نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٤

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار16%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 347

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 347 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 286545 / تحميل: 6654
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

(٧٤)

رواية البدخشاني

رواه في عدةٍ من مؤلفاته:

ففي ( نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار ) الذي التزم فيه بإيراد الأحاديث الصحيحة فقط:

« وأخرج أحمد وابن جرير والحاكم عن أبي ذررضي‌الله‌عنه أنه قال - وهو آخذ بباب الكعبة: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ألا! إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. وفي رواية أُخرى عند الحاكم: غرق، بدل هلك، وهو عند البزار عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما »(١) .

وفي ( مفتاح النجا في مناقب آل العبا ) رواه بطرقٍ عديدة، فقد جاء في الفصل الثاني من الباب الأول: « وأخرج الامام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي البغدادي في مسنده، والامام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تهذيب الآثار والحاكم في المستدرك عن أبي ذر -رضي‌الله‌عنه - أنه قال وهو آخذ بباب الكعبة: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها هلك. وعند الطبراني في الكبير عنه: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها هلك ومثل باب حطة في بني إسرائيل.

وأخرج الحافظ أبوبكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار البصري عن

___________________

(١). نزل الأبرار: ٦.

١٠١

عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير والحاكم عن أبي ذر، قالوا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق ».

وأرسله إرسال المسلّم في صدر كتابه المذكور حيث قال: « أمّا بعد، فلا يخفى أنه ليس لنجاة العقبى ذريعة أقوى من محبة آل المصطفى - عليه من الصلوات ما هو الأزكى ومن التحيات ما هو الأصفى - لأن الله عز وجلّ أوجب محبتهم على كل مؤمن مخلص وموقن خالص حيث قال:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) و أوصى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهم كلّ مؤمن من جن وإنس وملك. وقال: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك»(١) .

وكذا في صدر كتابه الآخر ( تحفة المحبين ) حيث قال: « أمّا بعد، فلا يخفى على أولي النهي أن محبة آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه جزء للإِيمان وتعظيم هؤلاء الكرام ركن عظيم للإِيقان، لأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حثّ على ولائهم ودعا بالخيبة والخسار لأعدائهم، حيث قال: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك »(٢) .

ترجمته:

وهو: محمد بن رستم ( معتمد خان ) البدخشاني، العالم المحدّث الرجّالي، صاحب المؤلّفات المفيدة، ترجم له في نزهة الخواطر بقوله: الشيخ العالم المحدّث محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي، أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال. ثم ذكر كتبه: تراجم الحافظ، مفتاح النجا، نزل الأبرار، تحفة

___________________

(١). مفتاح النجا - مخطوط.

(٢). تحفة المحبين لآل طه وياسين - مخطوط.

١٠٢

المحبين(١) .

كما ترجمنا له في قسم ( حديث الغدير ) من كتابنا.

(٧٥)

رواية محمد صدر العالم

روى حديث السفينة عن أبي ذر وابن عباس وابن الزبير في كتابه ( معارج العلى في مناقب المرتضى ) تحت الآية الرابعة من الآيات النازلة في فضل أهل البيتعليهم‌السلام .

قال: « وأخرج أحمد والحاكم عن أبي ذر، والبزار عن ابن عباس وابن الزبير: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك »(٢) .

ترجمته:

ومحمد صدر العالم من كبار محدّثي أهل السنة في بلاد الهند، أثنى عليه شاه ولي الله الدهلوي في كتابه ( التفهيمات الإِلهية ). وترجم له صاحب نزهة الخواطر قائلاً: « الشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين » ثم ذكر مصنّفاته ومنها: ( معارج العلى ). وذكر كلمة الشيخ ولي الله الدهلوي وقصيدته التي أنشأها في تقريظ كتابه المذكور(٣) .

___________________

(١). نزهة الخواطر ٦ / ٢٥٩.

(٢). معارج العلى - مخطوط.

(٣). نزهة الخواطر ٦ / ١١٣.

١٠٣

(٧٦)

رواية ولي الله الدهلوي

رواه في كتابه ( المقدمة السنية ) بقوله: « وعن أبي ذر قال وهو آخذ بباب الكعبة: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ».

وفي كتابه ( قرة العينين ) في أحاديث في فضل مولانا أمير المؤمنين بقوله: « وقال: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. ومثل حطة لبني إسرائيل. أخرج الحاكم هذه الأحاديث كلّها في المستدرك »(١)

ترجمته:

وهو: ولي الله أحمد بن عبد الرحيم العمري الدهلوي المتوفى سنة ١١٧٦، من كبار أئمة أهل السنة في الفقه والحديث في الديار الهندية، وعلى كتبه المدار في تلك الديار، أثنى عليه المترجمون له غاية الثناء ووصفوه بما يفوق الحد والحصر، خلّف أولاداً وأحفاداً مشهورين توجد ترجمته في:

١ - أبجد العلوم ٩١٢.

٢ - اليانع الجني ٧٩.

٣ - نزهة الخواطر ٦ / ٣٩٨ - ٤١٥ وهي ترجمة مطوّلة جداً.

وقد ذكرنا نحن ترجمته في ( دراسات في كتاب العبقات ).

___________________

(١). قرة العينين: ١٢٠.

١٠٤

(٧٧)

رواية الحفني

رواه في حاشية الجامع الصغير. قال: « قوله: من ركبها نجا أي: من ركب سفينة نوح نجا، فكذلك من تمسّك بأهل بيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نجا، بمعنى الاقتداء بهم إن كانوا علماء، وإلّا فبمعنى اعتقادهم واحترامهم ومحبّتهم »(١) .

ترجمته:

وهو: محمد بن سالم بن أحمد الحفني المتوفى سنة ١١٨١، من الفقهاء الشافعية، والمحدثين الفضلاء، ومن علماء العربية، له مؤلفات في الفقه والحديث وعلوم العربية والرجال وغيرها من العلوم. توجد ترجمته في سلك الدرر ٤ / ٤٩ وغيره.

(٧٨)

رواية محمد الأمير

روى حديث السفينة في كتابه ( الروضة الندية ) عن عدةٍ من الأعلام، وذلك حيث قال بشرح هذا البيت:

___________________

(١). حاشية الجامع الصغير ٢ / ١٩.

١٠٥

« فغدت عترته من أجلها

عترة المختار نصاً نبوياً »

قال: « وأهل بيتهعليهم‌السلام هم السفينة المشار إليها، فيما أخرجه الحاكم في مستدركه من حديث أبي ذر الغفاري -رضي‌الله‌عنه - عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها هلك. و أخرج الملّا في سيرته من حديث ابن عباس: مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق. و أخرج ابن السري من حديث عليعليه‌السلام قال: قال رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تعلّق بها فاز ومن تخلّف عنها زج به في النار. أفاده المحب في الذخائر ».

ترجمته:

وهو: محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الصنعاني، المعروف كأسلافه بالأمير، المتوفى سنة ١١٨٢، كان عالماً مجتهداً متفنناً، له مؤلفات مفيدة تبلغ المائة كتاب توجد ترجمته في:

١ - البدر الطالع ٢ / ١٣٣.

٢ - التاج المكلل ٤١٤.

٣ - أبجد العلوم ٨٦٨.

(٧٩)

رواية محمد الصبّان

رواه في كتابه ( إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته

١٠٦

الطاهرين ) حيث قال:

« وروى جماعة من أصحاب السنن عن عدّة من الصحابة: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. وفي رواية غرق، وفي أخرى: زجّ في لنار و في أُخرى عن أبي ذر زيادة: وسمعته يقول: إجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس [ فإن الجسد لا يهتدي إلّا بالرأس. صح. ظ ] ولا يهتدي الرأس إلّا بالعينين »(١) .

ترجمته:

وهو: أبو العرفان محمد بن علي الصبان، المتوفى سنة ١٢٠٦، من علماء مصر في العربية والأدب، له فيهما وفي غيرهما من العلوم مؤلَّفات كثيرة. ترجم له في الأعلام ٦ / ٢٩٧ عن عدّة من المصادر.

(٨٠)

رواية الزبيدي

وأورده الزبيدي صاحب ( تاج العروس ) حيث قال: « وفي حديث: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلّف عنها زخ به في النار. أي دفع ورمي »(٢) .

ترجمته:

وهو: محمد المرتضى بن محمد الحسيني الزبيدي أبو الفيض، المتوفى سنة

___________________

(١). إسعاف الراعبين - هامش نور الأبصار ١٢٣.

(٢). تاج العروس: زخ.

١٠٧

١٢٠٥(١) من كبار المصنفين في الحديث والرجال واللغة، له فيها مؤلفات، من أشهرها: شرحه على القاموس المسمى بتاج العروس، وشرحه على إحياء العلوم المسمى بإتحاف السادة المتقين. له ترجمة حسنة في ( أبجد العلوم ) ذكرنا خلاصتها في قسم ( حديث الثقلين ).

(٨١)

رواية العجيلي الحفظي

رواه في مواضع عديدة من كتابه ( ذخيرة المآل ) مرسلاً إيّاه إرسال المسلَّم، فمنها قوله في خطبة الكتاب: « بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل أهل البيت كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها أهلكه الغرق ».

ومنها: « وهم سفينة النجاة وحبل الاعتصام وقرناء كتاب الله الى ورود الحوض، وقد حثّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسك بهم وركوب سفينتهم والأخذ بهديهم وتقديمهم والتعلّم منهم، وحاشاه أن يأمر بالتمسك بحبل مقطوع، أو ركوب سفينة مخروقة، أو بأخذ هوى مبتدع، أو تقديم ضال، أو تعلم من مخالف لسنته ».

ومنها قوله في ذكر أهل البيتعليهم‌السلام : « وقد عهد إلينا مشرّفهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن نحبّهم ونحترمهم ونعتقد طهارتهم وفضلهم، وأن لهم عند الله عهداً أن لا يدخل واحداً منهم النار، فهل ترى الحكم عليهم بالهلاك وهم السفينة؟! وتأخيرهم وهم المتقدمون، وتسمية حبهم رفضاً وهو واجب، وترك التمسك بهم وهم حبل الله وقرناه كتابه من الوفاء بالعهود؟! أم خفر ذمة صاحب

___________________

(١). كذا في الأعلام ٧ / ٧٠.

١٠٨

الحوض المورود؟! ».

ومنها قوله: « والمقرّر أن مودة القربى وموالاتهم من العقائد اللازمة، وأن الإعتزاء إليهم والاقتداء بهم هو مذهب إمامي(١) الذي قلّدته في شرائع دينه وبدائع فنونه، فاندراجي في حلّة الاتباع هو الشاهد لصدق التقليد عند النزاع، وكيف وأنا أصلّي عليهم في كلّ صلاة فرضا لازما، وأسأل الهداية إلى صراطهم المستقيم في كل يوم خمس مرّات، وهم حبل الاعتصام وسفينة النجاة، فهل يحسن أن أوثر بهم أحداً أو أستبدل بهم ملتحداً؟! كلّا! والله، بل المزاحمة على - هذا المورد العذب سبيلي، والعضّ بالنواجذ على تلك السنن اعتقادي وقيلي ».

ومنها قوله:

« سفينة تجري وترسي باسمه

ركبت فيها طالباً لرسمه

فاركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم، وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني! ولم يكن أحد من أبناء الحسنين في معزل لأنهم السفينة نفسها، وهم الألواح والدسر، فهي ناجية منجية، فإنْ يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين! ومن تأمل قوله( إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) ظهر كمال المغفرة والمرحمة لمن ركب السفينة، فكيف يقول بالهلاك من ليس له إدراك؟! »

ومنها قوله في كلام له: « ومنها: حديث أهل بيتي كسفينة نوح، إلخ. فإذا كان السفينة منجية لمن ركبها من الغرق لزم أن تكون هي ناجية من باب أولى، وإذا حكمنا - والعياذ بالله - بالهلاك لزم أن يكون الصادق الأمين قد غشّ أُمته حيث أمرهم بركوب سفينة مخروقة هالكة! حاشا لله من ذلك! فقد قال: من غشنا ليس منا، والدين النصيحة، فقد نصح وأنصح وأوضحصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

___________________

(١). يعني الشافعي.

١٠٩

ومنها:

« وهم السفينة للنجاة وحبّهم

فرض وحبل تمسك وأمان

حاشاه يأمرنا بركب سفينة

مخروقة أم زاغت البصران ».

ومنها قوله:

« سمّاهم فلك النجاة وقلت في

دعواك: قد غرقوا من الطوفان »

ومنها قوله نقلاً عن كتاب ( الأثمار ): « وأهل الحل والعقد من أهل البيتعليهم‌السلام هم الجماعة المطهّرة المعصومة، والسفينة الناجية المرحومة، بالأدلة التفصيلية والإِجمالية النقلية والعقلية، فيجب أن يكون لهم في الفروع الاقتداء وإليهم في الأصول الاعتزاء ».

ومنها قوله:

« فاركب على اسم الله لا تخلَّف

تنجو من الطوفان يوم التلف

ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبّهم وعظّمهم - شكراً لنعمة مشرفيهم وأخذاً بهدي علمائهم - نجا من ظلمات المخالفات، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم وهلك في مفاوز الطغيان ».

ومنها قوله: « ومحصّل حديث السفينة وإني تارك فيكم: الحثُّ على التعلّق بحبلهم وحبّهم وعلمهم، والأخذ بهدى علمائهم ومحاسن أخلاقهم وشيمهم، فمن أخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفات وأدى شكر النعمة، ومن تخلّف عنهم غرق في بحار الكفر وتيار الطغيان فاستوجب النيران ؛ فقد ورد أن بغضهم يوجب دخول النار، وكلّ عمل بدون ولائهم غير مقبول، وكلّ مسلم عن حبهم مسؤول، وأذاهم على كاهل الصبر محمول ».

ومنها قوله: « ولما أمرنا بتقديمهم فتأخيرهم عن مقاماتهم الشريفة مخالفة للمشروع، ومن مقاماتهم مقارنة القرآن ودوام التطهير من المعاصي والبدع إمّا

١١٠

ابتداءاً وإمّا انتهاء، وجوب التمسك بهم واعتقاد أنهم سفينة ناجية منجية، ومن قال خلاف ذلك فقد أخر من قدّم الله ورسوله »(١) .

ترجمته:

وهو: أحمد بن القادر بن بكري العجيلي الحفظي الشافعي المتوفى سنة ١٢٣٣.

وصفه القنوجي « بالشيخ العلامة المشهور، عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز »(٢) وله ترجمة في:

١ - حلية البشر ١ / ١٨٩.

٢ - الأعلام ١ / ١٥٤.

(٨٢)

رواية محمد مبين اللكهنوي

رواه في كتابه ( وسيلة النجاة ) حيث قال: « وأخرج أحمد في مسنده وابن جرير والحاكم في مستدركه عن أبي ذر الغفاري أنه قال - وهو آخذ بباب الكعبة -: سمعت النبي يقول: ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها هلك. وهذا أيضاً في المشكاة » ثم ترجمه إلى الفارسية(٣) .

___________________

(١). ذخيرة المآل - مخطوط.

(٢). التاج المكلل ٥٠٩.

(٣). وسيلة النجاة في مناقب السادات ٤٥.

١١١

ترجمته:

وهو: محمد مبين بن محب اللكهنوي الهندي المتوفى سنة ١٢٢٠. ترجم له صاحب نزهة الخواطر بقوله: « الشيخ الفاضل الكبيرمبين بن محب اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية » ثم ذكر كتابه وأرخ وفاته بسنة ١٢٢٥(١) .

(٨٣)

رواية محمد ثناء الله

رواه في كتابه ( سيف مسلول ) وقال مجيباً عن دلالته بما ملخّصه: « إنه وحديث الثقلين لا يدلّان على إمامة أهل البيت، وإنما يدلاّن على وجوب محبتهم والإِهتداء بهديهم ».

ترجمته:

وهو: محمد ثناء الله الهندي، كان عالماً فاضلاً من الحنفية، ومن متكلّمي أهل السنة في بلاد الهند، توفي سنة ١٢١٦، قال في نزهة الخواطر: « الشيخ الامام العالم الكبير العلّامة المحدّث ثناء الله العثماني البني بتي، أحد العلماء الراسخين في العلم، لقّبه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي بيهقي الوقت نظراً إلى تبحّره في الفقه والحديث »(٢) .

___________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ٤٠٣.

(٢). نزهة الخواطر ٧ / ١١٢.

١١٢

(٨٤)

رواية محمد سالم الدهلوي

رواه في كتابه ( أصول الإِيمان ) حيث قال: « وفي الحديث: إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك ».

ترجمته:

وهو: محمد سالم الدهلوي، قال في نزهة الخواطر: « الشيخ الفاضل أبو الخير محمد سالم بن سلام الله بن شيخ الاسلام الحنفي البخاري الدهلوي، كان من ذرّية الشيخ المحدّث عبد الحق بن سيف الدين البخاري له مصنفات عديدة أشهرها: أصول الإِيمان في حبّ النبي وآله من أهل السعادة والإِيقان »(١) .

(٨٥)

رواية جمال الدين القرشي

رواه في كتابه ( تفريح الأحباب ): « عن أبي ذر: أنه قال - وهو آخذ بباب الكعبة -: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها هلك. رواه أحمد ».

___________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ٤٤٠ - ٤٤١.

١١٣

(٨٦)

رواية ولي الله اللكهنوي

رواه في بيان بعض الآيات النازلة في حقّ أهل البيتعليهم‌السلام حيث قال: « وجاء بطرقٍ عديدةٍ يقوّي بعضها بعضاً: إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا، وفي رواية مسلم: ومن تخلّف عنها غرق، وفي رواية هلك و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل، من دخله غفر له الذنوب. ووجه تشبيههصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهل بيته بالسفينة: أنّ من أحبهم وعظمهم شكراً لنعمة مشرّفهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخذ بهذا نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم وهلك في مفاوز الطغيان »(١) .

ترجمته:

وهو: ولي الله بن حبيب اللكهنوي الهندي المتوفى سنة ١٢٧٠. قال في نزهة الخواطر: « الشيخ الفاضل العلّامة، أحد الاساتذة المشهورين » ثم ذكر مصنفاته وعدّ منها كتابه ( مرآة المؤمنين )(٢) .

___________________

(١). مرآة المؤمنين في مناقب آل سيد المرسلين - مخطوط.

(٢). نزهة الخواطر ٧ / ٥٢٧.

١١٤

(٨٧)

رواية رشيد الدين الدهلوي

رواه في كتابيه ( الحق المبين في فضائل أهل بيت سيد المرسلين ) و ( إيضاح لطافة المقال ) عن عدّةٍ من المصادر، وأجاب عن دلالته على الامامة بزعمه، تبعاً لشيخه عبد العزيز الدهلوي.

ترجمته:

وهو: محمد رشيد الدين خان الدهلوي المتوفى سنة ١٢٤٣، من مشاهير علماء أهل السنة في الكلام والحديث، إشتهر بردوده على الشيعة تبعاً لشيخه المذكور، ترجم له صاحب نزهة الخواطر، وأثنى عليه الثناء الكثير، وذكر تتلمذه على صاحب التحفة وأخويه، حتى صار علماً مفرداً في العلم منقولاً ومعقولاً، ونقل عن صاحب اليانع الجني الثناء عليه وقوله: دأبه الذب عن حمى السنة والجماعة والنكاية في الرافضة المشائيم!! إلى آخر ما قال(١) .

(٨٨)

رواية الحمزاوي

رواه في كتابه ( مشارق الأنوار ) حيث قال: « وأما بيان ما ورد في أهل بيته

___________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ١٧٧.

١١٥

على العمومصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذريتهم، وبيان أن صلتهم تكون صلة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاعلم - وفقنا الله وإياك لخدمة أهل بيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: أن الله قد أمرنا على لسان نبيه بالمودة لأهل بيته بقوله( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ومن أفراد المودة والصلة زيارتهم مقدماً لهم على غيرهم، متوسلاً بهم إلى شفاعة جدّهم.

قال المحقق ابن حجر: أخرج الديلمي مرفوعاً: من أراد التوسل وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيمة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم. قال: وأخرج الامام أحمد في مسنده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إني أوشك أن أُدّعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزّ وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا بما ذا خلفتموني فيهما.

وفي رواية: إنما أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق. قال: وفي رواية صححها الحاكم على شرط الشيخين: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الإِختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس.

ولعلّ المراد من الغرق ما يلحقهم من العذاب لولا وجودهم كما يدل عليه ما في بعض الروايات: فإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض من العذاب ما كانوا يوعدون. ويحتمل أن المعنى: أن من أحبهم وعمل بمقتضى سنة جدّهم نجا من ظلمة العثار والطغيان، ومن تخلّف عنها غرق في بحر كفر النعمة والبهتان »(١) .

ترجمته:

وهو: حسن العدوي الحمزاوي المتوفى سنة ١٣٠٣ من الفقهاء المالكية،

___________________

(١). مشارق الأنوار في فوز أهل الإعتبار: ٨٦.

١١٦

ومن أساتذة الأزهر بالقاهرة، له: النور الساري من فيض صحيح البخاري، وشرح على الشفا، وغير ذلك. له ترجمة في شجرة النور الزكيّة ٤٠٧.

(٨٩)

رواية زيني دحلان

رواه في كتابه ( الفتح المبين ) معترفاً بصحته على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من طرق كثيرة. وهذا نص عبارته التي جاءت في ذكر فضائل أهل البيت: « وصحّ عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من طرق كثيرة أنه قال: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق. وفي رواية: هلك. ومثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ».

ترجمته:

وهو: أحمد زيني دحلان المتوفى سنة ١٣٠٤ فقيه مؤرخ، ولد بمكة وتولى فيها الإفتاء والتدريس، وله تصانيف منها ( الفتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين وأهل البيت الطاهرين ) طبع بهامش سيرته المعروفة بالسيرة الدحلانية. وله رسالة في الرد على الوهابية ترجم له في الأعلام ١ / ١٣٠ ومعجم المؤلفين ٢ / ٢٢٩.

١١٧

(٩٠)

رواية الشبلنجي

رواه في كتابه ( نور الأبصار ) حيث قال: « وروى جماعة من أصحاب السنن عن عدّة من الصحابة: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها هلك. وفي رواية: غرق وفي أخرى: زج في النار »(١) .

ترجمته:

وهو: مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي، المتوفى بعد سنة ١٣٠٨. من العلماء الفضلاء، له مؤلفات. منها: ( نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار ). له ترجمة في الأعلام ٧ / ٣٣٤ ومعجم المؤلفين ١٣ / ٥٣.

(٩١)

رواية البلخي

رواه في أبواب من كتابه ( ينابيع المودة ) من عدّة من كبار الأئمة والحفّاظ قال: « الباب الرابع - في حديث سفينة نوح، وباب حطة بني إسرائيل، وحديث الثقلين، وحديث يوم الغدير:

___________________

(١). نور الأبصار ١٠٥.

١١٨

في مشكاة المصابيح عن أبي ذررضي‌الله‌عنه أنه قال - وهو آخذ بباب الكعبة -: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. رواه أحمد.

وفي جمع الفوائد: إبن الزبير رفعه: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق. للبزار ، و زاد في الأوسط: وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة من دخله غفر له. أبو الطفيل عن أبي ذر وهو آخذ بباب الكعبة رفعه: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك، وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له. أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير وأبو يعلى وأحمد بن حنبل عن أبي ذر. انتهى جمع الفوائد.

أيضاً: أخرج البزار وابن المغازلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وعن سلمة بن الأكوع، وعن ابن المعتمر عن أبي ذر، وعن سعيد بن المسيب عن أبي ذر. وأيضا: أخرجه الحمويني عن أبي سعيد الخدري بزيادة: وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.

أيضاً: أخرجه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط والصغير عن أبي سعيد الخدري حديث السفينة وباب حطة.

أيضاً: ابن المغازلي أخرجه عن أبي ذر حديث السفينة والحطة.

أيضاً: الحمويني أخرجه عن حنش بن المعتمر عن أبي ذر. وأخرجه المالكي في الفصول المهمة عن رافع مولى أبي ذر.

وأخرج أيضاً حديث السفينة الثعلبي والسمعاني أيضاً عن سليم بن قيس الهلالي قال: بينما أنا وحنش بن معتمر بمكة، إذ قام أبوذر وأخذ بحلقة باب الكعبة فقال: من عرفني فقد عرفني فمن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبوذر فقال: أيها الناس إني سمعت نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: مثل أهل بيتي

١١٩

فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك ويقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له. ويقول: إني تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض.

الحمويني في فرائد السمطين بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك، لحمك لحمي ودمك دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي، سعد من أطاعك وشقي من عصاك، وربح من تولاك وخسر من عاداك، فاز من لزمك وهلك من فارقك، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثلكم كمثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة ».

وقال في الباب السادس والخمسين نقلاً عن كنوز الحقائق للمناوي: « مثل عترتي كسفينة نوح من ركبها نجا. للثعلبي ».

وفيه عن الجامع الصغير: « إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. للحاكم عن أبي ذر ».

وفيه نقلاً عن الكتاب المذكور: « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. للبزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير وللحاكم عن أبي ذر.

وفيه عن ذخائر العقبى: « وعن علي مرفوعاً: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلّق بها فاز ومن تخلّف عنها زج في النار. أخرجه ابن السري. و عن ابن عباس مرفوعا: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. أخرجه الملّا في سيرته ».

وفيه عن مودة القربى: « عليعليه‌السلام رفعه: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من تعلّق بها نجا ومن تخلّف عنها أولج في النار ».

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

وبالجملة، فهو أعظم علماء هذا التاريخ آثاراً، ومؤلّفاته غالبها متداولة كثير النفع، وللناس عليها تهافت زائد، ويتغالون في أثمانها، وأشهرها شرحاه على الجامع الصغير.

وتوفي صبيحة يوم الخميس ٢٣ من صفر سنة ١٠٣١ »(١). .

(٥٥)

رواية الشيخاني القادري

ورواه السيّد محمود بن محمّد بن علي الشيخاني القادري بقوله:

« أخرج أحمد عن عمرو بن شاس الأسلميرضي‌الله‌عنه - وهو من أصحاب الحديبيّة - قال: خرجت مع عليرضي‌الله‌عنه إلى اليمن، فجفاني في سفري، حتى وجدت في نفسي عليه، فلمـّا قدمت أظهرت شكايته في المسجد، حتى بلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في ناس من أصحابه، فلمـّا رآني أحدّ لي عينيه - يقول حدّد إليَّ النظر - حتى إذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني! قلت: أعوذ بالله أن اُوذيك يا رسول الله.

قال: بلى، من آذى عليّاً فقد آذاني.

وفي لفظٍ أخرجه ابن عبد البر: من أحبّ علياً فقد أحبّني ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن آذى عليّاً فقد آذاني.

وفي رواية: إن بريدة تكلّم في علي بما لا يحبّ رسول الله، وذلك أنّه أخذ جاريةً من الخمس، فبلغ ذلك إلى النبي - صلّى الله عليه وسلّم - فخرج رسول الله مغضباً فقال: ما بال أقوام ينتقصون عليّاً! من بغض علياً فقد

__________________

(١). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٢ / ٤١٢.

٢٤١

بغضني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه خُلِقَ من طينتي وخُلِقتُ من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. ثم قال: يا بريدة أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنّه وليّكم بعدي »(١). .

عبارته في صدر كتابه

هذا وتعرف شخصيّة القادري وقيمة كتابه ( الصراط السويّ ) ممّا ذكره في صدره، وهذه عبارته:

« أما بعد فإنّ العمل بغير العلم وبال، والعلم بغير العمل خبال، ولا يقبض العلم إلّا بموت العلماء كما في الحديث المتفق على صحته في رواية عبد الله بن عمر

واعلم أنّ الفحول قد قُبِضَت والوعول قد هلكت، وانقرض زمان العلم وخمدت جمرته، وهزمته كثرة الجهل وعلت دولته، حتى لم يبق من الكتب التي يعتمد عليها في ذكر الأنساب إلّا بعض الكتب التي صنّفها أصحاب البدعة، كما ستقف على أسمائها في تضاعيف الكتاب إنْ شاء الله تعالى، ويلوح لك شرارها من بعيد كالسراب، لكونها فارغة عن الصدق والصواب. وذلك إمّا لاندراس محبّة آل بيت النبي من قلوب الصالحين من أهل السنة، والعياذ بالله من تلك الفتنة، أن لنقصٍ في الإِيمان وتردّد في اليقين، أو لشين فاحش وكلم ظاهر في أمر الدين.

والدليل على ذلك أني سمعت من جماعةٍ لا يعبأ الله بها أنهم يسبّون الأشراف القاطنين بمكة المشرفة والمدينة المنورة، من بني الحسن والحسين،

__________________

(١). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.

٢٤٢

فأجبتها بقول القائل:

لو كلّ كلبٍ عوى ألقمته حجراً

لأصبح الصخر مثاقلاً بدينار

ثم نودي في سري الروضة، بين القبر الشريف والمنبر، بالانتصار لأهل البيت، فشرعت عند ذلك في كتابٍ أذكر فيه مناقب أهل البيت على ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة على وجه الإِختصار ».

الاعتماد على رواية القادري

ثم إنّ الرشيد الدّهلوي يعتمد في كتابه ( غرّة الرّاشدين ) على رواية القادري في إثبات دعوىً له حول أبي حنيفة فيقول:

« وقال السيّد محمود القادري -قدس‌سره - في كتاب حياة الذّاكرين: قيل: إنّ رجلاً أتى أبا حنيفة - رحمة الله عليه - وقال: أخي توفّي وأوصى بثلث ماله لإِمام المسلمين، إلى مَن أدفع؟

فقال له أبو حنيفة: أمرك بهذا السؤال أبو جعفر الدوانقي، وكان يبغض أبا حنيفة، كبغض جماعة من أشقياء بلدنا الإمام الشافعيرحمه‌الله .

فحلف السائل - كذباً - أنّه ما أمرني بهذا السؤال.

فقال أبو حنيفة -رحمه‌الله -: إدفع الثلث إلى جعفر بن محمّد الصادق، فإنّه هو الإِمام الحق.

فذهب السائل وأخبر أبا جعفر الدوانقي بذلك.

فقال أبو جعفر: بهذا عرفت أبا حنيفة منذ قديم، إنّه يرى الحق لغيرنا.

ثم دعا بأبي حنيفة وسقاه السمّ في الطعام، ففهم أبو حنيفة ذلك، فقام ليخرج، فقال له أبو جعفر: إلى أين يا أبا حنيفة؟ فقال: إلى أين تأمرني؟ فأمره بالجلوس إلى أنْ عمل السم فيه. فخرج ومات شهيداً في الطريق.

ولا تنافي بين هذا الخبر وما روي من أن السبب فتواه بإعانة محمد

٢٤٣

وإبراهيم، فتلك الفتوى كانت السّبب في حبسه وهذا الجواب السبب في قتله ».

(٥٦)

رواية ابن باكثير المكّي

ورواه أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكّي:

« عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

أخرجه أحمد وأبو حاتم والترمذي وقال: حسن غريب.

وعن بريدة -رضي‌الله‌عنه - إنه كان يبغض علياً، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: تبغض علياً؟ قال: نعم. فقال: لا تبغضه، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّا. قال: فما كان أحد من الناس بعد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أحبّ إليّ من علي.

وفي رواية: علي منّي وأنا من علي، وهو وليّكم بعدي.

خرّجهما أحمد بن حنبل ».

كما روى ابن باكثير حديث عمرو بن ميمون عن ابن عباس، المشتمل على فضائل عشر لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، منها حديث الولاية. وقال في آخره:

« خرّج هذا الحديث بتمامه: أحمد بن حنبل، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات، وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه. وهذه القصة مشهورة ذكرها أبو إسحاق وغيره »(١). .

__________________

(١). وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل - مخطوط.

٢٤٤

عبارته في صدر كتابه

ولننقل عبارة ابن باكثير في صدر كتابه المذكور ليظهر اعتبار أحاديثه، فإنّه قال فيه:

« فرأيت أنْ أجمع في تأليفي هذا من درر الفوائد الثمينة وغرر الأحاديث الصحيحة والحسنة، ممّا هو مختصٌ بالعترة النبويّة والبضعة الفاطمية، وأذكره بلفظ الإِجمال. ثم ما ورد من مناقب أهل الكساء الأربعة نخبة الآل، واُصرّح فيه بأسمائهم، ثم ما ورد لكلّ واحدٍ منهم بصريح اسمه الشريف.

فجمعت في كتابي هذا زبدة ما دوّنوه وعمدة ما صحّحوه من ذلك وأتقنوه، وما رقموه في مؤلَّفاتهم وقنّتوه فيه، مقتصراً على ما يؤدي المطلوب ويوصل إليه بأحسن نمط واُسلوب، سالكاً في ذلك طريق السّداد ومقتصراً فيه على ما به يحصل المراد، تاركاً للتطويل المملّ، سالماً من نقص الإِختصار المخلّ.

فجاء - بحمد الله تعالى - من أحسن تأليف في هذا الشأن، وأتقن مصنَّف سلك فيه طريق الإِتقان، جمع مع سهولة تناوله البديع حسن البيان، وحوى مع تناسب مسائله وتناسق وسائله عذوبة الموارد للظمآن، وتتبّعت فيه غالب ما صحّ نقله من الأحاديث ويعمل بمثله في الفضائل ويحتجّ به في القديم والحديث، وتركت ما اشتدّ ضعفه منها. ولم نجد له شاهداً يقوّيه، وجانبت عمّا تكلّم في سنده وقد عدّه الحفّاظ من الموضوع الذي يجب أنْ ننقّيه.

وأتيت بالمشهور في كتب التواريخ عند نقل القصص والأخبار، وربّما دعت الحاجة إلى الإِشارة لبعض الوقائع روماً لطريق الإِختصار، واكتفيت بالحوالة على الكتب المؤلَّفة لذلك الفن، فإنّها تغني عن التطويل بذكره في كتابنا، لقصد الإِيجاز مهما أمكن.

٢٤٥

فدونك مؤلّفَاَ يجب رقم سطوره بخالص الإِبريز، ومصنَّفاً يتَعيَّن أنْ يقابل بالتكريم والتعزيز، ويحقّ له أنْ يجرّ ذيل فخره على فرق كلّ مؤلَّف سواه، ويسمو على كلّ مصنَّف بما جمع فيه وحواه، إذ هو سفينة بجواهر نعوت أهل البيت قد شحنت، وفي بحار فضائلهم الجمة قد عامت، وعلى جوديّ شمائلهم استوت واستوطنت، يضوع من أرجائها نشر مناقبهم العاطر، ويلوح في شمائلها بدر كواكبهم الزاهر.

تتبّعت فيه من الأحاديث ما يشرح صدور المؤمنين، وتقرُّ به عيون المتّقين، ويضيق بسببه ذرع المنافقين، ممّا تفرّق في سواه من نصوص العلماء ومؤلفات الأئمة القدماء.

ثم لمـّا كمل حُسنه البهيّ وتهذيبه، وتمّ بحمد الله تعالى تفصيله وتبويبه، سمّيته: وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل، لكي يطابق اسمه مسمّاه، ويوافق رسمه المعنى الذي نويناه، والمبنى الذي بنيناه، لأنّي ألَّفته راجياً به السّلامة من ورطات يوم القيامة والخلوص من ندامة ذلك المقام، مؤمَّلاً من فضل الله تعالى أن أحرز ببركته سائر الآمال، وأفوز بأسنى المطالب والحال والمآل، لأنّ حبّهم هو الوسيلة العظمى، وتقرّبهم في كلا الدارين يوصل إلى كل مقامٍ أسنى ».

ترجمة ابن باكثير

وترجم المحبّي لابن باكثير بقوله:

« الشيخ أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكّي الشّافعي. من اُدباء الحجاز وفضلائها المتمكّنين. كان فاضلاً أديباً، له مقدار عليّ وفضل جليّ، وكان له في العلوم الفلكيّة وعلم الأوفاق والزابرجا يد عاليه، وكان له عند أشراف مكّة منزلة وشهرة، وكان في الموسم يجلس في المكان الذي يقسّم فيه الصرّ

٢٤٦

السّلطاني بالحرم الشّريف، بدلاً عن شريف مكّة.

ومن مؤلَّفاته: حسن المآل في مناقب الآل، جعله باسم الشريف إدريس أمير مكّة وكانت وفاته سنة ١٠٤٧ بمكّة. ودفن بالمعلّاة »(١). .

وفي ( تنضيد العقود السنّية ) لدى النقل عن ابن باكثير: « قال أحمد صاحب الوسيلة، وهو الثقة الأمين في كلّ فضيلة ».

(٥٧)

رواية البدخشي

ورواه ميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي البدخشي في كتبه الثلاثة.

ففي ( مفتاح النجا في مناقب آل العبا ):

« أخرج أحمد عن بريدة -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بعثين إلى اليمن، على أحدهما: علي بن أبي طالب. وعلى الآخر: خالد بن الوليد. فقال: إذا التقيتم فعليٌّ على الناس، وإذا افترقتم فكلّ واحدٍ منكما على جنده. قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة. فاصطفى علي امرأة من السّبي لنفسه. قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يخبره بذلك، فلمـّا أتيت النبي - صلّى الله عليه وسلّم - دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ بك، بعثتني مع رجلٍ فأمرتني أنْ اُطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي، فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم

__________________

(١). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٧١.

٢٤٧

بعدي ».

( وفيه ): « أخرج الديلمي عن علي - كرّم الله وجهه - أن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال لبريدة: يا بريدة: إن عليّاً وليّكم بعدي، فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر ».

( وفيه ): « أخرج الترمذي - واللّفظ له - والحاكم عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً، فاستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السريّة، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلّى الله عليه وسلّم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرنا بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفرٍ بدؤا برسول الله فسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم.

فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا. فأعرض عنه رسول الله. ثمّ قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ولفظ عند أحمد مرفوعاً -: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً. إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

( وفيه ): « أخرج الخطيب والرّافعي، عن عليّ كرّم الله وجهه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: سألت الله يا علي فيك خمساً، فمنعني واحدةً وأعطاني أربعة، سألت الله أنْ يجمع عليك اُمّتي فأبى عليَّ. وأعطاني فيك: أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديّ، تسبق به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنّك وليّ

٢٤٨

المؤمنين ».

( وفيه ): « أخرج أحمد عن عمرو بن ميمون قال: إنّي لجالس إلى ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، إذْ أتاه تسعة رهط ».

فرواه إلى آخره ثم قال: « أقول: هذا حديث حسن، بل صحّحه بعضهم. وهو شامل لمناقب جمّة، يلزم لأهل العلم حفظه »(١). .

وفي ( نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار ):

« أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -

فأقبل إليهم رسول الله - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢). .

( وفيه ): « أخرج أحمد عن عمرو بن ميمون، إني لجالس إلى ابن عباس ».

ولا يخفى أنّه ذكر هذين الحديثين في القسم الأول من المقصد الأول من الكتاب، وقد نصّ في أول هذا القسم على أن أحاديثه « لم يختلف في صحّتها العلماء الأعلام ».

وفي ( تحفة المحبّين ): « دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. حم عن عمران بن حصين ».

( وفيه ): « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. ت وحسّنه. ك عن عمران بن

__________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الأبرار بما صحّ من مناقب آل البيت الاطهار: ٢٢.

٢٤٩

حصين »(١). .

ترجمة البدخشاني

ومحمد بن معتمد خان البدخشي من أجلّة العلماء في الهند، ترجم له اللكهنوي ووصفه بالشيخ العالم المحدّث أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال » وذكر كتبه(٢). .

ثم أنّه يعدّ من الأعلام المحققين وأعيان المعتمدين من أهل السنّة، فالرّشيد الدهلوي يصرّح بكونه من عظماء أهل السنة، ويستند إلى مؤلّفاته في مقابلة أهل الحق، ويستشهد بها على كون أهل السنّة موالين لأهل البيت الطّاهرين. والمولوي حيدر علي الفيض آبادي يذكره من علماء أهل السنّة الأعلام القائلين بلعن يزيد بن معاوية، وينص على اعتبار كتبه. و ( الدهلوي ) نفسه يقول في جواب سؤالٍ وُجّه إليه في تلقيب أمير المؤمنينعليه‌السلام بـ « المرتضى »:

« قد كُنّي في الأحاديث الصحيحة بأبي تراب، وأبي الريحانتين، وقد روي وثبت تلقيبه بذي القرنين، ويعسوب الدين، والصدّيق، والفاروق، والسّابق، ويعسوب الاُمّة، ويعسوب قريش، وبيضة البلد، والأمين، والشريف، والبار، والمهتدي، وذي الاُذن الواعية.

والميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي، المؤرّخ المشهور لهذا البلد - يعني دهلي - ذكر تلقيبه بالمرتضى في رسالتيه في فضائل الخلفاء وفضائل أهل البيت، وهاتان الرسالتان من عمدة تصانيفه. لكنّ الفقير لا يتذكّر الآن أنّه إلى أيّ حديث استند في ذلك.

__________________

(١). تحفة المحبين بمناقب أهل البيت الطاهرين - مخطوط.

(٢). نزهة الخواطر ٦ / ٢٥٩.

٢٥٠

وفي حديث أنس بن مالك في قصة تزويج سيّدة النساء، وخطبة أبي بكر الصدّيق وعمر الفاروق منها، لفظ يفهم منه كون أمير المؤمنين المرتضى والمختار، أي في هذا الأمر، يعني تزويج سيّدة النساء رضي الله تعالى عنها منه. » انتهى نقلا عن مجموع فتاوى ( الدهلوي ) الموجود عند المولوي عبد الحي ابن المولوي عبد الحليم السهالي اللكهنوي.

(٥٨)

رواية محمد صدر العالم

ورواه الشيخ محمد صدر العالم في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام قال:

« أخرج أحمد: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي ».

وقال: « أخرج الديلمي: عن بريدة قال قال لي رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: يا بريدة، إنّ عليّاً وليّكم بعدي، فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر.

وأخرج ابن أبي شيبة: عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا من علي، وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج أحمد عنه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً. إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج الطّيالسي والحسن بن سفيان وأبو نعيم عنه مثله.

وأخرج الترمذي - وقال حسن غريب - والطبراني والحاكم - وصححه - عنه قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وانا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

٢٥١

و أخرج الخطيب والرّافعي عن علي - كرّم الله وجهه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سألت الله يا علي فيك خمساً، فمنعني واحدة وأعطاني أربعاً، سألت الله أنْ يجمع عليك اُمتي فأبى عليَّ، وأعطاني فيك: أن أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ومعك لواء الحمد، وأنت تحمله من بين يديَّ، تسبق به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين بعدي »(١). .

ترجمة محمد صدر العالم

ومحمد صدر العالم من كبار العلماء الأجلّة من أهل السنّة ترجمه صاحب ( نزهة الخواطر ) بالشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين. ثم ذكر مصنّفاته ومنها معارج العلى(٢). .

وكتابه من الكتب الممدوحة المقبولة عندهم. وقد أثنى عليه وعلى كتابه معاصره شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي - والد ( الدهلوي ) - في قصيدةٍ أنشأها وأرسلها إلى صدر العالم، بعد أن وقف على كتابه المذكور وهي موجودة في كتابه ( التفهيمات الإِلهيّة )، وبترجمته في ( نزهة الخواطر ٦ / ١١٧ ).

(٥٩)

رواية أحمد بن عبد الرّحيم الدّهلوي

ورواه شاه ولي الله أحمد بن عبد الرّحيم الدهلوي - وهو والد

__________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط

(٢). نزهة الخواطر ٦ / ١١٥.

٢٥٢

( الدهلوي ) - وأثبته في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في غير واحدٍ من كتبه.

فروى في كتابه ( قرّة العينين ) حديث عمران بن حصين عن الترمذي(١). .

وروى في كتابه ( إزالة الخفا عن سيرة الخلفاء ) حديث عمرو بن ميمون بطوله، المشتمل على حديث الولاية، المذكور في الكتاب مراراً، عن الحاكم والنسائي(٢).

ولم نجد منه طعناً في سند الحديث

فيا للعجب كلّ العجب من ( الدهلوي ) كيف خاض في غمار عقوق والده وشيخه المهذّب، ورجّح على اتّباعه تقليد الكابلي الجالب على نفسه وأتباعه أمّر العطب، وكأنّه لم يقرع سمعه قول عليعليه‌السلام : نحن أهل بيت ما عادانا بيت إلّا خرب، وما نبح علينا كلب إلّا جرب؟!

ترجمة أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي

وشاه وليّ الله الدّهلوي إمام علماء الهند في عصره في العلوم المختلفة، تجد الثناء العظيم عليه في الكتب المؤلّفة بتراجم رجال تلك الدّيار وفي غيرها، مثل ( اتحاف النّبلاء ) و ( أبجد العلوم ) و ( نزهة الخواطر ٦ / ٣٩٨ - ٤١٥ ). كما أنّه ترجم لنفسه في كتابٍ أسماه ( الجزء اللطيف في ترجمة العبد الضّعيف )، كما أن ابنه ( الدهلوي ) وسائر علماء الهند المتأخرين كلّهم عيال عليه في شتّى البحوث.

__________________

(١). قرة العينين في تفضيل الشيخين: ١٦٨.

(٢). إزالة الخفا في سيرة الخلفاء ٢ / ٤٤٨.

٢٥٣

(٦٠)

رواية محمد بن إسماعيل الأمير

ورواه محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليمني الصّنعاني في ( الروضة الندية - شرح التحفة العلوية ) فقد قال بشرح:

« قل من المدح بما شئت فلم

تأتِ فيما قلته شيئاً فرّيا

كلّ من رام يداني شأوَه

في العلى فاعدده روماً أشعبيّاً »

قال: هذه كالفذلكة لِما تقدّم من فضائله، كأنّه قال: إذْ قد عرفت أنّه أحرز كلّ كمالٍ، وبذّ في كلّ فضيلةٍ كملة الرجال، فقل ما شئت في مدحه، كأنْ تمدحه بالعبادة، فإنّه بلغ رتبتها العليّة، وبالشّجاعة فإنّه أنسى ما سبقه من أبطال البريّة، وبالزهادة فإنّه إمامها الذي به يقتدى، وبالجود وأنّه الذي فيه المنتهى.

وبالجملة، فلا فضيلة إلّا وهو حامل لوائها ومقدَّم أمرائها، فقل في صفاته ما انطلق به اللّسان، فلن يعيبك في ذلك إنسان.

وفي هذا إشارة إلى عدم انحصار فضائله - كما قد أشرنا إليه سابقاً - وكيف ينحصر لنا وقد قال إمام المحدّثين أحمد بن حنبل: إنه ما ثبت لأحدٍ من الفضائل الصحيحة ما ثبت للوصيّعليه‌السلام . وقد علم أن كتب السنّة قد شرّقت وغرّبت وبلغت مبلغ الرياح، فلا يمكن حصرها. وإشارة إلى ما لم نورده سابقاً:

فمن ذلك: أنّه من الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - بمنزلة الرأس من البدن، كما أخرجه الخطيب من حديث البراء، والديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عنه صلّى الله عليه وسلّم: عليّ منّي

٢٥٤

بمنزلة رأسي من بدني.

ومن ذلك: أنّه باب حطّة، كما أخرجه الدار قطني في الأفراد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عنه صلّى الله عليه وسلّم: علي باب حطّة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً.

ومن ذلك: أنه من النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم منه، كما أخرجه أحمد والترمذي وأبو حاتم، من حديث عمران بن حصين: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

وقال محمد بن إسماعيل بشرح:

« كلّما للصحب من مكرمة

فله السّبق تراه الأوليّا »

قال: « وقد اختصّه الله ورسوله بخصائص لا تدخل تحت ضبط الأقلام ولا تفنى بفناء اللّيالي والأيّام. مثل اختصاصه بأربع ليست في أحدٍ غيره، كما أخرجه العلّامة أبو عمر ابن عبد البر من حديث بحر الاُمة ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:

لعليّ أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أوّل عربي وعجمي صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وهو الذي كان لواه معه في كلّ زحف. وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره. وهو الذي غسّله وأدخله في قبره.

وكاختصاصه بخمسٍ، كما أخرجه أحمد في المناقب، وقد تقدم ذلك في بيت لواء الحمد.

وكاختصاصه بعشر، كما أخرجه أحمد بتمامه، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه. وهو من حديث عمرو ابن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه ».

٢٥٥

ترجمة محمد بن إسماعيل الأمير

ومحمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني المتوفى سنة ١١٨٢ فقيه، محدّث، متكلّم، من أئمّة اليمن، له تصانيف كثيرة في الفقه والأصول والحديث، ترجم له وأثنى عليه:

١ - الشوكاني في ( البدر الطّالع ٢ / ١٣٣ ).

٢ - صدّيق حسن في ( التاج المكلّل: ٤١٤ ).

(٦١)

رواية الصبّان المصري

ورواه محمّد الصبّان المصري صاحب ( إسعاف الراغبين ) قال:

« أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

ترجمة الصبّان

وترجم لأبي العرفان محمد بن علي الصبّان المصري الشّافعي المتوفى سنة ١٢٠٦ في ( معجم المؤلّفين )(٢). عن عدّةٍ من المصادر، قال: « عالم،

__________________

(١). اسعاف الراغبين - هامش مشارق الأنوار: ١٥١.

(٢). معجم المؤلفين ١١ / ١٧.

٢٥٦

أديب، مشارك في اللغة والنحو والبلاغة والعروض والمنطق والسيرة والحديث ومصطلحه والهيئة وغير ذلك. ولد وتوفي بالقاهرة » ثم ذكر تصانيفه، وعدّ منها ( إسعاف الراغبين ) و « الحاشية على شرح الأشموني ) المتداول في الحوزات العلميّة والأدبيّة.

(٦٢)

رواية العجيلي

ورواه أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي الشافعي حيث قال بشرح:

« والله قد آتاه خمساً تنقل

أحبّ من دنياكم وأفضل »

قال: « أخرج السيطوي -رحمه‌الله - في الكبير عن علي -رضي‌الله‌عنه - قال صلّى الله عليه وسلّم: سألت الله - يا علي - فيك خمسا، فمنعني واحدة وأعطاني أربعا: سألت الله أن يجمع عليك أمّتي فأبى عليّ. وأعطاني لك: أنّ أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله بين يديّ، تسبق به الأوّلين والآخرين. وأعطاني أنت وليّ المؤمنين بعدي ».

وقد أثبت الحديث الشّريف في كلام له بشرح:

« واقرأ حديث إنّما وليّكم

واسمع حديثاً جاء في غدير خم »

فقال بعد ذكر الغدير وقصّة الحارث الفهري: « وهو من أقوى الأدلّة على أنّ عليّاً -رضي‌الله‌عنه - أولى بالإِمامة والخلافة والصّداقة والنصرة والاتّباع، باعتبار الأحوال والأوقات والخصوص والعموم. وليس في هذا مناقضة لما سبق وما سيأتي إن شاء الله تعالى.

إنّ عليّاًرضي‌الله‌عنه تكلّم فيه بعض من كان معه في اليمن، فلمـّا قضى حجّه خطب بهذا تنبيهاً على قدره، وردّاً على من تكلّم فيه، كبريدة، فإنّه كان

٢٥٧

يبغضه، ولمـّا خرج إلى اليمن رأى جفوةً، فقصّه للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يتغيّر وجهه ويقول: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه. لا تقع - يا بريدة - في علي. فإنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي ».

ترجمة العجيلي

والعجيلي توجد ترجمته في:

١ - نيل الأوطار ١ / ١٢٩.

٢ - حلية البشر ١ / ١٨٠ عنهما معجم المؤلفين ١ / ٢٧٩.

٣ - التاج المكلّل: ٥٠٩ وقد وصفه بقوله: « الشيخ العلّامة المشهور، عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز، لم يزل مجتهداً في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز ».

(٦٣)

رواية محمد مبين اللكهنوي

ورواه المولوي محمد مبين بن محبّ الله بن ملا أحمد عبد الحق بن ملا محمد سعيد بن قطب الدين السهالي، في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال:

« ومنها: أنّه - صلّى الله عليه وسلّم - أمّره على الجيش، وأعلم القوم بخصوصيّته وأخبرهم بولايته: أخرج الحاكم والترمذي نحوه عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه -. فمضى في السرية فأصاب جاريةً فأنكروا

٢٥٨

عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا لقينا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا ورجعوا بدؤا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فنظروا إليه وسلّموا عليه، ثم يتطرقون إلى رحالهم.

فلمـّا قدمت السريّة سلّموا على رسول الله، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه. ثم قام إليه الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل عليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال:

ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ولفظ أحمد: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١). .

ترجمته وعبارته في صدر كتابه

ذكره صاحب ( نزهة الخواطر ) وعنونه بـ « الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محب اللكهنوي، أحد الفقهاء الحنفيّة » ثم ذكر كتابه وأرّخ وفاته بسنة ١٢٢٥(٢). .

ومن المناسب أن نورد نصّ كلامه في صدر كتابه، ليظهر اعتبار الأحاديث الواردة فيه. فإنّه قال: « أما بعد، فلا يخفى عليك أن محبّة آل سيد الكائنات جزء الإِيمان، ولا يتمّ إلّا بمودّتهم بالجنان وتعظيمهم بالأركان، ورعاية

__________________

(١). وسيلة النجاة في مناقب الحضرات: ٤٨.

(٢). نزهة الخواطر ٧ / ٤٠٣.

٢٥٩

حقوقهم بالصّدق والإِيقان، قال الله في القرآن:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وفسّر بالنبيّ المصطفى وعلي المرتضى والحسنين وفاطمة الزهراء،عليهم‌السلام .

فلا بدَّ لكلّ مؤمنٍ من مودّتهم ولا يخلو مسلم من محبّتهم. قال النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: ألا من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: آيس من رحمة الله ولم يشم رائحة الجنّة. وقال في علي الوصي: لا يحبّه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق.

وإنّني في زمانٍ قد كثر فيه القيل والقال، وقلّ العلماء وكثر الجهّال، كلّ بضاعة أهل الزمان المخاصمة والجدال، وقد اكتفوا بما فهموا بزعمهم من ظاهر المقال، من غير أنْ يكون لهم اطّلاع على حقيقة الحال فإنّ السُّنّي من يكون مشغوفاً بحبّ آل النبي، وإلّا فهو المنافق الشقي. ومن اللطائف: أن أعداد السّنّي بحسب الحساب مساوية لحبّ علي، فمن لا يكون في قلبه حبّ عليّ لا يكون معدودا من السنّي

... حداني صدق النيّة على أنْ أؤلّف رسالةً مشتملةً على الآيات النازلة والأحاديث الواردة في مودّة القربى، متضمنّة لبيان الشمائل والخصائل التي كانت لهم في الدنيا، وما ثبت بالآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة من مقاماتهم ودرجاتهم الرفيعة في العقبى، وقد وشّح به المحدّثون صحائفهم، والأولياء تصانيفهم، والعلماء كتبهم.

وما استخرجت من الصّحاح بعد كتاب الله صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الترمذي، والكتب الموثوقة كجامع الاُصول لابن الأثير وغيرها من الكتب المعتبرة في الأحاديث الشّريفة والقصص الصحيحة، وجمعتها في هذه الرسالة، وأعرضت عن الصحائف المتروكة والموضوعات المطروحة وما التفتُّ إلى ما كان باطلاً أو ضعيفاً ».

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347