أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن0%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن

مؤلف: الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
تصنيف:

الصفحات: 591
المشاهدات: 376975
تحميل: 4343

توضيحات:

أسباب نزول القرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 376975 / تحميل: 4343
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

سورة قد أفلح

[٣١٥]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) الآية. [١].

٦٢٥ ـ حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري إملاء ، قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطُّوسي ، قال : حدثنا محمد بن حماد الأبيوَرْدِيُّ ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا يونس بن سليم(١) ، قال : أملى [عليَ] يونُسُ الأيْلِي ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزُّبَير ، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ ، قال :

__________________

[٦٢٥] إسناده ضعيف : يونس بن سليم : قال أبو حاتم : قال أحمد بن حنبل : سألت عبد الرزاق عنه فقال : أظنه لا شيء ، وقال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين : ما أعرفه يروي عنه غير عبد الرزاق ، وقال النسائي : لا أعرفه وذكره ابن حبان في الثقات [تهذيب الكمال ج ٣ / ١٥٦٧ مخطوط] والحديث أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٧٣).

والنسائي في الصلاة في (الكبرى) ونقل عنه المزي في تحفة الأشراف قوله : هذا منكر (انظر تحفة الأشراف رقم ١٠٥٩٣).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٥٣٥) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه في موضع آخر (٢ / ٣٩٢) وقال الذهبي : سُئل عبد الرزاق عن شيخه فقال : لا أظنه شيء ، وأخرجه البيهقي في الدلائل (٥ / ٥٥) مختصراً.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٤) وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند وفي تصحيحه نظر والله أعلم ، وزاد السيوطي نسبته (٥ / ٢) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والعقيلي والضياء في المختارة.

[١] في الأصل : سليمان ، والصواب سليم كما في المراجع الأخرى.

٣٢١

سمعت عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، يقول : كان إذا أنزل الوحي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُسمع عند وجهه دَويّ كدوي النحل ، فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه قال : اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تُؤثر علينا ، [وأرضنا] وارض عنا ، ثم قال : لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ، ثم قرأ :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى عشر آيات ، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر القطيعي ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن عبد الرزاق.

[٣١٦]

قولهعزوجل :( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) [٢].

٦٢٦ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ، قال : حدثني أحمد بن يعقوب الثقفي ، قال : حدثنا أبو شعيب الحرّاني ، حدثني أبي ، حدثنا إسماعيل بن عُليَّة ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة.

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء ، فنزل :( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) .

[٣١٧]

قوله تعالى :( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) . [١٤].

٦٢٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الله بن

__________________

[٦٢٦] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٩٣) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لو لا خلاف فيه على محمد فقد قيل عنه مرسلاً ولم يخرجاه.

وقال الذهبي : الصحيح مرسل. أ. ه.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣) لابن مردويه والحاكم.

[٦٢٧] إسناده ضعيف : علي بن زيد بن جدعان : ضعيف. وللحديث أصل صحيح فقد أخرجه البخاري في الصلاة (٤٠٢) وفي التفسير (٤٩١٦) بلفظ : وافقت ربي في ثلاث وانظر تحفة الأشراف رقم

٣٢٢

محمد بن حيان ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سُوَيد بن مَنْجُوف ، قال : حدثنا أبو داود ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جُدْعَان ، عن أنس بن مالك ، قال :

قال عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : وافَقْتُ ربي في أربع : قلت : يا رسول الله لو صلينا خلف المقام ، فأنزل الله تعالى :( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) وقلت : يا رسول الله ، لو اتخذت على نسائك حجاباً ، فإنه يدخل عليك البرُّ والفاجر ، فأنزل الله تعالى :( وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ) وقلت لأزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لتَنْتَهُنَّ أوْ لَيُبَدِّلنه الله سبحانه أزواجاً خيراً منكن ، فأنزل الله :( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ ) الآية. ونزلت :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) إلى قوله تعالى :( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) فقلت : [فتبارك الله أحسن الخالقين. فنزلت] :( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) .

[٣١٨]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ ) الآية. [٧٦].

٦٢٨ ـ أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الضبّي ، قال : حدثنا أبو العباس السَّيَّاري ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن حاتم ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، قال : أخبرنا الحسين بن واقد ،

__________________

ولم يذكر الرابعة الخاصة بآية( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) .

وأخرجه أحمد (١ / ٢٣) من طريق هشيم عن حميد عن أنس بلفظ : وافقت ربي في ثلاث.

الدر (٥ / ٣) وعزاه للطيالسي وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.

[٦٢٨] أخرجه النسائي في التفسير (٣٧٢).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٩٤) وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (١١ / ٣٧٠) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٣) وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن الحسين بن واقد وثقه النسائي وغيره وضعفه أبو حاتم.

وأخرجه ابن جرير (١٨ / ٣٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٣) لابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣٢٣

قال : حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس ، قال :

جاء أبو سفيان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمد أنشدك الله والرحم ، لقد أكلنا العِلْهز ـ يعني الوبر بالدم ـ فأنزل الله تعالى :( وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) .

٦٢٩ ـ وقال ابن عباس : لما أتى ثُمَامَة بن أثال الحنفي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأسلم وهو أسير فخلى سبيله ، فلحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة ، وأخذ الله تعالى قريشاً بسني الجدْب حتى أكلوا العِلْهز فجاء أبو سفيان إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أنشُدُكَ الله والرحم أليْس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال : بلى ، فقال : قد قتلتَ الآباء بالسيف ، والأبناء بالجوع : فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٦٢٩] أخرجه ابن جرير (١٨ / ٣٤) ، وعزاه في الدر (٥ / ١٣) لابن جرير وأبي نعيم في المعرفة والبيهقي في الدلائل.

٣٢٤

سورة النور

[٣١٩]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) الآية. [٣].

٦٣٠ ـ قال المفسرون : قدم المهاجرون إلى المدينة ، وفيهم فقراء ليست لهم أموال ، وبالمدينة نساء بغايا مُسافِحَات ، يكرين أنفسهن ، وهن يومئذٍ أخْصَبُ أهل المدينة فرغب في كَسْبِهِنّ ناس من فقراء المهاجرين ، فقالوا : لو أنا تزوجنا منهن ، فعشنا معهن ، إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن ، فاستأذنوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك ، فنزلت هذه الآية : وحُرِّم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك.

٦٣١ ـ وقال عكرمة : نزلت الآية في نساء بغايا مُتَعالِنَات بمكة والمدينة ، وكُنَّ كثيرات ، ومنهن تسع صَوَاحِبُ رايات لهنّ رايات كرايات البيطار يُعْرَفْن بها : أم مهزول ، جارية السائب بن أبي السائب المخْزُومي ، وأم عُلَيْط ، جارية صفْوان بن أمية. وحَنَّة القبطية ، جارية العاص بن وائل ، ومُزْنة جارية مالك بن عَمِيلَة بن السباق ، وجلالة ، جارية سهيل بن عمرو ، وأم سويد ، جارية عمرو بن عثمان المَخْزُومي ، وشريفة ، جارية زمعة بن الأسود ، وفرسة جارية هشام بن ربيعة ، وفرْتَنَا جارية هلال بن أنس.

__________________

[٦٣٠] عزاه في الدر (٥ / ١٩) لابن أبي حاتم عن مقاتل.

[٦٣١] مرسل.

٣٢٥

وكانت بيوتهن تسمى في الجاهلية : المَوَاخِير ، لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة ، أو مشرك من أهل الأوثان ، فأراد ناس من المسلمين نكاحهن ليتخذوهن مأْكلة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ونهى المؤمنين عن ذلك ، وحرمه عليهم.

٦٣٢ ـ أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزار قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا [أحمد] بن الحسن بن عبد الجبار ، قال : حدثنا إبراهيم بن عرعرة ، قال : حدثنا معتمر عن أبيه ، عن الحَضْرَمِيِّ ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الله بن عمرو.

أن امرأة يقال لها : أم مَهْزُول كانت تُسافِح ، وكانت تشترط للذي يتزوجها أن تكفيه النفقة ، وأن رجلاً من المسلمين أراد أن يتزوجها ، فذكر ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية :( الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ) .

[٣٢٠]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ) الآية. [٦].

٦٣٣ ـ أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن

__________________

[٦٣٢] أخرجه النسائي في التفسير (٣٧٩).

وأحمد في مسنده (٢ / ١٥٩ ، ٢٢٥).

وابن جرير (١٨ / ٥٦).

والحاكم في المستدرك (٢ / ١٩٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٣ ـ ٧٤) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجال أحمد ثقات.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧ / ١٥٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٩) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي داود في ناسخه.

[٦٣٣] إسناده حسن : رواته ثقات عدا عباد بن منصور قال الحافظ في التقريب صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بآخره أ. ه.

قلت : صرح عباد بالتحديث من عكرمة عند ابن جرير (١٨ / ٦٥) فقال : سمعت عكرمة. وقد تابعه

٣٢٦

أحمد بن علي الحيري ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

لما نزلت( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ ) إلى قوله تعالى( الْفاسِقُونَ ) قال سعد بن عُبادة ، وهو سيد الأنصار : أهكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا تسمعون يا معشر الأنصار إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا : يا رسول الله ، إنه رجل غيور ، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكراً ، ولا طلّق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها ، من شدة غيرته. فقال سعد : والله يا رسول الله ، إني لأعلم أنها حق ، وأنها من عند الله ، ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لَكَاعِ قد تَفَخَّذَها رجل لم يكن لي أن أُهِيجَهُ ولا أحَرِّكَه حتى آتيَ بأربعة شهداء ، فو الله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته. فما لبِثُوا إلا يسيراً حتى جاء هلال بن أمية من أرض عشية فوجد عند أهله رجلاً ، فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يُهجْهُ حتى أصبح فَغَدا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إني جئت أهلي عَشِياً فوجدت عندها رجلاً ، فرأيت بعيني ، وسمعت بأذني ، فكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما جاء به واشتد عليه ، فقال سعد بن عبادة : الآن يضرب رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم هلالَ بن أمية ، ويبطل شهادته في المسلمين ، فقال هلال : والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مَخْرَجاً ، فقال هلال : يا رسول الله ، إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك به ، والله يعلم أني لصادق ، فو الله إنّ رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُريد أنْ يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي ، وكان إذا نزل عليه الوحي عرفوا ذلك في تَرَبُّدِ جلده ، فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي ، فنزلت( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ) الآيات كلها ، فسُرِّي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أبشر يا هلال ، فقد جعل الله لك فرجاً ومَخْرجاً ،

__________________

هشام بن حسان وهو ثقة ، انظر تحفة الأشراف رقم (٦٢٢٥) ، والحديث أخرجه أبو داود (٢٢٥٦) وليس عنده قول سعد بن عبادة.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (ص ٣٤٧) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٤).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٣٨) والبيهقي في السنن (٧ / ٣٩٤) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢١) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٣٢٧

فقال هلال : قد كنت أرجو ذلك من ربي ، وذَكَرَ باقي الحديث.

٦٣٤ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن سِنَان المقري ، قال أخبرنا أحمد بن علي بن المُثَنَّى ، قال : حدثنا أبو خَيْثَمة ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعْمَش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

إنا ليلة الجمعة في المسجد ، إذ دخل رجل من الأنصار ، فقال : لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فإن تكلم جَلَدْتُموه ، وإن قَتَلَ قتلتموه ، وإن سكت سكت على غيظٍ ، والله لأسألن عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما كان من الغد أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله فقال : لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه ، أو قَتَلَ قتلتموه ، أو سكت سكت على غيظ! فقال : اللهم افتح ، وجعل يدعو ، فنزلت آية اللعان :( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ) الآية ، فابتُلي به الرجل مِنْ بين الناس ، فجاء هو وامرأته إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فتلاعنا ، فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، فذهبت لتلتعن فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مه ، فلَعَنتْ. فلما أدبرتْ قال : لعلها أن تجيء به أسودَ جَعْداً. فجاءت به أسودَ جعداً.

رواه مسلم عن أبي خَيْثَمَة.

[٣٢١]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) الآيات [١١].

٦٣٥ ـ أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا محمد بن

__________________

[٦٣٤] أخرجه مسلم في اللعان (١٠ / ١٤٩٥) ص ١١٣٣ وأبو داود في الطلاق (٢٢٥٣) وابن ماجة في الطلاق (٢٠٦٨) وابن جرير (١٨ / ٦٦) وأحمد في مسنده (١ / ٤٤٨)

[٦٣٥] أخرجه البخاري في الشهادات (٢٦٣٧) موصولاً ومعلقاً وفي الشهادات (٢٦٦١) وفي الجهاد (٢٨٧٩) وفي المغازي (٤٠٢٥) و (٤١٤١) وفي التفسير (٤٦٩٠) و (٤٧٥٠) وفي الأيمان والنذور (٦٦٦٢ ، ٦٦٧٩) وفي الاعتصام (٧٣٦٩) وفي التوحيد (٧٥٤٥)

٣٢٨

أحمد بن علي المقرئ ، قال : أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزَّهْرَاني ، قال : حدثنا فليح بن سليمان المدني ، عن الزّهْري ، عن عُرْوَة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، وعلقمة بن وقَّاص ، وعُبَيد الله بن عَبْد الله بن عُتْبَة ، عن عائشة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا ، فبرأها الله تعالى منه. قال الزهري : وكلهم حدثني بطائفة من حديثها ، وبعضُهم كان أوْعَى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصاً ، ووعيت ، عن كلِّ واحدٍ الحديثَ الذي حدَّثني ، وبعضُ حديثهم يصدُقُ بعضاً. ذكروا أن عائشةرضي‌الله‌عنها زَوْج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد سفراً أقْرَعَ بين نسائه ، فأيتهن خَرَج سهْمُهَا خرج بها معه. قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سَهْمِي. فخرجت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذلك بعد ما نزلت آية الحجاب ، فأنا أُحْمَلُ في هَوْدَجِي وأنزل فيه مَسِيرَنا ، حتى فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من غزوه وقفل ، ودنونا من المدينة ، أذن ليلةً بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل ومشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرَّحْلِ فلمست صدري فإذا عقد من جَزْع ظَفَارِ قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون [بي] فحملوا هَوْدَجِي فرحّلُوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أني فيه ، قالت عائشة : وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يَهْبَلْنَ ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحم ، إنما يأكلن العُلْقَة من الطعام ، فلم يستنكر القوم ثِقَلِ الهَوْدَج حين رحّلُوه ورفعوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل وساروا ، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ، فجئت منازلهم وليس بها داعٍ ولا مُجِيب ، فَتَيمَمَّتُ منزلي الذي كنت فيه ، وظننت أن القوم سيفقدوني ويرجعون إليّ فبينا أنا جالسة في

__________________

وأخرجه مسلم في التوبة (٥٦ ، ٥٧ / ٢٧٧٠) ص ٢١٢٩.

وأخرجه النسائي في عشرة النساء (٤٨).

وفي التفسير (٣٨٠).

وابن جرير (١٨ / ٧١) والبيهقي في السنن (١٠ / ١٥٣) وعبد الرزاق في مصنفه (٩٧٤٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢٦) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب.

٣٢٩

منزلي غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفْوَان بن المعطَّل السُّلَمي [ثم] الذكواني قد عرّس من وراء الجيش ، فأدْلَجَ فأصبح عند منزلي ، فرأى سوادَ إنسان نائم ، فأتاني فعرفني حين رآني ، وقد كان يراني قبل أن يضرب عليَّ الحِجَابُ ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فَخَمَّرْتُ وجهي بِجِلْبَابِي ، والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا مُوغِرِينَ في نَحْرِ الظَّهِيرَة ، وهلك مَنْ هلك فيَّ ، وكان الذي تولى كِبْرَهُ منهم عبد الله بن أُبيّ ابن سَلُول ، فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدِمتها شهراً ، والناس يُفيضُون في قول أهل الإفْك ، ولا أشعر بشيء من ذلك ، ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم اللطفَ الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، إنما يدخل فيسلم ثم يقول : كيف تِيكُمْ؟ فذلك يحزنني ، ولا أشعر بالشر ، حتى خرجت بعد ما نَقهْتُ وخرجتْ معي أم مِسْطَح قِبَلَ المناصع وهو مُتَبَرَّزُنَا ، ولا نخرج إلا لَيْلاً إلى لَيْلٍ ، وذلك قبل أن نتخذ الكُنُفَ قريباً من بيوتنا ، وأمْرُنا أمْرُ العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكُنُف أن نتخذها عند بيوتنا ، فانطلقت أنا وأمّ مِسْطَح ـ وهي بنت أبي رُهْم بن عبد المطلب بن عبد مناف ، وأمها بنت صخْر بن عامر ، خالة أبي بكر الصديق وابنها مِسْطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ، فأقبلت أنا وابنة أبي رهم قِبَل بيتي حين فرغنا من شأننا فعَثَرَتْ أمُّ مِسْطَح في مِرْطِها فقالت : تَعِسَ مِسْطَح ، فقلت لها : بئسما قلت ، أتَسُبِّينَ رجلاً قد شهد بدراً؟ قالت : أي هَنَتَاه ، أو لم تسمعي ما قال؟ قلت : وما ذا قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك ، فازددت مرضاً إلى مرضي ، فلما رجعت إلى بيتي ودخل عليّ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [فسلّم] ثم قال : كيف تِيكُمْ ، قلت : تأذن لي أن آتي أبَوَيّ؟ قالت : وأنا أريد حينئذٍ أن أتيقن الخبر من قِبَلِهِمَا ، فأذن لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجئت أبَوَيّ فقلت : يا أمّاه ، ما يتحدث الناس؟ قالت : يا بنية ، هوِّني عليك ، فو الله لقلَّمَا كانت امرأة قط وَضِيئة عند رجل ولها ضرائر إلا أكْثَرْنَ عليها ، قالت : فقلت : سبحان الله أوَقَدْ تحدث أليس بهذا؟ [وبلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ قالت : نعم] قالت : فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرْقَأُ لي دمع ، ولا أكْتَحِلُ بنوم ، ثم أصبحت أبكي ، ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّ بن أبي طالب ، وأسامة بن زيد ، حين

٣٣٠

اسْتَلْبَث الوحيُ ، يستشيرهما في فِرَاقِ أهله ، فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود ، فقال : يا رسول الله هم أهلك ، وما نعلم إلا خيراً. وأما علي بن أبي طالب فقال : لم يُضَيِّق الله تعالى عليك ، والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الجارية تَصْدُقْكَ ، قالت : فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بَرِيرَة فقال : يا بريرة ، هل رأيت شيئاً يَريبك من عائشة؟ قالت بريرة : والذي بعثك بالحق إنْ رأيت عليها أمراً قط أغْمِصُه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن ، تنام عن عجين أهلها ، فتأتي الدَّاجِنُ فتأكله. قالت : فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاسْتَعْذَرَ من عبد الله بن أبي ابن سَلُول ، فقال ، وهو على المنبر : يا معشر المسلمين ، من يَعْذِرُني مِنْ رجل قد بلغني أذاه في أهلي ، فو الله ما علمتُ على أهلي إلا خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً. وما كان يدخل على أهلي إلا معي. فقام سعد بن مُعَاذ الأنصاري فقال : يا رسول الله ، أنا أعذرك منه ، إن كان من الأوْس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزْرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت : فقام سعد بن عبادة ، وهو سيد الخزرج ، وكان رجلاً صالحاً ولكن احتملْته الحمية ـ فقال لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ، فقام أسَيْد بن حُضَير ، وهو ابن عم سعد بن معاذ ، فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه ، إنك لمنافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيَّان من الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قائم على المنبر ، فلم يزل يُخَفِّضُهم حتى سكتوا وسكت. قالت : وبكيت يومي ذلك لَا يَرْقَأُ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، وأبواي يظنان أن البكاء فالِقٌ كَبِدِي. قالت : فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت عليَّ امرأةٌ من الأنصار ، فأذنت لها وجلست تبكي معي. قالت فبينا نحن على ذلك ، إِذْ دخل علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم جلس ، ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل ، وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء. قالت : فتشهَّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين جلس ، ثم قال : أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألْمَمْتِ بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب ، تاب الله عليه. قالت : فلما قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مقالته ، قَلَص دمْعِي حتى ما أحس منه قَطْرَةً فقلت لأبي : أجب عني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما

٣٣١

قال ، قال : والله ما أدري ما أقول لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي [عني] رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : والله ما أدري ما أقول لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن : والله لقد عرفت أنكم سمعتم هذا ، وقد استقر في نفوسكم فصدقتم به ، ولئن قلت لكم : إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تُصَدِّقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة ـ لتُصَدِّقُني ، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال أبو يوسف :( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ) قالت : ثم تحولت فاضطجعت على فراشي. قالَت : وأنا والله حينئذٍ أعلم أني بريئة ، وأن الله مُبْرئي بِبَراءتي ، ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحْيٌ يُتْلى ، ولشَأنِي كان أحقَر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى فيَّ بأمر يتلى ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رؤيا يبرئني الله تعالى بها. قالت : فو الله ما رَامَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم منزله ، ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحَاء عند الوحي ، حتى إنه لَيَتَحَدَّر منه مثلُ الجُمَانِ من العَرَقِ في اليوم الشاتي ، من ثقل القول الذي أنزل عليه [من الوحي] قالت : فلما سُرِّيَ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سُرِّي عنه وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم بها أن قال : أبشري يا عائشة أما والله لقد برَّأك الله ، فقالت لي أمي : قومي إليه ، فقلت : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله سبحانه وتعالى هو الذي برَّأني. قالت : فأنزل الله سبحانه وتعالى :( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) العشر الآيات : فلما أنزل الله تعالى هذه الآيات في براءتي قال [أبو بكر] الصديق ـ وكان يُنفق على مِسْطَح لقرابته وفقره ـ والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة : قالت : فأنزل الله تعالى :( وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ) إلى قوله :( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فقال أبو بكر : والله إني لأحِبّ أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مِسْطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : لا أنزعها منه أبداً ، رواه البخاري ومسلم ، كلاهما عن أبي الربيع الزّهْراني.

[٣٢٢]

قوله تعالى :( وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا ) الآية. [١٦].

٣٣٢

٦٣٦ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال : أخبرنا أبو بكر بن زكريا قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدّغُولِي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي خَيْثَمَة ، قال : حدثنا الهيْثَم بن خَارِجَة ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : سمعت عطاء الخراساني ، عن الزّهري ، عن عروة :

أن عائشةرضي‌الله‌عنها حدثته بحديث الإفك وقالت فيه : وكان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته فقالت : يا أبا أيوب ، ألم تسمع بما يتحدث الناس؟ قال : وما يتحدثون؟ فأخبرته بقول أهل الإفك ، فقال : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ، سبحانك هذا بُهْتَانٌ عظيم. قالت : فأنزل اللهعزوجل :( وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ ) .

٦٣٧ ـ أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا مَعمر ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن [ابن] أبي مُلَيْكة عن ذَكْوَان مولى عائشة.

أنه استأذن لابن عباس على عائشة ـ وهي تموت ، وعندها ابن أخيها عبدُ الله بن عبد الرحمن ـ فقال : هذا ابنُ عباس يستأذن عليك ، وهو من خير بنيك ، فقالت : دعني من ابن عباس ومن تزكيته ، فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن : إنه قارئٌ لكتاب اللهعزوجل فقيه في دين الله سبحانه ، فأذني له فليسلم عليك وليودعك! فقالت : فأذن له إن شئت؟ فأذن له ، فدخل ابن عباس وسلم ، ثم جلس فقال : أبشري يا أمَّ المؤمنين [فو الله] ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى وَنَصَب ، أو قال وصب ، فتلقى الأحبة محمداًعليه‌السلام وحزبه ، أو قال

__________________

[٦٣٦] إسناده ضعيف : عطاء الخراساني : قال الحافظ في التقريب : صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس.

وأخرجه ابن جرير (١٨ / ٧٧) من طريق محمد بن إسحاق.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.

[٦٣٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٤ / ٨ ـ ٩) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٥ / ٦٩) وأحمد في مسنده (١ / ٢٢٠ ، ٦٣٧)

٣٣٣

وأصحابه ، إلا أنْ يفارق الروح جسده ، كنتِ أحبَّ أزواج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إليه ، ولم يكن ليحب إلا طَيباً ، وأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سموات ، فليس في الأرض مسجد إلا وهو يتلى فيه آناء الليل والنهار ، وسقطت قلادتك ليلة الأبْوَاء فاحتبس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها ، أو قال [في] طلبها حتى أصبح الناس على غير ماء ، فأنزل الله تعالى :( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) الآية ، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك ، فو الله إنك لمباركة. فقالت : دعني يا ابن عباس من هذا ، فو الله لَوَدِدْتُ أني كنت نِسْياً مَنْسِياً.

[٣٢٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ) الآية. [٢٧ ، ٢٩]

٦٣٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثّعْلَبي ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد [ابن عبد الله] الدِّينوَرِي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك ، قال : أخبرنا الحسين بن سَخْتَوَيَهْ ، قال : حدَّثنا عمر بن ثور وإبراهيم بن [أبي] سفيان ، قالا : حدَّثنا محمد بن يوسف الفِرْيَابي ، قال : حدَّثنا قيس ، عن أشعث بن سوار ، عن [عدي] بن ثابت ، قال :

جاءت امرأة من الأنصار ، فقالت : يا رسول الله إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد ، لا والد ولا ولد ، فيأتي الأب فيدخل عليّ ، وإنه لا يزال يدخل عليّ رجل من أهلي وأنا على تلك الحال ، فكيف أصنع؟ فنزلت هذه الآية :( لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ) الآية.

قال المفسرون : فلما نزلت هذه الآية ، قال أبو بكر الصديقرضي‌الله‌عنه : يا رسول الله ، أفرأيت الخانات والمساكن في طرق الشام ليس فيها ساكن؟ فأنزل

__________________

[٦٣٨] إسناده ضعيف : أشعث بن سوار ضعيف [تقريب ١ / ٧٩).

وعزاه في الدر (٥ / ٣٨) للفريابي وابن جرير.

٣٣٤

الله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ) الآية.

[٣٢٤]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ ) الآية [٣٣].

٦٣٩ ـ نزلت في غلامٍ لحُوَيْطب بن عبد العُزَّى ، يقال له : صُبَيْح ، سأل مولاه أن يكاتبه ، فأبى عليه. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فكاتبه حُوَيْطب على مائة دينار ، ووهب له منها عشرين ديناراً ، فأداها ، وقتل يوم حُنَين في الحرب.

[٣٢٥]

قوله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) الآية. [٣٣].

٦٤٠ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطُّوسِي قال حدَّثنا محمد بن حمدان قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال :

كان عبد الله بن أبيّ يقول لجارية له : اذهبي فابغينا شيئاً ، فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى قوله :( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

رواه مسلم عن أبي كُرَيب ، عن أبي معاوية.

٦٤١ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا

__________________

[٦٣٩] عزاه في الدر (٥ / ٤٥) لابن السكن في معرفة الصحابة.

[٦٤٠] أخرجه مسلم في كتاب التفسير (٢٦ ، ٢٧ / ٣٠٢٩) ص ٢٣٢٠ وابن جرير (١٨ / ١٠٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٤٦) لابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والدارقطني وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦٤١] مرسل.

٣٣٥

محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن أبي أَوَيْس ، قال : حدَّثنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عمر بن ثابت :

أن هذه الآية :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) نزلت في مُعَاذَةَ ، جارية عبد الله بن أبيّ بن سَلُول.

٦٤٢ ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عياش بن الوليد ، حدَّثنا عبد الأعلى ، حدَّثنا محمد بن إسحاق ، حدَّثنا الزُّهْري ، عن عمر بن ثابت ، قال :

كانت مُعاذَة جارية لعبد الله بن أبيّ [ابن سلول] وكانت مسلمَةً ، فكان يستكرهها على البغاء ، فأنزل الله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى آخر الآية.

٦٤٣ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : حدَّثنا أبو القاسم البَغَوِيّ ، قال : حدَّثنا داود بن عمرو ، قال : حدَّثنا منصور بن [أبي] الأسود ، عن الأعمش ، عن أبي نَضرَة ، عن جابر ، قال :

كان لعبد الله بن أبيّ جاريةٌ يقال لها : مُسَيْكَةُ ، فكان يُكْرِهها على البغاء ، فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى آخر الآية.

وقال المفسرون : نزلت في مُعَاذَة ومُسَيْكَة ، جاريتي عبد الله بن أبيّ المنافق ، كان يُكرِهُهما على الزنا لضريبة يأخذها منهما ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية يؤاجرون إماءهم ، فلما جاء الإسلام قالت مُعَاذة لمسيكة : إن هذا الأمر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين : فإن يَكُ خيراً فقد استكثرنا منه ، وإن يَكُ شراً فقد آنَ لنا [أن] نَدَعَهُ. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٣ م ـ وقال مُقَاتل : نزلت في ست جوار لعبد الله بن أبيّ ـ كان يكرهُهن

__________________

[٦٤٢] مرسل.

[٦٤٣] انظر رقم (٦٤٠)

[٦٤٣١] م مرسل.

٣٣٦

على الزنا ، ويأخذ أجورهن ـ وهُنّ : مُعَاذَة ، ومُسَيْكَة ، وأمَيْمَة ، وعمْرَة ، وأَرْوَى ، وقُتَيْلَةُ. ـ فجاءت إحداهن ذات يوم بدينار ، وجاءت أخرى ببرد فقال لهما : ارجعا فازنيا ، فقالتا : والله لا نفعل ، قد جاءنا الله بالإسلام ، وحرم الزنا ، فأتيا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وَشَكَتَا إليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٤ ـ أخبرنا الحاكم أبو عمرو محمد بن عبد العزيز ـ فيما كَتَب إليَّ ـ أن أحمد بن الفضل الحدادي أخبرهم ، عن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : حدَّثنا مَعْمَر ، عن الزّهْرِي :

أن رجلاً من قريش أسِرَ يوم بدر ، وكان عند عبد الله بن أبيّ أسيراً ، وكانت لعبد الله جاريةٌ يقال لها : مُعاذة ، فكان القرشي الأسير يُرَاوِدُها عن نفسها ، وكانت تمتنع منه لإسلامها. وكان ابن أبيّ يُكرِهُها على ذلك ويضربها رَجَاء أن تحمل من القرشي ، فيطلبَ فداءَ ولده فقال الله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) إلى قوله :( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قال : أغفر لهن ما أُكْرِهْن عليه.

[٣٢٦]

قوله تعالى :( وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) الآية. [٤٨].

٦٤٥ ـ قال المفسرون : هذه الآية والتي بعدها [نزلتا] في بِشْرٍ المُنَافِق وخَصمِه اليهودي ، حين اختصما في أرض ، فجعل اليهودي يَجُرُّه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليحكم بينهما ، وجعل المنافق يَجُرُّه إلى كعب بن الأشْرَف ويقول : إن محمداً يَحيفُ علينا. وقد مضت هذه القصة عند قوله :( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ) في سورة النساء.

__________________

[٦٤٤] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٠٣).

وعزاه في الدر (٥ / ٤٧) لابن جرير وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٤٥] بدون إسناد.

٣٣٧

[٣٢٧]

قوله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) الآية. [٥٥].

٦٤٦ ـ روى الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، في هذه الآية ، قال :

مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة عَشْرَ سنين ـ بعد ما أوحى الله إليه ـ خائفاً هو وأصحابه ، يدعون إلى الله سبحانه سراً وعلانية. ثم أمر بالهجرة إلى المدينة ، وكانوا بها خائفين : يُصْبِحُون في السلاح ، ويُمْسُون في السلاح. فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، ما يأتي علينا يومٌ نأمن فيه ونضع فيه السلاح؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لن تلبثوا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملإِ العظيم مُحْتبياً ليست فيهم حديدة. فأنزل الله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى آخر الآية. فأظهر الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على جزيرة العرب ، فوضعوا السلاح وأمنوا. ثم قبض الله تعالى نبيه ، فكانوا آمنين كذلك في إمارة أبي بكر ، وعمر ، وعثمانرضي‌الله‌عنهم ، حتى وقعوا فيما وقعوا فيه ، وكفروا النعمة ، فأدخل الله تعالى عليهم الخوف ، وغيروا فغير الله [تعالى ما] بهم.

٦٤٧ ـ أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب ، قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن النَّصْرَابَاذِيّ ، قال حدثنا أحمد بن سعيد الدَّارِميّ ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، قال : حدثنا أبي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبيّ بن كعب ، قال :

قدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه المدينة ، وآوتهم الأنصار ـ رمتهم العرب عن قوس واحدة : فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ، ولا يصبحون إلا فيه ، فقالوا : أترون أنا

__________________

[٦٤٦] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٥٥) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.

[٦٤٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٠١) وصححه ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٨٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٥٥) لابن المنذر والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.

٣٣٨

نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا اللهعزوجل ؟ فأنزل الله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى قوله :( وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) يعني بالنعمة.

رواه الحاكم [أبو عبد الله] في صحيحه عن محمد بن صالح بن هانئ ، عن أبي سعيد بن شاذان ، عن الدارمي.

[٣٢٨]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) الآية. [٥٨].

٦٤٨ ـ قال ابن عباس : وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم غلاماً من الأنصار يقال له : مُدْلج بن عمرو ـ إلى عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، وقت الظهيرة ، ليدعوَه. فدخل فرأى عمر بحالةٍ كرهَ عمرُ رؤيتَه ذلك ، فقال : يا رسول الله ، وددت لو أن الله تعالى أمرنا ونهانا في حال الاستئذان. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٩ ـ وقال مقاتل : نزلت في أسماء بنت مَرْثَدِ ، كان لها غلام كبير ، فدخل عليها في وقت كرهته ، فأتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها ـ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

[٣٢٩]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ ) [٦١].

٦٥٠ ـ قال ابن عباس : لما أنزل الله تبارك وتعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ) تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج ، وقالوا : الطعام أفضل الأموال ، وقد نهى الله تعالى عن أكل

__________________

[٦٤٨] بدون سند.

[٦٤٩] عزاه في الدر (٥ / ٥٥) لابن أبي حاتم.

[٦٥٠] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٨) من طريق علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

وعزاه في الدر (٥ / ٥٨) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.

٣٣٩

المال بالباطل ، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥١ ـ وقال سعيد بن جُبَير والضّحّاك.

كان العُرجَان والعُميان يتنزهون عن مُؤاكَلَةِ الأصحاء ، لأن الناس يتقذَّرُونهم ، ويكرهون مُؤاكَلَتهم ، وكان أهل المدينة لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا أعرج ولا مريض ، تَقَذّراً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥٢ ـ وقال مجاهد : نزلت هذه الآية ترخيصاً للمرضى والزَّمْنَى في الأكل من بيوت مَنْ سَمَّى الله تعالى في هذه الآية ، وذلك أن قوماً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا إذا لم يكن عندهم ما يُطْعِمُونَهم ، ذهبوا بهم إلى بيوت آبائهم ، وأمهاتهم أو بعض من سمى الله تعالى في هذه الآية ، فكان أهل الزَّمَانَةِ يَتَحرجُون من أن يطعموا ذلك الطعام ، لأنه أطعمهم غيرُ مالِكيِه ، ويقولون : إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثنا مالك عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب : أنه كان يقول في هذه الآية.

أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم ، وكانوا يأمرونهم أن يأكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك ، فكانوا يقفون أن يأكلوا منها ، ويقولون : نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٦٥١] مرسل. أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٨) عن الضحاك.

[٦٥٢] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٩).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٥٨) لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

[٦٥٣] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٥٨) لعبد بن حميد.

٣٤٠