أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن3%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 429028 / تحميل: 6402
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

سورة قد أفلح

[٣١٥]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) الآية. [١].

٦٢٥ ـ حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري إملاء ، قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطُّوسي ، قال : حدثنا محمد بن حماد الأبيوَرْدِيُّ ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا يونس بن سليم(١) ، قال : أملى [عليَ] يونُسُ الأيْلِي ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزُّبَير ، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ ، قال :

__________________

[٦٢٥] إسناده ضعيف : يونس بن سليم : قال أبو حاتم : قال أحمد بن حنبل : سألت عبد الرزاق عنه فقال : أظنه لا شيء ، وقال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين : ما أعرفه يروي عنه غير عبد الرزاق ، وقال النسائي : لا أعرفه وذكره ابن حبان في الثقات [تهذيب الكمال ج ٣ / ١٥٦٧ مخطوط] والحديث أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٧٣).

والنسائي في الصلاة في (الكبرى) ونقل عنه المزي في تحفة الأشراف قوله : هذا منكر (انظر تحفة الأشراف رقم ١٠٥٩٣).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٥٣٥) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه في موضع آخر (٢ / ٣٩٢) وقال الذهبي : سُئل عبد الرزاق عن شيخه فقال : لا أظنه شيء ، وأخرجه البيهقي في الدلائل (٥ / ٥٥) مختصراً.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٤) وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند وفي تصحيحه نظر والله أعلم ، وزاد السيوطي نسبته (٥ / ٢) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والعقيلي والضياء في المختارة.

[١] في الأصل : سليمان ، والصواب سليم كما في المراجع الأخرى.

٣٢١

سمعت عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، يقول : كان إذا أنزل الوحي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُسمع عند وجهه دَويّ كدوي النحل ، فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه قال : اللهم زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تُؤثر علينا ، [وأرضنا] وارض عنا ، ثم قال : لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ، ثم قرأ :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى عشر آيات ، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر القطيعي ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن عبد الرزاق.

[٣١٦]

قولهعزوجل :( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) [٢].

٦٢٦ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ، قال : حدثني أحمد بن يعقوب الثقفي ، قال : حدثنا أبو شعيب الحرّاني ، حدثني أبي ، حدثنا إسماعيل بن عُليَّة ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة.

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء ، فنزل :( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) .

[٣١٧]

قوله تعالى :( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) . [١٤].

٦٢٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الله بن

__________________

[٦٢٦] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٩٣) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لو لا خلاف فيه على محمد فقد قيل عنه مرسلاً ولم يخرجاه.

وقال الذهبي : الصحيح مرسل. أ. ه.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣) لابن مردويه والحاكم.

[٦٢٧] إسناده ضعيف : علي بن زيد بن جدعان : ضعيف. وللحديث أصل صحيح فقد أخرجه البخاري في الصلاة (٤٠٢) وفي التفسير (٤٩١٦) بلفظ : وافقت ربي في ثلاث وانظر تحفة الأشراف رقم

٣٢٢

محمد بن حيان ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سُوَيد بن مَنْجُوف ، قال : حدثنا أبو داود ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جُدْعَان ، عن أنس بن مالك ، قال :

قال عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : وافَقْتُ ربي في أربع : قلت : يا رسول الله لو صلينا خلف المقام ، فأنزل الله تعالى :( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) وقلت : يا رسول الله ، لو اتخذت على نسائك حجاباً ، فإنه يدخل عليك البرُّ والفاجر ، فأنزل الله تعالى :( وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ) وقلت لأزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لتَنْتَهُنَّ أوْ لَيُبَدِّلنه الله سبحانه أزواجاً خيراً منكن ، فأنزل الله :( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ ) الآية. ونزلت :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) إلى قوله تعالى :( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) فقلت : [فتبارك الله أحسن الخالقين. فنزلت] :( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) .

[٣١٨]

قوله تعالى :( وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ ) الآية. [٧٦].

٦٢٨ ـ أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الضبّي ، قال : حدثنا أبو العباس السَّيَّاري ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن حاتم ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، قال : أخبرنا الحسين بن واقد ،

__________________

ولم يذكر الرابعة الخاصة بآية( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) .

وأخرجه أحمد (١ / ٢٣) من طريق هشيم عن حميد عن أنس بلفظ : وافقت ربي في ثلاث.

الدر (٥ / ٣) وعزاه للطيالسي وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.

[٦٢٨] أخرجه النسائي في التفسير (٣٧٢).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٩٤) وصححه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (١١ / ٣٧٠) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٣) وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن الحسين بن واقد وثقه النسائي وغيره وضعفه أبو حاتم.

وأخرجه ابن جرير (١٨ / ٣٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٣) لابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣٢٣

قال : حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس ، قال :

جاء أبو سفيان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمد أنشدك الله والرحم ، لقد أكلنا العِلْهز ـ يعني الوبر بالدم ـ فأنزل الله تعالى :( وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) .

٦٢٩ ـ وقال ابن عباس : لما أتى ثُمَامَة بن أثال الحنفي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأسلم وهو أسير فخلى سبيله ، فلحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة ، وأخذ الله تعالى قريشاً بسني الجدْب حتى أكلوا العِلْهز فجاء أبو سفيان إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أنشُدُكَ الله والرحم أليْس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال : بلى ، فقال : قد قتلتَ الآباء بالسيف ، والأبناء بالجوع : فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٦٢٩] أخرجه ابن جرير (١٨ / ٣٤) ، وعزاه في الدر (٥ / ١٣) لابن جرير وأبي نعيم في المعرفة والبيهقي في الدلائل.

٣٢٤

سورة النور

[٣١٩]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) الآية. [٣].

٦٣٠ ـ قال المفسرون : قدم المهاجرون إلى المدينة ، وفيهم فقراء ليست لهم أموال ، وبالمدينة نساء بغايا مُسافِحَات ، يكرين أنفسهن ، وهن يومئذٍ أخْصَبُ أهل المدينة فرغب في كَسْبِهِنّ ناس من فقراء المهاجرين ، فقالوا : لو أنا تزوجنا منهن ، فعشنا معهن ، إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن ، فاستأذنوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك ، فنزلت هذه الآية : وحُرِّم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك.

٦٣١ ـ وقال عكرمة : نزلت الآية في نساء بغايا مُتَعالِنَات بمكة والمدينة ، وكُنَّ كثيرات ، ومنهن تسع صَوَاحِبُ رايات لهنّ رايات كرايات البيطار يُعْرَفْن بها : أم مهزول ، جارية السائب بن أبي السائب المخْزُومي ، وأم عُلَيْط ، جارية صفْوان بن أمية. وحَنَّة القبطية ، جارية العاص بن وائل ، ومُزْنة جارية مالك بن عَمِيلَة بن السباق ، وجلالة ، جارية سهيل بن عمرو ، وأم سويد ، جارية عمرو بن عثمان المَخْزُومي ، وشريفة ، جارية زمعة بن الأسود ، وفرسة جارية هشام بن ربيعة ، وفرْتَنَا جارية هلال بن أنس.

__________________

[٦٣٠] عزاه في الدر (٥ / ١٩) لابن أبي حاتم عن مقاتل.

[٦٣١] مرسل.

٣٢٥

وكانت بيوتهن تسمى في الجاهلية : المَوَاخِير ، لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة ، أو مشرك من أهل الأوثان ، فأراد ناس من المسلمين نكاحهن ليتخذوهن مأْكلة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، ونهى المؤمنين عن ذلك ، وحرمه عليهم.

٦٣٢ ـ أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزار قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا [أحمد] بن الحسن بن عبد الجبار ، قال : حدثنا إبراهيم بن عرعرة ، قال : حدثنا معتمر عن أبيه ، عن الحَضْرَمِيِّ ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الله بن عمرو.

أن امرأة يقال لها : أم مَهْزُول كانت تُسافِح ، وكانت تشترط للذي يتزوجها أن تكفيه النفقة ، وأن رجلاً من المسلمين أراد أن يتزوجها ، فذكر ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية :( الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ) .

[٣٢٠]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ) الآية. [٦].

٦٣٣ ـ أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن

__________________

[٦٣٢] أخرجه النسائي في التفسير (٣٧٩).

وأحمد في مسنده (٢ / ١٥٩ ، ٢٢٥).

وابن جرير (١٨ / ٥٦).

والحاكم في المستدرك (٢ / ١٩٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٣ ـ ٧٤) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجال أحمد ثقات.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧ / ١٥٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٩) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي داود في ناسخه.

[٦٣٣] إسناده حسن : رواته ثقات عدا عباد بن منصور قال الحافظ في التقريب صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بآخره أ. ه.

قلت : صرح عباد بالتحديث من عكرمة عند ابن جرير (١٨ / ٦٥) فقال : سمعت عكرمة. وقد تابعه

٣٢٦

أحمد بن علي الحيري ، قال : حدثنا الحسن بن سفيان ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

لما نزلت( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ ) إلى قوله تعالى( الْفاسِقُونَ ) قال سعد بن عُبادة ، وهو سيد الأنصار : أهكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا تسمعون يا معشر الأنصار إلى ما يقول سيدكم؟ قالوا : يا رسول الله ، إنه رجل غيور ، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكراً ، ولا طلّق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها ، من شدة غيرته. فقال سعد : والله يا رسول الله ، إني لأعلم أنها حق ، وأنها من عند الله ، ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لَكَاعِ قد تَفَخَّذَها رجل لم يكن لي أن أُهِيجَهُ ولا أحَرِّكَه حتى آتيَ بأربعة شهداء ، فو الله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته. فما لبِثُوا إلا يسيراً حتى جاء هلال بن أمية من أرض عشية فوجد عند أهله رجلاً ، فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يُهجْهُ حتى أصبح فَغَدا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إني جئت أهلي عَشِياً فوجدت عندها رجلاً ، فرأيت بعيني ، وسمعت بأذني ، فكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما جاء به واشتد عليه ، فقال سعد بن عبادة : الآن يضرب رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم هلالَ بن أمية ، ويبطل شهادته في المسلمين ، فقال هلال : والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مَخْرَجاً ، فقال هلال : يا رسول الله ، إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك به ، والله يعلم أني لصادق ، فو الله إنّ رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُريد أنْ يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي ، وكان إذا نزل عليه الوحي عرفوا ذلك في تَرَبُّدِ جلده ، فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي ، فنزلت( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ) الآيات كلها ، فسُرِّي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أبشر يا هلال ، فقد جعل الله لك فرجاً ومَخْرجاً ،

__________________

هشام بن حسان وهو ثقة ، انظر تحفة الأشراف رقم (٦٢٢٥) ، والحديث أخرجه أبو داود (٢٢٥٦) وليس عنده قول سعد بن عبادة.

وأخرجه أبو داود الطيالسي (ص ٣٤٧) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٧٤).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٣٨) والبيهقي في السنن (٧ / ٣٩٤) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢١) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٣٢٧

فقال هلال : قد كنت أرجو ذلك من ربي ، وذَكَرَ باقي الحديث.

٦٣٤ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن سِنَان المقري ، قال أخبرنا أحمد بن علي بن المُثَنَّى ، قال : حدثنا أبو خَيْثَمة ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعْمَش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

إنا ليلة الجمعة في المسجد ، إذ دخل رجل من الأنصار ، فقال : لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فإن تكلم جَلَدْتُموه ، وإن قَتَلَ قتلتموه ، وإن سكت سكت على غيظٍ ، والله لأسألن عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما كان من الغد أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله فقال : لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه ، أو قَتَلَ قتلتموه ، أو سكت سكت على غيظ! فقال : اللهم افتح ، وجعل يدعو ، فنزلت آية اللعان :( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ) الآية ، فابتُلي به الرجل مِنْ بين الناس ، فجاء هو وامرأته إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فتلاعنا ، فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، فذهبت لتلتعن فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مه ، فلَعَنتْ. فلما أدبرتْ قال : لعلها أن تجيء به أسودَ جَعْداً. فجاءت به أسودَ جعداً.

رواه مسلم عن أبي خَيْثَمَة.

[٣٢١]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) الآيات [١١].

٦٣٥ ـ أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا محمد بن

__________________

[٦٣٤] أخرجه مسلم في اللعان (١٠ / ١٤٩٥) ص ١١٣٣ وأبو داود في الطلاق (٢٢٥٣) وابن ماجة في الطلاق (٢٠٦٨) وابن جرير (١٨ / ٦٦) وأحمد في مسنده (١ / ٤٤٨)

[٦٣٥] أخرجه البخاري في الشهادات (٢٦٣٧) موصولاً ومعلقاً وفي الشهادات (٢٦٦١) وفي الجهاد (٢٨٧٩) وفي المغازي (٤٠٢٥) و (٤١٤١) وفي التفسير (٤٦٩٠) و (٤٧٥٠) وفي الأيمان والنذور (٦٦٦٢ ، ٦٦٧٩) وفي الاعتصام (٧٣٦٩) وفي التوحيد (٧٥٤٥)

٣٢٨

أحمد بن علي المقرئ ، قال : أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزَّهْرَاني ، قال : حدثنا فليح بن سليمان المدني ، عن الزّهْري ، عن عُرْوَة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، وعلقمة بن وقَّاص ، وعُبَيد الله بن عَبْد الله بن عُتْبَة ، عن عائشة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا ، فبرأها الله تعالى منه. قال الزهري : وكلهم حدثني بطائفة من حديثها ، وبعضُهم كان أوْعَى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصاً ، ووعيت ، عن كلِّ واحدٍ الحديثَ الذي حدَّثني ، وبعضُ حديثهم يصدُقُ بعضاً. ذكروا أن عائشةرضي‌الله‌عنها زَوْج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد سفراً أقْرَعَ بين نسائه ، فأيتهن خَرَج سهْمُهَا خرج بها معه. قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سَهْمِي. فخرجت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذلك بعد ما نزلت آية الحجاب ، فأنا أُحْمَلُ في هَوْدَجِي وأنزل فيه مَسِيرَنا ، حتى فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من غزوه وقفل ، ودنونا من المدينة ، أذن ليلةً بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل ومشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرَّحْلِ فلمست صدري فإذا عقد من جَزْع ظَفَارِ قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون [بي] فحملوا هَوْدَجِي فرحّلُوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أني فيه ، قالت عائشة : وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يَهْبَلْنَ ، ولم يَغْشَهُنَّ اللحم ، إنما يأكلن العُلْقَة من الطعام ، فلم يستنكر القوم ثِقَلِ الهَوْدَج حين رحّلُوه ورفعوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل وساروا ، ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ، فجئت منازلهم وليس بها داعٍ ولا مُجِيب ، فَتَيمَمَّتُ منزلي الذي كنت فيه ، وظننت أن القوم سيفقدوني ويرجعون إليّ فبينا أنا جالسة في

__________________

وأخرجه مسلم في التوبة (٥٦ ، ٥٧ / ٢٧٧٠) ص ٢١٢٩.

وأخرجه النسائي في عشرة النساء (٤٨).

وفي التفسير (٣٨٠).

وابن جرير (١٨ / ٧١) والبيهقي في السنن (١٠ / ١٥٣) وعبد الرزاق في مصنفه (٩٧٤٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢٦) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب.

٣٢٩

منزلي غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفْوَان بن المعطَّل السُّلَمي [ثم] الذكواني قد عرّس من وراء الجيش ، فأدْلَجَ فأصبح عند منزلي ، فرأى سوادَ إنسان نائم ، فأتاني فعرفني حين رآني ، وقد كان يراني قبل أن يضرب عليَّ الحِجَابُ ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فَخَمَّرْتُ وجهي بِجِلْبَابِي ، والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا مُوغِرِينَ في نَحْرِ الظَّهِيرَة ، وهلك مَنْ هلك فيَّ ، وكان الذي تولى كِبْرَهُ منهم عبد الله بن أُبيّ ابن سَلُول ، فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدِمتها شهراً ، والناس يُفيضُون في قول أهل الإفْك ، ولا أشعر بشيء من ذلك ، ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم اللطفَ الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، إنما يدخل فيسلم ثم يقول : كيف تِيكُمْ؟ فذلك يحزنني ، ولا أشعر بالشر ، حتى خرجت بعد ما نَقهْتُ وخرجتْ معي أم مِسْطَح قِبَلَ المناصع وهو مُتَبَرَّزُنَا ، ولا نخرج إلا لَيْلاً إلى لَيْلٍ ، وذلك قبل أن نتخذ الكُنُفَ قريباً من بيوتنا ، وأمْرُنا أمْرُ العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكُنُف أن نتخذها عند بيوتنا ، فانطلقت أنا وأمّ مِسْطَح ـ وهي بنت أبي رُهْم بن عبد المطلب بن عبد مناف ، وأمها بنت صخْر بن عامر ، خالة أبي بكر الصديق وابنها مِسْطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ، فأقبلت أنا وابنة أبي رهم قِبَل بيتي حين فرغنا من شأننا فعَثَرَتْ أمُّ مِسْطَح في مِرْطِها فقالت : تَعِسَ مِسْطَح ، فقلت لها : بئسما قلت ، أتَسُبِّينَ رجلاً قد شهد بدراً؟ قالت : أي هَنَتَاه ، أو لم تسمعي ما قال؟ قلت : وما ذا قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك ، فازددت مرضاً إلى مرضي ، فلما رجعت إلى بيتي ودخل عليّ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [فسلّم] ثم قال : كيف تِيكُمْ ، قلت : تأذن لي أن آتي أبَوَيّ؟ قالت : وأنا أريد حينئذٍ أن أتيقن الخبر من قِبَلِهِمَا ، فأذن لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجئت أبَوَيّ فقلت : يا أمّاه ، ما يتحدث الناس؟ قالت : يا بنية ، هوِّني عليك ، فو الله لقلَّمَا كانت امرأة قط وَضِيئة عند رجل ولها ضرائر إلا أكْثَرْنَ عليها ، قالت : فقلت : سبحان الله أوَقَدْ تحدث أليس بهذا؟ [وبلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ قالت : نعم] قالت : فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرْقَأُ لي دمع ، ولا أكْتَحِلُ بنوم ، ثم أصبحت أبكي ، ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّ بن أبي طالب ، وأسامة بن زيد ، حين

٣٣٠

اسْتَلْبَث الوحيُ ، يستشيرهما في فِرَاقِ أهله ، فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود ، فقال : يا رسول الله هم أهلك ، وما نعلم إلا خيراً. وأما علي بن أبي طالب فقال : لم يُضَيِّق الله تعالى عليك ، والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الجارية تَصْدُقْكَ ، قالت : فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بَرِيرَة فقال : يا بريرة ، هل رأيت شيئاً يَريبك من عائشة؟ قالت بريرة : والذي بعثك بالحق إنْ رأيت عليها أمراً قط أغْمِصُه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن ، تنام عن عجين أهلها ، فتأتي الدَّاجِنُ فتأكله. قالت : فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاسْتَعْذَرَ من عبد الله بن أبي ابن سَلُول ، فقال ، وهو على المنبر : يا معشر المسلمين ، من يَعْذِرُني مِنْ رجل قد بلغني أذاه في أهلي ، فو الله ما علمتُ على أهلي إلا خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً. وما كان يدخل على أهلي إلا معي. فقام سعد بن مُعَاذ الأنصاري فقال : يا رسول الله ، أنا أعذرك منه ، إن كان من الأوْس ضربت عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزْرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت : فقام سعد بن عبادة ، وهو سيد الخزرج ، وكان رجلاً صالحاً ولكن احتملْته الحمية ـ فقال لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ، فقام أسَيْد بن حُضَير ، وهو ابن عم سعد بن معاذ ، فقال لسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه ، إنك لمنافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيَّان من الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قائم على المنبر ، فلم يزل يُخَفِّضُهم حتى سكتوا وسكت. قالت : وبكيت يومي ذلك لَا يَرْقَأُ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، وأبواي يظنان أن البكاء فالِقٌ كَبِدِي. قالت : فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت عليَّ امرأةٌ من الأنصار ، فأذنت لها وجلست تبكي معي. قالت فبينا نحن على ذلك ، إِذْ دخل علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم جلس ، ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل ، وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء. قالت : فتشهَّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين جلس ، ثم قال : أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألْمَمْتِ بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب ، تاب الله عليه. قالت : فلما قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مقالته ، قَلَص دمْعِي حتى ما أحس منه قَطْرَةً فقلت لأبي : أجب عني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما

٣٣١

قال ، قال : والله ما أدري ما أقول لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي [عني] رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : والله ما أدري ما أقول لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن : والله لقد عرفت أنكم سمعتم هذا ، وقد استقر في نفوسكم فصدقتم به ، ولئن قلت لكم : إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تُصَدِّقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة ـ لتُصَدِّقُني ، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال أبو يوسف :( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ) قالت : ثم تحولت فاضطجعت على فراشي. قالَت : وأنا والله حينئذٍ أعلم أني بريئة ، وأن الله مُبْرئي بِبَراءتي ، ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحْيٌ يُتْلى ، ولشَأنِي كان أحقَر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى فيَّ بأمر يتلى ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رؤيا يبرئني الله تعالى بها. قالت : فو الله ما رَامَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم منزله ، ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحَاء عند الوحي ، حتى إنه لَيَتَحَدَّر منه مثلُ الجُمَانِ من العَرَقِ في اليوم الشاتي ، من ثقل القول الذي أنزل عليه [من الوحي] قالت : فلما سُرِّيَ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سُرِّي عنه وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم بها أن قال : أبشري يا عائشة أما والله لقد برَّأك الله ، فقالت لي أمي : قومي إليه ، فقلت : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله سبحانه وتعالى هو الذي برَّأني. قالت : فأنزل الله سبحانه وتعالى :( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) العشر الآيات : فلما أنزل الله تعالى هذه الآيات في براءتي قال [أبو بكر] الصديق ـ وكان يُنفق على مِسْطَح لقرابته وفقره ـ والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة : قالت : فأنزل الله تعالى :( وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ) إلى قوله :( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فقال أبو بكر : والله إني لأحِبّ أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مِسْطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : لا أنزعها منه أبداً ، رواه البخاري ومسلم ، كلاهما عن أبي الربيع الزّهْراني.

[٣٢٢]

قوله تعالى :( وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا ) الآية. [١٦].

٣٣٢

٦٣٦ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال : أخبرنا أبو بكر بن زكريا قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدّغُولِي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي خَيْثَمَة ، قال : حدثنا الهيْثَم بن خَارِجَة ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : سمعت عطاء الخراساني ، عن الزّهري ، عن عروة :

أن عائشةرضي‌الله‌عنها حدثته بحديث الإفك وقالت فيه : وكان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته فقالت : يا أبا أيوب ، ألم تسمع بما يتحدث الناس؟ قال : وما يتحدثون؟ فأخبرته بقول أهل الإفك ، فقال : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ، سبحانك هذا بُهْتَانٌ عظيم. قالت : فأنزل اللهعزوجل :( وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ ) .

٦٣٧ ـ أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا مَعمر ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن [ابن] أبي مُلَيْكة عن ذَكْوَان مولى عائشة.

أنه استأذن لابن عباس على عائشة ـ وهي تموت ، وعندها ابن أخيها عبدُ الله بن عبد الرحمن ـ فقال : هذا ابنُ عباس يستأذن عليك ، وهو من خير بنيك ، فقالت : دعني من ابن عباس ومن تزكيته ، فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن : إنه قارئٌ لكتاب اللهعزوجل فقيه في دين الله سبحانه ، فأذني له فليسلم عليك وليودعك! فقالت : فأذن له إن شئت؟ فأذن له ، فدخل ابن عباس وسلم ، ثم جلس فقال : أبشري يا أمَّ المؤمنين [فو الله] ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى وَنَصَب ، أو قال وصب ، فتلقى الأحبة محمداًعليه‌السلام وحزبه ، أو قال

__________________

[٦٣٦] إسناده ضعيف : عطاء الخراساني : قال الحافظ في التقريب : صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس.

وأخرجه ابن جرير (١٨ / ٧٧) من طريق محمد بن إسحاق.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.

[٦٣٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٤ / ٨ ـ ٩) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٥ / ٦٩) وأحمد في مسنده (١ / ٢٢٠ ، ٦٣٧)

٣٣٣

وأصحابه ، إلا أنْ يفارق الروح جسده ، كنتِ أحبَّ أزواج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إليه ، ولم يكن ليحب إلا طَيباً ، وأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سموات ، فليس في الأرض مسجد إلا وهو يتلى فيه آناء الليل والنهار ، وسقطت قلادتك ليلة الأبْوَاء فاحتبس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها ، أو قال [في] طلبها حتى أصبح الناس على غير ماء ، فأنزل الله تعالى :( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) الآية ، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك ، فو الله إنك لمباركة. فقالت : دعني يا ابن عباس من هذا ، فو الله لَوَدِدْتُ أني كنت نِسْياً مَنْسِياً.

[٣٢٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ) الآية. [٢٧ ، ٢٩]

٦٣٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثّعْلَبي ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد [ابن عبد الله] الدِّينوَرِي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك ، قال : أخبرنا الحسين بن سَخْتَوَيَهْ ، قال : حدَّثنا عمر بن ثور وإبراهيم بن [أبي] سفيان ، قالا : حدَّثنا محمد بن يوسف الفِرْيَابي ، قال : حدَّثنا قيس ، عن أشعث بن سوار ، عن [عدي] بن ثابت ، قال :

جاءت امرأة من الأنصار ، فقالت : يا رسول الله إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد ، لا والد ولا ولد ، فيأتي الأب فيدخل عليّ ، وإنه لا يزال يدخل عليّ رجل من أهلي وأنا على تلك الحال ، فكيف أصنع؟ فنزلت هذه الآية :( لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ) الآية.

قال المفسرون : فلما نزلت هذه الآية ، قال أبو بكر الصديقرضي‌الله‌عنه : يا رسول الله ، أفرأيت الخانات والمساكن في طرق الشام ليس فيها ساكن؟ فأنزل

__________________

[٦٣٨] إسناده ضعيف : أشعث بن سوار ضعيف [تقريب ١ / ٧٩).

وعزاه في الدر (٥ / ٣٨) للفريابي وابن جرير.

٣٣٤

الله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ) الآية.

[٣٢٤]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ ) الآية [٣٣].

٦٣٩ ـ نزلت في غلامٍ لحُوَيْطب بن عبد العُزَّى ، يقال له : صُبَيْح ، سأل مولاه أن يكاتبه ، فأبى عليه. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فكاتبه حُوَيْطب على مائة دينار ، ووهب له منها عشرين ديناراً ، فأداها ، وقتل يوم حُنَين في الحرب.

[٣٢٥]

قوله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) الآية. [٣٣].

٦٤٠ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، قال : أخبرنا حاجب بن أحمد الطُّوسِي قال حدَّثنا محمد بن حمدان قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال :

كان عبد الله بن أبيّ يقول لجارية له : اذهبي فابغينا شيئاً ، فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى قوله :( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

رواه مسلم عن أبي كُرَيب ، عن أبي معاوية.

٦٤١ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا

__________________

[٦٣٩] عزاه في الدر (٥ / ٤٥) لابن السكن في معرفة الصحابة.

[٦٤٠] أخرجه مسلم في كتاب التفسير (٢٦ ، ٢٧ / ٣٠٢٩) ص ٢٣٢٠ وابن جرير (١٨ / ١٠٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٤٦) لابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والدارقطني وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦٤١] مرسل.

٣٣٥

محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن أبي أَوَيْس ، قال : حدَّثنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عمر بن ثابت :

أن هذه الآية :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) نزلت في مُعَاذَةَ ، جارية عبد الله بن أبيّ بن سَلُول.

٦٤٢ ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عياش بن الوليد ، حدَّثنا عبد الأعلى ، حدَّثنا محمد بن إسحاق ، حدَّثنا الزُّهْري ، عن عمر بن ثابت ، قال :

كانت مُعاذَة جارية لعبد الله بن أبيّ [ابن سلول] وكانت مسلمَةً ، فكان يستكرهها على البغاء ، فأنزل الله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى آخر الآية.

٦٤٣ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : حدَّثنا أبو القاسم البَغَوِيّ ، قال : حدَّثنا داود بن عمرو ، قال : حدَّثنا منصور بن [أبي] الأسود ، عن الأعمش ، عن أبي نَضرَة ، عن جابر ، قال :

كان لعبد الله بن أبيّ جاريةٌ يقال لها : مُسَيْكَةُ ، فكان يُكْرِهها على البغاء ، فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى آخر الآية.

وقال المفسرون : نزلت في مُعَاذَة ومُسَيْكَة ، جاريتي عبد الله بن أبيّ المنافق ، كان يُكرِهُهما على الزنا لضريبة يأخذها منهما ، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية يؤاجرون إماءهم ، فلما جاء الإسلام قالت مُعَاذة لمسيكة : إن هذا الأمر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين : فإن يَكُ خيراً فقد استكثرنا منه ، وإن يَكُ شراً فقد آنَ لنا [أن] نَدَعَهُ. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٣ م ـ وقال مُقَاتل : نزلت في ست جوار لعبد الله بن أبيّ ـ كان يكرهُهن

__________________

[٦٤٢] مرسل.

[٦٤٣] انظر رقم (٦٤٠)

[٦٤٣١] م مرسل.

٣٣٦

على الزنا ، ويأخذ أجورهن ـ وهُنّ : مُعَاذَة ، ومُسَيْكَة ، وأمَيْمَة ، وعمْرَة ، وأَرْوَى ، وقُتَيْلَةُ. ـ فجاءت إحداهن ذات يوم بدينار ، وجاءت أخرى ببرد فقال لهما : ارجعا فازنيا ، فقالتا : والله لا نفعل ، قد جاءنا الله بالإسلام ، وحرم الزنا ، فأتيا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وَشَكَتَا إليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٤ ـ أخبرنا الحاكم أبو عمرو محمد بن عبد العزيز ـ فيما كَتَب إليَّ ـ أن أحمد بن الفضل الحدادي أخبرهم ، عن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : حدَّثنا مَعْمَر ، عن الزّهْرِي :

أن رجلاً من قريش أسِرَ يوم بدر ، وكان عند عبد الله بن أبيّ أسيراً ، وكانت لعبد الله جاريةٌ يقال لها : مُعاذة ، فكان القرشي الأسير يُرَاوِدُها عن نفسها ، وكانت تمتنع منه لإسلامها. وكان ابن أبيّ يُكرِهُها على ذلك ويضربها رَجَاء أن تحمل من القرشي ، فيطلبَ فداءَ ولده فقال الله تعالى :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) إلى قوله :( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قال : أغفر لهن ما أُكْرِهْن عليه.

[٣٢٦]

قوله تعالى :( وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) الآية. [٤٨].

٦٤٥ ـ قال المفسرون : هذه الآية والتي بعدها [نزلتا] في بِشْرٍ المُنَافِق وخَصمِه اليهودي ، حين اختصما في أرض ، فجعل اليهودي يَجُرُّه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليحكم بينهما ، وجعل المنافق يَجُرُّه إلى كعب بن الأشْرَف ويقول : إن محمداً يَحيفُ علينا. وقد مضت هذه القصة عند قوله :( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ) في سورة النساء.

__________________

[٦٤٤] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٠٣).

وعزاه في الدر (٥ / ٤٧) لابن جرير وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٤٥] بدون إسناد.

٣٣٧

[٣٢٧]

قوله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) الآية. [٥٥].

٦٤٦ ـ روى الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، في هذه الآية ، قال :

مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة عَشْرَ سنين ـ بعد ما أوحى الله إليه ـ خائفاً هو وأصحابه ، يدعون إلى الله سبحانه سراً وعلانية. ثم أمر بالهجرة إلى المدينة ، وكانوا بها خائفين : يُصْبِحُون في السلاح ، ويُمْسُون في السلاح. فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، ما يأتي علينا يومٌ نأمن فيه ونضع فيه السلاح؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لن تلبثوا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملإِ العظيم مُحْتبياً ليست فيهم حديدة. فأنزل الله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى آخر الآية. فأظهر الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على جزيرة العرب ، فوضعوا السلاح وأمنوا. ثم قبض الله تعالى نبيه ، فكانوا آمنين كذلك في إمارة أبي بكر ، وعمر ، وعثمانرضي‌الله‌عنهم ، حتى وقعوا فيما وقعوا فيه ، وكفروا النعمة ، فأدخل الله تعالى عليهم الخوف ، وغيروا فغير الله [تعالى ما] بهم.

٦٤٧ ـ أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب ، قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن النَّصْرَابَاذِيّ ، قال حدثنا أحمد بن سعيد الدَّارِميّ ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، قال : حدثنا أبي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبيّ بن كعب ، قال :

قدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه المدينة ، وآوتهم الأنصار ـ رمتهم العرب عن قوس واحدة : فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ، ولا يصبحون إلا فيه ، فقالوا : أترون أنا

__________________

[٦٤٦] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٥٥) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.

[٦٤٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٠١) وصححه ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٨٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٥٥) لابن المنذر والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.

٣٣٨

نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا اللهعزوجل ؟ فأنزل الله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى قوله :( وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) يعني بالنعمة.

رواه الحاكم [أبو عبد الله] في صحيحه عن محمد بن صالح بن هانئ ، عن أبي سعيد بن شاذان ، عن الدارمي.

[٣٢٨]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) الآية. [٥٨].

٦٤٨ ـ قال ابن عباس : وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم غلاماً من الأنصار يقال له : مُدْلج بن عمرو ـ إلى عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، وقت الظهيرة ، ليدعوَه. فدخل فرأى عمر بحالةٍ كرهَ عمرُ رؤيتَه ذلك ، فقال : يا رسول الله ، وددت لو أن الله تعالى أمرنا ونهانا في حال الاستئذان. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٤٩ ـ وقال مقاتل : نزلت في أسماء بنت مَرْثَدِ ، كان لها غلام كبير ، فدخل عليها في وقت كرهته ، فأتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها ـ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

[٣٢٩]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ ) [٦١].

٦٥٠ ـ قال ابن عباس : لما أنزل الله تبارك وتعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ) تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج ، وقالوا : الطعام أفضل الأموال ، وقد نهى الله تعالى عن أكل

__________________

[٦٤٨] بدون سند.

[٦٤٩] عزاه في الدر (٥ / ٥٥) لابن أبي حاتم.

[٦٥٠] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٨) من طريق علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

وعزاه في الدر (٥ / ٥٨) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.

٣٣٩

المال بالباطل ، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥١ ـ وقال سعيد بن جُبَير والضّحّاك.

كان العُرجَان والعُميان يتنزهون عن مُؤاكَلَةِ الأصحاء ، لأن الناس يتقذَّرُونهم ، ويكرهون مُؤاكَلَتهم ، وكان أهل المدينة لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا أعرج ولا مريض ، تَقَذّراً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥٢ ـ وقال مجاهد : نزلت هذه الآية ترخيصاً للمرضى والزَّمْنَى في الأكل من بيوت مَنْ سَمَّى الله تعالى في هذه الآية ، وذلك أن قوماً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا إذا لم يكن عندهم ما يُطْعِمُونَهم ، ذهبوا بهم إلى بيوت آبائهم ، وأمهاتهم أو بعض من سمى الله تعالى في هذه الآية ، فكان أهل الزَّمَانَةِ يَتَحرجُون من أن يطعموا ذلك الطعام ، لأنه أطعمهم غيرُ مالِكيِه ، ويقولون : إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثنا مالك عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب : أنه كان يقول في هذه الآية.

أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم ، وكانوا يأمرونهم أن يأكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك ، فكانوا يقفون أن يأكلوا منها ، ويقولون : نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٦٥١] مرسل. أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٨) عن الضحاك.

[٦٥٢] أخرجه ابن جرير (١٨ / ١٢٩).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٥٨) لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

[٦٥٣] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٥٨) لعبد بن حميد.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591