آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف0%

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
ISBN: 964-5841-65-8
الصفحات: 388

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

مؤلف: السيد مرتضى العسكري
تصنيف:

ISBN: 964-5841-65-8
الصفحات: 388
المشاهدات: 45219
تحميل: 4322

توضيحات:

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 388 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45219 / تحميل: 4322
الحجم الحجم الحجم
آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

مؤلف:
ISBN: 964-5841-65-8
العربية

مجتمع الحجاز هذه الفرية.

على أن مبدا الشك في الروايات ، والأخبار ، اتخذها كتاب مشهورون استخدموا في سبيل ذلك المنهج العقلي من أمثال الباحث العراقي عبدالعزيز الدوري ، يقول وليد نويهض عنه ( اعتمد منطق الشك في العديد من القصص والأخبار ) وأشار إلى أن الدوري لم يكن الوحيد في منهج التفسير المؤامراتي للحوادث فقد سبقه ( طه حسين ) و ( نبيل ياسين ) و ( نصر حامد أبو زيد ). ومنهج الشك الذي ألمحت اليه في صدر هذا الحديث ليس على اطلاقه ، فهو كمنهج المحدثين لا يستدعى حتى تقوم الحاجة اليه.

ان هناك مناهج عدة لتفسير التاريخ ، اورده ، وتكذيبه واللاحقون ركبوا متون تلك المناهج والكثير منهم لم يع المكائد التي ينطوي عليها سلفهم. على أن هناك قراءات نقدية فيها شيء من المعقولية ، وكثير من المبالغات ، والفرضيات ، كنقد الشيخ عبدالله العلايلي ، غير أنه مع هذا أوغل في الخطأ حين أرجع حروب الردة إلى قتال قبلي بين العدنانية والقحطانية.

وهناك قراءات تحت ظلال النص التاريخي ، ومن أخطرها القراءات الاستشراقية الني تستبعد الوحي ، والقراءات المارقة من مثل قراءة أدونيس في الثابت والمتحول ، ومن قبله قراءة جرجي زيدان الذي خادع بكتابه « تاريخ التمدن الاسلامي » حيث ركز على بؤر الترف ، والمجون ، والجواري ، والقيان ، ليجعل من هذه المخازي مؤشراً للتمدن الاسلامي ولدى نسخة مطبوعة عام ١٣٣٠ ه‍ في الرد عليه ، وهي مجموعة مقالات كتبها ( شبلي النعماني ) ونشرها في مجلة المنار ثم جمعها في كتاب ، ومن بعد زيدان ، جاء محمد الخضري في محاضراته المثيرة في قراءة التاريخ الاسلامي ، قراءة عقلية ، وقد تصدى له

١٢١

الأستاذ المؤرخ محمد التباني فكشف عن زلاته. والتفسير الماركسي. والقومي للتاريخ من هذه الموجات العاتية التي زعزعت الثقة في مضامين التاريخ وغاياته.

وهناك قراءات متفاوتة في مستوى الجودة ، وتعدد المناهج ، وفي دركات التآمر ، لا تعد ولا تحصى ، تقرض التاريخ ذات اليمين وذات الشمال ، وتفلسف الدوافع والنتائج فعلى المستوى الاستشراقي وفي السيرة العطرة فقط نجد المستشرقين ( رينان ت ١٨٩٢ م وجرونية ت ١٩٣٦ م وحريمه ت ١٩٤٢ م وهو تنجرت ١٦٦٧ م وبيلادمين ت ١٦٢١ م وريلاند ت ١٧١٨ م وبولانفلييه ) ومئات غيرهم ولك أن تراجع ( سيرة الرسول في تصورات الغربيين ) للمستشرق الالماني جوستاف بفانموللر ترجمة محمود زقزوق لترى البواقع ومن أبرز من تناول التاريخ بهذه الروح حسين مروة الماركسي المتعصب ، وعبدالله العروي في كتابه ( العرب والفكر التاريخي ) وكتابه ( مفهوم التاريخ ) بجزأيه المشتملين على الحديث عن الألفاظ والمذاهب ، والمناهج ، والأصول ، وقسطنطين زريق في كتابه ( نحن والتاريخ ) ومن أوسع الدراسات الوصفية التحليلية الحكمية الحصرية لمناهج التاريخ كتاب فرانز روزنتال ( علم التاريخ عند المسلمين ) ترجمة الدكتور صالح احمد العلي. وفي أسلوب التعامل معه ، كتب فهمي جدعان ، ومحمد عابد الجابري ، وحسين مروة ، وغير أولئك كثير ، ولكل مفكر مدرسته ، ومنهجه ، نواياه ، منهم المسيء ، وقليل منهم المحسن وواجبنا أن نكون في مستوى هذا الطرح ، وفي مستوى أولئك المفكرين. فليس الاسلام وحماته باقل من غيرهم لنواجه بندية. وعلى العموم فإن التاريخ الاسلامي يواجه هجمات شرسة ، وتطبق بحقه مناهج غير ملائمة ، ويقرأ من خلال ايديولوجيات متعددة ، ويفسر تفسيرات مخلة ، ومحرفة لأهدافه واذ يكون

١٢٢

الاسلام عقيدة وشريعة. حضارة ، وتاريخا فان رصد أحداثه ، وشخصياته ، يعني التاريخ للعقيدة ، والشريعة ، وللحضارة.

والمستشرقين الذين يمتلكون قدرة قائقة ، وصبراً ) ، وتحملاً لا نظير لهما ، وظفوا كل هذه الامكانيات لمحاربة الأمة الاسلامية من عدة ثنيات ، ومنها ثنية التاريخ.

وإذ لا نعدم الماكرين ، يجب أن نرمي في نحورهم بمن نثق بعلمه ، وعقيدته ، من ناشئة الأمة المسلمة الذين تربوا على منهج السلف ، ورضعوا لبان العلم الصحيح ، وأرجوا أن يكون أخونا حسن المالكي وأستاذه عبدالعزيز الهلابي من أولئك النفر.

١٢٣

١٢٤

د. حسن بن فرحان المالكي

القعقاع بن عمرو حقيقة أم اسطورة (٦)

صحيفة الرياض ـ ١٠ ربيع الأول ـ ١٤١٨ ه‍

وقفة مع الردود والتعقيبات

كما رأى كثير من الأخوة القرّاء فقد كثرت ردود الأفعال حول قضية القعقاع بن عمرو ومؤيدة ومعارضة وقد علقت سابقاً على بعض الردود ثم شارك الأخوة منصور الفيفي وعبد الاله الفنتوخ وعادل الماجد وعبد الله الناصري وعبد الرحمن الفريح وعلي رضا ، ثم كان آخر هؤلاء الدكتور حسن الهويمل فهذه ست من المقالات حول الموضوع بين مؤيد ومعارض ولذلك اعذروني في تناول

١٢٥

هذه الردود باختصار شديد في عدة نقاط فاقول :

أولاً : في ظني أن كثرة ردود الأفعال أمر سار وجيد وينبغي ألاّ نغضب من السلبيات المصاحبة لهذه الكثرة فمن الطبيعي جداً أن تزمجر بعض الردود في أودية بعيدة عن الموضوع. فلذلك لن أرد على كثير من الأفكار التي طرحها بعضهم لأنهم خارج الموضوع.

ثانياً : التحدي العلمي أمر مشروع خاصة في الأمور الواضحة جداً وهذا التحدي كان من الأسباب التي حفزت الاخوة على التعقيبات المؤيدة والمعارضة وليس في التحدي إلاّ الثقة العلمية وليس زهواً ولا تكبراً فتحديات السلف في المسائل العلمية لا تكاد تحصر.

ثالثاً : لا يزال التحدي قائماً وما ذكره الدكتور الفريح من سقوط التحدي كان مجرد ( تهويشة ) !! على القرّاء الذين لا يستطيعون البحث وسترون في هذا الرد أنه لم يستطع أن يجد ترجمة للقعقاع ولا خبراً لا من طريق سيف بن عمر كما أن قاتل أبي لؤلؤة لم يذكره أحد تميمياً وان المصادر وفي مقدمتها صحيح البخاري مجمعة على أن أبالؤلؤة قتل نفسه وسأذكر ذلك بالتوثيق ليرجع اليها من شاء مع أن الموضوع الثاني لا يمثل عندي أهمية وإن كان له دلالة على ميول سيف.

رابعاً : تمتاز الردود ( المؤيدة ) بالتقيد العلمي والبحث وترك التقليد كما رأينا في رد الاستاذ عبد الاله الفنتوخ مثلاً بينما كانت الردود المعارضة تخرج عن الموضوع كثيراً وتتشبث بالتقليد ولا أقول هذا مجاملة للردود المؤيدة ( لأنها أيدت ! ) ومن شاء المقارنة فليرجع إلى الردود نفسها أما طول المقال فليس مقياساً ! ولا الشهادة الاكاديمية !!.

١٢٦

خامساً : القارئ الباحث هو الذي سيعرف المحق من المبطل ، وسيعرف من يستغفله ممن لا يفعل ذلك أما القارئ الذي لا يرجع ولا يبحث فسيكون عرضة لآخر الردود !! أو يقف بجهل مع قول من الأقوال ، لذا نود من القارئ أن يحاكم كل من كتب في الموضوع ويكتشف بنفسه وسيجد مفاجآت كبرى !! والآن ليسمح لي القرّاء في التعليقات المختصرة على الردود المعارضة فأقول :

رد علي رضا

رد الأستاذ علي رضا في صحيفة المسلمون الجمعة ٢٩ / صفر / ١٤١٨ ه‍ والأستاذ علي رضا مثلما لا يحسن المعارضة فهو لا يحسن التائيد فقد أيدني ان القعقاع مختلق وان سيف بن عمر كذاب لكنه ذكر أن الواقدي ذكر القعقاع بن عمرو هذا يعني أن ( محقق التراث !! ) يصح نسبة كتاب « فتوح الشام » للواقدي !! مع أن الكتاب مكذوب على الواقدي !

وللأسف ان جل ما طرحه علي رضا كان بعيداً عن الصواب مثل رده لعنعنة أبي اسحاق السبيعي وحميد الطويل ومغيرة بن مقسم مع انه محتج بهذه ( العنعنات ) في الصحيحين !! وتضعيفه لحديث ابي فضالة في مقاله مع أنه قد صححه في تحقيقه لسند علي ( انظر الأحاديث رقم ٢٣٩٤ ـ ٢٣٩٦ ) وغير هذا كثير.

ولكن لأن الموضوع عن ( سيف والقعقاع ) لذلك فسأترك التعقيب على علي رضا إلى مناسبة قادمة ليعرف القرّاء حقيقة الأمر !! أما تفاخره وتعاليه بما لم يحسنه فهذا قد تعودنا سماعه من كثير من المبتدئين في علم الحديث تصحيحاً

١٢٧

وتضعيفاً ، تجد الواحد منهم مقلداً للتقريب معرضاً عن منهج الشيخين !! وعن تطبيقات ابن حجر نفسه !! لكن هذا كله أسهل من الزيادة في متن الحديث !! زيادة ليست منه وهذا للاسف ما فعله علي رضا فقد زاد في متن حديث نبوي !! من أجل أن يطعن في عبد الرحمن بن عديس البلوي !! وهذه الغريبة أن تصدر ممن يزعم أنه من ( محققي التراث !! ) وهذا هو ( الوضع في الحديث ) !! ومن المستغرب أن يصدر ممن يدعي حماية الحديث !!

رد الدكتور عبدالرحمن الفريح

اطلعت على مقال الدكتور عبد الرحمن الفريح يوم الجمعة ٢٩ / ٢ / ١٤١٨ ه‍ المنشور بصحيفة ، « الرياض » وكان رداً عليّ حول سيف بن عمر والقعقاع مع أن أكثر مقال الأخ الفريح لم يكن عن سيف ولا القعقاع !! وانما كان عن العرب العاربة والمستعربة !! وعبد الرحمن بن عديس البلوي !! وسائر ما يمكن توقعه من اتهامات كالعادة !! وحقيقة قلت لكم أكثر من مرة إن البلاء يأتي في عدم فهم المكتوب !! أو عدم قراءته !! أو تعمد الظلم والتزوير !! وللأسف ان كل هذا وزيادة قد وقع فيه الأخ الفريح ولذلك فسأتجنب الرد على معظم المقال لأنه خارج موضوعنا ولان بعضه قد تم الاجابة عليه سابقاً أما الملاحظات فكالتالي :

الملاحظة الأولى :

اثنى الفريح كثيرا على علي رضا لأن الأخير رد علي !! لكن ( فرح ) الفريح لم يدم طويلا بسبب المقال الأخير لعلي رضا الذي أيدني فيه بان سيفاً كذاب

١٢٨

والقعقاع مختلق لا أصل له ! وعلى هذا يكون الأخ الفريح قد ( تورط ) في الثناء على علي رضا وتقليده !! فلا علي رضا سيرجع إلى اثبات شخصية القعقاع أو توثيق سيف !! ولا الفريح يتراجع عن ثنائه على علي رضا !! فالحمد لله !! ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ).

الملاحظة الثانية :

زعم الأخ الفريح انه وجد أن قاتل أبي لؤلؤة المجوسي تميمي !! وأن غير سيف قد ذكر هذا كالمدائني وابن حجر !! وأقول : للاسف أن الفريح لم يصب في هذا القول فالمدائني وابن حجر انما ذكرا أن رجلاً تميمياً ألقى على ابي لؤلؤة كساء وقيل برنساً فلما رأى أبي لؤلؤة الخطر قتل نفسه انظروا قول المدائني في العقد الفريد (٥ / ٢٥) وقل ابن حجر في الفتح (٧ / ٦٣) فانتم ترون أنه رغم اسناد القصة الضعيف الا ان ذلك التميمي انما ساعد في القبض على أبي لؤلؤة مثله مثل غيره من الذين أحاطوا بأبي لؤلؤة وقد ثبت في صحيح البخاري أن أبالؤلؤة نحر نفسه انظر صحيح البخاري مع الفتح (٧ / ٦٠).

أما سيف بن عمر فزعم أن ابالؤلؤة هرب من المسجد بعد قتله عمر فلحقه رجل من بني تميم وضايقه حتى قتله ثم رجع اليهم بعد قتله له !! انظر ( كتاب الردة والفتوح لسيف ص ٨ ) وأظن القارئ يعرف أن هناك فرقاً كبيراً بين ما أورده المدائني وابن حجر وبين ما قاله سيف بن عمر !!

تأملوا الروايتين فالمدائني وابن حجر يثبتان أن أبالؤلؤة قتل نفسه ومثلهما البخاري في صحيحه !! أما سيف فانه انفرد بأن المباشر لقتل أبي لؤلؤة كان تميمياً !! ومن لم يصدق فليرجع للمصادر ويتأكد بنفسه من الذي سقط في

١٢٩

تحديه !! أهو أنا أم الفريح !!

الملاحظة الثالثة :

زعم الفريح ان تحدياتي ( هشة ) !! وليته كسب هذا التحدي عندما حاول اثبات توثيق سيف بن عمر أو اثبات حقيقة القعقاع !!

الملاحظة الرابعة :

ذكر الأخ الفريح ان سيف بن عمر ثقة عند المتقدمين والمتأخرين وأقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته !!

الملاحظة الخامسة :

ذكر الاخ الفريح ان القعقاع بن عمرو وردت أخباره من طريق غير سيف !! فذكر انه قد ذكرها أبو عمرو الشيباني في معجم البلدان لياقوت الحموي !!

أقول : وهذه ضحكة كبرى فان ياقوت الحموي كان يسرد الأشعار والأقوال عن يوم بزاخة فذكر منها قول الصمعي ثم قول أبي عمرو الشيباني ثم شعر القعقاع ثم شعر ربيعة الضبي ثم شعر لجحدر بن معاوية وشعر القعقاع لن يجده ياقوت الحموي ( ت ٦٢٦ ه‍ ) إلاّ في كتب سيف بن عمر أو من نقل عنه !! فذهب الفريح ( الذي يوصي بالامانة العلمية !! ) ذهب لينسب هذا السرد من ( ياقوت الحموي ) ويجعله لأبي عمرو الشيباني !! وهذه لن تنطلي على باحث فهم ما قلته في المقالات السابقة.

١٣٠

ثم لم يذكر لنا من هو ( الأشعري ) صاحب الأنساب الذي زعم بأنه ذكر القعقاع !! وهل هذا الأشعري بعد سيف أم قبله !! وهل نقل خبر القعقاع ـ ان صح ـ باسناد عن طريق آخر غير سيف !! وإذا كان كذلك فلماذا لم يذكره لنا الفريح حتى نرجع إلى اثبات القعقاع بن عمرو !! أما ما ذكره عن كتاب ( فتوح الشام ) المنسوب للواقدي فقد سبق الكلام عليه في حلقات مضت ، وانه لا تصح نسبته إلى الواقدي بل هو مكذوب عليه مؤلف بعده بمئات السنين !! على أية حال : أنا أعرف من خلال مقال الفريح أنه في واد وكلامنا في واد آخر !! وإلا لما زعم ان ـ سيف بن عمر ثقة بالإجماع !! وان القعقاع مذكور في البداية والنهاية وكتاب عرموش ودار النفائس !!

الملاحظة السادسة :

ذكر اني وثقت الوضاعين والضعفاء !! مثل الهيثم بن عدي والكلبي وأبي مخنف وابن أعثم والجرهمي وأمثالهم !! ثم أخذ يسرد بعض ما يراه من منكراتهم !!

أقول : وهذه دعوى من النوع الثقيل !! وإن كان هذا الدكتور صادقاً ويستطيع الاثبات فليذكر توثيقي لهؤلاء بالنص وليس بالادعاءات التي كنت أربأ بمثله أن ينشرها ويكررها !.

أما قولي بأنهم لم يذكروا القعقاع فهذا صحيح لكن هذا لا يعد توثيقاً لهم وانما قصدي أنهم مع ضعفهم وكذب بعضهم إلاّ انهم لم يتجرءوا على ما تجرأ عليه سيف بن عمر !!

١٣١

الملاحظة السابعة :

كل ما ذكره الدكتور في أكثر العمود الأول ثم كامل العمود الثاني والثالث والرابع والخامس ليس له دخل في موضوعنا !! فقد كان نصف هذا نقولات من بعض المعاصرين حول العرب وأقسامهم !!

الملاحظة الثامنة :

ذكر انني أتباهي بذكر نشوان الحميري !! وأنني تباهيت به مع انني لم أذكر نشوان في كتاباتي البتة !! فمن أين جاء بهذا !

الملاحظة التاسعة :

ذكر ان وهب بن منبه من الأسماء التي طرحتها أنا وزكيتها ثم زعم ان ( وهب بن منبه من أوائل الملفقين الوضاعين وأنه رأس مدرسة الدس والتدليس ) !!

أقول : ألا يعلم الدكتور ان وهب بن منبه احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما !! فسبحان الله !

والغريب في الأخ الفريح انه يطلق أقواله بلا منهج ولا ضوابط.

الملاحظة العاشرة :

ذكر انني بذلت جهدي في جعل ابن عديس من الصحابة !! ثم رماه بالوضع في الأحاديث !!

أقول : على أهل الحديث أن يتبينوا من منا المصيب !

١٣٢

الملاحظة الحادية عشرة :

ذكر أنني فضلت الهمداني اليمني على الطبري وابن كثير وابن حجر !

أقول وعليك السلام ورحمة الله !! فهذا لم يقع مني أبداً !!

الملاحظة الثانية عشرة :

خلط الدكتور بين أمرين في شان ابن عديس فظن انني قلت أنه لم يخرج على عثمان !! وهذا خلاف ما قلته ( انظر بيعة علي ص ٢٨٤ ) فانا أعرف ان ابن عديس خرج على عثمان وأخطأ لكنني أنفي وبشدة أن يكون هذا الصحابي وأمثاله من تلاميذ عبد الله بن سبأ كما أراد سيف بن عمر !! وتبعه موثقوه ومحبوه !!

وأما ما ذكره الفريح من أن المؤرخين الآخرين ذكروا خروج ابن عديس فهذا صحيح وليس هذا موطن نزاع لكنهم لم يذكروا انه من اتباع عبد الله بن سبأ !! الذي اصبحت بعض الرسائل الجامعية عندنا ـ بحمد الله ـ تستحي من ذكره وتهمل أقوال سيف فيه ولا يذكرون ابن سبأ في الفتنة تبعاً للمحققين من العلماء المتقدمين والمتاخرين.

اذن فما ذكره من أنني لم أذكر مؤرخاً آخر تكلم عن دور ابن عديس في الفتنة من أخف دعاواه التي شحن به مقاله!! ويستطيع القارئ أن يعود لكتاب الرياض ( نحو انقاذ التاريخ الاسلامي ) الفصل التاسع ليرى الحقيقة التي كتبتها بعيداً عن تخرصات الفريح في هذه القضية التي ملأ بها ثلاثة أعمدة التي كانت ( نصف المقال ) !

١٣٣

الملاحظة الثالثة عشرة :

ذكر ان المؤرخين تابعوا سيفا ( وعدوا ابن عديس من السبئية ) !!

وليته يذكر لنا مؤرخاً واحداً من هؤلاء الذين ذكروا ان ابن عديس من السبئية وفي ظني لو قال أحد ان ( معاوية من السبئية ) لغضبنا فما بالنا لا نغضب لاحد أصحاب بيعة الرضوان !!

علما بان السبئية لا تعني مجرد الخروج على عثمان كما ان الخارجية لا تعني كل خروج على علي !! هذا على افتراض وجود عبدالله ابن سبأ وللدكتور عبد العزيز الهلابي مبحث عنه انتهى إلى ان ابن سبأ ( اسطورة !! ) وللدكتور سليمان العودة مبحث آخر انتهى إلى عكس ذلك وفي ظني لو يلتقي الأخوان الكريمان الهلابي والعودة ويتحاوران للتوصل إلى حقيقة ( عبد الله بن سبأ ) لكان أفضل مع انني ـ حتى الآن ـ أميل إلى نتيجة الدكتور الهلابي لكن لم أجزم إلاّ ببطلان دور ابن سبأ في الفتنة لأنني بحثت الموضوع أما وجوده مطلقا فأنا إلى الآن لا أجزم بذلك.

الملاحظة الرابعة عشرة :

استطرد الفريح في الكلام عن عبدالله بن سبأ والسبئية معظم العمود الخامس يريد تشتيت الموضوع وأنا أريد الابقاء عليه. وما ذكره أيضاً لا دخل له بموضوع القعقاع بن عمرو وقد سبق الكلام في هذا الموضوع في كتاب الرياض ، لكنني أنصح القارئ باقتناء كتابي العودة والهلابي ثم ليقارن القارئ ولينظر هل ابن سبأ حقيقة ام أسطورة !!

١٣٤

الملاحظة الخامسة عشرة :

ما زعمه الفريح بانني اعتمدت على كتب مطبوعة وانني لم آت بجديد زعم باطل عريض !!

صحيح أن الباحث يطلع على ما كتب في الموضوع ولا أنكر أنني قبل الكتابة عن سيف أو القعقاع قد اطلعت على ما كتبه الهلابي والعودة والمعلمي والتباني والعسكري وطه حسين وغيرهم من العلماء والباحثين لكنني لم أقلد أحداً منهم واستخرجت روايات سيف بنفسي وبحثتها رواية رواية سنداً ومتناً واستدركت عليهم أشياء كثيرة فاتتهم مع تقديري لمن سبق وعدم هضم حقه لكن أول من دفعني للجراة في هذا الموضوع هو المعلمي وليس الهلابي كما ظن الهويمل !! مع امتناني الكبير للدكتور الهلابي ثم ان كل ما كتبته عن سيف أو القعقاع كان بحمدالله نتيجة بحث ذاتي ولا يعني هذا عدم الالتفات إلى الدراسات السابقة كما لا يعني أن أوجب على نفسي أن أخالفهم في كل النتائج فالبحث العلمي لا يعادي أحداً والحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها.

الملاحظة السادسة عشرة :

ما ذكره الفريح بتزوير في توثيق سيف بن عمر واعتماده على نقل الطبري وابن الأثير وغيرهم عنه اضافة إلى تفسيره لبعض الأقوال ـ كأقوال ابن حجر والذهبي ثم اعتماده على توثيق صاحب دار النفائس لسيف بن عمر !! هذه لن أرد عليها ويستطيع القارئ مراجعة كتاب الرياض ( ص ٤٥ فما بعدها ).

١٣٥

الملاحظة السابعة عشرة :

ذكر أنني رميت أصحاب المصادر التاريخية الأصلية بالغباء والغفلة !!

أقول : أي مصادر يقصد هل يقصد مصادر المتقدمين كأصحاب الكتب الستة ومن في طبقتهم ومن قبلهم أم يقصد الذين نقلوا عن سيف بن عمر !! ثم إذا كان عدم الأخذ بأقوال المتأخرين يعد اتهاما بالغباء فالآخذ بأقوال المتاخرين أولى أن يتهم باستخفافه بالمتقدمين الذين لم يهملوا تراجم أقل شانا مما يقوله سيف عن القعقاع !!

ثم أنا ليس لي أية مصلحة في نفي وجود القعقاع إلاّ محبة معرفة الحقائق بعينها بعيداً عن الاختلافات والتهويلات.

رد الدكتور الهويمل :

أسعدني رد الدكتور حسن الهويمل الذي حث فيه المتخصصين على المشاركة في ( تقليم أظافر هذا الشاب !! ) فقد حدد لهم الهدف من المشاركة أيضاً ولو تلميحاً !! وأنا أطلب منهم المشاركة بالحق لمعرفة الحق ، لكن المشكلة الكبرى في مقالة الدكتور الهويمل ـ وأخشى ألا تكون كل مقالاته هكذا ـ انه مقال بلا موقف ، قرأته ثلاث مرات ولم أخرج بنتيجة وتذكرت المثل الكردي القائل : ( الفاسقون الخمسة أربعة الفار والثعبان والوزغ ) !! فهو يجعل الخمسة أربعة ثم ثلاثة في سطر واحد !! ولا تعرف هل الدكتور معك أو ضدك ! هل يتكلم بقصد العلم أو بقصد العلم أو بقصد فض الاشتباك !!

لذا أرجو أن تكون كتاباته المستقبلية أكثر وضوحاً ، وأسمى هدفاً وأبعد عن الضبابية ..

١٣٦

د. حسن بن فرحان المالكي

دروس من معركة القعقاع

صحيفة الرياض ـ ١٧ ربيع الأول ـ ١٤١٨ ه‍

كل الحياة مليئة بالدروس والعبر ، ومن محاسن هذه العبر وخصائصها الحسنة انها لا تقتصر على الخير أو الشر ، بل لا يكاد العاقل يرى حدثاً أو يسمع خبراً أو يقرأ فكرة إلاّ وجد في ذلك من الدروس ما يضيفه إلى ما يماثله مما سجله خاطر أو سطره قلم أو سنح به فكر.

وعلى هذا يجب أن نعلم أن الشر لا يخلو من فائدة ولو للعبرة. كما لا يجوز أن نظن أن الخير لن يصاحبه شر ولا أن الحق لن ينازعه باطل ، فهذه من سنن

١٣٧

الله في الحياة مزجها لتتكامل منظومة الحياة ( وبضدها تتميز الأشياء ).

لهذا كله فأنا أرغب ألا تنجلي ( معركة الحوار حول القعقاع بن عمرو ) التي دارت عبر الأسابيع الماضية إلاّ ونسجل منها بعض الفوائد والدروس والعبر ، هذه العبر التي نريد من القارئ ان يتذكرها عندما تتشابه ( المعارك ) !! التي تثير بعض الراكد ، وتيقظ فينا بعض ( الغفوات العلمية ) الطويلة !!

وأنا لا أزعم انني سآتي على جل الفوائد فضلاً عن كلها اضافة إلى ان غيري قد يدرك أشياء اعمق وفوائد أقوى مما أذكره هنا ، لكن هذا تذكير مني لنفسي ولأخواني القرّاء بأن نستفيد من هذه ( المعارك !! ) واعذروني في هذه التسمية فالأفكار تتعارك ، والأدلة تتعارك ، ـ لنعرف منها أصناف الناس من الناحية العلمية ونعرف طريقتهم في عرض الأفكار ، وطريقتهم في اخفاء الحقائق ، ومحاربتها أيضاً !! فالأحداث تتكرر ، والعبر تترى ، والانسان عامد إلى النسيان ، ولم نؤت إلاّ من نسياننا لهذه الدروس والعبر التي تساعدنا في تفسير بعض الماضي وفهم أكثر المستقبل !!

أما الآن فسأحاول أن أسجل ما أراه من أبرز الفوائد والوقفات والنصائح أيضاً !! وهذه موجهة لمن يعشق الحقيقة فقط !! أما الآخرون فلن يستفيدوا مما أقوله في هذا المقال.

ولعل من أبرز الوقفات التي يجب أن يعلمها محبو الحقيقة ما يلي :

أولاً : الحقيقة والوضع السائد

يجب أن نعلم أن هناك فرقا كبيراً بين من يكتب للحقيقة وحدها ومن يكتب لارضاء الناس من الزملاء والأصدقاء والأساتذه والتلاميذ ! أو من

١٣٨

يكتب مراعياً الزمن ، بما فيه من تقليد وتلقين وتعطيل للنصوص والعقول في كثير من الأمور العلمية !! الذي يكتب للحقيقة لا ينظر للزمن أو الوضع السائد وانما يراعي البراهين والأدلة العلمية. أو التي يراها علمية وقد يخطئ أيضاً لكنه واضح الموقف لا يغش ولا يدلس ولا يتلون ، ولا يستغفل القارئ ، ولا يطلي الباطل بطلاء الحق ، ولا ينتظر الثناء من أحد أو عتابه ، كما لا ينتظر موافقة أحد أو معارضته !! لأن همه الحقيقة فقط فهي ضالته يبحث عنها وينشرها بين الناس ويتعب في محاولة ايصالها مفهومة واضحة إلى أكبر عدد ممكن من المتهمين.

هذا الناشد للحقيقة كان بإمكانه أن يكتب ما لا يثير راكداً ، ولا يخالف سائداً ، ولا يجلب ضرراً ، لكنه يرى ان نشر الحقيقة مع ما يصاحبها من أذى ، خير من كتمان العلم ذلك الكتمان الذي يساهم في ( تشكيل ) عقل القارئ ليكون ( إمعة ) إن أحسن الناس القول أحسنه ، وأن ساؤوا القول أساءه. وبالتالي يساهم أيضاً في ( تأسيس الجلهل العلمي !! ) الذي ابتلي به كثير من الناس !! لذلك تجد اللغة لغة أهل العلم والتحقيق !! بينما المضمون كلام أهل الجهل والتلفيق !! فهذه اللغة ( العلمية ) لهذا ( الجهل ) تجعل القارئ يظن أن الجهل علم عظيم !! وبهذه اللغة تسير دفة الجهل فوق اقتاب الحق !! كالجنازة التي تمشي على أربع فتسبق الحي الذي يمشي على رجلين !!

ثانياً : الأكثرية ليست مقياساً !!

يردد بعض الناس ( أكثر الناس على هذا ) أو ( أكثر الناس يعارضون هذا الأمر ) ومع أن هذا الحكم يحتاج لدراسة إلا انه ليس من معايير الحق ان

١٣٩

تتبناه الأكثرية !! فالكثرة ليست دليلاً على الصحة ، وليس هناك دليل شرعي ولا عقلي على هذا.

بل ان الله عزوجل أخبرنا في كتابه بأن( أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) و( أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) و( أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) و( أَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) !! و( مَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا ) !!. ومصادر هذه الآيات على التوالي كالتالي الروم (٣٠) ، المائدة (٥) ، الانعام (٦) ، المؤمنون (٢٣) ، يونس (١٠).

إذن فالأكثرية ليست مقياساً صحيحاً للحق ، ولذلك نجد اكثر الناس كفاراً ، وأكثر المسلمين مقلدين أو جهلة ، وأكثر المقلدين متعصبين ، وهكذا تنتقل الأكثرية المخطئة بارتياح ـ من وسط إلى وسط !! ومن زمن إلى زمن !! وان كانت الأكثرية على حق في أشياء فلابد أن يكون معها باطل في أشياء أخرى ، فلا تخلوا الأكثرية من رفض لحق ، ولا تمسك بباطل ، وواجبنا ان نقلص هذا الباطل ، ونوسع هذا الحق. أما الذي لا يعترف إلاّ بشرعية آراء الأكثرية فهو مخالف لنصوص القرآن الكريم كما ان الذي لا يشعر بتعصب الأكثرية أو ظلمها فقد يكون من الأكثرية نفسها !! فهو كالمسحور الذي لا يشعر بالسحر فلذلك لن يشعر الفرد من الأكثرية باخطائها ولا أمراضها العلمية !!.

ولو نظرتم للتاريخ لوجدتم ان ( الأكثرية ) هي التي حاربت الرسل والمصلحين.

والخلاصة هنا : ان العبرة في النواحي العلمية ليست بالأغلبية ولا بالاقلية ، وانما بالدليل والبرهان. وإذا نظرنا لموضوع القعقاع مثلاً فلا يجوز لمن يحتج بالأكثرية على ( وجود القعقاع ) ويزعم أن ( أكثر ) أصحاب التراجم ذكروه في كتبهم !! ولو شئنا أن نحتج عليهم ب‍ ( الأكثرية ) لقلنا متى تكونت

١٤٠