الاختصاص

الاختصاص10%

الاختصاص مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 372

الاختصاص
  • البداية
  • السابق
  • 372 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 109955 / تحميل: 9217
الحجم الحجم الحجم
الاختصاص

الاختصاص

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

حديث موسى بن جعفرعليهما‌السلام مع يونس بن عبدالرحمن

قال يونس بن عبدالرحمن يوما لموسى بن جعفرعليهما‌السلام : أين كان ربك حين لا سماء مبنية ولا أرضا مدحية؟ قال: كان نورا في نور ونورا على نور، خلق من ذلك النور ماء منكدرا فخلق من ذلك الماء ظلمة فكان عرشه على تلك الظلمة قال: إنما سألتك عن المكان، قال: قال: كلما قلت: أين فأين هو المكان، قال: وصفت فأجدت إنما سألتك عن المكان الموجود المعروف قال: كان في علمه لعلمه فقصر علم العلماء عند علمه، قال: إنما سألتك عن المكان قال: يا لكع أليس قد أجبتك أنه كان في علمه لعلمه فقصر علم العلماء عند علمه(١) .

__________________

(١) لم نعثر على تلك الرواية في مظانه من كتب الاصحاب.وقوله: " يا لكع " اللكع: العبد، الاحمق، الصبى، الصغير.ومعنى الرواية على ما أفاده الاستاذ المعظم العلامة الطباطبائى هو أن السائل يسأل عن المكان المعروف وهو ما يستقر فيه الاجسام ويحويها أو ما يستقر عليه الاجسام، وقد كرر السؤال في الرواية مرات حتى صرح به أخيرا وأجابهعليه‌السلام فيما سأل عنه، غير أنه جرد معنى المكان بحسب التحليل إلى ما " يستقر فيه الشئ أو يستقر عليه الشئ " كائنا ما كان.ثم ذكر أن لله سبحانه مكانا بمعنى ما يستقر فيه الشئ وهو علمه بنفسه فهو معلوم لعلم نفسه مستقر فيه، فهو مكانه لا يسعه علم غير علمه بنفسه، وأن له سبحانه مكانا بمعنى ما يستقر عليه الشئ وهو عرشه الذى هو علمه الفعلى بجميع مخلوقاته (على ما فسر به العرش في روايات اخر) فله تعالى مكان بمعنى ما يستقر فيه الشئ وهو علمه الذى بنفسه، ومكان بمعنى ما يستقر عليه الشئ وهو علمه الذى هو عرشه الذى يحكم عليه ويدبر به أمر خلقه.والدليل على تفسيره المكان بالمعنى الاول قولهعليه‌السلام : " كان نورا في نور " وقوله ثانيا وهو تكرار قوله الاول بمعناه: " كان في علمه لعلمه " وقوله ثالثا: " يا لكع أليس قد أجبتك أنه كان في علمه لعلمه - الخ - ". والدليل على تفسيره المكان بالمعنى الثانى قولهعليه‌السلام : " ونورا على نور، خلق من ذلك النور - الخ - " فقد استقر عرشه على الظلمة وعرشه نور لانه علم (وقد سمىعليه‌السلام العلم نورا) وهو تعالى على عرشه فهو نور على نور، وهو مكانه تعالى وتقدس عن الجسم والجسمانيات فافهم ذلك.وأما قولهعليه‌السلام : " فقصر علم العلماء عند علمه " فانما ذكره دفعا لان يتوهم أنه تعالى كما يتمكن في علم نفسه كذلك يتمكن في علم غيره. فذكرعليه‌السلام أن علم غيره محدود يقصر عن الاحاطة به تعالى.

٦١

حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عبدالحميد، عن عبدالسلام بن سالم، عن ميسر بن عبد العزيز قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : حديث يأخذه صادق عن صادق خير من الدنيا وما فيها.(١) وعنه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن عبدالله قال: حدثني موسى بن إبراهيم المروزي، عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من حفظ من امتى اربعين حديثا مما يحتاجون إليه في أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما.(٢) حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن سليمان بن داود الرازي، وحدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن علي بن سليمان، عن علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم قال: قال أبوالحسن موسى ابن جعفرعليهما‌السلام إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبدالله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبوذر.

قال: ثم ينادي أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبدالله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد و أويس القرني.

قال: ثم ينادي المنادي أين حواري الحسين بن علي وابن فاطمة(٣) بنت محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فيقوم سفيان بن أبى ليلى الهمداني وحذيفة بن اسيد الغفاري.

قال: ثم ينادي أين حواري الحسين بن علي؟ فيقوم كل من استشهد معه ولم يتخلف عنه.

قال: ثم ينادي أين حواري علي بن الحسين؟ فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن ام الطويل وأبوخالد الكابلي وسعيد بن المسيب.

ثم ينادي أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبدالله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم الثقفي وليث بن البختري المرادي وعبدالله بن أبي يعفور وعامر بن عبدالله بن جذاعة وحجر بن زائدة وحمران بن أعين.

__________________

(١) نقله المجلسى من الكتاب في المجلد الاول من البحار باب فضل كتابة الحديث وروايته.

(٢) رواه الصدوق في الخصال ونقله المجلسى منه ومن الاختصاص في المجلد الاول من البحار باب من حفظ اربعين حديثا. وموسى بن إبراهيم معلم ولد سندى بن شاهك وله كتاب.

(٣) كذا.

٦٢

ثم ينادي سائر الشيعة مع سائر الائمة صلوات الله عليهم يوم القيامة فهؤلاء أول الشيعة الذين يدخلون الفردوس وهؤلاء أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورة من التابعين.(١) حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن بشير، عن هشام بن سالم قال: قال لي أبوعبداللهعليه‌السلام : إن لابي مناقبا ليست لاحد من آبائي إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لجابر بن عبدالله: إنك تدرك محمدا ابني فاقرأه مني السلام، فأتى جابر علي بن الحسينعليهما‌السلام يطلبه منه فقال: ترسل إليه فيدعوه لك من الكتاب، فقال: اذهب إليه فأتاه فاقرأه السلام من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقبل رأسه والتزمه فقال: وعلى جدي السلام وعليك يا جابر قال: فسأله أن يضمن له الشفاعة يوم القيامة فقال له: أفعل ذلك يا جابر(٢) .

محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار رفعه، عن حريز، عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : إن جابر بن عبدالله كان آخر من بقي من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و كان منقطعا إلينا أهل البيت وكان يقعد في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو معتم بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر يا باقر فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر، فكان يقول: لا والله ما أهجر ولكني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنك ستدرك رجلا اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذلك الذي دعاني إلى ما أقول، قال: فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بكتاب فيه محمد بن علي بن الحسينعليهم‌السلام فلما نظر إليه قال: يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر فقال: شمائل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذي نفس جابر بيده يا غلام ما اسمك؟ قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأقبل عليه يقبل

__________________

(١) رواه الكشى في رجاله ص ٦ ونقله المجلسى من الاختصاص في البحار ج ٨ ص ٧٢٦.

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٢٨. ونقله المجلسى من الاختصاص في البحار ج ١١ ص ٦٤.

٦٣

رأسه فقال: بأبي أنت وامي أبوك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرئك السلام ويقول لك، قال: فرجع محمد بن علي إلى أبيه علي بن الحسين وهو ذعر(١) فأخبره الخبر، فقال: يا بني ألزم بيتك وكان جابر يأتيه طرفي النهار وكان أهل المدينة يقولون: واعجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر ما بقي من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يلبث أن مضى علي بن الحسينعليهما‌السلام وكان محمد بن عليعليهما‌السلام يأتيه على وجه الكرامة لصحبته برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: فجلس محمد بن عليعليهما‌السلام يحدثهم عن الله تبارك وتعالى فكان أهل المدينة يقولون: ما رأينا أحدا قط أجرأ من ذا قال: فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال أهل المدينة: وما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدث عمن لم يره، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبدالله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصدقوه وكان والله جابر يأتيه ويتعلم منه.(٢) حدثني جعفر بن الحسين بن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي، عن جعفر بن محمد، عن آبائهعليه‌السلام ، أنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) (٣) قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ قال: فلم يجبه أحد منهم فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال: مثل ذلك فلم يتكلم منهم أحد فلما كان يوم الثالث قام فيهم بمثل ذلك فقال: يا أيها الناس إنه ليس بذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب، قالوا: فألقه، إذا، قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل علي " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قالوا: أما هذه فنعم، قال: أبوعبداللهعليه‌السلام فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر: سلمان وأبوذر وعمار والمقداد وجابر بن عبدالله ومولى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقال له شبيب وزيد بن أرقم(٤) .

__________________

(١) أى خائف.

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٢٧. والراوندى في الخرائج. والكلينى في الكافى ج ١ ص ٤٦٩ ونقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٦٤ وفى الخرائج والكافى " معتجر " مكان " معتم " وقال الجزرى: الاعتجار هو ان يلف العمامة على رأسه ويرد طرفها على وجهه ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه.

(٣) الشورى: ٢٣.

(٤) رواه الحميرى في قرب الاسناد ص ٣٨. ونقله المجلسى في البحار ج ٦ ص ٧٧٨.

٦٤

خزيمة بن ثابت

حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اشترى فرسا من أعرابي فأعجبه فقام أقوام من المنافقين حسدوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ما أخذ منه فقالوا للاعرابي: لو تبلغت بيه إلى السوق بعته بأضعاف هذا فدخل الاعرابي الشره فقال، ألا أرجع فأستقيله؟ فقالوا: لا ولكنه رجل صالح فإذا جاء‌ك بنقدك فقل: ما بعتك بهذا فانه سيرده عليك فلما جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخرج إليه النقد فقال: ما بعتك بهذا فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي بعثني بالحق لقد بعتني بهذا فقام خزيمة بن ثابت فقال يا أعرابي أشهد لقد بعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا الثمن الذي قال: فقال الاعرابي: لقد بعته وما معنا من أحد فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لخزيمة: كيف شهدت بهذا؟ فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي تخبرنا عن الله وأخبار السماوات فنصدقك ولا نصدقك في ثمن هذا فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شهادته شهادة رجلين فهو ذو الشهادتين(١) .

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى عن يونس، عن جميل، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: ارتد الناس بعد الحسينعليه‌السلام إلا ثلاثة: أبوخالد الكابلي ويحيى بن ام الطويل وجبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا وكثروا وكان يحيى بن أم الطويل يدخل مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقول: " كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء "(٢) .

وعنه، عن محمد بن جعفر المؤدب قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن عمران، عن عبدالله بن يزيد الغساني يرفعه قال: قدم وفد العراقين على معاوية فقدم في وفد أهل الكوفة عدي ابن حاتم الطائي وفي وفد أهل البصرة الاحنف بن قيس وصعصة بن صوحان فقال: عمرو بن العاص لمعاوية هؤلاء رجال الدنيا وهم شيعة علي الذين قاتلوا معه يوم الجمل ويوم صفين فكن منهم على حذر، فأمر لكل رجل منهم بمجلس سري واستقبل

__________________

(١) رواه الكلينى في النوادر من كتاب الشهادات من الكافى. بادنى تغيير في اللفظ.

(٢) نقله المجلسى من الكتاب في البحار ج ١١ ص ٤٢ ورواه الكشى ص ٨١ من رجاله.

٦٥

القوم بالكرامة فلما دخلوا عليه قال لهم: أهلا وسهلا قدمتم أرض المقدسة والانبياء والرسل والحشر والنشر، فتكلم صعصعة وكان من أحضر الناس جوابا فقال: يا معاوية أما قولك: " أرض المقدسة " فإن الارض لا تقدس أهلها وإنما تقد سهم الاعمال الصالحة، وأما قولك: " أرض الانبياء والرسل " فمن بها من أهل النفاق والشرك والفراعنة والجبابرة أكثر من الانبياء والرسل، وأما قولك: " أرض الحشر والنشر " فإن المؤمن لا يضره بعد الحشر والمنافق لا ينفعه قربه.

فقال معاوية: لو أن الناس كلهم أولدهم أبوسفيان لما كان فيهم إلا كيسا رشيدا

فقال صعصعة: قد أولد الناس من كان خيرا من أبي سفيان فأولد الاحمق والمنافق والفاجر والفاسق والمعتوه والمجنون - آدم أبوالبشر -. فخجل معاوية.(١)

وكان من شرطة الخميس وكان فاضلا.

__________________

(١) نقله المجلسى في المجلد العاشر من البحار ص ١٢٩.

٦٦

الاصبغ بن نباتة

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن جعفر المؤدب، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي الحسين صالح بن أبي حماد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن الاصبغ بن نباتة قال: قلت للاصبغ ما كان منزلة هذا الرجل(١) فيكم؟ فقال: ما أدري ما تقول إلا أن سيوفنا كان على عواتقنا ومن أومأ إليه ضربناه.(٢) جعفر بن محمد بن قولويه، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثني علي ابن الحسين، عن مروك بن عبيد قال: حدثني إبراهيم بن أبي البلاد، عن رجل، عن الاصبغ قال: قلت له: كيف سميتم شرطة الخميس يا أصبغ؟ فقال: إنا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح.(٣) محمد بن الحسن الشحاذ(٤) ، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن إسماعيل،

__________________

(١) يعنى أمير المؤمنين على بن أبى طالبعليه‌السلام .

(٢) نقله المجلسى في المجلد الثامن من البحار ص ٧٢٧.

(٣) نقله في البحار المجلد التاسع ص ٦٤٣.

(٤) كذا في النسختين وفى البحار ايضا.

٦٧

عن جعفر بن الهيثم الحضرمي، عن علي بن الحسين الفزاري، عن آدم التمار الحضرمي عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه لاسلم عليه فجلست أنتظره فخرج إلي فقمت إليه فسلمت عليه فضرب على كفي ثم شبك أصابعه في أصابعي، ثم قال: يا أصبغ بن نباتة ! قلت: لبيك وسعديك يا أمير المؤمنين، فقال: إن ولينا ولي الله فإذا مات ولي الله كان من الله بالرفيق الاعلى وسقاه من النهر أبرد من الثلج وأحلى من الشهد وألين من الزبد، فقلت: بأبي أنت وامي وإن كان مذنبا؟ فقال: نعم وإن كان مذنبا، أما تقرأ القرآن( اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) (١) يا أصبغ إن ولينا لو لقى الله وعليه من الذنوب مثل زبد البحر ومثل عدد الرمل لغفرها الله له إن شاء الله تعالى.(٢) حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد الاقطع قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: ما أجد أحدا أحيا ذكرنا وأحاديث أبيعليه‌السلام إلا زرارة وأبوبصير المرادي ومحمد ابن مسلم وبريد بن معاوية ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هدى، هؤلاء حفاظ الدين وامناء أبيعليه‌السلام على حلال الله وحرامه وهو السابقون إلينا في الدنيا وفي الآخرة.(٣) وعن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة لاندرست آثار النبوة أحاديث أبيعليه‌السلام (٤) حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل ابن مهران، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: حدثني أبوجعفرعليه‌السلام سبعين ألف حديثا لم احدث بها أحدا قط ولا احدث بها أحدا أبدا

__________________

(١) الفرقان: ٧١.

(٢) نقله المجلسى في المجلد الثامن ص ٧٢٧.

(٣) رواه الكشى في رجاله ص ٩٠.

(٤) رواه الكشى في رجاله ص ٩٠.

٦٨

قال جابر: فقلت لابي جعفرعليه‌السلام : جعلت فداك إنك حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا احدث به أحدا وربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون قال: يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا.(١) محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن النعمان بن بشير قال: زاملت جابر بن يزيد الجعفي إلى الحج فلما خرجنا إلى المدينة ذهب إلى أبي جعفر الباقرعليهما‌السلام فودعه ثم خرجنا فما زلنا حتى نزلنا الاخيرجة(٢) فلما صلينا الاولى ورحلنا واستوينا في المحمل إذا دخل رجل طوال آدم شديد الادمة ومعه كتاب طينه رطب من محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام إلى جابر بن يزيد الجعفي فتناوله جابر وأخذه وقبله، ثم قال: متى عهدك بسيدي قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ قال: بعد الصلاة الساعة قال: ففك الكتاب وأقبل يقرأه ويقطب(٣) وجهه فما ضحك ولا تبسم حتى وافينا الكوفة وقد كان قبل ذلك يضحك ويتبسم ويحدث، فلما نزلنا الكوفة دخل البيت فأبطأ ساعة ثم خرج علينا قد علق الكتاب في عنقه وركب القصب ودار في أزقة الكوفة وهو يقول: منصور بن جمهور أمير غير مأمور(٤) . ونحو هذا من الكلام وأقبل يدور في أزقة الكوفة والناس يقولون: جن جابر جن جابر فلما كان بعد ثلاثة أيام ورد كتاب هشام ابن عبدالملك على يوسف بن عثمان بأن انظر رجلا من جعف يقال له: جابر بن يزيد فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه فلما قرأ يوسف بن عثمان الكتاب التفت إلى جلسائه فقال: من جابر بن يزيد؟ فقد أتاني من أمير المؤمنين يأمرني بضرب عنقه وأن أبعث إليه برأسه؟ فقالوا: أصلح الله الامير هذا رجل علامة صاحب حديث وورع وزهد وأنه جن وخولط في عقله و ها هو ذا في الرحبة يلعب مع الصبيان فكتب إلى هشام بن عبدالملك: أنك كتبت إلي في أمر هذا الرجل الجعفي وأنه جن؟ فكتب إليه دعه، قال: فما مضت إلا الايام حتى جاء

__________________

(١) رواه الكشى في رجاله ص ١٢٨ وفى البحار ج ١١ ص ٩٧ عن لكتاب.

(٢) اسم موضع في طريق مكة إلى المدينة.

(٣) اى يفيض وجهه.

(٤) كان واليا بالمدينة من قبل يزيد بن الوليد بعد عزل يوسف بن عمر سنة ١٢٦.

٦٩

منصور بن جمهور فقتل يوسف بن عثمان فصنع ما صنع(١) .

عيسى بن أعين

قال: حدثني محمد بن الحسن قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال: كان عيسى بن أعين إذا حج فصار إلى الموقف أقبل على الدعاء لاخوانه حتى يفيض الناس، فقيل له: تنفق مالك وتتعب بدنك حتى إذا صرت إلى الموضع الذي تبث فيها الحوائج إلى الله عزوجل أقبلت على الدعاء لاخوانك وتركت نفسك؟ فقال: إني على يقين من دعاء الملك لي وفي شك من الدعاء لنفسي.(٢) وعنه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن طلحة، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب عنه قال: كنت بالمدينة فاستقبلني جعفر بن محمدعليهما‌السلام في بعض أزقتها فقال: يا يونس فإن بالباب رجل منا أهل البيت، قال: فجئت إلى الباب فإذا عيسى بن عبدالله القمي جالس على الباب، قال: فقلت له: من أنت؟ فقال: أنا رجل من أهل قم قال: فلم يكن بأسرع إذ أقبل أبوعبداللهعليه‌السلام على حمار فدخل على الحمار الدار ثم التفت إلينا فقال: ادخلا ثم قال: يا يونس أحسبك أنكرت قولي لك أن عيسى بن عبدالله منا أهل البيت؟ قال: قلت: إي والله جعلت فداك لان عيسى بن عبدالله رجل من اهل قم، قال: يا يونس بن يعقوب عيسى بن عبدالله منا حيا وهو منا ميتا.(٣)

__________________

(١) رواه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٩٦ بادنى تفاوت في اللفظ.ونقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٨١ من الكافى وفى ج ٧ ص ٣٦٣ من الاختصاص.

(٢) رواه الكلينى في الكافى ج ٤ ص ٤٦٥.

(٣) رواه الكشى في رجاله ص ٢١٣. والمؤلف في مجالسه ص ٨٣ بهذا السند أيضا.

٧٠

عمران بن عبدالله القمى

حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن طلحة، عن بعض الكوفيين قال: كنت بمنى إذا أقبل عمران بن عبدالله القمي ومعه مضارب للرجال والنساء وفيها كنف فضربها في مضرب أبي عبداللهعليه‌السلام إذ أقبل أبوعبداللهعليه‌السلام ومعه نساؤه فقال: ما هذا؟ فقلت: جعلت فداك هذه مضارب ضربها لك عمران بن عبدالله القمي، قال: فنزل بها ثم قال: يا غلام عمران بن عبدالله؟ قال: فأقبل فقال: جعلت فداك هذه المضارب التي أمرتني أن أعملها لك، فقال: بكم ارتفعت؟ فقال له: جعلت فداك إن الكرابيس من صنعتي وعملتها لك فأنا احب جعلت فداك أن تقبلها مني هدية وقد رددت المال الذي اعطيتنيه قال: فقبض أبوعبداللهعليه‌السلام على يده ثم قال: أسأل الله تعالى أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يظلك يوم لا ظل إلا ظله.(١) وحدثنا جعفر بن محمد بن قولويه، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثني علي بن محمد، عن الحسين بن عبدالله، عن عبدالله علي، عن أحمد بن حمزة بن عمران القمي عن حماد الناب قال: كنا عند أبي عبداللهعليه‌السلام بمنى ونحن جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبدالله القمي فسأله وبره وبشه فلما أن قام قلت لابي عبداللهعليه‌السلام : من هذا الذي بررته هذا البر؟ فقال: هذا من أهل بيت النجباء ما أراد بهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله.(٢) وعنه بهذا الاسناد، عن أحمد بن حمزة، عن المرزبان بن عمران، عن ابان بن عثمان قال: أقبل عمران بن عبدالله القمي على أبي عبداللهعليه‌السلام فقر به أبوعبداللهعليه‌السلام فقال: كيف أنت وكيف ولدك وكيف أهلك وكيف بنو عمك وكيف أهل بيتك؟ ثم حدثه مليا فلما خرج قيل لابي عبداللهعليه‌السلام : من هذا؟ قال: نجيب من قوم النجباء ما نصب لهم جبار إلا قصمه الله(٣) .

__________________

(١) رواه الكشى في رجاله ص ٢١٣ ونقله في البحار ج ١١ ص ٢٠٥ من الكتابين.والكنف جمع الكنيف.

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٢١٤ ونقله في البحار ج ١١ ص ٢٠٥ من الاختصاص.و قوله: " بشه " في اللغة بش به: سر وبش له: اقبل عليه وفرح به والبشر والبشاشة: طلاقة الوجه وحسن اللقاء. وقوله: " قصمه الله " أى أهلكه.

(٣) رواه الكشى في رجاله ص ١١٤ ونقله المجلسى من الاختصاص في البحار ج ١١ ص ٢٠٥.

٧١

محمد بن أبى بكر رحمه الله

ابن الطيار قال: ذكر محمد بن أبي بكر عند أبي عبداللهعليه‌السلام فقال أبوعبداللهعليه‌السلام :

رحمه الله وصلى الله عليه قال لامير المؤمنينعليه‌السلام يوما من الايام: ابسط يدك أبايعك فقال: أو ما فعلت؟ فقال: بلى فبسط يده، فقال: أشهد أنك إمام مفترض طاعتك وأن أبي في النار فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : كانت النجابة(١) من قبل امه أسماء بنت عميس لا من قبل أبيه(٢) .

وحدثنا أحمد بن هارون الفاميرحمه‌الله ، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفرعليه‌السلام أن محمد بن أبي بكر بايع عليا على البراء‌ة من أبيه.(٣) وحدثنا جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن موسى الخشاب، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: كان مع أمير المؤمنينعليه‌السلام من قريش خمسة نفر وكان ثلاثة عشرة قبيلة مع معاوية فأما الخمسة: فمحمد بن أبي بكر أتته النجابة من قبل امه أسماء بنت عميس وكان معه هشام بن عتبة بن أبي وقاص المرقال وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام خاله وهو الذي قال له عتبة بن أبي سفيان: إنما هذه الشدة في الحرب من قبل خالك فقال له جعدة: لو كان لك خال مثل خالي لنسيت أباك.

ومحمد بن أبي حذيفة ابن عتبة بن ربيعة والخامس سلف أمير المؤمنينعليه‌السلام ابن أبي العاص بن الربيعة(٤) .

__________________

(١) في اكثر النسخ [ كان أنجابه ].

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٤٣. ونقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٦٥٦.

(٣) رواه الكشى في رجاله ص ٤٣. ونقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٦٥٦.

(٤) رواه الكشى في رجاله ص ٤٢. وفى القاموس السلف - ككبد - من الرجال زوج اخت امرأته.

ونقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٧٢٧.

٧٢

حدثنا جعفر بن الحسن المؤمن وأحمد بن هارون الفامى وجماعة من مشايخنا، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن إسماعيل بن عيسى عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن مختار القلانسي، عن الحارث بن المغيرة النضري قال: قال لي أبوعبداللهعليه‌السلام : أي شئ تقولون أنتم؟ فقال: نقول: هلك الناس إلا ثلاثة، فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : فأين ابن ليلى وشتير فسألت حماد بن عيسى عنهما قال: كانا موليين أسودين لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه(١) .

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد ابن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن ذريح بن محمد المحاربي، عن أبي عبدالله، وعن ابن جريح وغيره من ثقيف أن ابن عباس لما مات واخرج به خرج من تحت كفنه طير أبيض ينظرون إليه يطير نحو السماء حتى غاب عنهم وقال أبوعبداللهعليه‌السلام : كان أبي يحبه حبا شديدا وكان أبيعليه‌السلام وهو غلام تلبسه امه ثيابه فينطلق في غلمان بني عبدالمطلب قال: فأتاه فقال: من أنت؟ - بعدما اصيب بصره - فقال: أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي، فقال: حسبك من لم يعرف فلا عرفك(٢) .

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ٩ ص ٦٤٣ من الكتاب، والظاهر أن ابى ليلى هو عبدالرحمن ابن أبي ليلى الانصارى من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن خواصه من اليمن، روى الكشى في رجاله ص ٦٧ باسناده عن الاعمش انه قال: رأيت عبدالرحمن بن أبى ليلى وقد ضربه الحجاج حتى اسود كتفاه ثم اقامه للناس على سب على والجلاوزة معه يقولون: سب الكذابين، فجعل يقول: ألعن الكذابين على وابن الزبير والمختار. قال ابن شهاب: يقول أصحاب العربية: سمعك تعلم ما يقول لقوله: " على " أى هو ابتداه الكلام.انتهى.

اقول: مراد بن شهاب أنه لو كانت " على " بدلا من قوله: " الكذابين فيجب أن يكون منصوبا فاذا رفعه فو مبتدء وخبره محذوف. واما شتير - بالشين المعجمة المضمومة والتاء المثناة من فوق المفتوحة والياء المثناة من تحت الساكنة والراء المهملة - وهو شتير بن شكل العبسى كان من خواص امير المؤمنينعليه‌السلام .

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٣٨. نقله المجلسى في البحار ج ٩ ص ٦٤٣ من الاختصاص.

٧٣

وعنه عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أتى رجل أبيعليه‌السلام فقال: إن رجلا - يعني عبدالله بن عباس - يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيما نزلت، قال: فاسأله فيمن نزلت( من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا (١) ) وفيمن نزلت( ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم (٢) ) وفيمن نزلت:( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا (٣) ) فأتاه الرجل فغضب وقال: وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله ولكن سله مما العرش ومتى خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبيعليه‌السلام فقال له ما قال، فقالعليه‌السلام : فهل أجابك في الآيات؟ قال: لا، قال أبي: ولكن اجيبك فيها بنور وعلم غير المدعي ولا المنتحل أما الاولتان فنزلتا في أبيه وأما الاخيرة فنزلت في أبي وفينا ولم يكن الرباط الذي امرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط(٤) وأما ما سأل عنه مما العرش فإن الله جعله أرباعا لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء الهواء والقلم والنور ثم خلقه من ألوان أنوار مختلفة من ذلك النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة ونور أصفر اصفرت منه الصفرة ونور أحمر احمرت منه الحمرة ونور أبيض وهو نور الانوار ومنه ضوء النهار ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين وليس من ذلك طبق إلا يسبح بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة ولو سمع واحد منها شي مما تحته لانهدم الجبال(٥)

__________________

(١) الاسراء: ٧٢.

(٢) هود: ٣٤.

(٣) آل عمران: ٢٠٠.

(٤) المرابط: المواظب ثغر العدو والمرابطة أن يربط كل الفريقين خيولهم في ثغره وكل معد لصاحبه وسمى المقام في الثغر رباطا. (كذا في القاموس)

(٥) هكذا في النسختين وكذا أيضا في رجال الكشى ص ٣٦ وفيه قوله: "غلط كل طبق كأول العرش -الخ- " " غلط كل طبق يحاول العرش " ورواه على بن ابراهيم القمى في تفسيره وفيه " لو أذن للسان واحد فأسمع شيئا ما تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون وكشف البحار ولهلك ما دونه " ورواه الصدوق أيضا في التوحيد من قولهعليه‌السلام ." فان الله خلق العرش - إلى قوله -: وليس وراء هذا مقال " وفيه " ولو أذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون و لخسف البحار ولاهلك ما دونه " ورواه ايضا محمد بن ابراهيم النعمانى في كتاب الغيبة ص ١٠٧ بوجه آخر وفيه ان ابن عباس بعث إلى على بن الحسينعليهما‌السلام من يسأله عن قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا - الآية " فغضب على بن الحسينعليهما‌السلام وقال للسائل: وددت أن الذى أمرك بهذا واجهنى به ثم قال: نزلت في أبى وفينا إلى آخر الحديث بادنى اختلاف.

٧٤

والمدائن والحصون ولخسف البحار ولهلك ما دونه، له ثمانية أركان يحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلا الله يسبحون الليل والنهار ولا يفترون ولو أحس شيئا مما فوقه ما أقام لذلك طرفة عين بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة وليس(١) وراء هذا مقال ولقد طمع الحائر(٢) في غير مطمع أما إن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم يستخرجون أقواما من دين الله كما دخلوا فيه وستصبغ الارض بدماء الفراخ من فراخ آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير مدرك ويرابط الذين آمنوا [ ويصبرون ] ويصابرون(٣) حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.

وكان بلال مؤذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لزم بيته ولم يؤذن لاحد من الخلفاء وقال فيه أبوعبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام : رحم الله بلالا فإنه كان يحبنا أهل البيت لعن الله صهيبا فإنه كان يعادينا وفي خبر آخر: كان يبكى على رم ع(٤) .

قنبر مولى أمير المؤمنين صلوات الله عليه

حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن عبدالله جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام أن علياعليه‌السلام قال:

إذا رأيت أمرا منكرا

أوقدت نارا ودعوت قنبرا(٥)

وفي رواية العامة: سئل قنبر مولى من أنت؟ فقال: أنا مولى من ضرب بسيفين و طعن برمحين وصلى القبلتين وبايع البيعتين وهاجر الهجرتين ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا مولى صالح المؤمنين ووارث النبيين وخير الوصيين وأكبر المسلمين ويعسوب المؤمنين

__________________

(١) قوله: " لو احس شيئا مما فوقه " أى لو احس حاس أو كل ملك من الملائكة.وفى بعض النسخ [ لو أحس حس شيئا ] وهو أظهر وفى بعضها [ لو أحس حس شى منها ] وزاد في رجال الكشى وتفسير القمى والتوحيد " والعلم " بعد قوله: والرحمة.

(٢) في بعض النسخ [ ولقد طمع الخائن ] وهكذا ايضا في الكتب التى أشرنا اليه.

(٣) في الكتب هنا " الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون ".

(٤) روى نحوه الكشى في رجاله ص ٢٦ وقوله: " رم ع " كما قاله الطريحى مقلوبة فلا تغفل.

(٥) كذا ونقله المجلسى في البحار ج ٩ ص ٦٢٩. ورواه الكشى في رجاله ص ٤٨.

٧٥

ونور المجاهدين ورئيس البكائين وزين العابدين وسراج الماضين وضوء القائمين وأفضل القانتين ولسان رسول رب العالمين وأول الوصيين من آل يس والمؤيد بجبرئيل الامين و المنصور بميكائيل المتين المحمود عند أهل السماء أجمعين والمحامي عن حرم المسلمين والمجاهد أعداء‌ه الناصبين ومطفئ نيران الموقدين وأفخر من مشى من قريش أجمعين وأول من حارب واستجلب، أمير المؤمنين ووصي نبيه في العالمين وأمينه على المخلوقين وخليفة من بعث إليها أجمعين سيد المسلمين والسابقين وقاتل الناكثين والقاسطين ومبيد المشركين وسهم من مرام الله على المنافقين [ ولسان كلمة العابدين، ناصر دين الله وولي الله ] ولسان كلمة الله وناصره في أرضه وعيبة علمه وكهف دينه إمام الابرار مرضي عند العلي الجبار، سمح، سخي، حيي، بهلول، سنحنحي، زكي، مطهر، أبطحي، بازل جري(١) همام، صابر، صوام، مهدي، مقدام، قاطع الاصلاب مفرق الاحزاب عالي الرقاب، أربطهم عنانا وأثبتهم جنانا وأشدهم شكيمة، باسل، صنديد، هزبر، ضرغام، حازم، عزام، حصيف، خطيب، محجاج، كريم الاصل، شريف الفصل(٢) فاضل القبيلة، نقي العترة، زكي الركانة، مؤدي الامانة من بني هاشم وابن عم النبي، الامام المهدي الرشاد، مجانب الفساد، الاشعث الحاتم، البطل الجماجم(٣) ...

__________________

(١) الحيى: الكثير الحياء.والبهلول - بالضم -: الضحاك والسيد الجامع لكل خير. ورجل سنحنح الذي لا ينام بالليل والياء للمبالغة.والبازل: الرجل الكامل في تجربته والهمام: الملك العظيم الهمة والسيد الشجاع السخى.

(٢) عالى الرقاب أى يعلوها ويسلط عليها.وربط العنان كناية عن التقييد بقوانين الشريعة او حمل الناس عليها.

والشكيمة: الطبع، وفى اللجام: الحديدة المعترضة في فم الفرس.والباسل الاسد والشجاع.والصنديد: السيد الشجاع.والهزبر - بكسر الهاء وفتح الزاى وسكون الباء -: الاسد والشديد الصلب.والضرغام - بالكسر -: الاسد.والحصيف: من استكمل عقله.والمحجاج - بالكسر -: الجدل الكامل في الحجاج.والفصل: القضاء بين الحق والباطل ويحتمل أن يكون المراد هنا المحل الذى انفصل منه من الوالدين والاجداد.

(٣) الركانة: الوقار. والاشعث الاغبر والحاتم - بالكسر -: القاضي. و - بالفتح -: الجواد والجماجم: السادات والعظماء.أقول: أخذت معاني اللغات من البحار والحديث ناقص في النسختين اللتين كانتا عندى ورواه الكشى في رجاله ص ٤٩ وأوردها المجلسىرحمه‌الله في المجلد التاسع ص ٦٣٢ من البحار عنه وعن الاختصاص وفيه بعد قوله: " الجماجم " " والليث المزاحم بدرى، مكى، حنفى، روحانى، شعشعانى من الجبال شواهقها ومن ذى الهضاب رؤوسها ومن العرب سيدها ومن الوغا ليثها، البطل الهمام والليث المقدام والبدر التمام، محك المؤمنين ووارث المشعرين وابوالسبطين الحسن والحسين والله أمير المؤمنين حقا حقا على بن ابى طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية ".

٧٦

فبكيت(١) فقال لي: بكيت من القول دون الفعل فقلت: والله ما بكيت من القول ولا من الفعل ولكني بكيت من شك كان دخلني يوم خبرني سيدي ومولاي علي بن آبي طالب صلوات الله عليه.قال: وما قال لك؟ قال: أتيت الباب فقيل لي: نائم فناديت: انتبه أيها النائم فو الله

__________________

(١) هكذابياض في النسختين والحديث رواه الكشى في رجاله ص ٥٧ عن ابى الحسن الرضا عن ابيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: اتى ميثم التمار دار أمير المؤمنينعليه‌السلام وقيل له: انه نائم فنادى بأعلى صوته: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: ادخلوا ميثما فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك، فقال: صد قت وانت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتقطعن النخلة التى في الكناسة فتشق أربع قطع فتصلب أنت على ربعها وحجر بن عدى على ربعها ومحمد بن أكتم على ربعها وخالد بن مسعود على ربعها، قال ميثم: فشككت والله في نفسى وقلت: إن عليا ليخبرنا بالغيب فقلت له: أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: اى ورب الكعبة كذا عهده إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: فقلت: لم يفعل ذلك بى يا أمير المؤمنين؟ فقال ليأخذنك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيدالله بن زياد، قال: وكان يخرج إلى الجبانة وأنا معه فيمر بالنخلة فيقول لى: يا ميثم لك ولها شأنا من الشأن قال: فلما ولى عبيدالله ابن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه بالنخلة التى بالكناسة فتخرق فتطير من ذلك فأمر بقطعها فاشتراها رجل من النجارين فشقها اربع قطع قال ميثم: فقلت لصالح ابنى: فخذ مسمارا من حديد فانقش عليه اسمى واسم أبى ودقه في بعض تلك الاجذاع، قال: فلما مضى بعد ذلك أيام أتونى قوم من اهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الامير نشتكى إليه عامل السوق فنسأله أن يعزله عنا ويولى علينا غيره قال: وكنت خطيب القوم فنصت لى وأعجبه منطقى فقال له عمرو بن حريث: اصلح الله الامير تعرف هذا المتكلم؟ قال: ومن هو؟ قال: ميثم التمار الكذاب مولى الكذاب علي بن ابى طالب قال: فاستوى جالسا فقال لى: ما تقول؟ فقلت: كذب أصلح الله الامير بل أنا الصادق مولى الصادق على بن ابى طالب امير المؤمنينعليه‌السلام حقا فقال لى: لتبرأن من على ولتذكرن مساويه وتتولى عثمان وتذكر محاسنه او لاقطعن يديك ورجليك ولاصلبنك فبكيت فقال لى: بكيت من القول دون الفعل.. الحديث.

٧٧

لتخضبن لحيتك من رأسك فقال: صدقت وأنت والله ليقطعن يديك ورجليك ولسانك و لتصلبن فقلت: ومن يفعل ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليأخذنك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيد الله بن زياد، قال: فامتلا غيظا - رجع إلى الحديث الاول قال -: فدعاني فقال: ما يقول هذا؟ قال: قلت: بل أنا الصادق ومولى الصادق وهو الكذاب الاشر فقال ابن زياد: لاقتلنك قتلة ما قتل أحد مثلها في الاسلام قال: فقلت: والله لقد أخبرني مولاي أن يقتلني العتل الزنيم فيقطع يدي ورجلي ولساني ثم يصلبني، قال: فقال: وما العتل الزنيم فإني أجده في كتاب الله؟ قال: قلت: أخبرني مولاي أنه ابن المرأة الفاجرة، قال: فقال: والله لاكذبنك ولاكذبن مولاك، فقال لصاحب حرسه: أخرجه فاقطع يديه ورجليه ودع لسانه حتى يعلم أنه كذاب مولى الكذاب، قال: فأخرجه ففعل ذلك به قال صالح: فأتيت أبي متشحطنا بدمه ثم استوى جالسا فنادى بأعلى صوته من أراد الحديث المكتوم عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنينعليه‌السلام فليستمع فاجتمع الناس فأقبل يحدثهم بالعجائب قال: وخرج الاشقى على نعته ذلك(١) فلما رأى الناس حوله يكتبون رجع إلى ابن زياد فقال: أصلح الله الامير تركت أخبث شئ منه، قال: وما هو؟ قال: لسانه إنه ليحدث بالعجب، قال: فبادروه فاقطعوا لسانه، قال: فبادر الحرسي فقال: أخرج لسانك قال: فقال ميثم: ألا زعم ابن الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي هلك فأخرج لسانه فقطعه فقال صالح بن ميثم: فأرسل إلى جذع من تلك النخلة فصلب أبي عليه قال: وقد كان أخبره عليعليه‌السلام على أي ربع يصلب قال: فأخذ أبي مسمارا وكتب عليه اسمه فس مره في الجذع الذي أخبره به بلا علم النجار فلما أتى بالخشبة رأيت المسمار على قامة منه عليه اسمه رحم الله ميثم.

__________________

(١) في بعض النسخ [ فخرج الاشعثى على بقية ذلك ]. وفى الرجال " وخرج عمرو بن حريث ".

٧٨

ماجاء في رشيد الهجرى(١)

حدثنا جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد بن عبدالله الخياط، عن وهيب بن حفص الحريري، عن أبي حسان العجلي، عن قنوا بنت رشيد الهجري قال: قلت لها: أخبريني بما سمعت من أبيك، قالت: سمعت من أبي يقول: قال: حدثني أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني امية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك الجنة؟ قال: بلى يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة، قالت: فوالله ما ذهبت الايام حتى أرسل إليه الدعي عبيدالله بن زياد فدعاه إلى البراء‌ة من أمير المؤمنينعليه‌السلام فأبى أن يتبرأ منه فقال له الدعي: فبأي ميتة قال لك تموت؟ قال: أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراء‌ة منه فلا أتبرء منه فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني، فقال: والله لاكذبن قوله فيك، قدموه فاقطعوا يديه ورجليه واتركوا لسانه فحملت طوائفه(٢) لما قطعت يداه و رجلاه فقلت له: يا أبه كيف تجد ألما لما أصابك؟ فقال: لا يا بنية إلا كالزحام بين الناس فلما حملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال: ائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى أن تقوم الساعة فإن للقوم بقية لم يأخذوها مني بعد فأتوه بصحيفة فكتب الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم.(٣) وذهب لعين فأخبره أنه يكتب للناس ما يكون إلى أن تقوم الساعة فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات في ليلته تلك وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام يسميه رشيد البلايا وكان قد ألقى إليه علم البلايا والمنايا فكان في حياته إذا القى الرجل قال له: يا فلان تموت بميتة كذا وكذا وتقتل أنت يا فلان بقتلة كذا وكذا فيكون

__________________

(١) رشيد - بالراء المضمومة والشين المعجمة المفتوحة وسكون المثناة من تحت والدال - والهجرى - بفتح الهاء والجيم - نسبة إلى هجر وهى بلدة من بلاد اليمن، مدينة معروفة وقال ابن الاثير في اللباب: ينسب إليها رشيد الهجرى.

(٢) أى جمعت اطراف يديه ورجليه لما قطعت كما في رجال الكشى ص ٥٠.

(٣) رواه ابن الشيخ في أماليه ص ١٠٣ عن أبيه عن المفيد مسندا عن وهيب بادنى تغيير في اللفظ وفيه ههنا " فأتوه بصحيفة ودواة فجعل يذكر ويملى عليهم اخبار الملاحم والكاينات ويسندها إلى امير المؤمنينعليه‌السلام فبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه. الخ " .

٧٩

كما يقول الرشيد، وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول له: أنت رشيد البلايا أنك تقتل بهذه القتلة فكان كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه(١) .

وعنه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الجارود قال: سمعت القنوا بنت رشيد الهجري تقول: قال أبي: يا بنية أميتي الحديث بالكتمان واجعلى القلب مسكن الامانة. في وجه عن قنوا بنت رشيد الهجري قالت: قلت لابي: ما أشد اجتهادك؟ قال: يا بنية يأتي قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهادنا(٢) .

جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن الحسن محبوب، عن عبدالكريم يرفعه إلى رشيد الهجري قال: لما طلب زياد أبوعبيد الله رشيد الهجري اختفى رشيد فجاء ذات يوم إلى أبي أراكة وهو جالس على بابه في جماعة من أصحابه فدخل منزل أبي أراكة ففزع لذلك أبوأراكة وخاف فقام فدخل في إثره فقال: ويحك قتلتني وأيتمت ولدي وأهلكتهم، قال: وما ذاك؟ قال: أنت مطلوب وجئت حتى دخلت داري وقد رآك من كان عندي، فقال: ما رآني أحد منهم، قال: وستجربن أيضا فأخذه وشده كتافا ثم أدخله بيتا وأغلق عليه بابه ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم: إنه خيل إلى أن رجلا شيخا قد دخل آنفا داري قالوا: ما رأينا أحدا فكرر ذلك عليهم كل ذلك يقولون: ما رأينا أحدا فسكت عنهم ثم إنه تخوف أن يكون قد رآه غيرهم فدخل مجلس زياد ليتجسس هل يذكرونه فإن هم أحسوا بذلك أخبرهم أنه عنده ورفعه إليهم قال: فسلم على زياد وقعد عنده وكان الذي بينهما لطيف قال: فبينا هو كذلك إذ أقبل رشيد على بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد قال: فلما نظر إليه أبوأراكة تغير لونه وأسقط في يديه وأيقن بالهلاك، فنزل رشيد عن البغلة وأقبل إلى زياد فسلم عليه وقام إليه زياد فاعتنقه وقبله ثم أخذ يسأله كيف قدمت؟ وكيف من خلفت؟ وكيف كنت في مسيرك؟

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٩ ص ٦٣٣.

(٢) نقله المجلسى من الكتاب في المجلد التاسع من البحار ص ٦٣٣ وأيضا من المحاسن في ص ٦٢٩.

٨٠

وأخذ لحيته ثم مكث هنيئة ثم قام فذهب فقال أبوأراكة لزياد: أصلح الله الامير من هذا الشيخ؟ قال: هذا أخ من إخواننا من أهل الشام قدم علينا زائرا، فانصرف أبوأراكة إلى منزله فإذا رشيد بالبيت كما تركه فقال له أبوأراكة: أما إذا كان عندك من العلم ما أرى فاصنع ما بدا لك وادخل علينا كيف شئت.(١)

زيد بن صوحان

حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن وجماعة من مشايخنا، عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان، عن واصل بن سليمان، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاء أمير المؤمنينعليه‌السلام حتى جلس عند رأسه فقال: يرحمك الله يا زيد فقد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة قال: فرفع زيد رأسه إليه ثم قال: وأنت فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين ما علمتك إلا بالله عليما وفى ام الكتاب عليا حكيما و أن الله في صدرك لعظيم والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت ام سلمة زوجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ". وكرهت والله أن أخذلك فيخذلني الله.(٢)

مالك الاشتر

حدثنا أبوعبدالله الحسين بن أحمد العلوي المحمدي، وأحمد بن علي بن الحسين بن زنجويه جميعا قالا: حدثنا أبوالقاسم حمزة بن القاسم العلوي قال: حدثنا بكر بن عبدالله ابن حبيب، عن سمرة بن علي، عن أبي معاوية الضرير، عن مجالد، عن الشعبي قال: حدثنا عبدالله بن جعفر ذو الجناحين قال لما جاء علي بن ابي طالب صلوات الله عليه مصاب محمد بن أبي بكر حيث قتله معاوية بن خديج

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ٩ ص ٦٣٣ من الكتاب.

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٤٤. ونقله المجلسى في المجلد الثامن من ص ٤٣٢.

٨١

السكوني بمصر جزع عليه جزعا شديدا وقال: ما أحلق مصر أن يذهب آخر الدهر فلوددت أني وجدت رجلا يصلح لها فوجهته إليها فقلت: تجد، فقال: من؟ فقلت: الاشتر قال: ادعه لي فدعوته فكتب له عهده وكتب معه بسم الله الرحمن الرحيم من علي بن أبي طالب إلى الملاء من المسلمين الذين غضبوا لله حين عصي في الارض وضرب الجور بأرواقه(١) على البر والبحر فلا حق يستراح إليه ولا منكر يتناهى عنه سلام عليكم أما بعد فإني قد وجهت إليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف ولا ينكل عن الاعداء حذار الدوائر، أشد على الفجار من حريق النار وهو مالك بن الحارث الاشتر أخو مذحج(٢) فاسمعوا له وأطيعوا فأنه سيف من سيوف الله لا يأتي الضريبة ولا كليل الحد فإن أمركم أن تنفروا فانفروا وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا وإن أمركم أن تحجموا فاحجموا فإنه لا يقدم إلا بأمري وقد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم وشدة شكيمته على عدوكم، عصمكم ربكم بالهدى وثبتكم باليقين ثم قال له: لا تأخذ على السماوة فإني أخاف عليك من معاوية وأصحابه ولكن الطريق الاعلى في البادية حتى تخرج إلى أيلة(٣) ثم ساحل مع البحر حتى تأتيها، ففعل فلما انتهى إلى أيلة وخرج منها صحبه نافع مولى عثمان بن عفان فخدمه وألطفه حتى أعجبه شأنه، فقال له: ممن أنت؟ قال: من أهل المدينة قال: من أيهم؟ قال: مولى عمر بن الخطاب قال: وأين تريد؟ قال: مصر قال: وما حاجتك بها؟ قال: اريد أشبع من الخبز فإنا لا نشبع بالمدينة فرق له الاشتر وقال له: ألزمني فإني ساصيبك بخبز، فلزمه حتى بلغ القلزم(٤) وهو من مصر على ليلة فنزل على امرأة من جهينة فقالت: أي الطعام أعجب بالعراق فاعالجه لكم؟ قال: الحيتان الطرية فعالجتها له فأكل وقد كان ظل صائما في يوم حار فأكثر من شرب الماء فجعل لا يروي فأكثر منه حتى نغر يعني انتفخ بطنه من كثرة شربه(٥) فقال له نافع: إن هذا

__________________

(١) الارواق: الفساطيط، يقال: ضرب فلان روقه بموضع كذا إذا نزل به وضرب خيمته

(٢) فيه كلام لا مجال ههنا لذكره وكان اعزامه قبل قتل محمد على بعض الاقوال.

(٣) - بفتح الهمزة - مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام.وقيل: هى آخر الحجاز و أول الشام وهى مدينة اليهود الذين اعتدوا في السبت واليها يجتاز حجاج مصر.(مراصد الاطلاع)

(٤) القلزم هى مدينة على ساحل بحر اليمن من جهة مصر ينسب البحر اليها.(المراصد)

(٥) في النهاية: نغرت القدر تنغر اذا غلت. وفى القاموس: نغر من الماء كفرح: اكثر.وما في الخبر بيان حاصل المعنى.

٨٢

الطعام الذي أكلت لا يقتل سمه إلا العسل فدعا به من ثقله، فلم يوجد فقال له نافع: هو عندي فآتيك به؟ قال: نعم فأتني به فأتى رحله فحاضر شربة من عسل بسم قد كان معه أعده له فأتاه بها فشربها فأخذه به الموت من ساعته وانسل نافع في ظلمة الليل فأمر به الاشتر أن يطلب فطلب فلم يصب.

قال عبدالله بن جعفر: وكان لمعاوية بمصر عين يقال له: مسعود بن جرجة فكتب إلى معاوية بهلاك الاشتر فقام معاوية خطيبا في أصحابه فقال: إن عليا كانت له يمينان قطعت إحداهما بصفين - يعني عمارا - واخرى اليوم، إن الاشتر مر بأيلة متوجها إلى مصر فصحبه نافع مولى عثمان فخدمه وألطفه حتى أعجبه واطمأن إليه فلما نزل القلزم حاضر له شربة من عسل بسم فسقاها فمات، ألا وإن لله جنودا من عسل(١) .

وحدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا أبوالقاسم حمزة بن القاسم العلوي، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن سمرة بن علي قال: حدثني المنهال بن جبير الحميري قال: حدثنا عوانة قال: لما جاء هلاك الاشتر إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه صعد المنبر فخطب الناس ثم قال: ألا إن مالك بن الحارث قد مضي نحبه وأوفى بعهده ولقى ربه فرحم الله مالكا لو كان جبلا لكان فذا ولو كان حجرا لكان صلدا، لله مالك(٢) وما مالك؟ وهل قامت النساء عن مثل مالك؟ وهل موجود كمالك؟ ! قال: فلما نزل ودخل القصر أقبل عليه رجال من قريش فقالوا: لشد ما جزعت عليه ولقد هلك، قال: أما والله هلاكه فقد أعز أهل المغرب وأذل أهل المشرق، قال: وبكى عليه أياما وحزن عليه حزنا شديدا وقال: لا أرى مثله بعده أبدا.(٣) أحمد بن هارون الفامي عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن أبي عبدالله محمد بن خالد البرقي، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، عن ابي جعفرعليه‌السلام قال: شهد مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام من التابعين

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٦٥٧. وروى نحوه المؤلف في أماليه ص ٥٠.

(٢) في بعض نسخ الحديث " لله در مالك ".

(٣) نقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٦٥٨.

٨٣

ثلاثة نفر بصفين شهد لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجنة ولم يرهم: اويس القرني وزيد بن صوحان العبدي وجندب الخير الازدي رحمة الله عليهم(١) .

سفيان بن ليلى الهمداني

حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن وجماعة من مشايخنا، عن محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: جاء رجل من اصحاب الحسنعليه‌السلام يقال له: سفيان بن ليلى وهو على راحلة له فدخل على الحسنعليه‌السلام وهو محتب(٢) في فناء داره فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال له الحسن: أنزل ولا تعجل، فنزل فعقل راحلته في الدار، ثم أقبل يمشي حتى انتهى إليه قال: فقال له الحسنعليه‌السلام : ما قلت؟ قال قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين، قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الامة فحللته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله، قال: فقال الحسنعليه‌السلام : ساخبرك لم فعلت ذلك سمعت أبي يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لن تذهب الايام والليالي حتى يلي على امتي رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فلذلك فعلت ما جاء بك، قال: حبك؟ قال: الله، قال: الله، قال: فقال الحسنعليه‌السلام : والله لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا بالديلم إلا نفعه الله بحبنا وإن حبنا ليساقط الذنوب من ابن آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر(٣) .

تسمية من شهد مع الحسين بن عليعليهما‌السلام بكربلاء

العباس بن علي بن أبي طالب وهو السقاء قتله حكم بن الطفيل وام العباس ام البنين بن حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن عامر، وجعفر بن علي، وعبدالله بن علي بن ابي طالبعليه‌السلام وامهما ام البنين، ومحمد بن علي وامه ام ولد، وأبوبكر بن علي وامه ليلى بنت مسعود، وعلي بن

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ٨ ص ٥٢٢ مع توضيح وبيان.

(٢) احتبى بالثوب: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوه. (القاموس)

(٣) نقله المجلسى في البحار ج ١٠ ص ١٠٥.

٨٤

الحسين بن علي بن ابي طالب وامه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود وعبدالله بن الحسين بن علي بن أبي طالب وامه الرباب بنت امرء القيس بن عدي، وعون ابن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن مسلم بن عقيل ابن أبي طالب، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب، وعبدالله بن يقطر رضيع الحسين بن علي ابن أبي طالب، وسليمان مولى الحسين، ومنجح مولى الحسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام فجميع من استشهد مع أبي عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما بكربلاء من ولد علي وجعفر وعقيل وولد الحسين ومواليهمعليهم‌السلام .

روى محمد بن جعفر المؤدب أن أبا إسحاق واسمه عمرو بن عبدالله السبيعي أنه صلى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة وكان يختم القرآن في كل ليلة ولم يكن في زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند الخاص والعام وكان من ثقات علي بن الحسينعليهما‌السلام وولد في الليلة التي قتل فيها أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقبض وله تسعون سنة و هو من همدان اسمه عمرو بن عبدالله بن علي بن ذي حمير بن السبيع بن يبلغ الهمداني ونسب إلى السبيع لانه نزل فيهم(١) .

زياد بن المنذر الاعمى وهو أبوالجارود، وزياد بن أبي رجاء وهو أبوعبيدة الحذاء، وزياد بن سوقة، وزياد مولى أبي جعفرعليه‌السلام ، وزياد بن أبي زياد المنقري وزياد الاحلام من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام ، ومن أصحابه أبوبصير ليث بن البختري المرادي، وأبوبصير يحيى ابن أبي القاسم مكفوف مولى لبني أسد واسم أبي القاسم إسحاق، وأبوبصير كان يكنى بأبي محمد(٢) .

سورة بن كليب

حدثنا محمد بن الحسن......(٣)

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٣٣ من الكتاب.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٩٨ من الكتاب.

(٣) هكذا في النسختين وروى أبوجعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الاملى في دلائل الامامة ص ١١٨ ط النجف عن الحسين بن سعيد قال أخبرني أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن على بن محمد عن صندل، عن سورة بن كليب قال: قال لي أبوعبداللهعليه‌السلام : يا سورة كيف حججت العام؟ قال قلت: استقرضت حجتى. الحديث بأدنى تغيير في اللفظ. ونقله المجلسى في المجلد الحاديعشر ص ١٤٠ عن المناقب لابن شهر آشوب بأدنى تفاوت في اللفظ أيضا.

٨٥

العام قال: قلت: استقرضت حجتي ووالله إني لاعلم أن الله تعالى سيقضيها عني وما كان أعظم حجتي بعد المغفرة إلا شوقا إليك وإلى حديثك قال: أما حجتك فقد قضاها الله من عندي ثم رفع مصلى تحته فأخرج دنانير وعد عشرين دينارا وقال: هذه حجتك وعد عشرين دينارا وقال: هذه معونة لك حياتك حتى تموت، قلت: جعلت فداك أخبرني أن أجلي قد دنى؟ قال: يا سورة أما ترضى أن تكون معنا ومع إخوانك فلان وفلان؟ قلت: نعم، قال صندل: فما لبث إلا تسعة أشهر حتى مات.

ابراهيم بن شعيب

حدثني أبوالعباس أحمد بن محمد بن القاسم الكوفي المحاربي قال: حدثني علي بن محمد بن يعقوب الكوفي قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن أسباط عن إبراهيم بن أبي البلاد - أو عبدالله بن جندب - قال: كنت في الموقف فلما أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه وكان مصابا بإحدى عينيه وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة دم، فقلت له: قد اصبت بإحدى عينيك وأنا مشفق لك على الاخرى فلو قصرت من البكاء قليلا، فقال: لا والله يا أبا محمد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة، فقلت: فلمن دعوت؟ قال: دعوت لاخواني، سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: من دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكا يقول: ولك مثلاه، فأردت أن أكون أنا أدعو لاخواني ويكون الملك يدعو لي لاني في شك من دعائي لنفسي ولست في شك من دعاء الملك لي(١) .

عبدالله بن المغيرة الخزاز الكوفى

حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن ابن علي بن فضال، قال: قال عبدالله بن المغيرة: كنت واقفا(٢) فحججت على تلك الحالة فلما صرت بمكة اختلج في صدري شئ فتعلقت بالملتزم ثم قلت: اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي فأرشدني إلى خير الاديان، فوقع في نفسي أن آتي الرضاعليه‌السلام فأتيت المدينة فوقفت ببابه وقلت للغلام: قل لمولاك: رجل من أهل العراق بالباب فسمعت نداء‌ه: ادخل يا عبدالله بن

__________________

(١) رواه الكلينيرحمه‌الله في المجلد الرابع من الكافى ص ٤٦٥. ونقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٢٨٤.

(٢) أى كنت على مذهب الوقف. وفى بعض النسخ [ كنت واقفيا ].

٨٦

المغيرة، فدخلت فلما نظر إلي قال: قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينك فقلت: أشهد أنك حجة الله وأمينه على خلقه(١) .

حدثنا محمد بن الحسن قال: حمل إلى محمد بن موسى بن المتوكل رقعة من أبي الحس الاسدي قال: حدثني سهل بن زياد الادمي لما أن صنف عبدالله بن المغيرة كتابه وعد أصحابه أن يقرأ عليهم في زاوية من زوايا مسجد الكوفة وكان له أخ مخالف فلما أن حضروا لاستماع الكتاب جاء الاخ وقعد، قال: فقال لهم: انصرفوا اليوم فقال الاخ: أين ينصرفون فإني أيضا جئت لما جاؤوا، قال: فقال له: لما جاؤوا؟ قال: يا أخي اريت فيما يرى النائم أن الملائكة تنزل من السماء فقلت: لماذا ينزلون هؤلاء؟ فقال: قائل: ينزلون يستمعون الكتاب الذي يخرجه عبدالله بن المغيرة فانا أيضا جئت لهذا وأنا تائب إلى الله، قال: فسر عبدالله بن المغيرة بذلك(٢)

سعد بن عبدالملك الاموى

حدثني أبوعبدالله محمد بن أحمد الكوفي الخزاز قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، عن ابن فضال، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي مسروق النهدى، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، قال: دخل سعد بن عبدالملك وكان أبوجعفرعليه‌السلام يسميه سعد الخير وهو من ولد عبدالعزيز بن مروان على أبي جعفرعليه‌السلام فبينا ينشج كما تنشج النساء(٣) قال: فقال له أبوجعفرعليه‌السلام : ما يبكيك يا سعد؟ قال وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن، فقال له: لست منهم أنت اموي منا أهل البيت أما سمعت قول الله عزوجل يحكي عن إبراهيم:( فمن تبعني فإنه مني ) (٤) ".

__________________

(١) رواه الكشى في رجاله ص ٣٦٥.والصدوق في العيون والراوندى في الخرائج والاربلى في كشف الغمة ص ٢٦٩ عن دلائل الحميرى.ونقله المجلسى في ج ١٢ ص ١٢ من الكتاب.

(٢) نقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٢٨٥.

(٣) نشج الباكى: غص بالبكاء من غير انتحاب.

(٤) الاية في سورة ابراهيم آية ٣٩. والخبر نقله المجلسى من الكتاب في البحار ج ١١ ص ٩٧.

٨٧

اسماعيل بن عبدالرحمن الجعفى

أبوغالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثني محمد ابن فضل بن إبراهيم، عن أبيه، عن النعمان بن عمرو الجعفي قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن عبدالرحمن الجعفي قال: دخلت أنا وعمي الحصين بن عبدالرحمن علي أبي عبداللهعليه‌السلام فأدناه وقال: ابن من هذا معك؟ قال: ابن أخي إسماعيل، فقال: رحم الله إسماعيل وتجاوز عنه سيئ عمله، كيف خلفتموه؟ قال: بخير ما آتاه الله لنا من مودتكم، فقال: يا حصين لا تستصغروا مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات، قال: يا ابن رسول الله ما استصغرتها ولكن أحمد الله عليها(١)

أبوأحمد محمد بن ابى عمير

قال: وحدثنا محمد بن المحسن السجاد(٢) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: كان ابن أبي عمير حبس سبع عشر سنة فذهب ماله وكان له على رجل عشرة آلاف درهم قال: فباع داره وحمل إليه حقه، فقال له ابن أبي عمير: من أين لك هذا المال وجدت كنزا أو ورثت عن إنسان؟ لا بد من ان تخبرني، قال: بعت داري، فقال: حدثني ذريح المحاربي عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: لا يخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين أنا محتاج إلى درهم و ليس يدخل ملكي(٣) .

واسم أبي عمير زياد من مولى الازد، أوثق الناس عند الشيعة والعامة وأنسكهم نسكا وأورعهم وأعبدهم وكان واحدا في زمانه في الاشياء كلها، أدرك أبا إبراهيم موسى بن جعفرعليهما‌السلام ولم يرو عنه وروى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (٤) .

زكريا بن أدم وأبى جرير زكريا بن ادريس بن عبدالله القميين

حدثنا أحمد بن محمد، عن أبيه، وسعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن حمزة بن اليسع، عن زكريا بن آدم قال: دخلت على الرضاعليه‌السلام من أول الليل في حدثان ما مات أبوجرير رحمه الله فسألني عنه وترحم عليه ولم يزل يحدثني واحدثه حتى طلع الفجر، ثم قام صلى الله عليه وصلى صلاة الفجر(٥) .

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ١١ ص ٢٠٦ من الكتاب.

(٢) كذا.

(٣) نقله في البحار ج ١٢ ص ٨٢.

(٤) نقله المجلسى من الكتاب في البحار ج ١٢ ص ٨٢.

(٥) نقله المجلسى من الكتاب في البحار ج ١٢ ص ٨٢.

٨٨

وعنه عن أبيه، وسعد جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن حمزة، عن زكريا ابن آدم، قال: قلت للرضاعليه‌السلام : إني اريد الخروج عن أهل بيتي، فقد كثر السفهاء، فقال: لا تفعل فإن أهل قم يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسنعليه‌السلام (١) .

وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن الوليد، عن علي بن المسيب(٢) قال: قلت للرضاعليه‌السلام : شقتي بعيدة ولست أصل إليك كل وقت فممن آخذ معالم ديني؟ فقال: من زكريا ابن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا، قال ابن المسيب: فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه(٣) .

وعن أحمد بن محمد بن عيسى القمي قال: بعث أبوجعفرعليه‌السلام غلامه معه كتابه فأمرني أن أصير إليه فأتيته وهو بالمدينة نازل في دارخان بزيع فدخلت فسلمت فذكر في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما ما قد سمعه غير واحد فقلت في نفسي: أستعطفه على زكريا ابن آدم لعله أن يسلم مما قال في هؤلاء القوم، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: من أنا أن أتعرض في هذا وشبهه لمولاي وهو أعلم بما صنع، فقال لي: يا أبا علي ليس على مثل أبي يحيى(٤) تعجل وقد كان من خدمته لابي صلى الله عليه ومنزلته عنده وعندي من بعده غير أني قد احتجت إلى المال الذي عنده، فقلت: جعلت فداك هو باعث إليك بالمال وقال: إن وصلت إليه فأعلمه أن الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر(٥) ، قال: احمل كتابي إليه ومره أن يبعث إلي بالمال، فحملت كتابه إلى زكريا بن آدم فوجه إليه بالمال(٦) .

وحدثنا جعفر بن محمد بن قولويه، عن الحسن بن بنان، عن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، عن بعض القميين، عن محمد بن إسحاق، والحسن بن محمد قالا: خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم إلى الحج فتلقانا كتابهعليه‌السلام في بعض الطريق ما جرى من قضاء الله

__________________

(١) يعني بأبى الحسن الكاظمعليه‌السلام كما هو المصرح به فيما رواه الكشى في رجاله ص ٣٦٦

(٢) في بعض النسخ [ على بن الميثم ].

(٣) نقله المجلسى في البحار ج ١٢ ص ٨٢ من الكتاب ورواه الكشى في رجاله ص ٣٦٦.

(٤) كنية زكريا بن آدم القمى.

(٥) في هامش التنقيح كلاهما من أصحاب الرضاعليه‌السلام انتهى.والظاهر هما ميمون بن يوسف النخاس كما احتمله المحقق الوحيدرحمه‌الله وأبومسلم مسافر خادم الرضاعليه‌السلام .

(٦) رواه الكشى في رجاله ص ٣٦٧ ونقله المجلسى في البحار ج ١٢ ص ٨٢ من الكتاب.

٨٩

في الرجل المتوفى في رحمة الله يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق، قائلا به، صابرا محتسبا للحق قائما بما يحب الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومضى رحمة الله عليه غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه جزاء سعيه(١) وذكرت الرجل الموصى إليه فلم أجد فيه رأينا وعندنا من المعرفة به أكثر ما وصفت - يعني الحسن بن محمد بن عمران -(٢) .

المرزبان بن عمران القمى الاشعرى

حدثنا أحمد بن محمد، عن أبيه، وأحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن علي، عن المرزبان بن عمران القمي الاشعري قال: قلت لابي الحسن الرضاعليه‌السلام : أسألك عن أهم الاشياء والامور إلي، أمن شيعتكم أنا: فقال: نعم، قال: قلت لابي الحسن الرضاعليه‌السلام : واسمي مكتوب عندك؟ قال: نعم(٣) .

صفوان بن يحيى

وذكر محمد بن جعفر المؤدب أن صفوان بن يحيى يكنى بأبي محمد مولى بجيلة، بياع السابري، أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم كان يصلي في كل يوم خمسين و مائة ركعة ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويخرج زكاة ماله كل سنة ثلاث مرات وذلك أنه اشترك هو وعبدالله بن جندب وعلي بن نعمان في بيت الله الحرام تعاقدوا جميعا إن مات واحد منهم يصلي من بقي منهم صلاته ويصوم عنه ويحج عنه ويزكي عنه ما دام حيا، فمات صاحباه وبقي صفوان بعدهما فكان يفي لهما بذلك، يصلي عنهما ويزكي عنهما ويحج عنهما وكل شئ من البر والصلاح لنفسه كذلك يفعله لصاحبيه، وقال بعض جيرانه من أهل الكوفة بمكة: يا ابا محمد تحمل لي إلى المنزل دينارين؟ فقال له:

__________________

(١) في رجال الكشى " أعطاه خير امنيته ".

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٣٦٦. ونقله المجلسى من الاختصاص في المجلد الثانى عشر ص ١٢٥ وفى رواية الكشى مكان قولهعليه‌السلام : " فلم أجد فيه رأينا " " ولم تعرف فيه رأينا "، وفى بعض نسخ الكتاب [ فلم بعد فيه رأينا ].

(٣) رواه الكشى في رجاله ص ٣١٤، ونقله المجلسى في البحار ج ١٢ ص ٨٠ من الاختصاص.

٩٠

إن جمالي يستكري حتي استأمر فيه جمالي(١) .

على بن عبيد الله بن على بن الحسينعليهما‌السلام

حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن جعفر قال: قال لي علي بن عبيدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : أشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام اسلم عليه، قلت: فما يمنعك من ذلك؟ قال: الاجلال والهيبة له وأبقي عليه قال: فاعتل أبوالحسنعليه‌السلام علة خفيفة وقد عاده الناس فلقيت علي بن عبيدالله فقلت: قد جاء‌ك ما تريد قد اعتل أبوالحسنعليه‌السلام علة خفيفة وقد عاده الناس فإن أنت أردت الدخول عليه فاليوم، قال: فجاء إلى أبي الحسنعليه‌السلام عائدا فلقيه أبوالحسنعليه‌السلام بكل ما يحب من المكرمة والتعظيم ففرح بذلك علي بن عبيدالله فرحا شديدا ثم مرض علي بن عبيدالله فعاده أبوالحسنعليه‌السلام وأنا معه فجلس حتى خرج من كان في البيت(٢) .

الحسن بن محبوب، عن علي بن حمزة قال: قال لي أبوالحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام مبتدئا من غير أن أسأله: يلقاك غدا رجل من أهل المغرب يقال له: يعقوب يسألك عني فقل له: هو الامام الذي قال لنا أبوعبداللهعليه‌السلام وإذا سألك عن الحلال والحرام فأجبه عني، قلت: جعلت فداك وما علامته؟ قال: رجل طوال جسيم، فإن أتاك فلا عليك أن تدله علي(٣) وإن أحب أن تدخله علي فأدخله علي، فقال: فوالله إني لفي الطواف إذ أقبل إلي رجل طوال جسيم فقال لي: إني اريد أن أسألك عن صاحبك؟ فقلت: عن أي صاحبي؟ فقال: عن فلان بن فلان، قلت: وما اسمك؟ قال: يعقوب،

__________________

(١) نقله المجلسىرحمه‌الله في البحار ج ١٢ ص ٨١.

(٢) رواه الكشى في رجاله ص ٣٦٥. وزاد بعد قوله: " في البيت " فلما خرجنا أخبرتنى مولاة لنا ان ام سلمة امرأة على بن عبيدالله كانت وراء الستر تنظر إليه فلما خرج خرجت وانكبت على الموضع الذي كان أبوالحسنعليه‌السلام فيه جالسا فقبلته وتتمسح به قال سليمان: ثم دخلت على على بن عبيدالله فأخبرني بما فعلت ام سلمت فخبرت به أبا الحسنعليه‌السلام فقال: يا سليمان ان على ابن عبيدالله وامرأته وولده من أهل الجنة، يا سليمان ان ولد على وفاطمةعليهما‌السلام اذا عرفهم الله هذا الامر لم يكونوا كالناس.انتهى ونقله المجلسى في البحار ج ١٢ ص ٦٧.

(٣) اى لا جناح عليك ولا بأس بذلك.

٩١

قلت: ومن أين أنت؟ قال: من أهل المغرب، قلت: فمن أين عرفتني؟ قال: أتاني آت في المنام فقال: لي ألق علي بن حمزة فسله عن جميع ما تحتاج إليه، فسألت عنك فدللت عليك، فقلت له: اقعد في هذا الموضع حتى أفرغ من طوافي وآتيك إن شاء الله، فطفت ثم أتيته فكلمت رجلا عاقلا، ثم طلب إلي أن أدخله على أبي الحسنعليه‌السلام ، فأخذت بيده فأتيت أبا الحسنعليه‌السلام فلما رآه قال: يا يعقوب ! قال: لبيك، قال: قدمت أمس ووقع بينك و بين إسحاق أخيك [ شر ] في موضع كذا ثم شتم بعضكم بعضا وليس هذا من ديني ولا من دين آبائي ولا يأمر به أحد من الناس فاتقيا الله وحده لا شريك له فإنكما ستفترقان جميعا بموت، أما إن أخاك سيموت في سفره قبل أن يصل إلى أهله وستندم أنت على ما كان منك وذاك أنكما تقاطعتما فبترت أعماركما، فقال له الرجل: متى أجلي؟ قال: كان أجلك قد حضر حتى وصلت عمتك بما وصلتها به فأنسى الله في أجلك عشرين سنة قال: فاخبر الرجل أن أخاه لم يصل إلى منزله حتى دفن في الطريق.(١) قال: قال أبوحنيفة يوما لموسى بن جعفرعليه‌السلام : أخبرني أي شئ كان أحب إلى أبيك العود أم الطنبور؟ قال: لا بل العود فسئل عن ذلك فقال: يحب عود البخور ويبغض الطنبور(٢) .

أبوالفرج، عن أبي سعيد بن زياد، عن رجل، عن عبدالله بن جبلة، عن أبي المغراء عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: سمعته يقول: من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا و أن يعرف موضعه من الله فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا فإنه يرانا ويغفر له بنا ولا يخفى عليه موضعه، قلت: سيدي ! فإن رجلا رآك في منامه وهو يشرب النبيذ؟ قال: ليس النبيذ يفسد عليه دينه إنما يفسد عليه تركنا وتخلفه عنا.

إن أشقى أشقياء‌كم من يكذبنا في الباطن بما يخبر عنا، يصدقنا في الظاهر ويكذبنا في الباطن، نحن أبناء نبي الله وابناء رسول الله صلوات الله عليه وأبناء أمير المؤمنينعليه‌السلام و أحباب رب العالمين، نحن مفتاح الكتاب فبنا نطق العلماء ولولا ذلك لخرسوا، نحن رفعنا

__________________

(١) رواه الكشى في رجاله كما في البحار والراوندى في الخرائج وابن شهر آشوب في المناقب والطبرى في الدلائل ص ١٦٦ بادنى تغيير في اللفظ. وفى البحار ج ١١ ص ٢٤١.

(٢) نقله في البحار ج ١١ ص ٢٨٦.

٩٢

المنار وعرفنا القبلة، نحن حجر البيت في السماء والارض، بنا غفر لآدم وبنا ابتلي أيوب وبنا افتقد يعقوب وبنا حبس يوسف وبنا دفع البلاء، بنا أضاء‌ت الشمس، نحن مكتوبون على عرش ربنا، مكتوبون: محمد خير النبيين وعلي سيد الوصيين وفاطمة سيدة نساء العالمين(١) أنا خاتم الاوصيا أنا طالب الباب أنا صاحب الصفين أنا المنتقم من أهل البصرة أنا صاحب كربلاء من أحبنا وتبرأ من عدونا كان معنا وممن في الظل الممدود والماء المسكوب - و الحديث طويل وفي آخر - إن الله اشترك بين الانبياء والاوصياء في العلم والطاعة - وفي حديث آخر - إن الله خلقنا قبل الخلق بألفي ألف عام فسبحنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا وهو حديث طويل يرويه محمد بن عيسى بن عبيد البغدادي، عن موسى بن محمد بن علي بن موسى سأله ببغداد في دار الفطن قال: قال موسى(٢) : كتب إلي يحيى بن اكثم يسألني عن عشر مسائل أو تسعة فدخلت على أخي فقلت له: جعلت فداك إن ابن أكثم كتب إلي يسألني، عن مسائل افتيه فيها فضحك، ثم قال: فهل أفتيته؟ قلت: لا، قال: ولم؟ قلت: لم أعرفها، قال: وما هي؟ قلت: كتب إلي أخبرني عن قول الله عزوجل:( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك (٣) ) أنبي الله كان محتاجا إلى علم آصف؟

__________________

(١) إلى هنا نقله في البحار ج ٧ ص ٣٣٦.

(٢) هو أبوأحمد موسى المبرقع أخوأبى الحسن الهادىعليه‌السلام من طرف الاب والام كان امهما ام ولد تسمى بسمانة المغربية وكان موسى جد سادات الرضوية، قدم قم سنة ٢٥٦ وهو أول من انتقل من الكوفة إلى قم من السادات الرضوية وكان يسدل على وجهه برقعا دائما ولذلك سمى بالمبرقع.فلم يعرفه القميون فانتقل عنهم إلى كاشان فأكرمه أحمد بن عبدالعزيز بن دلف العجلى فرحب به وأكرمه وأهدى اليه خلاعا فاخرة وأفراسا جيادا ووظفه في كل سنة ألف مثقال من الذهب وفرسا مسرجا فلما عرفه القميون أرسلوا رؤساء‌هم إلى كاشان بطلبه وردوه إلى قم واعتذروا منه وأكرموه واشتروا من مالهم ووهبوا له سهاما من القرى واعطوه عشرين الف درهم واشترى ضياعا كثيرة.فأتته أخواته زينب وام محمد وميمونة بنات محمد بن الرضاعليهما‌السلام ونزلن عنده، فلما متن دفن عند فاطمة بنت موسى بن جعفرعليهما‌السلام واقام موسى بقم حتى مات سنة ٢٦٦ ودفن في داره وقيل: في دار محمد بن الحسن بن ابى خالد الاشعرى وهو المشهد المعروف اليوم. ويظهر من بعض الروايات أن المتوكل الخليفة العباسى يحتال في أن ينادمه. وقد أفرد المحدث النورىرحمه‌الله في أحواله رسالة سماها: " البدر المشعشع في أحوال موسى المبرقع ".

(٣) النمل: ٤٠.

٩٣

وأخبرني عن قول الله عزوجل:( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا (١) ) أسجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟.

و أخبرني عن قول الله عزوجل:( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك (٢) ) من المخاطب بالآية؟ فإن كان المخاطب رسول الله صلوات الله عليه أليس قد شك فيما انزل إليه؟ وإن كان المخاطب به غيره فعلى غيره إذا انزل القرآن.

وأخبرني عن قوله تعالى:( ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله (٣) ) ما هذه الابحر " وأين هي؟.

وأخبرني عن قول الله:( فيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين (٤) ) فاشتهت نفس آدم البر فأكل وأطعم، فكيف عوقبا فيها على ما تشتهى الانفس؟.

وأخبرني عن قول الله:( أو يزوجهم ذكرانا وإناثا (٥) ) فهل زوج الله عباده الذكران وقد عاقب الله قوما فعلوا ذلك.

وأخبرني عن شهادة امرأة جازت وحدها وقد قال الله عزوجل:( واشهدوا ذوي عدل منكم (٦) ) .

وأخبرني عن الخنثى وقول علي فيها: " تورث الخنثى من المبال " من ينظر إذا بال؟ وشهادة الجار إلى نفسه لا تقبل، مع أنه عسى أن يكون رجلا وقد نظر إليه النساء وهذا ما لا يحل فكيف هذا؟.

وأخبرني عن رجل أتى قطيع غنم فرأى الراعي ينزو على شاة منها فلما بصر بصاحبها خلى سبيلها فانسابت(٧) بين الغنم لا يعرف الراعي أيها كانت ولا يعرف صاحبها أيها يذبح.

__________________

(١) يوسف: ١٠٠.

(٢) يونس: ٩٤.

(٣) لقمان: ٢٦.

(٤) الزخرف: ٧١.

(٥) الشورى: ٤٩.

(٦) الطلاق: ٣.

(٧) سابت الدابة: مرت حيث شاء‌ت.

٩٤

وأخبرني عن قول علي لابن جرموز: " بشر قاتل ابن صفية(١) بالنار " فلم لم يقتله وهو إمام ومن ترك حدا من حدود الله فقد كفر إلا من علة؟.

وأخبرني عن صلاة الفجر لم يجهر فيها بالقراء‌ة وهي من صلاة النهار وإنما يجهر في صلاة الليل؟ وأخبرني عنه لم قتل أهل صفين وأمر بذلك مقبلين ومدبرين وأجاز على جريحهم ويوم الجمل غير حكمه لم يقتل من جريحهم ولا من دخل دارا ولم يجز على جريحهم ولم يأمر بذلك ومن ألقى سيفه آمنه، لم فعل ذلك؟ فإن كان الاول صوابا كان الثاني خطاء؟ فقالعليه‌السلام : اكتب، قلت: وما أكتب؟ قال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم وأنت فألهمك الله الرشد، ألقاني كتابك بما امتحنتنا به من تعنتك لتجد إلى الطعن سبيلا قصرنا فيها والله يكافئك على نيتك وقد شرحنا مسائلك فاصغ إليها سمعك وذلل لها فهمك واشتغل بها قلبك فقد ألزمتك الحجة والسلام.

سألت عن قول الله عزوجل في كتابه: " قال الذي عنده علم من الكتاب " فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرف، لكنه أحب أن يعرف امته من الجن والانس أنه الحجة من بعده وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامتهودلالته كما فهم سليمان في حياة داود ليعرض امامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق.

وأما سجود يعقوب وولده ليوسف فإن السجود لم يكن ليوسف كما أن السجود من الملائكة لآدم، لم يكن لآدم إنما كان منهم طاعة لله وتحية لآدم فسجد يعقوب وولده شكرا لله باجتماع شملهم، ألم تر أنه يقول في شكره في ذلك الوقت:( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث ) - إلى آخر الآية -(٢) .

وأما قوله: " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرؤن الكتاب من

__________________

(١) ابن صفية هو الزبير بن العوام الصحابى المعروف الذى نكث بيعة علىعليه‌السلام وأوقد نيران الحرب بين المسلمين في وقعة الجمل.

(٢) يوسف: ١٠٢.

٩٥

قبلك " فإن المخاطب في ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يكن في شك مما انزل إليه ولكن قالت الجهلة كيف لم يبعث الله نبيا من ملائكته أم كيف لم يفرق بينه وبين خلقه بالاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الاسواق؟ فأوحى الله إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " تفحص بمحضر كذا من الجهلة هل بعث الله رسولا قبلك إلا وهو يأكل ويشرب ويمشي في الاسواق ولك بهم اسوة وإنما قال: " إن كنت في شك " ولم يكن للنصفة كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " قل تعالوا ندع أبناء‌نا وأبناء‌كم ونساء‌نا ونساء‌كم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ولو قال: نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونا يجوزان للمباهلة(١) وقد علم الله أن نبيه مؤد عنه رسالاته وما هو من الكاذبين وكذلك عرف النبي أنه صادق فيما يقول ولكن أحب أن ينصفهم من نفسه.

وأما قوله: " ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " فهو كذلك لو أن أشجار الدنيا أقلام والبحر مداد له بعد سبعة مدد البحر حتى فجرت الارض عيونا فغرق أصحاب الطوفان لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله عزوجل وهي عين الكبريت وعين اليمن وعين برهوت وعين الطبرية وحمة ماسبذان وتدعى المنيات وحمة إفريقية وتدعى بسلان وعين باحروان(٢) وبحر بحر، ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى.

وأما الجنة ففيها من المآكل والمشارب والملاهي والملابس ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وأباح الله ذلك كله لادم والشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد عهد إليهما أن لا ينظر إلى من فضل الله عليهما وعلى كل خلائقه بعين الحسد فنسي ونظر بعين الحسد ولم يجد له عزما.

وأما قوله: " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " فإن الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور ومعاذ الله أن يكون عنى الجليل ما لبست على نفسك تطلب الرخص

__________________

(١) في بعض نسخ الحديث " لم يجيبوا المباهلة ".

(٢) في بعض نسخ الحديث " وتدعى لسان وعين بحرون " والحمة - بالفتح فالتشديد -: العين الحارة التى يستشفى بها الاعلاء والمرضى وأراد بها وبالعين ههنا كل ماء له منبع ولا ينقص منه شئ كالبحار وليس منحصرا فيها فكان ذكرها على سبيل التمثيل ولانها معهودة عند السائل.

٩٦

لارتكاب المآثم( ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيمة ويخلد فيه مهانا ) إن لم يتب(١) ".

وأما قول علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار.

لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بشر قاتل ابن صفية بالنار وكان ممن خرج يوم النهروان ولم يقتله أمير المؤمنينعليه‌السلام بالبصرة لانه علم أنه يقتل في فتنة النهروان.

وأما قولك: " علي قتل أهل صفين مقبلين ومدبرين وأجاز على جريحهم ويوم الجمل لم يتبع موليا ولم يجز على جريح ومن ألقى سيفه آمنه ومن دخل داره آمنه " فإن أهل الجمل قتل إمامهم ولم يكن لهم فئة يرجعون إليها وإنما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين ولا محتالين ولا متجسسين ولا منابذين(٢) وقد رضوا بالكف عنهم فكان الحكم رفع السيف والكف عنهم إذا لم يطلبوا عليه أعوانا وأهل صفين يرجعون إلى فئة مستعدة وإمام لهم منتصب يجمع لهم السلاح من الدروع والرماح والسيوف ويستعد(٣) لهم العطاء ويهيئ لهم الانزال(٤) ويتفقد جريحهم ويجبر كسيرهم ويداوي جريحهم ويحمل رجلتهم ويكسو حاسرهم ويردهم فيرجعون إلى محاربتهم وقاتلهم لا يساوي بين الفريقين في الحكم ولولا عليعليه‌السلام وحكمه لاهل صفين والجمل لما عرف الحكم في عصاة أهل التوحيد لكنه شرح ذلك لهم فمن رغب عنه يعرض على السيف أو يتوب من ذلك.

وأما شهادة المرأة التي جازت وحدها: فهي القابلة جائز شهادتها مع الرضا وإن لم يكن رضا فلا أقل من امرأتين تقوم مقامها بدل الرجل للضرورة لان الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها فإن كانت وحدها قبل مع يمينها.

وأما قول عليعليه‌السلام في الخنثى: إنه يورث من المبال، فهو كما قال وينظر إليه قوم عدول فيأخذ كل واحد منهم المرأة فيقوم الخنثى خلفهم عريانا وينظرون في المرآة فيرون الشبح فيحكمون عليه.

__________________

(١) الفرقان: ٦٨ و ٦٩.

(٢) في نسخة [ مبارزين ].

(٣) زاد في نسخة من الحديث [ يستعد لهم ويسنى ]

(٤) الانزال الارزاق.

٩٧

وأما الرجل الذي قد نظر إلى الراعي قد نزا على شاة فإن عرفها ذبحها وأحرقها وإن لم يعرفها قسمها بنصفين ساهم بينهما(١) فإن وقع السهم على أحد النصفين فقد نجى الآخر ثم يفرق الذي وقع فيه السهم بنصفين بينهما بسهم فإن وقع على أحد النصفين نجى النصف الآخر فلا يزال كذلك حتى يبقى اثنان فيقرع بينهما فأيهما وقع السهم لها تذبح وتحرق وقد نجت سائرها.

وأما صلاة الفجر والجهر فيها بالقراء‌ة: لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يغلس(٢) بها فقراء‌تها من الليل.

وقد أنبأتك بجميع ما سألتنا فاعلم ذلك يولي الله حفظك والحمد لله رب العالمين(٣) .

حديث هشام بن الحكم ودلائله على أفضلية علىعليه‌السلام

أحمد بن الحسن قال: حدثنا عبدالعظيم بن عبدالله قال: قال هارون الرشيد لجعفر بن يحيى البرمكي: إني احب أن أسمع كلام المتكلمين من حيث لا يعلمون بمكاني فيحتجون عن بعض ما يريدون، فأمر جعفر المتكلمين فاحضروا داره وصار هارون في مجلس يسمع كلامهم وأرخى بينه وبين المتكلمين سترا فاجتمع المتكلمون وغص المجلس بأهله ينتظرون هشام ابن الحكم فدخل عليهم هشام وعليه قميص إلى الركبة وسراويل إلى نصف الساق فسلم على الجميع ولم يخص جعفرا بشئ فقال له رجل من القوم: لم فضلت عليا على أبي بكر والله يقول:( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا (٤) ) فقال هشام: فأخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أكان لله رضى أم غير رضى؟ فسكت فقال هشام: إن زعمت أنه كان لله رضى فلم نهاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: " لا تحزن " أنهاه عن طاعة الله ورضاه؟ وإن زعمت أنه كان لله غير رضى فلم تفتخر بشئ كان لله غير رضى؟ وقد علمت ما قد قال الله تبارك و

__________________

(١) أى قارع بينهما.

(٢) " يغلس بها " اى يصلى بالغلس وهو بالتحريك " ظلمة آخر الليل.

(٣) رواه الحسن بن علي بن شعبة الحرانى في تحف العقول مرسلا ص ٤٧٦ وابن شهر آشوب في المناقب ونقله المجلسى من التحف في المجلد الرابع من البحار ص ٥٨١ ومن المناقب في المجلد الثانى عشر ص ١٣٨ باختلاف غير يسير وفيه بعد قولهعليه‌السلام : " وعين باحوران " " ونحن الكلمات التى لا تدرك فضائلنا - الخ- ".

(٤) التوبة: ٤٠.

٩٨

تعالى حين قال:( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين (١) ) ولكنكم قلتم وقلنا.

وقالت العامة: الجنة اشتاقت إلى أربعة نفر إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

وقلتم وقلنا، وقالت العامة: إن الذابين عن الاسلام أربعة نفر: علي بن أبي طالبعليه‌السلام والزبير بن العوام وأبودجانة الانصاري وسلمان الفارسي، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

وقلتم وقلنا، وقالت العامة: إن القراء أربعة نفر: علي بن أبي طالبعليه‌السلام وعبدالله ابن مسعود وابي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

وقلتم وقلنا، وقالت العامة: إن المطهرين من السماء أربعة نفر: علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام فأرى صاحبنا قد دخل مع هولاء في هذه الفضيلة و تخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

وقلتم وقلنا، وقالت العامة: إن الابرار أربعة نفر: علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

وقلتم وقلنا، وقالت العامة: إن الشهداء أربعة نفر: علي بن أبي طالبعليه‌السلام وجعفر وحمزة بن عبدالمطلب وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

قال: فحرك هارون الستر وأمر جعفر الناس بالخروج فخروج فخرجوا مرعوبين وخرج هارون

__________________

(١) الفتح: ٢٦: اشارة إلى أن آية الغار صفحا عن عدم دلالته على أى منقبة لابى بكر انما تدل على طعن صريح له وهو حزنه المنهى عنه وعدم نزول السكينة عليه حيث إن الله تعالى انزل في غير موضع سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وخص في هذه الاية رسوله فقط وما قيل من رجوع الضمير اليهما غير مقبول واجاب عنه المؤلف في الفصول المختارة ص ٢٢ فليراجع.

٩٩

إلى المجلس فقال: من هذا ابن الفاعلة فوالله لقد هممت بقتله وإحراقه بالنار.(١) قال: كتب المأمون إلى الرضاعليه‌السلام فقال: عظني، فكتبعليه‌السلام إليه:

إنك في دنيا لها مدة

يقبل فيها عمل العامل

أما ترى الموت محيطا بها

يسلب منها أمل الآمل

تعجل الذنب بما تشتهي

وتأمل التوبة من قابل

والموت يأتي أهله بغتة

ما ذاك فعل الحازم العاقل(٢)

حديث التزويج

علي بن إبراهيم بن هشام يرفعه قال: لما أراد المأمون أن يزوج أبا جعفر محمد بن علي بن موسىعليه‌السلام ابنته ام الفضل اجتمع إليه أهل بيته الادنون فقالوا: يا أمير المؤمنين ننشدك الله أن تخرج عنا أمرا قد ملكناه وتنزع عنا عزا قد ألبسناه وقد علمت الامر الذي بيننا وبين آل علي قديما وحديثا، فقال المأمون: اسكتوا فوالله ما قبلت من أحدكم في أمره، فقالوا: يا أمير المؤمنين أتزوج قرة عينك صبيا لم يتفقه في دين الله ولا يعرف فريضة من سنة ولا يميز بين الحق والباطل ولابي جعفرعليه‌السلام يومئذ عشر سنين أو إحدى عشرة سنة فلو صبرت عليه حتى يتأدب ويقرأ القرآن و يعرف فرضا من سنة، فقال لهم المأمون: والله إنه لافقه منكم وأعلم بالله وبرسوله و سننه وفرائضه وحلاله وحرامه منكم وأقرء لكتاب الله وأعلم بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وظاهره وباطنه وخاصه وعامه وتأويله وتنزيله منكم، فاسألوه فإن كان الامر كما وصفتم قبلت منكم في أمره وإن كان الامر كما قلت علمتم أن الرجل خير منكم، فخرجوا من عنده وبعثوا إلى يحيى بن أكثم(٣) وكان

__________________

(١) نقله المجلسى في البحار ج ٤ ص ١٦٠ من الكتاب.

(٢) رواه الصدوق في العيون ونقله المجلسى في المجلد الثانى عشر من البحار ص ٣٢.

(٣) هو من قضاة العامة ومحبوب المأمون لم يقدم عليه أحدا وكان قاضيا في العراقين ومعروفا بعمل قوم لوط واحياء طريقتهم وتسبب لتحريم المأمون المتعة كما نقله ابن خلكان في الوفيات ج ٥ ص ١٩٩ ونقل عن تاريخ الخطيب أن المأمون قال له يوما: يا يحيى لمن هذا الشعر؟ قاض يرى الحد في الزناء ولا * يرى على من يلوط من بأس قال: أو ما يعرف الامير من القائل؟ قال المأمون: لا، قال: يقوله الفاجر الذى قال: لا أحسب الجور ينقضى وعلى * الامة وال من آل عباس قال: فأفحم المأمون خجلا. انتهى.وكان هو قاضيا في البصرة في أيام هارون وبعده إلى أن يعزله المأمون توفى في الربذة سنة ٢٤٢ وقيل: ٢٤٣ وذلك بعد أن غضب عليه المتوكل وأمر بقبض املاكه والزم منزله ثم حج وحمل اخته معه وعزم أن يجاور فلما اتصل به رجوع المتوكل له بداله في المجاورة ورجع يريد العراق فلما وصل إلى الربذة هلك ودفن هناك وله يومئذ ثلاث وثمانون يوما.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372