نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار15%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 373

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 292660 / تحميل: 6530
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

ولي قلمٌ في أنملي إن هززته

فما ضرّني ألا أهزّ المهندا

إذا صال فوق الطرس وقعُ صريره

فإن صليل المشرفيّ له صدى

وقال في رثاء صديق له:

بكيتُ فما أجدى حزنتُ فما أغنى

ولا بد لي أن أجهد الدمع والحُزنا

قبيحٌ قبيحٌ أن أرى الدمع لا يفى

وأقبح منه أن أرى القلب لا يَغنى

مضى الجوهر الأعلى وأي مروءة

إذا ما أدخرنا بعده العَرَضَ الأدنى

ثكِلتُ خليلاً صرتُ من بعد ثُكله

فُرادى وجاء الهمّ من بعده مثنى

وقد كان مثوى القلب معنى سروره

فقد خَرِب المثوى وقد أقفز المغنى (1)

وقال يرثي امرأة كان يحبّها ويعشقها:

بكيتكِ بالعين التي انتِ أختُها

وشمس الضحى تبكيك إذ انتِ بنتُها

وتضحك غزلان الفلاة لأنني

بعينيك لما أن نظرتُ فضَحتُها

ويا منية يا ليتني لم أفز بها

وأمنيةً يا ليتني ما بلغتُها

شهدتُ بأنّي فيك ألأمُ ثاكل

لليلة بينٍ متِّ فيها وعشتها

أفاديتي يا ليت أني فديتها

وسابقتي يا ليت أنّي سبقتها

وقد كنتِ عندي نعمةً وكأنني

وقد عشت يوماً بعدها قد كفرتها

وما بال نفسي فيك ما كان بختُها

مماتي لمّا لم يَعش منك بختُها

نعم كبدي لا وجنتي قد لطمتها

عليك وعيشي لا ثيابي شققتها

أيا دهر قد أوجدتني مذ وجدتها

فما لك لا أعدمتني إذ عدمتها

تطلبتها من ناظري بعد فقدها

فضاعت ولكن في فؤادي وجدتها

__________________

1 - عن الديوان.

٢١

ثكلتك بدراً في فؤادي شروقه

وفاكهة في جنّة الخلد نبتها

على رغمها خانت عهودي وإنه

جزاء ٌلأني كم وفت لي وخنتها

وأنفقتُ من تبر المدامع للأسى

كنوزاً لهذا اليوم كنتُ ذخرتها

وسالت على خَديّ من لوعة الجوى

سيول دموع خضتها ثم عُمتُها

لآلئ دمعي من لآلئ ثغرها

ففي وقت لثمي كنتُ منه سرقتها

قد اعتذرت نفسي بأن بقاءها

لتندبَها لكنني ما عذرتها

وجُهدي إما زفرة قد حبستها

عليها وإما دمعة قد سكبتها

أصارت حصاة القلب مني حقيقة

حصاةٍ لأنّي بعدها قد نَبذتها

ومعشوقة لي لست أعشق بعدها

نعم لي أخرى بعدها قد عشقتها

عشقتُ على رغم الحياة منيّتي

تراني لما أن عشقت أغرتها

أزور فؤادي كلما اشتقت قبرها

غراماً لأني في فؤادي دفنتها

وأشرق بالماء الذي قد شربته

وما شرقي إلا لأني ذكرتها

وأمنحها نفسي وروحي وأدمعي

ولو طلبت مني الزيادة زدتها

محاسنها تحت الثري ما تغيّبت

كذا بجناني لا بعقلي خِلتها

ولو بليت تلك الحُلى وتنكرت

وأبصرتها بعد البلى لعرفتها

يُريني خيالي شخصَها وبهاءَها

ونضرَتها حتى كأنّي نظرتها

غدت في ثراها عاطلاً ويجيدها

عقود لآلٍ من دموعي نظمتها

فيا لحدها يا ليت أني سكنته

وأكفانَها يا ليت أني لبستها

فلا تجحدي إن قلتُ قبرُك جنّةٌ

فرائحة الفردوس منه شممتها (1)

__________________

1 - عن الديوان.

٢٢

قاضي السلامية

الشيخ ابراهيم بن نصر قاضي السلامية بالموصل وفاته سنة 610 هـ

يا شهر عاشوراء أذكرتني

مصارع الاشراف من هاشمِ

أبكي ولا لوم على مَن بكى

وإنما اللوم على اللائم

ما من بكى فيك أشدّ البكا

وناحَ بالعاصي ولا الآثم

رزية ما قام في مثلها

نائحة تندب في مأتم

آل رسول الله خير الورى

وصفوة الله على العالم

مثل مصابيح الدجى عفرّت

وجوههم في الرهج القاتم

رؤوسهم تحمل فوق القنا

مظلومة شُلّت يد الظالم

ساروا بها يا قبحها فعلة

مثل مسير الظافر الغانم

كنما الزهراء ليست لهم

أمّاً ولا الجد أبو القاسم

قل لابن مرجانة لا بد أن

تَعَضّ كفّ الخاسر النادم

محمد خير بني آدم

خصمك يا شر بني آدمِ

يطلب منك الثأر في موقف

ما فيه للظالم من عاصم

وفيه يقتصّ من المعتدي

بالنار لا بالسيف والصارم (1)

__________________

1 - عن مجلة البلاغ الكاظمية السنة الأولى العدد الثاني ص 7 بقلم الدكتور مصطفى جواد.

٢٣

الشيخ إبراهيم بن نصر قاضي السلامية بالموصل تلقى دراسته في المدرسة النظامية ببغداد وسمع بها الحديث على الوزير عون الدين يحيى بن محمد الحنبلي. وكانت وفاته في السنة العاشرة بعد الستمائة للهجرة. وقد جاء ذكره في كتاب ( الطبقات ) للشافعي وكتاب ( وفيات الأعيان ) لابن خلكان ج 1 ص 8 ما نصه: أبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر الملقب ظهير الدين قاضي السلامية، الفقيه الشافعي الموصلي.

ذكره ابن الدبيثي في تاريخه فقال: أبو إسحق من أهل الموصل تفقه على القاضي أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي بالموصل وسمع منه، قدم بغداد وسمع بها من جماعة وعاد الى بلده وتولى قضاء السلامية - إحدى قرى الموصل - وروى باربل عن أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الانباري النحوي شيئاً من مصنفاته سمع منه ببغداد وسمع منه جماعة من أهلها انتهى كلامه. وكان فقيهاَ فاضلاً أصله من العراق من السندية تفقه بالمدرسة النظامية ببغداد وسمع الحديث ورواه وتولى القضاء بالسلامية وهي بلدة بأعمال الموصل مدّته بها وغلب عليه النظم ونظمه رائق فمن شعره:

لا تنسبوني يا ثقاتي إلى

غدر فليس الغدر من شيمتي

أقسمت بالذاهب من عيشنا

وبالمسرات التي ولّت

إني على عهدكم لم أحل

وعقدة الميثاق ما حلّت

ومن شعره أيضا:

جود الكريم إذا ما كان عن عدة

وقد تأخّر لم يسلم من الكدر

ان السحائب لا تجدي بوارقها

نفعاً إذا هي لم تمطر على الأثر

٢٤

وما طل الوعد مذموم وان سمحت

يداه من بعد طول المطل بالبُدر

يا دوحة الجود لا عتب على رجل

يهزها وهو محتاج الى الثمر

وكان بالبوازيج وهي بليدة بالقرب من السلامية زاوية لجماعة من الفقراء إسم شيخهم مكي فعمل فيهم:

الا قل لمكي قول النصوح

فحق النصيحة أن تستمع

متى سمع الناس في دينهم

بأن الغِنا سُنّةٌ تتبع

وأن يأكل المرء أكل البعير

ويرقص في الجمع حتى يقع

ولو كان طاوي الحشا جائعاً

لما دار من طرب واستمع

وقالوا سكرنا بحب الاله

وما أسكر القوم إلا القصع

كذاك الحمير إذا أخصبت

ينقزّها ريّها والشبع

ذكره ابو البركات بن المستوفى في تاريخ إربل وأثنى عليه وأورد له مقاطيع عديدة ماتبات جرت بينهما وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال شابٌ فاضل ومن شعره قوله:

أقول له صلني فيصرف وجهه

كأني أدعوه لفعل محرّم

فان كان خوف الأثم يكره وصلتي

فمن أعظم الآثام قتلة مسلم

توفي يوم الخميس ثالث شهر ربيع الآخر سنة عشر وستمائة بالسلامية رحمه الله تعالى، وكان له ولد اجتمعتُ به في حلب وأنشدني من شعره وشعر أبيه كثيراً وكان شعره جيّداً ويقع له المعاني الحسنة، والسلامية بفتح السين المهملة وتشديد اللام وبعد الميم ياء مثناة من تحتها ثم هاء وهي بليدة على شط الموصل من الجانب الشرقي أسف الموصل بينهما مسافة يوم فالموصل في الجانب الغربي وقد خربت السلامية القديمة التي كان الظهير قاضيها وأنشئت بالقرب منها بليدة أخرى وسموها السلامية أيضا.

٢٥

أبو الحسن المنصور بالله

المتوفي سنة 614

بني عمّنا إن يوم الغدير

يشهد للفارس المعلم

أبونا عليّ وصيّ الرسول

ومن خصّه باللوا الأعظم

لكم حرمة بانتساب إليه

وها نحن من لحمه والدم

لإن كان يجمعنا هاشم

فأين السنام من المنسم؟

وإن كنتم كنجوم السماء

فنحن الأهلّة الأنجم

ونحن بنو بنته دونم

ونحن بنو عمّه المسلم

حماه أبونا أبو طالب

وأسلم والناس لم تسلم

وقد كان يكتم إيمانه

فأما الولاء فلا يكتم

واي الفضايل لم نحوها

ببذل النوال وضرب الكمى؟

قَفونا محمد في فعله

وأنتم قفوتم أبا مجرم (1)

هدى لكم الملك هدي العروس

فكافيتموه بسفك الدم

ورثنا الكتاب وأحكامه

على مفصح الناس والأعجم

فإن تفزعوا نحو أوتاركم

فزعنا إلى آية المحكم

أشرب الخمور وفعل الفجور

من شيم النفر الأكرم (2)

__________________

1 - يعني أبا مسلم الخراساني عبد الرحمن القائم بالدعوة العباسية سنة 129.

2 - عن الحدائق الوردية.

٢٦

قتلتم هداة الورى الطاهرين

كفعل يزيد الشقيّ العمى

فخرتم بملك لكم زايلٍ

يقصّر عن ملكنا الأدوم

ولا بدّ للملك من رجعةٍ

إلى مسلك المنهج الأقوم

إلى النفر الشم أهل الكسا

ومن طلب الحق لم يظلم

هذه الأبيات نظمها المترجم له في جمادي الاولى سنة 602 يعارض بها قصيدة ابن المعتز الميميّة التي أوّلها:

بني عمّنا! ارجعوا ودّنا

وسيروا على السنن الأقوم

لنا مفخر ولكم مفخر

ومن يؤثر الحق لم يندم

فأنتم بنوا بنته دوننا

ونحن بنوا عمّه المسلم

وقوله:

عجبت فهل عجبت لفيض دمع

لموحشة على طلل ورسم

وما يغنيك من طلل محيلٍ

لهندٍ أو لجمل أو لنعم

فعدن عن المنازل والتّصابي

وهات لنا حديث غدير خم

فيا لك موقفاً ما كان أسنى

ولكن مرّ في آذان صمّ

لقد مال الكنام معاً علينا

كأنّ خروجنا من خلف ردم

هدينا الناس كلّهم جميعاً

وكم بين المبيّن والمعمّى؟

فكان جزاؤنا منهم قراعاً

ببيض الهند في الرهج الأجمّ

ثم قتلوا أبا حسن عليّاً

وغالوا سبطه حسناً بسمّ

وهم حَضروا الفرات على حسين

وما صابوه من نصل وسهم

__________________

في الحدائق الوردية.

٢٧

أبو الحسن المنصور بالله ولد سنة 561 وتوفي سنة 614.

هو الامام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة ابن هاشم بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن ابى محمد عبد الله بن الحسين بن ترجمان الدين القاسم بن اسماعيل بن ابراهيم طباطبا بن الحسن بن الحسن بن الامام علي بن ابي طالب عليه‌السلام .

أحد أئمة الزيدية في ديار اليمن، ألّف كتباً ممتعة في شتى المواضيع من الفقه وأصوله والكلام والحديث والمذهب والادب. ذكر الشيخ الاميني جملة منها وقال: انه قرن بين شرف النسب والمجد المكتسب وضمّ الى شرفه الوضاح علما جماً والى نسبه العلوي الشريف فضائل كثيرة جمع بين السيف والقلم فرفّ عليه العلم والعَلم، فأصبح إمام اليمن في المذهب، وفي الجبهة والسنام من فقهائنا، كما أنه عدّ من أفذاذ مؤلفيها وأشعر الدعاة من أئمتها بل أشعر أئمة الزيدية على الاطلاق كما قال صاحب الحدائق ونسمة السحر.

وكان آية في الحفظ. قرأ في الأصولين على حسام الدين أبي محمد الحسن بن محمد الرصاص وألّف كتباً ممتعة في شتى المواضيع من الفقه واصوله والكلام والحديث والمذهب والادب منها:

1 - صفوة الاختيار في اصول الفقه.

2 - الشافي في اصول الدين. اربعة اجزاء.

3 - الاجوبة الكافية بالادلة الوافية.

٢٨

4 - الاختيارات المنصورية في المسائل الفقهية.

5 - كتاب الفتاوي، مرتب على كتب الفقه.

6 - الرسالة الحاكمة بالادلة العالمة.

7 - العقيدة النبوية في الاصول الدينية.

8 - الرسالة النافعة بالادلة القاطعة.

9 - الرسالة الناصحة بالادلة الواضحة، في جزئين، الاول في اصول الدين والثاني في فضائل العترة الطاهرة.

10 - حديقة الحكم النبوية شرح الاربعين السلفية.

11 - الرسالة الفارقة بين الزيدية والمارقة.

12 - الرسالة الكافية الى أهل العقول الوافية.

13 - الرسالة القاهرة بالادلة الباهرة في الفقه.

14 - الجوهرة الشفافة في جواب الرسالة الطوافة (1) .

وغير ذلك من المؤلفات التي جاء ذكرها في كتب السيرة.

كان المترجم يجاهد ويجادل دون دعايته في الامامة، وله في ذلك مواقف ومجاهدات، وكان بدء دعوته سنة 593 في شهر ذي القعدة، وبايعه الناس في ربيع الأول سنة 594 وأرسل دعاته الى خوارزم شاه المتوفي 622 وتلقاهم السلطان بالقبول والاكرام، واشغل ردحا من الزمن منصة الزعامة في الديار

__________________

1 - والطوافة رسالة أنشأها رجل متفلسف أشعري مصري تحتوي على نيف وأربعين مسألة في أصول الدين.

٢٩

اليمنيّة الى أن توفي سنة 614 وكانت ولادته سنة 561 ومن مختار ما رثي به قصيدة ولده الناصر لدين الله أبي القاسم محمد بن عبد الله.

وفي الحدائق الوردية ترجمة ضافية للمترجم له في ستين صحيفة تحتوي على جملة من كتاباته وخطاباته في دعاياته وجهاده وشطراً وافياً من شعره في مواضيع متنوعة.

٣٠

علي بن المقرب

المولود سنة 572 والمتوفي 629

قال يرثي الحسين

يا واقفا بدمنة ومربع

إبكِ على آل النبي أودع

يكفيك ما عانيتَ من مصابهم

من أن تُبكّى طللاً بلعلع

تُحبّهم قلتَ وتبكي غيرَهم

إنك فيما قُلتَه لمدّع

أما علمت أن إفراط الأسى

عليهم علامة التشيع

أقوت مغانيهم فهنّ بالبُكا

أحقّ من وادي الغضا والأجرع

يا ليت شعري من أنوح منهم

ومَن له يَنهل فيضُ أدمعي

أللوصي حينَ في محرابه

عُمّمَ بالسيف ولمّا يَركع (1)

أم للبتول فاطمٍ إذ مُنعت

عن إرثها الحق بأمرٍ فجُمع

وقولُ مَن قال لها يا هذه

لقد طلبتِ باطلا فارتدعي

أبوكِ قد قال بأعلى صوته

مصرّحاً في مجمع فمجمع

__________________

1 - عن ديوانه المطبوع بمصر سنة 1383 هـ 1963 م.

٣١

نحن جميع الأنبياء لا نرى

أبناءنا لإرثنا من موضع

وما تركناه يكون مغنماً

فارضي بما قال أبوك واسمع

قالت فهاتوا نحلتي من والدي

خيرِ الانام الشافع المشفّع

قالوا فهل عندك من بيّنةٍ

نسمع معناها جميعاً ونعي

فقالت إبنايَ وبعلي حيدر

أبوهما أبصر به وأسمِع

فأبطلوا إشهادهم ولم يكن

نص الكتاب عندهم بمقنع

ولم تزل مهضومة مظلومة

بردِ دعواها ورضّ الاضلع

وأُلحِدت في ليلها لغيضها

عليهم سرّاً بأخفى موضع (1)

ومنها:

أم للذي أودت به جُعدتهم

يومئذٍ بكأسٍ سُمٍّ منقع

وإنّ حُزني لقتيل كربلا

ليس على طول البلى بمقلع

اذا ذكرتُ يومه تحدّرت

مدامعي لأربع في أربع

يا راكباً نحو العراق جرشعاً

يُنمى لعبديّ النجار جرشع (2)

إذا بلغتَ نينوى فقف بها

وقوفَ محزون الفؤاد موجع

والبس إذا اسطعتَ بها ثوب الأسى

وكلّ ثوبٍ للعزاء المُفجع

فإن فيها للهدى مصارعاً

رائعةً بمثلها لم يُسمع

فاسفح بها دمعك لا مستبقياً

في غربه وبح غراماً واجزع

فكلّ دمعٍ ضائع منك على

غيرِ غريب المصطفى المضيّع

__________________

1 - هذه القطعة من القصيدة التي تخص الزهراء فاطمة عليها‌السلام رواها صاحب كتاب ( إثباة الهداة ).

2 - الجرشع: العظيم من الابل والخيل.

٣٢

لله يوماً بالطفوف لم يدع

لمسلم في العيش من مستمتع

يومٌ به اعتلت مصابيح الدجى

بِعارضٍ من الضلال مُفزع

يومٌ به لم يبق من دعامةٍ

تشدّ ركن الدين لم تُضعضع

يومٌ به لم يبق من داعية

تدعو إلى الشيطان لم تُبتدع

يومٌ به لم يبق من غمامة

تحيى ثرى الاسلام لم تُشيّع

يومٌ به لم تبق قطٌ رايةً

تهدي إلى ضلالةٍ لم تُرفع

يوم به لم يبق قطّ مارنٌ (1)

ومعطسٌ للحق لم يَنجدع

يوم به لم تبق من وسيلة

حقاً لآل المصطفى لم تُقطع

يوم به الكلب الدريع يَعتدي

على هزبر الغابة المُدرّع

يوم به غودرَ سبطُ المصطفى

للعاسلات والسباع الخُمّع

لهفى له يدعو الطعان مُعلناً

دعاءَ مأمون الفرار أروع

يقول يا شر الأنام أنتم

أكفر من عاد وقوم تُُبّع

كاتبتموني بالمسير نحوكم

وقلتم خُذ في المسير أودع

فنحن طوعٌ لك لم ننس الذي

لكم من العهد ولم نُضيّع

حتى إذا جئت لما يُصلحكم

من إرث جدي وذراريه معي

لقيتموني بسيوفٍ في الوغى

منتضياتٍ ورماحٍ شُرّع

هل كان هذا في سجلاتكم

يا شر مرأى للورى ومسمع

هل لكم في أن تفوا ببيعتي

أن تسمحوا لي عنكم بمرجع

قالوا له هيهات ذاك إنه

مالك في سلامةٍ من مطمع

بايع يزيداً أو ترى سيوفنا

هامكم يقعنَ كل موقع

فعندها جرّد سيفاً لم يضع

نجاده منه بأيّ موضع

__________________

1 - المارن: الانف أو طرفه أو ما لان منه. والمعطس: الانف أيضاً، وجدع الانف قطعه وهو كناية عن القهر والارغام.

٣٣

وعاث في أبطالهم حتى اتّقى

من بأسه الحاسر بالمقنّع

وحوله من صحبه كل فتى

حامي الذمار بطلٍ سَميدع

كم غادرٍ غادره مجدّلاً

والخيل تردى والكماة تَدّعي

حتى رماه الرجس شُلت يدُه

عن بارع الرمية صُلبِ المنزع

فخرّ والهفا له كأنما

عليه ردع أو خَلوقٌ أودع (1)

من بعد أن لم يبق من أنصاره

غيرُ طعام أنسُرٍ وأضبعِ

ثَمَتّ مالوا للخيام مَيلةً

قالت لركن الدين إيهاً فقع

ضرباً ونهباً وانتهاك حرمةٍ

وذبحُ أطفالٍ وسلب أذرعِ

لقد رأوا في الفكر تعساً لهم

راي قُدارٍ (2) رأيهم فيصدع

وأين عَقر ناقة مما جَنوا

يا للرجال للفعال الأشنع

ما مثلها في الدهر من عظيمة

لقد تعدّت كل أمر مفظع

تسبى ذراري المصطفى محمد

رضاً لشانيه الزنيم الأوكع

يا لهف نفسي للحسين بالعرا

وقد أقيم أهله بجعجع

لهفي لمولاي الشهيد ظامئاً

يذاد عن ماء الفرات المترع

لم تسمح القوم له بشربةٍ

حتى قضى بغلّةٍ لم تنقع

لهفي له والشمر فوق صدره

لحَيَنِ أوداج وهشم أضلع

لهفي له ورأسه في ذابل

كالبدر يَزهى في أتمّ مطلع

لهفي لثغر السبط إذ يقرعه

مَن سيودُ أنه لم يَقرع

يا لهف نفسي لبنات أحمدٍ

بين عطاش في الفلا وجُوّع

يُسقن في ذل السبا حواسراً

إلى الشام فوق حسرى ضُلّع

__________________

1 - الردع: الزعفران أو لطخ من الدم. والخلوق ضرب من الطيب.

2 - قدار اسم امرأة سعت في عقر ناقة النبي صالح.

٣٤

يقدمهنّ الرأس في قناته

هديّةً إلى الدعي ابن الدعي

يندبن يا جداه لو رأيتنا

نُسلَبُ كل مِعجرٍ وبُرقع

نُهدى الى الطاغي يزيدَ لُعَناً

شعثاً بأسوا حالةٍ وأبدع

يَحدي بنا حادٍ عنيفٌ سيره

لو قيل إربع ساعةً لم يَربع

يتعبنا السير فيستحثّنا

إذا تخلّفنا بضربٍ موجع

ولو ترى السجاد في كبوله

يضرب ضرب النعم المسلّع

يعزز عليك جدّنا مقامنا

ومصرعٌ في الطف أيُ مصرع

استأصلوا رجالنا وما اكتفوا

بسبي نسوانٍ وذبحُ رضع

ثم يَصحن يا حسيناه أما

بعد فراق اليوم من تجمّع

خلفتنا بعدك وقفاً مُحجَراً

على الحنين والنوى والجزع

واعجباً للأرض كيف لم تسخ

وللسماء كيف لم تُزعزع

فلعنة الرحمن تغشى عصبةً

غزتهم وعصبة لم تَدفع

يا آل طه أنتم وسيلتي

عند الإله وإليكم مفزعي

واليتكم كيما أكون عندكم

تحت لواء الأمن يوم الفزع

وإن منعتم مَن يوالي غيركم

إن يرد الحوض غداً لم أُمنَع

إليكم نفثة مصدور أتت

من مصقعٍ ندب وأيّ مصقع

مقربيّ عربيٌ طبعه

ونجره، وليس بالمدرّع

يُنمى الى البيت العيونيّ إلى

أجل بيتٍ في العلى وأرفع

عليكم صلى الإله وسقى

أجداثكم بكل غيث مُمرع

أقول وهذه القصيدة ذكر قسماً من أبياتها السيد الامين في الجزء 41 من أعيان الشيعة ورواها عن كتاب ( مطلع البدور ومجمع البحور ) لصفي الدين احمد بن صالح بن أبي الرجال.

٣٥

علي بن المقرب الاحسائي

توفي سنة 629 وله ديوان شعر مطبوع. ذكره صاحب أنوار البدرين قال: ومن أدبائها البلغاء وامرائها النبلاء الامير علي بن مقرب الاحسائي ينتهي نسبه الى عبد الله بن علي بن ابراهيم العيوني الذي ازال دولة القرامطة لذلك قال في بعض قصائده

سل القرامط من شطى جماجمهم

طراً وغادرهم بعد العلا خدما

وما بنوا مسجداً لله نعلمه

بل كلما وجدوه قائما هدما

له شعر كثير في أهل البيت عليهم‌السلام وفي الحسين عليه‌السلام خاصة منها المرثية في نظم مقتل الحسين (ع) ومنها القصيدة المشهورة التي أولها

من أي خطب فادح نتألم

ولأيّ مرزية ننوح ونلطم

وقال الحر العاملي في ( أمل الامل ): الامير الكبير علي بن مقرب، عالم فاضل جليل القدر شاعر أديب، له ديوان شعر كبير حسن، فمن شعره قوله يا واقفا بدمنة ومربع. القصيدة

اقول: ذكره السيد الأمين في الأعيان في ثلاثة مواضع

٣٦

1 - الجزء 41 ص 327 وقال: هو من آل عيون أمراء الاحساء، توفي في حدود سنة 651 ومن شعره قوله

خذوا عن يمين المنحنى أيها الركبُ

لنسأل ذاك الحي ما فعل السرب

2 - الجزء 42 ص 164 وقال: كان المترجم أديبا فاضلا ذكيّا أبيّاً شاعراً مصقعاً من شعراء أهل البيت ومادحيهم المتجاهرين، اذا النفس الأبيّة والأخلاق المرضية والشيم الرضية، وقد كشف جامع ديوانه وشارحه كثيراً من أحواله بتفصيله وإجماله ثم ذكر أبياتاً من قصيدته التي أولها

من أيّ خطب فادح نتألّم

ولأي مرزية ننوح ونلطم

وفي نظمه الحماسة والأمثال الجيدة مع البلاغة المستحسنة، وقد أصابته من بني عمه نكبات أوجبت له تجشم الغربات.

3 - الجزء 56 ص 3 وقال: نشرتُ له ترجمة موجزة في الجزء الواحد والاربعين ثم نشرت له ترجمة أكثر تفصيلا في الجزء الثاني والاربعين ولكن وقع خطأ في تاريخ وفاته، ونضيف هنا الى ما في الجزء الثاني والاربعين ما جاء في كتاب: ( ساحل الذهب الاسود ) وقد جعل تاريخ وفاته سنة 629 نظم الشعر في سنّ مبكرة وهو لا يتجاوز العاشرة من العمر وقضى أيام شبابه بالاحساء، وكان طموحاً للملك وقد شاهد بأم عينه مدى التناحر والانشقاق في الأسرة العيونية وطمع كل امير في الاستئثار بالملك حتى تجزأت بلاد البحرين الى امارات بين أسرته وظلّ كل امير يثب على ابن عمه او اخيه فيقاتله او يقتله. وقد اصاب الشاعر شيء من هذه المحنة فصادر ابو المنصور املاكه وسجنه، ولما اطلق سراحه غادر الاحساء الى بغداد، وحين تولّى محمد بن ماجد عاد الى مسقط رأسه فمدحه أملاً منه في استرجاع أملاكه فماطل في وعده ووشى به بعض الحساد من جلساء الأمير فخاف الشاعر على نفسه

٣٧

فغادرها الى القطيف ولبث فيها فترة مدح اميرها الفضل بن محمد دون جدوى، ثم عاد اخيراً الى الاحساء أملاً منه في اصلاح الوضع فلما يئس غادرها الى الموصل حيث مدح اميرها بدر الدين بقصائد كما هجاه اخيراً إذ لم يصل منه الى غاياته - وكان هذا الأمير مملوكا أرمنيّا، فمما قال فيه

تسلّط بالحدباء عبد للؤمه

اذا ايقظته لفظة عربيّة بصير

إذا ايقظته لفظة عربيّة

الى المجد قالت ارمنيّته نَم

أقول وكتب عنه الدكتور مصطفى جواد في مجلة البلاغ الكاظمية العدد الثاني من السنة الاولى ص 15 تحت عنوان: شعراء منسيون من محبي آل البيت عليهم‌السلام فقال:

كمال الدين علي بن مقرب العيوني من قرية العيون بالبحرين وبها ولد سنة 572 ولكنه طوّف في بلاد العرب ووزع شعره بينها ومدح الخلفاء والملوك والامراء والكبراء والعلماء بشعره العربي الناصع العروبة البدوي اللهجة المفعم كياسة وحماسة.

قدم ابن المقرب بغداد وأقام بها سنة 610 وسنة 614 وسمع الرواة والادباء عليه شعره أو كثيراً منه، وكانت ولادته بالاحساء من البحرين وتوفي بالبحرين في المحرم سنة 631 وكان لبداوته يعقد القاف كافا فيقول ( الكلب ) بدلا من القلب

أقول وذكر قسما من قصيدته التي أولها

يا باكيا لدمنة في مربع

ابكِ على آل النبي أودع

والله ما تكذيبهم لفاطم

والحسنين والإمام الانزع

بل للنبي والكتاب والذي

أنزله لوحيه الممتنع

٣٨

وقال، وهي مما قاله بالاحساء.

إلى مَ انتضاري أنجمَ النحس والسعد

وحتى م صمتي لا أُعيد ولا أُبدي

لقد ملّ جنبي مضجعي من إقامتي

وملّ حسامي من مجهاورة الغمد

ولَجّ نجيبي في الحسين تشوّقاً

إلى الرحل والأنساع والبيد والوخد

واقبل بالتصهال مهري يقول لي

أأبقى كذا لا في طراد ولا طرد

لقد طال إغضائي جفوني على القذى

وطال امترائي الدر من بُحُر جُدّ

عذوليّ جوزا بي فليس عليكما

غواي الذي أغوى ولا لكما رشدي

أجدّكما لا أبرح الدهر تابعاً

وعندي من الغرم الهماميّ ما عندي

أمثلي مَن يعطى مقاليد أمره

ويرضى بأن يُجدى عليه ولا يُجدي

إذا لم تلدني حاصنٌ وائليّة

مقابلة الآباء منجبة الولد

خئولتها للحوفزان وتنتمي

إلى الملك الوهّاب مسلمة الجعد

يظن نحولي ذو السفاهة والغبا

غراماً بهندٍ واشتياقاً الى دعد

٣٩

ولم يدر أني ماجدٌ شفّ جسمه

لقاءُ همومٍ خيلها أبداً تردي

قليل الكرى ماض على الهول مقدم

على الليل والبيداء والحرّ والبردِ

عدمتُ فؤاداً لا يبيتُ وهمّه

كرام المساعي وارتقاءٌ الى المجد

لعمري ما دعدٌ بهمى وإن دنت

ولا لي بهندٍ من غرام ولا وجد

ولكنّ وجدي بالعلا وصبابتي

لعارفةٍ اسدى ومكرمةٍ أجدي

إلى كم تقاضاني العلا ما وعدتها

وغير رضاً إنجازك الوعد بالوعد

وكم أندب الموتى واسترشح الصفا

وأستنهض الزمنى وأعتان بالرمد

وأمنح سعي والمودة معشراً

أحقّ بمقتٍ من سواعٍ ومن وَدّ (1)

الى الله أشكو عثرةً لو تدوركت

بتمزيق جلدي ما أسفت على جلدي

مديحى رجالاً بعضهم أتقى به

أذاه وبعضاً للمراعاة والودّ

فلا الودّ كافي ذا ولا ذا كفى الاذى

ولا نظروا في باب ذم ولا حمد

__________________

1 - اسمان لصنمين من اصنام الجاهلية.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

*(٣٧)*

رواية بشر بن الوليد الكندي

روى حديث الثقلين عن محمد بن طلحة بن مصرف اليامي الهمداني، ورواه عنه محمد بن الموصلي. أخرج حديثه الخطيب الخوارزمي(١) .

ورواه عنه الحافظ البغوي ورواه عن البغوي أبو طاهر المخلص الذهبي أخرجه الحموئي في فرائد السمطين باسناده عن أبي طاهر عن البغوي عنه بالاسناد واللفظ في الباب ٥٤ من السمط الثاني.

ترجم له:

١ - ابن سعد وقال: « روى عن أبى يوسف القاضي كتبه واملاءه، وروى عن شريك وحماد بن زيد ومالك بن أنس وصالح المري وغيرهم وروى عن محمد ابن طلحة وولى القضاء ببغداد في الجانبين جميعاً »(٢) .

٢ - الخطيب البغدادي ترجمة مطوّلة وأثنى عليه بقوله: « وكان جميل المذهب حسن الطريقة وكان بشر علماً من أعلام المسلمين وكان عالماً ديّناً خشناً في باب الحكم واسع الفقه وهو صاحب أبي يوسف ومن المقدمين عنده، وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعه

ثم حكى توثيقه عن أبي داود والدارقطني، وأرّخ وفاته سنة ٢٣٨(٣) .

*(٣٨)*

رواية جعفر بن حميد

روى حديث الثقلين عن عبد الله بن بكير الغنوي، ورواه عنه الحافظ

__________________

(١). مقتل الحسين ١ / ١٠٤.

(٢). طبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٥.

(٣). تاريخ بغداد ٧ / ٨٠ - ٨٤.

١٤١

أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي المعروف بمطين. أخرج حديثه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير(١) عن مطين عنه، تقدم في حكيم بن جبير باسناده ومتنه.

ترجم له:

١ - ابن حجر ورمز له م أي هو من رجال مسلم وقال: « جعفر بن حميد القرشي وقيل العبسي أبو محمد الكوفي وعنه مسلم حديثاً واحداً في التوبة وبقي بن مخلد وأبو يعلى والحسن وأبو زرعة والصغاني والحضرمي [ مطين ] وموسى بن اسحاق وجماعة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن منجويه مات بعد الثلاثين ومائتين وبلغ تسعين سنة وقال مطين: مات يوم الجمعة لاحدى عشرة بقيت من جمادى الاخرة سنة ٢٤٠ ثقة لا يخضب »(٢) .

٢ - الذهبي وقال: « وعنه وأبو يعلى والحسن بن سفيان، ثقة توفى سنة ٢٤٠ »(٣) .

٣ - الخزرجي وقال: « وثقه البستي [ ابن حبان ] قال مطين توفى سنة ٢٤٠ »(٤) .

*(٣٩)*

رواية ابن بنت السدى

رواه عن تليد بن سليمان المحاربي، وأخرجه عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل في فضائل علي لابيه أحمد، وهو من زياداته، تقدم باسناده ومتنه في

__________________

(١). المعجم الكبير ج ٣ الرقم ٢٦٨١.

(٢). تهذيب التهذيب ٢ / ٨٧.

(٣). الكاشف ١ / ١٨٤.

(٤). الخلاصة ١ / ١٦٦.

١٤٢

أبي الجحاف.

ترجم له:

ابن حجر وقال: « اسماعيل بن موسى الفزاري أبو محمد ويقال أبو اسحاق الكوفي نسيب السدى روى عن مالك وعنه البخاري في خلق أفعال العباد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة والساجي وأبو يعلى

وقال ابن أبى حاتم: سألت أبي عنه فقال: صدوق، وقال مطين كان صدوقاً وقال النسائي ليس به بأس وقال ابن حبان في الثقات: يخطئ قال البخاري وغيره: مات ٢٤٥. قلت: لم أر في النسخة التي بخط الحافظ أبي علي البكري من ثقات ابن حبان قوله يخطئ. وقال الاجري عن أبي داود: صدوق في الحديث وكان يتشيّع، وجزم البخاري ومسلم في الكنى وابن سعد والنسائي وغيرهم بأنه ابن بنت السدى »(١) .

*(٤٠)*

رواية سفيان بن وكيع بن الجراح

رواه عن محمد بن فضيل، أخرج حديثه الحافظ أبو يعلى في مسنده(٢) قال: « حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله

__________________

(١). تهذيب التهذيب ١ / ٣٣٥.

(٢). في الورقة ٦٨ / أ من نسخة قيمة مكتوبة على نسخة كانت في دار الحديث النورية بدمشق وكان عليها خطوط الحفاظ وأئمة الحديث كزاهر بن طاهر الشحامي وأبى سعد الجنزرودى وأبى العلاء الهمداني وأبى الفضل بن ناصر وغيرهم. وعلى هذه النسخة سماعات كثيرة تاريخ بعضها سنة ٦١١ وبعضها سنة ٧٧٣ وهذه النسخة رأيتها في المكتبة السليمانية باسلامبول مكتبة شهيد على پاشا رقم ٥٦٤. وهو في المطبوعة ٢ / ٣٧٦.

١٤٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول:

يا أيها الناس! انّي كنت قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لم تضلوا بعدي: الثقلين، أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله، حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».

ترجم له:

ابن حجر وعدد شيوخه ثم قال: « وعنه الترمذي وابن ماجة قال ابن حبان: كان شيخاً فاضلا صدوقاً الا انه ابتلى بوراقه فحكى فصته ثم قال: وكان ابن خزيمة يروي عنه وسمعته يقول: ثنا بعض من أمسكنا عن ذكره وما كان يحدث عنه الا بالحرف بعد الحرف. وهو من الضرب الذين لان يخروا من السماء أحب اليهم من أن يكذبوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

*(٤١)*

رواية اخي كرخويه الواسطي

رواه عن يزيد بن هارون، و رواه عنه الحافظ أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي، فقد أخرج عنه حديث الثقلين في الجزء الثالث من اماليه الورقة ٣٨ ب. تقدم بإسناده ومتنه في يزيد بن هارون وزكريا بن أبي زائدة.

ترجم له:

الخطيب و أرّخ وفاته سنة ٢٤٦ فقال: « محمد بن يزيد أبو بكر الواسطي ويعرف بأخى كرخويه، نزل بغداد وحدث بها عن أبي خالد الأحمر ويحيى ابن سعيد القطان ويزيد بن هارون ووهب بن جرير وأبي عامر

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٤ / ١٣٢.

١٤٤

العقدي، روى عنه محمد بن الليث الجوهري ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي وغيرهم. وكان ثقة »(١) .

*(٤٢)*

رواية يوسف بن موسى القطان

روى حديث الثقلين عن جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي، و رواه عنه امام الائمة محمد بن إسحاق بن خزيمة(٢) المتوفى ٣١١ في صحيحه(٣) قال:

« حدثنا يوسف بن موسى نا جرير ومحمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي - وهو يحيى بن سعيد التيمي تيم الرباب - عن يزيد بن حيان قال انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم الى زيد بن أرقم فجلسنا اليه فقال له حصين: يا زيد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصليت خلفه وسمعت حديثه وغزوت معه، لقد أصبت يا زيد خيراً كثيراً حدثنا يا زيد حديثاً سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما شهدت معه. قال: بلى ابن أخي لقد قدم عهدي وكبرت سني ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوا وما لم احدثكموه فلا تكلفوني. قال: قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً خطيباً بماء يدعى خم فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال:

أما بعد يا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه واني تارك فيكم الثقلين أولاهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة وأهل

__________________

(١). تاريخ بغداد ٣ / ٣٧٤.

(٢). المتقدم في ص ١٤١ ج ١.

(٣). رأيت قطعة قديمة منه من القرن السادس في مكتبة السلطان أحمد الثالث في طوب قبوسراى باسلامبول رقم ٣٤٨ وأورد هذا الحديث في الورقة ٢٤٠ في أبواب الصدقات.

١٤٥

بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات(١) ».

ترجم له:

١ - الخطيب وذكر روايته عن جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل في آخرين وقال: « روى عنه البخاري وابراهيم الحربي والنسائي والبغوي وجماعة، وقال: وقد وصف غير واحد من الأئمة يوسف بن موسى بالثقة واحتج به البخاري في صحيحه مات سنة ٢٥٣(٢) ».

٢ - الحافظ ابن حجر وجعل عليه رموز البخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجة فهو من رجالهم وأورد كلام الخطيب قال: وذكره ابن حبان في الثقات ثم قال: قلت: وروى [ عنه ] أيضاً ابن خزيمة في صحيحه وقال مسلمة كان ثقة(٣) .

*(٤٣)*

رواية احمد بن منصور الرمادي

رواه عنه الحافظ أبوبكر البزار في مسنده(٤) قال:

« حدثنا أحمد بن منصور ثنا داود بن عمر ثنا صالح بن موسى بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح.

__________________

(١). قال الحافظ أبوحاتم ابن حبان البستي المتوفى سنة ٣٥٤ تلميذ الحافظ ابن خزيمة في كتاب المجروحين في المقدمات ١ / ٩٣ طبعة دار الوعى بحلب: وما رأيت على أديم الأرض من كان يحسن صناعة السنن ويحفظ الصحاح بألفاظها ويقوم بزيادة كل لفظة تزاد في الخبر ثقة ؛ حتى كأن السنن كلها نصب عينيه الا محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمة الله عليه فقط .

(٢). تاريخ بغداد ١٤ / ٣٠٤.

(٣). تهذيب التهذيب ١١ / ٤٢٥.

(٤). نسخة من المجلد الاول رأيتها في مكتبة مراد ملا باسلامبول رقم ٥٧٨.

١٤٦

عن أبي هريرة قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي خلفت فيكم اثنتين لن تضلوا بعدهما ابداً: كتاب الله وعترتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».

أورده الحافظ ابن حجر العسقلاني في زوائد مسند البزار نسخة المكتبة الآصفية في حيدرآباد الهند رقم ٧٢٩٥، الورقة ٢٧٧ / أ.

ترجم له:

١ - ابن حجر وقال: « قال ابن ابي حاتم كتبت عنه مع أبي وكان أبي يوثقه وقال الدارقطني: ثقة وكان عباس الدوري يجلّه وقال ربما سمعت يحيى ابن معين يقول قال أبوبكر الرمادي، وقرنه ابراهيم الاصبهاني بأبي بكر بن أبي شيبة في الحفظ وقيل لابي داود لم لم تحدث عن الرمادي؟! قال: رأيته يصحب الواقفة(١) فلم أحدث عنه! »(٢) .

٢ - الخطيب وعدد شيوخه الى أن قال: « وغيرهم من أهل العراق والحجاز واليمن والشام ومصر، وكان قد رحل وأكثر السماع والكتابة وصنف المسند حدثني عبيد الله بن ابى الفتح عن أبي الحسن الدارقطني قال: احمد بن منصور الرمادي ثقة »(٣) .

*(٤٤)*

رواية احمد بن يونس الضبي

روى حديث الثقلين عن عمار بن نصر، و رواه عنه عبد الله بن جعفر شيخ الحافظ ابي نعيم، اخرج حديثه ابو نعيم(٤) كما مر باسناده ولفظه في عمار

__________________

(١). أى الذين وقفوا عن القول بأن القرآن مخلوق أو قديم!!.

(٢). تهذيب التهذيب ١ / ٨٣.

(٣). تاريخ بغداد ٥ / ١٥١.

(٤). حلية الاولياء ٩ / ٦٤.

١٤٧

بن نصر.

ترجم له:

١ - الحافظ ابو نعيم وساق نسبه وقال: « ضبى كوفى قدم اصبهان توفى سنة ثمان وستين ومائتين كتب اهل بغداد بعدالته وأمانته »(١) .

٢ - الخطيب فقال: « احمد بن يونس بن المسيب ابو العباس الضبي كوفي الأصل بغدادي المنشأ. نزل اصبهان وحدث بها

روى عنه ابو العباس محمد بن يعقوب الأصم النيسابوري ومحمد بن عبد الله الصفار وعبد الله بن جعفر بن احمد بن فارس الاصبهانيان وعبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي وقال ابن أبي حاتم: هو بغدادي نزل اصبهان وكان محله عندنا الصدق

اخبرنا عبد الكريم بن محمد بن احمد المحاملي أخبرنا على بن عمر الحافظ(٢) قال: احمد بن يونس بن المسيب الضبي ابو العباس. كوفي سكن أصبهان كثير الحديث. من الثقات »(٣) .

*(٤٥)*

رواية ابراهيم بن مرزوق

روى حديث الثقلين عن ابي عامر العقدي، ورواه عنه ابو بشر الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة وابو جعفر الطحاوي ( في مشكل الآثار ٢ / ٣٠٧ )، تقدم بإسناده ولفظه في ترجمة كثير بن زيد المتوفي ١٥٨ فراجع.

__________________

(١). أخبار اصبهان ١ / ٨١.

(٢). هو الدارقطني.

(٣). تاريخ بغداد ٥ / ٢٢٣.

١٤٨

ترجم له:

١ - الحافظ ابن حجر قال: « ابراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي ابو إسحاق البصري نزيل مصر، روى عن أبي عامر العقدي وأبي داود الطيالسي ووهب بن جرير وروح بن عبادة وغيرهم، وعنه النسائي قال الدارقطني: ثقة الا انه كان يخطئ فيقال له فلا يرجع. قال ابن يونس مات لأربع عشرة ليلة خلت من جمادي الآخرة سنة ٢٧٠ قلت: وقال ابن يونس في تاريخ الغرباء: توفي بمصر وكان ثقة ثبتا وكان قد عمى قبل موته. وقال ابن أبي حاتم كتبت عنه وهو ثقة صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات وقال الصدفي قال لي سعيد ابن عثمان: ابراهيم بن مرزوق ثقة روى عنه ابن عبد للحكم وشهر اسمه »(١) .

*(٤٦)*

رواية الحسين بن على بن جعفر

روى حديث الثقلين عن علي بن ثابت ورواه عنه الحافظ ابو بكر البزار في مسنده(٢) قال:

« حدثنا الحسين بن علي بن جعفر ثنا على بن ثابت ثنا سفيان بن سليمان عن أبي إسحاق عن الحارث.

عن علي قال قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اني مقبوض وانّي قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله واهل بيتي، وانكم لن تضلوا بعدهما ».

__________________

(١). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٣.

(٢). مسند البزار نسخة من المجلد الاول رأيتها وعلقت منها في مكتبة مراد ملا في اسلامبول رقم ٥٧٨ نسخة القرن السابع وهذا الحديث في الورقة ٧٥ ب منه واورده الحافظ ابن حجر في زوائد مسند البزار في الورقة ٢٧٧ / أ من نسخة المكتبة الاصفية بحيدرآباد رقم ٧٢٩٥.

١٤٩

ترجم له:

١ - الحافظ ابن حجروذكره فيمن روى عنه ابو داود والنسائي والبزار وقال قال النسائي: صالح (١) .

٢ - الذهبي :« وعنه احمد بن عمر والبزار وجماعة » (٢) .

*(٤٧)*

رواية ابى احمد الفراء

رواه عن جعفر بن عون المخزومي، ورواه عنه ابو الفضل الحسن بن يعقوب المعدل. تقدم لفظه في جعفر بن عون.

اخرجه البيهقي من طريق الحاكم النيسابوري عن الحسن بن يعقوب عنه(٣) .

ورواه عنه ايضاً ابو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الاخرم الشيباني. أخرجه الحافظ البيهقي باب آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال:

اخبرنا ابو زكريا يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى أنبا ابو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب انبا جعفر بن عون ثنا ابو حيان - وهو يحيى بن سعيد - عن يزيد بن حيان قال: سمعت زيد بن ارقم

اورده بلفظ مسلم ثم قال: اخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابي حيان(٤) .

واخرجه الحافظ ابن عساكر في معجم شيوخه الورقة ١١ عن احمد بن علي، ابن العراقي عن احمد بن علي أبي بكر ابن خلف الشيرازي عن الحاكم النيسابوري بالاسناد واللفظ.

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٢ / ٣٤٤.

(٢). ميزان الاعتدال ١ / ٥٤٤.

(٣). سنن البيهقي ٢ / ١٤٨.

(٤). سنن البيهقي ٧ / ٣٠.

١٥٠

ترجم له:

ابن حجر فقال: « محمد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي ابو احمد الفراء الحافظ النيسابوري روى عن ابيه وابن عمه.

روى عنه النسائي وابن خزيمة وابو عوانة ومحمد بن يعقوب بن الاخرم وغيرهم. اثنى عليه مسلم بن الحجاج وروى البخاري في صحيحه حديثاً عن ابى احمد عن ابي غسان فقيل هو هذا وقيل غيره، قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم كان من اعقل مشايخنا روى عنه البخاري ومسلم وابراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة فمن بعدهم من المشايخ. قرأت بخط ابى عمرو المستملي سمعت علي بن الحسن الدرابجردي يقول: ابو احمد عندي ثقة، مأمون، قال وسمعت الحسن بن يعقوب المعدل يقول مات سنة ٢٧٢ »(١) .

*(٤٨)*

رواية يعقوب بن سفيان الفسوي

روى حديث الثقلين بثمان طرق عن اربعة من الصحابة وهم: زيد ابن ارقم وابو سعيد الخدري وزيد بن ثابت وأبو ذر الغفاري.

اما حديث زيد بن ارقم فقد رواه عنه بأربعة اسانيد فقال:

١ - حدثنا ابوبكر ابن ابي شيبة وعلي بن المنذر قالا حدثنا ابن فضيل عن ابي حيان(٢) .

عن يزيد بن حيان قال: انطلقت انا وحصين بن عقبة الى زيد بن ارقم فقال زيد: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله واثنى عليه ووعظ، ثم قال: اما بعد يا ايها الناس! اني انتظر ان يأتينى رسول ربى فأجيب، وانّي

__________________

(١). تهذيب التهذيب ٩ / ٣١٩.

(٢). يحيى بن سعيد بن حيان التيمي.

١٥١

تارك فيكم الثقلين احدهما كتاب الله عز وجل فيه النور والهدى، فاستمسكوا بكتاب الله عز وجل، فحث عليه.

ثم قال: واهل بيتي، اذكركم الله عز وجل في اهل بيتي، ثلاث مرات.

٢ - حدثنا يحيى(١) قال حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن ابى الضحى عن زيد بن أرقم قال قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

٣ - حدثني احمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال ثنا ابى عن الأعمش عن حبيب بن ثابت عن ابى الطفيل عن زيد بن أرقم عن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: انّي تركت فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الأرض، وعترتي اهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

٤ - حدثنا عبيد الله بن موسى قال اخبرنا(٢) اسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو يريد الدخول على المختار فقلت له بلغني عنك حديث. قال: ما هو؟ قلت: أسمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: انّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي؟ قال: نعم.

واما حديث ابى سعيد الخدري فرواه عنه بسندين قال:

٥ - حدثنا عبيد الله قال أنبأنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابى سعيد الخدري قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء الى الأرض، طرف في يد الله عز وجل وطرف في أيديكم فاستمسكوا به، ألا

__________________

(١). يحيى بن يحيى بن بكير التميمي.

(٢). وأخرجه أحمد في فضائل على رقم ٩٠ وفي المسند ٤ / ٣٧١ عن اسود بن عامر عن إسرائيل بالاسناد واللفظ.

١٥٢

وعترتي.

قال فضيل: سألت عطية عن عترته؟ قال اهل بيته.

٦ - حدثنا عبيد الله قال حدثنا ابواسرائيل عن عطية عن ابى سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل سبب موصول من السماء الى الأرض وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

واما حديث زيد بن ثابت، قال:

حدثنا عبيد الله قال اخبرنا شريك عن الركين عن قاسم بن حسان عن زيد ابن ثابت قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

واما حديث ابى ذر الغفاري، فقال:

حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن ابى إسحاق عن رجل حدثه عن حنش قال: رأيت اباذر آخذاً بحلقة باب الكعبة وهو يقول: يا ايها الناس! انا أبو ذر فمن عرفني الا وانا أبو ذر الغفاري لا أحدثكم الا ما سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول سمعته وهو يقول:

ايها الناس! انّي قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي اهل بيتي، وأحدهما افضل من الآخر كتاب الله عز وجل، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، وان مثلهما كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق »(١) .

ترجم له:

١ - تلميذه ابن أبى حاتم فقال: « يعقوب بن سفيان بن جوان

__________________

(١). المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٦ - ٥٣٨.

١٥٣

الفارسي مات سنة ٢٧٧ ثم عدد شيوخه »(١) .

٢ - ابن حجر : « يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي أبو يوسف بن أبي معاوية الفسوي الحافظ روى عن وخلق كثير جداً. روى عنه الترمذي والنسائي وابن خزيمة وأبو عوانة الأسفرايني وابن أبي داود وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ممن جمع وصنف مع الورع والنسك والصلابة في السنة، وقال النسائي لا بأس به وقال الحاكم: امام أهل الحديث بفارس وقال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا رجلان من نبلاء الناس أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان، يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلا، وكان يحيى [ بن معين ] في التاريخ ينتخب منه وكان نبيلا جليل القدر. وقال أبو الشيخ حكى عن أبي محمد بن أبي حاتم قال قال لي أبي ما فاتك من المشايخ فاجعل بينك وبينهم يعقوب بن سفيان فإنك لا تجد مثله، وقال أبو عبد الرحمن النهاوندي: سمعت يعقوب بن سفيان يقول: كتبت عن ألف شيخ وكسر كلهم ثقات »(٢) .

٣ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ١ / ٥٨٢ ) و ( العبر ٢ / ٥٨ ) ووصفه: بالإمام يعقوب بن سفيان الفسوي الحافظ أحد أركان الحديث.

٤ - السمعاني في ( الانساب الورقة ٤٢٨ ب ).

٥ - ابن الاثير في ( اللباب ٢ / ٤٣٢ ).

٦ - ياقوت في ( معجم البلدان ٢ / ٨٩٢ ) طبعة لايبزيك.

٧ - ابن الاثير في ( الكامل ٧ / ٤٤٠ ).

٨ - ابن كثير في ( البداية والنهاية ١١ / ٦٠ ).

٩ - ابن العماد في ( الشذرات ٢ / ١٧١ ).

__________________

(١). الجرح والتعديل ٩ / ٢٠٨.

(٢). تهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٥.

١٥٤

*(٤٩)*

رواية القاضي أبى اسحاق الزهري

روى حديث الثقلين عن جعفر بن عون ويعلى بن عبيد، ورواه عنه أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي مسند الكوفة في زمانه.

أخرجه الحافظ البيهقي(١) وقد تقدم حرفياً في يعلي بن عبيد وجعفر بن عون.

ترجم له:

الخطيب: « ابراهيم بن اسحاق بن أبي العنبس أبو إسحاق الزهري القاضي الكوفي، سمع جعفر بن عون العمري وإسحاق بن منصور السلولي ويعلى بن عبيد الطنافسي وكان ثقة خيراً فاضلا ديناً صالحاً ومات ابراهيم ابن أبي العنبس قاضي الكوفة سنة سبع وسبعين يعني ومائتين »(٢) .

*(٥٠)*

رواية محمد بن الفضل السقطي

من شيوخ الحافظ الطبراني، روى عنه في الكبير(٣) حديث الثقلين وهو رواه عن سعيد بن سليمان عن زيد بن الحسن الانماطي، كما تقدم في زيد ابن الحسن بإسناده ومتنه.

ترجم له:

١ - الخطيب : « محمد بن الفضل بن جابر أبو جعفر السقطي، سمع

__________________

(١). سنن البيهقي ١٠ / ١١٣.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ٢٥.

(٣). المعجم الكبير ج ٣ رقم ٢٦٨٠.

١٥٥

سعيد ابن سليمان الواسطي وعبد الاعلى بن حماد النرسي وفضيل بن عبد الوهاب وابراهيم بن محمد بن عرعرة وحامد بن يحيى البلخي.

روى عنه ابنه اسحاق ومحمد بن مخلد وأبوسهل بن زياد القطان ومحمد ابن الحسن بن زياد النقاش وأحمد بن يوسف بن خلاد، كان ثقة. وذكره الدارقطني فقال: صدوق حدثنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد ابن العباس قريء على ابن المنادي وأنا أسمع قال: وجاءنا الخبر بموت أبي جعفر محمد بن الفضل بن جابر السقطي في شهر رمضان سنة ٢٨٨ »(١) .

٢ - السمعاني في ( الانساب ٢٩٩ - السقطي ) وذكر بعض ما مر.

٣ - ابن ماكولا في ( الاكمال ٤ / ٤٩١ ).

*(٥١)*

رواية فهد بن سليمان

رواه عن أبي غسان مالك بن اسماعيل الهندي ورواه عنه الحافظ أبوجعفر الطحاوي المتوفى ٣٢١، أخرجه في كتابه(٢) يأتي سنداً ومتناً في الطحاوي.

ترجم له:

ابن أبى حاتم فقال: « فهد بن سليمان النحاس المصري روى عن موسى ابن داود ومحمد بن كثير المصيصي ويحيى بن صالح وأبوتوبة، كتبت فوائده ولم يقض لنا السماع منه »(٣) .

__________________

(١). تاريخ بغداد ٣ / ١٥٣.

(٢). مشكل الاثار ٤ / ٣٦٨.

(٣). الجرح والتعديل ٧ / ٨٩.

١٥٦

*(٥٢)*

رواية أحمد بن القاسم الجوهري

روى عنه الحافظ الطبراني حديث الثقلين بلفظ مبسوط تقدم في زيد ابن الحسن الانماطي.

ترجم له:

الخطيب فقال: « أحمد بن القاسم بن مساور أبو جعفر الجوهري، سمع عفان بن مسلم وعلي بن الجعد وأبا بلال الاشعري والهيثم بن خارجة ومحمد ابن يوسف الغضيضي. روى عنه القاضي المحاملي وأحمد بن كامل وعبد الباقي ابن قانع القاضيان وأحمد بن محمد بن الصباح الكبشي ومحمد بن علي بن حبيش الناقد. وكان ثقة

أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العباس قال قريء على ابن المنادي وأنا أسمع قال: أبوجعفر أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري أكثر عن علي بن الجعد، قال لي انه كتب عنه خمسة عشر ألف حديث ومات سنة ثلاث وتسعين يعني ومائتين »(١) .

*(٥٣)*

رواية الحافظ صالح جزرة

رواه عن خلف بن سالم المخرمي البغدادي عن يحيى بن حماد ورواه عنه أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني البخاري، شيخ الحاكم النيسابوري أخرجه عنه الحاكم(٢) بإ سناد ومتن تقدم ص ١٦٦ ج ١.

__________________

(١). تاريخ بغداد ٤ / ٣٤٩.

(٢). المستدرك ٣ / ١٠٩.

١٥٧

ترجم له:

الخطيب البغدادي ترجمة موسعة وأثنى عليه ثناءاً بالغاً فقال: « صالح ابن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن عمار أبي الاشرس الاسدي - مولى أسد بن خزيمة - يكنى أبا علي ويلقب جزرة، وكان حافظاً عارفاً من أئمة الحديث وممن يرجع اليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الاخبار رحل كثير ( كذا ) ولقى المشايخ بالشام ومصر وخراسان وانتقل عن بغداد الى بخارى فسكنها فحصل حديثه عند أهلها وحدث دهراً طويلا وكان صدوقاً ثبتا أميناً مات ببخارى سنة ٢٩٤ »(١) .

*(٥٤)*

رواية أحمد بن يحيى الحلواني

رواه عن عبد الله بن داهر ورواه عنه أبو جعفر العقيلي المتوفى ٣٢٢ في كتاب الضعفاء يأتي في العقيلي.

ترجم له:

الذهبي في المتوفين سنة ٢٩٦ وقال « وفيها أحمد بن يحيى الحلواني أبو جعفر، الرجل الصالح ببغداد، سمع أحمد بن يونس وسعدويه وكان من الثقات »(٢) .

*(٥٥)*

رواية أبى جعفر مطين

روى الحافظ الطبراني حديث الثقلين في المعجم الكبير بطرق عديدة

__________________

(١). تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢ - ٣٢٨.

(٢). العبر ٢ / ١٠٦.

١٥٨

فروى في ستة منها عن شيخه مطين هذا. منها: برقم ٢٦٨٠ و ٢٦٨٣ و ٣٠٥٢ تقدم بعضها في ترجمة زيد بن الحسن الانماطي.

وأخرج الخطيب البغدادي حديث الثقلين من طريق مطين. تقدم في الانماطي أيضاً.

ترجم له:

١ - الذهبي فقال: « الحافظ الكبير أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي رأى أبا نعيم وسمع أحمد بن يونس ويحيى الحماني ويحيى بن بشر الحريري وسعيد بن عمرو الاشعثي. وكان من أوعية العلم حدث عنه أبو بكر النجار وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الاسماعيلي وعلي بن حسان الدممي وعلي بن عبد الرحمن البكائي وعدة. وقد صنف المسند وغير ذلك وله تاريخ صغير.

قال أبوبكر بن أبي دارم الحافظ: كتبت عن مطين مائة ألف. وسئل عنه الدارقطني فقال ثقة جبل، قلت: ولد سنة ٢٠٢ ومات في شهر ربيع الآخر سنة ٢٩٧ »(١) .

٢ - الامير ابن ماكولا وقال: « وأما مطين بضم الميم وتشديد الياء وآخره نون فهو أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الكوفي أحد الأئمة الحفاظ لقبه مطين سمعت الصوري يقول لقبه به أبو نعيم [ الفضل ] بن دكين »(٢) .

٣ - الصفدي وحكى عنه أنه قال: كنت صبياً ألعب مع الصبيان وكنت أطولهم فندخل الماء ونخوض فيطينون ظهري، فبصر بي يوماً أبونعيم فلما رآني قال: يا مطين لا تحضر مجلس العلم. فاشتهر بذلك(٣) .

__________________

(١). تذكرة الحفاظ ٦٦٢.

(٢). الاكمال ٧ / ٢٦١.

(٣). الوافي بالوفيات ٣ / ٣٤٥.

١٥٩

*(٥٦)*

رواية الحسن بن سفيان النسوى

روى حديث الثقلين عن أبي سليمان نصر بن عبد الرحمن الوشاء ورواه عنه أبو عمرو الحيري محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري.

أخرجه عنه الحافظ أبو نعيم(١) قدم باسناده ومتنه في ترجمة زيد بن الحسن الانماطي.

ترجم له:

١ - الذهبي في وفيات سنة ٣٠٣ فقال: « وفيها الحافظ الكبير أبوالعباس الحسن بن سفيان الشيباني النسوي صاحب المسند تفقه على أبي ثور وكان يفتي بمذهبه وسمع من أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والكبار وكان ثقة حجة واسع الرحلة، قال الحاكم: كان محدث خراسان في عصره مقدماً في التثبت والكثرة والفهم والأدب والفقه »(٢) .

٢ - السمعاني قال: « هذه النسبة الى بالوز وهي قرية من قرى نسا على ثلاثة أو أربعة فراسخ منها خرجت إليها لزيارة قبر أبي العباس الحسن ابن سفيان ابن عامر بن عبد العزيز بن عطاء الشيباني البالوزي النسوي من قرية بالوز.

كان محدث خراسان في عصره وكان مقدماً في الفقه والعلم والأدب وله الرحلة الى العراق والشام ومصر والكثرة والجمع وصنف المسند الكبير والجامع والمعجم وهو الراوية بخراسان لمصنفات الأئمة وكتب الأمهات بالكوفة عن آخرها من أبي بكر بن [ أبي ] شيبة وكانت اليه الرحلة بخراسان من أقطار الارض ومات في سنة ٣٠٣ وقبره ببالوز يزار،

__________________

(١). حلية الاولياء ١ / ٣٥٥.

(٢). العبر ٢ / ١٢٤.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373