نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٤

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار22%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 347

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 347 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 286544 / تحميل: 6654
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ترجمته:

وهو: جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم الأنصاري الإِفريقي المتوفى سنة ٧١١، كان أديباً لغوياً فاضلاً ترجمنا له في قسم ( حديث الثقلين ) عن:

١ - الوافي بالوفيات ٥ / ٥٤.

٢ - فوات الوفيات ٤ / ٣٩.

٣ - الدرر الكامنة ٤ / ٢٦٢.

٤ - بغية الوعاة ١٠٦ / ١٠٧.

(٣٥)

رواية الحموئي

رواه بسنده عن أبي ذر كما عرفت فيما سبق، وعن ابن عباس كما ستعرف وعن أبي سعيد الخدري حيث قال: « أخبرني الشيخ الصالح كمال الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي الجويني - فيما كتب إليَّ وأجاز لي في روايته في ذي الحجة سنة أربع وستين وستمائة - قال: أنبأنا الامام جمال الدين أبو الفضل جمال ابن معين الطبري قال: أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد المستملي، أنبأنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المذكّر بهرات قال: أنبأنا إسماعيل بن زاهر البوقاني في كتابه قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الاصفهاني قال: نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: نبأنا محمد بن عبد العزيز الكلابي قال: أنبأنا عبد الرحمن بن حماد المقري عن أبي سلمة الصائغ عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب

٦١

حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له »(١) .

ترجمته:

وهو: صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد بن المؤيد الحموئي المتوفى سنة ٧٢٢، شيخ خراسان في وقته كما وصفه الذهبي، وترجم له الأسنوي في طبقاته، وابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ١ / ٦٧. وقد ترجمنا له في بعض مجلّدات الكتاب.

(٣٦)

رواية شهاب الدين الحلبي

لقد أثبت حديث السفينة في التقليد الذي كتبه من قبل السلطان محمد بن قلاوون باسم ولده أحمد، فقد جاء فيه بعد ذكر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « صلّى الله عليه وعلى آله سفن النجاة، المؤمنين من المخاوف، المنقذين من المهالك ».

وقد أورد القلقشندي نصّ هذا التقليد في ( صبح الأعشى في صناعة الانشا ).

ترجمته:

وهو: شهاب الدين محمود بن سليمان بن فهد بن محمود الحلبي المتوفى سنة ٧٢٥، وكان أديباً كبيراً، إستمر في دواوين الانشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً، وكان شيخ صناعة الانشاء في عصره، وله تصانيف منها: حسن التوسل إلى

___________________

(١). فرائد السمطين ٢ / ٢٤٢.

٦٢

صناعة الترسل، وذيل الكامل لابن الأثير. وتوجد ترجمته في:

١ - الدرر الكامنة ٤ / ٣٢٤.

٢ - فوات الوفيات ٢ / ٢٨٦.

٣ - تاريخ ابن كثير ١٤ / ١٢٠.

٤ - النجوم الزاهرة ٩ / ٢٦٤.

(٣٧)

رواية نظام الدين النيسابوري

أورده بتفسير آيه المودة قائلاً: « قال بعض المذكّرين: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق »(١) .

ترجمته:

وهو: نظام الدين الحسن بن محمد بن الحسين المعروف بالنظام الأعرج، صاحب التفسير المشهور باسمه، كان حيّاً سنة ٧٢٨(٢) . وقد ذكرنا ترجمته في قسم ( حديث الغدير ) كما سيأتي.

___________________

(١). غرائب القرآن ٢٥ / ٢٨.

(٢). في معجم المؤلفين: ٨٢٨. وفي الأعلام: توفي بعد ٨٥٠.

٦٣

(٣٨)

رواية الخطيب التبريزي

رواه في كتابه ( مشكاة المصابيح ) في باب مناقب أهل البيتعليهم‌السلام ، كما تقدّم ويأتي.

ترجمته:

وهو: ولي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي. كان حيّاً سنة ٧٤٠، وقد ذكرنا جانباً من ترجمته وعظمة كتابه في قسم ( حديث الطير ).

(٣٩)

رواية الطيبي

رواه في شرح المشكاة شارحاً إياه بقوله:

« قوله: وهو آخذ بباب الكعبة. أراد الراوي بهذا مزيد توكيد لإِثبات هذا، وكذا أبوذر اهتم بشأن روايته، فأورده في هذا المقام على رؤوس الأنام ليتمسكوا به، وفي رواية له بقوله: من عرفني فأنا من قد عرفني، ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: « ألا إن مثل أهل بيتي الحديث أراد بقوله فأنا أبوذر المشهور بصدق اللهجة وثقة الرواية، وأنه هذا حديث صحيح لا مجال للرد فيه، وهذا تلميح إلى ما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ما أظلّت الخضراء ولا

٦٤

أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر، وفي رواية أبي ذر: من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه عيسى بن مريم. فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله أفتعرف ذلك؟ قال: ذلك فاعرفوه. أخرجه الترمذي وحسّنه الصغاني في كشف الحجاب.

شبه الدنيا بما فيها من الكفر والضلالات والبدع والأهواء الزائغة ببحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، وقد أحاط بأكنافه وأطرافه الارض كلّها، وليس فيها خلاص ومناص إلّا تلك السفينة، وهي محبة أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

ترجمته:

وهو: شرف الدين حسن بن محمد الطيبي المتوفى سنة ٧٤٣. وصفه الحافظ ابن حجر بالامام المشهور، كان آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن(٢) .

وقد ذكرنا ترجمة له في قسم ( حديث الثقلين ) عن:

١ - طبقات المفسرين ١ / ١٤٣.

٢ - بغية الوعاة ٢٢٨.

٣ - البدر الطالع ١ / ٢٢٩.

٤ - التاج المكلل ٣٧٣.

___________________

(١). الكاشف - مخطوط.

(٢). الدرر الكامنة ٢ / ٦٨.

٦٥

(٤٠)

رواية الزرندي

رواه عن أبي الطفيل عن أبي ذر تحت عنوان « ذكر وصاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهل بيته وفضل مودتهم، وأن محبتهم من الإِيمان بالله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: « وعن أبي الطفيل: إنه رأى أباذر قائماً وهو ينادي: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب، ألا وأنا أبوذر، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وإن مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة »(١) .

وقد ذكر في سياق صفات أمير المؤمنينعليه‌السلام وفضائله:

« هو النبأ العظيم وفلك نوح

وباب الله وانقطع الخطاب »(٢)

ترجمته:

وهو: محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي المدني الأنصاري، المتوفى سنة بضع وخمسين وسبعمائة، من فقهاء الحنفية ومن المحدّثين الكبار، ترجم له الحافظ ابن حجر العسقلاني(٣) ، له كتب منها: ( نظم درر السمطين ) نقل عنه واعتمد عليه الحفاظ وأئمة الحديث كالكرماني والسمهودي وغيرهما في كتبهم.

___________________

(١). نظم درر السمطين ٢٣٥.

(٢). نظم درر السمطين ٧٨.

(٣). الدرر الكامنة ٤ / ٢٩٥.

٦٦

(٤١)

رواية الهمداني

رواه عن سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال: « وعن عليعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من تعلّق بها نجا، ومن تخلّف عنها زخ في النار »(١) .

و عن أبي ذررضي‌الله‌عنه بقوله: « عن أبي ذررضي‌الله‌عنه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(٢) .

ترجمته:

وهو: السيد علي شهاب الدين الهمداني المتوفى سنة ٧٨٦ من مشاهير علماء أهل السنة وعرفائهم، ومن الفقهاء الحنفية، ذكرنا مصادر ترجمته في ( قسم حديث الثقلين ) ومنها:

١ - كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار للكفوي.

٢ - نفحات الأُنس في حضرات القدس للجامي ٤٤٧.

٣ - الانتباه إلى سلاسل أولياء الله لولي الله الدهلوي.

٤ - السمط المجيد للقشاشي.

وترجم له صاحب نزهة الخواطر مثنياً عليه(٣) .

___________________

(١). المودة في القربى - المودة الثانية.

(٢). المودة في القربى - المودة الثانية عشرة.

(٣). نزهة الخواطر ٢ / ٨٧.

٦٧

(٤٢)

رواية نور الدين الهيثمي

رواه بقوله: « وعن أبي ذر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كمن قاتل مع الدجال.

رواه البزار والطبراني في الثلاثة وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجفري، وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر. وهما متروكان.

و عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

رواه البزار والطبراني. وفيه: الحسن بن أبي جعفر وهو متروك.

وعن عبد الله بن الزبير أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق.

رواه البزار ، وفيه ابن لهيعة وهو ليّن.

و عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وانما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.

رواه الطبراني في الصغير والاوسط. وفيه جماعة لم أعرفهم »(١) .

___________________

(١). معجم الزوائد ومنبع الفوائد ٩ / ١٦٨.

وأقول: أما « الحسن بن أبي جعفر الجفري » فقد روى عنه: أبو داود الطيالسي، وابن مهدي، ويزيد بن زريع، وعثمان بن مطر، ومسلم بن إبراهيم، وجماعة غيرهم من مشاهير الرواة والأئمة، وروايتهم عنه تدل على جلالته، بالاضافة إلى أن: مسلم بن إبراهيم قال: كان من خيار الناس.

٦٨

___________________

وقال عمرو بن علي: صدوق. وقال أبوبكر بن أبي الأسود: ترك ابن مهدي حديثه ثم حدّث عنه وقال: ما كان لي حجة عند ربي. وقال ابن عدي: والحسن بن أبي جعفر أحاديثه صالحة وهو يروي الغرائب، وهو عندي ممن لا يتعمّد الكذب وهو صدوق. وقال ابن حبان: من خيار عباد الله الخشن، وكان من المتعبدين المجابين الدعوة. أنظر: تهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٠.

فهذه كلمات عدة من أئمة الجرح والتعديل، والعمدة كونه صدوقاً من خيار الناس، لكن بعضهم قدحه لروايته الغرائب ووقوع الوهم في رواياته، ومن الواضح لدى أهل العلم المنصفين أن ذلك لا يوجب القدح والترك.

وأما « عبد الله بن داهر » فقد عرفته في جواب قدح ابن الجوزي في حديث الثقلين.

وأما « عبد الله بن لهيعة » فقد روى عنه كبار الأئمة من المتقدمين كالثوري، والشعبي، والأوزاعي، والليث بن سعد، وابن المبارك. وقال أبو داود عن أحمد: ومن كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟

وعن الثوري: عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع وحججت حجّاً لألقى ابن لهيعة. وقال أبو الطاهر بن السرح: سمعت ابن وهب يقول: حدثني والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة. وقال يعقوب بن سفيان: سمعت أحمد بن صالح - وكان من خيار المتقنين - يثني عليه.

وعنه أيضاً، ابن لهيعة صحيح الكتاب، وإنما كا أخرج كتبه، فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاءاً، فمن ضبط كان حديثه حسناً، إلّا أنه كان يحضر من لا يحسن ولا يضبط ولا يصحح، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتاباً، ولم ير له كتاب، وكان من أراد السماع منه استنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأ عليه، فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح، ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير.

وعن ابن معين: قد كتبت حديث ابن لهيعة وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات.

وقال الحاكم: استشهد به مسلم في موضعين. وحكى ابن عبد البر: أن الذي وقع في الموطأ عن مالك عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في العريان هو: ابن لهيعة.

وقال ابن شاهين قال أحمد بن صالح: ابن لهيعة ثقة، وما روى عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط.

وقال مسعود عن الحاكم: لم يقصد الكذب وإنما حدّث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ.

وقال ابن عدي: حديثه كأنه نسيان، وهو ممن يكتب حديثه.

انظر: تهذيب التهذيب ٥ / ٢٧٣.

وهذا القدر كاف لنا للاحتجاج بما رواه.

٦٩

ترجمته:

هو: نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي القاهري الشافعي الحافظ المتوفى سنة ٨٠٧، وصفه الحافظ السخاوي بالحافظ وقال: « كان عجباً في الدّين والتقوى والزهد، فنقل الثناء عليه عن عدة من الأعلام كالحافظ ابن حجر، ثم قال: والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جدّاً، بل هو في ذلك كلمة اتفاق »(١) .

وكذا وصفه الحافظ السيوطي وعدّه في من كان بمصر من حفاظ الحديث ونقّاده(٢) . وترجم له وأثنى عليه القاضي الشوكاني(٣) .

(٤٣)

رواية الشريف الجرجاني

رواه في ( حاشية المشكاة ) حيث شرحه قائلاً: « قوله: سمعت النبي.

الخ. وفي رواية قال: من عرفني، فأنا من عرفني، ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . إلخ. كان مشهوراً بصدق اللهجة، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر ».

ترجمته:

وهو: السيد علي بن محمد الجرجاني، المعروف بالشريف الجرجاني، المتوفى

___________________

(١). الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠.

(٢). حسن المحاضرة ١ / ٣٦٢.

(٣). البدر الطالع ١ / ٤٤.

٧٠

سنة ٨١٦، من كبار العلماء في المعقول والمنقول، له نحو خمسين مصنفاً، وقد ترجمنا له في بعض المجلدات، ومن مصادر ترجمته:

١ - الفوائد البهيّة في تراجم الحنفيّة ١٢٥.

٢ - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٥ / ٣٢٨.

(٤٤)

رواية القلقشندي

والقلقشندي أورد هذا الحديث الشريف في موضعين من كتابه ( صبح الأعشى في صناعة الانشا ).

ترجمته:

وهو: أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري المتوفى سنة ٨٢١، وكان أديباً مؤرخاً متفنناً، إشتهر بكتابه ( صبح الأعشى ) وهو أفضل تصانيفه، لكونه جامعاً بين الأدب والتاريخ ووصف البلدان والممالك ونحو ذلك. وله أيضاً: نهاية الارب في معرفة أنساب العرب.

له ترجمة في الضوء اللامع ٢ / ٨. وغيره.

(٤٥)

رواية خواجه بارسا

رواه في كتاب ( فصل الخطاب في سير النبي والآل والأصحاب ) نقلاً عن

٧١

تفسير الرازي قال: « وسمعت بعض المذكّرين يقول: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من ركب فيها نجا ».

ترجمته:

وهو: محمد بن محمد بن محمود الحافظي البخاري، المعروف بخاجا بارسا المتوفى سنة ٨٢٢، ولد سنة ٧٥٦، وقرأ العلوم على علماء عصره فبهر على أقرانه في دهره، وحصّل الفروع والأصول وبرع في المعقول والمنقول وهو شاب، مدحه وأثنى عليه الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ) والجامي في ( نفحات الأنس في حضرات القدس ٣٩٢ ) وترجم له صاحب ( حبيب السير ) وغيره.

(٤٦)

رواية ابن حجة الحموي

وذلك حيث ضمّن هذا الحديث في العهد الذي كتبه من قبل المستعين بالله العباس باسم مظفر شاه، إذ جاء فيه: « نحمده حمد من علم أن آل هذا البيت الشريف كسفينة نوح وتعلق بهم فنجا ».

وقد ورد هذا العهد في ( صبح الأعشى في صناعة الإِنشاء ).

ترجمته:

وهو: أبوبكر بن علي بن عبد الله الحموي الأزراري تقي الدين، ابن حجة المتوفى سنة ٨٣٧. إمام أهل الأدب في عصره، وكان شاعراً جيّد الإِنشاء. له

٧٢

تصانيف منها: خزانة الأدب، ثمرات الأوراق، وغير ذلك. وتوجد ترجمته في:

١ - الضوء اللامع ١١ / ٥٣.

٢ - شذرات الذهب ٧ / ٢١٩.

(٤٧)

رواية ملك العلماء الهندي

و رواه ملك العلماء شهاب الدين الهندي عن ( شرف النبوة ) و ( المشكاة ):

« روى أحمد عن أبي ذر أنه قال آخذاً بثياب الكعبة: سمعتصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: ألا مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، فمن ركبها نجا ومن زاغ عنها هلك.

لأن من كان في البحر فالسفينة شرط النجاة.

وفي التشريح: ونوحعليه‌السلام لن يخرق السفينة، ولا يعيبها أحد من الملاحين، والسفينة إن صلح حالها صلح حال نوح، وإن غرقت دلت على عدم النجاة، وقد أمر بركوب السفينة لنجاتها وأهلها.

والمراد من هذا الحديث نجاة المتشبثين بأهله وعترته، ليفوزوا برضوانه وجنته.

وفي التشريح عند ذكر هذا الحديث: والمأمور بمتابعته لا يصير تبعاً حتى يتبعه، والمندوب إلى إمامته لا يصير مأموماً حتى يوافقه، فعلم كلّ عالم وفعل كلّ مؤمن دلّ على مخالفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو زندقة وشيطنة »(١) .

___________________

(١). هداية السعداء - مخطوط. الجلوة الثالثة من الهداية الثانية. ورواه في مواضع أخر من الكتاب المذكور.

٧٣

ترجمته:

وهو: شهاب الدين بن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي، الملقب بملك العلماء، المتوفى سنة ٨٤٩ قال عبد الحق الدهلوي - من كبار علماء الهند، وناشر علم الحديث لأهل السنة في تلك البلاد -: « أوصافه أشهر من أن تذكر » وذكره البلجرامي في ( سبحة المرجان في آثار هندوستان ١٣٩ ) وأثنى عليه، وكذا صاحب ( نزهة الخواطر ) حيث وصفه بأوصاف جميلة(١) .

(٤٨)

رواية ابن الصباغ المالكي

رواه عن رافع مولى أبي ذر، عن أبي ذر حيث قال: « تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبّيهم: عن رافع مولى أبي ذر قال: صعد أبوذر على عتبة باب الكعبة وأخذ بحلقة الباب وأسند ظهره إليه وقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنه زجّ في النار. و سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: اجعلوا أهل بيتكم منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلّا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلّا بالعينين »(٢) .

___________________

(١). نزهة الخواطر ٣ / ١٩.

(٢). الفصول المهمة في معرفة الأئمة ص ٨.

٧٤

ترجمته:

وهو: نور الدين علي بن محمد بن أحمد، المعروف بابن الصباغ، المالكي المكي المتوفى سنة ٨٥٥، كان من الفقهاء المالكية، ومن العلماء المعتمدين، ترجم له الحافظ السخاوي وأثنى عليه وقال: أجاز لي(١) . وكتابه ( الفصول المهمة ) من المصادر المعتبرة عندهم، فقد نقل عنه الأعلام كالحلبي صاحب السيرة والسمهودي في جواهر العقدين وكثير ممن ألف في فضائل أهل البيت كالصبان والحمزاوي والشبلنجي.

(٤٩)

رواية الميبدي

روى حديث السفينة في شرحه على ديوان أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن أحمد عن أبي ذر الغفاري، باللفظ المتقدم عن أحمد سابقاً(٢) .

ترجمته:

وهو: كمال الدين حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي، كان حيّاً سنة ٨٩٠، له شرح الديوان المنسوب الى أمير المؤمنينعليه‌السلام . وله غيره من المؤلفات ذكرها صاحب هدية العارفين ١ / ٣١٦. وأرخ وفاته بسنة ٩١٠ وترجم له في الأعلام ٢ / ٢٦٠ وقد أوردنا ترجمته في بعض المجلدات.

___________________

(١). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٥ / ٢٨٣.

(٢). الفواتح في شرح ديوان امير المؤمنين ١١٣.

٧٥

(٥٠)

رواية الهروي

رواه في كتابه ( أساس الاقتباس ) بقوله: « الأحاديث - مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(١) .

ترجمته:

وهو: إختيار الدين بن غياث الدين الحسيني الهروي(٢) . كان عالماً أديباً له كتب منها: أساس الاقتباس. له ترجمة في:

١ - هدية العارفين ١ / ٣١٧.

٢ - الأعلام ٢ / ٢٥١.

(٥١)

رواة الصفوري

رواه في باب مناقب سيدتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام قائلاً: « وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تخلّف عنها زج في النار »(٣) .

___________________

(١). اساس الاقتباس - الكلمة الرابعة للافتتاح بعد ذكر الآيات.

(٢). في بعض التراجم اسمه: حسين. وتاريخ وفاته سنة ٩٢٨.

(٣). نزهة المجالس ومنتخب النفائس ٢ / ٢٢٢.

٧٦

ترجمته:

وهو: عبد الرحمن بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عثمان الصفوري الشافعي المتوفى سنة ٨٩٤. كان أديباً مؤرّخاً محدّثاً مؤلّفاً، له: المحاسن المجتمعة في الخلفاء الأربعة، وقد ذكر كاشف الظنون ١٩٤٧ كتابه ( نزهة المجالس ).

(٥٢)

رواية الكيلاني

روى حديث السفينة في كتابه ( مناظر الإِنشاء ) في مبحث الشبه، في قسم ما يكون فيه الشبه والمشبّه به حسيّين ووجه الشبه بينهما عقلي، فذكر الحديث ثم قال ما تعريبه: « شبّه أهل البيت بسفينة نوح وكلاهما حسيّ، ووجه ما شبه ما بينهما وهو السببية لحصول النجاة عقلي ».

(٥٣)

رواية السخاوي

رواه تحت عنوان « باب الأمان ببقائهم والنجاة في اقتفائهم » رواه عن جماعة من كبار الرواة والأئمة الحفّاظ بألفاظٍ مختلفة، عن جماعة من مشاهير الصحابة.

وهذا نص روايته:

« وعن أبي إسحاق السبيعي عن حنش بن المعتمر الصنعاني عن أبي ذررضي‌الله‌عنه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أهل بيتي فيكم مثل

٧٧

سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومثل حطة لبني إسرائيل. أخرجه الحاكم من وجهين عن أبي إسحاق هذا لفظ أحدهما، و لفظ الآخر: ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، وذكره دون قوله: ومثل حطة إلى آخره، وكذا هو عند أبي يعلي في مسنده.

وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط والصغير من طريق الأعمش عن أبي إسحاق وقال: إن عبد الله بن عبد القدوس تفرّد به عن الأعمش، ورواه عن الأوسط أيضاً من طريق الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي إسحاق، ومن طريق سماك بن حرب عن حنش.

و أخرجه أبو يعلي أيضاً من حديث أبي الطفيل عن أبي ذررضي‌الله‌عنه بلفظ: إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وإن مثل أهل بيتي مثل باب حطة، وأخرجه البزار من طريق سعيد بن المسيب عن أبي ذر نحوه.

و عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وأخرجه الطبراني وأبو نعيم في الحلية والبزار وغيرهم.

وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق. رواه البزار.

و عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه : سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له، رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وبعض هذه الطرق يقوّي بعضاً»(١) .

___________________

(١). استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط - الباب السادس.

٧٨

ترجمته:

وهو: شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة ٩٠٢، وكان من كبار علماء أهل السنة، حافظاً في الحديث وحجة في التاريخ والأدب والرجال، له مؤلفات كثيرة في العلوم المذكورة وغيرها، ومن أشهرها: الضوء اللامع، المقاصد الحسنة، شرح ألفية الحديث، التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة، إستجلاب ارتقاء الغرف بحبّ أقرباء الرسول ذوي الشرف

ترجم نفسه في الضوء اللامع ٨ / ٢ - ٣٢، وتوجد ترجمته أيضاً في:

١ - شذرات الذهب ٨ / ١٥.

٢ - الكواكب السائرة ١ / ٥٣.

٣ - النور السافر ١٦.

(٥٤)

رواية الكاشفي

أثبت حديث السفينة وأرسله إرسال المسلّم في مواضع من كتابه ( الرسالة العليّة في الأحاديث النبوية )(١) منها: هذا الشعر الذي أورده تحت عنوان فضيلة أهل البيت:

« هم الكلمات الطيّبات التي بها

يتاب على الخاطي فيحبى ويزلف

هم البركات النازلات على الورى

تعمّ جميع المسلمين وتكنف

___________________

(١). أنظر: ٣٣، ٣٧١.

٧٩

هم الباقيات الصالحات بذكرها

لذاكرها خير الثواب يضعّف

هم الحرم المأمون من أجل أهله

وأعداؤه من حوله يتخطّف

هم الوجه وجه الله والجنب جنبه

وهم فلك نوح خاب عنه المخلّف

ترجمته:

وهو: حسين بن علي الكاشفي المفسّر المحدّث الواعظ، له تفسيره: المواهب العلية، وكتاب: الرسالة العلية في الأحاديث النبوية وغيرهما من المؤلَّفات المفيدة، والتي اعتمد عليها القوم ونقلوا عنها. توفي سنة ٩١٠.

(٥٥)

رواية السيوطي

رواه في جملةٍ من كتبه:

ففي ( الدرر المنثور ): « وأخرج الحاكم عن أبي ذررحمه‌الله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(١) .

و في ( الجامع الصغير ): « إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك. ك‍ عن أبي ذر »(٢) .

و فيه: « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير، ك‍ عن أبي ذر »(٣) .

و في ( الخصائص الكبرى ): « وأخرج أبو يعلى والبزار والحاكم عن أبي ذر:

___________________

(١). الدر المنثور ٣ / ٣٣٤.

(٢). الجامع الصغير. شرح المناوي ٢ / ٥١٩.

(٣). المصدر نفسه ٥ / ٥١٧.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

وبالجملة، فهو أعظم علماء هذا التاريخ آثاراً، ومؤلّفاته غالبها متداولة كثير النفع، وللناس عليها تهافت زائد، ويتغالون في أثمانها، وأشهرها شرحاه على الجامع الصغير.

وتوفي صبيحة يوم الخميس ٢٣ من صفر سنة ١٠٣١ »(١). .

(٥٥)

رواية الشيخاني القادري

ورواه السيّد محمود بن محمّد بن علي الشيخاني القادري بقوله:

« أخرج أحمد عن عمرو بن شاس الأسلميرضي‌الله‌عنه - وهو من أصحاب الحديبيّة - قال: خرجت مع عليرضي‌الله‌عنه إلى اليمن، فجفاني في سفري، حتى وجدت في نفسي عليه، فلمـّا قدمت أظهرت شكايته في المسجد، حتى بلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في ناس من أصحابه، فلمـّا رآني أحدّ لي عينيه - يقول حدّد إليَّ النظر - حتى إذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني! قلت: أعوذ بالله أن اُوذيك يا رسول الله.

قال: بلى، من آذى عليّاً فقد آذاني.

وفي لفظٍ أخرجه ابن عبد البر: من أحبّ علياً فقد أحبّني ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن آذى عليّاً فقد آذاني.

وفي رواية: إن بريدة تكلّم في علي بما لا يحبّ رسول الله، وذلك أنّه أخذ جاريةً من الخمس، فبلغ ذلك إلى النبي - صلّى الله عليه وسلّم - فخرج رسول الله مغضباً فقال: ما بال أقوام ينتقصون عليّاً! من بغض علياً فقد

__________________

(١). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٢ / ٤١٢.

٢٤١

بغضني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه خُلِقَ من طينتي وخُلِقتُ من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. ثم قال: يا بريدة أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنّه وليّكم بعدي »(١). .

عبارته في صدر كتابه

هذا وتعرف شخصيّة القادري وقيمة كتابه ( الصراط السويّ ) ممّا ذكره في صدره، وهذه عبارته:

« أما بعد فإنّ العمل بغير العلم وبال، والعلم بغير العمل خبال، ولا يقبض العلم إلّا بموت العلماء كما في الحديث المتفق على صحته في رواية عبد الله بن عمر

واعلم أنّ الفحول قد قُبِضَت والوعول قد هلكت، وانقرض زمان العلم وخمدت جمرته، وهزمته كثرة الجهل وعلت دولته، حتى لم يبق من الكتب التي يعتمد عليها في ذكر الأنساب إلّا بعض الكتب التي صنّفها أصحاب البدعة، كما ستقف على أسمائها في تضاعيف الكتاب إنْ شاء الله تعالى، ويلوح لك شرارها من بعيد كالسراب، لكونها فارغة عن الصدق والصواب. وذلك إمّا لاندراس محبّة آل بيت النبي من قلوب الصالحين من أهل السنة، والعياذ بالله من تلك الفتنة، أن لنقصٍ في الإِيمان وتردّد في اليقين، أو لشين فاحش وكلم ظاهر في أمر الدين.

والدليل على ذلك أني سمعت من جماعةٍ لا يعبأ الله بها أنهم يسبّون الأشراف القاطنين بمكة المشرفة والمدينة المنورة، من بني الحسن والحسين،

__________________

(١). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.

٢٤٢

فأجبتها بقول القائل:

لو كلّ كلبٍ عوى ألقمته حجراً

لأصبح الصخر مثاقلاً بدينار

ثم نودي في سري الروضة، بين القبر الشريف والمنبر، بالانتصار لأهل البيت، فشرعت عند ذلك في كتابٍ أذكر فيه مناقب أهل البيت على ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة على وجه الإِختصار ».

الاعتماد على رواية القادري

ثم إنّ الرشيد الدّهلوي يعتمد في كتابه ( غرّة الرّاشدين ) على رواية القادري في إثبات دعوىً له حول أبي حنيفة فيقول:

« وقال السيّد محمود القادري -قدس‌سره - في كتاب حياة الذّاكرين: قيل: إنّ رجلاً أتى أبا حنيفة - رحمة الله عليه - وقال: أخي توفّي وأوصى بثلث ماله لإِمام المسلمين، إلى مَن أدفع؟

فقال له أبو حنيفة: أمرك بهذا السؤال أبو جعفر الدوانقي، وكان يبغض أبا حنيفة، كبغض جماعة من أشقياء بلدنا الإمام الشافعيرحمه‌الله .

فحلف السائل - كذباً - أنّه ما أمرني بهذا السؤال.

فقال أبو حنيفة -رحمه‌الله -: إدفع الثلث إلى جعفر بن محمّد الصادق، فإنّه هو الإِمام الحق.

فذهب السائل وأخبر أبا جعفر الدوانقي بذلك.

فقال أبو جعفر: بهذا عرفت أبا حنيفة منذ قديم، إنّه يرى الحق لغيرنا.

ثم دعا بأبي حنيفة وسقاه السمّ في الطعام، ففهم أبو حنيفة ذلك، فقام ليخرج، فقال له أبو جعفر: إلى أين يا أبا حنيفة؟ فقال: إلى أين تأمرني؟ فأمره بالجلوس إلى أنْ عمل السم فيه. فخرج ومات شهيداً في الطريق.

ولا تنافي بين هذا الخبر وما روي من أن السبب فتواه بإعانة محمد

٢٤٣

وإبراهيم، فتلك الفتوى كانت السّبب في حبسه وهذا الجواب السبب في قتله ».

(٥٦)

رواية ابن باكثير المكّي

ورواه أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكّي:

« عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

أخرجه أحمد وأبو حاتم والترمذي وقال: حسن غريب.

وعن بريدة -رضي‌الله‌عنه - إنه كان يبغض علياً، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: تبغض علياً؟ قال: نعم. فقال: لا تبغضه، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّا. قال: فما كان أحد من الناس بعد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أحبّ إليّ من علي.

وفي رواية: علي منّي وأنا من علي، وهو وليّكم بعدي.

خرّجهما أحمد بن حنبل ».

كما روى ابن باكثير حديث عمرو بن ميمون عن ابن عباس، المشتمل على فضائل عشر لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، منها حديث الولاية. وقال في آخره:

« خرّج هذا الحديث بتمامه: أحمد بن حنبل، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات، وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه. وهذه القصة مشهورة ذكرها أبو إسحاق وغيره »(١). .

__________________

(١). وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل - مخطوط.

٢٤٤

عبارته في صدر كتابه

ولننقل عبارة ابن باكثير في صدر كتابه المذكور ليظهر اعتبار أحاديثه، فإنّه قال فيه:

« فرأيت أنْ أجمع في تأليفي هذا من درر الفوائد الثمينة وغرر الأحاديث الصحيحة والحسنة، ممّا هو مختصٌ بالعترة النبويّة والبضعة الفاطمية، وأذكره بلفظ الإِجمال. ثم ما ورد من مناقب أهل الكساء الأربعة نخبة الآل، واُصرّح فيه بأسمائهم، ثم ما ورد لكلّ واحدٍ منهم بصريح اسمه الشريف.

فجمعت في كتابي هذا زبدة ما دوّنوه وعمدة ما صحّحوه من ذلك وأتقنوه، وما رقموه في مؤلَّفاتهم وقنّتوه فيه، مقتصراً على ما يؤدي المطلوب ويوصل إليه بأحسن نمط واُسلوب، سالكاً في ذلك طريق السّداد ومقتصراً فيه على ما به يحصل المراد، تاركاً للتطويل المملّ، سالماً من نقص الإِختصار المخلّ.

فجاء - بحمد الله تعالى - من أحسن تأليف في هذا الشأن، وأتقن مصنَّف سلك فيه طريق الإِتقان، جمع مع سهولة تناوله البديع حسن البيان، وحوى مع تناسب مسائله وتناسق وسائله عذوبة الموارد للظمآن، وتتبّعت فيه غالب ما صحّ نقله من الأحاديث ويعمل بمثله في الفضائل ويحتجّ به في القديم والحديث، وتركت ما اشتدّ ضعفه منها. ولم نجد له شاهداً يقوّيه، وجانبت عمّا تكلّم في سنده وقد عدّه الحفّاظ من الموضوع الذي يجب أنْ ننقّيه.

وأتيت بالمشهور في كتب التواريخ عند نقل القصص والأخبار، وربّما دعت الحاجة إلى الإِشارة لبعض الوقائع روماً لطريق الإِختصار، واكتفيت بالحوالة على الكتب المؤلَّفة لذلك الفن، فإنّها تغني عن التطويل بذكره في كتابنا، لقصد الإِيجاز مهما أمكن.

٢٤٥

فدونك مؤلّفَاَ يجب رقم سطوره بخالص الإِبريز، ومصنَّفاً يتَعيَّن أنْ يقابل بالتكريم والتعزيز، ويحقّ له أنْ يجرّ ذيل فخره على فرق كلّ مؤلَّف سواه، ويسمو على كلّ مصنَّف بما جمع فيه وحواه، إذ هو سفينة بجواهر نعوت أهل البيت قد شحنت، وفي بحار فضائلهم الجمة قد عامت، وعلى جوديّ شمائلهم استوت واستوطنت، يضوع من أرجائها نشر مناقبهم العاطر، ويلوح في شمائلها بدر كواكبهم الزاهر.

تتبّعت فيه من الأحاديث ما يشرح صدور المؤمنين، وتقرُّ به عيون المتّقين، ويضيق بسببه ذرع المنافقين، ممّا تفرّق في سواه من نصوص العلماء ومؤلفات الأئمة القدماء.

ثم لمـّا كمل حُسنه البهيّ وتهذيبه، وتمّ بحمد الله تعالى تفصيله وتبويبه، سمّيته: وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل، لكي يطابق اسمه مسمّاه، ويوافق رسمه المعنى الذي نويناه، والمبنى الذي بنيناه، لأنّي ألَّفته راجياً به السّلامة من ورطات يوم القيامة والخلوص من ندامة ذلك المقام، مؤمَّلاً من فضل الله تعالى أن أحرز ببركته سائر الآمال، وأفوز بأسنى المطالب والحال والمآل، لأنّ حبّهم هو الوسيلة العظمى، وتقرّبهم في كلا الدارين يوصل إلى كل مقامٍ أسنى ».

ترجمة ابن باكثير

وترجم المحبّي لابن باكثير بقوله:

« الشيخ أحمد بن الفضل بن محمّد باكثير المكّي الشّافعي. من اُدباء الحجاز وفضلائها المتمكّنين. كان فاضلاً أديباً، له مقدار عليّ وفضل جليّ، وكان له في العلوم الفلكيّة وعلم الأوفاق والزابرجا يد عاليه، وكان له عند أشراف مكّة منزلة وشهرة، وكان في الموسم يجلس في المكان الذي يقسّم فيه الصرّ

٢٤٦

السّلطاني بالحرم الشّريف، بدلاً عن شريف مكّة.

ومن مؤلَّفاته: حسن المآل في مناقب الآل، جعله باسم الشريف إدريس أمير مكّة وكانت وفاته سنة ١٠٤٧ بمكّة. ودفن بالمعلّاة »(١). .

وفي ( تنضيد العقود السنّية ) لدى النقل عن ابن باكثير: « قال أحمد صاحب الوسيلة، وهو الثقة الأمين في كلّ فضيلة ».

(٥٧)

رواية البدخشي

ورواه ميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي البدخشي في كتبه الثلاثة.

ففي ( مفتاح النجا في مناقب آل العبا ):

« أخرج أحمد عن بريدة -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بعثين إلى اليمن، على أحدهما: علي بن أبي طالب. وعلى الآخر: خالد بن الوليد. فقال: إذا التقيتم فعليٌّ على الناس، وإذا افترقتم فكلّ واحدٍ منكما على جنده. قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة. فاصطفى علي امرأة من السّبي لنفسه. قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يخبره بذلك، فلمـّا أتيت النبي - صلّى الله عليه وسلّم - دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ بك، بعثتني مع رجلٍ فأمرتني أنْ اُطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي، فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم

__________________

(١). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٧١.

٢٤٧

بعدي ».

( وفيه ): « أخرج الديلمي عن علي - كرّم الله وجهه - أن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال لبريدة: يا بريدة: إن عليّاً وليّكم بعدي، فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر ».

( وفيه ): « أخرج الترمذي - واللّفظ له - والحاكم عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً، فاستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السريّة، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلّى الله عليه وسلّم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرنا بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفرٍ بدؤا برسول الله فسلّموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم.

فلمـّا قدمت السرية سلّموا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا. فأعرض عنه رسول الله. ثمّ قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليا منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ولفظ عند أحمد مرفوعاً -: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً. إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

( وفيه ): « أخرج الخطيب والرّافعي، عن عليّ كرّم الله وجهه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: سألت الله يا علي فيك خمساً، فمنعني واحدةً وأعطاني أربعة، سألت الله أنْ يجمع عليك اُمّتي فأبى عليَّ. وأعطاني فيك: أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديّ، تسبق به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنّك وليّ

٢٤٨

المؤمنين ».

( وفيه ): « أخرج أحمد عن عمرو بن ميمون قال: إنّي لجالس إلى ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، إذْ أتاه تسعة رهط ».

فرواه إلى آخره ثم قال: « أقول: هذا حديث حسن، بل صحّحه بعضهم. وهو شامل لمناقب جمّة، يلزم لأهل العلم حفظه »(١). .

وفي ( نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار ):

« أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين -رضي‌الله‌عنه - قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جاريةً، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -

فأقبل إليهم رسول الله - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢). .

( وفيه ): « أخرج أحمد عن عمرو بن ميمون، إني لجالس إلى ابن عباس ».

ولا يخفى أنّه ذكر هذين الحديثين في القسم الأول من المقصد الأول من الكتاب، وقد نصّ في أول هذا القسم على أن أحاديثه « لم يختلف في صحّتها العلماء الأعلام ».

وفي ( تحفة المحبّين ): « دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ علياً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. حم عن عمران بن حصين ».

( وفيه ): « ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. ت وحسّنه. ك عن عمران بن

__________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الأبرار بما صحّ من مناقب آل البيت الاطهار: ٢٢.

٢٤٩

حصين »(١). .

ترجمة البدخشاني

ومحمد بن معتمد خان البدخشي من أجلّة العلماء في الهند، ترجم له اللكهنوي ووصفه بالشيخ العالم المحدّث أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال » وذكر كتبه(٢). .

ثم أنّه يعدّ من الأعلام المحققين وأعيان المعتمدين من أهل السنّة، فالرّشيد الدهلوي يصرّح بكونه من عظماء أهل السنة، ويستند إلى مؤلّفاته في مقابلة أهل الحق، ويستشهد بها على كون أهل السنّة موالين لأهل البيت الطّاهرين. والمولوي حيدر علي الفيض آبادي يذكره من علماء أهل السنّة الأعلام القائلين بلعن يزيد بن معاوية، وينص على اعتبار كتبه. و ( الدهلوي ) نفسه يقول في جواب سؤالٍ وُجّه إليه في تلقيب أمير المؤمنينعليه‌السلام بـ « المرتضى »:

« قد كُنّي في الأحاديث الصحيحة بأبي تراب، وأبي الريحانتين، وقد روي وثبت تلقيبه بذي القرنين، ويعسوب الدين، والصدّيق، والفاروق، والسّابق، ويعسوب الاُمّة، ويعسوب قريش، وبيضة البلد، والأمين، والشريف، والبار، والمهتدي، وذي الاُذن الواعية.

والميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي، المؤرّخ المشهور لهذا البلد - يعني دهلي - ذكر تلقيبه بالمرتضى في رسالتيه في فضائل الخلفاء وفضائل أهل البيت، وهاتان الرسالتان من عمدة تصانيفه. لكنّ الفقير لا يتذكّر الآن أنّه إلى أيّ حديث استند في ذلك.

__________________

(١). تحفة المحبين بمناقب أهل البيت الطاهرين - مخطوط.

(٢). نزهة الخواطر ٦ / ٢٥٩.

٢٥٠

وفي حديث أنس بن مالك في قصة تزويج سيّدة النساء، وخطبة أبي بكر الصدّيق وعمر الفاروق منها، لفظ يفهم منه كون أمير المؤمنين المرتضى والمختار، أي في هذا الأمر، يعني تزويج سيّدة النساء رضي الله تعالى عنها منه. » انتهى نقلا عن مجموع فتاوى ( الدهلوي ) الموجود عند المولوي عبد الحي ابن المولوي عبد الحليم السهالي اللكهنوي.

(٥٨)

رواية محمد صدر العالم

ورواه الشيخ محمد صدر العالم في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام قال:

« أخرج أحمد: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي ».

وقال: « أخرج الديلمي: عن بريدة قال قال لي رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: يا بريدة، إنّ عليّاً وليّكم بعدي، فأحبَّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر.

وأخرج ابن أبي شيبة: عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا من علي، وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج أحمد عنه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً. إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

وأخرج الطّيالسي والحسن بن سفيان وأبو نعيم عنه مثله.

وأخرج الترمذي - وقال حسن غريب - والطبراني والحاكم - وصححه - عنه قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وانا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي.

٢٥١

و أخرج الخطيب والرّافعي عن علي - كرّم الله وجهه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سألت الله يا علي فيك خمساً، فمنعني واحدة وأعطاني أربعاً، سألت الله أنْ يجمع عليك اُمتي فأبى عليَّ، وأعطاني فيك: أن أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ومعك لواء الحمد، وأنت تحمله من بين يديَّ، تسبق به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين بعدي »(١). .

ترجمة محمد صدر العالم

ومحمد صدر العالم من كبار العلماء الأجلّة من أهل السنّة ترجمه صاحب ( نزهة الخواطر ) بالشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين. ثم ذكر مصنّفاته ومنها معارج العلى(٢). .

وكتابه من الكتب الممدوحة المقبولة عندهم. وقد أثنى عليه وعلى كتابه معاصره شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي - والد ( الدهلوي ) - في قصيدةٍ أنشأها وأرسلها إلى صدر العالم، بعد أن وقف على كتابه المذكور وهي موجودة في كتابه ( التفهيمات الإِلهيّة )، وبترجمته في ( نزهة الخواطر ٦ / ١١٧ ).

(٥٩)

رواية أحمد بن عبد الرّحيم الدّهلوي

ورواه شاه ولي الله أحمد بن عبد الرّحيم الدهلوي - وهو والد

__________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط

(٢). نزهة الخواطر ٦ / ١١٥.

٢٥٢

( الدهلوي ) - وأثبته في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في غير واحدٍ من كتبه.

فروى في كتابه ( قرّة العينين ) حديث عمران بن حصين عن الترمذي(١). .

وروى في كتابه ( إزالة الخفا عن سيرة الخلفاء ) حديث عمرو بن ميمون بطوله، المشتمل على حديث الولاية، المذكور في الكتاب مراراً، عن الحاكم والنسائي(٢).

ولم نجد منه طعناً في سند الحديث

فيا للعجب كلّ العجب من ( الدهلوي ) كيف خاض في غمار عقوق والده وشيخه المهذّب، ورجّح على اتّباعه تقليد الكابلي الجالب على نفسه وأتباعه أمّر العطب، وكأنّه لم يقرع سمعه قول عليعليه‌السلام : نحن أهل بيت ما عادانا بيت إلّا خرب، وما نبح علينا كلب إلّا جرب؟!

ترجمة أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي

وشاه وليّ الله الدّهلوي إمام علماء الهند في عصره في العلوم المختلفة، تجد الثناء العظيم عليه في الكتب المؤلّفة بتراجم رجال تلك الدّيار وفي غيرها، مثل ( اتحاف النّبلاء ) و ( أبجد العلوم ) و ( نزهة الخواطر ٦ / ٣٩٨ - ٤١٥ ). كما أنّه ترجم لنفسه في كتابٍ أسماه ( الجزء اللطيف في ترجمة العبد الضّعيف )، كما أن ابنه ( الدهلوي ) وسائر علماء الهند المتأخرين كلّهم عيال عليه في شتّى البحوث.

__________________

(١). قرة العينين في تفضيل الشيخين: ١٦٨.

(٢). إزالة الخفا في سيرة الخلفاء ٢ / ٤٤٨.

٢٥٣

(٦٠)

رواية محمد بن إسماعيل الأمير

ورواه محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليمني الصّنعاني في ( الروضة الندية - شرح التحفة العلوية ) فقد قال بشرح:

« قل من المدح بما شئت فلم

تأتِ فيما قلته شيئاً فرّيا

كلّ من رام يداني شأوَه

في العلى فاعدده روماً أشعبيّاً »

قال: هذه كالفذلكة لِما تقدّم من فضائله، كأنّه قال: إذْ قد عرفت أنّه أحرز كلّ كمالٍ، وبذّ في كلّ فضيلةٍ كملة الرجال، فقل ما شئت في مدحه، كأنْ تمدحه بالعبادة، فإنّه بلغ رتبتها العليّة، وبالشّجاعة فإنّه أنسى ما سبقه من أبطال البريّة، وبالزهادة فإنّه إمامها الذي به يقتدى، وبالجود وأنّه الذي فيه المنتهى.

وبالجملة، فلا فضيلة إلّا وهو حامل لوائها ومقدَّم أمرائها، فقل في صفاته ما انطلق به اللّسان، فلن يعيبك في ذلك إنسان.

وفي هذا إشارة إلى عدم انحصار فضائله - كما قد أشرنا إليه سابقاً - وكيف ينحصر لنا وقد قال إمام المحدّثين أحمد بن حنبل: إنه ما ثبت لأحدٍ من الفضائل الصحيحة ما ثبت للوصيّعليه‌السلام . وقد علم أن كتب السنّة قد شرّقت وغرّبت وبلغت مبلغ الرياح، فلا يمكن حصرها. وإشارة إلى ما لم نورده سابقاً:

فمن ذلك: أنّه من الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - بمنزلة الرأس من البدن، كما أخرجه الخطيب من حديث البراء، والديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عنه صلّى الله عليه وسلّم: عليّ منّي

٢٥٤

بمنزلة رأسي من بدني.

ومن ذلك: أنّه باب حطّة، كما أخرجه الدار قطني في الأفراد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عنه صلّى الله عليه وسلّم: علي باب حطّة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً.

ومن ذلك: أنه من النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم منه، كما أخرجه أحمد والترمذي وأبو حاتم، من حديث عمران بن حصين: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

وقال محمد بن إسماعيل بشرح:

« كلّما للصحب من مكرمة

فله السّبق تراه الأوليّا »

قال: « وقد اختصّه الله ورسوله بخصائص لا تدخل تحت ضبط الأقلام ولا تفنى بفناء اللّيالي والأيّام. مثل اختصاصه بأربع ليست في أحدٍ غيره، كما أخرجه العلّامة أبو عمر ابن عبد البر من حديث بحر الاُمة ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:

لعليّ أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أوّل عربي وعجمي صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وهو الذي كان لواه معه في كلّ زحف. وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره. وهو الذي غسّله وأدخله في قبره.

وكاختصاصه بخمسٍ، كما أخرجه أحمد في المناقب، وقد تقدم ذلك في بيت لواء الحمد.

وكاختصاصه بعشر، كما أخرجه أحمد بتمامه، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه. وهو من حديث عمرو ابن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه ».

٢٥٥

ترجمة محمد بن إسماعيل الأمير

ومحمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعاني المتوفى سنة ١١٨٢ فقيه، محدّث، متكلّم، من أئمّة اليمن، له تصانيف كثيرة في الفقه والأصول والحديث، ترجم له وأثنى عليه:

١ - الشوكاني في ( البدر الطّالع ٢ / ١٣٣ ).

٢ - صدّيق حسن في ( التاج المكلّل: ٤١٤ ).

(٦١)

رواية الصبّان المصري

ورواه محمّد الصبّان المصري صاحب ( إسعاف الراغبين ) قال:

« أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

ترجمة الصبّان

وترجم لأبي العرفان محمد بن علي الصبّان المصري الشّافعي المتوفى سنة ١٢٠٦ في ( معجم المؤلّفين )(٢). عن عدّةٍ من المصادر، قال: « عالم،

__________________

(١). اسعاف الراغبين - هامش مشارق الأنوار: ١٥١.

(٢). معجم المؤلفين ١١ / ١٧.

٢٥٦

أديب، مشارك في اللغة والنحو والبلاغة والعروض والمنطق والسيرة والحديث ومصطلحه والهيئة وغير ذلك. ولد وتوفي بالقاهرة » ثم ذكر تصانيفه، وعدّ منها ( إسعاف الراغبين ) و « الحاشية على شرح الأشموني ) المتداول في الحوزات العلميّة والأدبيّة.

(٦٢)

رواية العجيلي

ورواه أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي الشافعي حيث قال بشرح:

« والله قد آتاه خمساً تنقل

أحبّ من دنياكم وأفضل »

قال: « أخرج السيطوي -رحمه‌الله - في الكبير عن علي -رضي‌الله‌عنه - قال صلّى الله عليه وسلّم: سألت الله - يا علي - فيك خمسا، فمنعني واحدة وأعطاني أربعا: سألت الله أن يجمع عليك أمّتي فأبى عليّ. وأعطاني لك: أنّ أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله بين يديّ، تسبق به الأوّلين والآخرين. وأعطاني أنت وليّ المؤمنين بعدي ».

وقد أثبت الحديث الشّريف في كلام له بشرح:

« واقرأ حديث إنّما وليّكم

واسمع حديثاً جاء في غدير خم »

فقال بعد ذكر الغدير وقصّة الحارث الفهري: « وهو من أقوى الأدلّة على أنّ عليّاً -رضي‌الله‌عنه - أولى بالإِمامة والخلافة والصّداقة والنصرة والاتّباع، باعتبار الأحوال والأوقات والخصوص والعموم. وليس في هذا مناقضة لما سبق وما سيأتي إن شاء الله تعالى.

إنّ عليّاًرضي‌الله‌عنه تكلّم فيه بعض من كان معه في اليمن، فلمـّا قضى حجّه خطب بهذا تنبيهاً على قدره، وردّاً على من تكلّم فيه، كبريدة، فإنّه كان

٢٥٧

يبغضه، ولمـّا خرج إلى اليمن رأى جفوةً، فقصّه للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يتغيّر وجهه ويقول: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه. لا تقع - يا بريدة - في علي. فإنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي ».

ترجمة العجيلي

والعجيلي توجد ترجمته في:

١ - نيل الأوطار ١ / ١٢٩.

٢ - حلية البشر ١ / ١٨٠ عنهما معجم المؤلفين ١ / ٢٧٩.

٣ - التاج المكلّل: ٥٠٩ وقد وصفه بقوله: « الشيخ العلّامة المشهور، عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز، لم يزل مجتهداً في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز ».

(٦٣)

رواية محمد مبين اللكهنوي

ورواه المولوي محمد مبين بن محبّ الله بن ملا أحمد عبد الحق بن ملا محمد سعيد بن قطب الدين السهالي، في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال:

« ومنها: أنّه - صلّى الله عليه وسلّم - أمّره على الجيش، وأعلم القوم بخصوصيّته وأخبرهم بولايته: أخرج الحاكم والترمذي نحوه عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه -. فمضى في السرية فأصاب جاريةً فأنكروا

٢٥٨

عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا لقينا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا ورجعوا بدؤا برسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فنظروا إليه وسلّموا عليه، ثم يتطرقون إلى رحالهم.

فلمـّا قدمت السريّة سلّموا على رسول الله، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه. ثم قام إليه الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل عليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - والغضب يعرف في وجهه - فقال:

ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ولفظ أحمد: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١). .

ترجمته وعبارته في صدر كتابه

ذكره صاحب ( نزهة الخواطر ) وعنونه بـ « الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محب اللكهنوي، أحد الفقهاء الحنفيّة » ثم ذكر كتابه وأرّخ وفاته بسنة ١٢٢٥(٢). .

ومن المناسب أن نورد نصّ كلامه في صدر كتابه، ليظهر اعتبار الأحاديث الواردة فيه. فإنّه قال: « أما بعد، فلا يخفى عليك أن محبّة آل سيد الكائنات جزء الإِيمان، ولا يتمّ إلّا بمودّتهم بالجنان وتعظيمهم بالأركان، ورعاية

__________________

(١). وسيلة النجاة في مناقب الحضرات: ٤٨.

(٢). نزهة الخواطر ٧ / ٤٠٣.

٢٥٩

حقوقهم بالصّدق والإِيقان، قال الله في القرآن:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وفسّر بالنبيّ المصطفى وعلي المرتضى والحسنين وفاطمة الزهراء،عليهم‌السلام .

فلا بدَّ لكلّ مؤمنٍ من مودّتهم ولا يخلو مسلم من محبّتهم. قال النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: ألا من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: آيس من رحمة الله ولم يشم رائحة الجنّة. وقال في علي الوصي: لا يحبّه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق.

وإنّني في زمانٍ قد كثر فيه القيل والقال، وقلّ العلماء وكثر الجهّال، كلّ بضاعة أهل الزمان المخاصمة والجدال، وقد اكتفوا بما فهموا بزعمهم من ظاهر المقال، من غير أنْ يكون لهم اطّلاع على حقيقة الحال فإنّ السُّنّي من يكون مشغوفاً بحبّ آل النبي، وإلّا فهو المنافق الشقي. ومن اللطائف: أن أعداد السّنّي بحسب الحساب مساوية لحبّ علي، فمن لا يكون في قلبه حبّ عليّ لا يكون معدودا من السنّي

... حداني صدق النيّة على أنْ أؤلّف رسالةً مشتملةً على الآيات النازلة والأحاديث الواردة في مودّة القربى، متضمنّة لبيان الشمائل والخصائل التي كانت لهم في الدنيا، وما ثبت بالآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة من مقاماتهم ودرجاتهم الرفيعة في العقبى، وقد وشّح به المحدّثون صحائفهم، والأولياء تصانيفهم، والعلماء كتبهم.

وما استخرجت من الصّحاح بعد كتاب الله صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الترمذي، والكتب الموثوقة كجامع الاُصول لابن الأثير وغيرها من الكتب المعتبرة في الأحاديث الشّريفة والقصص الصحيحة، وجمعتها في هذه الرسالة، وأعرضت عن الصحائف المتروكة والموضوعات المطروحة وما التفتُّ إلى ما كان باطلاً أو ضعيفاً ».

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347