أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن13%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428364 / تحميل: 6397
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

مكة بما ينزل فيهم من القرآن ، فكتب الآية التي نزلت :( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) فلما قرأها المسلمون قال حبيب بن ضَمْرَة اللَّيْثي لبنيه ، وكان شيخاً كبيراً : احملوني فإني لست من المستضعفين ، وإني لا أهتدي إلى الطريق. فحمله بنوه على سرير متوجهاً إلى المدينة ، فلما بلغ «التَّنْعِيمَ» أشْرَفَ على الموت فصفّق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك يد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . ومات حميداً. فبلغ خبره أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : لو وَافَى المدينة ، لكان أتم أجراً. فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.

٣٥٨ ـ أخبرنا أبو حسان المُزَنيُّ ، قال : أخبرنا هارون بن محمد بن هارون ، قال : أخبرنا إسحاق بن محمد الخُزَاعي ، قال : حدَّثنا أبو الوليد الأَزْرَقِي ، قال : حدَّثنا جدّي ، قال : حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَة ، عن عَمْرِو بن دِينار ، عن عِكْرَمَة ، قال :

كان بمكة ناس قد دخلهم الإسلام ولم يستطيعوا الهجرة ، فلما كان يوم بدر وخُرِجَ بهم كَرْهاً قتلوا ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) إلى قوله تعالى :( عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) إلى آخر الآية. قال فكتب بذلك من كان بالمدينة إلى من بمكة ممن أسلم ، فقال رجل من بني بكر وكان مريضاً : / أخرجوني إلى «الرَّوْحَاء». فخرجوا به فخرج يريد المدينة ، فلما بلغ «الحَصْحَاص» مات ، فأنزل الله تعالى :( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ) .

[١٦٦]

قوله تعالى :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) [١٠٢].

٣٥٩ ـ أخبرنا الأستاذ أبو عثمان الزَّعْفَرَاني المقري سنة خمس وعشرين ،

__________________

[٣٥٨] مرسل ، عزاه في الدر (٢ / ٢٠٨) لابن جرير وسنيد ، وانظر البخاري (٤٥٩٦) ، وانظر السابق.

[٣٥٩] أخرجه أبو داود في الصلاة (١٢٣٦) والنسائي في الصلاة (٣ / ١٧٦) وأحمد في مسنده (٤ / ٥٩) والحاكم (١ / ٣٣٧) وصححه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن (٣ / ٢٥٦) وأخرجه ابن جرير (٥ / ١٥٦ ، ١٦٤) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢١١) لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني والطبراني وعبد بن حميد.

١٨١

قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السدي ، سنة ثلاث وستين ، قال : أخبرنا أبو سعيد الفضل بن محمد الجزري بمكة في المسجد الحرام ، سنة أربع وثلاثمائة ، قال : أخبرنا علي بن زياد اللَّحجيّ ، قال : حدَّثنا أبو قُرَّة موسى بن طارق ، قال : ذكر سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : أخبرنا أبو عَيّاش الزُّرَقي ، قال :

صلينا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الظهر ، فقال المشركون : / قد كانوا على حال لو كنا أصبنا منهم غرة ، قالوا : تأتي عليهم صلاة هي أحبُّ إليهم من آبائهم. قال : وهي العصر. قال : فنزل جبريلعليه‌السلام بهؤلاء الآيات بين الأولى والعصر :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) وهم بِعُسْفَان ، وعلى المشركين خالد بن الوليد ، وهم بيننا وبين القبلة. وذكر صلاة الخوف.

٣٦٠ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد الضَّبِّي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، عن النَّضْر [أبي عمر] ، عن عِكْرَمَة ، عن ابن عباس ، قال :

خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلقي المشركين بِعُسْفان ، فلما صلى رسول اللهعليه‌السلام الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه ، قال بعضهم لبعض : كان هذا فرصة لكم ، لو أغرتم عليهم ما علموا بكم حتى تُوَاقِعُوهُم. فقال قائل منهم : فإنّ لهم صلاة أخرى هي أحبّ إليهم من أهليهم وأموالهم ، فاستعدوا حتى تغيروا عليهم فيها. فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) إلى آخر الآية ، وأَعْلَمَ ما ائتمر به المشركون ، وذكر صلاة الخوف.

[١٦٧]

قوله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ) ...

__________________

[٣٦٠] إسناده ضعيف : النضر هو النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز قال الحافظ في التقريب : متروك تقريب [٢ / ٣٠٢].

١٨٢

الآية ، إلى قوله تعالى :( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً ) [١٠٥ : ١١٦].

٣٦١ ـ أنزلت كلها في قصة واحدة ، وذلك أن رجلاً من الأنصار يقال له : طعمة بن أُبَيْرق ، أحد بني ظفر بن الحارث ، سرق درعاً من جار له يقال له : قتادة بن النعمان ، وكانت الدرع في جراب فيه دقيق ، فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب ، حتى انتهى إلى الدار وفيها أثر الدقيق. ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له : زيد بن السمين ، فالتمست الدرع عند طُعْمَة فلم توجد عنده ، وحلف لهم والله ما أخذها وما له به من علم. فقال أصحاب الدرع : بلى والله قد أَدْلَجَ علينا فأخذها ، وطلبنا أثره حتى دخل داره ، فرأينا أثر الدقيق. فلما أن حلف تركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهوا إلى منزل اليهودي ، فأخذوه فقال : دفعها إِليَّ طُعْمَةُ بن أُبَيْرِق ، وشهد له أناس من اليهود على ذلك ، فقالت بنو ظفر. وهم قوم طعمة ـ : انطلقوا بنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكلموه في ذلك وسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا : إن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبريء اليهودي ، فهمَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يفعل ـ وكان هواه معهم ـ وأن يعاقب اليهودي ، حتى أنزل الله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ ) الآية كلها. وهذا قول جماعة من المفسرين).

[١٦٨]

قوله تعالى :( لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ ) . [١٢٣]

٣٦٢ ـ أخبرنا أبو بكر التميمي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى قال : حدَّثنا سهل ، قال : حدَّثنا علي بن مسهر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، قال :

__________________

[٣٦١] بدون إسناد.

وأخرج الترمذي في التفسير (٣٠٣٦) في حديث طويل ما يؤيد ذلك وقال : هذا حديث غريب.

وأخرج الحاكم مثله (٤ / ٣٨٥) وصححه وأقره الذهبي.

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢١٥) وفي لباب النقول (ص ٩٢)

[٣٦٢] مرسل.

١٨٣

جلس أهل الكتاب ـ أهل التوراة وأهل الإنجيل ـ وأهل الأديان ، كل صنف يقول لصاحبه : نحن خير منكم. فنزلت هذه الآية.

٣٦٢١ م ـ وقال مَسْرُوق وقَتادَة : احتج المسلمون وأهل الكتاب ، فقال أهل الكتاب : نحن أهدى منكم : نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، ونحن أولى بالله منكم. وقال المسلمون : نحن أهدى منكم ، وأولى بالله : نبينا خاتم الأنبياء وكتابنا يقضي على الكتب التي قبله. فأنزل الله تعالى هذه الآية. ثم أفْلَجَ الله حجةَ المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان ، بقوله تعالى :( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) ، وبقوله تعالى :( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ) الآيتين.

[١٦٩]

قوله تعالى :( وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) [١٢٥].

اختلفوا في سبب اتخاذ الله إبراهيم خليلاً :

٣٦٣ ـ فأخبرنا أبو سعيد النَّضْرَوِبيّ قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين السّرّاج ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحضْرَمِيّ ، قال : حدَّثنا موسى بن إبراهيم المَرْوَزِيّ ، قال : حدَّثنا ابن لَهيعَة عن أبي قَبِيل ، عن عبد الله ، عن عمر ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا جبريلُ لم اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟ قال : لإطعامه الطعامَ ، يا محمدُ].

٣٦٤ ـ وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبْزَى :

__________________

[٣٦٢١] م مرسل.

[٣٦٣] أبو قبيل اسمه حُيي بن هانئ : ذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان يخطئ وذكره الساجي في الضعفاء له وحكى عن ابن معين أنه ضعفه تهذيب التهذيب [٣ / ٦٤].

وله ترجمة في التاريخ الصغير (٢ / ١١) وقال الحافظ في التقريب [١ / ٢٠٩] : صدوق يهم.

والحديث عزاه في الدر (٢ / ٢٣٠) للبيهقي في الشعب.

[٣٦٤] بدون إسناد.

١٨٤

دخل إبراهيم منزله فجأة ، فرأى ملك الموت في صورة شاب لا يعرفه ، قال له إبراهيم : بإذن من دخلت؟ فقال : بإذن رب المنزل. فعرفه إبراهيمعليه‌السلام ، فقال له ملك الموت : إن ربك اتخذ من عباده خليلاً ، قال إبراهيم : ومَن ذلك؟ قال : وما تصنع به؟ قال : أكون خادماً له حتى أموت ، قال : فإنه أنت.

٣٦٥ ـ وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : أصاب الناس سنة جهدوا فيها فحشروا إلى باب إبراهيمعليه‌السلام يطلبون الطعام ، وكانت الميرة لهم كل سنة من صديق له بمصر ، فبعث غلمانه بالإبل إلى خليله بمصر يسأله الميرة ، فقال خليله : لو كان إبراهيم إنما يريده لنفسه احتملنا ذلك له ، وقد دخل علينا ما دَخَلَ على الناس من الشدة. فرجع رُسُلُ إبراهيم فمروا ببطْحَاء فقالوا : لو احتملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنّا قد جئنا بميرة ، إنا لنستحيي أن نمر بهم وإبلنا فارغة. فملئوا تلك الغَرائرَ رملاً. ثم إنهم أتوا إِبراهيمعليه‌السلام وسَارَة نائمة ، فأعلموه ذلك ، فاهتم إبراهيمعليه‌السلام بمكان الناس ، فغلبته عيناه فنام ، واستيقظت سارة فقامت إلى تلك الغرائر ففتقتها فإذا هو [دقيق] أجود حُوَّارَى يكون ، فأمرت الخبازين فخبزوا وأطعموا الناس واستيقظ إبراهيمعليه‌السلام فوجد ريح الطعام ، فقال : يا سَارَةُ ، من أين هذا الطعام؟ قالت : من عند خليلك المصري ، فقال : بل من عند الله خليلي ، لا من عند خليلي المصري. فيومئذ اتخذ الله إبراهيم خليلاً.

٣٦٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكّي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد الجُوزي قال : حدَّثنا إبراهيم بن شريك ، قال : أخبرنا أحمد بن يونس قال : حدَّثنا أبو بكر بن عَيَّاش ، عن أبي المُهلَّب الكِنَانِي عن عُبَيْد الله بن زَمْر ، عن علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أُمَامَة ، قال :

__________________

[٣٦٥] إسناد ضعيف لضعف الكلبي ، انظر ترجمة الكلبي في رقم (١٠)

[٣٦٦] إسناده ضعيف جداً : أبو المهلب اسمه مُطَّرِح بن يزيد ضعيف [تقريب ٢ / ٢٥٣] وعبيد الله بن زحر : ضعيف [مجروحين ٢ / ٦٢] وعلي بن يزيد الألهاني : ضعيف [مجروحين ٢ / ١١٠].

والحديث أخرجه الطبراني [ج ٨ ص ٢٣٧ رقم ٧٨١٦] ـ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٤٥ وقال : رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.

١٨٥

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ، وإنه لم يكن نبيّ إلا له خليل ، ألا وإن خليلي أبو بكر».

٣٦٧ ـ وأخبرني الشريف أبو إسماعيل بن الحسن النقيب ، قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن حماد ، قال : أخبرنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل التّرْمِذي ، قال : أخبرنا سعيد بن أبي مَرْيم ، قال : حدَّثنا مسلمة(١) ، قال : حدثني زيد بن وَاقِد ، عن القاسم بن مُخَيْمَرَة عن أبي هريرة ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتخذ الله إبراهيم خليلاً ، وموسى نجيّاً ، واتخذني حبيباً. ثم قال : وعزتي [وجلالي] لأوثِرَنّ حبيبي على خليلي ونَجِيِّي».

[١٧٠]

قوله تعالى :( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ ) الآية. [١٢٧].

٣٦٨ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدَّثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت :

__________________

[٣٦٧] إسناده ضعيف جداً : مسلمة بن علي الخشني : ذكره ابن حبان في المجروحين [٣ / ٣٣] وقال الحافظ في التقريب : متروك [تقريب ٢ / ٢٤٩] وعزاه في الدر (٢ / ٢٣١) للحكيم في نوادر الأصول والبيهقي في الشعب وضعفه وابن عساكر والديلمي.

وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.

[١] في الأصل : سلمة والصواب مسلمة ، كما ورد في كتب الرجال.

[٣٦٨] أخرجه البخاري في النكاح (٥٠٦٤) مختصراً.

ومسلم في التفسير (٦ / ٣٠١٨) ص ٢٣١٣.

وأبو داود في النكاح (٢٠٦٨).

وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٩٤.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٥ / ١٩٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٣٢) لابن أبي حاتم.

١٨٦

ثم إن الناس استفتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [بعد هذه الآية فيهن] فأنزل الله تعالى هذه الآية :( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ ) الآية ، قالت : والذي يتلى عليهم في الكتاب الآية الأولى التي قال فيها :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى ) قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : وقال الله تعالى في الآية الأخرى :( وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ ) رغبةَ أحدكم عن يتيمته التي تكون في حِجْرِه حين تكون قليلة المال والجمال ، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقِسْط من أجل رغبتهم عنهن.

رواه مسلم عن حَرْمَلَة ، عن ابن وَهْب.

[١٧١]

قوله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ ) الآية. [١٢٨].

٣٦٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى قال : حدَّثنا سهل ، قال : حدَّثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام ، عن عروة ، عن عائشة في قول الله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً ) إلى آخر الآية : نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلا يَسْتَكْثِرُ منها ويريد فراقها ، ولعلها أن تكون لها صحبة ، ويكون لها ولد ، فيكره فراقها ، وتقول له : لا تطلقني وأمسكني وأنت في حل من شأني. فأنزلت هذه الآية.

رواه البخاري عن محمد بن مقاتل ، عن ابن المبارك.

ورواه مسلم عن أبي كُريْب ، عن أبي أسامة ، كلاهما عن هشام.

__________________

[٣٦٩] أخرجه البخاري في المظالم (٢٤٥٠) وأخرجه في الصلح (٢٦٩٤) وفي التفسير (٤٦٠١) وفي النكاح (٥٢٠٦) من طرق عن هشام بن عروة به وأخرجه مسلم في كتاب التفسير (١٤ / ٣٠٢١) ص ٢٣١٦ من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن هشام به.

وأخرجه ابن جرير (٥ / ١٩٧) وأخرجه البيهقي في السنن (٧ / ٢٩٦) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٢٣٢) لابن أبي شيبة وابن المنذر.

١٨٧

٣٧٠ ـ أخبرنا أبو بكر الحيري ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا الربيع ، قال : أخبرنا الشافعي ، قال أخبرنا ابن عُيَيْنَة ، عن الزُّهْرِي ، عن ابن المُسيِّب :

أن بنت محمد بن مَسْلَمَة كانت عند رَافِع بن خَديج فكره منها أمراً إما كبراً وإما غيره ، فأراد طلاقها ، فقالت : لا تطلقني وأمسكني واقسم لي ما بدا لك. فأنزل الله تعالى :( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً ) .

[١٧٢]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ) الآية. [١٣٥].

٣٧١ ـ رَوَى أسباط عن السُّدِّي قال : نزلت في النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اختصم إليه غني وفقير ، وكان ضِلَعُهُ مع الفقير ، رأى أن الفقير لا يظلم الغني ، فأبى الله تعالى ، إلا أن يقوم بالقسط في الغنيّ والفقير ، فقال :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ) حتى بلغ( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما ) .

[١٧٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ) الآية. [١٣٦]

٣٧٢ ـ قال الكلبي : نزلت في عبد الله بن سَلّام ، وأسد وأُسَيْد ابني كعب ، وثَعْلَبة بن قيس وجماعة من مُؤْمِني أهل الكتاب ، قالوا : يا رسول الله ، إنا نؤمن بك وبكتابك ، وبموسى والتوراة وعُزَيْر ، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل : فأنزل الله تعالى هذه الآية.)

__________________

[٣٧٠] مرسل ، وقد أخرجه البيهقي في السنن (٧ / ٢٩٦) وعزاه في الدر (٢ / ٢٣٢) للشافعي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبيهقي. وذكره في لباب النقول ص ٩٥ ـ.

وله شاهد موصول عن رافع بن خديج أخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٨) وصححه ووافقه الذهبي.

[٣٧١] بدون إسناد.

[٣٧٢] الكلبي ضعيف.

١٨٨

[١٧٤]

قوله تعالى :( لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ) الآية. [١٤٨].

٣٧٣ ـ قال مجاهد : إن ضيفاً تضيّف قوماً فأساءوا قراه فاشتكاهم ، فنزلت هذه الآية رخصة في أن يشكو.

[١٧٥]

قوله تعالى :( يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً ) الآية. [١٥٣].

٣٧٤ ـ نزلت في اليهود ، قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن كنت نبياً فائتنا بكتاب جملة من السماء ، كما أتى به موسى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٧٦]

قوله تعالى :( لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ ) الآية. [١٦٦].

٣٧٥ ـ قال الكلبي : إن رؤساء أهل مكة أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : سألنا عنك اليهود فزعموا أنهم لا يعرفونك ، فائتنا بمن يشهد لك أن الله بعثك إلينا رسولاً. فنزلت هذه الآية :( لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ ) .

[١٧٧]

قوله تعالى :( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) الآية. [١٧١].

٣٧٦ ـ نزلت في طوائف من النصارى حين قالوا : عيسى ابن الله ، فأنزل الله تعالى :( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ) الآية.

__________________

[٣٧٣] مرسل ـ وعزاه في الدر (٢ / ٢٣٧) لابن جرير وابن المنذر وعبد الرزاق عن مجاهد.

وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٩٦) لهناد بن السري في كتاب الزهد.

[٣٧٤] بدون إسناد.

[٣٧٥] بدون إسناد.

[٣٧٦] بدون إسناد.

١٨٩

[١٧٨]

قوله تعالى :( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ ) الآية. [١٧٢].

٣٧٧ ـ قال الكلبي : إِن وفد نَجْران قالوا : يا محمد تعيب صاحبنا! قال : ومن صاحبكم؟ قالوا : عيسى ، قال : وأي شيء أقول فيه؟ قالوا : تقول : إنه عبد الله ورسوله ، فقال لهم : إنه ليس بعار لعيسى أن يكون عبداً لله ، قالوا : فنزلت :( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ) الآية.

[١٧٩]

قوله تعالى :( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) الآية. [١٧٦].

٣٧٨ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، قال : حدَّثنا زاهر بن أحمد ، قال : حدَّثنا الحسين بن محمد بن مَصْعَب ، قال : حدَّثنا يحيى بن حَكيم ، قال : حدَّثنا ابن أبي عَدِيّ عن هِشَام بن [أبي] عبد الله ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال :

اشتكيت فدخل عليَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعندي سبع أخوات ، فنفخ في وجهي فأفقت ، فقلت : يا رسول الله ، أوصي لأخواتي بالثلثين قال : احبس فقلت : الشطر؟ قال : احبس. ثم خرج فتركني قال : ثم دخل عليّ وقال لي : يا جابر إني لا أراك تموت في وجعك هذا ، إن الله قد أنزل فبين الذي لأخواتك [جعل لأخواتك] الثلثين.

وكان جابر يقول : نزلت هذه الآية فيّ :( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) .)

__________________

[٣٧٧] بدون إسناد.

[٣٧٨] أخرجه أبو داود في كتاب الفرائض (٢٨٨٧).

وعزاه المزي في تحفة الأشراف (٢٩٧٧) لأبي داود والنسائي في الكبرى في كتاب الفرائض وفي كتاب الطب.

وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ٢٣١) وقد سبق برقم (٢٩٧)

١٩٠

سورة المائدة

[١٨٠]

قوله تعالى :( لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ ) الآية. [٢].

٣٧٩ ـ قال ابن عباس : نزلت في الحُطَم ـ واسمه شريح بن ضُبَيْعَة الكِندي ـ أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من اليمامة إلى المدينة ، فخلَّف خيلَه خارج المدينة ، ودخل وحده على النبيعليه‌السلام ، فقال : إِلَامَ تدعو الناس؟ قال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة. فقال : حسن ، إلا أن لي أمراء لا أقطع أمراً دونهم ، ولعلي أسلم وآتي بهم. وقد كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال لأصحابه : يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان. ثم خرج من عنده ، فلما خرج قال رسول اللهعليه‌السلام : «لقد دخل بوجه كافر ، وخرج بِعَقَبِي غادر ، وما الرجل بمسلم». فمر بِسَرْحِ المدينة فاستقاه ، فطلبوه فعجزوا عنه ، فلما خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عام القَضِيَّةِ ، سمع تلبية حُجَّاج اليمامة فقال لأصحابه : هذا الحُطَم وأصحابه. وكان قد قلَّد ما نهب من سرح المدينة وأهداه إلى الكعبة. فلما توجهوا في طلبه ، أنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ ) يريد ما أُشْعِرَ لله ، وإِن كانوا على غير دين الإسلام.)

__________________

[٣٧٩] بدون إسناد.

١٩١

٣٨٠ ـ وقال زيد بن أسْلَم : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه بالحُدَيْبِيَةِ حين صدّهم المشركون عن البيت ، وقد اشتد ذلك عليهم ، فمر بهم ناس من المشركين يريدون العُمْرَة ، فقال أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : نصد هؤلاء كما صدَّنا أصحابهم. فأنزل الله تعالى :( لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ ) أي ولا تعتدوا على هؤلاء العُمَّار ، أنْ صدَّكم أصحابهم.

[١٨١]

قوله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية. [٣].

نزلت هذه الآية يوم الجمعة ، وكان يوم عرفة ، بعد العصر في حجة الوَدَاع ، سنة عشر والنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [واقف] بعرفات على ناقته العَضْبَاء.

٣٨١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدَان العَدْل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القَطِيعي قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا جعفر بن عَوْن ، قال : أخبرني أبو عُمَيْس عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شِهاب قال :

جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً ، فقال : فأي آية هي؟ قال :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )

__________________

[٣٨٠] بدون إسناد.

[٣٨٠] مرسل.

[٣٨١] أخرجه البخاري في الإيمان (٤٥) وفي المغازي (٤٤٠٧) وفي التفسير (٤٦٠٦) وفي الاعتصام (٧٢٦٨)

وأخرجه مسلم في التفسير (٣ ، ٤ ، ٥ / ٣٠١٧) ص ٢٣١٢ ، ٢٣١٣. والترمذي في التفسير (٣٠٤٣) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي في الإيمان (٨ / ١١٤) وفي الحج (٥ / ٢٥١).

وأخرجه عبد بن حميد (٣٠ منتخب) والبيهقي في سننه (٣ / ١٨١) وأحمد في مسنده (١ / ٢٨ ، ٣٩) وأخرجه ابن جرير (٦ / ٥٣)

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٥٨) للحميدي وابن حبان وابن المنذر.

١٩٢

فقال عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والساعة التي نزلت فيها على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عشية يوم عرفة ، في يوم جمعة. رواه البخاري عن الحسن بن صباح ، ورواه مسلم عن عَبْد بن حُمَيْد ، كلاهما عن جَعْفَر بن عَوْن.

٣٨٢ ـ أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشَّاذِيَاخي ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن مُصْعَب ، قال : حدَّثنا يحيى بن حَكِيم ، قال : حدَّثنا أبو قُتَيْبَة ، قال : حدَّثنا حمَّاد ، عن عمّار بن أبي عمّار ، قال :

قرأ ابن عباس هذه الآية ومعه يهودي :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) فقال اليهودي : لو نزلت هذه [الآية] علينا في يوم لاتخذناه عيداً ، فقال ابن عباس : فإنها نزلت في عيدين اتفقا في يوم واحدٍ : يوم جمعة وافَقَ ذلك يوم عرفة.

[١٨٢]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ ) الآية. [٤].

٣٨٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثني [يحيى] بن أبي زائدَةَ ، عن موسى بن عُبَيدة ، عن أَبَان بن صالح ، عن القَعْقَاع بن حكيم ، عن سَلْمَى أُمِّ رافع ، عن أبي رَافِع قال

أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بقتل الكلاب ، فقال الناس : يا رسول الله ما أُحِلَّ لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وهي :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا

__________________

[٣٨٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٤٤) وصححه.

والطبراني في الكبير (١٢ / ١٨٤ رقم ١٢٨٣٥) وأخرجه ابن جرير (٦ / ٥٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٥٨) للطيالسي وعبد بن حميد والبيهقي في الدلائل.

[٣٨٣] ضعيف : في إسناده موسى بن عبيدة وهو ضعيف.

وله طريق آخر أخرجه الحاكم (٢ / ٣١١) وصححه ووافقه الذهبي ، قلت : لكن في إسناد الحاكم محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه.

١٩٣

أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ) رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي بكر بن بَالَوَيْه ، عن محمد بن شاذان ، عن مُعَلّى بن منصور ، عن ابن أبي زائدة.

وذكر المفسرون شرح هذه القصة ، قالوا :

قال أبو رافع : جاء جبريلعليه‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستأذن عليه فأذن له فلم يدخل ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : قد أذنا لك يا جبريل فقال : أجل يا رسول الله ، ولكنا لا ندخل بيتاً فيه صورةٌ ولا كلبٌ. فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جَرُو.

قال أبو رافع : فأَمرني أن لا أدع كلباً بالمدينة إلا قتلته ، حتى بلغت «العَوَالي» فإذا امرأة عندها كلب يحرسها ، فرحمتها فتركته ، فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبرته ، فأمرني بقتله ، فرجعت إلى الكلب فقتلته. فلما أمر رسول الله بقتل الكلاب ، جاء ناس فقالوا : يا رسول الله ، ما ذا يَحِلُّ لنا من هذه الأُمَّةِ التي تقتلها؟ فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت أذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في اقتناء الكلاب التي ينتفع بها ، ونهى عن إمساك ما لا تقع فيه منها ، وأمر بقتل الكَلْب الكَلِب والعَقُور وما يضر ويؤذي ، ورفع القتل عما سواهما ، وما لا ضرر فيه).

٣٨٤ ـ وقال سعيد بن جبير : نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم ، وزيد بن المُهَلْهِلْ الطائيين ـ وهو زيد الخيل الذي سماه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الخير [وذلك أنهما جاءا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] فقالا : يا رسول الله ، إنا قوم نصيد بالكلاب والبُزَاةِ ، وإن كلاب آل ذريح وآل [أبي] جُوَيْرِيَة تأخذ البقر والحُمُر والظباء والضّبّ ، فمنه ما ندرك ذكاته ، ومنه ما يقتل فلا ندرك ذكاته ، وقد حرم الله الميتة فما ذا يحل لنا منها؟ فنزلت :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ) يعني : الذبائح( وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ ) يعني : وصيد ما علمتم من الجوارح ، وهي الكَوَاسِبُ من الكلاب وسباع الطير.

__________________

[٣٨٤] عزاه في الدر (٢ / ٢٦٠) لابن أبي حاتم ، وذكره في لباب النقول (ص ١٠٠)

١٩٤

[١٨٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) الآية. [١١].

٣٨٥ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا أبو لُبَابَةَ محمد بن المهدي المِيهَنِي ، قال : حدَّثنا عمّار بن الحسن ، قال : حدَّثنا سَلَمَة بن الفضْل ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق ، عن عَمْرِو بن عبيد ، عن الحسن البصري ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري :

أن رجلاً من محارب ، يقال له : غَوْرَث بن الحارث ، قال لقومه من بني غطفان ومحارب : ألا أقتل لكم محمداً؟ قالوا : نعم وكيف تقتله؟ قال : أفتك به. قال : فأقبل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو جالس وسيفه في حِجْرِه ، فقال : يا محمد أَنْظُر إلى سيفك هذا؟ قال : نعم. فأخذت فاستله ، ثم جعل يَهُزُّهُ ويهم به فيكْبِتُه اللهعزوجل ، ثم قال : يا محمد أما تخافني؟ قال : لا ، قال : ألا تخافني وفي يدي السيف؟ قال : يمنعني الله منك. ثم أغمد السيف وردّه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى :( اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) .

٣٨٦ ـ أخبرنا أحمد بن إبراهيم الثّعَالبي ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عبد الرَّزَّاق ، عن مَعْمَر ، عن الزُّهْرِي ، عن أبي سلمة ، عن جابر :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل منزلاً ، وتفرق الناس في العِضَاه يستظلون تحتها ، فعلَّق النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سلاحه على شجرة ، فجاء أعرابي إلى سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أقبل عليه فقال : من يمنعك مني؟ قال : الله. قال الأعرابي مرتين أو ثلاثاً : [من يمنعك مني؟] والنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : الله فَشَامَ الأعرابي السيف ، فدعا النبيعليه‌السلام

__________________

[٣٨٥] إسناده ضعيف : محمد بن إسحاق مدلس والحسن البصري مدلس.

[٣٨٦] أخرجه البخاري في المغازي (٤١٣٩) ومسلم في الفضائل (١٣ / ٨٤٣) ص ١٧٨٦.

وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ٣١٩) من طريق أبي سلمة وسنان بن أبي سنان عن جابر.

تنبيه : هذا الحديث ليس فيه أنه سبب نزول الآية ، والله أعلم.

١٩٥

أصحابه ، فأخبرهم خبر الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه.

٣٨٧ ـ وقال مُجَاهِد ، والكَلْبي ، وعِكْرِمَة : قَتَلَ رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلين من بني سليم وبين النبيعليه‌السلام وبين قومهما مُوَادَعَةٌ ، فجاء قومهما يطلبون الدية ، فأتى النبيعليه‌السلام ومعه أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، فدخلوا على كعب بن الأشرف وبني النضير يستعينهم في عقلهما ، فقالوا : [نعم] يا أبا القاسم ، قد آن لك أن تأتينا وتسألنا حاجة ، اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا ، فجلس هو وأصحابه فخلا بعضهم ببعض وقالوا : إنكم لم تجدوا محمداً أقرب منه الآن ، فمن يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه؟ فقال عمر بن جِحَاش بن كعب : أنا ، فجاء إلى رحا عظيمة ليطرحها عليه ، فأَمسك الله تعالى يده ، وجاء جبريلعليه‌السلام ، وأخبره بذلك ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٨٤]

قوله تعالى :( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ) [٣٣].

٣٨٨ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله المَخْلِدي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن نجيد ، قال : أخبرنا مسلم ، قال : حدَّثنا عبد الرحمن بن حماد ، قال : حدَّثنا سعيد بن أبي عَروبة ، عن قتادة ، عن أنس :

أن رهطاً من عُكْل وعُرَيْنَةَ أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا كنا

__________________

[٣٨٧] بدون إسناد.

[٣٨٨] أخرجه البخاري في المغازي (٤١٩٢).

وفي الطب (٥٧٢٧).

وأخرجه مسلم في القسامة (١٣ م / ١٦٧١) ص ١٢٩٨ والنسائي في الطهارة (١ / ١٥٨).

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١١٧٦) للنسائي في الحدود والطب في الكبرى ...

وقول قتادة : ذُكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم ليس عند البخاري ومسلم ولا عند النسائي وظاهره مبني للمجهول وأنه ليس من قول أنس.

وعلى ذلك يمكن القول : أن الحديث صحيح وأن سبب النزول ليس بصحيح ، والله أعلم.

١٩٦

أهل ضرْع ، ولم نكن أهل ريف ، فاسْتَوْخَمْنَا المدينة. فأَمر لهم رسول اللهعليه‌السلام بِذَوْد [وراع ، وأمرهم] أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها. [فلما صحوا ، وكانوا بناحية الحرّة] ، قتلوا راعي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستاقوا الذَّوْد ، فبعث رسول اللهعليه‌السلام في آثارهم ، فأتى بهم ، فَقَطَّعَ أيديَهم وأرجلهم ، وسَمَلَ أعينهم. فتركوا في الحَرَّة حتى ماتوا على حالهم.

قال قتادة : ذُكِرَ لنا أن هذه الآية نزلت فيهم :( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً ) إلى آخر الآية. رواه مسلم [عن محمد بن المثنى] عن عبد الأَعْلَى ، عن سعيد ، إلى قول قتادة.

[١٨٥]

قوله تعالى :( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ) [٣٨].

٣٨٩ ـ قال الكلبي : نزلت في طعمة بن أُبيْرق سارق الدرع. وقد مضت قصته.

[١٨٦]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) الآيات. [٤١ : ٤٧].

٣٩٠ ـ حدَّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحِيرِيّ إملاء ، قال : أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي ، قال : حدَّثنا محمد بن حماد الأَبيورْدِي ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مُرَّة ، عن البَرَاء بن عَازب ، قال :

__________________

[٣٨٩] سبق برقم (٣٦١)

[٣٩٠] أخرجه مسلم في كتاب الحدود (٢٨ / ١٧٠٠) ص ١٣٢٧ ، وأبو داود في الحدود (٤٤٤٧ ـ ٤٤٤٨) والنسائي في التفسير (١٦٤) وابن ماجة في الحدود (٢٥٥٨) وأحمد في مسنده (٤ / ٢٨٦) وابن جرير في تفسيره (٦ / ١٥٠) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٤٦) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢٨٢) للنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه ـ وذكره في لباب النقول ص ١٠٦.

١٩٧

مرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيهودي مُحَمَّماً مجلوداً ، فدعاهم فقال : أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا : نعم ، قال : فدعا رجلاً من علمائهم فقال : أَنْشُدُكَ الله الذي أنزل التوراة على موسى ، هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال : لا ، ولو لا أنك نَشَدْتَني لم أخبرك ، نجد حدّ الزاني في كتابنا الرّجم ، ولكنه كثر في أشرافنا ، فكنا إِذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحدّ ، فقلنا : تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع ، فاجتمعنا على التَّحْمِيمِ والجلد ، مكان الرجم. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه. فأمر به فرجم. فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) إلى قوله :( إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ ) . يقولون : ائتوا محمداً ، فإن أفتاكم بالتَّحْمِيمِ والجلد فخذوا به ، وإن أفتاكم بالرجم فاحْذروا. إلى قوله تعالى :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) قال : في اليهود. إلى قوله :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) قال : في النصارى. إلى قوله :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) . قال : في الكفار كُلّهَا.

رواه مسلم عن يحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية.

٣٩١ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق ، قال : أخبرنا أبو الهيثم أحمد بن محمد بن غَوْث الكندي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمِيّ ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، قال : حدَّثنا أبو معاوية ، عن الأعْمَش ، عن عبد الله بن مُرَّة ، عن البَرَاء بن عَازِب ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أنه رجم يهودياً ويهودية ثم قال :( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) ،( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ،( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) ، قال : نزلت كلها في الكفار.

رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة.

__________________

[٣٩١] انظر السابق.

١٩٨

[١٨٧]

قوله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ ) [٤٤].

٣٩٢ ـ أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا عبد الرّزاق ، قال : حدَّثنا مَعْمَر ، عن الزُّهْرِي ، قال : حدَّثني رجل من مُزَيْنَةَ ، ونحن عند سعيد بن المُسَيِّب ، عن أبي هريرة ، قال :

زنى رجل من اليهود وامرأة ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي مبعوث للتخفيف ، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله ، وقلنا : فُتْيا نبي من أنبيائك! فأتوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو جالس في المسجد مع أصحابه ، فقالوا : يا أبا القاسم ، ما ترى في رجل وامرأة زنيا؟ فلم يكلمهم حتى أتى بيت مِدْرَاسِهِمْ فقام على الباب فقال : أنشدُكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، ما تَجِدُونَ في التوراة على مَنْ زنى إذا أُحْصِن؟ قالوا يُحَمَّمُ [وجهه] ويُجبَّهُ ويجلد ـ والتَّجْبِيةُ : أن يحمل الزانيان على حمار وتَقابَلَ أقفيتهما ويطاف بهما ـ قال : وسكت شاب منهم ، فلما رآه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم سكت ، أَلَظَّ به في النَّشْدَة ، فقال : اللهم إذ أُنْشَدْتَنا ، فإنا نَجِدُ في التوراة الرَّجْم. فقال النبيعليه‌السلام : فما أول ما أرخصتم أمر اللهعزوجل ؟ قال : زنى رجل ذو قرابة مِنْ ملك من ملوكنا ، فأخر عنه الرجم ، ثم زنى رجل في أسْرَةٍ من الناس ، فأراد رجمه فحال قومه دونه فقالوا : لا ترجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه ، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فإني أحكم بما في التوراة ، فأمر بهما فرجما.

__________________

[٣٩٢] أخرجه أبو داود في الصلاة (٤٨٨) مختصراً.

وأخرجه في الأقضية (٣٦٢٤ ـ ٣٦٢٥) مختصراً.

وأخرجه في الحدود (٤٤٥٠ ـ ٤٤٥١) بتمامه.

وأخرجه ابن جرير (٦ / ١٦١).

والواضح من السياق أنه قول الزهري : «فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم» ليس من قول أبي هريرة ولم يذكر الزهري من بلَّغه ذلك.

وعلى ذلك فإنه لا يصلح للاحتجاج به كسبب نزول.

١٩٩

قال الزُّهْرِي : فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم :( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ) . فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم.

٣٩٣ ـ قال مَعْمَر : أخبرني الزُّهْرِي ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : شهدت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أمر برجمهما ، فلما رُجِمَا رأيته يَجْنَأُ بيده عنها ليقيها الحجارة.

[١٨٨]

قولهعزوجل :( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ) الآية [٤٩].

٣٩٤ ـ قال ابن عباس : إن جماعة من اليهود ، منهم كعب بن أسد وعبد الله بن صُورِيَا ، وشَأْس بن قيس ، قال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نَفْتِنُه عن دينه. فأتوه فقالوا : يا محمد ، قد عرفت أنّا أحبار اليهود وأشرافهم ، وأنا إِن اتبعناك اتبعنا اليهود ولن يخالفونا ، وإنّ بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ، ونحن نؤمن بك ونصدقك. فأبى ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى فيهم :( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ) .

[١٨٩]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ ) الآية. [٥١].

٣٩٥ ـ قال عطية العَوْفي : جاء عُبَادَة بن الصَّامت ، فقال : يا رسول الله ، إن

__________________

[٣٩٣] أخرجه البخاري في المناقب (٣٦٣٥) وفي الحدود (٦٨٤١) وأخرجه مسلم في كتاب الحدود (٢٧ / ١٦٩٩) ص ١٣٢٦ وأبو داود في الحدود (٤٤٤٦) والترمذي في الحدود (١٤٣٦) مختصراً كلهم من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر.

وأخرجه مالك في الموطأ كتاب الحدود حديث رقم (١)

[٣٩٤] بدون إسناد.

[٣٩٥] مرسل. وأخرجه ابن جرير (٦ / ١٧٧) ، وزاد نسبته في الدر (٢ / ٢٩١) لابن أبي شيبة ، وذكره السيوطي في لباب النقول ص ١٠٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

أخي ما تريد من قومك؟ قال : يا عم إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم [قال : وما الكلمة؟] قال : كلمة واحدة ، قال : ما هي؟ قال : لا إله إلا الله ، فقالوا : أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً؟ قال : فنزل فيهم القرآن :( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ* بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ ) حتى بلغ( إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ) .

قال المفسرون : لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون. قال الوليد بن المغيرة للملإ من قريش ـ وهم الصَّنادِيدُ والأشراف ـ : امشوا إلى أبي طالب. فأتوه فقالوا له : أنت شيخنا وكبيرنا وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك. فأرسل أبو طالب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعاه فقال [له :] يا ابن أخي ، هؤلاء قومك يسألونك ذا السَّوَاء فلا تَمِلْ كلَّ الميل على قومك. فقال : وما ذا يسألوني؟ قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل : لله أبوك لنعطينكها وعشر أَمثالها ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قولوا لا إله إلا الله. فنفروا من ذلك وقاموا فقالوا : أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً كيف يسع الخلق كلهم إله واحد؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات [إلى قوله] :( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ) .

٣٨١

سورة الزمر

[٣٦٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ) الآية. [٩].

٧٢٣ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : نزلت في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه .

وقال ابن عمر : نزلت في عثمان بن عفان.

وقال مقاتل : نزلت في عمار بن ياسر.

[٣٦٨]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها ) الآية. [١٧].

٧٢٤ ـ قال ابن زيد : نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله ، وهم زيد بن عمرو ، وأبو ذَر الغفاري ، وسلمان الفارسي.

[٣٦٩]

قوله تعالى :( فَبَشِّرْ عِبادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) . [١٧ ، ١٨].

__________________

[٧٢٣] بدون إسناد.

[٧٢٤] مرسل.

٣٨٢

٧٢٤١ م ـ قال عطاء عن ابن عباس : إن أبا بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، آمن بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدَّقه ، فجاء عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص ، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا ، ونزلت فيهم :( فَبَشِّرْ عِبادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ) . قال : يريد : من أبي بكر.( فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) .

[٣٧٠]

قوله تعالى :( أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ) الآية. [٢٢].

٧٢٥ ـ نزلت في حمزة وعلي وأبي لهب وولده ، فعليّ وحمزة ممن شرح الله صدره ، وأبو لهب وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر الله ، وهو قوله تعالى :( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ) ....

[٣٧١]

قوله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) الآية. [٢٣].

٧٢٦ ـ أخبرنا عبد القاهر بن طاهر البغدادي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيَابي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن رَاهَوَيْه ، قال : حدَّثنا عمرو بن محمد القرشي ، قال : حدَّثنا خَلّاد الصّفّار ، عن عمرو بن قيس المُلَائي ، عن عمرو بن مُرّة ، عن مُصْعَب بن سعد ، عن سعد :

قالوا : يا رسول الله لو حدَّثتنا. فأنزل الله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً ) الآية.

[٣٧٢]

قوله تعالى :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) الآية. [٥٣].

__________________

[٧٢٤] م بدون إسناد.

[٧٢٥] بدون إسناد.

[٧٢٦] سبق برقم (٥٤٤)

٣٨٣

٧٢٧ ـ قال ابن عباس : نزلت في أهل مكة ، قالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان ، وقتل النفس التي حرم الله. لم يغفر له ، فكيف نهاجر ونسلم ، وقد عبدنا مع الله إلهاً آخر ، وقتلنا النفس التي حرم الله؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٢٨ ـ وقال ابن عمر : نزلت هذه الآية في عياش بن [أبي] ربيعة ، والوليد بن الوليد ، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا ثم فُتِنُوا وعُذَّبُوا فافتتنوا ، فكنا نقول : لا يقبل الله من هؤلاء صَرْفاً ولا عَدلاً أبداً ، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عُذَّبوا به. فنزلت هذه الآيات. وكان عمر كاتباً فكتبها إلى عَيّاش بن أبي ربيعة ، والوليد بن الوليد ، وأولئك النفر ، فأسلموا وهاجروا.

٧٢٩ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السراج ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن الكازري ، قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال : أخبرنا القاسم بن سلام ، قال : حدَّثنا حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : حدَّثني يَعْلَى بن مسلم : أنه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس :

أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قَتُلوا فأكثروا ، وزَنَوْا فأكثروا ، ثم أتوا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إن الذي [تقول و] تدعو إليه لحسن [لو] تخبرنا [أن] لما عملناه كفارة. فنزلت هذه الآية :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ) الآية.

رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام بن يوسف ، عن ابن جُرَيج.

٧٣٠ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقرئ ، قال : أخبرنا [أبو عبد الله] الحسين بن محمد [الدينوري ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن خُرْجَةَ ، قال : حدَّثنا محمد بن

__________________

[٧٢٧] ذكره المصنف بدون إسناد ، وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ١٠) بإسناد فيه عطية العوفي وهو ضعيف.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣٠) لابن جرير وابن أبي حاتم.

[٧٢٨] ذكره المصنف بدون إسناد ، وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ١١) بإسناد فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣١) لابن جرير ـ وانظر رقم (٧٣٠)

[٧٢٩] سبق برقم (٦٥٨)

[٧٣٠] منقطع : نافع لم يسمع عمر بن الخطاب.

لكن للحديث طريق آخر متصل أخرجه البيهقي (٩ / ١٣) من طريق نافع عن عبد الله بن عمر عن

٣٨٤

عبد الله بن سليمان ، قال : حدَّثنا محمد] بن العلاء ، قال : حدَّثنا يونس بن بكير ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدَّثنا نافع عن [ابن] عمر [عن عمر] أنه قال :

لما اجتمعنا إلى الهجرة اتعَدْت أنا وعَيّاش بن أبي ربيعة ، وهشام بن العاص بن وائل ، فقلنا : الميعاد بيننا المنَاصِف ـ ميقات بني غِفَار ـ فمن حبس منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحبه. فأصبحت عندها أنا وعياش وحبس عنا هشام وفتن فافتتن ، فقدمنا المدينة فكنا نقول : ما الله بقابل من هؤلاء توبة ، قوم عرفوا الله ورسوله ثم رجعوا عن ذلك لِبَلَاءِ أصَابهُمْ من الدنيا. فأنزل الله تعالى :( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) إلى قوله :( أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ؟ ) قال عمر : فكتبتها بيدي ثم بعثت بها [إلى هشام] قال هشام : فلما قدمت عَليَّ خرجت بها إلى ذي طُوَى ، فقلت : اللهم فهمنيها ، فعرفت أنها أنزلت فينا ، فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

٧٣٠١ م ـ ويروى : أن هذه الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة رحمة الله عليه ورضوانه ، وذكرنا ذلك في آخر سورة الفرقان.

[٣٧٣]

قوله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الآية. [٦٧].

٧٣١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : حدَّثنا أبو الشيخ الحافظ ، قال :

__________________

عمر وفي إسناده محمد بن إسحاق ولكنه صرح بالتحديث.

وعزاه في الدر (٥ / ٣٣١) لابن مردويه والبيهقي في السنن.

[٧٣٠١] م عزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣٠) للطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب بسند فيه لين.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٠) وقال : رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبين بن سفيان ضعفه الذهبي

[٧٣١] منقطع ، الأعمش لم يرو عن علقمة ، ولكنه روى عن إبراهيم عن علقمة.

ومن طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة :

أخرجه البخاري في التوحيد (٧٤١٥ ، ٧٤٥١)

٣٨٥

حدَّثنا ابن أبي عاصم ، قال : حدَّثنا ابن نمير ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من أهل الكتاب ، فقال : يا أبا القاسم ، بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع ، والأَرضِينَ على إصبع ، والشجر على إصبع ، والثرى على إصبع [ثم يقول : أنا الملك]؟ فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بدت نَوَاجِذُه ، فأنزل الله تعالى :( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الآية ، ومعنى هذا : أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق والشجر قدرة أحدنا [على] ما يحمله بإصبعه ، فخوطبنا بما نتخاطب فيما بيننا لنفهم. ألا ترى أن الله تعالى قال :( وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) أي [إنه] يقبضها بقدرته.

__________________

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٢١ ، ٢٢ / ٢٧٨٦) ص ٢١٤٨ بلفظ « ثم قرأ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) وهنا اللفظ «فأنزل».

وأخرجه النسائي في التفسير ولم يذكر الآية.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٧٨) وابن جرير (٢٤ / ١٨) بلفظ : «فأنزل الله» ولكن في هذين الحديثين عنعنة الأعمش.

والخلاصة : أن الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وفيه تصريح الأعمش بالسماع بلفظ ثم قرأ.

والذي أخرجه أحمد وابن جرير ولم يصرح الأعمش فيه بالسماع بلفظ : فأنزل الله.

وقد أخرج الترمذي في التفسير (٣٢٤٠) وابن جرير (٢٤ / ١٨) من حديث ابن عباس بلفظ فأنزل ، ولكنه في إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط.

وقد تبين لي أن هذه الآية مكية والذي جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض الأحاديث حبر من أهل الكتاب وفي بعض الأحاديث جاء يهودي وسواء هذا أو ذاك كان ذلك في المدينة.

وعلى ذلك يمكن القول أن سبب النزول ليس بصحيح وأن الصحيح هو أن الآية نزلت قبل هذا الحوار الذي جرى بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واليهودي فلما أن قال اليهودي ما قال ضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قرأ الآية والله أعلم.

وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣٤) لسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، كلهم بلفظ ثم قرأ.

٣٨٦

سورة حم السجدة

[٣٧٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ ) الآية. [٢٢].

٧٣٢ ـ أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال : حدَّثنا أمية بن بسطام ، قال : حدَّثنا يزيد بن زُرَيع ، قال : حدَّثنا روح ، عن القاسم ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود] في هذه الآية :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ ) الآية. قال :

كان رجلان من [ثَقِيف] وخَتَنٌ لهما من [قريش] ، أو رجُلان من [قريش] وخَتَنٌ لهما من [ثَقِيف] ، في بيت فقال بعضهم : أترون الله يسمع نجوانا أو حديثنا؟ فقال

__________________

[٧٣٢] أخرجه البخاري في التفسير (٤٨١٦ ، ٤٨١٧) وفي التوحيد (٧٥٢١).

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين (٥ ، ٥ مكرر / ٢٧٧٥) ص ٢١٤١ ، ٢١٤٢.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٤٨) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٤٨٨) وأخرجه ابن جرير (٢٤ / ٦٩).

وأخرجه أحمد (١ / ٤٤٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٣٦٢) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات.

٣٨٧

بعضهم : قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه ، قالوا : لئن كان يسمع بعضه لقد سمع كله ، فنزلت هذه الآية :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ ) الآية. رواه البخاري عن الحميدي. ورواه مسلم عن ابن أبي عمرو كلاهما عن سفيان ، عن منصور.

٧٣٣ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحِيرِي ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة قال : حدَّثنا محمد بن حازم قال : حدَّثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله ، قال :

كنت مستتراً بأستار الكعبة ، فجاء ثلاثة نفر كَثِيرٌ شَحْمُ بطونهم ، قليلٌ فقْهُ قُلُوبهم ، قرشي وخَتَنَاه ثَقفيَّان ، أو ثَقَفِي وخَتَنَاهُ قرشيان، فتكلموا بكلام لهم أفهمه ، فقال بعضهم : أترون الله يسمع كلامنا هذا؟ فقال الآخر : إذا رفعنا أصواتنا سمع ، وإذا لم نرفع لم يسمع. وقال الآخر : إن سمع منه شيئاً سمعه كله. قال : فذكرت ذلك [للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] فنزل عليه :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) إلى قوله تعالى :( فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ) .

[٣٧٥]

قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) الآية. [٣٠].

٧٣٤ ـ قال عطاء عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في أبي بكر [الصديق]رضي‌الله‌عنه ، وذلك أن المشركين قالوا : ربنا الله ، والملائكة بناته ، وهؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فلم يستقيموا. وقالت اليهود : ربنا الله ، وعزير ابنه ، ومحمد ليس بنبي ، فلم يستقيموا. وقال أبو بكررضي‌الله‌عنه : ربنا الله وحده لا شريك له ، ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم عبده ورسوله ، فاستقام.

__________________

[٧٣٣] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٤٩) وقال : هذا حديث حسن صحيح. وانظر الحديث السابق.

[٧٣٤] بدون إسناد.

٣٨٨

سورة حمعسق

[٣٧٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) الآية. [٢٣].

٧٣٥ ـ قال ابن عباس : لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة كانت تَنُوبُه نوائب وحقوق ، وليس في يده لذلك سعة ، فقال الأنصار : إن هذا الرجل قد هداكم الله تعالى به ، وهو ابن أختكم ، تنوبه نوائب وحقوق ، وليس في يده لذلك سعة ، فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم ، فأْتوهُ به ليعينه على ما ينوبه. ففعلوا ثم أتوه به فقالوا : يا رسول الله ، إنك ابن أختنا وقد هدانا الله تعالى على يديك ، وتنوبك نوائب وحقوق وليس لك عندها سعة ، فرأينا أن نجمع لك من أموالنا [شيئاً] فنأتيك به فتستعين [به] على ما ينوبك ، وها هوذا. فنزلت هذه الآية.

٧٣٦ ـ وقال قتادة : اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض : أترون محمداً يسأل على ما يتعاطاه أجراً؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧٣٥] أخرجه المصنف بدون إسناد.

وأخرجه الطبراني بإسناده (١١ / ٣٣) وقال الهيثمي في المجمع (٧ / ١٠٣) فيه عثمان بن عمير أبو اليقظان وهو ضعيف.

[٧٣٦] مرسل.

٣٨٩

[٣٧٧]

قوله تعالى :( وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ) الآية. [٢٧].

٧٣٧ ـ نزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الدنيا والغنى.

قال خَبَّاب بن الأَرَتّ : فينا نزلت هذه الآية ، وذلك أنا نظرنا إلى أموال قُرَيْظَةَ والنَّضِير فتمنيناها ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

٧٣٨ ـ قال : أخبرني أبو عثمان المؤذن ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا أبو محمد بن معاذ ، قال : أخبرنا الحسين بن الحسن بن حرب ، قال : أخبرنا ابن المبارك قال : حدَّثنا حَيْوَةُ ، قال : أخبرنا أبو هانئ الخولاني ، أنه سمع عمرو بن حُرَيث يقول

إنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصُّفَّة :( وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ ) وذلك أنهم قالوا : لو أن لنا الدنيا فتمنوا الدنيا.

[٣٧٨]

قوله تعالى :( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ) الآية. [٥١].

٧٣٩ ـ وذلك أن اليهود قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا تكلِّم الله وتنظر إليه إن كنت نبياً ، كما كلمه موسى ونظر إليه؟ فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك. فقال : لم ينظر موسى إلى اللهعزوجل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧٣٧] بدون إسناد.

[٧٣٨] أخرجه ابن المبارك في الزهد وقال ابن صاعد عقب روايته : عمرو هذا من أهل مصر ليست له صحبة وهو غير المخزومي [الإصابة ٢ / ٥٣١ ـ ترجمة عمرو بن حريث].

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٤) وعزاه للطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وله شاهد من حديث علي أخرجه الحاكم (٢ / ٤٤٥) وصححه ووافقه الذهبي قلت في إسناده عند الحاكم : الأعمش وقد عنعنه وهو مدلس.

[٧٣٩] بدون إسناد.

٣٩٠

سورة الزخرف

[٣٧٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ) الآية. [٥٧].

٧٤٠ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النَّصْرَابَاذي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل ، حدَّثنا هشام بن عمار ، حدَّثنا الوليد بن مسلم ، حدَّثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي رزين عن أبي يحيى ، مولى ابن عفراء ، عن ابن عباس :

أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لقريش : يا معشر قريش لا خير في أحد يُعْبَدُ من دون الله.

قالوا : أليس تزعم أن عيسى كان عبداً نبياً وعبداً صالحاً؟ فإن كان كما تزعم فهو كالهتهم. فأنزل الله تعالى :( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ) الآية.

وذكرنا هذه القصة ومناظرة ابن الزِّبَعْرَى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في آخر سورة الأنبياء عند قوله تعالى :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) .

__________________

[٧٤٠] إسناده ضعيف : أبو يحيى مولى ابن عفراء اسمه مصرع : قال الحافظ في التقريب مقبول وذكره ابن حبان في المجروحين [المجروحين ٣ / ٣٩].

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٠٤) وقال : رواه أحمد والطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وثقه أحمد وغيره وهو سيِّئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح.

٣٩١

سورة الدخان

[٣٨٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) . [٤٩].

٧٤١ ـ قال قتادة : نزلت في عدو الله أبي جهل ، وذلك أنه قال : أيوعدني محمد؟ والله [إني] لأنا أعز مَنْ بَيْنِ جَبَلَيْهَا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٤٢ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا عبد الله [بن محمد] بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرّازي ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا أسباط ، عن أبي بكر الهُذَلِي ، عن عكرمة ، قال :

لقي النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا جهل ، فقال أبو جهل : لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء ، وأنا العزيز الكريم. قال : فقتله الله يوم بدر وأذَلَّه وعيَّره بكلمته ، ونزل فيه :( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) .

__________________

[٧٤١] مرسل.

[٧٤٢] إسناده ضعيف : أبو بكر الهذلي : قال الحافظ في التقريب : متروك [تقريب ٢ / ٤٠١].

٣٩٢

سورة الجاثية

[٣٨١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم.

قوله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) الآية [١٤].

٧٤٣ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء :

يريد عمر بن الخطاب خاصة ، وأراد بالذين لا يرجون أيام الله : عبد الله بن أبَيّ وذلك أنهم نزلوا في غَزَاة بني المُصْطَلِق على بئر يقال لها : المُرَيْسِيع ، فأرسل عبد الله غلامه ليستقي الماء فأبطأ عليه ، فلما أتاه قال [له :] ما حبسك؟ قال : غلام عمر قعد على فم البئر فما ترك أحداً يستقي حتى ملأ قِرَب النبي وقِرَب أبي بكر ، وملأ لمولاه. فقال عبد الله : ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل : سَمِّنْ كَلْبَكَ يأْكُلْك. فبلغ قوله عمررضي‌الله‌عنه فاشتمل بسيفه يريد التوجه إِليه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٤٣١ م ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن

__________________

[٧٤٣] بدون إسناد ، ولم أهتد إليه مسنداً.

[٧٤٣] م إسناده ضعيف : محمد بن زياد اليشكري ضعيف ، وقد كذبه بعض الأئمة منهم الإمام أحمد وعمرو بن علي ، وقال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث على الثقات [تهذيب التهذيب ٩ / ١٥١] و [المجروحين ٢ / ٢٥٠].

٣٩٣

عبد الله ، قال : حدَّثنا موسى بن محمد بن علي ، قال : أخبرنا الحسن بن علويه قال : حدَّثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، قال : حدَّثنا محمد بن زياد اليَشْكُرِي ، عن ميمون بن مِهْران ، عن ابن عباس قال :

لما نزلت هذه الآية( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ) قال يهودي بالمدينة يقال له : فنحاص ـ : احتاج رب محمد [قال :] فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه وخرج في طلبه ، فجاء جبريلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن ربك يقول [لك] :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي. فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في طلبه ، فلما جاء قال : يا عمر ضع سيفك ، قال : صدقت يا رسول الله أشهد أنك أرسلت بالحق ، قال : فإن ربكعزوجل يقول :( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ) قال : لا جَرَم والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي.

٣٩٤

سورة الأحقاف

[٣٨٢]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) الآية [٩].

٧٤٤ ـ قال الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

لما اشتد البلاء بأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء ، فقصّها على أصحابه فاستبشروا بذلك ، ورأوا فيها فرجاً مما هم فيه من أذى المشركين. ثم إنهم مكثوا بُرْهَة لا يرون ذلك فقالوا : يا رسول الله متى تهاجر إلى الأرض التي رأيتها؟ فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنزل الله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) يعني لا أدري أخرج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أولا؟ ثم قال : إنما هو شيء رأيتُه في منامي ، وما أتبع إلا ما يوحى إليَّ.

[٣٨٣]

قوله تعالى :( حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) الآية [١٥].

٧٤٥ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : أنزلت في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، وذلك أنه صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة ، ورسول

__________________

[٧٤٤] الكلبي لم يسمع أبا صالح وأبا صالح لم يسمع ابن عباس.

[٧٤٥] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٦ / ٤١) لابن مردويه.

٣٩٥

اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن عشرين سنة ، وهم يريدون الشام في التجارة ، فنزلوا منزلاً فيه سِدْرَة ، فقعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في ظلها ، ومضى أبو بكر إلى راهب هناك يسأله عن الدين ، فقال له : من الرجل الذي في ظل السِّدْرة؟ فقال : ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، قال : هذا والله نبي ، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم إلا محمد نبي الله. فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق ، فكان لا يفارق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في أسفاره وحضوره ، فلما نُبِّىءَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو ابن أربعين سنة ، وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة ـ أسلم وصدّق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما بلغ أربعين سنة قال :( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) الآية.

٣٩٦

سورة الفتح

[٣٨٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

٧٤٦ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكَّي ، حدَّثنا والدي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدَّثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرَّاني ، حدَّثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزُّهرِي ، عن عروة ، عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم ، قالا :

نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية ، من أولها إلى آخرها.

[٣٨٥]

قوله تعالى :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) الآية. [١].

٧٤٧ ـ أخبرنا منصور بن أبي منصور الساماني ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الفَامِي ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال حدثنا أبو الأشعث ،

__________________

[٧٤٦] في إسناده محمد بن إسحاق وهو ثقة مدلس وقد عنعنه.

وله شاهد عند الترمذي في التفسير (٣٢٦٣) من حديث أنس قال : نزلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ) مرجعه من الحديبية وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وفيه عن مجمع بن جارية

[٧٤٧] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ م / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

٣٩٧

قال : حدَّثنا المُعْتَمِر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة ، عن أنس ، قال :

لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا ، فنحن بين الحزن والكآبة ـ أنزل اللهعزوجل :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لقد أنزلت عليّ آية هي أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها كلها.

٧٤٨ ـ وقال عطاء عن ابن عباس : إن اليهود شتموا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين لمَّا نزل قوله تعالى :( وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) وقالوا : كيف نتبع رجلاً لا يدري ما يفعل به؟ فاشتد ذلك على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأنزل الله تعالى :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) .

[٣٨٦]

قولهعزوجل :( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) الآية. [٥].

٧٤٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المقري قال : حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد المديني ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن السَّقَطِي ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا همام عن قتادة عن أنس ، قال :

لما نزلت :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) قال أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هنيئاً لك يا رسول الله ما أعطاك الله ، فما لنا؟ فأنزل الله تعالى :( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) الآية.

٧٥٠ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عمر بن أبي

__________________

[٧٤٨] بدون إسناد.

[٧٤٩] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ م / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

[٧٥٠] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (٩٧ / ١٧٨٦) ص ١٤١٣.

وعزاه في الدر (٦ / ٧١) لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.

٣٩٨

حفص قال : أخبرنا أحمد بن علي الموصلي ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عمر ، قال : حدَّثنا يزيد بن زريع قال : حدَّثنا سعيد عن قتادة عن أنس ، قال :

أنزلت هذه الآية على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) عند مرجعه من الحُدَيبية. نزلت وأصحابه مخالطون الحزن ، وقد حيل بينهم وبين نسكهم ، ونحروا الْهَدْيَ بالحديبية. فلما أنزلت هذه الآية قال لأصحابه : لقد أنزلت عليَّ آية خير من الدنيا جميعها. فلما تلاها النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال رجل من القوم : هنيئاً مَرِيئاً يا رسول الله ، قد بَيَّن الله [لنا] ما يفعل بك ، فما ذا يفعل بنا؟ فأنزل الله تعالى( لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي ) الآية.

[٣٨٧]

قولهعزوجل :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ) الآية. [٢٤].

٧٥١ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه قال : حدَّثنا إبراهيم بن محمد ، قال : أخبرنا مسلم ، قال : حدَّثني عمرو الناقد ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس :

أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من جبل التَّنْعِيم متسلحين يريدون غِرَّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه ، فأخذهم أسراء ، فاستحياهم وأنزل الله تعالى :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ) .

__________________

[٧٥١] أخرجه مسلم في الجهاد والسير (١٣٣ / ١٨٠٨) ص ١٤٤٢.

وأبو داود في الجهاد (٢٦٨٨) والترمذي في التفسير (٣٢٦٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٥٣٠).

وأحمد في مسنده (٣ / ١٢٠ ، ١٢٤ ، ٢٩٠) ، وابن جرير (٢٦ / ٥٩) ، وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٧٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣٩٩

٧٥١ م ـ وقال عبد الله بن مغفل المُزَني : كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالحُدَيْبِيَة في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن ، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح ، فثاروا في وجوهنا ، فدعا عليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذ الله تعالى بأبصارهم وقمنا إليهم ، فأخذناهم ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل جئتم في عهد أحد؟ وهل جعل لكم أحد أماناً؟ فقالوا : اللهم لا ، فخلى سبيلهم ، فأنزل الله تعالى :( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ) الآية.

__________________

[٧٥١١] م ذكره المصنف بدون إسناد ، وقد أخرجه النسائي في التفسير (٥٣١) وأخرجه أحمد في مسنده (٤ / ٨٧).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٦٠ ـ ٤٦١) وصححه وأقره الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٢٦ / ٥٨ ـ ٥٩) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ١٤٥) وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591