الاختصاص

الاختصاص10%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 109915 / تحميل: 9214
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الاختصاص

تأليف فخر الشيعة أبي عبد الله محمد بن النعمان العكبرى البغدادى

الملقب بالشيخ المفيدرحمه‌الله المتوفى ٤١٣

١

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تراه النواظر، ولا تحجبه السواتر، الذي علا بكل مكرمة، وبان بكل فضيلة، وارتفع عن شبه الخليقة، وقام بالقسط في خلقه، و عدل فيهم بحكمه، وأحسن إليهم في قسمه، ولا إله إلا هو، الواحد القهار، العزيز الجبار، الذي يتناهى في الاوهام بتحديد، ولم تدركه الافكار بتصوير، ولم تنله مقائيس المقدرين فقدرته مكيفة في عقول الناظرين.(١) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أخلصها له وأدخرها عنده، وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين أجمعين.

هذا كتاب ألفته وصنفته وألعجت في جمعه وإسباغه وأقحمته فنونا من الاحاديث و عيونا من الاخبار(٢) ومحاسن من الآثار والحكايات في معان كثيرة من مدح الرجال و فضلهم وأقدار العلماء ومراتبهم وفقههم.

قال محمد بن محمد النعمان: حدثني أبوغالب أحمد بن محمد الزراري، وجعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب، عن الحسين بن الحسن، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن ابن عائشة البصري(٣) رفعه، أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال في بعض خطبه: أيها

__________________

(١) قوله: " مكيفة " بصيغة اسم الفاعل من باب التفعيل، فالمعنى ان المقائيس لما لم تنل ساحة عظمته تعالى فقدرته في العقول مقرونا بالكيفيات التى أضافتها إليه تعالى.

(٢) قوله: " ألعجت " على بناء المفعول من لعجه بمعنى آلمه أى وقعت في جمعه في الالم و والمشقة.

وفي بعض النسخ [ ابعجت ] وهو من بعج الحب فلانا أى أوقعه في الحزن. وقوله: " أقحمته " أى أدخلت فيه.

(٣) الغلابى بالغين المعجمة والباء الموحدة - نسبة إلى غلاب - كسحاب لانه كان مولى لبنى غلاب وهم قبيلة بالبصرة. وفي بعض النسخ [ عن ابن عائشة النصرى ] وهو تصحيف.

٢

الناس إعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه، الناس أبناء ما يحسنون وقدر كل امرء ما يحسن، فتكلموا في العلم تبين أقداركم.(١) وحدثنا جعفر بن محمد بن قولويه، عن الحسين بن محمد بن عامر الاشعري، عن المعلمى بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور العمي، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقيها(٢) .

رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كانوا شرطة الخميس ستة آلاف رجل أنصاره.(٣) محمد بن الحسين، عن محمد بن جعفر، عن أحمد بن أبي عبدالله قال: قال علي بن الحكم: أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام الذين قال لهم: تشرطوا فأنا اشارطكم على الجنة ولست اشارطكم على ذهب ولا فضة(٤) ، إن نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما مضى قال لاصحابه: تشرطوا فإني

__________________

(١) رواه الكلينيرحمه‌الله في الكافي ج ١ ص ٥٠.وقال المجلسىرحمه‌الله قال الجوهرى: أزعجه أى أقلعه وقلعه من مكانه فانزعج انتهى.اى العاقل لا يضطرب ولا ينقلع من مكانه بسبب سماع قول الزور والكذب والبهتان فيه لانه لا يضره بل ينفعه. والحيكم لا يرضى بثناء الجاهل بحاله ومعايبه عليه لانه لا ينفعه بل يضره.وقوله: " أبناء ما يحسنون " من الاحسان بمعنى العلم يقال: أحسن الشئ أى تعلمه فعلمه حسنا.

(٢) رواه الصدوقرحمه‌الله في أماليه باسناده عن ابن ابي نجران، عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم، عن الصادقعليه‌السلام . ونقله المجلسىقدس‌سره في البحار باب من حفظ أربعين حديثا من المجلد الاول. وسيأتي مثله أيضا.

(٣) الظاهر رجوع الضمير في " رفعه " إلى ابن قولويه ونقل هذا الخبر والذي بعده المجلسيرحمه‌الله عن الكتاب ج ٨ ص ٧٢٥ من البحار: وقال في النهاية: شرطة السلطان نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده.

والشرطة أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة.وقال: في حديث ابن مسعود " وتشرط شرطة للموت، لا يرجعون الا غالبين " اه‍.وقال في القاموس: الشرطة - بالضم - هم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت وطائفة من أعوان الولاة سموا بذلك لانهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها اه‍. والضمير في " انصاره " يرجع إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) روى الكشى في رجاله ص ٤ عن محمد بن مسعود العياشى وابى عمرو بن عبدالعزيز قالا: حدثنا محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسن العرنى، عن غياث الهمدانى، عن بشر بن عمرو الهمداني قال مر بنا أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال: البثوا في هذه الشرطة فوالله لا تلى بعدهم الا شرطة النار الا من عمل بمثل أعمالهم. وروى أيضا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال لعبدالله بن يحيى الحضرمى يوم الجمل: أبشر يا ابن يحيى فانك وأباك من شرطة الخميس حقا، أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسمك واسم ابيك في شرطة الخميس والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذكر ان شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف. اه‍.و المراد بالخميس: الجيش سمى به لانه مقسوم بخمسة أقسام: المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب.

٣

لست اشارطكم إلا على الجنة، وهم: سلمان الفارسي، والمقداد، وأبوذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وأبوساسان، وأبوعمرو الانصاريان، وسهل بدري، وعثمان ابنا حنيف الانصاري، وجابر بن عبدالله الانصاري.

ومن أصفياء أصحابه: عمرو بن الحمق الخزاعي عربي(١) ، وميثم التمار، وهو ميثم بن يحيى مولى، ورشيد الهجري، وحبيب بن مظهر الاسدي،(٢) ومحمد بن أبي بكر.

ومن أوليائه: العلم الازدي(٣) وسويد بن غفلة الجعفي، والحارث بن عبدالله الاعور الهمداني، وأبوعبد الله الجدلي(٤) وأبويحيى حكيم بن سعد الحنفي. وكان من شرطة الخميس أبوالرضي عبدالله بن يحيى الحضرمي، وسليم بن قيس الهلالي، وعبيدة السلماني المرادي عربي(٥)

__________________

(١) " الحمق " بفتح الحاء المهملة وكسر الميم، والقاف.

(٢) " رشيد " مصغرا. و " الهجرى " بفتح الهاء والجيم وكسر الراء والهجر - محركة - بلدة من بلاد اليمن أو قاعدة البحرين وقيل: ناحيه البحرين كلها. والمظهر كما في الخلاصة - بضم الميم وفتح الظاء والهاء المشددة المفتوحة ثم الراء ا ه‍. وقيل: مظاهر.

(٣) الظاهر ان المراد منه مالك بن الحارث الاشتر النخعي المعروف كما يأتي ص ٧.

(٤) نسبة إلى جديلة وهم بطن من قيس عيلان من أهل الكوفة ومنهم قيس بن مسلم الجدلى الذى روى عن سعيد بن جبير وروى عنه سفيان الثورى ومنهم أبوعبدالله الجدلى. (كذا في اللباب في تهذيب الانساب للجزرى).

(٥) قال الجزرى في اللباب: السلمانى بفتح السين وسكون اللام وفتح الميم نسبة إلى سلمان ابن يشكر بن ناجية بن مراد وهو حى من مراد والمشهور بهذه النسبة عبيدة بن عمرو، وقيل: عبيدة ابن قيس السلماني، صحب عليا وابن مسعود رضي الله عنهما - وروى عنهما وعن غيرهما من الصحابة اسلم قبل وفات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسنتين.

٤

ومن خواصه: تميم بن حذيم الناجي "(١) وقد شهد مع عليعليه‌السلام ، قنبر مولى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، أبوفاختة مولى بني هاشم، وعبيدالله بن أبي رافع وكان كاتبه.

وعنه، عن محمد بن الحسن(٢) ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى: " فليظر الانسان إلى طعامه " ما طعامه؟ قال: علمه الذي يأخذه عمن يأخذه(٣) .

وعنه، عن محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن النسدي بن محمد، عن أبي البختري، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن العلماء ورثة الانبياء وذلك أن العلماء(٤) لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين(٥) .

__________________

(١) تميم بن حذيم - بكسر الحاء المهملة وسكون الذال وفتح الياء كمنبر تابعى كما في القاموس.

(٢) يعني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ القميين وفقيههم ووجههم.

(٣) رواه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٥٠ والكشى في رجاله ص ٣ والبرقى في المحاسن ص ٢٢٠ ونقله المجلسى في البحار ج ١ باب ١٤.وقال بعده: هذا أحد بطون الاية الكريمة وعلى هذا التأويل المراد بالماء العلوم الفائضة منه تعالى فانها سبب لحياة القلوب وعمارتها وبالارض القلوب والارواح وبتلك الثمرات ثمرات تلك العلوم.ا ه‍ أقول: يريد بالماء والارض والثمرات ما وقع ذكره في الايات التالية " انا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الارض شقا * فانبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا ". سورة عبس: ٢٤ إلى ٢٩.

(٤) كذا في النسختين والصحيح كما في غيره من الكتب " ان الانبياء " وهو تصحيف من الكتاب جدا.

(٥) رواه الصفار في بصائر الدرجات والكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٢ عن البرقى رحمهم الله ونقله المجلسى في البصائر والاختصاص في البحار باب من يجوز أخذ العلم منه من المجلد الاول وقال في المرآة: العلماء ورثة الانبياء اى يرثون منهم العلوم والمعارف والحكم اذ هذه عمدة ما يتمتعون به في دنياهم ولذا علله بقوله: ان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا. ا ه‍. وقال الجزرى الخلف - بالتحريك والسكون - كل ما يجيئ بعد ما مضى الا أنه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر. وقال الجوهري: الخلف - بالسكون -: القرن بعد القرن اه‍. وقال المجلسىرحمه‌الله : التحريف صرف الكلام عن وجهه. والغالين: المجاوزين الحد.والانتحال أن يدعى لنفسه ما لغيره كأن يدعى الاية أو الحديث الوارد في غيره أنه فيه، أو يدعى العلم ولم يكن عالما، أو يدعى التقوى ولم يكن متقيا او يظهر الصدق ولم يكن صادقا.والمبطلين: الذين جاؤوا بالباطل وقرروه و ذهبوا بالحق وضيعوه وأخفوه.وتأويل الجاهلين تنزيل الكلام على غير الظاهر وتبيين مرجعه و هذا انما يجوز ويصح من العالم بل الراسخ في العلم. ا ه‍.

٥

حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن، عن محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق ابن عمار، عن أبي بصير، عن أحدهماعليهما‌السلام في قول الله عزوجل: "( فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) (١) " قال: هم المسلمون لآل محمد صلى الله عليهم وسلم إذا سمعوا الحديث أدوه كما سمعوه لا يزيدون ولا ينقصون.

عبيد بن نضلة الخزاعي روى عن ابن الاعمش أنه قال لابيه: على من قرأت القرآن؟ فقال: على يحيى بن الوثاب وقرأ يحيى على عبيد بن نضلة كل يوم آية ففرغ من القرآن في سبع وأربعين سنة(٢) .

يحيى بن وثاب كان مستقيما.

أبواحيحة واسمه عمرو بن محصن اصيب بصفين وهو الذي جهز أمير المؤمنينعليه‌السلام بمائة ألف درهم في مسيره إلى الجمل(٣) .

حدثنا جعفر بن الحسين المؤمنرحمه‌الله عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : خلقت الارض لسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم: سلمان الفارسي، والمقداد، وأبوذر، وعمار، وحذيفة، وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: وأنا إمامهم، وهم الذين صلواعلى فاطمة صلوات الله عليها.(٤) أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن الحسين، عن الحسين بن محبوب، عن الحارث

__________________

(١) الزمر: ١٧ و ١٨.والحديث رواه الكليني في الكافى ج ١ ص ٥١ عن علي بن ابراهيم و نقله المجلسى في البحار ج ١ باب آداب الرواية.

(٢) رواه الشيخ في رجاله أيضا على ما في التنقيح للمامقانى.والنضلة - بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وفتح اللام بعدها هاء - وفى الخلاصة بعد نقل الرواية عن الشيخ قال: وكان يحيى بن وثاب مستقيما ذكره الاعمش.

(٣) ذكره الشيخ في رجاله والعلامة في القسم الاول من الخلاصة. واحيحة - بضم الهمزة و فتح الحائين المهملتين بينهما ياء‌ساكنة ثم الهاء -.

(٤) رواه الكشى في رجاله ص ٤ وفيه " ضاقت الارض بسبعة. ورواه الصدوق أيضا في الخصال في ابواب السبعة. وفرات بن ابراهيم في تفسيره ص ٢١٥ معنعنا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام كما في المتن.

٦

قال: سمعت عبدالملك بن أعين يسأل أبا عبداللهعليه‌السلام فلم يزل يسأله حتى قال: فهلك الناس إذا؟ فقال: إي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون، قلت: أهل الشرق والغرب؟ قال: إنها فتحت على الضلال، إي والله هلكوا إلا ثلاثة نفر: سلمان الفارسي، وأبوذر، والمقداد ولحقهم عمار، وأبوساسان الانصاري، وحذيفة، وأبوعمرة فصاروا سبعة.(١) عدة من أصحابنا، عن محمد بن الحسن(٢) ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن مثنى بن الوليد الحناط، عن بريد بن معاوية، عن جعفرعليه‌السلام قال: ارتد الناس بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا ثلاثة نفر: المقداد بن الاسود، وأبوذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم إن الناس عرفوا ولحقوا بعد.

وعنه عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي، عن عمرو بن ثابت قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما قبض ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثا: سلمان والمقداد، وأبوذر الغفاري، إنه لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جاء أربعون رجلا إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقالوا: لا والله لا نعطي أحدا طاعة بعدك أبدا، قال: ولم؟ قالوا: إنا سمعنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيك يوم غدير [ خم ]، قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم قال: فأتوني غدا محلقين، قال: فما أتاه إلا هؤلاء الثلاثة، قال: وجاء‌ه عمار بن ياسر بعد الظهر فضرب يده على صدره، ثم قال له: مالك أن تستيقظ من نومة الغفلة، ارجعوا فلا حاجة لي فيكم أنتم لم تطيعوني في حلق الرأس فكيف تطيعوني في قتال جبال الحديد، ارجعوا فلا حاجة لي فيكم.(٣)

__________________

(١) روى الكلينى في الروضة تحت رقم ٣٥٦ هذا الخبر إلى قوله ثلاثا والمراد بالحارث هو ابن المغيرة.

وذكر الكشى مثله في رجاله ص ٥.

(٢) يعني محمد بن الحسن بن الوليد والحديث رواه الكشى في رجاله في ص ٥.ونقله المجلسى في البحار عن الكتاب ج ٨ ص ٧٢٥.

(٣) روى نحوه الكشى في رجاله وأوردهما المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٨ ص ٤٧ و ٥١.

ذكر السابقين المقربين من أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٧

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن جعفر المؤدب: الاركان الاربعة سلمان، والمقداد وأبوذر، وعمار هؤلاء الصحابة.ومن التابعين: أويس بن أنيس القرني الذي يشفع في مثل ربيعة ومضر(١) ، عمرو بن الحمق الخزاعي - وذكر جعفر بن الحسين أنه كان(٢) من أمير المؤمنينعليه‌السلام بمنزلة سلمان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - رشيد الهجري، ميثم التمار، كميل بن زياد النخعي، قنبر مولى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، محمد بن أبي بكر، مزرع مولى أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) ، عبدالله بن يحيى، قال له أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الجمل: أبشر يا ابن يحيى فأنت وأبوك من شرطة الخميس سماكم الله به في السماء(٤) ، جندب بن زهير العامري، وبنو عامر شيعة عليعليه‌السلام على الوجه، حبيب بن مظهر الاسدي، الحارث بن عبد الله الاعور الهمداني، مالك بن الحارث الاشتر العلم الازدي، أبوعبدالله الجدلي، وجويرية بن مسهر العبدي(٥) أصحاب الحسن بن عليعليهما‌السلام : سفيان بن أبي ليلى الهمداني، حذيفة بن أسيد الغفاري أبورزين الاسدي.أصحاب الحسين بن عليعليهما‌السلام جميع من استهشد معه ومن أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام :

__________________

(١) روى الكشى في رجاله ص ٦٥ حديثا طويلا فيه: قال النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم لاصحابه: أبشروا برجل من امتى يقال له: أويس القرنى فانه يشفع لمثل ربيعة ومضر. الخ.

(٢) يعنى اويس بن أنيس.

(٣) قال المامقانىرحمه‌الله في التنقيح: مزرع صاحب على بن ابى طالبعليه‌السلام ، نقل ابن ابى الحديد عن كتاب الغارات أنه قال: روى ابوداود الطيالسى عن سليمان بن زريق عن عبدالعزيز ابن صهيب قال: حدثني ابوالعالية قال: حدثنى مزرع صاحب على بن أبى طالبعليه‌السلام أنه قال: " ليقبلن جيش حتى اذا كانوا بالبيداء خسف بهم " قال ابوالعالية: فقلت له: انك لتحدثنى بالغيب، فقال: احفظ ما اقوله لك فانما حدثنى الثقة على بن ابى طالبعليه‌السلام وحدثنى ايضا شيئا آخر " ليؤخذن رجل فليقتلن وليصلبن بين شرافتين من شرف المسجد " فقلت له: انك لتحدثنى بالغيب، فقال: احفظ ما اقوله لك قال أبوالعالية: فوالله ما أتت علينا جمعة حتى اخذ مزرع فقتل وصلب بين شرافتين من المسجد.وأقول: الظاهر بقرينة ذكره وذكر مقتله بعد ميثم التمار وجويرية ورشيد الهجرى ان قتل الرجل لاخلاصه في الولاء لامير المؤمنينعليه‌السلام ولكونه من اصحاب سره وعلمه علم المنايا والبلايا عنه فهو من اكمل رجال الشيعة ولذلك عبر عنه بصاحب علىعليه‌السلام كما وقع في التعبير بنحو ذلك عن ميثم وكميل وقنبر وامثالهم. انتهى

(٤) قد مر ان الكشى رواه عن العياشى وابى عمرو بن عبدالعزيز.

(٥) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٨ ص ٧٢٥ و ٧٢٦

٨

حبيب مظهر، وميثم التمار، ورشيد الهجري، وسليم بن قيس الهلالي وأبوصادق وأبوسعيد عقيصا.(١) أصحاب علي بن الحسينعليهما‌السلام : أبوخالد الكابلي كنكر ويقال اسمه: وردان(٢) ، يحيى بن ام الطويل، المطعم،(٣) سعيد بن المسيب المخزومي، حكيم بن جبير.

أصحاب محمد بن عليعليهما‌السلام : جابر بن يزيد الجعفي، حمران بن أعين، وزرارة، وعامر ابن عبدالله بن جذاعة، حجر بن زائدة، عبدالله بن شريك العامري، فضيل بن يسار البصري سلام بن المستنير، بريد بن معاوية العجلي، الحكم بن أبي نعيم(٤) .

أصحاب أبي عبداللهعليه‌السلام : عبدالله بن أبي يعفور، بكر بن أعين، محمد بن مسلم الثقفي الطائفي، محمد بن نعمان.

أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام : علي بن يقطين، علي بن سويد السائي.

في الخبر قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : يكون من شيعتنا في دولة القائم سنام الارض وحكامها، يعطى كل رجل منهم قوة أربعين رجلا.(٥) في المقداد بن الاسود: وكنية المقداد أبومعبد وهو مقداد بن عمرو البهراني،(٦) وكان

__________________

(١) عقيصا اسمه دينار وكنيته ابوسعيد ذكره الشيخ تارة في اصحاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه واخرى من أصحاب الحسينعليه‌السلام .

(٢) اسمه وردان ولقبه كنكر - كجعفر - وكنيته ابوخالد.

عده الشيخ في رجاله تارة من اصحاب على بن الحسينعليهما‌السلام واخرى من اصحاب الباقرعليه‌السلام .

(٣) هو محمد بن جبير بن مطعم - كمحسن - روى الكشى في رجاله ص ٧٦ عن الفضل بن شاذان أنه لم يكن في زمن على بن الحسينعليهما‌السلام في أول امره الا خمسة أنفس: سعيد بن جبير، سعيد ابن المسيب، محمد بن جبير بن مطعم، يحيى بن ام طويل، ابوخالد الكابلى واسمه وردان ولقبه كنكر. الخ.اقول: حكيم بن جبير وسعيد بن جبير كلاهما من اصحاب على بن الحسينعليهما‌السلام .

(٤) عد الشيخ في رجاله حكم بن عبدالرحمن بن ابى نعيم البجلى الكوفى تارة من اصحاب الباقر وأخرى من اصحاب الصادقعليهما‌السلام . والنسبة إلى الجد شايع عندهم.

(٥) روى الكلينىرحمه‌الله نحوه في روضة الكافى تحت رقم ٤٤٩.

(٦) قال في اللباب: " البهرانى " - بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وفتح الراء وفى آخرها النون - هذه النسبة إلى بهراء وهى قبيلة نزل، اكثرها مدينة حمص من الشام ينسب اليها عبدالله ابن دينار.وقال ابن الاثير: وهم من قبيلة قضاعة وهو بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ومنهم المقداد بن عمرو البهراني المعروف بابن أسود الزهري، كان له فيهم حلف فنسب إليهم. ا ه‍

٩

الاسود بن عبد يغوث الزهري تبناه(١) فنسب إليه - رحمة الله عليه -.

حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى يرفعه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إن سلمان كان منه إلى ارتفاع النهار فعاقبه الله أن وجئ في عنقه حتى صيرت كهيئة السلعة حمراء(٢) وأبوذر كان منه إلى وقت الظهر، فعاقبه الله إلى أن سلط عليه عثمان حتى حمله على قتب وأكحل لحم إليتيه وطرده عن جوار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى فارق الدنيا طرفة عين، فالمقداد بن الاسود لم يزل قائما قابضا على قائم السيف عيناه في عيني أمير المؤمنينعليه‌السلام ينتظر متى يأمره فيمضي.(٣) وعنه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي ابن أبي طالب ثم سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال علي بن أبي طالب ثم سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب، والمقداد بن الاسود، وأبوذر الغفاري، وسلمان الفارسي(٤) .

__________________

(١) أى اتخذه ابنا له.

(٢) في بعض النسخ [ كهيئة السلعاء حمراء ].

(٣) لم نعثر على هذه الرواية في غيره من الكتب.وأوردها المجلسىرحمه‌الله في المجلد الثامن من البحار ص ٥٢ ولم يتعرض لتوجيهها.ونقلها المحدث النورىقدس‌سره في نفس الرحمن باب الخامس عشر وذكر في توجيهها بيانا فمن اراد الاطلاع فليراجع هناك.والسلعة بكسر السين: الضواة، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغدة وقال الازهري: هي الجدرة تخرج بالرأس وسائر الجسد تمور بين الجلد واللحم اذا حركتها وقد تكون لسائر البدن في العنق وغيره وقد تكون من حمصة إلى بطيخة. والسلع البرص والاسلع: الابرص، والسلع: آثار النار بالجسد ورجل اسلع: تصيبه النار فيحترق فيرى اثرها فيه. (لسان العرب)

(٤) رواه المؤلف في أماليه مسندا في المجلس الخامس عشر منه ورواه الصدوق أيضا في الخصال أبواب الاربعة. واورد مثله ابن عبدالبر في الاستيعاب ورواه ايضا عبدالله بن جعفر الحميرى في قرب الاسناد ص ٢٧ الطبع الحجرى.

١٠

علي بن الحسين بن يوسف، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبوجعفرعليه‌السلام : ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبوذر، والمقداد.

قال: فقلت: فعمار؟ فقال: قد كان جاض جيضة(١) ، ثم رجع ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض، أن عند ذا يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام اسم الله الاعظم لو تكلم به لاخذتهم الارض وهو هكذا، فلبسب ووجئت في عنقه حتى تركت كالسلعة(٢) ومر به أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أبا عبدالله هذا من ذاك بايع، فبايع، وأما أبوذر فأمره أمير المؤمنينعليه‌السلام بالسكوت ولم يكن تأخذه في الله لومة لائم، فأبى إلا أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به، ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبوساسان الانصاري وأبوعمرة وفلان حتى عقد سبعة، ولم يكن يعرف حق أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلا هؤلاء السبعة.(٣) وحدثنا أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن أبي القاسم الايادي، عن هشام بن سالم قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إنما منزلة المقداد بن الاسود في هذه الامة كمنزلة ألف في القرآن لا يلزق بها شئ(٤) .

جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبدالله

__________________

(١) جاض - بالجيم والضاد - وقد يقرأ - بالحاء والصاد المهملتين - وكلاهما بمعنى الحيود والزيغ.

كذا ذكره السيد الداماد في الرواشح.وقال المجلسىرحمه‌الله بعد نقل الخبر عن رجال الكشى: جاض عنه: حاد ومال وفى بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين بمعناه وحاصوا عن العدو: انهزموا. انتهى. والخبر في رجال الكشى ص ٨.

(٢) في القاموس: لببه أى جمع ثيابه عند نحره في الخصومة ثم جره. ا ه‍.ووجأ يوجأ وجأ فلانا بالسكين أو بيده: ضربه في اى موضع كان، فهو موجوء.والسلعة كما مر - بالكسر - كالغدة في الجسد و يفتح ويحرك أو غدة فيها او زيادة في البدن كالغدة تتحرك اذا حركت. على ما في القاموس.

(٣) رواه الكشى في رجاله ص ٨ عن على بن الحكم.

(٤) نقله المجلسى في البحار ج ٦ باب احوال مقداد قائلا بعده: بيان: لعل المراد في بعض الصفات الممتازة لا يلحقه أحد فلا تنافى كون سلمان أفضل منه مع أنه يحتمل أن يكون الحصر اضافيا. ا ه‍

١١

البرقي، عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن كرام، [ و ] عن إسماعيل بن جابر، عن مفضل بن عمر قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : لما بايع الناس أبا بكر أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام ملببا ليبايع قال سلمان أتضع ذا بهذا؟ والله لو أقسم على الله لانطبقت ذه على ذه قال: وقال أبوذر وقال: المقداد [ والله ] هكذا أراد الله أن يكون، فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : كان المقداد أعظم الناس إيمانا تلك الساعة.(١) حدثني محمد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد عمن حدثه من اصحابنا، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: ما بقي أحد بعدما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا وقد جال جولة إلا المقداد فإن قلبه كان مثل زبر الحديد.(٢) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه.

عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال سمعته يقول: إن سلمان علم الاسم الاعظم(٣) .

جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: أدرك سلمان العلم الاول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزح(٤) وهو منا أهل البيت بلغ من علمه أنه مر برجل في رهط فقال له: يا عبدالله تب إلى الله من الذي عملت في بطن بيتك البارحة واتق الله، فقال الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه، قال: ثم مضى وقال له القوم: لقد رماك بأمر وما دفعته عن نفسك قال: إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه أحد إلا الله رب العالمين وأنا(٥) .

وعنه، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لسلمان: يا

__________________

(١) نقله المجلسى في المجلد الثامن من البحار ٥٢. ولبب فلانا: أخذه بتلبيبه و جره.

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٧.

(٣) رواه الكشى في رجاله ص ٨.

(٤) كذا.

(٥) رواه الكشى في رجاله ص ٨ وزاد في آخره " وفى خبر آخر مثله " وزاد في آخره إن الرجل كان ابا بكر بن ابى قحافة، ونقله المجلسى عن الكتابين في البحار ج ٦ ص ٧٩٠.

١٢

سلمان لو عرض علمك على المقداد لكفر، يا مقداد لو عرض صبرك على سلمان لكفر(١) .

حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن موسى ابن جعفر البغدادي، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن عيسى بن حمزة قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : الحديث الذي جاء في الاربعة، قال: وما هو؟ قلت، الاربعة التي اشتاقت إليهم الجنة، قال: نعم منهم سلمان وأبوذر والمقداد وعمار، قلت: فأيهم أفضل؟ قال: سلمان، ثم أطرق، ثم قال: علم سلمان علما لو علمه أبوذر كفر(٢) .

وحدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد ابن عيسى أو غيره، عن بعض أصحابنا، عن عباس بن حمزة الشهرزوري(٣) رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سلمان يطبخ قدرا فدخل عليه أبوذر فانكبت القدر فسقطت على وجهها ولم يذهب منها شئ فردها على الاثافي(٤) ثم انكبت الثانية فلم يذهب منها شئ فردها على الاثافي، فمر أبوذر إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام مسرعا قد ضاق صدره مما رأى وسلمان يقفو أثره حتى انتهى إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فنظر أمير المومنين إلى سلمان فقال له: يا أبا عبدالله أرفق بأخيك(٥) .

وعنه، عن سعد بن عبدالله، عن أيوب بن نوح عن أحمد بن إسماعيل الفراء عن رجل

__________________

(١) رواه الكشى في رجاله ص ٧ وفيه " يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر " وقال المحدث النورى في نفس الرحمن الباب الخامس بعد نقل الحديث عن الكتابين: الظاهر بقرينة الراوى والمروى عنه والامامعليه‌السلام اتحاد المتن فيتعين التحريف في آخر أحدهما ولعله في الثانى [ اى الاختصاص ] أولى وإن امكن التوجيه بما يأتى في باب سيرة سلمان بعد النبى بما صبت عليه وعلى أقرانه من المصائب أنه عرض في قلب كلهم شئ إلا مقداد فان قلبه كان كالزبر الحديد فكان اصبر منهم و ذلك لا ينافى أفضلية سلمان منهم.أقول: أراد بما ياتى ما مضى في ص ١٠. وهذا الخبر أورده المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٦ ص ٧٨٥.

(٢) نقله المجلسىرحمه‌الله عن الكتاب في البحار ج ٦ ص ٧٨٣.

(٣) الشهر زور: بلدة بين الموصل وهمدان مشهورة بناها زور بن الضحاك. وقيل: شهرزور معناه مدينة زور. كذا في اللباب.

(٤) الاثافى جمع أثفية وهى الحجر الذى توضع عليه القدر.

(٥) في بعض النسخ [ ارفق بصاحبك ]. وهكذا نقله المجلسى في البحار ج ٦ ص ٧٩٣.

١٣

قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أبي ذر: ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر؟ قال: بلى، قلت: فأين رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسينعليهم‌السلام ؟ قال: فقال لي: كم فيكم السنة شهرا؟ قلت: اثنا عشر شهرا، قال: كم منها حرام؟ قلت: أربعة أشهر، قال: شهر رمضان منها؟ قلت: لا، قال إن شهر رمضان ليلة العمل فيها أفضل من ألف شهر إنا أهل بيت لا يقاس بنا أحد(١) .

حدثنا محمد بن الحسن، عن سعيد بن عبدالله، عن محمد بن إسماعيل بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن المفضل بنصالح، عن محمد بن مروان، عن رجل، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله أوحى إلي أن احب أربعة: عليا وأبا ذر وسلمان والمقداد - مختصر -(٢) .

وعنه(٣) ، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي، عن نصر بن أحمد، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن محمد بن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم، عن عبدالرحمن ابن عوف قال: حدثني شيخ من أسلم شهد صفين مع القوم قال: والله إن الناس على سكناتهم فما راعنا إلا صوت عمار بن ياسر حين اعتدلت الشمس أو كادت تعتدل وهو يقول: أيها الناس من رائح إلى الجنة كالضمآن يروي الماء؟ ما الجنة إلا تحت أطراف العوالي(٤) ، اليوم ألقي الاحبة محمد وحزبه، يا معشر المسلمين ! اصدقوا الله فيهم فإنهم والله أبناء الاحزاب دخلوا في هذا الدين كارهين حين أذلتهم حد السيوف وخرجوا منه طائعين حتى أمكنتم الفرصة.

وكان يومئذ ابن تسعين سنة قال: فوالله ما كان إلا الالجام و الاسراج.

__________________

(١) رواه الصدوقرحمه‌الله في باب ١٥٥ من معانى الاخبار بتمامه.والكشى في ص ١٦ من رجاله إلى قوله: " أصدق لهجة من أبى ذر " وأخرجه ايضا ابن الاثير في جامع الاصول برواية الترمذى عن أنس تارة واخرى عن ابن عمرو بن العاص. وثالثة عن ابى ذر نفسه - رضى الله عنه -. وذكره المجلسى في البحار ج ٨ ص ٣٢٤ وأخرجه ايضا ابن عبدالبر في الاستيعاب وابن حجر في الاصابه بطرق كثيرة. وأقلته الرعدة أى أصابته.

(٢) هكذا نقله المجلسىرحمه‌الله عن الكتاب في المجلد السادس من البحار ص ٨٣. وأخرج نحوه ابن الاثير في جامع الاصول عن الترمذى.

(٣) الضمير في " عنه " راجع إلى جعفر بن الحسين.

(٤) العوالى جمع العالية وهى اعلا الرمح.

١٤

وقال عمار حين نظر إلى راية عمرو بن العاص: إن هذه الراية قد قاتلتنا ثلاث عركات(١) وما هي بأشدهن، ثم حمل وهو يقول

نحن ضربناكم على تنزيله

فاليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحق إلى سبيله

يا رب إني مؤمن بقيله

ثم استسقى عمار واشتد ظمأوه فأتته امرأة طويلة اليدين، ما أدري أعسل معها أم إداوة فيها ضياح من لبن وقال: الجنة تحت الاسنة، اليوم ألقي الاحبة محمدا وحزبه والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر(٢) لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ثم حمل وحمل عليه ابن جوين السكسكى وأبوالعادية الفزارى(٣) فأما أبوالعادية فطعنه وأما ابن جوين إجتز رأسه - لعنهم الله -(٤) .

__________________

(١) في الصحاح لقيته عركة - بالتسكين - أى مرة ولقيته عركات أى مرات.

(٢) قال في مجمع البحرين: في حديث الجمل: والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات من هجر لعلمنا انا على الحق.السعفات جمع سعفة بالتحريك جريدة النخل ما دامت بالخوص فان زال عنها قيل: جريدة.وقيل: اذا يبست سميت سعفة انتهى. قال بعض الشارحين وخص هجر لبعد المسافة ولكثرة النخل بها.اقول الهجر - بالتحريك - قاعدة البحرين أو ناحيته - سبق ذكره في ص ٣ نقلا من المراصد.

(٣) ابن جوين في بعض النسخ ابن جون وفى كامل ابن الاثير ابن حوى.وأبوالعادية الفزارى في الكامل أبوالغازية - بالغين والزاى المعجمتين ولكن في زيارت امير المؤمنينعليه‌السلام يوم الغدير هكذا " وعمار يجاهد وينادى بين الصفين الرواح الرواح إلى الجنة ولما استسقى فسقى اللبن كبر وقال: قال لى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية فاعترضه أبوالعادية الفزارى فقتله. الخ.وقال في اللباب: السكسكى - بفتح السين وسكون الكاف وفتح السين الثانية وفى آخرها كاف أخرى - هذه النسبة إلى سكاسك وهى بطن من كندة.

(٤) روى نحوه نصر بن مزاحم في كتاب الصفين ص ١٧٨ الطبع الحجرى.

١٥

عمرو بن الحمق الخزاعى

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن جعفر المؤدب، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي عن أبيه، رفعه قال: قال عمرو بن الحمق الخزاعي لامير المؤمنينعليه‌السلام : والله ما جئتك لمال من الدنيا تعطينيها ولا لالتماس السلطان ترفع به ذكري إلا لانك ابن عم رسول الله صلوات الله عليهما وأولى الناس بالناس وزوج فاطمة سيدة نساء العالمينعليها‌السلام وأبوالذرية التى بقيت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأعظم سهما للاسلام من المهاجرين والانصار، والله لو كلفتنى نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي(١) أبدا حتى يأتي علي يومي وفي يدي سيفي أهز به عدوك(٢) وأقوي به وليك ويعلو به الله كعبك ويفلج به حجتك(٣) ما ظننت أني أديت من حقك كل الحق الذي يجب لك علي.

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : اللهم نور قلبه باليقين واهده إلى الصراط المستقيم، ليت في شيعتي مائة مثلك(٤) .

وحدثنا أحمد بن هارون، وجعفر بن محمد بن قولويه، وجماعة، عن علي بن الحسين، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن النضر، عن صباح، عن الحارث ابن الحصيرة، عن صخر بن الحكم الفزاري(٥) ، عمن حدثه أنه سمع عمرو بن الحمق يحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المسجد الحرام أو في مسجد المدينة يقول: يا عمرو وهل لك في أن اريك آية الجنة يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الاسواق وآية النار يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الاسواق؟ فقلت: نعم بأبي أنت وأمي فأرنيهما، فأقبل عليعليه‌السلام يمشي حتى سلم فجلس، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عمرو هذا وقومه آية الجنة، ثم أقبل معاوية حتى سلم، ثم جلس، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عمرو هذا وقومه آية النار.

__________________

(١) الطوامى: الممتلئ، طمى البحر اذا امتلاء ماء.

(٢) أهز في بعض النسخ [ اهزم ]. وهززت الشئ هزا فاهتز أى حركته فتحرك.

(٣) الكعب: الشرف والمجد ورجل عالى الكعب أى شريف. والفلج: الفوز والظفر

(٤) رواه نصر بن مزاحم في كتاب الصفين ص ٥٦ من الطبع الحجرى بأدنى تفاوت في اللفظ واورده المجلسىرحمه‌الله عن الكتابين في البحار ج ٨ ص ٤٧٥ و ٧٢٦.

(٥) لم نعثر على ترجمة لصخر في كتب التراجم وفى بعض النسخ [الحارث بن الحصيرة بن صخر ابن الحكم].

١٦

الجنة فأقبلوا حتى انتهوا إلي من آخر النهار فأمرت فتياني فنحروا جزورا وحلبوا من اللبن فبات القوم يطعمون من اللحم ما شاؤوا ويسقون من اللبن، ثم أصبحوا، فقلت: ما أنتم بمنطلقين حتى وذكر أن بدء إسلامه أنه كان في إبل لاهله وكانوا أهل عهد لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن اناسا من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مروا به وقد بعثهم رسول الله صلى الله عليه آله في بعث، فقالوا: يا رسول اله ما معنا زاد ولا نهتدي الطريق، فقال: إنكم ستلقون رجلا صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ويهديكم الطريق، هو من أهل تطعموا أو تزودوا، فقال رجل منهم وضحك إلى صاحبه، فقلت: ولم ضحكت؟ فقال: أبشر ببشرى الله ورسوله، فقلت: وما ذاك؟ قال: فقال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا الفج وأخبرناه أنه ليس لنا زاد ولا هداية الطريق، فقال: ستلقون رجلا صبيح الوجه يطعمكم الطعام ويسقيكم من الشراب ويدلكم على الطريق من أهل الجنة فلم نلق من يوافق نعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غيرك، قال: فركبت معهم فأرشدتهم الطريق ثم انصرفت إلى فتياني وأوصيتهم بإبل ثم سرت كما أنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى بايعت وأسلمت و أخذت لنفسي ولقومي أمانا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إنا آمنون على أموالنا ودمائنا إذا شهدنا أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله، واقمنا الصلاة وآتينا الزكاة فأقمنا سهم الله و رسوله فإذا فعلتم ذلك فأنتم آمنون على أموالكم ودمائكم، لكم بذلك ذمة الله ورسوله لا يعتدى عليكم في ولا دم، فأقمت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أقمت وغزونا معه غزوات وقبض الله رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

قال: كان عمرو بن الحمق الخزاعي شيعة لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام فلما صار الامر إلى معاوية انحاز إلى شهر زور من الموصل وكتب إليه معاوية: أما بعد فإن الله أطفأ النائرة، وأخمد الفتنة، وجعل العاقبة للمتقين، ولست بأبعد أصحابك همة ولا أشدهم في سوء الاثر صنعا، كلهم قد أسهل(٢) بطاعتي وسارع إلى الدخول في أمري وقد بطؤ بك ما بطؤ فادخل فيما دخل فيه الناس يمح عنك سالف ذنوبك ومحى داثر حسناتك ولعلي لا أكون لك دون من كان قبلي إن أبقيت واتقيت ووقيت وأحسنت فاقدم علي آمنا في ذمة الله وذمة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محفوظا من حسد القلوب وإحن الصدور(٣) وكفي بالله شهيدا.

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار المجلد الثامن ص ٧٢٦ عن الكتاب.

(٢) اسهل بطاعتى أى رفع عن نفسه الشدة. يقال: أسهل القوم أى صاروا إلى السهل. وفى بعض النسخ [استهل] أى رفع صوته او صار إليها فرحا من قولهم: استهل فرحا. قاله المجلسى.

(٣) الاحنة: الحقد والعداوة جمعه إحن - كعصم -.

١٧

فلم يقدم عليه عمرو بن الحمق فبعث إليه من قتله وجاء برأسه وبعث به إلى امرأته فوضع في حجرها فقالت: سترتموه عني طويلا وأهديتموه إلي قتيلا فأهلا وسهلا من هدية غير قالية ولا مقلية، بلغ أيها الرسول عني معاوية ما أقول: طلب الله بدمه وعجل الوبيل من نقمه(١) فقد أتى أمرا فريا وقتل بارا تقيا، فأبلغ أيها الرسول معاوية ما قلت.

فبلغ الرسول ما قالت، فبعث إليها فقال لها: أنت القائلة ما قلت؟ قالت: نعم غير ناكلة عنه ولا معتذرة منه، قال لها: اخرجي من بلادي قالت: أفعل فوالله ما هو لي بوطن ولا أحن فيها إلى سجن، ولقط طال بها سهري واشتد بها عبري(٢) وكثر فيها ديني من غير ما قرت به عينى، فقال عبد الله بن أبي سرح الكاتب: يا أمير المؤمنين إنها منافقة فألحقها بزوجها، فنظرت إليه فقالت: يا من بين لحييه كجثمان الضفدع ألا قلت من أنعمك خلعا واصفاك كساء؟ إنما المارق المنافق من قال بغير الصواب واتخذ العباد كالارباب فانزل كفره في الكتاب، فأومى معاوية إلى الحاجب بإخراجها، فقالت: واعجباه من ابن هند يشير إلي ببنانه ويمنعني نوافذ لسانه، أما والله لابقرنه بكلام عتيد كنواقد الحديد أو ما أنا بآمنة بنت الشريد.(٣) عن أبي عبداللهعليه‌السلام (٤) قال: المفقود ينتظر أهله أربع سنين فإن عاد وإلا تزوجت فإن قدم زوجها خيرت فإن اختارت الاول اعتدت من الثاني ورجعت إلى الاول وإن

__________________

(١) الوبيل: الشديد. والوخيم: سوء العاقبة. وفي بعض النسخ [ عجل الويل من نقمه ].

(٢) " أحن فيها " أى اشتاق. وفى بعض النسخ [ إلى شجن ] والشجن: الهم والحزن. و في بلاغات النساء " إلى سكن ". والعبر: الدمعة.

(٣) ذكره صاحب بلاغات النساء ص ٥٩ من كتابه بصورة مفصلة قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا أبوبكر الهذلي، عن الزهري وسهل بن أبي سهل التميمى عن ابيه قال لما قتل علي بن أبى طالب وساق إلى آخر المقال ونقله صاحب دائرة المعارف (محمد فريد وجدى) ج ١ ص ٥٩٥.

(٤) هكذا في النسختين ولعل هنا سقطا أو هذا نشأ من اختلال نظم الاوراق وترتيبها بسبب تقديم بعض الورقات وتأخير بعضها في نسخة الاصل أو نسخة التى استنسخت منها النسخ المتاخرة.

١٨

اختارت الثاني فهو زوجها.(١) عن علي بن سويد السائي، عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: ما خلق الله خلقا أفضل من محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا خلق خلقا بعد محمد أفضل من عليعليه‌السلام .(٢) محمد بن الفضيل: قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: ولاية عليعليه‌السلام مكتوبة في جميع صحف الانبياء.(٣) عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " قال: يجلسه على العرش معه.(٤) الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال لي: مالي أراك مصفرا؟ فقلت: هذا الحمى الربع قد ألحت علي(٥) ، قال: فدعا بدواة وقرطاس ثم كتب بسم الله الرحمن الرحيم أبجد هوز حطي عن فلان بن فلانة، ثم دعا بخيط فاتى بخيط مبلول، فقال: ائتني بخيط لم يمسه الماء فاتي بخيط يابس فشد وسطه وعقد على الجانب الايمن أربعة وعقد على الايسر ثلاث عقد وقرأ على كل عقدة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي،

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ٢٣ ص ١٣٠ من الكتاب.وقال العلامةرحمه‌الله في القواعد ج ٢ ص ٧١ في المفقود عنها زوجها: اذا غاب الرجل عن امرأته فان عرف خبره بانه حى وجب الصبر ابدا وكذا إن انفق عليها وليه ولو جهل خبره ولم يكن من ينفق عليه فان صبرت فلا كلام والا رفع أمرها إلى الحاكم فيؤجلها أربع سنين ويبحث عنه الحاكم هذه المدة فان عرف حياته صبرت أبدا وعلى الامام أن ينفق عليها من بيت المال وان لم يعرف حياته أمرها بالاعتداد عدة الوفاة بعد الاربع ثم حلت للازواج ولو صبرت بعد الاربع غير معتدة لانتظار خبره جاز لها بعد ذلك الاعتداد متى شاء‌ت.وقال في فروع تلك المسألة: لو جاء الزوج وقد خرجت من العدة ونكحت فلا سبيل له عليها وان جاء وهى في العدة فهو املك بها ولو جاء بعد العدة قبل التزويج فقولان الاقرب أنه لا سبيل له عليها.ولو نكحت بعد العدة ثم ظهر موت الزوج كان العقد الثانى صحيحا ولا عدة سواء كان موته قبل العدة أو بعدها لسقوط اعتبار عقد الاول في نظر الشرع.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ٦ ص ١٨٢ من الكتاب.

(٣) رواه الصفار في البصائر الباب الثانى من الجزء الثامن وزاد في آخره " ولن يبعث الله نبيا الا بنبوة محمد وولاية وصيه علىعليه‌السلام ".

(٤) نقله المجلسى في البحار ج ٦ ص ١٨٢ بدون ذكر " معه " وعلى فرض كونه يكون المراد نهاية قربهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليه تعالى والاية في سورة الاسراء: ٧٨.

(٥) في بعض النسخ [ ألحف على ].

١٩

ثم دفعه إلي وقال: شده على عضدك الايمن ولا تشده على الايسر.(١) عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : سؤر المؤمنشفاء من سبعين داء.(٢)

حديث الغار

محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مروان، عن يونس بن صهيب، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أبي بكر وقد ذهب به إلى الغار فقال: مالك أليس الله معنا؟ تريد أن اريك أصحابي من الانصار في مجالسهم يتحدثون واريك جعفر بن أبي طالب وأصحابه في سفينة يغوصون؟ فقال: نعم أرنيهم.

فمسح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجهه وعينيه فنظر إليهم فأضمر في نفسه أنه ساحر.(٣) أحمد بن محمد بن عيسى، عن سهل بن زياد، عن أبي يحيى الواسطي قال: حدثني علي بن بلال قال: حدثني محمد بن محمد الواسطي قال: كنت ببغداد عنه محمد بن سماعة القاضي وعنده رجل، فقال له: إني دخلت مسجد الكوفة فجلست إلى بعض أساطينه لاصلي ركعتين فإذا خلفي امرأة أعرابية بدوية وعليها شملة وهي تنادي: يا مشهورا في الدنيا ويا مشهورا في الآخرة ويا مشهورا في السماء ويا مشهورا في الارض ! جهدت الجبابرة على إطفاء نورك وإخماد ذكرك فأبى الله لنورك إلا ضياء ولذكرك إلا علوا ولو كره المشركون، قال، فقلت: يا أمة الله ومن هذا الذي تصفينه بهذه الصفة؟ قالت: ذاك أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب الذي لا يجوز التوحيد إلا به وبولايته، قال: فالتفت إليها فلم أر أحدا.(٤)

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ١٩ ص ١٨٩ من الكتاب.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ١٧ ص ١٢٥ من الكتاب.

(٣) نقله في البحار ج ٨ ص ٢٢٧ من الكتاب. والسند هكذا.

(٤) رواه الصدوق في أماليه في المجلس الثالث والستين عن الطالقانى عن محمد بن جرير الطبرى، عن الحسن بن محمد، عن الحسن بن يحيى الدهان قال: كنت ببغداد عند قاضى بغداد واسمه سماعة اذ دخل عليه رجل من كبار أهل بغداد فقال له: اصلح الله القاضى انى حججت في السنين الماضية فمررت بالكوفة فدخلت في مرجعى إلى مسجدها فبينا أنا واقف في المسجد اريد الصلاة اذا أمامى امرأة اعرابية بدوية مرخية الذوائب عليها شملة وهى تنادى وتقول: يا مشهورا في السماوات ويا مشهورا في الارضين ويا مشهورا في الاخرة الخ. ونقله المجلسى في البحار ج ٩ ص ٣٨٢.

٢٠

لا يرجع الماضي ولا

يبقى من الباقين غابر

أيقنت أني لا محا

لة حيث صار القوم صائر(١)

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رحم الله قسا كان أمة واحدة.

وعنه، عن محمد بن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، عن رجل قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : أيما أفضل نحن أو اصحاب القائمعليه‌السلام ؟ قال: فقال لي: أنتم أفضل من أصحاب القائم وذلك أنكم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم و على أنفسكم من أئمة الجور، إن صليتم فصلاتكم في تقية وإن صمتم فصيامكم في تقية وإن حججتم فحجكم في تقية وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم وعد أشياء من نحو هذا مثل هذه، فقلت:

__________________

(١) هكذا بياض في الاصل .وروى الصدوق خطبة قس بن ساعدة في كمال الدين ص ١٠٠ ونقل ابن عبد ربه في كتاب الخطب ص ١٢٨ من الجزء الرابع من العقد الفريد خطبة قس بن ساعدة الايادى هكذا.ابن عباس قال: قدم وفد اياد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أيكم يعرف قس ابن ساعدة الايادى؟ قالوا: كلنا نعرفه.

قال: فما فعل؟ قالوا: هلك.قال: ما أنساه بسوق عكاظ في الشهر الحرام على جمل له أحمر وهو يخطب الناس، ويقول: اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ان في السماء لخبرا، وان في الارض لعبرا، سحائب تمور ونجوم تغور في فلك يدور، ويقسم قس قسما، ان لله لدينا هو أرضى من دينكم هذا.ثم قال: مالى أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالاقامة فاقاموا، أم تركوا فناموا؟ أيكم يروى من شعره؟ فانشد بعضهم:

في الذاهبين الاولين

من القرون لنا بصائر

لما رأيت موارد

للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومى نحوها

يمضى الاكابر والاصاغر

لا يرجع الماضى ولا

يبقى من الباقين غابر

أيقنت أنى لا محا

لة حيث صار القوم صائر

أقول: نقلها صاحب جمهرة خطب العرب في كتابه ج ١ ص ٣٥ عن صبح الاعشى والبيان و النبيين وإعجاز القرآن والاغانى ومجمع الامثال والعقد الفريد وزاد بعد قوله: " كل ما هو آت آت "، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، و أرض مدحاة، وانهار مجراة، ان في السماء لخبر - ثم ساق نحو ما مر عن العقد .

٢١

فما نتمني القائمعليه‌السلام إذا كان على هذا، قال: فقال لي: سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم.(١) محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيهعليهما‌السلام قال: الائمة في كتاب الله إمامان قال الله عزوجل:( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا (٢) ) لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال تعالى:( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ) (٣) يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلافا لما في الكتاب.(٤) محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك وكذلك جرى للائمة الهداة واحدا بعد واحد، جعلهم الله اركان الارض أن تميد بأهلها وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى.(٥)

__________________

(١) نقله المجلسى من الكتاب في المجلد الثالث عشر من البحار باب فضل انتظار الفرج.ص ١٤٠

(٢) الانبياء: ٧٣.

(٣) القصص: ٤١.

(٤) رواه الصفار في بصائر الدرجات الباب الخامس عشر من الجزء الاول بسند آخر عن طلحة بن زيد عن ابى عبدالله عن أبيهعليهما‌السلام .ورواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ١ ص ٢١٦ وقوله تعالى " بأمرنا " أى ليس هدايتهم للناس وإمامتهم بنصب الناس وأمرهم بل هم منصوبون لذلك من قبل الله تعالى ومأمورون بأمره (قاله المجلسى في المرآة).وقال الطبرسىرحمه‌الله في قوله تعالى: " وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ": هذا يحتاج إلى تأويل لان ظاهره يوجب أنه تعالى جعلهم أئمة يدعون إلى النار كما جعل الانبياء أئمة يدعون إلى الجنة وهذا ما لا يقول به أحد فالمعنى أنه أخبر عن حالهم بذلك وحكم بانهم كذلك وقد تحصل الاضافة على هذا الوجه بالتعارف ويجوز أن يكون أراد بذلك انه لما أظهر حالهم على لسان أنبيائه حتى عرفوا فكانه جعلهم كذلك ومعنى دعائهم إلى النار انهم يدعون إلى الافعال التى يستحق بها دخول النار من الكفر والمعاصى.

(٥) رواه الصفار في البصائر الباب التاسع من الجزء الرابع.

٢٢

محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن عبدالحميد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال ابوجعفرعليه‌السلام : لا يستكمل عبد الايمان حتى يعرف انه يجري لآخرهم ما جرى لاولهم، وهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء ولمحمد وأمير المؤمنين فضلهما.(١) وبهذا الاسناد قال قال: أبوعبداللهعليه‌السلام : كلنا نجري في الطاعة والامر مجرى واحد وبعضنا أعلم من بعض.(٢) عن أبي الحسين الاسدي، عن أبي الحسين صالح بن حماد الرازي يرفعه قال: سمعت أبا عبدالله الصادقعليه‌السلام يقول: إن الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا وإن الله اتخذه نبينا قبل أن يتخذه رسولا وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا وإن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الاشياء قال: " إني جاعلك للناس إماما " قال: فمن عظمها في عين إبراهيمعليه‌السلام قال:( ومن ذريتي، قال: لا ينال عهدي الظالمين (٣) ) قال: لا يكون السفيه إمام التقي.

أبومحمد بن الحسن بن حمزة الحسيني، عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبى يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم، ودرست بن أبي منصور عنهمعليهم‌السلام (٤) قال: إن الانبياء والمرسلين على أربع طبقات فنبي منبئ في نفسه لا يعدو غيره ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاين في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه إمام مثل ما كان إبراهيمعليه‌السلام على لوط، ونبي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين الملك

__________________

(١) رواه الحميرى في قرب الاسناد عن احمد بن محمد بن عيسى، عن البزنطى، عن الرضا، عن أبي جعفرعليهما‌السلام ص ١٥٣ من الطبع الحجرى. وروى نحوه الصفار في البصائر الباب الثامن من الجزء العاشر.

وفى البحار ج ٩ ص ٣٦٦ وج ٦ ص ١٧٨. ورواه ايضا الكلينى في الكافى ج ١ ص ٢٧٥.

(٢) رواه الصفار في البصائر الباب السابع من الجزء العاشر.

(٣) البقرة: ١٢٢. والخبر في الكافى ج ١ ص ١٧٥.

(٤) نقله المجلسى في البحار ج ٧ ص ٢٣١ من الكتاب وروى نحوه الكلينى في الكافى ج ١ ص ١٧٥ عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابى يحيى الواسطى، عن هشام بن سالم، ودرست عنه قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام الخ.

٢٣

وقد ارسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كما قال الله عزوجل ليونس:( وأرسلناه مائة ألف أو يزيدون ) (١) قال: يزيدون ثلاثين ألفا وعليه إمام، والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل اولي العزم وقد كان إبراهيم نبيا وليس بإمام حتى قال الله تبارك وتعالى: " إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي " فقال الله تبارك وتعالى:( لا ينال عهدي الظالمين ) من عبد صنما أو وثنا أو مثالا لا يكون إماما.(٢) عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إن الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا واتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وإن الله اتخذ إبراهيم خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الاشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم " إني جاعلك للناس إماما " فمن عظمها في عين إبراهيمعليه‌السلام قال: يا رب( ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) (٣) . أبان بن تغلب قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : الحجة قبل الخلق ومع الخلق.(٤)

__________________

(١) الصافات: ١٤٧.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ٧ ص ٢٣١ من الكتاب. والكلينى في الكافى ج ١ ص ١٧٥.

(٣) نقله في البحار ج ٧ ص ٢٣١ من الكتاب.وقال بعده: قوله: " قبض يده " من كلام الراوى والضميران المستتر والبارز راجعان إلى الباقرعليه‌السلام أى لما قالعليه‌السلام : " فلما جمع له هذه الاشياء قبض يده " اى ضم أصابعه إلى كفه لبيان اجتماع تلك الخمسة له أى العبودية والنبوة والرسالة والخلة والامامة وهذا شايع في امثال هذه المقامات.وقيل: اى أخذ الله يده ورفعه من حضيض الكمالات إلى أوجها هذا اذا كان الضمير في " يده " راجعا إلى ابراهيمعليه‌السلام .و ان كان راجعا إلى الله فقبض يده كناية عن اكمال الصنعة واتمام الحقيقة في اكمال ذاته وصفاته أو تشبيه للمعقول بالمحسوس للايضاح فان الصانع منا اذا اكمل صنعة الشئ رفع يده عنه ولا يعمل فيه شيئا لتمام صنعته. وقيل: فيه اضمار اى قبض ابراهيمعليه‌السلام هذه الاشياء بيده او قبض المجموع في يده.انتهى

(٤) رواه الكلينى - رحمه الله في الكافى ج ١ ص ١٧٧ مسندا عن ابان بن تغلب عن الصادقعليه‌السلام .

بزيادة " بعد الخلق " بعد قوله: " مع الخلق " والصدوققدس‌سره في كمال الدين أيضا مسندا عن أبان تارة وعن محمد بن مسلم اخرى.والصفار أيضا في البصائر عن خلف بن حماد عنهعليه‌السلام وقال المجلسىرحمه‌الله في المرآة: الحجة: البرهان والمراد بها هنا الامامعليه‌السلام اذ به يقوم حجة الله على الخلق قبل الخلق أى قبل جميعهم من المكلفين كادمعليه‌السلام اذ كان قبل خلق حواء وخلق ذريته ومع الخلق لعدم خلو الارض من امام وبعدهم اذ القائم أو أمير المؤمنينعليهما‌السلام آخر من يموت من الخلق. أو يكون الحجة قبل كل أحد ومعه وبعده. انتهى وقال الفيضرحمه‌الله في معنى الحديث: يعنى انها تكون قبل الخلق وبعدهم كما تكون معهم ولهذا بدأ الله سبحانه أولا بخلق الخليفة ثم خلق الخليقة كما قال عزوجل: " انى جاعل في الارض خليفة " - إلى أن قال -: والغرض من هذا الحديث بيان وجوب استمرار وجود الحجة في العالم وابتناء بقاء العالم عليه.

٢٤

وعنه، عن ربعي، عن بريد العجلي قال: قيل لابي جعفر الباقرعليه‌السلام : إن أصحابنا بالكوفة جماعة كثيرة فلو أمرتهم لاطاعوك واتبعوك، فقال: يجيئ أحدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته؟ فقال: لا، قال: فهم بدمائهم أبخل، ثم قال: إن الناس في هدنة تناكحهم وتوارثهم ويقيم عليهم الحدود وتؤدى أماناتهم حتى إذا قام القائم جاء‌ت المزايلة ويأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه.(١) عنه، عن القاسم بن بريد العجلى عن أبيه قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فقلت له: جعلت فداك قد كان الحال حسنة وإن الاشياء اليوم متغيرة، فقال: إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة دراهم فإن لم تصبها فبع وسادة من وسايدك بعشرة دراهم، ثم ادع عشرة من أصحابك واصنع لهم طعاما فإذا أكلوا فاسألهم فيدعوا الله لك، قال: فقدمت الكوفة فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها حتى بعت وسادة لي بعشرة دراهم كما قال وجعلت لهم طعاما ودعوت أصحابي عشرة فلما أكلوا سألتهم أن يدعوا الله لي فما مكثت حتى مالت علي الدنيا.(٢) وعنه، عن ربعى، عن رجل، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: إن الله خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وخلق أبدانهم من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين قلوبهم وابدانهم فخلط الطينتين فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ومن ههنا يصيب الكافر

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ١٣ ص ١٩٥ من الكتاب.

(٢) روى نحوه الكلينى في الكافى باب النوادر من كتاب المعيشة.

٢٥

الحسنة فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه.(١) عن حريز عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قول الله: " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة " قال: الحسنة التقية والسيئة الاذاعة( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) .(٢) عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الله عزوجل قال: أمركم بالورع والاجتهاد وأداء الامانة وصدق الحديث وطول السجود والركوع والتهجد بالليل وإطعام الطعام وإفشاء السلام.(٣) وقال الصادقعليه‌السلام من حلف بالله كاذبا كفر ومن حلف بالله صادقا أثم، إن الله يقول:( ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ) (٤) .

وقال الباقرعليه‌السلام : ما من رجل يشهد شهادة زور على رجل مسلم ليقطع حقه إلا كتب الله مكانه صكا إلى النار.(٥) وقال: حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة.(٦) وقال الصادقعليه‌السلام : ما من طير يصاد إلا بتركه التسبيح، وما من مال يصاب إلا بترك الزكاة.(٧) وقال محمد بن حمران: سألت الصادقعليه‌السلام من أي شئ خلق الله طينة المؤمن؟ قال: من طينة عليين، قال: قلت: فمن أي شئ خلق المؤمن؟ قال: من طينة الانبياء فلن

__________________

(١) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٢. والصفار أيضا في البصائر الباب التاسع من الجزء الاول ونقله المجلسى في البحار ج ١٥ ص ٢٢.

(٢) فصلت: ٣٤.

(٣) روى نحوه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٧٧.

(٤) البقرة: ٢٢٣. ورواه الكلينى في الكافى كتاب الايمان والنذور باب كراهة اليمين تحت رقم ٤.

(٥) رواه الكلينى في الكافى كتاب الشهادات باب من شهد بالزور تحت رقم ١ والصك: الكتاب معرب " چك ".

(٦) رواه الحميرى في قرب الاسناد ص ٥٥ والكلينى في الكافى ج ٤ ص ٦١.

(٧) رواه الكلينى في الكافى ج ٣ ص ٥٥.

٢٦

ينجسه شئ.(١) قال الصادقعليه‌السلام : قضاء حاجة المؤمن خير من حملان ألف فرس في سبيل الله وعتق ألف نسمة.(٢) وقال: ما من مؤمن يغسل مؤمنا وهو يقلبه ويقول: " رب عفوك " إلا عفا الله عن الغاسل.(٣) جابر: عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: حدثني جبرئيل أن الله عزوجل أهبط ملكا إلى الارض فأقبل ذلك الملك يمشى حتى وقع إلى باب دار رجل فإذا رجل يستأذن على باب الدار، فقال له الملك: ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله، قال: والله ما جاء بك إلا ذاك؟ قال: جاء‌ني إلا ذاك، قال: فإني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول: وجبت لك الجنة، قال: فقال: إن الله تعالى يقول: ما من مسلم زار مسلما فليس إياه يزور بل إياي يزور وثوابه [ علي ] الجنة.(٤) وقال الصادقعليه‌السلام : مشى المسلم في حاجة المؤمن المسلم خير من سبعين طوافا بالبيت الحرام.(٥) قال: وقال أبوجعفرعليه‌السلام القي الرعب في قلوب شيعتنا من عدونا فإذا وقع أمرنا وخرج مهدينا كان أحدهم أجزأ من الليث، أمضى من السنان، يطاء عدونا بقدميه ويقتله بكفيه.(٦) عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل خيرا

__________________

(١) رواه البرقى في المحاسن ص ١٣٣ عن الباقرعليه‌السلام . والكلينى نحوه في الكافى ج ٢ ص ٣ عن الصادق صلوات الله عليه.

(٢) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٩٣.

(٣) رواه الكلينى في الكافى ج ٣ ص ١٦٤.

(٤) روى نحوه الصدوق في المجلس السادس والثلاثين من أماليه والكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٦٧.

والشيخ في مجالسه عن جماعة عن أبى المفضل على ما نقله المجلسى في البحار ج ١٤ ص ٢٣٠ وج ١٦ ص ١٠١.

(٥) نقله في البحار ج ١٦ ص ٨٨ من الكتاب.

(٦) نقله في البحار من الكتاب ج ١٣ ص ١٩٥.

٢٧

استزاد الله منه وحمد الله عليه وإن عمل شيئا شرا استغفر الله وتاب إليه(١) .

وقال الصادقعليه‌السلام : المؤمن أخو المؤمن وعينه ودليله لا يخونه ولا يخذله، وقال: المؤمن بركة على المؤمن، وقال: وما من من مؤمن يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما(٢) إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة، وما من مؤمن يقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة، وما من مؤمن يمشي لاخيه في حاجة إلا كتب الله له بكل خطوة حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها درجة وزيد بعد ذلك عشر حسنات وشفع في عشر حاجات، وما من مؤمن يدعو لاخيه بظهر الغيب إلا وكل الله به ملكا يقول: ولك مثل ذلك، وما من مؤمن يفرج عن أخيه كربة إلا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، وما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما إلا كان له أفضل من صيام شهر و اعتكاف في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلا نصره الله في الدنيا والآخرة، وقال: ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة.(٣) وقال: المسلم أخو المسلم وحق المسلم على أخيه المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه ولا يروى ويعطش أخوه ولا يكسى ويعرى أخوه فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم، وقال: أحب لاخيك المسلم ما تحب لنفسك وإذا احتجت فسله وإن سألك فأعطه لا يمله خيرا ولا يمله لك(٤) ، وكن له ظهيرا [ فإنه لك ظهرا ] فإذا غاب فاحفظه في غيبته وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه فإنه منك وأنت منه وإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسأل سميحته(٥) وإن أصابه خير فاحمد الله وإن ابتلي فاعضده وتمحل له وأعنه وإذا قال الرجل

__________________

(١) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٤٥٣.

(٢) الشبع بالفتح وكعنب: سد الجوع وبالكسر وكعنب: اسم ما أشبعك. (القاموس)

(٣) نقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ٨٨ من الكتاب.

(٤) قال الفيضرحمه‌الله في الوافى: لعل المراد بقوله: " لا تمله خيرا ولا يمله لك " اى لا تسأمه من جهة اكثارك الخير ولا يسأم هو من جهة اكثاره الخير لك. يقال: مللته ومللت منه اذا سأمه.

(٥) أى تطلب منه السماحة والعفو والكرم والمساهلة بالتجاوز لئلا تستقر في قلبه فيوجب التنافر والتباغض.

وفى بعض النسخ [ تسل سخيمته ] أى تستخرج حقده وغضبه برفق ولطف وتدبير والسل: انتزاع الشئ برفق.

٢٨

لاخيه اف انقطع ما بينهما من الولاية، وإذا قال الرجل: انت عدوى فقد كفر أحدهما فإذا اتهمه إنماث في قلبه الايمان كما ينماث الماء الملح، وقال: إنه بلغني أنه قال: كذا والله إن المؤمن ليزهر نوره لاهل السماء كما يزهر(١) نجوم السماء لاهل الارض وقال: إن المؤمن ولي الله يعينه وينصره ويصنع له ولا يقول عليه إلا بالحق ولا يخاف غيره.(٢) عن ابي حمزة الثمالي قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا من ظماء سقاه الله من الرحيق المختوم ومن كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر - وقال في حديث آخر - لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك(٣) .

وقال: إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان فلا يزال الله مقبلا عليهما بوجهه والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا، وبلغنا أنه قال: والله ما عبدالله بشئ أفضل من أداء حق المؤمن، وقال: والله إن المؤمن لاعظم حقا من الكعبة، وقال: دعاء المؤمن للمؤمن يدفع عنه البلاء ويدر عليه الرزق.(٤) عن عبدالاعلى، عن المعلى بن خنيس، قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام فقلت: ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال: إني عليك شفيق أخاف أن تعلم ولا تعمل وتضيع ولا تحفظ، قال: قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله قال: للمؤمن على المؤمن سبع حقوق واجبات ليس منها حق إلا واجب على أخيه، إن ضيع منها حقا خرج من ولاية الله وترك طاعته ولم يكن له فيها يوم القيامة(٥) حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وأن تكره له ما تكره لنفسك. والثاني أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك. والثالث أن تتبع رضاه وتجتنب سخطه وتطيع أمره.

والرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته.

والخامس أن لا تشبع ويجوع وتروي ويظمأ وتلبس ويعرى.

__________________

(١) قوله: " تمحل له " اى يطلب له حيلة في توسيع رزقه او نجاة ما ابتلى به.يقال: رجل محل اى ذو كيد ومحل بفلان اذا سعى به إلى السلطان والمحال - بالكسر -: الكيد.

(٢) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ١٧٠ والشيخ والصدوق في أماليهما بأدنى تفاوت وعلى ما أورده المجلسى في البحار بتمامه ج ١٦ باب حقوق الاخوان ص ٦٧ وذيله في باب فضائل الشيعة ص ١١٩ من المجلد الخامس عشر.

(٣) رواه الكلينى في المجلد الثانى من الكافى ص ٢٠١ و ٢٠٥ عن على بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ابراهيم بن عمر، عن ابى حمزة، عن على بن الحسينعليهما‌السلام .

(٤) رواه الكلينى في المجلد الثانى من الكافى ص ١٧٩ و ١٧٠ و ٥٠٧ عن ابى عبداللهعليه‌السلام .

(٥) في بعض نسخ الحديث " لم يكن لله عزوجل فيه نصيب ".

٢٩

والسادس إن كان لك خادم أو لك امرأة تقوم عليك وليس له امرأة تقوم عليه أن تبعث خادمك يغسل ثيابه ويصنع طعامه ويمهد فراشه.

والسابع أن تبر قسمه(١) وتجيب دعوته وتعود مرضه وتشهد جنازته وإن كان له حاجة فبادر إليها مبادرة إلى قضائها ولا تكلفه أن يسألكها فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته.(٢) وعن إبراهيم بن عمر اليماني، عن عبدالاعلى مولى آل سام، عن أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام قال: سمعته يقول لخيثمة: يا خيثمة اقرأ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم وأن يشهد أحياهم جنائز موتاهم و ان لا يتلاقوا في بيوتهم فإن لقاء‌هم حياة لامرنا، ثم رفع يده فقال: رحم الله من أحيا أمرنا(٣) .

وعنه، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن عبدالملك قال: سئل أبوعبداللهعليه‌السلام عن رجل يتخوف اللصوص والسبع كيف يصنع بالصلاة إذا خشى أن يفوت الوقت؟ قال: فليؤمي برأسه وليتوجه إلى القبلة ويتوجه دابته حيث ما توجهت به(٤) .

__________________

(١) الظاهر أن قسمه - بفتحتين - وهو اسم من الاقسام وان المراد ببر قسمه قبوله واصل البر الاحسان ثم استعمل في القبول، يقال: بر الله عمله اذا كان قبله كان أحسن إلى عمله بان قبله ولم يرده.كذا في الفائق. وقبول قسمه وإن لم يكن واجب شرعا لكنه مؤكد لئلا يكسر قلبه ولا يضيع حقه. [ قاله المولى صالح في هامش الكافى ].

(٢) رواه الصدوق في الخصال أبواب السبعة والكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٦٩. والشيخ في أماليه ونقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ٦١.

(٣) رواه المؤلف في آخر الفصول المختارة من العيون والمحاسن مسندا. والكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٧٥. والشيخ في مجالسه ص ٨٤.

(٤) قال المحقق في المعتبر ص ٢٥٠ كل اسباب الخوف يجوز معها القصر والانتقال إلى الايماء مع الضيق والاقتصار على التسبيح ان خشى مع الايماء وان كان الخوف من لص او سبع او غرق وعلى ذلك فتوى علمائنا ثم استدل بقوله تعالى: " واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلوة ان خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " وقال: هو دال بمنطوقه على خوف العدو و بفحواه على ما عداه من المخوفات.ثم قال: ومن طريق الاصحاب ما رواه عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن الرجل يخاف من لص او عدو او سبع كيف يصنع؟ قال يكبر ويؤمى برأسه.وعن زرارة عن أبى جعفرعليه‌السلام قال: الذى يخاف اللص والسبع يصلى صلاة المواقفة ايماء على دابته، قلت: أرأيت ان لم يكن المواقف على وضوء ولا يقدر على النزول؟ قال: يتيمم من لبد سرجه أو من مغرفة دابته فان فيها غبارا ويصلى ويجعل السجود اخفض من الركوع ولا يدور إلى القبلة ولكن اين ما دارت دابته ويستقبل القبلة بأول تكبيرة حين يتوجه وعن على ابن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: يستقبل الاسد ويصلى ويؤمى برأسه ايماء وهو قائم وان كان الاسد على غير القبلة.

٣٠

وعن ربعي، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: ما عذب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين.(١) وبهذا الاسناد قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لكل شئ شئ يستريح إليه وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطائر إلى شكله، أو ما رأيت ذاك.(٢) وقال أبوجعفرعليه‌السلام : من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة(٣) . وقال: المعونة تنزل من السماء على العبد بقدر المؤونة.(٤) عن ربعي، عن الفضل قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إن الشياطين على المؤمنين أكثر من الزنابير على اللحم، ثم قال - هكذا بيده -: إلا ما دفع الله.(٥) عن ربعي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من أطعم أخا له في الله كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس، قلت: جعلت فداك ما الفئام من الناس؟ قال: مائة ألف

__________________

(١) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٢٤٧.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ١٠١ من الكتاب. وروى نحوه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٢٤٧.

(٣) روى نحوه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢ عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والصدوق في الامالى والعيون أيضا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) رواه الحميرى في قرب الاسناد مسندا عن الصادق عن ابيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزاد في آخره " وينزل الصبر على قدر شدة ". ونقله المجلسى في البحار ج ٢٣ ص ١٠٨.

(٥) نقله المجلسى في البحار ج ١٥ ص ٦٣. وقال: قوله: " هكذا بيده " كانهعليه‌السلام اشار إلى جهة السماء اه‍. وفى معنى القول توسع.

٣١

من الناس(١) .

وقال أبوعبدالله الصادقعليه‌السلام : رفع عن هذه الامة ست: الخطأ والنسيان وما اكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه(٢) .

وقال أبوجعفر الباقرعليه‌السلام : كل شئ لم يخرج من هذا البيت فهو وبال.(٣) وقال يا فضيل: إن لهذا الدين حدا مثل حد بيتي هذا(٤) وقال الصادقعليه‌السلام : من حب الرجل دينه حبه أخاه (٥). قيل لامير المؤمنينعليه‌السلام : ما ثبات الايمان؟ قال: الورع قيل: فما زواله؟ قال: الطمع.(٦) وقال: لا تنال ولايتنا إلا بالورع(٧) .وقال الصادقعليه‌السلام : من صار إلى أخيه المؤمن في حاجته أو مسلما فحجبه لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة(٨) .

__________________

(١) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٢٠٢، والفئام بالفاء مهموزا: الجماعة من الناس.

(٢) نقله المجلسى في البحار باب ١٤ من كتاب العدل والمعاد من المجلد الثالث عن كتاب الحسين بن سعيد الاهوازى.

(٣) نقله صاحب الوسائل في كتاب القضاء باب عدم جواز تقليد غير المعصوم عن كتاب بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله القمى وبصائر الدرجات للصفار مسندا وفيه " فهو باطل " مكان " فهو وبال ".

(٤) رواه البرقى في المحاسن ص ٢٧٢ بادنى تفاوت في اللفظ.

(٥) نقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ٧٨ من الكتاب.

(٦) روى نحوه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٣٢٠ عن الصادقعليه‌السلام .

(٧) رواه الكلينى عن الصادقعليه‌السلام في ذيل حديث في باب الطاعة والتقوى من الكافى ج ٢ ص ٧٥.

(٨) نقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ١٦٩ من الكتاب.

وقوله: " صار " هكذا في النسختين والبحار والظاهر أنه تصحيف " سار " بالسين والمعنى ظاهر.

٣٢

وقال الباقرعليه‌السلام : إن العبد يسأل الحاجة من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله قضاء‌ها إلى أجل قريب أو وقت بطيئ فيذنب العبد عند ذلك ذنبا فيقول الله للملك الموكل بحاجته: لا تنجز حاجته واحرمه إياها فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني.(١) وقال الصادقعليه‌السلام : من لقى المؤمنين بوجه وغابهم بوجه أتى يوم القيامة وله لسانان من نار.(٢) وقال أبوالحسن الماضيعليه‌السلام : قل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك و دع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك.(٣) وقال الصادقعليه‌السلام : ليس منا من أذاع حديثنا، فإنه قتلنا قتل عمد لا قتل خطاء.(٤) وقال: من اطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له كان عند الله كعاملها وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه وكان مغفورا لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه في الدنيا مستور عليه في الآخرة ثم لا يجد الله أكرم من أن يثني عليه عقابا في الآخرة.(٥) وقال الصادقعليه‌السلام : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا وجد ألم ذلك في سائر جسده وإن روحهما من روح الله وإن روح المؤمن لاشد إتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.(٦) وقال الصادقعليه‌السلام : من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروء‌ته ليسقط من أعين الناس أخرج الله ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان(٧) .وقال: أيما مؤمن أوصل إلىأخيه المؤمن معروفا فقد أوصل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨) .

__________________

(١) نقله المجلسى في المجلد الخامس عشر من البحار ص ١٥٨ باب الذنوب وآثارها من الكتاب.

وفى الجزء الثانى من المجلد التاسع عشر منه ص ٥٨ عن كتاب عدة الداعى لابن فهد الحلى.

(٢) رواه الصدوق في الخصال في باب الاثنين تحت رقم ١٩. وروى ايضا نحوه في المجالس والمعانى ونقله المجلسى من الكتابين في المجلد السادس عشر من البحار ص ١٧٢.

(٣) رواه الحسن بن على بن شعبة في تحف العقول ص ٤٠٨ مرسلا.

(٤) روى نحوه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٣٧١.

(٥) نقله المجلسى من الكتاب في المجلد السادس عشر من البحار ص ١٧٦.

(٦) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٥٥.

(٧) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٣٥٨ ونقله المجلسى من الكتاب في المجلد السادس عشر ص ١٧٦.

(٨) رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٧.

٣٣

مسائل اليهودى التى ألقاها على النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال: حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الحسين بن مهران قال: حدثني الحسين بن عبدالله(١) ، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: جاء رجل من اليهود إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول الله وأنه يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران؟ قال: نعم أنا سيد ولد آدم ولا فخر، أنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين.

فقال: يا محمد إلى العرب ارسلت أم إلى العجم أم إلينا؟ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إني رسول الله إلى الناس كافة.

فقال: إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها موسى في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سل عما بدا لك.

فقال: يا محمد أخبرني عن الكلمات التي اختارها الله لا براهيمعليه‌السلام حين بنى هذا البيت؟ فقال النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

فقال: يا محمد لاي شئ بنى إبراهيمعليه‌السلام الكعبة مربعا؟ قال: لان الكلمات أربعة.

قال: فلاي شئ سميت الكعبة كعبة؟.

قال: لانها وسط الدنيا.

__________________

(١) في بعض النسخ [ الحسن بن عبد الله ].

٣٤

قال: فأخبرني عن تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؟ فقال النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علم الله أن ابن آدم والجن يكذبون على الله تعالى، فقال: " سبحان الله " يعنى برئ مما يقولون.

وأما قوله: " الحمد لله " علم الله أن العباد لا يؤدون شكر نعمته فحمد نفسه عزوجل قبل أن يحمده الخلائق وهي أول الكلام لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بالنعمة.

وأما قوله: " لا إله إلا الله " وهي وحدانيته لا يقبل الله الاعمال إلا به ولا يدخل الجنة أحد إلا به وهي كلمة التقوى سميت التقوى لما تثقل بالميزان يوم القيامة وأما قوله: " الله أكبر " فهي كلمة ليس أعلاها كلام وأحبها إلى الله يعني ليس أكبر منه لانه يستفتح الصلوات به لكرامته على الله وهو اسم من أسماء الله الاكبر.

فقال: صدقت يا محمد، ما جزاء قائلها؟ قال: إذا قال العبد: " سبحان الله " سبح كل شئ معه ما دون العرش فيعطى قائلها عشر أمثالها، وإذا قال: " الحمد لله " أنعم الله عليه بنعيم الدنيا حتى يلقاه بنعيم الآخرة وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها، والكلام ينقطع في الدنيا ما خلا الحمد وذلك قولهم:( تحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (١) ) وأما ثواب " لا إله إلا الله " فالجنة وذلك قوله:( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان (٢) ) وأما قوله: " الله أكبر " فهي أكبر درجات في الجنة وأعلاها منزلة عند الله.

فقال اليهودي: صدقت يا محمد أديت واحدة، تأذن لي أن أسألك الثانية؟ فقال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سلني ما شئت وجبرئيل عن يمين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وميكائيل عن يساره يلقنانه -.

فقال اليهودي لاي شئ سميت محمدا وأحمد وأباالقاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما محمد فإني محمود في السماء.، وأما أحمد فإني محمود في الارض(٣) .، وأما أبوالقاسم فإن الله تبارك وتعالى يقسم يوم القيامة قسمة النار بمن كفر بي

__________________

(١) يونس: ١١.

(٢) الرحمن: ٦٠.

(٣) في أمالى الصدوق " أما محمد فأنى محمود في الارض وأما أحمد فانى محمود في السماء ".

٣٥

أو يكذبني من الاولين والآخرين،(١) وأما الداعي فإني أدعو الناس إلى دين ربي إلى الاسلام، وأما النذير فإني انذر بالنار من عصاني، وأما البشير فإني ابشر بالجنة من أطاعني.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الثالث لاي شئ وقت الله هذه الصلوات الخمس في خمس مواقيت على امتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الشمس إذا بلغ عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فإذا دخل فيها زالت الشمس فسبحت كل شئ ما دون العرش لربي وهي الساعة التي يصلى على ربي(٢) فافترض الله علي وعلى امتى فيه الصلاة إذ قال: " أقم الصلوة لدلوك الشمس(٣) " وهي الساعة التي تؤتى بجهنم يوم القيامة فما من مؤمن يوافق في تلك الساعة ساجدا أو راكعا أو قائما في صلاته إلا حرم الله جسده على النار.

وأما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل آدمعليه‌السلام من الشجرة ونقص عليه الجنة(٤) فأمر الله لذريته إلى يوم القيامة بهذه الصلاة واختارها وافترضها فهي من أحب الصلوات إلى الله عزوجل فأوصاني ربي أن أحفضها من بين الصلوات كلها قال: " حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى " فهي صلاة العصر وأما صلاة العشاء(٥) فهي الساعة التي تاب الله على آدمعليه‌السلام فكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة مما تعدون فصلى آدم صلوات الله عليه ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء وركعة لتوبته فتاب الله عليه وفرض الله على امتي هذه الثلاث ركعات وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعوة ووعدني ربي أن لا يخيب من سأله حيث قال:( فسبحان الله

__________________

(١) في الامالى زاد هنا " ويقسم قسمة الجنة فمن آمن بى وأقر بنبوتى ففى الجنة ".

(٢) قوله: " اذا بلغ عند الزوال لها حلقة تدخل فيها " لا يخفى ان زوال الشمس كان باعتبار كل قوم ولعل المراد بالحلقة حلقة نصف النهار.

(٣) الاسراء: ٧٧. والدلوك: زوالها وميلها وقيل: غروبها.

(٤) في الامالى " فأخرجه الله تعالى من الجنة ".

(٥) يعنى المغرب بقرينة العشاء الاخرة.

٣٦

حين تمسون وحين تصبحون ) (١) " وأما صلاة العتمة فإن للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة أمر الله لي ولامتي بهذه الصلاة، وما من قدم مشيت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله عليه قعور النار وينور الله قبره ويعطى يوم القيامة نورا تجاوز به الصراط وهي الصلاة التي اختارها للمرسلين قبلي، وأما صلاة الفجر فإن الشمس إذا طلعت تطلع من قرن الشيطان فأمر الله لي أن اصلي الفجر قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد الكفار لها يسجدون امتي لله و سرعتها أحب إلى الله وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الرابع، لاي شئ أمر الله غسل هذه الاربع جوارح وهي أنظف المواضع من الجسد؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما أن وسوس الشيطان فدنى آدم إلى الشجرة فنظر إليها ذهب بماء وجهه ثم قام فهي أول قدم مشيت إلى الخطيئة، ثم تناولها، ثم شقها فأكل منها فلما أن أكل منها طارت منه الحلل والنور من جسده ووضع آدم يده على رأسه وبكى، فلما أن تاب الله على آدم افترض الله عليه وعلى ذريته اغتسال هذه الاربع جوارح وأمر أن يغسل الوجه لما نظر آدم إلى الشجرة، وأمر أن يغسل الساعدين إلى المرافق لما مد يديه إلى الخطيئة، وأمر أن يمسح الرأس لما وضع يده على أم رأسه، وأمر أن يمسح القدم بما مشيت إلى الخطيئة، ثم سننت على امتي المضمضة والاستنشاق والمضمضة تنقي القلب من الحرام والاستنشاق يحرم رائحة النار.

فقال: صدقت يا محمد، ما جزاء من توضأ كما أمرت؟ قال: أول ما يمس الماء يتباعد عنه الشيطان واذا مضمض نور الله لسانه وقلبه بالحكمة وإذا استنشق أمنه الله من فتن القبر ومن فتن النار، فإذا غسل وجهه بيض الله وجهه يوم تسود الوجوه، وإذا غسل ساعديه حرم الله عليه غلول النار، وإذا مسح رأسه مسح الله سيئاته، وإذا مسح قدميه جاوزه الله على الصراط يوم تزل فيه الاقدام.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الخامس بأي شئ أمر الله الاغتسال من النطفة و لم يأمر من البول والغائط والنطفة أنظف من البول والغائط؟.

__________________

(١) الروم: ١٧.

٣٧

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لان آدم لما أكل من الشجرة تحول ذلك في عروقه وشعره وبشره وإذا جامع الرجل المرأة خرجت النطفة من كل عرق وشعر فأوجب الله الغسل على ذرية آدم إلى يوم القيامة، والبول والغائط لا يخرج إلا من فضل ما يأكل ويشرب الانسان كفى به الوضوء.

فقال اليهودي: ما جزاء من اغتسل من الحلال؟ قال: بنى الله له بكل قطرة من ذلك الماء قصرا في الجنة وهو شئ بين الله وبين عباده من الجنابة.

فقال اليهودي: يا محمد، فأخبرني عن السادس عن ثمانية أشياء في التوراة مكتوبة أمر الله بني إسرائيل أن يعبدونه بعد موسى.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انشدك الله إن أخبرتك أن تقر به؟ فقال اليهودي: بلى يا محمد.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن أول ما في التوراة مكتوب: محمد رسول الله وهي مما اساطه ثم صار قائما،(١) ثم تلا هذه الآية( يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل (٢) ) ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد (٣) ) وأما الثاني والثالث والرابع فعلي و فاطمة وسبطيهما وهي سيدة نساء العالمين، في التوراة " إيليا وشبرا وشبيرا وهليون " يعني فاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن فضلك على النبيين وفضل عشيرتك على الناس؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما فضلي على النبيين فما من نبي إلا دعا على قومه وأنا اخترت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة، وأما فضل عشيرتي وأهل بيتي وذريتي كفضل الماء على كل شئ، بالماء يبقى كل ويحيى كما قال ربي تبارك وتعالى:( وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون (٤) ) ومحبة أهل بيتي وعشيرتي وذريتي يستكمل الدين.

__________________

(١) في الامالى " فهى بالعبرانية " طاب ".

(٢) الاعراف: ١٥٧.

(٣) الصف: ٦.

(٤) الانبياء: ٣٠.

٣٨

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن السابع ما فضل الرجال على النساء؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كفضل السماء على الارض وكفضل الماء على الارض، بالماء يحيى كل شئ وبالرجال يحيى النساء لولا الرجال ما خلق الله النساء وما مرأة تدخل الجنة إلا بفضل الرجال، قال الله تبارك وتعالى:( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض (١) ) فقال: يا محمد لاي شئ هذا هكذا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلق آدم صلوات الله عليه من طين ومن صلبه ونفسه خلق النساء وأول من أطاع النساء آدم صلوات الله عليه فأنزله من الجنة وقد بين الله فضل الرجال على النساء في الدنيا، ألا ترى النساء كيف يحضن فلا يمكنهن العبادة من القذارة والرجال لا يصيبهم ذلك.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الثامن لاي شئ افترض الله صوما على امتك ثلاثين يوما وافترض على سائر الامم اكثر من ذلك؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن آدم صلوات الله عليه لما أن أكل من الشجرة بقي في جوفه مقدار ثلاثين يوما فافترض على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش وما يأكلونه بالليل فهو تفضل من الله على خلقه وكذلك كان لآدم صلوات الله عليه ثلاثين يوما كما على أمتي ثم تلا هذه الآية( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (٢) ) قال: صدقت يا محمد فما جزاء من صامها؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من مؤمن يصوم يوما من شهر رمضان حاسبا محتسبا إلا أوجب الله تعالى له سبع خصال أول الخصلة يذوب الحرام من جسده والثاني يتقرب إلى رحمة الله والثالث يكفر خطيئته ألا تعلم أن الكفارات في الصوم يكفر والرابع يهون عليه سكرات الموت والخامس أمنه الله من الجوع والعطش يوم القيامة والسادس براء‌ة من النار والسابع أطعمه الله من طيبات الجنة.

__________________

(١) النساء: ٣٣.

(٢) البقرة: ١٨٢.

٣٩

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن التاسع، لاي شئ أمر الله الوقوف بعرفات بعد العصر؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لان بعد العصر ساعة عصى آدم صلوات الله عليه ربه فافترض الله على امتي الوقوف والتضرع والدعاء، في أحب المواضع إلى الله وهو موضع عرفات وتكفل بالاجابة والساعة التي ينصرف وهي الساعة التي تلقى آدم صلوات الله عليه من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم.

قال: صدقت يا محمد، فما ثواب من قام بها ودعا وتضرع إليه؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن لله تبارك وتعالى في السماء سبعة أبواب: باب التوبة، وباب الرحمة، وباب التفضل، وباب الاحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العفو لا يجتمع أحد إلا يستأهل(١) من هذه الابواب وأخذ من الله هذه الخصال فإن لله تبارك وتعالى مائة ألف ملك مع كل ملك مائة وعشرون ألف ملك ولله مائة رحمة ينزلها على أهل عرفات فاذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بعتق رقاب أهل عرفات فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بأنه أوجب لهم الجنة وينادي مناد انصرفوا مغفورا لكم فقد أرضيتموني ورضيت لكم.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن العاشر تسعة خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى أمتك من بين الامم؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاتحة الكتاب، والاذان، والاقامة، والجماعة في مساجد المسلمين، ويوم الجمعة، والاجهار في ثلاث صلوات والرخصة لامتي عند الامراض والسفر والصلاة على الجنائز والشفاعة في أصحاب الكبائر من امتي.

قال: صدقت يا محمد، فما ثواب من قرأ فاتحة الكتاب؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله من الاجر بعدد كل كتب أنزل من السماء قرأها وثوابها، وأما الاذان فيحشر مؤذن امتي مع النبيين والصديقين والشهداء، وأما الجماعة فإن صفوف امتي كصفوف الملائكة في السماء الرابعة والركعة

__________________

(١) في الامالى " لا يجتمع بعرفات أحد إلا يستأهل ".

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372