نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 507

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 507
المشاهدات: 247638
تحميل: 5209


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 507 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247638 / تحميل: 5209
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سير من رويت في حقهم، وفي سير الآخرين من الصحابة معهم ونحن نشير إشارة سريعة الى بعض تلك الأحاديث، وخلاصة البحوث المتعلقة بها من هذه الناحية:

١ - لقد عارض عبد العزيز الدهلوي حديث الثقلين بحديث: « اهتدوا بهدى عمار ». فذكر السيدرحمه‌الله ان عماراً من شيعة عليعليه‌السلام ، وأنه قد تخلف عن بيعة أبي بكر هذا هدى عمار فلماذا لم يهتدوا بهداه؟

ثم ان عمر بن الخطاب قد أعرض عن هدى عمار، وعثمان اعتدى عليه، وعبد الرحمن بن عوف خالفه، وسعد بن أبي وقاص كان يبغضه، وطلحة والزبير ومن معهما خرجوا على علي وعمار معه، وعمرو بن العاص خرج لقتله، ومعاوية سر بمقتله

٢ - وعارض الحديث المذكور بما رووه في حق ابن مسعود عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ». فذكر السيد صنائع عثمان مع ابن مسعود.

٣ - وعارضه بحديث: « أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل » كما عارض به العاصمي حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».

فذكر السيدرحمه‌الله ما كان من معاذ بن جبل من الجهل بأحكام الشرع المبين، والتصرف الباطل في أموال المسلمين

٤ - وعارضه بحديث « أصحابي كالنجوم ».

فذكر السيد في جوابه موارد كثيرة من جهل الصحابة بالقرآن والاحكام الشرعية، وارتكاب بعضهم المحرمات كالربا، وبيع الخمر، وبيع الأصنام، والكذب الصريح

٥ - وعارضه أيضاً بحديث « انما الشورى للمهاجرين والأنصار ».

فذكر السيد ما كان من أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن تبعه وغيرهم من الاصحاب من الخلاف والاعتراض على خلافة الخلفاء الثلاثة، فهي كانت من غير مشورة من المهاجرين والأنصار.

٨١

٦ - وعارض العاصمي حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بحديث « أرحم - أو: أرأف - أمتى بأمتي أبو بكر » فذكر السيد قضايا من سيرة أبي بكر تكذب ذلك بكل وضوح.

٧ - وعارضه بحديث: « لكل أمة أمين وأمين هذه الامة أبو عبيدة ». فذكر السيد قضايا من تاريخ أبي عبيدة تنافي الامانة بكل صراحة.

٨ - وعارض عبد العزيز الدهلوي الحديث المذكور بحديث: « ما صب الله شيئاً في صدري الا وصببته في صدر أبي بكر » فذكر السيد جهل أبي بكر بأبسط المعارف الالهية والأمور الشرعية بل حتى بمفاهيم بعض الألفاظ القرآنية

٩ - وعارضه بحديث: « لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فذكر السيد في وجوه بطلانه أن المسبوق بالكفر لا يكون نبياً

(١٠) - النقض

ومنها: النقض وقد كانرحمه‌الله ذا يد طولى في هذه الجهة كسائر جهات البحث وكتابه مشحون بأنواع النقوض القوية التي لا يمكن الجواب عنها

فمما قال عبد العزيز الدهلوي في الجواب عن حديث الغدير: انه لو كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد الامامة والخلافة لجاء بلفظ صريح في الدلالة حتى لا يكون فيه خلاف ونزاع.

فنقض عليه السيدرحمه‌الله بحديث: « الأئمة من بعدي اثنا عشر ». الذي حار القوم في معناه، وذكروا له وجوهاً عديدة حتى قال بعضهم بأن الاولى ترك الخوض في البحث عنه

ذكر السيد كلماتهم حوله لأجل النقض ثم قال بأن التحقيق وضوح دلالة هذا الحديث على مذهب الامامية، وانما زعم القوم اجماله وأطنبوا في توجيهه حتى يصرفوه عن الدلالة على المعنى الظاهر فيه.

٨٢

واستدل بعضهم على خلافة أبي بكر بحديث « خوخة أبي بكر » قال: يدل على ذلك بمعونة القرائن.

فنقض عليه بأن حديث « من كنت مولاه فعليّ مولاه » أحرى بأن يكون دالا على الامامة ولو بمعونة القرائن

وأنكر ابن كثير معنى حديث أبي هريرة في فضل صوم يوم الغدير بأن « صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهراً؟ هذا باطل ».

فأبطل هذا الكلام بذكر فضل صيام أيام من السنة بأحاديث أهل السنة أنفسهم كيوم السابع والعشرين من رجب، وصوم أيام من شهر رجب، وصوم يوم عرفة

وأنكر ابن روزبهان أن يكون أمير المؤمنين قد دعا على أنس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله البجلي الذين كتموا الشهادة بحديث الغدير قائلا: « لم يكن من أخلاق أمير المؤمنين أن يدعو على صاحب رسول الله ».

فأبطله بذكر موارد من دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام والصحابة

ولو أردنا أن نذكر نماذج أخر للنقض في الكتاب لطال بنا المقام، وفيما ذكرناه كفاية.

(١١) - المعارضة

ومنها - المعارضة وهي من أمتن أساليبه في الجواب فقد عارض السخاوي حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بما وضعوه على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخرجه البخاري بسنده عن محمد بن الحنفية قال:

« قلت لابي: أي الناس خير بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال: أبو بكر.

٨٣

قال قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا الا رجل من المسلمين ».

فأجاب عنه السيد مكذباً إياه بحديث أخرجه البخاري نفسه عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطاب في حديث طويل، أنه قال مخاطباً عليّاً والعباس: « فلما توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نورث ما تركنا صدقة. فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم انه لصادق بار راشد تابع للحق.

ثم توفى أبو بكر فكنت أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولي أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم اني لصادق بار راشد تابع للحق ».

فمن كان يرى أبا بكر وعمر كاذبين آثمين غادرين خائنين كيف يراهما خير الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

وعارض المولوي عبد العزيز الدهلوي حديث مدينة العلم بما رووه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

فأجاب السيد هذه المعارضة بوجوه كذب فيها الحديث المذكور، وكان من جملة الوجوه: ان هذا الحديث يدل على أفضلية عمر من أبي بكر، فهو معارض بما استدلوا به من الاخبار - واجمعوا عليه - على أفضلية أبي بكر من عمر بن الخطاب فالحديث باطل، فالمعارضة ساقطة.

وعارض عبد العزيز حديث: « انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » بحديث: « أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهديتم ».

فأبطل السيد هذا الحديث وأثبت وضعه في بحث طويل وفي وجوه كثيرة منها: - المعارضة بالأحاديث الواردة في ذم الاصحاب، المخرجة في الصحاح والمسانيد كحديث الذود عن الحوض ونحوه

٨٤

(١٢) - الإلزام

ومنها - الزام القوم بما ألزموا به أنفسهم، فطالما يرد على دليل أو مناقشة للدهلوي أو غيره من أهل السنة بما التزم به من دليل أو حديث أو قاعدة

وان من أهم موارد الإلزام موضوع الصحاح الستة والصحيحين منها بالخصوص

ففي حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » عقد فصلا عنوانه « قطعية أحاديث الصحيحين » ذكر فيه ان ذلك مذهب ابن الصلاح، وأبي إسحاق الأسفراييني، وأبي حامد الأسفراييني، والقاضي أبى الطيب، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأبي عبد الله الحميدي، وأبي نصر عبد الرحيم ابن عبد الخالق، والسرخسي الحنفي، والقاضي عبد الوهاب المالكي، وأبي يعلى الحنبلي، وابن الزاغوني الحنبلي، وابن فورك، ومحمد بن طاهر المقدسي، والبلقيني، وابن تيمية، وابن كثير، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي، وعبد الحق الدهلوي، وولي الله الدهلوي وغيرهم.

بل عن بعضهم انه وقف تجاه قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « فقلت: يا رسول الله كلما رواه البخاري عنك صحيح؟ فقال: صحيح. فقلت له: أرويه عنك يا رسول الله؟ قال: أروه عني ».

وعن بعضهم: أنه ذكر صحيح مسلم أيضاً.

وعن جماعة كالعسقلاني والنووي وابن حجر المكي الإجماع على أن صحيحيهما أصح الكتب بعد القرآن

ومع ذلك قدح الآمدي، ومحمود بن عبد الرحمن الاصفهاني، وابن حجر المكي، وإسحاق الهروي في حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » المخرج في الصحيحين

وقدح البخاري، وابن الجوزي، وابن تيمية في حديث: « اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي » المخرج في صحيح مسلم.

٨٥

وأبطل السهارنفوري وعبد العزيز الدهلوي حديث هجر فاطمة الزهراءعليها‌السلام أبا بكر وهو في باب فرض الخمس وغيره - من صحيح البخاري الذي جاء فيه: « فغضبت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت » وأخرجه مسلم في باب حكم الفيء من كتاب الجهاد.

وأبطل المولوي حيدر علي الفيض آبادي حديث: « ايتوني بكتف ودواة » المخرج في سبعة مواضع من البخاري، وبثلاثة طرق عند مسلم ابن الحجاج

فقدح هؤلاء في هذه الأحاديث مردود بما نص عليه أئمتهم من قطعية صدور الصحيحين وانهما أصح الكتب بعد القرآن والإجماع على صحة ما روي فيهما

هذا الرد عليهم هو من باب الإلزام.

ومن ذلك إلزامهم بما يروونه في حق بعض الاشخاص من علمائهم وعرفائهم أو في شأن بعض كتبهم في الحديث أو غيره من الكرامات

فقد ذكروا في فضل « عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي » تزول قلنسوة من السماء اليه

وفي حق الثعلبي قال القشيري: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أن قال الرب: أقبل الرجل الصالح. فالتفتّ فإذا الثعلبي مقبل.

وهكذا غير ما ذكرنا من الكرامات التي لا يجوز الاعتقاد بها قطعاً، الا أن التمسك بها جائز لإلزام الخصم بها في البحوث العلمية وهذا باب واسع نكتفي منه بهذا المقدار.

٨٦

الباب الرابع

بحوث وتحقيقات في كتاب العبقات

ومن يدرس كتاب « عبقات الأنوار » يجد فيه الى جانب « اثبات امامة الأئمة الاطهار » والرد على إشكالات المخالفين على أدلة الامامية في باب الامامة بحوثاً وتحقيقات علمية قيمة، بحيث لو أخرج كل واحد منها لكان كتاباً لطيفاً في موضوعه.

في هذا الكتاب بحوث علمية من أصول العقائد، والتفسير، والحديث، والدراية، والتاريخ، والرجال، والأدب يتطرق الى كل بحث منها لمناسبة يقتضيها المقام حيث يريد المؤلفرحمه‌الله إتمام الكلام على المسألة الخلافية من شتى جوانبها

ونحن نذكر هنا طرفاً من هذه البحوث تحت عناوين وضعناها لها، معترفين بعدم وفاء مذكراتنا لجميع بحوث الكتاب، آملين التوفيق لاتمامها في فرصة أخرى بإذن الله تعالى.

١ - أحاديث موضوعة

لقد وردت في حق عليّعليه‌السلام أحاديث لا تعد ولا تحصى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تناقلتها الصحابة والتابعون، وأثبتها الأئمة والحفاظ في أسفارهم ومعاجمهم، موثقين رجالها، مصححين طرقها، فأما ما لم يصل إلينا من تلك الأحاديث فالله اعلم بها وبعددها.

ولما رأى المخالفون لأمير المؤمنينعليه‌السلام تلك الأحاديث وكثرتها عدداً ووضوحها في الدلالة على إمامته عمدوا الى التصرف فيها وتحريفها زيادة أو نقيصة، والى وضع فضائل لابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من الصحابة، والصحابة بصورة عامة

وقد راج سوق هذا الوضع والتزوير - كما يحدثنا التاريخ - في زمن معاوية، وشاعت هذه الأحاديث وانتشرت، ووصفها بعض علماء السنة

٨٧

بالصحة عمداً أو جهلا

ومع ذلك لم تخف حقيقة الحال على ذوي العلم والبصيرة، بل لقد نص عليها وصرح بها بعض المتعصبين من علماء الحديث كابن الجوزي في كتاب الموضوعات وأورد ابن أبي الحديد بعض الأحاديث التي وضعتها « البكرية » في مقابلة أحاديث من فضائل أمير المؤمنين

وجاء علماء الكلام وأصحاب الكتب في الامامة منهم، فعارضوا بهذه الموضوعات الأحاديث الصحاح في فضل عليعليه‌السلام الأمر الذي استدعى البحث عن تلك المفتريات والكشف عن حالها بالنظر في أسانيدها ومداليلها على ضوء آراء علماء الجرح والتعديل من أهل السنة في كتاب « عبقات الأنوار » وكان من جملة هذه الأحاديث المحرفة أو الموضوعة رأساً في مقابل فضيلة من الفضائل:

١- لو كنت متخذاً خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن الله اتخذ صاحبكم خليلا.

٢ - سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر.

٣ - ما صب الله في صدري شيئاً الا وصببته في صدر أبي بكر.

٤ - لو كان بعدي نبي لكان عمر.

٥ - لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.

٦ - ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر.

٧ - ابن عمر: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى اني لأرى الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر ابن الخطاب. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم.

٨ - أبو سعيد الخدري: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك. وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره. قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين.

٨٨

٩ - أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى.

١٠ - اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

١١ - خلقني الله من نوره، وخلق أبا بكر من نوري، وخلق عمر من نور أبي بكر، فخلق أمتي من نور عمر، وعمر سراج أهل الجنة.

١٢ - عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالا. فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم.

١٣ - خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء.

١٤ - عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.

١٥ - أرحم - أو: أرأف - أمتى بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياءاً عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الامة أبو عبيدة الجراح.

١٦ - من أحب ان ينظر الى ابراهيم في خلته فلينظر الى أبي بكر في سماحته ومن أحب ان ينظر الى نوح في شدته فلينظر الى عمر بن الخطاب في شجاعته ومن أحب ان ينظر الى إدريس في رفعته فلينظر الى عثمان في رحمته، ومن أحب ان ينظر الى يحيى بن زكريا في عبادته فلينظر الى عليّ بن أبي طالب في طهارته.

١٧ - أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها وعليّ بابها.

١٨ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها وأبو بكر وعمر وعثمان حيطانها وأركانها.

١٩ - أنا مدينة العلم وأساسها أبو بكر وجدرانها عمر وسقفها عثمان وبابها عليّ.

٨٩

٢٠ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها ومعاوية حلقتها.

٢١ - أنا مدينة العلم وعليّ بابها وأبو بكر محرابها.

٢٢ - أنا مدينة الصدق وأبو بكر بابها، وأنا مدينة العدل وعمر بابها، وأنا مدينة الحياء وعثمان بابها، وأنا مدينة العلم وعليّ بابها.

٢٣ - لا تقولوا في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الا خيراً.

٢٤ - أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.

٢٥ - ابن عمر: كنا في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي لا نفاضل بينهم.

٢٦ - محمد بن الحنفية: قلت لابي أي الناس خير بعد النبي؟ قال: أبو بكر. قال قلت: ثم من؟ قال: عمر. وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنث؟ قال: ما أنا الا رجل من المسلمين.

٢ - عدالة الصحابة

ومن البحوث المهمة ذات الأثر الكبير في جميع المسائل الإسلامية « مسألة عدالة الصحابة أجمعين » فعن بعض الفرق القول بكفر الصحابة جميعاً. والمشهور بين أهل السنة هو القول بأن الصحابة كلهم عدول ثقات. وقد نسب هذا القول الى أكثرهم.

والحق أن « الصحبة » لا توجب « العصمة » لاحد. والصحابة فيهم العدول ويغر العدول، وبهذا صرح جمع من أعلام أهل السنة كالتفتازاني والمارزي وابن العماد والشوكاني، وتبعهم: الشيخ محمد عبدة وبعض تلامذته وآخرون من الكتاب والعلماء المعاصرين.

وقد توفر كتاب « عبقات الأنوار » على جوانب من سير مشاهير الاصحاب ومشايخهم لا يظن بقاء أحد على القول بعدالة الصحابة أجمعين بعد مراجعتها ..!

٩٠

٣ - الحسن والقبح العقليان

ومن المباحث المهمة في علم الكلام بحث الحسن والقبح العقليين، الذي يثبته العدلية وينكره الا شاعرة، ويترتب عليه آثار جليلة وكثيرة، وتعرض السيد لهذا البحث في قسم حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ». والذي يهمنا إيراده هنا ما ذكره من أن جمعاَ كثيراً وجماً غفيراً من أكابر نحارير أهل السنة يثبتون الحسن والقبح العقليين. فذكر كلمات القوم وحاصلها أن القول بثبوت الحسن والقبح العقليين مذهب:

١ - أبي بكر القفال الشاشي.

٢ - أبي بكر الصيرفي.

٣ - أبي بكر الفارسي.

٤ - القاضي أبي حامد.

٥ - الحليمي.

٦ - علاء الدين السمرقندي صاحب ( ميزان الأصول في نتائج العقول ).

٧ - عبد العزيز البخاري صاحب ( كشف الأسرار - شرح أصول البزودي ).

٨ - أبي المظفر السمعاني صاحب ( القواطع في أصول الفقه ).

٩ - أبي شكور الكشي صاحب ( التمهيد ).

١٠ - أبي حامد الغزالي في ( اقتصاد الاعتقاد ).

١١ - عبيد الله بن مسعود صاحب ( التوضيح في حل غوامض التنقيح ).

١٢ - نظام الدين الشاشي صاحب ( كتاب الخمسين في أصول الحنفية ).

١٣ - الملا علي القاري في ( شرح الفقه الأكبر ).

١٤ - ابن قيم الجوزية في ( زاد المعاد ).

١٥ - كمال الدين السهالي في ( العروة الوثقى ).

٩١

١٦ - صالح بن مهدي المقبلي في ( ملحقات الأبحاث المسددة ) وفي ( العلم الشامخ ).

وقد نسب هذا القول الى كثير من أصحاب أبي حنيفة وعلى الخصوص العراقيين منهم. وذكر القاري عن الحاكم الشهيد في المنتقى انه قال أبو حنيفة لا عذر لاحد في الجهل بخالقه لما يرى من خلق السماوات والأرض وخلق نفسه وغيره. وفي المسايرة لابن الهمام الحنفي: قالت الحنفية قاطبة بثبوت الحسن والقبح على الوجه الذي قالته المعتزلة. وفيه عن بعض أكابر الاشاعرة انه لا يتم استحالة النقص على الله الا على رأي المعتزلة. وفيه عن أبي منصور الماتريدي وعامة مشايخ سمرقند: من مات ولم يؤمن ولم تبلغه دعوة رسول يخلد في النار.

٤ - موقف أهل السنة من أئمة أهل البيت

وقد يدعي بعض المؤلفين من أهل السنة - كعبد العزيز الدهلوي - أنهم هم المتبعون لأهل البيت -عليهم‌السلام -الراكبون لسفينتهم والمقتدون بهم يقولون هذا إزراءاً بالشيعة وطعناً في دينهم

وهذا ما دعا السيدرحمه‌الله الى إيراد طرف من كلماتهم الشائنة لائمة أهل البيتعليهم‌السلام كشفاً عن الحقيقة، ولكي يعلن للملإ العلمي أن كل ما يحاوله أهل السنة هو الرد على الشيعة ومعتقداتهم سواء كان بمدح أهل البيت ودعوى محبتهم والانقياد لهم، أو كان بالطعن فيهم وتكذيبهم والحط عليهم والعياذ بالله.

فتلك كلمات ولي الله الدهلوي في أمير المؤمنينعليه‌السلام في كتابه ( إزالة الخفاء عن سيرة الخلفاء ) و ( قرة العينين في فضائل الشيخين ).

وكلمات ابن تيمية فيه وفي بعض أئمة أهل البيت في ( منهاج السنة ).

وكلمات ابن العربي وابن خلدون في سيد الشهداء الحسين بن عليعليهما‌السلام .

٩٢

وكلمات عبد القادر الجيلاني في أنه ينبغي أن يتخذ يوم عاشوراء يوم فرح وسرور لا يوم مصيبة وحزن

وقول بعضهم في حق الامام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام « في نفسي منه شيء ».

وقول بعضهم في حق الامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : « يروي عن أبيه عجائب، يهم ويخطئ ».

٥ - حول الصحيحين

لقد حف القوم الصحيحين بكل قداسة، ووضعوهما في هالة من النور والعظمة، ووضعوا لهما الكرامات الباهرة

انهما كتابان ألفهما محدثان من المحدثين شرطا فيهما على أنفسهما شروطاً خاصة ومن حق الباحث أن يبحث عن تلك الشروط، وأن يسأل عن توفر ما اشترطاه في كلّ واحد واحد من أحاديث الكتابين

ثم ان البخاري ومسلماً بشران كسائر أفراد البشر يعرضهما الخطأ والسهو والنسيان، وهل الالتزام بما اشترطاه على أنفسهما قد أوجب لهما العصمة عن الخطأ والنسيان، وبلغ بكتابيهما الى حد القرآن؟

وإذا كان لما اشترطاه هذا الأثر فلماذا لا يعتقدون هذا الاعتقاد فيما ألف على شرطهما كالمستدرك وغيره؟

هذه - وغيرها - أمور جديرة بالبحث والتحقيق، ولا يجوز لنا أن نمر عليها مر الجهلة والمتعصبين، الذين ينزلون الكتابين منزلة الوحي المبين

ليس كل ما في الكتابين بصحيح

لقد انتهى بنا البحث وأرشدتنا الأدلة الى أنه ليس كل ما روي في الكتابين بصحيح، وأهم تلك الأدلة هي الوجوه التالية:

١ - طعن أكابر الأئمة المعاصرين للبخاري ومسلم في الكتابين

٩٣

ومؤلفيهما وتركهم لحديثهما والمنع من مجالستهما كما لا يخفى على من راجع تراجم الرجلين في ( سير أعلام النبلاء ) وغيره.

٢ - قدح علماء الجرح والتعديل في كثير من رجالهما كما لا يخفى على من راجع ( هدى الساري في مقدمة فتح الباري ) وغيره.

٣ - آراء كبار العلماء في الرجلين وكتابيهما، الصريحة في وجود الأحاديث الباطلة فيهما، وأن الذي حمل القوم على القول بصحة كل ما أخرجاه هو التعصب وتجد نصوص عبارات بعض هؤلاء العلماء في قسم حديث الغدير من كتاب ( عبقات الأنوار ).

٤ - وجود الأحاديث الكثيرة المقدوحة سنداً ودلالة من قبل أساطين المحققين من أهل السنة كالاسماعيلي، ومغلطاي، وابن حزم، وابن الجوزي، والدمياطي والغزالي، وامام الحرمين، وابن عبد البر، والنووي، وابن حجر، والكرماني والداودي، والحميدي، وابن القيم وغيرهم في هذين الكتابين، وتجد نصوص طائفة من هذه الأحاديث وكلمات هؤلاء الاعلام في قسم حديث الغدير من كتاب ( عبقات الأنوار ).

ليس كل ما ليس في الكتابين بغير صحيح

ثم ما الدليل على أن كل ما لم يخرجاه فليس بصحيح، حتى إذا أرادوا رد حديث أو الطعن فيه قالوا: ليس في أحد الصحيحين؟!

قال النووي: « لم يلتزما استيعاب الصحيح، بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه، وانما قصدا جمع جمل من الصحيح، كما يقصد المصنف في الفقه جمع جملة من مسائله ».

وقال القاضي الكتاني: « لم يستوعبا كل الصحيح في كتابيهما ».

وقال العلقمي: « ليس بلازم في صحة الحديث كونه في الصحيحين ولا في أحدهما ».

وقال ابن القيم: « هل قال البخاري قط: ان كل حديث لم أدخله في

٩٤

كتابي فهو باطل، أو ليس بحجة، أو ضعيف؟ وكم قد احتج البخاري بأحاديث خارج الصحيح وليس لها ذكر في صحيحه؟ وكم صحح من حديث خارج عن صحيحه؟ ».

تعصب المؤلفين في الامامة والمناقب

ومما ذكرنا يظهر تعصب بعض المؤلفين في الامامة والكلام، وأصحاب الكتب في الفضائل والمناقب كالفخر الرازي حيث يطعن في سند حديث الغدير من جهة عدم إخراج البخاري ومسلم إياه، وكابن تيمية يرد على حديث « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة » قائلا بأنه « ليس في الصحيحين » وكالبدايوني الهندي القائل في جواب جملة « كرار غير فرار » من حديث « سأعطي الراية غداً رجلا » بأنها « غير مذكورة في الصحيحين ».

ومنهم من يطعن في بعض الأحاديث المخرجة فيهما أو في أحدهما غير مكترث بالذين ذهبوا الى قطعية صدور جميع أحاديثهما، ذكرهم السيد في قسم حديث المنزلة وابن تيمية وابن الجوزي الذين قدحوا في حديث: « اني تارك فيكم الثقلين » وهو في صحيح مسلم؟!

وكالامدي ومن لف لفه الذين أبطلوا حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » وهو في الصحيحين!!

وكالدهلوي الذي أبطل حديث هجر الزهراءعليها‌السلام أبا بكر حتى توفيت وهو في الصحيحين!!

وفي هذا القدر كفاية لمن طلب الرشاد والهداية.

٦ - تحقيق حال رجال

وفي كتاب « عبقات الأنوار » ترجمة المئات من الاعلام من الصحابة والتابعين والرواة وكبار العلماء والمؤلفين في مختلف العلوم والفنون ذكر السيد تراجمهم لأغراض مختلفة أهمها اثبات ثقتهم والاعتماد عليهم

٩٥

أو جرحهم واسقاطهم عن درجة الاعتبار فهو يعطيك قائمة بأسماء الثقات وقوائم بأسماء الوضاعين، والضعفاء، والمدلسين، ومن تكلم فيهم من الرواة والمحدثين.

وقد يستدعي الأمر التوسع في بيان حال الرجل توثيقاً أو تجريحاً، ومن هنا فقد حقق حال رجال تحقيقاً شاملا يتوفر على فوائد تاريخية ورجالية لا تخفى قيمتها على ذوي الفضل وأهل التحقيق، ولنذكر هنا بعض الامثلة على ذلك:

أ - تحقيق حال عباد بن يعقوب الرواجني

لقد أثبت وثاقة عباد بن يعقوب الرواجني بعشرة وجوه:

١ - كونه من مشايخ البخاري.

٢ - كونه من مشايخ الترمذي.

٣ - كونه من مشايخ ابن ماجة.

٤ - رواية كبار الأئمة كأبي حاتم والبزار وابن خزيمة عنه.

٥ - توثيق أبي حاتم الرازي.

٦ - توثيق ابن خزيمة النيسابوري.

٧ - قول الدارقطني: صدوق.

٨ - قول بعض أعلامهم: لو لا رجلان من الشيعة ما صح لهم حديث: عباد بن يعقوب وابراهيم بن محمد بن ميمون.

٩ - قول الحافظ ابن حجر: « بالغ ابن حبان فقال: يستحق الترك ».

١٠ - قول الحافظ ابن حجر: « رافضي مشهور الا انه كان صدوقاً ».

وقد ظهر أنه لا ذنب للرواجني الا « التشيع » و « أنه يشتم السلف » كعثمان وطلحة والزبير كما في « تهذيب التهذيب » وغيره. ولعل الذي جعله « يستحق الترك » ما رواه من أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يقتل علياً،

٩٦

ثم ندم فنهاه عن ذلك رواه السمعاني في « الأنساب ».

ب - تحقيق حال ابن عقدة

وصنف أبو العباس ابن عقدة كتاباً بطرق حديث: « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » رواه فيه من مائة وخمس طرق ثم ذكر ثمانية وعشرين رجلا من الصحابة لم يذكر أسمائهم. قال السيد بن طاوس: « والكتاب عندي الآن » وقد ذكر هذا الكتاب لابن عقدة جماعة من حفاظ واعلام أهل السنة كابن حجر وابن تيمية والسمهودي والمناوي وغيرهم.

وقد طعن عبد العزيز الدهلوي تبعاً لنصر الله الكابلي في أبي العباس ابن عقدة، قال الكابلي فيما زعمه من مكايد الامامية: « التاسع والتسعون: نقل ما يؤيد مذهبهم عن كتاب رجل يتخيل أنه من أهل السنة وليس منهم، كابن عقدة كان جارودياً رافضياً، فانه ربما ينخدع منه كل ذي رأي غبين، ويميل الى مذهبهم أو تلعب به الشكوك ».

وقد أثبت السيد صاحب العبقات وثاقة ابن عقدة وجلالته عن الدارقطني وأبي علي الحافظ وحمزة السهمي والسمعاني والسيوطي وسبط ابن الجوزي والفتني والبدخشاني

وانه قد روى عنه الأكابر من الحفاظ كالطبراني والدارقطني وأبي نعيم وابن عدي، وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود الى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه. وعده السبكي في طبقاته من حفاظ هذه الشريعة، ونقل السيوطي آراءه في تدريب الراوي وابن الجوزي في معرفة الصحابة، والذهبي في الجرح والتعديل.

فظهر أنه لا ذنب لابن عقدة الا ما ذكره السيوطي بقوله: « وعنده تشيع » وانه - كما قال سبط ابن الجوزي -: « كان يروي فضائل أهل البيت ويقتصر عليها، ولا يتعرض للصحابة بمدح ولا بذم فنسبوه الى الرفض ». ومن قال الفتني: « وما ضعفه الا عصري متعصب ».

٩٧

ج - تحقيق حال الأجلح بن عبد الله

وطعن الدهلوي في سند حديث الولاية: « ان عليّاً مني وأنا من عليّ وهو ولي كل مؤمن من بعدي » قائلا: « في أسناده الأجلح وهو شيعي متهم في حديثه ».

فأجاب السيد عنه بثلاثين وجه منها:

توثيق يحيى بن معين، والعجلي، ويعقوب بن سفيان، ومدح أحمد، وقول الفلاس وابن عدي: « مستقيم الحديث صدوق » وتصحيح الحاكم حديثاً هو في طريقه، وفي التقريب: « صدوق شيعي ». وهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

فظهر أنه لا ذنب له الا « التشيع ».

د - تحقيق حال سبط ابن الجوزي

وتعرض السيد لحال سبط ابن الجوزي فأشبع الموضوع بحثاً وتحقيقاً، وذلك لأنه اعتمد عليه في نقل رواية أحمد بن حنبل لحديث النور: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » فكان من الضروري بيان ثقته والاعتماد عليه.

فذكر مدح أبي المؤيد الخوارزمي وابن خلكان وقطب الدين البعلبكي وأبي الفداء وابن الوردي والذهبي والداودي واليافعي والقاري وغيرهم وتعظيمهم إياه وقد وصفه الخوارزمي في ( جامع مسانيد أبي حنيفة ) بـ « الامام الحافظ » وقال هؤلاء كلهم بأنه « كان له القبول التام عند الخاص والعام ».

واعتمد على تاريخه ( مرآة الزمان ) من تأخر عنه من المؤرخين كابن خلكان والصفدي، والحلبي في سيرته، كما اعتمد عليه جماعة من علماء الكلام كالكابلي في ( صواقعه ) والدهلوي في ( تحفته ).

نعم طعن فيه وفي تاريخه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) فقال: « يأتي بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة، بل يحيف ويجازف ثم انه يترفض ».

٩٨

وقد أجابوا عن ذلك ففي ( كشف الظنون ): « قال في الذيل: هذا من الحسد، فانه في غاية التحرير، ومن أرخ بعده فقد تطفل عليه، لا سيما الذهبي والصفدي، فان نقولهما منه في تاريخهما ».

فظهر أنه لا ذنب له الا « الترفض » وسببه تأليف كتاب « تذكرة الخواص من الامة في ذكر مناقب الأئمة ».

هـ - تحقيق حال الجاحظ

وتمسك الفخر الرازي بصدد الطعن في حديث الغدير بعدم نقل الجاحظ إياه.

فانبرى السيد للجواب عنه في وجوه:

الاول: انه من النواصب، كما نص عليه ( الدهلوي )، وصاحب كتاب المروانية كما نص عليه ابن تيمية.

والثاني: ان له أباطيل وأضاليل حول مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وفضائله لم يرتضها حتى بعض أهل نحلته كالاسكافي.

والثالث: قول الحافظ الخطابي: الجاحظ ملحد.

والرابع: قول ثعلب: ليس ثقة ولا مأموناً.

والخامس: قول الذهبي في الميزان: « كان من أئمة البدع ». وفي ( سير اعلام النبلاء ): « كان ماجنا قليل الدين » قال: « يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق » وقد أورده في ( المغني في الضعفاء ).

والسادس: قول الخطيب: كان لا يصلي.

والسابع: ما ذكره ابو الفرج الاصبهاني من انه كان يرمى بالزندقة وأنشد في ذلك أشعارا.

والثامن: قول ابن حزم: كان أحد المجان الضلال.

والتاسع: قول الأزهري: « ان أهل العلم ذموه وعن الصدق دفعوه ».

والعاشر: قول ثعلب: « كان كذاباً على الله وعلى رسوله

٩٩

وعلى الناس ».

فهل يليق بالرازي الاستدلال بعدم رواية الجاحظ لحديث الغدير؟!

٧ - تحقيق حال كتب

ومن الفوائد في كتاب « عبقات الأنوار » معرفة الكتب والفنون، فهو يعطيك أسامي آلاف الكتب في مختلف العلوم والفنون مع اسماء مؤلّفيها بحيث لو جمعت لشكلت كتاباً مفرداً في هذا الفن يقع في مجلدات عديدة.

ومن هذه الكتب ما ينقل عنها في بحوثه، وهي أهم الكتب وأشهرها في كل فن وقد ذكرنا سابقاً أسلوبه في النقل والاستدلال.

وربما تعرض لحال بعض تلك الكتب فأثبت نسبتها الى أصحابها، أو أكد اعتبار ما جاء فيها أو بالعكس وإليك نماذج من تحقيقاته في هذا المجال:

أ - تحقيق حول مسند أحمد

لقد وقع الخلاف بين علماء أهل السنة - حتى الحنابلة منهم - حول أحاديث مسند أحمد بن حنبل، فقال جماعة بأن ما أودعه أحمد مسنده قد احتاط فيه اسناداً ومتناً ولم يورد فيه الا ما صح سنده عنده، فأمر بالرجوع اليه وجعله أصلا يعرف به الصحيح والسقيم، وما ليس فيه فلا أصل له، وأنكر آخرون أن يكون المسند بهذه المثابة عند أحمد.

وقد بحث السيدرحمه‌الله هذا الموضوع مؤيداً القول الاول ومحققاً إياه أحسن تحقيق.

فحديث الثقلين: « اني تارك فيكم الثقلين » الذي أخرجه في المسند بطرق عديدة صحيح عنده، فبطل قول البخاري: « قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تركت فيكم الثقلين. أحاديث الكوفيين هذه مناكير ».

١٠٠