أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن6%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428385 / تحميل: 6397
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

[٣٣٠]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً ) . [٦١].

٦٥٤ ـ قال قتادة والضحاك : نزلت في حي من كنانة يقال لهم : بنو ليث بن عمرو ، فكانوا يتحرّجُون أن يأكل الرجل الطعام وحده ، فربما قعد الرجل والطعامُ بين يديه من الصباح إلى الرواح ـ والشَّوْل حُفَّلٌ ، والأحوال منتظمة ـ تحرُّجاً من أن يأكل وحده ، فإذا أمسى ولم يجد أحداً أكل. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٥٤ م ـ وقال عكرمة : نزلت في قوم من الأنصار كانوا لا يأكلون إذا نزل بهم ضعيف إلا مع ضيفهم ، فرخص [الله تعالى] لهم أن يأكلوا كيف شاءوا جميعاً : مُتَحَلِّقِينَ أو أشتاتاً متفرقين.

__________________

[٦٥٤] مرسل ، الدر (٥ / ٥٨) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن جرير.

[٦٥٤] م مرسل ، عزاه في الدر (٥ / ٥٨) لابن جرير وابن المنذر.

٣٤١

سورة الفرقان

[٣٣١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ ) الآية. [١٠].

٦٥٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرئ ، قال : أخبرنا أحمد بن أبي الفرات قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري ، قال : أخبرنا محمد بن حميد بن فَرْقَد ، قال : حدَّثنا إسحاق بن بشر ، قال : حدَّثنا جُوَيْبر عن الضّحاك ، عن ابن عباس قال :

لما عيَّر المشركون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالفاقة( وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ ) ـ حزن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزل جبريلعليه‌السلام من عند ربه معزِّياً له ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، رب العزة يقرئك السلام ويقول لك :( وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ ) أي يبتغون المعاش في الدنيا.

قال : فبينا جبريلُعليه‌السلام والنبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتحدثان ، إذ ذاب جبريل عليه

__________________

[٦٥٥] إسناده ضعيف جداً : جويبر بن سعيد ضعيف جداً.

وعزاه في الدر (٥ / ٦٣) للواحدي وابن عساكر.

٣٤٢

السلام حتى صار مثل الهُردَة ـ قيل : يا رسول الله ، وما الهُرْدة؟ قال : العدسة ـ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما لك ذُبْتَ حتى صرت مثل الهُرْدَةِ؟ فقال : يا محمدُ ، فُتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم ، وإني أخاف أن يعذَّب قومُك عند تعييرهم إياك بالفاقَة. فأقبل النبي وجبريلعليهما‌السلام ، يبكيان ، إذ عاد جبريلعليه‌السلام إِلى حاله ، فقال : أبشر يا محمد ، هذا رضوانُ خازنُ الجنة قد أتاك بالرضا من ربك. فأقبل رضوان حتى سلَّم ، ثم قال : يا محمدُ ، ربُّ العزة يُقْرِئُكَ السلام ـ ومعه سَفَط من نور يتلألأ ـ ويقول لك ربك : هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عندي في الآخرة مثل جناح بعوضة. فنظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى جبريلعليه‌السلام ، كالمستشير له ، فضرب جبريل بيده إلى الأرض فقال : تواضع لله ، فقال : يا رضوان لا حاجة لي فيها ، الفقر أحبّ إليَّ ، وأن أكون عَبْداً صابراً شكوراً. فقال رضوانعليه‌السلام : أصبت ، أصاب الله بك ، وجاء نداء من السماء فرفع جبريلعليه‌السلام رأسه ، فإذا السموات قد فُتِحت أبوابُها إلى العرش ، وأوحى الله تعالى إلى جنة عَدْن أن تدلي غصناً من أغصانها عليه عِذْقٌ عليه غُرْفَةٌ من زَبَرْجَدَةٍ خضراء ، لها سبعون ألف باب من ياقوتة حمراء ، فقال جبريلعليه‌السلام : يا محمد ارفع بصرك ، فرفع فرأى منازل الأنبياء وغُرفهم ، فإذا منازله فوق منازل الأنبياء فضلاً له خاصة ، ومُنَادٍ ينادي : أرضيت يا محمد؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : رضيت ، فاجعل ما أردت أن تعطيني في الدنيا ، ذخيرةً عندك في الشفاعة يوم القيامة.

ويروى : أن هذه الآية أنزلها رِضْوَان :( تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً ) .

[٣٣٢]

قوله تعالى :( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ ) الآية. [٢٧].

٦٥٦ ـ قال ابن عباس ـ في رواية عطاء الخراساني : كان أُبيُّ بن خَلَف

__________________

[٦٥٦] أخرجه ابن جرير (١٩ / ٦) من طريق ابن جريح عن عطاء الخراساني عن ابن عباس وزاد نسبته في الدر (٥ / ٦٨) لابن المنذر وابن مردويه.

٣٤٣

يَحْضُر النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به ، فزجره عُقْبَةُ بن أبي مُعَيْط عن ذلك ، فنزلت هذه الآية.

٦٥٧ ـ وقال الشعبي : وكان عُقْبَةُ خليلاً لأمية بن خلف ، فأسلم عقبة فقال أمية : وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً. وكفر وارتد لرضا أمية ، فأنزل الله تَبَارَكَ وَتَعَالى هذه الآية.

٦٥٧ م ـ وقال آخرون : إن أبيّ بن خلف وعقبة بن أبي مُعَيط كانا متحالفين ، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه ، وكان يكثر مجالسة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاماً فدعا الناس ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى طعامه ، فلما قُرِّب الطعام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من طعامه. وكان أبي بن خلف غائباً ، فلما أخبر بقصته قال : صبأت يا عقبة؟ فقال : والله ما صَبَأْت ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له ، فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم ، فشهدت [له] وطعم. فقال أبي : ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً إلا أن تأتيه فَتَبْزُق في وجهه وتطأ عنقه ، ففعل ذلك عُقْبَةُ فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا ألقاك خارجاً من مكة إلا عَلَوْتُ رأسَكَ بالسيف. فقتل عقبة يوم بدر صبراً. وأما أبيُّ بن خَلَف فقتله النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أُحُد في المبارزة ، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية.

وقال الضحاك : لما بَزَقَ عقبة في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عاد بُزَاقُةُ في وجهه فتشعب شعبين ، فأحرق خديه. وكان أثَرُ ذلك فيه حتى الموت.

[٣٣٣]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ) إلى آخر الآيات. [٦٨ : ٧٠].

__________________

[٦٥٧] مرسل.

[٦٥٧] م بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ٦٨) لابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.

٣٤٤

٦٥٨ ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزَّعْفَرَاني قال : حدَّثنا حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، سمعه يحدث عن ابن عباس :

أن ناساً من أهل الشرك قَتَلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ، ثم أتوا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لَحَسنٌ لو تخبرنا أنَّ لما عملنا كفارةً. فنزلت :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ) الآيات إلى قوله :( غَفُوراً رَحِيماً ) . رواه مسلم عن إبراهيم بن دينار ، عن حجاج.

٦٥٩ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي ، قال : حدَّثنا والدي ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدَّثنا إبراهيم الحَنْظَلِي ومحمد بن الصباح ، قالا : حدَّثنا جرير ، عن منصور والأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شُرَحْبِيل ، عن أبي مَيْسَرة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال :

سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أيُّ الذنب أعظم؟ قال : أن تجعل لله نداً وهو

__________________

[٦٥٨] أخرجه البخاري في التفسير (٤٨١٠) ومسلم في الإيمان (١٩٣ / ١٢٢) ص ١١٣.

وأبو داود في الفتن والملاحم (٤٢٧٤).

والنسائي في التفسير (٤٦٩).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٤٠٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وابن جرير (١٩ / ٢٦) والبيهقي في السنن (٩ / ٩٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٧٧) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦٥٩] أخرجه البخاري في التفسير (٤٤٧٧ ، ٤٧٦١) وفي الأدب (٦٠٠١) وفي الحدود (٦٨١١) وفي الديات (٦٨٦١) وفي التوحيد (٧٥٢٠ ، ٧٥٣٢).

وأخرجه مسلم في الإيمان (١٤١ ، ١٤٢ / ٨٦) ص ٩٠ ، ٩١.

وأخرجه أبو داود في الطلاق (٢٣١٠) والترمذي في التفسير (٣١٨٢) والنسائي في المحاربة (٧ / ٨٩).

وفي التفسير (٧ / ٣٨٩).

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٩٤٨٠) للنسائي في الرجم في الكبرى.

وأخرجه أحمد (١ / ٣٨٠ ، ٤٣١ ، ٤٣٤) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٧٧) للفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب.

٣٤٥

خلقك ، قال : قلت : ثم أيّ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ، قال : قلت : ثم أي؟ قال : أن تُزَانِيَ حليلة جارك. فأنزل الله تعالى تصديقاً لذلك :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ ) .

رواه البخاري. [عن مسدِّد عن يحيى].

ومسلم عن عثمان بن أبي شَيْبَة ، عن جرير.

٦٦٠ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حدَّثنا الحارث بن الزبير ، قال : حدَّثنا أبو راشد مولى اللهَبِيِّين عن سعيد بن سالم القَدَّاح ، عن ابن جُرَيج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال :

أتى وَحْشيٌّ إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا محمد ، أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد كنتُ أحب أن أراك على غير جِوَارٍ ، فأما إذ أتيتني مستجيراً فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله. قال : فإني أشركت بالله ، وقتلت النفس التي حرم الله تعالى ، وزنيت ، هل يقبل الله مني توبة؟ فصمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نزلت :( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ ) إلى آخر الآية. فتلاها عليه ، فقال : أرى شَرْطاً ، فلعلي لا أعمل صالحاً ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله تعالى. فنزلت :( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) فدعا به فتلاها عليه ، فقال : ولعلي ممن لا يشاء ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) ، فقال : نعم ، الآن لا أرى شرطاً ، فأسلَمَ.

__________________

[٦٦٠] في إسناده ابن جريج وهو مدلس وقد عنعنه.

وانظر معجم الطبراني الكبير (١١ / ١٩٧ ـ رقم ١١٤٨٠) ، والدر المنثور (٥ / ٣٣٠)

٣٤٦

سورة القصص

[٣٣٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) الآية. [٥٦].

٦٦١ ـ حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشِّيرَازِي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن خمرويه ، قال : حدَّثنا علي بن محمد الخُزاعي ، قال : حدَّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، قال : أخبرني شُعَيب ، عن الزّهري ، قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، [أنه] قال :

لما حضرتْ أبا طالب الوفاةُ جاءه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوجد عنده : أبا جهل ، وعبد الله بن أبي أمية ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عم ، قل : لا إله إلا الله كلمة أحاجُّ لك بها عند الله سبحانه وتعالى. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : [يا أبا طالب] أترغب عن ملّة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يعرضها عليه ويعاودانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به : أنا على ملّة عبد المطلب ، وأبى أن يقول لا إله إلا الله ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك ، فأنزل اللهعزوجل :( ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) وأنزل في أبي طالب :( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) رواه البخاري عن أبي اليمان ،

__________________

[٦٦١] سبق برقم (٥٣٠)

٣٤٧

[عن شعيب] ، ورواه مسلم عن حَرْمَلَة ، عن ابن وهب ، عن يونس ، [كلاهما] ، عن الزهري.

٦٦٢ ـ حدَّثنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن علي الشَّيْباني ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو عبد الرحمن بن بشر ، قال : حدَّثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن كَيْسانَ ، قال : حدَّثنا أبو حازم ، عن أبي هريرة ، قال :

قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمه : قل : لا إله إلا الله ، أشهد لك بها يوم القيامة. قال : لو لا أن تعيرني قريش ـ يقولون : إنه حمله على ذلك الجزع ـ لأقررت بها عينك ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) رواه مسلم عن محمد بن حاتم ، عن يحيى بن سعيد.

قال : سمعت أبا عثمان الحِيريَّ يقول : سمعت أبا الحسن بن مِقْسَم يقول : سمعت أبا إسحاق الزَّجَّاج يقول في هذه الآية : أجمع المفسرون أنها نزلت في أَبي طالب.

[٣٣٥]

قوله تعالى :( وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا ) . [٥٧].

٦٦٣ ـ نزلت في الحارث بن عثمان [بن نوفل] بن عبد مَنَاف ، وذلك أنه قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا لنعلم أن الذي تقول حق ، ولكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تَتَخَطَّفَنا من أرضنا ، لإجماعهم على خلافنا ، ولا طاقة لنا بهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٦٦٢] أخرجه مسلم في الإيمان (٤١ ، ٤٢ / ٢٥) ص ٥٥.

والترمذي في التفسير (٣١٨٨) وأخرجه أحمد في مسنده (٢ / ٤٣٤).

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ١٣٣) لمسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه. والبيهقي في الدلائل ، وفاته عزو الحديث لأحمد بن حنبل.

[٦٦٣] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ١٣٤) للنسائي وابن المنذر عن ابن عباس.

٣٤٨

[٣٣٦]

قوله تعالى :( أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ) الآية. [٦١].

٦٦٤ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان ، قال : حدَّثنا عبد الله بن حازم الأَيْلي قال : حدَّثنا بَدَل بن المُحَبَّر قال : حدَّثنا شُعْبَة ، عن أبان ، عن مجاهد ، في هذه الآية ، قال :

نزلت في علي وحمزة ، وأبي جهل.

٦٦٤ م ـ وقال السدي : نزلت في عمّار ، والوليد بن المغيرة.

وقيل : نزلت في النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبي جهل.

[٣٣٧]

قوله تعالى :( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ) الآية. [٦٨].

٦٦٥ ـ قال أهل التفسير : نزلت جواباً للوليد بن المغيرة ، حين قال فيما أخبر الله تعالى [عنه :( وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) أخبر الله تعالى] أنه لا يبعثُ الرسلَ باختيارهم.

__________________

[٦٦٤] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ١٣٤) لابن جرير.

[٦٦٤] م مرسل.

[٦٦٥] بدون إسناد.

٣٤٩

سورة العنكبوت

[٣٣٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا ) الآيتان. [١ ـ ٢].

٦٦٦ ـ قال الشعبي : نزلت في أناس كانوا بمكة قد أَقَرُّوا بالإسلام ، فكتب إليهم أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من المدينة : إنه لا يقبل منكم إقرار ولا إسلام حتى تهاجروا ، فخرجوا عَامِدين إلى المدينة ، فاتبعهم المشركون فآذوهم. فنزلت فيهم هذه الآية. فكتبوا إليهم : أن قد نزلت فيكم آية كذا وكذا ، فقالوا : نخرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه. فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم ، فمنهم من قُتل ، ومنهم من نجا ، فأنزل الله تعالى فيهم :( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ) الآية.

٦٦٧ ـ وقال مقاتل : نزلت في مِهْجَع مولى عمر بن الخطاب ، كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر ، رماه عَمْرو بن الحَضْرَمِي بسهم فقتله ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [يومئذ] : سيد الشهداء مهجع ، وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة ، فجزع عليه أبواه وامرأته ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية ، وأخبر أنه لا بد لهم من البلاء والمشقة في ذات الله تعالى.

__________________

[٦٦٦] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ١٤١) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٦٧] مرسل.

٣٥٠

[٣٣٩]

قوله تعالى :( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) الآية. [٨].

٦٦٨ ـ قال المفسرون : نزلت في سعد بن أبي وَقَّاص ، وذلك أنه لما أسلم قالت له أمه حَمْنَةُ : يا سعد ، بلغني أنك صبوت ، فو الله لا يُظِلّني سقف بيت من الضِّحِّ والرِّيح ، ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمد وترجع إلى ما كنت عليه. وكان أحب ولدها إليها ، فأبى سعد ، وصبرت هي ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل بظل حتى خُشي عليها ، فأتى سعد النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشكا ذلك إليه. فأنزل الله تعالى هذه الآية ، والتي في لقمان ، والأحقاف.

٦٦٩ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الغازي ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : حدَّثنا أبو يعلى ، قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا الحسن بن موسى ، قال : حدَّثنا زهير ، قال : حدَّثنا سِمَاك بن حَرْب ، قال : حدَّثني مُصْعَب بن سعد بن أبي وَقَّاص ، عن أبيه ، أنه قال :

نزلت هذه الآية فِيَّ ، قال : حلفت أم سعد لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه ، ولا تأكل ولا تشرب. ومكثت ثلاثة أيام حتى غشي عليها من الجهد ، فأنزل الله تعالى :( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) . رواه مسلم عن أبي خَيْثَمَة.

[٣٤٠]

قوله تعالى :( وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ) الآية. [٨].

٦٧٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو يَعْلَى ، قال : حدَّثنا أحمد بن

__________________

[٦٦٨] انظر الحديث رقم (٤١٢) ـ وأخرجه الترمذي (٣١٨٩) وقال : حسن صحيح.

[٦٦٩] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٤٣ ، ٤٤ / ١٧٤٨) ص ١٨٧٧ ـ وانظر الحديث رقم (٤١٢).

وأخرجه الترمذي (٣١٨٩)

[٦٧٠] مسلمة بن علقمة : قال الحافظ في التقريب : صدوق له أوهام. ومع اعتبار الحديث السابق شاهد فإن الحديث حسن والله أعلم.

وعزاه في الدر (٥ / ١٦٥) لأبي يعلى والطبراني وابن مردويه وابن عساكر.

٣٥١

أيوب بن راشد الضَّبي ، قال : حدَّثنا مسلمة بن علقمة ، قال : حدَّثنا داود بن أبي هند ، عن أبي عثمان النَّهْدِي ، أن سعد بن مالك ، قال :

أنزلت فِيَّ هذه الآية :( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما ) . قال : كنتُ رجلاً برَّاً بأمي ، فلما أسلمت قالت : يا سعد ، ما هذا الدين الذي قد أحدثت؟ فَتَدَعَنَّ دينك هذا ، أَوْ لا آكل ولا أشرب حتى أموت ، فتُعيَّر بي فيقالَ : يا قاتل أمه. قلت : لا تفعلي يا أُمَّه ، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. قال : فمكثت يوماً وليلة لا تأكل ، فأصبحتْ قد جهدت. قال : فمكثت يوماً آخر وليلة لا تأكل ، فأصبحت وقد اشتد جهدها. قال : فلما رأيت ذلك قلت : تعلمين والله يا أمَّه ، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ، ما تركت ديني هذا لشيء ، إن شئت فكلي ، وإن شئت فلا تأكلي ، فلما رأت ذلك أكلت. فنزلت هذه الآية :( وَإِنْ جاهَداكَ ) الآية.

[٣٤١]

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ ) الآية. [١٠].

٦٧١ ـ قال مجاهد : نزلت في أناس كانوا يؤمنون بألسنتهم ، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم ، افتتنوا.

٦٧١١ م ـ وقال الضحاك : نزلت في أناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون ، فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك.

٦٧٢ ـ وقال عكرمة عن ابن عباس : نزلت في المؤمنين الذين أخرجهم المشركون إلى بدر فارتدوا ، وهم الذين نزلت فيهم :( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) الآية.

__________________

[٦٧١] مرسل ، عزاه في الدر (٥ / ١٤٢) للفريابي وابن جرير وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٧١١] م مرسل.

[٦٧٢] بدون إسناد. وأخرجه ابن جرير (٥ / ١٤٨ ، ٢٠ / ٨٦) مسنداً عن ابن عباس.

٣٥٢

[٣٤٢]

قوله تعالى :( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ) الآية. [٦٠].

٦٧٣ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أحمد بن جعفر الجمال ، قال : حدَّثنا عبد الواحد بن محمد البَجَلِي ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا حجاج بن مِنْهَال ، عن الزهري ـ وهو عبد الرحمن بن عطاء عن عطاء ، عن ابن عمر ، قال :

خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى دخل بعض حِيطَان الأنصار ، فجعل يَلْقط من التمر ويأكل ، فقال : يا ابن عمر ، ما لك لا تأكل؟ فقلت : لا أشتهيه يا رسول الله. فقال : لكني أشتهيه ، وهذه صبيحة رابعة لم أذق طعاماً ، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر ، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبَئُون رزق سنتهم ، ويَضْعُفُ اليقين. قال : فو الله ما برحنا حتى نزلت( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .

__________________

[٦٧٣] إسناده ضعيف : الجراح بن منهال : ضعيف [مجروحين ١ / ٢١٨].

وعزاه في الدر (٥ / ١٤٩) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف.

٣٥٣

سورة الروم

[٣٤٣]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( الم* غُلِبَتِ الرُّومُ ) الآية. [١ ـ ٢].

٦٧٤ ـ قال المفسرون : بعث كسرى جيشاً إلى الروم ، واستعمل عليهم رجلاً يسمى شَهْريراز ، فسار إلى الروم بأهل فارس فظهر عليهم فقتلهم ، وخرّب مدائنهم وقطع زيتونهم. و [قد] كان قيصر بعث رجلاً يدعى يُحنَّس ، فالتقى مع شهربراز بأذْرِعات وبُصْرى ، وهي أدنى الشام إلى أرض العرب ، فغلب فارسُ الرومَ. وبلغ ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه بمكة فشق ذلك عليهم ، وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم ، وفرح كفار مكة وشمتوا ، فلَقَوْا أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إنكم أهلُ كتاب ، والنصارى أهلُ كتاب ، ونحن أميون ، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم ، وإنكم إن قاتلتمونا لنَظْهَرَنَّ عليكم. فأنزل الله تعالى :( الم* غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) إلى آخر الآيات.

٦٧٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن

__________________

[٦٧٤] بدون إسناد.

[٦٧٥] إسناده ضعيف : عطية بن سعد بن جنادة العوفي : صدوق يخطئ كثيراً كان شيعياً مدلساً.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣١٩٢) وقال : هذا حديث حسن غريب.

٣٥٤

حامد العطار ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا الحارث بن شريح ، قال : حدَّثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن عطيةَ العَوْفي ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس ، فأُعْجِبَ المؤمنون [بذلك ، فنزلت :( الم* غُلِبَتِ الرُّومُ ) إلى قوله :( يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللهِ ) قال : يفرح المؤمنون] بظهور الروم على فارس.

٣٥٥

سورة لقمان

[٣٤٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) الآية. [٦].

٦٧٦ ـ قال الكلبي ومقاتل : نزلت في النَّضر بن الحارث ، وذلك أنه كان يخرج تاجراً إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشاً ويقول لهم : إن محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا أحدثكم بحديث رُسْتُم وإِسْفِنْدِيَار وأخبار الأكاسرة ، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن. فنزلت فيه هذه الآية.

٦٧٧ ـ وقال مجاهد : نزلت في شراء القيان والمغنيات.

٦٧٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرئ ، قال : أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ، قال : حدَّثنا جدي ، قال : حدَّثنا علي بن

__________________

[٦٧٦] مرسل. والكلبي متهم بالكذب.

[٦٧٧] مرسل ـ

[٦٧٨] إسناده ضعيف جداً : مطرح بن يزيد قال الحافظ في التقريب (٢ / ٢٥٣) : ضعيف ، وعبيد الله بن زحر قال الحافظ في التقريب (١ / ٥٣٣) : صدوق يخطئ ، وقال ابن حبان (مجروحين ٢ / ٦٢) : منكر الحديث.

وعلي بن يزيد : مرت ترجمته في رقم (٥١٧)

٣٥٦

حُجْر ، قال : حدَّثنا مِشْمَعِل بن مِلْحان الطائي ، عن مُطَّرِح بن يزيد ، عن عُبَيْد الله بن زَحْر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهنّ ، وأثمانهن حرام. وفي مثل هذا نزلت هذه الآية( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) إلى آخر الآية ، وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله تعالى عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب ، والآخر على هذا المنكب ، فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت».

٦٧٨ م ـ وقال ثُوَير بن أبي فاخِتَةَ عن أبيه ، عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنيه ليلاً ونهاراً.

[٣٤٥]

قوله تعالى :( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ) الآية. [١٥].

٦٧٩ ـ نزلت في سعد بن أبي وَقَّاص ، على ما ذكرناه في سورة العنكبوت.

__________________

والحديث أخرجه الترمذي في البيوع (١٢٨٢) وقال : حديث أبي أُمامة إنما نعرفه مثل هذا من هذا الوجه ، وقد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد وضعفه وهو شامي ، وأخرجه في التفسير (٣١٩٥) وقال : هذا حديث غريب إنما يُروى من حديث القاسم عن أبي أُمامة والقاسم ثقة وعلي بن يزيد يضعف في الحديث ، قال : سمعت محمداً يقول : القاسم ثقة وعلي بن يزيد يضعف.

وأخرجه ابن ماجة في كتاب التجارات (٢١٦٨) ولم يذكر في الإسناد علي بن يزيد ولا القاسم.

وأخرجه أحمد في مسنده (٥ / ٢٥٢) وأخرجه الطبراني في الكبير (٨ / ٢١٢ ، ٢٣٣ ، ٢٥١ ، ٢٥٣ ، ٢٥٤) والبيهقي في السنن (٦ / ١٥).

وذكره الهيثمي في المجمع (٨ / ١٢١) وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف ، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢ / ١٩٨) وأخرجه ابن جرير (٢١ / ٣٩).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٥٩) لسعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦٧٨] م ثوير بن أبي فاختة : ضعيف [تقريب ١ / ١٢١].

وقال سفيان الثوري : كان ثوير بن أبي فاختة من أركان الكذب [المجروحين ١ / ٢٠٥].

[٦٧٩] انظر رقم (٦٦٩) ، (٤١٢) ، ابن جرير (٢١ / ٤٥)

٣٥٧

[٣٤٦]

قوله تعالى :( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ) الآية. [١٥].

٦٨٠ ـ نزلت في أبي بكررضي‌الله‌عنه . قال عطاء عن ابن عباس : يريد أبا بكر ، وذلك أنه حين أسلم أتاه عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، فقالوا لأبي بكررضي‌الله‌عنه : آمنت وصدقت محمداً؟ فقال أبو بكر : نعم ، فأتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فآمنوا وصدقوا ، فأنزل الله تعالى ـ يقول لسعد ـ :( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ ) يعني أبا بكررضي‌الله‌عنه .

[٣٤٧]

قوله تعالى :( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ) الآية. [٢٧].

٦٨١ ـ قال المفسرون : سألت اليهود رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الروح ، فأنزل الله [بمكة]( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) فلما هاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة. أتاه أحبار اليهود فقالوا : يا محمد بلغنا عنك أنك تقول :( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) أفَتَعْنِينا أم قومَك؟ فقال : كُلّا قد عَنَيْتُ ، قالوا : ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة ، وفيها علم كل شيء؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هي في علم الله سبحانه قليل ، وقد آتاكم الله تعالى ما إن عملتم به انتفعتم به. فقالوا : يا محمد ، كيف تزعم هذا وأنت تقول :( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) فكيف يجتمع هذا : علم قليل وخير كثير؟ فأنزل الله تعالى :( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ ) الآية.

[٣٤٨] قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) الآية. [٣٤].

__________________

[٦٨٠] بدون إسناد.

[٦٨١] أخرجه ابن جرير (٢١ / ٥١) من طريق ابن إسحاق قال ثني رجل من أهل مكة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره.

قلت : هذا إسناد لا تقوم به حجة.

وعزاه في الدر (٥ / ١٦٧) لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم.

٣٥٨

نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة ، من أهل البادية ، أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله عن الساعة ووقتها ، وقال : إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل الغيث؟ وتركت امرأتي حبلى فما ذا تلد؟ وقد علمت بأي أرض ولدتُ ، فبأي أرض أموت؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٨٢ ـ أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن حمدون بن الفضل ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : أخبرنا حمدان السلمي ، قال : حدَّثنا النَّضْر بن محمد ، قال : حدَّثنا عكرمة ، قال : حدَّثنا إياس بن سلمة ، قال :

حدَّثني أبي أنه كان مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاء رجل بفرس له يقودها عَقُوق ومعها مهر له يتبعها فقال له : من أنت؟ قال : أنا نبي الله ، قال : ومن نبي الله؟ قال : رسول الله ، قال : متى تقوم الساعة؟ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : غيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله. قال : متى تمطر السماء؟ قال : غيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله. قال : ما في بطن فرسي هذه؟ قال : غيب ولا يعلم الغيب إلا الله. فقال : أرني سيفك ، فأعطاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سيفه ، فهزَّه الرجل ثم رده إليه. فقال [له] النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما إنك لم تكن تستطيع الذي أردت. قال : وقد كان الرجل قال : أذهب إليه فأسائل عن هذه الخصال ، ثم أضرب عنقه.

٦٨٣ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن [أبي] إسحاق ، قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر ، قال : أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي سويد ، قال : حدَّثنا

__________________

[٦٨٢] أخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٧) من طريق النضر بن محمد به ، وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه الطبراني في الكبير (٧ / ٢١٨) من طريق عكرمة بن عمار به وذكره الهيثمي في المجمع (٨ / ٢٢٧) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وعزاه في الدر (٥ / ١٦٩) لابن مردويه وفاته عزو الحديث للطبراني والحاكم.

[٦٨٣] أخرجه البخاري في صلاة الاستسقاء (١٠٣٩).

وعزاه في الدر (٥ / ١٦٩) لمسلم والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٣٥٩

أبو حذيفة ، قال : أخبرنا سفيان الثوري ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى : لا يَعلم متى تقوم الساعة إلا الله ، ولا يَعلم ما تَغِيضُ الأَرحام إلا الله ، ولا يَعلم ما في غد إلا الله ، ولا تعلم [نفس] بأي أرض تموت إلا الله ، ولا يَعلم متى ينزل الغيث إلا الله».

رواه البخاري عن محمد بن يوسف ، عن سفيان.

٣٦٠

سورة السجدة

[٣٤٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) الآية. [١٦].

٦٨٤ ـ قال مالك بن دينار : سألت أنس بن مالك عن هذه الآية فيمن نزلت؟

فقال : كان أناس من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلون من [صلاة] المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

٦٨٥ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقري ، قال : أخبرني أبو الحسين بن محمد الدِّينَورِي ، قال : حدَّثنا موسى بن محمد ، قال : حدَّثنا الحسين بن علويه ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن عيسى ، قال : حدَّثنا المسيب ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال :

فينا نزلت معاشر الأنصار :( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) الآية ، كنا

__________________

[٦٨٤] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ١٧٥) لعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن عدي وابن مردويه.

[٦٨٥] المسيب غير منسوب ، وسعيد غير منسوب.

وسياق الكلام يدل على أن أنس وقومه كانوا يصلون المغرب مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد ولم يحدث هذا إلا في المدينة ، والدليل على ذلك أن أنس يقول : قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين ، وجملة القول أن هذه الآية مكية ، فكيف تنزل في شيء حدث بعدها بشهور أو سنوات ، والله أعلم.

٣٦١

نصلي المغرب ، فلا نرجع إِلى رحالنا حتى نصلي العشاء [الآخرة] مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

٦٨٥١ م ـ وقال الحسن ومجاهد : نزلت في المتهجدين الذين يقومون الليل إلى الصلاة. ويدل على صحة هذا.

٦٨٦ ـ ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : حدَّثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدَّثنا جرير ، عن الأعمش ، عن الحكم ، عن ميمون [عن] ابن أبي شبيب ، عن معاذ بن جبل ، قال :

بينما نحن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة «تَبُوك» وقد أصابنا الحر ، فتفرْق القوم ، فنظرت فإذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أقربهم مني ، [فدنوت منه] فقلت : يا رسول الله ، أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال : لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسَّره الله تعالى عليه : تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ، وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير [كلها] قال قلت : أجل يا رسول الله ، قال : الصوم جُنَّة ، والصدقة تكفِّر الخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله تعالى ، قال : ثم قرأ هذه الآية( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) .

[٣٥٠]

قوله تعالى :( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً ) الآية [١٨].

__________________

[٦٨٥١] م مرسل.

[٦٨٦] أخرجه النسائي في الصوم (٤ / ١٦٦) من طريق ميمون بلفظ «الصوم جنة» ولم ينكر القصة وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤١٢) وصححه ووافقه الذهبي ، ومن طريق أبي وائل أخرجه الترمذي في الإيمان (٢٦١٦) بتمامه وقال : حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٤١٤).

وابن ماجة في الفتن (٣٩٧٣).

وأحمد في مسنده (٥ / ٢٣١) بتمامه.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٧٥) لابن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

٣٦٢

نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عُقبة.

٦٨٧ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ ، قال : أخبرنا إسحاق بن بنان الأنماطي ، قال : حدَّثنا حبيش بن مُبَشِّر الفقيه قال : حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدَّثنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

قال الوليد بن عُقْبة بن أبي مُعَيْط لعلي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه : أنا أحدُّ منك سناناً ، وأبسطُ منك لساناً ، وأملأُ للكتيبة منك ، فقال له علي : اسكت فإنما أنت فاسق. فنزل :( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) قال : يعني بالمؤمن علياً ، وبالفاسق الوليدَ بن عُقْبة.

__________________

[٦٨٧] إسناده ضعيف : محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى : قال ابن حبان كان رديء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ [مجروحين ٢ / ٢٤٤].

وعزاه في الدر (٥ / ١٧٧) لأبي الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر.

٣٦٣

سور الأحزاب

[٣٥١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ) الآية. [١]

٦٨٨ ـ نزلت في أبي سفيان ، وعكرمة بن أبي جهل ، وأبي الأَعْور [عمرو بن سفيان] السُّلَمي ، قدموا المدينة بعد قتال أحد ، فنزلوا على عبد الله بن أبيّ ، وقد أعطاهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم الأمان على أن يكلموه ، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح وطُعْمَة بن أُبْيرق ، فقالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده عمر بن الخطاب : ارفض ذكر آلهتنا اللات والعُزّى ومَنَاة ، وقل : إِنّ لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها ، وندعك وربك ، فشق على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قولُهم ، فقال عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم ، فقال : إني قد أعطيتهم الأمان ، فقال عمر : اخرجوا في لعنة الله وغضبه ، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [عمر] أن يخرجهم من المدينة ، وأنزل اللهعزوجل هذه الآية.

[٣٥٢]

قوله تعالى :( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) . [٤].

__________________

[٦٨٨] بدون إسناد.

٣٦٤

٦٨٩ ـ نزلت في جميل بن مَعْمَر الفِهْرِي ، وكان رجلاً لبيباً حافظاً لما يسمع ، فقالت قريش : ما حفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان ، وكان يقول : إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد. فلما كان يوم بدر وهزم المشركون ، وفيهم يومئذ جميل بن معمر ، تلقاه أبو سفيان ، وهو معلق إحدى نعليه بيده والأخرى في رجله ، فقال له : يا أبا معمر ما حال الناس؟ قال : [قد] انهزموا ، قال : فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ قال : ما شعرت إلا أنهما في رجلي ، وعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده.

[٣٥٣]

قوله تعالى :( وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ) الآية. [٤].

٦٩٠ ـ نزلت في زيد بن حارثة ، كان عبداً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعتقه وتَبَنَّاه قبل الوحي فلما تزوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم زينب بنت جَحْش ، وكانت تحت زيد بن حارثة قالت اليهود والمنافقون : تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عنها! فأنزل الله تعالى هذه الآيات.

٦٩١ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن نعيم الإشكَابِي قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن مخلد قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال : حدَّثنا قتيبة بن سعيد قال : حدَّثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن عبد الله [ابن عمر] أنه كان يقول :

ما كنا ندعو زيد بن حارثة إِلا زيد بن محمد حتى نزلت في القرآن

__________________

[٦٨٩] بدون إسناد.

[٦٩٠] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ١٨١) للفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد.

[٦٩١] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٨٢) ومسلم في فضائل الصحابة (٦٢ / ٢٤٢٥) ص ١٨٨٤ والترمذي في التفسير (٣٢٠٩) وفي المناقب (٣٨١٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه النسائي في التفسير (٤١٦).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٨١) لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن.

٣٦٥

( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ ) رواه البخاري عن مُعَلَّى بن أسد ، عن عبد العزيز بن المختار ، عن موسى بن عُقْبة.

[٣٥٤]

قوله تعالى :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) الآية. [٢٣].

٦٩٢ ـ أخبرنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مَكِّي بن عبدان قال : حدَّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : حدَّثنا بَهْز بن أسد ، قال : حدَّثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال :

غاب عمي أنس بن النَّضْر ـ وبه سميت أنساً ـ عن قتال بدر ، فشق عليه لما قدم وقال : غبت عن أول مَشْهد شهده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والله لئن أَشْهَدَني الله سبحانه قتالاً لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال : اللهم إني أَبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون ، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء. يعني المسلمين ـ ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن مُعَاذ فقال : أي سعد ، والذي نفسي بيده إِني لأَجدُ ريح الجنة دون أحد ، فقاتلهم حتى قتل. قال أنس : فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة ، من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ، ورمية بسهم ، وقد مَثَّلُوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه. ونزلت هذه الآية( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) قال : فكنا نقول : أنزلت هذه الآية فيه وفي أصحابه. رواه مسلم عن محمد بن حاتم ، عن بَهزْ بن أسد.

__________________

[٦٩٢] أخرجه مسلم في الإمارة (١٤٨ / ١٩٠٣) ص ١٥١٢.

والترمذي في التفسير (٣٢٠٠).

والنسائي في التفسير (٤٢٢).

وزاد المزي في تحفة الأشراف (٤٠٦) نسبته للنسائي في المناقب في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير (٢١ / ٩٣).

وأخرجه أحمد (٣ / ١٩٤ ، ٢٠١ ، ٢٥٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ : ١٩٠) لابن سعد والبغوي في معجمه وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في الحليلة والبيهقي في الدلائل.

٣٦٦

٦٩٣ ـ أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر المؤذن قال : أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، قال : أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزَّبيبي قال : حدَّثنا بندار قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدَّثني أبي ، عن ثمامَة ، عن أنس بن مالك قال :

نزلت هذه الآية في أنس بن النضر( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) . رواه البخاري عن بُنْدَار.

[٣٥٥]

قوله تعالى :( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) [٢٣].

نزلت في طلحة بن عبيد الله ، ثبت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد حتى أصيبت يده ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم أَوْجِب لطلحة الجنة.

٦٩٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله التميمي : قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن نصر الرازي ، قال : أخبرنا العباس بن إسماعيل الرَّقِّي قال : حدَّثنا إسماعيل بن يحيى البغدادي ، عن أبي سنان ، عن الضحاك ، عن النزال بن سَبْرَة ، عن علي قال : قالوا : حدَّثنا عن طلحة فقال :

ذلك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله تعالى :( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) طلحة ممن قضى نحبه ، لا حساب عليه فيما يستقبل.

٦٩٥ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدانَ قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك

__________________

[٦٩٣] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٨٣) ـ وانظر السابق.

[٦٩٤] إسماعيل بن يحيى : إن كان هو الشيباني ، فقد قال العقيلي : لا يتابع على حديثه ، فقد جاء في ترجمة الشيباني أنه يروي عن أبي سنان ضرار بن مرة ، وإن كان غيره فلا أعرفه.

والحديث عزاه السيوطي في الدر (٥ / ١٩١) لأبي الشيخ وابن عساكر.

[٦٩٥] مرسل.

وأخرجه الترمذي موصولاً من حديث طلحة بن عبيد الله (٣٢٠٣) وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير.

وأخرجه الترمذي من حديث معاوية (٣٢٠٢) وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإنما رُوي عن موسى بن طلحة عن أبيه.

٣٦٧

قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي قال : حدَّثنا وكيع ، عن طلحة بن يحيى ، عن عيسى بن طلحة :

أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مر على طلحة فقال : هذا ممن قَضَى نَحْبَه.

[٣٥٦]

قوله تعالى :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) الآية. [٣٣].

٦٩٦ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، قال : حدَّثنا أبو الربيع الزَّهْراني ، قال : حدَّثنا عمار بن محمد [عن] الثَّوْرِي ، قال : حدَّثنا سفيان ، عن أبي الجحّاف ، عن عطية ، عن أبي سعيد( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال :

نزلت في خمسة : في النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين رضوان الله عليهم أجمعين.

٦٩٧ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِي قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ،

__________________

قلت : في إسناد حديث معاوية : إسحاق بن يحيى بن طلحة قال الحافظ في التقريب [١ / ٦٢] : ضعيف.

[٦٩٦] إسناده ضعيف : عطية بن سعد العوفي : ضعيف ، ومرت ترجمته في (٦٧٥).

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٢ / ٥) من طريق عطية.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٩٨) لابن أبي حاتم والطبراني.

[٦٩٧] إسناده ضعيف لجهالة من سمع أم سلمة.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٠٥) وفي المناقب (٣٧٨٧) من طريق عطاء عن عمر بن أبي سلمة بلفظ : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء الحديث.

وقال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٣٨٧١) من طريق شهر بن حوشب عن أم سلمة : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال : اللهم هؤلاء الحديث ، [ولم يذكر الآية].

٣٦٨

قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا ابن نمير ، قال : حدَّثنا عبد الملك ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال :

حدَّثني من سمع أم سلمة تذكر أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في بيتها فأتته فاطمةرضي‌الله‌عنها بِبُرْمَة فيها خَزِيرة فدخلت بها عليه فقال لها : ادعي لي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الخَزِيرَة ، وهو على مَنَامَةٍ له ، وكان تحته كساء خَيْبَرِي قالت : وأنا في الحجرة أَصلي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قالت : فأخذ فَضْل الكساء فَغَشَّاهم به ، ثم أخرج يديه فَأَلْوَى بهما إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي [وحاميتي] فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً. قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ، قال : إنك إلى خَيْرٍ إنك إلى خَيْرٍ.

٦٩٨ ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السَّرَّاج قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى

__________________

وقال الترمذي : حسن وهو أحسن شيء روي في هذا الباب.

ومن الطريق نفسه أخرجه أحمد (٦ / ٣٠٤) وبلفظ مقارب وليس فيه ذكر الآية.

وأخرجه أحمد (٦ / ٢٩٢) من طريق عطاء قال حدثني من سمع أم سلمة ثم ذكر الحديث بلفظ المصنف. وهذا الإسناد أيضاً فيه مجهول.

وأخرجه الحاكم (٢ / ٤١٦ ، ٣ / ١٤٦) من طريق عطاء بن يسار عن أم سلمة أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية الحديث ، وصححه ووافقه الذهبي.

قلت : في إسناده : عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، قال الدارقطني : خالف فيه البخاري الناس وليس بمتروك ، وضعفه ابن معين ، وقال ابن عدي : وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء ، وله ترجمة في المجروحين لابن حبان (٢ / ٥١) والميزان (٢ / ٥٧٢) ، والله أعلم.

[٦٩٨] ضعيف : في إسناده خصيف بن عبد الرحمن : قال أبو طالب عن أحمد : ضعيف الحديث ، وقال ابن حبان : تركه جماعة من أئمتنا واحتج به آخرون إلا أن الإنصاف فيه قبول ما وافق الثقات في الروايات وترك ما لم يتابع عليه. [تهذيب التهذيب].

وعزاه في الدر (٥ / ١٩٨) لابن مردويه.

وقال ابن كثير : روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب ثنا

٣٦٩

الحماني ، عن صالح بن موسى القرشي ، عن خصيف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :

أنزلت هذه الآية في نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

٦٩٩ ـ أخبرنا عَقِيل بن محمد الجُرْجَاني ، فيما أجاز لي لفظاً قال : حدَّثنا المُعَافى بن زكَريا القاضي قال : أخبرنا محمد بن جرير ، قال : حدَّثنا ابن حميد ، قال : حدَّثنا يحيى بن واضح ، قال : حدَّثنا الأصبغ ، عن علقمة :

عن عِكْرِمَة في قوله تعالى :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : ليس الذي تذهبون إليه ، إنما هي [في] أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . قال : وكان عكرمة ينادي بهذا في السوق.

[٣٥٧]

قوله تعالى :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ) الآية. [٣٥].

٧٠٠ ـ قال مقاتل بن حيان : بلغني أن أسماء بنت عُمَيْس لما رجعت من الحبشة معها زوجها جعفر بن أبي طالب ، دخلت على نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن : لا ، فأتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن النساء لفي خيبة وخسار ، قال : ومم ذلك؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بالخير كما يذكر الرجال ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ) إلى آخرها.

٧٠١ ـ وقال قتادة : لما ذكر الله تعالى أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، دخل نساء من

__________________

حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما في قوله تعالى( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ ) الآية قال : نزلت في نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصة.

[٦٩٩] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٢٢ / ٧) ، وعزاه في الدر (٥ / ١٩٨) لابن جرير وابن مردويه.

[٧٠٠] مرسل.

وله شاهد صحيح من حديث أم سلمة أخرجه النسائي في التفسير (٤٢٤ ، ٤٢٥)

[٧٠١] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٠٠) لابن جرير

٣٧٠

المسلمات عليهن فقلن : ذُكِرْتُن ولم نُذْكَر ، ولو كان فينا خير لَذُكِرْنا. فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ) .

[٣٥٨]

قوله تعالى :( تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ ) الآية. [٥١].

قال المفسرون [نزلت] حين غار بعض نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وآذينه بالغيرة وطلبن زيادة النفقة ، فهجرهن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم شهراً حتى نزلت آية التخيير ، وأمره الله تعالى أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة ، وأن يُخَلِّيَ سبيل من اختارت الدنيا ويمسك [منهن] من اختارت الله سبحانه ورسوله ، على أنهن أمهات المؤمنين ، ولا ينكحن أبداً ، وعلى أن يؤوي إليه من يشاء ويُرْجِي منهن [إليه] من يشاء ، فَيَرْضين به ، قَسَمَ لَهُنَّ أو لم يَقْسِم ، أو فضّل بعضهن على بعض بالنفقة والقسمة والعشرة ، ويكون الأمر في ذلك إليه يفعل ما يشاء ، فرضين بذلك كله ، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مع ما جعل الله تعالى له من التَّوْسِعَة يُسَوِّي بينهن في القِسْمَة.

٧٠٢ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكِّي ، قال : أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي ، قال : حدَّثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، قال : حدَّثنا يحيى بن معين ، قال : حدَّثنا عباد بن عباد ، عن عاصم الأحْول ، عن مُعَاذَة ، عن عائشة ، قالت :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد ما نزلت( تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ) يستأذننا إذا كان في يوم المرأة منا. قالت معاذة [: فقلت] ما كنت تقولين؟ قالت : كنت أقول : إن كان ذلك إليّ لم أؤثر أحداً على نفسي. رواه البخاري عن حبّان بن موسى عن ابن المبارك ، ورواه مسلم عن شريح بن يونس عن عباد ، كلاهما عن عاصم.

__________________

[٧٠٢] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٨٩) ومسلم في الطلاق (٢٣ / ١٤٧٦) ص ١١٠٣ وأبو داود في النكاح (٢١٣٦) والنسائي في عشرة النساء (٥٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢١١) لابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه.

٣٧١

٧٠٣ ـ وقال قوم : لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقهن فقلن : يا نبي الله ، اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ، ودعنا على حالنا ، فنزلت هذه الآية.

٧٠٤ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن نعيم ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الأخرم قال : حدَّثنا محمد بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا محاضر بن المودع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه :

عن عائشة : أنها كانت تقول لنساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها؟ فأنزل الله تعالى :( تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ) فقالت عائشة : أرى ربَّك يُسارعُ لك في هواك. رواه البخاري عن زكريا بن يحيى ، ورواه مسلم عن أبي كُرَيب ، كلاهما عن أبي أسامة ، عن هشام.

[٣٥٩]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ) الآية. [٥٣].

٧٠٥ ـ قال أكثر المفسرين : لما بنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بزينب بنت جَحْش أَوْلَمَ عليها بتمر وسَوِيق وذبح شاة. قال أنس : وبعثت إليه أمي أمّ سُلَيم بحَيْس في تَوْرٍ من حجارة ، فأمرني النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أدعو أصحابه إلى الطعام [فدعوتهم] فجعل القوم يجيئون فيأكلون ويخرجون ثم يجيء القوم فيأكلون ويخرجون ، فقلت : يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحداً أدعوه ، فقال : ارفعوا طعامكم ، فرفعوا فخرج القوم وبقي ثلاثة نفر يتحدثون في البيت فأطالوا المكث وتأذى بهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان

__________________

[٧٠٣] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ٢١٠) لابن مردويه عن مجاهد.

[٧٠٤] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٨٨) وأخرجه مسلم في الرضاع (٤٩ / ١٤٦٤) ص ١٠٨٥.

والنسائي في النكاح (٦ / ٥٤).

وفي عشرة النساء (٤٤).

وفي التفسير (٤٣٤).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٣٦) وصححه ووافقه الذهبي.

[٧٠٥] انظر الحديث الآتي.

٣٧٢

شديد الحياء ، فنزلت هذه الآية ، وضرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيني وبينه ستراً.

٧٠٦ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع ، قال : حدَّثنا عبد الأعلى بن حماد النّرْسي قال : حدَّثنا المُعْتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي مجلز ، عن أنس بن مالك ، قال :

لما تزوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون ، قال : فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، فلما رأى ذلك قام وقام مِنَ القوم مَنْ قام ، وقعد ثلاثة [نفر] وإن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء فدخل فإذا القوم جلوس [فرجع] وإنهم قاموا وانطلقوا فجئت فأخبرت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنهم قد انطلقوا ، قال : فجاء حتى دخل. قال : وذهبت أدخل فألقى الحِجَابَ بيني وبينه ، وأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ ) الآية إلى قوله :( إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً ) رواه البخاري عن محمد بن عبد الله الرّقاشي ، ورواه مسلم عن يحيى بن حبيب الحارثي ، كلاهما عن المعتمر.

٧٠٧ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن نجيد ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل ، قال : حدَّثنا هشام بن عمار ، قال : حدَّثنا الخليل بن موسى ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عون عن عمرو بن شعيب ، عن أنس بن مالك ، قال :

__________________

[٧٠٦] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٩١) وفي الاستئذان (٦٢٣٩ ، ٦٢٧١).

وأخرجه مسلم في النكاح (٩٢ / ١٤٢٨) ص ١٠٥٠.

والنسائي في التفسير (٤٤٠).

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧ / ٨٧).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢١٣) لأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٧٠٧] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٢١٧) وقال : غريب من هذا الوجه.

وأخرجه ابن جرير (٢٢ / ٢٨).

وعزاه في الدر (٥ / ٢١٣) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٣٧٣

كنت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذ مر على حُجْرة من حُجَره فرأى فيها قوماً جلوساً يتحدثون ، ثم عاد فدخل الحُجْرَة وأرخَى الستر دوني ، فجئت أبا طلحة فذكرت ذلك له [كله] فقال : لئن كان ما تقول حقاً لينزلن الله تعالى فيه قرآناً ، فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ) الآية.

٧٠٨ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن الحِيرِي ، قال : أخبرنا حاجب بن أحمد ، قال : حدَّثنا عبد الرحيم بن منيب ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا حميد ، عن أنس قال :

قال عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : قلت : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ، فأنزل الله تعالى آية الحجاب. رواه البخاري عن مُسَدَّد عن يحيى بن أبي زائدة ، عن حُمَيد.

٧٠٩ ـ أخبرنا أبو حكيم الجرجاني فيما أجازني لفظاً ، قال : أخبرنا أبو الفرج القاضي قال : حدَّثنا محمد بن جرير قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدَّثنا هشيم عن ليث :

عن مجاهد أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه فأصابت يدُ رجل منهم يد عائشة وكانت معهم ، فكره النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [ذلك] فنزلت آية الحجاب.

[٣٦٠].

قوله تعالى :( وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) [٥٣].

٧١٠ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : قال رجل من سادة قريش : لو توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لتزوجت عائشة. فأنزل الله تعالى ما أنزل.

__________________

[٧٠٨] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٩٠)

[٧٠٩] مرسل.

وأخرجه النسائي موصولاً من حديث عائشة ، في التفسير (٤٣٩)

[٧١٠] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ٢١٤) لابن مردويه.

ونقل ابن كثير إسناده من تفسير ابن أبي حاتم.

٣٧٤

[٣٦١]

قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) الآية. [٥٦].

٧١١ ـ أخبرنا أبو سعيد عن ابن أبي عمرو النَّيْسَابُوري ، قال : حدَّثنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى قال : حدَّثنا محمد بن يحيى قال : حدَّثنا أبو حذيفة قال : حدَّثنا سفيان ، عن الزبير بن عدي ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عُجْرةَ قال :

قيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد عرفنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فنزلت :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) .

٧١٢ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العَدْل ، قال : حدَّثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى الصُّولي ، قال : حدَّثنا الرِّياشي عن الأصمعي ، قال :

سمعت المهدي على منبر البصرة يقول : إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ، وثني بملائكته ، فقال :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) . آثرهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بها من بين [سائر] الرسل ، واختصكم بها من بين الأنام ، فقابلوا نعمة الله بالشكر.

٧١٣ ـ سمعت الأستاذ أبا عثمان الحافظ يقول : سمعت الإمام سهل بن محمد بن سليمان يقول :

هذا التشريف الذي شرف الله تعالى به نبينا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ) أبلغ وأتم من تشريف آدمعليه‌السلام بأمر الملائكة بالسجود له ، لأنه لا يجوز أن يكون الله مع الملائكة في ذلك التشريف ، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه بالصلاة على النبي ، ثم عن الملائكة بالصلاة عليه. فتشريفٌ

__________________

[٧١١] أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٤٤) وعبد بن حميد (٣٦٨ ـ منتخب) بلفظ : «لما نزلت( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) قلنا يا رسول الله : قد علمنا السلام عليك ....».

والمتن الذي ذكره المصنف معكوس فلا أدري ممن وقع هذا الخطأ والله أعلم.

٣٧٥

صَدَرَ عنه أبلغ من تشريف تختص به الملائكة من غير جواز أن يكون الله معهم في ذلك.

و [هذا] الذي قاله سهل منتزع من قول المهدي ، ولعله رآه ونظر إليه فأخذه منه وشرحه ، وقابل ذلك بتشريف آدم ، فكان أبلغ وأتم منه.

٧١٤ ـ وقد ذكر في الصحيح.

ما أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه ، قال : أخبرنا إبراهيم بن سفيان ، قال : حدَّثنا مسلم ، قال : حدَّثنا قتيبة وعلي بن حجر ، قالا : حدَّثنا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء عن أبيه :

عن أبي هريرة أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : من صلى عليّ [مرة] واحدة صلى الله عليه عشراً.

[٣٦٢]

قوله تعالى :( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) [٤٣].

٧١٥ ـ قال مجاهد : لما نزلت :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) الآية قال أبو بكر : ما أعطاك الله تعالى من خير إلا أَشْرَكَنَا فيه ، فنزلت :( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) الآية.

[٣٦٣]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ) الآية. [٥٨].

٧١٦ ـ قال عطاء عن ابن عباس : رأَى عمررضي‌الله‌عنه جارية من الأنصار متبرجة فضربها وكره ما رأى من زينتها ، فذهبت إلى أهلها تشكو عمر فخرجوا إِليه فآذوه فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧١٤] أخرجه مسلم في الصلاة (٧٠ / ٤٠٨) ص ٣٠٦.

وأبو داود في الصلاة (١٥٣٠) والنسائي في الصلاة (٣ / ٥٠)

[٧١٥] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٠٦) لعبد بن حميد وابن المنذر.

[٧١٦] بدون إسناد.

٣٧٦

٧١٧ ـ وقال مقاتل : نزلت في علي بن أبي طالب ، وذلك أن أناساً من المنافقين كانوا يؤذونه ويُسْمِعُونه.

٧١٨ ـ وقال الضحاك والسدي والكلبي : نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن ، فيرون المرأة فيدنون منها فيغمزونها ، فإن سكتت اتبعوها ، وإن زجرتهم انتهوا عنها ، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ، ولكن لم يكن يومئذ تعرف الحرة من الأمة ، إنما يخرجن في دِرْعٍ وخمار. فشكون ذلك إلى أزواجهن ، فذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

الدليل على صحة هذا قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ) الآية.

٧١٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن قال : حدَّثنا أبو علي الفقيه قال : حدَّثنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال : حدَّثنا زياد بن أيوب قال : حدَّثنا هشيم عن حصين عن أبي مالك قال :

كانت النساء المؤمنات يخرجن بالليل إلى حاجاتهن ، وكان المنافقون يتعرضون لهنّ ويؤذونهن فنزلت هذه الآية.

٧١٩١ م ـ وقال السّدي :

كانت المدينة ضيقة المنازل ، وكانت النساء إذا كان الليل خرجن يقضين الحاجة ، وكان فسّاق من فسّاق المدينة يخرجون ، فإذا رأوا المرأة عليها قناع قالوا : هذه حرة فتركوها ، وإذا رأوا المرأة بغير قناع قالوا : هذه أمة فكانوا يراوِدُونها. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧١٧] مرسل.

[٧١٨] مرسل.

[٧١٩] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٢١) لسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٧١٩] م مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٢٢) لابن أبي حاتم.

٣٧٧

سورة يس

[٣٦٤] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمن الرَّحِيمِ قوله تعالى :( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ) الآية [١٢].

قال أبو سعيد الخُدْرِي : كان بنو سَلَمة في ناحية من المدينة ، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد ، فنزلت هذه الآية :( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ) فقال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون؟

٧٢٠ ـ أخبرنا الشريف إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسن الطبري ، قال : حدَّثني جدي : قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الشرقي ، قال : حدَّثنا

__________________

[٧٢٠] ضعيف جداً : في إسناده سعد بن الطريف : قال الحافظ في التقريب : متروك ورماه ابن حبان بالوضع [تقريب ١ / ٢٨٧].

وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير من طريق أبي سفيان وقال : هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري وأبو سفيان هو طريف السعدي أ. ه. قلت : طريف السعدي هذا قال الحافظ في التقريب ضعيف [تقريب ١ / ٣٧٧] وله ترجمة في المجروحين لابن حبان [١ / ٣٧٧] وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٢٨) وصححه ووافقه الذهبي ، قلت : في تصحيح هذا الحديث نظر حيث إن في إسناده عند الحاكم : سعد بن الطريف قال الحافظ في التقريب : متروك (تقريب ١ / ٢٨٧).

وقال الحافظ ابن كثير معلقاً على حديث مثله رواه البزار : فيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية والسورة بكمالها مكية فالله أعلم. أ. ه.

٣٧٨

عبد الرحمن بن بشر ، قال : حدَّثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن سعد بن طريف ، عن أبي نَضْرَة ، عن أبي سعيد ، قال :

شكت بنو سَلمة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بُعْدَ منازلهم من المسجد ، فأنزل الله تعالى :( وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : عليكم منازلكم ، فإنما تُكتب آثارُكم.

[٣٦٥]

قوله تعالى :( قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) [٧٨].

قال المفسرون : إن أُبيّ بن خَلَف أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم حائِل [قد بلي] فقال : يا محمد ، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم؟ فقال : نعم ويبعثك ويدخلك النار ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات( وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) .

٧٢١ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، قال : حدَّثنا زياد بن أيوب ، قال : حدَّثنا هشيم قال : حدَّثنا حصين عن أبي مالك :

أن أُبيّ بن خَلَف الجُمْحِيّ جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم حائل فَفَتَّهُ بين يديه وقال : يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أَرَمَّ؟ فقال : نعم يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم. فنزلت هذه الآية.

__________________

والحديث عزاه السيوطي في الدر (٥ / ٢٦٠) لعبد الرزاق والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الشعب.

[٧٢١] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٦٩) لسعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث.

٣٧٩

سورة ص

[٣٦٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

[قوله تعالى :( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً ) ...] (٥).

٧٢٢ ـ أخبرنا أبو القاسم بن أبي نصر الخزاعي قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن حمدويه ، قال : أخبرنا أبو بكر بن [أبي] دَارِم الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدَّثنا أبي قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدَّثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن يحيى بن عمارة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

مرض أبو طالب ، فجاءت قريش ، وجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعند رأس أبي طالب مجلس رجل ، فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك ، فشكوه إلى أبي طالب فقال : يا ابن

__________________

[٧٢٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٣٢) وقال : هذا حديث حسن.

وأخرجه النسائي في التفسير (٤٥٦).

وابن جرير في تفسيره (٢٣ / ٧٩) وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٢٧).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٣٢) وصححه ووافقه الذهبي ، قلت : في تصحيحه نظر حيث إن في إسناده عند الحاكم يحيى بن عمارة قال الحافظ في التقريب : مقبول ، وقال في التهذيب :

ذكره ابن حبان في الثقات أ. ه.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢٩٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن حاتم وابن مردويه.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591