بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام0%

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 96

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

مؤلف: محمد عبدالله نجم
تصنيف:

الصفحات: 96
المشاهدات: 35179
تحميل: 2813

توضيحات:

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 96 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35179 / تحميل: 2813
الحجم الحجم الحجم
بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

بكاء الرسول على الامام الحسين عليه السلام

مؤلف:
العربية

وأخبرنا أبو غالب بن أبي علي ، أخبرنا عبدالصمد بن علي ، قالا :

أخبرنا عبيدالله بن محمد ، أخبرنا عبدالله بن محمد البغوي ، حدثني علي بن مسلم بن سعيد ، أخبرنا خالد بن مخلد ، أخبرنا أبو محمد موسى(1) .

ابن عساكر : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل ، أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا أبو عبدالله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا العباس بن محمد الدوري ، أخبرنا خالد بن مخلد ، أخبرنا موسى(2) .

الضحاك ابن أبي عاصم : حدثنا فضل بن سهل الأعرج ، أنبأنا محمد بن خالد بن عثمان ، أنبأنا موسى بن يعقوب ، عن هاشم بن هاشم ، عن عبدالله بن وهب : أن أُم سلمة الحديث(3) .

مرتبة الحديث :

حسنٌ ، رجاله ثقات .

والحديث ثابت عن موسى بن يعقوب ، فقد رواه عنه كل من : الحافظ إبراهيم بن دحيم ، والثقة خالد بن مخلد ، والثقة محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، ومحمد بن خالد بن عثمان ، كما أنه لم ينفرد بالحديث عن هشام بن هاشم بل تابعه الثقة عباد بن إسحاق.

* وهو موسى بن يعقوب حفيد عبدالله بن وهب بن زمعة ، فبينه وبين جده هشامُ بن هاشم ، وثقه ابن معين وابن القطان. وقال أبو داود : صالح. وذكره حبان في الثقات. وقال ابن عدي : وله غير ما ذكرت أحاديث حسان ، وهو عندي لا

__________________

(1) تاريخ دمشق 14 / 191.

(2) تاريخ دمشق 14 / 192.

(3) الآحاد والمثاني 1 / 310 ، الرقم 429 ، ولكن بدل (يقبلها) : يقلبها.

٢١

بأس به وبرواياته. وقال الحافظ ابن حجر : صدوق سيئ الحفظ. وقال النسائي ـ وهو متصلب في الرجال ـ : ليس بالقوي. وقال المديني : ضعيف الحديث منكر الحديث. روى عنه البخاري في الأدب وأصحاب السنن الأربعة(1) ، فحديثه على أسوأ التقادير حسن كالصحيح ، لتوثيق ابن معين وهو الإمام في هذا الفن وابن القطان ، ولم يقدح فيه ، وما أكثر من قال عنهم النسائي : ليس بالقوي. وهم من الثقات الأجلاء!

* هشام بن هاشم : هو ابن عتبة بن أبي وقاص القرشي الزهري المدني ، روى عنه أصحاب الصحاح الستة. قال أحمد والبزار : ليس به بأس. ووثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن حجر ، وذكره ابن حبان في الثقات ، مات سنة (147)(2) .

* عبدالله بن وهب : هو ابن زمعة القرشي الأسدي ، أخوه عبدالله أيضا قتل مع عثمان يوم الدار ، ذكره ابن حبان في الثقات ، ووثقه الحافظ ابن حجر ، وحسّن الترمذي له حديثاً(3) .

سند آخر :

الطبراني : حدثنا عبدالله بن الجارود النيسابوري ، حدثنا أحمد بن حفص ، حدثني أبي ، حدثنا إبراهيم ، عن عباد بن إسحاق ، عن هاشم بن هاشم ، عن عبدالله بن زمعة ، عن أُم سلمة عن النبي (صلى الله عليه وآله) مثله(4) .

ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو نصر عبدالرحمن بن علي بن محمد بن موسى العدل.

__________________

(1) تهذيب الكمال 29 / 171 ، الرقم 6315.

(2) تهذيب الكمال 30 / 137 ، الرقم 6542.

(3) تهذيب الكمال 16 / 273.

(4) المعجم الكبير 23 / 308.

٢٢

وأخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك ، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد قالا : أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السليطي ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد الشرقي ، أنبأنا أحمد بن حفص ، حدثني أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن عباد بن إسحاق ، عن هاشم بن هاشم ، عن عبدالله بن زمعة ، عن أُم سلمة الحديث(1) .

مرتبة الحديث :

سند الطبراني صحيح رجاله ثقات.

* عبدالله بن الجارود قال عنه الذهبي : الحافظ الإمام الناقد أبو محمد كان من العلماء المتقنين المجودين توفى سنة (307)(2) .

وسند ابن عساكر صحيح رجاله ثقات.

* أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك : هو الخلال. قال الحافظ الذهبي : الشيخ الإمام الصدوق ، مسند إصبهان ، شيخ العربية بقية السلف ، توفي سنة (532)(3) .

* سعيد بن أحمد : هو العيار. قال الحافظ الذهبي : الشيخ العالم الزاهد المعمر أبو عثمان النيسابوري الصوفي(4) .

* أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي ، ذكره السمعاني فقال : من أهل نيسابور ، كان شيخاً صالحاً سديداً حسن السيرة. ذكره الحاكم فقال : من أعيان مشايخ نيسابور وابن مشايخها ، وممن لزم العبادة والاجتهاد في حال

__________________

(1) تاريخ دمشق 14 / 192.

(2) تذكر الحفاظ 3 / 794 ، الرقم 786.

(3) سير أعلام النبلاء 19 / 620.

(4) سير أعلام النبلاء 18 / 86.

٢٣

مشيبه(1) .

* ابن الشرقي : أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري. قال الحافظ الذهبي : الإمام العلامة الثقة حافظ خراسان صاحب الصحيح وتلميذ مسلم. ذكره الحاكم فقال : هو واحد عصره حفظاً واتقاناً ومعرفة(2) .

* أحمد بن حفص : هو السملي شيخ البخاري وقاضي نيسابور. قال النسائي : لا بأس به. وقال الحافظ الذهبي : ثقة مشهور كبير القدر(3) .

* أبوه : هو حفص بن عبدالله بن راشد. قال ابن عقيل : كان حفص قاضينا عشرين سنة بالأثر ولا يقضي بالرأي البتة. قال النسائي : ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات ، ووثقه الحاكم. وقال الحافظان الذهبي وابن حجر : صدوق. روى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه(4) .

* إبراهيم بن طهمان : هو الخراساني ، أبو سعيد ، وثقه أحمد وأبو حاتم وأبو داود وصالح بن محمد الحافظ وابن راهويه. وقال ابن معين : ليس به بأس. وقال الدارمي : كان ثقة في الحديث ، لم يزل الائمة يشتهون حديثه ، ويرغبون فيه ويوثقونه. روى له الستة وغيرهم(5) .

* عباد بن إسحاق : هو عباد بن عبدالرحمن. قال أحمد : رجل صالح ، أو مقبول ، صالح الحديث ، ليس به بأس. وقال ابن معين : صالح الحديث ، كان ابن عِلْيه يرضاه ، ثقة صالح ليس به بأس. وقال ابن شيبة : صالح. وقال ابن سفيان : لا بأس به. وقال العجلي : يكتب حديثه ، وليس بالقوي. وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، ولا يحتج به ، وهو قريب من محمد بن إسحاق ، وهو حسن الحديث ،

__________________

(1) الأنساب 3 / 284.

(2) سير أعلام النبلاء 15 / 37.

(3) تهذيب الكمال 1 / 294 ، الرقم 27.

(4) تهذيب الكمال 7 / 19 ، الرقم 1393.

(5) تهذيب الكمال 2 / 108 ، الرقم 186.

٢٤

وليس بثبت ولا قوي. وقال أبو داود : قدري إلا أنه ثقة. وقال النسائي : ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. روى له مسلم والأربعة واستشهد به البخاري وروى له في الأدب(1) .

طريق آخر :

ابن أبي جرادة : أخبرنا أبو القاسم عبدالرحيم بن الطفيل ، قال : أخبرنا الحافظ أبو طاهر الإصبهاني ، قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبدالجبار الطيوري ، قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو أحمد الدهان ، قال : حدثنا أبو علي الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن علي ، قال : حدثنا سليمان بن عمر ، قال : حدثني أبي ، عن أبي المهاجر ، عن عباد بن إسحاق ، عن هاشم بن هاشم عن عبدالله بن وهب : عن أُم سلمة الحديث(2) .

والسند حسن بل صحيح ، رجاله ثقات :

* أبو القاسم عبدالرحيم بن الطفيل : هو الدمشقي المصري. ذكره الحافظ الذهبي فقال : الشيخ المسند الثقة أبو القاسم عبدالرحيم بن المحدث يوسف بن هبة الله ، عرف بابن المكبس ، سمع بالإسكندرية من أبي طاهر السلفي(3) .

* أبو طاهر الإصبهاني : هو أحمد بن محمد بن أحمد الإصبهاني الجرواني ، له عقد له ترجمة طويل الحافظ الذهبي فقال : الإمام العلامة المحدث المفتي ، شيخ الإسلام وشرف المعمرين أبو طاهر(4) .

* أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري : ذكره الحافظ الذهبي فقال :

__________________

(1 ) تهذيب الكمال 16 / 591 ، الرقم 3755.

(2 ) بغية الطلب / 2598 ، وتاريخ الرقة : عن أبي المهاجر عن عباد بن إسحاق.

(3 ) سير أعلام النبلاء 23 / 43.

(4 ) سير أعلام النبلاء 21 / 46.

٢٥

الشيخ الإمام المحدث العالم المفيد ، بقية النقلة المكثرين أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار البغدادي الصيرفي. قال السمعاني : كان محدثاً مكثراً صالحاً أميناً صدوقاً ، صحيح الأُصول ، صيّناً ورعاً وقوراً ، حسن السمت ، كثير الخير ، كتب الكثير ، وسمع الناس بإفادته ، ومتعه الله بما سمع حتى انتشرت عنه الرواية ، وصار أعلى البغداديين سماعاً( 1 ) .

* أبو عبد الله الحسين بن جعفر : هو ابن محمد بن جعفر السلماسي. ذكره الخطيب فقال : كان ثقة أميناً مشهوراً باصطناع البر وفعل الخير وافتقاد الفقراء وكثرة الصدقة. مات سنة (446)( 2 ) .

* أبو أحمد الدهان : هو محمد بن عبدالله بن جامع الدهان. قال الخطيب : سألت البرقاني عنه فقال : كان شيخاً صالحاً ، ولم يزل يسمع معنا الحديث إلى أن مات. قلت : أكان ثقة؟ فقال : ثقة ثقة. وقال العتيقي : ثقة مأمون. مات سنة (399)( 3 ) .

* أبو علي الحافظ : هو القشيري. ذكره الحافظ الذهبي فقال : الإمام الحافظ المفيد ، أبو علي محمد بن سعيد بن عبدالرحمن الحراني محدث الرقّة ومؤرخها( 4 ) .

* محمد بن علي : هو بن ميمون الرقي أبو العباس العطار ، وثقه النسائي. وقال الحاكم : إمام أهل الجزيرة في عصره ثقة مأمون. وقال ابن مالك الرقي : الشيخ الجليل. وذكره ابن حبان في الثقات ، كما وثقه الحافظ ابن حجر( 5 ) .

* سليمان بن عمر : هو ابن خالد الرقي ، من مشايخ الضحاك ابن أبي عاصم

__________________

(1 ) سير أعلام النبلاء 19 / 37.

(2 ) تاريخ بغداد / 8 / 28.

(3 ) تاريخ بغداد / 3 / 91.

(4) سير أعلام النبلاء 15 / 335.

(5) تهذيب الكمال 26 / 155 ، الرقم 5486.

٢٦

وأبي يعلى الموصلي وعبدالله بن أحمد بن حنبل(1) والطبري وعدة من الحفاظ. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبن أبي حاتم : كتب عنه أبي بالرقة ، ولم يقدح فيه أصلاً. ورواية عبدالله بن أحمد فيها أمارة على وثاقته لأنه كان لا يحدث إلا عن ثقة عند أبيه ، كما أشار إلى ذلك عدة من الحفاظ(2) .

* أبوه : هو عمر بن خالد الرقي ، ذكره ابن حبان في الثقات.

* أبو المهاجر : هو سالم بن عبدالله أبو المهاجر الجزري الرقي. قال أحمد : ثقة في الحديث ، كان رجلاً صالحاً. وقال أبو حاتم : لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات(3) .

3 / عبدالمطلب بن عبدالله بن حنطب :

الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني ، حدثنا سليمان بن بلال ، حدثنا كثير بن زيد ، حدثنا عبد المطلب بن عبدالله ، عن أُم سلمة قالت : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس ذات يوم في بيتي ، فقال : « لايدخل عليَّ أحد. فانتظرت ، فدخل الحسين (رضي الله عنه) ، فسمعت نشيج(4) رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبكي ، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي (صلى الله عليه وآله) يمسح جبينه وهو يبكي ، فقلت : والله ماعلمت حين دخل! فقال : إن جبرئيل (عليه السلام) كان معنا في البيت ، فقال : تحبه؟ قلت : أما من الدنيا فنعم. قال : إن أُمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها : كربلا. فتناول جبرئيل (عليه السلام) من تربتها ، فأراها النبي (صلى الله عليه وآله) ، فلما

__________________

(1) كتاب الدعاء للطبراني / 335 ، والمعجم الكبير 23 / 215.

(2) تعجيل المنفعة / 15 ، 18 ، 225 ، 258 ، 355 ، 360.

(3) تهذيب الكمال 10 / 158 ، الرقم 2152.

(4) النشيج : صوت مع توجع وبكاء ، كما يردد الصبي بكاءه في صدره.

٢٧

أحيط الحسين حين قتل : قال : ما اسم هذه الارض؟ قالوا : كربلاء. قال : صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء »(1) .

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله ثقات.

قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات(2) .

* الحسين بن إسحاق التستري : ذكره الذهبي ، فقال : سمع هشام بن عمار ويحيى الحماني وشيبان بن فروخ ، وطبقتهم ، حدث عنه : ابنه علي وسهل الصغير والعقيلي والطبراني وآخرون ، وكان من الحفاظ الرحالة ؛ أرّخ أبو الشيخ وفاته في سنة (290). أكثر عنه أبو القاسم الطبراني(3) .

* يحيى الحماني : هو ابن عبد الحميد بن عبدالرحمن بن ميمون الحماني ، أبو زكريا الكوفي. قال أحمد : ليس به بأس ، صدوقاً ، ولو اقتصر على ما سمع لكان له فيه كفاية. والرواية عن أحمد متضاربة. قال الفارسي : كان أحمد بن حنبل سيىء الرأى فيه. وقال الحضرمي الحافظ : سألت ابن نمير عن يحيى ، فقال : هو ثقة ، وهو أكبر من هؤلاء كلهم ، فاكتب عنه. وقال الرمادي : هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة ، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد. وقال ابن معين : صدوق مشهور ، ثقة ، وما بالكوفة مثل ابن الحماني ، وما يقال فيه إلا من حسد. وقال الدوري عن يحيى بن معين : أبو يحيى الحماني ثقة ، وابنه ثقة. قال عباس : ناظرناه في هذا غير مرة. قال : لم يزل يحيى بن معين يقول هذا حتى مات(4) .

__________________

(1) المعجم الكبير 3 / 108 ، الرقم 2819 ، 23 / 289 ، وبغية الطلب في تاريخ حلب / 2597 بعدة طرق إلى يحيى المحاربي.

(2) مجمع الزوائد 9 / 188.

(3) سير أعلام النبلاء 14 / 57.

(4) تهذيب الكمال 13 / 419 ، الرقم 6868.

٢٨

* سليمان بن بلال : هو القرشي أبو محمد ، ثقة بالاتفاق. قال أحمد : لا بأس به. وقال ابن معين : ثقة صالح. ووثقه النسائي وابن شيبة وغيرهما ، روى له الستة(1) .

* كثير بن زيد : هو الأسلمي أبو محمد. قال أحمد : ما أرى به بأساً. وقال ابن معين : ليس بذاك(2) . وفي موضع آخر : صالح ، ليس به بأس. وفي موضع ثالث وثقه ، كما وثقه الموصلي. وقال أبو زرعة : صدوق فيه لين. وقال أبو حاتم : صالح ليس بالقوي ، يكتب حديثه. وضعفه النسائي. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الحافظ ابن حجر : صدوق يخطئ(3) .

* المطلب بن عبدالله : هو ابن حنطب بن الحارث القرشي المحزومي المدني ، وثقه أبو زرعة والدارقطني ويعقوب بن سفيان. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن سعد : كان كثير الحديث ، وليس يحتج بحديثه لانه يرسل عن النبي (صلى الله عليه وآله) كثيراً ، وليس له لقي ، وعامة أصحابه يدلسون. وظلمه ابن حجر بقوله : صدوق كثير التدليس والإرسال. روى عنه الأربعة وغيرهم(4) .

4 / أبو جعفر الباقر عليه السلام :

الطبراني : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، أنبأنا أحمد بن يحيى الصوفي ، أنبأنا إسماعيل بن أبان ، حدثني حبان بن علي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ، عن أُم سلمة ، قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « يقتل الحسين حين يعلوه القتير ». قال أبو القاسم : القتير : الشيب(5) .

__________________

(1) تهذيب الكمال 11 / 372 ، الرقم 2496.

(2) أي قليل الحديث.

(3) تهذيب الكمال 24 / 113 ، الرقم 4941.

(4) تهذيب الكمال 28 / 81 ، الرقم 6006.

(5) المعجم الكبير 3 / 105 ، الرقم 2808 ، وتاريخ دمشق عن الحسن بن محمد وجعفر بن محمد الخلدي عن الحضرمي ، مجمع الزوائد 9 / 190 ، وكنز العمال 12 / 128 ، الرقم 34325 عن الطبراني

٢٩

5 / صالح بن أربد :

ابن راهويه وابن أبي شيبة : حدثنا يعلى بن عبيد ، عن موسى الجهني ، عن صالح بن أربد النخعي قال : قالت أُم سلمة : دخل الحسين على النبي (صلى الله عليه وآله) وأنا جالسة على الباب ، فتطلعت فرأيت في كف النبي (صلى الله عليه وآله) شيئاً يقلبه وهو نائم على بطنه ، فقلت : يارسول الله ، تطلعت فرأيتك تقلب شيئاً في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل؟ فقال : « إن جبرئيل أتاني بالتربة التي يقتل عليها وأخبرني أن أُمتي يقتلونه »(1) .

الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري أخبرنا علي بن بحر ، أخبرنا عيسى بن يونس. وحدثنا عبيدالله بن غنام ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا يعلى بن عبيد قالا : أنبأنا موسى الجهني ، عن صالح بن أربد ، عن أُم سلمة (رضي الله عنها) قالت : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « اجلسي بالباب ولا يلج عليّ أحد ». فقمت بالباب إذ جاء الحسين (رضي الله عنه) ، فذهبت أتناوله ، فسبقني الغلام ، فدخل على جده ، فقلت : يانبي الله جعلني الله فداك أمرتني أن لا يلج عليك أحد وإن ابنك جاء ، فذهبت أتناوله فسبقني ، فلما طال ذلك تطلعت من الباب ، فوجدتك تقلّب بكفيك شيئاً ودموعك تسيل والصبي على بطنك؟ قال : « نعم أتاني جبرئيل (عليه السلام) فأخبرني أن أُمتي يقتلونه ، وأتاني بالتربة التي يقتل عليها فهي التي أُقلب بكفي »(2) .

__________________

والخطيب وابن عساكر والبارودي.

(1) المصنف 8 / 632 ، الرقم 258 ، والآحاد والمثاني 1 / 309 ، الرقم 428 ، ومسند ابن راهويه 4 / 130.

(2) المعجم الكبير 3 / 109 ، الرقم 2820.

٣٠

مرتبة الحديث :

مقبول بل حسن ، رجاله ثقات سوى صالح بن أربد ، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يقدحا فيه. وهذا من أمارات السلامة والحسن. وذكره ابن حبان في الثقات (1) .

6 / أبو وائل شقيق بن سلمة :

الطبراني : حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عباد بن زياد الأسدي ، حدثنا عمرو بن ثابت ، عن الأعمش ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن أُم سلمة قالت : كان الحسن والحسين (رضي الله عنهما) يلعبان بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) في بيتي ، فنزل جبرئيل (عليه السلام) ، فقال : يامحمد ، إن أُمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ؛ فأومأ بيده إلى الحسين. فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وضمه إلى صدره ، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « وديعة عندك هذه التربة. فشمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال : ويح كرب وبلاء. قالت : وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا أُم سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل ». قال : فجعلتها أُم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : إن يوماً تحولين دماً ليوم عظيم(2) .

7 / سلمى :

البخاري والترمذي : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، حدثنا رزين قال : حدثتني سلمى ، قالت : دخلت على أُم سلمة وهي تبكي ،

__________________

(1) الثقات 4 / 373 بعنوان صالح بن أبي زيد النخعي.

(2) المعجم الكبير 3 / 108 ، الرقم 2817 ، وبغية الطلب / 2599 بسند متصل عن أبو بكر بن ريذة عن الطبراني عن عبدالله بن أحمد عن أحمد ، وتهذيب الكمال 6 / 409 ، وتهذيب التهذيب 2 / 346 ، ومجمع الزوائد 9 / 189 وأعله بعمرو.

٣١

فقلت : ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ تعني في المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يارسول الله؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفاً(1) .

مرتبة الحديث :

مقبول ، رجاله ثقات سوى سلمى وهي البكرية فلم يرو أحد عنها سوى رزين ، وقد أخرج حديثها الترمذي ، ورزين هو بياع الأنماط والرمان كذلك (2) .وثقه أحمد وابن معين. وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، ليس به بأس ، وهو أحب إليّ من إسحاق بن خليد.

8 / شهر بن حوشب :

الذهبي : حماد بن سلمة ، عن أبان ، عن شهر بن حوشب ، عن أًم سلمة قالت : كان جبرئيل عند النبي (صلى الله عليه وآله) والحسين معي فبكى فتركته فدنا من النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقال جبرئيل : أتحبه يا محمد؟ قال : نعم. قال : إن أُمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. فأراه فإذا الأرض يقال لها : كربلا(3) .

ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي ، أنبأنا أبو الحسن بن علي إملاءً ، وأخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو غالب أحمد بن الحسن وأبو محمد عبدالله بن محمد قالوا : أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي ، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، أنبأنا إبراهيم بن عبدالله ، أنبأنا حجاج ، أنبأنا حماد ، عن أبان ، عن شهر بن حوشب ، عن أُم سلمة الحديث(4) .

__________________

(1) سنن الترمذي 5 / 323 ، والمعجم الكبير 23 / 373 ، والتاريخ الكبير للبخاري 3 / 322 ، والمستدرك 4 / 19 ، ودلائل النبوة للبيهقي 6 / 468 ، وأُسد الغابة 2 / 22.

(2) على ما صرّح به ابن معين وهو الإمام في علم الرجال.

(3) ميزان الاعتدال 1 / 13.

(4) تاريخ دمشق 14 / 193.

٣٢

التميمي : حدثني يحيى ، عن أبيه ، عن جده ، عن قرة بن خالد ، عن عامر بن عبد الواحد ، عن شهر بن حوشب ، قال : بينما نحن عند أُم سلمة أُم المؤمنين إذ دخلت صارخة تصرخ ، فقالت : قتل الحسين. قالت : قد فعلوها ، اللهم املأ بيوتهم وقبورهم ناراً. ثم وقعت مغشياً عليها(1) .

الطبراني : حدثنا علي بن عبدالعزيز وأبو مسلم الكشي قالا : حدثنا حجاج بن المنهال ، وحدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، قالا : حدثنا عبدالحميد بن بهران عن شهر بن حوشب قال : سمعت أُم سلمة حين جاء نعي الحسين بن علي (عليهما السلام) لعنت أهل العراق وقالت : قتلوه قتلهم الله عز وجل ، غروه وذلوه لعنهم الله(2) .

9 / داود :

ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، أنبأنا عبدالرحمن ـ يعني ـ ابن صالح الأزدي ، أنبأنا أبو بكر بن عياش ، عن موسى بن عقبة ، عن داود ، قالت أُم سلمة : دخل الحسين على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ففزع ، فقالت أُم سلمة : ما لك يارسول الله؟ قال : « إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل ، وأنه اشتد غضب الله على من يقتله »(3) .

مرتبة الحديث :

رجال السند ثقات أجلاء حفاظ ، سوى داود فلم أتعرّف عليه.

__________________

(1) المحن / 139 ، ورواه ابن سعد عن محمد بن عبدالله الأنصاري عن قرة بن خالد.

(2) المعجم الكبير 3 / 108 ، الرقم 2818.

(3) تاريخ دمشق 14 / 193 ، وتهذيب الكمال 6 / 409 ، قال : قال عبدالرحمن بن صالح الأزدي.

٣٣

ثالثاً : ما روي عن حبر الأُمة ابن عباس

1 / عمار بن أبي عمار :

الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد هو ابن سلمة ، أخبرنا عمار ، عن ابن عباس قال : رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) فيما يرى النائم بنصف النهار ، وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأُمي يارسول الله ما هذا؟ قال : « هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم ». فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم(1) .

مرتبة الحديث :

صحيح ، رجاله ثقات.

قال الحافظ الهيثمي : رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح(2) .

* عفان : هو ابن مسلم الباهلي أبو عثمان الصفار البصري مجمع على وثاقته. قال ابن حجر : ثقة ثبت ، روى له الجماعة(3)

* حماد بن سلمة : مجمع أيضا على وثاقته ، قال ابن حجر : أبو سلمة ، ثقة ،

__________________

(1) المسند 1 / 283 ، 242 ، وفضائل الصحابة / الرقم 1380 و 1381 و 1389 و 1396 ، وصححه محققه ، ومنتخب مسند عبد بن حميد / 235 ، والطبراني 3 / 110 ، الرقم 2822 ، عن حجاج وسليمان بن حرب عن حماد ، 12 / 143 ، والمستدرك 4 / 497 عن الحسن بن موسى الأشيب عن حماد وصححه ، والمحن للتميمي / 139 عن حيان بن هلال عن حماد ، وتاريخ بغداد 1 / 142 عن محمد بن عبدالله الخزاعي عن حماد ، وتاريخ دمشق 14 / 237.

(2) مجمع الزوائد 9 / 193.

(3) تقريب التهذيب 1 / 679.

٣٤

عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغيّر حفظه بآخره(1) .

* عمار : هو ابن أبي عمار مولى بني هاشم ، وثقه أحمد وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة ، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات. وقال النسائي : ليس به بأس. وظلمه ابن حجر بقوله : صدوق ربما أخطأ. روى له مسلم والأربعة(2) .

2 / علي بن زيد بن جدعان :

ابن أبي الدنيا : حدثنا عبدالله بن محمد بن هاني أبو عبدالرحمن النحوي ، ثنا معدي بن سليمان ، ثنا علي بن زيد بن جدعان ، قال : استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين والله. فقال له أصحابه : لِمَ يابن عباس؟ فقال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه زجاجة دم ، فقال : أتعلم ما صنعت أُمتي من بعدي؟ قتلوا الحسين ، وهذا دمه ودم أصحابه أرفعهما إلى الله. فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه وتلك الساعة ، فما لبثوا إلا أربعة وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل في ذلك اليوم وتلك الساعة(3) .

ابن عساكر : أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا(4) .

3 / عكرمة :

البزار : حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي ، ثنا الحسين بن عيسى ، حدثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان الحسين جالساً في حجر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال جبرئيل : أتحبه؟ فقال : « وكيف لا أُحبه وهو ثمرة

__________________

(1) تقريب التهذيب 1 / 197 رقم 542.

(2) تهذيب الكمال 21 / 198 ، الرقم 4167.

(3) البداية والنهاية 8 / 218.

(4) تاريخ دمشق 14 / 237.

٣٥

فؤادي؟! » فقال : أما إن أُمتك ستقتله. ألا أُريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فإذا تربة حمراء(1) .

مرتبة الحديث :

سند مقبول ، بل حسن على الصحيح. قال الحافظ الهيثمي : رواه البزار ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف (2) .

* إبراهيم بن يوسف الصيرفي : من شيوخ النسائي والبزار ، وثقه موسى بن إسحاق ، وقال النسائي ـ المتشدّد ـ : ليس بالقوي. وقال الحضرمي : صدوق. ذكره ابن حبان في الثقات(3) ، وروى عنه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.

* الحسين بن عيسى : هو ابن مسلم الحنفي ، أبو عبدالرحمن الكوفي. قال البخاري : مجهول وحديثه منكر (يؤمكم أقرؤكم لكتاب الله). وقال أبو زرعة : منكر الحديث. وقال أبو حاتم : ليس بالقوي. وقال ابن عدي : له من الحديث شيء قليل ، وعامة حديثه غرائب ، وفي حديثه مناكير. وذكره ابن حبان في الثقات واحتج به في الصحيح ، روى له أبو داود وابن ماجه(4) . فهو مقبول لعدم القدح في عدالته وإن أوعز النكارة إلى حديثه ، وما أكثر من يعبّر عنهم أبو حاتم (ليس بالقوي) وهم من ثقات الرواة ، فرواية أبي داود ـ وهو الذي لا يروي إلا عن ثقة(5) ـ وتوثيق ابن حبان له كافية في الحكم بدرج حديثه في مرتبة الحسن ، والله العالم.

__________________

(1) البداية والنهاية 6 / 257.

(2) مجمع الزوائد 9 / 191.

(3) تهذيب الكمال 2 / 255 ، الرقم 272.

(4) تهذيب الكمال 6 / 462 ، الرقم 1329.

(5) تهذيب التهذيب 2 / 298 ، ترجمة الحسين بن علي بن الأسود 3 / 156 ، ترجمة داود بن بكر بن أبي الفرات.

٣٦

* الحكم بن أبان : هو العدني ، أبو عيسى ، وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير والسبتي والمديني وأحمد بن حنبل. وقال أبو زرعة : صالح. وقال العجلي : ثقة صاحب سنة ، كان إذا هدأت العيون وقف في البحر ركبتيه يذكر الله حتى يصبح. قال ابن عيينة : قدم علينا يوسف بن يعقوب ، قاضٍ كان لأهل اليمن ، وكان يذكر منه صلاح ، فسألته عن الحكم بن أبان ، فقال : ذلك سيد أهل اليمن ، كان يصلي من الليل ، فإذا غلبته عيناه نزل إلى البحر فقام في المساء يُسبِّح مع دواب البحر. قال : أتيت عدن فلم أر مثل الحكم بن أبان. روى له البخاري في القراءة والأدب والأربعة أصحاب السنن(1) .

عكرمه : هو مولى ابن عباس ثقة عند أهل السنة والجماعة بالاتفاق.

4 / أبو الضحى :

الحاكم : حدثني أبو بكر بن أحمد بن بالويه ، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبدالله ، حدثنا حجاج بن نصير ، حدثنا قرة بن خالد ، حدثنا عامر بن عبد الواحد ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال : ما كنا نشك وأهل البيت متوافرون أن الحسين بن علي يقتل بالطف(2) .

5 / معاوية بن ابي سفيان :

قال معاوية لابنه يزيد : فقد حدثني ابن عباس قال : حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند وفاته وهو يجود بنفسه وقد ضم الحسين إلى صدره وهو يقول : « هذا من أطائب أرومتي وأبرار عترتي وخيار ذريتي ، لا بارك الله فيمن لم يحفظه من بعدي. وقال ابن عباس : ثم أُغمي على رسول الله ساعة ، ثم أفاق فقال : ياحسين ، إن لي ولقاتلك يوم القيامة مقاماً بين يدي ربي وخصومة ،

__________________

(1) تهذيب الكمال 7 / 86 ، الرقم 1422.

(2) المستدرك 3 / 179.

٣٧

وقد طابت نفسي إذا جعلني الله خصماً لمن قاتلك يوم القيامة ». يابني فهذا حديث ابن عباس ، وأنا أُحدثك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال : « أتاني يوماً حبيبي جبرئيل فقال : يامحمد ، إن أُمتك تقتل ابنك حسيناً ، وقاتله لعين هذه الأُمة ». ولقد لعن النبي (صلى الله عليه وآله) قاتل حسين مراراً(1) .

رابعاً : ما روي عن أُم الفضل بنت الحارث

الحاكم : أخبرني أبو عبدالله محمد بن علي الجوهري ببغداد ، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ، ثنا محمد بن مصعب ، ثنا الأوزاعي ، عن أبي عمار شداد بن عبدالله ، عن أُم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت : « يارسول الله ، إني رأيت حلماً منكراً الليلة. قال : ما هو؟ قالت : إنه شديد. قال : ما هو؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : رأيت خيراً ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك ». فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فدخلت يوماً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوضعته في حجره ، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهريقان من الدموع ، قالت : قلت : يانبي الله بأبي أنت وأُمي ما لك؟ قال : « أتاني جبرئيل (عليه السلام) فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ، فقلت : هذا؟ فقال : نعم ». وأتاني بتربة من تربته حمراء(2) .

__________________

(1) رواه المؤرخ الكبير ابن أعثم في الفتوح / 1345 ـ 1375 بأسانيد متعددة ومتكثرة ، تحقيق الدكتور سهيل زكار.

(2) المستدرك 3 / 176 قال : حديث صحيح ، ودلائل النبوة 6 / 468 عن الحاكم ، وتاريخ دمشق 14 / 196 عن البيهقي عن الحاكم ، وكتاب الدعاء للطبراني / 550 ، عن محمد بن سهل الرقي عن

٣٨

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله ثقات.

* أبو عبدالله محمد بن علي الجوهري : هو ابن محرم. قال الحافظ الذهبي : الإمام المفتي المعمر ، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد الجوهري البغدادي ، من أعيان تلامذة ابن جرير. قال الدارقطني : لا بأس به. وقال ابن أبي الفوارس : لم يكن بذاك(1) .

* محمد بن الهيثم القاضي : هو البغدادي المعروف بأبي الأحوص قاضي عكبرا. قال ابن خراش : من الأثبات المتقنين. وقال الدارقطني : من الثقات الحفاظ ، ثقة مأمون حافظ(2) .

* محمد بن مصعب : هو القرقساني. قال أحمد : حديث القرقساني عن الأوزاعي مقارب ، وأما عن حماد ففيه تخليط ، وهو لا بأس به ، وكان ابن معين سيىء الرأى فيه. وقال الخطيب : كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه ، ويذكر عنه الخير والصلاح. وقال أبو زرعة : صدوق في الحديث ولكنه حدث بأحاديث منكرة. وقال ابن عدي : ليس بروايته بأس. وقال البزار : ليس به بأس وقد حدث عنه جماعة من أهل العلم ، ووثقه ابن قانع. وقال الحافظ ابن حجر : صدوق كثير الغلط. وضعفه النسائي. وقال ابن خراش : منكر الحديث(3) . وقد أخرج له ابن خزيمة في الصحيح وحسّن حديثه العلامة الألباني(4) .

__________________

محمد بن مصعب القرقساني ، وبتره ، والمعجم الكبير 25 / 26 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن الحسن بن علي الحلواني عن يزيد بن هارون عن عبد الملك بن الحسين عن سماك عن قابوس عن أبيه عن أُم الفضل ، وبتره ، والبداية والنهاية 6 / 258 عن البيهقي عن الحاكم وغيره.

(1) سير أعلام النبلاء 16 / 61.

(2) تهذيب الكمال 26 / 571 ، الرقم 5668.

(3) تهذيب الكمال 26 / 460 ، الرقم 5612.

(4) كتاب السنة / 156 ، الرقم 351 ، 355 ، الرقم 792.

٣٩

* الأوزاعي : هو عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو ، من أئمة أهل السنة ، ثقة حافظ إمام بالاتفاق. قال ابن حجر : الفقيه ثقة جليل. روى له الستة(1) .

* شدّاد بن عبدالله : هو أبو عمار الدمشقي مولى معاوية. قال يحيى بن كثير : كان مرضياً. وثقه العجلي وأبو حاتم والداقطني وابن سفيان وابن خلفون والحافظ ابن حجر. وقال ابن معين والنسائي : ليس به بأس. وقال صالح بن محمد الحافظ : صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات(2) .

ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي ، أنبأنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني ، أنبأنا الرياشي ـ يعني العباس بن الفرج ـ أنبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ، عن محمد بن مصعب القرقساني ، عن الأوزاعي ، عن شداد أبي عمارة قال : قالت أُم الفضل بنت الحارث : رأيت يارسول الله رؤيا أُعظمك أن أذكرها لك!! قال : « اذكريها. قالت : رأيت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري!! فقال (صلى الله عليه وآله) : إن فاطمة حبلى تلد غلاماً أُسميه حسيناً وتضعه في حجرك ». قالت : فولدت فاطمة حسيناً ، فكان في حجري أُربيه ، فدخل عليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً وحسين معي فأخذه يلاعبه ساعة ثم ذرفت عيناه!! فقلت : يارسول الله ، ما يبكيك؟ فقال : « هذا جبريل يخبرني أن أُمتي تقتل ابني هذا »(3) .

مرتبة الحديث :

حسن ، رجاله موثقون.

__________________

(1) تقريب التهذيب 1 / 584.

(2) تهذيب الكمال 12 / 399 ، الرقم 2707.

(3) تاريخ دمشق 14 / 196 ، وروى صدره في 14 / 114 بسند متصل إلى سماك عن أُم الفضل.

٤٠