أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن6%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428274 / تحميل: 6396
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

محمد بن إسماعيل الأَحْمَسِي ، حدَّثنا وكيع ، حدَّثنا أشعث السَّمَّان ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه ، قال :

كنا نصلي مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في السفر في ليلة مظلمة ، فلم ندر كيف القبلة ، فصلى كل رجل منا على حِيَالِه ، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت :( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) .

ومذهب ابن عمر : أن الآية نازلة في التطوع بالنافلة.

٥٩ ـ أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، حدَّثنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، حدَّثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ، حدَّثنا أبو أسامة ، عن عبد الملك بن سليمان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر ، قال : أنزلت :( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك ، في التطوع.

٦٠ ـ وقال ابن عباس في رواية عطاء : إن النجاشي توفي فأتى جبريل النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : إن النجاشي توفي فصلّ عليه ، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أصحابه أن يحضروا ، وصفّهم ثم تقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال لهم : إن الله أمرني أن أصلي على النجاشي وقد توفي ، فصلوا عليه. فصلّى رسول الله [وهم عليه]. فقال أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في أنفسهم : كيف نصلي على رجل مات وهو يصلي لغير قبلتنا. وكان النجاشي يصلي إلى بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة إلى الكعبة. فأنزل الله تعالى :( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) .

__________________

[٥٩] إسناده صحيح : أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين (٣٣ ، ٣٤ / ٧٠٠) ص ٤٨٦ ـ والترمذي في التفسير (٢٩٥٨) وقال : هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في التفسير (١٧) وفي الصلاة (١ / ٢٤٤) والبيهقي في السنن (٢ / ١٢) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٦٦) وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه ابن جرير (١ / ٤٠٠ ـ ٤٠١).

وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٠٩) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والنحاس والطبراني والبيهقي.

[٦٠] بدون إسناد.

٤١

٦١ ـ ومذهب قتادة : أن هذه [الآية] منسوخة بقوله تعالى :( وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء الخراساني. وقال : أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة ، قال الله تعالى :( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) قال : فصلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نحو بيت المقدس ، وترك البيت العتيق ، ثم صرفه الله تعالى إلى البيت العتيق.

٦٢ ـ وقال في رواية [علي] بن أبي طلحة الوَالبيّ : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لما هاجر إِلى المدينة ـ وكان أكثر أهلها اليهود ـ أمره الله أن يستقبل بيت المقدس.

ففرحت اليهود ، فاستقبلها بضعة عشر شهراً. وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يحب قبلة إبراهيم ، فلما صرفه الله تعالى إليها ارتاب من ذلك اليهود ، وقالوا : ما وَلَّاهُمْ عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله تعالى :( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) .

[٢٩]

قوله تعالى :( وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً ) [١١٦].

٦٣ ـ نزلت في اليهود حيث قالوا : عزير ابن الله ، وفي نصارى نجران حيث قالوا : المسيح ابن الله ، وفي مشركي العرب [حيث] قالوا : الملائكة بنات الله.

[٣٠]

قوله تعالى :( وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ ) . [١١٩].

٦٤ ـ قال ابن عباس : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال ذات يوم : ليت شعري ما فعل

__________________

[٦١] ذكره المصنف بدون إسناد : وقد أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه البيهقي في السنن (٢ / ١٢) من طريق عطاء عن ابن عباس.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ١٠٨) لأبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٢] ابن أبي طلحة : هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس. فيكون الإسناد منقطع.

وقد أخرجه البيهقي من طريق ابن أبي طلحة (٢ / ١٢) وأخرجه ابن جرير من نفس الطريق (١ / ٣٩٩)

[٦٤] بدون إسناد ـ وقد رُوي من وجه مرسل عن محمد بن كعب القرظي بسند ضعيف وهو عند ابن جرير في تفسير هذه الآية وفي إسناده عند موسى بن عبيدة وهو ضعيف.

وذكره السيوطي في الدر (١ / ١١١) وقال هذا مرسل ضعيف الإسناد.

٤٢

أبواي! فنزلت هذه الآية. وهذا على قراءة من قرأ :( وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ ) جَزْماً.

٦٥ ـ وقال مقاتل : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : لو أن الله أنزل بأسه باليهود لآمنوا. فأنزل الله تعالى :( وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ ) .

[٣١]

قوله تعالى :( وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى ) الآية. [١٢٠].

قال المفسرون : إنهم كانوا يسألون النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم الهدنة ، ويطمعونه أنه إن هادنهم وأمهلهم اتبعوه ووافقوه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٦ ـ قال ابن عباس : هذا في القبلة ، وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصليَ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلى قبلتهم. فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم ويئسوا منه أن يوافقهم على دينهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٣٢]

قوله تعالى :( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ) . [١٢١].

٦٧ ـ قال ابن عباس ـ في رواية عطاء والكلبي ـ : نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة ، كانوا أربعين رجلاً من الحبشة وأهل الشام.

٦٨ ـ وقال الضحاك : نزلت فيمن آمن من اليهود.

٦٨١ م ـ وقال قتادة وعكرمة : نزلت في [أصحاب] محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

[٦٥] مرسل.

[٦٦] ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٢٤) والدر (١ / ١١١) وعزاه للثعلبي.

[٦٧] بدون إسناد.

[٦٨] بدون إسناد وهو مرسل.

[٦٨١] م مرسل.

٤٣

[٣٣]

قوله تعالى :( أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ) الآية. [١٣٣].

٦٩ ـ نزلت في اليهود حين قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألست تعلم أَنَّ يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية؟

[٣٤]

قوله تعالى :( وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا ) . [١٣٥].

٧٠ ـ قال ابن عباس : نزلت في رؤوس يهود المدينة : كعب بن الأشرف ، ومالك بن الصيف [ووهب بن يهوذا] وأبي ياسر بن أخْطَبَ ، وفي نصارى أهل نجران. وذلك أنهم خاصموا المسلمين في الدين ، كلّ فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها. فقالت اليهود : نبينا موسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا التوراة أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان. وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن.

وقالت النصارى : نبينا عيسى أفضل الأنبياء ، وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب ، وديننا أفضل الأديان ، وكفرت بمحمد والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين : كونوا على ديننا فلا دين إلَّا ذلك. وَدَعوْهم إلى دينهم.

[٣٥]

قوله تعالى :( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) . [١٣٨].

٧١ ـ قال ابن عباس : إن النصارى كان إذا وُلِدَ لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة

__________________

[٧٠] بدون إسناد.

[٧١] ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية حديثاً رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من رواية أشعث بن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إن بني إسرائيل قالوا : يا رسول الله هل يصبغ ربك؟ فقال : اتقوا الله فناداه ربه يا موسى سألوك هل يصبغ ربك؟ فقل نعم أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها من صبغي ، وأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) .

وقال ابن كثير : كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعاً وهو في رواية ابن أبي حاتم موقوفاً وهو أشبه إن صح إسناده والله أعلم أ. ه.

٤٤

أيام صبغوه في ماء لهم يقال له : المعمودي ، ليطهروه بذلك ، ويقولون : هذا طهور مكان الختان. فإذا فعلوا ذلك [قالوا : الآن] صار نصرانيا حقَّاً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٣٦]

قوله تعالى :( سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ) الآية. [١٤٢].

نزلت في تحويل القبلة.

٧٢ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر ، وأخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا الحسن بن محمد بن مصعب ، حدَّثنا يحيى بن حكيم ، حدَّثنا عبد الله بن رجاء ، حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إِسحاق ، عن البَرَاء قال :

لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، المدينة فصلّى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً ، أو سبعة عشر شهراً ـ وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يحب أن يُوَجّه نحو الكعبة ـ فأنزل الله تعالى :( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) إلى آخر الآية. وقال السفهاء من الناس ـ وهم اليهود ـ : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قال الله تعالى :( قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) إلى آخر الآية.

رواه البخاري عن عبد الله بن رجاء.

[٣٧]

قوله تعالى :( وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ) [١٤٣].

__________________

قلت : عزاه السيوطي في الدر (١ / ١٤١) لابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس مرفوعاً ، ولابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة عن ابن عباس موقوفاً ، والله أعلم.

[٧٢] إسناده صحيح : أخرجه البخاري في الصلاة (٣٩٩) وفي أخبار الآحاد (٧٢٥٢) وأخرجه الترمذي في الصلاة (٣٤٠).

وفي التفسير (٢٩٦٢) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه البيهقي في السنن (٢ / ٢) وابن حبان (٣ / ١٠٨ إحسان) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ١٩).

وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٤١) لابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبي داود في ناسخه والترمذي والنسائي وابن جرير وابن حبان والبيهقي.

٤٥

٧٣ ـ قال ابن عباس في رواية الكلبي : كان رجال من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قد ماتوا على القبلة الأولى منهم أسعد بن زُرَارة ، وأبو أمَامَةَ أحَدُ بني النّجار ، والبَرَاء بن مَعْرُور أحد بني سلمة ، وأناس آخرون جاءت عشائرهم فقالوا : يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى ، وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم ، فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله :( وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ) الآية.

[٣٨]

ثم قال :( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) . [١٤٤].

وذلك أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال لجبريلعليه‌السلام : وَدِدْتُ أَنَّ الله تعالى صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها ـ وكان يريد الكعبة لأنها قبلة إبراهيم ـ فقال له جبريل : إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئاً ، فسل ربك أن يحولك عنها إلى قبلة إبراهيم. ثم ارتفع جبريل وجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٧٤ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، أخبرنا علي بن عمر

__________________

[٧٣] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه الترمذي في تفسيره (٢٩٦٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود في السنة (٤٦٨٠) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٦٩) عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه ابن جرير (٢ / ١١) وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٤٦) لوكيع والفريابي والطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم.

[٧٤] أخرجه ابن ماجة في كتاب الصلاة (١٠١٠) وابن جرير (٢ / ٣) كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش به. وقد وقع عند ابن ماجة ثمانية عشر شهراً وعند ابن جرير سبعة عشر شهراً وهذا الاضطراب من أبي بكر بن عياش فإنه سيئ الحفظ قال ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (١ / ٩٧) وقد أشار المصنف إلى أن البخاري قد أخرجه عن أبي نعيم وهي عند البخاري في كتاب التفسير (٤٤٨٦) وفيها : فأنزل الله( وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ) .

وأخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (١١ / ٥٢٥) ص ٣٧٤.

٤٦

الحافظ ، حدَّثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدَّثنا أبو هشام الرفاعي ، حدَّثنا أبو بكر ابن عياش ، حدَّثنا أبو إسحاق ، عن البَرَاء قال :

صلينا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعد قدومه المدينة ستة عشر شهراً نحو بيت المقدس ، ثم علم اللهعزوجل هوى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت :( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها ) الآية ، رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص.

ورواه البخاري عن أبي نعيم عن زهير ، كلاهما عن أبي إسحاق.

[٣٩]

قوله تعالى :( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ) الآية. [١٤٦].

٧٥ ـ نزلت في مؤمني أهل الكتاب : عبد الله بن سَلّام وأصحابه ، كانوا يعرفون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بنعته وصفته ومبعثه في كتابهم ، كما يعرف أحدهم ولده إِذا رآه مع الغلمان.

قال عبد الله بن سلام : لأنا [كنت] أَشدَّ معرفة برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مني بابني. فقال له عمر بن الخطاب : وكيف ذاك يا ابن سلام؟ قال : لأني أشهد أن محمداً رسول الله حقاً يقيناً ، وأنا لا أشهد بذلك على ابني ، لأني لا أدري ما أحدث النساء. فقال عمر : وفقك الله يا ابن سلام.

[٤٠]

قوله تعالى :( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ ) الآية. [١٥٤].

٧٦ ـ نزلت في قتلى بدر [من المسلمين] ، وكانوا بضعة عشر رجلاً : ثمانيةً

__________________

[٧٥] ذكره المصنف بدون إسناد. وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٤٧) للثعلبي من طريق السدي الصغير عن الكلبي ـ وهذا الإسناد واه.

[٧٦] ذكره المصنف بدون إسناد ـ وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٥٥) لابن مندة في المعرفة من طريق السدي الصغير عن الكلبي. وهو إسناده واه.

٤٧

من الأنصار ، وستة من المهاجرين : وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله : مات فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها. فأنزل الله هذه الآية.

[٤١]

قوله تعالى :( إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ) الآية. [١٥٨].

٧٧ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدَّثني مصعب بن عبد الله الزُّبَيْرِي ، حدَّثنا مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :

أنزلت هذه الآية في الأنصار ، كانوا يحجون لِمَنَاةَ ، وكانت مناة حَذْوَ قُدَيْدٍ وكانوا يتحرَّجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة. فلما جاء الإسلام سألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك.

٧٨ ـ وأخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل العسكري ، حدَّثنا يحيى وعبد الرحمن ، عن هشام ، عن أبيه عن عائشة ، قالت :

__________________

[٧٧] أخرجه البخاري في الحج (١٧٩٠) وفي كتاب التفسير (٤٤٩٥).

وأخرجه أبو داود في الحج (١٩٠١).

وأخرجه النسائي في التفسير (٢٩) ومالك في الموطأ ص ٣٧٣ وابن جرير (٢ / ٣١) من طريق مالك به.

وأخرجه مسلم في الحج (٢٦١ / ١٢٧٧) ص ٩٢٩ والترمذي في التفسير (٢٩٦٥) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري به ، وأخرجه أحمد (٦ / ١٦٢ ، ٢٢٧) من طريق عروة به. والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٠) من طريق هشام به ، وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف (ص ٩٩ ، ١٠٠) من طريق هشام به.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٥ / ٩٦) من طريق مالك به.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ١٥٩) لمسلم وابن أبي حاتم ، وهو عند مسلم (٢٦١ / ١٢٧٧) ص ٩٢٩ من طريق عروة به.

[٧٨] الرواية التي أشار إليها المصنف في مسلم : أخرجها في كتاب الحج (٢٦٠ / ١٢٧٧) ص ٩٢٨ ، وابن ماجة ٢٩٨٦ من طريق أبي أسامة به.

٤٨

أنزلت هذه الآية في ناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا [أهلوا] لمناة في الجاهلية ، ولم يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة. فلما قدموا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في الحج ذكروا ذلك له. فأنزل الله تعالى هذه الآية. رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي أسامة ، عن هشام [عن أبيه ، عن عائشة].

٧٩ ـ وقال أنس بن مالك : كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة ، لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية ، فتركناه في الإسلام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٨٠ ـ وقال عمرو بن حُبْشِي : سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال : انطلق إلى ابن عباس فسله ، فإنه أعلم مَنْ بقي بما أنزل [الله] على محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فأتيته فسألته فقال : كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له : إسَافٌ ، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة ، زعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين ، فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما. فلما طالت المدة عُبِدَا مِنْ دون الله تعالى. فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا [على] الوثنين. فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام ، كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصنمين. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٨١ ـ وقال السُّدِّي : كان في الجاهلية تَعْزِفُ الشياطين بالليل بين الصفا والمروة ، وكانت بينهما آلهة. فلما ظهر الإسلام قال المسلمون : يا رسول الله ، لا

__________________

[٧٩] سيأتي بإسناده برقم (٨٢)

[٨٠] قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن إسافاً ونائلة كانا بشرين فزنيا داخل الكعبة فمسخا حجرين فنصبتهما قريش أ. ه.

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٨) بإسناد فيه جابر الجعفي وهو ضعيف جداً وعند ابن جرير أن الذي سأل ابن عمر : عمرو بن حبشي وفي الدر (١ / ١٥٩) عمرو بن حبيش.

[٨١] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه الحاكم (٢ / ٢٧١) من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٨) ومن نفس الطريق.

وعزاه السيوطي في الدر (١ / ١٥٩) لابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن أبي حاتم.

٤٩

نطوف بين الصفا والمروة ، فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٨٢ ـ أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البَزّاز ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان ، أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب ، أخبرنا محمد بن بكار ، حدَّثنا إسماعيل بن زكريا ، عن عاصم ، عن أنس بن مالك ، قال :

كانوا يمسكون عن الطواف بين الصفا والمروة ، وكانا من شعائر الجاهلية ، وكنا نتقي الطواف بهما. فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما ) الآية.

رواه البخاري عن أحمد بن محمد ، عن عاصم.

[٤٢]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى ) . [١٥٩]

٨٣ ـ نزلت في علماء أهل الكتاب وكتمانهم آية الرجم وأَمْرَ محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

[٤٣]

قوله تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) الآية. [١٦٤].

__________________

[٨٢] صحيح : أخرجه البخاري في الحج (١٦٤٨) وفي التفسير (٤٤٩٦) وأخرجه مسلم في الحج (٢٦٤ / ١٢٧٨) ص ٩٣٠ ، والترمذي في التفسير (٢٩٦٦) وقال : حسن صحيح. وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٩٢٩) للنسائي في الحج في الكبرى ـ وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٢٦ وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٨) والحاكم (٢ / ٢٧٠) وصححه ووافقه الذهبي وعبد بن حميد (١٢٦٦ ـ منتخب).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ١٥٩) لابن أبي داود في المصاحف وابن أبي حاتم وابن السكن والبيهقي في السنن.

[٨٣] أخرج ابن جرير (٢ / ٣٢) من طريق محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال : سأل معاذ بن جبل وسعد بن معاذ وخارجة بن زيد ، نفراً من أحبار يهود عما في التوراة فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم عنه فأنزل الله تعالى ذكره( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ) الآية. أ. ه. وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٢٧) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.

٥٠

٨٤ ـ أخبرنا عبد العزيز بن طاهر التميمي ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو عبد الله الزيادي ، حدَّثنا موسى بن مسعود النَّهْدِي ، حدَّثنا شبل ، عن ابن أبي نَجيح ، عن عطاء قال :

أنزل بالمدينة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ) . فقالت كفار قريش بمكة : كيف يسع الناسَ إله واحد؟ فأنزل الله تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) حتى بلغ :( لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) .

٨٥ ـ أخبرنا أبو بكر الأصبهاني ، أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان [العسكري] ، حدَّثنا أبو الأحوص ، عن سعيد بن مسروق ، عن أبيّ الضُّحَى قال :

لما نزلت هذه الآية :( وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ ) تعجب المشركون وقالوا : إله واحد! إن كان صادقاً فليأتنا بآية. فأنزل الله تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) إلى آخر الآية.

[٤٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً ) . [١٦٨].

٨٦ ـ قال الكلبي [عن أبي صالح] : نزلت في ثقيف ، وخُزَاعَةَ ، وعامر بن

__________________

[٨٤] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٢ / ٣٧) وذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكره السيوطي في الدر (١ / ١٦٤) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ.

[٨٥] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٢ / ٣٧) ، وذكره ابن كثير في تفسيره ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٢٧) وفي الدر (١ / ١٦٣) وعزاه لسعيد بن منصور والفريابي في تفسيره والبيهقي في شعب الإيمان وابن جرير وابن أبي حاتم ووكيع.

وقال السيوطي : أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق جيد موصول عن ابن عباس قال : قالت :

قريش للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهباً نتقوى به على عدونا فأوحى الله إليه أني معطيهم ولكن إن كفروا بعد ذلك عذبتهم عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين فقال : رب دعني وقومي فأدعوهم يوماً بيوم فأنزل الله هذه الآية.

[٨٦] بدون سند.

٥١

صَعْصَعَةَ حرّموا علي أنفسهم من الحَرْث والأنعام ، وحرَّمُوا البَحِيْرَةَ والسَّائبَةَ والْوَصِيلَةَ والحامِيَ.

[٤٥]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ ) [١٧٤].

٨٧ ـ قال الكلبي عن [أبي صالح عن] ابن عباس : نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سِفْلَتِهم الهدايا [والفُضُول] ، وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم. فلما بُعِثَ من غيرهم خافوا ذَهاب مَأْكَلَتِهم ، وزوال رياستهم. فعمدوا إلى صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فغيروها ، ثم أخرجوها إليهم وقالوا : هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي الذي بمكة. فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفاً لصفة محمد ، فلا يتبعونه.

[٤٦]

قوله تعالى :( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ) الآية. [١٧٧].

٨٨ ـ قال قتادة : ذُكِرَ لنا أن رجلاً سأل نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن البر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

قال : وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلَّا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، ثم مات على ذلك ـ وجبت له الجنة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٤٧]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى ) الآية. [١٧٨].

٨٩ ـ قال الشعبي : كان بين حَيَّين من أحياء العرب قتال ، وكان لأحد الحيين

__________________

[٨٧] الكلبي ضعيف ، والأثر ذكره السيوطي في لباب النقولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ٢٩.

[٨٨] أخرجه ابن جرير (٢ / ٥٦) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٢٩) وعزاه لابن جرير وابن المنذر ، وزاد نسبته في الدر (١ / ١٦٩) لعبد بن حميد. وهو مرسل لا يصلح للاحتجاج به.

[٨٩] مرسل : وأخرجه ابن جرير (٢ / ٦٠). وعزاه في الدر (١ / ١٧٢) لعبد بن حميد وابن جرير.

٥٢

طَوْلٌ على الآخر ، فقالوا : نقتل بالعبد منا الحُرَّ منكم ، وبالمرأة الرجل. فنزلت هذه الآية.

[٤٨]

قوله تعالى :( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ) [١٨٧].

٩٠ ـ قال ابن عباس في رواية الوَالبي : وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلّوا العشاء حَرُمَ عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة. ثم إن ناساً من المسلمين أصابوا من الطعام والنساء في شهر رمضان بعد العشاء ، منهم : عمر بن الخطاب ، فشكوا ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله هذه الآية.

٩١ ـ أخبرنا أبو بكر الأصفهاني ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان العسكري ، حدَّثنا يحيى بن [أبي] زائدة ، حدَّثني أبي وغيره ، عن أبي إسحاق ، عن البَرَاء بن عازب قال :

كان المسلمون إذا أفطروا يأكلون ويشربون ويمسون النساء ما لم يناموا ، فإذا ناموا لم يفعلوا شيئاً من ذلك إلى مثلها [من القابلة]. وإن قيس بن صِرْمَة الأنصاري كان صائماً ، فأتى أهله عند الإفطار فانطلقت امرأته تطلب شيئاً وغلبته عينه فنام ، فلما انتصف النهار من غد غشي عليه. قال : وأتى عمر امرأته وقد نامت ، فذكر ذلك للنبي ،صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزل :( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ) إلى قوله :( مِنَ الْفَجْرِ ) ففرح المسلمون بذلك.

٩٢ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد

__________________

[٩٠] الوالبي هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس فالإسناد منقطع وقد أخرجه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (٢ / ٩٦)

[٩١] سيأتي تخريجه في (٩٢)

[٩٢] أخرجه البخاري في الصيام (١٩١٥) وأبو داود في الصيام (٢٣١٤) والترمذي في التفسير (٢٩٦٨) وقال الترمذي : حسن صحيح.

وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٣١) للبخاري وزاد نسبته في الدر (١ / ١٩٧) لوكيع وعبد بن حميد والنحاس في ناسخه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه.

٥٣

الشيباني ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، حدَّثنا الزعفراني ، حدَّثنا شبابة ، حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البَرَاءِ قال :

كان أصحاب محمد ،صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يطعم لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي ، وإن قيس بن صِرْمَة الأنصاري كان صائماً ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال : هل عندك طعام؟ قالت : لا ، ولكن أنطلق فأطلُبُ لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه وجاءته امرأته فلما رأته قالت : خيبة لك. فأصبح صائماً ، فلما انتصف النهار غُشِيَ عليه ، فذكر ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية :( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ) ففرحوا بها فرحاً شديداً.

رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل.

٩٣ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن الفضل ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا هشام بن عمار ، حدَّثنا يحيى بن حمزة ، حدَّثنا إسحاق بن أبي فَرْوَة ، عن الزهري أنه حدثه عن القاسم بن محمد قال :

إن بدء الصوم : كان يصوم الرجل من عشاء إلى عشاء ، فإذا نام لم يصل إلى أهله بعد ذلك ولم يأكل ولم يشرب. حتى جاء عمر إلى امرأته فقال : إني قد نمت ، فوقع بها. وأمسى صِرْمَة بن أنس صائماً فنام قبل أن يفطر ـ وكانوا إذا ناموا لم يأكلوا ـ ولم يشربوا ـ فأصبح صائماً وكاد الصوم يقتلهم ، فأنزل اللهعزوجل الرخصة ، قال :( فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ ) الآية.

٩٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو عمر

__________________

[٩٣] مرسل.

[٩٤] أخرجه البخاري في الصوم (١٩١٧) وفي التفسير (٤٥١١) وأخرجه مسلم في الصيام (٣٥ / ١٠٩١) ص ٧٦٧ ، وأخرجه النسائي في التفسير (٤٢) وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٠٠) وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٣٢ ـ وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ١٩٩) لابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه.

٥٤

الحبري ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا ابن أبي مريم. أخبرنا أبو غَسّان. حدَّثني أبو حازم ، عن سهل بن سَعْد قال :

نزلت هذه الآية :( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) ولم ينزل( مِنَ الْفَجْرِ ) فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رُؤْيَتُهما فأنزل الله تعالى بعد ذلك :( مِنَ الْفَجْرِ ) فعلموا [أنه] إنما يعني بذلك الليل والنهار.

رواه البخاري عن ابن أبي مريم.

ورواه مسلم ، عن محمد بن سهل ، عن ابن أبي مريم.

[٤٩]

قوله تعالى :( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ) الآية ، [١٨٨].

٩٥ ـ قال مقاتل بن حيان : نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عبدان بن أشوع الحَضْرَمي ، وذلك أنهما اختصما إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في أرض ، وكان امرؤ القيس المطلوب وعبدان الطالب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فحكّم عبدان في أرضه ولم يخاصمه.

[٥٠]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ) الآية ، [١٨٩].

٩٦ ـ قال معاذ بن جبل : يا رسول الله ، إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٩٧ ـ وقال قتادة : ذُكر لنا أنهم سألوا نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لم خلقت هذه الأهلة؟ فأنزل الله تعالى :( قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ ) .

__________________

[٩٥] مرسل.

[٩٦] بدون إسناد.

[٩٧] مرسل.

٥٥

٩٨ ـ وقال الكلبي : نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار ، قالا : يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقاً مثل الخيط ، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ، ثم لا يزال ينتقص ويدق حتى يكون كما كان : لا يكون على حال واحدة فنزلت هذه الآية.

[٥١]

قوله تعالى :( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ) ، [١٨٩].

٩٩ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم المُزكي ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا أبو خليفة ، حدَّثنا أبو الوليد والحوضي قالا : حدَّثنا شعبة قال : أنبأنا أبو إسحاق ، قال سمعت البراء [بن عازب] يقول :

كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها ، فجاء رجل فدخل من قِبَلِ باب ، فكأنه عير بذلك ، فنزلت هذه الآية.

رواه البخاري عن أبي الوليد.

ورواه مسلم عن بُنْدَار ، عن غُنْدَر عن شعبة.

١٠٠ ـ أخبرنا أبو بكر التميمي ، حدَّثنا أبو الشيخ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عُبيد ، حدَّثنا عبيدة ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال :

كانت قريش تدعى الحُمُس ، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام ، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام ، فبينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في بستان إذ خرج من بابه ، وخرج معه قُطْبَةُ بن عامر الأنصاري ، فقالوا يا

__________________

[٩٨] الكلبي ضعيف ـ وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٣٣ وعزاه لأبي نعيم وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

[٩٩] أخرجه البخاري في الحج (١٨٠٣) وأخرجه مسلم في التفسير (٢٣ / ٣٠٢٦) ص ٢٣١٩ والنسائي في الحج (في الكبرى) وفي التفسير (٤٤) ـ تحفة (١٨٧٤) وذكره السيوطي في لباب النقول ص ٣٣) وعزاه في الدر (١ / ٢٠٤) لوكيع والبخاري.

[١٠٠] أخرجه الحاكم في المستدرك (١ / ٤٨٣) وصححه ووافقه الذهبي.

وذكره السيوطي في الدر (١ / ٢٠٤) وفي لباب النقول (ص ٣٣) وعزاه لابن أبي حاتم.

٥٦

رسول الله : إن قطبة بن عامر رجل فاجر ، وإنه خرج معك من الباب. فقال له : ما حملك على ما صنعت؟ قال : رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت ، فقال : إني أَحْمِسيّ ، قال : فإن ديني دينُك ، فأنزل الله( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ) .

١٠١ ـ وقال المفسرون : كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة ، لم يدخل حائطاً ولا بيتاً ولا داراً من بابه ، فإن كان من أهل المدن نَقَب نَقْباً في ظهر بيته منه يدخل ويخرج ، أو يتخذ سلماً فيصعد فيه ، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ، ولا يدخل من الباب حتى يحل من إحرامه ، ويرون ذلك ديناً إلا أن يكون من الحمس وهم قريش ، وكِنَانَة ، وخُزَاعةَ وثَقِيف ، وخَثْعَم ، وبنو عامر بن صَعْصَعَة ، وبنو النَّضر بن معاوية ، سموا حمساً لشدتهم في دينهم قالوا : فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذات يوم بيتاً لبعض الأنصار ، فدخل رجل من الأنصار على أثره من الباب وهو محرم ، فأنكروا عليه ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لم دخلت من الباب وأنت محرم؟ فقال : رأيتك دخلت من الباب فدخلت على أثرك ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني أحمسي ، قال الرجل : إن كنت أحْمسياً فإني أحمسي ، ديننا واحد ، رضيت بهداك وسمتك ودينك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٥٢]

قوله تعالى :( وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ) الآية. [١٩٠].

١٠٢ ـ قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس :

نزلت هذه الآيات في صلح الحُدَيْبِيَة ، وذلك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لَمَّا صُدَّ عن البيت هو وأصحابه نحر الهَدْيَ بالحديبية ، ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه ثم يأتي القابل على أن يُخْلُوا له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما يشاء

__________________

[١٠١] انظر (٩٩)

[١٠٢] ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٤) وعزاه للواحدي وذكره في الدر (١ / ٢٠٦) ـ والكلبي ضعيف.

٥٧

وصالحهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما كان العام المقبل تجهز رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هو وأصحابه لعمرة القضاء ، وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك ، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم ، وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام في الحَرَم ، فأنزل الله تعالى :( وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ) . يعني قريشاً.

[٥٣]

قوله تعالى :( الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ ) الآية ، [١٩٤].

١٠٣ ـ قال قتادة : أقبل نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه في ذي القعدة حتى إذا كانوا بالحديبية صدَّهم المشركون ، فلما كان العام المقبل دخلوا مكة فاعتمروا في ذي القعدة ، وأقاموا بها ثلاث ليال ، وكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه يوم الحديبية فَأَقَصَّه الله منهم ، فأنزل :( الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ ) الآية.

[٥٤]

قوله تعالى :( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) الآية. [١٩٥].

١٠٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، حدَّثنا عبد الله بن أيوب ، حدَّثنا هشيم ، عن داود ، عن الشعبي قال :

نزلت في الأنصار أمسكوا عن النفقة في سبيل الله تعالى فنزلت هذه الآية.

١٠٤١ م ـ وبهذا الإسناد عن هشيم ، حدَّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عِكْرمة قال : نزلت في النفقات في سبيل الله.

__________________

[١٠٣] لباب النقول (ص ٣٤). الدر (١ / ٢٠٦) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وهو مرسل لا تقوم به حجة. وأخرجه ابن جرير (٢ / ١١٤)

[١٠٤] سيأتي مسنداً عن أبي جبيرة بن الضحاك من طريق الشعبي.

[١٠٤١] م مرسل ، وأخرج البخاري في التفسير (٤٥١٦) من حديث حذيفة في هذه الآية قال : نزلت في النفقة ـ وأثر عكرمة عند ابن جرير (٢ / ١١٧)

٥٨

١٠٥ ـ أخبرنا أبو بكر المهْرَجَاني ، أخبرنا أبو عبد الله بن بَطَّة ، أخبرنا أبو القاسم البَغوِيّ ، حدَّثنا هُدْية بن خالد ، حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن داود ، عن الشعبي ، عن الضحاك بن أبي جبيرة ، قال :

كانت الأنصار يتصدقون ويطعمون ما شاء الله ، فأصابتهم سنة فأمسكوا ، فأنزل اللهعزوجل هذه الآية.

١٠٦ ـ أخبرنا أبو منصور البغدادي ، أخبرنا أبو الحسن السرّاج ، حدَّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدَّثنا هُدبة ، حدَّثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير في قول الله عزّ وجّل :( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) قال : كان الرجل يذنب الذنب فيقول لا يغفر لي ، فأنزل الله هذه الآية.

١٠٧ ـ أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، حدَّثنا محمد بن حمدويه ، حدَّثنا محمد بن صالح بن هانئ قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن أنس القرشي ، حدَّثنا

__________________

[١٠٥] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢ / ٣٩٠) رقم (٩٧٠) من طريق هدبة بن خالد به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٣١٧) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وزاد ( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ورجالهما رجال الصحيح. وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٥).

وعزاه في الدر (١ / ٢٠٧) لعبد بن حميد وأبي يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن قانع والطبراني والبغوي في معجمه وابن المنذر وابن حبان.

[١٠٦] ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٥) وعزاه للطبراني بسند صحيح وعزاه في الدر (١ / ٢٠٨) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٣١٧) وعزاه للطبراني في الأوسط والكبير وقال : رجالهما رجال الصحيح أ. ه.

قلت : في إسناد هذا الحديث حماد بن سلمة وهو ثقة ولكنه ساء حفظه لما كبر.

[١٠٧] أخرجه أبو داود في الجهاد (٢٥١٢) والترمذي في كتاب التفسير (٢٩٧٢) وقال : حسن صحيح غريب. والنسائي في التفسير (٤٨) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٥) وصححه ووافقه الذهبي وابن جرير (٢ / ١١٩) ، والطبراني في الكبير (٤ / ١٧٦ رقم ٤٠٦٠) وأخرجه أبو داود الطيالسي رقم (٥٩٩).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٥)

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٠٧) لابن المنذر وابن مردويه وابن حبان والبيهقي في سننه.

٥٩

عبد الله بن يزيد المقري ، أخبرنا حيوة بن شريح ، أخبرني يزيد بن أبي حبيب ، أخبرني أسلم أبو عمران ، قال :

كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عُقْبَةُ بن عامر الجُهَنيِّ ، صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج من المدينة صف عظيم من الروم ، وصففنا لهم صفَّاً عظيماً من المسلمين ، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ، ثم خرج إلينا مقبلاً ، فصاح الناس فقالوا : سبحان الله ألقى بيديه إلى التهلكة ، فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على غير التأويل ، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار ، إنا لمّا أعزّ الله تعالى دينه وكثَّر ناصريه ، قلنا بعضنا لبعض سراً من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن أموالنا قد ضاعت ، فلو أنَّا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها ، فأنزل الله تعالى في كتابه يرد علينا ما هممنا به فقال :( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) في الإقامة التي أردنا أن نقيم في الأموال فنصلحها فأمرنا بالغزو. فما زال أبو أيوب الأنصاري غازياً في سبيل الله حتى قبضه اللهعزوجل .

[٥٥]

قوله تعالى :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ ) [١٩٦].

١٠٨ ـ أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمدآباذي حدَّثنا العباس الدوري ، حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، حدَّثنا إسرائيل ، عن عبد الرحمن الأصفهاني ، عن عبد الله بن معقل ، عن كعب بن عُجْرَةَ ، قال :

فيّ نزلت هذه الآية :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ ) وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : احلق وافده صيام ثلاثة أيام ، أو النسك ، أو أطعم ستة مساكين ، لكل مسكين صاع.

__________________

[١٠٨] أخرجه البخاري في الحج (١٨١٦) وفي التفسير (٤٥١٧).

وأخرجه مسلم في الحج (٨٥ ، ٨٦ / ١٢٠١) ص ٨٦٢ والنسائي في الحج (في الكبرى) وفي التفسير (٥١) وابن ماجة في الحج (٣٠٧٩) وابن جرير (٢ / ١٣٤) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٦) وفي الدر (١ / ٢١٣) وزاد نسبته للبيهقي.

٦٠

١٠٩ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي ، حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، إملاء ، أخبرنا أبو خليفة ، حدَّثنا مسدد ، عن بشر ، حدَّثنا ابن عون ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال :

قال كعب بن عجزة : فيّ أنزلت هذه الآية ، أتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ادنه ، فدنوت مرتين أو ثلاثاً ، فقال : أيؤذيك هَوَامُّك؟ قال ابن عون وأحسبه قال : نعم ، فأمرني بصيام أو صدقه أو نسك ما تيسر ، رواه مسلم عن أبي موسى ، عن ابن عدي ، [ورواه البخاري عن أحمد بن يونس عن ابن شهاب] ، كلاهما عن ابن عون.

١١٠ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله المخلدي ، أخبرنا أبو الحسن السراج ، أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، حدَّثنا عاصم بن علي ، حدَّثنا شعبة ، أخبرني عبد الرحمن [بن] الأصفهاني ، سمعت عبد الله بن معقل قال :

قعدت إلى كعب بن عُجْرَة في هذا المسجد ـ مسجد الكوفة ـ فسألته عن هذه الآية :( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) قال : حُملت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والقمل يتناثر على وجهي ، فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ، ما تجد شاة؟ قلت : لا فنزلت هذه الآية :( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) . قال : صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين ، لكل مسكين نصف صاع من طعام ، فنزلت فيّ خاصة

__________________

[١٠٩] أخرجه البخاري في الحج (١٨١٤ ، ١٨١٥ ، ١٨١٧ ، ١٨١٨) ، وفي المغازي (٤١٥٩ ، ٤١٩٠ ، ٤١٩١) ، وفي الطب (٥٦٦٥ ، ٥٧٠٣) ، وفي كفارات الأيمان (٦٧٠٨).

وأخرجه مسلم في الحج (٨٠ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ / ١٢٠١) ، ص ٨٥٩ ، ٨٦٠ وأبو داود في المناسك (١٨٥٦ ، ١٨٥٧ ، ١٨٥٩ ، ١٨٦٠ ، ١٨٦١) ، والترمذي في الحج (٩٥٣) وقال حسن صحيح.

وفي التفسير (٢٩٧٣ م) ، (٢٩٧٤) والنسائي في الحج (في الكبرى).

وفي التفسير (٥٠) وانظر تحفة الأشراف (١١١١٤) وابن جرير (٢ / ١٣٥)

[١١٠] سبق برقم (١٠٨) ـ وعزاه السيوطي في الدر (١ / ٢١٤) لوكيع وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حيان والبيهقي.

٦١

ولكم عامة. رواه البخاري عن آدم بن أبي إياس وأبي الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر ، كلهم عن شعبة.

١١١ ـ أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الصوفي ، أخبرنا محمد بن علي الغفاري ، أخبرنا إسحاق بن محمد [الرسعني] ، حدَّثنا جدي ، حدَّثنا المغيرة الصقلاني ، حدَّثنا عمر بن بشر المكي ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال :

لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة ينتثر هَوَامُّ رأسه على جبهته ، فقال يا رسول الله ، هذا القمل قد أكلني قال : احلق وافده. قال : فحلق كعب فنحر بقرة ، فأنزل اللهعزوجل في ذلك الموقف :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ ) الآية.

قال ابن عباس : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : الصيام ثلاثة أيام ، والنسك شاة ، والصدقة الفَرْقُ بين ستة مساكين ، لكل مسكين مدان.

١١٢ ـ أخبرنا محمد بن محمد المنصوري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن المهتدي ، حدَّثنا طاهر بن عيسى بن إسحاق التميمي ، حدَّثنا زهير بن عباد ، حدَّثنا مصعب بن ماهان ، عن سفيان الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال :

مرّ به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يوقد تحت قدر له بالحديبية فقال : أيؤذيك هَوَامُّ رأسك؟ قال : نعم ، قال : احلق. فأنزل الله هذه الآية :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) . قال : فالصيام ثلاثة أيام ، والصدقة فرق بين ستة مساكين ، والنسك شاة.

[أخبرنا عبد الله بن عباس الهروي فيما كتب إليَّ : أن العباس بن الفضل بن زكريا حدثهم عن أحمد بن نجدة ، حدَّثنا سعيد بن منصور ، حدَّثنا أبو عوانة ، عن عبد الرحمن بن الأصفهاني ، عن عبد الله بن معقل قال :

__________________

[١١١] في إسناده : عمر بن قيس المكي وهو متروك.

[١١٢] سبق برقم (١٠٩) وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٣٥) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به.

٦٢

كنا جلوساً في المسجد ، فجلس إلينا كعب بن عجرة فقال : فيّ أنزلت هذه الآية :( فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ ) قال : قلت : كيف كان شأنك؟ قال : خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، محرمين ، فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي ، فذكرت ذلك للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ، ادعوا الحالق ، فجاء الحالق فحلق رأسي ، فقال : هل تجد نَسِيكَة؟ قلت : لا ، وهي شاة ، قال : فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصُع بين ستة مساكين. قال فأنزلت فيّ خاصة ، وهي للناس عامة].

[٥٦]

قوله تعالى :( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ) الآية. [١٩٧].

١١٣ ـ أخبرنا عمرو بن عمرو المُزَكَّي ، أخبرنا محمد بن المكي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، حدَّثنا يحيى بن بشير ، حدَّثنا شبابة ، عن ورقاء ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ، يقولون : نحن المتوكلون ، فإذا قدموا مكة سألوا الناس ، فأنزل اللهعزوجل :( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ) .

١١٤ ـ وقال عطاء بن أبي رباح : كان الرجل يخرج فيحمل كَلَّهُ على غيره ، فأنزل الله تعالى :( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ) .

[٥٧]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) الآية. [١٩٨].

__________________

[١١٣] أخرجه البخاري في الحج (١٥٢٣) وأبو داود في المناسك (١٧٣٠) والنسائي في التفسير (٥٣) وفي السير في الكبرى.

وذكره ابن كثير في تفسيره وزاد نسبته لابن أبي حاتم.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٦).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٢٠) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في سننه.

[١١٤] مرسل ، ويتفق مع السابق.

٦٣

١١٥ ـ أخبرنا منصور بن عبد الوهاب البزار ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، عن شعيب بن [علي] الزَّرّاع ، حدَّثنا عيسى بن مساور ، حدَّثنا مروان بن معاوية الفزاري ، حدَّثنا العلاء بن المسيب ، عن أبي أمامة التيمي قال :

سألت ابن عمر فقلت : إِنا قوم نُكْرى في هذا الوجه ، وإن قوماً يزعمون أنه لا حج لنا. قال : ألستم تلبون ، ألستم تطوفون [أ لستم تسعون] بين الصفا والمروة؟ ألستم ألستم؟ قال [قلت] : بلى ، قال : إِن رجلاً سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عما سألت عنه فلم [يدر ما] يرد عليه حتى نزلت :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) فدعاه فتلا عليه حين نزلت ، فقال : أنتم الحجاج.

١١٦ ـ أخبرنا أبو بكر التميمي ، حدَّثنا عبد الله بن محمد بن خشنام حدثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال :

كان ذو المجاز وعكاظ متجراً للناس في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) في مواسم الحج.

١١٦١ م ـ وروى مجاهد عن ابن عباس قال :

كانوا يتقون البيوع والتجارة في الحج يقولون : أيام ذكر اللهعزوجل : فأنزل

__________________

[١١٥] أخرجه أبو داود في الحج (١٧٣٣) والحاكم في المستدرك (١ / ٤٤٩) وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٦٤).

وأخرجه أحمد في مسنده (٢ / ١٥٥).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٧) وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٢٢) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي.

[١١٦] أخرجه البخاري في الحج (١٧٧٠) وفي البيوع (٢٠٥٠) و (٢٠٩٨) وفي كتاب التفسير (٤٥١٩) ، وابن جرير (٢ / ١١٦) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٧) وفي الدر (١ / ٢٢٢) وزاد نسبته لسفيان وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه.

[١١٦١] م ذكره المصنف بدون إسناد. وأخرجه أبو داود (١٧٣١) من طريق مجاهد عن ابن عباس وابن جرير (٢ / ١٦٥)

٦٤

الله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) فاتجروا.

[٥٨]

قوله تعالى :( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) الآية. [١٩٩].

١١٧ ـ أخبرنا التميمي بالإسناد [المتقدم] الذي ذكرنا ، عن يحيى بن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عائشة قالت :

كانت العرب تفيض من عرفات ، وقريش ومن دان بدينها تفيض من جَمْع من المشعر الحرام ، فأنزل الله تعالى :( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) .

١١٨ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السَّرْخَسِي ، حدَّثنا أبو بكر بن أبي خَيْثَمةَ ، حدَّثنا حامد بن يحيى ، حدَّثنا سفيان بن عيينة ، أخبرني عمرو بن دينار ، أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال :

أضللتُ بعيراً لي يوم عرفة ، فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واقفاً مع الناس بعرفة ، فقلت : هذا من الحمس ما له هاهنا.

قال سفيان : والأحْمس : الشديد الشحيح على دينه.

وكانت قريش تسمى الحُمْسَ فجاءهم الشيطان فاستهواهم ، فقال لهم :

__________________

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٧) من طريق عبيد بن عمير عن ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي.

وعزاه في الدر (١ / ٢٢٢) لأبي داود.

[١١٧] أخرجه البخاري في التفسير (٤٥٢٠) ومسلم في الحج (١٥١ / ١٢١٩) ص ٨٩٣ وأخرجه أبو داود في المناسك (١٩١٠).

والنسائي في الحج (٥ / ٢٥٤) وفي التفسير (٥٤) وابن جرير (٢ / ١٦٩) وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ٢٢٦) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الدلائل والبيهقي في سننه.

[١١٨] أخرجه البخاري في الحج (١٦٦٤).

وأخرجه مسلم في الحج (١٥٣ / ١٢٢٠) ص ٨٩٤ والنسائي في الحج (٥ / ٢٥٥).

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه للإمام أحمد.

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٢٧) للطبراني.

٦٥

إنكم إن عظمتم غير حَرَمِكُم استخف الناسُ بحرمكم ، فكانوا لا يخرجون من الحرم ، ويقفون بالمزدلفة ، فلما جاء الإسلام أنزل اللهعزوجل :( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) يعني عرفة. رواه مسلم عن عمرو الناقد ، عن ابن عيينة.

[٥٩]

قوله تعالى :( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ ) الآية. [٢٠٠]

١١٩ ـ قال مجاهد : كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا بالموسم ذكروا فعل آبائهم في الجاهلية ، وأيامهم وأنسابهم فتفاخروا ، فأنزل الله تعالى :( فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ) .

١٢٠ ـ وقال الحسن : كانت الأعراب إذا حدثوا أو تكلموا يقولون : وأبيك إنهم لفعلوا كذا وكذا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٦٠]

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) الآية. [٢٠٤]

١٢١ ـ قال السدي : نزلت في الأَخَنْس بن شريق الثقفي ، وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي ، ص ، إلى المدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك منه ، وقال إنما جئت أريد الإسلام ، والله يعلم إني لصادق ، وذلك قوله :( وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ ) ثم خرج من عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمرّ بزرع لقوم من المسلمين وحمر ، فأحرق الزرع وعَقَرَ الحمر ، فأنزل الله تعالى فيه :( وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ) .

__________________

[١١٩] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٧٢) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٨) وفي الدر (١ / ٢٣٢) وزاد نسبته لابن المنذر.

[١٢٠] مرسل.

[١٢١] أخرجه ابن جرير (٢ / ١٨١) بسنده عن السدي.

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية ـ والسيوطي في لباب النقول (ص ٣٨) وفي الدر (١ / ٢٣٨) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم.

٦٦

[٦١]

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) الآية. [٢٠٧].

١٢٢ ـ قال سعيد بن المسيب : أقبل صُهَيْب مهاجراً نحو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاتبعه نفر من قريش من المشركين ، فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال : يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أَرْمَاكم رجلاً ، وأيم الله لا تَصِلُون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، ثم افعلوا ما شئتم ، فقالوا : دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك ، وعَاهَدُوه إنْ دلهم أن يَدَعُوه ، ففعل. فلما قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أبا يحيى ربح البيع ، ربح البيع ، وأنزل الله :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) .

١٢٣ ـ وقال المفسرون : أخذ المشركون صهيباً فَعذبوه ، فقال لهم صهيب : إني شيخ كبير لا يضركم أمِنْكُمْ كنت أم من غيركم ، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتَذَرُوني وديني؟ ففعلوا ذلك ، وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة ، فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال ، فقال له أبو بكر : ربح بيعك أبا يحيى ، فقال صهيب : وبيعك فلا يَخسر ما ذاك؟ فقال : أنزل الله فيك كذا ، وقرأ عليه هذه الآية.

١٢٤ ـ وقال الحسن : أتدرون فيمن نزلت هذه الآية في أن المسلم يلقى الكافر فيقول له : قل لا إله إلَّا الله ، فإذا قلتها عصمت مالك ودمك ، فأبى أن يقولها ، فقال المسلم : والله لأشرين نفسي لله ، فتقدم فقاتل حتى قتل.

__________________

[١٢٢] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية. وأخرجه الحاكم (٣ / ٤٠٠) من طريق سعيد بن المسيب عن صهيب وصححه ووافقه الذهبي ولكن ليس فيه نزول الآية ، وذكره السيوطي في اللباب (ص ٣٩) وفي الدر (١ / ٢٤٠) للحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب.

[١٢٣] أخرج الحاكم في المستدرك (٣ / ٣٩٨) من حديث أنس قصة إسلام صهيب وفيها سبب نزول الآية وقال : صحيح على شرط مسلم.

[١٢٤] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٢ / ١٨٧)

٦٧

١٢٥ ـ وقيل : نزلت فيمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.

قال أبو الخليل : سمع عمر بن الخطاب إنساناً يقرأ هذه الآية فقال عمر : إنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل.

[٦٢]

قولهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) . [٢٠٨].

١٢٦ ـ [أخبرني أبو نعيم الأصفهاني فيما أذن في روايته عنه : أخبرنا سليمان بن أحمد ، حدَّثنا بكر بن سهل ، حدَّثنا عبد الغني بن سعيد ، عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء] عن ابن عباس [قال] :

نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه ، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قاموا بشرائعه وشرائع موسى ، فعظموا السبت ، وكرهوا لُحْمانَ الإبل وألبانها بعد ما أسلموا ، فأنكر ذلك عليهم المسلمون فقالوا : إنا نَقْوَى على هذا وهذا ، وقالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنعمل بها فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٦٣]

قوله تعالى :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ) الآية. [٢١٤].

١٢٧ ـ قال قتادة والسُّدِّي : نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والحر [والخوف] والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى ، وكان كما قال الله تعالى :( وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ ) .

١٢٨ ـ وقال عطاء : لما دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه المدينة اشتد الضر

__________________

[١٢٥] أخرجه ابن جرير بإسناده (٢ / ١٨٧)

[١٢٦] في إسناده : ابن جريح مدلس ، وقد عنعنه.

وأخرجه ابن جرير (٢ / ١٨٩) من قول عكرمة ، وكذا ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٩) وفي الدر (١ / ٢٤١) عن عكرمة.

[١٢٧] ذكره السيوطي في اللباب (ص ٣٩) وفي الدر (١ / ٢٤٣) وزاد نسبته لابن المنذر وابن جرير. وهو عند ابن جرير (٢ / ١٩٨)

[١٢٨] مرسل.

٦٨

عليهم لأنهم خرجوا بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين ، وآثروا رضا الله ورسوله ، وأظهرت اليهود العداوة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأَسَرَّ قومٌ من الأغنياء النفاق ، فأنزل الله تعالى تطييباً لقلوبهم( أَمْ حَسِبْتُمْ ) الآية.

[٦٤]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ ) الآية. [٢١٥].

١٢٨ م ـ قال ابن عباس في رواية أبي صالح : نزلت في عَمْرو بن الجموح الأنصاري ، وكان شيخاً كبيراً ذا مال كثير فقال : يا رسول الله ، بما ذا نتصدق؟وعلى من ننفق؟ فنزلت هذه الآية.

١٢٩ ـ وقال في رواية عطاء : نزلت [هذه] الآية في رجل أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن لي ديناراً ، فقال : أنفقه على نفسك ، فقال : إن لي دينارين ، فقال : أنفقهما على أهلك ، فقال : إن لي ثلاثة ، فقال : أنفقها على خادمك ، فقال : إن لي أربعة ، فقال : أنفقها على والديك ، فقال : إن لي خمسة ، فقال : أنفقها على قرابتك ، فقال : إن لي ستة ، فقال : أنفقها في سبيل الله ، وهو أحسنها.

[٦٥]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) الآية. [٢١٧].

١٢٩١ م ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي ، حدَّثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خِمَيْرُوَيْهِ الهروي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي ، حدَّثنا أبو اليمان : الحكم بن نافع ، أخبرني شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال :

أخبرني عروة بن الزبير أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعث سرّية من المسلمين وأمرَ

__________________

[١٢٨] م إسناده ضعيف : أبو صالح لم يسمع من ابن عباس.

[١٢٩] بدون إسناد.

[١٢٩١] م ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية. وهو مرسل. وله شاهد موصول من حديث جندب بن عبد الله أخرجه الطبراني (٢ / ١٦٢ رقم ١٦٧٠) وفيه : فأنزل الله( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) الآية. وأخرجه أبو يعلى (٣ / ١٠٢) وأخرجه البيهقي في السنن (٩ / ١١ ـ ١٢)

٦٩

عليهم عبد الله بن جَحْش الأَسدي ، فانطلقوا حتى هبطوا نَخْلَة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش ، في يوم بقي من الشهر الحرام ، فاختصم المسلمون فقال قائل منهم : لا نعلم هذا اليوم إلَّا من الشهر الحرام ، ولا نرى أن تستحلوه لطمع أَشْفَيْتُم عليه. فغلب عَلَى الأمْر الذين يريدون عرض الدنيا ، فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره ، فبلغ ذلك كفار قريش ، وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين وبين المشركين ، فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : أَتُحِلُّ القتال في الشهر الحرام؟ فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ ) إلى آخر الآية.

١٣٠ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثي ، أخبرني عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد الرازيّ ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا يحيى بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق ، عن الزّهري قال.

بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عبد الله بن جحش ومعه نفر من المهاجرين ، فقتل عبد الله بن وَاقِد الليثي عمرو بن الحضرمي ، في آخر يوم من رجب وأسروا رجلين ، واستاقوا العير ، فوقف على ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : لم آمركم بالقتال في الشهر الحرام. فقالت قريش : استحل محمد الشهر الحرام ، فنزلت( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) إلى قوله :( وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ) . أي قد كانوا يفتنونكم وأنتم في حرم الله بعد إيمانكم ، وهذا أكبر عند الله من أن تقتلوهم في الشهر الحرام مع كفرهم بالله.

قال الزهري : لما نزل هذا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم العير وفَادَى الأسيرين. ولما فرّج الله تعالى عن أهل تلك السرية ما كانوا فيه من غم ، طمعوا فيما عند الله من ثوابه ، فقالوا : يا نبي الله أنطمع أن تكون غزوة ولا نعطى فيها أجر المجاهدين في سبيل الله ، فأنزل الله تعالى فيها :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا ) الآية.

__________________

[١٣٠] مرسل. وقد ذكرت في الحديث السابق شاهد مسند صحيح.

٧٠

١٣١ ـ قال المفسرون : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عبد الله بن جحش ، وهو ابن عمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في جمادى الآخرة ، قبل قتال بدر بشهرين ، على رأس سبعة عشر شهراً من مقدمه المدينة ، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين : سعد بن أبي وقّاص الزهري ، وعُكَّاشَة بن محْصَن الأسدي ، وعُتْبة بن غَزْوان السلمي ، وأبا حُذَيْفَة بن عتبة بن ربيعة ، وسُهَيْل بن بيضاء ، وعامر بن ربيعة ، ووَاقِد بن عبد الله ، وخالد بن بُكَيْر ، وكتب لأميرهم عبد الله بن جحش كتاباً وقال : سر على اسم الله ، ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين ، فإذا نزلت منزلين فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك ، ثم امض لما أمرتك ، ولا تستكرهن أحداً من أصحابك على المسير معك ، فسار عبد الله يومين ، ثم نزل وفتح الكتاب فإذا فيه : «بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد ، فسر على بركة الله بمن تبعك من أصحابك حتى تنزل بطن نَخْلَةَ ، فترصَّد بها عير قريش لعلّك أن تأتينا منه بخبر» فلما نظر عبد الله في الكتاب قال : سمعاً وطاعة ، ثم قال لأصحابه ذلك وقال : إنه قد نهاني أن أستكره أحداً منكم ، حتى إذا كان بِمَعْدِن فوق الفُرُع ، وقد أضل سعد بن أبي وقّاص وعُتْبة بن غَزْوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبَانِه ، فاستأذنا أن يتخلفا في طلب بعيرهما ، فأذن لهما ، فتخلفا في طلبه ، ومضى عبد الله ببقية أصحابه حتى وصلوا بَطْنَ نَخْلة بين مكة والطائف ، فبيناهم كذلك إذ مرت بهم عير لقريش تحمل زبيباً وأَدَماً وتجارة من تجارة الطائف ، فيهم عمرو بن الحَضْرَمِيّ ، والحكم بن كَيْسَان ، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ، ونَوْفل بن عبد الله ، المَخْزُومِيَّان. فلما رأوا أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هابوهم ، فقال عبد الله بن جحش : إن القوم قد ذعروا منكم ، فاحلقوا رأس رجل منكم فليتعرض لهم ، فإذا رأوه محلوقاً أمنوا وقالوا : قوم عُمَّار ، فحلقوا رأس عُكَّاشَة ، ثم أشرف عليهم فقالوا : قوم عُمَّار لا بأس عليكم. فأمنوهم ، وكان ذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة ، وكانوا يرون أنه من جمادى أو هو رجب ، فتشاور القوم فيهم وقالوا : لئن تركتموهم هذه الليلة ليَدخلُن الحَرَم فليمتنعن منكم ، فأجمعوا أمرهم في مُوَاقَعَة القوم ، فرمى وَاقِد بن عبد الله التَّمِيمِي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، فكان أول قتيل من المشركين ، واستأسر الحكم

__________________

[١٣١] يتفق مع الحديث السابق.

٧١

وعثمان ، فكانا أول أسيرين في الإسلام. وأفلت نوفل وأعجزهم. واستاق المؤمنون العير والأسيرين حتى قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالمدينة فقالت قريش : قد استحل محمد الشهر الحرام ، شهراً يأمن فيه الخائف ويَبْذَعِرُّ الناس لمعاشهم ، فسفكَ فيه الدماء وأخذ فيه الحَرَائب ، وعير بذلك أهلُ مكة من كان بها من المسلمين فقالوا : يا معشر الصُّبَاة ، استحللتم الشهر الحرام فقاتلتم فيه. وتفاءلت اليهود بذلك وقالوا وَاقِد : وقَدَت الحرب وعمْرو : عَمَرَت الحرب والحَضْرَمي : حَضَرَت الحرب ، وبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لابن جحش وأصحابه : ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام ، ووقَّفَ العير والأسيرين ، وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً ، فعظم ذلك على أصحاب السرية ، وظنوا أن قد هلكوا ، وسُقِطَ في أيديهم ، وقالوا : يا رسول الله ، إنا قتلنا ابن الحضرمي ثم أمسينا فنظرنا إلى هلال رجب ، فلا ندري أفي رجب أصبناه أو في جمادى؟ وأكثر الناس في ذلك ، فأنزل الله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) الآية. فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم العير فعزل منها الخمس ، فكان أول خمس في الإسلام ، وقسم الباقي بين أصحاب السَّرِيَّة فكان أول غنيمة في الإسلام. وبعث أهل مكة في فداء أسيريهم فقال : بل نَقِفُهما حتى يقدم سعد وعتبة ، فإن لم يقدما قتلناهما بهما. فلما قدما فاداهما.

وأما الحكم بن كَيْسَان فأسلم وأقام مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة فقتل يوم بئر معونة شهيداً.

وأما عثمان بن عبد الله فرجع إلى مكة فمات بها كافراً.

وأما نَوْفَل فَضَرَب بطنَ فرسه يوم الأحزاب ليدخل الخندق على المسلمين فوقع في الخندق مع فرسه فتحطما جميعاً. فقتله الله تعالى وطلب المشركون جيفته بالثمن ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : خذوه فإنه خبيث الجيفة ، خبيث الدية.

فهذا سبب نزول قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ) والآية التي بعدها.

[٦٦]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) الآية (٢١٩].

٧٢

١٣٢ ـ نزلت في عمر بن الخطاب ، ومُعَاذ بن جبل ، ونفر من الأنصار أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مَذْهَبَةٌ للعقل مَسْلَبَةٌ للمال ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٦٧]

قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى ) الآية. [٢٢٠].

١٣٣ ـ أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ، حدثنا الحسن بن المُثَنَّى بن معاذ ، حدثنا أبو حُذَيْفَة موسى بن مسعود ، حدثنا سفيان الثَّورِي ، عن سالم الأَفْطَس ، عن سعيد بن جُبَيْر قال :

لما نزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ) عزلوا أموالهم [عن أموالهم] فنزلت :( قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ ) فخلطوا أموالهم بأموالهم.

١٣٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد ، أخبرنا أبو علي الفقيه ،

__________________

[١٣٢] أخرج الترمذي في التفسير (٣٠٤٩ ـ ٣٠٤٩ مكرر) وأبو داود في الأشربة (٣٦٧٠) والنسائي في الأشربة (٨ / ٢٨٦) من طريق عمرو بن شرحبيل عن عمر أنه قال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في البقرة( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) الآية فدعي عمر فقرئت عليه فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في النساء( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) فدعي فقرئت عليه ثم قال : اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت التي في المائدة( إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) فدعي فقرئت عليه فقال : انتهينا انتهينا هذا لفظ الترمذي.

وأخرجه الحاكم (٢ / ٢٧٨) وعزاه في الدر (١ / ٢٥٢) لابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة.

وانظر رقم (٤١٣)

[١٣٣] مرسل ، وسيأتي موصولاً برقم (١٣٤)

[١٣٤] أخرجه أبو داود في الوصايا (٢٨٧١).

والنسائي في الوصايا (٦ / ٢٥٦).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٨) وصححه ووافقه الذهبي. وابن جرير (٢ / ٢١٧).

وذكره السيوطي (ص ٤١) في لباب النقول.

٧٣

أخبرنا عبد الله بن محمد البَغوي ، حدثنا عثمان بن أبي شَيْبَة ، حدثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :

لما أنزل اللهعزوجل :( وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) و( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ) انطلق من كان عنده مال يتيم فعزل طعامه من طعامه ، وشرابه من شرابه ، وجعل يَفْضُلُ الشيء مِنْ طعامه فَيُحْبَسُ له حتى يأكله أو يَفْسُد ، واشتد ذلك عليهم ، فذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل اللهعزوجل :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ ) فَتَخْلِطُوا طعامهم بطعامكم وشرابهم بشرابكم.

[٦٨]

قوله تعالى :( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ ) الآية. [٢٢١].

١٣٥ ـ أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو الحافظ ، أخبرنا جدي [أخبرنا] أبو عمرو أحمد بن محمد الجُرَشي ، حدَّثنا إسماعيل بن قُتْيَبة ، حدَّثنا أبو خالد ، حدَّثنا بُكَيْر بن معروف ، عن مقاتل بن حيان قال :

نزلت في أبي مَرْثَد الغَنَوِي : استأذن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في عَنَاق أن يتزوجها ، وهي امرأة مسكينة من قريش ، وكانت ذات حظ من جمال ، وهي مشركة ، وأبو مرثد مسلم ، فقال : يا نبي الله ، إنها لتعجبني ، فأنزل اللهعزوجل ( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ ) .

١٣٦ ـ أخبرنا أبو عثمان ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو عمرو ، حدَّثنا محمد بن

__________________

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٥٥) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه.

[١٣٥] مرسل ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤١) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي وذكره في الدر (١ / ٢٥٦)

[١٣٦] إسناده حسن ، عمرو بن حماد : قال الحافظ في التقريب : صدوق رُمي بالرفض ، أسباط بن نصر : صدوق كثير الخطأ ، السدي : هو إسماعيل بن عبد الرحمن السدي : صدوق يهم ورمي بالتشيع ، أبو مالك اسمه غزوان : ثقة.

٧٤

يحيى ، حدَّثنا عمرو بن حماد(١) ، حدَّثنا أَسْبَاط ، عن السُّدِّي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في هذه الآية قال :

نزلت في عبد الله بن رَوَاحَة ، وكانت له أمة سوداء ، وإنه غضب عليها فلطمها ، ثم إنه فَزَعَ فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبره خبرها ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما هي يا عبد الله؟ فقال : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هي تصوم وتصلّي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله. فقال : يا عبد الله هذه مؤمنة. فقال عبد الله : فو الذي بعثك بالحق [نبياً] لأُعْتِقَنَّها ولأتزوجنها ففعل ، فطعن عليه ناسٌ من المسلمين فقالوا : نكح أمَةً! وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم ، فأنزل الله تعالى فيهم :( وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ) الآية.

١٣٧ ـ وقال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعث رجلاً من غَنِيّ يقال له : مرثد بن أبي مرثد ، حليفاً لبني هاشم ، إلى مكة ليخرج نَاساً من المسلمين بها أُسَرَاء ، فلما قَدِمَها سمعت به امرأة يقال لها : عَنَاق ، وكانت خليلة له في الجاهلية ، فلما أسلم أعرض عنها ، فأتته فقالت : ويحك يا مرثد ألا نخلو؟ فقال لها : إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ، ولكن إن شئت تزوجتك ، إذا رجعت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، استأذنته في ذلك ثم تزوجتك. فقالت له أبي تتبرم؟ ثم استغاثت عليه فضربوه ضرباً شديداً ، ثم خلوا سبيله. فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، راجعاً وأعلمه الذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي في سببها ، فقال : يا رسول الله أيحل لي أن أتزوجها؟ فأنزل الله ينهاه عن ذلك قوله :( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ ) .

[٦٩]

قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ) الآية. [٢٢٢].

__________________

وقد أخرجه بن جرير (٢ / ٢٢٣) عن السدي مرسلاً.

[١] هكذا بالأصل والصواب : عمرو بن حماد والتصويب من ابن جرير (٢ / ٢٢٣)

[١٣٧] إسناده ضعيف لضعف الكلبي.

٧٥

١٣٨ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، حدَّثنا محمد بن مِسْكَان ، حدَّثنا حيان ، حدَّثنا حماد ، أخبرنا ثابت ، عن أنس :

أن اليهود كانت إذا حاضت منهم امرأة أخرجوها من البيت ، فلم يُؤَاكِلُوهَا ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت ، فسئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ، فأنزل اللهعزوجل :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ ) إلى آخر الآية.

رواه مسلم عن زهير بن حرب ، عن عبد الرحمن بن مَهْدِي ، عن حماد.

١٣٩ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخَشَّاب ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، حدَّثنا أبو عِمْرَان موسى بن العباس الجُوَيْنِي ، حدَّثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد القَرْدُواني الحَرَّاني ، حدَّثني أبي ، عن سَابق بن عبد الله الرّقِّي ، عن خُصَيْف ، عن محمد بن المُنْكَدِر ، عن جابر [بن عبد الله] ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً ) قال :

إن اليهود قالت : من أتى امرأته من دبرها كان ولده أَحْوَل ، فكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهم ، فجاءوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض ، وعما قالت اليهود ، فأنزل اللهعزوجل :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ

__________________

[١٣٨] أخرجه مسلم في كتاب الحيض (١٦ / ٣٠٢) ص ٢٤٦ ، وأخرجه أبو داود في الطهارة (٢٥٨) وفي النكاح (٢١٦٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٢٩٧٧ ـ ٢٩٧٧ م) وقال : حسن صحيح وأخرجه النسائي في الطهارة (١ / ١٨٧).

وفي التفسير (٥٧).

وفي عشرة النساء (٢١٥).

وابن ماجة في الطهارة (٦٤٤) ـ تحفة الأشراف (٣٠٨) ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ٢٥٨) لأحمد وعبد بن حميد والدارمي وأبي يعلى وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان والبيهقي في سننه.

[١٣٩] سيأتي برقم (١٤١)

٧٦

حَتَّى يَطْهُرْنَ ) يعني الاغتسال( فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ) يعني القُبُل( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ* نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) فإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه.

١٤٠ ـ وقال المفسرون : كانت العرب في الجاهلية إذا حاضت المرأة [منهم] لم يُؤاكلوها ولم يشاربوها ، ولم يساكنوها في بيت ، كفعل المجوس ، فسأل أبو الدَّحْدَاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عن ذلك فقال : يا رسول الله ما نصنع بالنساء إذا حضن. فأنزل الله هذه الآية.

[٧٠]

قوله تعالى :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ) الآية. [٢٢٣].

١٤١ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أخبرنا حاجب بن أحمد ، حدَّثنا عبد الرحيم بن مُنِيب ، حدَّثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر ، أنه سمعَ جابرَ بن عبد الله يقول :

كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها : إن الولد يكون أحول ، فنزل :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) .

رواه البخاري عن أبي نعيم.

ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، كلاهما عن سفيان.

١٤٢ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو سعيد

__________________

[١٤٠] يتفق مع حديث أنس السابق برقم (١٣٨)

[١٤١] أخرجه البخاري في التفسير (٤٥٢٨) وأخرجه مسلم في النكاح (١١٧ / ١٤٣٥) ص ١٠٥٨ والترمذي في التفسير (٢٩٧٨) والنسائي في عشرة النساء (٩٣) ، وابن ماجة في النكاح (١٩٢٥) ، وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٣٥) من طريق الثوري وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٢).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ٢٦١) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد ووكيع وأبي داود وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في سننه.

[١٤٢] إسناده صحيح : أخرجه أبو داود في النكاح (٢١٦٤) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٩) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٣٤) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٣) وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٦٣) ، لابن راهويه والدارمي وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه.

٧٧

إسماعيل بن أحمد الخَلالي ، أخبرنا عبد الله بن زيد البجلي ، حدَّثنا أبو كُرَيب ، حدَّثنا المُحَارِبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبان بن مسلم ، عن مجاهد قال :

عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عَرْضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته ، أُوقِفُه عند كل آية منه فأسأله عنها حتى انتهى إلى هذه الآية :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) فقال ابن عباس : إنّ هذا الحيّ من قريش كانوا يَشْرَحُون النساء [بمكة] ، ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات ، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار ، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة ، فأنكرن ذلك وقلن : هذا شيء لم نكن نُؤَتى عليه. فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى في ذلك :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) قال : إن شئت مقبلة ، وإن شئت مدبرة ، وإن شئت باركة ، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث. يقول : ائت الحرث حيث شئت.

رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي زكريا الْعَنْبَرِي ، عن محمد بن عبد السلام ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن المُحَارِبي.

١٤٣ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الحيّاني ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، أخبرنا أبو القاسم البَغَوي ، حدَّثنا علي بن جَعْد ، حدَّثنا شعْبَة ، عن محمد بن المُنْكِدر ، سمعت جابراً قال :

قالت اليهود : إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول ، فأنزل اللهعزوجل :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ) الآية.

١٤٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الحيّاني ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن

__________________

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٣٤) ، وكذره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٣) وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٦٣) ، لابن راهويه والدارمي وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سنته.

[١٤٣] أخرجه مسلم في النكاح (١١٩ / ١٤٣٥) ص ١٠٥٩.

وانظر الحديث رقم (١٤١)

[١٤٤] أخرجه مسلم في النكاح (١١٩ / ١٤٣٥) ص ١٠٥٩.

وقد سقط الزهري من إسناد المصنف ، فالإسناد عند مسلم : النعمان بن راشد عن الزهري عن محمد به.

وانظر الحديث رقم (١٤١)

٧٨

حمدون ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن الشَّرَقي ، حدَّثنا أبو الأزْهَر ، حدّثنا وهب بن جرير ، حدَّثنا أبو كريب ، قال : سمعت النعمان بن راشد [يحدث عن الزُّهْرِي] عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال :

قالت اليهود : إذا نكح الرجل امرأته مُجَبِّيَةً جاء ولدها أحول ، فنزلت( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) إن شاء مُجَبِّيَة وإن شاء غير مُجَبِّيَة ، غير أن ذلك في صمام واحد.

رواه مسلم عن هارون بن معروف ، عن وهب بن جرير.

قال الشيخ أبو حامد بن الشرقي : هذا حديث جليل يساوي مائة حديث ، لم يروه عن الزهري إلَّا النعمان بن راشد.

١٤٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الْمُطَوِّعِيُّ ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أبو علي ، حدَّثنا زهير ، حدَّثنا يونس بن محمد ، حدَّثنا يعقوب القُمِّي ، حدَّثنا جعفر ، عن سعيد بن جُبَير ، عن ابن عباس قال :

جاء عمر بن الخطاب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : هلكت. فقال : وما الذي أهلكك؟ قال : حوّلت رَحْلِي الليلة ، قال : فلم يرد عليه شيئاً ، فأوحي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هذه الآية :( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) يقول : أقبل وأدبر ، واتق الدبر والحيضة.

١٤٦ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني ، أخبرنا عبد الله بن محمد

__________________

[١٤٥] أخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٢٩٨٠) وقال حسن غريب.

والنسائي في عشرة النساء (٩٤).

وأخرجه النسائي في التفسير (٦٠).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٩٧).

وابن جرير (٢ / ٢٣٥).

والبيهقي في السنن (٧ / ١٩٨) والطبراني في الكبير (١٢ / ١٠ ـ ١١) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (٤٦٥) وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٢) ، وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٦٢) لعبد بن حميد وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والضياء في المختارة.

[١٤٦] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٣٤) ، وزاد السيوطي نسبته من الدر (١ / ٢٦٧) لابن أبي شيبة.

وأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٩) مثله من قول ابن عباس وصححه ووافقه الذهبي.

٧٩

الحافظ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا المحاربي عن ليث ، عن أبي صالح ، عن سعيد بن المسيب ، أنه سئل عن قوله :( فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) قال : نزلت في العزل.

١٤٧ ـ وقال ابن عباس في رواية الكلبي :

نزلت في المهاجرين لما قدموا المدينة ذكروا إتيان النساء فيما بينهم ، والأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن ، إذا كان المأتي واحداً في الفرج ، فعابت اليهود ذلك إلا من بين أيديهن خاصة ، وقالوا : إنا لنجد في كتاب الله في التوراة أنّ كل إتيان يؤتي النساء غير مستلقيات دَنَسٌ عند الله ومنه يكون الحول والخبل. فذكر المسلمون ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقالوا : إنا كنا في الجاهلية وبعد ما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا. وإن اليهود عابت علينا ذلك وزعمت لنا كذا وكذا. فأكذب الله تعالى اليهود ونزل عليه يرخص لهم( نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ) يقول : الفرج مزرعة للولد( فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) يقول : كيف شئتم من بين يديها ومن خلفها في الفرج.

[٧١]

قوله تعالى :( وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ ) . [٢٢٤].

١٤٨ ـ قال الكلبي : نزلت في عبد الله بن رَوَاحَة ينهاه عن قطيعة خَتِنَه بشير بن النعمان ، وذلك أن ابن رَوَاحَة حلَف أن لا يدخل عليه أبداً ، ولا يكلمه ، ولا يصلح بينه وبين امرأته ، ويقول : قد حلفت بالله أن لا أفعل ولا يحل [لي] إلا أن أبَرَّ في يميني فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٧٢]

قوله تعالى :( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ) الآية. [٢٢٦].

١٤٩ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، حدَّثنا

__________________

[١٤٧] انظر الأحاديث السابقة.

[١٤٨] الكلبي ضعيف.

[١٤٩] أخرجه الطبراني في الكبير (١١ / ١٥٨) والبيهقي في السنن (٧ / ٣٨١) وأخرجه سعيد بن منصور

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591