن صنعت ما سألناك صدَّقناك ، وعرَفنا به منزلتك عند الله ، وأنه بعثك رسولاً كما تقول. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما بهذا بعثت ، إنما جئتكم من عند الله سبحانه بما بعثني به ، فقد بلّغتكم ما أرسلت به [إليكم] ، فإن تقبلوه فهو حظَّكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردُّوه أصبر لأمر الله ، قالوا : فإن لم تفعل هذا فسل ربك أن يبعث ملكاً يصدّقك ، وسله فليجعل لك جناناً وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة يُغْنِيكَ بها عما نراك [تبتغي] فإنك تقوم في الأسواق [كما نقوم] وتلتمس المعاش [كما نلتمسه ، حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم]. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : [ما أنا بفاعل] ، وما أنا بالذي يسأل ربه هذا ، وما بعثت إليكم بهذا ، ولكن الله تعالى بعثني بشيراً ونذيراً. قالوا : فأسقط علينا كِسَفاً من السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ذلك إلى الله إن شاء فعل. فقال قائل منهم : لن نؤمن لك حتى تأتي بالله

٣٠١

والملائكة قبيلا. وقال عبد الله بن أمَيّة المخزومي ـ وهو ابن عاتكة بنت عبد المطلب ابنُ عمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً وترقى فيه ، وأنا أنظر حتى تأتيها وتأتي بنسخة منشورة معك ، ونفر من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول. فانصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهله حزيناً لما فانه من متابعة قومه ، ولما رأى من مباعدتهم منه. فأنزل الله تعالى :( وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) الآيات.

٥٩٢ ـ أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، قال : حدثنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا هشيم عن عبد الملك بن عمير ـ عن سعيد بن جبير ـ قال : قلت له ، قوله :( وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) نزلت في عبد الله بن أبي أُميَّة؟ قال : زعموا ذلك.

[٢٩٨]

قوله تعالى :( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ) الآية. [١١٠].

٥٩٣ ـ قال ابن عباس : تهجَّدَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة بمكة ، فجعل يقول في سجوده : يا رحمن يا رحيم ، فقال المشركون : كان محمد يدعو إلهاً واحداً ، فهو الآن يدعو إِلهين اثنين : الله والرحمن ، ما نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة ـ يعنون مسيلمة الكذاب ـ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٤ ـ وقال ميمون بن مِهْرَان : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يكتب في أول ما أوحي

__________________

[٥٩٢] أخرجه ابن جرير (١٥ / ١١١) ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٠٣) لسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٥٩٣] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه ابن جرير (١٥ / ١٢١) قال : حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين. قال : ثني محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد عن أبي الجوزاء عن ابن عباس به.

قلت : الحسين هو الحسين بن داود ولقبه سُنيد وهو ضعيف (له ترجمة في التقريب ١ / ٣٣٥) وعلى ذلك فالإسناد ضعيف.

[٥٩٤] مرسل.

٣٠٢

إليه : «باسمك اللهم» حتى نزلت هذه الآية :( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم». فقال مشركو العرب : هذا الرحيم نعرفه ، فما الرحمن؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٥ ـ وقال الضحاك : قال أهل الكتاب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّك لَتُقِلُّ ذِكْرَ الرحمن ، وقد أكثر الله في التوراة هذا الاسم! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٩٩]

قولهعزوجل :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) الآية. [١١٠].

٥٩٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا والدي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا عبد الله بن مطيع ، وأحمد بن مَنِيع ، قالا : حدثنا هُثَيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) قال :

نزلت ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مختف بمكة : فكانوا إذا سمعوا القرآن سَبّوا القرآن ، ومن أنزله ، ومن جاء به. فقال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ) أي بقراءتك ، فيسمعَ المشركون فيَسُبُّوا القرآن ،( وَلا تُخافِتْ بِها ) عن أصحابك فلا يسمعوا ،( وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ) رواه البخاري عن مُسَدَّد ، ورواه مسلم ،

__________________

[٥٩٥] بدون إسناد.

[٥٩٦] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٢٢) وفي التوحيد (٧٤٩٠ ، ٧٥٢٥ ، ٧٥٤٧).

وأخرجه مسلم في الصلاة (١٤٥ / ٤٤٦) ص ٣٢٩.

والترمذي في التفسير (٣١٤٦) وقال : حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٣٢٠).

والنسائي في المجتبى (٢ / ١٧٨).

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٣ ، ٢١٥) والطبراني في الكبير (١٢ / ٥٥).

وابن جرير في تفسيره (١٥ / ١٢٣) والبيهقي في السنن (٢ / ١٨٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٠٦) لسعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه.

٣٠٣

عن عَمْر النَّاقد ، كلاهما عن هُشَيم.

٥٩٧ ـ وقالت عائشةرضي‌الله‌عنها : نزلت هذه الآية في التشهد ، كان الأعرابي يجهر فيقول : التحيات لله والصلوات والطيبات ، يرفع بها صوته ، فنزلت هذه الآية.

٥٩٨ ـ وقال عبد الله بن شداد : كان أعراب [من بني تميم إذا سلّم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من صلاته قالوا : اللهم ارزقنا مالاً وولداً ، ويجهرون. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن مُبَشِّر الواسِطي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن حرب ، قال : حدثنا أبو مروان [عن] يحيى بن أبي زكريا الغسَّاني ، عن هشام بن عروة [عن أبيه] عن عائشةرضي‌الله‌عنها في قوله تعالى :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) ، قالت : إنها أنزلت في الدعاء.

__________________

[٥٩٧] بدون إسناد.

[٥٩٨] ابن جرير (١٥ / ١٢٢)

[٥٩٩] أخرجه مسلم في كتاب الصلاة (١٤٦ / ٤٤٧) ص ٣٢٩.

والنسائي في التفسير (٣٢١) والبيهقي في السنن (٢ / ١٨٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٠٧) للبخاري وأبي داود في الناسخ والبزار وسعيد بن منصور وابن نصر وابن مردويه. وأخرجه ابن جرير (١٥ / ١٢٢)

٣٠٤

سورة الكهف

[٣٠٠]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ ) الآية. [٢٨].

٦٠٠ ـ حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، إملاء في «دار السُّنة» يوم الجمعة بعد الصلاة ، في شهور سنة عشر وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى بن عَبْدَوَيْه الحِيرِي قال : حدثنا محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي ، قال : حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني ، قال : حدثنا سليمان بن عطاء الحراني ، عن مسلمة بن عبد الله الجُهني ، عن عمه ابن مشجعة بن ربعي الجهني ، عن سلمانَ الفارسي ، قال :

جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : عُيَيْنَة بن حِصْن ، والأقرَع بن حابِس ، وذَوُوهم ، فقالوا : يا رسول الله ، إنك لو جلست في صدر المجلس ونحيّت عنا هؤلاء وأرْوَاحَ جِبَابِهم ـ يعنون سَلْمَان ، وأبا ذَرّ ، وفقراء المسلمين ، وكانت عليهم جِبَاب الصوف ولم يكن عليهم غيرها ـ جَلَسْنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك! فأنزل الله تعالى :( وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ

__________________

[٦٠٠] إسناده ضعيف : سليمان بن عطاء : قال البخاري : منكر الحديث وقال ابن حبان : شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة فلست أدري التخليط منه أم من مسلمة بن عبد الله [المجروحين ١ / ٣٢٥].

وعزاه السيوطي في الدر (٤ / ٢١٩) لابن مردويه وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب.

٣٠٥

لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً* وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) حتى بلغ ،( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً ) يتهددهم بالنار ، فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله تعالى قال : الحمد لله الذي لم يُمتْنِي حتى أمرني أن أصْبر نفسي مع رجال من أمتي ، معكم المحيا ، ومعكم الممات.

[٣٠١]

قوله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) الآية. [٢٨].

٦٠١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازي ، قال : حدثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا أبو مالك ، عن جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) قال :

نزلت في أمية بن خلف الجُمَحِي ، وذلك أنه دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أمر كَرِهَهُ : من طرد الفقراء عنه ، وتقريب صَنَادِيدِ أهل مكة ، فأنزل الله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) يعني مَن خَتَمْنَا على قلبه عن التوحيد ،( وَاتَّبَعَ هَواهُ ) يعني الشركَ.

[٣٠٢]

قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ) الآية. [٨٣].

٦٠٢ ـ قال قتادة : إن اليهود سألوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذي القرنين ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات.

__________________

[٦٠١] إسناده ضعيف جداً : جويبر بن سعيد قال الحافظ في التقريب : ضعيف جداً ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

وعزاه في الدر (٤ / ٢٢٠) لابن مردويه.

[٦٠٢] مرسل.

٣٠٦

[٣٠٣]

قوله تعالى :( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ) . [١٠٩].

٦٠٣ ـ قال ابن عباس : قالت اليهود لما قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) : كيف وقد أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراةَ فقد أوتِيَ خيراً كثيراً؟ فنزلت :( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ) الآية.

[٣٠٤]

قوله تعالى :( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ ) الآية. [١١٠].

٦٠٤ ـ قال ابن عباس : نزلت في جُنْدُب بن زهير العامري ، وذلك أنه قال : إني أعمل العمل لله ، فإذا اطلع عليه سرني ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله تعالى طيّب لا يقبل إلا الطيب ولا يقبل ما شورِك ، فيه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٠٥ ـ وقال طاوس : قال رجل : يا نبي الله ، إني أحب الجهاد في سبيل الله ، وأحب أن يرى مكاني! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٠٥ م ـ وقال مجاهد : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : إني أتصدق ، وأصل الرَّحم ، ولا أصنع ذلك إلا لله سبحانه وتعالى ، فيذكر ذلك مني وأُحمد عليه ، فيسرني ذلك وأعجب به. فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يقل شيئاً ، فأنزل الله تعالى :( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) .

__________________

[٦٠٣] انظر الحديث رقم (٥٨٩)

[٦٠٤] عزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لابن مندة وأبي نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح.

قلت : هذا الإسناد أطلق عليه الحفاظ : سلسلة الكذب ، انظر الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ١٥٦.

[٦٠٥] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٦ / ٣٢) وعزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لعبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الإخلاص وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس (٤ / ٣٢٩).

وقال السيوطي : أخرجه الحاكم وصححه والبيهقي موصولاً عن طاوس عن ابن عباس.

[٦٠٥] م مرسل ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لهناد في الزهد.

٣٠٧

سورة مريم

[٣٠٥]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) الآية. [٦٤].

٦٠٦ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن حمويه ، أخبرنا أبو بكر محمد بن معمر الشامي ، أخبرنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الرُّسْعَنِيّ قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا المغيرة قال : حدثنا عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا جبريلُ ، ما يمنعُك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ قال فنزلت :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) الآية كلها. قال : كان هذا الجواب لمحمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

[٦٠٦] أخرجه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٨) وفي التفسير (٤٧٣١) وفي التوحيد (٧٤٥٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٣١٥٨) وقال : هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه النسائي في التفسير (٣٣٩).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٣١ ، ٢٣٣ ، ٣٥٧).

وابن جرير في تفسيره (١٦ / ٧٨) ، والطبراني في الكبير (١٢ / ٣٣) وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٦١١).

وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٧٨) لمسلم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

٣٠٨

رواه البخاري عن أبي نعيم عن [عمر بن] ذر.

٦٠٧ ـ وقال مجاهد : أبطأ المَلَكُ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم أتاه فقال : لعلِّي أبطأتُ ، قال : قد فعلتَ ، قال : ولم لا أفعلُ ، وأنتم لا تَتَسوَّكُون ، ولا تَقُصُّون أظفاركم ، ولا تُنَقُّونَ بَرَاجِمُكُمْ؟ قال :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) قال مجاهد : فنزلت هذه الآية.

٦٠٨ ـ وقال عكرمة ، والضّحاك ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي : احتبس جبريلعليه‌السلام [عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] ، حين سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والرُّوح ، فلم يدر ما يجيبهم ، ورجا أن يأتيه جبريلعليه‌السلام بجواب [ما سألوه] فأبطأ عليه ، فشقَّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مشقّة شديدة ، فلما نزل جبريلعليه‌السلام ، قال له : أبطأت عليَّ حتى ساء ظني. واشتقت إليك. فقال جبريلعليه‌السلام : إني كنت إليك أشْوَق ولكني عبد مأمورٌ : إذا بعثتُ نزلتُ ، وإذا حُبِست احتَبَستُ ، فأنزل الله تعالى :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ )

[٣٠٦]

قوله تعالى :( وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ) الآيات. [٦٦].

٦٠٩ ـ قال الكلبي : نزلت في أبيّ بن خَلَف. حين أخذ عِظاماً بالية يفتها بيده ، ويقول : زعم لكم محمد أنا نبعث بعد ما نموت.

[٣٠٧]

قوله تعالى :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ) الآيات. [٧٧].

٦١٠ ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال :

__________________

[٦٠٧] مرسل ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٧٩) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٠٨] مرسل.

[٦٠٩] الكلبي متهم بالكذب.

[٦١٠] أخرجه البخاري في البيوع (٢٠٩١) وفي الإجارة (٢٢٧٥) وفي الإشخاص (٢٤٢٥)

٣٠٩

أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : حدثنا عبد الله بن هاشم ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش عن أبي الضُّحَى ، عن مَسْرُوق ، عن خبَّاب بن الأرَت ، قال :

كان لي دين على العاص بن وائل : فأتيته أتقاضاه ، فقال : لا والله حتى تكفر بمحمد. فقلت : لا والله ، لا أكفر بمحمدٍ حتى تموتَ ثم تبعث. قال : إني إذا مِتُّ ثم بُعثتُ ، جئتني وسيكون لي ثمَّ مالٌ وولدٌ فأعطيك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦١١ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الزاهد ، قال : أخبرنا البَغَوِيّ قال : حدثنا أبو خَيْثَمَة ، وعلي بن مسلم ، قالا : حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي الضُّحى ، عن مسروق ، عن خبَّاب ، قال :

كنت رجلاً قَيْناً ، وكان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه ، فقال [لي] : لا أقضيك حتى تكفر بمحمدعليه‌السلام . فقلت : لا أكفر حتى تموتَ وتُبعثَ. فقال : وإني لمبعوث بعد الموت؟ فسوف أقضيك إذا رَجَعْتُ إلى مالي. قال : فنزلت فيه :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً )

رواه البخاري عن الحُمَيْدِي ، عن سُفْيان.

ورواه مسلم عن الأشَجِّ ، عن وكيع ، كلاهما عن الأعمش.

٦١٢ ـ وقال الكلبي ومقاتل :

كان خبَّاب بن الأرَتِّ قيْناً ، وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي ، وكان

__________________

وفي التفسير (٤٧٣٢ ، ٤٧٣٣ ، ٤٧٣٤ ، ٤٧٣٥).

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٣٥ ، ٣٦ / ٢٧٩٥) ص ٢١٥٣.

والترمذي في التفسير (٣١٦٢) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٣٤٢).

وأحمد في مسنده (٥ / ١١٠ ، ١١١) والطبراني في الكبير (٤ / ٦٦ ، ٦٧) وابن جرير (١٦ / ٩١).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٨٣) لسعيد بن منصور والبيهقي في الدلائل وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦١١] انظر السابق.

[٦١٢] انظر السابق.

٣١٠

العاص يُؤخِّرُ حقه ، فأتاه يتقاضاه ، فقال العاص : ما عندي اليوم ما أقضيك. فقال [خباب] : لست بمفارقك حتى تقضيني ، فقال العاص : يا خباب ، ما لك؟ ما كنت هكذا! وإن كنت لحسن الطلب. قال خباب : ذاك أني كنت على دينك ، فأما اليوم فأنا على الإسلام مفارقٌ لدينك! قال : أو لستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً؟ قال خباب : بلى ، قال : فأخرني حتى أقضيك في الجنة ـ استهزاء ـ فو الله لئن كان ما تقول حقاً إني لأفْضَلُ فيها نَصِيباً منك. فأنزل الله تعالى :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ) يعني العاص ، الآيات.

٣١١

سورة طه

[٣٠٨]

بسم الله الرحمن والرحيم

قولهعزوجل :( طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) [١ ـ ٢].

٦١٣ ـ قال مقاتل : قال أبو جهل ، والنَّضْر بن الحارث للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنك لشَقِيُّ بترك ديننا ، وذلك لما رأياه من طول عبادته و [شدة] اجتهاده فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦١٤ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا أبو يحيى ، قال : حدثنا العسكري ، قال : حدثنا أبو مالك عن جُوَيْبِر عن الضحاك ، قال :

لما نزل القرآن على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قام هو وأصحابه فصلّوا ، فقال كفار قريش : ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى به. فأنزل الله تعالى :( طه ) يقول : يا رجلُ :( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

[٣٠٩]

قولهعزوجل :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ) الآية. [١٣١].

__________________

[٦١٣] مرسل.

[٦١٤] مرسل ، الدر (٤ / ٢٨٩) وعزاه لابن أبي حاتم.

وقد مرت ترجمة جويبر بن سعيد في الحديث رقم (٦٠١)

٣١٢

٦١٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثَّعْلَبِي ، قال : أخبرنا شُعَيب بن محمد البَيْهَقي قال : أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : حدثنا أبو الأزهر ، قال : حدثنا روح ، عن موسى بن عُبَيْدة الرَّبَذِي ، قال : أخبرني يزيد عن عبد الله بن قُسَيْط ، عن أبي رافع مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أن ضيفاً نزل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدعاني فأرسلني إلى رجل من اليهود يبيع طعاماً : يقول لك محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : [إنه] نزل بنا ضيف ولم يُلْفَ عندنا بعض الذي يُصْلِحُه ، فبعني كذا وكذا من الدقيق ، أو أسلفني إلى هلال رجب ، فقال اليهودي : لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن ، قال : فرجعت إليه فأخبرته ، فقال : والله إني لأمين في السماء ، أمين في الأرض ، ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه ، اذهب بدرعي. فنزلت هذه الآية تعزيةً له عن الدنيا :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ ) الآية.

__________________

[٦١٥] إسناده ضعيف : موسى بن عبيدة الرَّبذي ضعيف [تقريب ٢ / ٢٨٦] وقد أخرجه ابن جرير (١٦ / ١٦٩) من طريق موسى بن عبيدة ، وأخرجه أيضاً من طريق الحسين بن داود وهو ضعيف ، وقد مرت ترجمته هنا في الحديث رقم (٥٩٣)

٣١٣

سورة الأنبياء

[٣١٠]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ) الآية. [١٠١].

٦١٦ ـ أخبرنا [أبو عمر] بن أحمد بن عمرو الماوردي ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد بن نصر الرَّازي ، قال : أخبرنا محمد بن أيوب ، قال : أخبرنا علي بن المديني ، قال : حدثنا يحيى بن نوح ، قال : حدثنا أبو بكر [بن] عيّاش ، عن عاصم ، قال : أخبرني أبو رُزَين عن [أبي] يحيى ، عن ابن عباس ، قال :

آية لا يسألني الناس عنها ، لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها ، أو جهلوها فلا يسألون عنها؟ قيل : وما هي؟ قال : لما نزلت :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ) شق على قريش ، فقالوا : يشتم آلهتنا؟ فجاء ابن الزَّبَعْرَى فقال : ما لكم؟ قالوا : يشتم آلهتنا ، قال : فما قال؟ قالوا : قال :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ) قال : ادْعُوهُ لي ، فلما دُعِي

__________________

[٦١٦] أخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ١٥٣).

وذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٦٩) وقال : فيه عاصم بن بهدلة وقد وثق وضعفه جماعة أ. ه.

قلت أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس مثله (١٧ / ٧٧).

من طريق عطاء بن السائب ، وعطاء اختلط.

٣١٤

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : يا محمد ، هذا شيء لآلهتنا خاصةً ، أو لكل من عُبِدَ من دون الله؟ قال : [لا] بل لكل من عبد من دون الله! فقال ابن الزِّبَعْرَى : خُصِمتَ وربِّ هذه البنية ـ يعني الكعبة ـ ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون؟ وأن عيسى عبد صالح؟ [وأن عزيراً عبد صالح؟ قال : بلى قال] : فهذه بنو مليح ، يعبدون الملائكة ، وهذه النصارى يعبدون عيسى ، وهذه اليهود يعبدون عُزَيراً. قال : فصاح أهل مكة ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ) الملائكة وعيسى وعزيرعليهم‌السلام :( أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ ) .

٣١٥

سورة الحج

[٣١١]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) الآية [١١].

٦١٧ ـ قال المفسرون نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، مهاجرون من باديتهم ، وكان أحدهم إذا قدم المدينة : فإن صحَّ بها [جسمه] ، ونُتِجَتْ فَرَسُه مُهْراً حسناً ، وولدت امرأته غلاماً ، وكَثُرَ ماله وماشيته رضي عنه واطمأن ، وقال : ما أصبْتُ منذ دخلت في ديني هذا إلا خيراً ، وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته جارية ، وأُجْهِضَتْ رِمَاكُه ، وذهب ماله ، وتأخرت عنه الصَّدَقَةُ أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبتَ منذ كنتَ على دينك هذا إلا شرّاً ، فينقلبُ عن دينه. فأنزل الله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) الآية.

٦١٨ ـ وروى عطية ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

__________________

[٦١٧] أخرج البخاري في التفسير (٤٧٤٢) من حديث ابن عباس قال :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) قال : كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال : هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء ـ وعزاه في الدر (٤ / ٣٤٦) للبخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦١٨] إسناده ضعيف : عطية بن سعد بن جنادة العوفي ، قال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً.

٣١٦

أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالإسلام ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أقِلْنِي : فقال : إن الإسلام لا يُقالُ قال : إني لم أصب في ديني هذا خيراً : أذْهَبَ بصري ومالي وولدي. فقال : «يا يهودي ، إن الإسلام يَسْبِكُ الرِّجالَ كما تَسْبِكُ النَّارُ خَبَثَ الحديد والفضة والذهب» ، قال : ونزلت :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) .

[٣١٢]

قوله تعالى :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) الآية. [١٩].

٦١٩ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكِّي ، قال : أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف ، قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : حدثنا عمر بن مرزوق ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجْلَز ، عن قيس بن عُبادٍ قال :

سمعت أبا ذَرّ يقول : أقسم بالله لنزلت هذه الآية :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) في هؤلاء الستة : حمزة ، وعُبَيْدَةُ ، وعلي بن أبي طالب ، وعُتْبَة ، وشَيْبَةُ والوليد بن عتبة.

رواه البخاري ، عن حجّاج بن مِنْهال ، عن هُشَيم ، عن أبي هاشم.

__________________

وللحديث شاهد ضعيف من حديث جابر أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣ / ٣٦٨) والميزان ترجمة رقم (٦٥٠٣)

[٦١٩] أخرجه البخاري في المغازي (٣٩٦٦ ، ٣٩٦٨ ، ٣٩٦٩) وفي التفسير (٤٧٤٣).

وأخرجه مسلم في التفسير (٣٤ / ٣٠٣٣) ص ٢٣٢٣.

والنسائي في التفسير (٣٦١).

وابن ماجة في الجهاد (٢٨٣٥).

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١١٩٧٤) للنسائي في المناقب في الكبرى والنسائي في السير في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (١٧ / ٩٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣٤٨) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣١٧

٦٢٠ ـ أخبرنا أبو بكر [ابن] الحرث قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان قال : حدثنا هلال بن بشر ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب ، قال : حدثنا سليمان التَّيْمِيّ ، عن أبي مجلز عن قيس بن عباد ، عن علي قال :

فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) إلى قوله :( الْحَرِيقِ ) .

٦٢٠ م ـ وقال ابن عباس هم أهل الكتاب ، قالوا للمؤمنين : نحن أولى بالله منكم ، وأقدم منكم كتاباً ، ونبينا قبل نبيكم ، وقال المؤمنون : نحن أحق بالله ، آمنا بمحمدعليه‌السلام ، وآمنا بنبيكم ، وبما أنزل الله من كتاب ، فأنتم تعرفون نبينا ثم تركتموه ، وكفرتم به حسداً. وكانت هذه خصومتهم [في ربهم] ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. وهذا قول قتادة.

[٣١٣]

قوله تعالى :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) الآية. [٣٩].

٦٢١ ـ قال المفسرون : كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلا يزالون يجيئون من بين مضروب ومَشْجُوج ، فشكوهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [فيقول لهم : اصبروا فإني لم أومر بالقتال ، حتى هاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ]. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٢٢ ـ وقال ابن عباس :

__________________

[٦٢٠] أخرجه البخاري في المغازي (٣٩٦٥ ـ ٣٩٦٧) وفي التفسير (٤٧٤٤) والنسائي في التفسير (٣٦٢) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١٠٢٥٦) للنسائي في السير في الكبرى.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣٤٨) لابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي.

[٦٢٠١] م ذكره المصنف بدون إسناد. وقد أخرجه ابن جرير (١٧ / ٩٩) بإسناد عن ابن عباس من طريق عطية العوفي [انظر ترجمته في رقم ٦١٨].

[٦٢١] بدون إسناد.

[٦٢٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٧١) وقال : هذا حديث حسن.

وأخرجه النسائي في التفسير (٣٦٥)

٣١٨

لما أخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، قال أبو بكررضي‌الله‌عنه : إنا لله [وإِنا إليه راجعون] لنهلكن ، فأنزل الله تعالى :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) قال أبو بكر : فعرفت أنه سيكون قتال.

[٣١٤]

قوله تعالى :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) الآية. [٥٢].

٦٢٣ ـ قال المفسرون : لما رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تولي قومه عنه ، وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به ، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه ، وذلك لحرصه على إيمانهم. فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله ، وأحب يومئذٍ أن لا يأتيه من الله تعالى شيء ينفرون عنه ، وتمنى ذلك ، فأنزل الله تعالى سورة( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) فقرأها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بلغ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه ويتمناه : «تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى» فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ، ومضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها ، وسجد في آخر السورة ، فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين ، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبو أُحَيْحَة سعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها ، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرّقت قريش وقد سرّهم ما سمعوا ، وقالوا : قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر ، وقالوا : قد عرفنا أن

__________________

وأخرجه في الجهاد (٦ / ٢).

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢١٦) وابن جرير (١٧ / ١٢٣).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٦٦ ، ٢٤٦) ، (٣ / ٧) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

[٦٢٣] ذكر ذلك السيوطي في الدر (٤ / ٣٦٧) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية ، وقد ذكر لها السيوطي طرقاً كثيرة وكلها مرسلة ومنقطعة والله أعلم.

وقد نقد هذه القصة كثير من النقاد انظر (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ٣١٤ ـ ٣٢٢)

٣١٩

الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لها محمد نصيباً فنحن معه. فلما أمسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه جبريلعليه‌السلام فقال : «ما ذا صنعت؟ تَلَوْتَ على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه ، وقلت ما لم أقل لك». فحزن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقالت قريش : ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله ، فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه.

٦٢٤ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو بكر [محمد] بن حيان قال : حدثنا أبو يحيى الرّازي ، قال : حدثنا سهل العسكري ، قال : أخبرنا يحيى ، عن عثمان بن الأسود ، عن سعيد بن جُبير ، قال :

قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) فألقى الشيطان على لسانه «تلك الغَرَانِيقُ العُلَى و [إن] شفاعتهن ترتجى» ففرح المشركون بذلك وقالوا : قد ذكر آلهتنا. فجاء جبريلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : اعرض عليَّ كلام الله. فلما عرض عليه قال : أما هذا فلم آتك به ، هذا من الشيطان ، فأنزل الله تعالى :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) .

__________________

[٦٢٤] انظر السابق.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591