نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٤

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار16%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 347

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 347 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 286540 / تحميل: 6653
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ترجمته:

وهو: جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم الأنصاري الإِفريقي المتوفى سنة ٧١١، كان أديباً لغوياً فاضلاً ترجمنا له في قسم ( حديث الثقلين ) عن:

١ - الوافي بالوفيات ٥ / ٥٤.

٢ - فوات الوفيات ٤ / ٣٩.

٣ - الدرر الكامنة ٤ / ٢٦٢.

٤ - بغية الوعاة ١٠٦ / ١٠٧.

(٣٥)

رواية الحموئي

رواه بسنده عن أبي ذر كما عرفت فيما سبق، وعن ابن عباس كما ستعرف وعن أبي سعيد الخدري حيث قال: « أخبرني الشيخ الصالح كمال الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي الجويني - فيما كتب إليَّ وأجاز لي في روايته في ذي الحجة سنة أربع وستين وستمائة - قال: أنبأنا الامام جمال الدين أبو الفضل جمال ابن معين الطبري قال: أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد المستملي، أنبأنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المذكّر بهرات قال: أنبأنا إسماعيل بن زاهر البوقاني في كتابه قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الاصفهاني قال: نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: نبأنا محمد بن عبد العزيز الكلابي قال: أنبأنا عبد الرحمن بن حماد المقري عن أبي سلمة الصائغ عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب

٦١

حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له »(١) .

ترجمته:

وهو: صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد بن المؤيد الحموئي المتوفى سنة ٧٢٢، شيخ خراسان في وقته كما وصفه الذهبي، وترجم له الأسنوي في طبقاته، وابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ١ / ٦٧. وقد ترجمنا له في بعض مجلّدات الكتاب.

(٣٦)

رواية شهاب الدين الحلبي

لقد أثبت حديث السفينة في التقليد الذي كتبه من قبل السلطان محمد بن قلاوون باسم ولده أحمد، فقد جاء فيه بعد ذكر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « صلّى الله عليه وعلى آله سفن النجاة، المؤمنين من المخاوف، المنقذين من المهالك ».

وقد أورد القلقشندي نصّ هذا التقليد في ( صبح الأعشى في صناعة الانشا ).

ترجمته:

وهو: شهاب الدين محمود بن سليمان بن فهد بن محمود الحلبي المتوفى سنة ٧٢٥، وكان أديباً كبيراً، إستمر في دواوين الانشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً، وكان شيخ صناعة الانشاء في عصره، وله تصانيف منها: حسن التوسل إلى

___________________

(١). فرائد السمطين ٢ / ٢٤٢.

٦٢

صناعة الترسل، وذيل الكامل لابن الأثير. وتوجد ترجمته في:

١ - الدرر الكامنة ٤ / ٣٢٤.

٢ - فوات الوفيات ٢ / ٢٨٦.

٣ - تاريخ ابن كثير ١٤ / ١٢٠.

٤ - النجوم الزاهرة ٩ / ٢٦٤.

(٣٧)

رواية نظام الدين النيسابوري

أورده بتفسير آيه المودة قائلاً: « قال بعض المذكّرين: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق »(١) .

ترجمته:

وهو: نظام الدين الحسن بن محمد بن الحسين المعروف بالنظام الأعرج، صاحب التفسير المشهور باسمه، كان حيّاً سنة ٧٢٨(٢) . وقد ذكرنا ترجمته في قسم ( حديث الغدير ) كما سيأتي.

___________________

(١). غرائب القرآن ٢٥ / ٢٨.

(٢). في معجم المؤلفين: ٨٢٨. وفي الأعلام: توفي بعد ٨٥٠.

٦٣

(٣٨)

رواية الخطيب التبريزي

رواه في كتابه ( مشكاة المصابيح ) في باب مناقب أهل البيتعليهم‌السلام ، كما تقدّم ويأتي.

ترجمته:

وهو: ولي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي. كان حيّاً سنة ٧٤٠، وقد ذكرنا جانباً من ترجمته وعظمة كتابه في قسم ( حديث الطير ).

(٣٩)

رواية الطيبي

رواه في شرح المشكاة شارحاً إياه بقوله:

« قوله: وهو آخذ بباب الكعبة. أراد الراوي بهذا مزيد توكيد لإِثبات هذا، وكذا أبوذر اهتم بشأن روايته، فأورده في هذا المقام على رؤوس الأنام ليتمسكوا به، وفي رواية له بقوله: من عرفني فأنا من قد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: « ألا إن مثل أهل بيتي الحديث أراد بقوله فأنا أبوذر المشهور بصدق اللهجة وثقة الرواية، وأنه هذا حديث صحيح لا مجال للرد فيه، وهذا تلميح إلى ما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ما أظلّت الخضراء ولا

٦٤

أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر، وفي رواية أبي ذر: من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه عيسى بن مريم. فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله أفتعرف ذلك؟ قال: ذلك فاعرفوه. أخرجه الترمذي وحسّنه الصغاني في كشف الحجاب.

شبه الدنيا بما فيها من الكفر والضلالات والبدع والأهواء الزائغة ببحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، وقد أحاط بأكنافه وأطرافه الارض كلّها، وليس فيها خلاص ومناص إلّا تلك السفينة، وهي محبة أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

ترجمته:

وهو: شرف الدين حسن بن محمد الطيبي المتوفى سنة ٧٤٣. وصفه الحافظ ابن حجر بالامام المشهور، كان آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن(٢) .

وقد ذكرنا ترجمة له في قسم ( حديث الثقلين ) عن:

١ - طبقات المفسرين ١ / ١٤٣.

٢ - بغية الوعاة ٢٢٨.

٣ - البدر الطالع ١ / ٢٢٩.

٤ - التاج المكلل ٣٧٣.

___________________

(١). الكاشف - مخطوط.

(٢). الدرر الكامنة ٢ / ٦٨.

٦٥

(٤٠)

رواية الزرندي

رواه عن أبي الطفيل عن أبي ذر تحت عنوان « ذكر وصاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهل بيته وفضل مودتهم، وأن محبتهم من الإِيمان بالله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « وعن أبي الطفيل: إنه رأى أباذر قائماً وهو ينادي: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب، ألا وأنا أبوذر، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وإن مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة »(١) .

وقد ذكر في سياق صفات أمير المؤمنينعليه‌السلام وفضائله:

« هو النبأ العظيم وفلك نوح

وباب الله وانقطع الخطاب »(٢)

ترجمته:

وهو: محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي المدني الأنصاري، المتوفى سنة بضع وخمسين وسبعمائة، من فقهاء الحنفية ومن المحدّثين الكبار، ترجم له الحافظ ابن حجر العسقلاني(٣) ، له كتب منها: ( نظم درر السمطين ) نقل عنه واعتمد عليه الحفاظ وأئمة الحديث كالكرماني والسمهودي وغيرهما في كتبهم.

___________________

(١). نظم درر السمطين ٢٣٥.

(٢). نظم درر السمطين ٧٨.

(٣). الدرر الكامنة ٤ / ٢٩٥.

٦٦

(٤١)

رواية الهمداني

رواه عن سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال: « وعن عليعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من تعلّق بها نجا، ومن تخلّف عنها زخ في النار »(١) .

و عن أبي ذررضي‌الله‌عنه بقوله: « عن أبي ذررضي‌الله‌عنه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(٢) .

ترجمته:

وهو: السيد علي شهاب الدين الهمداني المتوفى سنة ٧٨٦ من مشاهير علماء أهل السنة وعرفائهم، ومن الفقهاء الحنفية، ذكرنا مصادر ترجمته في ( قسم حديث الثقلين ) ومنها:

١ - كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار للكفوي.

٢ - نفحات الأُنس في حضرات القدس للجامي ٤٤٧.

٣ - الانتباه إلى سلاسل أولياء الله لولي الله الدهلوي.

٤ - السمط المجيد للقشاشي.

وترجم له صاحب نزهة الخواطر مثنياً عليه(٣) .

___________________

(١). المودة في القربى - المودة الثانية.

(٢). المودة في القربى - المودة الثانية عشرة.

(٣). نزهة الخواطر ٢ / ٨٧.

٦٧

(٤٢)

رواية نور الدين الهيثمي

رواه بقوله: « وعن أبي ذر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كمن قاتل مع الدجال.

رواه البزار والطبراني في الثلاثة وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجفري، وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر. وهما متروكان.

و عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

رواه البزار والطبراني. وفيه: الحسن بن أبي جعفر وهو متروك.

وعن عبد الله بن الزبير أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق.

رواه البزار ، وفيه ابن لهيعة وهو ليّن.

و عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وانما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.

رواه الطبراني في الصغير والاوسط. وفيه جماعة لم أعرفهم »(١) .

___________________

(١). معجم الزوائد ومنبع الفوائد ٩ / ١٦٨.

وأقول: أما « الحسن بن أبي جعفر الجفري » فقد روى عنه: أبو داود الطيالسي، وابن مهدي، ويزيد بن زريع، وعثمان بن مطر، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة غيرهم من مشاهير الرواة والأئمة، وروايتهم عنه تدل على جلالته، بالاضافة إلى أن: مسلم بن إبراهيم قال: كان من خيار الناس.

٦٨

___________________

وقال عمرو بن علي: صدوق. وقال أبوبكر بن أبي الأسود: ترك ابن مهدي حديثه ثم حدّث عنه وقال: ما كان لي حجة عند ربي. وقال ابن عدي: والحسن بن أبي جعفر أحاديثه صالحة وهو يروي الغرائب، وهو عندي ممن لا يتعمّد الكذب وهو صدوق. وقال ابن حبان: من خيار عباد الله الخشن، وكان من المتعبدين المجابين الدعوة. أنظر: تهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٠.

فهذه كلمات عدة من أئمة الجرح والتعديل، والعمدة كونه صدوقاً من خيار الناس، لكن بعضهم قدحه لروايته الغرائب ووقوع الوهم في رواياته، ومن الواضح لدى أهل العلم المنصفين أن ذلك لا يوجب القدح والترك.

وأما « عبد الله بن داهر » فقد عرفته في جواب قدح ابن الجوزي في حديث الثقلين.

وأما « عبد الله بن لهيعة » فقد روى عنه كبار الأئمة من المتقدمين كالثوري، والشعبي، والأوزاعي، والليث بن سعد، وابن المبارك. وقال أبو داود عن أحمد: ومن كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟

وعن الثوري: عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع وحججت حجّاً لألقى ابن لهيعة. وقال أبو الطاهر بن السرح: سمعت ابن وهب يقول: حدثني والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة. وقال يعقوب بن سفيان: سمعت أحمد بن صالح - وكان من خيار المتقنين - يثني عليه.

وعنه أيضاً، ابن لهيعة صحيح الكتاب، وإنما كا أخرج كتبه، فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاءاً، فمن ضبط كان حديثه حسناً، إلّا أنه كان يحضر من لا يحسن ولا يضبط ولا يصحح، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتاباً، ولم ير له كتاب، وكان من أراد السماع منه استنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأ عليه، فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح، ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير.

وعن ابن معين: قد كتبت حديث ابن لهيعة وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات.

وقال الحاكم: استشهد به مسلم في موضعين. وحكى ابن عبد البر: أن الذي وقع في الموطأ عن مالك عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في العريان هو: ابن لهيعة.

وقال ابن شاهين قال أحمد بن صالح: ابن لهيعة ثقة، وما روى عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط.

وقال مسعود عن الحاكم: لم يقصد الكذب وإنما حدّث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ.

وقال ابن عدي: حديثه كأنه نسيان، وهو ممن يكتب حديثه.

انظر: تهذيب التهذيب ٥ / ٢٧٣.

وهذا القدر كاف لنا للاحتجاج بما رواه.

٦٩

ترجمته:

هو: نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي القاهري الشافعي الحافظ المتوفى سنة ٨٠٧، وصفه الحافظ السخاوي بالحافظ وقال: « كان عجباً في الدّين والتقوى والزهد، فنقل الثناء عليه عن عدة من الأعلام كالحافظ ابن حجر، ثم قال: والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جدّاً، بل هو في ذلك كلمة اتفاق »(١) .

وكذا وصفه الحافظ السيوطي وعدّه في من كان بمصر من حفاظ الحديث ونقّاده(٢) . وترجم له وأثنى عليه القاضي الشوكاني(٣) .

(٤٣)

رواية الشريف الجرجاني

رواه في ( حاشية المشكاة ) حيث شرحه قائلاً: « قوله: سمعت النبي.

الخ. وفي رواية قال: من عرفني، فأنا من عرفني، ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . إلخ. كان مشهوراً بصدق اللهجة، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر ».

ترجمته:

وهو: السيد علي بن محمد الجرجاني، المعروف بالشريف الجرجاني، المتوفى

___________________

(١). الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠.

(٢). حسن المحاضرة ١ / ٣٦٢.

(٣). البدر الطالع ١ / ٤٤.

٧٠

سنة ٨١٦، من كبار العلماء في المعقول والمنقول، له نحو خمسين مصنفاً، وقد ترجمنا له في بعض المجلدات، ومن مصادر ترجمته:

١ - الفوائد البهيّة في تراجم الحنفيّة ١٢٥.

٢ - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٥ / ٣٢٨.

(٤٤)

رواية القلقشندي

والقلقشندي أورد هذا الحديث الشريف في موضعين من كتابه ( صبح الأعشى في صناعة الانشا ).

ترجمته:

وهو: أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري المتوفى سنة ٨٢١، وكان أديباً مؤرخاً متفنناً، إشتهر بكتابه ( صبح الأعشى ) وهو أفضل تصانيفه، لكونه جامعاً بين الأدب والتاريخ ووصف البلدان والممالك ونحو ذلك. وله أيضاً: نهاية الارب في معرفة أنساب العرب.

له ترجمة في الضوء اللامع ٢ / ٨. وغيره.

(٤٥)

رواية خواجه بارسا

رواه في كتاب ( فصل الخطاب في سير النبي والآل والأصحاب ) نقلاً عن

٧١

تفسير الرازي قال: « وسمعت بعض المذكّرين يقول: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من ركب فيها نجا ».

ترجمته:

وهو: محمد بن محمد بن محمود الحافظي البخاري، المعروف بخاجا بارسا المتوفى سنة ٨٢٢، ولد سنة ٧٥٦، وقرأ العلوم على علماء عصره فبهر على أقرانه في دهره، وحصّل الفروع والأصول وبرع في المعقول والمنقول وهو شاب، مدحه وأثنى عليه الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ) والجامي في ( نفحات الأنس في حضرات القدس ٣٩٢ ) وترجم له صاحب ( حبيب السير ) وغيره.

(٤٦)

رواية ابن حجة الحموي

وذلك حيث ضمّن هذا الحديث في العهد الذي كتبه من قبل المستعين بالله العباس باسم مظفر شاه، إذ جاء فيه: « نحمده حمد من علم أن آل هذا البيت الشريف كسفينة نوح وتعلق بهم فنجا ».

وقد ورد هذا العهد في ( صبح الأعشى في صناعة الإِنشاء ).

ترجمته:

وهو: أبوبكر بن علي بن عبد الله الحموي الأزراري تقي الدين، ابن حجة المتوفى سنة ٨٣٧. إمام أهل الأدب في عصره، وكان شاعراً جيّد الإِنشاء. له

٧٢

تصانيف منها: خزانة الأدب، ثمرات الأوراق، وغير ذلك. وتوجد ترجمته في:

١ - الضوء اللامع ١١ / ٥٣.

٢ - شذرات الذهب ٧ / ٢١٩.

(٤٧)

رواية ملك العلماء الهندي

و رواه ملك العلماء شهاب الدين الهندي عن ( شرف النبوة ) و ( المشكاة ):

« روى أحمد عن أبي ذر أنه قال آخذاً بثياب الكعبة: سمعتصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ألا مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، فمن ركبها نجا ومن زاغ عنها هلك.

لأن من كان في البحر فالسفينة شرط النجاة.

وفي التشريح: ونوحعليه‌السلام لن يخرق السفينة، ولا يعيبها أحد من الملاحين، والسفينة إن صلح حالها صلح حال نوح، وإن غرقت دلت على عدم النجاة، وقد أمر بركوب السفينة لنجاتها وأهلها.

والمراد من هذا الحديث نجاة المتشبثين بأهله وعترته، ليفوزوا برضوانه وجنته.

وفي التشريح عند ذكر هذا الحديث: والمأمور بمتابعته لا يصير تبعاً حتى يتبعه، والمندوب إلى إمامته لا يصير مأموماً حتى يوافقه، فعلم كلّ عالم وفعل كلّ مؤمن دلّ على مخالفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو زندقة وشيطنة »(١) .

___________________

(١). هداية السعداء - مخطوط. الجلوة الثالثة من الهداية الثانية. ورواه في مواضع أخر من الكتاب المذكور.

٧٣

ترجمته:

وهو: شهاب الدين بن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي، الملقب بملك العلماء، المتوفى سنة ٨٤٩ قال عبد الحق الدهلوي - من كبار علماء الهند، وناشر علم الحديث لأهل السنة في تلك البلاد -: « أوصافه أشهر من أن تذكر » وذكره البلجرامي في ( سبحة المرجان في آثار هندوستان ١٣٩ ) وأثنى عليه، وكذا صاحب ( نزهة الخواطر ) حيث وصفه بأوصاف جميلة(١) .

(٤٨)

رواية ابن الصباغ المالكي

رواه عن رافع مولى أبي ذر، عن أبي ذر حيث قال: « تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبّيهم: عن رافع مولى أبي ذر قال: صعد أبوذر على عتبة باب الكعبة وأخذ بحلقة الباب وأسند ظهره إليه وقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنه زجّ في النار. و سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: اجعلوا أهل بيتكم منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلّا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلّا بالعينين »(٢) .

___________________

(١). نزهة الخواطر ٣ / ١٩.

(٢). الفصول المهمة في معرفة الأئمة ص ٨.

٧٤

ترجمته:

وهو: نور الدين علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن الصباغ، المالكي المكي المتوفى سنة ٨٥٥، كان من الفقهاء المالكية، ومن العلماء المعتمدين، ترجم له الحافظ السخاوي وأثنى عليه وقال: أجاز لي(١) . وكتابه ( الفصول المهمة ) من المصادر المعتبرة عندهم، فقد نقل عنه الأعلام كالحلبي صاحب السيرة والسمهودي في جواهر العقدين وكثير ممن ألف في فضائل أهل البيت كالصبان والحمزاوي والشبلنجي.

(٤٩)

رواية الميبدي

روى حديث السفينة في شرحه على ديوان أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن أحمد عن أبي ذر الغفاري، باللفظ المتقدم عن أحمد سابقاً(٢) .

ترجمته:

وهو: كمال الدين حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي، كان حيّاً سنة ٨٩٠، له شرح الديوان المنسوب الى أمير المؤمنينعليه‌السلام . وله غيره من المؤلفات ذكرها صاحب هدية العارفين ١ / ٣١٦. وأرخ وفاته بسنة ٩١٠ وترجم له في الأعلام ٢ / ٢٦٠ وقد أوردنا ترجمته في بعض المجلدات.

___________________

(١). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٥ / ٢٨٣.

(٢). الفواتح في شرح ديوان امير المؤمنين ١١٣.

٧٥

(٥٠)

رواية الهروي

رواه في كتابه ( أساس الاقتباس ) بقوله: « الأحاديث - مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(١) .

ترجمته:

وهو: إختيار الدين بن غياث الدين الحسيني الهروي(٢) . كان عالماً أديباً له كتب منها: أساس الاقتباس. له ترجمة في:

١ - هدية العارفين ١ / ٣١٧.

٢ - الأعلام ٢ / ٢٥١.

(٥١)

رواة الصفوري

رواه في باب مناقب سيدتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام قائلاً: « وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تخلّف عنها زج في النار »(٣) .

___________________

(١). اساس الاقتباس - الكلمة الرابعة للافتتاح بعد ذكر الآيات.

(٢). في بعض التراجم اسمه: حسين. وتاريخ وفاته سنة ٩٢٨.

(٣). نزهة المجالس ومنتخب النفائس ٢ / ٢٢٢.

٧٦

ترجمته:

وهو: عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي المتوفى سنة ٨٩٤. كان أديباً مؤرّخاً محدّثاً مؤلّفاً، له: المحاسن المجتمعة في الخلفاء الأربعة، وقد ذكر كاشف الظنون ١٩٤٧ كتابه ( نزهة المجالس ).

(٥٢)

رواية الكيلاني

روى حديث السفينة في كتابه ( مناظر الإِنشاء ) في مبحث الشبه، في قسم ما يكون فيه الشبه والمشبّه به حسيّين ووجه الشبه بينهما عقلي، فذكر الحديث ثم قال ما تعريبه: « شبّه أهل البيت بسفينة نوح وكلاهما حسيّ، ووجه ما شبه ما بينهما وهو السببية لحصول النجاة عقلي ».

(٥٣)

رواية السخاوي

رواه تحت عنوان « باب الأمان ببقائهم والنجاة في اقتفائهم » رواه عن جماعة من كبار الرواة والأئمة الحفّاظ بألفاظٍ مختلفة، عن جماعة من مشاهير الصحابة.

وهذا نص روايته:

« وعن أبي إسحاق السبيعي عن حنش بن المعتمر الصنعاني عن أبي ذررضي‌الله‌عنه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أهل بيتي فيكم مثل

٧٧

سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثل حطة لبني إسرائيل. أخرجه الحاكم من وجهين عن أبي إسحاق هذا لفظ أحدهما، و لفظ الآخر: ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، وذكره دون قوله: ومثل حطة إلى آخره، وكذا هو عند أبي يعلي في مسنده.

وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط والصغير من طريق الأعمش عن أبي إسحاق وقال: إن عبد الله بن عبد القدوس تفرّد به عن الأعمش، ورواه عن الأوسط أيضاً من طريق الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي إسحاق، ومن طريق سماك بن حرب عن حنش.

و أخرجه أبو يعلي أيضاً من حديث أبي الطفيل عن أبي ذررضي‌الله‌عنه بلفظ: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وإن مثل أهل بيتي مثل باب حطة، وأخرجه البزار من طريق سعيد بن المسيب عن أبي ذر نحوه.

و عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وأخرجه الطبراني وأبو نعيم في الحلية والبزار وغيرهم.

وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق. رواه البزار.

و عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه : سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له، رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وبعض هذه الطرق يقوّي بعضاً»(١) .

___________________

(١). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط - الباب السادس.

٧٨

ترجمته:

وهو: شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة ٩٠٢، وكان من كبار علماء أهل السنة، حافظاً في الحديث وحجة في التاريخ والأدب والرجال، له مؤلفات كثيرة في العلوم المذكورة وغيرها، ومن أشهرها: الضوء اللامع، المقاصد الحسنة، شرح ألفية الحديث، التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة، إستجلاب ارتقاء الغرف بحبّ أقرباء الرسول ذوي الشرف

ترجم نفسه في الضوء اللامع ٨ / ٢ - ٣٢، وتوجد ترجمته أيضاً في:

١ - شذرات الذهب ٨ / ١٥.

٢ - الكواكب السائرة ١ / ٥٣.

٣ - النور السافر ١٦.

(٥٤)

رواية الكاشفي

أثبت حديث السفينة وأرسله إرسال المسلّم في مواضع من كتابه ( الرسالة العليّة في الأحاديث النبوية )(١) منها: هذا الشعر الذي أورده تحت عنوان فضيلة أهل البيت:

« هم الكلمات الطيّبات التي بها

يتاب على الخاطي فيحبى ويزلف

هم البركات النازلات على الورى

تعمّ جميع المسلمين وتكنف

___________________

(١). أنظر: ٣٣، ٣٧١.

٧٩

هم الباقيات الصالحات بذكرها

لذاكرها خير الثواب يضعّف

هم الحرم المأمون من أجل أهله

وأعداؤه من حوله يتخطّف

هم الوجه وجه الله والجنب جنبه

وهم فلك نوح خاب عنه المخلّف

ترجمته:

وهو: حسين بن علي الكاشفي المفسّر المحدّث الواعظ، له تفسيره: المواهب العلية، وكتاب: الرسالة العلية في الأحاديث النبوية وغيرهما من المؤلَّفات المفيدة، والتي اعتمد عليها القوم ونقلوا عنها. توفي سنة ٩١٠.

(٥٥)

رواية السيوطي

رواه في جملةٍ من كتبه:

ففي ( الدرر المنثور ): « وأخرج الحاكم عن أبي ذررحمه‌الله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(١) .

و في ( الجامع الصغير ): « إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. ك‍ عن أبي ذر »(٢) .

و فيه: « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير، ك‍ عن أبي ذر »(٣) .

و في ( الخصائص الكبرى ): « وأخرج أبو يعلى والبزار والحاكم عن أبي ذر:

___________________

(١). الدر المنثور ٣ / ٣٣٤.

(٢). الجامع الصغير. شرح المناوي ٢ / ٥١٩.

(٣). المصدر نفسه ٥ / ٥١٧.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

(٦٤)

رواية محمد سالم الدهلوي

ورواه محمّد سالم بن محمد سلام الله الدهلوي، في الفصل الثالث من رسالته المسمّاة بـ ( اُصول الإِيمان ) عن الترمذي وقد نص في مقدّمة هذه الرسالة على أنّها مستمدة من الكتب المعتبرة، وأن الأحاديث الواردة فيها صحيحة.

ترجمة محمد سالم الدهلوي

وهذا الشيخ حفيد المحدّث الكبير الشيخ عبد الحق الدهلوي، قال في ( نزهة الخواطر ): « الشّيخ الفاضل أبو الخير محمد سالم بن سلامة ابن شيخ الإِسلام الحنفي البخاري الدهلوي، كان من ذريّة الشيخ المحدّث عبد الحق ابن سيف الدين البخاري له مصنفات عديدة، أشهرها: اُصول الإِيمان في حبّ النبيّ وآله من أهل السعادة والإِيقان » ٧ / ٤٤٠ - ٤٤١.

(٦٥)

رواية المولوي وليّ الله اللكهنوي

ورواه المولوي ولي الله بن حبيب الله السّهالي اللكهنوي، في الفصل الثاني من الباب الأول من كتابه ( مرآة المؤمنين في مناقب آل سيّد المرسلين )، وقد عنون الفصل بعنوان: « الفصل الثاني في بيان مناقب سيدنا علي المرتضى

٢٦١

ومآثره القاطعة التي هي نصوص على فضيلته وخلافته ».

رواه عن النّسائي عن ابن عباس عن بريدة، وعنه عن عمران بن حصين، وعنه عن بريدة.

وروى أيضاً حديث عمرو بن ميمون بطوله عن الحاكم والنسائي.

هذا، وقد ذكر في صدر كتابه ما نصه:

« وبعد فهذه أحاديث مشتملة على مناقب أهل البيت النبوية، والعترة الطّاهرة المصطفويّة، من الكتب المعتبرة، من الصّحاح والتواريخ، منبّهاً على أسامي الكتب، معرضاً عن الضعاف المتروكة عند علماء الحديث، مقتصراً على ما تواتر من الأحاديث أو اشتهر، أو من الحسان

ترجمة ولي الله اللكهنوي

وترجم صاحب ( نزهة الخواطر ) الشيخ ولي الله اللكهنوي المتوفى سنة ١٢٧٠ قال: « الشيخ الفاضل العلّامة، أحد الأساتذة المشهورين » ثم ذكر مصنفاته، وعدّ منها: ( مرآة المؤمنين )(١). .

(٦٦)

رواية القندوزي البلخي

ورواه الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي البلخي بطرقٍ متعددة.

فرواه عن الترمذي عن عمران بن حصين.

وعن ( الإِصابة ) عن وهب بن حمزة قال: « سافرت مع علي بن أبي

__________________

(١). نزهة الخواطر ٧ / ٥٢٧.

٢٦٢

طالب، فرأيت منه بعض ما أكره، فشكوته النبي صلّى الله عليه وسلّم. فقال: لا تقولنَّ هذا لعلي، فإنّه وليّكم بعدي ».

وعن ( المشكاة ) عن عمران بن حصين.

وقال: « قال الحسن بن علي - رضي الله عنهما - في خطبته قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - حين قضى بينه وبين أخيه جعفر ومولاه زيد في ابنة عمّه حمزة: أما أنت - يا علي - فمنّي وأنا منك وأنت وليّ كل مؤمنٍ بعدي ».

وقال: « في كنوز الدقائق للمناوي: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. لأبي داود الطّيالسي »(١). .

ترجمة القندوزي

وهو: الشيخ سليمان بن إبراهيم المعروف بـ ( خواجه كلان ) الحسيني القندوزي البلخي، ولد سنة ١٢٢٠ وسافر إلى البلاد في طلب العلم، فكان من أعلام الفقهاء الحنفية ومن رجال الطريقة النقشبندية، له مؤلّفات، منها ( ينابيع المودة ) دلّ على سعة اطّلاعه ووفور علمه. وتوفي سنة ١٢٩٤ أو ١٢٩٣ أو ١٢٧٠ على اختلاف الأقوال. وتوجد ترجمته في ( معجم المؤلّفين ) و ( الأعلام ).

(٦٧)

رواية حسن زمان الحيدرآبادي

ورواه المولوي حسن زمان بن محمد بن قاسم التركماني الحيدرآبادي

__________________

(١). ينابيع المودة ١ / ١٦٩، ١٧١، ١٧٢.

٢٦٣

وصحّحه، فإنّه قال بعد ذكر حديث الغدير:

« ثم معنى المولى هنا: الولي والسيّد قطعاً. قال العلّامة الحرالي:

والمولى هو الولي اللازم الولاية، القائم بها الدائم عليها، ذكره الفاضل المنّاوي في شرح الجامع الصغير، في حديث: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه.

ويدل عليه ما مضى في روايات اُخرى صحيحة: من كنت وليّه فعليٌّ وليّه.

وفي حديث بريدة عند إمامي السنّة أحمد والنسائي في خصائصه وغيرهما: لا تقع يا بريدة في عليّ، فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي، وإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي.

وقول ابن حجر الهيتمي -: في سنده الأجلح، وهو وإنْ وثّقه ابن معين لكنّ ضعّفه غيره، على أنّه شيعي، وعلى تقدير الصحة فيحتمل أنّه رواه بالمعنى بحسب عقيدته - ليس بشيء.

فإنّه مع كون الأجلح قد صحّ توثيق جماعة، وضعف تضعيف فرقة له بعلّة تشيّعه، قد ورد مثله في رواياتٍ اُخرى صحيحة أيضاً:

ففي الرياض والإِكتفاء عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعمل عليها عليّاً أخرجه الترمذي في جامعه وقال: حسن غريب. وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه.

قلت: وقال أبو يعلى في مسنده: نا عبيد الله، ثنا جعفر بن سليمان، نا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين. فذكره به نحوه.

وقال النّسائي في خصائصه: أنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر. فذكره به.

وقال أحمد: ثنا عبد الرزاق وعفان المعنى. وهذا حديث عبد الرزاق قالا: ثنا جعفر بن سليمان. فذكره به.

وفيه: فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع - وقد تغيّر

٢٦٤

وجهه - فقال: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وقال الترمذي: أنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر. فذكره به. قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث جعفر بن سليمان.

قلت: هو من زهّاد الشّيعة، ثقة، كثير العلم، إحتج به البخاري في الأدب، ومسلم، والأربعة، وصحّح له التّرمذي، فتحسينه له هذا غريب. وقد حدّث عنه: السفيان الثوري - مع تقدّمه - وابن المبارك، وسيّار بن حاتم، وقتيبة، ومسدّد، ويحيى بن يحيى، وابن مهدي وابن المديني وهما لا يحدّثان إلّا عن ثقة، وعبد الرزاق وقال: رأيته فاضلاً حسن الهدي، وأهل صنعاء، وأهل العراق، وخلقٌ. وقال أحمد: لا بأس به. وقال ابن معين: ثقة، كان يحيى بن سعيد يستضعفه - أي: وهو منه غير مقبول - وقلّده ابن سعد فقال: كان ثقة به ضعف. وكأن استضعاف يحيى لتشيّعه قال ابن حبان في كتاب الثقات:

كان من الثقات المتقنين في الروايات، غير أنّه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أنّ الاحتجاج بأخباره، ولهذه العلّة تركنا حديث جماعةٍ ممّن كانوا ينتحلون البدعة ويدعون إليها وإنْ كانوا ثقات، فاحتججنا بأقوامٍ ثقاتٍ انتحالهم سوء، غير أنهم لم يكونوا يدعون إليها، وانتحال العبد بينه وبين ربّه، إنْ شاء عذّبه وإنْ شاء غفر له، وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات على حسب ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا. انتهى.

وقد ذكر قوله في ترجمة عبد الملك. وتقدّم في المقدمة في مرسل الحسن كلام الخطيب في هذا الباب.

وقال ابن عدي: هو حسن الحديث، معروف بالتشيّع وجمع الرقائق، جالس زهّاد البصرة فحفظ عنهم. وقد روى أيضاً في فضل الشيخين، وهو

٢٦٥

عندي ممّن يجب أنْ ينقل حديث. انتهى. وقال الذهبي: كان شيعياً صدوقاً.

ويزيد عابد ثقة، وقال ابن حجر: وهم من ليّنه، احتجّ به الأئمة الستة.

وكذا مطرف.

وقد صرّح الحافظ ابن حجر في الإِصابة بأنّ سنده قوي. وعزي إلى الطيالسي، والنسائي في الكبرى، والحسن بن سفيان في فوائده، وأبي نعيم في فضائل الصحابة، والطبراني، والحاكم في مستدركه.

وفي جمع الجوامع: أخرجه ابن أبي شيبة بسندٍ صحيح، وابن جرير وصحّحه، ولفظهما: علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وهذه الجملة عند الديلمي في مسند الفردوس عن أبي ذر الغفاري.

وللحاكم في مستدركه والضياء في مختارته عن ابن عباس: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال لبريدة: إنّ علياً وليّكم بعدي فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر به.

وللديلمي عن بريدة مثله.

وقال أبو داود الطيالسي: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال لعلي: أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. وأخرجه أحمد والنسائي، وعنه الطّحاوي في حديث ابن عباس الطويل في خصائص علي بهذا السند، مصرّحاً بالتحديث في جميعه. وسكت عليه ابن حجر في الإِصابة. قال عمر في الإِستيعاب: هذا إسناد لا مطعن فيه لأحدٍ، لصحته وثقة نقلته.

وكأنّه لم يعبأ بتشديد البخاري في قوله وحده في أبي بلج: فيه نظر. وكذا لم يقبله منه من عاصره ومن تأخّر عنه من النقدة المتشدّدة، منهم أبو حاتم قال: صالح الحديث، لا بأس به. ووثّقه النسائي وابن سعد وابن حبان - كما عزي له - واحتجّ به في صحيحه، والدارقطني والحاكم. وألزما مسلماً إخراج حديثه، واحتجّ به الأربعة. وقال الحاكم: واحتجّ به مسلم، ولعلّه في نسخة الصحيح

٢٦٦

من روايته، وهو بَلَديُّ مسلم، فهو أعلم بكتابه.

وسبقهم إلى توثيقه من المتقدّمين: ابن معين، وحدّث عنه إمام النقدة شعبة، وإبراهيم بن المختار، وحاتم بن أبي صغيرة، وحصين بن نمير، وزائدة ابن قدامة، وزهير بن معاوية، والثوري، وسويد بن عبد العزيز، وشعيب بن صفوان، وأبو حمزة السكّري، وأبو عوانة، وهشيم، وغيرهم.

وعن وهب بن حمزة قال: قدم بريدة من اليمن، وكان خرج مع علي بن أبي طالب، فرأى منه جفوة، فأخذ يذكر عليّاً وينتقص من حقّه، فبلغ ذلك رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقال له: لا تقل هذا، فهو أولى الناس بكم بعدي يعني علياً.

أخرجه الطّبراني في الكبير، وذكره المناوي بتغيير يسير وقال: قال الهيثمي: فيه ذكرين ذكره أبو حاتم ولم يضعّفه أحد وبقية رجاله وثّقوا.

وعن بريدة - في روايةٍ اُخرى - إن عليّاً منّي وأنا منه، خُلِقَ من طينتي وخُلِقْتُ من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم. يا بريدة، أما علمت أن لعليٍ أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليّكم بعدي.

أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار، وهو صحيح عنده. قال الخطيب: لم أر سواه في معناه.

أورده واعتمده جماعة من الأئمة من آخرهم: السّبكي والسيوطي، وقد أخرجه ابن اُسبوع الأندلسي في الشفاء. كذا في الاكتفاء.

وقد وردت هذه اللّفظة في أحاديث جماعة من الصّحابة بطرقٍ كثيرةٍ ضعيفة، يتقوّى مجموعها، لكن لا حاجة إليها بعد هذه الروايات الثابتات. وممّن جزم بورودها من جهابذة المتأخّرين: الحافظ ابن حجر في الإِصابة، والحافظ الفاسي في العقد الثمين. في آخرين.

فقيلة صاحب القرة: - إنّ زيادة « وهو وليّكم بعدي ونحوها » موضوعه،

٢٦٧

ومن تغييرات الشّيعة - شيء عجاب عند أولي الألباب، مع ذكره لها قبل خمسين ورقة في أجوبة الطوسي، من حديث الترمذي المذكور، وقد صرّح الترمذي بحسنه وهو صحيح على شرطه. وكتابه من كتب كان مؤلّفوها - كما قال صاحب القرة في الحجة - معروفين بالوثوق والعدالة والحفظ والتبحّر في فنون الحديث، ولم يرضوا في كتبهم هذه بالتساهل فيما اشترطوا على أنفسهم، فتلقّاها من بَعدِهم بالقبول. إلى آخر ما قال. نسأل الله العافية »(١). .

ترجمة حسن زمان

وهذا الشيخ معاصر للسيّد صاحب العبقات، وقد وصفه السيّد بـ « الجهبذ المبجّل في عصره وأوانه، حسن الزمان، نادرة دهره وحسنة زمانه ».

__________________

(١). القول المستحسن في فخر الحسن: ٢١٤.

٢٦٨

وثاقة الأجلح

وردُّ القدح فيه بسبب تشيّعه

٢٦٩

٢٧٠

قوله

لأنّ في سنده الأجلح وهو شيعي متّهم في روايته.

أقول

هذا الكلام مخدوش بوجوه عديدة، ومنقوض بنقوض سديدة:

١ - توثيق يحيى بن معين

لقد وثّقه إمام المنقّدين يحيى بن معين، قال المزّي: « قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ثقة»(١). وقال ابن حجر: « قال ابن معين: صالح وقال مرةً: ثقة. وقال مرة: ليس به بأس »(٢). .

ترجمة يحيى بن معين

ولنذكر بعض الكلمات في مناقب يحيى بن معين ومحامده، لئلّا يرتاب في سقوط التشكيك في وثاقة الأجلح بعد توثيق يحيى بن معين له:

__________________

(١). تهذيب الكمال بترجمة الأجلح ٣١ / ٥٤٩.

(٢). تهذيب التهذيب - ترجمة الأجلح ١ / ١٦٦.

٢٧١

قالالسمعاني: « أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام المريّ، مرّة غطفان، من أهل بغداد. كان إماماً ربّانيّاً عالماً حافظاً ثبتاً متقناً، مرجوعاً إليه في الجرح والتعديل

روى عنه من رفقائه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو داود السجستاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.

وانتهى علم العلماء إليه، حتى قال أحمد بن حنبل: هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن، يظهر كذب الكذابين. يعني: يحيى بن معين. وقال علي بن المديني: لا نعلم أحداً من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. قال أبو حاتم الرّازي: إذا رأيت البغدادي يحبّ أحمد بن حنبل فاعلم أنّه صاحب سنّة. وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذّاب.

وكانت ولادته في خلافة أبي جعفر سنة ١٥٨ في آخرها ومات لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة ٢٣٣ »(١). .

وقد فصّلنا الكلام في ترجمة يحيى بن معين في مجلّد ( حديث مدينة العلم ).

٢ - توثيق أحمد بن حنبل

وقال أحمد بن حنبل في توثيق الأجلح: « ما أقرب الأجلح من فطر بن الخليفة » روى ذلك: المزّي، وابن حجر العسقلاني. بترجمة الأجلح، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه(٢). .

ولا ريب في أنّ « فطر بن خليفة » ثقة عند أحمد بن حنبل قال

__________________

(١). الأنساب - المري ١٢ / ٢١٦ - ٢١٧.

(٢). تهذيب الكمال ٢ / ٢٧٧ تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٢

الذّهبي:

« فطر بن خليفة المخزومي، مولاهم، الحناط، عن: أبي الطفيل، وعطاء الشيبي، ومولاه عمرو بن حريث الصحابي، وعن مجاهد، والشعبي، وخلق. وعنه: القطّان، ويحيى بن آدم، وقبيصة. وخلق. له نحو ستّين حديثاً، وهو شيعي جلد صدوق، وثّقه أحمد وابن معين. مات سنة ١٥٣»(١). .

وقال ابن حجر: « قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ثقة صالح الحديث »(٢). .

فيكون الأجلح ثقة عند أحمد بن حنبل.

٣ - توثيق الفلّاس

وهو عند عمرو بن علي الفلاس مستقيم الحديث، صدوق، فقد ذكر ابن حجر العسقلاني بترجمته: « وقال عمرو بن علي: مات سنة ١٤٥ أوّل السنة، وهو رجل من بجيلة، مستقيم الحديث، صدوق. قلت: ليس هو من بجيلة »(٣). .

ترجمة الفلاس

والفلّاس من أكابر أئمّة المسلمين الأعلام، وهذه نبذة من كلماتهم بترجمته:

١ - السمعاني: « أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن الكُنَيز السقّاء الفلّاس

__________________

(١). الكاشف ٢ / ٣٣٢ ترجمة فطر.

(٢). تهذيب التهذيب ٨ / ٢٧١ ترجمة فطر.

(٣). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٣

- ذكرته في الفاء - كان أحد أئمّة المسلمين، من أهل البصرة، قدم أصبهان سنة ستّ عشرة وأربع وعشرين، وست وثلاثين ومائتين، وحدّث بها. روى عنه: عفان بن مسلم، وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال: ذاك من فرسان الحديث. وقال حجّاج بن الشاعر: لا يبالي أن يأخذ من عمرو بن علي من حفظه أو من كتابه. وكان أبو مسعود الرازي يقول: لا أعلم أحداً قدم هاهنا أتقن من أبي حفص »(١). .

٢ - الذهبي: « الحافظ الإِمام الثبت، أبو حفص، الباهلي البصري الصيرفي، الفلّاس، أحد الأعلام. مولده بعد الستين ومائة. سمع: يزيد زريع، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمّي، وسفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وطبقتهم، فأكثر وأتقن، وجوّد وأحسن.

حدّث عنه: الستّة، والنسائي أيضاً بواسطة، وعفّان وهو من شيوخه، وأبو زرعة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وأبو روق الهزاني، واُممٌ سواهم.

قال النسائي: ثقة حافظ صاحب حديث. وقال أبو حاتم: كان أوثق من علي بن المديني. وقال عبّاس العنبري: ما تعلّمت الحديث إلّا منه. وقال حجّاج بن شاعر: عمرو بن علي لا يبالي أحدّث من حفظه أو من كتابه. وقال أبو زرعة: ذاك من فرسان الحديث، لم نر بالبصرة أحفظ منه ومن ابن المديني والشاذكوني.

قال الفلّاس: حضرت مجلس حمّاد بن زيد وأنا صبيّ وضيء، فأخذ رجل بخدّي ففررت فلم أعد.

وقال ابن اشكاب: ما رأيت مثل الفلاس، وكان يحسن كلّ شيء.

وعنه قال: ما كنت فلّاساً قط »(٢). .

__________________

(١). الأنساب ٧٠ / ٩٠.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٨٧.

٢٧٤

وترجم له في ( سير أعلام النبلاء ) فوصفه بـ « الحافظ الإِمام المجوّد الناقد » ثم أورد الكلمات في حقّه(١). .

وكذا في ( العبر ) بعد أنْ وصفه بـ « الحافظ أحد الأعلام »(٢). .

٣ - وكذا ترجم له كلّ من اليافعي(٣). وابن حجر(٤). والسّيوطي(٥). .

٤ - توثيق العجلي

ووثّقه أحمد بن عبد الله العجلي، فقد ذكر المزّي: « قال أحمد بن عبد الله العجلي: كوفي ثقة»(٦). . وقال ابن حجر: « قال العجلي: كوفي ثقة »(٧). وقال السّيوطي بعد تكلّم ابن الجوزي في الأجلح: « قلت: روى له الأربعة، ووثّقه ابن معين والعجلي »(٨). .

ترجمة العجلي

والعجلي أيضاً من كبار الأئمّة الحفّاظ، المرجوع إليهم في الجرح والتعديل:

١ - السمعاني: « أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٧٠.

(٢). العبر - حوادث ٢٤٩.

(٣). مرآة الجنان - حوادث ٢٤٩.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٧٥.

(٥). طبقات الحفّاظ: ٢١٤.

(٦). تهذيب الكمال ٢ / ١٧٧.

(٧). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

(٨). اللآلي المصنوعة ١ / ٣٢٢.

٢٧٥

العجلي، كوفي الأصل، نشأ ببغداد، وسمع بها وبالكوفة والبصرة وكان حافظاً ديّناً صالحاً، إنتقل إلى بلاد المغرب فسكن اطرابلس، وانتشر حديثه هناك. روى عنه ابنه أبو مسلم صالح، وذكر أنه سمع منه في سنة ٢٥٧. وكان يشبّه بأحمد بن حنبل، وكان خروجه إلى المغرب أيّام محنة أحمد بن حنبل. وكانت ولادته بالكوفة سنة ١٨٢. ومات في سنة ٢٦١ وقبره بأعلى الساحل باطرابلس، وقبر ابنه صالح إلى جنبه »(١). .

٢ - الذّهبي: « العجلي، الإِمام الحافظ القدوة حدّث عنه ولده صالح بمصنّفه في الجرح والتعديل، وهو كتاب مفيد يدلّ على سعة حفظه. ذكره عباس الدوري فقال: كنا نعدّه مثل أحمد ويحيى بن معين »(٢). .

وكذا في ( العبر ) وذكر كلمة الدوري(٣). .

وفي ( سير أعلام النبلاء ) وصفه: « الإِمام الحافظ الناقد الأوحد الزاهد » وذكر كتابه في الجرح والتعديل ومدحه، ثم ذكر بعض الكلمات في حق العجلي والثناء عليه من الأكابر(٤). .

٥ - توثيق الفسوي

ووثّقه يعقوب بن سفيان الفسوي بصراحة وإنْ ناقض نفسه فليّن حديثه قال ابن حجر: « قال يعقوب بن سفيان: ثقةٌ حديثه ليّن »(٥). .

__________________

(١). الأنساب - الاطرابلسي ١ / ٣٠٤.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٦٠ / ٥٨٢.

(٣). العبر - حوادث ٢٦١.

(٤). سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٥.

(٥). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦ ترجمة الأجلح.

٢٧٦

ترجمة الفسوي

والفسوي من أكابر الأئمة المعتمدين لدى القوم:

١ - السمعاني: « الفسوي. بفتح الفاء والسين، وهذه النّسبة إلى فسا، وهي بلدة من بلاد فارس، خرج منها جماعة من العلماء والرحالين، منهم: أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي الفارسي. كان من الأئمة الكبار، ممّن جمع ورحل من الشرق إلى الغرب، وصنّف وأكثر، مع الورع والنسك والصّلابة في السنّة.

رحل إلى: العراق، والحجاز، والشام، والجزائر، وديار مصر. وكتب عن عبيد الله بن موسى. روى عنه: أبو محمد ابن درستويه النحوي.

مات في رجب الثالث والعشرون منه، من سنة ٢٧٧ »(١). .

٢ - الذهبي: « الفسوي الحافظ الإِمام الحجة عنه: الترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن أبي حاتم، ومحمد بن حمزة بن عمار، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وآخرون. وبقي في الرحلة ثلاثين سنة.

قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا من نبلاء الرّجال يعقوب بن سفيان، يعجز أهل العراق أن يروا مثله

وقيل: كان يتكلّم في عثمان -رضي‌الله‌عنه - ولم يصح »(٢). .

وفي ( العبر ): « الإِمام يعقوب بن سفيان الحافظ، أحد أركان الحديث، وصاحب المشيخة والتاريخ »(٣). .

__________________

(١). الأنساب - الفسوي ٩ / ٣٠٥.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٨٢.

(٣). العبر - حوادث ٢٧٧.

٢٧٧

وفي ( سير أعلام النبلاء ): « الفسوي الإِمام الحافظ الحجة الرحال، محدّث إقليم فارس ...»(١). .

٦ - توثيق ابن عدي

ووصفه ابن عدي صاحب ( الكامل ) الكتاب الشهير في الجرح والتعديل، بالصدّق، والاستقامة في الحديث، وأضاف أنّه لم ير له حديثاً منكرا مطلقاً فقد قال المزي بترجمة الأجلح:

« قال أحمد بن عدي: له أحاديث صالحة، يوري عنه الكوفيّون وغيرهم، فلم أجد له حديثاً منكراً متجاوزاً للحد لا إسناداً ولا متناً، إلّا أنّه يعدّ في شيعة الكوفة وهو عندي مستقيم الحديث»(٢). .

وقال ابن حجر: « قال ابن عدي: له أحاديث صالحة، ويروي عنه الكوفيّون وغيرهم، ولم أر له حديثاً منكراً مجاوزاً للحد لا إسناداً ولا متناً، إلّا أنّه يعدّ في شيعة الكوفة، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق. وقال شريك عن الأجلح: إنّه ما سبّ أبا بكر وعمر أحد إلّا مات قتلاً أو فقراً»(٣). .

ترجمة ابن عدي

وابن عدي من أئمّة أهل الجرح والتعديل المرجوع إليهم عندهم:

١ - الذهبي: « ابن عدي، الإِمام الحافظ الكبير، أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجرجاني، ويعرف أيضاً بابن القطّان، صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل، كان أحد الأعلام

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨٠.

(٢). تهذيب الكمال ٢ / ٢٧٨.

(٣). تهذيب التهذيب ١ / ١٦٦.

٢٧٨

عنه: أبو العباس ابن عقدة شيخه، وأبو سعد الماليني، والحسن بن رامين، ومحمد بن عبد الله بن عبد كويه، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو الحسين أحمد بن العالي، وآخرون.

وهو المصنّف في الكلام على الرجال، عارف بالعلل.

قال أبو القاسم ابن عساكر: كان ثقة على لحنٍ فيه.

قال حمزة السهمي: سألت الدار قطني أنْ يصنّف كتاباً في الضعفاء.

فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي؟ فقلت: بلى. فقال: فيه كفاية لا يزاد عليه.

قلت: قد صنّف ابن عدي على أبواب مختصر المزني كتاباً سمّاه الإِنتصار.

قال حمزة السهمي: كان حافظاً متقنا لم يكن في زمانه أحد مثله، تفرّد برواية أحاديث، وبه منها لا بنيه عدي وأبي زرعة، وتفرّدا بها عنه.

قال الخليلي: كان عديم النظير حفظا وجلالة، سألت عبد الله بن محمد الحافظ أيهما أحفظ؟ ابن عدي؟ ابن عدي أو ابن قانع فقال: زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي ابن قانع.

قال الخليلي: وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول: لم أر أحدا مثل أحمد الحاكم، وقد قال لي كان حفظ هؤلاء تكلّفا وحفظ ابن عدي طبعا. زاد معجمه على ألف شيخ.

قال حمزة بن يوسف: توفي أبو أحمد في جمادى الآخرة سنة خمس وستين، وصلّى عليه الإِمام أبو بكر الإِسماعيلي »(١). .

٢ - ابن الأثير: « فيها توفي أبو أحمد ابن عدي الجرجاني، في جمادى

__________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٣ / ٩٤٠.

٢٧٩

الآخرة، وهو إمام مشهور »(١). .

٣ - اليافعي: « فيها الحافظ الكبير أبو أحمد، عبد الله بن محمد القطّان الجرجاني، مصنف الكامل في الجرح »(٢). .

٤ - السيوطي: « ابن عدي، الإِمام الحافظ الكبير صاحب الكامل في الجرح والتعديل، أحد الأعلام »(٣). .

٥ - المناوي: « هو أبو أحمد عبد الله الجرجاني، أحد الحفّاظ الأعيان الذين طافوا البلاد وهجروا الوساد وواصلوا السهاد وقطعوا المعتاد، طالبين للعلم، روى عن الجمحي وغيره. وعنه: أبو حامد الإسفرايني، وأبو سعيد الماليني. قال البيهقي: حافظ متقن لم يكن في زمنه مثله. وقال ابن عساكر: ثقة على لحنٍ فيه. مات سنة ٣٦٥ عن ثمان وثمانين.

وفي كتاب الكامل، الّذي ألّفه في معرفة الضعفاء، وهو أصل من الاُصول المعوّل عليها والمرجوع إليها، طابق اسمه معناه، ووافق لفظه فحواه، من عينه انتجع المنتجعون، وبشهادته حكم الحاكمون، وإلى ما قاله رجع المتقدّمون والمتأخّرون »(٤). .

٧ - تصحيح الحاكم حديثه وتأكيده ذلك

وقال الحاكم:

« حدّثنا أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ أبو المثنى، ثنا مسدّد، ثنا يحيى القطان، عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن الخليل، عن زيد بن أرقم قال: كنت

__________________

(١). الكامل في التاريخ - حوادث سنة ٣٥٥.

(٢). مرآة الجنان - حوادث سنة ٣٥٥.

(٣). طبقات الحفّاظ: ٣٨٠.

(٤). فيض القدير - شرح الجامع الصغير - بيان رموز الكتاب ١ / ٢٩.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347