أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن6%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428038 / تحميل: 6395
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

أخي ما تريد من قومك؟ قال : يا عم إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم [قال : وما الكلمة؟] قال : كلمة واحدة ، قال : ما هي؟ قال : لا إله إلا الله ، فقالوا : أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً؟ قال : فنزل فيهم القرآن :( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ* بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ ) حتى بلغ( إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ) .

قال المفسرون : لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون. قال الوليد بن المغيرة للملإ من قريش ـ وهم الصَّنادِيدُ والأشراف ـ : امشوا إلى أبي طالب. فأتوه فقالوا له : أنت شيخنا وكبيرنا وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك. فأرسل أبو طالب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعاه فقال [له :] يا ابن أخي ، هؤلاء قومك يسألونك ذا السَّوَاء فلا تَمِلْ كلَّ الميل على قومك. فقال : وما ذا يسألوني؟ قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل : لله أبوك لنعطينكها وعشر أَمثالها ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قولوا لا إله إلا الله. فنفروا من ذلك وقاموا فقالوا : أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً كيف يسع الخلق كلهم إله واحد؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات [إلى قوله] :( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ) .

٣٨١

سورة الزمر

[٣٦٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ) الآية. [٩].

٧٢٣ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : نزلت في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه .

وقال ابن عمر : نزلت في عثمان بن عفان.

وقال مقاتل : نزلت في عمار بن ياسر.

[٣٦٨]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها ) الآية. [١٧].

٧٢٤ ـ قال ابن زيد : نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله ، وهم زيد بن عمرو ، وأبو ذَر الغفاري ، وسلمان الفارسي.

[٣٦٩]

قوله تعالى :( فَبَشِّرْ عِبادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) . [١٧ ، ١٨].

__________________

[٧٢٣] بدون إسناد.

[٧٢٤] مرسل.

٣٨٢

٧٢٤١ م ـ قال عطاء عن ابن عباس : إن أبا بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، آمن بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدَّقه ، فجاء عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص ، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا ، ونزلت فيهم :( فَبَشِّرْ عِبادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ) . قال : يريد : من أبي بكر.( فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) .

[٣٧٠]

قوله تعالى :( أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ) الآية. [٢٢].

٧٢٥ ـ نزلت في حمزة وعلي وأبي لهب وولده ، فعليّ وحمزة ممن شرح الله صدره ، وأبو لهب وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر الله ، وهو قوله تعالى :( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ) ....

[٣٧١]

قوله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) الآية. [٢٣].

٧٢٦ ـ أخبرنا عبد القاهر بن طاهر البغدادي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيَابي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن رَاهَوَيْه ، قال : حدَّثنا عمرو بن محمد القرشي ، قال : حدَّثنا خَلّاد الصّفّار ، عن عمرو بن قيس المُلَائي ، عن عمرو بن مُرّة ، عن مُصْعَب بن سعد ، عن سعد :

قالوا : يا رسول الله لو حدَّثتنا. فأنزل الله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً ) الآية.

[٣٧٢]

قوله تعالى :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) الآية. [٥٣].

__________________

[٧٢٤] م بدون إسناد.

[٧٢٥] بدون إسناد.

[٧٢٦] سبق برقم (٥٤٤)

٣٨٣

٧٢٧ ـ قال ابن عباس : نزلت في أهل مكة ، قالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان ، وقتل النفس التي حرم الله. لم يغفر له ، فكيف نهاجر ونسلم ، وقد عبدنا مع الله إلهاً آخر ، وقتلنا النفس التي حرم الله؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٢٨ ـ وقال ابن عمر : نزلت هذه الآية في عياش بن [أبي] ربيعة ، والوليد بن الوليد ، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا ثم فُتِنُوا وعُذَّبُوا فافتتنوا ، فكنا نقول : لا يقبل الله من هؤلاء صَرْفاً ولا عَدلاً أبداً ، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عُذَّبوا به. فنزلت هذه الآيات. وكان عمر كاتباً فكتبها إلى عَيّاش بن أبي ربيعة ، والوليد بن الوليد ، وأولئك النفر ، فأسلموا وهاجروا.

٧٢٩ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السراج ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن الكازري ، قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال : أخبرنا القاسم بن سلام ، قال : حدَّثنا حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : حدَّثني يَعْلَى بن مسلم : أنه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس :

أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قَتُلوا فأكثروا ، وزَنَوْا فأكثروا ، ثم أتوا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إن الذي [تقول و] تدعو إليه لحسن [لو] تخبرنا [أن] لما عملناه كفارة. فنزلت هذه الآية :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ) الآية.

رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام بن يوسف ، عن ابن جُرَيج.

٧٣٠ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقرئ ، قال : أخبرنا [أبو عبد الله] الحسين بن محمد [الدينوري ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن خُرْجَةَ ، قال : حدَّثنا محمد بن

__________________

[٧٢٧] ذكره المصنف بدون إسناد ، وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ١٠) بإسناد فيه عطية العوفي وهو ضعيف.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣٠) لابن جرير وابن أبي حاتم.

[٧٢٨] ذكره المصنف بدون إسناد ، وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ١١) بإسناد فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣١) لابن جرير ـ وانظر رقم (٧٣٠)

[٧٢٩] سبق برقم (٦٥٨)

[٧٣٠] منقطع : نافع لم يسمع عمر بن الخطاب.

لكن للحديث طريق آخر متصل أخرجه البيهقي (٩ / ١٣) من طريق نافع عن عبد الله بن عمر عن

٣٨٤

عبد الله بن سليمان ، قال : حدَّثنا محمد] بن العلاء ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدَّثنا نافع عن [ابن] عمر [عن عمر] أنه قال :

لما اجتمعنا إلى الهجرة اتعَدْت أنا وعَيّاش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص بن وائل ، فقلنا : الميعاد بيننا المنَاصِف ـ ميقات بني غِفَار ـ فمن حبس منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحبه. فأصبحت عندها أنا وعياش وحبس عنا هشام وفتن فافتتن ، فقدمنا المدينة فكنا نقول : ما الله بقابل من هؤلاء توبة ، قوم عرفوا الله ورسوله ثم رجعوا عن ذلك لِبَلَاءِ أصَابهُمْ من الدنيا. فأنزل الله تعالى :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) إلى قوله :( أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ؟ ) قال عمر : فكتبتها بيدي ثم بعثت بها [إلى هشام] قال هشام : فلما قدمت عَليَّ خرجت بها إلى ذي طُوَى ، فقلت : اللهم فهمنيها ، فعرفت أنها أنزلت فينا ، فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

٧٣٠١ م ـ ويروى : أن هذه الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة رحمة الله عليه ورضوانه ، وذكرنا ذلك في آخر سورة الفرقان.

[٣٧٣]

قوله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الآية. [٦٧].

٧٣١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : حدَّثنا أبو الشيخ الحافظ ، قال :

__________________

عمر وفي إسناده محمد بن إسحاق ولكنه صرح بالتحديث.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣١) لابن مردويه والبيهقي في السنن.

[٧٣٠١] م عزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣٠) للطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب بسند فيه لين.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٠) وقال : رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبين بن سفيان ضعفه الذهبي

[٧٣١] منقطع ، الأعمش لم يرو عن علقمة ، ولكنه روى عن إبراهيم عن علقمة.

ومن طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة :

أخرجه البخاري في التوحيد (٧٤١٥ ، ٧٤٥١)

٣٨٥

حدَّثنا ابن أبي عاصم ، قال : حدَّثنا ابن نمير ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من أهل الكتاب ، فقال : يا أبا القاسم ، بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع ، والأَرضِينَ على إصبع ، والشجر على إصبع ، والثرى على إصبع [ثم يقول : أنا الملك]؟ فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بدت نَوَاجِذُه ، فأنزل الله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الآية ، ومعنى هذا : أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق والشجر قدرة أحدنا [على] ما يحمله بإصبعه ، فخوطبنا بما نتخاطب فيما بيننا لنفهم. ألا ترى أن الله تعالى قال :( وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) أي [إنه] يقبضها بقدرته.

__________________

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٢١ ، ٢٢ / ٢٧٨٦) ص ٢١٤٨ بلفظ « ثم قرأ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) وهنا اللفظ «فأنزل».

وأخرجه النسائي في التفسير ولم يذكر الآية.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٧٨) وابن جرير (٢٤ / ١٨) بلفظ : «فأنزل الله» ولكن في هذين الحديثين عنعنة الأعمش.

والخلاصة : أن الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وفيه تصريح الأعمش بالسماع بلفظ ثم قرأ.

والذي أخرجه أحمد وابن جرير ولم يصرح الأعمش فيه بالسماع بلفظ : فأنزل الله.

وقد أخرج الترمذي في التفسير (٣٢٤٠) وابن جرير (٢٤ / ١٨) من حديث ابن عباس بلفظ فأنزل ، ولكنه في إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط.

وقد تبين لي أن هذه الآية مكية والذي جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض الأحاديث حبر من أهل الكتاب وفي بعض الأحاديث جاء يهودي وسواء هذا أو ذاك كان ذلك في المدينة.

وعلى ذلك يمكن القول أن سبب النزول ليس بصحيح وأن الصحيح هو أن الآية نزلت قبل هذا الحوار الذي جرى بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واليهودي فلما أن قال اليهودي ما قال ضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قرأ الآية والله أعلم.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣٤) لسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، كلهم بلفظ ثم قرأ.

٣٨٦

سورة حم السجدة

[٣٧٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ ) الآية. [٢٢].

٧٣٢ ـ أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال : حدَّثنا أمية بن بسطام ، قال : حدَّثنا يزيد بن زُرَيع ، قال : حدَّثنا روح ، عن القاسم ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود] في هذه الآية :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ ) الآية. قال :

كان رجلان من [ثَقِيف] وخَتَنٌ لهما من [قريش] ، أو رجُلان من [قريش] وخَتَنٌ لهما من [ثَقِيف] ، في بيت فقال بعضهم : أترون الله يسمع نجوانا أو حديثنا؟ فقال

__________________

[٧٣٢] أخرجه البخاري في التفسير (٤٨١٦ ، ٤٨١٧) وفي التوحيد (٧٥٢١).

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين (٥ ، ٥ مكرر / ٢٧٧٥) ص ٢١٤١ ، ٢١٤٢.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٤٨) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٤٨٨) وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ٦٩).

وأخرجه أحمد (١ / ٤٤٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٣٦٢) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات.

٣٨٧

بعضهم : قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه ، قالوا : لئن كان يسمع بعضه لقد سمع كله ، فنزلت هذه الآية :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ ) الآية. رواه البخاري عن الحميدي. ورواه مسلم عن ابن أبي عمرو كلاهما عن سفيان ، عن منصور.

٧٣٣ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحِيرِي ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة قال : حدَّثنا محمد بن حازم قال : حدَّثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله ، قال :

كنت مستتراً بأستار الكعبة ، فجاء ثلاثة نفر كَثِيرٌ شَحْمُ بطونهم ، قليلٌ فقْهُ قُلُوبهم ، قرشي وخَتَنَاه ثَقفيَّان ، أو ثَقَفِي وخَتَنَاهُ قرشيان، فتكلموا بكلام لهم أفهمه ، فقال بعضهم : أترون الله يسمع كلامنا هذا؟ فقال الآخر : إذا رفعنا أصواتنا سمع ، وإذا لم نرفع لم يسمع. وقال الآخر : إن سمع منه شيئاً سمعه كله. قال : فذكرت ذلك [للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] فنزل عليه :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) إلى قوله تعالى :( فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ) .

[٣٧٥]

قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) الآية. [٣٠].

٧٣٤ ـ قال عطاء عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في أبي بكر [الصديق]رضي‌الله‌عنه ، وذلك أن المشركين قالوا : ربنا الله ، والملائكة بناته ، وهؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فلم يستقيموا. وقالت اليهود : ربنا الله ، وعزير ابنه ، ومحمد ليس بنبي ، فلم يستقيموا. وقال أبو بكررضي‌الله‌عنه : ربنا الله وحده لا شريك له ، ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم عبده ورسوله ، فاستقام.

__________________

[٧٣٣] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٤٩) وقال : هذا حديث حسن صحيح. وانظر الحديث السابق.

[٧٣٤] بدون إسناد.

٣٨٨

سورة حمعسق

[٣٧٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) الآية. [٢٣].

٧٣٥ ـ قال ابن عباس : لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة كانت تَنُوبُه نوائب وحقوق ، وليس في يده لذلك سعة ، فقال الأنصار : إن هذا الرجل قد هداكم الله تعالى به ، وهو ابن أختكم ، تنوبه نوائب وحقوق ، وليس في يده لذلك سعة ، فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم ، فأْتوهُ به ليعينه على ما ينوبه. ففعلوا ثم أتوه به فقالوا : يا رسول الله ، إنك ابن أختنا وقد هدانا الله تعالى على يديك ، وتنوبك نوائب وحقوق وليس لك عندها سعة ، فرأينا أن نجمع لك من أموالنا [شيئاً] فنأتيك به فتستعين [به] على ما ينوبك ، وها هوذا. فنزلت هذه الآية.

٧٣٦ ـ وقال قتادة : اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض : أترون محمداً يسأل على ما يتعاطاه أجراً؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧٣٥] أخرجه المصنف بدون إسناد.

وأخرجه الطبراني بإسناده (١١ / ٣٣) وقال الهيثمي في المجمع (٧ / ١٠٣) فيه عثمان بن عمير أبو اليقظان وهو ضعيف.

[٧٣٦] مرسل.

٣٨٩

[٣٧٧]

قوله تعالى :( وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ) الآية. [٢٧].

٧٣٧ ـ نزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الدنيا والغنى.

قال خَبَّاب بن الأَرَتّ : فينا نزلت هذه الآية ، وذلك أنا نظرنا إلى أموال قُرَيْظَةَ والنَّضِير فتمنيناها ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

٧٣٨ ـ قال : أخبرني أبو عثمان المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا أبو محمد بن معاذ ، قال : أخبرنا الحسين بن الحسن بن حرب ، قال : أخبرنا ابن المبارك قال : حدَّثنا حَيْوَةُ ، قال : أخبرنا أبو هانئ الخولاني ، أنه سمع عمرو بن حُرَيث يقول

إنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصُّفَّة :( وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ ) وذلك أنهم قالوا : لو أن لنا الدنيا فتمنوا الدنيا.

[٣٧٨]

قوله تعالى :( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ) الآية. [٥١].

٧٣٩ ـ وذلك أن اليهود قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا تكلِّم الله وتنظر إليه إن كنت نبياً ، كما كلمه موسى ونظر إليه؟ فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك. فقال : لم ينظر موسى إلى اللهعزوجل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧٣٧] بدون إسناد.

[٧٣٨] أخرجه ابن المبارك في الزهد وقال ابن صاعد عقب روايته : عمرو هذا من أهل مصر ليست له صحبة وهو غير المخزومي [الإصابة ٢ / ٥٣١ ـ ترجمة عمرو بن حريث].

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٤) وعزاه للطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث علي أخرجه الحاكم (٢ / ٤٤٥) وصححه ووافقه الذهبي قلت في إسناده عند الحاكم : الأعمش وقد عنعنه وهو مدلس.

[٧٣٩] بدون إسناد.

٣٩٠

سورة الزخرف

[٣٧٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ) الآية. [٥٧].

٧٤٠ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النَّصْرَابَاذي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل ، حدَّثنا هشام بن عمار ، حدَّثنا الوليد بن مسلم ، حدَّثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي رزين عن أبي يحيى ، مولى ابن عفراء ، عن ابن عباس :

أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لقريش : يا معشر قريش لا خير في أحد يُعْبَدُ من دون الله.

قالوا : أليس تزعم أن عيسى كان عبداً نبياً وعبداً صالحاً؟ فإن كان كما تزعم فهو كالهتهم. فأنزل الله تعالى :( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ) الآية.

وذكرنا هذه القصة ومناظرة ابن الزِّبَعْرَى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في آخر سورة الأنبياء عند قوله تعالى :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) .

__________________

[٧٤٠] إسناده ضعيف : أبو يحيى مولى ابن عفراء اسمه مصرع : قال الحافظ في التقريب مقبول وذكره ابن حبان في المجروحين [المجروحين ٣ / ٣٩].

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٤) وقال : رواه أحمد والطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وثقه أحمد وغيره وهو سيِّئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح.

٣٩١

سورة الدخان

[٣٨٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) . [٤٩].

٧٤١ ـ قال قتادة : نزلت في عدو الله أبي جهل ، وذلك أنه قال : أيوعدني محمد؟ والله [إني] لأنا أعز مَنْ بَيْنِ جَبَلَيْهَا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٤٢ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا عبد الله [بن محمد] بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرّازي ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا أسباط ، عن أبي بكر الهُذَلِي ، عن عكرمة ، قال :

لقي النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا جهل ، فقال أبو جهل : لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء ، وأنا العزيز الكريم. قال : فقتله الله يوم بدر وأذَلَّه وعيَّره بكلمته ، ونزل فيه :( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) .

__________________

[٧٤١] مرسل.

[٧٤٢] إسناده ضعيف : أبو بكر الهذلي : قال الحافظ في التقريب : متروك [تقريب ٢ / ٤٠١].

٣٩٢

سورة الجاثية

[٣٨١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم.

قوله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) الآية [١٤].

٧٤٣ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء :

يريد عمر بن الخطاب خاصة ، وأراد بالذين لا يرجون أيام الله : عبد الله بن أبَيّ وذلك أنهم نزلوا في غَزَاة بني المُصْطَلِق على بئر يقال لها : المُرَيْسِيع ، فأرسل عبد الله غلامه ليستقي الماء فأبطأ عليه ، فلما أتاه قال [له :] ما حبسك؟ قال : غلام عمر قعد على فم البئر فما ترك أحداً يستقي حتى ملأ قِرَب النبي وقِرَب أبي بكر ، وملأ لمولاه. فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل : سَمِّنْ كَلْبَكَ يأْكُلْك. فبلغ قوله عمررضي‌الله‌عنه فاشتمل بسيفه يريد التوجه إِليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٤٣١ م ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن

__________________

[٧٤٣] بدون إسناد ، ولم أهتد إليه مسنداً.

[٧٤٣] م إسناده ضعيف : محمد بن زياد اليشكري ضعيف ، وقد كذبه بعض الأئمة منهم الإمام أحمد وعمرو بن علي ، وقال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث على الثقات [تهذيب التهذيب ٩ / ١٥١] و [المجروحين ٢ / ٢٥٠].

٣٩٣

عبد الله ، قال : حدَّثنا موسى بن محمد بن علي ، قال : أخبرنا الحسن بن علويه قال : حدَّثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن زياد اليَشْكُرِي ، عن ميمون بن مِهْران ، عن ابن عباس قال :

لما نزلت هذه الآية( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ) قال يهودي بالمدينة يقال له : فنحاص ـ : احتاج رب محمد [قال :] فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه وخرج في طلبه ، فجاء جبريلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن ربك يقول [لك] :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي. فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في طلبه ، فلما جاء قال : يا عمر ضع سيفك ، قال : صدقت يا رسول الله أشهد أنك أرسلت بالحق ، قال : فإن ربكعزوجل يقول :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) قال : لا جَرَم والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي.

٣٩٤

سورة الأحقاف

[٣٨٢]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) الآية [٩].

٧٤٤ ـ قال الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

لما اشتد البلاء بأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء ، فقصّها على أصحابه فاستبشروا بذلك ، ورأوا فيها فرجاً مما هم فيه من أذى المشركين. ثم إنهم مكثوا بُرْهَة لا يرون ذلك فقالوا : يا رسول الله متى تهاجر إلى الأرض التي رأيتها؟ فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنزل الله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) يعني لا أدري أخرج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أولا؟ ثم قال : إنما هو شيء رأيتُه في منامي ، وما أتبع إلا ما يوحى إليَّ.

[٣٨٣]

قوله تعالى :( حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) الآية [١٥].

٧٤٥ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : أنزلت في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، وذلك أنه صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة ، ورسول

__________________

[٧٤٤] الكلبي لم يسمع أبا صالح وأبا صالح لم يسمع ابن عباس.

[٧٤٥] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٦ / ٤١) لابن مردويه.

٣٩٥

اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن عشرين سنة ، وهم يريدون الشام في التجارة ، فنزلوا منزلاً فيه سِدْرَة ، فقعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في ظلها ، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدين ، فقال له : من الرجل الذي في ظل السِّدْرة؟ فقال : ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، قال : هذا والله نبي ، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم إلا محمد نبي الله. فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق ، فكان لا يفارق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في أسفاره وحضوره ، فلما نُبِّىءَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو ابن أربعين سنة ، وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة ـ أسلم وصدّق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما بلغ أربعين سنة قال :( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) الآية.

٣٩٦

سورة الفتح

[٣٨٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

٧٤٦ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكَّي ، حدَّثنا والدي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرَّاني ، حدَّثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزُّهرِي ، عن عروة ، عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم ، قالا :

نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية ، من أولها إلى آخرها.

[٣٨٥]

قوله تعالى :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) الآية. [١].

٧٤٧ ـ أخبرنا منصور بن أبي منصور الساماني ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الفَامِي ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال حدثنا أبو الأشعث ،

__________________

[٧٤٦] في إسناده محمد بن إسحاق وهو ثقة مدلس وقد عنعنه.

وله شاهد عند الترمذي في التفسير (٣٢٦٣) من حديث أنس قال : نزلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ) مرجعه من الحديبية وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وفيه عن مجمع بن جارية

[٧٤٧] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ م / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

٣٩٧

قال : حدَّثنا المُعْتَمِر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة ، عن أنس ، قال :

لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا ، فنحن بين الحزن والكآبة ـ أنزل اللهعزوجل :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لقد أنزلت عليّ آية هي أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها كلها.

٧٤٨ ـ وقال عطاء عن ابن عباس : إن اليهود شتموا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين لمَّا نزل قوله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) وقالوا : كيف نتبع رجلاً لا يدري ما يفعل به؟ فاشتد ذلك على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) .

[٣٨٦]

قولهعزوجل :( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) الآية. [٥].

٧٤٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المقري قال : حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد المديني ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن السَّقَطِي ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا همام عن قتادة عن أنس ، قال :

لما نزلت :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) قال أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هنيئاً لك يا رسول الله ما أعطاك الله ، فما لنا؟ فأنزل الله تعالى :( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) الآية.

٧٥٠ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عمر بن أبي

__________________

[٧٤٨] بدون إسناد.

[٧٤٩] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ م / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

[٧٥٠] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

وعزاه في الدر (٦ / ٧١) لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.

٣٩٨

حفص قال : أخبرنا أحمد بن علي الموصلي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عمر ، قال : حدَّثنا يزيد بن زريع قال : حدَّثنا سعيد عن قتادة عن أنس ، قال :

أنزلت هذه الآية على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) عند مرجعه من الحُدَيبية. نزلت وأصحابه مخالطون الحزن ، وقد حيل بينهم وبين نسكهم ، ونحروا الْهَدْيَ بالحديبية. فلما أنزلت هذه الآية قال لأصحابه : لقد أنزلت عليَّ آية خير من الدنيا جميعها. فلما تلاها النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال رجل من القوم : هنيئاً مَرِيئاً يا رسول الله ، قد بَيَّن الله [لنا] ما يفعل بك ، فما ذا يفعل بنا؟ فأنزل الله تعالى( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي ) الآية.

[٣٨٧]

قولهعزوجل :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ) الآية. [٢٤].

٧٥١ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه قال : حدَّثنا إبراهيم بن محمد ، قال : أخبرنا مسلم ، قال : حدَّثني عمرو الناقد ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس :

أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من جبل التَّنْعِيم متسلحين يريدون غِرَّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ، فأخذهم أسراء ، فاستحياهم وأنزل الله تعالى :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ) .

__________________

[٧٥١] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (١٣٣ / ١٨٠٨) ص ١٤٤٢.

وأبو داود في الجهاد (٢٦٨٨) والترمذي في التفسير (٣٢٦٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٥٣٠).

وأحمد في مسنده (٣ / ١٢٠ ، ١٢٤ ، ٢٩٠) ، وابن جرير (٢٦ / ٥٩) ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٧٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣٩٩

٧٥١ م ـ وقال عبد الله بن مغفل المُزَني : كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالحُدَيْبِيَة في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن ، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح ، فثاروا في وجوهنا ، فدعا عليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذ الله تعالى بأبصارهم وقمنا إليهم ، فأخذناهم ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل جئتم في عهد أحد؟ وهل جعل لكم أحد أماناً؟ فقالوا : اللهم لا ، فخلى سبيلهم ، فأنزل الله تعالى :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ) الآية.

__________________

[٧٥١١] م ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه النسائي في التفسير (٥٣١) وأخرجه أحمد في مسنده (٤ / ٨٧).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٦٠ ـ ٤٦١) وصححه وأقره الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٢٦ / ٥٨ ـ ٥٩) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ١٤٥) وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

٤٠٠

سورة الحجرات

[٣٨٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ ) الآية. [١].

٧٥٢ ـ أخبرنا أبو نصر [أحمد بن] محمد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبيد الله بن محمد العكبري ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد [بن] الصباح ، قال : حدَّثنا حجاج بن محمد ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : حدَّثني ابن أبي مُلَيْكَة ، أن عبد الله بن الزبير أخبره :

أنه قدم ركب من بني تميم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أبو بكر : أَمَّر القَعْقَاعَ بن مَعْبَد ، وقال عمر : بل أمَّر الأَقْرع بن حَابِس ، فقال أبو بكر : ما أردت إلَّا خِلَافِي ، وقال عمر : ما أردت خِلَافَك ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ، فنزل في ذلك قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) إلى قوله سبحانه :( وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ ) . رواه البخاري عن الحسن بن محمد [بن] الصباح.

__________________

[٧٥٢] أخرجه البخاري في المغازي (٤٣٦٧) وفي التفسير (٤٨٤٥ ، ٤٨٤٧) وفي الاعتصام (٧٣٠٢) والترمذي في التفسير (٣٢٦٦) وقال : حسن غريب ، وأخرجه النسائي في التفسير (٥٣٤) وأخرجه في المجتبى في كتاب آداب القضاة (٨ / ٢٢٦)

٤٠١

[٣٨٩]

قولهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) الآية.

نزلت في ثابت بن قيس بن شِمَاس ، كان في أذنه وَقْر ، وكان جَهْوَرِيَّ الصَّوت ، وكان إذا كلم إنساناً جهر بصوته ، فربما كان يكلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيتأذى بصوته ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٥٣ ـ أخبرنا أحمد بن إبراهيم المُزَكَّي ، قال : أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال حدَّثنا قَطَن بن نُسَيْر ، قال : حدَّثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، قال : حدَّثنا ثابت عن أنس ، قال :

لما نزلت هذه الآية( لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ ) قال ثابت بن قيس : أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنا من أهل النار. فذكر ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : هو من أهل الجنة. رواه مسلم عن قطن بن نُسَير.

٧٥٤ ـ وقال ابن أبي مليكة : كاد الحِيَّران أن يهلكا : أبو بكر وعمر ، رفعا أصواتهما عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حين قدم عليه ركب [من] بني تميم ، فأشار أحدهما بالأَقْرع بن حَابِس ، وأشار الآخر برجل آخر ، فقال أبو بكر لعمر : ما أردتَ إلا خِلَافي ، وقال عمر : ما أردت خلافك ، وارتفعت أصواتهما في ذلك ، فأنزل الله تعالى [في ذلك]( لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ ) الآية.

وقال ابن الزبير : فما كان عمر يُسْمِعُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد هذه الآية ، حتى يستفهمه.

__________________

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٨٣) لابن المنذر وابن مردويه.

[٧٥٣] أخرجه مسلم في الإيمان (١٨٨ / ١١٩) ص ١١٠.

وأخرجه البخاري في المناقب (٣٦١٣) وفي التفسير (٤٨٤٦) من طريق موسى بن أنس عنه به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٨٤) لأحمد وأبي يعلى والبغوي في معجم الصحابة وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٧٥٤] أخرجه البخاري في التفسير (٤٨٤٥).

وزاد نسبته في الدر (٦ / ٨٤) للطبراني وابن المنذر.

٤٠٢

[٣٩٠]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ) الآية. [٣].

٧٥٥ ـ قال عطاء عن ابن عباس : لما نزل قوله تعالى :( لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ ) تألَّى أبو بكر أن لا يكلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا كأَخِي السِّرَارِ ، فأنزل الله تعالى في أبي بكر :( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ) .

٧٥٦ ـ أخبرنا أبو بكر القاضي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال : حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد قال : حدَّثنا حُصَين بن عمر الأَحْمَسِيّ ، قال : حدَّثنا مُخَارِق ، عن طارق ، عن أبي بكر ، قال :

لما نزلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) قال أبو بكر : فآليت على نفسي أن لا أكلِّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا كأخي السِّرَارِ.

[٣٩١]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) . [٤].

٧٥٧ ـ أخبرنا أحمد بن عبيد الله المَخْلَدِي ، قال : أخبرنا أبو محمد

__________________

[٧٥٥] بدون إسناد.

[٧٥٦] في إسناده حصين بن عمر الأحمسي قال الحافظ في التقريب : متروك ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني : متهم بسرقة الحديث.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ٧٤) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله : حصين واه وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٨) وقال : رواه البزار وفيه حصين بن عمر الأحمسي ، وهو متروك ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٨٤) لابن عدي وابن مردويه.

وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٦٢) وصححه ووافقه الذهبي.

[٧٥٧] أخرجه الطبراني في الكبير (٥ / ٢١٠) وابن جرير (٢٦ / ٧٧) من طريق داود الطفاوي به ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال : رواه الطبراني وفيه داود بن راشد الطفاوي وثقه ابن حبان

٤٠٣

عبد الله بن محمد بن زياد الدّقّاق ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى العتكي ، قال : حدَّثنا المعتمر بن سليمان ، قال : حدَّثنا داود الطفاوي قال : حدَّثنا أبو مسلم البَجَلِيّ ، قال : سمعت زيد بن أَرْقَم يقول :

أتى ناس النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعلوا ينادونه وهو في الحجرة يا محمد يا محمد ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) .

٧٥٨ ـ وقال محمد بن إسحاق وغيره : نزلت في جُفَاة بني تميم ، قدم وفد منهم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فدخلوا المسجد فنادَوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من وراء حجرته : أن أخرج إلينا يا محمد ، فإن مدحنا زَيْنٌ ، وإن ذمنا شين فآذى ذلك مِنْ صياحهم النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج إليهم فقالوا : إنا جئناك يا محمد نفاخرك ، ونزل فيهم :( إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) وكان فيهم : الأقْرَع بن حَابِس ، وعُيَيْنَة بن حِصْن ، والزِّبْرِقَان بن بدر ، وقيس بن عاصم.

٧٥٩ ـ وكانت قصة هذه المفاخرة على ما أخبرناه أبو إسحاق أحمد بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن السّدُوسِي ، قال : حدَّثنا الحسن بن صالح بن هانئ ، قال : حدَّثنا الفضل بن محمد بن المسيب ، قال : حدَّثنا القاسم بن أبي شيبة قال : حدَّثنا مُعَلّى بن عبد الرحمن ، قال : حدَّثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن عمر بن الحكم ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

جاءت بنو تميم إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنادوا على الباب : يا محمد اخرج إلينا فإن مدحنا زَيْن ، وإن ذَمَّنا شَيْن. فسمعهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج إليهم وهو يقول : إنما ذلكم الله

__________________

وضعفه ابن معين وبقية رجاله ثقات (مجمع ٧ / ١٠٨).

وزاد نسبته في الدر (٦ / ٨٦) لابن راهويه ومسدد وأبي يعلى وابن أبي حاتم.

[٧٥٨] بدون إسناد.

[٧٥٩] إسناده ضعيف ، معلى بن عبد الرحمن قال ابن حبان : يروي عن عبد الحميد بن جعفر المقلوبات ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد [مجروحين ٣ / ١٧].

وفي ترجمته في تهذيب التهذيب [١٠ / ٢١٤] : قال أبو داود سمعت يحيى بن معين وسئل عنه فقال : أحسن أحواله عندي أنه قيل له عند موته ألا تستغفر الله تعالى؟ فقال : أرجو أن يغفر لي وقد وضعت في فضل علي سبعين حديثاً.

٤٠٤

الذي مدحه زين ، وذمه شين ، فقالوا : نحن ناس من بني تميم ، جئنا بشاعرنا وخطيبنا نُشَاعِرك ونُفاخرك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما بالشعر بعثت ، ولا بالفخار أمرت ، ولكن هاتوا. فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم : قم فاذكر فضلك وفضل قومك. فقام فقال

الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه ، وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء ، فنحن من خير أهل الأرض ، ومن أكثرهم عُدَّة ومالاً وسلاحاً ، فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا ، وفَعَال هو أحسن من فعالنا.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لثابت بن قيس بن شِمَاس : قم فأجبه ، فقام فقال :

الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأومن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، دعا المهاجرين من بني عمه ـ أحسن الناس وجوهاً وأعظمهم أحلاماً ـ فأجابوه ، فالحمد لله الذي جعلنا أنصاره ، ووزراء رسوله ، وعِزَّاً لدينه ، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، فمن قالها منع مِنّا نَفْسه وماله ، ومن أباها قتلناه ، وكان رغمه في الله تعالى علينا هيناً ، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات.

فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم : قم يا فلان فقل أبياتاً تذكر فيها فضلك وفضل قومك ، فقام الشاب فقال :

نحن الكرام فلا حَيُّ يُعادلنا

فينا الرؤوس وفينا تُقْسَمُ الرُّبَعُ

ونطعمُ الناسَ عندَ القحطِ كلَّهم

من السّدِيفِ إِذا لم يؤنس القَزَعُ

إذا أَبَيْنَا فلا يأبى لنا أحدٌ

إنا كذلك عند الفخرِ نرتفعُ

قال : فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى حسان بن ثابت ، فانطلق إليه الرسول فقال : وما يريد مني وقد كنت عنده؟ قال : جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم ، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ثابت بن قيس فأجابهم ، وتكلم شاعرهم فأرسل إليك تجيبه. فجاء حسان ، فأمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجيبه ، فقال حسانٌ : [يا رسول الله مره فليسمعني ما قال ، فأنشده ما قال ، فقال حسان] :

نصرنا رسولَ الله والدينَ عَنْوةً

على رغم بادٍ من مَعَدٍ وحاضر

٤٠٥

ألسنا نخوض الموتَ في حَوْمَة الوَغَى

إذا طَابَ وِرْدُ الموتِ بَيْنَ العساكر

ونضرب هام الدَّار عين وَنَنْتَمِي

إلى حسب من جِذْم غَسَّان قاهر

فلو لا حياءُ الله قلْنا تكَرُّما

على الناس بالخَيفين هل من منافر

فأَحياؤُنا مِن خير مَن وطِئَ الحصى

وأمواتنا مِن خير أهل المقابر

قال : فقام الأقْرَع بن حابس فقال : إني والله لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء ، وقد قلت شعراً فأسمعه ، فقال : هات ، فقال :

أتيناك كيما يعرف الناسُ فضلنَا

إذا فاخرُونا عند ذكرِ المكارمِ

وإنا رؤوس الناس في كلّ مَعْشَرٍ

وأن ليس في أرض الحجاز كَدَارِمِ

وإنّ لنا المِرْبَاعَ في كل غارة

تكون بنجد أو بأرض التَّهَائمِ

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قم يا حسان فأجبه [فقام حسان] فقال :

بَنِي دَارِمٍ لا تفخروا إنّ فَخْرَكُمْ

يَعودُ وَبَالاً عند ذكرِ المكارِم

هَبِلْتُم علينا تَفْخَرُونَ وأنتُم

لنا خَوَلٌ من بين ظِئْرٍ وخَادِمِ

وأفْضلُ ما نلتم من المجد والعُلَى

رِدَافَتُنا منْ بعد ذكر الأكارم

فإن كنتُم جئتُم لَحِقْنِ دمائكمْ

وأموالكم أن تقسموا في المَقاسِمِ

فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا

ولا تفخروا عند النبي بدارم

وإلا وربِّ البيت مالت أكُفُّنَا

على هامِكم بالمُرْهَفَات الصَّوارِمِ

قال : فقال الأقْرَع بن حابس فقال : إِن محمداً لمؤتى له والله ما أدري ما هذا الأمر! تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أحسن قولاً ، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أشعر. ثم دنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يَضُرُّكَ ما كان قبل هذا» ، ثم أعطاهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وكساهم ، وارتفعت الأصوات ، وكثر اللَّغط عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات( لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ ) إلى قوله :( وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) .

[٣٩٢]

قولهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) الآية. [٦].

٤٠٦

نزلت في الوليد بن عُقْبة بن أبي مُعَيْط ، بعثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بني المُصْطَلِق مصدِّقاً ، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية ، فلما سمع القوم [به] تلقوه تعظيماً لله تعالى ولرسوله ، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله ، فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : إن بني المُصْطَلِق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي. فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهمَّ أن يغزوهم ، فبلغ القومَ رجوعه ، فأتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قِبَلَنا مِنْ حقِّ الله تعالى ، فبدا له في الرجوع ، فخشينا أن يكون إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ) يعني الوليد بن عقبة.

٧٦٠ ـ أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الشَّاذياخي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا الشَّيْباني ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، قال : حدَّثنا سعيد بن مسعود ، قال : حدَّثنا محمد بن سابق ، قال : حدَّثنا عيسى بن دينار ، قال : حدَّثنا أبي أنه سمع الحارث بن ضِرَار يقول :

قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعاني إلى الإسلام ، فدخلت في الإسلام وأقررت ، فدعاني إلى الزكاة فأقررت بها ، فقلت : يا رسول الله أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة ، فمن استجاب لي جمعت زكاته ، فترسل لإبَّانِ كذا وكذا ، لآتيك بما جمعت من الزكاة. فلما جمع الحارث بن ضرار [ممن استجاب له] وبلغ الإبَّانَ الذي أراد أن يبعث إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أحتبس عليه الرسول فلم يأته ، فظن الحارث أنّه قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله فدعا سَرَوَات قومه فقال لهم : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قد كان وقّت لي وقتاً ليرسل إليّ ليقبض ما كان عندي من الزكاة ، وليس مِنْ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الخلفُ ، ولا أرى حَبْسَ رسوله إلا من سَخْطَة ، فانطلقوا فنأتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وبعثَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الوليدَ بن عقبة

__________________

[٧٦٠] أخرجه أحمد في مسنده (٤ / ٢٧٩) من طريق محمد بن سابق به ، وأخرجه الطبراني في الكبير (٣ / ٢٧٤) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٩) وقال : رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات.

وزاد نسبته في الدر (٦ / ٨٧) لابن أبي حاتم وابن مندة وابن مردويه.

٤٠٧

إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة ، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فزع فرجع فقال : يا رسول الله ، إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي. فَضَرَبَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم البعث إلى الحارث ، وأقبل الحارث بأصحابه فاستقبل البَعْثَ وقد فَصَلَ من المدينة ، فلقيهم الحارث فقالوا : هذا الحارث ، فلما غشيهم قال لهم : إلى من بعثتم؟ قالوا : إليك ، قال : ولم؟ قالوا : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان بعث إليك الوليد بن عُقْبةٍ ، فرجع إليه فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله. قال : [لا] والذي بعث محمداً بالحق ما رأيته ولا أتاني. فلما أن دخل الحارث على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ قال : لا والذي بعثك [بالحق] ما رأيت رسولك ولا أتاني ، ولا أقبلت إلا حين احتبس عليّ رسولُك خشية أن تكون سخطة من الله ورسوله. قال : فنزلت في الحجرات :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) إلى قوله تعالى :( فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .

[٣٩٣]

قوله تعالى :( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) الآية. [٩].

٧٦١ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر النحوي ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان المقري ، قال أخبرنا أحمد بن علي الموصلي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن [أبي] إسرائيل ، قال : أخبرنا معتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث عن أنس ، قال :

قلت يا نبي الله ، لو أتيت عبد الله بن أبيّ. فانطلق إليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فركب حماراً وانطلق المسلمون يمشون ، وهي أرض سَبِخَةَ ، فلما أتاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إليك عني ، فو الله لقد آذاني نَتْنُ حمارك! فقال رجل من الأنصار : [والله] لَحِمارُ

__________________

[٧٦١] أخرجه البخاري في الصلح (٢٦٩١).

وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (١١٧ / ١٧٩٩) ص ١٤٢٤.

وأخرجه ابن جرير (٢٦ / ٨١) والبيهقي في السنن (٨ / ١٧٢).

وزاد نسبته في الدر (٦ / ٩٠) لابن مردويه.

٤٠٨

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أطيب ريحاً منك. فغضب لعبد الله رجل من قومه ، وغضب لكل واحد منهما أصحابه ، فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال ، فبلغنا أنه أنزلت فيهم :( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما ) . رواه البخاري عن مُسدَّدَ ، ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى ، كلاهما عن المعتمر.

[٣٩٤]

قولهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ) الآية. [١١].

٧٦٢ ـ نزلت في ثابت بن قيس بن شماس ، وذلك أنه كان في أذنيه وقر ، فكان إذا أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أوسعوا له حتى يجلس إلى جنبه فيسمع ما يقول ، فجاء يوماً وقد أخذ الناس مجالسهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول : تفسحوا تفسحوا ، فقال له رجل : قد أصبت مجلساً فاجلس ، فجلس ثابت مغضباً ، فغمز الرجل فقال : من هذا؟ فقال : أنا فلان ، فقال ثابت : ابن فلانة؟ وذكر أمَّاً كانت له يعيَّر بها في الجاهلية ، فنكس الرجل رأسه استحياء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٣٩٥]

قوله تعالى :( وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ ) . [١١].

٧٦٣ ـ نزلت في امرأتين من أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سَخِرَتَا من أمّ سَلَمَة وذلك أنها ربطت حِقْوَيْهَا ـ بِسَبَنِيَّة ـ وهي ثوب أبيض ـ وسدلت طرفها خلفها فكانت تجره ، فقالت عائشة لحفصة : انظري [إلى] ما تجر خلفها كأنه لسان كلب! فهذا كان سخريتها.

٧٦٣ م ـ وقال أنس : نزلت في نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عيرن أمّ سَلَمَةَ بالقصر.

٧٦٤ ـ وقال عكرمة عن ابن عباس : إن صفية بنت حُيَيّ بن أخْطَب أتت

__________________

[٧٦٢] بدون إسناد.

[٧٦٣] بدون إسناد.

[٧٦٤] بدون إسناد.

٤٠٩

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : [يا رسول الله] إن النساء يعيرنني ويقلن : يا يهودية بنت يهوديين ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هَلا قلتِ : إن أبي هارون ، وإن عمي موسى ، وإن زوجي محمد. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٣٩٦]

قوله تعالى :( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ) الآية. [١١].

٧٦٤ م ـ [أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المهرجاني] قال : أخبرنا أبو عبد الله بن بطة قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال : حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم المَرْوزِيّ قال : حدَّثنا حفْص بن غِيَاث ، عن داود بن [أبي] هند ، عن الشعبي ، عن أبي جبيرة بن الضحاك ، عن أبيه وعمومته ، قالوا :

قدم علينا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعل الرجل يدعو الرجل ينبزه ، فيقال يا رسول الله ، إنه يكرهه. فنزلت :( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ) .

[٣٩٧]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ) الآية. [١٣].

٧٦٥ ـ قال ابن عباس : نزلت في ثابت بن قيس وقولِهِ في الرجل الذي لم يفسح له : ابن فلانة ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من الذَّاكِرُ فلانة؟ فقام ثابت فقال : أنا

__________________

[٧٦٤١] م أخرجه أبو داود في الأدب (٤٩٦٢) والترمذي في التفسير (٣٢٦٨) وقال : حسن صحيح ، وأخرجه النسائي في التفسير (٥٣٦).

وابن ماجة في الأدب (٣٧٤١) وأحمد في مسنده (٤ / ٢٦٠) والحاكم في المستدرك (٢ / ٤٦٣) و (٤ / ٢٨١) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٢٦ / ٨٤) والطبراني في الكبير (٢٢ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٩١) للبخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد وأبي يعلى وابن حبان وابن المنذر والبغوي في معجمه والشيرازي في الألقاب وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان أ. ه.

قلت : ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١١١) وقال : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ، وفاته عزو الحديث للطبراني.

[٧٦٥] بدون إسناد.

٤١٠

يا رسول الله ، فقال : انظر في وجوه القوم ، فنظر فقال : ما رأيت يا ثابت؟ فقال : رأيت أبيض وأحمر وأسود ، قال : فإنك لا تَفْضُلُهم إلا في الدين والتقوى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٦٥ م ـ وقال مقاتل : لما كان يوم فتح مكة ، أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بلالاً حتى أذّن على ظهر الكعبة ، فقال عَتَّاب بن أَسِيد بن أبي العِيس : الحمد لله الذي قَبَض أبي حتى لم ير هذا اليوم. وقال الحارث بن هشام : أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذناً! وقال سُهَيل بن عَمْرو : إن يرد الله شيئاً يغيره. وقال أبو سفيان : إني لا أقول شيئاً أخاف أن يخبر به رب السماء. فأتى جبريلعليه‌السلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخبره بما قالوا ، فدعاهم وسألهم عما قالوا : فأقروا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وزجرهم عن التفاخر بالأنساب ، والتَّكَاثُر بالأموال والإزْرَاءِ بالفقراء.

٧٦٦ ـ أخبرنا أبو حسان المُزَكِّي ، قال : أخبرنا هارون بن محمد الأسْتَرآباذي ، قال : حدَّثنا أبو محمد إسحاق بن محمد الخُزَاعي ، قال : حدَّثنا أبو الوليد الأزْرَقي قال : حدثني جدي ، قال : أخبرنا عبد الجبار بن الورد المكي ، قال : أخبرنا ابن أبي مُلَيْكَة ، قال :

لما كان يوم الفتح رقي بلال [على] ظهر الكعبة [فأذن] فقال بعض الناس : يا عباد الله ، أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة؟ فقال بعضهم : إِن يَسْخَطِ الله هذا يُغَيِّره ، فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ) .

٧٦٦ م ـ وقال يزيد بن شَجَرَة : مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة ، وإذا غلام أسود قائم ينادى عليه : بياع فيمن يزيد ، وكان الغلام يقول : من اشتراني فعلى شَرْط ، قيل : ما هو؟ قال : لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاشتراه رجل على هذا الشرط ، وكان يراه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عند كل صلاة مكتوبة ، ففقده ذات يوم فقال لصاحبه : أين الغلام؟ فقال : محموم يا رسول

__________________

[٧٦٥] مرسل.

[٧٦٦] مرسل ، عزاه في الدر (٦ / ٩٧) لابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

[٧٦٦١] م بدون إسناد.

٤١١

الله ، فقال لأصحابه : قوموا بنا نعوده ، فقاموا معه فعادوه ، فلما كان بعد أيام قال لصاحبه : ما حال الغلام؟ فقال : يا رسول الله إن الغلام لِمَا بِهِ ، فقام ودخل عليه وهو في بُرَحَائه فقبض على تلك الحال ، فتولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم غسله وتكفينه ودفنه ، فدخل على أصحابه من ذلك أمر عظيم ، فقال المهاجرون : هجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم ير أحد منا في حياته ومرضه وموته ما لقي هذا الغلام. وقالت الأنصار : آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا فآثر علينا عبداً حبشياً. فأنزل الله تبارك وتعالى :( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ) يعني أنكم بنو أب واحد وامرأة واحدة. وأراهم فضل التقوى بقوله تعالى :( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .

[٣٩٨]

قوله تعالى :( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا ) الآية. [١٤].

٧٦٧ ـ نزلت في أعراب من بني أسد بن خُزَيمة ، قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة في سنة جدبة ، فأظهروا الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السر ، وأفسدوا طرق المدينة بالعَذَرَات وأغْلَوْا أسعارها ، وكانوا يقولون لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، فأعطنا من الصدقة. وجعلوا يمنون عليه ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

__________________

[٧٦٧] ذكره المصنف بدون إسناد ، ووجدت إسناده في تفسير ابن كثير عند تفسير هذه الآية ونقله من الحافظ أبي بكر البزار ، وهو من حديث ابن عباس.

٤١٢

سورة ق

[٣٩٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قولهعزوجل :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ ) . [٣٨].

٧٦٨ ـ قال الحسن وقتادة : قالت اليهود : إن الله خلق الخلق في ستة أيام ، واستراح يوم السابع وهو يوم السبت. [وهم] يسمونه يوم الراحة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٦٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد التميمي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ ، قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا هنّاد بن السَّرِي ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن عَيَّاش ، عن أبي سعد البقال ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :

أن اليهود أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسألت عن خلق السموات والأرض فقال : خلق

__________________

[٧٦٨] مرسل.

[٧٦٩] إسناده ضعيف ، أبو سعد البقال اسمه سعيد بن المرزبان ، قال ابن معين : ليس بشيء لا يكتب حديثه ، وقال : عمرو بن علي : ضعيف الحديث [تهذيب التهذيب ٤ / ٧١] و [المجروحين لابن حبان ١ / ٣١٣]

٤١٣

الله الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء [وما فيهن من المنافع] وخلق يوم الأربعاء [والشجر والماء] و [خلق يوم] الخميس [السماء] وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر. قالت اليهود : ثم ما ذا يا محمد؟ قال : ثم استوى على العرش. قالوا : قد أصبت لو تممت ثم استراح. فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم غضباً شديداً. فنزلت :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ* فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) .

٤١٤

سورة النجم

[٤٠٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قولهعزوجل :( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ) الآية. [٣٢].

٧٧٠ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا أحمد بن سعد ، قال : حدَّثنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن لَهيعَة ، عن الحارث بن يزيد ، عن ثابت بن الحارث الأنصاري ، قال :

كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير : هو صدِّيق. فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : كذبت يهود ، ما من نسمة يخلقها الله تعالى في بطن أمه إلا أنه شقي أو سعيد ، وأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية :( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ ) إلى آخرها.

__________________

[٧٧٠] إسناده ضعيف : ابن لهيعة ضعيف : قال ابن حبان : كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه أ.

ه. قلت لو لا هذا التدليس لكان هذا الإسناد صحيح لأن الراوي عن ابن لهيعة عبد الله بن وهب وهو ممن تقبل راويته عن ابن لهيعة لأنه روى عنه قبل احتراق كتبه ، ولكن لما كان ابن لهيعة مدلساً قبل احتراق كتبه وقد عنعنه فالإسناد هنا ضعيف بسبب التدليس والله أعلم.

وعزاه في الدر (٦ / ١٢٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي نعيم في المعرفة وابن مردويه.

وهو عند الطبراني الكبير (٢ / ٨١)

٤١٥

[٤٠١]

قوله تعالى :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى ) الآيات. [٣٣ ـ ٣٤].

٧٧١ ـ قال ابن عباس والسدي والكلبي والمُسَيَّب بن شَرِيك : نزلت في عثمان بن عفان ، كان يتصدق وينفق في الخير ، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سَرْح : ما هذا الذي تصنع؟ يُوشِك أن لا يبقى لك شيء. فقال عثمان : إن لي ذنوباً وخطايا ، وإني أَطلب بما أصنع رضا الله سبحانه وتعالى [عليّ] وأرجو عفوه. فقال له عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها ، فأعطاه وأشهد عليه ، وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة ، فأنزل الله تبارك وتعالى :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى ) فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله.

٧٧٢ ـ وقال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن المُغِيرة ، وكان قد اتبع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على دينه ، فعَيَّرَه بعضُ المشركين وقال [له] : لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار؟ قال : إني خشيت عذاب الله. فضمن له ـ إن هو أعطاه شيئاً من ماله ورجع إلى شركه ـ أن يتحمل عنه عذاب الله سبحانه وتعالى ، فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤٠٢]

قوله تعالى :( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ) . [٤٣].

٧٧٣ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا أبو عبد الله [الحسين بن محمد الثقفي ، حدَّثنا عبد الله بن] الفضل ، قال : حدَّثنا محمد بن

__________________

[٧٧١] بدون إسناد.

[٧٧٢] مرسل.

[٧٧٣] عزاه في الدر (٦ / ١٣٠) لابن مردويه.

٤١٦

أبي بكر المقدمي ، قال : حدَّثنا دَلَال بنت أبي المدل ، قالت : حدَّثتنا الصَّهْباء ، عن عائشة قالت :

مرَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوم يضحكون فقال : لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ، فنزل عليه جبريلعليه‌السلام فقال : إن الله تعالى يقول :( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ) فرجع إليهم فقال : ما خطوت أربعين خطوة حتى تلقاني جبريلعليه‌السلام فقال : ائت هؤلاء وقل لهم : إن اللهعزوجل يقول :( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ) .

٤١٧

سورة القمر

[٤٠٣]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قولهعزوجل :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) [١].

٧٧٤ ـ أخبرنا أبو حكيم : عَقِيل بن محمد الجُرْجَاني إجازة بلفظه ، أن أبا الفرج القاضي أخبرهم ، قال : أخبرنا محمد بن جرير ، قال : حدَّثنا الحسين بن أبي يحيى المقدسي ، قال : حدَّثنا يحيى بن حماد ، قال : حدَّثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبي الضُّحَى ، عن مَسْروق ، عن عبد الله ، قال :

انشق القمر على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت قريش : هذا سحر بن أبي كَبْشَةَ سَحَرَكُم ، فاسألوا السُّفَّار ، فسألوهم فقالوا : نعم قد رأَينا ، فأنزل الله عز

__________________

[٧٧٤] أخرجه ابن جرير (٢٧ / ٥٠) من طريق مسروق به.

ومن طريق أبي معمر عن ابن مسعود أخرجه البخاري في المناقب (٣٦٣٦ ، ٣٨٦٩ ، ٣٨٧١) وأخرجه في التفسير (٤٨٦٤ ، ٤٨٦٥).

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين (٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥ ، / ٢٨٠٠) ص ٢١٥٨.

والترمذي في التفسير (٣٢٨٥ ، ٣٢٨٧).

والنسائي في التفسير (٥٧٢ ، ٥٧٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٣٣) لابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل.

٤١٨

وجل :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ* وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) .

[٤٠٤]

قوله تعالى :( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) إلى( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) . [٤٧ : ٤٩].

٧٧٥ ـ حدَّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج إملاء ، قال : حدَّثنا.

أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى الكَعْبِي ، قال : حدَّثنا حمدان بن صالح الأشَجّ ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد ، قال : حدَّثنا سفيان الثوري ، عن زياد بن إسماعيل المخزومي ، عن محمد بن عباد بن جعفر ، عن أبي هريرة ، قال :

جاءت قريش يختصمون في القدر ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ* يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ* إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) .

رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن سفيان.

٧٧٦ ـ قال الشيخ : أشهد بالله لقد أخبرنا أبو الحارث محمد بن عبد الرحيم الحافظ بِجُرْجَان ، قال : أشهد بالله لقد أخبرنا أبو نُعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم البزاز قال : أشهد بالله لقد سمعت علي بن جندل يقول : أشهد بالله لسمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي بخراسان يقول : أشهد بالله لسمعت عبد الله بن

__________________

[٧٧٥] أخرجه مسلم في القدر (١٩ / ٢٦٥٦) ص ٢٠٤٦ ، وأخرجه الترمذي في القدر (٢١٥٧) وفي التفسير (٣٢٩٠) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجة في المقدمة (٨٣).

وزاد نسبته في الدر (٦ / ١٣٧) لأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه.

[٧٧٦] إسناده ضعيف جداً : عفير بن معدان : قال ابن حجر في التقريب ضعيف [تقريب ٢ / ٥٢] و (المجروحين لابن حبان ٢ / ١٩٨).

وعزاه في الدر (٦ / ١٣٧) لابن عدي وابن مردويه والديلمي وابن عساكر بسند ضعيف.

٤١٩

الصَّقْر الحافظ يقول : أشهد بالله لسمعت عفير بن معدان يقول : أشهد بالله لسمعت سليم بن عامر يقول : أشهد بالله لسمعت أبا أمامة الباهلي يقول :

أشهد بالله لسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن هذه الآية نزلت في القدرية :( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ* يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) الآيات.

٧٧٧ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الأصفهاني ، قال : حدَّثنا جرير بن هارون ، قال : حدَّثنا علي بن الطَّنَافِسِي ، قال : حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدَّثنا بحر السقاء ، عن شيخ من قريش ، عن عطاء ، قال :

جاء أسقف نَجْران إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا محمد ، تزعم أن المعاصي بقدَر ، والبحار بقدر ، والسماء بقدر ، وهذه الأمور تجري بقدر ، فأما المعاصي فلا. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنتم خصماء الله ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) إلى قوله :( خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) .

٧٧٨ ـ أخبرنا أبو بكر ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال : حدَّثنا عمرو بن عبد الله بن الحسن ، قال : حدَّثنا أحمد بن الخليل ، قال : حدَّثنا عبد الله بن رجاء الأزْدي ، قال : حدَّثنا عمرو بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء ، قال : حدَّثنا خالد بن سلمة القرشي ، قال : حدَّثنا سعيد بن عمرو بن جعدة المخزومي ، عن ابن أبي زُرارة الأنصاري ، عن أبيه :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ هذه الآية :( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) قال : نزلت هذه الآية في أناس من آخر هذه الأمة يكذبون بقدر الله تعالى.

__________________

[٧٧٧] إسناده ضعيف : بحر السقاء : قال الحافظ في التقريب ضعيف [تقريب ١ / ٩٣] و [المجروحين لابن حبان ١ / ١٩٢].

[٧٧٨] أخرجه الطبراني في الكبير (٥ / ٢٧٦) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١١٧) وقال : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.

وذكر هذا الحديث الحافظ في الإصابة (١ / ٥٤٨) ترجمة زرارة الأنصاري.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591