أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن0%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن

مؤلف: الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي
تصنيف:

الصفحات: 591
المشاهدات: 377065
تحميل: 4343

توضيحات:

أسباب نزول القرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 377065 / تحميل: 4343
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

٧٧٩ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن الحِيرِي ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب المعقلي ، قال : حدَّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ، قال : حدَّثنا بقية ، قال : حدَّثنا ابن ثوبان ، عن بكير بن أسيد ، عن أبيه ، قال :

حضرت محمد بن كَعْب وهو يقول : إذا رأيتموني أنطلق في القدر فغلوني فإني مجنون ، فو الذي نفسي بيده ما أنزلت هذه الآيات إلا فيهم. ثم قرأ :( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) إلى قوله :( خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) .

__________________

[٧٧٩] مرسل.

٤٢١

سورة الواقعة

[٤٠٥]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) . [٢٨].

٧٨٠ ـ قال أبو العالية والضحاك : نظر المسلمون إلى وَجّ ـ وهو واد مخصب بالطائف ـ فأعجبهم سِدْرُه ، فقالوا : يا ليت لنا مثلَ هذا! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤٠٦]

قوله تعالى :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) . [١٣ ـ ١٤].

٧٨١ ـ قال عُرْوَة بن رُوَيم : لما أنزل الله تعالى :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) بكى عمر وقال : يا رسول الله آمنا بك وصدقناك ، ومع هذا كله مَنْ ينجو منا قليل. فأنزل الله تعالى :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عمرَ ، فقال : يا عمرُ بن الخطاب ، قد أنزل الله فيما قلت ، فجعل( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) . فقال عمر : رضينا عن ربنا ، ونصدِّق نبينا ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مِن آدمَ إلينا ثُلةٌ ، ومني إلى يوم القيامة ثُلَّةٌ ، ولا يستتمها إلا سودانٌ من رُعاة الإبل ، ممن قال : لا إله إلا الله.

__________________

[٧٨٠] مرسل.

[٧٨١] مرسل.

٤٢٢

[٤٠٧]

قوله تعالى :( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) . [٨٢].

٧٨٢ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن حَمْدون ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا حَمْدانٌ السلمي ، قال : حدَّثنا النَّضْر بن محمد ، قال : حدَّثنا عكرمة بن عمار ، قال : حدَّثنا أبو زُميل ، قال : حدَّثني ابن عباس ، قال :

مُطرِ الناسُ على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أصبح من الناس شاكر ، ومنهم كافر. قالوا : هذه رحمة وضعها الله تعالى وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا [وكذا]. فنزلت هذه الآيات :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) حتى بلغ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) .

رواه مسلم عن عباس بن عبد العظيم ، عن النّضْر بن محمد.

٧٨٣ ـ وروى : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج في سَفْر فنزلوا [منزلاً] فأصابهم العطش وليس معهم ماء ، فذكروا ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أرأيتم إن دعوت لكم فسُقيتم فلعلكم تقولون : سقينا هذا المطر بِنْوءِ كذا ، فقالوا : يا رسول الله ما هذا بحين الأَنْواء. قال : فصلى ركعتين ودعا الله تبارك وتعالى ، فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فمطروا حتى سالت الأودية وملئوا الأسْقِيَة ، ثم مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل يغترف بقدح له و [هو] يقول : سُقِينا بنوء كذا ، ولم يقل : هذا من رزق الله سبحانه. فأنزل الله سبحانه :( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) .

٧٨٤ ـ أخبرنا أبو بكر [بن محمد] بن عمر الزاهد ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد [الجيزي] ، قال : أخبرنا الحسن بن سفيان ، قال : حدَّثنا

__________________

[٧٨٢] أخرجه مسلم في الإيمان (١٢٧ / ٧٣) ص ٨٤ ، وأخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ١٩٨) من طريق النضر بن محمد به.

[٧٨٣] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٦ / ١٦٢) لابن مردويه عن ابن عباس.

[٧٨٤] أخرجه مسلم في الإيمان (١٢٦ / ٧٢) ص ٨٤.

وأخرجه النسائي في المجتبى في كتاب الاستسقاء (٣ / ١٦٤) وأخرجه في عمل اليوم والليلة (٩٢٣)

٤٢٣

حَرْمَلة بن يحيى وعمرو بن سَوَّاد السّرْحي ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن أبا هريرة قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألم تَرَوْا إلى ما قال ربكم؟ قال : ما أنعمتُ على عبادي من نعمة إلا أصبح فريقٌ بها كافرين ، يقولون : الكواكب وبالكواكب.

رواه مسلم عن حَرْمَلَة وعمرو بن سَوَّاد.

__________________

وأخرجه أحمد (٢ / ٣٦٢) من طريق ابن وهب به.

وأخرجه (٢ / ٣٦٨) من طريق يونس به.

وأخرجه البيهقي في السنن (٣ / ٣٥٨) من طريق عمرو بن سواد به.

٤٢٤

سورة الحديد

[٤٠٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ ) الآية. [١٠].

٧٨٥ ـ روى محمد بن فُضيل ، عن الكلبي : أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه . ويدل على هذا ما أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد [بن عبده] بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله السَّلِيطي ، قال : حدَّثنا عثمان بن سليمان البغدادي ، قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم المخزومي ، قال : حدَّثنا عمرو بن حَفْص الشَّيْباني ، قال : حدَّثنا العلاء بن عمرو ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق الفَزَارِي ، عن سفيان الثَّوْرِي ، عن آدم بن علي ، عن ابن عمر ، قال :

بينا النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق ، وعليه عباءة قد خلَّلها على صدره بخِلَال ، إذ نزل عليه جبريلعليه‌السلام فأقرأه من الله السلام وقال : يا محمد ، ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خَلَّلها على صدره بخلال؟ فقال : يا جبريل ، أنفق ماله قبل الفتح عَلَيَّ. قال : فأَقْرِئه مِنَ الله سبحانه وتعالى السلام ، وقل له : يقول لك ربك : أراضٍ أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فالتفت

__________________

[٧٨٥] إسناده ضعيف ، في إسناده العلاء بن عمرو : قال ابن حبان في المجروحين [٢ / ١٨٥] : شيخ يروي عن أبي إسحاق الفزاري العجائب.

وذكر ابن حبان هذا الحديث من عجائبه.

٤٢٥

النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أبي بكر ، فقال : يا أبا بكر ، هذا جبريل يُقْرِئك من الله سبحانه السلام. ويقول لك : أراضٍ أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فبكى أبو بكر وقال : على ربي أغضب؟ أنا عن ربي راضٍ ، أنا عن ربي رَاضٍ.

[٤٠٩]

قوله تعالى :( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ ) الآية. [١٦].

٧٨٦ ـ قال الكلبي ومقاتل : نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة ، وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذاتَ يوم فقالوا : حدَّثنا عما في التوراة فإن فيها العجائب ، فنزلت هذه الآية ، وقال غيرهما : نزلت في المؤمنين.

٧٨٧ ـ أخبرنا عبد القاهر بن طاهر ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيابي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن رَاهَوَيْه ، قال : حدَّثنا عمرو بن محمد القرشي ، قال : حدَّثنا خلاد بن [مسلم] الصَّفَّار ، عن عمرو بن قيس المُلَائي ، عن عمرو بن مُرَّة ، عن مُصْعَب بن سعد ، عن سعد ، قال :

أنزل القرآن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتلاه عليهم زماناً. فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت [علينا]. فأَنزل الله تعالى :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) فتلاه عليهم زماناً ، فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا. فأنزل الله تعالى :( اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) قال : كلُّ ذلك يُؤْمَرُونَ بالقرآن. قال خلاد : وزاد فيه آخر : قالوا : يا رسول الله ، لو ذكَّرْتنا. فأنزل الله تعالى :( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ ) .

__________________

[٧٨٦] الكلبي ضعيف.

[٧٨٧] سبق برقم (٥٤٤)

٤٢٦

سورة المجادلة

[٤١٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ) الآية. [١].

٧٨٨ ـ أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الغازي ، قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيري ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنَّى ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدَّثنا محمد بن أبي عبيدة ، قال : حدَّثنا أبي ، عن الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، قال :

قالت عائشة : تبارك الذي وسع سمعه كل شي ، إني لأسمع كلام خَوْلَة بنت ثَعْلَبة ، ويخفى عليّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهي تقول : يا رسول الله ، أبْلَى شبابي ، ونَثَرْتُ له بَطْنَي ، حتى إذا كبرَ سِنِّي ، وانقطع وَلَدِي ـ

__________________

[٧٨٨] أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب التوحيد ترجمة الباب (٩) باب( وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) قبل الحديث (٧٣٨٦).

وأخرجه النسائي في الطلاق (٦ / ١٦٨).

وفي التفسير (٥٩٠).

وأخرجه ابن ماجة في المقدمة (١٨٨).

وفي الطلاق (٢٠٦٣).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٨١) وصححه ووافقه الذهبي.

٤٢٧

ظاهر مني ، اللهم إني أشكو إليك قالت : فما برحت حتى نزل جبريلُعليه‌السلام بهذه الآيات :( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ ) .

رواه [الحاكم] أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي محمد المزني عن مُطير ، عن أبي كُرَيب ، عن محمد بن أبي عبيدة.

٧٨٩ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ الأصفهاني ، قال : حدَّثنا عبدان بن أحمد ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ، قال : حدَّثنا [يحيى] بن عيسى الرملي ، قال : حدَّثنا الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت :

الحمد لله الذي توسع لسمع الأصوات كلها! لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وأنا في جانب البيت لا أدري ما تقول ، فأنزل الله تعالى :( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ) .

[٤١١]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ) الآية. [٢].

٧٩٠ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو بكر محمد بن زياد النَّيْسَابُوري ، قال : حدَّثنا أبو بكر محمد بن الأشعث ، قال : حدَّثنا محمد بن بكار ، قال : حدَّثنا سعيد بن بشير ، أنه سأل قتادة عن الظِّهار ، قال : فحدثني أن أنس بن مالك ، قال :

إن أوس بن الصامت ظاهَرَ من امرأته خُوَيلة بنت ثَعْلَبة ، فشكت ذلك إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : ظاهر مني حين كَبِرَ سني ، ورَقَّ عَظْمي. فأنزل الله تعالى آية الظهار ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأوس : أعتق رقبة ، فقال : مالي بذلك يدان ، قال : فصم شهرين متتابعين ، قال : أما إِني إذا أخطأني أن لا آكل في اليوم [مرتين] كلَ

__________________

[٧٨٩] انظر السابق.

[٧٩٠] إسناده ضعيف : سعيد بن بشير الأزدي : ضعيف [تهذيب التهذيب ٤ / ٨] وقال ابن حبان : يروي عن قتادة ما لا يتابع [مجروحين ١ / ٣١٥] وعزاه في الدر (٦ / ١٨٠) لابن مردويه.

٤٢٨

بصري ، قال : فأطعم ستين مسكيناً ، قال : لا أجد إلا أن تعينني منك بعون وصلة.قال : فأعانه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بخمسة عشرَ صرعاً حتى جمع الله له ، والله رحيم ، وكانوا يرون أن عنده مثلها ، وذلك لستِّين مسكيناً.

٧٩١ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حامد العدل ، قال : حدَّثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن زكريا ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سيار ، قال : أخبرنا [عبد العزيز بن يحيى بن يوسف ، قال : حدَّثنا] أبو الأصبغ الحرّاني ، قال : حدَّثنا محمد بن مَسْلَمَة ، عن محمد بن إسحاق ، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال :

حدَّثتني خُويلة بنت ثعلبة ، وكانت عند أوس بن الصّامت ، أخي عُبادة بن الصّامِت ، قالت : دخل عليَّ ذات يوم فكلمني بشيء وهو فيه كالضجر ، فرادَدْتُه فغضب ، فقال : أنت عليَّ كظهر أمي ، ثم خرج في نادي قومه ، ثم رجع إليّ فراودني عن نفسي فامتنعت منه ، فشَادَّني فشادَدْتُه ، فغلبته بما تغلب به المرأة الرجلَ الضعيف فقلت : كلا ـ والذي نفس خُوَيْلة بيده. لا تصلُ إليّ حتى يحكم الله تعالى فيّ وفيك بحكمه ، ثم أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أشكو ما لقيت ، فقال : زوجك وابن عمك ، اتقي الله وأحسني صحبته. فما برحت حتى نزل القرآن :( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ) إلى [قوله] :( إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) حتى انتهى إلى الكفارة ، قال : مريه فليعتق رقبة ، قلت : يا نبي الله ، والله ما عنده رقبة يعتقها. قال : مريه فليصم شهرين متتابعين ، قلت : يا نبي الله [والله إنه] شيخ كبير ما به من صيام ، قال : فليطعم ستين مسكيناً ، قلت : يا نبي الله ، والله ما عنده ما

__________________

[٧٩١] أخرجه أحمد في مسنده (٦ / ٤١٠) وقد صرح ابن إسحاق بالسماع. وفي إسناده معمر بن عبد الله بن حنظلة ، قال الحافظ في التهذيب : ذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديثه في صحيحه وفيه تصريح ابن إسحاق بالسماع وقال القطان : مجهول الحال وتبعه الذهبي وقال : تفرد عنه ابن إسحاق.

والحديث أخرجه أبو داود في كتاب الطلاق (٢٢١٤ ، ٢٢١٥).

والبيهقي في السنن الكبرى (٧ / ٣٨٩).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٧٩) للطبراني وابن المنذر وابن مردويه.

٤٢٩

يطعم ، فقال : بلى سنعينه بعَرْق من تمر ـ مِكْتَلّ يسع ثلاثين صاعاً ـ قالت : قلت : وأنا أعينه بِعَرْقٍ آخر ، قال : قد أحسنت ، فليتصدق.

[٤١٢]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ) . [٨].

٧٩٢ ـ قال ابن عباس ومجاهد : نزلت في اليهود والمنافقين ، وذلك أنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم ، فإذا رأى المؤمنون نجواهم قالوا : ما نراهم إلا وقد بلَغَهم عن أقربائنا وإخواننا الذين خرجوا في السَّرَايا قَتْلٌ أو موت أو مصيبة أو هزيمة ، فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم ، فلا يزالون كذلك حتى يقدم أصحابهم وأقرباؤهم ، فلما طال ذلك وكثر شكوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمرهم أن لا يتناجوا دون المسلمين ، فلم ينتهوا عن ذلك ، وعادوا إلى مناجاتهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤١٣]

قوله تعالى :( وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ) . [٨].

٧٩٣ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب ، قال : أخبرنا أبو إسحاق

__________________

[٧٩٢] بدون إسناد.

[٧٩٣] أخرجه مسلم في كتاب السلام (١١ / ٢١٦٥) ص ١٧٠٦.

والنسائي في التفسير (٥٩١).

وابن ماجة (٣٦٩٨) ثلاثتهم من طريق أبي الضحى عن مسروق به ومن طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة :

أخرجه البخاري في استتابة المرتدين (٦٩٢٧).

ومسلم في كتاب السلام (١٠ / ٢١٦٥) ص ١٧٠٦.

والترمذي في الاستئذان (٢٧٠١).

والنسائي في التفسير (٥٩٢).

والنسائي في عمل اليوم والليلة (٣٨١).

وزاد السيوطي في الدر (٦ / ١٨٤) نسبته لعبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي في شعب الإيمان وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٤٣٠

إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق السَّرَّاج ، قال : حدَّثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي الضُّحى ، عن مَسْرُوق ، عن عائشة ، قالت :

جاء ناس من اليهود إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : السَّامُ عليك يا أبا القاسم ، فقلت : السَّامُ عليكم ، وفَعَلَ الله بكم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَهْ يا عائشة! فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التَّفَحُّش. فقلت : يا رسول الله أَلَسْتَ تَرَىَ ما يقولون؟ قال : أَلَسْتِ تَرَيْنَ أردّ عليهم ما يقولون؟ أقول : وعليكم! ونزلت هذه الآية في ذلك :( وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ) .

٧٩٤ ـ أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الغازي ، قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيري ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : أخبرنا زهير بن محمد ، قال : أخبرنا يونس بن محمد ، قال : أخبرنا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس.

أن يهودياً أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : السام عليك ، فرد القوم ، فقال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل تدرون ما قال؟ قالوا : الله ورسوله أعلم [سلم] يا نبي الله ، قال : لا ، ولكن قال كذا وكذا رُدُّوه عليَّ ، فردوه عليه فقال : قلتَ : السام عليكم؟ قال : نعم ، فقال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك : إذا سلَّم عليكم أحدٌ من أهل الكتاب ، فقولوا : وعليكم ، أي عليك ما قلت. فنزل قوله تعالى :( وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ) .

[٤١٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ ) الآية. [١١].

٧٩٥ ـ قال مقاتل : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصفة ، وفي المكان ضيق وذلك يوم

__________________

[٧٩٤] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٣٠١) من طريق قتادة عن أنس وقال الترمذي : حسن صحيح.

وأخرجه البخاري في كتاب استتابة المرتدين (٢٩٢٦) من طريق هشام بن زيد بن مالك عن أنس.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٤) لأحمد وعبد بن حميد.

[٧٩٥] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ١٨٤) لابن أبي حاتم.

٤٣١

الجمعة ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، فجاء ناس من أهل بدر وقد سُبِقوا إلى المجلس ، فقاموا حِيَال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم على أرجلهم ينظرون أن يُوسّع لهم فلم يفسحوا لهم ، وشق ذلك على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لمن حوله من غير أهل بدر : قم يا فلان وأنت يا فلان. فأقام من المجلس بقدر النفر الذين قاموا بين يديه من أهل بدر ، فشق ذلك على من أقيم من مجلسه وعرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الكراهية في وجوههم ، فقال المنافقون للمسلمين : ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس؟ فو الله ما عدل بين هؤلاء : قوم أخذوا مجالسهم وأحبّوا القرب من نبيهم ، أقامهم وأجلس مَنْ أبطأ عنهم مقامهم! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤١٥]

قولهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ ) الآية. [١٢].

٧٩٦ ـ قال مقاتل بن حيان : نزلت الآية في الأغنياء ، وذلك أنهم كانوا يأتون النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على المجالس ، حتى كره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك من طول جلوسهم ومناجاتهم ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية ، وأمر بالصدقة عند المناجاة ، فأما أهل العُسْرَة فلم يجدوا شيئاً ، وأما أهل الميسرة فَبَخِلُوا ، واشتد ذلك على أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت الرخصة.

٧٩٧ ـ وقال علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه : إن في كتاب الله لآيةً ما عَمِلَ بها أحد قبلي ، ولا يَعْمَلُ بها أحد بعدي :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ ) كان لي دينار فبعته [بدراهم] وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفذ ، فَنُسِخَتْ بالآية الأخرى :( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) الآية.

__________________

[٧٩٦] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ١٨٤) لابن أبي حاتم.

[٧٩٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٨٢) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٤) لسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٤٣٢

[٤١٤]

قولهعزوجل :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) الآيات إلى قوله :( وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ ) . [١٤ : ١٨].

٧٩٨ ـ قال السدي ومقاتل : نزلت في عبد الله بن نَبْتل المنافق ، كان يجالس النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود. فبينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في حُجْرة من حجره إذ قال : يدخل عليكم الآنَ رجلٌ قلبُه قلبُ جبار ، وينظر بعيني شيطان. فدخل عبد الله بن نَبْتَل ، وكان أزرقَ ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : علام تشتُمني أنت وأصحابك؟ فحلف بالله ما فعل ذلك ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : فعلتَ. فانطلق فجاء بأصحابه ، فحلفوا بالله ما شتموه. فأنزل الله تعالى هذه الآيات.

٧٩٩ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر ، أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيَابِي ، حدَّثنا أبو جعفر النفَيْلِي ، حدَّثنا زهير بن معاويةَ ، حدَّثنا سِمَاك بن حرب ، قال : حدَّثني سعيد بن جُبَير ، أن ابن عباس حدَّثه :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في ظل حجرة من حجره ، وعنده نفرٌ من المسلمين قد كاد الظل يقلص عنهم ، فقال لهم : إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعيني شيطان ، فإذا أتاكم فلا تكلموه ، فجاء رجل أزرقُ ، فدعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وكلمه ، فقال : عَلَامَ تشتمني أنت وفلان وفلان؟ ـ نفر دعا بأسمائهم ـ فانطلق الرجل فدعاهم ، فحلفوا بالله واعتذروا إليه. فأنزل الله تعالى :( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ

__________________

[٧٩٨] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ١٧٦) لابن أبي حاتم عن السدي.

[٧٩٩] أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٤٠) من طريق سماك به ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٨٢) وصححه وأقره الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٨ / ١٧).

وأخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ٧) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٢٢) وعزاه للطبراني وأحمد والبزار وقال : رجال الجميع رجال الصحيح.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٦) للبيهقي في الدلائل وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٤٣٣

كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ ) .

رواه الحاكم في صحيحه ، عن الأصم ، عن ابن عفان ، عن عمرو العَنْقَزِي ، عن إسرائيل ، عن سِمَاك.

[٤١٧]

قوله تعالى :( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) الآية. [٢٢].

٨٠٠ ـ قال ابن جريح : حُدِّثت أن أبا قُحَافَةَ سبَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصكّه أبو بكر صكّة شديدة سقط منها ، ثم ذكر ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أَوَفَعَلْته؟ قال : نعم ، قال : فلا تعد إليه ، فقال أبو بكر : والله لو كان السيف قريباً مني لقتلته ، فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.

٨٠١ ـ وروي عن ابن مسعود ، أنه قال : نزلت هذه الآية في أبي عُبَيْدَة بن الجرّاح ، قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أحد.

وفي أبي بكر ، دعا ابنه يوم بدر إلى البراز ، فقال : يا رسول الله ، دعني أكن في الرَّعْلَة الأولى. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَتِّعْنا بنفسك يا أبا بكر ، أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري؟

وفي مُصْعَب بن عُمَير ، قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحُد.

وفي عمر ، قتل خالَه العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر.

وفي علي وحمزة [وعُبيدة] ، قتلوا عُتْبَة وشَيْبَة ابني ربيعة ، والوليدَ بن عتبة يوم بدر.

وذلك قوله :( وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) .

__________________

[٨٠٠] مرسل.

[٨٠١] بدون إسناد.

٤٣٤

سورة الحشر

[٤١٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( سَبَّحَ لِلَّهِ ) إِلى قوله :( وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [٦].

٨٠٢ ـ قال المفسرون : نزلت هذه الآية في بني النَّضِير ، وذلك : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما قدم المدينة صالحه بنو النَّضِير على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه ، وقَبِلَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك منهم. فلما غزا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بدراً وظهر على المشركين ، قالت بنو النضير : والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة ، لا تُردُّ له راية. فلما غزا أُحُداً وهُزم المسلمون ، نقضوا العهد ، وأظهروا العداوة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين. فحاصرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم صالحهم على الجلاء من المدينة.

٨٠٣ ـ أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن كعب بن مالك ، عن رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

[٨٠٣] أخرجه أبو داود في الخراج والإمارة (٣٠٠٤).

وعزاه في الدر (٦ / ١٨٩) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل.

٤٣٥

أن كفار قريش كتبوا بعد وقعة بدر إلى اليهود : إنكم أهل الحَلْقة ، والحصون ، وإنكم لتقاتلنّ صاحِبنَا أو لنفعلن كذا ، ولا يحول بيننا وبين خَدَم نسائكم ـ وهي الخلاخل ـ شيء. فلما بلغ كتابُهم اليهودَ أجمعت بنو النضير [على] الغدر ، وأرسلوا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أن أخرج إلينا في ثلاثين رجلاً من أصحابك ، وليخرجْ منا ثلاثون حَبْراً ، حتى نلتقي بمكان نَصَف بيننا وبينك ، ليسمعوا منك ، فإن صدَقوك وآمنوا بك آمنا بك كلّنا. فخرج النبي صَلى الله عليه وآله وسلم في ثلاثين من أصحابه ، وخرج إليه ثلاثون حَبْراً من اليهود ، حتى إذا برزوا في بَرَاز من الأرض ، قال بعض اليهود لبعض : كيف تخلُصون إليه ومعه ثلاثون رجلاً من أصحابه كلُّهم يُحب أن يموت قبله؟ فأرسلوا [إليه] كيف نفهم ونحن ستون رجلاً؟ أخرج في ثلاثة من أصحابك ، ونخرج إليك ثلاثة من علمائنا ، إن آمنوا بك آمنا بك كلُّنا وصدقناك. فخرج النبي صَلى الله عليه وسلم في ثلاثة من أصحابه ، وخرج ثلاثة من اليهود ، واشتملوا على الخناجر ، وأرادوا الفتك برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأرسلت امرأة ناصحةٌ من بني النَّضِير إلى أخيها ـ وهو رجل مسلم من الأنصار ـ فأخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقبل أخوها سريعاً حتى أدرك النبيَّ صَلى الله عليه وسلم ، فسارَّه بخبرهم فرجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فلما كان من الغد غدا عليهم بالكتائب ، فحاصرهم وقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء ، على أنّ لهم ما أقلَّت الإبل إلا الحَلْقة ، وهي السلاح وكانوا يُخَرِّبون بيوتهم ، فيأخذون ما وافقهم من خشبها ، فأنزل الله تعالى :( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) حتى بلغ :( وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .

[٤١٩]

قوله تعالى :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) الآية. [٥].

٨٠٤ ـ وذلك : أن رسول الله صَلى الله عليه وسلم لما نزل ببني النضير ، وتحصنوا في حصونهم ، أمر بقطع نخيلهم وإحراقها ، فجزع أعداء الله عند ذلك ، وقالوا :

__________________

[٨٠٤] أخرج الترمذي في كتاب التفسير (٣٣٠٣) عن ابن عباس حديثاً يؤيد ذلك وقال : هذا حديث حسن غريب.

٤٣٦

زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح ، أفمن الصلاح عَقْرُ الشجر المثمر وقطعُ النخيل؟ وهل وجدت فيما زعمت : أنه أنزل عليك ، الفساد في الأرض؟ فشق ذلك على النبي صَلى الله عليه وسلم. فوجد المسلمون في أنفسهم من قولهم ، وخشوا أن يكون ذلك فساداً ، واختلفوا في ذلك ، فقال بعضهم : لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا ، وقال بعضهم : بل اقطعوا. فأنزل الله تبارك وتعالى :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) الآية.

تصديقاً لمن نَهَى عن قطعه ، وتحليلاً لمن قطعه. وأخبر : أن قطْعَه وترْكَه بإذن الله تعالى.

٨٠٥ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزكِّي ، أخبرنا والدي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدَّثنا قتيبة ، حدَّثنا الليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر :

أَن رسول الله صَلى الله عليه وسلم حرق نخل النضير ، وقطع. وهي البُوَيْرة. فأنزل الله تعالى :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ )

رواه البخاري.

ومسلم عن قُتيبةَ.

٨٠٦ ـ أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ،

__________________

[٨٠٥] أخرجه البخاري في المغازي (٤٠٣١) وفي التفسير (٤٨٨٤).

وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (٢٩ / ١٧٤٦) ص (١٣٦٥).

وأبو داود في الجهاد (٢٦١٥) ، وأخرجه الترمذي في السير (١٥٥٢) وفي التفسير (٣٣٠٢) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٥٩٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٨) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير والبيهقي في الدلائل.

[٨٠٦] أخرجه البخاري في الجهاد (٣٠٢١) ومسلم في الجهاد والسير (٣٠ / ١٧٤٦) ص ١٣٦٥ ، وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٨٤٥٧) للنسائي في السير في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٨ / ٢٣).

٤٣٧

أخبرنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا عبد الله بن المبارك ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر :

أن رسول الله صَلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق ، وهي : البويرة ، ولها يقول حسّان :

وهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍ

حَرِيقٌ بِالْبُوَيرةِ مُسْتَطِيرُ

وفيها نزلت الآية :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها ) الآية.

رواه مسلم عن سعيد بن منصور ، عن ابن المبارك.

٨٠٧ ـ وأخبرنا أبو بكر ، أخبرنا عبد الله ، حدَّثنا سَلْم بن عصام ، حدَّثنا رستة ، حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدَّثنا محمد بن ميمون التمار ، حدَّثنا جُرْمُوز ، عن حاتم النجار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

جاء يهودي إلى النبي صَلى الله عليه وسلم ، فقال : أنا أقوم فأصلي. قال : قدَّرَ الله لك ذلك أن تصلي. قال : أنا أقعد. قال : قدَّر الله لك أن تقعد. قال : أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها. قال : قدر الله لك أن تقطعها. قال : فجاء جبريلعليه‌السلام ، فقال : يا محمد لُقِّنتَ حُجتَك ، كما لُقِّنَها إبراهيمُعليه‌السلام على قومه. فأنزل الله تعالى :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ ) يعني اليهود.

[٤٢٠]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) الآية. [٩].

__________________

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ١٨٨) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٨٠٧] عزاه في الدر (٦ / ١٩٢) للبيهقي في الأسماء والصفات عن الأوزاعي وقد أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (١ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩) عن الأوزاعي.

٤٣٨

٨٠٨ ـ روى جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم : أن الأنصار قالوا : يا رسول الله ، اقسم بيننا وبين إخواننا من المهاجرين الأرض نصفين. قال : لا ، ولكنهم يَكفونكم المَئُونة ، وتقاسمونهم الثمرة ، والأرضُ أرضُكم. قالوا : رضينا. فأنزل الله تعالى :( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) الآية.

[٤٢١]

قوله تعالى :( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ) . [٩].

٨٠٩ ـ أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر المؤذن [قال :] أخبرنا أبو علي الفقيه ، أخبرنا محمد بن منصور بن أبي الجهم السَّبيعي ، حدَّثنا نصر بن علي الجهْضَميّ ، حدَّثنا عبد الله بن داود ، عن فُضَيْل بن غَزْوان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة.

أن رسول الله صَلى الله عليه وسلم دفع إلى رجل من الأنصار رجلاً من أهل الصفة ، فذهب به الأنصاري إلى أهله ، فقال للمرأة : هل من شيء؟ قالت : لا ، إلا قوت الصِّبْيَة. قال : فَنَوِّميهم ، فإذا ناموا فأتيني [به] ، فإذا وضعت فأطفئي السراج قال : ففعلت ، وجعل الأنصاري يقدم إلى ضيفه ما بين يديه ، ثم غدا به إلى رسول الله صَلى الله عليه وسلم ، فقال : لقد عجب من فعالكما أهل السماء. ونزلت( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ) . رواه البخاري عن مُسَدَّد ، عن عبد الله بن داود ، ورواه مسلم عن أبي كُرَيب ، عن وكيع ، كلاهما عن فُضَيل بن غَزْوان.

٨١٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق المُزَكِّي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن

__________________

[٨٠٨] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ١٩٥) لعبد بن حميد وابن المنذر عن يزيد بن الأصم.

[٨٠٩] أخرجه البخاري في المناقب (٣٧٩٨) وفي التفسير (٤٨٨٩).

وأخرجه مسلم في الأشربة (١٧٢ ، ١٧٣ / ٢٠٥٤) ص ١٦٢٤ ، ١٦٢٥.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٣٠٤).

والنسائي في التفسير (٦٠٢)

[٨١٠] إسناده ضعيف : عبيد الله بن الوليد ضعيف [تقريب ١ / ٥٤٠] و [المجروحين ٢ / ٦٣].

والحديث أخرجه الحاكم (٢ / ٤٨٤) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله : عبيد الله ضعفوه.

٤٣٩

عبد الله السليطي حدَّثنا أبو العباس بن عيسى بن محمد المَرْوَزي ، حدَّثنا المستجير بن الصَّلْت ، حدَّثنا القاسم بن الحكم العُرَني ، حدَّثنا عبيد الله بن الوليد ، عن مُحَارِب بن دِثَار ، عن عبد الله بن عمر ، قال :

أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صَلى الله عليه وسلم رأسُ شاة ، فقال : إن أخي فلاناً وعياله أحوجُ إلى هذا منا. فبعثَ به إليه ، فلم يزل يَبعثُ به واحدٌ إلى آخَرَ حتى تداولها سبعة أهلُ أبيات ، حتى رجعتْ إلى الأول ، فنزلت :( وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ) إلى آخر الآية.

__________________

وعزاه السيوطي في الدر (٦ / ١٩٥) للحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

٤٤٠