أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن13%

أسباب نزول القرآن مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 591

أسباب نزول القرآن
  • البداية
  • السابق
  • 591 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 428387 / تحميل: 6397
الحجم الحجم الحجم
أسباب نزول القرآن

أسباب نزول القرآن

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

إبراهيم بن مرزوق ، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدَّثنا الحارث بن عبيد ، حدَّثنا عامر الأحول ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال :

كان إيلاء أهل الجاهلية السنة والسنتين وأكثر من ذلك ، فَوَقَّتَ الله أربعة أشهر ، فمن كان إيلاؤُه أقل من أربعة أشهر فليس بإيلاء.

١٥٠ ـ وقال سعيد بن المُسَيَّب : كان الإيلاء [من] ضرار أهل الجاهلية : كان الرجل لا يريد المرأة ولا يحب أن يتزوّجها غيره ، فيحلف أن لا يقربها أبداً ، وكان يتركها كذلك لا أيماً ولا ذات بعل ، فجعل الله تعالى الأجلَ الذي يعلم به ما عند الرجل في المرأة أربعة أشهر ، وأنزل الله تعالى :( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ) الآية.

[٧٣]

قوله تعالى :( الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ ) الآية. [٢٢٩].

١٥١ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه :

كان الرجل إذا طلّق امرأته ثم ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها كان ذلك له ، وإن طلقها ألف مرة ، فعمد رجل إلى امرأة له فطلقها ثم أمهلها حتى إذا شارَفَتْ انقضاء عدتها ارتجعها ثم طلقها ، وقال : والله لا آويك إليّ ولا تحلين أبداً. فأنزل اللهعزوجل :( الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ ) .

١٥٢ ـ أخبرنا أبو بكر التَّمِيمِي ، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن

__________________

في سننه (١٨٨٤). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٥ / ١٠).

وعزاه في الدر (١ / ٢٧٠) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي والخطيب في تالي التلخيص.

[١٥٠] بدون سند.

[١٥١] أخرجه الترمذي في كتاب الطلاق (١١٩٢ مكرر) وأخرجه مالك في الموطأ ص ٥٨٨ وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٧٦) ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (١ / ٢٧٧) للشافعي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه.

[١٥٢] أخرجه الترمذي في الطلاق (١١٩٢) وسياقه أتم ، وأعقبه بحديث مثله عن هشام بن عروة ولم

٨١

المرزبان [الأَبْهَري] حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحَزَوَّرِي ، حدَّثنا محمد بن سليمان ، حدَّثنا يَعْلَى المكي مولى آل الزبير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة :

أنها أتتها امرأة فسألتها عن شيء من الطلاق. قالت : فذكرتُ ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت فنزلت :( الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ ) .

[٧٤]

قوله تعالى :( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ ) الآية. [٢٣٢].

١٥٣ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر [بن] الغازي ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ، أخبرني أحمد بن محمد بن الحسين ، حدَّثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدَّثنا أبي ، حدَّثنا إبراهيم بن طهمان ، عن يونس بن

__________________

يذكر فيه عن عائشة وقال : وهذا أصح من حديث يعلى بن شبيب ا. ه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠) وصححه ووافقه الذهبي قلت : في تصحيح هذا الحديث نظر لأن في إسناده عند الحاكم يعلى بن شبيب ، وقد قال الحافظ في التقريب (٢ / ٣٧٨) : لين الحديث ، والحديث أخرجه البيهقي في السنن (٧ / ٣٣٣) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٤) ، وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٧٧) لابن مردويه.

[١٥٣] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٢٩) وأخرجه في كتاب النكاح (٥١٣٠) وأخرجه في كتاب الطلاق (٥٣٣٠ ـ ٥٣٣١) ، وأخرجه أبو داود في النكاح (٢٠٨٧) والترمذي في التفسير (٢٩٨١).

والنسائي في التفسير (٦٢).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٨٠) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وتعقبه الذهبي بقوله : (الفضل بن دلهم ضعفه ابن معين وقواه غيره).

وأخرجه ابن جرير (٢ / ٢٩٧) ـ وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه للبخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه ، قلت : الحديث ليس عند ابن ماجة فلعله سهو منه والله أعلم.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٦).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٨٦) لوكيع وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي.

٨٢

عبيد ، عن الحسن أنه قال في قول اللهعزوجل :( فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا ) الآية. قال :

حدَّثني مَعْقِل بن يَسَار أنها نزلت فيه. قال : كنتُ زوَّجت أختاً لي من رجل ، فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها ، فقلت له : زوّجتك وأَفْرَشْتُك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها ، لا والله لا تعود إليها أبداً. قال : وكان رجلاً لا بأس به ، فكانت المرأة تريد أن ترجع إليه ، فأنزل اللهعزوجل هذه الآية ، فقلت : الآن أفْعَلُ يا رسول الله ، فزوجتها إِياه.

رواه البخاري عن أحمد بن حفص.

١٥٤ ـ أخبرنا الحاكم أبو منصور محمد بن محمد المَنْصُوري ، حدَّثنا علي بن عمر بن مهدي ، حدَّثنا محمد بن عمرو [بن] البختري ، حدَّثنا يحيى بن جعفر ، حدَّثنا أبو عامر العُقَدِي ، حدَّثنا عباد بن راشد ، عن الحسن قال : حدَّثني مَعْقِل بن يَسَار قال :

كانت لي أخت فَخُطِبَت إِليَّ : وكنت أَمْنَعُها الناسَ ، فأتاني ابن عم لي فخطبها فأنكحتها إياه ، فاصطحبها ما شاء الله ، ثم طلقها طلاقاً له رجعة ، ثم تركها حتى انقضت عدتها ، فخطبها مع الخُطَّاب ، فقلت : مَنَعْتُها الناسَ وزوجتك إياها ، ثم طلقتها طلاقاً له رجعة ، ثم تركتها حتى انقضت عدتها ، فلما خطبت إليّ أتيتني تخطبها ، لا أزوجك أبداً ، فأنزل الله تعالى :( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَ ) الآية. فكفرت عن يميني وأنكحتها إياه.

١٥٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم النَّصْرَاباذيّ حدَّثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن مَاسِي البَزَّاز ، حدَّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري ، حدَّثنا حَجَّاج بن مِنْهَال ، حدَّثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن :

أن مَعْقِل بن يَسَار زوّج أخته من رجل من المسلمين ، وكانت عنده ما كانت ،

__________________

[١٥٤] أخرجه ابن جرير (٢ / ٢٩٧) من طريق عباد بن راشد.

وانظر السابق. وهو في تفسير النسائي (٦١) من طريق عباد بن راشد.

[١٥٥] انظر الحديث رقم (١٥٣)

٨٣

فطلقها تطليقة ثم تركها ومضت العدة فكانت أحقّ بنفسها ، فخطبها مع الخطاب فرضيتْ أن ترجع إليه ، فخطبها إلى مَعْقِل بن يَسَار ، فغضب معقل وقال : أكرمتك بها فطلقتها ، لا والله لا ترجع إليك بعدها.

قال الحسن : علم الله حاجة الرجل إلى امرأته وحاجة المرأة إلى بعلها ، فأنزل الله تعالى في ذلك القرآن :( وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ) إلى آخر الآية.

قال : فسمع ذلك مَعْقِل بن يسار فقال : سمعاً لربي وطاعة ، فدعا زوجها فقال : أزوجك وأكرمك. فزوجها إياه.

١٥٦ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الشاهد ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو عمرو الحِيرِي ، حدَّثنا محمد بن يحيى ، حدَّثنا عمرو بن حماد ، حدَّثنا أسباط ، عن السُّدِّي عن رجاله قال :

نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري ، كانت له بنت عم فطلقها زوجها تطليقة ، فانقضت عدتها ثم رجع يريد رجعتها فأبى جابر ، وقال : طلقت ابنة عمنا ثم تريد أن تنكحها [الثانية]؟ وكانت المرأة تريد زوجها قد رضيت به ، فنزلت فيهم الآية.

[٧٥]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ ) الآية [٢٤٠].

١٥٧ ـ أخبرني أبو عمر محمد بن عبد العزيز المروزي في كتابه ، أخبرنا أبو الفضل [محمد بن الحسين] الحدادي ، أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد ، أخبرنا

__________________

[١٥٦] أخرجه ابن جرير (٢ / ٢٩٨) ، وذكر هذا القول ابن كثير في تفسيره وقال : والصحيح الأول أي حديث معقل.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٧).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٢٨٧) لابن المنذر.

[١٥٧] مرسل ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٨) وعزاه لإسحق بن راهويه في تفسيره.

٨٤

إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : حدثت عن [مقاتل] بن حيان في هذه الآية :

ذاك أن رجلاً من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء ، ومعه أبواه وامرأته ، فمات بالمدينة ، فرفع ذلك إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعطى الوالدين ، وأعطى أولاده بالمعروف ، ولم يعط امرأته شيئاً ، غير أنه أمرهم أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى الحول.

[٧٦]

قوله تعالى :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) [٢٥٦].

١٥٨ ـ أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال : حدَّثنا يحيى بن حكيم ، حدَّثنا ابن أبي عدي عن شُعْبَة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبَيْر ، عن ابن عباس قال :

كانت المرأة من نساء الأنصار تكون مِقْلَاةً فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تُهَوِّدَه فلما أُجْلِيَت النَّضِير كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالوا : لا ندع أبناءنا. فأنزل الله تعالى :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ ) . الآية.

١٥٩ ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، حدَّثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدَّثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله تعالى :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) قال :

كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد ، فتحلف لئن عاش لها ولد لَتُهَوِّدَنَّهُ ، فلما أُجْلِيَتْ بنو النَّضِير إِذَا فيهم أناس من [أبناء] الأنصار ، فقالت

__________________

[١٥٨] أخرجه أبو داود في الجهاد (٢٦٨٢).

والنسائي في التفسير (٦٨).

وابن جرير في تفسيره (٣ / ١٠).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٤٩).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٣٢٩) لابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن مندة في غرائب شعبة وابن حبان وابن مردويه والضياء في المختارة.

[١٥٩] انظر الحديث السابق.

٨٥

الأنصار : يا رسول الله ، أبناؤنا ، فأنزل الله تعالى :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) .

قال سعيد بن جبير : فمن شاء لحق بهم ، ومن شاء دخل في الإسلام.

١٦٠ ـ وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له : صُبَيح ، وكان يكرهه على الإسلام.

١٦١ ـ وقال السُّدِّي : نزلت في رجل من الأنصار يكنى أَبا الحُصَين ، وكان له ابنان ، فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت ، فلما أرادوا الرجوع من المدينة أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية ، فتنصرا وخرجا إلى الشام ، فأخبر أبو الحصين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أطلبهما ، فأنزل اللهعزوجل :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبعدهما الله ، هما أول من كفر. قال : وكان هذا قبل أن يؤمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بقتال أهل الكتاب ، ثم نسخ قوله :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة.

١٦٢ ـ وقال مسروق : كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان ، فتنصرا قبل أن يبعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام ، فأتاهما أبوهما ، فلزمهما وقال : والله لا أدعكما حتى تسلما ، فأبيا أن يسلما ، فاختصموا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أيدخل بعضي النار وأنا أنظر؟ فأنزل اللهعزوجل :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ ) فخلى سبيلهما.

١٦٣ ـ أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم المقري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عَبْدُوس ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محفوظ ، حدَّثنا عبد الله بن هاشم ، حدَّثنا عبد الرحمن بن مَهْدِيّ ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد قال :

__________________

[١٦٠] مرسل.

[١٦١] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٣ / ١٠)

[١٦٢] مرسل.

[١٦٣] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٣ / ١١)

٨٦

كان ناس مسترضعين في اليهود : قُرَيْظَةَ والنَّضِير ، فلما أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بإجلاء بني النضير ، قال أبناؤهم من الأوس الذين كانوا مسترضعين فيهم : لنذهبن معهم ، ولنَدينَنَّ بدينهم ، فمنعهم أهلهم وأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام ، فنزلت :( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) الآية.

[٧٧]

قوله تعالى :( وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) الآية [٢٦٠].

ذكر المفسرون السبب في سؤال إبراهيم ربه أن يريه إحياء الموتى :

١٦٤ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا شعبة بن محمد ، أخبرنا مكي بن عبدان ، حدَّثنا أبو الأزهر ، حدَّثنا روح ، حدَّثنا سعيد ، عن قتادة قال :

ذكر لنا : أن إبراهيم أتى على دابة ميتة وقد توزعتها دواب البر والبحر ، فقال : رب أرني كيف تحيي الموتى؟

١٦٥ ـ وقال الحسن ، وعطاء الخراساني ، والضحاك ، وابن جريج : [إن إبراهيم الخليل مر على دابة ميتة ، قال ابن جريح] : كانت جيفة حمار بساحل البحر. قال عطاء : بحيرة طبرية. قالوا : فرآها وقد توزَّعتها دواب البر والبحر ، فكان إذا مَدَّ البحرُ جاءت الحيتان ودواب البحر فأكلت منها ، فما وقع منها يصير في الماء ، وإذا جَزَرَ البحرُ جاءت السباع فأكلت منها ، فما وقع منها يصير تراباً ، فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها ، فما سقط قطعته الريح في الهواء. فلما رأى ذلك إبراهيم تعجب منها ، وقال : يا رب قد علمت لتجمعنها ، فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك.

١٦٦ ـ وقال ابن زيد : مرَّ إبراهيم بحوت ميت ، نصفه في البر ونصفه في (١) ص : إبراهيم.

__________________

[١٦٤] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٣ / ٣٣)

[١٦٥] مرسل.

[١٦٦] مرسل.

٨٧

البحر ، فما كان في البحر فدواب البحر تأكله ، وما كان منه في البر فدواب البر تأكله ، فقال له إِبليس الخبيث : متى يجمع الله هذه الأجزاء من بطون هؤلاء؟ فقال :( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) بذهاب وسوسة إبليس منه.

١٦٧ ـ أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني فيما أذن لي في روايته ، حدَّثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدَّثنا محمد بن سهل ، حدَّثنا سلمة بن شبيب ، حدَّثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، حدَّثنا أبي قال :

كنت جالساً مع عكرمة عند الساحل ، فقال عكرمة : إن الذين يغرقون في البحار تَقَسَّمُ الحيتان لحومهم ، فلا يبقى منهم شيء إلا العظام ، فتلقيها الأمواج على البر فتصير حائلَةً نَخِرَةً ، فتمر بها الإبل فتأكلها فتبعر ، ثم يجيء قوم فيأخذون ذلك البعر فيوقدون فتخمد تلك النار ، فتجيء ريح فتسفي ذلك الرماد على الأرض ، فإذا جاءت النفخة خرج أولئك وأهل القبور سواء ، وذلك قوله تعالى :( فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ) .

١٦٨ ـ وقال محمد بن إسحاق بن يسار : إِن إبراهيم لما احتج على نمرود فقال : ربي الذي يحيي ويميت. وقال نمروذ أنا أحيي وأميت ، ثم قتل رجلاً وأطلق رجلاً قال : قد أمت ذلك وأحييت هذا. قال له إِبراهيم : فإن الله يحيي بأن يرد الروح إلى جسد ميت ، فقال له نمروذ : هل عاينت هذا الذي تقوله؟ فلم يقدر أن يقول : نعم رأيته ، فانتقل إلى حجة أخرى ، ثم سأل ربه أن يريه إِحياء الموتى لكي يطمئن قلبه عند الاحتجاج ، فإنه يكون مخبراً عن مشاهدة وعيان.

١٦٩ ـ وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والسدي : لما اتخذ الله إِبراهيم خليلاً استأذن ملك الموت ربه أن يأتي إبراهيم فيبشره بذلك ، فأتاه فقال : جئتك

__________________

[١٦٧] إسناده ضعيف : إبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف تقريب [١ / ٣٤].

[١٦٨] مرسل.

[١٦٩] أخرجه ابن جرير عن السدي (٣ / ٣٣) وهو مرسل.

ولم يذكر سنده إلى ابن عباس.

٨٨

أبشرك بأن الله تعالى اتخذك خليلاً ، فحمد اللهعزوجل وقال : ما علامة ذلك؟ فقال : أن يجيب الله دعاءك ، ويحيي الموتى بسؤالك ، ثم انطلق وذهب ، فقال إِبراهيم : رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال : أو لم تؤمن؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي بعلمي أنك تجيبني إذا دعوتك ، وتعطيني إذا سألتك ، وأنك اتخذتني خليلاً.

[٧٨]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) الآية [٢٦٢].

١٧٠ ـ قال الكلبي : نزلت في عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عَوْف ، أما عبد الرحمن بن عوف فإنه جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بأربعة آلاف درهم صدقة ، فقال : كان عندي ثمانية آلاف درهم فأمسكت منها لنفسي وعيالي أربعة آلاف درهم ، وأربعة آلاف أقرضتها ربي. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : بارك الله لك فيما أمسكت ، وفيما أعطيت.

وأما عثمانرضي‌الله‌عنه فقال : عليَّ جِهَازُ من لا جِهَازَ له في غزوة «تبوك» ، فجهز المسلمين بألف بعير بأَقْتَابِها وأَحْلَاسِهَا ، وتصدق بِرُومَة ـ رَكِيَّة كانت له ـ على المسلمين ، فنزلت فيهما هذه الآية.

١٧١ ـ وقال أبو سعيد الخُدْري : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رافعاً يده يدعو لعثمان ويقول : يا رب ، إن عثمان بن عفان رضيتُ عنه فارض عنه. فما زال رافعاً يده حتى طلع الفجر ، فأنزل الله تعالى فيه :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) الآية.

[٧٩]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ ) الآية. [٢٦٧].

__________________

[١٧٠] الكلبي ضعيف.

[١٧١] بدون إسناد ـ ولم أهتد إلى تخريجه.

٨٩

١٧٢ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الصَّيْدَلَاني ، حدَّثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن نعيم ، حدَّثنا أحمد بن سهل بن حَمْدَويه ، حدَّثنا قيس بن أنيف ، حدَّثنا قتيبة بن سعيد ، حدَّثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر قال :

أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بزكاة الفطر بصاع من تمر ، فجاء رجل بتمر رديء فنزل القرآن :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) .

١٧٢١ م ـ أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الواعظ ، أخبرنا عبد الله بن حامد الأصفهاني ، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ، حدَّثنا أحمد بن موسى الجمار ، حدَّثنا عمرو بن حماد بن طلحة ، حدَّثنا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن عدي بن ثابت ، عن البَرَاء قال :

نزلت هذه الآية في الأنصار ، كانت تُخْرِجُ ـ إذا كان جذَاذُ النَّخْل ـ من حيطانها أَقْنَاء من التمر والبُسْر ، فيعلقونها على حبل بين أسطوانتين في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيأكل منه فقراء المهاجرين ، وكان الرجل يعمد فيدخل قنو الحشف وهو يظن أنه جائز عنه في كثرة ما يوضع من الأقناء ، فنزل فيمن فعل ذلك : وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ يعني القِنْوَ الذي فيه حَشَفٌ ولو أهدي إليكم ما قبلتموه.

__________________

[١٧٢] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٨٣ ـ ٢٨٤) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وعزاه في الدر (١ / ٣٤٥) للحاكم.

[١٧٢١] م أخرجه ابن ماجة في الزكاة (١٨٢٢) من طريق أسباط به.

وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٢٩٨٧) من طريق أبي مالك الغفاري عن البراء ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٨٥) وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير (٣ / ٥٥).

وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية. والسيوطي في لباب النقول (ص ٥٠).

وزاد نسبته في الدر (١ / ٣٤٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي.

٩٠

[٨٠]

قوله تعالى :( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ ) الآية. [٢٧١].

١٧٣ ـ قال الكلبي : لما نزل قوله تعالى( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ ) الآية. قالوا : يا رسول الله ، صدقة السر أفضل أم صدقة العلانية؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٨١]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ) الآية. [٢٧٢].

١٧٣١ م ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد بن مسلم ، حدَّثنا سهل بن عثمان العسكري ، حدَّثنا جرير ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جُبَيْر قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تَصَدَّقوا إلا على أهل دينكم» فأنزل الله تعالى :( لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ ) فقال رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تصدقوا على أهل الأديان.

١٧٤ ـ أخبرنا أحمد ، حدَّثنا عبد الله ، حدَّثنا عبد الرحمن ، حدَّثنا سهل ، حدَّثنا ابن نمير ، عن الحجاج ، عن سلمان المكي ، عن ابن الْحَنَفِيَّة قال :

كان المسلمون يكرهون أن يتصدقوا على فقراء المشركين حتى نزلت هذه الآية ، فأمروا أن يتصدقوا عليهم.

١٧٤١ م ـ وقال الكلبي : اعتمر رسول الله عُمْرَة القضاء ، وكانت معه في تلك العمرة أسماء بنت أبي بكر ، فجاءتها أمها قُتَيْلة وجدّتها يسألانها ، وهما مشركتان ، فقالت : لا أعطيكما شيئاً حتى أستأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإنكما لستما على ديني.

__________________

[١٧٣] الكلبي متهم بالكذب.

[١٧٣١] م مرسل.

[١٧٤] مرسل.

[١٧٤١] م الكلبي متهم بالكذب ـ ومرت ترجمته في رقم (١٠)

٩١

فاستأمرته في ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. فأمرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعد نزول هذه الآية ، أن تصدَّق عليهما ، فأعطتهما ووصلتهما.

قال الكلبي : ولها وجه آخر ، وذلك أن ناساً من المسلمين كانت لهم قرابة وأصهار ورضاع في اليهود ، وكانوا ينفعونهم قبل أن يسلموا ، فلما أسلموا كرهوا أن ينفعوهم وأرادوهم على أن يسلموا ، فاستأمروا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية ، فأعطوهم بعد نزولها.

[٨٢]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) الآية. [٢٧٤].

١٧٥ ـ أخبرنا [أبو إبراهيم] إسماعيل بن إبراهيم النَّصْرابَادي ، أخبرنا عمرو بن نجيد ، أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل ، حدَّثنا هشام بن عمار ، حدَّثنا محمد بن شعيب ، عن ابن مهدي ، عن يزيد بن عبد الله بن عَرِيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال :

نزلت هذه الآية :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) في أصحاب الخيل ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الشياطين لا تخبل أحداً في بيته فرس عتيق من الخيل.

__________________

[١٧٥] إسناده ضعيف : قال السيوطي في لباب النقول (ص ٥١) بعد أن ذكر هذه الآية وهذا الحديث : يزيد وأبوه مجهولان أ. ه.

قلت : جاء في لسان الميزان (ج ٣ ص ٣١٥) في ترجمة عبد الله بن عريب المليكي :

أخرج ابن مندة في المعرفة من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج عن بقية عنه [أي عن عبد الله بن عريب المليكي] عن أبيه عن جده رفعه : لن يخبل الشيطان أحداً في داره فرس عتيق ، وأخرجه ابن قانع من طريق أبي حيوة عن سعيد بن سنان عن عمرو بن عريب عن أبيه عن جده ، وأخرج الطبراني من طريق أبي جعفر النفيلي عن سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد الله بن عريب عن أبيه عن جده حديثاً آخراً في الخيل.

قال العلائي : هذا اختلاف شديد مع ما في روايته من الجهالة يعني عبد الله ويزيد وعمراً. أه. وانظر طبقات ابن سعد (٧ / ٢ / ١٤٧) ، الإصابة (٢ / ٤٧٩)

٩٢

وهذا قول أبي أمامة وأبي الدَّرْداء ومَكْحُول ، والأوْزَاعي ، ورَبَاح بن زيد قالوا : هم الذين يربطون الخيل في سبيل الله تعالى ، ينفقون عليها بالليل والنهار سراً وعلانية. نزلت فيمن لم يرتبطها خيلاء ولا لِضَمار.

١٧٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد الدِّينوري ، حدَّثنا عمر بن محمد بن عبد الله النَّهْرَوَاني ، حدَّثنا علي بن محمد بن مهْرَوَيه القزويني ، حدَّثنا علي بن داود القَنْطَرِيّ ، حدَّثنا عبد الله بن صالح ، حدَّثني أبو شريح ، عن قيس بن الحجاج ، عن حَنَش بن عبد الله الصَّنْعَاني ، أنه قال : حدث ابن عباس في هذه الآية :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) قال : في علف الخيل.

ويدل على صحة هذا ما :

١٧٧ ـ أخبرنا أبو إسحاق القري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس ، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن يعقوب الكِرْمَاني ، حدَّثنا محمد بن زكريا الكِرْمَاني ، حدَّثنا وكيع ، حدَّثنا عبد الحميد بن بهرام ، عن شَهْر بن حَوْشَب ، عن أسماء بنت يزيد ، قالت :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ارتبط فرساً في سبيل الله فأنفق عليه احتساباً ، كان شبعه وجوعه وريه وظَمؤُه وبوله ورَوْثُه ، في ميزانه يوم القيامة».

__________________

[١٧٦] إسناده حسن.

حنش بن عبد الله الصنعاني : ثقة ، تقريب [١ / ٢٠٥].

قيس بن الحجاج : صدوق ، تقريب [٢ / ١٢٨].

أبو شريح هو عبد الرحمن بن شريح : ثقة فاضل [تقريب ١ / ٤٨٤].

عبد الله بن صالح كاتب الليث : صدوق كثير الغلط تقريب [١ / ٤٢٣].

علي بن داود القنطري : صدوق ، تقريب [٢ / ٣٦].

وعزاه في الدر (١ / ٣٦١) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي.

[١٧٧] إسناده ضعيف : شهر بن حوشب : قال الحافظ في التقريب : صدوق كثير الإرسال والأوهام وذكره ابن حبان في المجروحين (١ / ٣٥٧).

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (١٢ / ٤٨٢) وأحمد (٦ / ٤٥٨) وعنده زيادة «ومن ارتبط فرساً رياء وسمعة كان ذلك خسراناً في ميزانه يوم القيامة».

٩٣

١٧٨ ـ وأخبرنا أبو إسحاق ، أخبرنا أبو عمرو الفُرَاتي ، أخبرنا أبو موسى عمران بن موسى ، حدَّثنا سعيد بن عثمان الجَزَرِي ، حدَّثنا فارس بن عمر ، حدَّثنا صالح بن محمد ، حدَّثنا سليمان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن يزيد عن مكحول ، عن جابر قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المنفق في سبيل الله على فرسه كالباسط كفيه بالصدقة».

١٧٩ ـ أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الكاتب ، أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذَان الرَّازي ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدَّثنا أبو سعيد الأشَج ، حدَّثنا زيد بن الحُبَاب ، أخبرنا رجاء بن أبي سلمة ، عن سليمان بن موسى الدمشقي ، عن عَجْلان بن سهل الباهلي ، قال :

سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : من ارتبط فرساً في سبيل الله لم يرتبطه رياء ولا سمعة ، كان من( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) الآية.

قول آخر :

١٨٠ ـ [أخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو محمد بن حيان ، حدَّثنا] محمد بن يحيى بن مالك الضَّبِّي ، حدَّثنا محمد بن إسماعيل الجُرْجَاني ، حدَّثنا عبد الرزاق ، حدَّثنا عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) قال : نزلت في علي بن أبي

__________________

[١٧٨] في إسناده انقطاع : مكحول لم يسمع جابر.

[١٧٩] إسناده ضعيف : عجلان بن سهل الباهلي : قال ابن حبان منكر الحديث مجروحين [٢ / ١٩٣] وقال البخاري روى عنه سليمان بن موسى ولم يصح حديثه ، سليمان بن موسى قال الحافظ في التقريب : في حديثه بعض لين وخلط قبل موته [تقريب ١ / ٣٣١].

والحديث عزاه السيوطي في الدر (١ / ٣٦٣) لابن المنذر وابن أبي حاتم والواحدي.

[١٨٠] إسناده ضعيف : عبد الوهاب بن مجاهد متروك [تقريب ١ / ٥٢٨] وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لابن مردويه ـ وعزاه السيوطي في الدر (١ / ٣٦٣) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر.

٩٤

طالب ، كان عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحداً ، وبالنهار واحداً ، وفي السر واحداً ، وفي العلانية واحداً.

١٨١ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن الكاتب ، حدَّثنا محمد بن أحمد بن شَاذان ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدَّثنا أبو سعيد الأشَجّ ، حدَّثنا يحيى بن يمان ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، قال :

كان لعليرضي‌الله‌عنه أربعة دراهم ، فأنفق درهما بالليل ، ودرهماً بالنهار ، ودرهماً سراً ، ودرهماً علانية ، فنزلت :( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) .

١٨٢ ـ وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، لم يكن يملك غير أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سراً ، وبدرهم علانية ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما حملك على هذا؟ قال : حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أَلا إِنَّ ذلك لك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٨٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ) . [٢٧٨]

(١٨٣) ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أبو يعلى ، حدَّثنا أحمد بن الأخنس ، حدَّثنا محمد بن فضيل ، حدَّثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس :

بلغنا ـ والله أعلم ـ أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير بن عوف ، من

__________________

[١٨١] إسناده ضعيف : عبد الوهاب بن مجاهد متروك.

[١٨٢] الكلبي ضعيف ـ وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥١) لعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني بسند ضعيف.

[١٨٣] إسناده ضعيف لضعف الكلبي.

وعزاه السيوطي في اللباب (ص ٥١) لأبي يعلى وابن مندة من طريق الكلبي.

٩٥

ثَقِيف ، وفي بني المُغِيرَة ، من بني مَخْزُوم ، وكانت بنو المغيرة يُرْبُون لِثَقِيف ، فلما أظهر الله تعالى رسوله على مكة وضع يومئذ الربا كلّه فأتى بنو عمرو بن عمير ، وبنو المغيرة إلى عَتَّاب بن أسيد ، وهو على مكة ، فقال بنو المغيرة : ما جعلنا أشقى الناس بالربا؟ وضع عن الناس غيرنا. فقال بنو عمرو بن عمير : صُولِحْنَا على أن لنا رِبَانا. فكتب عتّاب في ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية والتي بعدها :( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ) فعرف بنو عمرو أن لا يَدَانِ لهم بحرب من الله ورسوله. يقول الله تعالى :( وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ ) فتأخذون أكثر( وَلا تُظْلَمُونَ ) فتُبْخَسُون منه.

١٨٤ ـ وقال عطاء ، وعكرمة : نزلت هذه الآية في العباس بن عبد المطلب ، وعثمان بن عفان ، وكانا قد أسلفنا في التمر ، فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر : لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أنتما أخذتما حظّكما كله ، فهل لكما أن تأخذا النصف [وتؤخرا النصف] وأضعف لكما؟ ففعلا. فلما حلّ الأجل طلبا الزيادة ، فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنهاهما وأنزل الله تعالى هذه الآية ، فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما.

١٨٥ ـ وقال السُّدِّي : نزلت في العباس ، وخالد بن الوليد ، وكانا شريكين في الجاهلية ، يسلفان في الربا ، فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا إن كلَّ ربا مِنْ ربا الجاهلية مَوْضُوع وأول ربا أَضَعُهُ ربا العباس بن عبد المطلب.

[٨٤]

قوله تعالى :( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ ) . [٢٨٠].

١٨٦ ـ قال الكلبي : قالت بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة : هاتوا رؤوس أموالنا ولكن الربا ندعه لكم ، فقالت بنو المغيرة : نحن اليوم أهل عسرة فأخرونا

__________________

[١٨٤] مرسل.

[١٨٥] عزاه السيوطي في الدر (١ / ٣٦٦) لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[١٨٦] الكلبي ضعيف.

٩٦

إلى أن تدرك الثمرة ، فأبوا أن يؤخروهم ، فأنزل الله تعالى :( وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ ) الآية.

[٨٥]

قوله تعالى :( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) . [٢٨٥].

١٨٧ ـ أخبرنا الإمام أبو منصور : عبد القاهر بن طاهر ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن علي بن زياد ، حدَّثنا محمد بن إبراهيم البُوشَنْجِي ، حدَّثنا أمية بن بسطام ، حدَّثنا يزيد بن زُرَيع ، حدَّثنا رَوْح بن القاسم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال :

لما أنزل [الله] على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ،( وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) الآية ، اشتد ذلك على أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أتوا رسول الله فقالوا : كُلِّفْنَا من الأعمال ما نطيقُ : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزل الله عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم ـ أراه قال ـ : سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا قولوا( سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) فلما اقترأها القوم فذلّت بها ألسنتهم ، أنزل الله تعالى في أثرها( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) الآية كلها ، ونسخها الله تعالى فأنزل الله( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ) الآية إلى آخرها. رواه مسلم عن أمية بن بسطام.

١٨٨ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدَّثنا والدي ، حدَّثنا

__________________

[١٨٧] صحيح : أخرجه مسلم في الإيمان (١٩٩ / ١٢٥) ص ١١٥.

وأحمد في مسنده (٢ / ٤١٢) من طريق العلاء به ، وأبو عوانة في مسنده (١ / ٧٦) من طريق أمية بن بسطام ، وذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٥٢) ، وابن جرير (٣ / ٩٥).

وفي الدر (١ / ٣٧٤) عزاه لأبي داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[١٨٨] صحيح : أخرجه مسلم في كتاب الإيمان (٢٠٠ / ١٢٦) ص ١١٦ وأخرجه الترمذي في التفسير (٢٩٩٢) وقال هذا حديث حسن والنسائي في التفسير (٧٩).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٣٣) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٨٦) وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن جرير (٣ / ٩٥)

٩٧

محمد بن إسحاق الثقفي ، حدَّثنا عبد الله بن عمرو ويوسف بن موسى ، قالا : حدَّثنا وكيع ، حدَّثنا سفيان ، عن آدم بن سليمان. قال : سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال :

لما نزلت هذه الآية :( وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) دخل قلوبهم منها شيء لم يدخله من شيء ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قولوا : سمعنا وأطعنا وسلَّمنا. فألقى الله تعالى الإيمان في قلوبهم فقالوا : سمعنا وأطعنا. فأنزل الله تعالى :( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ) حتى بلغ( أَوْ أَخْطَأْنا ) فقال : قد فعلت ، إلى آخر البقرة ، كل ذلك يقول : قد فعلت. رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع.

١٨٩ ـ قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية :( وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) جاء أبو بكر ، وعمر ، وعبد الرحمن بن عَوْف ، ومُعَاذ بن جَبَل ، وناس من الأنصار إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فَجَثَوْا على الركب ، وقالوا : يا رسول الله ، والله ما نزلت آية أشدّ علينا من هذه الآية ، إن أحدنا لَيُحَدِّثُ نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأنَّ له الدنيا بما فيها ، وإنا لمأخوذون بما نحدث به أنفسنا ، هلكنا والله. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هكذا أنزلت ، فقالوا : هلكنا وكُلِّفنا من العمل ما لا نطيق.قال : فلعلكم تقولون كما قالت بنو إسرائيل لموسى : سمعنا وعصينا ، قولوا : سمعنا وأطعنا ، فقالوا : سمعنا وأطعنا. واشتد ذلك عليهم فمكثوا بذلك حولاً ، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله :( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ) الآية فنسخت هذه الآية ما قبلها. قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله قد تجاوز لأمتي ما حدَّثوا به أنفسهم ما لم يعملوا أو يتكلموا به».

__________________

[١٨٩] انظر الحديث السابق.

٩٨

سورة آل عمران

١٩٠ ـ قال المفسرون : قَدِمَ وفد نَجْرَان ، وكانوا ستين راكباً ، على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم ، وفي الأربعة عشر ثلاثةُ نفر إليهم يَؤولُ أمرهم ، العَاقِب : أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يُصْدِرُون إلا عن رأيه ، واسمه عبد المسيح. والسيد : ثِمَالُهُمْ وصاحبُ رَحْلِهم ، واسمه الأيْهَم. وأبو حارِثَةَ بن علقمة أسقفهم وحَبْرُهم ، وإمامهم وصاحب مِدْرَاسِهِمْ ، وكان قد شرف فيهم ودَرَسَ كتبهم ، حتى حَسُن علمه في دينهم ، وكانت ملوك الروم قد شرّفوه ومولّوه ، وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده. فقدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ودخلوا مسجده حين صلى العصر ، عليهم ثياب الحِبَرَات جِبَابٌ وأرْدِية ، في جمال رجال بني الحارث بن كعب ، يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما رأينا وفداً مثلهم ، وقد حَانَت صلاتُهم ، فقاموا فصلوا في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : دعوهم. فصلوا إلى المشرق. فكلم السيد والعاقب رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أسلما ، فقالا : قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما ، منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً ، وعبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير. قالا : إن لم يكن عيسى ولداً لله ، فمن أبوه؟ وخاصموه جميعاً في عيسى ، فقال لهما النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا و [هو] يشبه أباه؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت ، وأن عيسى يأتي عليه

__________________

[١٩٠] ذكر ذلك ابن كثير في أول تفسير سورة آل عمران.

٩٩

الفناء؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه؟ قالوا : بلى ، قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً؟ قالوا : لا ، قال : فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء ، وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث. قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ، ثم غذي كما يغذى الصبي ، ثم كان يطعم ويشرب ويحدث؟ قالوا : بلى ، قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ فسكتوا فأنزل اللهعزوجل فيهم صدر صورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها.

[٨٦]

قوله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ ) الآية. [١٢].

١٩١ ـ قال الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس : إن يهود أهل المدينة قالوا لما هزم الله المشركين يوم بدر : هذا والله النبي الأمي الذي بشَّرْنا به موسى ، ونَجِدُه في كتابنا بنعته وصفته ، وإنه لا تُرَدُّ له راية. فأرادوا تصديقه واتباعه ، ثم قال بعضهم لبعض : لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى. فلما كان يوم أحد ونُكِبَ أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شَكُّوا وقالوا : لا والله ما هو به. وغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا ، وكان بينهم وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عهد إلى مُدَّة ، فنقضوا ذلك العهد ، وانطلق كعب بن الأَشْرَف في ستين راكباً إلى أهل مكة : أبي سفيان وأصحابه ، فوَافَقُوهم ، وأجمعوا أمرهم ، وقالوا : لتكونن كلمتنا واحدة. ثم رجعوا إِلى المدينة ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

١٩٢ ـ وقال محمد بن إسحاق بن يسار : لما أصاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قريشاً ببدر ، فقدم المدينة ، جَمَع اليهود فقال : يا معشر اليهود ، احذروا من الله مثلَ ما

__________________

[١٩١] الكلبي ضعيف.

[١٩٢] ذكره المصنف بدون إسناده وقد أخرجه أبو داود (٣٠٠١) وابن جرير في تفسيره (٣ / ١٢٨) من طريق محمد بن إسحاق قال حدَّثني. محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس به. قلت : محمد بن أبي محمد ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي : لا يعرف.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

سورة السجدة

[٣٤٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) الآية. [١٦].

٦٨٤ ـ قال مالك بن دينار : سألت أنس بن مالك عن هذه الآية فيمن نزلت؟

فقال : كان أناس من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلون من [صلاة] المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

٦٨٥ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقري ، قال : أخبرني أبو الحسين بن محمد الدِّينَورِي ، قال : حدَّثنا موسى بن محمد ، قال : حدَّثنا الحسين بن علويه ، قال : حدَّثنا إسماعيل بن عيسى ، قال : حدَّثنا المسيب ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال :

فينا نزلت معاشر الأنصار :( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) الآية ، كنا

__________________

[٦٨٤] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ١٧٥) لعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن عدي وابن مردويه.

[٦٨٥] المسيب غير منسوب ، وسعيد غير منسوب.

وسياق الكلام يدل على أن أنس وقومه كانوا يصلون المغرب مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد ولم يحدث هذا إلا في المدينة ، والدليل على ذلك أن أنس يقول : قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين ، وجملة القول أن هذه الآية مكية ، فكيف تنزل في شيء حدث بعدها بشهور أو سنوات ، والله أعلم.

٣٦١

نصلي المغرب ، فلا نرجع إِلى رحالنا حتى نصلي العشاء [الآخرة] مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

٦٨٥١ م ـ وقال الحسن ومجاهد : نزلت في المتهجدين الذين يقومون الليل إلى الصلاة. ويدل على صحة هذا.

٦٨٦ ـ ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : حدَّثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدَّثنا جرير ، عن الأعمش ، عن الحكم ، عن ميمون [عن] ابن أبي شبيب ، عن معاذ بن جبل ، قال :

بينما نحن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة «تَبُوك» وقد أصابنا الحر ، فتفرْق القوم ، فنظرت فإذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أقربهم مني ، [فدنوت منه] فقلت : يا رسول الله ، أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال : لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسَّره الله تعالى عليه : تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ، وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير [كلها] قال قلت : أجل يا رسول الله ، قال : الصوم جُنَّة ، والصدقة تكفِّر الخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله تعالى ، قال : ثم قرأ هذه الآية( تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ) .

[٣٥٠]

قوله تعالى :( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً ) الآية [١٨].

__________________

[٦٨٥١] م مرسل.

[٦٨٦] أخرجه النسائي في الصوم (٤ / ١٦٦) من طريق ميمون بلفظ «الصوم جنة» ولم ينكر القصة وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤١٢) وصححه ووافقه الذهبي ، ومن طريق أبي وائل أخرجه الترمذي في الإيمان (٢٦١٦) بتمامه وقال : حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٤١٤).

وابن ماجة في الفتن (٣٩٧٣).

وأحمد في مسنده (٥ / ٢٣١) بتمامه.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٧٥) لابن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

٣٦٢

نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عُقبة.

٦٨٧ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ ، قال : أخبرنا إسحاق بن بنان الأنماطي ، قال : حدَّثنا حبيش بن مُبَشِّر الفقيه قال : حدَّثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدَّثنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

قال الوليد بن عُقْبة بن أبي مُعَيْط لعلي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه : أنا أحدُّ منك سناناً ، وأبسطُ منك لساناً ، وأملأُ للكتيبة منك ، فقال له علي : اسكت فإنما أنت فاسق. فنزل :( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) قال : يعني بالمؤمن علياً ، وبالفاسق الوليدَ بن عُقْبة.

__________________

[٦٨٧] إسناده ضعيف : محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى : قال ابن حبان كان رديء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ [مجروحين ٢ / ٢٤٤].

وعزاه في الدر (٥ / ١٧٧) لأبي الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر.

٣٦٣

سور الأحزاب

[٣٥١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ) الآية. [١]

٦٨٨ ـ نزلت في أبي سفيان ، وعكرمة بن أبي جهل ، وأبي الأَعْور [عمرو بن سفيان] السُّلَمي ، قدموا المدينة بعد قتال أحد ، فنزلوا على عبد الله بن أبيّ ، وقد أعطاهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم الأمان على أن يكلموه ، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح وطُعْمَة بن أُبْيرق ، فقالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده عمر بن الخطاب : ارفض ذكر آلهتنا اللات والعُزّى ومَنَاة ، وقل : إِنّ لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها ، وندعك وربك ، فشق على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قولُهم ، فقال عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم ، فقال : إني قد أعطيتهم الأمان ، فقال عمر : اخرجوا في لعنة الله وغضبه ، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [عمر] أن يخرجهم من المدينة ، وأنزل اللهعزوجل هذه الآية.

[٣٥٢]

قوله تعالى :( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) . [٤].

__________________

[٦٨٨] بدون إسناد.

٣٦٤

٦٨٩ ـ نزلت في جميل بن مَعْمَر الفِهْرِي ، وكان رجلاً لبيباً حافظاً لما يسمع ، فقالت قريش : ما حفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان ، وكان يقول : إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد. فلما كان يوم بدر وهزم المشركون ، وفيهم يومئذ جميل بن معمر ، تلقاه أبو سفيان ، وهو معلق إحدى نعليه بيده والأخرى في رجله ، فقال له : يا أبا معمر ما حال الناس؟ قال : [قد] انهزموا ، قال : فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ قال : ما شعرت إلا أنهما في رجلي ، وعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده.

[٣٥٣]

قوله تعالى :( وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ) الآية. [٤].

٦٩٠ ـ نزلت في زيد بن حارثة ، كان عبداً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعتقه وتَبَنَّاه قبل الوحي فلما تزوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم زينب بنت جَحْش ، وكانت تحت زيد بن حارثة قالت اليهود والمنافقون : تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عنها! فأنزل الله تعالى هذه الآيات.

٦٩١ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن نعيم الإشكَابِي قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمد بن علي بن مخلد قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال : حدَّثنا قتيبة بن سعيد قال : حدَّثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن عبد الله [ابن عمر] أنه كان يقول :

ما كنا ندعو زيد بن حارثة إِلا زيد بن محمد حتى نزلت في القرآن

__________________

[٦٨٩] بدون إسناد.

[٦٩٠] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ١٨١) للفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد.

[٦٩١] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٨٢) ومسلم في فضائل الصحابة (٦٢ / ٢٤٢٥) ص ١٨٨٤ والترمذي في التفسير (٣٢٠٩) وفي المناقب (٣٨١٤) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه النسائي في التفسير (٤١٦).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٨١) لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن.

٣٦٥

( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ ) رواه البخاري عن مُعَلَّى بن أسد ، عن عبد العزيز بن المختار ، عن موسى بن عُقْبة.

[٣٥٤]

قوله تعالى :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) الآية. [٢٣].

٦٩٢ ـ أخبرنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مَكِّي بن عبدان قال : حدَّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : حدَّثنا بَهْز بن أسد ، قال : حدَّثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال :

غاب عمي أنس بن النَّضْر ـ وبه سميت أنساً ـ عن قتال بدر ، فشق عليه لما قدم وقال : غبت عن أول مَشْهد شهده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والله لئن أَشْهَدَني الله سبحانه قتالاً لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال : اللهم إني أَبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون ، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء. يعني المسلمين ـ ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن مُعَاذ فقال : أي سعد ، والذي نفسي بيده إِني لأَجدُ ريح الجنة دون أحد ، فقاتلهم حتى قتل. قال أنس : فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة ، من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ، ورمية بسهم ، وقد مَثَّلُوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه. ونزلت هذه الآية( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) قال : فكنا نقول : أنزلت هذه الآية فيه وفي أصحابه. رواه مسلم عن محمد بن حاتم ، عن بَهزْ بن أسد.

__________________

[٦٩٢] أخرجه مسلم في الإمارة (١٤٨ / ١٩٠٣) ص ١٥١٢.

والترمذي في التفسير (٣٢٠٠).

والنسائي في التفسير (٤٢٢).

وزاد المزي في تحفة الأشراف (٤٠٦) نسبته للنسائي في المناقب في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير (٢١ / ٩٣).

وأخرجه أحمد (٣ / ١٩٤ ، ٢٠١ ، ٢٥٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ : ١٩٠) لابن سعد والبغوي في معجمه وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في الحليلة والبيهقي في الدلائل.

٣٦٦

٦٩٣ ـ أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر المؤذن قال : أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، قال : أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزَّبيبي قال : حدَّثنا بندار قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدَّثني أبي ، عن ثمامَة ، عن أنس بن مالك قال :

نزلت هذه الآية في أنس بن النضر( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) . رواه البخاري عن بُنْدَار.

[٣٥٥]

قوله تعالى :( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) [٢٣].

نزلت في طلحة بن عبيد الله ، ثبت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد حتى أصيبت يده ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم أَوْجِب لطلحة الجنة.

٦٩٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله التميمي : قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن نصر الرازي ، قال : أخبرنا العباس بن إسماعيل الرَّقِّي قال : حدَّثنا إسماعيل بن يحيى البغدادي ، عن أبي سنان ، عن الضحاك ، عن النزال بن سَبْرَة ، عن علي قال : قالوا : حدَّثنا عن طلحة فقال :

ذلك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب الله تعالى :( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) طلحة ممن قضى نحبه ، لا حساب عليه فيما يستقبل.

٦٩٥ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدانَ قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك

__________________

[٦٩٣] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٨٣) ـ وانظر السابق.

[٦٩٤] إسماعيل بن يحيى : إن كان هو الشيباني ، فقد قال العقيلي : لا يتابع على حديثه ، فقد جاء في ترجمة الشيباني أنه يروي عن أبي سنان ضرار بن مرة ، وإن كان غيره فلا أعرفه.

والحديث عزاه السيوطي في الدر (٥ / ١٩١) لأبي الشيخ وابن عساكر.

[٦٩٥] مرسل.

وأخرجه الترمذي موصولاً من حديث طلحة بن عبيد الله (٣٢٠٣) وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير.

وأخرجه الترمذي من حديث معاوية (٣٢٠٢) وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإنما رُوي عن موسى بن طلحة عن أبيه.

٣٦٧

قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي قال : حدَّثنا وكيع ، عن طلحة بن يحيى ، عن عيسى بن طلحة :

أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مر على طلحة فقال : هذا ممن قَضَى نَحْبَه.

[٣٥٦]

قوله تعالى :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) الآية. [٣٣].

٦٩٦ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، قال : حدَّثنا أبو الربيع الزَّهْراني ، قال : حدَّثنا عمار بن محمد [عن] الثَّوْرِي ، قال : حدَّثنا سفيان ، عن أبي الجحّاف ، عن عطية ، عن أبي سعيد( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال :

نزلت في خمسة : في النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين رضوان الله عليهم أجمعين.

٦٩٧ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِي قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ،

__________________

قلت : في إسناد حديث معاوية : إسحاق بن يحيى بن طلحة قال الحافظ في التقريب [١ / ٦٢] : ضعيف.

[٦٩٦] إسناده ضعيف : عطية بن سعد العوفي : ضعيف ، ومرت ترجمته في (٦٧٥).

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٢ / ٥) من طريق عطية.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ١٩٨) لابن أبي حاتم والطبراني.

[٦٩٧] إسناده ضعيف لجهالة من سمع أم سلمة.

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٠٥) وفي المناقب (٣٧٨٧) من طريق عطاء عن عمر بن أبي سلمة بلفظ : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء الحديث.

وقال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٣٨٧١) من طريق شهر بن حوشب عن أم سلمة : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال : اللهم هؤلاء الحديث ، [ولم يذكر الآية].

٣٦٨

قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا ابن نمير ، قال : حدَّثنا عبد الملك ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال :

حدَّثني من سمع أم سلمة تذكر أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في بيتها فأتته فاطمةرضي‌الله‌عنها بِبُرْمَة فيها خَزِيرة فدخلت بها عليه فقال لها : ادعي لي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الخَزِيرَة ، وهو على مَنَامَةٍ له ، وكان تحته كساء خَيْبَرِي قالت : وأنا في الحجرة أَصلي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قالت : فأخذ فَضْل الكساء فَغَشَّاهم به ، ثم أخرج يديه فَأَلْوَى بهما إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي [وحاميتي] فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً. قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ، قال : إنك إلى خَيْرٍ إنك إلى خَيْرٍ.

٦٩٨ ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السَّرَّاج قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى

__________________

وقال الترمذي : حسن وهو أحسن شيء روي في هذا الباب.

ومن الطريق نفسه أخرجه أحمد (٦ / ٣٠٤) وبلفظ مقارب وليس فيه ذكر الآية.

وأخرجه أحمد (٦ / ٢٩٢) من طريق عطاء قال حدثني من سمع أم سلمة ثم ذكر الحديث بلفظ المصنف. وهذا الإسناد أيضاً فيه مجهول.

وأخرجه الحاكم (٢ / ٤١٦ ، ٣ / ١٤٦) من طريق عطاء بن يسار عن أم سلمة أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية الحديث ، وصححه ووافقه الذهبي.

قلت : في إسناده : عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، قال الدارقطني : خالف فيه البخاري الناس وليس بمتروك ، وضعفه ابن معين ، وقال ابن عدي : وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء ، وله ترجمة في المجروحين لابن حبان (٢ / ٥١) والميزان (٢ / ٥٧٢) ، والله أعلم.

[٦٩٨] ضعيف : في إسناده خصيف بن عبد الرحمن : قال أبو طالب عن أحمد : ضعيف الحديث ، وقال ابن حبان : تركه جماعة من أئمتنا واحتج به آخرون إلا أن الإنصاف فيه قبول ما وافق الثقات في الروايات وترك ما لم يتابع عليه. [تهذيب التهذيب].

وعزاه في الدر (٥ / ١٩٨) لابن مردويه.

وقال ابن كثير : روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب ثنا

٣٦٩

الحماني ، عن صالح بن موسى القرشي ، عن خصيف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :

أنزلت هذه الآية في نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

٦٩٩ ـ أخبرنا عَقِيل بن محمد الجُرْجَاني ، فيما أجاز لي لفظاً قال : حدَّثنا المُعَافى بن زكَريا القاضي قال : أخبرنا محمد بن جرير ، قال : حدَّثنا ابن حميد ، قال : حدَّثنا يحيى بن واضح ، قال : حدَّثنا الأصبغ ، عن علقمة :

عن عِكْرِمَة في قوله تعالى :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : ليس الذي تذهبون إليه ، إنما هي [في] أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . قال : وكان عكرمة ينادي بهذا في السوق.

[٣٥٧]

قوله تعالى :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ) الآية. [٣٥].

٧٠٠ ـ قال مقاتل بن حيان : بلغني أن أسماء بنت عُمَيْس لما رجعت من الحبشة معها زوجها جعفر بن أبي طالب ، دخلت على نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن : لا ، فأتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن النساء لفي خيبة وخسار ، قال : ومم ذلك؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بالخير كما يذكر الرجال ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ) إلى آخرها.

٧٠١ ـ وقال قتادة : لما ذكر الله تعالى أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، دخل نساء من

__________________

حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما في قوله تعالى( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ ) الآية قال : نزلت في نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصة.

[٦٩٩] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (٢٢ / ٧) ، وعزاه في الدر (٥ / ١٩٨) لابن جرير وابن مردويه.

[٧٠٠] مرسل.

وله شاهد صحيح من حديث أم سلمة أخرجه النسائي في التفسير (٤٢٤ ، ٤٢٥)

[٧٠١] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٠٠) لابن جرير

٣٧٠

المسلمات عليهن فقلن : ذُكِرْتُن ولم نُذْكَر ، ولو كان فينا خير لَذُكِرْنا. فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ) .

[٣٥٨]

قوله تعالى :( تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ ) الآية. [٥١].

قال المفسرون [نزلت] حين غار بعض نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وآذينه بالغيرة وطلبن زيادة النفقة ، فهجرهن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم شهراً حتى نزلت آية التخيير ، وأمره الله تعالى أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة ، وأن يُخَلِّيَ سبيل من اختارت الدنيا ويمسك [منهن] من اختارت الله سبحانه ورسوله ، على أنهن أمهات المؤمنين ، ولا ينكحن أبداً ، وعلى أن يؤوي إليه من يشاء ويُرْجِي منهن [إليه] من يشاء ، فَيَرْضين به ، قَسَمَ لَهُنَّ أو لم يَقْسِم ، أو فضّل بعضهن على بعض بالنفقة والقسمة والعشرة ، ويكون الأمر في ذلك إليه يفعل ما يشاء ، فرضين بذلك كله ، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مع ما جعل الله تعالى له من التَّوْسِعَة يُسَوِّي بينهن في القِسْمَة.

٧٠٢ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكِّي ، قال : أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي ، قال : حدَّثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، قال : حدَّثنا يحيى بن معين ، قال : حدَّثنا عباد بن عباد ، عن عاصم الأحْول ، عن مُعَاذَة ، عن عائشة ، قالت :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد ما نزلت( تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ) يستأذننا إذا كان في يوم المرأة منا. قالت معاذة [: فقلت] ما كنت تقولين؟ قالت : كنت أقول : إن كان ذلك إليّ لم أؤثر أحداً على نفسي. رواه البخاري عن حبّان بن موسى عن ابن المبارك ، ورواه مسلم عن شريح بن يونس عن عباد ، كلاهما عن عاصم.

__________________

[٧٠٢] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٨٩) ومسلم في الطلاق (٢٣ / ١٤٧٦) ص ١١٠٣ وأبو داود في النكاح (٢١٣٦) والنسائي في عشرة النساء (٥٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٢١١) لابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه.

٣٧١

٧٠٣ ـ وقال قوم : لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقهن فقلن : يا نبي الله ، اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت ، ودعنا على حالنا ، فنزلت هذه الآية.

٧٠٤ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن نعيم ، قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الأخرم قال : حدَّثنا محمد بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا محاضر بن المودع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه :

عن عائشة : أنها كانت تقول لنساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها؟ فأنزل الله تعالى :( تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ) فقالت عائشة : أرى ربَّك يُسارعُ لك في هواك. رواه البخاري عن زكريا بن يحيى ، ورواه مسلم عن أبي كُرَيب ، كلاهما عن أبي أسامة ، عن هشام.

[٣٥٩]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ) الآية. [٥٣].

٧٠٥ ـ قال أكثر المفسرين : لما بنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بزينب بنت جَحْش أَوْلَمَ عليها بتمر وسَوِيق وذبح شاة. قال أنس : وبعثت إليه أمي أمّ سُلَيم بحَيْس في تَوْرٍ من حجارة ، فأمرني النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أدعو أصحابه إلى الطعام [فدعوتهم] فجعل القوم يجيئون فيأكلون ويخرجون ثم يجيء القوم فيأكلون ويخرجون ، فقلت : يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحداً أدعوه ، فقال : ارفعوا طعامكم ، فرفعوا فخرج القوم وبقي ثلاثة نفر يتحدثون في البيت فأطالوا المكث وتأذى بهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان

__________________

[٧٠٣] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ٢١٠) لابن مردويه عن مجاهد.

[٧٠٤] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٨٨) وأخرجه مسلم في الرضاع (٤٩ / ١٤٦٤) ص ١٠٨٥.

والنسائي في النكاح (٦ / ٥٤).

وفي عشرة النساء (٤٤).

وفي التفسير (٤٣٤).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٣٦) وصححه ووافقه الذهبي.

[٧٠٥] انظر الحديث الآتي.

٣٧٢

شديد الحياء ، فنزلت هذه الآية ، وضرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيني وبينه ستراً.

٧٠٦ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع ، قال : حدَّثنا عبد الأعلى بن حماد النّرْسي قال : حدَّثنا المُعْتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي مجلز ، عن أنس بن مالك ، قال :

لما تزوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون ، قال : فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، فلما رأى ذلك قام وقام مِنَ القوم مَنْ قام ، وقعد ثلاثة [نفر] وإن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء فدخل فإذا القوم جلوس [فرجع] وإنهم قاموا وانطلقوا فجئت فأخبرت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنهم قد انطلقوا ، قال : فجاء حتى دخل. قال : وذهبت أدخل فألقى الحِجَابَ بيني وبينه ، وأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ ) الآية إلى قوله :( إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً ) رواه البخاري عن محمد بن عبد الله الرّقاشي ، ورواه مسلم عن يحيى بن حبيب الحارثي ، كلاهما عن المعتمر.

٧٠٧ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن نجيد ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل ، قال : حدَّثنا هشام بن عمار ، قال : حدَّثنا الخليل بن موسى ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عون عن عمرو بن شعيب ، عن أنس بن مالك ، قال :

__________________

[٧٠٦] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٩١) وفي الاستئذان (٦٢٣٩ ، ٦٢٧١).

وأخرجه مسلم في النكاح (٩٢ / ١٤٢٨) ص ١٠٥٠.

والنسائي في التفسير (٤٤٠).

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧ / ٨٧).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢١٣) لأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٧٠٧] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٢١٧) وقال : غريب من هذا الوجه.

وأخرجه ابن جرير (٢٢ / ٢٨).

وعزاه في الدر (٥ / ٢١٣) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

٣٧٣

كنت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذ مر على حُجْرة من حُجَره فرأى فيها قوماً جلوساً يتحدثون ، ثم عاد فدخل الحُجْرَة وأرخَى الستر دوني ، فجئت أبا طلحة فذكرت ذلك له [كله] فقال : لئن كان ما تقول حقاً لينزلن الله تعالى فيه قرآناً ، فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ) الآية.

٧٠٨ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن الحِيرِي ، قال : أخبرنا حاجب بن أحمد ، قال : حدَّثنا عبد الرحيم بن منيب ، قال : حدَّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدَّثنا حميد ، عن أنس قال :

قال عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : قلت : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ، فأنزل الله تعالى آية الحجاب. رواه البخاري عن مُسَدَّد عن يحيى بن أبي زائدة ، عن حُمَيد.

٧٠٩ ـ أخبرنا أبو حكيم الجرجاني فيما أجازني لفظاً ، قال : أخبرنا أبو الفرج القاضي قال : حدَّثنا محمد بن جرير قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدَّثنا هشيم عن ليث :

عن مجاهد أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه فأصابت يدُ رجل منهم يد عائشة وكانت معهم ، فكره النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم [ذلك] فنزلت آية الحجاب.

[٣٦٠].

قوله تعالى :( وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) [٥٣].

٧١٠ ـ قال ابن عباس في رواية عطاء : قال رجل من سادة قريش : لو توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لتزوجت عائشة. فأنزل الله تعالى ما أنزل.

__________________

[٧٠٨] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٩٠)

[٧٠٩] مرسل.

وأخرجه النسائي موصولاً من حديث عائشة ، في التفسير (٤٣٩)

[٧١٠] بدون إسناد ، وعزاه في الدر (٥ / ٢١٤) لابن مردويه.

ونقل ابن كثير إسناده من تفسير ابن أبي حاتم.

٣٧٤

[٣٦١]

قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) الآية. [٥٦].

٧١١ ـ أخبرنا أبو سعيد عن ابن أبي عمرو النَّيْسَابُوري ، قال : حدَّثنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى قال : حدَّثنا محمد بن يحيى قال : حدَّثنا أبو حذيفة قال : حدَّثنا سفيان ، عن الزبير بن عدي ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عُجْرةَ قال :

قيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد عرفنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فنزلت :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) .

٧١٢ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العَدْل ، قال : حدَّثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى الصُّولي ، قال : حدَّثنا الرِّياشي عن الأصمعي ، قال :

سمعت المهدي على منبر البصرة يقول : إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ، وثني بملائكته ، فقال :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) . آثرهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بها من بين [سائر] الرسل ، واختصكم بها من بين الأنام ، فقابلوا نعمة الله بالشكر.

٧١٣ ـ سمعت الأستاذ أبا عثمان الحافظ يقول : سمعت الإمام سهل بن محمد بن سليمان يقول :

هذا التشريف الذي شرف الله تعالى به نبينا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ) أبلغ وأتم من تشريف آدمعليه‌السلام بأمر الملائكة بالسجود له ، لأنه لا يجوز أن يكون الله مع الملائكة في ذلك التشريف ، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه بالصلاة على النبي ، ثم عن الملائكة بالصلاة عليه. فتشريفٌ

__________________

[٧١١] أخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٤٤) وعبد بن حميد (٣٦٨ ـ منتخب) بلفظ : «لما نزلت( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) قلنا يا رسول الله : قد علمنا السلام عليك ....».

والمتن الذي ذكره المصنف معكوس فلا أدري ممن وقع هذا الخطأ والله أعلم.

٣٧٥

صَدَرَ عنه أبلغ من تشريف تختص به الملائكة من غير جواز أن يكون الله معهم في ذلك.

و [هذا] الذي قاله سهل منتزع من قول المهدي ، ولعله رآه ونظر إليه فأخذه منه وشرحه ، وقابل ذلك بتشريف آدم ، فكان أبلغ وأتم منه.

٧١٤ ـ وقد ذكر في الصحيح.

ما أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه ، قال : أخبرنا إبراهيم بن سفيان ، قال : حدَّثنا مسلم ، قال : حدَّثنا قتيبة وعلي بن حجر ، قالا : حدَّثنا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء عن أبيه :

عن أبي هريرة أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : من صلى عليّ [مرة] واحدة صلى الله عليه عشراً.

[٣٦٢]

قوله تعالى :( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) [٤٣].

٧١٥ ـ قال مجاهد : لما نزلت :( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) الآية قال أبو بكر : ما أعطاك الله تعالى من خير إلا أَشْرَكَنَا فيه ، فنزلت :( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) الآية.

[٣٦٣]

قوله تعالى :( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ) الآية. [٥٨].

٧١٦ ـ قال عطاء عن ابن عباس : رأَى عمررضي‌الله‌عنه جارية من الأنصار متبرجة فضربها وكره ما رأى من زينتها ، فذهبت إلى أهلها تشكو عمر فخرجوا إِليه فآذوه فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧١٤] أخرجه مسلم في الصلاة (٧٠ / ٤٠٨) ص ٣٠٦.

وأبو داود في الصلاة (١٥٣٠) والنسائي في الصلاة (٣ / ٥٠)

[٧١٥] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٠٦) لعبد بن حميد وابن المنذر.

[٧١٦] بدون إسناد.

٣٧٦

٧١٧ ـ وقال مقاتل : نزلت في علي بن أبي طالب ، وذلك أن أناساً من المنافقين كانوا يؤذونه ويُسْمِعُونه.

٧١٨ ـ وقال الضحاك والسدي والكلبي : نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن ، فيرون المرأة فيدنون منها فيغمزونها ، فإن سكتت اتبعوها ، وإن زجرتهم انتهوا عنها ، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ، ولكن لم يكن يومئذ تعرف الحرة من الأمة ، إنما يخرجن في دِرْعٍ وخمار. فشكون ذلك إلى أزواجهن ، فذكروا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

الدليل على صحة هذا قوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ) الآية.

٧١٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن قال : حدَّثنا أبو علي الفقيه قال : حدَّثنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال : حدَّثنا زياد بن أيوب قال : حدَّثنا هشيم عن حصين عن أبي مالك قال :

كانت النساء المؤمنات يخرجن بالليل إلى حاجاتهن ، وكان المنافقون يتعرضون لهنّ ويؤذونهن فنزلت هذه الآية.

٧١٩١ م ـ وقال السّدي :

كانت المدينة ضيقة المنازل ، وكانت النساء إذا كان الليل خرجن يقضين الحاجة ، وكان فسّاق من فسّاق المدينة يخرجون ، فإذا رأوا المرأة عليها قناع قالوا : هذه حرة فتركوها ، وإذا رأوا المرأة بغير قناع قالوا : هذه أمة فكانوا يراوِدُونها. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٧١٧] مرسل.

[٧١٨] مرسل.

[٧١٩] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٢١) لسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٧١٩] م مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٢٢) لابن أبي حاتم.

٣٧٧

سورة يس

[٣٦٤] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمن الرَّحِيمِ قوله تعالى :( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ) الآية [١٢].

قال أبو سعيد الخُدْرِي : كان بنو سَلَمة في ناحية من المدينة ، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد ، فنزلت هذه الآية :( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ) فقال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون؟

٧٢٠ ـ أخبرنا الشريف إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسن الطبري ، قال : حدَّثني جدي : قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الشرقي ، قال : حدَّثنا

__________________

[٧٢٠] ضعيف جداً : في إسناده سعد بن الطريف : قال الحافظ في التقريب : متروك ورماه ابن حبان بالوضع [تقريب ١ / ٢٨٧].

وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير من طريق أبي سفيان وقال : هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري وأبو سفيان هو طريف السعدي أ. ه. قلت : طريف السعدي هذا قال الحافظ في التقريب ضعيف [تقريب ١ / ٣٧٧] وله ترجمة في المجروحين لابن حبان [١ / ٣٧٧] وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٢٨) وصححه ووافقه الذهبي ، قلت : في تصحيح هذا الحديث نظر حيث إن في إسناده عند الحاكم : سعد بن الطريف قال الحافظ في التقريب : متروك (تقريب ١ / ٢٨٧).

وقال الحافظ ابن كثير معلقاً على حديث مثله رواه البزار : فيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية والسورة بكمالها مكية فالله أعلم. أ. ه.

٣٧٨

عبد الرحمن بن بشر ، قال : حدَّثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن سعد بن طريف ، عن أبي نَضْرَة ، عن أبي سعيد ، قال :

شكت بنو سَلمة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بُعْدَ منازلهم من المسجد ، فأنزل الله تعالى :( وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : عليكم منازلكم ، فإنما تُكتب آثارُكم.

[٣٦٥]

قوله تعالى :( قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) [٧٨].

قال المفسرون : إن أُبيّ بن خَلَف أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم حائِل [قد بلي] فقال : يا محمد ، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم؟ فقال : نعم ويبعثك ويدخلك النار ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات( وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) .

٧٢١ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، قال : حدَّثنا زياد بن أيوب ، قال : حدَّثنا هشيم قال : حدَّثنا حصين عن أبي مالك :

أن أُبيّ بن خَلَف الجُمْحِيّ جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم حائل فَفَتَّهُ بين يديه وقال : يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أَرَمَّ؟ فقال : نعم يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم. فنزلت هذه الآية.

__________________

والحديث عزاه السيوطي في الدر (٥ / ٢٦٠) لعبد الرزاق والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الشعب.

[٧٢١] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٢٦٩) لسعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث.

٣٧٩

سورة ص

[٣٦٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

[قوله تعالى :( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً ) ...] (٥).

٧٢٢ ـ أخبرنا أبو القاسم بن أبي نصر الخزاعي قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن حمدويه ، قال : أخبرنا أبو بكر بن [أبي] دَارِم الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدَّثنا أبي قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدَّثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن يحيى بن عمارة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

مرض أبو طالب ، فجاءت قريش ، وجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعند رأس أبي طالب مجلس رجل ، فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك ، فشكوه إلى أبي طالب فقال : يا ابن

__________________

[٧٢٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٢٣٢) وقال : هذا حديث حسن.

وأخرجه النسائي في التفسير (٤٥٦).

وابن جرير في تفسيره (٢٣ / ٧٩) وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٢٧).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٣٢) وصححه ووافقه الذهبي ، قلت : في تصحيحه نظر حيث إن في إسناده عند الحاكم يحيى بن عمارة قال الحافظ في التقريب : مقبول ، وقال في التهذيب :

ذكره ابن حبان في الثقات أ. ه.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٢٩٥) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن حاتم وابن مردويه.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591