الاختصاص

الاختصاص0%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
تصنيف: الصفحات: 372
المشاهدات: 97691
تحميل: 7167

توضيحات:

الاختصاص
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 97691 / تحميل: 7167
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ياجابر اذهب به إلى صاحبه وائتني به فقلت: لا أعرف صاحبه فقال: هو يدلك عليه، قال: فخرجت معه حتى انتهت إلى بني واقف فدخل في زقاق فإذا أنا بمجلس فقالوا: ياجابر كيف تركت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكيف تركت المسلمين؟ قلت: هم صالحون فقالوا ولكن أيكم صاحب هذا البعير؟ فقال بعضهم: أنا فقلت: أجب رسول الله، فقال: مالي؟ قلت: استعدى عليك بعيرك، فجئت أنا والبعير وصاحبه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له: إن بعيرك يخبرني أنك عملت عليه حتى إذا أكبرته وأدبرته وأهزلته أردت نحره وبيع لحمه، فقال الرجل: قد كان ذاك يارسول الله، قال: فبعنيه، قال: هو لك يارسول الله قال: بل بعنيه فاشتراه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منه ثم ضرب على صفحته فتركه يرعى في ضواحي المدينة، فكان الرجل منا إذا أراد الروحة أو الغدوة منحه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال جابر: رأيته بعد وقد ذهب دبره وصلح(١) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله القاسم الحضرمي، عن هشام بن سالم الجواليقي، عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفرعليه‌السلام بين مكة والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو على بغلة له إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفرعليه‌السلام فحبس البغلة ودنا الذئب منه حتى وضع يده على قربوس سرجه و مد عنقه إلى اذنه وأدنى أبوجعفرعليه‌السلام اذنه منه ساعة ثم قال له: إمض فقد فعلت فرجع مهرولا، فقلت له: رأيت عجبا قال: وتدري ما قال؟ قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: قال: ياابن رسول الله إن زوجتي في ذلك الجبل وقد تعسر عليها ولادها فادع الله أن يخلصها وأن لا يسلط شيئا من نسلي على أحد من شيعتكم فقلت: قد فعلت(٢) .

أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: كانت لعلي بن الحسينعليه‌السلام ناقة قد حج عليها اثنتين وعشرين حجة ما قرعها قرعة قط، قال: فما جاء‌تني بعد موته إلا وقد جاء‌ني بعض الموالي فقالوا: إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسينعليهما‌السلام فانبركت عليه فدلكته

__________________

(١) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج ٦ باب ما ظهر من اعجازه في الحيوانات وج ١٤ ص ٦٨٨ من البصائر والاختصاص.

(٢) مروى في البصائر كالخبر المتقدم وفى دلائل الامامة ص ٩٨ نحوه، ومنقول في البحار ج ١١ ص ٦٧ وج ١٤ ص ٧٥٠ من الاختصاص والبصائر.

٣٠١

بجرانها وهي ترغو، فقلت: أدركوها أدركوها فجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها، ثم قال أبوجعفرعليه‌السلام : وما كانت رأت القبر قط(١) .

وعنه، عن الحسين بن سعيد، ومحمد بن خالد البرقي، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص ابن البختري، عمن ذكره، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما مات علي بن الحسينعليهما‌السلام جاء‌ت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها القبر وتمرغت عليه وإن أبي كان يحج عليها و يعتمر ولم يقرعها قرعة قط(٢) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن كرام ابن عمرو الخثعمي، عن عبدالله بن طلحة، عن عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن الوزغ قال: هو الرجس وهو مسخ فإذا قتلته فاغتسل، ثم قال: إن أبيعليه‌السلام كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ فقال الرجل: لا علم لي بما يقول، قال: فإنه يقول: والله لئن ذكرت عثمان لاسبن عليا حتى تقوم من ههنا(٣) .

علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن فضيل الاعور قال: حدثني بعض أصحابنا قال: كان عند أبي جعفرعليه‌السلام رجل من هذه العصابة وهو يحادثه وهو في شئ من ذكر عثمان فإذا قد قرقر وزغ من فوق الحائط فقال له أبو جعفرعليه‌السلام أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال: قلت: لا، قال: فيقول: لتكفن عن ذكر عثمان أو لاسبن عليا(٤) .

__________________

(١) رواه الصفاررحمه‌الله في البصائر الجزء السابع الباب الخامس عشر. ونقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٧ ص ٤١٦. منه ومن الاختصاص.

(٢) مروى في البصائر ومنقول في البحار كالخبر السابق وج ١٤ ص ٦٨٨ من الاختصاص.

(٣) مروى في البصائر الجزء السابع الباب السادس عشر، ومنقول في البحار ج ١٤ ص ٧٨٦.

(٤) كالخبر السابق.

٣٠٢

في أنهمعليهم‌السلام يعرفون أحوال جميع الناس عند رؤيتهم

السندي بن الربيع البغدادي، عن الحسن بن علي بن الفضال، عن علي بن غراب عن أبي بكر بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنه ليس من مخلوق إلا بين عينيه مكتوب مؤمن أو كافر، ذلك محجوب عنكم وليس بمحجوب عن الائمة من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم ليس يدخل عليهم أحد إلا عرفوه مؤمن أو كافر، ثم تلا هذه الآية " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " فهم المتوسمون(١) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وإبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام في مسجد الكوفة إذ جاء‌ت امرأة تستعدي على زوجها فقضى لزوجها عليها فغضبت فقال: لا والله ما الحق فيما قضيت وما تقضي بالسوية ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية، فنظر إليها مليا ثم قال لها: كذبت ياجريئة، يابذيئة، يا سلفع، ياسلقلقية(٢) ياالتي لا تحمل من حيث تحمل النساء(٣) ، قال: فولت المرأة هاربة مولولة وتقول: ويلي ويلي ويلي لقد هتكت ياابن أبي طالب سترا كان مستورا، قال: فلحقها عمرو بن حريث فقال: ياأمة الله لقد استقبلت علينا بكلام سررتني به، ثم إنه نزع لك بكلام فوليت عنه هاربة تولولين؟ فقالت: إن عليا والله أخبرني بالحق و بما أكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي ومن أبوي، فعاد عمرو إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فأخبره بما قالت له المرأة وقال له فيما يقول: ما أعرفك بالكهانة؟ فقال له عليعليه‌السلام : ويلك إنها ليست بالكهانة مني ولكن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام فلما ركب الارواح في أبدانها كتب بين أعينهم كافر ومؤمن وما هم مبتلين وما هم عليه من سيئ عملهم وحسنه في قدر اذن الفارة، ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المتوسم ثم أنا من بعده والائمة من ذريتي هم

__________________

(١) رواه الصفار في البصائر الجزء السابع الباب السابع عشر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ١١٧ من الاختصاص والبصائر.

(٢) السلفع: الصخابة، البذية، السيئة الخلق (القاموس).

وسلقه بالكلام: آذاه، وفلانا طعنه والسلقلق - كسفرجل -: التي تحيض من دبرها و - بهاء -: المرأة الصخابة.

(٣) في البصائر " لا تحبل من حيث تحبل النساء ".

٣٠٣

المتوسمون، فلما تأملتها عرفت ما فيها وما هي عليه بسيمائها(١) .

الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، وأحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم، والحسن بن البراء، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير قال: حججت مع أبي عبداللهعليه‌السلام فإني معه في بعض الطريق إذ صعد على جبل فنظر إلى الناس فقال: ما أكثر الضجيج؟ ! فقال له داود بن كثير الرقي: ياابن رسول الله هل يستجيب الله دعاء الجمع الذي أرى؟ فقال: ويحك ياأبا سليمان إن الله لا يغفر أن يشرك به إن الجاحد لولاية عليعليه‌السلام كعابد وثن فقلت له: جعلت فداك هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم؟ فقال: ويحك ياأبا سليمان إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر وإن الرجل ليدخل إلينا يتولانا ويتبرء من عدونا فيرى مكتوبا بين عينيه مؤمن، قال الله عزوجل: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " فنحن نعرف عدونا من ولينا(٢) .

يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أسباط بن سالم بياع الزطي(٣) قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام فسأله رجل من أهل هيت(٤) عن قول الله عزوجل:( إن في ذلك لآيات للمتوسمين * وإنها لسبيل مقيم (٥) ) فقال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم(٦) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبدالعزيز، عن رجل، عن غير واحد من أصحابنا منهم بكار بن كردم، وعيسى بن سليمان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قالوا: سمعناه وهو يقول: جاء‌ت امرأة شنيعة وأمير المؤمنينعليه‌السلام على المنبر وقد قتل أخاها وأباها فقالت: هذا قاتل

__________________

(١) رواه الصفار في البصائر الجزء السابع الباب السابع عشر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ١١٧ وج ٩ ص ٥٧٩ من الاختصاص والبصائر.

(٢) كالخبر السابق وفى البحار ج ٧ ص ١١٦.

(٣) الزط - بالضم -: جيل من الهند ولعل المراد الثياب المنسوبة إلى الزط.

(٤) الهيت - بالكسر -: اسم بلد على شاطئ الفرات.

(٥) الحجر: ٧٥، ٧٦.

(٦) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ١ ص ٢١٨ والصفار في البصائر الجزء السابع الباب السابع عشر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ١١٧ وقال العلامة المجلسىرحمه‌الله : لعل المعنى أن تلك الايات حاصلة في سبيل مقيم ثابت فينا وهى الامامة ومتلبسة به او ان الايات منصوبة على سبيل ثابت هو السبيل إلى الله والدين الحق وعلى التقادير لعل ذلك إشارة إلى القرآن.

٣٠٤

الاحبة فنظر إليها أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: ياسلفع ياجريئة، يابذية، يامنكرة، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء، ياالتي على ههنا شئ بين مدلى، فمضت وتبعها عمرو بن حريث - وكان عثمانيا - فقال: ياأيتها المرأة إنا لا نزال يسمعنا العجائب ما ندري حقها من باطلها وهذه داري فادخلي فإن لي امهات أولاد حتى ينظرن حقا ما قال أم باطلا؟ وأهب لك شيئا، فدخلت فأمر امهات أولاده فنظرن إليها فإذا شئ على ركبها مدلى فقالت: ياويلها اطلع منها علي بن أبي طالب على شئ لم يطلع إلا امي أو قابلتي، قال: و وهب لها عمرو بن حريث شيئا(١) .

إبراهيم بن هاشم، [ عن محمد بن سليمان ] عن أبيه سليمان الديلمي، عن معاوية بن عمار الدهني، عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قول الله تعالى:( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام ) (٢) فقال: يامعاوية ما يقولون في هذا؟ قلت: يزعمون إن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمون بسيماهم في القيامة فيأمربهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار، فقال لي و [ كيف ] يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة الخلق بسيماهم وهو خلقهم؟ قلت: فما ذاك، جعلت فداك؟ فقال: ذلك لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيامر بالكافر فيؤخذ بالنواصي والاقدام ثم يخبط بالسيف خبطا(٣) .

محمد بن عيسى بن عبيد، وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم، عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن الحارث بن حصيرة، عن الاصبغ بن نباتة قال: كنا وقوفا على أمير المؤمنينعليه‌السلام بالكوفة وهو يعطي العطاء في المسجد إذ جاء‌ت امرأة فقالت: ياأمير المؤمنين أعطيت العطاء جميع الاحياء ما خلا هذا الحي من مراد لم تعطهم شيئا فقال: اسكتي ياجريئة،

__________________

(١) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج ٩ ص ٥٨٠ منه ومن الاختصاص.

(٢) الرحمن: ٤١ و " يعرف " في قراء‌ة الامام بصيغة المعلوم وفى المصاحف بالمجهول.

(٣) الخبط: الضرب الشديد. والرواية مروية في البصائر كالخبر المتقدم ومنقولة في البحار ج ١٣ ص ١٨٣.

٣٠٥

يابذية، ياسلفع، ياسلقلق يامن لا تحيض كما تحيض النساء، قال: فولت فخرجت من المسجد فتبعها عمرو بن حريث فقال لها: أيتها المرأة قد قال علي فيك ما قال أيصدق عليك؟ فقالت: والله ما كذب وإن كل ما رماني به لفي، وما اطلع علي أحد إلا الله الذي خلقني وامي التي ولدتني، فرجع عمرو بن حريث فقال: ياأمير المؤمنين تبعت المرأة فسألتها عما رميتها به في بدنها فأقرت بذلك كله، فمن أين علمت ذلك؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه اله علمني ألف باب من الحلال والحرام يفتح كل باب ألف باب حتى علمت المنايا والوصايا وفصل الخطاب وحتى علمت المذكرات من النساء والمؤنثين من الرجال(١) .

الحسين بن علي الدينوري، عن محمد بن الحسن قال: حدثني إبراهيم بن غياث، عن عمرو بن ثابت، عن ابن أبي حبيب، عن الحارث الاعور قال: كنت مع أمير المؤمنينعليه‌السلام في مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها فتكلمت بحجتها وتكلم الزوج بحجته فوجه القضاء عليها، فغضبت غضبا شديدا ثم قالت: والله ياأمير المؤمنين لقد حكمت علي بالجور وما بهذا أمرك الله، فقال لها: ياسلفع، يامهيع، ياقردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته، فلما سمعت منه الكلام ولت هاربة فلم ترد عليه جوابا، فأتبعها عمرو بن حريث فقال لها: والله ياأمة الله لقد سمعت اليوم منك عجبا وسمعت أمير المؤمنين قال لك قولا فقمت من عنده هاربة مولية ما رددت عليه جوابا، فقالت: ياعبدالله لقد أخبرني بأمر لم يطلع عليه أحد إلا الله وأنا، وما قمت من عنده إلا مخافة أن يخبرني بأعظم مما رماني به فصبري على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعد واحدة، قال لها عمرو: فأخبريني عافاك الله ما الذي قال لك؟ قالت: يا عبدالله إني لا أقول لك ذلك لانه قال ما في وما أكره وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجال ما في النساء من العيوب، فقال لها: والله ما تعرفيني ولا أعرفك ولعلك لا تريني ولا أراك بعد يومي هذا، قال عمرو: فلما رأتني قد ألححت عليها قالت: أما قوله: ياسلفع فوالله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء، وأما قوله: يامهيع فإني والله صاحبة نساء وما أنا بصاحبة رجال، وأما قوله: ياقردع فإني المخربة بيت زوجي وماأبقي عليه، فقال لها: ويحك وما علمه بهذا؟ أتراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما؟

__________________

(١) مروى في البصائر الجزء السابع الباب السابع عشر، ومنقول في البحار ج ٩ ص ٤٥٩.

٣٠٦

أخبرك بما فيك؟ وهذا علم كثير فقالت له: بئس ما قلت ياعبدالله إنه ليس بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ولكنه من أهل بيت النبوة وهو وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووارثه وهو يخبر الناس بما ألقاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلمه لانه حجة الله علي هذا الخلق بعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه، فقال له أمير المؤمنين: ياعمرو وبما استحللت أن ترمني بما رميتني به أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا في منك ولاقفن أنا وأنت من الله موقفا فانظر كيف تتخلص من الله، فقال: ياأمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك مما كان فاغفره لي غفر الله لك، فقال: لا والله لاأغفر لك هذا الذنب أبدا حتى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا(١) .

الحسن ين علي بن المغيرة، عن عيسى بن هشام، عن عبدالصمد بن بشير، عن عبدالله بن سليمان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن الامام أفوض الله إليه كما فوض إلى سليمان؟ فقال: نعم وذلك أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الاول ثم سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الاولين، ثم قال: " هذا عطاؤنا فامسك أو أعط بغير حساب " وهكذا هي في قراء‌ة عليعليه‌السلام ، قلت: أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام؟ فقال: سبحان الله أما تسمع الله يقول في كتابه " إن ذلك لآيات للمتوسمين " وهم الائمة " وإنها لبسبيل مقيم " لا يخرج منهم أبدا، ثم قال لي: نعم إن الامام إذا نظر إلى الرجل عرفه وعرف ما هو عليه وعرف لونه وإن سمع كلامه من وراء حائط عرفه وعرف ما هو إن الله يقول:( ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين (٢) ) فهم العلماء وليس يسمع شيئا من الالسن تنطق إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به(٣) .

__________________

(١) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج ٩ ص ٥٧٩ منه ومن الاختصاص.

(٢) الروم: ٢٢.

(٣) مروى في البصائر الجزء السابع في نادر الباب السابع عشر.ومنقول في البحار ج ٧ ص ١١٦ منه ومن الاختصاص.

٣٠٧

العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله عزوجل: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " قال: هم الائمة، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله "(١) .

علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن محمد بن حمزة ابن أبيض قال: حدثنا علي بن عطية(٢) قال: بينا أنا عند أبي عبداللهعليه‌السلام إذ دخل علينا رجل فغمز اناسا من الشيعة، فأعرض عنه أبوعبداللهعليه‌السلام بوجهه، ثم أقبل أبوعبداللهعليه‌السلام بوجهه، فرأى الرجل أن أبا عبداللهعليه‌السلام لم يفهم منه فأعاد الكلام فتناول أبوعبداللهعليه‌السلام بيده اليسرى لحيته ثم هزها حتى ظننت أنها ستبقى في يده، ثم قال: إن كنت أنا أتولى الرجال وأبرء منهم على ما يبلغني عنهم لبئست الشيبة لشيبتي هذه(٣) .

الحسن بن علي الزيتوني، عن أحمد بن هلال، عن علي بن الحكم، عن ضريس الكناسي قال: كنا عند: أبي عبداللهعليه‌السلام جماعة من أصحابنا إذ دخل عليه رجل أعرفه فذكر رجلا من أصحابنا ولمزه عنه أبي عبداللهعليه‌السلام فلم يجبه بشئ فظن الرجل إن أبا عبداللهعليه‌السلام لم يسمع فأعاد عليه أيضا، فلم يلتفت إليه، فظن الرجل أنه لم يسمع، فأعاد الثالثة فمد أبوعبدالله يده إلى لحية الرجل فقبض عليها فهزها ثلاثا حتى ظننت أن لحيته قد صارت في يده ثم قال: إن كنت لا أعرف الرجال إلا بما أبلغ عنهم فبئست الشيبة شيبتي ثم أرسل لحيته من يده ونفخ ما بقي من الشعر في كفه(٤) .

أحمد بن محمد بن عيسى، والحسن بن علي بن النعمان، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنال في الناس وأنال وأنال وإنا أهل بيت عندنا معاقل العلم وأبواب الحكم

__________________

(١) مروى في البصائر، كالخبر السابق ومنقول في البحار ج ٧ ص ١١٨ منه ومن الاختصاص.

(٢) في البصائر " على بن حنظلة ".

(٣) مروى في البصائر الجزء السابع الباب الثامن عشر ومنقول في البحار ج ٧ ص ٣٠٧ منه ومن الاختصاص وفيهما " فبئس النسب نسبي ".

(٤) مروى في البصائر، ومنقول في البحار كالخبر المتقدم وفيهما " لبئست النسبة نسبتى ".

٣٠٨

وضياء الامر(١) .

يعقوب بن يزيد، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن زياد بن مروان القندي، عن هشام ابن سالم قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : عند العامة من أحاديث رسول الله شئ يصح؟ فقال: نعم إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنال الناس وأنال وأنال وعندنا معاقل العلم وفصل ما بين الناس(٢) .

أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبدالجبار، عن عبدالله بن محمد الحجال، عن علي بن حماد، عن محمد بن مسلم قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أنال في الناس وأنال وأنال - يشير كذا وكذا - وعندنا أهل البيت اصول العلم وعراه وضياؤه وأواخيه(٣) .

يعقوب بن يزيد، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : إنا نجد الشئ من أحاديثنا في أيدي الناس فقال: لعلك لا ترى أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنال الناس وأنال - اوأومأ بيده عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه - وإنا أهل بيت عندنا معاقل العلم وضياء الامر وفصل ما بين الناس(٤) .

__________________

(١) مروى في البصائر الجزء السابع الباب التاسع عشر، ومنقول في البحار ج ١ ص ١٣٦ منه وقال المجلسىرحمه‌الله : قوله: أنال أى اعطى وأفاد في الناس العلوم الكثيرة، لكن عند اهل البيت معيار ذلك والفصل بين ماهو حق او مفترى وعندهم تفسير ما قاله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا ينتفع بما في ايدى الناس الا بالرجوع إليهم صلوات الله عليهم، والمعاقل جمع معقل وهو الحصن والملجأ، أى نحن حصون العلم وبنا يلجأ الناس فيه، وبنا يوصل اليه وبنا يضئ الامر للناس.

(٢) مروى في البصائر ومنقول في البحار ج ١ ص ١٣٦ وج ٨ ص ٢٨٢.

(٣) مروى في البصائر ومنقول في البحار كالخبر المتقدم، والعروة: ما يتمسك به من الحبل و غيره، والاخية - كأبية -: عود في الحائط، او حبل يدفن طرفاه في الارض وبرز وسطه كالحلقة تشد فيها الدابة والجمع أخايا وأواخى (القاموس) وقال المجلسيرحمه‌الله بعد نقل هذا الكلام منه: أى بنا يشد ويستحكم امر الدين ولا يفارقنا علمه.

(٤) قال العلامة المجلسىرحمه‌الله بعد نقل الخبر من البصائر في البحار ج ١ ص ١٣٦: الاشارة لبيان أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلم نشر العلم من كل جانب وعلمه كل أحد فكيف لا يكون في الناس علمه؟ !.

٣٠٩

إبراهيم بن هاشم، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن الحسن بن يحيى قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنا أهل بيت عندنا معاقل العلم وآثار النبوة وعلم الكتاب وفصل ما بين الناس(١) .

محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبدالله زكريا بن محمد المؤمن، عن عبدالله بن مسكان، وأبي خالد القماط، وأبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: قال أبوجعفرعليه‌السلام : إن رسول الله أنال في الناس وأنال، وعندنا عرى العلم وأبواب الحكم ومعاقل العلم وضياء الامر وأواخيه، فمن عرفنا نفعته معرفته وقبل منه عمله، ومن لم يعرفنا لم ينفعه الله بمعرفة ما علم ولم يقبل منه عمله(٢) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي جعفرعليه‌السلام : ما موضع العلماء؟ فقال: مثل ذي القرنين وصاحب سليمان وصاحب موسى(٣) .

يعقوب بن يزيد، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن زياد بن مروان القندي، عن محمد بن عمار، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام كيف كان يصنع أمير المؤمنينعليه‌السلام بشارب الخمر؟ فقال كان يحده، قلت: فإن عاد؟ قال: كان يحده، قلت: فإن عاد؟ قال: كان يقتله(٤) ، قلت: فكيف كان يصنع بشارب المسكر، فقال: مثل ذلك، قلت: فمن شرب شربة مسكر كمن شرب شربة خمر؟ فقال: سواء، فاستعظمت ذلك فقال لي: يافضيل لا تستعظم ذلك فإن الله إنما بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رحمة للعالمين وإن الله أدب نبيهعليه‌السلام فأحسن أدبه فلما تأدب فوض إليه، فحرم الله الخمر وحرم رسول الله كل مسكر فأجاز الله ذلك

__________________

(١) مروى في البصائر الجزء السابع الباب التاسع عشر عن محمد بن عيسى بن عبيد عن النضر و منقول في البحار ج ٧ ص ٢٨٢ منه ومن الاختصاص.

(٢) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج ١ ص ١٣٦ من البصائر وج ٧ ص ٢٨٢ من الاختصاص.

(٣) مروى في البصائر الجزء السابع الباب العشرون وفيه " وصاحب داود " مكان " صاحب موسى ".

ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٩٣.

(٤) في البصائر " قال: كان يحده ثلاث مرات فان عاد كان يقتله ".

٣١٠

له حرم الله مكة وحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة فأجاز الله ذلك له، وفرض الله الفرائض من الصلب وأطعم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الجد فأجاز الله ذلك له، ثم قال: يافضيل حرف وما حرف ! ومن يطع الرسول فقد أطاع الله.(١) أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن عبدالرحيم القصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان عليعليه‌السلام إذا أورد عليه أمر لم ينزل به كتاب ولا سنة رجم فأصاب، قال أبوجعفر: وهي المعضلات.(٢) أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، ومحمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن عيسى بن عمران الحلبي، عن عبدالله بن مسكان، عن عبدالرحيم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إن عليا كان إذا ورد عليه أمر لم يجئ فيه كتاب ولم تجئ به سنة رجم فيه - يعني ساهم - فأصاب، ثم قال: يا عبدالرحيم وتلك من المعضلات(٣) .

من خطبة لامير المؤمنينعليه‌السلام

أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد، عن سعد بن طريف الاسكاف، عن الاصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنينعليه‌السلام صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إن شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، لا يشذ منها شاذ، ولا يدخل فيها داخل وإني لاعرفهم حين أنظر إليهم لان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما تفل في عيني وكنت أرمد قال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد وبصره صديقه من عدوه فلم يصبني رمد ولا حر ولا برد، وإني لاعرف صديقي من عدوي، فقام رجل من الملا فسلم، ثم قال: والله ياأمير المؤمنين إني لادين الله بولايتك، وإني لاحبك في السر كما أظهر لك في العلانية، فقال له عليعليه‌السلام : كذبت فوالله ما أعرف اسمك في الاسماء ولا وجهك في الوجوه، وإن طينتك لمن غير تلك الطينة، فجلس الرجل قد فضحه الله وأظهر عليه، ثم قام آخر فقال:

__________________

(١) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الرابع، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٦٢ منه ومن الاختصاص.

(٢) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب السابع ومنقول في البحار ج ١ ص ١١٦ وج ٧ ص ٢٨٢ مع بيانه.

(٣) رواه الصفار في البصائر الجزء الثامن الباب السابع ونحوه في الجزء الخامس الباب التاسع، ومنقول في البحار ج ١ ص ١١٦ وج ٧ ص ٢٨٢ من الاختصاص.

٣١١

ياأمير المؤمنين إني لادين الله بولايتك وإني لاحبك في السر كما احبك في العلانية، فقال له: صدقت طينتك من تلك الطينة وعلى ولايتنا اخذ ميثاقك و إن روحك من أرواح المؤمنين فاتخذ للفقر جلبابا(١) فوالذي نفسي بيده لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: الفقر أسرع إلى محبينا من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله(٢) وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة قال: كنت مع أمير المؤمنينعليه‌السلام فأتاه رجل فسلم عليه، ثم قال: ياأمير المؤمنين إني والله لاحبك في الله، واحبك في السر كما احبك في العلانية، وأدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية، وبيد أمير المؤمنين عود طأطأ رأسه ثم نكت بالعود ساعة في الارض، ثم رفع رأسه إليه فقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حدثني بألف حديث لكل حديث ألف باب وإن أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشم و تتعارف فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وبحق الله لقد كذبت فما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الاسماء، ثم دخل عليه رجل آخر فقال: ياأمير المؤمنين إني لاحبك في السر كما احبك في العلانية قال: فنكت الثانية بعوده في الارض ثم ح‍ رفع رأسه فقال له: صدقت إن طينتنا طينة مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم فلم يشذ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل من غيرها، اذهب فاتخذ للفقر جلبابا فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ياعلي بن أبي طالب والله للفقر أسرع إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي(٣) .

__________________

(١) قال الجزري: في حديث علىرضي‌الله‌عنه " من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا " اى ليزهد في الدنيا وليصبر على الفقر والقلة.والجلباب: الازار والرداء: وقيل: الملحفة، و قيل: هو كالمقنعة تغطى به المرأة رأسها وظهرها وصدرها وجمعه جلابيب كنى به عن الصبر لانه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن.وقيل: انما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر اى فليلبس ازار الفقر ويكون منه على حالة تعمه وتشمله لان الغنى من احوال اهل الدنيا ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت.

(٢) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثامن، وذيله منقول في البحار ج ٧ ص ٣٠٤ من مجالس الشيخ بسند آخر عن الاصبغ، وتمامه ص ٣٠٧ من البصائر والاختصاص.

(٣) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج ١٤ ص ٤٢٦.

٣١٢

عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن سعد بن طريف الخفاف، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام يوما جالسا في المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته فقال له: ياأمير المؤمنين إن الله يعلم أني أدينه بحبك في السر كما أدينه في العلانية، وأتولاك في السر كما أتولاك في العلانية، فقال له أمير المؤمنين: صدقت أما فأتخذ للفقر جلبابا، فإن الفقر أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي، قال: فولى الرجل وهو يبكي فرحا لقول أمير المؤمنينعليه‌السلام : " صدقت "، قال: وكان هناك رجل من الخوارج وصاحبا له قريبا من أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال أحدهما: تالله إن رأيت كاليوم قط إنه أتاه رجل فقال له: إني احبك فقال له: صدقت، فقال له الآخر: ما أنكرت ذلك أتجد بدا من أن إذا قيل له: إني احبك أن يقول: صدقت؟ أتعلم أني احبه؟ فقال: لا، قال: فأنا أقوم فأقول له مثل ما قال له الرجل فيرد علي مثل مارد عليه، قال: نعم، فقام الرجل فقال له مثل مقالة الرجل الاول، فنظر إليه مليا، ثم قال له: كذبت لا والله ما تحبني ولا احبك، قال: فبكى الخارجي، ثم قال: ياأمير المؤمنين تستقبلني بهذا وقد علم الله خلافه، ابسط يدك ابايعك، فقال علي: على ماذا؟ قال: على ما عمل به زريق وحبتر، فقال له: اصفق لعن الله الاثنين والله لكأني بك قد قتلت على ضلال ووطئ وجهك دواب العراق ولا يعرفك قومك، قال: فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان وأن خرج الرجل معهم فقتل(١) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: لولا أنا نزداد لانفدنا، فقلت: تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: إنه إذا كان ذلك عرض على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى الائمةعليهم‌السلام ثم انتهى إلينا(٢) .

__________________

(١) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ومنقول في البحار ج ٩ ص ٥٨٠ من الاختصاص.

(٢) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ١ ص ٢٥٥، والصفاررحمه‌الله في البصائر الجزء الثامن الباب التاسع، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٩٨.

٣١٣

وعنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن الربيع، عن عبدالله بن بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لولا أنا نزداد لانفدنا، فقلت: تزدادون شيئا ليس عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: إذا كان ذلك أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبر [ ه ] م أتى علياعليه‌السلام فأخبره، ثم إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب هذا الامر(١) .

موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى بن عبدالله الاشعري، عن محمد بن سليمان الديلمي مولى أبي عبداللهعليه‌السلام ، عن أبيه سليمان قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام فقلت له: سمعتك وأنت تقول غير مرة: لولا أنا نزداد لانفدنا فقال: أما الحلال والحرام فقد أنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكماله وما يزاد الامام في حلال ولا حرام، قلت له: فما هذه الزيادة؟ فقال: في سائر الاشياء سوى الحلال والحرام، قلت: تزدادون شيئا يخفى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا يعلمه؟ فقال: لا إنما يخرج العلم من عند الله فيأتي به الملك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيقول: يامحمد ربك يأمرك بكذا وكذا فيقول: انطلق به إلى علي فيأتي به علياعليه‌السلام فيقول: انطلق به إلى الحسن فلا يزال هكذا ينطلق به إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا، ومحال أن يعلم الامام شيئا لم يعلمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والامام من قبله(٢) .

محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن بعض أصحابه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: ليس شئ يخرج من عند الله عزوجل حتى يبدء برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم بعليعليه‌السلام ثم بواحد واحد لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا(٣) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إن لله علمين: علما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياء‌ه فذلك قد علمناه وعلما استأثر به فإذا بدا له في شئ منه أعلمنا ذلك وعرض على الائمة الذين كانوا قبلنا(٤) .

__________________

(١) رواه الصفار في البصائر كالخبر السابق، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٩٦ من امالى الشيخ و ص ٢٩٧ من البصائر والاختصاص.

(٢) مروى في البصائر مع زيادة، ومنقول في البحار كالخبر المتقدم منه ومن الاختصاص.

(٣) مروى في البصائر الكافى ومنقول في البحار كالخبر المتقدم.

(٤) مروى في البصائر والكافى ومنقول في البحار كالخبر المتقدم.

٣١٤

محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : كلام قد سمعته من أبي الخطاب، فقال: أعرضه علي، فقلت: يقول: إنكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس، فسكت، فلما أردت القيام أخذ بيدي فقال: يامحمد كذا علم القرآن والحلال والحرام يصير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار(١) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبدالعزيز، عن رجل، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: قلت له: كل ما كان عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد اعطيه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثم الحسنعليه‌السلام بعد أمير المؤمنين، ثم الحسينعليه‌السلام بعده، ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر؟ فقال: إي والله وفي كل ساعة(٢) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، ومحمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن الحارث بن المغيرة النصري قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : اتقو الكلام فإنا نؤتى به(٣) .

محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبدالله زكريا بن محمد المؤمن، عن الحكم بن أيمن، عن الحارث بن المغيرة، وأبي بكر محمد الحضرمي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال: ما يحدث قبلكم إلا علمنا به، قلت: وكيف ذاك؟ فقال: يأتينا به راكب يضرب(٤) .

أبوالحسن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن علي بن معبد، عن علي بن الحسن ابن رباط، عن علي بن عبدالعزيز، عن أبيه قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : لما ولي عبدالملك بن مروان فاستقامت له الاشياء كتب إلى الحجاج كتابا وخطه بيده كتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله: عبدالملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف: أما بعد فحسبي دماء

__________________

(١) مروى في البصائر ومنقول في البحار ج ٧ ص ٣١٨.

(٢) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب العاشر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٩٧، منه و من الاختصاص.

(٣) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الحادى عشر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٣١٢ منه ومن الاختصاص.

(٤) كالخبر السابق.

٣١٥

بني عبدالمطلب فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلا قليلا والسلام، وكتب الكتاب سرا لم يعلم به أحد وبعث به مع البريد، وورد خبر ذلك من ساعته على علي بن الحسين وأخبر أن عبدالملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفه عن بني هاشم وأمر أن يكتب إلى عبدالملك ويخبره بأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتاه في منامه فأخبره بذلك فكتب علي بن الحسين بذلك إلى عبدالملك بن مروان(١) .

أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن إسماعيل بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عروة ابن موسى الجعفي قال: قال لنا أبوعبداللهعليه‌السلام يوما ونحن نتحدث عنده: اليوم انفقأت عين هشام بن عبدالملك في قبره، قلنا: ومتى مات؟ فقال اليوم الثالث فحسبنا موته وسألنا عن ذلك فكان كذلك(٢) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إن رجلا منا صلى العتمة بالمدينة وأتى قوم موسى في أمر فتشاجروا فيه فيما بينهم وعاد من ليلته فصلى الغداة بالمدينة(٣) .

علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي، عن جابر بن يزيد قال: كنت يوما عند أبي جعفرعليه‌السلام جالسا فالتفت إلي فقال: ياجابر أمالك حمار تركبه فتقطع ما بين المشرق والمغرب في ليلة؟ فقلت له: لا فقال: إني لاعرف رجلا بالمدينة له حمار يركبه فيأتي المشرق والمغرب في ليلة(٤) .

__________________

(١) رواه الصفاررحمه‌الله في البصائر كالخبر السابق ونقله المجلسى - رحمه الله في البحار ج ١١ ص ٣٤.

(٢) مروى في البصائر كالخبر المتقدم ومنقول في اعلام الورى ص ٢٦٩ ط ١٣٧٩ من كتاب نوادر الحكمة، وفى البحار ج ٧ ص ١٤٧.

(٣) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثانيعشر، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٧٠ من الاختصاص.

(٤) مروى في البصائر كالخبر السابق ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٧٠ ومن الاختصاص.

٣١٦

عبدالله بن عامر بن سعيد، عن الربيع، عن جعفر بن بشير البجلي، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إن رجلا منا أتى قوم موسى في شئ كان بينهم فأصلح بينهم ورجع(١) .

أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن علي ابن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إن بالمدينة رجلا قد أتى المكان الذي به ابن آدم فرآه معقولا معه عشرة موكلين به يستقبلون به الشمس حيث ما دارت في الصيف ويوقدون حوله النار، فإذا كان الشتاء صبوا عليه الماء البارد، كلما هلك رجل من العشرة أخرج أهل القرية رجلا فيجعلونه مكانه، فقال له: ياعبدالله ما قصتك لاي شئ ابتليت بهذا؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، إنك لاحمق الناس أو إنك لاكيس الناس، فقلت لابي جعفرعليه‌السلام : أيعذب في الآخرة؟ قال: فقال: ويجمع الله عليه عذاب الدنيا والآخرة(٢) .

سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة، وعبدالله بن محمد، عن عبدالله بن القاسم ابن الحارث، عن أبي بصير قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إن الاوصياء لتطوى لهم الارض ويعلمون ما عند أصحابهم(٣) .

علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إني لاعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطاق الارض(٤) إلى الفئة التي قال الله عزوجل في كتابه:

__________________

(١) كالخبر السابق.

(٢) مروى في البصائر الجزء الثامن الباب الثانيعشر، ومنقول في البحار ج ١١ ص ٦٨ منه ومن الاختصاص وقال العلامة المجلسىرحمه‌الله : حكمه باحد الامرين لان السؤال عن غرائب الامور قد يكون لغاية الكياسة وقد يكون لنهاية الحماقة.

(٣) مروى في البصائر كالخبر السابق، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٧٠ منه ومن الاختصاص.

(٤) قال العلامة المجلسىرحمه‌الله قولهعليه‌السلام : " قبل انطاق الارض " كأنه جمع النطاق والمراد بها الجبال التى احيطت بالارض كالمنطقة، وقد عبر في بعض الاخبار عن جبل قاف بالنطاقة الخضراء، وفى بعض النسخ [ قبل انطباق الارض ] أى من جهة انطباق الارض بعضها على بعض كناية عن طيها والاول أظهر انتهى.

٣١٧

( ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون (١) ) لمشاجرة كانت فيما بينهم ورجع(٢) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبدالله محمد بن خالد البرقي، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إن رجلا منا أتى قوم موسى في شئ كان بينهم، فأصلح بينهم فمر برجل معقول عليه ثياب مسوح، معه عشرة موكلين به، يستقبلون به في الشتاء الشمال ويصبون عليه الماء البارد، ويستقبل به في الحر عين الشمس يدار به معها حيثما دارت، ويوقد حوله النيران، كلما مات من العشرة واحد أضاف أهل القرية إليهم آخر، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون، فقال له: ما أمرك؟ قال: إن كنت عالما فما أعرفك بي، قال العلاء: قال محمد بن مسلم: ويروون أنه(٣) ابن آدم ويروون أنه(٤) أبا جعفرعليه‌السلام كان صاحب هذا الامر(٥) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل ابن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ياجابر ألك حمار يسير بك فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب في يوم واحد؟ فقلت: جعلت فداك ياأبا جعفر وأني لي هذا؟ فقال أبوجعفرعليه‌السلام : ذاك أمير المؤمنين ألم تسمع قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عليعليه‌السلام : والله لتبلغن الاسباب والله لتركبن السحاب(٦) .

علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن مسكان، عن سدير الصيرفي قال: قال أبوجعفرعليه‌السلام : ياأبا الفضل إني لاعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل مطلع الشمس وقبل مغربها إلى الفئة التي قال الله تعالى

__________________

(١) الاعراف: ١٥٩.

(٢) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج ٧ ص ٢٧٠.

(٣) يعنى الرجل المعقول.

(٤) يعنى الرجل الذى قال أبوعبداللهعليه‌السلام : " ان رجلا منا ".

(٥) مروى في البصائر كالخبر المتقدم.

(٦) كالخبر السابق.

٣١٨

" ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون " لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح بينهم ورجع ولم يقعد فمر بنطفكم(١) فشرب منه ومر على بابك فدق عليك حلقة بابك ثم رجع إلى منزله ولم يقعد(٢) .

علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن أبيه، عن عبدالله بن مسكان، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إني لاعرف رجلا من أهل المدينة الذي اخذ قبل انطاق الارض إلى الفئة التي قال الله في كتابه: " ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون " لمشاجرة كانت فيما بينهم، فأصلح بينهم ورجع ولم يقعد فمر بنطفكم فشرب منه - يعني الفرات - ثم مر عليك ياأبا الفضل فقرع عليك بابك، ومر برجل عليه المسوح معقول به عشرة موكلون يستقبل به في الصيف عين الشمس ويوقد حوله النيران، ويدورون به حذاء الشمس حيث دارت، كلما مات من العشرة واحد أضاف إليهم أهل القرية واحد آخر، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون فمر به الرجل فقال له: ما قصتك؟ فقال له الرجل المعقول: إن كنت عالما فما أعرفك بي وبأمري، ويقال: إنه ابن آدم القاتل، وقال محمد بن مسلم: وكان الرجل أبا جعفرعليه‌السلام (٣) .

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب قال، كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام حيث دخل عليه رجل من علماء أهل اليمن فقال له أبوعبداللهعليه‌السلام : يايماني أفيكم علماء؟ قال: نعم، قال: فأي شئ يبلغ من علم عالمكم؟ قال: إنه يسير في ليلة واحدة مسيرة شهر، يزجر الطير ويقفوا الآثار، فقال له: فعالم المدينة أعلم من عالمكم، قال: فأي

__________________

(١) النطفة - بالضم -: الماء الصافي قل أو كثر، والجمع نطاف ونطف، والنطفتان في الحديث: بحر المشرق والمغرب أو ماء الفرات او ماء بحر جدة أو بحر الروم أو بحر الصين.كما في (القاموس).

(٢) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج ١١ ص ٦٨ منه ومن الاختصاص.

(٣) مروى في البصائر كالخبر المتقدم، ومنقول في البحار ج ١١ ص ٦٨ منه ومن الاختصاص و الخرائج.

٣١٩

شئ يبلغ من علم عالم المدينة؟ قال: إنه يسير في صباح واحد مسيرة سنة كالشمس إذا امرت فإنها اليوم غير مأمورة ولكن إذا امرت تقطع اثنى عشر مغربا، واثنى عشر مشرقا، واثنى عشر شمسا، واثنى عشر قمرا، واثنى عشر برا، واثنى عشر عالما، قال: فما بقي في يدي اليماني فما درى ما يقول وكف أبوعبداللهعليه‌السلام (١) .

أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب إبراهيم بن عثمان الخزاز، عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له: ياأخا اليمن أعندكم علماء؟ قال: نعم، قال: فما يبلغ من علم عالمكم؟ قال: يسير في الليلة مسيرة شهر، يزجر الطير ويقفوا الاثر، فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : عالم المدينة أعلم من عالمكم، قال: فما يبلغ من علم عالم المدينة؟ قال: يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة حتى يقطع اثنى عشر عالما مثل عالمكم هذا، ما يعلمون إن الله خلق آدم ولا إبليس، قال: فيعرفونكم؟ قال: نعم ما افترض الله عليهم إلا ولايتنا والبراء‌ة من عدونا(٢) .

أحمد بن الحسين قال: حدثني الحسن بن براء(٣) ، عن علي بن حسان، عن عمه عبدالرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم فردعليه‌السلام ثم قال له: عندكم علماء؟ قال: نعم، قال: فما بلغ من علم عالمكم؟ قال: يزجر الطير ويقفوا الاثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المحث، فقال له أبوعبداللهعليه‌السلام : إن عالم المدينة أعلم من عالمكم، قال: وما بلغ من علم عالم المدينة؟ قال: إن علم عالم المدينة ينتهي إلى أن لا يقفوا الاثر ولا يزجر الطير ويعلم في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس يقطع اثنى عشر برجا، واثنى عشر برا، واثنى عشر بحرا، واثنى عشر عالما، فقال له اليماني: جعلت فداك ما ظننت أن أحدا يعلم هذا وما أدري ما هن وخرج(٤) .

__________________

(١) مروى في البصائر كالخبر السابق منقول في البحار ج ٧ ص ٢٧٠ من الاختصاص.

(٢) مروى في البصائر كالخبر المتقدم.

(٣) كذا ولعله الحسن بن على الكوفى الراوى عن على بن حسان.

(٤) منقول في البحار ج ٧ ص ٣٦٨، وفى النهاية الزجر للطير هو التيمن والتشأم والتفأل لطيرانها كالسانح والبارح وهو نوع من الكهانة والعيافة.

٣٢٠