الاختصاص

الاختصاص0%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبرى البغدادى (الشيخ المفيد)
تصنيف: الصفحات: 372
المشاهدات: 97717
تحميل: 7169

توضيحات:

الاختصاص
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 97717 / تحميل: 7169
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

لا يرجع الماضي ولا

يبقى من الباقين غابر

أيقنت أني لا محا

لة حيث صار القوم صائر(١)

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رحم الله قسا كان أمة واحدة.

وعنه، عن محمد بن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، عن رجل قال: قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : أيما أفضل نحن أو اصحاب القائمعليه‌السلام ؟ قال: فقال لي: أنتم أفضل من أصحاب القائم وذلك أنكم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم و على أنفسكم من أئمة الجور، إن صليتم فصلاتكم في تقية وإن صمتم فصيامكم في تقية وإن حججتم فحجكم في تقية وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم وعد أشياء من نحو هذا مثل هذه، فقلت:

__________________

(١) هكذا بياض في الاصل .وروى الصدوق خطبة قس بن ساعدة في كمال الدين ص ١٠٠ ونقل ابن عبد ربه في كتاب الخطب ص ١٢٨ من الجزء الرابع من العقد الفريد خطبة قس بن ساعدة الايادى هكذا.ابن عباس قال: قدم وفد اياد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أيكم يعرف قس ابن ساعدة الايادى؟ قالوا: كلنا نعرفه.

قال: فما فعل؟ قالوا: هلك.قال: ما أنساه بسوق عكاظ في الشهر الحرام على جمل له أحمر وهو يخطب الناس، ويقول: اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ان في السماء لخبرا، وان في الارض لعبرا، سحائب تمور ونجوم تغور في فلك يدور، ويقسم قس قسما، ان لله لدينا هو أرضى من دينكم هذا.ثم قال: مالى أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالاقامة فاقاموا، أم تركوا فناموا؟ أيكم يروى من شعره؟ فانشد بعضهم:

في الذاهبين الاولين

من القرون لنا بصائر

لما رأيت موارد

للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومى نحوها

يمضى الاكابر والاصاغر

لا يرجع الماضى ولا

يبقى من الباقين غابر

أيقنت أنى لا محا

لة حيث صار القوم صائر

أقول: نقلها صاحب جمهرة خطب العرب في كتابه ج ١ ص ٣٥ عن صبح الاعشى والبيان و النبيين وإعجاز القرآن والاغانى ومجمع الامثال والعقد الفريد وزاد بعد قوله: " كل ما هو آت آت "، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، و أرض مدحاة، وانهار مجراة، ان في السماء لخبر - ثم ساق نحو ما مر عن العقد .

٢١

فما نتمني القائمعليه‌السلام إذا كان على هذا، قال: فقال لي: سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم.(١) محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيهعليهما‌السلام قال: الائمة في كتاب الله إمامان قال الله عزوجل:( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا (٢) ) لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال تعالى:( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ) (٣) يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلافا لما في الكتاب.(٤) محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك وكذلك جرى للائمة الهداة واحدا بعد واحد، جعلهم الله اركان الارض أن تميد بأهلها وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى.(٥)

__________________

(١) نقله المجلسى من الكتاب في المجلد الثالث عشر من البحار باب فضل انتظار الفرج.ص ١٤٠

(٢) الانبياء: ٧٣.

(٣) القصص: ٤١.

(٤) رواه الصفار في بصائر الدرجات الباب الخامس عشر من الجزء الاول بسند آخر عن طلحة بن زيد عن ابى عبدالله عن أبيهعليهما‌السلام .ورواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ١ ص ٢١٦ وقوله تعالى " بأمرنا " أى ليس هدايتهم للناس وإمامتهم بنصب الناس وأمرهم بل هم منصوبون لذلك من قبل الله تعالى ومأمورون بأمره (قاله المجلسى في المرآة).وقال الطبرسىرحمه‌الله في قوله تعالى: " وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ": هذا يحتاج إلى تأويل لان ظاهره يوجب أنه تعالى جعلهم أئمة يدعون إلى النار كما جعل الانبياء أئمة يدعون إلى الجنة وهذا ما لا يقول به أحد فالمعنى أنه أخبر عن حالهم بذلك وحكم بانهم كذلك وقد تحصل الاضافة على هذا الوجه بالتعارف ويجوز أن يكون أراد بذلك انه لما أظهر حالهم على لسان أنبيائه حتى عرفوا فكانه جعلهم كذلك ومعنى دعائهم إلى النار انهم يدعون إلى الافعال التى يستحق بها دخول النار من الكفر والمعاصى.

(٥) رواه الصفار في البصائر الباب التاسع من الجزء الرابع.

٢٢

محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن عبدالحميد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال ابوجعفرعليه‌السلام : لا يستكمل عبد الايمان حتى يعرف انه يجري لآخرهم ما جرى لاولهم، وهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء ولمحمد وأمير المؤمنين فضلهما.(١) وبهذا الاسناد قال قال: أبوعبداللهعليه‌السلام : كلنا نجري في الطاعة والامر مجرى واحد وبعضنا أعلم من بعض.(٢) عن أبي الحسين الاسدي، عن أبي الحسين صالح بن حماد الرازي يرفعه قال: سمعت أبا عبدالله الصادقعليه‌السلام يقول: إن الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا وإن الله اتخذه نبينا قبل أن يتخذه رسولا وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا وإن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الاشياء قال: " إني جاعلك للناس إماما " قال: فمن عظمها في عين إبراهيمعليه‌السلام قال:( ومن ذريتي، قال: لا ينال عهدي الظالمين (٣) ) قال: لا يكون السفيه إمام التقي.

أبومحمد بن الحسن بن حمزة الحسيني، عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبى يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم، ودرست بن أبي منصور عنهمعليهم‌السلام (٤) قال: إن الانبياء والمرسلين على أربع طبقات فنبي منبئ في نفسه لا يعدو غيره ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاين في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه إمام مثل ما كان إبراهيمعليه‌السلام على لوط، ونبي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين الملك

__________________

(١) رواه الحميرى في قرب الاسناد عن احمد بن محمد بن عيسى، عن البزنطى، عن الرضا، عن أبي جعفرعليهما‌السلام ص ١٥٣ من الطبع الحجرى. وروى نحوه الصفار في البصائر الباب الثامن من الجزء العاشر.

وفى البحار ج ٩ ص ٣٦٦ وج ٦ ص ١٧٨. ورواه ايضا الكلينى في الكافى ج ١ ص ٢٧٥.

(٢) رواه الصفار في البصائر الباب السابع من الجزء العاشر.

(٣) البقرة: ١٢٢. والخبر في الكافى ج ١ ص ١٧٥.

(٤) نقله المجلسى في البحار ج ٧ ص ٢٣١ من الكتاب وروى نحوه الكلينى في الكافى ج ١ ص ١٧٥ عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابى يحيى الواسطى، عن هشام بن سالم، ودرست عنه قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام الخ.

٢٣

وقد ارسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كما قال الله عزوجل ليونس:( وأرسلناه مائة ألف أو يزيدون ) (١) قال: يزيدون ثلاثين ألفا وعليه إمام، والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل اولي العزم وقد كان إبراهيم نبيا وليس بإمام حتى قال الله تبارك وتعالى: " إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي " فقال الله تبارك وتعالى:( لا ينال عهدي الظالمين ) من عبد صنما أو وثنا أو مثالا لا يكون إماما.(٢) عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إن الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا واتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وإن الله اتخذ إبراهيم خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الاشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم " إني جاعلك للناس إماما " فمن عظمها في عين إبراهيمعليه‌السلام قال: يا رب( ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) (٣) . أبان بن تغلب قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : الحجة قبل الخلق ومع الخلق.(٤)

__________________

(١) الصافات: ١٤٧.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ٧ ص ٢٣١ من الكتاب. والكلينى في الكافى ج ١ ص ١٧٥.

(٣) نقله في البحار ج ٧ ص ٢٣١ من الكتاب.وقال بعده: قوله: " قبض يده " من كلام الراوى والضميران المستتر والبارز راجعان إلى الباقرعليه‌السلام أى لما قالعليه‌السلام : " فلما جمع له هذه الاشياء قبض يده " اى ضم أصابعه إلى كفه لبيان اجتماع تلك الخمسة له أى العبودية والنبوة والرسالة والخلة والامامة وهذا شايع في امثال هذه المقامات.وقيل: اى أخذ الله يده ورفعه من حضيض الكمالات إلى أوجها هذا اذا كان الضمير في " يده " راجعا إلى ابراهيمعليه‌السلام .و ان كان راجعا إلى الله فقبض يده كناية عن اكمال الصنعة واتمام الحقيقة في اكمال ذاته وصفاته أو تشبيه للمعقول بالمحسوس للايضاح فان الصانع منا اذا اكمل صنعة الشئ رفع يده عنه ولا يعمل فيه شيئا لتمام صنعته. وقيل: فيه اضمار اى قبض ابراهيمعليه‌السلام هذه الاشياء بيده او قبض المجموع في يده.انتهى

(٤) رواه الكلينى - رحمه الله في الكافى ج ١ ص ١٧٧ مسندا عن ابان بن تغلب عن الصادقعليه‌السلام .

بزيادة " بعد الخلق " بعد قوله: " مع الخلق " والصدوققدس‌سره في كمال الدين أيضا مسندا عن أبان تارة وعن محمد بن مسلم اخرى.والصفار أيضا في البصائر عن خلف بن حماد عنهعليه‌السلام وقال المجلسىرحمه‌الله في المرآة: الحجة: البرهان والمراد بها هنا الامامعليه‌السلام اذ به يقوم حجة الله على الخلق قبل الخلق أى قبل جميعهم من المكلفين كادمعليه‌السلام اذ كان قبل خلق حواء وخلق ذريته ومع الخلق لعدم خلو الارض من امام وبعدهم اذ القائم أو أمير المؤمنينعليهما‌السلام آخر من يموت من الخلق. أو يكون الحجة قبل كل أحد ومعه وبعده. انتهى وقال الفيضرحمه‌الله في معنى الحديث: يعنى انها تكون قبل الخلق وبعدهم كما تكون معهم ولهذا بدأ الله سبحانه أولا بخلق الخليفة ثم خلق الخليقة كما قال عزوجل: " انى جاعل في الارض خليفة " - إلى أن قال -: والغرض من هذا الحديث بيان وجوب استمرار وجود الحجة في العالم وابتناء بقاء العالم عليه.

٢٤

وعنه، عن ربعي، عن بريد العجلي قال: قيل لابي جعفر الباقرعليه‌السلام : إن أصحابنا بالكوفة جماعة كثيرة فلو أمرتهم لاطاعوك واتبعوك، فقال: يجيئ أحدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته؟ فقال: لا، قال: فهم بدمائهم أبخل، ثم قال: إن الناس في هدنة تناكحهم وتوارثهم ويقيم عليهم الحدود وتؤدى أماناتهم حتى إذا قام القائم جاء‌ت المزايلة ويأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه.(١) عنه، عن القاسم بن بريد العجلى عن أبيه قال: دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فقلت له: جعلت فداك قد كان الحال حسنة وإن الاشياء اليوم متغيرة، فقال: إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة دراهم فإن لم تصبها فبع وسادة من وسايدك بعشرة دراهم، ثم ادع عشرة من أصحابك واصنع لهم طعاما فإذا أكلوا فاسألهم فيدعوا الله لك، قال: فقدمت الكوفة فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها حتى بعت وسادة لي بعشرة دراهم كما قال وجعلت لهم طعاما ودعوت أصحابي عشرة فلما أكلوا سألتهم أن يدعوا الله لي فما مكثت حتى مالت علي الدنيا.(٢) وعنه، عن ربعى، عن رجل، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: إن الله خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وخلق أبدانهم من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين قلوبهم وابدانهم فخلط الطينتين فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ومن ههنا يصيب الكافر

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ١٣ ص ١٩٥ من الكتاب.

(٢) روى نحوه الكلينى في الكافى باب النوادر من كتاب المعيشة.

٢٥

الحسنة فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه.(١) عن حريز عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قول الله: " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة " قال: الحسنة التقية والسيئة الاذاعة( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) .(٢) عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الله عزوجل قال: أمركم بالورع والاجتهاد وأداء الامانة وصدق الحديث وطول السجود والركوع والتهجد بالليل وإطعام الطعام وإفشاء السلام.(٣) وقال الصادقعليه‌السلام من حلف بالله كاذبا كفر ومن حلف بالله صادقا أثم، إن الله يقول:( ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ) (٤) .

وقال الباقرعليه‌السلام : ما من رجل يشهد شهادة زور على رجل مسلم ليقطع حقه إلا كتب الله مكانه صكا إلى النار.(٥) وقال: حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة.(٦) وقال الصادقعليه‌السلام : ما من طير يصاد إلا بتركه التسبيح، وما من مال يصاب إلا بترك الزكاة.(٧) وقال محمد بن حمران: سألت الصادقعليه‌السلام من أي شئ خلق الله طينة المؤمن؟ قال: من طينة عليين، قال: قلت: فمن أي شئ خلق المؤمن؟ قال: من طينة الانبياء فلن

__________________

(١) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ٢. والصفار أيضا في البصائر الباب التاسع من الجزء الاول ونقله المجلسى في البحار ج ١٥ ص ٢٢.

(٢) فصلت: ٣٤.

(٣) روى نحوه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٧٧.

(٤) البقرة: ٢٢٣. ورواه الكلينى في الكافى كتاب الايمان والنذور باب كراهة اليمين تحت رقم ٤.

(٥) رواه الكلينى في الكافى كتاب الشهادات باب من شهد بالزور تحت رقم ١ والصك: الكتاب معرب " چك ".

(٦) رواه الحميرى في قرب الاسناد ص ٥٥ والكلينى في الكافى ج ٤ ص ٦١.

(٧) رواه الكلينى في الكافى ج ٣ ص ٥٥.

٢٦

ينجسه شئ.(١) قال الصادقعليه‌السلام : قضاء حاجة المؤمن خير من حملان ألف فرس في سبيل الله وعتق ألف نسمة.(٢) وقال: ما من مؤمن يغسل مؤمنا وهو يقلبه ويقول: " رب عفوك " إلا عفا الله عن الغاسل.(٣) جابر: عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: حدثني جبرئيل أن الله عزوجل أهبط ملكا إلى الارض فأقبل ذلك الملك يمشى حتى وقع إلى باب دار رجل فإذا رجل يستأذن على باب الدار، فقال له الملك: ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله، قال: والله ما جاء بك إلا ذاك؟ قال: جاء‌ني إلا ذاك، قال: فإني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول: وجبت لك الجنة، قال: فقال: إن الله تعالى يقول: ما من مسلم زار مسلما فليس إياه يزور بل إياي يزور وثوابه [ علي ] الجنة.(٤) وقال الصادقعليه‌السلام : مشى المسلم في حاجة المؤمن المسلم خير من سبعين طوافا بالبيت الحرام.(٥) قال: وقال أبوجعفرعليه‌السلام القي الرعب في قلوب شيعتنا من عدونا فإذا وقع أمرنا وخرج مهدينا كان أحدهم أجزأ من الليث، أمضى من السنان، يطاء عدونا بقدميه ويقتله بكفيه.(٦) عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل خيرا

__________________

(١) رواه البرقى في المحاسن ص ١٣٣ عن الباقرعليه‌السلام . والكلينى نحوه في الكافى ج ٢ ص ٣ عن الصادق صلوات الله عليه.

(٢) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٩٣.

(٣) رواه الكلينى في الكافى ج ٣ ص ١٦٤.

(٤) روى نحوه الصدوق في المجلس السادس والثلاثين من أماليه والكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٦٧.

والشيخ في مجالسه عن جماعة عن أبى المفضل على ما نقله المجلسى في البحار ج ١٤ ص ٢٣٠ وج ١٦ ص ١٠١.

(٥) نقله في البحار ج ١٦ ص ٨٨ من الكتاب.

(٦) نقله في البحار من الكتاب ج ١٣ ص ١٩٥.

٢٧

استزاد الله منه وحمد الله عليه وإن عمل شيئا شرا استغفر الله وتاب إليه(١) .

وقال الصادقعليه‌السلام : المؤمن أخو المؤمن وعينه ودليله لا يخونه ولا يخذله، وقال: المؤمن بركة على المؤمن، وقال: وما من من مؤمن يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما(٢) إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة، وما من مؤمن يقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة، وما من مؤمن يمشي لاخيه في حاجة إلا كتب الله له بكل خطوة حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها درجة وزيد بعد ذلك عشر حسنات وشفع في عشر حاجات، وما من مؤمن يدعو لاخيه بظهر الغيب إلا وكل الله به ملكا يقول: ولك مثل ذلك، وما من مؤمن يفرج عن أخيه كربة إلا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، وما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما إلا كان له أفضل من صيام شهر و اعتكاف في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلا نصره الله في الدنيا والآخرة، وقال: ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة.(٣) وقال: المسلم أخو المسلم وحق المسلم على أخيه المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه ولا يروى ويعطش أخوه ولا يكسى ويعرى أخوه فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم، وقال: أحب لاخيك المسلم ما تحب لنفسك وإذا احتجت فسله وإن سألك فأعطه لا يمله خيرا ولا يمله لك(٤) ، وكن له ظهيرا [ فإنه لك ظهرا ] فإذا غاب فاحفظه في غيبته وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه فإنه منك وأنت منه وإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسأل سميحته(٥) وإن أصابه خير فاحمد الله وإن ابتلي فاعضده وتمحل له وأعنه وإذا قال الرجل

__________________

(١) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٤٥٣.

(٢) الشبع بالفتح وكعنب: سد الجوع وبالكسر وكعنب: اسم ما أشبعك. (القاموس)

(٣) نقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ٨٨ من الكتاب.

(٤) قال الفيضرحمه‌الله في الوافى: لعل المراد بقوله: " لا تمله خيرا ولا يمله لك " اى لا تسأمه من جهة اكثارك الخير ولا يسأم هو من جهة اكثاره الخير لك. يقال: مللته ومللت منه اذا سأمه.

(٥) أى تطلب منه السماحة والعفو والكرم والمساهلة بالتجاوز لئلا تستقر في قلبه فيوجب التنافر والتباغض.

وفى بعض النسخ [ تسل سخيمته ] أى تستخرج حقده وغضبه برفق ولطف وتدبير والسل: انتزاع الشئ برفق.

٢٨

لاخيه اف انقطع ما بينهما من الولاية، وإذا قال الرجل: انت عدوى فقد كفر أحدهما فإذا اتهمه إنماث في قلبه الايمان كما ينماث الماء الملح، وقال: إنه بلغني أنه قال: كذا والله إن المؤمن ليزهر نوره لاهل السماء كما يزهر(١) نجوم السماء لاهل الارض وقال: إن المؤمن ولي الله يعينه وينصره ويصنع له ولا يقول عليه إلا بالحق ولا يخاف غيره.(٢) عن ابي حمزة الثمالي قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا من ظماء سقاه الله من الرحيق المختوم ومن كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر - وقال في حديث آخر - لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك(٣) .

وقال: إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان فلا يزال الله مقبلا عليهما بوجهه والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا، وبلغنا أنه قال: والله ما عبدالله بشئ أفضل من أداء حق المؤمن، وقال: والله إن المؤمن لاعظم حقا من الكعبة، وقال: دعاء المؤمن للمؤمن يدفع عنه البلاء ويدر عليه الرزق.(٤) عن عبدالاعلى، عن المعلى بن خنيس، قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام فقلت: ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال: إني عليك شفيق أخاف أن تعلم ولا تعمل وتضيع ولا تحفظ، قال: قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله قال: للمؤمن على المؤمن سبع حقوق واجبات ليس منها حق إلا واجب على أخيه، إن ضيع منها حقا خرج من ولاية الله وترك طاعته ولم يكن له فيها يوم القيامة(٥) حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وأن تكره له ما تكره لنفسك. والثاني أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك. والثالث أن تتبع رضاه وتجتنب سخطه وتطيع أمره.

والرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته.

والخامس أن لا تشبع ويجوع وتروي ويظمأ وتلبس ويعرى.

__________________

(١) قوله: " تمحل له " اى يطلب له حيلة في توسيع رزقه او نجاة ما ابتلى به.يقال: رجل محل اى ذو كيد ومحل بفلان اذا سعى به إلى السلطان والمحال - بالكسر -: الكيد.

(٢) رواه الكلينىرحمه‌الله في الكافى ج ٢ ص ١٧٠ والشيخ والصدوق في أماليهما بأدنى تفاوت وعلى ما أورده المجلسى في البحار بتمامه ج ١٦ باب حقوق الاخوان ص ٦٧ وذيله في باب فضائل الشيعة ص ١١٩ من المجلد الخامس عشر.

(٣) رواه الكلينى في المجلد الثانى من الكافى ص ٢٠١ و ٢٠٥ عن على بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ابراهيم بن عمر، عن ابى حمزة، عن على بن الحسينعليهما‌السلام .

(٤) رواه الكلينى في المجلد الثانى من الكافى ص ١٧٩ و ١٧٠ و ٥٠٧ عن ابى عبداللهعليه‌السلام .

(٥) في بعض نسخ الحديث " لم يكن لله عزوجل فيه نصيب ".

٢٩

والسادس إن كان لك خادم أو لك امرأة تقوم عليك وليس له امرأة تقوم عليه أن تبعث خادمك يغسل ثيابه ويصنع طعامه ويمهد فراشه.

والسابع أن تبر قسمه(١) وتجيب دعوته وتعود مرضه وتشهد جنازته وإن كان له حاجة فبادر إليها مبادرة إلى قضائها ولا تكلفه أن يسألكها فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته.(٢) وعن إبراهيم بن عمر اليماني، عن عبدالاعلى مولى آل سام، عن أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام قال: سمعته يقول لخيثمة: يا خيثمة اقرأ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم وأن يشهد أحياهم جنائز موتاهم و ان لا يتلاقوا في بيوتهم فإن لقاء‌هم حياة لامرنا، ثم رفع يده فقال: رحم الله من أحيا أمرنا(٣) .

وعنه، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن عبدالملك قال: سئل أبوعبداللهعليه‌السلام عن رجل يتخوف اللصوص والسبع كيف يصنع بالصلاة إذا خشى أن يفوت الوقت؟ قال: فليؤمي برأسه وليتوجه إلى القبلة ويتوجه دابته حيث ما توجهت به(٤) .

__________________

(١) الظاهر أن قسمه - بفتحتين - وهو اسم من الاقسام وان المراد ببر قسمه قبوله واصل البر الاحسان ثم استعمل في القبول، يقال: بر الله عمله اذا كان قبله كان أحسن إلى عمله بان قبله ولم يرده.كذا في الفائق. وقبول قسمه وإن لم يكن واجب شرعا لكنه مؤكد لئلا يكسر قلبه ولا يضيع حقه. [ قاله المولى صالح في هامش الكافى ].

(٢) رواه الصدوق في الخصال أبواب السبعة والكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٦٩. والشيخ في أماليه ونقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ٦١.

(٣) رواه المؤلف في آخر الفصول المختارة من العيون والمحاسن مسندا. والكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٧٥. والشيخ في مجالسه ص ٨٤.

(٤) قال المحقق في المعتبر ص ٢٥٠ كل اسباب الخوف يجوز معها القصر والانتقال إلى الايماء مع الضيق والاقتصار على التسبيح ان خشى مع الايماء وان كان الخوف من لص او سبع او غرق وعلى ذلك فتوى علمائنا ثم استدل بقوله تعالى: " واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلوة ان خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " وقال: هو دال بمنطوقه على خوف العدو و بفحواه على ما عداه من المخوفات.ثم قال: ومن طريق الاصحاب ما رواه عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن الرجل يخاف من لص او عدو او سبع كيف يصنع؟ قال يكبر ويؤمى برأسه.وعن زرارة عن أبى جعفرعليه‌السلام قال: الذى يخاف اللص والسبع يصلى صلاة المواقفة ايماء على دابته، قلت: أرأيت ان لم يكن المواقف على وضوء ولا يقدر على النزول؟ قال: يتيمم من لبد سرجه أو من مغرفة دابته فان فيها غبارا ويصلى ويجعل السجود اخفض من الركوع ولا يدور إلى القبلة ولكن اين ما دارت دابته ويستقبل القبلة بأول تكبيرة حين يتوجه وعن على ابن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: يستقبل الاسد ويصلى ويؤمى برأسه ايماء وهو قائم وان كان الاسد على غير القبلة.

٣٠

وعن ربعي، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: ما عذب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين.(١) وبهذا الاسناد قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لكل شئ شئ يستريح إليه وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطائر إلى شكله، أو ما رأيت ذاك.(٢) وقال أبوجعفرعليه‌السلام : من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة(٣) . وقال: المعونة تنزل من السماء على العبد بقدر المؤونة.(٤) عن ربعي، عن الفضل قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إن الشياطين على المؤمنين أكثر من الزنابير على اللحم، ثم قال - هكذا بيده -: إلا ما دفع الله.(٥) عن ربعي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من أطعم أخا له في الله كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس، قلت: جعلت فداك ما الفئام من الناس؟ قال: مائة ألف

__________________

(١) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٢٤٧.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ١٠١ من الكتاب. وروى نحوه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٢٤٧.

(٣) روى نحوه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢ عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والصدوق في الامالى والعيون أيضا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) رواه الحميرى في قرب الاسناد مسندا عن الصادق عن ابيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزاد في آخره " وينزل الصبر على قدر شدة ". ونقله المجلسى في البحار ج ٢٣ ص ١٠٨.

(٥) نقله المجلسى في البحار ج ١٥ ص ٦٣. وقال: قوله: " هكذا بيده " كانهعليه‌السلام اشار إلى جهة السماء اه‍. وفى معنى القول توسع.

٣١

من الناس(١) .

وقال أبوعبدالله الصادقعليه‌السلام : رفع عن هذه الامة ست: الخطأ والنسيان وما اكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه(٢) .

وقال أبوجعفر الباقرعليه‌السلام : كل شئ لم يخرج من هذا البيت فهو وبال.(٣) وقال يا فضيل: إن لهذا الدين حدا مثل حد بيتي هذا(٤) وقال الصادقعليه‌السلام : من حب الرجل دينه حبه أخاه (٥). قيل لامير المؤمنينعليه‌السلام : ما ثبات الايمان؟ قال: الورع قيل: فما زواله؟ قال: الطمع.(٦) وقال: لا تنال ولايتنا إلا بالورع(٧) .وقال الصادقعليه‌السلام : من صار إلى أخيه المؤمن في حاجته أو مسلما فحجبه لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة(٨) .

__________________

(١) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٢٠٢، والفئام بالفاء مهموزا: الجماعة من الناس.

(٢) نقله المجلسى في البحار باب ١٤ من كتاب العدل والمعاد من المجلد الثالث عن كتاب الحسين بن سعيد الاهوازى.

(٣) نقله صاحب الوسائل في كتاب القضاء باب عدم جواز تقليد غير المعصوم عن كتاب بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله القمى وبصائر الدرجات للصفار مسندا وفيه " فهو باطل " مكان " فهو وبال ".

(٤) رواه البرقى في المحاسن ص ٢٧٢ بادنى تفاوت في اللفظ.

(٥) نقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ٧٨ من الكتاب.

(٦) روى نحوه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٣٢٠ عن الصادقعليه‌السلام .

(٧) رواه الكلينى عن الصادقعليه‌السلام في ذيل حديث في باب الطاعة والتقوى من الكافى ج ٢ ص ٧٥.

(٨) نقله المجلسى في البحار ج ١٦ ص ١٦٩ من الكتاب.

وقوله: " صار " هكذا في النسختين والبحار والظاهر أنه تصحيف " سار " بالسين والمعنى ظاهر.

٣٢

وقال الباقرعليه‌السلام : إن العبد يسأل الحاجة من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله قضاء‌ها إلى أجل قريب أو وقت بطيئ فيذنب العبد عند ذلك ذنبا فيقول الله للملك الموكل بحاجته: لا تنجز حاجته واحرمه إياها فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني.(١) وقال الصادقعليه‌السلام : من لقى المؤمنين بوجه وغابهم بوجه أتى يوم القيامة وله لسانان من نار.(٢) وقال أبوالحسن الماضيعليه‌السلام : قل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك و دع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك.(٣) وقال الصادقعليه‌السلام : ليس منا من أذاع حديثنا، فإنه قتلنا قتل عمد لا قتل خطاء.(٤) وقال: من اطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له كان عند الله كعاملها وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه وكان مغفورا لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه في الدنيا مستور عليه في الآخرة ثم لا يجد الله أكرم من أن يثني عليه عقابا في الآخرة.(٥) وقال الصادقعليه‌السلام : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا وجد ألم ذلك في سائر جسده وإن روحهما من روح الله وإن روح المؤمن لاشد إتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.(٦) وقال الصادقعليه‌السلام : من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروء‌ته ليسقط من أعين الناس أخرج الله ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان(٧) .وقال: أيما مؤمن أوصل إلىأخيه المؤمن معروفا فقد أوصل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨) .

__________________

(١) نقله المجلسى في المجلد الخامس عشر من البحار ص ١٥٨ باب الذنوب وآثارها من الكتاب.

وفى الجزء الثانى من المجلد التاسع عشر منه ص ٥٨ عن كتاب عدة الداعى لابن فهد الحلى.

(٢) رواه الصدوق في الخصال في باب الاثنين تحت رقم ١٩. وروى ايضا نحوه في المجالس والمعانى ونقله المجلسى من الكتابين في المجلد السادس عشر من البحار ص ١٧٢.

(٣) رواه الحسن بن على بن شعبة في تحف العقول ص ٤٠٨ مرسلا.

(٤) روى نحوه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٣٧١.

(٥) نقله المجلسى من الكتاب في المجلد السادس عشر من البحار ص ١٧٦.

(٦) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ١٥٥.

(٧) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٣٥٨ ونقله المجلسى من الكتاب في المجلد السادس عشر ص ١٧٦.

(٨) رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٢٧.

٣٣

مسائل اليهودى التى ألقاها على النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال: حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الحسين بن مهران قال: حدثني الحسين بن عبدالله(١) ، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: جاء رجل من اليهود إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول الله وأنه يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران؟ قال: نعم أنا سيد ولد آدم ولا فخر، أنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين.

فقال: يا محمد إلى العرب ارسلت أم إلى العجم أم إلينا؟ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إني رسول الله إلى الناس كافة.

فقال: إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها موسى في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سل عما بدا لك.

فقال: يا محمد أخبرني عن الكلمات التي اختارها الله لا براهيمعليه‌السلام حين بنى هذا البيت؟ فقال النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

فقال: يا محمد لاي شئ بنى إبراهيمعليه‌السلام الكعبة مربعا؟ قال: لان الكلمات أربعة.

قال: فلاي شئ سميت الكعبة كعبة؟.

قال: لانها وسط الدنيا.

__________________

(١) في بعض النسخ [ الحسن بن عبد الله ].

٣٤

قال: فأخبرني عن تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؟ فقال النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علم الله أن ابن آدم والجن يكذبون على الله تعالى، فقال: " سبحان الله " يعنى برئ مما يقولون.

وأما قوله: " الحمد لله " علم الله أن العباد لا يؤدون شكر نعمته فحمد نفسه عزوجل قبل أن يحمده الخلائق وهي أول الكلام لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بالنعمة.

وأما قوله: " لا إله إلا الله " وهي وحدانيته لا يقبل الله الاعمال إلا به ولا يدخل الجنة أحد إلا به وهي كلمة التقوى سميت التقوى لما تثقل بالميزان يوم القيامة وأما قوله: " الله أكبر " فهي كلمة ليس أعلاها كلام وأحبها إلى الله يعني ليس أكبر منه لانه يستفتح الصلوات به لكرامته على الله وهو اسم من أسماء الله الاكبر.

فقال: صدقت يا محمد، ما جزاء قائلها؟ قال: إذا قال العبد: " سبحان الله " سبح كل شئ معه ما دون العرش فيعطى قائلها عشر أمثالها، وإذا قال: " الحمد لله " أنعم الله عليه بنعيم الدنيا حتى يلقاه بنعيم الآخرة وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها، والكلام ينقطع في الدنيا ما خلا الحمد وذلك قولهم:( تحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (١) ) وأما ثواب " لا إله إلا الله " فالجنة وذلك قوله:( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان (٢) ) وأما قوله: " الله أكبر " فهي أكبر درجات في الجنة وأعلاها منزلة عند الله.

فقال اليهودي: صدقت يا محمد أديت واحدة، تأذن لي أن أسألك الثانية؟ فقال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سلني ما شئت وجبرئيل عن يمين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وميكائيل عن يساره يلقنانه -.

فقال اليهودي لاي شئ سميت محمدا وأحمد وأباالقاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما محمد فإني محمود في السماء.، وأما أحمد فإني محمود في الارض(٣) .، وأما أبوالقاسم فإن الله تبارك وتعالى يقسم يوم القيامة قسمة النار بمن كفر بي

__________________

(١) يونس: ١١.

(٢) الرحمن: ٦٠.

(٣) في أمالى الصدوق " أما محمد فأنى محمود في الارض وأما أحمد فانى محمود في السماء ".

٣٥

أو يكذبني من الاولين والآخرين،(١) وأما الداعي فإني أدعو الناس إلى دين ربي إلى الاسلام، وأما النذير فإني انذر بالنار من عصاني، وأما البشير فإني ابشر بالجنة من أطاعني.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الثالث لاي شئ وقت الله هذه الصلوات الخمس في خمس مواقيت على امتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الشمس إذا بلغ عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فإذا دخل فيها زالت الشمس فسبحت كل شئ ما دون العرش لربي وهي الساعة التي يصلى على ربي(٢) فافترض الله علي وعلى امتى فيه الصلاة إذ قال: " أقم الصلوة لدلوك الشمس(٣) " وهي الساعة التي تؤتى بجهنم يوم القيامة فما من مؤمن يوافق في تلك الساعة ساجدا أو راكعا أو قائما في صلاته إلا حرم الله جسده على النار.

وأما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل آدمعليه‌السلام من الشجرة ونقص عليه الجنة(٤) فأمر الله لذريته إلى يوم القيامة بهذه الصلاة واختارها وافترضها فهي من أحب الصلوات إلى الله عزوجل فأوصاني ربي أن أحفضها من بين الصلوات كلها قال: " حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى " فهي صلاة العصر وأما صلاة العشاء(٥) فهي الساعة التي تاب الله على آدمعليه‌السلام فكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة مما تعدون فصلى آدم صلوات الله عليه ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء وركعة لتوبته فتاب الله عليه وفرض الله على امتي هذه الثلاث ركعات وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعوة ووعدني ربي أن لا يخيب من سأله حيث قال:( فسبحان الله

__________________

(١) في الامالى زاد هنا " ويقسم قسمة الجنة فمن آمن بى وأقر بنبوتى ففى الجنة ".

(٢) قوله: " اذا بلغ عند الزوال لها حلقة تدخل فيها " لا يخفى ان زوال الشمس كان باعتبار كل قوم ولعل المراد بالحلقة حلقة نصف النهار.

(٣) الاسراء: ٧٧. والدلوك: زوالها وميلها وقيل: غروبها.

(٤) في الامالى " فأخرجه الله تعالى من الجنة ".

(٥) يعنى المغرب بقرينة العشاء الاخرة.

٣٦

حين تمسون وحين تصبحون ) (١) " وأما صلاة العتمة فإن للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة أمر الله لي ولامتي بهذه الصلاة، وما من قدم مشيت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله عليه قعور النار وينور الله قبره ويعطى يوم القيامة نورا تجاوز به الصراط وهي الصلاة التي اختارها للمرسلين قبلي، وأما صلاة الفجر فإن الشمس إذا طلعت تطلع من قرن الشيطان فأمر الله لي أن اصلي الفجر قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد الكفار لها يسجدون امتي لله و سرعتها أحب إلى الله وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الرابع، لاي شئ أمر الله غسل هذه الاربع جوارح وهي أنظف المواضع من الجسد؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما أن وسوس الشيطان فدنى آدم إلى الشجرة فنظر إليها ذهب بماء وجهه ثم قام فهي أول قدم مشيت إلى الخطيئة، ثم تناولها، ثم شقها فأكل منها فلما أن أكل منها طارت منه الحلل والنور من جسده ووضع آدم يده على رأسه وبكى، فلما أن تاب الله على آدم افترض الله عليه وعلى ذريته اغتسال هذه الاربع جوارح وأمر أن يغسل الوجه لما نظر آدم إلى الشجرة، وأمر أن يغسل الساعدين إلى المرافق لما مد يديه إلى الخطيئة، وأمر أن يمسح الرأس لما وضع يده على أم رأسه، وأمر أن يمسح القدم بما مشيت إلى الخطيئة، ثم سننت على امتي المضمضة والاستنشاق والمضمضة تنقي القلب من الحرام والاستنشاق يحرم رائحة النار.

فقال: صدقت يا محمد، ما جزاء من توضأ كما أمرت؟ قال: أول ما يمس الماء يتباعد عنه الشيطان واذا مضمض نور الله لسانه وقلبه بالحكمة وإذا استنشق أمنه الله من فتن القبر ومن فتن النار، فإذا غسل وجهه بيض الله وجهه يوم تسود الوجوه، وإذا غسل ساعديه حرم الله عليه غلول النار، وإذا مسح رأسه مسح الله سيئاته، وإذا مسح قدميه جاوزه الله على الصراط يوم تزل فيه الاقدام.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الخامس بأي شئ أمر الله الاغتسال من النطفة و لم يأمر من البول والغائط والنطفة أنظف من البول والغائط؟.

__________________

(١) الروم: ١٧.

٣٧

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لان آدم لما أكل من الشجرة تحول ذلك في عروقه وشعره وبشره وإذا جامع الرجل المرأة خرجت النطفة من كل عرق وشعر فأوجب الله الغسل على ذرية آدم إلى يوم القيامة، والبول والغائط لا يخرج إلا من فضل ما يأكل ويشرب الانسان كفى به الوضوء.

فقال اليهودي: ما جزاء من اغتسل من الحلال؟ قال: بنى الله له بكل قطرة من ذلك الماء قصرا في الجنة وهو شئ بين الله وبين عباده من الجنابة.

فقال اليهودي: يا محمد، فأخبرني عن السادس عن ثمانية أشياء في التوراة مكتوبة أمر الله بني إسرائيل أن يعبدونه بعد موسى.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انشدك الله إن أخبرتك أن تقر به؟ فقال اليهودي: بلى يا محمد.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن أول ما في التوراة مكتوب: محمد رسول الله وهي مما اساطه ثم صار قائما،(١) ثم تلا هذه الآية( يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل (٢) ) ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد (٣) ) وأما الثاني والثالث والرابع فعلي و فاطمة وسبطيهما وهي سيدة نساء العالمين، في التوراة " إيليا وشبرا وشبيرا وهليون " يعني فاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن فضلك على النبيين وفضل عشيرتك على الناس؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما فضلي على النبيين فما من نبي إلا دعا على قومه وأنا اخترت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة، وأما فضل عشيرتي وأهل بيتي وذريتي كفضل الماء على كل شئ، بالماء يبقى كل ويحيى كما قال ربي تبارك وتعالى:( وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون (٤) ) ومحبة أهل بيتي وعشيرتي وذريتي يستكمل الدين.

__________________

(١) في الامالى " فهى بالعبرانية " طاب ".

(٢) الاعراف: ١٥٧.

(٣) الصف: ٦.

(٤) الانبياء: ٣٠.

٣٨

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن السابع ما فضل الرجال على النساء؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كفضل السماء على الارض وكفضل الماء على الارض، بالماء يحيى كل شئ وبالرجال يحيى النساء لولا الرجال ما خلق الله النساء وما مرأة تدخل الجنة إلا بفضل الرجال، قال الله تبارك وتعالى:( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض (١) ) فقال: يا محمد لاي شئ هذا هكذا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلق آدم صلوات الله عليه من طين ومن صلبه ونفسه خلق النساء وأول من أطاع النساء آدم صلوات الله عليه فأنزله من الجنة وقد بين الله فضل الرجال على النساء في الدنيا، ألا ترى النساء كيف يحضن فلا يمكنهن العبادة من القذارة والرجال لا يصيبهم ذلك.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن الثامن لاي شئ افترض الله صوما على امتك ثلاثين يوما وافترض على سائر الامم اكثر من ذلك؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن آدم صلوات الله عليه لما أن أكل من الشجرة بقي في جوفه مقدار ثلاثين يوما فافترض على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش وما يأكلونه بالليل فهو تفضل من الله على خلقه وكذلك كان لآدم صلوات الله عليه ثلاثين يوما كما على أمتي ثم تلا هذه الآية( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (٢) ) قال: صدقت يا محمد فما جزاء من صامها؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من مؤمن يصوم يوما من شهر رمضان حاسبا محتسبا إلا أوجب الله تعالى له سبع خصال أول الخصلة يذوب الحرام من جسده والثاني يتقرب إلى رحمة الله والثالث يكفر خطيئته ألا تعلم أن الكفارات في الصوم يكفر والرابع يهون عليه سكرات الموت والخامس أمنه الله من الجوع والعطش يوم القيامة والسادس براء‌ة من النار والسابع أطعمه الله من طيبات الجنة.

__________________

(١) النساء: ٣٣.

(٢) البقرة: ١٨٢.

٣٩

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن التاسع، لاي شئ أمر الله الوقوف بعرفات بعد العصر؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لان بعد العصر ساعة عصى آدم صلوات الله عليه ربه فافترض الله على امتي الوقوف والتضرع والدعاء، في أحب المواضع إلى الله وهو موضع عرفات وتكفل بالاجابة والساعة التي ينصرف وهي الساعة التي تلقى آدم صلوات الله عليه من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم.

قال: صدقت يا محمد، فما ثواب من قام بها ودعا وتضرع إليه؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن لله تبارك وتعالى في السماء سبعة أبواب: باب التوبة، وباب الرحمة، وباب التفضل، وباب الاحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العفو لا يجتمع أحد إلا يستأهل(١) من هذه الابواب وأخذ من الله هذه الخصال فإن لله تبارك وتعالى مائة ألف ملك مع كل ملك مائة وعشرون ألف ملك ولله مائة رحمة ينزلها على أهل عرفات فاذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بعتق رقاب أهل عرفات فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بأنه أوجب لهم الجنة وينادي مناد انصرفوا مغفورا لكم فقد أرضيتموني ورضيت لكم.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن العاشر تسعة خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى أمتك من بين الامم؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاتحة الكتاب، والاذان، والاقامة، والجماعة في مساجد المسلمين، ويوم الجمعة، والاجهار في ثلاث صلوات والرخصة لامتي عند الامراض والسفر والصلاة على الجنائز والشفاعة في أصحاب الكبائر من امتي.

قال: صدقت يا محمد، فما ثواب من قرأ فاتحة الكتاب؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله من الاجر بعدد كل كتب أنزل من السماء قرأها وثوابها، وأما الاذان فيحشر مؤذن امتي مع النبيين والصديقين والشهداء، وأما الجماعة فإن صفوف امتي كصفوف الملائكة في السماء الرابعة والركعة

__________________

(١) في الامالى " لا يجتمع بعرفات أحد إلا يستأهل ".

٤٠